الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

¤.¤ من أنت ¤.¤ الجزء الثاني

¤.¤ من أنت ¤.¤ 

الجزء الثاني





كان كيوهيون  يجلس وحيدا في المكتب ، يحدق في صورة تجمعه بدونغهي و سارة ، كانت صورة التقطوها يوم تخرجهم من الجامعة ، كان يشعر بالاسى الشديد كلما تذكر انه و سارة فقدا دونغهي ، كان يلوم نفسه لانه في بعض الاحيان تمنى ان لا يكون دونغهي موجودا ، فيبوح بمشاعره لسارة ، و لكن رحيل دونغهي اصبح مؤلما له مرتين ،  فقد اعز صديق له ، ولم يستطع ان ينتشل من يحبها بشغف من الحزن الذي لفها بعد وفاته، و رؤيته لسارة تتعذب يوميا كان كافيا ليشعره بالضعف و العجز ...
اطلق زفرة  عميقة تنم عن ذاك الالم الذي يعتصره ثم نظر الى ساعته لينتبه ان الوقت قد تاخر ، اخذ مفاتيح سيارته و غادر ، قرر ان يعرج على منزل سارة ليطمئن عليها ، و في طريقه الى هناك استوقفته فتاة تتوسط الطريق و تلتقط صورا للشارع الخالي من السيارات ، ثم وقفت على احدى الكراسي الموجوده على الرصيف و راحت تصور الرصيف ، و قد تسلط عليها ضوء الشارع ، ملامحها كانت تبدو مألوفة ، يشعر بانه قد راها من قبل ، لكنه لا يذكر اين ، توقف لحظات يراقبها وهي تنظر الى الصور التي التقطتها و تبتسم بامل ، بدا على وجهها الرضا وبدت وكانها لا تفكر في هموم الحياة، منظرها جعله يبتسم محاولا ان يتناسى ذلك الالم الذي كان يلفه
  واصل طريقه الى ان اقترب من المبنى الذي تسكنه سارة ، ليجدها تقف و معها ذلك الشاب من مدينة الالعاب ، ظل يراقبها من بعيد راها تبتسم ثم امسكت بيد ذلك الشاب و هما يتحدثان ثم احتواها بين ذراعيه
المه كثيرا هذا المشهد فقد راه كثيرا عندما كان دونغهي هنا ،ايعقل ان هذا الشاب سياخذ المكان الذي اراده ان يكون له؟ ربما ليس مقدرا له ان يمتلك قلب سارة، ربما قدر له دائما ان يساندها من بعيد ، و ربما عليه ان يوقف قلبه عن النبض لها ...
الان تداعت احلامه التي رسمها و اياها امام عينيه، لعله لم يحن موعد بداية قصتهما حسب التوقيت المحلي للقدر، ولربما خطط له القدر اشياء لم يفكر فيها ، سينسحب مرة اخرى و يضع قلبه على رفوف الانتظار ...

*****
خرجا من المطعم و طوال الطريق نحو المنزل كان ميونغ سو يسال سارة عن امنيتها و تجيب انها لا  تدري ما تريد ، الى ان وصلا امام المبنى الذي تسكن فيه وقفت امامه ترمقه بنظرات مترجية
سارة: لقد كنت تسالني عن امنيتي ، وانا فكرت في الامر مليا وانا اريد ان.. ثم امسكت يده وواصلت حديثها
سارة: تذكر انه عليك ان تنفذ ما اريده
ميونغ سو: لا تقلقي سافعل
سارة : اريدك ان تصبح حبيبي
سادت لحظة هدوء ممزوجة بدهشة ، لم يكن ميونغ سو يعلم ما الذي يفعله ، لم يكن ينتظر امنية كهذه ، ولكنه وجد نفسه يفتح ذراعيه ويحتضنها و كانه شعر بحاجتها لذلك
ميونغ سو: هذا يسعدني
...........

مرت ايام وسارة تشعر انها سعيدة جدا بعد ان قضت فترة طويلة تلاحق فيها ذكرياتها التائهة ، الان هي مقتنعة انه ان لم يكن هذا الشخص دونغهي فمؤكد ان دونغهي ارسله اليها حتى يعيدها الى حياتها الطبيعية من جديد
طوال هذه المدة كانت تقضي معظم يومها مع ميونغ سو تساعده على عمله في مدينة الالعاب و يقومان باشياء مجنونة من ابتكارها ، الان اصبحت تخلق ذكريات لنفسها معه لم تعد تذكر دونغهي كثيرا ، ورغم سعادتها الا ان قلقها وخوفها من ان تختطفه الحياة كان يجعلها لا تفارقه لدرجة انها نسيت من حولها ... كيورا... كيوهيون..صديقاها اللذان بقيا الى جانبها عند فقدانها دونغهي
جلست على الاريكة امامها ورقة وقلم تفكر انها ربما ستكتب شيئا جديدا ، حين دخل ميونغ سو يحمل بعض الاغراض
سارة: هل عدت
ميونغ سو: نظريا نعم ، عمليا ليس بعد
استغربت رده و لكنه فاجاها بقبلة سريعة اختطفها من شفتيها ثم ابتسم
ميونغ سو: الان لقد عدت
ضربته سارة بخفة على كتفه
سارة: هل تعلم انك مثل طفل كبير الحجم
ميونغ سو: هل هذا اطراء ام ذم؟
سارة: دعني ارى ، اذا كنت اعشق هذا الطفل فماذا نعتبره؟ اهو اطراء؟
احاط خصرها واسند راسه على كتفها
ميونغ سو : هذا الطفل جائع ويريدك ان تطعميه
سارة : حسنا يا طفلي المدلل...
دخلت المطبخ و شرعت في اعداد الطعام بينما باشر هو بتنظيم البقالة على الرفوف
ميونغ سو: مر وقت طويل لم ار فيه كيوهيون، هل يتصل بك؟
سارة: كلا لم يفعل
ميونغ سو: ماذا عن كيورا؟
سارة: لم تفعل هي ايضا ، لابد انهما مشغولان فهي كما تعلم افتتحت استوديو التصوير الخاص بها الى جانب فوزها في المسابقة التي اعلنتها كبرى شركات السياحة، اما كيوهيون فهو يدير شركة والده و عليه مسؤوليات كثيرة فقد وعده بتطويرها ، لذا اعتقد ان لا وقت لهما للتفكير بي.
ميونغ سو: و هل فكرت انت بهما؟ لما لا تتصلين وتسالين عنهما ؟
سارة: ساتصل بهما بعد ان انهي اعداد العشاء
.....
ميونغ سو: انا محظوظ جدا
سارة: فعلا، و كيف ادركت هذا
ميونغ سو: عندي حبيبة جميلة ، تهتم بي و هي طباخة ماهرة ، لقد كان الذ طعام تناولته
سارة: هي ايضا محظوظة لانك تدعمها
....
قبل سنوات على تلك الطاولة كانت تجلس هى و دونغهى و كيوهيون يتناولون طعام العشاء..
سارة:"ما رأيكما؟!!انها اول مرة اطبخ فيها هذا الطبق.."
دونغهى:"انه رائع..اعتقد اننى اكثر الرجال حظا.."
كيوهيون:"لا بد و انك فقدت حاسة التذوق..اقسم انك لو اعطيت هذا الاكل للكلاب الشاردة لما تذوقته.."
نظرت اليه سارة نظرة مخيفة..
سارة:"هل انت قادر على تحمل عواقب هذا الكلام؟!!"
جمع كيوهيون يديه امامه و رفع حاجبه
كيوهيون:"و هل يجب ان اكذب؟!!"
وقفت سارة و راحت تخنق كيوهيون فى حين ظل دونغهى يراقبهما و هما يتشاجران كالأطفال..
سارة:"اوبا..ماذا تنتظر؟!!سدد له الضربة القاضية.."
وقف دونغهى و اقترب منها و قبلها فأفلتت كيوهيون..
ابتسمت و هى تنظر الى ميونغ سو نظرة مليئة بالأمل..
ميونغ سو:"ما الامر؟!!"
سارة:"لا شئ..أنا فقط احبك.."
ميونغ سو:"و أنا كذلك.."
سارة:"كدت انسى..سأتصل بصديقي.."
ميونغ سو:"حسنا.."
اخذت هاتفها و اتصلت بهما و لكن لا احد منهما اجاب..
سارة:"ارأيت؟!!لا احد يرد.."
ميونغ سو:"لا بد انهما مشغولان فعلا..لنتصل بهما غدا.."

وفى احدى الملاهى الليلية كان كيوهيون يجلس وحيدا على الطاولة يرتشف من كأسه و يجول بأفكاره بعيدا الى ان اعاده صوت مألوف بالنسبة له..
كيورا:"ايها الشقى..لما لم تدعونى لأشاركك فى الشرب؟!!"
كيوهيون:"اووه، كيورا..ماذا تفعلين هنا؟!!"
كيورا بتهكم:"اقوم بجولة سياحية ربما، و ماذا يفعل الناس فى هذا المكان برأيك؟!!"
كيوهيون:"حسنا..لقد هزمتنى.."
كيورا:"هل سأبقى واقفة كثيرا ام انك ستتصرف كرجل محترم و تدعونى للجلوس معك و مشاركتك السهرة؟!!"
كيوهيون:"انت و طريقتك هذه!طبعا تفضلى.."
جلست بسرعة فى الجهة المقابلة له ثم تحدثت بحماس..
كيورا:"ها اخبرنى..كيف تسير الامور معك؟!!"
كيوهيون:"جيدة،،لقد اعتمدت فريق عمل جديد و هم يقدمون افكارا جديدة،كما انهم ينجزون اقتراحاتى كما اريدها.."
كيورا:"هذا جيد..اتمنى ان تحرز تقدما جيدا.."
كيوهيون:"ماذا عنك؟!!هل ما زال المدير يضايقك بتقلبات مزاجه؟!!"
كيورا :"اعتقد انه لن يتغير،يرسل لنا مقترحاته عبر البريد الالكتروني و نحن علينا ان ننفذ,أنا حتى لا ادرى كيف يبدوا..اعتقد انه عجوز بشع لذلك يختفى عنا،هو حتى لم يحضر اى اجتماع،دائما ما يرسل نائبه.."
كيوهيون:"أنا ايضا لا احضر اجتماعات مع فريق العمل،فأنا دائما اكون مشغولا،لذا لا تتضايقى.."
كيورا:"أنا متأكدة ان مديرنا لا يحضر الاجتماعات لأنه يلهو،لقد اخبرتنى زميلة لي انه يواعد السكرتيرة.."
كيوهيون:"هكذا هم دائما الموظفون يطلقون الإشاعات حول المدير و سكرتيرته ،لهذا قررت أن يكون سكرتيري رجلا.."
كيورا :"حسنا فعلت، أنا لا أثق بأولئك الذين يوظفون نساء كسكرتيرة.."
كيوهيون:"و لما؟!!"
كيورا :"حسنا..لأنني اعتقد انهم لعوبون مثل مديرنا.."
كيوهيون:"اذا كنت متضايقة جدا منه لما لا تتركين العمل هناك و تنتقلين الى العمل عندى؟!!الا نعمل فى نفس المجال؟!!"
كيورا :"اعرف ذلك،و لكن لا يمكننى ان اترك الشركة التى حلمت دائما ان اعمل بها.."
كيوهيون:"حسنا كما تريدين،فقط اعلمى اننى سأساعدك وقتما تشائين.."
كيورا :"شكرا،هل تعلم؟ انت تذكرنى بدونغهى لقد كان يتصرف هكذا و  يساعدنى دائما،حتى بعد وفاته لا زال يساعدنى.."
كيوهيون:"كيف هذا؟!!"
كيورا:"حسنا..لقد جعلنى اتعرف اليك،و قد اصبحنا مقربين بفضله.."
كيوهيون:"معك حق،من كان يدرى ان لقاءنا عند قبره ستتوالى بعده لقاءات اخرى و نصبح صديقين.."
كيورا :"اتذكر يوم التقيتك هنا،كنت ثملا،و حين القيت عليك التحية هذيت باسم فتاة،صحيح..ما كان هذا الاسم؟!!"
كيوهيون:"الا تذكرين؟!!"
كيورا:"لا تمزح،أنا بالكاد اذكر اسمى،كيف لى ان اذكر ما كنت تهذى به ليلتها؟!!"
كيوهيون:"اتعلمين شيئا؟!!أنا استغرب كيف انهم لا يزالون يحتفظون بك فى عملك.."
قطبت كيورا حاجبيها و نظرت بجدية تامة..
كيورا:"ما قصدك؟!!"
كيوهيون:"لا،لا شئ..دعينا نشرب و نثمل،فغدا عطلة.."
كيورا :"مرحى.."
جاء الصباح فتحت سارة عينيها و اخذت نفسا عميقا،رسمت ابتسامة جميلة على وجهها..انها تشعر بسعادة غامرة،انتهى زمن الكآبة..
اغتسلت،ثم اتجهت الى المطبخ..حضرت كوب قهوة،ثم اخذت دفترا كان على الطاولة،و راحت تفتح ادراج المطبخ و كأنها تبحث عن شئ ما،الى ان وجدت قلما اخذته و الدفتر و قهوتها و خرجت الى الشرفة،جلست على كرسيها هناك و كتبت..
(كان الجو ماطرا،انها ايام الشتاء،البرد شديد،و الجميع يسيرون مثنى مثنى تحت مظلة واحدة،إلا هى تسير بخطوات بطيئة،لا تحمل مظلة،ترتدى معطفا ازرق،و ذلك المطر قد بللها،توقفت امام المقهى تنظر عبر نافذته،تحدق بتلك الطاولة،تلك التى شاركتها لقاءاتها به،لم يكونا ليجلسا إلا إلى تلك الطاولة،و كأنهما لا يرتاحان لغيرها،و تذكره،تذكر طعم القهوة معه و تذكر تفاصيل وجهه،براءته الطفولية،و ابتسامته الجميلة،و...)
قبل ان تنهى ما كانت تكتبه،رن جرس الباب،وضعت الدفتر على المنضدة و ذهبت لتفتح الباب..وجدت ميونغ سو واقفا امام الباب يحمل وردة،و علبة حلوى فبادرها بابتسامة جميلة..
ميونغ سو:"صباح الخير حلوتى.."
سارة:"صباح الخير.."
ميونغ سو:"عيدا سعيدا.."
سارة:"عيد؟!!اى عيد؟!!"
ميونغ سو:"انها ذكرى مائة يوم لعلاقتنا و اردت ان نحتفل بها معا.."
سارة:"اتعلم شيئا؟!!انت رائع،دعنا نحتفل فى الشرفة،سأحضر الاطباق و الشوكات.."
ميونغ سو:"و شمعة ايضا.."
سارة:"حسنا.."
اتجه ميونغ سو الى الشرفة و وضع الكعكة على المنضدة،ثم انتبه الى الدفتر الموضوع هناك و فتحه و قرأ ما كتبته سارة..
فى تلك الاثناء،جاءت سارة تحمل الاطباق..
ميونغ سو:"هل انت بصدد كتابة قصة جديدة؟!!"
سارة:"نعم،لقد شعرت اليوم انى بحالة جيدة،و كأن شيئا خفيا يدفعنى لأكتب،اعتقد انها السعادة.."
ميونغ سو:"السعادة؟!!"
سارة:"نعم،فأنا لم اشعر بسعادة و راحة كما هو الحال الان.."
ميونغ سو:"عليك ان تكافئي من كان سببا فى هذا.."
سارة:"اعتقد ذلك ايضا.."
ثم اقتربت منه و قبلت وجنته ثم ابتسمت..
سارة:"اعتقد اننى كافأته جيدا.."
ميونغ سو:"حسنا..ليس فعليا،فهذه مكافأة بسيطة جدا.."
سارة:"شقى.."
ميونغ سو:"جميلة.."
فى مكان اخر،فتحت كيورا عينيها لتجد سقف الغرفة ازرق بلون السماء،اغلقت عيناها برقة،و تحدثت الى نفسها..
كيورا: يبدوا اننى لا زلت نائمة،هذا السقف جميل،سأعيد دهان غرفتى ثانية بهذه الطريقة
ثم فتحت عينيها ثانية لتجد ان السقف لم يتغير،ثم بحركة بطيئة مليئة بالدهشة و الصدمة معا،جالت ببصرها فى ارجاء المكان،لتكتشف انها فى مكان مجهول بالنسبة لها..
ازاحت الغطاء عنها بسرعة لتجد نفسها ترتدى منامة رجالية بلون اسود مخططة بالأبيض..
 نظرت الى نفسها فى مرآة الغرفة،كانت فى حالة يرثى لها..
كيورا:"ما الذى يحدث معي،ما هذا؟!!اين أنا؟!!يا إلهى،هذا غير منطقى..
انتفضت فى مكانها و قفزت من السرير،فتحت باب الغرفة بهدوء و بطئ و نظرت خارج الغرفة،لتجد منزلا جميلا مرتبا،غرفة جلوس واسعة،و مطبخ مفتوح عليها بنضد عالي
كيورا: هل انا احلم
اقتربت من النضد لتجد ورقة كتب عليها
:: صباح الخير ، لقد حضرت لك الافطار، ساعود بعد نصف ساعة، لا تقلقي ساحضر لك ما ترتدين::

كيورا: ماهذا الان؟ أين انا؟ من صاحب هذا الخطاب ؟
وراحت تصفع وجهها بخفة
كيورا: هيا استفيقي ، انه حلم ، حلم
ثم سمعت صوت الباب يغلق ، التفت الى حيث مصدر الصوت لتجد كيوهيون يحمل بعض الاغراض
كيوهيون: ارى انك استيقظت
كيورا: كيوهيون شي؟ ماذا افعل هنا؟
كيوهيون: الا تذكرين ما حدث ليلة الامس
كيورا: ما حدث ليلة الامس؟ ماذا حدث ها؟
كيوهيون: لا تذكرين شيئا؟ اي شيء؟
هزت راسها نافية
كيورا: لا اذكر، هلا اخبرتني؟
كيوهيون: هذا غير مهم، هل تناولتي الافطار؟
كيورا: ارجوك ارجوك اخبرني ماذا حصل، هل تماديت عندما ثملت؟ هل قلت اشياء غبية؟
كيوهيون: لا لم تفعلي
كيورا: لما احضرتني هنا؟
كيوهيون: لما كل هذه الاسئلة؟
كيورا: ولما لا تجيب؟
كان كيوهيون سيرد حين رن هاتفه
كيوهيون: مرحبا كيف حالك؟
سارة: بخير، اشتقت لك، لقد مر وقت طويل لم نلتقي
كيوهيون : ما رايك ان نلتقي هذا المساء
سارة: لقد كنت افكر في هذا ، عندي امر مهم اريد ان اخبرك به
كيوهيون : حسنا نلتقي هذا المساء في مكاننا المعتاد
التفت ليجد كيورا تاكل في صمت
كيوهيون: هل اعجبك الطعام؟
كيورا: نعم، انت طباخ ماهر
كيوهيون: و هذا اطراء اخر
كيورا: اطراء اخر؟ وهل قمت بالاطراء عليك من قبل
ثم نظرت بشك،
كيورا: لا تقل لي اني بالامس قد قلت شيئا من هذا القبيل
كيوهيون : هيا انهي طعامك بسرعة ودعينا نذهب لزيارة دونغهي
كيورا:حسنا
رن هاتفها ، فردت
كيورا: اوه جميلتي؟ كيف الحال؟ حسنا ، هل هو امر ملح؟ حسنا حسنا ، ساحضر حالا
انهت المكالمة
كيورا: اعتقد انك ستذهب لوحدك ، عندي موعد الان
ثم نظرت الى نفسها
كيورا: انا لا افهم كيف صرت ارتدي هذه الملابس
نظرت بجدية لكيوهيون
كيورا: هل غيرت لي ملابسي بالامس ايها المنحرف؟
كيوهيون: لقد غيرتيها بنفسك
كيورا: اين هي الان؟
كيوهيون: في المغسلة ، ارتدي ما اقتنيته لك
*****
غادرت كيورا على عجل لتلتقي سارة، كانت في الحافلة تحاول ان تتذكر ما حدث بالامس حين ثملت
اقتربت من كيوهيون وامسكت بياقته حين حاول مساعدتها على الوقوف
و بصوت منخفض و مترنح كحالها
كيورا: هل تعلم انك وسيم جدا؟ لما لست مرتبطا؟ اعتقد انني على حافة الوقوع بحبك ايها الرائع
كيوهيون: انت ثملة
كيورا: اعلم ولكنني اقول الحقيقة ، اخبرني الا تريد ان نصبح حبيبين؟
كيوهيون: مجنونة .
***
اتسعت عيناها حين تذكرت هذه التفاصيل و شعرت بالاحراج مما قالته ، ربما هي معجبة بكيوهيون فمنذ تعرفت عليه وهي تشعر انه ملأ فراغا كبيرا كان موجودا في حياتها ..
وصلت أين اتفقت مع سارة على اللقاء، وجدتها تنتظرها و على محياها ابتسامة واسعة و وما ان اقبلت عليها حتى احتضنتها بقوة
سارة : انا سعيدة جدا
كيورا: وانا سعيدة لهذا
سارة: سنقيم احتفالا صغيرا الليلة
كيورا: صغيرا ؟ اذن لست بحاجة للتأنق؟
سارة: ومن قال هذا؟ علينا ان نتسوق و نشتري اثوابا جميلة ، صحيح انه احتفال بسيط ولكن علينا ان نبدو جميلتين، ثم انا افكر ان اتخلص منك الليلة
كيورا: تتخلصين مني؟ ماذا تعنين
سارة : لقد دعوت صديقا قديما و اعلم انكما مناسبان لبعضكما
كيورا: و من اخبرك انني اريد ان ارتبط به ، سارتبط بشخص اخر
سارة: شخص اخر ؟ لم تخبريني عنه، هل تواعدين احدهم
كيورا: نحن لا نتواعد حرفيا ، و لكننا نمضي الوقت معا .. كأصدقاء
سارة: كأصدقاء.. وهل انت معجبة به
كيورا: كثيرا، وبالامس عندما ثملت اخبرته بذلك
سارة: و ماذا قال؟
كيورا: لا شيء.. حسب ما أظن
ضيقت سارة عينيها بطريقة ساخرة و نظرت متفحصة اياها
سارة: لهذا غيرت طريقة لباسك، و اصبحت ترتدين التنانير
كيورا: كلا .. لقد اقتناها هو لي، لان ملابسي اتسخت ولم اجد ما ارتديه
سارة: ولما لم تجدي، هل رميت كل ملابسك؟
كيورا: كلا، ثم واصلت بحرج، في الواقع لقد نمت في بيته الليلة الماضية
اندهشت سارة لما سمعت و قالت بحماس
سارة: وتقولين انكما صديقان فقط
كيورا: لا لا لا الموضوع ليس كما تعتقدين، لم يحدث بيننا شيء
..او ربما حدث ، انا لا اذكر شيئا
ضحكت سارة على صديقتها التي كانت تضرب راسها بجنون
سارة: حسنا ستعرفين كل شيء في وقته المناسب، وعندما تصبح الامور رسمية بينكما ، عرفيني عليه
كيورا: طبعا سافعل
سارة: ولكن هذا لا يمنع أن تتعرفي على صديقي أيضا، فربما يكون أفضل من حبيبك
كيورا: ياااه و هل أنا سافلة لأنقل قلبي من رجل لرجل
ضحكت سارة ملئ قلبها على ثورة كيورا  
سارة: حسنا حسنا أنا لم أقل ذلك
تسوقت الفتاتان و اتجهتا الى منزل سارة ، اين تجهزتا لسهرة الليلة
حين وصولهما وجدتا ميونغ سو جالسا في المطعم ينتظرهما و ما إن لمحته كيورا حتى توقفت مكانها و الدهشة تعتريها
كيورا: هذا غير معقول.. يا الهي إنه أنت دونغهي- آه
ثم اقتربت منه بسرعة وعانقته بقوة و عيناها تدمعان
كيورا: أين كنت كل هذه الفترة؟ أتعلم كم اشتقنا لك؟ غبي أحمق
ابتعدت قليلا لتنظر إليه يبتسم نفس الإبتسامة البريئة ولا يقول شيئا
كيورا: أنظر إلى نفسك و أنت تبتسم كأحمق هيا ألن تقول شيئا؟
ميونغ سو: سارة من هذه؟
كيورا: ماذا؟
سارة:كيورا أقدم إليك ميونغ سو أوبا، إنه حبيبي
ردت كيورا بعدم تصديق و هي تهز رأسها يمينا و شمالا
كيورا: هذا غير ممكن بل مستحيل، إنه دونغهي
سارة: هذا ما حدث معي أول مرة رأيته فيها
كيورا: وااااه أي قدر هذا، تشرفت بمعرفتك ميونغ سو شي و آسفة لما بدر مني...
ميونغ سو: لا تهتمي كثيرا، سعيد برؤيتك، كنت دائما أتطلع للتعرف عليك لأن سارة تتحدث كثيرا عنك
كيورا: فعلا
جلس ثلاثتهم و كيورا لم تستوعب الأمر بعد كانت مرتبكة، و في رأسها تساؤلات كثيرة، كيف يمكن أن يكون شخصان متشابهين طبق الأصل هكذا؟ حتى أن دونغهي لم يكن له أخ توأم، ماذا لو كان الأمر كذلك، لقد كان دونغهي طفلا متبنى، إذا احتمال وجود أخ توأم له وارد جدا..
غرقت كيورا بتفكيرها إلى أن انتشلها صوت سارة
سارة: هاي، لقد وصل صديقي
وقفت سارة وهي تلوح لكيوهيون في حين التفتت كيورا لتراه يقترب نحوهم، فتحدثت لسارة هامسة
كيورا : إنه هو..
سارة: نعم لقد جاء
ثم وجهت حديثها مباشرة لكيوهيون
سارة: شكرا لقدومك كيونا
حيا كيوهيون ميونغ سو و نظر إلى الفتاة الجالسة معهما ليتفاجأ بأنها كيورا
كيورا: مرحبا كيوهيون
كيوهيون: كيورا؟ ماذا تفعلين هنا؟
سارة: هل تعرفان بعضكما؟ هذا جيد وفرتما علي الكثير
كيورا: أنا صديقة سارة، حسنا كنت صديقة دونغهي ثم أصبحنا صديقتين
كيوهيون: صحيح كيف لم أفكر أنكما تعرفان بعضكما
سارة: لأنك غبي، لا أدري كيف تدير شركة بحجم "ستارز اب"
اتسعت عينا كيورا تحدثت و الصدمة بادية على وجهها
كيورا: أنت مديرنا؟
كيوهيون: مديركم؟ هل تعملين في شركتنا؟
كيورا: يا إلهي هذا غير معقول
كيوهيون: إذن تلك الشتائم التي كنت أسمعها في حق مديرك كانت موجهة لي؟
كيورا: لم أكن أعرف أنه أنت، ثم من هذا المدير الذي لا يعرف أسماء موظفيه؟
كيوهيون: و هل انت كيورا الوحيدة الموجودة في هذا العالم؟ هيا اعتذري حالا
كيورا: آسفة، و لكن لما لم تخبرني أنك مدير الشركة
كيوهيون: و هل أخبرتني أنت أنك تعملين فيها
ضحك ميونغ سو و سارة على ما يحدث أمامهما
ميونغ سو: أتدري أنتما رائعان معا
سارة: نعم تبدوان كحبيبين.
توردت وجنتا كيورا و لفها الصمت في حين تنحنح كيوهيون و حاول تغيير الموضوع
كيوهيون: إذن ما سبب احتفالنا الليلة؟
نظرت سارة بحب كبير ناحية ميونغ سو الذي بادلها نفس النظرة ثم أخذت نفسا عميقا و ردت بحماس شديد
سارة: سنتزوج أنا و ميونغ سو 
...



 ○يتبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق