الخميس، 8 يونيو 2017

∵✿ فلتسمهِ حبًا ..!【Ep.3】✿∵

فلتسمهِ حبًا ..!



Ep. 3 :


 بقلم الكاتبتين : 
Bella & Noor




رجع يتنفس تاني جامد وهي بما انه مش لابس قميصه كانت قادرة تحس بجسمه السخن كأن نار قايده فيه !!! لفلها فجأة وسحبها من شعرها هبدها جامد ف الدولاب لدرجة انه من الهبدة جبينها اتعور ونزل دم خفيف .. عيونه حمرا وبصلها بحدة وهو بيزعق : انتي مجنونة؟ انتي هنا عبدة بس مش اكتر تنفذي اللي انا عايزة .. رغباتي وبس !!
رمى جسمها جامد عالارض وطلع من الاوضة وهبد الباب وراه وسمعته بيتربسه بالمفتاح!!
بيلا فضلت متنحة للباب وخط الدم نازل على عينيها .. مش قادرة تستوعب اللي حصل، ومن كتر الوجع مقدرتش تقوم .. عينيها رجعت اتملت دموع وبصت ف الارض بحرقة وخصل شعرها على عينيها .. وفي عز وجعها وعياطها لقت نفسها بتضحك، مكنتش عارفة حسرة ولا سخرية من نفسها .. كانت مقررة تسامحه، تساعده، تستناه! عياطها بقا بيعلا زي الطفلة بشحتفة وفضلت تضرب نفسها على ايدها : غبية .. غبية .. بتحبيه على ايه؟ متهنيتيش يوم واحد و انتي معاه


حضنت جسمها بدراعاتها ورمت نفسها عالارض الباردة .. بس كانت عليها ادفى منه .. عمرها ما احتاجت حضنه اد دلوقتي بس هو حرمها منه، مش هتنساله ده مهما حصل !
من التعب والصداع النوم اخدها ومحستش بالدنيا


*^*


لما بدأت تسترد وعيها من تاني حست انها على نفس الارض الباردة بس جسمها في وضعية جلوس .. ايديها فوق دماغها و مربوطة بحاجة...! فتحت عينيها بذعر بتحاول تكتشف هي فين او ايه اللي حصل!!!
اصفاد حديد حوالين ايديها مقيداها لعامود من عواميد الزينة في البيوت الكبيرة .. قميص قصير جدا عليها كاشف اكتر مما مخبي .. و بمجرد ما رفعت وشها لقت مية متلجة بتقع عليها!
شهقت من الصدمة و البرد و هو ابتسم بجنب شفته : اوووبس انتي صاحية؟! فكرتك نايمة قولت اصحيكي عشان اتأخرتي اوي و مش حابب اقعد لوحدي


بيلا شهقت بصوت عالي وغمضت عينيها اوي! احساس ان ميه متلجة تنزل على جسمها الدافي خلاها بتعيط برعشة مش طبيعية .. من الوجع واكيد من الذل اللي حست بيه!
بس .. رفعت وشها بصتله وعينيها كلها دموع وغضب، كانت عايزة تصرخ فيه .. تشتمه، بس مقدرتش .. خوفها خلاها تسكت .. الخوف اكبر عدو للكرامة! بيقتلها بدم بارد .. بنسكت من الخوف، بنسكت من الوجع!

 ف الاخر بنسكت ..

نزل على رجليه قدامها ومد ايده يبعد شعرها المبلول عن عينيها .. بعدت وشها عشان لمسته اقذر مما هي تتحمل و جسمها كان رافضها و بينفر منها غصب عنها حتى .. ودونجهي مكنش منه غير انه مسك وشها بعنف بين ايديه لدرجة ان صوابعه علمت في وشها و بصلها بحدة : لما اقربلك متبعديش
بيلا كانت لسه بتتنفس بسرعة وبغضب .. بتلوم نفسها مليون مرة انها رمت نفسها في حضنه .. حست انها السبب في اللي بيحصلها .. كأنها كانت بتقوله

" ايوة معنديش كرامة .. او عاجبني اللي بتعمله فيا

بس خلاص فعلا تعبت وجسمها كان ومازال محتاج راحة .. استجمعت كل شجاعتها وقالت بعصبية : انا تعبت
دونجهي ابتسم نفس الابتسامة الجانبية المستفزة : هو انا لسه عملت حاجة؟ ( حط ايده على جنابها وشدها عليه اوي ) تحبي نبدأ بايه الاول؟
غمضت عينيها بتستوعب اللي بيحصل .. لا.. هي غلطت .. هي حسبت انه يمكن يكون مظلوم واللي بيحصل مش بايديه .. بس ده مش شكل واحد مظلوم ابدا..! استجمعت قوتها كلها : دونجهي فكني لو سمحت .. انا موجوعة كفاية و مش حمل هزار تقيل


بعد ايده و هو بيضحك .. ضحك عالي اوي كأنه سمع نكتة جديدة! ضحكته اختفت في ثواني و رجع وشه بارد جدا : هزار تقيل؟ هزار؟ ( ايده نزلت بكل تقل على وشها لفته الناحية التانية ) اخر مرة تأمريني مش هفكرك تاني
القلم ده كسر كرامتها تاني و تالت و رابع .. ازاي هي بتطبطب عليه و بتتوقع منه الاحسن و مش بيقابل رقتها دي غير بكل عنف و ذل!
عضت شفايفها .. لازم تخرج من المكان ده .. علت صوتها : انت مشترتنيش!! انا قبلت اكون مراتك .. مش جارية عندك تتحكم فيها و تعذبها و تكون تحت امرك! مش هعيش بالشكل ده! ( صوتها حاسم اوي .. قرار صعب بس لو مخدتهوش دلوقتي هيضيع عليها .. لو اتحطت في اختيار بين حبها و كرامتها .. يبقا ملعون ابو الحب اللي يذلها بالشكل ده .. صوتها طلع قوي عكس الرعشة اللي بتهد قوتها ) طلقني يا دونجهي .. كلام الناس و عيونهم اهون عليا من معاملتك دي
عينيه ضبابية .. ملامحه مش واضحة قبل ما تجمد مرة واحدة .. مد ايده و على عكس توقعها كان بيملس على شعرها .. صوته جامد و مرعب : متعصبينيش يا بيلا
اصعب حاجة ممكن اي حد يواجهها انه يتجبر على معاملة شخصية متقلبة، علاقة مرهقة من رابع المستحيلات تستمر .. وده اللي هي قررته، مش هيذلها اكتر من كده وبعدين يسكتها بلمسة بعدت دماغها وزعقت : انت اللي متوسخنيش اكتر من كده و تكرهني في نفسي .. يا ريت زي ما دخلنا بالمعروف ( ضحكت بسخرية وحركت دماغها (لا) وهي بتكمل ) لا معروف ايه بقا! خلينا نتطلق من غير مشاكل و صدقني مش عايزة اي حقوق .. اعتقني لوجه الله بس وهكون شاكرة ليك
دونجهي كان باصصلها من غير اي رد فعل للحظات .. قبل ما يمسك رقبتها جامد بايده اليمين .. عضت على شفتها وشهقت وهي وشها بيحمر .. مفيش اي اوكسجين بيوصلها .. برأت وهي بصاله! حبيبها هيقتلها .. معقولة؟
قرب من ودانها وهمس : انك تمشي من هنا هيحصل بس لما تموتي .. لما تموتي بمزاجي انا .. في الوقت اللي انا احدده


غمضت عينيها وهي زي اللي بتستسلم للموت وف نفس الوقت مش عايزة تشوف اكتر انسان بتحبه وهو بيقتلها! على اخر لحظة سابها وقام وقف وهي فتحت عينيها وشهقت جامد، فضلت تكح .. بتحاول تسحب اكبر قدر من الاكسجين!
دخل الاوضة دقيقة وطلع معاه مقص ف ايد وف الايد التانية ولاعة قعد عالارض جمبها وهمهم : ده عقاب بسيط كده عشان مسمعش الكلام ده تاني! ( قص التوكة اللي كانت رابطة بيها شعرها .. مسك اطرافه وضغط عالولاعة قدامها .. برأت تاني وهي شايفة النار وحاسه بحرارتها هتحرقها .. كمل بتهديد ) هتقولي الكلام ده تاني؟
قفلت عينيها بقهرة .. هتتوسل عشان الرحمة .. عشان الامان .. من غير ما يعرف كان بيدوس على اعمق جرح جواها .. كسرلها ارادتها و كرامتها بكل برود : ارجوك ... كفاية
ابتسم بنصر اوي، انتصر على كرامتها .. على الارادة اللي كانت بتكبر جواها .. رجعها تحت رحمته هو و بس!
بكل هدوء قفل الولاعة و ركنها على جنب .. فك الاصفاد و ايديه زي السكاكين بتزقها ناحية المطبخ .. رجع سند ضهره على الحيطة و هو بيبصلها بملل : انا جعان
مش قادرة تصلب طولها! هو معندهوش اي احساس؟ ضغط و ضرب و اهانة! ذل و صدمة فيه و في حبها الوحيد..! تعبت .. تعبت اوي .. رجليها مشالتهاش اكتر من كده و وقعت على الارض .. بتعيط بسكوت تام .. للدرجة دي ضعيفة؟ للدرجة دي قدرتها على التحمل صفر و مش موجودة؟ حتى لو ... ايه الحق اللي بيملكه انه يعاملها كده؟


بيحاول يصبر .. يسكت .. بس عياطها بيزيد و جسمها بيضم على بعضه .. بتحضن رجليها .. برد و رعشة ماشيين في جسمها كله بالقميص المبلول عليها ده! نزل جنبها بقلة صبر بيشد دراعها : انتي غاوية تتضربي؟ مبتسمعيش الكلام ليه؟
عياطها دايما صامت .. من غير اي صوت! المرة دي لقت نفسها بتشهق و مش قادرة تكتمها : مش قادرة .. حاسة اني .. هموت .. ولا عشان .. مليش اهل .. بتعمل اللي انت عايزه..؟
كسرة نفس اليتيم بتيجي في اوقات غريبة .. يا قمة الفرح .. يا وقت الانكسار .. في الحالتين عشان مفيش ضهر يحميه .. مفيش حد يرجعله و يترمي في حضنه
بلع ريقه بصعوبة شوية! جملتها خدته لمنطقة معينة من ذكرياته .. بربش ومن غير ما يحس رعشة خفيفة مشت في كل جسمه خلته يتتفض لورا .. وبيلا من وسط دموعها بصتله اوي!
لما لقاها اخدت بالها بلع ريقه بصعوبة وبعد عنها بسرعة .. فتح دولاب المطبخ وطلع كيسين راميون وبدأ يعملهم .. بيحاول يتنفس عادي ويتمالك نفسه، معندوش اي استعداد يبان ضعيف قدمها .. ضعيف؟! عقد حواجبه جامد ووشه كله رجع غضب تاني!
بيلا رجعت نزلت دماغها لتحت وهي عبارة عن كتلة ميه متلجة و الهوا اللي جاي من بره بيخليها تترعش بشكل مش طبيعي .. حاولت تسند على حاجة و تقوم بس ايدها فلتت فوقعت تاني .. بصتله وهو واقف قدام الكاونتر .. بس لا مش هتطلب منه مساعدة مهما حصل!! حاولت تقوم مرة و اتنين و تلاتة! و مش عارفة، مش قادرة تصلب طولها لغاية ما رجعت تعيط تاني بصوت ..
شعور القهرة ده قذر اوي .. انك تكون موجوع و مفيش حد ياخد باله منك عشان انت اضعف من انك تعتني بنفسك


دونجهي كان متابع حركاتها بجانب عينه وهو عاطيلها ضهره .. بس مكلفش نفسه حتى انه يلف يبصلها .. جهز الراميون ف اطباق وحطهم على ترابيزة ف المطبخ .. ولقته قدامها ومسكها من دراعاتها رفع جسمها .. شد الكرسي قعدها عليه وقعد جمبها على الكرسي بتاعه .. قرب الطبق متها وبامر : كلي! .. ( وقبل ما تبدي اي رد فعل بصلها جامد اوي بعصبية رهيبة وكمل بتهديد ) لو قولت الكلمة دي مرة تانية صدقيني هتندمي
كل اللي بيحصل و الذل الاخير ليها عموها عن اي حاجة حلوة عملهالها .. بقت شايفة كل تعامله معاها عبارة عن اهانة و عنف! و مكانتش عايزة غير انها تخلص من كل ده! غمضت عينيها و تمتمت بصوت واطي : ارجوك .. ارجوك سيبني في حالي! اعتبرني مش موجودة، مت .. اي حاجة! سيبني ابوس ايدك! عشان خاطر اي حاجة ف الدنيا
رفع عينيه بهدوء بارد : مبتسمعيش كلامي برضه ؟
في لحظة عصبية لطش الطبق بتاعها وقعه .. عليها! شوربة الراميون اللي لسه سخنة جدا وقعت على رجلها .. و فرق الحرارة الرهيب عملها زي صدمة و وقعت من فوق الكرسي .. مش حاسة بأي حاجة حتى بالخبطة اللي في كتفها و هتسيب رضوض مش هتروح بسهولة ..
العياط بيزيد كل ما الوجع بيزيد .. مفيش اي حد ممكن بأي معجزة ينقذها؟ اي حد ياخدها في حضنه و يطبطب عليها.. يحميها من الوَحش ده؟ طب تهرب منه ازاي؟ تهرب ازاي و هو موجود 24 ساعة و حواليها و مش بيبعدها عن عينيه! كل حاجة بتحس بيها بتقل ما عدا شعور الوجع .. ليه متموتش و تخلص؟
كل حاجة حصلت اجبرت وعيها انه يتسحب منها .. كل احساسها بالدنيا كان بيتقطع .. بس قبل ما السواد يبلعها حست بايديه تحت جسمها بترفعه عن الارض

*^*


غطا تقيل .. اوضة دافية .. واضح ان حد شغل الدفاية! حست بحاجة على جبينها و هي بتفتح عينيها ف رفعت ايدها بضعف تشوفها .. قماش مبلول! كمادات عشان الحرارة؟ مش من عادتها تتعب بحمى! بس بعد اللي حصل قبلها بيوم .. شيء طبيعي جدا تتعب! وشها احمر و بتكح اوي .. كأن عضم جسمها بيتكسر مع كل مرة بتكح فيها! كل حاجة وجعاها بطريقة مش منطقية!
لفت وشها بالظبط في اللحظة اللي الباب كان بيتفتح فيها .. دونجهي داخل بصينية اكل في ايده و قعدعلى الكرسي اللي جنب السرير .. مسك جهاز قياس حرارة و بدأ يشوفها كام .. اتنهد لما لقاها لسه عالية!
تعابير وشه .. ملامحه .. هادي اوي!! مختلف .. اكيد مختلف عن الشخص اللي كان موجود من كام ساعة بس! قرب منها و غصب عنها كشت و غمضت عينيها بخوف! بس هو عدلها عشان تقعد .. مخدة ورا ضهرها و من غير ولا كلمة كان قاعد على طرف السرير و طبق شوربة في ايده .. بينفخ على المعلقة عشان الشوربة سخنة و متلسعهاش .. لما حس انها بقت دافية بس و مش هتحرقها قربها من بؤها


كل اللي حصل قبل كده كان .. كابوس من اثر الحمى؟! مش عارفة حتى ايه الحقيقة و ايه الحلم
جسمها بيوجعها بطريقة غريبة بس مستغربتش .. يمكن من الحمى .. يمكن هي كل ده في حمى و بتهرتل .. بتهذي .. دماغها هتتفرتك من الصداع و الحرارة .. اكلت من ايده باستسلام : شكرا
مردش .. بيأكلها بس بصمت غريب .. عينيه حتى مش عليها اوي .. لحد ما قربت تخلص الطبق .. ركنه بعيد و جاب علبة الدوا و مية .. بنفس الالية طلع حبايتين في ايده و خلاها تاخدهم .. مقاوحتش او قاومت .. مش عشان مش عايزة .. معندهاش اي طاقة باقية فيها
عدلها تنام و سحب الغطا يغطيها كويس .. رجعت تكح تاني و نفس الوجع جواها .. كأن قلبها هيخرج من مكانه .. وهو بس بيبصلها
غفلت على طول .. النوم اخدها بسبب تعب الحمى و تعب جسمها المتدمر ده .. غير ان نفسيتها انهارت .. نايمة لمدة طويلة اوي .. بس بتتأوه بضعف حتى و هي نايمة! لما اتقلبت على جنبها اتأوهت جامد و شبه رجعت لوعيها شوية .. الرضوض في دراعها مخلياها مش مستحملة اي لمسة عليه!
كل الوقت ده كان قاعد قدامها على الكرسي .. من غير حركة و من غير تعبير بيراقبها بس و هي نايمة .. لحد ما الوجع سيطر عليها فقام و هو بيعدلها تنام على ضهرها
لما كانت في الملجأ لسه، اكتر من شخص قالها ان في تعبها بتتكلم و هي نايمة .. المربية اللي في الملجأ .. البنات اللي كانوا معاها .. كانت مش بتفكر اوي في كلامهم .. بس المرة دي اتكلمت كتير .. بتتحرك كتير و هي نايمة و بتتمتم بكلام مش مفهوم وملهوش علاقة ببعض! و بعدين تتكلم كأنها صاحية و واعية! حركت دماغها :هو بيخلي باله مني .. بس بيضربني و بيوجعني .. مبحبهوش يوجعني انا مش عايزة اكرهه!!.. ماما انتي مبترديش ليه ..؟ هنري مجاش لا .. وحش .. مش هكلمه تاني
عقد حواجبه و هو بيبصلها اوي .. بتهذي .. و مع كده بتتكلم عنه!
"مش عايزة اكرهه " .. الكلمة اللي فضلت تتردد في باله كتير اوي .. و مين هنري ده كمان؟! عمرها ما قالتله عن واحد اسمه هنري!!
عدلها بس كويس و قعد على طرف السرير .. مفيش فواصل مفيش حواجز .. رجع الكمادات على جبينها .. و ايديه اتبلت بمية باردة بيمسح بيها وشها و رقبتها .. قبل ما يدرك هو بيعمل ايه..!!!
حمحم و هو مش عارف بيعمل كده ليه و شد الغطا كويس .. هيقوم و يبعد .. قربها منه بيخليه غريب!


كانت لسه بتخطرف من اثر الحمى .. فتحت عينيها بضعف وهي شايفة الدنيا كلها ضبابية وبتتهز .. في الوقت ده حست انها محتاجة لدفا حد .. لحد ياخدها في حضنه .. عايزة ايد تمسك فيها .. حد تحس معاه انها مش لوحدها، انها مالكة الدنيا كلها .. ﺍﻟﺠﻮ ﺑﺮﺩ ﺍﻭﻱ .. ﻭ بيلا بتكره تكون بردانة ومش عارفة تدفى .. بتكره البرد لما تكون لوحدها!
طلعت ايدها من تحت الغطا بتدور على ايد حد عمياني كده .. ولما ملقتش بدأت تدور ف الاوضة بنظرها الضعيف ورؤيتها البهتانة دي وهي حتى مش في كامل وعيها .. ورغم ان دونجهي كان مقرر انه يقوم يمشي بس غصب عنه وقف يبصلها بحزن .. وهي اما اخير لمحته مدت ايدها عشان تمسك فيه! بس هو بسرعة لف وكان هيطلع ..
بيلا نادت عليه بصوت مبحوح : دونـ .. دونجهي .. متمشيش!
اتجمد في مكانه، ورجع بصلها اوي .. رغم انه عارف انها مش واعية بس مقدرش ميبرأش وهو باصصلها وصدمته زادت اكتر اما شدت كف ايده حضنته بين كفوفها .. ايده ﺑﺎﺭﺩﺓ ﺷﻮﻳﺔ ﺑﺮﺿﻪ ﺑﺲ هي اقتنعت ان ايده الباردة دي هتدفيها! شدتها ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻐﻄﺎ ﻭ ﻣﺴﻜﺘﻬﺎ اوي .. بتشبك صوابع ايديها ف ايده رغم ان ايدها مليانة رضوض وبتوجعها! بس ﻣﺶ ﻣﻬﻢ ﻫﻴﺮﻭﺡ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻭ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ هتبقا ﻛﻮﻳﺴﺔ


قدامها .. دونجهي ﺑﺮﺑﺶ ﺍﻭﻱ ! ﻏﺼﺔ ﻭﻗﻔﺖ ﻑ ﺯﻭﺭﻩ ﻣﻌﺮﻓﺶ ﻳﺒﻠﻌﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ .. ﻧﺰﻝ ﻧﻈﺮﻩ ﺑﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺪﻩ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻐﻄﺎ ﻭﺣﺎﺳﺲ بصوابع بيلا حضناه اوي وبعدين قربت ايده دي من قلبها .. ﺭﻓﻊ ﻧﻈﺮﻩ ﻭﺑﺺ لوشها .. شكلها غايب عن الوعي تماما وبردانة اوي ! .. ﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻪ جامد .. ﺣﺎﺳﺲ ﺑﺤﺎﺟﺎﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ جواه، نفس الصراع .. الاتنين اللي بيحاربوا بعض جوه منه رجعوا يعملوا دوشة في دماغه تاني ! فتح عينيه ﻭﺍﺗﻨﻬﺪ بارهاق فكري بسبب كل اللي بيحصل ..
وبيلا كمان رجعت فتحت عينيها بضعف وبصتله وابتسمت بوهن ..
همهمت وعينيها بتلمع بالدموع، وشها بيحمر اكتر من السخونية : بحبك ..!
عض على شفته جامد .. جسمه اترعش وعينه دمعت، كل كلمة هي بتقولها وكل حركة بتعملها بتخلي الحرب اللي جواه تولع اكتر .. دمعة فلتت من عينه وميل بجسمه عليها طبع بوسة طويلة على جبينها!!
بيحضنها بشفايفه .. ﺣﻀﻦ ﻣﻔﻴﺶ ﺍﻱ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻭ ﻋﻨﻒ ﻓﻴﻪ !!
عينيها بهتانة، خدودها حمرا اوي وشفايفها كمان .. شكلها ﻛﺪﻩ ﺑﺮﻱﺀ ﺍﻭﻱ .. ﺍﻭﻱ ! حرك ايده التانية الحرة ومسح بصوابعه اطراف خدها .. بعد شفايفه عن جبينها وبصلها من القرب ده ..
بيلا ﺍﺗﻨﻬﺪﺕ ﺑﺲ ﻭﻫﻤﻬﻤﺖ : ﻫﺘﺘﻌﺐ ﻛﺪﻩ .. ﺑﻼﺵ .. ﺍﻋﺪﻳﻚ ..
رجعت غمضت عينيها اكتر وابتسمت بوهن وضعف اكبر .. اكيد بتحلم، اكيد بتحلم باللي كان نفسها يحصل .. باللي كان نفسها تلاقيه منه ..
شدت على ﺍﻳﺪﻩ ﺍﻛﺘﺮ ﻭ ﺣﺎﻭﻟﺖ تتقلب على جمبها بس اتأوهت ﺗﺎﻧﻲ !! ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺻﻌﺐ ﺍﻭﻱ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ وﻛﺄﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻭﺯﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎنها : ﻣﺶ ﺑﻌﺮﻑ .. ﺍﻧﺎﻡ ﻋﻠﻰ .. ﺿﻬﺮﻱ
دونجهي ﺍﺗﻨﻬﺪ بحرقة .. وسع الغطا ومدد عالسرير بنص نومة وضهره ساند للسرير وبعدين رجع الغطا عليه تاني .. رفع جسمها بهدوء وسند دماغها على صدره وهي لسه محتفظة بايده رافضة تسيبها مهما يحصل .. ﺻﻮﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﺗﺤﺖ ودانها ﻛﺎﻥ ﺯﻱ ﺍﻏﻨﻴﺔ ﺑﺘﻬﺪﻱ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺧﺎﻳﻒ ﻭ ﺑﺘﺨﻠﻴﻪ ﻳﻨﺎﻡ ﻣﻄﻤﻦ .. ﻧﻌﺴﺖ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ تحس وهي اخيرا حاسة بدفا وراحة!


اما دونجهي فكان باصصلها في حضنه اوي .. نايمة وبتنهد بمكس من الراحة والتعب! نيمها على صدره عشان الرضوض اللي في دراعها متوجعهاش لما تنام على جمبها .. لازم يعترف بده! 
بس .. الجزء التاني الغامض والسوداوي رافض يقبل ده .. بيبرر انه اخدها في حضنه كده انه بس خايف لحسن تموت وعايز يريحها لحد ما تخف عشان تعرف تستحمل وجع اكبر!
وبين الاتنين دول .. دونجهي في لحظة مفصلية حس انه بيتفكك من بعضه!


*^*


اما بيلا فتحت عينيها تاني يوم ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻨﻮﺭﺓ ! ﻟﺴﻪ ﻧﺎﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻪ .. ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻪ؟ !!! ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ؟ !!!
ﺣﺎﻭﻟﺖ تقوم ﺑﺲ ﺩﺭﺍﻋﺎتها ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭ ﻭﺟﻌﺎها .. ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻗﻲ جسمها ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭﺓ تحركه ﻛﻮﻳﺲ .. ﻭ ﺍﻟﺠﻮ ﺣﺮ ﺟﺪﺍ ! ﻣﺘﻐﻄﻴﺔ ﺑﻐﻄﺎ ﺗﻘﻴﻞ ﺍﻭﻱ ! ﺣﺎﻭﻟﺖ على ﺍﻻﻗﻞ تبعده ! ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﻳﺨﻠﻴﻪ ينيمها ﻓﻲ ﺣﻀﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺴﻪ بيخنقها ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ؟ ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ .. ﻣﻔﻴﺶ .. ﻣﺶ ﻻﻗﻴﺔ ﺍﻱ ﺍﺟﺎﺑﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ .. ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ!
حركات بيلا وهي بتتعدل خلته يفتح عينه مرة واحدة وبشكل مفاجئ بعد ما كان نايم بملامحه هادية جدا ومسالمة لاعلى درجة .. بربش بصدمة لما شاف النور ف الاوضة وعرف انه نام من غير ما يحس والصبح طلع!
نام وهي ف حضنه، نام وهو مطمن وصحت قبله .. بلع ريقه بصعوبة .. دي تاني مرة تحصل! تاني مرة تحصل وهو اكتر عارف انه مينفعش ده يحصل .. مينفعش يطمن معاها، مينفعش ينام في حضنها او تنام في حضنه، مينفعش تصحى قلبه .. مينفعش باي شكل من الاشكال!!
صحيت و هو واخدها في حضنه .. منيمها فوق صدره جنب قلبه بالظبط .. اه اللي بيدق ببهوت ده..! بعد كل اللي عمله كانت ساكنة اوي في حضنه بعد ما كان هيموتها .. معرفش يدي رد فعل! هيقول ايه.. " صباح الخير"؟ " انتي كويسة "؟ باين اوي انها فايقة! قام بحدة و هو بيتكلم بجمود : كفاية نوم .. قومي يلا
رجعت ابتسامة السخرية على شفايفها .. اهو رجع .. تلاقيه هو كمان مكانش واعي فعمل كده .. حاولت تقوم .. بس لاحظت هدومها المختلفة عن اخر حاجة فاكراها .. هدوم نضيفة .. ناشفة .. و اهم من كل ده .. ساتراها! مهما كانت اسبابه و مهما كانت تبريراته .. كلمة الشكر مش هتضعفها قدامه .. حمحمت : شكرا
ولا كأنه سمعها و خرج .. سهره جنبها حرمه من النوم طول الليل .. مستني حرارتها تنزل .. بحجة انها ميجرالهاش حاجة .. و السهر ده سابه بس مرهق و عايز يكمل نوم! قفل الشبابيك كويس و الباب اللي بره بالمفتاح .. تعذيبه ليها بيرهقه و اعتناؤه بيها بيرهقه برضه .. وجودها بيرهقه ايا ما كان .. رمى نفسه على السرير و غمض عينيه



فضلت فترة طويلة قاعدة في السرير مستنياه يطلع او تشوفه .. متعرفش حتى هتعمل ايه! شهر عسل تحفة مش كده؟! ضحكت على فكرتها دي ..
بس دونجهي طول اوي!! حاولت متشغلش بالها و تتصرف عادي .. بس ده مش عادي خالص! 
بصت جمبها عالارض لقته حاططلها صينية عليها اكل .. ابتسمت بسخرية وحاولت تقوم بس اول ما جت تتحرك حست بالوجع في رجلها .. كأن جلدها اتشال تماما! شالت الغطا خالص .. اه هدومها نضيفة بس هتضطر تاخد شاور ده اللي عارفاه .. صعب برجلها دي .. بس اتحاملت على نفسها عشان تفوق شوية
بعد شوية كانت في هدوم تانية و لافة رجلها بعد ما حطت كريم .. مفيش صوت في الشاليه بره .. مكانتش مهتمة اوي طالما هو بعيد عنها .. طالما هو مش بيأذيها
كل حركاتها كانت بطيئة اوي وصعبة .. الحرق الكريم خدره بس لسه بيوجعها! ماشية بتتسند عشان متدوخش وتوقع وجسمها كله بينبض وجع مكان الضرب .. دخلت السرير تاني ومددت، سحبت الغطا عليها وبصت على صينية الاكل .. جعانة ايوة!
اتنهدت ورجعت اتعدلت بقت كأنها قاعدة عالسرير وبدأت تاكل .. همهمت بكام كلمة شكر ليه لأنها متعودتش متشكرش حد على اي حاجة كويسة عمالها مهما كانت بسيطة .. كام معلقة و دماغها اللي هتنفجر من الصداع و السخونية خلتها مش شايفة كويس .. حبايتين دوا كمان و كانت في السرير بتكمل نوم .. نعسانة جدا

*^*

دونجهي كان لسه في الاوضة اللي دخلها من شوية نايم هو كمان .. لحد قرب العصر لما فتح عينه، اتقلب في السرير بكسل وبعدين اتعدل وهو بيدكع في عيونه ونرل من عالسرير .. فتح الاوضة اللي كان قافلها بالمفتاح دي وخرج .. راح ناحية الحمام يغسل وشه ..
عدى من جمب اوضتها وهو طالع، بصلها للحظات وقرر يطنش .. مشي خطوتين بس وبعدين اتنهد ودخل!
بهدوء وملامح طبيعية تماما قرب وحط ايده على جبينها يشوف حرارته وهو بيبص عالصينية برضا انها اكلت
لسه حرارتها منزلتش .. تروح مستشفى؟ لا! ماهو ياما سخن و اهو لسه عايش .. غسل وشه و رجع بمية متلجة و قماشة تانية يحطها على جبينها .. حريص اوي انه يقعد على الكرسي بعيد عنها .. لما حرارتها بقت بس 39 مكانش قادر يقاوم النوم .. نعس على الكرسي و هو قاعد



حست بحاجة مبلولة على جبينها .. حرارتها نزلت شوية وحست ان جسمها بعد الاكل والنوم عالاقل في شوية طاقة .. فتحت عينيها بضعف وهي بتكح بتعب!
ميلت دماغها للجمب ف القماشة وقعت من على جبينها وفضلت تبربش!! معقولة .. بلعت ريقها واتنهدت، نايم على كرسي جمبها وواضح انه رجع تاني يعملها كمادات ..
فضلت ساكتة وبصاله، بتتفحص كل ملامحه وغصب عنها ابتسمت بوهن .. بس، فجأة عضت شفتها كأنها بتعاقبها عن الابتسامة وديرت وشها الناحية التانية وهي لسه بتكح وايدها على صدرها
بتكح جامد لدرجة انه صحي! مكانش في باله انها شافته او لا .. تبقا كويسة بعدين هيفكر في تبرير للي بيعمله!
عدل دماغها على المخدة بالراحة و هو بيبل القماشة بمية اسقع و بيحطها على جبينها : خليكي كده لحد ما حرارتك تنزل
ابتسمت بسخرية : ده امر برضه؟
مردش .. مش حمل مناقشات دلوقتي! جسمه تعبان اوي و هو بيقاوح عشان يفضل واعي .. مش هيضيع الوقت اللي هو لسه بقوته فيه على مناقشات ملهاش معنى معاها
رغم انها تعبانة ومش قادرة، ورغم خوفها اللي قبل كده واحساسها بالسعادة الغير مبررة انه اخد باله منها رغم ان هو اللي عمل فيها كده اصلا .. سحبت القماشة بضعف ورمتها
- ملكش دعوة بيا .. ويا ريت تطلع بره!
متخيلتش انه هيروح ياخد فوطة صغيرة تانية من الدولاب و يبلها و يحطها على دماغها : مش بمزاجك .. متقاوحيش مفيكيش حيل اصلا!
سحبت الفوطة دي كمان ورمتها وفي دموع في عينيها بتلسعها : قولتلك ملكش دعوة بيا!



اتنهد واخدها بلها وعصرها ورجعها على جبينها : حرارتك لازم تنزل .. ( مسكتها ولسه هترميها .. دونجهي مسك ايدها بالراحة ) ممكن تهدي! لما الحرارة تنزل هسيبك حاضر
بصتله اوي وهو لسه ماسك ايدها، دموعها نزلت على خدها .. نفخت وبصت قدامها!
من ساعة ما بقت على ذمته و هي بتعيط .. سواء عاملها كويس او عاملها بأقذر طريقة ممكن تتخيلها! مسحت عينيها و فضلت ساكتة .. كل شوية يغير على الكمادات .. لما حست بجبينها ساقع حاولت تقعد و اتوجعت و هي بتقوم : حرارتي نزلت خلاص .. شكرا
كان قصدها انه يمشي بس هو متحركش : جبينك اللي ساقع .. ( مد ايده رفع التيشيرت بتاعها و لمس جلدها ) لسه سخنة زي ما انتي
لفت دماغها بصتله اوي! ورغم انه مكنش قاصد اي حاجة قذرة بس لقت نفسها متعصبة!!
بعدت الغطا من عليها ونزلت من عالسرير وهي بتترنح بس سندت عالحيطة وبدأت تعيط بشكل غريب خلاه يمكن يتخض : انا تعبت .. انت بتتحكم فيا كأني عروسة لعبة ملهاش اي ارادة .. اداة تشبع بيها رغباتك وتحس برجولتك وانت بتأذيها .. ( مسكت هدومها جامد من عند صدرها وهي بتشهق من بين عياطها ) انت مفكر انك كده راجل وقوي! وانت بتقسى على اكتر بني ادمة في الدنيا بتحبك وبتعمل فيها كل ده من غير سبب .. ومن غير ما تديها فرصة حتى تعيش معاك يوم واحد عدل .. بتوجعها وبتضربها وبتحرقها، بتلمسها بقذارة وتطفي رغباتك فيها .. ( زعقت ) انت كده راجل؟
مقدرتش توقف اكتر من كده .. نزلت تقعد ف الارض وهي بتترعش وبتأن من وجع الحروق اللي في رجلها!


معرفش يرد .. دايما كانت ردوده بتبقا جاهزة .. رد ساخر او زعيق او انه " يعاقبها " على كلامها ده .. بس المرة دي مفيش اي حاجة في باله .. يمكن احساس بالذنب؟ بس لا هو مش بيفكر انه غلطان لما وجعها .. ماهو لو موجعهاش هي هتوجعه .. و هو اتوجع كتير .. اتوجع اكتر مما يقدر يتحمل ف لا .. هو يأذي احسن مما يتأذي
قرب منها شالها رغم ارادتها .. كانت بتفرك و عايزاه يسيبها! بس هو مداهاش فرصة .. نزلها على السرير .. غطاها .. حطلها كمادات و من غير ما ينطق بحرف طلع بره الاوضة
سحبت الغطا على دماغها بعد ما رمت الفوطة عالارض تاني وكملت عياط .. كانت محتاجة تعيط، تزعقله ويسمع زعيقها من غير ما يكون له اي رد فعل عشان ترتاح ولو شوية ويمكن ده اللي حصل!
في حين هو تجاهل اللي حصل كله وفنح التليفزيون .. بيبصله بس بشرود، حاجات بتتحرك قدامه مش عارف يفسرها واصوات مش وصلاله كويس!


*^*


تاني يوم الصبح


فتح الباب وهو معاه صينية الفطار .. فيتامينات وكوباية لبن! كانت صاحية في السرير مفتحة عينيها وباصه للسقف .. حرارتها نزلت خالص والحمى بدأت تختفي! بس الحرق في رجلها رغم انه حرق بسيط كان لسه بيوجعها ..




حط الصينية جنبها و بصلها : قومي كلي
مردتش الاول .. ولما لقته هيقعد اتكلمت بسرعة : انا بقيت كويسة .. مفيش داعي تعمل كده
قلب عينه وقعد وهو مطنش كلامها اللي معناه " اطلع بره " الكرسي جمب السرير بالظبط وربع ايديه : لما احس انك كويسة هبقا اشوف انا عايز اعمل ايه واعمله
اتنهدت من غير صوت و اتحاملت على نفسها عشان تديله ضهرها .. غطت وشها كله .. احساس جواها بيقولها انه مستنيها تلين من ناحيته و هيرجع ازفت من الاول .. مينفعش تحبه او تحن او تضعف قدام اللي بيعمله!
نفخ وقلب عينيه، مبيحبش دلع البنات ده!! قام من مكانه وقعد على طرف السرير من وراها شدها من دراعاتها تتعدل من غير ذرة مراعاة لكونها لسه تعبانة، محروقة والحمى مضيعة قوتها بالفعل ..
اتأوهت وهو بصلها بحدة : مبحبش اعيد كلامي .. قومي كلي!
رغم انه كان شبه بيزعق كان صوته فيه بحة .. ممكن بكون اتنقله حمى اه! بلعت ريقها و حاولت تفك ايدها منه بس معرفتش : مش عايزة اكل .. عايزة اريح و انام
زعق اجمد بعصبية : اطفحي الاول وبعدين اتخمدي!
الكلام وجعها اكتر لقت نفسها بتزعق هي كمان : سيبني بقا يا اخي انت ايه!! يا رب ياخدني عشان ترتاح
مسك معصمها جامد واتكلم جمب ودنها بتهديد : متعصبينبش احسنلـ
مكملش كلام وحس بصدره بيوجعه .. سابها ولف وشه يكح!! رفع ايده لمس جبينه ... بدايات سخنية



بيلا مسكت ايده اللي كانت سخنة : انت .. سخن؟
رمى ايدها و بعد..! قعد على الكرسي بس و ربع ايده و هو بيحرك دماغه ناحية الاكل و بيبصلها بنفس الحدة : كلي
معرفتش متقلقش عليه .. الجزء اللي جواها اللي لسه غرقان في حبه اجبرها تعدل نفسها في قعدتها : انت ..
مكملتش ... اكتشفت انه اكيد اتعدى منها! بصت لتحت بذنب شوية!
كان لسه هيرجع يزعقلها بس هي سبقته وسحبت الصينية وبدأت تاكل وهي بتكح بتعب، اتنهد وفضل باصصلها والسكوت هو الحاجة الوحيدة المسموعة في البيت ده دلوقت!
- خد من الدوا بتاعي عشان متتعبش اوي!
اتكلمت وهي مش بصاله بينما دونجهي بصلها بطرف عينه وابتسم بسخرية .. قام من كرسيه وفتح كيس الدوا بتاعها اللي محطوط عالكومودينو .. لما لمح كريم الحروق اتنهد : خلصي اكلك يلا
مزودش كلمة زيادة و راح ناحية الدولاب طلعلها بيجاما مريحة حطها عالكرسي وطلع من الاوضة وهي متبعاه .. شوية ودخل بكوباية طالع منها بخار حطها عالكومودينو ولما اتأكد انها اكلت صبلها كوباية ميه وطلعلها حبوب من دواها .. خلاها تاخدها ورجع يقيسلها الحرارة بعد ما عطاها كوباية الاعشاب .. وكل ده كانت مستسلمة بس .. بارهاق مش اكتر .. ارهاق من شخصيته اللي ف ظرف كام يوم بس خلتها هتتجنن!
بتبصله من بين رموشها .. مرهق اوي و فيه حرارة طالعة حتى من ايديه .. اتنهدت و هي ماسكة الكوباية الدافية بايديها الاتنين : لو تعبان ريح .. هقدر اخد بالي من نفسي ( عمل نفسه مسمعش حاجة ومسك دواها لسه هياخد منه مسكت ايده ) كل الاول .. مينفعش تاخده من غير ما تاكل


وسع ايدها و اخد الدوا بعد ما صب في نفس كوبايتها و شرب منها .. ورجع بصلها : قومي غيري عشان اغيرلك الضماد اللي على رجلك
كأنها مش بتتكلم .. بس هو مش عايز يسيبها تتسلل جواه .. مش عايز صورته قدامها تتغير .. بأي شكل
حمحمت ورغم كل حاجة لقت نفسها بتضحك! لف بصلها بصدمة ورفع حاجبه .. اتنهدت جامد بنوع من السعادة لمجرد انه شرب من نفس كوبايتها .. حاجة تافهة اوي بس فرحتها جدا!
بتدور على اي فرحة مهما كانت تافهة عشان تقدر تكمل زي ما اتعودت دايما .. بعدت الغطا وحاولت تقوم .. مش هتجادله وتفسد ساعدتها لا!

قامت و اخدت بيجامتها .. يمكن مش افضل شهر عسل على الاطلاق .. بس هتحاول متفتكرش منه غير كام لحظة بس
اخدت من غير ما ياخد باله كريم الحروق و هي غيرت على الحرق بنفسها .. بقا احسن من الاول .. بس لسه ممكن يسيب اثر!
طلعت و هي مقررة تقوله انها خلاص غيرت على جرحها .. بس لقته نام على الكرسي!! حطت ايدها على جبينه تشوف لو هو لسه سخن .. بس دي مش مجرد سخونية!! رجعت ايدها بخضة!
فضلت واقفة قدامه بتفكر تعمل ايه! عضت شفتها وقررت تصحيه ينام عالسرير باللي فيها من قوة هتاخد بالها منه بما انه اتعدى وهو بياخد باله منها .. حركت كتفه : دونجهي .. اصحى! نام عالسرير حرارتك عالية اوي
غمض عينه اكتر وهمهم بتعب .. بيخطرف وبيهمهم!

الدوا قوي .. هي نامت تقريبا يوم كامل بسببه..! اتنهدت و هي بترمي دراعه على كتفها و بتحاول متقعش بيه المسافة الصغيرة اللي بين الكرسي و السرير! اه هما يمكن اتهبدوا على السرير .. بس هو مغيب عن العالم .. مش حاسس بأي حاجة حواليه!! عدلته و غطته كويس



الادوار اتبدلت بين نفس الشخصيتين .. قعدت جنبه و هي بتغير الكمادات على جبينه! حرارته مبتنزلش .. مع انه اخد دوا بس مفيش فايدة! تعبت و هي قاعدة على الارض .. سندت دماغها على طرف السرير و نعست
يا دوب عينها راحت في النوم شوية قبل ما تصحى مفزوعة على صوته وهو بيتأوه .. اتفزعت وحاولت تتعدل بسرعة .. وشه ورقبته كلهم عرق ووشه سخن مولع .. حرارة مش طبيعية بتطلع من جسمه! بيتأوه وبيأن جامد وكأن فيه حاجة بتوجعه..

عمرها ما خدت بالها من حد! غير لما كانت صغيرة في الملجأ بس هي متعرفش حتى تعمل ايه دلوقتي!!! متعرفش حتى فين مكان الصيدلية و الدوا فيه كام حباية بس! اتنهدت و جابت ازازتين متلجين و حطتهم تحت الغطا عشان جسمه ميسخنش اوي .. و التلج بتحطه في المية و تعمل كمادات .. شكله مختلف اوي عن لما بيكون صاحي!!!
بلت ايدها بميه وبقت بتمسح بيها وشه قبل ما يبدأ يخطرف وهو بيتأوه لسه : كفايـ .. اااا .. ( بلع ريقه بصعوبة وهو بينهج وحرك وشه الناحية التانية ) مامـ.. ابعدي .. مش عايز اشوف .. ( دموع نزلت من عينه المقفولة على خده ) اطلعوا بره .. مش هتفهموا حاجة .. ( زعق بصوت مبحوح ) بكرهككك!!
كح جامد ومن كتر ما الكحة وجعت صدره .. فتح عينيه وهو بينهج جامد

انا عارفة كويس كوابيس الحمى بتبقا عاملة ازاي! مش عارفة هو ماله او فيه ايه .. فتح عينيه التايهة دي و بيقلب عينيه في الاوضة!!!
بيدور على حاجة مش موجودة و اول ما اتأكد ان الوحوش اللي في حلمه مش موجودين .. شال اللي على جبينه و كان بيقوم!
مسكت ايده بسرعة قبل ما ينزل عالسرير واتكلمت بلهفة : متقومش من عالسرير انت مش شايف شكلك؟
بالقوة اللي بقياله زقها جامد وقام وهو بيترنح .. داخ وكان هيقع بس سند نفسه للحيطة كويس وهو لسه بينهج .. دخل اوضته اللي بات فيها وتربس بالمفتاح تاني رمى نفسه عالسرير .. انكمش على نفسه فوق السرير وبدأ يعيط بصوت مكتوم وهو بيطلع نار من جسمه



مش وقته! مش وقته ابدا .. لسه جسمه بيوجعه مش عارف من السخونية ولا من اثار الحلم..! عارف انه كابوس .. بس عارف انه حقيقة برضه .. عارف ان كل الوجع ده بجد .. جسمه بيترعش و بيضم نفسه على بعض .. ايديه على ودانه مش عايز يسمع صوتها اللي فضل يلاحقه لسنين! بيكره صوتها و صورتها المطبوعة في جفونه بيشوفها لما ينام!!!
فضل مدة طويلة على وضعه ده .. معرفش حتى هو نام امتى!!! لما صحي تاني خرج للحمام و حط دماغه تحت المية الساقعة! .. محتاج يفوق!

اتنفض لورا فجأة بشهقة لما نفسه قطع! خرج بفوطة على دماغه و بيلا اللي في الاوضة و سمعت كانت مخضوضة! خرجت تشوفه .. واقف قدام التلاجة بيشرب مية ساقعة و ازازه تانية على وشه!!! هو ازاي مش مهتم بنفسه بالمنظر ده!!! طلعت بعصبية و شدت الازازة من ايده : انت بتعمل ايه!!!! انت تعبان يا دونجهي!!!
شدها من ايدها و هو بيرزع باب التلاجة : ملكيش فيه

لف عشان يمشي فراحت تقف قدامه .. بتسد طريقه بايديها : متقاوحش و انت تعبان .. روح ريح على ما اجيب مية اعملك كمادات
قرب من وشها و فضل ساكت ثواني .. حتى نفسه سخن .. صوته مليان برود عكس حرارة جسمه : مش قولتلك ملكيش دعوة؟
بعد عنها و هو بيزقها بعيد عشان يعدي .. العصبية اتملكت منها تاني! عمرها ما كانت عصبية بالشكل ده قبل كده : مبحبش اشيل جمايل لحد! ليه بتعند؟ عايز تموت نفسك؟!



مكنتش تقصد بس اتجمد في خطوته ثواني و اتكلم بصوت واطي : محدش هيفهم .. انتي مش احسن منهم في حاجة
دخل الاوضة و رزع الباب و هو بيتربسه من جوه!!! سند على الحيطة و رجليه مشالتهوش .. عينيه مركزة في اللاشيء قبل ما تدمع و يمسحها بعصبية .. بس بقا! بس مش عايز يفتكر ولا يفكر!! كفاية!


*^*


مخدش باله حتى انه لما زقها اتخبطت..! فضلت تبرطم كتير .. كلام من نوعية انها غبية عشان حبت واحد زيه و ازاي انها غلطانة و ميستاهلش اصلا!
ازاي كانت مخدوعة فيه كل ده؟!
اكلت هي و كانت هترجع اوضتها تاني .. بس قلبها مش مريحها .. صرخت بصوت واطي من العصبية و هي بتغرفله اكل! حطيتهم قدام اوضته و هي بتخبط من غير ولا كلمة .. مش هتقوله حاجة .. حابب يطلع يبقا يطلع مش هتتكلم معاه

عدت من قدام مراية و هي داخلة الاوضة .. الملامح دي مش بتاعتها .. الجسم المتشوه ده متعرفهوش!!! كأنها مسجونة عند حد مجنون و سادي مش متجوزة حد بتحبه بقالها اسبوع بس!!
و هو كان بيواجه كل ده لوحده .. كل الكوابيس .. كل الوجع و كل التعب لوحده! زي ما اتعود! مش عارف حتى ليه بيرفض وجودها و هو اللي كان في امس الحاجة ان حد يبقا معاه في الاوقات دي!!! بيعيط زي طفل صغير و هو متكوم على نفسه بيتوسل ان كل الصور و الاصوات تختفي .. ان كوابيسه ترحمه و تسيبه! دماغه هتنفجر .. مسح دموعه جامد في كمه و هو قايم بيترنح .. دخل اوضتها و بيسند نفسه ياخد الدوا .. ايده بتترعش و هو ماسك الميه

مقدرش يشيلها اكتر من كده و وقعت اتكسرت .. بلت هدومه و الازاز مكسور جمب رجله .. اول مرة يضعف قدامها .. مينفعش تشوفه كده .. مينفعش يضعف غير قدام نفسه .. نفسه الوحيدة اللي عمرها ما سابته!!! اتنهد بحرقة و هو بيضغط على اسنانه و طالع للباب يخرج من الشاليه كله .. حاول يفتح الباب بس مش قادر! جسمه مش قادر يكمل في العند اللي بيعمله ده!

مقدرش يفضل واقف .. نزل برجليه عالارض وسند للباب، اما بيلا ف نادت عليه من جوه وهي مخضوضة .. طلعتله وحاولت تلفه ليها او تخليه يقوم يدخل الاوضة عشان تنزله الحرارة اللي ممكن تموته دي .. بس دونجهي بمنتهى العند حاول يطلش ايدها ومعرفش .. اتنهدت براحة انه ضعف اخيرا عشان ميقاوحش!
مسكته كويس وحاوطت وسطه وهي بتحاول ترفعه .. اتجمد ف مكانه ومرضاش يتحرك ف بصتله من الجمب بتعب : صدقني انا شايله نفسي بالعافية .. هتخرج من هنا محدش هيعرف ينجدك



الوقت اللي اخده تعبها و تعبه كان كفيل بأنها تستعيد شوية قوة .. هي اه فاقت شوية بس القلق ساكن روحها .. مهما اقنعت نفسها انها مش قلقانة بتلاقي نفسها بتبص على اوضته او بتعدي من قدامها
متعرفش تعب من المقاومة ولا للصدفة الغريبة اقتنع بكلامها! بس على اي حال مشي معاها لنص السكة .. بس اول ما جات تدخل بيه اوضتهم اتجمد تاني في مكانه وهمهم : لا
رفعت دماغها تبصله مش فاهمة فيه ايه : مش هدخل جوه! ( كان بيحاول يفك ايدها ويلف يمشي ف مسكت فيه كويس ) خلاص خلاص .. خليك على الكنبة .. اللي يشوفك كده يقول قال يعني انا اللي هاخدك في اوضة و اغتصبك
بصلها وبرأ جامد !!! دموعه زادت بشكل مش منطقي وبعد ايدها بضعف اوي وجسمه بيترعش ! غمض عينه وكل شوية جسمه بيتنفض! " هغتصبك " !!! الكلمة بتتردد ف باله بصوت عالي .. حرك دماغه (لا) جامد وزعق بصوت عالي بس مبحوح : كفاية بقا حرام عليكي
حط ايده على عينه اوي كأنه مش عايز يشوف حاجة معينة هو بس اللي شايفها وواضح انه خايف منها .. بيلا بعدت عنه بخضة و اتلجلجت في الكلام : انا .. اسفة معرفش عملت ايه .. بس مقصدش .. اسفة
سابته ووقفت بعيد عنه بكذا خطوة .. وهو زود الخطوات دي و اتهبد على الكنبة جامد!! الحقيقة خافت تقرب منه او تتكلم تاني .. راحت جابت الاكل و حطته على الترابيزة و وقفت بعيد تاني .. شاورت من بعيد : الاكل .. لازم تاكل مينفعش دوا من غير اكل
بينما دونجهي كان على الكنبة عامل زي اللي بيطلع في الروح!! لطش الاكل ده بايده جامد .. الصينية وقعت عالارض .. الاطباق اتكسرت وجرحت ايده .. دموعه بتزيد وأفقدته الرؤية .. لسه حالته صعبة اوي و زعق : اخرسي بقا اخرسيييي!!! غوري من قدامي!!!



بيلا بصلته بصدمة، من ساعة ما خطت البيت ده وهي صدماتها فيه مبتخلصش .. بس عصبيته المرادي مش طبيعية .. في ايه ماله مستحيل حرارة تعمل فيه كده؟ مكنش منها وقتها الا انها دخلت اوضتها وقعدت في ركن بعيد عالارض .. غصب عنها كانت بتترعش وعينها بتدمع .. كل اللي بيحصل والضعط على اعصابها تعبها .. تعبها اوي!
ومتعرفش للمرة الكام نعست وهي قاعدة كده .. مفعول المنوم في دوا الحمى قوي جدا


*^*


لما فتحت عينيها مكنتش عارفة حتى هي نايمة بقالها اد ايه .. كانت قاعدة ومترقبة يدخل يعمل فيها اي حاجة عشان كده اول حاجة عملتها لما صحت بصت على نفسها بلهفة .. لسه لابسه هدومها ولسه على الارض في الركن اللي قعدت فيه .. بصت ف الاوضة حواليها .. كانت فاضية زي ما كانت قبل ما تنام .. بصت في الساعة كانت حوالي 05:00 Pm
استجمعت قوتها وشجاعتها وقامت طلعت من الاوضة .. الهدوء المريب وتعبه ده مخليها تقلق اوي!
بتفتش بنظرها في الصالة .. لحد ما عينها وقعت عالكنبة .. قربت اكتر لقته لسه عليها!!! ايده على قميصه وتحتها بقعة دم كبيرة اوي طابعة على القميص .. وشه اصفر زي اللمونة وعينه بتقلب لفوق وهو عمال يخطرف " كفاية حرام عليكي " !!! نفس الجملة اللي مبطلش يقولها من ساعة ما تعب .. حالته زي مهي بل اكثر سوءا!!! قربت بحذر وهو بيتأوه حطت ايدها على جبينه تجس حرارته اللي كانت عالية اكتر من الطبيعي .. كل ده ولسه منزلتش! هو مستحمل الحرارة دي ازاي؟
بالشكل ده كده هيموت؟ شهقت برعب وهي بصاله! هو لو مات هتزعل؟ مش المفروض تفرح انها هتخلص من المجنون اللي ضحك عليها بالحب وخلا حياتها جحيم!! اللي شوه جسمها وهد قوتها كلها!! ليه قلبها المتخلف ده بيتقطع على حالته دي!؟ شكله خايف من حاجة .. كل الخطرفة دي بتدل على خوفه وبس .. ايه الحاجة اللي مخلياه مرعوب للدرجادي ...؟



رجعت تاني جابت ميه و فوطة صغيرة عشان تمسح وشه و رقبته .. مش عارفة ممكن تديله الدوا ازاي وهو حتى مأكلش .. اتنهدت جامد وهي غصب عنها قلبها بيوجعها على حالته .. دخلت الاوضة بتاعتها بسرعة جابت الدوا و كوباية مية 
حاولت تقعده بس مش راضي .. جسمه متنشن حتى و هو كده ف همست : مش هتكلم و مش هعمل حاجة بس خد الدوا عشان انت كده .. ( مقدرتش تقوله " هتموت " قطعت الكلمة و اتنهدت ) انت تعبان اوي و لازم تاخد دواك
لو مقاوحش و عاند ميبقاش دونجهي .. حاول لسه يبعدها عنه ويزقها .. رافض باي شكل من الاشكال تساعده وهو في امس الحاجة ليها .. رافض تشاركه ضعفه .. بس في الحالة دي و بعد ما استعادت شوية من عافيتها بقت هي اللي اقوى .. و مع كده محاولتش تأذيه زي ما آذاها .. بالعكس دي بتستخدم قوتها عشان تساعده ..

"  وهو ده الفرق بينا يا لي دونجهي .. انت هتستغل اي فرصة و تأذيني .. بس انا لا 

ابتسمت بمرارة وهي بتقول لنفسها .. بس حست وقتها انها كانت قاسية اوي في الحكم عليه .. ماهي كانت سخنة برضه و هو قعد جمبها و اهتم بيها؟
حركت دماغها (لا) .. ده ميغفرلوش لان هو السبب اصلا في تعبها ده .. لازم تجتنب قلبها الغبي ده .. رجعت تاني تحاول معاه عشان ياخد الدوا ..
رافض ومتعرفش ليه .. بس هو اكيد مش هيسيبها تديلهوله .. هو حتى مش متأكد اذا كان دوا او لا .. اكيد هتستغل ضعفه وتحاول تقتله مثلا؟
كان تفكيره فيها سيء جدا وعكس كل اللي جواها دلوقت .. هي اللي لسه كل خلية في قلبها بتنبض باسمه ..
اتنهدت بتعب : لازم تاخد الدوا عشان خاطري
زق ايدها للمرة الالف بتعب : عايزة تموتيني


تنحت لثواني مش عارفة تستوعب .. هو رافض الدوا عشان مفكرها هتقتله!! ابتسمت بحسرة على حبيبها اللي مش مآمنلها انه ياخد منها دوا حمى وهي غرقانة فيه بكل ما فيها .. فتحت علبة الدوا وورتهوله وكمان اخدت منه قدامه عشان يصدق انه مفيهوش سم ..
اخد الدوا منها على مضض وهو حاسس ان الموت بالنسباله اهون مليون مرة من انها تشوفه ضعيف كده .. بلع الدوا بالعافية .. مسك كويس في مسند الكنبة وحاول يرفع جسمه .. ولما بيلا حاولت تساعده .. زقها! بص على ايده اللي كلها دم .. وادرك انه عشان كده دايخ ومش قادر يحرك جسمه 
شد نفسه اكتر وهو بيعض على شفته عشان ميتأوهش!! نزل من عالكنبة بصعوبة مشي خطوتين وهو بيتسند عالحيطة، الكراسي واي حاجة تقع تحت ايده .. بس مقدرش يفضل واقف اكتر من كده ونزل بركبه عالارض .. بيلا اللي كانت مرقباه بعينيها بترصد كل حركاته اتنهدت بقلة حيلة وقربت منه بسرعة بتحاول تسنده عشان يقوم يدخل الاوضة .. زقها وهو بيطلع حروفه بالعافية : ملكيش .. دعوة .. بيا!!
مسك في طرف الترابيزة وشد جسمه عشان يوقف .. دايخ والدنيا بتلف بيه اوي بس عرف يدخل الاوضة اخيرا .. وبيلا ماشية وراه مراقبة عناده حتى وهو كده!!! فتح الدرج بتاع الكومدينو وطلع شاش ومطهر! مسح الدم بقطنة و هو بيطهر الجرح ولفه جامد .. الحاجات البسيطة دي اللي متاخدش من حد دقيقة اخدت منه وقت طويل اوي وحتى ملفش الجرح كويس! اتسند للحمام حط وشه تحت الميه السقعة لفترة كبيرة .. الحرارة دي لازم تنزل!

كانت بتمشي وراه .. حسرة و زعل عليه! حتى لو هو اذاها بس من جواها في يوم وقعت في حبه! في يوم اهتمت لأمره! او يمكن لسه بتحبه و بتهتم للي بيحصله .. اتنهدت بوجع .. شكله فعلا تعبان .. شكله كده بيوجعها هي كمان!
قربت و هي بتشده جامد من هدومه بعيد عن المية : بس بقا كفاية! بطل غباء!



ضعيف لدرجة انه مش قادر حتى يصلب طوله، بس لأخر لحظة هيفضل بيقاوح و يمثل القوة قدامها! حتى لو تعبان و بيموت، هيفضل يمثل .. بيترعش جامد بس بيبصلها بثبات و حدة .. صوته مبحوح جدا : هقطعلك لسانك
كان بيوسع ايدها فمسكته تاني و هي بتقفل المية .. بصتله بتحدي ساخر : خلي فيك حيل تقطعه الاول .. ارحم نفسك ( المية اللي بلت شعره بقت بتبل هدومه كمان .. لو طفل مش هيعمل كده! اتنهدت بيأس من افعاله المجنونة دي و دخلت الاوضة تجيب فوطة و تيشيرت تاني .. حطت الفوطة على دماغه و علقت التيشيرت ) واضح انك رافض اني المسك .. بس عادي طبعا انت تعمل اللي انت عايزه .. البس ده بدل ما تبقا حمى و برد

رمى الفوطة من على دماغه .. في الارض و داس عليها و معبرش التيشرت اللي جابته .. هيخدم نفسه بنفسه هو مش عاجز عشان تعمله حاجة .. دخل اوضة و رزع الباب وراه .. غير هدومه و فوطة تانية على دماغه .. علبة الدوا في جيبه و راح المطبخ ياكل .. بسكوت!! اخده و رجع الاوضة بيتربسها من جوه!
كل ده و هو ماشي بيسند على الحيطة و رجليه فعلا مش شايفاه! عنيد و مش بيقبل حتى يفكر بمنطق طالما هو قرر .. هو يسهر عليها ماشي بس ميقبلش انها تساعده حتى! رافض اي شكل من اشكال التمريض في تعبه
الدوا كان قوي اوي نيمه .. نام على نفسه زي ما هو من غير غطا حتى .. مصحيش يمكن غير عشان يدخل تحت غطا تقيل شوية .. غير كده نايم طول الوقت!


*^*
ن قدامها .. بتحاول تسمع اي صوت منها!
اتنهدت و هي اخيرا بتعترف انها خسرت .. قدام باب الاوضة اللي هو فيها و خبطت خبطتين : دونجهي ... انت صاحي؟ لو مش عايز تطلع قولي بس .. و انا همشي


فتح عينه و هو بيتعدل على السرير .. بدأ يفوق شوية .. حرارته نزلت بس لسه جسمه مرهق من قوة المضاد الحيوي
من غير اي مقدمات لقت الباب بيتفتح! معبرش وجودها حتى .. عدى من جنبها كأنها مش موجودة و دخل المطبخ بيعمل حاجة يشربها!

رجليها اتجرت و وقفت جنبه بتحاول تاخد مكانه : ممكن .. تقعد انت و هعملنا احنا الاتنين
ملفش ولا اتحرك بس عينه جت عليها .. ابتسم بسخرية و هو بيعوج بؤه و كمل اللي بيعمله : دور الملاك مش حلو عليكي .. مش عارفة تمثليه حلو .. وفري على نفسك


فضلت بصاله بلا تصديق! بتحاول تتعامل معاه بطريقة اقل ما يقال عنها انها عادية .. بس هو شايف انه تصنع؟! لحد ما صب المشروب و راح يقعد بره .. شوية و دخل تاني يجيب بسكوت! ده مش اكل يشبع اصلا و دلوقت و هو تعبان محتاج شوية قوة و اكيد مش هيفوق بالبسكوت ده! طلع بواقي الشوربة اللي كان عاملهالها من التلاجة و حطها تسخن .. بيعرف يعتمد على نفسه مش عشان ابن ذوات يبقا مبيعرفش يخدم نفسه .. كان بيكره اصلا ان حد يخدمه ف عشان كده اتعود يعمل كل حاجة يحتاجها بنفسه

اتضايقت عشان حست ان ملهاش لازمة بطريقة تصرفه دي! مسكت كوبايتها و طلعت : انا غلطانة اصلا ... اعمل اللي تعمله
حتى لو قالت ان مش فارق معاها و مش هتهتم، غصب عنها كل شوية بتلمحه، او تبص عليه! اضعف من انه يخلي باله من نفسه .. خلص اكله و غسل الحاجات اللي استعملها .. طلع و على رجله اللاب توب بتاعه .. طريقة هربه الوحيدة من اي حاجة بتوجعه .. يغرق نفسه في الشغل لحد ما ينسى 

ساعة و اتنين و خمسة! الليل دخل و هو لسه زي ما هو .. النور الوحيد في المكان اللي هو قاعد فيه هو نور اللابتوب بس .. هو قادر اصلا يشتغل ازاي؟ هو قرر كفاية عذاب جسدي و دلوقتي هيعذبها نفسيا بأنه يهمل نفسه كده؟! مقدرتش تستحمل و لقت نفسها بتخبط على باب الاوضة اللي هو فيها : ممكن تريح شوية؟ شكلك مرهق اوي .. انا بقولك بس .. براحتك يعني تعمل او متعملش
مستنتش رد هي عارفة انه مش هييجي و لو جه هيضايقها بس .. صوته بارد كالعادة و هو بيتكلم باقتضاب : روحي غيري هدومك
بصت على هدومه و عليه تاني و هي مش فاهمة! هو عايز ايه دلوقتي؟ فضلت تبربش : نعم؟ اغير ايه؟


حرك رقبته يمين و شمال و صوت طقطقة فقراته مسموع : متسأليش كتير .. اسمعي الكلام و خلاص .. هننزل




~~


يتبـ  tO Be Continued ـــع . . .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق