إليك صديقتي
بقلم الكاتبة :
Salma hassan
"سيدتى استيقظى لقد وصلنا"
نكزتها خادمتها الروسيه لايقاظها فحاولت بكل صعوبه تجاهلها و تجاهل كل تلك الاصوات التى تحيط بها لتوقظها من احلامها كصوت المضيفه و هى تعلن فى المذياع عن هبوطهم و تنبه الركاب بربط حزام الامان لتفادى الاصابات و تلك الام وهى تصرخ فى ابنها ليجلس معتدلا كى تربط له حزامه,,فهى لاتزال ترفض الاستيقاظ و الاستسلام لكابوس الواقع,,واقع انهم وصلوا بالفعل الى كوريا,,,
عاده ما يكون المسافرين بعيدا عن بلادهم لفتره طويله يحملون لهفه الاشتياق التى تظهر فى عيونهم عند اعلان الوصول ,فمنهم من يفتح نافذه الطائره كى يرى هبوط الطائره و يبتسم لوصوله و منهم من يفتح هاتفه ليحدث اقاربه و يطمئنهم ,,لكن هى بالرغم من قضاء اخر عشره سنوات فى اوروبا و لم تزر بلادها و لا مره لم تتكلف حتى عناء فتح عيناها بل ارتدت نظارتها السوداءبعدما اخرجتهم من الحقيبه و اغلقتهما ثانيه,,,,
بعد خروج كل المسافرين من الطائره حتى اصبحت فارغه القت نظره حولها ثم تنهدت فى ملل و وقفت فى مكانها و اشارات الى خادمتها التى اوشكت على النوم من ملل الانتظار كى تحضر الحقيبه و تلحق بها ,,
بعدما انتهت من اجرءات السفر و الجواز و الحقائب اتجهت الى البوابه الرئيسيه التى تفصل بين مكان المسافرين و بوابه المطار الخارجيه فتوقفت امامها,,نظرت الى الخلف بقلب خائف نبضاته تتسارع مع كل خطوه تخطوها فجزءا يريد الهرب و الاختباء كما كانت تفعل دوما و لكن شخصيتها الجديده التى قامت ببناءها فى العشر سنوات سيطرت عليها لتقاوم ماضيها و تواجهه حتى لا تعود "هانيا الباكيه " كما كانوا يلقبونها دوما ,,,,
خلعت نظارتها لتظهر جمال عيناها السوداء الواسعه مع لمعه حنان التى تحمل الام الماضى و الخوف الميسطر عليها للتتبدل فى لحظات بعدما ازفرت الى فتاه قويه لا تخشى شيئا,,,,
"هانيااااا"
بحثت حولها عن الصوت حتى وقعت عيناها على اخيها يقف خلف خط الانتظار بين الناس يلوح لها بابتسامته التى لم تختفى كما اعتادتها دوما و لكن وجه تغيرت ملامحه قليلا من ملامح طفل لطيف فى العاشره الى ملامح حاده لشاب فى فتره تحوله الى رجلا فى العشرون ,,,
"هانسولااا"
هكذا كانت ستتصرف هانيا القديمه تصرخ باسمه و تجرى لتحتضنه بكل قوه,, و لكنها اكتفت بالابتسامه ثم مشت نحوه بكل برود كالعارضات على ممشى الازياء,,وقفت امامه خلعت نظارتها ثم احتضنته و ربما الشئ المشترك التى كانت ستفعله سواء هانيا القديمه او الجديده انها ستحضنه بقوه و تربت عليه كما كانت تفعل مع اخيها الصغير دوما فحنان و دفئ قلبها لم يتغير او هذا ما حاولت تدميره شيئا فشيئا و لكنها لم تستطع ,,,,
"كيف حالك ايها الشقى"
قرصت وجنته ثم ضحكت له ..
تفحصها من وجهها حتى اخمص رجليها ثم نظر لها واضعا يده على فمه متعجبا
"وااو تغيرتى كثيرا اظن انى ساحتاج الكثير من الوقت لاعتادك يا كوول هانيا"
ضربته بخفه على كتفه و هى تضحك على كلامه السخيف مع ذلك اسعدها و ثبت ان عملها على شخصيتها نجح اكثر مما كانت تتوقع "كوول هانيا" اشارت له "لا" بيدها " الم تجد اسما افضل بدل هذا"
"نونا يجب ان تكونى ممتنه انى لم اناديكي بلقبك القديم " قالها فى ملل
انزعجت من كلامه فصرخت به " يااا هيا احمل الحقائب "التفتت الى خادتها " انتى تعالى ورائى"
التفت ليرى الحقائب ففتح فمه مصدوما من عددها,, فالتفت ثانيه ليناديها و لكنها تخطته و اقتربت من باب الخروج ,,
نظر اليها بغضب اراد لعنها و لكنه توقف و اخذ يتأملها و هى تمشى امامه فى تبجل ابتسم ابتسامه جانبيه و لكن شئ ما جعله يشعر بالحزن فأى اخ فى مكانه سيكون سعيدا بمكانه اخته التى وصلت اليها و تغيرها الى الاحسن ماديا و اجتماعيا و لكن القلق سكن قلبه من نظره عينها التى تحولت الى شخص اخر لا يعرفه فتلك ليست هانيا اخته ,,,
وضعوا الحقائب فى سيارتها الفخمه التى اشترتها عن طريق الانترنت قبل ايام من رجعوها حتى تناسب مكانتها الحاليه فالمحاميه "تشو هانيا" ذات ال ثامنه عشرون عاما لن يليق بمركزها اقل من هذا,,,
اخبر اخاها السائق عن مكان منزلهم و انطلق بعدها مبتعدا عن المطار تاركها فى بحر ذكرياتها وهى تنظر الي تلك البوابه من نافذه السياره التى لجأت لها بعد تخرجها من الثانويه مودعه اهلها و وطنها لتبدا حياه جديده ,,,
مدن و شوارع و مناطق تحمل الكثر من الذكريات تتخطاها و هم فى طريقهم الى منزلها و لكنها لم تستطع تخطى تلك الذكريات,,توقفت السياره عند محطه البنزين ليملئها بالوقود,,فوقعت عيناها على محل تجلس امامه سيده عجوز الشيب قد خطى وجهها و يحمل الام الجسد ومعاناه الفقر و لكن لم يكن شكل العجوز هو من جعل قلبها يخفق باكيا ,,لم تكن سوى ذكرى يحمله هذا المكان شاهدتها كلقطه من فيلم حياتها و هى فى الثامنه يعود مره اخرى ,,,
" جرت بسرعه ناحيتها بينما تصرخ و بكل قوتها ركلت الصبى برجليها كطائر جارح يصطاد فريسته ليبتعد عنها ثم ذهبت اليها و ساعدتها على النهوض ,,,
"ياااا جونغمان الم اقل لك الا تقترب منها ثانيه و لا تضاقيها و الا ركلت مؤخرتك بقوه " قالتها و هى تصرخ فى وجهه ممسكه بياقه قيصه و تضع رجلا على صدره و هو ملقى ارضا
وضع الفتى يديه قرب وجهه ليغطيه و رد عليها بصوت يرتعش خوفا "اسف لم اقصد و لكنها خلت بأتفاقنا"
نظرت له بحيره و صرخت به " اى اتفاق"
"من يخسر عليه التنازل بالحلوى للاخر و هى خسرت لكنها لا تريد التنازل بالحلوى لى الا يعتبر هذا غشا ,,ها ؟؟"
وجهت نظراتها لها "هل هذا ما حدث هانيا"
نظرت لها و هى تكاد تبكى " نعم و لكنى لم اقصد الخساره "
" ها هى اعترفت " صرخ الفتى بحماس ..
"اصمت ,,ايا كان لن تتنازل هانيا و اذا اردت الحلوى خذها منى ان استعطت" ابتسمت له بملل,,
نهض الفتى و رتب ملابسه ثم نظر لهما بغضب " ياا هانيا لولا يورى لاصبحت تلك الحلوى ملكى ,,لا تلعبى معنا مره اخرى ايتها الباكيه "
"ياا لا تناديها هكذا" صرخت به بينما تقترب منه لتضربه و لكنه هرب " نعم اهرب يا جبان و لا تاتى هنا ثانيه " اشارت له بضربه,,
ذهبت لها يورى و ساعدتها فى تنظيف نفسها و التقطت الحلوى الملقاه على الارض نظفتها و اعطتها لها " هيا لا تبكى صغيرتى "
احتضنتها هانيا " شكرا منقذتى" ثم جلسا على المقعد امام محل السيده العجوز,, فتحت الحلوى و هى تضحك تناولت قطعه و اعطتها قطعه ,,, "
انتهت الذكرى و انتهى قلبها من البكاء و لكن عيناها لم تذرفا الدموع قط و كأنه لم يحدث شئ,,رجعت بظهرها الى الوراء وضعت نظراتها السوداء و اغلقت النافذه,,,,
وصلوا الى منزلها و استقبلتها والدتها باحضان الاشتياق و الحب فاخيرا ها هى بين احضانها بعد كل تلك السنوات من التحايل لتزورهم لكنها تتحجج فى كل مره بالعمل حتى يأسوا من تلك الحجج و من طلبهم ,,,
جلست بجانبها على الاريكه بينما تمسك يديها و لم تنزل عيناها عنها و هى تحمل نظرات الفخر بأبنتها,,
ربتت والدتها على يديها بحنان " لا اصدق انك بيننا اخيرا كبرتى يا صغيرتى و اصبحتى أمراه جميله "
ضحكت فى خجل من كلمات والدتها التى تسمعها لاول مره على الواقع بدون سماعه الهاتف " انتى ايضا امى اصبحتى اجمل " نظرت لها نظره ماكره " بل اصبحتى اجمل منى ,,هل هناك حب جديد فى حياتك ام ماذا"
وضعت والدتها يدها على فمها خجلا و ضحكت " ما الذى تقولينه انتى تعلمى انى لن احب غير والدك يرحمه الله " تبدلت نظراتها للحزن " كان يريد رؤيتك قبل وفاته و لكن " صمتت عندما رأت عينا ابنتها التى تجمعت فيها الدموع و تشعر بالخزى من نفسها لعدم حضورها الجنازه او حتى رؤيتها والدها قبل وفاته,,
فغيرت الحوار سريعا " و لكنه تنبأ دوما انك ستنجحين فى حياتك و لطالما وثق بك حبيبتى لو انه معانا كان سيخبرك نفس الكلام و كم يشعر بالفخر لم وصلتى اليه "
ابتسمت هانيا فى أسى " اعلم امى انا ايضا كنت ساكون سعيده بسماع تلك الكلمات تخرج من فمه و لكن يكفى الان انك معى و تخبرينى بها " ابتسمت " شكرا لك " اقتربت منها ثم قبلتها على وجنتها,,,,
ربتت على يدها "هيا ادخلى غرفتك لترتاحى حتى احضر الغذاء "
"حسنا امى ,," صمتت قليلا " لكنى ساذهب الى منزلى غدا ارجوك لا تعارضى قرارى فهكذا سارتاح اكثر"
" حسنا " ردت عليها بنبره حزينه ثم ذهبت الى المطبخ,,,
فتحت باب غرفتها بيد مرتعشه و دخلتها بعيون تتفحص ارجاءها و بنظرات مختلطه المشاعر من الاشتياق و الالم و الحزن و الراحه و التعاسه فهذه هى المشاعر التى احتوتها تلك الغرفه فكانت ملجأها مرورا بكل تلك المشاعر و التحولات من اقصى السعاده حتى التعاسه المنحدره,,
قضت ما تبقى من الليله مع والدتها و اخيها فى جو يعمه حنان العائله و هم يستمعون الي قصصها و كيف كانت تعيش حياتها فى الخارج و كيف وصلت الى تلك المكانه بعد مجهود و عرق السنين ,,, تناولوا العشاء و طلبت منها والدتها مساعدتها فى الصحون لتتحدث معها عن امورها العاطفيه بدون احراج من اخيها ,,فطالما كرهت ابنتها التحدث عن تلك الامور امام اخيها لاستشعارها الحرج ,,,
وضعت والدتها الصحن فى المغسله بعدما غسلته ثم التفتت لها مع ابتسامه " و الان اخبرينى من هذا الشاب الذى كان ينظر اليك فى اخر صوره بعثتها لى "
عقدت حاجبيها فى دهشه " ااااه,, لديك عيون ثاقبه لاشك فى هذا" اخذت طبق تضعه هى ايضا ثم ضحكت " تقصدين شيون هو مجرد زميل فى العمل ليس اكثر "
"لكن نظرته لك لا تبدو كذلك " ابتسمت لها فى خبث ,,
"لا تقلقى شيون اجبن من ان يوضح لى حبه " قالتها ثم ضحكت عندما تذكرت كيف يتصرف دوما فى ارتباك عندما يكون امامها و لا يستطيع اخفاء اهتمامه بها و لكن تنقصه الشجاعه لياتى و يتحدث معها ,,,,
" اتمنى ان يصبح من نصيبك عيناه تتحدث و تفضحانه " ابعدت نظرها و تنهدت فى قلق " اريد رؤيتك فى فستان زفافك قبل ان يمر الوقت"
ابتسمت ابتسامه جانبيه مزيفه لتراضى والدتها و لا تزعجها بكلامها و قرارها التى اتخذته عن رفض فكره الارتباط عامه ,,,,
دخلت غرفتها ثم رتبت ملابسها و اخذت ما تحتاجه من غرفتها القديمه حتى تنتقل فى الصباح الى شقتها الجديده ,,,
فتحت دولابها القديم لتخرج منه ملابسها فوجدت اغراضها القديمه فى احدى الرفوف فاخرجت ذلك الصندوق الذى تجمعت عليه الاتربه من قله تنظيفه و استعماله,,,جلست على الارض و قلبته راسا على عقب حتى افرغت كل محتوياته على الارض,,
نظرت لكل تلك الذكريات القديمه الموجوده فى الصندوق منذ ان كانت قى السابعه حتى اصبحت شابه ,,اخذت تتفحص كل غرض و تتذكر ذكرياته و تضحك عيلها ,,كيف كانت فتاه ساذجه باكيه لا تقوى حتى على الدفاع عن نفسها فقط تعتمد على شخص معين فى هذا العالم كان بالنسبه لها العالم كله فيما يحمله من كل الصفات الخير و الشر و القوه و الضعف الحب و الكره شخص اكتفت به و اعتمدت عليه و الاهم وثقت به،، ,من بين كل الاغراض الملقاه على الارض جذبت عيناها صوره القت بعيدا عنها بجانب السرير ,,,
اقتربت منها ببطئ كأنها تخطو خطوتها الاولى كطفل رضيع و حملتها بين يديها التى تحولت الى كتله ثلج مرتعش,,نظرت اليها حتى كادت تصنع ثقبا فيها من قوه نظره عيناها ,,كرهت كل شئ فيها كرهت ابتسامتها ضحكتها تعاقد يديهما ,كرهت وثوقها بها شعورها بالغباء يحطمها و يدمر قلبها الى فتات صغيره فى كل لمحه للصوره,,
بضع دمعات ليس الا هى من خرجت من عيناها لتهبط على الصوره و تعوم فى ماضيها الاليم ,,نظرت الى انعكاس وجهها فى المراه فكم تغيرت نظراتها من طفله باكيه الى امراء لا تقوى حتى البكاء الان فقد انتهت كل دموعها فى الماضى و اقسمت الا تهدر اى دموع اخرى لاى شخص فلا احد يستحق ثقتها و لا حبها
,,وقفت ثم اتجهت الى المراءه و توقفت امامها ,, جذبت طرف ملابسها بين يديها و مسحت دموعها من على وجهها بقوه حتى احمرت وجنتها و التهبت,,رسمت ابتسامتها المزيفه التى تعلمتها و اصبحت من ضمن اساسيات شخصيتها الجديده الشخصيه القويه التى لا تهاب احد و لا تهتم للمشاعر فما يهمها هم اهلها و نفسها فقط,,,,
القت نظره على الصوره التى لا تزال بين يديها و قطعتها حتى تحولت الى فتات صغيره ثم اتجهت مسرعه الى النافذه فتحته حتى لا تختنق من جو الكأبه الميحط فى كل ركن بأركان المنزل ,,,,
لم تستطع تحمل خنقة الجو فاخرجت حقائبها التى احضرتها معها من السفر و ارتدت ملابسها و خرجت من المنزل بهدوء دون ايقاظ والدتها و تركت لها ورقه على الطاوله ثم خرجت مسرعه ..
نزلت الى الشارع دقات قلبها هى الصوت الوحيد فى المكان ,,التفتت حوالها و كأن الذكريات الوجوده فى كل مكان تحولت الى اشخاص يتحدثون بصوت عالى بالقرب من اذنيها بصوت مزعج لا تطيقه وضعت يديها على اذنيها لتبعد تلك الاصوات و صرخت بعلو حتى تأذت اذنيها من صوتها..
التقتطت انفاسها بسرعه و فتحت عيناها و كأن الكره الارضيه تدور بها فلم تشعر برجليها و انهارت على الارض ,,,مرت الدقائق حتى هدأت اخيرا اخرجت هاتفها من الحقيبه و طلبت من سائقها الحضور ,,
بعدما وصلت الى بيتها خرجت الخادمه و اخذت حقائبها ثم طلبت من السائق ان يترك لها السياره و يذهب لمنزله,,,
انطلقت بسيارتها فى شوارع سيول لا تستطيع عيناها الغفو و لا قلبها الهدوء فهذا ما كانت تخشاه من رجوعها لكوريا ان يتهدم كل عملها و تعبها فى بناء شخصيتها لمجرد سيطره الذكريات القديمه عليها ,,,اصوات الذكريات لا تزال تتحكم بها و تزعجها فرفعت المذياع على اعلى درجه و لكنها لم تتاثر و بمجرد ان لمحت اسم "ملهى ليلى" فى طريقها انعطفت بقوه بالسياره..
وصلت اليه و ركنت سيارتها و دخلت الى الملهى و بقناع هانيا و شخصيتها الجديده فى كل شئ طريقه المشى و الحركه و نظرات العيون فهذه هى شخصيتها التى تريدها ان تسيطره عليها و تتخلص من القديمه ,,,
خلعت رداء الجبن و ارتدت مضاد للرصاص لا يهاب شيئا,,,اتجهت الى منتصف المرقص ثم قفزت على احدى الطاولات حتى اصبحت مركز انتباه الكل ,,خلعت الجاكيت و القته بعيدا عنها و تلاه ربطه شعرها فأنسدل متناثرا كالحرير على ظهرها ووجها ثم بدات ترقص و الكل ينظر لها و يصفق,,
نزلت من على الطاوله و تناولت كأس الخمر الاولى ثم اكملت الرقص بين الرجال و هى لا تخشاهم ينظرون لها كفتاه رخيصه لكن صعبه المنال و هى تنظر لهم كالاسد فلا يسطتيع احد الاقتراب الا بأذنها,,,
تتالت الكؤووس و الخمر يزداد و الرقص حتى اصبحت ثمله لا تقوى على المشى ,,كادت ان تقع و لكن احدى الرجال ساعدها على الوقوف,,
ازاح شعرها عن وجهها و ابتسم لها " الى اين ذاهبه حبيبتى فالاحتفال لم يبدا بعد"
ابعدته عنها بقوه " ماذا تظن نفسك لتتحكم بي وتخبرنى اين اذهب ها " صرخت به ثم اقتربت منه " انا فقط " اشارت الى نفسها بقوه " انا فقط من يخبرنى الى اين و ماذا و متى افعل هذا و هذا فهمت"
اقترب منها و داعب وجهها بلمسه رقيقه " حسنا صغيرتى لا تغضبى " قرب وجهه منها ليقبلها و لكنها ازاحته ثم صفعته على وجهه,,
" ايها الغبى الم اقل اننى فقط من يأمر نفسى و لا يستطيع اى شخص اجبارى على فعل شئ لا اريده " ضحكت فى سخريه "هل تريد تقبيلى حسنا و لكن انا من سيقبلك" اقتربت منه و اخذت تقبله بقوه ثم ابتعدت عنه " انا من اراد و انا من فعل ,,و الان اغرب عن وجههى"
نظر لها باستغراب " مجنونه فلتتعالجى صغيرتى حديثك كله مجرد فراغ برائحه قذره " ضحك ثم ذهب,,
لوحت له بيدها لا تهتم ثم ذهبت مترنحه حتى وصلت الى سيارتها ثم الى المنزل,,,
فى صباح اليوم التالى ,, ايقظتها خادمتها بعد محاولات كثيره و لكنها لم تقوى على فتح عيناها من تعب و خمر البارحه ,,اغتسلت ثم ذهبت الى الاسفل لتتناول فطورها ,,,
التقتطت هاتفها و رأت كل تلك الرسائل من والدتها و زميلتها فى العمل و شركتها ,,
فتحت اول رسال من والدتها و قراتها ،،شعرت بالذنب مما فعلته البارحه و لخروجها بدون حتى تحيتها و لذلك والدتها حزينه و غاضبه منها و لكنها تتفهمها فأنتهت رسالتها ب "اهتمى بصحتك و لا تسمحى لبحزن بأن يسيطر عليكي مجددا حبيبتى فنحن هنا و دونا سنكون بجانبك" انتهت من قرأت الرساله بملامح حزينه ارتسمت على وجهها ,, تناولت كأس حليب موضوع امامها و فى نفس لحظه قراتها رساله صديقتها وجدت رقمها على شاشه الهاتف تتصل بها ,,,
"ياا هانيا اين كنتى من البارحه لم استطع التواصل معك هل يعقل ما تفعلينه الا تظنين انك تبالغين حقا " قالتها و لم تتوقف حتى لتتنفس..
اوقفتها ضحكه هانيا البارده و اجابتها " سونى لم لا تتنفسين قليلا اولا قبل ان تقتلى نفسك و ساجيبك عن كل شئ"
" لا اريد اجابه اريد رؤيتك فى فرع شركتنا فى سيول الان هيا امامك ساعه واحده و الا ساحضر اليكي مع شيون " قالتها بنبره تهديد
القت كوب اللبن من يديها و ردت بصدمه " ماذا شيون هنا ما الذى اتى به "
ضحكت فى خبث " لا اعلم ربما ليطمئن على شخص ما ,,المهم ساغلق الان لا تتاخرى ها "
"حسنا حسنا وداعا " اغلقت الهاتف ثم القطه بعيدا عنها ,,,تنهدت فى غضب لسماعها هذا الخبر و لكنها لا ليست غاضبه بسبب قدومه بل هى مشتته اهى سعيده ام غاضبه ام ماذا ؟؟؟ تجاهلت كل هذا التفكير و اخرجته من عقلها او هكذا ارادت اقناع نفسها ثم ذهبت لتحضير نفسها و الذهاب الى الشركه ,,,,
جلست فى السياره و قدوم شيون لا يزال يحتل تفكيرها بالرغم انها ترفض دوما كلام زملائها فى العمل عن حبه لها و ترد بانه فقط احمق و ليس من مستواها او حتى نوعها من الرجال و لكنها تصبح سعيده عندما ترى ذلك الاحمق امامها يرتبك فى كل مره تقع عيناها عليه و يتقابلا ,,
فتتوقف للحظات و تشعر بنبضات قلبها و لكن شخصيتها التى تسيطر عليها توقف هذا النبض و تمحى اى احساس له لعدم ثقتها باى شخص تعيدها الى قرار رفض الارتباط او الحب ,,,,,
بعدما وصلت الى الشركه واجهت صراخ رئيسها على تجاهل الرسائل و المكالمات,,اعتذرت منه ثم اخذت ملفات القضايا التى حضرت من اوروبا لتناقشها كبعثه وديه بين البلاد و تعود ثانيه ,,,
ذهبت الى مكتبها و رمت الملفات عليه و اخذت تتثائب فى تعب و ارهاق,,,
"مرحبا بك ايتها النعسه " قالتها صديقتها سونى و هى واقفه امام الباب بعدما دخلت,
لوحت لها بالاقتراب و الجلوس و هى تتثائب "الا استطيع حتى الراحه ولو ليوم واحد"
اشارت لها "لا" ثم نظرت لمكتب ارئيس بحقد "انتى تعرفين طباعه لا اعلم لم انتقل معنا فى تلك البعثه الا تكفى رؤيه وجهه فى اوروبا الان على رؤيته فى كوريا ايضا ما تلك المأساه" اسندت وجهها على يدها و اثنت شفتها السفلى فى جزن,,
ربتت على رأسها و ابتسمت فى سخريه " انه قدرك للاسف "رجعت بجسدها و اراحته على الكرسى ثم اخذت تنظر فى الارجاء و كانها تبحث عن شئ ما ,,,
اقتربت منها سونى بنظره خبيثه ترفع حاجبا و تشيرلها لتنتبه " هل اضعت شيئا"
"ماذا" افاقت من بحثها و ردت عليها,,
" اااه لا شئ ..اذا الن تلقى التحيه على شيون"
بلعت ريقها و تصنعت الانشغال و عدم الاهتمام و ببرود اجابتها هانيا " و لم على فعل ذلك "
"لا شئ مجرد سؤال " ابتسمت " ساذهب الان اراكى غدا "
" لم الى اين ذاهبه اليوم"
"ساقابل صديقى لم اره منذ ثلاث سنوات ,,وااه متحمسه لارى كيف تغير ذلك الابله " ضمت سونى يديها فى حماس ,,
تحولت ملامح هانيا الى البرود و تجاهلت حديثها قائله " حسنا اراك غدا"
استغربت سونى رده فعلها و لكنها لم تهتم كثيرا فلطالما عرفت هانيا بعجرفتها المفاجاه و تغيرها الى شخصيه لا تحتمل فخرجت,,,
وضعت هانيا الاوراق بعصبيه على المكتب ثم خرجت,,شعرت بالاختناق ثانيه فاتجهت الى ثلاجه المياه و بدون قصد اصطدمت باحدهم,,,
انحنت لتلملم الاوراق من الارض " اسفه "
صوتا مرتبكا اجابها بدون ان ينظر اليها " لا عليك"
نظرت اليه و حاولت اخفاء ابتسامتها " شيون شى ,,مرحبا "
"
وقفا الاثنان ثم انحنى لها ليحيها " مرحبا "
" ما الذى احضرك الى فرع كوريا "
ارتبك قائلا و ضبط نظارته " فقط مم جئت تبع الفريق "
رفعت حاجبها فى استغراب " فريق ..حسنا ساراك كثيرا اذا ؟؟"
بلع ريقه و لم ينظر لها " اظن ذلك " انحنى لها "ساذهب الان اعذرينى "
التفتت لتراه يذهب بخطواته المبعثره التى اعتادت عليها و احبتها بدون ادراك و كأنها ترى طفلا صغيرا او جروا يمشى امامها بلطف ,,,
انقضى اليوم بين ورق القضايا و اليوم التالى و الثالث فكل قضيه اكبر من الاخرى و اصعب و الاجتماعات لا تنتهى و ربما ما يحسن الجو و يلطفه من حين لاخر هو رؤيه شيون التى تبيتسم داخليا بطلقائيه و بدون ادراك كلما تراه و سرعان ما تتحول الى غاضبه ثانيه
,,,
انتهى اليوم الثالث مبكرا فاخذت باقى اليوم فى التسوق بين اسواق كوريا و مشاهده مناظرها الطبيعيه و الاثريه التى افتقدتها بين سنوات عيشها فى اوروبا ,,
" هانيا " صوتا جذبها من بين الكثير من الناس فى المتحف حولها لتلتفت و تراها ,,
"سوجين " قالتها بضيق كانها تتعذب ,,
اقتربت منها و احتضنتها " اه انتى هى حقا لم اخطئ" تفحصتها " وااه تغيرتى كثيرا لولا عيناك لما عرفتك"
"كيف حالك" ردت هانيا عليها ببرود,,
"بخير و انتى يبدو انك بأحسن حال ,,اشتقت لك منذ ان سافرتى لم اسمع اى خبر عنك"
همست فى داخلها " اشك فى ذلك " " انا ايضا اشتقت لك سوجين ,,اخبرينى كيف حالك لم تتغيري مطلقا " نظرت االيها بملل ولاحظت طفلين يتشبقون فى ملابسها " بل تغيرتى لم اصبحتى مهمله هكذا فى نفسك لم اعتد من سوجين ملكه جمال ثانويه بادا هذا التحول "
ضحكت " اصبحت مربيه منزل الان الاحوال تتغير و لكن يبدو ان القدر اعطاك الكثير من الهدايا فى تحولك "
ابتسمت فى غرور " اظن ذلك "
"اين تعملين الان "
" انا محاميه فى شركه سيول و لكنى لا اعمل فى هذا الفرع بل فرع اوروبا " قالتها بنبره تعجرف سيطرت عليها ,,
نظرت لها بدهشه لا تصدق ما تسمعه " وااو اصبحتى شيئا اخر هانيا ,,اتمنى ان نتقابل ثانيه "
" ربما اذا اصبحت فارغه " وضعت نظارتها " يجب ان اذهب الان "
" انتظرى " اوقفتها سوجين عن المشى ..
و لكن هانيا لم ترد الالتفات و الرد فلا تعرف لم شعرت بانها خائفه من الانتظار و التحدث معها اكثر ,,,
" ماذا هذا " نظرت لم بين يديى سوجين و تعطيه لها...
"هذه دعوه لاجتماع دفعتنا العاشر يقام غدا كل سنه فى نفس اليوم ,, سيكون من اللطيف وجودك فهناك الكثير من يسأل عنك و كلهم سيحضرون "
اخذت الظرف منها بسرعه و قالت متعلثمه و الارتباك يسيطر عليها " حسنا سافكر وداعا الان " ارادت الذها بسرعه او الهرب قبل ان تنطق الاسم التى تكره سماعه,,,
"سانتظرك.. العنوان ستجدينه فى اسفل الكارت " صرخت لها من بعيد ثم لوحت لها،،،
لم ترى هانيا كل هذا و التفتت بسرعه حتى خرجت من المتحف و المنطقه كلها ,,,,
بعد قياده مرت لساعات توقفت اخيرا بالقرب من البحر ,,خرجت و جلست امامه تستمع لصوت الامواج فلعله يهدء قلبها الخائف و عقلها المشتت ,,,
فقط كلمه واحده تتردد فى عقلها " كلهم سيحضرون"..
وضعت يديها على اذنيها لتبعد كل ذلك التفكير و لكنها لم تستطع ,,فجاه صوتها تردد فى المكان من حيث لا تدرى ,,التفتت حولها لكنها لم تجدها ,,
صرخت باعلى صوتها " يوررى اصمتى "
التفتت ثانيه و لكنها لم تجد اى شخص فقط صوتها و هى تتحدث كلامها ضحكاتها صراخها و كأن روحها سكنت البحر ,,,اخذت تلتف حولها حتى وقع نظرها على قارب كانوا يقضون معظم وقتهم فى اللعب عليه عندما كانوا فى العاشره .. و منه عادت لها تلك الذكريات المؤلمه ,,الذكريات التى دمرتها و اصبحت بسببها هذا الشخص الذى تكرهه و تكره حقيقه انها اصبحت هكذا,,,
( تذكرت اول مره تعرفت على اكثر شخصيه تكرها فى هذا العالم من دمرت ثقتها فى كل الناس و دمرت حبها لاى شخص،، شخصيه علمتها معنى القسوه و البرود و الخيانه و اهمهم الغدر,,,
صديقتها "يورى"
تذكرت اول يوم تعرفت عليها عندما انتقلت فى السابعه من عمرها الى المنزل بالقرب منهم ,,و كأى اطفال فى الحى تعرفا على بعض و تكونت بينهما على مدار السنوات صداقه و ربما اكثر من هذا فاصبحا اخوه لا يتفرقا ,,يتشاركان كل شئ الاسرار و المشاعر و نفس طريقه الحديث ,,كانت يورى هى درع الحمايه لها فى هذا العالم و لطالما عرفت هانيا بلقب "الطفله الباكيه " لانها كانت ضعيفه الجسد و لا تقوى على ضرب الاطفال من كانوا يضايقونها فدوما تلجأ الى البكاء بدلا من المواجهه على عكس يورى القويه التى لا تهاب شيئا يخشاها الكل لعصبيتها و شخصيتها العنيده و لكن قوتها دوما كانت ملك هانيا فهى حمايتها و سندها و اختها الكبرى فى التصرف تجاهها بالرغم من انهم فى نفس العمر,,,,,
مرت السنين و فى كل سنه يرتطبان ببعضهما اكثر و يتعرفا على بعض اكثر.. ما يكرها و يحبان و ياكلان و يشربان لونهم المفضل مغنيهم المفضل اول حب لهم ,, يعرفان تفاصيل حياه بعضهم بعضا و صفاتهم اكثر من اهلهم كانوا بئر الاسرار لبعض ,,لم يمر يوما الا و كانا يتحدثا مع بعض عن كل شئ حتى لو تكرر الحديث فلا يشعران بالملل بل يتحمسون لفكره بناء المستقبل مع بعض و مواجهته طالما مع بعضهم للابد فليس هناك شيئا اسمه خوف,,,
حتى اقوى عصابه فى المدرسه تحت اشراف "سوجين" العصابه المتنمره التى كانت تهابها البنات جميعا لم يتجرأ احدا منهم على لمس هانيا لانها تحت حمايه يورى ,,
فى الدراسه كانت هانيا الاولى على فصلها دوما و رئيسة الفصل لاخلاقها العاليه و انتظامها فى الدراسه و لكن يورى لم تهتم كثيرا بالدراسه بل اعتبرتها شيئا تافه لا يجب عليها التعب لاجله على عكس الرياضه وضعت كل اهتمامها و مجهودها في التدريب دوما.. و لكن هانيا لم تتركها تهمل فى دراستها فكانت تذاكر معها دوما بدون تعب او ملل او تستسلم منها بل تشجعها و تحفزها لان تصبح افضل لانها تثق بها و بقدراتها ,,,و هذا هو اساس علاقتهما الثقه,,,,
الثقه التى انهارت شيء فشيئا من بعد تخرجهما من الاعداديه و بدايه الثانويه و فيها تحول كل شئ... فى بدايه السنه الاولى كل شئ كان على ما يرام بل الافضل حتى اختفت يورى فى اجازه نصف العام و بعدما رجعت تحولت لشخص اخر و كانها شخص يحمل الاسم و الجسد فقط و روحها تغيرت لتصبح فتاه بارده لا تهتم لاى شخص و تعامل هانيا بكل قسوه ,,
تتجاهل حديثها و تفشى اسرارها فى المدرسه و تلقى عليه الدعابات السخيفه ليكرهها باقى زملاءها تتفق مع العصابه ليتنمروا عليها و تتهمها بالسرقه و الغش لتوقعها فى الكثير من المشاكل ,,, مضت فتره و هانيا تتحمل كل ما يصدر منها و تتعامل معه كأنه مجرد مزاح و تعود لتتحدث معها و لكتها تتلقى التجاهل و السب اجابه من يورى فلا تهتم و تحاول مره ثانيه و ثالثه ..
يوم يومان حتى مر شهر على تلك المعامله القاسيه بدون سبب حتى شعرت هانيا انها كجبل ينهار ببطئ و لكن هناك عصا خشبيه ضعيفه يسنده هى فقط الامل الاخير فى ثباته ,,,
و لهذا ذهبت املا لتتحدث معها بعد رفضها للحديث دوما و تجاهل سؤالها الدائم لمعرفه لم تغيرت يورى هكذا ناحيتها و هل هى من اخطئ فى حقها حتى كادت تجن من محاسبه نفسها و تقديم اعذار لما تفعله يورى بها و ان ما يحدث ليورى و ما تفعله مجرد سوء تفاهم بينهم و مع الحديث سيتصلح كل شئ ,,,
القت حجرا على غرفتها لتخرج كما اعتادت دوما و لكن يورى ليس كعادتها لم تجبها ,,القت بحجرا اخر فخرجت ,,
مشت نحوها بتعجرف و ملل " ماذا تريدين"
ابتسمت لها بخوف " لم تتصرفين هكذا هل فعلت شيئا خاطئ تجاهك"
اجابتها ببرود " هكذا اريد و هكذا ساتصرف دوما "
" لم " اقتربت منها ,,
ابتعدت عنها خطوات سريعه " توقفى ,,تصرفك هذا لن يفيد ,,انتهى كل شئ بيننا لا اريد ان اصبح صديقتك ثانيه و لا اريد الارتباط بشخصيه ضعيفه مهانه مثلك ,,لولاى لم كنتى ستعيشين للحظه فالتشكرى الله انى كنت بجانبك كل تلك الفتره لكنى الان مللت هذه الطريقه و الحياه و منك بالذات"
انفجر بحرا من الدموع من هانيا بدون صوت البكاء و نظرت لها فى صدمه تكاد تصدق ما يخرج من فم يورى " ماذا تقولين ,,لم تفعلين هذا اجيبينى "
صرخت بها "لانى مللت ,,للاسف هذه انا هذه شخصيتى كبرت لارى الحقيقه لارى انى لا اتناسب مع جبانه مثلك ,,الحياه غداره عزيزتى يجب ان تعرفى هذا"
ضحكت بطريقه هستيريه واضعه يدها على قلبها و رجليها لا تسطيع حملها لكنها وقفت مع اخر ذره قوه بها " انت تكذبين صح ,,هذه مجرد لعبه من العابك اليس كذلك"
اقتربت منها بغضب و دفعتها بقوه حتى وقعت " لا ليست لعبه افيقى و استمعى لى للمره الاخيره ايتها الباكيه من الان فصاعدا احذرى منى لانى اكرهك اكره كل شئ فيك اكره تصرفاتك الضعيفه اكره نجاحك اكره شكلك شخصيتك" تنهدت و جزت على اسنانها "اكرهك"
نهضت هانيا سريعا و لحقتها ,,احتضنتها من الخلف و تشبثت فيها بقوه كانما تتشبث بحياتها و بكت بقوه " ارجوك لا تذهبى هكذا لا اعلم لم تتصرفين هكذا و اذا اخطأت فى حقك انا اسفه لكن ابقى بجانبى ارجوك"
ازاحت يدها بقوه ثم التفتت لها و صفعتها على وجها " هل انتى صماء ام ماذا اخبرتك انى لا اريد رؤيه وجههك ثانيه "
وضعت هانيا يدها على وجنتها التى تكاد تشتعل من حراره وجهها ليس بسبب الضربه بل من صدمتها كانها طعنت بسيف اخترق قلبها ليعذبه باقصى الطرق فهل كل هذا حلم ام كابوس تريد ان تفوق منه باقصى سرعه و تفتح عيناها لترى صديقتها و رفيقه عمرها امامها و لكن من تلك التى امامها شخصيه لا تعرفها فكيف يمكن لشخص التحول هكذا ..,,
مضت الايام و مرضت هانيا من صدمه و هول ما حدث فهي لم تصدق و لا تريد تصديق كيف تحولت روحها و صديقه عمرها الى شخصيه بلا روح ,,رفضت يورى كل محاولات اتصال هانيا و لقاءها حتى فقدت الامل و اقتربت امتحانات نهايه العام فانشغلت قليلا بالمذاكره حتى لا ترسب لانها لم تحضر لشهرين بسبب مرضها ,,,
انتهت الامتحانات و انقطعت اى اخبار عن يورى طوال الاجازه بينما كانت تبحث هانيا عنها و لم تفقد الامل ,,,و بعد رجوعها و رؤيتها ثانيه لاول مره بعد الاجازه فى اول يوم المدرسه اصبحت اسوء فلم تعاملها فقط بقسوه بل لم تتعامل معها او تتحدث معها مطلقا و اذا اقتربت منها هانيا او تحدثت تجاهلتها و كانها مجرد فراغ ,,
اهملت هانيا فى دروسها و صحتها حتى اصبحت الاسوء و ظلت ترسب طوال العام و تقضى معظم ايامها بين المسشفيات و اطباء النفس ,,لا تقوى حتى على الحركه و وزنها فى نقصان دوما و صحتها تدمرت..
انتهزت العصابه تلك الفرصه و اصبحوا يتنمروا عليها دوما و تتلقى الضربات منهم و يسرقون طعامها حتى يأسوا منها لانها كانت كالجسد بلا روح فما المتعه من هذا من وجهه نظرهم,,
انتهى العام و لحسن الحظ لم ترسب و فى السنه الاخيره قضت اجازتها قبل بدايه الدراسه فى مركز اعاده تاهيل نفسى فى اوروبا رشحته لها والدتها .. و هناك تعرفت على طبيب اعاد اليها بعض الامل و شجعها على الاهتمام بنفسها ثانيه و اقنعها بأن افضل انواع الانتقام هو ان تصبحى الافضل و تثبتى للعالم كله انك لا تحتاجين الى شخص كى تشعرى بالامان او الثقه,,
على الرغم من ان هدف الطبيب هو اعاده ثقتها بنفسها و لكنها اقتنعت بتلك الفكره و لم تتخلى عنها ابدا ,,فانعدمت الثقه و انتهت الى الابد و اتخذت قرار انه من اليوم لن تتـأثر او تهتم لاى شخص كان فستعيش لنفسها و مع نفسها فقط لانه لا يوجد شيئا اسمه ثقه او حب فى هذا العالم ,,,
عادت صحتها لاكثر من ممتاز و قضت ايامها فى القراءه و التخلص من كل ذكرياتها و كل نقطه ضعف فى شخصيتها و حولتها الى نقطه قوه حتى اصبحت لا تخاف و لا تهاب شيئا ,,,طلبت من والدتها تحويل اوراقها الى الدراسه المنزليه و قضت اخر سنه فى اوروبا و عندما حان وقت الامتحانات عادت لكنها لم تعد هانيا القديمه بل اصبحت اقوى حتى رأتها ثانيه انهار كل شئ,,,
بعد كل امتحان كان تعود للمنزل تبكى حتى تتعب و تنام و هكذا استمر عذابها طوال الفتره و فى اجازه انتظار قبول الجامعه لم تخرج من منزلها و انشغلت فى التحضير لسفرها الى الخارج رغم انها لم تستلم اوراق الموافقه لكنها لم تيأس ,,و فى يوم قبولها فى كليه المحامه لم تشعر بالسعاده اكثر من تلك اللحظه و كأنها طير سمح له بالحريه اخيرا ,,
وهكذا فى اقرب فرصه ودعت اهلها و بلدها لتهرب من ماضيها و ذكرياتها للابد و لكنها لم تضع فى حسبانها لعبه القدر و ما يخفيه المستقبل ,,,,,)
نظرت الى البحر ثانيه و الى الظرف الذى بين يديها تريد انتهاز فرصه اثبات انها تغيرت و اصبحت الافضل و لكنها تفزع لمجرد ذكر اسم يورى فماذا سيحدث اذا رأتها,,,
نظرت لانعكاسها فى البحر و تحدثت فى صمت " توقفى هانيا عن الهرب الم تريدي تلك اللحظه ,,الا تريدي اثبات نفسك امامهم هيا افيقى و كونى قويه للنهايه لا تضعفى الان ,,يورى ماتت و لن تعود الم تقولى لنفسك ذلك دوما حسنا صديقى كلامك ,,هيا هانيا انتى اقوى "
لم يستمر التشجيع الا بضع ثوان و انهارت ثانيه ..رفعت يدها بقوه و ارادت القاء الظرف فى الماء لتتخلص من كل هذا الام و لكنها ستصبح هاربه للابد و لن يتغير اى شئ و كل ما عملت لاجله سيختفى ,,,
انزلت يدها ببطئ و نظرت الى الظرف و دقات قلبها تعلو اكثر و شفتيها ترتعش لا تريد قولها و لكن شئ ما بداخلها يصر على الذهاب ربما كل هذا سيتغير و اخيرا سترتاح بعد تلك الليله و لن تهرب ثانيه و ستجد نفسها التائهه بعد سنين ,,,,9
تنهدت ثم فتحت الظرف ,,رات العنوان و حفظته فى هاتفها و ذهبت الى المنزل,,,
فى صباح اليوم الموعود لم تستيقظ لانها لم تغف حتى لو قليلا من القلق ,,نهضت من السرير ثم اتجهت الى الحمام اخرجت ملابسها ذات الماركه العالميه و ارتدتها ,,اخذت مفاتيح سيارتها و ذهبت الى صالون التجميل و بعدما انتهت ذهب الى العنوان,,,
وقفت امام المبنى وضعت يدها على قلبها و ازفرت فى خوف ,,ارتدت نظارتها و تحولت نظرتها الى ثقه و دخلت ,,,
الكل انبهر بوجودها و رحبوا بها كثيرا تحدثوا عن حياتها و الكل ارد مصادقتها طبعا لاجل مصالحهم,,من وجهه نظرها الجميع تغير و اصبحوا اشخاص بشخصيات مختلفه مثلها ,,فالعصابه رئيستهم تحولت لوالده لابنتان و مساعدتها موديل عالميه و هذا الاحمق من كانت المدرسه تسرق طعامه صاحب شركه تغذيه والكل الان يمدح فيه ,,الدنيا تغيرت و الكل تغير و لكن قلبها لم يتغير ,,,
عيناها طوال الوقت لم تستقر فى مكانها و تهيء نفسها من الداخل لمواجهتا فى اى وقت ,,فدقه قلب تريد الهرب و الاخرى خائفه و لكن الاخيره قويه ثابته ,,,مضى الوقت و هى لم تظهر حتى فقدت الامل و جزء منها يحمد الله على اختفائها ,,,
"الن تحضر يورى مثل كل عام " جمله قالتلها احدى الموجوجين شدت انتباهها,,
" لا اعلم لم لا تحضر وقفدت الامل فى حضورها حتى هانيا من كانت مختفيه ظهرت " ردت عليها سوجين,,
تصرفت بعد اهتمام و قالت ببرود بينما تحمل كأس النبيذ و ترتشف منه بضع قطرات " لما ألم تحضر من قبل ؟؟"
"لا منذ يوم زفافها و انا لا اعلم عنها شيئا " اجابتها
وضعت الكأس جانبا و خرجت كلماتها بنبره ممزوجه بدهشه و حزن " هل تزوجت "
نظرت لها سوجين باستغراب " الا تعلمين ,,نعم تزوجت منذ خمس سنوات ,,حضرت الزفاف و ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,"
و كأنها اصبحت بمفردها و الصمت عم ارجاء المكان لا تستمع لأى مما يقال مشت بخطوات مهتزه حتى اسندت جسدها المترنح على اريكه بعيدا عن عيون الموجودين..القت الكأس من بين يديها على الارض فلم تهتم بصوت انكسار و تناثر زجاجه لان صوت انسكار قلبها كان الاقوى..
" تزوجت" تلك الفتاه سيئة الطبع التى كانت ترفض الارتباط بأى فتى مثل كل الفتيات و عندما وقعت فى الحب لاول مره كان مدرب مصارعه لانه كان اقوى منها ليس اكثر.. فكيف لفتاه رفضت الخضوع لاى شخص تتزوج.. تلك الفتاه التى كلما كانوا يتحدثوا عن الارتباط تضحك لمجرد تخيل نفسهت فى فستان ابيض ..و هكذا كل الوعود التى كانت بينهم بأنها ستكون أشبينتها و هى من ستضع لها تاج العرس هكذا تناكست و تناثرت الوعود فى الهواء ..الان ادركت انه فعلا الجميع تغير لتلك الدرجه حتى نفسها تغيرت و هربت كل تلك السنين .. شعرت أنها كانت محبوسه لمائه عام عن الارض لا لم تكن حره كما اعتقدت ,,,
بدون ان تشعر خرجت من الاجتماع و اخذت تمشى فى الشوارع متداركه اخيرا عدد السنوات التى مرت و كم اللحداث التى لم تحضرها ..تذكرت عندما كانا يتحدثا عن احلامهم الصغيره هانيا لطالما ارادت ان تساعد المحتاجين و الضعفاء مثلها و يورى ارادت ان تصبح بطله عالميه فى المصارعه الحره و لا تريد الزواج و السفر حول العالم فهى تكره الاطفال و بكاؤهم ماعدا بكاء هانيا تجده لطيفا,,كل هذا اصبح ماضى الان و انتهى ..
فتحت باب منزلها و دخلته بوجه خالى من التعابير ,, دخلت الى الحمام و غسلت وجهها كى تفيق و تتوقف عن التفكير فى يورى حتى سمعت صوت جرس الباب,,
التفتت و دقات قلبها ازدات فجأه ..اقترب من الباب و امسكت مقبض الباب بيدها و ببطئ فتحته و هنا وقعت الصاعقه على هانيا ,,
"مرحبا هانيا " ابتسمت لها كما كانت تفعل يورى قبل وفاتها فى عالم هانيا ,,,,
تلقائيا عادت الى الخلف بعيون مفتوحه على مصراعيها من الصدمه و كأن شبح ظهر امامها..لم تجبها و لم تتحدث قط فالكلمات هربت من على لسانها و نست كيفية نطقهت ..تفحصتها من راسها حتى اخمص رجلها لتتاكد انها هى لا تحلم ,,,
"ماذا الن ترحبى بى فى منزلك " سالتها و هى تبتسم نعم نفس الابتسامه التى اعتادت ان تراها منها..
ارتبكت لثوان و لم تعلم كيف تجيبها و اكتفت بالاشاره لها داخل المنزل,,جلستا امام بعضهما و كل منهما ينظر للاخر و لا يتحدث فقط صوت ضحكات الفتاه الصغيره بين يدي يورى هو الصادر,,,
نبه صوت الفتاه هانيا و نظرت لها فى حيره ماذا ترسم على وجهه من تعبير اهو سعاده او تساؤل ام فضول ام حزن او غضب حتى اكتفت بتعبير جاف يعبر عن التشتيت الذى بداخلها ,,,
" احمم " حمحمت يورى لتصفيه الجو من الصمت "كيف حالك لقد مر وقت طويل "
قاطعتها هانيا بصوت جاد قائله " لم اتيت"
ابتسمت " كنت اعلم انك ستسالين هذا السؤال و لكن توقعت سماعه فى وقت متاخر عن هذا ,,اذا ما سمعته عن تغيرك كان حقيقي "
نظرت لها فى دهشه لجملتها " سمعتى"
" ماذا هل تعتقدى انى لم اسال عن صديقتى "
لم تحتمل سماع تلك الكلمه منهت فوقفت فى مكانها و صرخت بها " لا تنطقى بهذا الهراء و اخرجى من منزلى الان "
" لم اعلم ان تلك الكلمه ستغضبك لتلك الدرجه كنتى تحبين سماعها فيما مضى "
" كنت " ضحكت بسخريه " و لكن الزمن غدار عزيزتى الم تعلمنى تلك الجمله "
ابتسمت " وااو ذاكرتك قويه لا تزالى تتذكرين حديث مضى عليه ثلاث عشر عاما "
"لا و لن انسى و الان اخرجى اذا انتهيتى من تحيتى لا اريد رؤيت ثاينا و ليس مرحب بك صديقتى " قالتها باسلوب ساخر بينما تقبض على يدها بغضب,,,
وقفت يورى فى مكانها ووضعت طفلتها جانبا " لن اذهب الى اى مكان لانك تعملين لدى الان للاسف " نظرت اليها بابتسامه انتصار..
"ماذا" عقدت حاجبيها فى استغراب
"انتى المسئوله عن قضيتى الم تقراى قضاياكى صديقتى جيدا "
"عن ماذا تتحدثين"
" قضيه اثبات رعايه طفل "
جلست فى صمت و فكرت قليلا ثم تذكرت و قالت مصدومه " انتى السيده كيم "
جلست يورى هى ايضا " نعم " ابتسمت,,
"لم"
" لم ماذا "
" لم اخترتنى "
"لانك صديقتى و الوحيده التى ستقف بجانبى "
صرخت بها لعدم احتمالها ذلك الكذب و الخداع فلن تقع فيه ثانيا كالماضى " اخبرتك انى لست صديقتك و لا تنطقى بهذه الكلمه ثانيه "
"حسنا كما تريدي و لكنك محاميتى و لن تستطيع تغيرر هذا الامر"
"بلا استطيع الرفض " ابتسمت بملل,,
"لا عزيزتى لا تستطيعين من ضمن قوانين المنحه ليس من حقهم الرفض اة القبول" رفعت حاجبيها فى تذاكى ,,,
وقفت و جذبت شعرها و صرخت بينما تتحرك ذهابا و ايابا عده مرات ثم جلست تنظر اليها بتوسل و رجاء " لم ارجوك اتوسل اليكي لا اريد ان اعمل على تلك القضيه هناك الكثير من المحامين الافضل منى سيساعدونك فى مشكلتك ,,,"
" لم لا تريدي مساعدتى لا افهم "
تجمعت كل ما كانت تريده قوله لها من سب و كره و حقد تملكته و احتفظت لسنوات فى عقلها.. ارادت اقتلاع مقلتا عينيها و ضربها حتى الموت لاستفسارها الذى كاد يقتلها ثانيه هل تعتقد انها بريئه و لم تفعل لها شيئا ام انها تمثل لمصلحتها ما الذى يدور فى عقلها باالظبط ... تنهدت و اكتفت بضحكه سخريه " حقا لا تفهمين ,,اعلم انك سيئه فى الدراسه و لكن غبيه,,كيف يمكننى مساعده من دمرت حياتى ,,انا اكرهك هل تسمعينى اكرهك و لا اهتم بك و لا بذلك الشئ " اشارات على الفتاه الصغيره...
ابتسمت لها و وقفت بجانبها " لا اهتم ,,لانى اعلم انك شخصا جيد و ستساعدينى فى النهايه "
نظرت لها بتعجب كيف لها ان تتغير هكذا يورى القديمه كانت تكره سماع اى اهانه موجهه لها فكيف تسمعها الان و لا تهتم ,,هل هى بائسه لتلك الدرجه " لا اهتم لم تقولينه و لن يغير اى شئ"
ابتسمت لها ببرود "حسنا لا يوجد لدى حل اخر "
عقدت يديها بعدم اهتمام " ماذا تقصدين
"
اخرجت يورى هاتفها و طلبت رقما " اوه مرحبا سيدي ,,كنت اريد تقديم شكوى فى احدى المحامين المسئولين عن قضيتى ,,"
جرت هانيا ناحيتها و خطفت الهاتف منها و اغلقته " ياا هل انتى مجنونه "
"تعلمين انه عند تقديم شكوى ستحولين الى التحقيق و ستخسرين ترقيتك التى تعملين عليها "
فتحت فمها و نظرت لها بغضب " يا هل تراقبينى ام ماذا كيف علمت بهذا الامر "
" لى مصادرى " ضحكت ,,
"اذا لم لا تستخدميها لتحلى قضيتك" قالتها فى سخريه..
"لا استطيع و الان هل ستساعدينى ام لا " ابتسمت بنبره تهديد,,,
أٍ شعرت و كأنها مكبله بالحديد لا تستطيع الحركه او التصرف او التفكير فمستقبلها و حلمها بكفه و قلبها الذى يتحطم فى كل مره تقع عيناها عليها بكفه ..مشتته لا تعرف كيف تتصرف تريد الهرب ثانيه و لكن تلك المره لا يمكنها فمالكة مفتاح القفص لا تريد رحمتها و ها هى معذبتها عادت ثانيه لتعذبها مره اخرى فلم يكفيها ما فعلته بها فى الماضى... جلست على الاريكه خاويه القوه و عقلها فقد قدرته على التفكير..... صمتت للحظات ثم نظرت على الفتاه و هى تلعب على الارض بدميتها ..
شعرت بالحزن يتملكها و رق قلبها مشفقا عليها للحظات و شعرت كأنها تريد حمايتها فلا ذنب لها فيما حدث فى الماضى و لا يجب غليها ان تدفع ثمن اخطاء والدتها...
انتهت من التفكير بنتيجه بالرغم من انها ستعذبها و لكن بعدها ستضمن الحريه لنفسها لانها ستواجه يورى و تثبت لها و لنفسها انها اقوى الان و لا يوجد شئ تهابه حتى هى و ان الحياه فعلا غداره و تنقلب فى لحظه راسا على عقب فهى الان تتوسل لها لتساعدها فمن يملك القوه و الاقوى ستثبت لها ....
" حسنا لاتخلص منك و بعدها لا اريد رؤيه وجههك ثانيه انتى " اشارت على الطفله " و هذا الكائن " عقدت يديها و قالتها فى ثقه ...
"اتفقنا و لكن "
التفتت لها " ماذا هناك"
ابتسمت لها بخجل " سامكث هنا معك "
" ماذاااااااااا" صرخت بها هذا فوق طاقه تحملها..
" لا يوجد لى مكان اخر و كما تعلمين انا هاربه من زوجى و اذا عثر عليا ربما سيقتلنى" نظرت للطفله فى قلق " و لا اريده ان يأخذ هانول منى "..
جلست ووضعت يدها على وجهها لتخفى غضبها و بصوت مكتوم " و الى متى سمكثين عندى"
"ماذا" لم تسمعها جيداا..
صرخت بها " الى متى ساتحمل النظر الى وجهك "
ضحكت و اجابتها و هى ترفع ابنتها من الارض " الى يوم المرافعه اظن اسبوع "
"يالهى"7 قالتها فى نفسها و هى تستنجد الله ليكون بجانبها فى تلك الفتره و يعينها على تحملها لها ..تنهدت بضيق " ما الذى فعلته بحياتى خطأ"
"انك تعرفتى على " اجابتها ضاحكه ,,
" محقه " اجابتها بنظره بارده حزينه بها صدق و ألام السنين الفائته ..التفتت و صعدت لغرفها ,,
شعرت يورى بالضيق و نظرت الى ابنتها ثم ابتسمت لها و الدموع تتجمع فى عينيها هامسه "اسفه" عضت شفتها السفلى ثم ابتسمت متقبله ما سمعته و احست به من غصه فى قلبها ,,,
بعدما صعدت هانيا الى غرفتها اغلق الباب بقوه حتى كاد يتحطم التفتت و نظرت للباب و اطلقت صراخها فقلبها يؤلمها ببطئ و عقلها يكاد يجن الن تحصل على السكينه فى حياتها ابدا بسببها هل ستكون هى دوما سبب المها و يأسها و حزنها ..
لعنت يوم مقابلتها فى السابعه من عمرها كم تريد الذهب و قتلها حتى تشفى جراحها فضربت الارض بقوه حتى تألمت ثم جلست على السرير تنظر الى انعكاسعا فى المرأه و للحظات خطر على بالها الفتاه الصغيره و بورى بجانبها تلاعبها ارتسمت ابتسامه لا تكاد تراها او تشعر بها فكم تغيرت تلك الفتاه و كم عدد السنين التى مرت لتراها وهى أم...القت بجسدها على السرير ووضعت ذراعها على عيناها حتى يسود الظلام بدلا من النظاره السوداء لتتوقف عن التفكير و تهرب لعالمها الخاص بعيدا عن كل هذا التشتت ...
استيقظت من نومها بعدما ادركت انها غفت من كثره التعب و التفكير نزلت الى الطابقه السفلى بسرعه لترى ما مصدر هذا الصوت,,جرت مسرعه ووقفت فى مكانها عندما وجدت يورى تجلس على الارض و تلتقط الزجاج المتناثر ,,
تنهدت و قبضت على يدها فى غضب ثم اتجهت اليها ,,
"ما الذى حدث" سالتها بينما تحضر صندوق القمامه لترمى به الزجاج ,,
"هانول اوقعت الكوب اسفه " وضعت الزجاج فى الصندوق و ذهبت لتطمئن على يدي ابنتها ,
نظرت لها باستغراب فلم تعتد بعد على رؤيتها هكذا بعد و كأنها شخص ثالث " لا عليك ,,ساخرج قليلا " نظرت لها بتعجرف مقصود " حاولى ال تدمرى المكان انتى و ذلك المخلوق "
تركتها ثم صعدت الى غرفتها غيرت ملابسها الى ملابس سهره و ذهبت الى الملهى الليلى و كما اعتادت ان تفعل عندما تريد الهروب من ضوضاء عقلها تذهب الى اكثر مكان به ضوضاء لتصفى ذهنها و تتخلص من التفكير القاتل و الهرب من عدم تحملها رؤيتها ,,,
مرت ثلاث ايام على وجود يورى فى منزل هانيا و كل يوم يعاد نفس سيناريو حياتها ,,تستيقظ هانيا فى الصباح الباكر تغتسل و ترتدى ملابس العمل و تنزل لتناول فطورها بمفردها على الطاوله متجاهله وجود يورى و ابنتها و بعدما تنتهى تاخذ اطباقها و تضعها فى النغسله و بعدها تذهب للعمل بدون اى كلام ,,
تقدى كل وقتها فى المكتب الذى اصبح ملجأها الثانى بدلا من غرفتها القديمه التى كانت تحتويها فى الماضى ,,ففى هذا المكتب تشعر بالراحه و الحريه اكثر من اى مكان اخر حتى شيون لم تعد تتحدث معه او تهتم به و هو يزداد قلقا عليها فى كل فتره و لكنه لا يزال اجبن من ان يسألها حتى عن حالها ,,,
تفحصت قضيه يورى جيدا و جمعت كل المعلومات عنها و حفظتها جيدا و اهتمت لحالتها لانها ارادت التخلص منها فى اقرب فرصه و الفوز بتلك القضيه اكثر من اى قضيه تحت مسئوليتها و كأنها قضيه القرن ,,,و كلما تمعنت فى قضيتها كلما اكتشفت انها لم تهرب منها كما كانت تريد فى المكتب بل اصبحت لا تفارقها فلا يوجد شئ تتحدث عنه او تبحث عنه الا عنها هى و حالتها ,,
و عندما تعود الى المنزل تكتفى بالنظر لها و تذهب الى غرفتها تبدل ملابسها الى ملابس سهره و تذهب الى الملهى الليلى تقضى الليل كله هناك و تعود قبل شروق الشمس ثانيه مترنحه من الخمر ,,,
فى اليوم صباح اليوم الرابع بعد شروق الشمس دخلت الى المنزل و لكنها وجدت يورى تقف امام الباب عاقده يديها تنظر لها بشئ من الحزن و الغضب ينم عن عدم رضاها بما تفعله كمان كانت تنظر لها والدتها ,,,
تجاهلت هانيا نظراتها و مشت مترنحه الى المطبخ ,,فتحت الثلاجه و اخرجت زجاجه خمر ووضعتها على طاوله المطبخ ,,اقتربت منها يورى بغضب و ازاحت الزجاجه من على الطاوله بقوه فوقعت و تناثر زجاجها,,,
اقتربت منها هانيا و دفعتها بغضب " يااا ما الذى تفعلينه هل انتى مجنونه "
"لا لست مجنونه و لكنك من فقد عقله "اجابتها و هى تصرخ بها غضبا " انتى تدمرين نفسك بهذا التصرفات عودى لرشدك "
ضحكت بهستيريه "عقلى و رشدى اذا لم افعل هذا سافقدهم حقا ,,ارجوك لا تتدخلى فى حياتى "
"لا سأتدخل" مسكت يديها بقوه و نظرت فى عينيها " انتى المسئوله عن انقاذى الان و يجب عليكي تحمل المسئوليه هلى تسمعينى "
ازاحت يدها بقوه " لا لن اسمع هل تعلمين لم لاننى صماء " ضربت اذنيها بيدها بقوه " نعم انا الصماء التى دمرتى حياتها و الان تريدي منى انقاذ حياتك ,, يجب ان تكونى شاكره انى تركتك تمكثين معى رأفه بحالك و لانى اشفق عليك و لا يجب عليك ان تتخطى هذا الخط " نظره لها بقوه و نبره تهديد قالت " فهمتى "
اقتربت منها ثم صفعتها بقوه " لا سأتخطاها و ستسمعين لكل ما اقوله انتى الان ملكى و لن اسمح لك بتدمير نفسك بسببى "
دفعتها هانيا بقوه حتى وقعت يورى و جرحت يديها " ابتعدى عنى " صرخت بها بقوه " ارجوك اخرجى من حياتى "
نظرت لها بتحدى " لا "
التفتت هانيا حولها ثم لاحظت قطعه كبيره من الزجاج المتناثر على الارض انحنت و اخذته ثم اقتربت من يورى و نظرت لها بخوف يدب من عينيها " اذا لم تتركينى ساقتل نفسى "
"حسنا اقتلى نفسك " صرخت بها بنبره تهديد,,
فجأه التفتا على صوت صراخ الفتاه الصغيره و هى تنظر لهما و تبكى بقوه و كان احدهم ضربها او رأت عفريتا امامها ,,
القت هانيا بقطعه الزجاج فورا على الارض و جرت يورى ناحيتها و اخذتها بين احضانها تربت عليها و هى تبكى و تغطى اذنى ابنتها حتى توقفت عن الصراخ و البكاء و هدات قليلا ثم رفعتهما و نظرت اليها و دندنت بلحن طيب و هى تبتسم لها و تسمح دموعها " كل شئ بخير حبيبتى لا تخافى "
نظرت لها هانيا و بحر من الدموع قد تجمع فى عينيها و لكنها لم تسمح لاى دمعه بالنزول ,,اقتربت منها بخوف و خطوات متردد حتى وقفت بجانبها و انحنت لتكون فى مستواهم ,,
نظرت فى عيناي يورى و رأت شيئا لم تتوقع رؤيته فى تلك الفتاه القويه ,,نظره انكسار تلك النظره التى بسببها تحرك قلب هانيا ثانيه ليحيا من جديد و ينبض فى حنان و حزن و يعود مهتما ثانيا لشخص غير نفسها ,,,
ترقرقت الدموع من عيون يورى لتنهمر كالامطار الحزينه على وجهها الشاحب الضعيف الممتلئ بالجروح التى لم تلاحظها هانيا طوال تلك الفتره ,,,
مدت يدها لتربت عليها و تهون ما تشعر به من حزن متجمع فى عيناها و لكنها لم تستطع فسحبت يدها ببطئ و قبضت عليها بقوه,,,
"هيا اذهبى بها الى غرفتها " وقفت و اشارات الى الغرفه التى اعطتها لهم فى اول يوم حضروا ,,,
لم تجبها و خبئت ابنتها بين احضانها متجه الى الغرفه,,وضعتها على السرير و بعدما غفت خرجت من الغرفه ,,,
التفتت هانيا بعدما سمعت صوت بكاء يأتى من خافها التفتت لترى يورى لا تزال تمسك بمقبض الباب و تبكى و تجز على اسنانها حتى كادت تكسرها ,,,
" توقفى " دفعتها بعيدا عن مقبض الباب و امسكت يدها ,,
" اتركينى " ازاحت يدها ببطئ و جلست على الارض ,,
جلست بجانبها هانيا و اقتربت منها ببطئ ,,مرت لحظات و هى لم تتوقف عن البكاء و لا تعرف كيف تتصرف فقط قلبها يؤلمها و تريدها التوقف عن النحيب فصوته يقتلها ,,مدت يدها و اخيرا لمستها و ربتت عليها لتهدئها ,,
نظرت لها يورى و عيونها تحولت الى اللون الاحمر من البكاء و ابتسمت "يدك بارده كالثلج "
ابتسمت لها هانيا متناسيه ما حدث " بسبب الشراب "
" ارجوك توقفى عم تفعلينه لا تريدين تدمير نفسك بسببى و اعدك انى لن اتدخل فى حياتك ثانيه و لن ترينى ثانيه "
تنهدت بيأس " حسنا ,,و لكن " اشارت على الغرفه " لم كانت تبكى هكذا "
" لانها كانت ترى ابيها و هو يضربنى دوما فاصبحت تصرخ على اى شخص يؤذينى ,,تعتقد انها تحمينى هكذا " ضحكت " كم هى شجاعه و ذكيه "
" مثل والدتها " قالتها ثم ارتبكت فغيرت الموضوع " هل اثار الضرب هذه بسببه "
اشارت الى وجهها و ابتسمت فى حزن " نعم ,,فكلما كان يعود الى المنزل مخمورا لا يفعل شيئا غير ضربى "
عضت على شفتيها من الغضب و صرخت بها " و كيف تسمحين له بان يفعل بك هذا "
ضحكت فى يأس " لا اهتم بكل تلك الجروح طالما اتنفس و بين يدى ابنتى "
"اين اهلك و لما لم يتحدثوا معه " تسألت فى حيره ,,
"انا من اخترته فيجب على التحمل للنهايه فلا اريدهم ان يتحملوا نتيجه اخطأى فيكفى ما حدث لهم بسببى "
نظرت لها باستغراب على كلامها و لم تستوعب ما تقصد " و لكن لم يريد اخذ هانول "
ضحكت و نظرت لها فى خبث " اذا اسمها هانول اخيرا "
حمحمت هانيا و ابتسمت بعجرفه " أيا كان لم يريد اخذها منك "
"لانه انانى و لا يهتم بأى شخص غير نفسه و يريد سرقه كل شئ امتلكه و احبه حتى يشعر بالرضا تجاه نفسه ليصبح هو الاقوى و يستغل ضعفى و يسيطر علي و اصبح من ممتلكاته و هانول هى نقطه ضعفى فى هذا العالم " اجابتها و هى تتنفس بصعوبه من كثره الضيق ,,
شعرت بان فى كلامها شئ ما لا تفهمه و لكنها لم ترد الاستفسار اكثر و التحدث عن اى شئ ربما يجرحها الان فكل ما يهمها كيف ستساعدها " لا تقلقى لن يأخذها منك طالما انا حيه " قالتها بثقه ثم ابتسمت لها ,,,
" اعلم هذا " ابتسمت فى راحه و عيناها تدل على ثقتها الزائده فيها ,,
نظرت الثقه تلك تخيفها اكثر من الثعابين و كلما راتها تنبعث منها يخفق قلبها و يذكرها بالام الماضى و يحذرها عقلها من الوثوق بها ,,
و لكنها تريد مساعدتها رغم كل ذلك لان تلك النظره تذكرها بنفسها هى فطالما نظرت ليورى بتلك الطريقه عندما تكون فى احتياجها و عندما تريد الاتكاء عليها لمساعدتها و حمايتها ,,,,
اكتفت بالابتسام لها و ساعدها على النهوض من الارض و ذهبا الى ليجلسا على طاوله الطعام بعدما احضرت لها كوب ماء لتهدئتها ,,,
وضعت يورى كوب الماء على الطاوله و قالت بعد صمت و تردد " اريد طلب شئ اخير"
التفتت لها " ما هو "
" اريد ان تعود علاقتنا كما كنا و نحن اطفال فى السابعه قبل كل ما حدث فى الماضى لاجل ابنتى " ثم نظرت لها فى أمل لسماع اجابتها,,
نظرت لها هانيا مطولا و كأنها تحدق بها تستغرب اخر طلب ممكن ان تسمعه منها هى يورى ,,فكيف بكل تلك السهوله تطلب منها اصعب شيئا فى العالم اصعب من السقوط من على اعلى قمه جبل افريست بتلك الطريقه و تتوقع منها الرد,,,
الم تخشى رد فعلها القاسى او رفضها بطريقه فظه ,,و لكن ما حير هانيا اكثر هو لم تريد قبول ذلك العرض و صمتها كل تلك الفتره و لك تجبها او تصرخ بها ,,هل فقدت عقلها حقا ام هى فحسب تشتاق لتلك الايام فى اعمق اعماق قلبها ,,,,
و كأن دموع يورى و نظرت الثقه التى احتلت عيناها فتحت ثقبا صغيرا فى قلب هانيا لينبعث منه ضوء الامل المحبوس لسنوات عده,,
و لكن لا يزال شئ بداخلها يحذرها و يخبرها ان كل هذا مجرد مكيده من العاب يورى و انها تفعل هذا لتستغلها و لكنها تكاد تسمع هذا التحذير بوجود صوتا اعلى يخبرها " نعم اقبلى ثقى بى و لن تندمى " اهو قلبها من يتحكم بها الان ام عقلها من فقد سيطرته ,,,,,
" حسنا " نطقتها و كأن تلك الكلمه ستغير مجرى حياتها ,,,,
ارتسمت ابتسامه على وجهه يورى و وقفت من مكانها و ذهبت لها و احتضنتها بقوه و كأنها تراها لاول مره ,,
شعرت هانيا بقلبها ينبض ثانيه و كأنها كان متوقف عن العمل لفتره منذ اخر مره رأتها و عاد ليعمل ثانيه ,,,,
صعد كل منهم لغرفهم و لم تصدق هانيا حتى الان ما وافقت عليه هل هى ورطت نفسها فى خديعه اخرى ام هى كجائزه اردت استغلالها ليرتاح قلبها من كل ذلك الحزن ,,
ففى الحالتين هى تعلم انها لن تخسر شيئا من الاستمتاع تلك الفتره فمن يخسر اول مره سهل عليه الخساره ثانيه و لكن تلك المره هى اقوى و لن يهدمها شئ حتى لو يورى ,,,,
مضى بقيه اليوم فى صمت و لاول مره يتناولوا جميعا طعامهم على طاوله واحده و لكن الجو لا يزال يعمه الحرج و الغرابه فمن كان يصدق ان يجتمعا ثانيه و يتناولا الطعام ثانيه على طاوله واحده و من كان يصدق ان وقت الطعام متى كان يجلسا سويا و يتناولا وجبتهم يكون ملئ بالاحاديث و الضحك فى صغرهم ,,,
انتهوا من الطعام و همت يورى بسرعه لتجمع الاطباق,,شعرت هانيا بالحرج فوقفت تساعدها و هم لا ينظران لاعين بعضهم ,,
حتى ضحكت هانول و جذبت انتباههم فالتفتوا ليجدوها تشير على هانيا و كان منديل الطام ملتصق فى بنطالها الخلفى ,,
لم تستطع يورى كتم ضحكاتها فانفجرت ضحكا ,,نظرت لها هانيا فى ضيق " ياا لم تضحكى " و لكنها انفجرت هى ايضا ضحكا ,,حتى امتلئ المنزل لاول مره بالضحك ,,,
فى الليل جلست هانيا فى غرفه المكتب تقرا اوراقها بعدما استأذنت من رئيسه عن القدوم الليله لشعورها بالتعب ,,
فتحت المذياع على موسيقى هاديه و اخذت تتفحص اوراق القضيه فى اهتمام ثم اتصلت على صديق لها فى الطب الشرعى و استأذنته على ان يقوم بفحص يورى غدا لتفيدها فى قضيتها و تثبت ضرب زوجها لها ,,
بعدما انتهت جمعت معلوماتها كلها عن القضيه و اكتشفت بمساعده صديقه لها فى السجل المدنى عن اعمال مخالفه للقانون يعمل بها زوج يورى ,,حملت كل تلك المعلومات ونقلتها الى هاتفها كما تفعل دوما لخوفها من نسيان شئ او ضياعه ,,,
فجأه سمعت ضوضاء تصدر من الخارج و صوت ضحكات الطفله ,,حاولت كتم فضولها و رفعت صوت المذياع اكثر و لكن صوتهم لا يزال يشتتها فوقفت و ببطئ فتحت الباب و ألقت نظره عليهم ,,
خرجت من الغرفه فى صدمه مما تراه و هى تكتم ضحكاتها على ما يفعلونه ,,
فكانت تقف يورى و ابنتها امام التلفاز و يقلدان رقصه تقوم بها طفله على التلفاز ,,
اقتربت منهما اكثر لتشاهدهم فصدمت رجلها بكرسى من كراسى الطاوله فالتفتت الطفله لها و ضحكت و هى تجرى ناحيتها ثم احتضنت رجلها ,,,
نظرت لها هانيا و كانها تشاهد نمله بجانبها فكم كانت الطفله صغيره الحجم و هشه و لكن وجهها الملائكى و ضحكتها جعلتا هانيا تضحك لها ,,
نظرت لهم يورى و ابتسمت بعدما رات هانيا تنحنى حتى اصبحت فى طول الطفله و بعد تردد لمستها و حملتها اخيرا ,,,
"ما اسمك ايها المخلوق اللطيف " ابتسمت لها ,,
لم تجبها ثم وجهت نظرها لوالدتها ومدت ذراعيها كالاطفال لتقوم بحملها ,,اقتربت يورى و اخذتها من هانيا ,,
" لم لا تتحدث اليست فى الخامسه " تسألت هانيا فى استغراب ,,
" لا تستطيع التحدث بسبب صدمه نفسيه " ابتسمت فى حزن ثم ربتت على شعر ابنتها " بسبب رؤيتها لوالدها و هو يضربنى تاخرت فى النطق و لكنى اعالجها الان و هى تتحسن قليلا" قرصتها من خدها " اليس كذلك عزيزتى"
ارتبكت هانيا و لم تعرف كيف تجيب عليها و لكنها لم ترد اظهار اى نوع من الشفقه على وجهها فيكفى ما تتحمله يورى و لكن نظره الحزن لم تستطع اخفاءها من ملامحها فقالت بصوت منكسر " ماذا حدث لك لم انتى ضعيفه هكذا"
" الحياه تتغير عزيزتى " ابتسمت لها و ذهبت ,,
لاحظت هانيا بقعه زرقاء على ظهرها بسبب انزلاق ملابسها للاسفل فشعرت بالغضب يعتريها حتى كادت تختنق فجرت على الحمام كاتمه دموعها,,
اغلقت باب الحمام و ضربت الحائط بيدها بقوه فكم تريد رؤيه و قتل ذلك الحيوان من فعل بهم كل هذا و سبب لها تلك الالم و الانكسارات ,,حتى لو لا تزال تكرهها كما تقنع نفسها و لكنها هى فقط، هى فقط من يحق لها تدمير صديقتها و اذيتها فهى ملكها ولن تسامح اى شخص يعبث باشيائها ,,,
فى اليوم التالى استيقظت مبكرا و ايقظت يورى و ابنتها ليذهبا الى الطبيب الشرعى و تحصل على الكشف على كل جسدها و منها ستخرج مذكره اعتقال له بالعنف تجاهها ,,
وصلوا للطبيب و لكن يورى رفضت دخول هانيا معها بحجه الاعتناء بابنتها و رفضها مشاهدت ابنتها لامها فى تلك الحاله,,,
فجلست هانيا بالطفله فى الانتظار بعدما اشترت لها بعض الحلوى و اخذت تربت على شعرها فى حنان و تداعبها بلطف ,,
" هل تعلمين أن عيناك تشبه عيون والدتك الى درجه كبيره جميله مثلهم,,,هل احكى لك كان هناك فتى معجب بأمك كثيرا فى الصف السادس و لم يستطع اخبارها كشيون "ضحكت" يبدو ان الولاد كلهم جبناء و لكن والدتك لم تحتمل تصرفاته الطفوليه فضربته حتى كسرت اسنانه الاماميه " رفعت حاجبيها متعجبه من تصرفاتها " كانت قاسيه اعلم اشفقت على هذا الصبى حقا " ضحكت ثم توقفت عن الابتسام ببطئ و نظرت لها بشفقه " لن ادع اى شئ يمسك صغيرتى لا تقلقى و ستعيشين مع والدتك فى سعاده و لكنى لا اضمن انى ساراك ثانيه بعدها "ابتسمت فى حزن مداعبة وجنتها "لا تنسينى"
بعد فتره خرجت يورى من غرفه الطبيب و جلست بجانبهم ,,نظرت لها هانيا " هل انتهيتى "
" نعم و ستخرج النتائج غدا" ابتسمت,,
"حسنا لنعد للمنزل اريد ان ارتاح قليلا قبل عمل الليله " ابتسمت لها و همت من مكانها,,
انتظرت يورى لثوان تشاهد هانيا ابتسمت ثم وقفت حملت هانول و اتجهوا الى المنزل,,عندما وصلوا وجدوا الخادمه تقف فى الخارج و معها عده رجال ضخام البنيه يبدو عليهم الشر و الغضب ..
نكزت يورى هانيا بقوه و اشارت لها بالانحاء و الاختباء خلف الحائط ...
" يالهى زوجى هنا "
" من " سالتها بصدمه ,,
" زوجى هنا يبحث عنى ,كيف علم بوجودى عندك " القت نظره عليه من وراء الحائط و تحدثت بخوف
"و لكن لم نحن مختبئين لا افهم " سالتها باستغراب,,
نظرت لها بغضب بسبب سؤالها الغبى " ياا اخبرك انه يريد قتلى و اذا وجدك معى سيقتلك لأنك تساعدينى "
شعرت هانيا بالخوف فنظرت لها فى حيره "ماذا سنفعل الان "
القت يورى نظره عليهم ثانيه و الخوف اعتراها بعدما نظرت لابنتها ..
رأت هانيا نظرات الخوف في يورى فبعثرت شعرها فى غضب و صمتت للحظات بعدها تحولت نظراتها الى شخص متحمس و كأن السماء صعقتها " لنهرب " قالتلها بنبره متحمسه ,,
نظرت لها فى قلق " هل فقدتى عقلك "
لم تستمع لها و امسكت بيدي يورى و اطلقت صراخها ثم جرت و هى متشبثه بها بأقصى سرعه ,,جروا بين الاحياء و كأنهم فى ماراثون و العصابه تجرى وراهم ,, اخذوا يجروا لفتره و ينظرون خلفهم ثم الى امامهم ثانيه بعدما يطمئنوا ان لا احد يتبعهم و بعدما اختفوا عن انظار العصابه بطئوا حركتهم و نظروا الى بعضهم ثم انفجروا ضحكا ,,,
استمرا فى الهرب طوال اليوم بعدما وجدتهم العصابه ثانيه حتى حل الليل و تأكدوا انهم فى منطقه لن يستطيع العصابه وجودهم ,,
تحدثت يورى فى تعب و هى تلتقط انفاسها " ماذا سنفعل الان "
نظرت هانيا حولها و فجأه خطر على بالها فكره مجنونه نظرت ليورى " هيا قفى على ظهرى "
"ماذا" لم تكمل و وجدتها تنحنى على يديها و ركبيتها تشير لها ان تخطو عليها و تقفز من على السور ,,
" هل انتى مجنونه" صرخت بها يورى بدون صوت ,,
اجابتها بصعوبه و هى تنظر اليها فى تلك الوضعيه " هل لديك حل اخر هيا اقفذى "
" يالهى ما الذى فعلته بك " ضحكت و هى تقفز على ظهرها ,
بعدما انتهت حملت هانيا الطفله و اعطتها لامها و بعدها رجعت الى الوراء و جرت باقصى سرعتها ثم قفزت من على السور بخفه ,,,
نظرت لها يورى فى صدمه و هى تضحك " وااو "
"هل نسيتى انك علمتنى الجمباز بعدما فزت بالميداليه الذهبيه ،،,هيا "
حملت الطفله و اخذوا يتمشوا فى المكان المظلم ليستكشفوا اين هم حتى وصلوا لمنتصف المكان و هنا ظهر كل شئ ,,
نظروا امامهم فوجدوا لعبه من العاب الملاهى ..نظروا لبعضهم و ابتسموا فى حماس عندما ادركوا انهم يختبئون فى مدينه ملاهى مهجوره ,,,
فانطلقا كالاطفال يصرخان و هم يجروا فى ارجاء المكان و يحملون هانول بين يديهم يأرجحونها فى الهواء من السعاده ...
تفحصا المكان كله و لم يتركا لعبه لم يجربا اذا كانت تعمل ام لا ,,
بعضهم مصلحا و الاخر كان معطلا,,جريا على كل لعبه و كأن روحهم عندما كانت فى السابعه عادت ثانيه ,,بعدما انتهيا جلسوا على لعبه الاحصنه الدواره يرتاحون قليلا ,,
لوحت هانيا للطفله بينما تركب على الحصان و هى تجلس مع يورى على ارض اللعبه تشاهدها " اذا هل خططتى لطريقته معيشتك بعد ان تكسبى القضيه "
نظرت لها وو ردت بخبث " لم هل انتى مهتمه"
تصنعت البرود و تجاهلت ردها " حسنا لا تهتمى "
ضحكت على غضبها الطفولى و قالت " لا اعرف كيف سأعيش و لكن لا يهم ,,المهم انى الان اعيش احلى ايام حياتى "
نظرت لها و عادت تلك النظره الحزينه الى عيناها ثم اخفتها و رسمت ابتسامه تفاؤل على شفتيها لتشجعها " ستكون الاحلى ايضا بعد فوزك بالقضيه و تبتعدى عن هذا الحيوان,,,لكن كيف تعرفت عليه و لم تزوجته "
حمحمت ثم استدركت الحديث بعيون مشتته " ابى من عرفنى عليه كان ابن صاحب احدى الشركات المشهوره فى الاستيراد و عندما تزوجته لم يكن هكذا كأنه تحول بعد الزواج و الاسوء بعد انتحار والده بسبب انهيار الشركه و كأنى السبب فى كل هذا ,,كيف يتحول الناس الى تلك القسوه ",,,لم تكمل حديثها عندما رأت وجه هانيا انقلب عبثا فغيرت الموضوع " و انتى لما لم ترتبطى حتى الان "
" هل تعلمين ما يحرينى هو كيف تعلمين كل تلك الامور عنى ,,كيف عرفتى انى لازلت عازبه " نظرت لها بشك,,
ضحكت و اجابتها " لا ترتدى اى خواتم ايضا اخبرتك لى مصادرى و الان لا تتهربى من سؤالى "
" لانى لا اثق فى اى شخص " اجابتها بنبره حزينه منكسره ثم ابتعدت عنها لتجلس على احدى الكراسى الخشبيه البعيده ,,,
صمتت يورى و لم تجبها و اكتفت بابتسامه متكلفه ارتسمت على وجهها لا يوجد لها اى معنى ثم ذهبت لتحمل طفلتها,,,,
انقضى اليوم و هم نائمون فى حديقه الملاهى يورى تحتضن ابنتها و هانيا بجانبها ,,,,
و فى اليوم التالى بعدما تأكدوا من امان المكان قفزا و غادروا مدينه الملاهى و اتجهوا الى احدى المطاعم ليتناولوا الفطور ,,,
بعدما انتهوا اخذت هانيا يورى و ابنتها الى منزل والدتها لتجلس هناك حتى معاد الجلسه غدا ,,
فتحت لها والدتها و على وجهها ملامح القلق بعدما اتصلت بها هانيا لتخبرها مجيئها مع اصدقاء لها خشية رفض والدتها وجود يورى بعد تلك السنين ,,
و لكن ما جعل الحيره تدق قلب هانيا ان والدتها لم تبدى اى رد فعل على وجود يورى و لا على ابنتها و كأنها ليست المره الاولى التى تقابلهم فيها ,,و لأنشغالها فى القضيه لم تجلس لتستفسر عن ذلك الموقف,,
دخلت يورى الى المنزل بعدما رحبت بها والدة هانيا ,,تركتهم هانيا بعدما اتصل بها الطبيب لخروج نتائج الطب الشرعى ,,
مضى النهار و هى تستعد لقضيه الغد بين الطبيب الشرعى و القضاء حتى انتهت من عملها فجمعت كل اغراضها و اغلقت باب المكتب و خرجت منه ,,,
مشت فى الشارع و قلبها يدق بلا سبب و شعورها بالحزن يزداد و الوحده ,,
تذكرت اليومين الماضين و وجود يورى فى حياتها و ابتسمت,, لم تتوقع انها ستشعر بهذا و لكنها كانت سعيده طوال تلك الفتره ,,
فقلبها التأمت فيه جراح كثيره لم تعتقد انها ستلتأم يوما ,,تمنت لو ان تلك اللحظه تدوم للابد و ان تصبح سعيده هكذا ثانيه و ان تعيد ثقتها بالاشخاص مره اخرى و لكن للاسف الاوقات السعيده لا تدوم إلا فى القصص الخياليه و هذا هو الواقع فغدا سينتهى كل شئ و ستعود الحياه كما كانت ,,
ربما لن تضطر الى الهرب ثانيه فهى لا تحتاج للهروب بل هى تريدها بجانبها كما اعتادت ,,
فأثبت لها قلبها ان كل تلك الالم ليس بسبب غدر صديقتها لها او حتى معاملتها بتلك الطريقه بل لانها كانت تفتقدها و تريدها بجانبها ,,,,,
جلست على احدى الكراسى امام نافوره يلعب تحتها الاطفال و تذكرت هانول و هى تبتسم لها و تضحك ,,فكم تتمنى رؤيتها و هى تكبر و تتحول الى فتاه جميله تريد حمايتها من هذا العالم القاسى ,,
تريد حمايتها من كل الناس حتى لا تفقد ثقتها كما فعلت هى ,,و يورى جبل القوه الذى تحولت امامها الى عصا خشبيه لا تقوى على مواجهه العالم تريد ايضا حمايتها حتى بعد كل ما فعلته لها ,,,
تنهدت بحزن مشتته التفكير حتى انتبهت الى يد ممتده امامها تحمل ايس كريم,,
التفت جانبها لتجده يجلس و يبتسم لها ,,,
" شيون شى" نظرت له بتعجب لحضوره,,
ابتسم لها " ,ألن تأخذ منى الحلوى يدي بدأت تؤلمنى "
ابتسمت له ثم اخذتها " شكرا لك " تنهدت ثانيه و ووضعت الحلوى جانبا ,,
" لم كل هذا الحزن" نظر لها و تسال,,
" يبدو انى لن اجد الراحه فى حياتى ابدا "
" و لم تريدي الراحه الدائمه،، الحياه لا تتوقف على حال فيوما ستكونين سعيده و عشره لا و هذا هو الجميل فى الحياه المهم ان تقاومى كل هذا و تعرفى كيف تسعدين نفسك " ابتسم,,
نظرت له و كأنها ترى شخصا جديدا امامها " وااو لم اعتد منك هذا الكلام " فكرت للحظات " اتعلم انا لم اعتد منك اى كلام " ضحكت ,,
ضحك فى خجل " لانك لم تحتاجى لى او لكلامى "
نظرت له فى حيره و لم تفهم ما يقصد " ماذا"
" لطالما وجدتك أمراه كامله فى كل شئ لا تحتاجين لشخص مثلى ليكون بجانبك و يكملك فأنت رائعه حتى من بعيد و اروع عندما يتعرف عليكي الناس ,,ذات قلب طيب تحاولين اخفاءه و ابتسامه رائعه "
ابتسمت خجلا لكلامه و نظرت لاسفل ..
انحنى برأسه " كهذه" اشار على ابتسامتها " و لا اعلم لم تخفيها"
"و لم تحدثت معى الان " ابتسمت له ثم اعتدلت فى جلستها و نظرت له بجديه متحدثه فى حيره ,,
نظر لها و ابتسم فى حنان و لمس وجهها برقه " لأن لا احب رؤيه حب حياتى حزين و أقف متكتف اليدين "
احمرت وجنتيها و عيناها تحاول الهرب من لقاء عينه و لكنه لم يسمح لها فأقترب منها ببطئ و تردد حتى تلامست شفتاهم و طبع عليهما قبله رقيقه فأنفجر قلبها المكبل بالحديد و شعرت بالحب للمره الاولى يخطو قلبها,,,,,
ابتعدت عنه ببطئ وهى تفتح عيناها ببطئ حتى لا تضيع لذه القبله و تحتفظ بها لاطول وقت..فتحت عيناها و نظرت له بخجل ثم ابتسمت..أحاطها بين ذراعيه و ربت على شعرها " مهما كان انا معك و اثق بك "
تجمعت الدموع فى عيناها فكم كانت تحتاج لتلك اللحظه و لسماع الكلمات التى هونت على قلبها الكثير و ذراعا تحتويها من كل ذلك الحزن و القلق الذى يحيط بها ..تحتاج شخصا تستند عليه و يشاركها مشاعرها...تنهدن فى راحه لك تتوقع ان يكون هذا الشخص شيون و لكنها كانت تتمنى فى داخلها بدون ان تدرك ..فأغلقت عيناها لتستمتع بتلك اللحظه ,,,,,
بعدما عادت الى المنزل وجدت الكل نائم ماعدا يورى تجلس فى الظلام على الاريكه بمفردها,,اقتربت منها و جلست بجانبها,,
نظرت لها هانيا و ابتسمت " هل انتى قلقه"
تنهدت يورى " لا انا اثق بك "
ضحكت على كلمتها التى لم تعد تضايقها بعد الان " ارجو ان اكون فى محل ثقتك "
مدت يورى ظرفا لهانيا و نظرت لها " اريدك ان تفتحى هذا الظرف بعدما اذهب و لا تفتحيه الان عدينى بذلك"
نظرت لها هانيا بجديه و قلقت من كلامها " ما به هذا الظرف "
" ستعرفين لاحقا و لكن اعدينى الان انك لن تقومى بفتحه " نظرت لها بقلق,,
اجابتها " اعدك"
ابتسمت براحه ثم اتجهت لغرفتها و لكنها توقفت قبل ان تدخل و التفتت لها " هل تظني كلمه اسفه ستكفى لم فعلته لك "
للمره الثانيه هربت الكلمات من لسان هانيا و لم تستطع بالرغم من انها تعلم الإجابه و لكن الشك بداخلها كالشوكه ينكزها ليفيقها و يحذرها ,,,فلم تجبها و اكتفت بابتسامه متكلفه تمتزج بالحزن,,,,,
فى اليوم التالى يوم المرافعه اجتمعوا جميعا فى المحكمه ,,, جلست هانيا بجانب يورى و زوجها فى الجهه المقبله يرمقها بنظرات حقد ليدب الرعب فيها و تخشاه و لكن هانيا كانت ترد عليه بنظراتها البارده و لم تسمح له أن يهين يورى و لو حتى بنظره ,,,,
بدأت المرافعه و محامى الزوج انتهى من ابداء الادله و الحقائق التى تثبت احقيته فى امتلاك الطفله و جاء وقت هانيا ,,
وقفت فى المنتصف و القت التحيه و بدات فى التحدث عن اهميه الام بالنسبه للطفل و كم تحتاج الطفله لوالدتها فى هذا العمر و عرضت على القاضى صور جسد الزوجه و اماكن الضرب و العنف المنزلى و عرضت عليه ادله تثبت ادانته فى التجاره غير المشروعه و اثبات عدم كفاءته كوالد و كزوج و كانسان فى المجتمع ,,,
انتهت المرافعات و جلس الاطراف فى صمت و باقى الحاضرون و من بينهم شيون و ووالده هانيا التى تحمل الطفله ,,,
حتى حضر القاضى و اعلن ادانه الزوج و حول اوراق رعايه الطفله الى والدتها و حبس زوجها ثلاث سنوات ,,,,,
وقفت هانيا و ابتسامه النصر ترتسم على شفتيها و تلولح لوالدتها التى تبادلها الابتسام و فجأه محت تلك الابتسامه و تحولت الى نظرات خوف ,,
انتبهت يورى الى نظرات والدتها و هى تنظر بجانبها حتى وجدت يورى فاقده الوعى فى مكانها ,,,
تسمرت هانيا فى مكانها و كأن العالم توقف و قلبها معه,,اقتربت من يورى ببطئ و لمست وجهها الذى اصبح كقطعه ثلج و شفتيها اصبحت زرقاء اللون و لا تجيب الى اى نداء من الموجودين ,,,
اتصل شيون بالاسعاف و وصلوا بعدها بخمس دقائق,,حملوا يورى و انتقلوا الى اقرب مستشفى و هانيا معهم تمسك بيدها متشبثه لا تريد تركها تخشى اذا تركتها ستفقدها ثانيه ,,,
بعدما وصلوا اخذتها الممرضات الى غرفه الطوارئ و امرت الباقيين بالانتظار فى الرواق,,دقات قلب هانيا لم تهدئ و اخذت تلتقط الانفاس بصعوبه بينما يقوم شيون بتدهئتها و والدتها تجلس بالطفله تبكى فى صمت ,,
نظرت لها هانيا و كأن بكاء والدتها يخفى شيئا عنها فقط نظراتها تتحدث عن سر لا يعلمه احدا غيرها ,,,
مرت بضع دقائق و خرج الطبيب من غرفتها فتسارع اليه الجميع ليسمعوا حالتها ,,
" اسف لن نستطيع فعل اى شئ لقد انتشر السرطان فى جسدها و لم يتبقى لها الكثير"
"سرطان" قالتها بنبره متفاجئه تخرج من بين شفتى مرتعشه ,,
رجليها لم تعد تقوى على الحركه و كأنها اصبحت مخدره و انهارت اخيرا ,,انهارت بعد كل محاولتها فى الوقوف ثانيه لتصبح شخصا اخر شخصا عملت عليه كل تلك السنوات و لكنها لم تضع فى حسبانها ان سبب صمودها و سبب انهيارها نفس الشخص,,,,
نظرت الى والدتها المنهاره فى البكاء و هى تنظر الى ابنتها فى شفقه و تحتضن هانول بقوه لتخبئها بين احضانها,,,
اقتربت هانيا من والدتها ببطئ و وقفت امامها و قالت بصوت باكى " هل كنتى تعلمين "
حملت يدها و نظرت لها فى حزن " اسفه ابنتى اقسمت على انى لن اخبرك ابدا فهذا كان طلبها "
ضحكت و لا تكاد تصدق كل ما يحدث حولها و كأنها فى كابوس لم تتوقع قدومه ابدا و صرخت بها " منذ متى و انتى تعلمين "
مسحت دموعها و قالت فى صوت يرتعش " من بعد سفرك الى الخارج ,,اتت لى و اعتذرت لى عما فعلته و اخبرتنى انها فعلت كل هذا لحمايتك من العالم الغدار فلم تريدك ان ترينها و هى تنهار انتى خصوصا، ، انتى من اعتمدت عليها فى كل شئ خشت ان تفقد تلك الصوره و تصبح ضعيفه امامك"
اكملت تروى لابنتها التى جلست بجانب الحائط متقوقعه على نفسها و الدموع تتجمع فى عيناها,,
" شخصها الطبيب بمرض السرطان عندما كانت فى السنه الاولى الثانويه و اخبرها انها ستموت بعد فتره و لذلك ابعدتك عنها بتلك الطريقه لتكرهيها فنظرة الكره فى عينيك افضل من الشفقه بالنسبه لها و حتى تموت بدون اى ندم على انها سببت لك اى الم او حزن و انتى تشاهدينها تنهار امامك,,
و هى من اوصى لى بمركز الرعايه فى اوروبا و الطبيب التى كانت تتعالج لديهم فى كل اجازه و عندما علمت ما حدث لك ,,"بكت" بالرغم من كل الالم و الحزن الذى مررتى به هى كانت تتعذب اضعافه فرؤيتك و انتى تنهارى امامها كانت تقتلها الاف المرات فى اليوم و لكنها تحملت ,,تحملت الام المرض و الام فقدانك و الام ابتعادك عنها كل تلك السنين ,,,
انتظرنا جميعا فى هذا الحزن حدوث الاسوء و هو وفاتها و لكن الطبيب اخبرنا انها فى مراحل التحسن المفاجئ,," ضحكت بشفقه"
و لكن الوقت قد فات و انتى تغيرتى و اكملت حياتك فى الخارج,,مع هذا هى كانت سعيده لمجرد معرفتها انك على الاقل نسيتها و اكملت حياتك,,,
تزوجت بعدما تحسنت من شخص تعرفت عليه اثناء معالجتها بالكيماوى فى المستشفى يملك نفس المرض ،،كلنا رفضنا هذا الزواج و لكنها اصرت عليه لاعتقدها انه ربما سيتفهمها و لكن للاسف عندما علم بتحسنها اصبح يضربها و يعذبها لانها افضل منه,,"علو صوت نواحها و شهقاتها "
ارادت تركه و لكن بعد فتره علمت انها حامل و انجبت بعدها هانول و تحملت كل هذا بسببها الى ان اكملت سنتها الخامسه شعرت بجسدها ينهار ثانيه و اعراض المرض تعود لها و للاسف هذه المره اكد الطبيب انها لن تقوى حتى على العلاج او تتحمله و لا يوجد لديها اى حل اخر غير انتظار موتها ,,,
و عندما علمت بعودتك اخبرتها تذهب اليكي و تطلب منك المساعده و لكنها كانت خائفه ان تواجههك بعد كل هذا,, و كانت كلماتها الاخيره لى بعد تفكير " انا سأموت عاجلا ام اجلا فيجب على الاقل الاستمتاع قليلا فى حياتى و ايضا " بكت و هى تحتضن الطفله "اخبرتنى انها كانت تفتقدك كثيرا" ,,,,
التقتطت هانيا انفاسها مما سمعته و كأنها كانت تغرق و احدهم انقذها,,
ضربت بيدها على قلبها حتى شعرت بجسدها تورم مكان الضربه صوت شهقاتها يعلو و الدموع تتجمع فى عيناها و لا تستطيع البكاء لتريح نفسها فتغلقهما بقوه و تضع يديها على عيونها كى يتحول كل شئ للظلام و تفتحهما و اذا بكل شئ يتحسن مثل كل مره ولكن تلك المره لن تستطيع الهرب او اخفاء الحقيقه ,,,
خرجت الممرضه من غرفه يورى و اخبرتهم انها افاقت,,بمجرد ان سمعت هانيا تلك الجمله وقفت بسرعه و دخلت الغرفه بخطوات مترنحه و يدها لا تتوقف عن الارتعاش,,
ازاحت الستاره التى تفصلها عن صديقه عمرها و رفيقه دربها لتجدها متصله باجهزه الانعاش و تبتسم لها ,,,
الصمت ساد فى المكان و فجاه شعرت بمياه تخطو وجهها فلمست وجنتها و شعرت بدموعها المنهمره كالامطار ,,اخيرا تبكى ,,,صوت نحيبها اصبح اعلى و فى كل خطوه تتقدم ناحيتها يزداد بكاءها حتى وقفت بجانبها حملت يدها و جثت على ركبتيها و احاطتها بين ذراعيها لتحضنها ,,
" لما لم تخبرينى ,,لم تحملتى كل تلك الالم بمفردك الم نتعاهد على ان نتشارك كل شئ سويا " قالتها بصوت باكى ,,
اجابتها بصعوبه " تعاهدنا على ان نتشارك لا ان اصبح انانيه و اجعلك حزينه و ليس ذنبك اى شئ فى هذا الالم ,,و يكفى الالم الذى سببته لك"
" هذا الالم الذى تتحدثين عنه لا يعادل ذره عن الالم الذى اشعر به الان " ضربت قلبها بخفه و هى تبكى ,,,
ضحكت " اذا انا لم افعل شئ غير ايلامك يالى من صديقه سيئه "
" لا تقولى هذا انتى افضل صديقه عرفتها بحياتى بل انتى روحى الغاليه و نصفى الاخر " وضعت راسها على جسدها و بكت ,,,
" اسفه عزيزتى لم اقصد ان اجعلك تبكين " قالتها هى تلتقط انفاسها ,,
" ارتاحى و لا تتحدثى الان سنتحدث لاحقا " ابتسمت لها و هى تمسح دموعها ,,
" اخشى انه لن يكون لاحقا ,,احبك عزيزتى اريدك ان تعلمى هذا جيدا " ربتت على شعرها و ابتسمت ,,
تشبثت بيدها و ابتسمت لها و دموعها تنهمر " لا هناك لاحقا ,,لا تتركينى يورى"
" اسفه عزيزتى ,,لا تنسى وعدك لى " ابتسمت لها و ساد الصمت بعدها ,,
" يورى " نادتها عده مرات و لكنها لم تحصل على اجابه ,,هل هذه هى النهايه حقا ,,هل هذا هو قدرهم ان يعيشا فى الام دوما لحبهم الكبير لبعضهم ,,
هل كان سيختلف شيئا اذا لم تتعرف عليها هل كانت ستتالم هكذا,,و لكن السؤال الاهم هل كانت ستصبح سعيده و تعيش قويه على ذكريات قامت ببناءها مع صديقتها هل كانت ستتعلم معنى الحب الحقيقى و الثقه و الوفاء و الضحك و البكاء و القوه كل ما تعمله على مدار السنوات,,,,,
دخل شيون ووجدها منهاره متشبثه بيدها لم تستطع تركها فجلس بجانبها و ضمها له بين احضانه ,,احتضنته بقوه و بكت حتى جفت كل الدموع فى عيناها ,,,,
فى اليوم التالى انتهت الجنازه و انتهت التعازى و هى لا تزال لا تصدق كل ما حدث,,بعدما مشى الناس جلست بمفردها فى جانب ثم تذكرت كلمات يورى الاخيره "لا تنسى وعدك "
فوقفت بسرعه و ذهبت الى منزلها و اخرجت الظرف من حقيبتها ,,فتحته و اذا به شريط فيديو ,,وضعته فى الجهاز و فتحت التلفاز و انتظرت ليعمل بقلب تتسارع دقاته حتى كاد يقف,,,
" مرحبا هانيا "
ظهرت فى التلفاز تلوح لها و هى فى الثانويه وقت ما تركتها ,,,
" اشتقت اليك كثيرا الم تشتاقى لى انتى ايضا " التفتت حولها و هى تضحك " هذه اوروبا انه المركز الذى اتعالج فيه و لكن بينى و بينك انا لا اريد اى علاج فأنا من تحجج فقط لقضاء الاجازه التى طاللما حلمت بها فى اوروبا " تجمعت الدموع فى عيناها " فى الجنه ربما سنزورها معا يوما ما "
تحولت الشاشه الى سوداء ثم ظهرت ثانيه و لكن بعمر اكبر و هى تحمل كعكه بين يدها
" كل عام و انتى بخير حبيبتى اليوم عيد ميلادك العشرون والدتك ارتنى صوره لكى اصبحتى حقا جميله و ذلك الصبى الاشقر احذرى منه يبدو عليها انه لعوب " ضحكت ثم لوحت لها و اقتربت من الكاميرا و قبلتها " احبك عزيزتى "
تلك المره بكت هانيا بصوت مسموع عندما راتها فى فستانها الابيض و تبتسم لها " هل تصدقين هذا هانيا انا فى فستان ابيض " صرخت فى حماس "
كم اتمنى انك هنا معى و لكنك فى قلبى و هذا يكفى افتقدك اشبينتى و لن ارتدى التاج حتى تحضرى انتى و تلبسينى اياه "
قبلتها فى الهواء " احبك تمنى لى الحظ "
ظهرت ثانيه و هى ترتدى ملابس واسعه و بطنها نتفخه من الحمل " قولى مرحبا الى هانول " ابتسمت اشارت على بطنها " ساسميها هانول كما اخبرتنى و نحن بالعاشره حتى تكبر و تصبح شخصا طيبا و جميله الشكل مثلك الطبيب يقول انى سألدها هذا الشهر و لكن اعتقد انه كاذب " ضحكت " ساصورها لك حتى تشاهدينها و هى تكبر معى و ساحكى لها الكثير عننا و عن مغامرتنا معا " لوحت لها " وداعا "
و الان ظهرت مع ابنتها و هى رضيعه فابتسمت بعيون دامعه " هانول حيي خالتك ,,
تلك هانيا اختى من اخبرتك عنها و تمنيت انك تصبحين مثلها و اظن ان الله سيحقق لى حلمى فعيون جميله مثلها "
انتهى الفيديو و بدات صور بالظهور لهم و هم معا فى سنه من السنوات كل شئ تشاركا به معا حتى تفرقا و لكن الصور لم تتوقف بل تتالت بصور ليورى و هى تصور نفسها كل فتره لتشاركها مع هانيا و حتى اخر صوره جمعتهما ...
,,,انتهت الصور و ظهرت يورى للمره الاخير ,,
"اعلم انك تكرهينى و تريدين قتلى و لكن ما العمل انا الان ملاك و لن تستطيعى لمسى (ضحكت بسخريه )
اريدك ان تعلمى انى فعلت كل هذا من اجلك عزيزتى فانتى بالنسبه لى روحى و اخر شيئا اريد هو ان اجرح روحى ربما اكون انانيه فى تصرفى و لكنى هكذا مرتاحه اكثر ,, الان اريد ان اطلب منك اخر طلب و استمعى لى جيدا ,,,
انا حولت اوراق وصيه هانول تحت رعايتك اذا حدث لى شيئا ما لانى اعلم انه لن يهتم بها و يرعاها اى شخص اكثر من اخت والدتها و لذللك تلك امنيتى ستجدين اوراق الوصيه فى الظرف ,,و الان امنيتى الاخير ( اقتربت من الكاميرا) سامحينى على كل ما فعلته و انسى الماضى و ذكرياته و ابداى فى صنع ذكريات جديده فالانسان يعيش مره واحده و يجب عليها انتهاز كل وقته ليضحك و يبتسم و يكون ذكريات سعيده ,,فيكفى ما عشته من الم حتى الان و عدينى ان تصبحى شخصا جديدا و لكن تلك المره شخصا سغيد للابد...(ابتسمت لها ) احبك عزيزتى و اثق بك ,,اراك فى الجنه "
انتهى الفيديو و معه انهمرت اخر دمعه فى عيناها و تحولت دموعها و حزنها الى الابتسامه ,,,
"اعدك صديقتى انى لن ابكى بعد الان و لكن اسمحى لى تلك المره الاخيره " قالتها بنبره مهتزه ,,ثم تقوقعت على نفسها و اخذت تبكى بصوت عالى تخرج كل ما كانت تخبئه من الام و حزن للمره الاخيره,,,,
بعد ثلاث سنوات,,,,,,
" امى ها هو الورود" ابتسمت لها بوجهها الملائكى ,,
انحنت لها و قبلتها فى وجنتها " احسنتى صغيرتى "
" هيا ابنتى يجب عليكي الخروج الان " قالتها والدتها بينما تنظر الى الخارج ,,
وضعت تاجها و رفعت الكاميرا بين يديها و خرجت و هى تتحدث اليها " اليوم موعد زفافى يورى انتظرى ساريكى من هى اشبينى "
وجهت الكاميرا على هانول و هى تمشى بجانبها حامله الورود و تلوح لها " قولى مرحبا لوالدتك ,,كبرت اليس كذلك و ورثت عنك جمالها و شخصيتها القويه "
ضحكت " اشتقت لك صديقتى هل تشاهدينى من السماء ابدو جميله و مناسبه كعروسه اليس كذلك " ضحكت ثم تجمعت الدموع بعيناها " افتقدك حقا ,,,وداعا"
اعطت والدتها الكاميرا بينما والدتها تمسح دموعها و تبتسم لها ثم التفتت و مشت فى الممر حتى توقفت امام شيون و هى تبتسم ,,
" اعلنكما اليوم زوجا و زوجه "
نظرت جانبها و رات صوره يورى تنظر لها و الدموع فى عينيها تبتسم لها كما كانت ستفعل ," اعدك بأنى سأكون سعيده و ارسم ابتسماتى دوما صديقتى ,,,افتقدك "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق