السبت، 6 أغسطس 2016

✿ لعنة سويون ♦ البارت الثالث ✿

Ͼ لعنة سويون Ͽ
البارت الثالث 



By Sara



تحاشت النظر لعينيه اكثر تهربا منه... اوشكت على الالتفات... صر اسنانه زفر انفاسا حارقة.. وتحرك ليثبت يده بأحكام على معصمها الذي خفت وميضه للتو.. تقييد يده قوي مطالب لها بالعودة.. شهقت حين لُفت بسرعة من قبله ورُمت لحضنه مقيدة بين ذراعيه بقوة.. كأنه يعتصرها لتختفي فتسكن من جُن بها سنينا وحيدا! 
عينيه المتلألأة بدموع العشق والشوق مجنونة ...بينما اضطربت امواج بحرها الهادئة لسنين لتتلاطم بقوة امام هيبة مشاعر قلبه.


تنفست بعمق مختنقة لا تعلم أ من شدة تقييده أم من اضطرابها وتوترها الغريب!!... فتزحزح قليلا مُعيدا لها حريتها ويعيد تركيزه في عينيها مجددا..أومات له متلعثمة :مر..مرحبا جونغ...كي!...مر وقت طويل!

اردف سريعا بحدة :كلا..بل دهور بسببك...ايتها الشقية كيف لك ان تختفي وقتها دون اي خبر او عنوان ..أتعلمين كم قلقنا عليكِ يومها.





تحولت للحدة لتجاريه بنظرة حادة في عينيه :يومها وحسب!...كلٌ منكم اكمل طريق حياته بعدها بطبيعية..عن أذنك!... التفتت بالفعل,

 زفر بحرقة مغمض العينين ثم فتحهما على وسعهما كيف نسي كيف انتشالها له من الموت كما يسحبون الغريق بخفة ساحر.. التفتْ للخلف الى الانفجار الكبير وفوضى الشرطة والناس المجتمعين :كيف لها!؟

تحرك سريعا خلفها ليعدم تلك المسافة مجددا جذبها لتلتفت له بسرعة :انتظري لحظة(اشار للخلف بينما عيناه تراقبان تعابيرها بخوف وحيرة) كيف عرفتي ماسيحصل (اشار بسبابته نحوها مهددا) لاتقنعيني انك رأيتها لقد حصل الحادث بعد نصف دقيقة تقريبا ولا احد لاحظ ولا سمع صوت سيارة قادمة....كيف عرفتِ انتِ...من اين ظهرتِ... في هذا الوقت بالتحديد...



تنقلت بين عينيه من اشتعلت اصرارا على معرفة مايجري منها, ابتعلت ريقها وافلتت يدها بصعوبة وقالت :الحقيقة التي تريدها لن تصدقها..شئ فوق مستوى المنطق لن تتقبله... لذا لا داعِ من اخبارك(انحنت مجددا) كن بخير..عن أذنك.

زفر وصرخ بخفة عاد بنظره اليها وهي تخطو بخطوات سريعة لكن التعب يرسمهم بوضوح...تنهد بجدية وأتخذ خطاه خلفها.

....................... 

طول الطريق كانت تكتم دموع خفيفة تبكيهم تحذفهم ثم تبتسم خليط غريب اجتاحها...بين نهاية كانت ستخط امام عينيها ويحطم جونغ كي مرة وللابد... بين فرحتها بأنقاذه وبين نشوة غريبة بتذكر عينيه احضانه خوفه وقلقه... ابتسمت مجددا بأخرى اعرض وهي تكمل صعود السلالم وحين اوشكت على انهاءهم توقفت بحيرة قاطبة الحاجبين التفتت بخفة سريعا فرأته خلفها تفاجأ تنحنح وهو ينظر جانبا يتلاعب بأنفه...فأتسعت عينيها قائلة :يا جونغ كي!!..متى لحقت بي ياااا



انقلب للمكر :ماذا!..انتِ بخيلة وانا دعوت نفسي الى منزلك هل فعلت خطأ ما!..اتسعت عينيها اي منزل تدعوه له بإي وجبة طعام دافئة تستقبله!

هز رأسه متذمرا على صمتها واكمل الخطوات البقية الى الممر الذي يحتوي ابواب الشقق الخمسة.. توقف بوسط الممر مشيرا لها :هيا تحركِ...لن اذهب من هنا حتى افهم سركِ...كيف عرفتِ كل ماكان سيحصل..من اين جئتِ... لم اعلم انكِ بهذا القرب من مكان عملي ولم اركِ يوما قبلها بينما ظهرتِ بكل سهولة قبل قليل..

صعدتَ سريعا ومرت بقربه بخطوات متذمرة عابسة ووقفت امام باب شقتها وهي تفرد ذراعيها :لا اريد اخباركِ لا اريدك ان تدخل هيا غادر جونغ كي...

زم شفته بطريقته المعتادة وهو يهز رأسه برفق وضع يدا في جيبه واقترب منها ..وملاصقا لها رفع رأسه فتح عينيه عن قرب من عينيها مولدا رجفة غريبة فيها : نسيتِ من اكون بهذه السرعة..انا جــــونغ كي... لا مهرب لكِ.




ابتسم بخفة ليشتتها اكثر ...لوت شفتها بعنف والتفتت لتفتح الباب غير مبالية له وسريعا نفذت لتغلقه ..فأمسك بالمقبض بسرعة تحول للطفولية فورا اوشك على حصر نفسه بين الباب والاطار وهو يكرر :سأدخل قلت لكِ لافرار لكِ ياا يا افتحِ الباب...لقد اصبحتِ قليلة التهذيب حقا ماكل هذا!.

ودخل بسبب قوته وهو يلتقط انفاسه.. اغمضت عينيها مطرقة الرأس فور ان بدأ بتفحص المكان كله بعينين متلاهفة لمعرفة اين تعيش سول ولمَ كل هذا المنع...وبالتدريج مع كل نظرة ملامحه تهدأ حتى انتهت عليها برأسها المطأطأ 



انكسر قلب جونغ كي وهو يحدق بها فهم كل معاناتها ولماذا منعته اي وضع بائس تعيش حياة فقراء وتخلو الشقة من كل شئ...نظرة اخيرة على المطبخ فارغ الاوعية والادوات فغر فمه فورا متذكرا :اوه اوه كيف نسيت...لقد حجزت على وجبة كاملة في مطعم بسيط مجاور.. أنتظريني لاتغلقي اياكِ ان تمتنعي عن فتحه لي ها.. اشار بسبابته مهددا بينما يده الاخرى رمت الحقيببة على كرسي مجاور قرب الباب تاركة اياها في هول صدمتها رفعت رأسها لتلمح الباب يغلق فورا.. عضت شفتها بحسرة حين التفتت محدقة بمكانها فهمت كل شئ انها تفهمه جيدا من اول ايامهما معا في الثانوية انه يكذب اخترع لكي ينقذ وضعها ...انهمرت دمعة حارة اشعلت خدها حذفتها وهي تسير حتى اصبحت في الشرفة...تتابع اثره وهو يجري في الاسفل هرول سريعا وقلبه يتمزق لأجلها...

 وبالفعل كذب لينقذ وضعها اخر شخص يود ان تحرج هي وهو السبب... اعدت الطاولة وانتظرته ورغما عنها تبتسم ولو شبح ابتسامة لحضوره..


 طرق الباب ..فأتجهت بهدوء نحوه فطرقه مجددا بقوة مهددا :افتحي ياا.. لقد حذرتك.. ضحكت بخفة وهي تفتحه له فتنهد ودخل فورا خلع حذائه وتبعته ليجلسا الى المائدة 

جلست امامه بعيون مذهولة وهي تحدق بكل شئ اشتراه اكياسا كثيرا لمجرد وجبة عشاء... لكن جونغ كي اشتري وجبات يومين ايضا... تنقل بين الاكياس وعينيها المعلقة بهم وتصنع الضحك فورا والاعذار :انهم لي.. لاتشغلي بالك بهم..وجبة العشاء هذه وحسب... رسم ابتسامة عريضة اكبر.. فأبتسمت بخفة قائلة :لقد كلفت نفسك عناء المجئ الى هنا وهذه الوجبة ايضا!
صر على اسنانه قد كشفته ..ابتسم بلطف :لقد اشتقت فقط لكل شئ..ألم تشتاقي!
حدقت في عينيه وأومات له ثم بدأت بترتيب الطعام على الطاولة وتابع معها حتى أومئا لبعضهما وبدءا بالأكل معا.

تلامعت دموع عينيها لدفئه ولذته اشتاقت لطعام مماثل منذ زمن بينما عينيه اللتان كانتا ترتفعان للنظر لها رغم رأسه المنحني للأكل مستغلا ذلك ليحدق بها خلسة يبتسم جانبيا ثم يعود لطعامه.

اسرع قبل ان تنتهي ليخرج بعض البن من الاكياس ثم الى المطبخ ليحضر لها مخفوق قهوة وحليب 




رائحته عبأت المكان بقوة انتشلت رئتيها ثم اطلقته نفسا عميقا متلذذا قبل التذوق حتى وهي تحدق به يحضره..اقترب منها اقترب من الاريكة مناولا لها كوب قهوتها أومأت له بأبتسامة وجلس بجوارها وعم الصمت طويلا جليسا ثالثا لهما... كل شئ مجهول سنين طويلة فمن اين يبدءان ..تنحنح بعد آخر رشفة :منذ ...متى انتِ تسكنين هنا!

ارجعت ظهرها للخلف اكثر : سنتين تقريبا ..منذ ان عملت في العمل هنا.
التفت لها بتفاجأ فمنظر المنزل لايدل على انها تمتلك واحدا : أحقا تعملين؟
تطلعت في عينيه نبرة صوته تحمل تعجبا وليست سؤال ..ردت بهدوء قبل ان تلف رأسها مجددا :كنت!... لقد تخلى عني من اجل حبيبته... اتسعت عينيه وبقي مناظرا لها..غيرت دفة الحديث فورا :منذ متى وانت هنا!

افاق من شروده عليها : اوه... منذ ان تخرجت من الثانوية..قُبلت في جامعة هنا درست الاعلام والاخراج...اعمل في اذاعة حاليا وحديثا طلبتُ لأدارة مجلة

انبهرت قليلا لكن دون ان تشعره ..ابتسمت سرا فرحا بأنجازه :احسنت صنعا..هذا رائع 

سحب نفسا عميقا واطلقه :دوري الان..ان افهم ماحصل(رفع سبابته فورا) ولاتتهربي او تكذبي علي..هناك فرق توقيت بين جذبكِ لي وحصول الحادث..حوالي الدقيقة... مقارنة بسرعة السيارة السريعة تلك انه وقت كثير كي لايستشعرها اي احد ... لاصوتها ولا احد انتبه..ظهرتي من العدم ..هيا اقنعيني.

تنهدت دون النظر له وبدت جادة : اذا كنت انا لا اصدق ولست مقتنعة بما يحصل لي ومعي (نظرت لعينيه) فكيف لي ان اقنع اي احد!!



رفع حاجبيه بجدية :ومع ذلك يجب ان اعرف
أومأت له :حسنا اذا...كل ماحصل هو حلم!...حلم رأيته في منامي كانت السيارات تستعد لتصدمك فأسرعت للوقوف امامك (جذبت قميصها من حيث صدرها قليلا قائلة له)وهذه منه...افقت وانا اسعل دما...اقتنعت الان!!
مع كل كلمة تلتها تتحجر عينيه صدمة بعد الاخرى :ما..ما...ماذااا؟؟

التفتت للامام ببعض القلق :احلامي تتحقق منذ اسبوع ..كل شئ اراه يحصل حقيقة..وهذه (رفعت معصمها بأتجاهه )عندما يبدأ الحلم بالتحقق تبدأ بالوميض كما النجوم وتنطفئ فور انتهاءه

التفتت تناظر عينيه وهول صدمتهما مترقبة..ضحكة خفيفة مستهزءة منه تلاه صمت ثم وقف كمن مسه جان يلف حول نفسه في الغرفة معقبا ضحكات مستهزءة يديه على خصره..وعيناها تتابعانه جيئة وذهابا..اخيرا وقف فجأة امامها :تتوقعين ان اصدق ها!!

شبح ابتسامة اظهرت له مجيبة :لقد اخبرتك...انا نفسي لا استطيع ان اصدق..لكنني مجبرة اجري وراء هذه الاحلام..اصبح من المستحيل التغاضي عنهم
سألها مجددا :منذ متى؟ألاتعرفين السبب ...فقط هكذا فجأة.
هزت رأسها :لست اذكر اي شئ مميزا اي حدث بدأت بعده هذه الاحلام(هزت رأسها بجدية) لا اذكر ابدا.

اشار له بيده بجدية :علي ان ارى بنفسي ..سأبيت هنا الليلة
شهقت واقفة فورا :مالذي تقوله الان
تحرك نحو الاريكة ليجلس حازما امره :من حقي ان ارى حقيقة ماحصل ومايجري معك (رفع حاجبا بمكر يحدق بها) ام انتِ!!.. خائفة مني!...ابتسم بشقاوة.




انفتضت غاضبة فعلا :هل جننت!! كيف لك ان تبيت في شقتي هكذا ومن اول يوم التقينا فيه
فغر فمه فورا متصنعا الصدمة :ماذا!..أذن مشكلتك لأنه اليوم الاول ...غدا ممكن؟؟!
شهقت بهول اكبر  ضربت الارض بقدمها وتحركت بخطوات عنيفة للداخل...ضحك بخفة عليها ..قطع ضحكته فورا عودتها وقوفها المفاجأ امامه مهددة :اياك ان تبرح مكانك ...هناااا فقط.. ابتسم جانبيا رفع كلتا يديه لأعلى مستسلما لأمرها .

زمتت شفتها بطفولية وعادت لغرفتها بنفس الخطوات
ارتمت بقوة جالسة على طرف سريرها ... علامات الغضب ذبلت لتزهر ابتسامة جميلة عذبة تزين شفتيها ... رؤيته بخير..لقاءه بعد كل تلك السنين...الاحاديث بينهما بكل عفوية... وذلك المزاح الخفيف ..واخيرا انها تحتاجه فعلا..الى احد معها يصدق معها احلامها... يكفيها وحدة.. تنهدت براحة ستغدو ليلة مميزة هناك انفاس اخرى تشاركها المكان ... 

بقيت على جلستها نصف ساعة منتظرة ..انحنت لتخلع حذاء المنزل الخفيف..ثم اتجهت بخطوات خفيفة غير مسموعة ..ومن طرف الحائط تلصصت عليه ثم ظهرت كاملة واكملت خطواتها  نحوه...وامامه شبكت يديها...ضحكت بخفة كالهمس على فوضوية نومه على الاريكة قدمه فوق ذراع الاريكة واخرى تلامس الارض ويديه كذلك...



رفعت ساقيه بشكل مناسب ثم انحنت لتعيد ذراعه فوق جسده ورفعت الاخرى ..قلبها يرفرف بشكل غريب... بالنظر الى تعابيره الهادئة 
عادت نظرة عينيها الى 5 سنين مضت  وهي تحدق به بنفس الطريقة..نائم على الارضية في ممر المكتبة بزيهم المدرسي..انحنت كذلك عدلت ذراعه  التي ارتمت للخلف وهي ممسكة بالكتاب الذي اصبح خلفه ايضا بموازاة رأسه على الارضية ايضا..اعادت الكتاب مكانه ابتسمت عليه...رفعت رأسها  لتراه ..ايل وو عند طرف الممر قاطب الحاجبين اشار لها بيده  كي تأتي فورا أومأت له وجرت بخطوات هادئة..تأبطها تحت ذراعه فور وصولها :ألن تتوقفي عن هذه التصرفات 
تذمرت فورا بوجه طفولي :ماااذاا؟.. انه صديقي وزميلنا في الفصل ايضا ..اششش
هز رأسه في انزعاج ثم تحركوا..هم رحلوا وهو فتح عينيه الساحرة برفق مع ابتسامة هادئة جانبيه رفع يده محدقا بها حيث موضع لمستها عندما رفعتها والاخرى على قلبه حائرا بتلاطم امواجه بسحر امسية صيفية هادئة.

افاقت من تلك الذكرى وهي تسدل غطاءا خفيفا فوقه .. علقت سترته وصفت حقيبته تحتها ثم اتجهت الى سريرها ... استلقت تناظر السقف بقلق..الى اين سيوصلها حلم الليلة وهنا سونغ كي معها :انا قوية ساتحمل وأجاري كل شئ ... وايضا انه هنا الان... هذا يكفيني
اغلقت عينيها نامت فورا بدون ثانية تأخير اصبح الامر بيدها فعلا.

.................................................

ومرت ساعات الليل بهدوء ..وبدأت شمس تتسلل هاربة من نصف الكرة الآخر اليهم ..محيية بأبتسامة مشرقة بريقها يعلن عن بدء حياة يوم جديد...
اشعاعات الشمس تسللت لتلفح وجنته وتتسلل خلسة الى عينيه ..اغمضهما منزعجا ثم فتحهما واحدا تلو الآخر..انقلب جانبا مناظرا مكانه ليميز اين هو بالضبط... تثائب ثم جر خطاته لأرجاء المنزل لم يراها فتأكد انها لاتزال نائمة .. لذا اكمل خطاه واخيرا وقف امام غرفة نومها استرق النظر اليها من الشرخ الذي الذي تركته ... بتردد فتحه ودخل. اقترب منها بهدوء .. وعند وصوله السرير هدأ كل شئ فيه فقط نبض قلبه الذي اكمل بنبضات مرتفعة مسحورا بها.... افاق بعيون متسعة على الفور على النور الذي يسطع ويزداد بريقه حتى تلون الحائط المجاور للسرير بلونه, ذلك اللون الازرق الياقوتي :ماهذا!... شيئا فشيئا اصبح ينحني مواجها لها ليقترب بنظره من وجهها.. اسند كفيه للسرير فبات محصارا لها دون ان يشعر بما يفعله... تفاجأ بالعرق الذي يشخب منها..حركت رأسها يمنة ويسرة.. كلام متصل كالهمس تمتمت به ثوانٍ قليلة بالكاد سمعه لكي يفصل بينهم .. ازداد تنفسها بشكل رهيب صدرها يعلو ويهبط 




رفعت رأسها افاقت كالبرق من فعها والتقت تماما به..شهقت اذ عند وجهه توقفت تكاد انوفهما تتلامس .. انفاسه الخافتة اخذتهم منه واعادتهم اليه بقوة انفاسها... تَبحَر في عينيها من مسافة معدومة وبريق معصمها يشع يزين المكان لف العالم بهما وكأنهما في بحر احلامها يبحران حقيقة .. فيتعمقان ابحارا في عيني بعضهما .. أيمكن ان يوصف اوسع واعظم من ذلك البحر الساحر بكل نجومه وسحره وكل عجائبه التي تفوق خيال المنطق!! 

فاقت لتلتقط انفاسا اختفت بدلا عنها وقطعت اوصال الخفية منهم امام حرارة انفاسه التي تلفح وجهها ..اختفى صوتها لكانت رجته ان يبتعد هو يعدمها من الحياة الان لتصبح اسيرة عالمه ... لم يصل قلبه لجنون خفق كهذا سيفجر اضلاعه ..انها تقتله بكل هدوءها سكونها انعدام افعالها ..لتتجرع نفسا اكبر ضاع امام هيبتها وارتد فورا واقفا تلعثم بوجه مضطرب التعابير وعيون جوفاء يده على رقبته قارصة ربما يقلل من توتره ..أيخجل على وقوفه ام يحاول ايجاد نفسه التي ضاعت فجأة :انا...انا اسف... رأيت النور من... (اشار لمعصمها) منه لهذا دخلت لأرى

انتبهت من غفلة سرحانها في عينينه حتى رغم وقوفه وابتعاده :ها اوه ...رفعت معصمها  الذي خفت نوره بينما كانا يسرحان 
فتفاجأ فظن انها ستكذبه :لقد كان...
قاطعته فورا واقفة :أعلم انه قد ومض فعلا لاتقلق... وتهربت سريعا للخارج

......
في الحمام رشقت وجهها بالماء البارد لتطفئ حرارة اشعلها ولن تنطفأ ابدا ..زفرت بقوة وهي تحدق بعينيها في المرآة عينيها التي غرقت في عينيه واشعلتها :هذا يكفي! ...صفقت خديها بقوة اخذت نفسا عميقا وخرجت.

فور عبورها الباب صدمت بوقوفه بقربه تماما يشبك ذراعيه الى صدره هتفت به :مالذي تفعله هنا؟...تحرك مقتربا منها اخفض يديه وحدق بها بمكر :انتظركِ..هيا اخبريني ماذا رأيتِ؟... لكي اكون على دراية به عندما يحصل

احبت التلاعب بأعصابه هزت رأسها نافية ..تحركت وهي تقول :لن اخبرك!
شهق ولحق بها سريعا سائرا معها :ماذا؟!..عليكِ اخباري كي اعرف..اذا لماذا بقيت هنا الليلة يااا سول هيا!

التفتت له :ابدا لايجب ان اخبرك... عليك ان تتأكد بطريقة افضل ...تلفتت حولها رأت ورق الملاحظات على طاولة المطبخ.. اسرعت اليه جذبت واحدة وخطت عليه بلمح البصر بعض الاسطر ..طوت الورقة ..رفعت رأسها ونظرت له حيث اقترب من مكان وقوفها ببعض الحيرة .. اشارت بالورقة له :هذه بها ملخص ماسيحصل بعد قليل... عندما ينتهي الحلم سأعطيك اياها لتتأكد جيدا انني لم اخبرك بشئ اعرفه..ما رأيك ها ؟؟! ..رفعت حاجبيها ..

 ولكنه حقا لم يعجبه زفر جانبا ويديه على خصره ثم هدد بيده نحوها :هاتها في الحال..لست املك ذرة صبر هيا هاتها مالضرر ان عرفت الان ... تهربت منه وهي تكتم ضحكتها تراجعت للخلف خطوات ويدها لأعلى مستمتعة بتعذيبه :كلا..كلا ..ابدا..لن تحصل عليها...

دارا حول الطاولة متناسقين مع بعضهما بينما هي تضحك هو يشتعل :يااا سوول كفاكِ تصرفاتٍ طفولية ..ااااه

تراجع لخلف ليلحق بها اذ اسرعت لتخرج من المطبخ ...لكن حركته قيدت فجأة سحب نفسا مجددا علق اكثر ازداد غصبه التفت للخلف بسرعة فوجد ان جيب بنطاله قد علقت بداخله مقبض درج ... صرخ متذمرا بينما وقفت تراقبه عند الباب بهدوء ... جذب نفسه بقوة فمزق الجيب قليلا وتراجع للخلف بعنف ضرب الطاولة فسكب كوب القهوة  عليها سال البعض منها ليتساقط مخلفا نقاطا تناثرت فوق ساق بنطاله صرخ مجددا برؤيته كل هذا.. 

حدق بها بوجه عابس :يااا هل ارتحت الان.. قطب حاجبيه وبغضب اكمل متجها اليها فتعثر بقدم الطاولة هذه المرة ترنح في مشيته ومنحنيا توقف عند ساقيها .. صر اسنانه بقوة رفع رأسه بعنف ومقابلا لوجهها تماما توقف , ارتبكت مجددا من قربه ومع ملامحه التي هدأت محدقة بسحر بل بتعجب مختلف كبير بعينيها هذه المرة!.

 لكنها انقذت نفسها رفعت الورقة سريعا فتحتها بكلتا يديها امام وجهها لتحجب بينهما رفع حاجبيه بتعجب وبرفق تناولها من يدها بكلتا يديها ركز ملتهما ماكتبت فيها بعناية  بينما راقبت تعابيره بدقة التي التهمها الذهول حقا 
"سأرفض اعطاءك الورقة, ستغضب لتحصل عليها , يعلق جيبك فتمزقه ثم تسكب القهوة لتناثر على بنطالك, ثم تتععثر لتصل الي مجددا ثم ... "
لم تكمل وهنا فهم انه ستلاحم عينيهما سيكون الحدث الاخير قبل حصوله على الورقة.
التفت محدقا في عينيها :حقيقة.. كل ما حصل حقيقة..انه.... اتسعت عينيه شلت حركته ..عاد لصدمته عندما رفع رأسه الورقة وكلماتها عندما رفعتها ضيعت صدمته..
صدمته بعينيها تلعثم بشفاه مرتجفة وعيون لاتطرف :عينيكِ!!..عينيكِ!
قطبت حاجبيها متسائلة :مابهما عيناي!




تمسك بكتفيها بقوة ولفها لمرآة قريبة فظهر انعكاسهما معا :انظري!..ماهذا ايضا!

شهقت بذهول ارتجفت اطرافها.. بنفس بريق معصمها بنفس لمعان بحر احلامها عينيها تشع بلون ازرق ياقوتي بديع كسحابة نجمية لماعة تخطف الانفاس :ما..ماهذه..لم يحصل هذا من قبل.. اطرقت نظرها لمعصمها تماما نفس اللون ويومضان معا ..عادت نظرها للمرآة.. لتغرق جونغ كي معها بسحر آخر ..خفت وميض عينيها تباعا مع معصمها وعادا للونهما العسلي... فأردفت :انتهى الحلم!( حدقت به) هذا جديد لم يحدث ان لمعت عيني مع معصمي سابقا
لم تحصل على اجابة وهو يحدق بهما بقرب مرة أخرى..استنشق هواءا عميقا وانقذ نفسه ملتفتا

..............

جلسا على الاريكة صامتين لبعض الوقت..شبك يديه امام ساقيه قائلا :كم حلما تحقق؟؟من هم؟؟هل كانوا سيموتون ايضا!..

ابتعلت ريقها لم تشأ ان تخبره كل شئ تعرفه جيدا سيحمل نفسه المسؤولية معها ولن يتركها ..لذا اردفت بكل اعتيادية : لم يتعرض احد للموت سواكِ.. كل ماحدث سابقا كانت اشياء بسيطة..لاتشغل بالك..

توترها واضطراب صوتها ,علم انها اخفت شيئا لم يشأ الضغط عليها هذه المرة اكثر لكن يستحيل ان يتركها.. وقف متجها لشماعة الملابس وبينما يسحب معطفه ليرتديه  تحجج قائلا :سأذهب للعمل الان..سأتأخر عليه...سأكلمك لاحقا ها!..اعتني بنفسك..ابتسم لها وهو يتجه للباب فوقفت ولحقت به... اغلقت الباب خلفه.. وزفرت بقوة في دوامة في كل ما سيحصل لاحقا!


انهى السلم سريعا وفورا توقف تحولت تعابيره لجدية كبيرة بينما يعتصر الورقة التي كتبت فيها الحلم بشدة : الامر حقيقي للغاية.. مخيف!.(اغمض عينيه متنهدا) وفوق ذلك اخفت الكثير انا متأكد...وخطير ايضا.. سأبقى محاصرا لها مهما تهربت...نظر لأعلى حيث طابق شقتها ثم اكمل خطاه للمجلة.

...............

دخل للمجلة بعجلة طلب قهوته الصباحية وهو يتجه الى مكتبه ..اعين الكل عليه ..لكونه لايزال في نفس ملابس يوم أمس... وبدأ الهمس الجميل عنه همس جميل حقا لو سمعه لألقى بهم خارجا.

هم سيهمسون ولكن اللسان السليط يحب الصراخ ... مر بجانبه الى مكتبه فأتسعت عينيه.. ثم اعتلته ضحكة ماكرة ولحقه فورا وهو يعض طرف كوب قهوته .. دخل جونغ كي مكتبه لكن الباب الذي دفعه خلفه لم يغلق قدم تشانغمين كانت في المرصاد ..استغرب جونغ كي ملتفتا عند كرسيه نحو الباب :ماذا تريد منذ الصباح؟؟
الابتسامة الماكرة ملتصقة بوجهه رحل بعينيه على طول جسد جونغ كي ..ارتفع حاجبي جونغ كي بحيرة ثم لسخرية :هل جننت مالذي تفعله؟؟
التفت تشانغمين بنظره جانبا :فقط تعلم!.
طرف جونغ كي عدة مرات حتى شهق..تلفت حوله عن اي شئ مهيب ليرميه عليه فيتخلص من قطعة الازعاج هذه ويريح البشرية :ايها القذر!

احتمى تشانغمين فورا : ومالذي قلته ..وهل انا الوحيد الذي ظن هكذا...انظر بنفسك..اشار بيده نحو زجاج غرفته التي تطل على بقية المكاتب في المركز حيث لايزال البعض يتهامس ويسترق النظر اليه من خلال النافذة... صر جونغ كي اسنانه مغمض العينين لف رأسه ثم عاد بنظره اليه : التقيت بصديق واضطررت للمبيت في منزله ..يكفي سخفا

:حسنا حسنا ...رفع كلتا يديه لأعلى واحدة تحمل الكوب والاخرى ملف ازرق تراجع للخلف واسند نفسه الى طرف طاولة وفتح الملف متصفحا لأوراقه شاغلا نفسه عن عيني جونغ كي الذي زم شفته وتقعد مكتبه ...اخفض ناظره الى سرواله الملوث ببعض القطرات هامسا لنفسه :كان علي حقا تغيير ثيابي بدل الموقف السخيف هذا.



:هان سول!..هان سول!...جميلة بكل ما للكلمة من معانٍ يونانية افلاطونية رومانسية ااااه.

جحظت عيني جونغ كي رفع رأسه فورا ثم فزع من كرسيه ..بلمح البصر خُطف الملف من يد تشانغمين من اصابه الذهول.. وليس اشد ذهولا من جونغ كي وهو يغرق رأسه وعينيه ليقنع عقله انه اسمها وصورتها هي المثبتان في الزاوية وقلبه متسارع النبض
انزعج تشانغمين معقبا :مابـــك الان..
:لم هذه هنا!...صرخة اجفلت تشانغمين قطعت انفاسه ... فتح عينيه ليرى جونغ كي بعيون تتلامع محدقا به بكل جدية
فغر تشانغمين فمه :انت بالفعل كائن آخر اليوم ..ألم تقرأ عنوان الملف حتى!..انظر بنفسك ياا تبا
عاد جونغ كي بنظره حقا كيف لم يره ..اردف تشانغمين :اللجنة في حيرة بينها وبين فتاة كفؤة أخرى ...
اعقب جونغ كي فورا :مالذي تقصده؟..هل كانت هي
:نعم نعم (هز تشانغمين رأسه ) كانت هي الفتاة الاخيرة التي قدمت المقابلة!

اتسعت عيون جونغ كي اكثر عادت ذاكرته لصورة دخوله من باب بينما ظهر تلك الفتاة اختفى خلف الباب الثاني...اغمض عينيه منزعجا جدا ثم تحولت لأبتسامة محلقة .. كالانقاذ حصل كل شئ... بعد رؤيته لوضعها البائس الان لا شئ يتسع لسعادة قلبه ولزيادة التحلية وظفت معه!.

تحرك بخطاه نحو الباب وهو يعلن :لقد اخترتها انا ..أحتاجها هنا في القسم فلتختار اللجنة الفتاة الاخرى لهم ..


تاركا تشانغمين في صدمته وصرخ :يا يا هل فقدت عقلك ..(قبل ان يفتح الباب صرخ بسؤاله غاضبا)من تكون اصلا!.
توقف جونغ كي عاد بخطواته اليه مركزا به بنظرة ماكرة :جيد انك سألت نسيت ان اخبرك..هذه تكون!... زميلتي في الثانوية صديقتي وعزيزة علي وشئ خاص جدا (شدد على الكلمة ثم ابتسم ابتسامة مصطنعة الصقها بوجهه )هل فهمت المقصد..انسَ امر هذه الجميلة!!

اختفت تعابير تشانغمين..ربت جونغ كي على كتفه واكمل بسعادة خارجا ..صر اسنانه تشانغمين بقوة كبير وشتم اذ بصورة غير مباشرة رسم له خط احمر عريض جدا اي  اعلن له اقترابه منها يعني موته ولامزاح في ذلك معه!


اسرع جونغ كي ليقف امام مكتب موظفة جميلة المظهر ابتسمت فور رؤيته لف نحوها الملف قائلا :اتصلي بهذا الرقم في الحال سونيا!..
أومات له حدقت بصورتها قليلا بتعجب لجمالها :وااه انها الموظفة الجديدة..حسنا!... ادخلت رقم هاتفها ثوانٍ ورن الهاتف
الهاتف الذي التصقت سول برؤيته كل ثانية... تتركه وتتذمر.. فور تركها له على الطاولة والخروج من المطبخ..رن!

شلت مكانها وعادت جريا..اجابت وهي تلهث :نعم هان سول معك!.
تفاجأ سونيا ابتسمت قائلة :مرحبا بكِ..معك سونيا موظفة في مجلة ايلي ... اود اعلامك بأنه تم قبولك طلب تعيينك هنا..اهلا بكِ
صمت سول لثوانِ كثيرة ..استغربت سونيا ...وجونغ كي الذي اسند كفيه لطرف مكتبها وهو منحني امامها من الجهة المقابلة :ماذا!.
سألت سونيا :عفوا يا أنسة!...
افاقت فورا :ها ها..انا معك..انا فقط..صرخت قليلا ثم اطبقت فمها..انحنت عدة مرات :اعتذر انا فقط لا اكاد اصدق 
ابتسمت سونيا فتبسم جونغ كي :لاعليكِ سعيدة من اجلكِ..يمكنك القدوم..اه..
اشار لها جونغ كي سريعا بلهفة هامسا :غدا غدا...ضحكت سونيا على لهفته وفهمت امره :غدا يمكنك البدء صباحا..الى اللقاء.

استعدل جونغ كي في وقفته اشار لسونيا بسبابته كأنه يحمل مسدسا ..ادخل يديه في جيوبه وبخطوات خادرة يدندن لحنا ساحرة قلبه يرفرف بسعادة وعاد ادراجه لمكتبه.

بقيت سول تحدق في رقم الهاتف عضت شفتها بقوة وعادت لتصرخ بحماس رهيب..حدقت في ارجاء منزلها :سأعمل واسدد ديوني.. سأغير شقتي قليلا .. وايضا (ابتسمت بخجل)سأعوض جونغ كي عن وجبة عشاء فاخرة نعم.

.............**...........

صباح نشيط حماس جنوني يتدفق في دم الاثنين ..عدلا مظهرهما امام المرآة كلٌ في منزله ... سرحا شعرهما ...بعض العطر..وضعت هي بعض المساحيق ...بديا في أزهى طلة...ثم بدءا الجري وقلوبهما تتسابق صراخ عنيف يدب في الداخل .

سبقها في الوصول ببعض دقائق ..سريعا دخل مكتبه وضع كوب قهوته وحقيبته ,علق معطفه ثم التفت بتوتر يراقب من حائط مكتبه الزجاجي باب المدخل بحماس شديد يعض شفته... بينما انهت الممر بتوتر امام الباب الزجاجي الكبير توقفت اغمضت عينيها بأضطراب كبير كل خلاياها متحمسة متوترة تتراقص .. هدأت تعابيره حين لمحها بِطَلتها امام عينيه ارتفعت شفته بأبتسامة خفيفة ... 

تشجعت اسندت يدها للباب ودفعته..وفوق بقيت واقفة تطالع كل شئ تناقل الموظفين حماسهم صراخهم..واخر يطلب التركيز ليكتب ...حين وصلت بنظرها لمكتبه التفت فورا ليختفي خلف الحائط

بعض الانظار التفتت لها فزادت توترها انحنت لهم ثم اعلنت بكل ثقة :ادعى غو سول الموظفة الجديدة تم قبولي هنا في القسم تشرفت بلقاءكم ارجو ان تعتنوا بي.




تحمسوا واقبلوا مرحبين بها.. وبعد حديث دقائق معها ..ربتت سونيا على كتفها فأنتبهت لها سول لتكمل :عليكِ زيارة مكتب مدير القسم اولا قبل المباشرة بالعمل ..هو سيخبرك بمهمتك هنا بالضبط.
أومات لها سول :اوه حسنا...شكرا لكِ.


لهيب نار مخيم مشتعلة تضطرم في قلبه كانت وهو ينتظر!... جالس على مقعده الجلدي وهو يلفه بالجهة المعاكسة ويتلاعب بشفته ...طرق الباب الناعم فجر تلك النار اكثر..تنفس بعمق واجاب بجدية :تفضل!.
دخلت واغلقت الباب خلفها بهدوء.. امام المكتب انحنت معرفة بنفسها : لقد قدمت سيدي ..انا غو سول ..الموظفة الجديدة شكرا لقبولكم لي في القسم اعدكم... وتحدثت المزيد لكنه لم يسمعه سوى اسمها لم تصله سوى ترانيم صوتها مغلق العينين تلذذ به قريبا هكذا وسيسمعها اكثر كل يوم بقربه.

وقف من فوره وضع يديه في جيوبه.. فقطع حديثها استغربت امره تماما.
: لن اعرف نفسي كوننا... تجاوزنا مسالة التعارف منذ سنين.

استغربت اول ثانية سرعان ما تجرعت نفسا عميقا وحين التفت ليواجهها ثبت الصدمة عليها اكثر فغرت فمها امام ابتسامته الجانبية الملعونة.. أومأ لها بحب :سررت بتواجدكِ هنا.





طرفت عدة مرات لتعقب :جونغ...جونغ كي... اقصد المدير..اقصد اااه(مررت يدها في غرتها الجانبية الطويلة بتوتر فظيع ..تنهدت بعمق لتقول )هلا شرحت لي مايجري هنا رجاءا.

تحرك بخطواته نحوها في قمة سعادته :لا شئ لأشرحه..قدمت طلب العمل هنا ..فوافقوا وانا مدير هذا القسم(مد يدها لها بأبتسامة)يسرني العمل معك حقا.

وجهها متجمد التعابير مركزة في عينيه أثر الصدمة بكل مايجري أثر السحر بعينيه كل لقاء..ابتلعت ريقها وتسللت يدها ليده مصافحة وبكل دفئ تمسك بها ثم ابتسمت ضحكت بخفة لتعقب :وانا مسرورة اكثر..يالها من صدفة

:تقصدين اجمل قدر...وعينيه لاتفارق حدود عينيها فتهربت منهما خجلا.


دلها على مكتبها في مركز القاعة الضخمة مع بقية المكاتب مواجها لحائط الزجاج الخاص بمكتبه ..قلبه اشتعل بعمق فرحتها جلست لمقعدها تحسس مكتبها بسعادة وهو يتاابع تعابيرها بسعادة مماثلة ..رفعت نظرها اليه :مالذي سأعمله بالضبط ؟
اجابها قائلا :سكرتيرة المجلة ..مساعدتي الخاصة(بينما صدمت بما قاله رفع نظره لأعلى مفكرا مع نفسه) اوه فجأة اكتشفت انني احتاج واحدة لتنظيم كل شئ(اعاد بنظره اليها) وانتِ ولا انسب منكِ لهذا الدور.

شهقت قائلة بأنفعال :يا جونغ كي مالذي تهلوس بــ... سكتت فورا حركت عينيها لكل من حولها من موظفين من توقفوا اماكنهم بلاحراك ودهشة البعض وصدمتهم بما صدر منها "جونغ كي..يهلوس" همسات كهذه بينهم

عضت شفتها ففهم مايجري فورا .. رفع نظره اليهم أعلن بصوت صادح اليهم :انها صديقتي من الثانوية ايضا... لاتشغلوا بالكم بطريقة تعاملنا...
اطرقت رأسها بخجل فظيع مغمضمة العينين تأففت..عادت بنظرها له عندما صمت :ياا (تنهدت )اقصد حضرة المديــ... كتم حتى انفاسها وعينيها التي تكاد تتلاقي وهن يحدقن بسبابته التي وضعها فورا امام فمها قاطعا حديثها :اياكِ..( اعاد يده لجيبه ثم ابتسم)حظا موفقا.
والتفت تاركا اياها في داومة كل شئ مع بعض...وعيناها تتابعانه وهو يصعد السلم الصغير لمكتبه حتى دخل فالتفتت فورا لتواجه مكتبها قبل ان يراها.

ولايزال الذهول مسيطر عليها تحتاج لبعض الوقت لتستوعب كل ماحصل دفعة واحدة..بينما  تنهد اخيرا براحة كبيرة حيث اصبحت معه وامام عينيه الان.

ملئت مكتبها باللوازم  المكتبية ..سألت الكثير عن العمل وطريقته ... ومادورها بالضبط .. وبينما ينهي اعماله عينيه عليها بين حينا واخرى ترى لتتاكد انها حقيقة امام عينيه بعد كل السنين..يبتسم ثم يعود لقراءة الملف بين يديه..فترفع نظرها لفوق لتحدق به فقط هكذا بلاتعابير.. تائهة لازالت معه حتى بأبسط شعور يجب ان تتخذه تجاهه.

مر يومين عمل كثير لكن ممتع لقاء وحديث وسط الاجتماعات عن اعمال المجلة والعقود الجديدة... افكارها زاخرة وثمينة ابهرتهم لكن ليس هو هو يمتلء فخرا بها وعشقا اكثر..




يبتسم لها ابتسامة خاصة تغرقها فتنتشل نفسها بالعودة للورق بين يديها ...فيعود لأكمال شرحه امام اللوح.

انشغلت بشعور الحياة والراحة الذي عاد متخللا حياتها فتناست احلامها التي تمر عليها هذه الايام..لكنه لم ينسى مطلقا وخائف عليها لذلك لم يسمح ان تغفل عن عينيه كثيرا في العمل... وحاول خارج المجلة ايضا!

.........................................
يوم العطلة بشمسه الصباحي تغدو منعشة اكثر...عادت بملابسها الرياضية بعد تمرين رياضي خفيف بيدها بعض الاكياس من المركز التجاري القريب... اغلقت باب المنزل خلفها ... واتجهت للمطبخ لتصفهم على الطاولة... رفعت يدها لتفتح ربطة شعرها من ذيل حصان :حمام دافئ بعدها الفطور وانهي اعمال المنزل...
توقفت يديها فوق قبل البدء بالفتح استغربت الاصوات الغريبة صوت تحريك وضجيج واحاديث كثيرة تنتقل وكأن فوج اشخاص في المكان :ماهذا!..الشقة المجاورة!..معقول!..اتسعت عينيها ..فتحركت بخطاها سريعا فتحت الباب ووقفت منتصف الممر وتفاجأت برؤية العمال ينقلون علب الكارتون بكل الاحجام وبعض الاثاث بكل نشاط .

بقيت تحدق بهم دقائق حتى انتهوا كل واحد يخرج ينحني للواقف خلف الباب المفتوح  فلايمكنها رؤيته ثم يتجه للسلم نهاية الممر آخرهم استلم النقود من اليد التي امتدت له..انحنى له شاكرا فأنحنى الشخص قليلا وبان رأسه لها وهو يقول :شكرا لكم عملتم بجد ونشاط.

غادر المسؤول الممر للاسفل فظهر جونغ كي بعفوية ليطالع باب غرفتها فصدم برؤيتها تحدق بهم ولاتبدو انها قد خرجت للتو شهقت برؤيته :جونغ ..كي! .. ابتسم تصنعا لوح بيده عاليا :مرحبا..جارتي... اختفى خلف الباب وسحبه ليغلقه خلفه



كتم ضحكته الخفية واتجه للداخل ليبدأ عمله ..بينما هي كما تركها مشلولة ارضها :لم هو هنا!.. اقصد ألم يجد مكانا أخر..ملاصقا لي تماما ..اشش .. هدأت تعابيرها من التذمر ابتسمت بعفوية ..بدأت تفهمه اكثر واكثر.. كالمطارد ..ضحكت بخفة على تفكيرها واختفت في شقتها ايضا

وقتما كانت تستحم ترتب مظهرها بشكل انيق  .. هو انهك في ترتيب اغراضه والاثاث الذي احضره..يتذمر كل لحظة يضرب الاشياء الثقيلة .

نظرت لصينية الفطور التي أعدتها ابتسمت برضا ثم حملتها وانطلقت... صرخ متذمرا اسند يديه الى خصره بوجه عابس جدا ..رنين الجرس خفف من عبوسه واستغرب قائلا :من سيأتي الان!..امال برأسه محتارا وهو يتجه للباب لفتحه

فتحه فظهرت امامه عيناها تتهرب النظر اليه..بينما تناقل النظر لها ولما تحمله اطبق شفتيه كي لايبتسم بكامل سعادته ابتلع ريقه متصنعا الجدية :ماذا!
قدمت الصينية له :لم استطع تناول فطوري..وانت نزلت للتو في الشقة..فقلت..تعلم.. متلذذا في توترها امامه ... شهقت اذ جذب الصينية بيد والاخرى جذب معصمها بقوة للداخل واغلق الباب :موافق ستناول معا.. قالها وهو يسير قبلها نحو غرفة الجلوس

بدءا بتناول فطورهما معا..صمت هادئ وجميل لكن السؤال بقي يدور في ذهنها ارتشفت من كوب قهوتها ثم سألت : هل يمكنني ان اسألك ..لماذا انتقلت هنا بالذات.. اقصد..
فقاطعها مجيبا :اكتشفت ان المكان قريب من المجلة.. وهناك شقة فارغة للبيع ..وهناك...(نظر لها) انتِ .. اتسعت حدقة عينيها المركزة في خاصته لصراحته لم تتوقع ان يبت بكل الامر جرعة كاملة
:هناك انتِ افضل من البقاء وحيدا وبعيد...



:اعلم انك قلق بشأن الاحلام ايضا..لاتخفي الامر.. اخفضت رأسها تكمل طعامها

حدق فيها لبرهة ثم اردف : سببي الثاني مهم ايضا .. لكن الاهم في الثاني والاول ان كلاهما انتي..احم... علي ان اسرع في انجاز الترتيب

نهض فتابعته عيناها في ارجاء المنزل بلاتعبير عيون غارقة في دهشتها كل كلماته وافعاله مسمومة بالحب والاهتمام تدس لها مع الاوكجسين على مهل لتنغمس في رئتيها دمائها عميقا كالادمان.

لاحقها بعينيه بتأهب حين نهضت ظن انها ستغاادر لكنه تفاجأ اذ رفعت كميها ونقلت بعض العلب الى المطبخ لترتيب معداته ابتسم خلسة وعاد لعمله...ومرت الساعات هكذا ساعات حتى منتصف الظهر ...

استلقى ارضا فورا بينما تجلست الاريكة قريبة منه بتعب .. قطع الصمت بجملته التي قُطعت ايضا :رااائع ومنعش الان لقد انتهيــ...
فزع من استلقائه جالسا بعيون مصدومة تعابير شبه باكية :ياللهي هذا الحائط... شكله مرعب..(نهض سريعا نحوه تحسسه بأنامله خدوش كثير لونه قاتم وغير مناسب التفت لها قائلا)علي ان اطليه يستحيل ان يبقى هكذا

قفزت على قدميها فورا :اذا تعال معي.. اعرف مكانا قريبا لنشتري منه..أوما لها بحماس وانطلقا للشراء سيرا على الاقدام .. اشترى طلاءا ابيضا وعادا للعمل معا... باشرا بعملية الطلاء كان الحائط كبيرا وانتهيا بطلاء كل شئ يجاوره فأصبح المكان براقا اكثر.. حتى وجهها حين لطخه فصرخت ولوثته جن جنونه ولوث ثيابها صوت صراخهما ضحكهما ارتفع بالتدريج... خرج صاحب الشقة المجاورة بوجه عابس جدا .. اقترب بخطواته التي تنذر بالخطر ...طرقه القوي جدا افاقهما من اندماجهما بسعادة التفتا معا للباب ثم لنفسهما الان انتبها لكوارث فعلتهما ضحكا على شكلهما ثم صوت الطرق مجددا اسمعهما مع صوت صراخه الغاضب عليهما : من اول يوم انعدم هدوء المكان.. فلتصمتوا او اسكتكم بنفسي .. ماهذا التخريف افتح الباب.

عضت شفتها بقوة ابتلعت ريقها نظرت له ببعض التوتر انحنى ليضع الفرشتين من يديه رفع رأسه لم يجدها بقربه في طريقها كانت لفتح الباب والاعتذار فغر فمه بفزع نهض بصعوبة وجرى نحوها ... شعرة فقط عرض الفتحة التي احدثتها في الباب كانت قد وصلها التصق بها لسرعته يده قد اطبقها على يدها فوق المقبض وسحبه بهدوء واغلقه .

وعلى وضعهما صمتا ثبتا بدون حراك ..هو ثم هي ثم الباب ظلام خيم عليها كظلام بحر احلامها شكت للحظة هي في واحد من احلامها الان...شعور التحليق والاضطراب الذي يرجف قلبها شعور انها مغلفة داخله ولامجال لها للهرب.. هو من سرح بالنظر لقمة رأسها من فوق بعيون ناعسة تائهة بحرارته التي اضطرمت انها تسلبه نفسه اكثر كل مرة... في بعد ثانٍ كانا لامجال لصوت وطرق الجار ان يصلهما وتنفيذا لأوامر قلبه اغمض عينيه ليستنشق ماتمنى من عطرها اخفض رأسه اكثر فشعرت بنفح نيران يخترق قمة رأسها شدت على معصمها ولم تستطع التحرك انملة للهروب منه اغمضت عينيها وغرقت معه بلاحول منها تسلم روحها كل مرة...اخذت نفسا عميقا والتفتت فورا ليواجهها اضطرب توتر بشكل كبير فتراجع خطوات للخلف :اسـ...اسف..والتفت عائد ادراجه ليبدأ بتنظيف الفوضى التي اشعلاها..لحقته على مهل لتكمل معه... ونتيجة الصمت خلف الباب اضطر الجار للمغادرة لاى شقته.
.................

صباح جديد بشكل جديد بجار وسيم.. ضحكت على نفسها بخفة حين وردها تفكير كهذا وهي تهم بفتح الباب للمغادرة للمجلة ..اغلقت الباب فتفاجأت به عند باب شقته ..ما ان رآاها رفع يده الى جبهته كتحية عسكرية : صباح الخير..الى السيارة هيا
تفاجأت فورا لم يسمح لها بالنطق بحرف بتحركه للاسفل..وهكذا استقلت سيارته معه الى المجلة.. ومضى اليوم كسابقه دون الالتحام كثيرا بسبب موقف يوم أمس.


في محطة القطار.. ارتجلت يونا وهي تسحب حقيبتها ..رفعت هاتفها وهي تسير بتعابير هادئة ..فرن هاتف سول وهي تجري بملفات لسونيا...القتهم اليها وأجابت على الهاتف :يونا!...حقا..بالطبع اليوم ..سأكون بأنتظارك.
نظرت يونا الى الهاتف بأبتسامة ضمته لجيبها واكملت مسيرها بسرعة.

تنهدت سول براحة كبيرة .. انطلقت لمكتبها رتبت ماعليه ثم حملت اغراضها وعادت لسونيا معلنة :سأغادر اليوم باكرا ..لدي ضيف قادم الى المنزل.. انهيت كل اعمالي
لوت سونيا شفتيها مفكرة :حسنا.. في الاساس لم يتبقَ لوقت العمل سوى ساعتين .. استمتعي
ابتسم سول مودعة : الى اللقاء اذا حتى الغد.

عاد جونغ كي بأتجاه مكتبه فتوقف مكانه بتعجب حين شاهدها من نافذته تغادر الباب الزجاجي الكبير ... اشار لسونيا من خلال النافذة فرفعت سماعة الهاتف المكتبي ليرن في مكتبه..اتجه له فورا وفور رفعه للسماعة سأل :الى اين ذهبت؟


:لم يتبقَ للعمل سوى ساعتين..قالت لديها ضيف مهم في المنزل ...انهت اعمالها وطلبت المغادرة
اغلق الخط وقلب حاجبيه بحيرة :ضيف في المنزل...من يكون هذا!

.........................

حضرت بعض الاكلات الشهية سريعا وطلبت البعض..أعدت كل شئ.. فور تجفيفها ليدها رن الباب ..تركت المنشفة واسرعت اليها ..بين لقاء واحضان مليئة بالشوق والدفء ..جلستا في الصالة ممسكتان بيد بعضهما مستغرقتان في حديث طويل عما فعلت يونا في المدينة مع اسرتها.


انهى جونغ كي صعود السلالم وحين وصل الى باب شقته توقف نظر لنهاية الممر حيث شقتها أمال رأسه مفكرا "اي ضيف هذا"

ما ان سكتت يونا حتى قالت سول :هذا مريح حقا تبدين مرتاحة للغاية هذا جيد جدا ..قلقت عليكِ كثيرا حين غادرتي.
تحولت نظرة يونا لمكر قائلة :بالحديث عن الراحة..احدهم يبدو وكأن الحياة ردت اليه...ماهذا ها!!




صرت اسنانها سول ونهضت أتتجاه المطبخ : لاتبدأي بأختلاق القصص.. فقط توظفت واعمل بشئ ممتع للغاية سددت اغلب الديون القديمة اشعر بالحرية والحياة هذا كل شئ

وصلها صوت همهمة يونا غير مقتنعة تتصنع التصديق :نعم نعم..

ظهرت من خلف حائط المطبخ :ياا يونا توقفي اشش..ضحكت كلتاهما وتوقفا عند صوت الجرس الذي رن.
فأعلنت يونا وهي متجهة لتفحه :انا سأفتح!

وفتحت ليصعق الاثنان ببعضهما :جونغ كي!
:يونا!
ومعا :مالذي تفعله/تفعلينه هنا؟؟...مر وقت مذ اخر مرة التقينا .. شهر ربما !
ردت يونا بسعادة :نعم نعم في لقاء مع شركة التصميم تلك.
ظهرت سول من خلف يونا مستغربة اسئلتهما رفعت حاجبيها وقالت : هل التقيتما قبلا!
التفتا لها معا ومعا سألاها :متى التقيتي به/بها!

صدم الثلاثة وضحكا .. سحبته يونا للداخل ..وعيني سول عليهما بشعور غريب ..جلست يونا على الاريكة وجلس بجوارها بينما سول امامهما على بعد مسافة ..أجاب سؤالها بينما يراقب نظرتها المحتارة عليهم :أنسيتي ان كلانا يعمل في مجلة ومن هنا عدنا نلتقي مجددا .

ابتسمت سول ببعض الراحة.. لسبب عجيب :اه لقد فهمت هذا رائع
 فسألته يونا فورا :ماذا عنك كيف التقيت بها مجددا ..لم تذكر مسبقا انك تلتقي بها؟
شلت سول مكانها بخوف حدقا ببعضهما عيونها المتسعة بخوف كانت كفاية لتخبره ان لايفعل  ..التفت ليونا بأبتسامة :فقط هكذا التقينا .. ألأترين ان موقع المجلة قريب ..تخيلي كل تلك السنين والتقينا في الشارع ..
بُهرت يونا :ماهذا!... صدفة عجيبة حقا

هدأت تعابير سول وقلبها براحة حملقت به ثم رفع نظره ليتلاقى مع خاصتها غمز لها مطمئنا فخجلت قليلا ... التفت ليسأل هو نفس السؤال :وانتما كيف التقيمتا مجددا ... اشتعلت قلقا اكثر زاد تنفسها كارثة اخرى كيف نستها .

 التفت لها يونا بحب قائلة  : لقاءنا اغرب قليلا ... كنت على وشك المغادرة الى بوسان فأتصلت بي علمت اني مسافرة ..وبشوقها لحقت بي الى المحطة لتنقذ حياتي من دمار عظيم.

اتسعت عيون جونغ كي بدهشة عظيمة وسول مطرقة الرأس جحظت عينيها ثم اغلقتهما بقوة ماذا ستخبر جونغ كي الان!...جاءها صوت يونا ملئ بالامتنان :لولاها لما كنت هنا الان.. لذا كان على سول ان ترد..برفق رفعت رأسها لترد بلطف عليها :انه..انه لاشئ..الحمدلله انه انتهى على خير

وجاهدة حاولت التغاظي عن نظراته التي تخترقها ..التفت له برفق نظرات مليئة بالحيرة وحين التقى بعينيها المضطربة بتوتر فظيع ..اصبحت نظرته مخيفة كليزر تهشمها هو ذكي ليفهم انه لم يكن اتصال عادي وليس جري وراها كل تلك المسافة بسبب الشوق...هناك حلم من احلامها كاد ان يتحقق وكانت في المرصاد ..تماما كما حدث معه.

اطرق رأسه الان بشعور خوف يتدفق لأوردته..كان صادقا عندما شعر انها تخفي الكثير..كانت كاذبة عندما اخبرته انه الوحيد الذي تعرض لموقف مخيف في احلامها وهرعت لأنقاذها.

افاق على نداء يونا له وهي تنهض بأتجاه المطبخ :هيا تعال ..لنتذوق طبخ سول...دوما هو الافضل..وعيون سول تتهرب منه لحظة وتحدق به هنيهة شعور صغيرة اخفت ذنبها عن ابيها وتم كشفها.

تناولوا الطعام معا وتناولوا اطراف الحديث كل شئ حتى الماضي الا النصف الثاني من أخر سنة في الثانوية الكل يخشى الغوص في الثقب الاسود الذي سحبهم ليضيعوا بعيدا عن بعضهم بسب ظلامه الحالك الانانية وقلة الثقة...كل ذلك ولحظات تلاقي عينيهما كانت مدججة بكل المشاعر والاسئلة والعتاب. وبكل ثقة كانت سول تتحاشاه تلك رغبتها وعليه احترامها.


وقفت يونا عند الباب عند اقبل الغروب جميلا ليزين المدينة ... شكرت سول على الوجبة وعدت برؤيتهما في العمل في الايام القادمة..
اغلقت سول الباب وبقيت ممسكة بالمقبض ثوانٍ خوفا من الالتفات وبدء التحقيق.. وكالصقر خلفها كان محدقا وضع يديه في جيوبه وامال رأسه اغمض عينيه وبكل هدوء نطق : كذبة أخرى عليها وعلي ايضا!
أخذت نفسا عميقا غير مبالية والتفتت لتتجه للمطبخ :الامر يخصني وحدي!..مرت بجانبه فأعتصر معمصها بقوة التفتت له بغضب خفت امام هول نظرته المميتة اليها :جونغ كي
صرخ :هل فقدتِ عقلك
نفضت يدها منه بقوة :قلت لك الامر يخصني لا اريد اشراك اي احد
صرخ بقوة ارعبها :ومن قال انني انتظر ان تسمحي لي ان تبقي لوحدك مجددا لم اسمح تلك المرة ان تختفي في اخر سنة كي اسمح هذه المرة (صدمها وتذكرت منظره في حلمها هو حقا جن في البحث عنها حين ابتعدت عنهم انتبهت له بصوته الجاد محدثا) أتظنين ان الامر لعبة لتبقي فيه وحدك..ان الامر خطير جدا سول.. شئ لايصدق يحدث بتلك القوة...تجرين خلف الموت والخطر دون الاستعانة بأحد...هيا اخبريني مالذي حدث مع يونا ..من غيرها ايضا اخبريني ارجوك يكفي اخفاءا للامر عني.

هدأ غضبها بالتدريج مطرقة الرأس ..ارتفعت نبرته مجددا :هيا اخبريني تفضلي...اشار بيده..وجلس للاريكة شبك يديه وبقوة مركزا نظره عليها والقلق يشتعل في عينيه...تنهدت مغمضة العينين :حسنا!...

جرعت نفسا عميقا واطلقته مررت اناملها في غرتها الطولية محركة اياها للخلف بينما تحركت امامه جيئة وذهابا ببطء لشدة توترها : حسنا .. (امالت رأسها مفكرة) منذ اسبوعين ..نعم منذ اسبوعين تقريبا.. أذكرليلتها شعرت بحمى عجيبة اشتعلت فجأة لم انم حتى كلا بل اتذكر جيدا اني فقدت الوعي في سريري لشدة اختناقي(عادت تتحرك مجددا بينما يتاعبها وكل كلامها) سقطت في بحر عميق كأنني في وسط الكون حولي كل النجوم اللامعة لكنني في ماء رغم ذلك يمكنني التنفس براحة.. تلك الليلة عدت بذاكرتي الى اليوم الاخير لنا نسير معا على ذلك الطريق هل تذكره اليوم الذي اختبأ فيه تايهيونغ داخل مكتب الاستاذ كيم كالقط ... نظرت له فأبتسما بسمة مغرقة بالحزن والشوق 

عادت لتركيزها واكملت شرح ماحصل بالضبط مالذي تذكرته منذ استيقاظها في للمكتبة حتى رحيلهم .. واستيقاظها بعيد يومين في الحقيقة ...ثم اول حلم في المقهى ..حلم القطة .. حلم يونا شرحت له بالضبط كل مارأت وماحصل..ثم اخيرا حلمه .. وعند حلمه توقف مستغربا لمَ تألمت وجرحت مثله!!.. ذلك سؤال بقي في ذهنه منذ أول ليلة اخبرته بحقيقة مايجري معها.

انتبهت لتشتت تركيزه فأيقظته بنداءها : جونغ كي ! ..انتهيت (افاق لينظر لها) هذا ماكل حصل كل شئ.

:حسنا (نهض مقتربا ليصبح بقربها) تلك الليلة تبدو بداية كل شئ بالتحديد قبلها ألاتذكرين اي شئ مميز حصل!.. بقيت تائهة تحدق في عينيه وليس عليها التفكير كثيرا 

كيف ﻷي انسان ان ينسى لحظة استسلامه, لحظة كان يمكن ان تكون الخاتمة وبعدها ينقل لعالم آخر ,اكثر لحظة خوفا لدى اي انسان.. تصلبت تعابيرها فجأة ابتلعت ريقها وتهربت من نظرته الذي استغرب تصرفها فجأة. تلاعبت بشعرها وتحركت قليلا بعيدا عنه 
:سول!..سول مالذي تذكرته. ردد مصرا شعر بشئ خفي وعظيم ايضا اضطربت انفاسها : لا شئ لا شئ صدقني ..واستمرت تتهرب منه مبتعدة الى الشرفة 
عقد حاجبيه مشتعلا من تهربها مجددا عن اخباره كل شئ :سووول! (صرخته اوقفتها مكانها دون ان تلتفت ) قولي ماذا تخفين! مالذي حدث تلك الليلة ارجوكِ

بقيت على وضعها من مكانها نظرت للسماء من خلال زجاج الشرفة :تلك الليلة كانت ستكون الاخيرة (اتسعت عينيه وقلبهما يزداد اضطرابهما معا) ليلة انتيهت من كل شئ وسلمت نفسي للموت من اجل الراحة....كنت ...سأنتحر ...



صاعقة موت محتمة ضربته وقلبه عميقا تحرك مهرولا جذبها من كتفها لتلتفت اليه وضغط بكلتا يديه عليهما يهزها نبرته المزمجرة بها ارجفت اضعف خلية فيها : مالذي تقولينه! انتحار! بكل هذه البساطة تقولينها! 
استيقظت من نشوة اهتمامه نظراته المجنونة وصرخت : نعم بهذه البساطة بأبسط مايكون ... يوم فقدت وظيفتي ظلمت تراكمت الديون خنقتني..لم اعد املك فلسا ولاذرة طعام(ارتجفت شفاهها وترقرقت الدموع لتسيل مكسورة الخاطر تهز مقلتيه وقلبه معها) واكثر من ذلك كنت.. وحيدة .. اعمق وحدة يمكن ان ترمى بها.. بل قل انه انتحار متأخر ..تأخر لخمس سنوات بلا معنى ولاهدف(هبطت يديه بلاحول من كتفيها تهتز بجواره يكاد قلبه يتوقف الان يحق له كاد ان لايراها بعد تلك الليلة ..صمت صغير ثم عادت لجديتها)لهذا بكل بساطة اقولها فلا شئ مهم كان اكثر من فجيعة قلبي.



تركته مرورا به للداخل وهو على تصلبه بمكانه بنظرته المتجمدة .ابتسم ساخرا :يالهي!( شد اعصابه وصرخ بقوة مدوية )لاتعيدي هذا الهراء السخيف امامي..
(التفت ليرجع لها وجذبها كتلك المرة اليه)لن تعيدي شيئا كهذا لا تفكري بسخافة كهذه لن تكوني وحيدة بعد الان.. لن اسمح لحرف من الوحدة ان يتسلل اسطر حياتك يوما .. فقد وجدتك بعد عناء ولن ارحل.. لن رحل.

تجمدت دموعها في مقلتيها.. اخذت نفسا عميقا وتهربت من عينيه المحمرة من تخترقها وصولا لقلبها متمركزة.. :حسن..حسنا يستحيل ان اعيدها ان افكر فيها فقط اهدأ ارجوك
خفف ضغط يديه على كتفيها واخفضهما..اغمض عينيه لبرهة ليرجع غضبه ويمسك دمعته قبل السقوط : اذا!..مالذي حدث ليلتها اخبريني بالتفصيل.

ارتخت اعصابها حين أمرها فتذكرت مشاعرها تلك اللحظات بالذات : ذهبت الى الجسر ساعة متأخرة.. وصلت للسياج ثم ترددت وعدت .. شئ ما اعادني هول الوجع داخلي دفعني ليستريح ..لكن.. (توقفت بوجه محتار) ..سقطت ارضا فجأة..نعم تعثرت بعجوز ما 
فتح جونغ كي عينيه محدقا بها حينها التفت اليه : تلك العجوز كانت غريبة حقا بقيت تنظر لي بشكل غريب جمعت حاجياتها الغريبة كأشياء السحر ابتسمت لي وغادرت
استغرب جونغ كي :مابال هذه العجوز الان.. امرها غريب ظهرت من العدم فجأة؟!
ردت سريعا :نعم صدقني لم يمر على  مغادرتي ثم عودتي راكضة سوا ثوان.. ياللهي (اتسعت عينيها) كيف غفلت عن ذهني 

 مررت يديها في غرتها للخلف بقلق تحركت كثيرا حتى توقفت بجدية كبيرة تلونت ملامحها : ليس هناك سوا حل واحد (حدقت به) سأجرب احلامي!
عقد حاجبيه مستغربا :ماذا!
:نعم بما انها اشبه ببوابة في الزمن.. سأجرب التفكير في تلك اللحظة فقط وانام كباقي الاحلام الطبيعية..لعله ينقلني الى هناك حقا
لم يلحق ليتكلم كانت قد اتجهت لغرفة نومها صعق ولحق بها سريعا : سول سول ثانية فقط!
 وقفت عند طرف سريها لتستمع :ارجوكِ هذ خطير ماذا ماذا .. ماذا لو علقتي هناك ..العودة في الزمن بأرادتك مختلفة عن ان ياخذك الحلم كما يشاء 

توترت اكثر اذ نطق بما كانت تخشاه ويجول بخاطرها : كلا لاتقلق سأجد طريقة لكن لابد ان اعرف ماذا فعلت بي
ولكنه لايهدأ متوتر وغير مستقر ..نظر لها بتوتر مميت وهي تستلقي على السرير اسندت كفيها واحد فوق الاخر تنفست بعمق كثير مركزة في تلك اللحظات اعادت تشكيلهم في مخيلتها كما الفلم ثم اغلقت عينيها .. اغلقتهن ونامت فورا
شهق كأن الحياة سلبت منه مع عينيها ونومها.. اسند يده لجبهته بقوة تلتفت كمهووس في الغرفة :تبا كان علي منعها اكثر ... ظل مراقبا بتعابيرها يديه على خصره تلفت وسحب الكرسي القريب شبك انامله عاقد الحاجبين مركزا فيها بأنزعاج رهيب.

"عينيها مغلقة بقوة فتحتهما برفق. .لتجد نفسها على رصيف الجسر نفسه تفاجأت بذهول اين الوادي والبحر ... التفت يمينا لتشهق برؤية نفسها الغاضبة تلك الليلة قادمة تجري بشكل كبير مرت من خلالها فغرت فمها وانحنت قليلا وكأنها اختفت فيها لكنها خرجت من الخلف تكمل جريها فألتفت سول معها لتراها ..لكونها كانت تجري مغمضة العينين باكية .. لم تنتبه لكنها الان تراها من بعيد كانت واقفة بالفعل بأبتسامتها حين اصبحت سول الماضي بقربها مدت عصاها برفق فتعثرت بها فتصنعت العجوز السقوط ايضا وتبعثر اشياءها .. اصاب سول الآن كارثة صدمة لاتوصف : هي ..هي فعلت ذلك متعمدة !!!

غادت بتركيزها للاثنين مقتربة حتى اصبحت بجوارهما ... مدققة اكثر في كل شئ يجري في كل كلمة قالتاها ... حتى تناولت العجوز يد سول في الماضي ضغطت على معصمها بقوة تلك اللحظة الاغرب في كل شئ .. تألمت سول في الماضي وقتها كتمت المها..
سول الحاضر شعرت بأشتعال حريق في معصمها حدقت به الوشم توهج باللون الاحمر كالنيران ثم عاد للونه الازرق الياقوتي البديع تلونت عيناها ايضا كالشعاع جحطت عينيها حينها فهمت وهي تركز في يد العجوز المثبتة على معصمها تلك اللحظة اضطرب تنفسها : انها... هي من فعلت ذلك

توهج الوشم بيد سول وهي نائمة انار جنب سريها فوقف جونغ كي فزعا ازداد اضطراب تنفسها تعرقها وهمهمة بكلام متواصل لم يفهمه انحنى قليلا بوجه مرتعب : سول هل تسمعينني؟ ..سول عليكِ العودة هذا يكفي

:سووول..صرخ بها بجنون ارتحجف قلبها فجأة صوته اخترق اذنها كأنه بجوارها رفعت نظرها جانبا بدهشة شهقت بأسمه :جونغ كي !

عادت بنظرها للعجوز التي بدأت تبتعد وسول التي مشت بجوارها عائدة ايضا بقيت تحدق بالعجوز تنتظر اهم لحظة, لحظة اختفت ولم تعرف ماذا حصل .. فغرت فمها بدهشة مميتة واطبقت يدها على فمها :ماهذا!.. نيران بيضاء اشتعلت تحتها ارتفعت النار البيضاء كسحابة وكلما ارتفعت اختفت السيدة من الاسفل بثانية اختفى النصف الاعلى اسرع ... تراجعت خطوات للخلف خطوات مهتزة كادت تقع لم تعد قدماها تحملانها 

وعند جونغ كي ازداد صراعها من أجل الحياة ..انحنى نحوها اكثر يكاد يجن وصلها صراخه مجددا :افيقي اتوسل اليكِ ستحتجزين هناك يكفي 

 تلتفت حولها برعب كيف تعود : ياللهي انها ورطة كيف سأعود تبا
توقف نظرها عند الجسر ففهمت قليلا باتت تقترب منه برفق واسندت كفيها لحافته نظرت للماء في الاسفل ..وتحولت للجدية قائلة : الامر خطير..لكنها محاولة جيدة ربما ستنجح.. نعم .. الحلم قد بدأ بالعكس لهذا ظهرت هنا اولا وليس في البحر (عادت بنظرها للماء)ربما سيقودني اي ماء في الحلم الى ذلك البحر 

حدقت حولها فشهقت برعب سحب سوداء مخيفة تسبح على الارض تغطي المكان حتى السماء اختفى قمرها ولونها اصبح اقتم كثقب اسود يبتلع المكان
: ياللهي ! ... خافت كثيرا اسرعت تراجعت للخلف خطوة حملت نفسها فوق السياج ترددت محدقة برعب لكن السحب اصبحت خلفها تماما اغمضت عينيها ورمت نفسها واختفى الجسر كله تحت جنح السواد المخيف ..غطست بقوة في الماء بقوة عميقا لتنقلب الارض بها بشكل عمودي فظهرت في قعر بحر احلامها ..فتحت عينيها فميزته فورا بدهشة لفت حول نفسها انه حقيقة حقا
ابتسمت لنجاح خطتها فجأة تجمدت مكانها الهواء بدأ ينقص كماء طبيعي عاد ... 
وعند جونغ كي تنفسها اضطرب اكثر ادمعت عينه عليها ..بتردد مسح على غرتها مبعدا وهي مبللة تماما بكمية تعرقها, صعق بحرارتها العالية
لايعرف ماذا يفعل انه مقيد تماما عليها ان تستيقظ مهما حصل .. صعق الان مجددا امام ارتجاف جسدها كأنها وسط القطب المتجمد. . ليس بيده حل قلبه سينفجر ﻷنها اول مرة تمر بوضع شديد كهذا سيجن
استلقى بجوارها على طرف السرير.. 

بينما هي تسبح بكل طاقتها التي بدأت تنفذ بشكل عجيب والهواء يقل دوار بات يسلب تركيزها بتلذذ
رفعت رأسها بضبابية رأت السطح وضوء القمر يتلامع عليه ابتسمت بتعب لكن الطاقة نفذت تماما واوكسجينها المخزن في رئتيها انتهى ...رفعت يدها ببؤس ﻷعلى علها تصل اكثر.

 بتردد حوط جونغ كي يده عليها فلفها لتصبح مقابلة له وجهها قريب جدا ابتلع ريقه بتوتر.

 دفعت سول قدميها اكثر لترتفع قليلا يدها ﻷاعلى


 جذبها جونغ كي بقوة لتختفي بين احضانه بعيون متقدا عشقا مجنونا هو طوقها بقوة 



وفجأة يد غطست بقوة تمسكت بيدها بشدة رفعت نظرها ﻷعلى جذبها ﻷعلى خارج الماء اخرجت رأسها لتشهق تلتقط الحياة قبل وصول الموت

 شهت بقوة بين احضانه مقابل صدره اخذت اوكجسينا خاصا.. اضرمت انفاسها المتسارعة قلبه اكثر ..رغم انها شبه مغيبة لكن دفئه وصلها فغاصت اكثر تمسكت به بقوة اكثر غرقت بعشقه واغرقته معها وخفت ضوء معمصها شيئا فشيئا

فغر جونغ كي فمه بأختناق حين ذابت بحضته وتمسكت به لحظات اعاد تركيزه حوطها بقوة اكثر وقبل قمة رأسها مطولا حتى ناما


ساعات انيقة متراقصة بمشاعر دافئة لحظات ذهبية لن تتكرر وان حدث فلاتملك درجة الذوق نفسها

طرف بعينيه قليلا حتى افاق واستوعب اين هو ..عاد قلبه ليدق بنغم جميل..حدق بها من الاعلى وبقي متمسكا بها كما هو منتظرا اياها ان تصحو على مهلها ..بقي يتذكر ماحدث ليلة امس .. موقف مرعب جدا بشكل كبير ماذا لو خسرها مرة هناك ولم تعود.. اغمض عينيه ماحيا لفكرة كهذه

شعر بتحركها قليلا انتظرها محدقا ..حين فتحت عينيها وصدمت بقميصه الابيض اتسعت عينيها احست بيديه تقيدها رفعت نظرها قليلا وتمركزت وسط عينيه مجددا ...هي تحب الغرق فيهم دوما ولو أمكن لطلبت النظر دوما.. ماهذه المشاعر التي باتت تسيطر كثيرا هذه الايام .. ابعدت نظرها وتحركت فأفلت قيد يديه وتركها ...جلس على طرف السرير وتحركت لتجلس بجواره
بقي محدقا بها للحظات ليسأل : هل انتي بخير؟؟

 همهمت ثم أردفت : امم بخير لاتقلق ..كان مرعبا ومخيفا بالفعل..(حدقت به بأمتنان) شكرا لانك كنت هنا.. تفاجأ منها ثم بادلها ابتسامتها

عادت تحدق بالارض عند قدميها : الاهم انني حللت اللغز (رفعت معصمها) فهمت من اين جاء !.. تلك العجوز ليلتها ضغطت على معصمي بقوة فوشمت الختم ليلتها اشتعلت يدي حراراة كالجحيم اولا ثم سائر جسدي 

قطب حاجبيه بحيرة متسائلا : ماذا؟؟..لكن مافائدتها!



نظرت له : أتظن بأن هذا غريب!.. مارأيك بأنها اختفت كالعدم حقيقة لذلك في الماضي عندما التفت لم اجدها!...الاغرب ايضا ماقالته لي
"لست لوحدك. . هناك من سيحتاجون اليكِ قبل ان تغرقهم الوحدة ايضا"

 التفت لجونغ كي كم شلته الصدمة ايضا بجنون : كلماتها مدججة بالكثير من الالغاز..كيف عرفت وقتها انكِ لوحدك.. أطرق رأسه وشبك انامله ...ارجعت رأسها متنهدة بتعب 

 جحظت عينيه حين برق كل شئ برأسه استعدل في جلسته وقال بجدية : بل السؤال الاهم من التالي؟!
 ارحجعت رأسها ونظرا لبعضهما :ماذا تقصد؟
 فأجابها بصوت جدي وعيون حادة : انتي..يونا..ثم انا.... من الفصل الألف... من سيكون التالي؟؟
ذهلت لهول مانطق به.
...........................................
يتبع...

: لايمكنني ان اصدق هذا مستحيل... ألاتفهمني رأيت تشانيول يذبح بكيهيون بيديه ..ارجوك فلنلحق بهما!
: الامر غريب حقا!..أذا بينما بيكهيون عاش ملكا بكل نفوذه وثروته..تشانيول كان مختفٍ تماما ولم يجد له احد اي اثر.




هناك تعليق واحد:

  1. O.o شهالنهاية ؟! فجعتيني يا ام السوس بيكي و ويول ؟! ليه ㅠㅠ عاااااااااااااا .. نيجي للبارت عادة ما بحب اقرأ اشي بالتقسيط بس نصيب البارت كان معي اني اقرأ كل اكم ساعة نتفة ㅠㅠ ما قدرت انسجم كتير بسبب هالاشي بس البارت لا يقل روعة عن الي قبل .... وزاد الفضووول وصل حده عااا لمتى رح نضل بشوق لكشف السر ㅠㅠ يختي كمان هاي الهبلة سوول كيف كاينة ما تحب هالاهبل جونغ كي .. بيعبس عسلللل بيصرخ عسللل بيحب عسللل رومانسي عسللل حزين عسللل خايف عسللل كله ع بعضه عسل 😍😍😍😍😍 وصفك جميلللل جدااا حاولي تتلافي الاخطاء الاملائية لانو هالتحفةة لازم تكون كاملة مكملةة... فايتنغ بإنتظار القادم ع ناااار .. ناااار زرقا حمرا بيضا 😂😂😉

    ردحذف