الاثنين، 16 مايو 2016

# أنت مثلجات حياتي # البارت الأول

♥ أنت مثلجات حياتي ♥

♥ البارت الاول ♥



: Written By 
Άṧṃạắ



حنين واشواق انتظار ولهفة هذا ما انا عليه منذ سنتان.. هل ستعرف انني احببتها بل هل سأراها مجددا لأخبرها عن حبي الذي اتعبني منذ رؤيتي لعيناها المتعبة.. لوجهها البريء المتألم وجسمها المرتجف فوق سرير المشفى ...
بالرغم من ذلك اللقاء الغريب معها ولأول مرة يطرق قلبي بجنون فنظراتها الطفولية المليئة بالبراءة رغم تعبها مازالت تتردد الى ذاكرتي دائما كلما شعرت بإحباط ويأس او كنت على وشك الاستسلام لمشاكل الحياة وتعبها المضنى.. ولكن تلك العيون تعيد لي ثقتي وسعادتي...
فأنا ومنذ صغري الوحيد الذي يعول اختاي من بعد هروب امي بعملها المشين وخيانتها لابي الذي مرض ومات اثر الصدمة وهكذا تُركنا تحت وطئه الحياة القاسية.. تحملت اشياء كثيرة بالنسبة لولد لم يتجاوز العشرون من عمرة بعد.. عملت في الحانات والنوادي الليلية وفي الاسواق والمراكز، اظن انني عملت بكل مكان لأسد رمقي انا واخواتي ولأجل توفير مال لدراستي.. كان الحظ معي قليلاً فقد كنت الاول على مدرستي وحصلت على منحة دراسية في العاصمة لأدرس الطب، وانتقلت مع اخواتي للعيش هناك تكاليف العيش كبيرة ولكن اخواتي قد كبرن واصبحن يساعدنني في العمل.. نعيش معا في حي فقير في بيت او لأكن واضحا غرفة صغيرة فقط.. هكذا قضيت ايام الجامعة بتعب وكد منتظرا تخرجي لأعوض اخواتي على كل تقصير ومعاناه حصلن عليها.. ولكن وبدون سابق انذار تركنني ولا اعرف السبب فقط تلك الرسالة التي كل ما اقرأها اود قتل نفسي وقد كانت..
" اسفتان احتمالنا للأمر اصبح مستحيل.. لا تقلق سنكون بخير"


ومع ذلك الاحباط الذي حل بي بعد رحيلهما كنت عازما على ترك الحياه فأنا لا اصلح لأي شيء فلولا دراستي لكنا نعيش بطريقة عادية في بلدتنا ولكن انانيتي نعم انها انانيتي التي اوصلتني الى هذا.. كان في ذلك اليوم لدينا تطبيق بأحد المشافي حاولت الاعتذار ولكن الدكتور رفض بشدة ذهبت وانا كالممسوس لا اعلم ما يحدث حولي اصدقائي حاولوا معرفة الامر فقد بدا علي.. ولكنني اعتذرت لأدخل الحمام واغسل وجهي بالماء نظرت الى المرآه نزلت دموعي مع قطرات الماء التي تنزل من وجهي شهقت عدة شهقات بمرارة لحالي وما انا فيه كأن عاصفة تعصف بي بقوة في تلك اللحظة شتمت حظي ونفسي وما انا علية من بؤس..


خرجت وقد انتهى وقت التطبيق وغادر الكادر مسبقا رن هاتفي وقد كان صديقي يخبرني انهم في الكلية اغلقت الهاتف وابتسمت لنفسي بسخرية فقد قررت ترك الطب والابتعاد عن كل شيء لأعيش بلا هدف فهذا اقل عقاب لي نعم اقل عقاب لك دونغ هي لما اقترفته من اخطاء بحق اختاك..
هممت بالخروج من بوابة المشفى ليصطدم بي ذلك الرجل الذي يجري وبيده فتاه بعمر التاسعة عشر بلا حراك كان يصرخ لتلقي المساعدة لم اكترث فهذا مشفى ولكن تلك المرأة وتبدو امها امسكت بقميصي والدموع تجري بعينيها قائلة:


"ارجوك ساعد ابنتي ارجوك"


كنت ما ازال البس ذلك الجاكت اللعين لم استطع الرفض ودخلت معهم كانت حالة تسمم التفت الدكتور بغضب الى الام يخبرها ماذا اكلت لتجيب الام بنحيب انها لاتعلم ولكنها اكلت شيء مسموم.. وترجتنا ان ننقذها لم يسأل الدكتور عن التفاصيل رغم اندهاشه وادخلت الى غرفة التصفية فورا كنت معهم اساعدهم تم غسل معدتها ما يقارب عشرون مرة بتلك اللحظة كنا نتعرق بقوة بعد انتهائنا نجحت التصفية وقد استقرت حالتها وقد كان اول تطبيق حي لغرفة العمليات لي في ذلك اليوم.... استيقظت اخيرا بعد ساعه من الانتظار ومنذ ان فتحت عيناها الزرقاوان حتى نظرت الى امها بحب وبصوت متعب قالت


"امي لا تخافي انني بخير اسفة اخفتك.."


احتضنتها الام وهي تبكي بقوة ربتت على رأس امها بحنان وهي تبتسم..


هذا ما جعل كل شيء يتوقف بداخلي للحظة ثم يتحرك بمشاعر متخبطة بين كل امور حياتي التي كنت سأتخلى عنها بسبب مشكلة قد اجد لها حل وتركي لكل شيء بهذه الطريقة...


التفت مغادرا و كان الدكتور يمدح مساعدتي له ويطلب تعريفا لنفسي ولكنني اكملت سيري متجاهلا كل شيء حولي افكر في تلك الفتاه التي مع كل ما مرت به من الم فغسل المعدة مرة واحدة يصاحبه الم لا يحتمل فكيف بعشرون، مرة وايضا لن انسى انها ومن الان لن تستطيع الاكل كما نحن سيقتصر اكلها على اشياء مخصصه طوال حياتها وستضل تأتي للمشفى كل مدة لتعمل منظار لمعدتها وقد تكلم الدكتور امامها بكل شيء ومع ذلك كله تبتسم.. وتواسي امها رغم كل ما سمعته وكل ما تشعر به من الم..
مشيت فقط ولم اعرف عنها شيء سوى عيناها المحفورتان بذاكرتي...اسرتني وقيدتني لأبقى في ذلك المشفى الذي وبعد تخرجي بامتياز عملت فيه كمساعد طبيب انتظر عودتها تاركاً كل الفرص التي حصلت عليها للعمل في الخارج ...
ولسوء الحظ لم اجد ملف لها في ذلك المشفى.. ايضا الدكتور الذي عاينها سافر خارج البلاد ...ها انا الان انتظر سراب فصديقي هيوك والذي درسنا معا وهو صديقي المقرب يظل يضحك علي وعلى ما انتظره ولكنني ما زلت انتظر وسأظل انتظرها حتى لو لقيتها بعد مئة عام.. اقله اريد شكرها على ارجاعها الامل والحياة الى قلبي ... ... ... ...


قطع سلسله تذكر دونغ هي، هيوك الذي دخل عليه وبيده مثلجات فنحن في منتصف الصيف والجو حار تماما ولا يطفئ ذلك الحر سوى تلك المثلجات الباردة، ناوله حصته وهم بالذهاب الى غرفة المدير ليحصل طبعا على التأنيب، فهيوك وبالرغم من ذكائه الا انه مستهتر بعملة وذلك لأنه دخل الطب رغما عنه فحلمه ان يصير فنان مشهور ويهز المسرح برقصة.. فهو راقص ماهر طالما ابهر دونغ هي بتلك الحركات الرائعة ولكنه دائم التأنيب لإهماله عملة الحالي فالطب عمل انساني وليس استهتار...


دونغ هي انتهى دوامه لذلك اليوم ولكنه اتجه الى المختبرات لأخذ العينة التي يختبرها لموضوع تقريره الجديد خرج بعدها بيده المثلجات و اليد الاخرى العينة ،رن هاتفه فأدخل المثلجات الى فمه ليمسكها به واخذ الهاتف من جيبه الخلفي ليرى من المتصل، فتح فمه بقوة حتى سقطت المثلجات ارضا وهمس:


" انه البروفيسور لي توك..."


قالها بدهشة كبيرة ثم استقام بوقفته وفتح ليجيب ..
بدأ البروفيسور يكلمه عن اهتمامه الكبير بإنجازاته فطالما أدهشته بحوث وتقارير وعمل دونغ هي.. وككل مرة ظنه يريد ان يطلبه ليعمل طبيبا خاصا لمشفاه ولكنه فاجأه بطلبه ان يدير تلك الندوة لطلاب الجامعة ..
اغلق الهاتف وهو يفكر كيف له ان يقوم بتلك الندوة الكبيرة لحفلة تخرج طلابه وقد تخرج فقط منذ عام..
وهو على ذلك الحال من التفاجئ وصله صوت ساخر ممزوج بحزن


"لما اشتريتها اذا كنت سترميها هكذا..."


وانحنت امامه لتأخذ المثلجات المرمية على الارض وترميها بعد تنهد كبير في سلة المهملات.. تلاقت اعينهما للحظة بعدها..




واصلت المشي جلس كالتمثال لم يحرك ساكن بل ولم يرمش عينه..


انها هي لقد عادت.. رجف قلب دونغ هي كما اول مرة وكأنه يعود الى تلك اللحظة ..التفت بسرعة ليرى اين ذهبت تلفت حوله كالمجنون فهو لم يعد يراها..
للحظة شك بتخيله للأمر ولكنه متأكد من رؤيتها، جرى بسرعه الى قسم المعدة فما زال يتذكر حالتها وكأنها مريضته وقف في بداية الرواق المؤدي لغرفة الطبيب وهو يلاحق انفاسه ويمسح العرق من جبينه براحة .. وجدها تجلس منتظرة دورها للدخول الى الطبيب استند الى الحائط ليتأملها بعيون متلهفة لمعرفة القدر الذي تغيرت فيه...
كانت تتكئ على يدها وملامح الملل بادية عليها.. لقد كبرت وجمالها زاد شعرها الاسود الطويل اصبح قصير يصل فقط الى عنقها كان مسدول بعشوائية.. يدها تبعد تلك الخصلات المتساقطة على جبينها.. قدمها تهتز لتبدي مللها من الانتظار من كان بقربها ليس من كان يحملها المرة الاولى ويصرخ ابنتي ولكن الام هي ذاتها..
ولكن هناك شيء لفته بقوة ..
وهو نظراتها وعيناها صحيح انهما نفس العيون ولكن هذه المرة كانتا مغلفتان بحزن دفين ايضا وجهها لم يكن ذلك المبتسم رغم تعبة بل ملامح فارغة وباردة وحزينة بنفس الوقت تخفيها خلف ذلك الهدوء المصطنع... شعر بحزن لماذا تغيرت هكذا ولكنه ما لبث الا ان ضحك على نفسه بخفة فقد مرت سنتان وليس يومان ليستغرب كل هذا القدر.. ولكنه حقا تمنى لو يراها مرة اخرى بنفس المره السابقه... ... ...


""كيف للحياة ان تكون بهذه القسوة معي.. انا لا اتذمر من قدري او اشتكي ولكن الا يكفي ان سلبت مني عشقي وحبي فانا ومنذ لحظة تسممي الى الان لم اذقه ولو لمرة واحدة صحيح حرمت من اشياء كثيرة احب اكلها ولكن ليست شيء بالنسبة لي امام المثلجات التي كلما اراها امامي اتمنى لو انني مت بتلك الحادثة.. ومع ذلك اخذت مني حضني الدافئ ايضا وسندي في الحياة ابي.. صحيح امي ماتزال موجودة ولكنها انشغلت بأمور ادارة شركه والدي من بعد رحيلة وايضا زواجها اشغلها قليلا عني
لتهتم بزوجها واطفالها الجدد والذين يسببون لها المشاكل دائما لذلك انا اكتم كل الامي بداخلي كي لا ازيد عليها..
الوم ابي في شيء واحد فقط عندما اخبرني ان اواصل العلاج واكون بخير... ليته اخذني معه لكنت مرتاحة.. مررت بأشياء كثيرة بالنسبة لفتاه لم تتجاوز العشرين بعد فمنذ تسممي اصبحت حياتي متعبة لي ولمن حولي..
ما زلت اذكر كيف خدعت بقوة لمدة شهر مع ذلك الوغد الذي احببته بكل كياني فأنا من النوع الذي اذا احببت اوهب كل مشاعري وقلبي وسعادتي لمن احب لم ادرك انه يخدعني ليأخذ مني النقود فقط من اجل الفتاه التي يحبها فعلا..
عندما وجدتهما بتلك الوضعية جن جنوني ولم احتمل الامر فأمرت حارسي بضربه ذلك كان غيرة وجنون ولم اعلم انه حقد علي منذ ذلك اليوم..
في يوم الحب كنت وحيدة وابكي بصمت في احدى الاماكن التي اعتدت ان اذهبها معه.. اتى ومعه تلك الحلوى التي على شكل قلب واهداني اياها وهو يطلب السماح.. ولأنني حمقاء قبلتها وسامحته واكلت تلك الحلوى على الفور وبعدها لم افتح عيني الا وقد اصبحت بالمشفى وذلك الالم يعتصر معدتي بل ويقطعني لأشلاء سافرت لسنتين لأجل العلاج في الخارج ولكن يبدو انني سأظل هكذا الى يوم مماتي... ... ...""


زاد توترها باقتراب موعد دخولها فهي تكره الوقت الذي تعمل منظار لمعدتها هزت قدمها بقوة فطارت جزمتها، نظرت اليها وهمت قائمة لإحضارها.. ولكن مرور كثير من الممرضين والممرضات اجلسها راقبتهم الى ان ذهبوا ثم نظرت الى مكان الجزمة فلم تجدها تلفتت بأحراج فلم تعد تراها التفتت الى امها لتجدها تتكلم مع زوجها عن امور الشركة.. تنهدت وهي تمسك برأسها وترجعه للخلف..
ثم اعادته على ذلك الجالس امامها بعيون لامعه وابتسامة جلية واضعا الحذاء امامها ويشير لها ان تلبسه..


نظرت الية بغرابة انه يحدق بها بقوة.. فلبست الجزمه.. وهي لا تفهم لم ينظر اليها بتلك الطريقة وكأنه يعرفها منذ سنين حاولت ترتيب شكلها بعفوية فنظراته تدل على وجود شيء ما فيها..
ولكنها توقفت فجأة لتبادله النظرة ولكن بطريقة غاضبة.. تذكرت انه ذلك الطبيب الذي رمى المثلجات من فمه وكيف تنسى شيء متعلق بالمثلجات فقد كانت تريد محاكمته على رمية لتلك المثلجات اللذيذة.. قالت بصوت يغلفه البرود:


"انت شخص غير مبالي..."


ارتسم علية التعجب كان يريد فتح فمه اخيرا ليتكلم او بالأحرى ليستفسر عن سبب ما قالته ولكن صوت الممرضة قطع ذلك بالمناداة:


"انسه اسماء انه دورك للدخول"


..اشاحت بنظرها عنه ورفعت يدها وهي تقول:
"انا قادمة..."


امسكت بكلتا يديها من التوتر الذي اصابها ودلفت عبر ذلك الباب الذي اغلق لتنقطع رؤية دونغ هي لها...


منذ ذهابها جلس دونغ هي على الكرسي وهو يفكر..


"ااااه يا الهي رائحتها كياسمين الحقول النقية.. لم اتخيل يوم ان التقيها مجدداً، واكون بهذا القرب منها.. شاء القدر ان نجتمع اخيراً
ولكن لم صوتها بارد وعيناها منطفئ بريقها احسست ببركان يغلي بداخلها انها تحاول ان تخفي حزن كبير..


.. ما هو الشيء الذي سلبها نقاء نظراتها وبريقها.."


يقطع تفكيره خروج مساعدة الطبيب وهي تشتم بصوت منخفض استوقفها دونغ هي و سألها عن سبب غضبها اجابته انه بسبب تلك الفتاه المجنونة التي في الداخل وقد طلبت تغييرها بسبب انها كانت تأكل علك ولأنها ابنه غنية ينفذون طلباتها..
لم يطل معها واكتفى باقتراح ان يكون هو مساعد الدكتور هان في حالتها..
شكرته لمساعدتها في اختصار تعب البحث عن بديل وغادرت...
هو وقف امام الباب بتوتر لم يعهده وكأنه يدخل اول مرة ليكون مساعد طبيب حتى اول مرة لم يكن بهذا التوتر طرق الباب ودخل.. .. ..


الدكتور هان ابدا ارتياح عند رؤية دونغ هي اما اسماء لم تعير الامر اهتمام فهي الان خائفة لا تريد منظار ابدا.. كم تكرهه وتخاف منه بل وتحلمه في احلامها خصوصا انه لا يوجد تخدير... تمرض قبل المنظار نفسيا فالتوتر لا يفارقها من قبل الموعد بيومين وجسميا بعده فكثرة حركتها تجعلها تجرح حلقها وتمرض..
طلب الدكتور من دوني ان يساعد اسماء على الاستلقاء ومحاولة تهدئتها ..اقترب منها ببطء كان هادئا من الخارج اما من الداخل فقد كاد يجن من التوتر امسكها بكتفيها احس بارتجافها دار الكون به بتلك اللحظة التي لمسها لم يعلم كيف يتصرف او كيف يهدئها نظرت اليه بعينيها وكأنها تترجاه ان يساعدها..
اربكته بنظرتها فقد حس باحتياجها لأحد ولكن ماذا يقول فقد هربت جميع الكلمات منه ابتسم وهو ينظر اليها بحنان وقال الكلمات التي تجمعت اخيرا برأسه:


"اهدئي لا شيء يدعو للخوف"




وربت على كتفيها بهدوء.. كالسحر كان صوته ونظراته ولمساته وكأن احد رشها بماء بارد فهدئت تماما.. جعلها تستلقي على السرير لم تزح النظر عن عيناه وكأنها تستمد القوة من نظراته الحانية والتي هجرتها منذ رحيل والدها، اقترب الدكتور هان منها وابتعد دوني فتحت فمها وعادت ترتجف مجددا وكأن نظراته كانت بمثابة مهدئ وانتهى..
تم ادخال المنظار وبدأت بالصراخ صرخاتها المت دوني كثيرا ولكن لم يسعه عمل شيء الدكتور هان كان يحاول تهدئتها ولكنها تحركت كثيرا لذلك اضطر لإخراجه وادخاله مرة اخرى ...
عند انتهاء الدكتور هان كانت اسماء متعبة جدا ولم تقوى على السير اتكأت بدونغ هي.. احس برجفة جسمها جراء التعب لم يكن بوسعه عمل شيء سوى امساكها، مع ان رغبته كانت على خلاف ذلك الصمت يريد اخراج كل ما تكتمه بداخلها ولكن ماذا عساه ان يفعل..
عند وصولها للباب تركته ووقفت لتخرج الى امها وزوجها وغادرت مجددا ..
ودونغ هي تائه بكل تلك النظرات التي تلقاها منها وذلك الالم الذي شعره بداخلها..
خرج يمشي بحزن وانكسار غادر الى منزله الذي ما يزال ذلك المنزل الذي استأجره عند قدومه لسيئول مع اختاه رغم مقدرته الان على الانتقال وشراء بيت في مكان افضل.. وذلك املا في عودتهما يوما ما الية.. رمى بثقلة على الفراش واضعا كلتا يديه تحت رأسه وغاص بتفكيره..


"هل انتظاري لمدة سنتان لأجل ان ارى كل ذلك الفراغ فيها؟.. ما هو الشيء الذي مرت به حتى اسلبها بريق عينيها واكسبها هذا البرود؟ ،صحيح انني لم اراها سوى مرة واحدة ولكنني عرفت انها من النوع الطيوب المتفائل الذي يبتسم رغم كل الامه، صحيح انها مازالت تبتسم ولكن ابتسامتها ونظراتها اصبحت باردة جدا وتخفي الم كبير تريد مشاركته مع احد فهذا ما احسسته بنظرات الرجاء التي اظهرتها لي رغما عنها.. هل ستسمحين لي بمشاركتك كل ما يؤلمك فأنا حقا اود استرجاع تلك الفتاه التي احببتها من نظرة وحسب.... ..." ...


من جهة اخرى وبنفس الاستلقاء كانت اسماء تتألم بقوة ولكن للحظة تذكرت نظرته وابتسامته لها حتى عندما قامت بالتقيؤ كان يمسح على ظهرها بحنان.. تلك اللمسات والنظرات حتى الابتسامة ذكرتها بوالدها الذي ومنذ رحيلة اظلم كل شيء بعينيها واصبحت السعادة والابتسامة تمثيل لا اكثر كي لا تزعج احد بتغيرها.. وهذه هي المرة الاولى التي احست بأنها تريد مشاركة ما تكتمه بداخلها مع شخص ومنذ لقائها الاول به.. .. ..


مر اسبوع ولم تأتي للمشفى بعد كاد دوني يجن جنونه يريد ان يراها ويطمئن عليها كان يجلس وحيدا مهموما وشارد الذهن اتى اليه هيوك وضربة على رأسه وجلس امامه
هيوك "يا الهي هل ستظل هكذا ايها الاحمق ؟.. ما مشكلتك هاه؟!..."


تنهد دوني ولم يقل شيء.. عندها اكمل هيوك
"ااااخ انها الفتاه مجددا...هل انت احمق ام ماذا؟.. لو كنت مكانك لاعترفت لها على الفور.."


نظر اليه دوني بعيون حائرة:
"اااه هيوك ولكنها لم تعد تلك الفتاه التي احببتها!!.."


هيوك كتف يداه ونظر الى دوني بسخرية قائلاً:


"خاب ظنك عند عودتها مجددا هاه.."


صرخ دوني نافيا "لا ايها الغبي... انني فقط ارى حزنا دفينا بداخلها.. وهذا ما يؤلمني.."


قام هيوك ووضع سماعه على اذناه وخرج بخطوات راقصة وهو يقول:


"لست متفرغا لغبائك الذي لا حد له ..فإذا كنت تحبها او اي شيء اخبرها فحسب ..هذا ما لدي.. وداعا..."


خرج تاركا دوني بحيرة كبيرة فهذا صحيح اذا كان يحبها فليخبرها ويريح قلبة ولكن هذا يبدوا صعب جدا واصعب من ايام الانتظار تلك خرج تائه الافكار لمح هيئتها وهي تكلم موظفة الاستقبال عاد ليتأكد فوجدها هي امسك رأسه من الخلف وخرجت منه ضحكة ارتياح كبيرة لرؤيتها..




كانت تنظر الية بتعجب كبير وتتساءل بداخلها


"لما يتصرف معي هكذا لما يبدو وكأن رؤيته لي هي كل ما يريد من هذه الحياة من هو؟..
ففي الواقع انا اتيت ليس من اجل الدكتور هان فالموعد لم يحن بعد وكما انني اكرة المستشفيات ولكن فعلا كنت اود مقابلته مجددا.. ولا اعرف السبب قد ربما لأحصل على هذه النظرة التي تريحني وتطمئنني.."


تقدمت منه ووقفت امامه.. نظرت الى الاشارة التي تحمل اسمة وبعدها قالت:
"مرحبا دكتور لي دونغ هي، هلي ان اعرف اين الدكتور هان.."


ارتبك وكأنها تستجوبه في جريمة ما ..كتفت يداها وبدت ملامحها جادة وقالت:


"دكتور لي من فضلك اهناك خطب ما بي؟.. فمنذ لقائنا وانت تنظر لي بنظرات لا افهمها!.."


التفت لجانبه ثم عاود النظر اليها كان يريد التكلم ولكن الدكتور هان مر بهما امسك بكتف اسماء قائلا:


"اااه مريضتي الخوافة كيف اصبحت .."


ابتسمت ابتسامه صفراء واجابت:


"نعم دكتور هان انني بخير ..واسفة انني اتيت بدون موعد مسبق ولكنني اريد استشارتك بأمر.."


ابتسم لها:
"اه لا عليك انني متفرغ الان لنذهب الى مكتبي.."
ورافقها الى مكتبة تاركين دوني يشتم اللحظة التي اتى بها الدكتور هان.. ..
في المكتب جلست امام الدكتور هان الذي ينتظر استفسارها ،
تلعثمت قبل ان قول:
"انني فقط اود ان اسألك عن... عن.."
وحدقة عيناها تجول المكان بحثاً عن سؤال ينقذها، واخيراً وجدته وقالت:
" انه عن الدواء الذي اعطيتني اياه .. هل اشربه وقت الالم ام دائماً؟!!"


الدكتور هان حاول اخفاء ابتسامته واجاب:
"وقت الالم فقط... هل تريدين شيء اخر؟"
شعرت بأحراج كبير ونظرت للارض قائله:
"شكرا دكتور هان"
...


خرجت من المكتب تجول بنظراتها المكان تبحث عن دوني التفتت لتنزل من السلم لتراه واقفا امامها تنفست الصعداء وهي تنظر اليه وتبتسم بسحر..


توقف دوني قليلا فهذه النظرة المشرقة والابتسامة الدافئة هي نفسها التي راها لأول مرة منها شعر بالنبض يعود الى قلبة مجددا فقد ظن انه توقف عنما رأى ذلك الظلام بعينيها.. بادلها الابتسام قبل ان يتقدم اليها..




تنهد براحة قائلا "هل يمكنني ان احدثك قليلا؟..."


كان عازما على قول كل شيء لها اومأت برأسها موافقه ومشت معه اجلسها بطاولة بفناء المشفى واستأذنها لبعض الوقت ذهب الى محل ايس كريم قريب من المشفى وطلب اثنان بنكة الفريز، عاد وهو يحملهما بيدية وجلس امامها ناولها الايس كريم ..وعندما رأى وجهها المندهش قال مبتسما:


"لا تستغربي فمنذ ان نعتني بالمستهتر عرفت انه بسبب حبك للمثلجات ..والان سأخبرك..."


قاطعته بنبرة قهر كبيرة للحظة ظنته يود مساعدتها للحظة كانت مستعدة لفتح قلبها له مع انها لا تعرفة وذلك لنظراته الدافئة


"ولكن يبدوا انني لم اتعلم من دروسي السابقة انني حمقاء اثق بسرعه"


هكذا كانت تلوم نفسها وهي تنظر له وصلها صوته القلق


" ما بك ..هل هناك شيء ما ..هل تتألمين.."


اجابت وهي تبتسم ودموعها تكاد تهوي على خديها:


"دكتور لي.. شكرا للطفك واهتمامك.. فعلا لقد عرفت انني احب بل اعشق المثلجات خصوصا بهذه النكهة.. ولكن اسفة لا استطيع اكلها.."


دونغ هي: "لـــ ـــ ـــماذا.."


اكملت وهي تثبت نظرها الية:


"اذا كنت لا تعلم حقا فأنت لا تستحق كلمه دكتور.. لأنني ومذ تسممت منعت من اكل كل الحلويات بما فيها الايس كريم.."


وغادرت بعد ان سقطت دمعتيها على خدها..
غطى وجهة بكلتا يدية ندما على ما فعله يعلم انها منعت من اشياء ولكنة لم يفكر بالآيس كريم.. لحقها وجد المصعد فارغ


" ايعقل انها نزلت من الدرج.."


هم بالنزول ولكنه رأى ان الباب المؤدي للسطوح مفتوح انطلق الى اعلى بفزع من الفكرة التي راودته، وصل يتلفت بعينية الى اطراف ذلك السطوح، ولكنه توقف عند سماع صوت شهقاتها اتجه الى الصوت وتوقف خلفها..


كانت جالسة على الارض وتبكي دار الكون به بتلك اللحظة التي رأى انكسارها تقدم منها وامسك بكتفها من الخلف قائلا:


"اسف حقا لم اكن اعلم ولم اقصد ذلك.."


مسحت دموعها ووقفت وهي تلتفت الية مبتسمة وتقول:
"اه لا عليك ذلك لم يكن شيء.. انني فقط ابالغ كعادتي"


كانت ابتسامتها كخنجر غرس في قلب دونغ هي بتلك اللحظة همت بالمغادرة، ولكنه جذبها من يدها وبقوة ليوقعها في صدره ويحتويها بين ذراعاه ممسكا اياها بكل ما يملك من قوة، هي لم تعرف ماذا تفعل ولكن حقا كانت بحاجة لذلك الحضن فرائحته وصوت قلبة الذي ينبض بجنون بقرب اذنها واحتوائه لكل جسدها الضائع والذي يبحث عن دفئ بتلك اليدين الحانية..
كل ذلك جعلها تغرق كليا ولا تتحرك، همس وهو يسند بخدة على رأسها
"ابكي وافرغي كل ما بداخلك الان......"


قال ذلك وبعدها بدأت الدموع بإغراق خديها وقميصه الابيض وشهقاتها علت شيئا فشيئا الى ان صارت تملا المكان، كان يربت بحنان على ظهرها ويمسح على شعرها..
شعر بها تفرغ ثقل كبير كان محملا فوق عاتقها حقا اخرجت كل ما تكتمه من الم وضيق جلست كثيرا وهي على ذلك الحال..
وبعدها توقفت عن البكاء وسكنت في حضنه بلا حراك ابعدها عنة نظر اليها ومازال يمسك بكتفيها ولم ينطق بحرف ..
هي ايضا لم تتكلم فقط تكلما بلغة العيون ومنها احست اسماء بمشاعر حب بل عشق من دونغ هي ،ايضا رأت القلق والاهتمام في تلك النظرات..
ولكنها لن تخدع مرتين فقد اقفلت قلبها منذ تلك التجربة المريرة التي حصلت عليها جراء حبها.. كسر دوني الصمت بقوله:


"انني احــبــ...."


قاطعته: "اسفة لا استطيع ان اكون ما تريد حقا لا استطيع ..ومتأكدة انني لا استحق مشاعرك هذا ان كانت صادقه.. لأنني وبصراحة استغرب من حب شاب مثلك لفتاه مريضة مثلي.. ايضا نحن لا نعرف بعض كيف لحب ان يكون حقيقي مع شخص قابلته للتو.. الا اذا كان هناك شيء تود اخذة مني وطبعا لا املك شيئا غير المال فأخبرني وسأعطيه لك الان وبدون ان تجرح مشاعري بلعبك هذا.."


انحنت متأسفة بعد رؤيتها الذهول على وجهه ..غادرت وتركته قابع بمكانه بلا حراك ...


"ما هذا الذي سمعته للتو احقا هي من قالت لي ذلك ام انني اتخيل فللحظة شعرت بامتلاكي العالم بل الكون باحتضانها وللحظة ايضا هشمت قلبي بقسوة كلامها وذهبت.. نظرت الى السماء أهذا هو قدري؟...وانسابت دموعي المحترقة بكلامها ليتها لم تعود وجلست اعيش على امل لقائها فذلك اهون من صدها لصدق مشاعري بتلك الطريقة"...

يتبع .....


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق