الجمعة، 17 مارس 2017

One more chance _ (one shot)


One more chance 



بقلم الكاتبة :
Salma hassan




"صوت دقات الساعة الثانية ظهرا"
نظر للساعة ثم القى نظره على صديقه فى العمل بينما يضحك على قلقه و يده التى لا تتوقف عن الحركة و عيناه المشغولة و هى تريد سباق الزمن,,,
" جونكى هل ستذهب اليوم مبكرا" سألنى بابتسامة شفقة,,لم انظر له واكملت جمع الاوراق سريعا ,, اجبته على عجله "نعم انت تعلم كم هى قلقه منذ البارحة لتتصرف بمفردها,, ساذهب معها و اساعدها لننهى تحضيرات الزفاف"
"ياا نسيت هاتفك" نادانى سريعا قبل أن أتخطى باب الخروج,,التفت له و ابتسم بأرهاق ثم رجعت له و اخذتها منه "شكرا""حظا موفقا اراك غدا يا عريس" لوح لى و ضحك متحمسا,,تنهدت مازاحا "هذا اذا بقيت حيا لغدا" ضحكت ثم بادلته التلويح مودعا,,,
خرجت من الشركه و اتجهت للسياره,, فتحت الباب و القيت ما بين يدي فى المقعد الخلفى ثم اغلقت الباب ثانيا,,خلعت ربطة عنقى قليلا لاتنفس فى ذلك الحر القاس ثم رفعت راسى عاليا  و نظرت للسماء,الشمس تبعث باشعه متفرقه على وجهى تلسعه بلهيبها القوي ,,
 وضعت يدي سريعا لاحمي عيناي ثم فتحتهما ببطئ بعدما تأكدت من انها محمية الان ,,بالرغم من عرقى المنهمر على وجهى و انفاسى المتقطعه من الاجهاد الزائد لكنى لم اعبس بل ابتسمت كالطفل واضعا يدى على فمى كاتما الضحكة التى صدرت منى فى عفوية,,,,



"هل حقا ساتزوج غدا من كان ليصدق ذلك,,اخيرا بعد كل تلك المحاولات "
اخرجت صورتها من جيبى و نظرت اليها مبتسما,,
فجاه شعرت باهتزاز فى جيبى الايمن,,اخرجته و نظر للاسم مبتسما و فكنت على علم بانها ستتصل به الان,,,

" اوباا اين انت" قالتها بنبره صوت اعتادت اصدارها كلما شعر انها تحتاجنى حقا,,,
"انا فى قلبك " قلتها و ضحكت فتلك الكلمات بالرغم انها ليست مناسبه الان و لكنها ستحول قلقها الى ضحك على ابتذالى ,,,
ضحكت كما توقعت و ردت قائله "دائما انت فيه و لكن الان عيناي تريد رؤيتك ايضا,,هيا اسرع ارجوك المسئول عن الطعام سيصل بعد ساعتين"

"حسنا لا تقلقى ساصل قريبا و لكن كى اضمن وصولى سريعا لدى طلب صغير" اسندت ذراعى على باب السياره ابتسمت بخبث,,
"ما هو" ردت فى حيره,,
" هيا الكلمات السحريه اريد سماعها للمره الاخيره" وضعت يدى فى جيبى و ابتسمت,,
سمعت صوت تنهيدها بدون حيله ثم صمتها للحظات "اوبا سارانغهيه بوينغ (بوينغ:صوت كيوت) " قالتها بنبره لطيفه كالاطفال ثم صرخت بوجهه "يااا بسببك اختى تضحك على الان لا تتاخر و الا قتلتك " ثم اغلقت سريعا ,,

اغلقت الهاتف و وضعته فى جيبى ثم عقدت يدي ضاحكا بصوت عالى حتى انتبه لى المارين,,,دخلت السياره و ادرت محركها متجها لقاعه الزفاف,,,
اخرجت يدى من النافذه و حركتها مع الرياح بحريه و كانها تداعب يدى و اخذت ادندن الاغنيه التى يذيعها الراديو قتذكرت اول لقاء جمعنى بها منذ خمس سنوات فائته و كانها البارحه ,,,

" بدايات صيف 2010 حراره الشمس لا تزال كما هى و ربما اقوى من البارحه بالرغم من اخبار الطقس التى نبهت ان الجو ربما يكون باردا اليوم و لكن كالعاده متى صدقت تلك الاخبار ابدا ؟؟ ,,
نظرت حولى و ابتسمت لعيون ذلك الفتى التى تحملق بى و يتملكها الحقد لحصولى على كرسى فى هذا الاتوبيس المزدحم بينما الفتى منحشرا بين الناس,,التفت و فتحت النافذه قليلا لاسمح بدخول الهواء حتى لا اموت مختنقا من الازدحام و لأتفادى العرق اخرجت بعض الاوراق من حقيبه عملى الجديده لتهويه نفسى بها فانا لا اريد أن بدوا متعبا اليوم,,


أخرجت سماعات مشغل الاغانى بديل القديم الذى اشتراه له أبى بمناسبه عملى الجديد فهو يعلم كم اكره ضوضاء الشارع فى الصباح,,اغمضت عينى منسجما مع اغنيتى المفضله و موسيقاها تتغلغل بين اذناى تكفى لنقلى الى عالم اخر لا يوجد احدا به غيرى,,

 فبطبعى منذ الصغر وحيدا لا احب الاختلاط بين الناس حتى فى عمر المراهقه كنت أراقب كل الفتيه من حولى فمنهم من يفنى اوقاته بين اصدقائه و منهم من يريد تجربه الحب و اخرون حصلوا عليه بالفعل,,

 بينما انا لم يكن هدفى الا مساعده اهلى لجمع الاموال و الذهاب الى سيول لاصبح اشهر محام و اساعد المحتاجين و الفقراء مثلنا للحصول على حقوقهم و بالفعل وضعت كل وقتى و مجهودى فى الدراسه مبتعدا عن اللهو و فى الاجازه اساعد والدى فى العمل للوصول لذلك الحلم و ها انا "سونج جونكى ذو العشرون عاما " حققت حلمى و نجحت فى اختبارات دخول الكليه و تخرجت بامتياز و اليوم اول يوم عمل لى فى اكبر شركه محاماه فى سيول,,,,,,

شعرت بان الشخص الذى كان يجلس بجانبى وقف ليجلس مكانه شخص و كأن احدا ما قذفه من السماء فارتطم بذراعى بقوه قاطعا كل افكارى,,التفت له بوجه عابس و لكن سرعان ما اختفت تلك النظره لتتحول الى نظره غير مفهومه و كانى اتذوق طعاما لاول مره تتجمع به كل نكهات العالم الحيره تملكتنى اى طعم وصل لمشاعرى لترتسم تلك النظره على وجهى,,



يقولون ان الوقوع فى الحب من اول نظره امرا مستحيل و علميا اذا حدث فهو يستغرق 9 دقائق و لكن انا كشخص لا اعلم حتى ما هو الحب او كيف يكون الشعور به هل يعقل ان اقع فى ذلك الفخ بتلك السرعه  ام كل هذا مجرد تهيئات,,,

" لم تحملق بى بتلك الطريقه " هل تعلمون عند بدايه اى اوركسترا ذلك الصوت الصادر من البوق لينبه به الموسيقار مستمعيه هذا كان احساسى فى اللحظه التى تحدثت لى تلك الفتاه,,
"اسف" اعتذرت لها سريعا و الفتت فورا لاهرب من عيناها قبل ان احترق خجلا بجانبها مما فعلته,,
سمعت ضحكاتها على حدث فلو كنت مكانها سأفعل نفس الشئ و لكن لم التفت و نظرت اليها  ثانيا الا يكفى انها تعتقد بالفعل انى شخص مجنون,,

"هل انت بخير لم اقصد احراجك" توقفت عن الضحك و تحولت ملامحها للجديه ثم قالتها,,

حمحمت قليلا قبل الرد لاستجمع ما تبقى لى من كرامه " اسف اذا حملقت بك بشكل غريب لم اقصد انا فقط" صمت للحظات افكر فى كذبه مقنعه تخرجنى من ذلك المأزق " افكر فى اول يوم عمل لى" تنهدت فحجتى لم تكن قويه هل هذا ما استطع التفكير به يالى من غبى,,

" انا ايضا اول يوم عمل لى " اجابتنى باتسامه مشرقه كالقمر سماء الليل المظلمه,,
"حقا يالها من صدفه" اجبتها ثم ابتسمت بغرابه و فكرت "احمق ما هذا الرد",,
مدت يدها "انا هانيول"

لمست يدها و فيضان من القشعريره ضرب جسدى هل جننت الان لم اشتم رائحه عطر الربيع فجأه الم تكن رائحه عرق الراكبين هى ما تحيط بى منذ قليل,,,
نطقت اسمى بكل ثقه و ابتسامه تصفح عن كل السعاده التى بداخلى " انا جونكى سونغ جونكى " "



ركنت السياره بعدما تنبهت للصوت التى تصدره السياره عندما يقل منسوب البنزين,,اعطيت المفاتيح لاحدى رجال البنزين و خرجت لاشترى شيئا رطبا يروى عطشى,,دفعت حساب البنزين و ادرت المحرك ثانيا و انطلقت ,,نظرت لزجاجه المياه الغازيه التى بين يدى و ابتسمت مغمضا عيناى للحظات و فتحتهما مكملا رحلتى فى بحر الذكريات,,,

"و كأن القدر كان فى صالحى و لأول مره أكون سعيدا بازدحام الطريق و الاتوبيس فالولاهم ما كنا سنتحدث طويلا هكذا ,,,لا اكذب عندما اقول ان تلك هى المره الاولى التى اتحدث مع شخص غريب بالاضافه انها من الجنس الاخر و لا اشعر باى غرابه و اتكلم بتلقائيه ,, و ما كان يحمسنى على التحدث احساسى انها كانت منسجمه فى الحديث بيننا فلم تظهر عليها ملامح الملل كما يحدث معى دائما عندما اتحدث مع اى شخص حتى مع صديقى الوحيد "مينهو" فانا لست بارعا فى المزاح و تلطيف الجو مثله فمعظم الوقت اكون جديا,,

فى المقابل هى كانت كثيره المزاح خفيفه الظل و لطيفه الكلام لم تمحى تلك الابتسامه التى ترسمها شفتيها الجميله منذ ان جلست بجانبى, فتزين وجهها الملائكى ذو البشره البيضاء و كأنها تغسل وجهها باللبن ليصبح فى نقاءه و صفاءه ,,و ليزيدها جمالا عيناها كأنهما لؤلؤ وضع ليزين وجهها,,حركه يديها المستمره فى وضع خصل شعرها الناعمه وراء اذنيها يزيد جمالها و رقتها لتدب فى قلبى سهما,,,و تلك الهاله من الطاقه الاجابيه و السعاده  التى تطفو حولها ,,بارغم من انها امرأه ناضجه الا انى لم أرى امامى غير طفله صغيره ,,,,



"سعدت حقا بلقائك و لكن يجب ان انزل الان" قالتها بابتسامه و نبره خائبه الامل لا اعلم لم,,
" انا أسعد اردت قضاء وقتا اطول معك أستمتعت حقا" اجبتها و صمت للحظات و كأنه لم يفترض بى قول تلك الكلمات,,

ضحكت للمره الاخيره على ارتباكى "انا ايضا مممم سانزل الان"
نظرت اليها و ابتسمت و الحزن تملك قلبى نظرت للنافذه "هل حقا ستنتهى رحلتى الى الجنه معها سريعا هكذا ,,ماذا افعل الان هل ستكون وقاحه منى اذا طلبت منها رقم هاتفها او موعد اخر ,,ستظن انى مجنون ثانيا او ربما فهمت الوضع خطئ فنحن مجرد غرباء و لا يحق لى هذا الطلب" قاطعت الصراخ و الصراع الذى كان يدور فى عقلى لتضع بين يدي ورقه مطويه ثم نزلت من الاتوبيس سريعا,,,

نظرت من خلال النافذه و رايتها تقف على الناصيه الاخرى من الرصيف تلوح لى مودعه بابتسامه "فايتينج" فعلت تلك الحركه بيدها و تحرك الاتوبيس بعدها,,,

وضعت يدي مكان قلبى الذى كاد يخرج من مكانه من سرعه نبضه,,نظرت للورقه و لكنى لم اتجرأ على فتحها و كأن شيئا ما منعنى,,منعنى لاتمسك بحلم ربما يتحقق و ربما لا ففكره التعلق بشئ من يعلم اذا سأمتلكه ام لا مخيفه بالنسبه لى,,فمنذ صغيرى لم احلم بأى شئ لنفسى حتى حلمى بأن اصبح محام لم يكون لى وحدى بل لكل العائله,,فأنا لا اريد ان اصبح انانيا الان و انشغل عن العمل بشئ ليس مؤكد حتى,,,فطويت الورقه ووضعتها فى الحقيبه,,,,,

توقف الاتوبيس عند المحطه و نزلت منها تاركا سعادتى لارجع الشخص الذى اعتدت عليه و اتجهت لمكان عملى,,,

وقفت امام المبنى العالى اتأمله و الحماسه تملكتنى ربت على كتفى "احسنت جونكى احسنت" كأنى اكافئ نفسى,,ضغط على زر المصعد و قبل ان تخطى رجلى فيه رجعت خطوه للخلف متفاجأ,,
" لم تذكر لى انها تعمل هنا" نظرت لها بتساؤل,,



" هل ستصعد" لم يكن هذا الرد الذى كنت انتظره,,عيناها تنم عن الدهشه و لكنها تحاول أخفائها و تصنع الامبالاه و كأننا اغراب نتلاقى لاول مره,,,لم ارد احراجها فلم أسألها لم تتصرف هكذا و كأن كلماتها رضت الجزء الواقعى بداخلى الذى اقنعنى بنسيان كل شئ و عدم فتح الورقه,,فدخلت المصعد من غير اجابه,,,

الدقيقه الاطول على الاطلاق و كأننا فى ذلك المكان منذ عشر سنوات,,الصمت الرهيب الذى كان بيننا كاد يقتلنى من كثره الفضول لاصرخ بها " ياا لم تتصرفين هكذا و تخيفينى"
فتح باب المصعد و انطلقت من جانبى فى لحظات تاركه قلبى و عقلى فى حيره,,حملت حقيبتى و تمالكت نفسى من بركان الغضب الذى بداخلى و دخلت للغرفه التى ساجلس بها,,,

" هل القدر يلعب بى الان",,لم هى من بين كل الغرف هنا,,
"كل الموظفون الجدد يتجمعون حولى الان" قاطع تفكيرى صوت هذا الرجل فالتفتت له و بعدها التفتت لها ثانيا  فوجدتها تذهب ناحيته ,,



"اه اذا هى مثلى" ابتسمت لا اعلم لم ثم توجهت انا ايضا للتجمع,,جلسنا فى شبه دائره كلا منهم يعرف عن نفسه حتى وصل دروها ,,وقفت و ضمت يدها فى خجل,,

" اسمى هانيول كيم هانيول,,كما يعلم الكثير منكم والدى هو صاحب شركه المحاماه هذه و لكن ارجوكم لا اريد معامله خاصه فانا مثلى مثلكم تمام و لاوضح اكثر دخلت هذه الوظيفه رغما عن والدى و لهذا لا تتوقعوا حتى منه معامله خاصه ناحيتى " انحنت بأدب "شكرا" ثم جلست,,,

لم شعرت بالقلق فجأه و كأن الحلم يصبح اصعب و اصعب,,
عندما حان دورى وقفت كالباقيين و عرفت عن نفسى ببساطه و اخبرتهم عن حالى فلم اخجل من كونى من طبقه فقيره و بمجهودى وصلت لهذا المكان,,بعدما انتهيت القيت نظره بدون ان تلاحظ و لكنها لم تحرك جفنا او تزيح الابتسامه من على وجهها مثل الصباح,,

"يا الهى لم تحيرنى هكذا كلما نظرت اليها شعرت بانها شخص مختلف تاره اشعر بانها تريد التحدث مع و تاره اشعر انها تتجنبى و لكن عيناها تلك النظره التى تعلو عليها ما سببها هل فعلت شئ ما خاطئ" وضعت القلم من يدى بعدما مملت من التفكير,,,

انتهى اول يوم عمل لى فلم يكن مملا كما قال صديقى بل استمتعت به كثيرا و شعرت اننى شخص مختلف,,اجمعت ورقى ووضعته فى الحقيبه و اتجهت لباب الخروج و لكن للمره الاخيره القيت نظره على مكتبها و لكنى لم اجدها فتنهدت الصعداء خائب الامل و خرجت,,,

تمشيت لاصل لمحطه الاتوبيس "ايشش اتمنى ان ينتهى هذا الصيف مبكرا" قلتها بنره خانقه و اخرجت منديلا من جيبى و لكن لم يكن هو سبب ترطيب وجهى فجاه بل وجهها الذى رايته من بعث برياح الربيع ثانيه من الا مكان,, وقفت امامى ممده يدها لتعطينى ايس كريم,,

نظرت لها فى حيره و لم اتردد فى اخذ الايس كريم "شكرا" قلتها بنبره بارده و كأن شيئا لم يحدث,,
ابتعدت عنى و اصبحت بجانبى فتمشينا سويا,,لبضع لحظات ساد الصمت بيننا و لكنها قاطعته بجمله,,
"سعيده اننا نعمل معا"

"لم يكن يبدو عليك السعاده منذ الصباح عندما رأيتنى,,على اى حال انا ايضا سعيد بتلك الصدفه" لم انظر لها و اكملت تناول الايس كريم و لكن ضميرى اخذ يؤنبنى هل كنت فظا معها,,

ضحكت "بلا انا كنت سعيده و لكن متفاجأه لم اتوقع رؤيتك ثانيا خاصه بعد" سكتت قليلا "اى كان اتمنى ان نقضى وقتا لطيف مع بعض بعيدا عن الاحراج"
لم افهم االى ما ترمى اليه و لم ارد الاستفسار"لما لم تخبرينى انك ستعملين هناك "
"انت ايضا لم تخبرنى" علت نبره صوتها بعفويه,,
ابتسمت لها " لا يهم المهم ان الصدفه جمعتنا ثانيه ,,مرحبا بك زميلتى فى العمل" مددت يدى لها ,,
رتبت خصلات شعرها خلف اذنها و بابتسامه اذابتنى مدت يدها لتلمس يدى و تشعل نار قلبى ثانيا " مرحبا",,,

توقفنا عند محطه الباص و قبل ان اركب التفتت لها " الن تركبى"
ابتسمت بارتباك "لا سأتمشى قليلا,,اراك غدا"
"حسنا اراك غدا" ثم صعدت,,

رجعت للمنزل و اخبرت اهلى على اليوم و لكنى تخطيت جزء "هانيول" ,,اكلت معهم ثم صعدت لغرفتى,,فكرت قليلا بها حتى غطيت فى النوم,,,



مر شهر على عملنا معا  فى اليومين التاليين كنا نتلاقى فى الصباح امام محطه الاتوبيس ,,ربما يكون لقاؤنا صدفه او امرا محتم او حجه منى لاراها,,سالتها لم تركب الاتوبيس بالرغم من ان والدها رجل غنى و يمكنها شراء سياره,,

"كيف اكون محاميه للفقرا و انا اركب سياره و هم لا يجدون حتى المال لاخذ حقهم من الدنيا"
هل هى ملاك ام ماذا؟؟ هذا كان ردها و هذا ما خطر على بالى لحظتها,,



مر اول اسبوع بين العمل الشاق و التمرينات المستمره مع الرئيس لنصبح الافضل فكانت بالنسبه لى منافسه يجب ان اتخطاها و زميله اسعد بالعمل معها دائما,,

كنا نذهب الى كل المحاكم مع بعض و نتناقش فى كل شئ تقريبا حتى اصبحنا الافضل بين الموظفين الجدد,,
فى الاسبوع الثانى توطدت العلاقه بيننا اكثر فاصبحنا اصدقاء و لاول مره خرجنا سويا لتناول الطعام و انتهزت الفرصه لاطلب منها التنزه معى فلم تتردد ووافقت فورا,,تمشينا فى كل انحاء سيول و اعتبرتنى سائح فشعرت كانى ارى سيول من عيونها هى,,,,

الاسبوع الثالث و الاخير فى الشهر لم يكن أفضل بل الافضل فنحن تقريبا لا نفترق اصبحت صديقتى التى لا أتخيل يوما يمر بدونها,,
انتظرها فى الصباح يوميا  فى محطه الاتوبيس لتنزل بابتسامتها المشرقه و نذهب سويا نشترى فطار خفيف و نصعد للمكتب ننهى العمل و نذهب سويا نتمشى حتى المحطه و نتناقش فى كل شئ يخص العمل و الحياه و انفسنا,,

كل يوم يزيد اعجابى بها ليس فقط لجمالها الخارجى فقط بل الداخلى اكثر فلم أرى احدا فى رقتها او طيبتها و حكمتها اللامتناهيه,, حديثها لا امل منه ابدا و صوتها يزيده جمالا,,
نظراتها لى و ابتسامتها لى كلما وقعت عيناى عليها,,
حماسها الدائم الذى دب فى الحياه و اصبحت مجنونا بالعمل بسببها كل هذا جعلنى اتعلق بها حد الجنون و الان اريدها لى فقط لى و لا احدا اخر اريد ان اصبح الرجل اطيب الشهم القوى الذى حدثتنى عنه كفتى احلامها,,,,

"سأركب معك اليوم" الجمله التى اردت قولها منذ وقت طويل و اليوم جمعت قوتى اخيرا لاقولها و لاصفح عما بداخلى,,,
فضحتها عيناها من السعاده التى كانت بها عندما سمعت طلبى فردت "حسنا"



صعدنا سويا و طوال الطريق نستمع للاغانى بعدما اعطيتها سماعه لتشاركنى,,فهى الشخص الاول الذى اسمح له بعبور هذا الخط فى عالمى,,

وصلنا عند منزها و نزلنا من الاتوبيس,,تمشينا حتى وصلنا لمنزلها,,
"حسنا اراك غدا" ابتسمت لى و التفتت,,

"انتظرى" صرخت بها و امسكت بيدها,,
نظرت ليدى التى تتمسك بها بقوه و نظرت فى عيناى مباشره "ما بك هل انت بخير"
صمت للحظات "انا معجبا بك"

ضحكت بقوه و لكن لم يكن هذا الرد الذى انتظرته " اخيرا"
جحظت عيناى من رده فعلها " ماذا تقصدين"

التفتت سريعا و سمعت صوت انين بكاءها " غبى" قالتها بنبره مهتزه من البكاء,,"لم استغرقت كل هذا الوقت هل تعلم كم كان يؤلمنى قلبى"
ابتسمت حتى كادت شفتاى تتشقق من الابتسام هل ما أسمعه حقيقي هى ايضا تحبنى و لكن " لما لم تخبرينى"

" أتمزح معى أخبرتك فى اول يوم رأيتك به ,,اخبرتك مع كل ابتسامه ابتسمتها لك مع كل نظرات عيناى مع كل لمسه يد عندما اخبرتك عن صفات فتى احلامى كان انت  كل هذا و تسألنى" قالتها بصوت غاضب,,

"أول يوم" وضعت يدي على فمى من المفاجأه "اذا هذا ما كانت تحتويه الورقه"

نظرت لى بغضب " ألم تقرأ الورقه طوال هذا الوقت,,يلا لك من مغفل,,نعم لهذا لم اتجرأ على طلب رقم هاتفك اعتقدت ان رفضت طلبى"

اخرجت الورقه من حقيبتى فكان سبب احتفاظى بها حتى اليوم له فائده اخيرا " ربما يبدو الامر غريبا و انا لست هذا الشخص اطلاقا و لكنى معجبه بك و هذا رقمى اذا كنت تريد لقائى ثانيه اتصل بى" ضحكت بعدما انتهبت من قرأه الورقه لاجدها تلتفت الجهه المقبله واضعه يدها على وجهها لتخفى خجلها,,

اقتربت منها و ووضعت يدها جانبها ,,
لمست خصلات شعرها و ابتسمت "احبك" همست لها و اقتربت من شفتيها العذبه لاقبلهما بكل حب و أذيب قلبها كما أذابت قلبى فأحاطت رقبتى بذراعيها و سافرنا لعالم اخر يحيط من حولنا موسيقى يقشعر لها البدن,,,,,,,



 مر شهران و حياتى اصبح لها معنى اخر منذ ان خطت بابتسامها قلبى,,امسكت يدها امام العالم كله اخيرا و صرخت بأعلى صوت لى انها اصبحت ملكى اخيرا ,,
حلمى تغير لتشاركينى هى  كل افكارى و خططى المستقبيله فلم اخطط لشئ و الا هى معى,,,

عرفتها على والداى فسعدوا كثيرا لرؤيتها و احبوها كما احبها تمام,,
و هكذا مرت الايام بيننا فى سعاده لا تنتهى,,حتى أتى اليوم الذى أصريت على مقابله والدها و لكنها كانت متردده خائفه ان يرفض حجه اننا لازلنا صغار ,,
و لكن لم يكن هذا هو السبب الاساسى فى رفضه لى فى البدايه,,

"هل ستسطيع أعالتها كما افعل و تسكنها فى نفس المكانه"
عجزت امام كلماته و شعرت و كأن دلو به ماء مثلج ألقى فوق راسى,,

وقفت بدون كلام و اتجهت لباب المنزل ,,
القيت نظره اخيره عليها بينما تقف على سلالم الفيلا تنظر لى و لا تتوقف عن البكاء,,خرجت من المنزل و اغلقت الباب خلفى ,,



مشيت فى الطريق الذى كنا نمشى به يوميا ماسكين يد بعضنا البعض و هالات الحب تحيط بنا كطائرين عاشقين,,شعرت باحدا ما يمسك بيدى فألتفت و رأيتها تنظر لى بعيون ملئيه بالدموع خائبه الظن,,

"هل ستتركنى هكذا" ضربتنى بخفه على ذراعى,,
ضممتها لى و رتبت على شعرها فبكت لاول مره بقوه فضممتها لى اكثر لتهدئ "لن اتركك انتى روحى فكيف ساعيش بدونك,,انتظرينى فقط ساعود ثانيه كرجل يستحق حبك"

نظرت لى بعيون الطفله التى تحرك قلبى و تجعله ممزقا "اريدك اليوم و لا اريد الانتظار فانا لا اهتم اذا كنت ساعيش فى قصر ام لا فقط ان اكون معك"

مسحت دموعها المنهمره و اقتربت من شفتيها لأطبع قبله رقيقه "لن اتاخر صدقينى والدك محق يجب ان اكون رجل  الذى يستحقك",,


"اذا ماذا ستفعل" قالتها بنبره قلق,,
" سأموت حتى احقق هدفى  و سأفوز بك بطريقه او بأخرى" ابتسمت لها لاطمئنها,,"انتظرينى فقط سأعود"

و كان ذلك اخر لقاء بيننا بعدما سافرت فى المنحه التى رفضتها من قبل لاوروبا,,,
لم تفارقنى صورتها طوال الوقت و لم يمر على يوم الا اذا سمعت صوتها و تاكدت انها بخير,,
و هى كانت تطمئنى فى كل مكالمه انها بخير و انها مع اهلى دوما و انها زوجتى حتى لو لم يكن هذا مسجلا على ورق بل ما فى قلبها,,,,

مرت الاربع سنوات و كانهم اربعين عاما لم أذق طعم الراحه حتى أصبحت فى منصب يحسدنى عليه الكثيرون و عندما شعرت بان هذا يكفى جمعت مكافئتى و رتبت حقيبتى عائدا للوطن ,,,,

و فى تلك الليله فى المساء,,
"انتظرك خارجا " ضجكت بحماس
"هل عدت اتمزح معى " ضحكت و الفرحه تعلو نبره صوتها,,

مرت لحظات و رايتها خارج المنزل بملابس النوم حافيه القدمين تصرخ و تقفز فى سعاده فى مكانها,,
جرت سريعا نحوى و قفزت بين احضانى بعدما فردت ذراعي لها لاستقبلها ,,
نزلت من بين يدى و احاطت وجهى بيديها و اخذت تقبلنى و عيونها لا تتوقف عن البكاء,,


"اشتقت لك حتى الموت" قالتها و هى تضحك بصوت مصحوبا بالبكاء,,
" ليس مثلى هيا لم أكتفى منك " فردت ذراعي ثانيا لاحتضنها بقوه و اهدئ قلبى الذى ينبض كالمجنون من السعاده,,,,,,,


"موافق" كانت ذلك رد والدها عندما تقدمت لها ثانيه,,,
سمعت صوت صراخها كالطفله من السعاده مع صديقتها من فوق فنظرت لناحيه الباب ضاحكا,,

"لكنى لم اوافق بسبب المال بل لانك تستحقها حقا انت رجل و انا فخور ان تكون زوج ابنتى" قال كلماته لتدب فى روحى المزيد من الثقه
"شكرا سيدى و اعلم انى لن اخيب ظنك ابدا و ساحافظ عليها حتى الموت"

وهكذا فزت بأكبر جائزه فى الحياه فأنا قصيت معظم عمرى أسعى لتحقيق اهدافى و اخيرا رزقنى الله بالهديه التى استحقها"

ركنت سيارتى و اغلقت المذياع و ابتسمت بعدما انتهت ذكرياتى بابتسامتها,,, اخرجت مفتاح السياره من المحرك بعدما وصلت لقاعه الزفاف و خرجت منها,,

نظرت للجهه المقبله من الرصيف لاجدها واقفه تنتظرنى بعيون حائره تبحث عنى,,ابتسمت لها و لوحت لها حتى رأتنى ,,,تحركت لأعبر الطريق ,,

نظرت ليمينى بينما اعبر و فجأه تحول كل شئ حولى لظلام دامس,,
اغمضت عينى و لمست جسدى فشعرت بشئ غريب,,و كأننى خارج جسدى ,,

"ماذا يحدث لى" زاد خفقان قلبى و الخوف دب فيه التفتت يمينا و يسارا و الظلام لايزال موجود,,,
اغمضت عينى للحظات ثانيا لافتحهما و ارى الحقيقه كامله,,,,,


نظرت جانبى فرأيتها تمسك بيدى مبتسمه بدون اى كلام و لكن عيونها تملؤها الدموع,,
"لم اتيت " قالتها بنبره ترتجف


لمست شعرها "اسف لم اكن اعلم ان هذا سيحدث",,
"هل تعلم ما ستفعل بقلبى" قبضت على يدي بقوه,,
"اعلم",,,صمت للحظات,,,
"ترى ما كان سيحدث اذا اتيت مبكرا قليلا" سالتنى بابتسامه و ووضعت يدها فوق وجهى لتغلق  عيناى بيدها بعدها,,,,

فتحتهما و رايت حياتى كأنها فيلم و تتالى المشاهد وراء بعضها,,
اذا كنت حضرت فى وقت قبل هذا هل كان سيحدث لى ما حدث,,,
بل كنت سأعبر الشارع و ينتهى بى المطاف بين احضانها,,
اقبلها بشغف و أتأسف عن تأخرى كالعاده,,
نذهب معا لننهى تحضيرات الزفاف و فى المساء اخذها لذلك المطعم الشاعرى ,,
المكان حيث تقدمت لها بينما اجثو على ركبتى مقدما لها بخاتم ليس باهظ الثمن,,,,
فنقضى الليله على انغام الموسيقى نتراقص سويا و فى منتصف الليل نذهب للبحر و نجلس معا نتحدث عن مستقبلنا حتى موعد بذوخ الشمس,,,

و فى اليوم التالى استيقظ باكرا و استحم و اتصل بها لتطمئنى هى بكلماتها الرقيقه كالعاده و تبث فى روحى الحياه,,
انهى المكالمه معها و اذهب مع صديقى لاستلم بدله الزفاف و نذهب لاحدى صالونات التجميل و احصل على قصه شعر جديده كما ارادت دوما,,,


وفى اللليل ادخل قاعه الزفاف و اقف مع والداى لاسلم على الحاضرين و انظر فى الساعه كثيرا لاهدئ قلبى المتوتر ,,,

و حين يحين موعد وصولها فيفتح باب القاعه و تدخل هى من بينه كالملاك الابيض تمشى بخجل و تنظر لى تبتسم بسعاده "كم تبدو جميله ",,,
فامسك يدها و اضع خاتم الزفاف فى يدها و تصبح زوجتى اخيرا للعالم كله,,,



نقضى حياتنا فى سعاده
و هناء و تمر احلى اللحظات بيننا و يرزقنا الله بثلاثه اطفال كما
ارادت و نكبر سويا حتى شيشب شعرنا معا ,,,


 فتحت عينى ثانيه و لكن ما تمنيت ان أراه لم يحدث,,,
فكان جسدى ملقى على الارض مغطى بالدماء و الناس متجمعه حوله ولكن ما فطر قلبى كان رؤيتها تجلس بجانبى تصرخ باسمى عاليا ,,
اردت ان أجيبها و لكن مهما صرخت لم تسمعنى,,
شعرت ان ما بين يدي حيله أردت فرصه ثانيه لاضمها بين احضانى لاخفف عنها الالام قلبها و اطمئنها
انها ستكون بخير ,,,


جثيت بركبتى لاجلس بجانبها مددت يدى لالمس وجهها و لكنها لم تشعر بى,,وضعت يدي على فمى و كتمت دموعى تنهدت بقوه و صرخت باعلى صوت "فليسمعنى احدكم انقذونى ارجوكم"
و لكن الوقت فات و ياليت كان هناك فرصه ثانيه,,

فى يوم الدفن وقفت بجانبها و همست لها " اسف حقا اسف لم يكن يجدر بى التمسك بك,,اسف اذا كنت السبب فى كسر قلبك الصغير ,,قلبك الانقى كالجوهره  الثمينه,, و ابتسامتك ارجوك لا تمحيها بسببى فلولا تلك الابتسامه لم تكن حياتى ستصبح ملونه كقوس القزح,,
احبك هانيول و كلما اردت رؤيتى انظرى للسماء فانا ساراقبك دوما و سانتظر عيونك الجميله و هى تنظر لى لتطمئن قلبى,,,,"


قبلتها على وجنتها و تتبعت الضوء الابيض المنبعث لى,,,,,,,,






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق