♥ أنت مثلجات حياتي ♥
♥ البارت الثاني ♥
: Written By
♔ Άṧṃạắ ♔
مشت اسماء بخطوات متثاقلة في الشارع تنظر الى الارض وهي تفكر بالذي حصل...
"لقد تعذبت كثيرا ولن اسمح لقلبي الضعيف بالسيطرة علي هذه المرة،
فبرغم احتياجي لذلك الحضن وتلك النظرات وذلك الصوت وتلك الرائحة التي أخذتني من كل
المي وطارت بي عاليا..
"امسكت بكتفيها"
..كان شعورا رائعا وكأنني صعدت الى سطح القمر بتلك اللحظة وتركت كل الامي
هنا.. ولكنني لا اقدر ان احب مجددا انني في الاصل لا اقدر على شيء..
"نظرت الى السماء"
.. هذا هو قدري.. نعم الوحدة الالم المرض والفراق لا شيء اخر مثل حياه
وردية مليئة بالحب والسعادة هذا كلة خيال اهرب به من واقعي الذي يؤلمني ولكنه يبقى
خيال..
اريد الصراخ اشعر باختناق ولكن لا استطيع البكاء وكأنه اخذ مني دموعي وهو
من يتحكم بها.. لن اتعمق اكثر من ذلك ولن اوهم نفسي بشيء ما هو الا سراب.. سأكتفي
بذلك الحضن الذي اخرج قدر هائل مما بداخلي ويضايقني... ... ...
في الصباح اُخذت اسماء الى المشفى وهي متعبة فهي لم تأخذ دوائها، كان
الدكتور هان يؤنبها بقوة على ذلك وغادر غاضبا بعد ان اوكل مهمه عمل المغذية
لدونغهي.. كانت امها بقربها تمسح على شعرها ويبدوا عليها القلق، ابتسمت لها اسماء
وطمأنتها ، اما دونغهي وضع المغذية بهدوء تام وبدون حتى ان ينظر اليها ...
وصل اتصال الى هاتف الام استأذنت وخرجت لتجيب عندها نظر دونغهي مباشرة
لعيناها التائهة..
وقال بجدية:
"نعم لقد كنت محقة عندما قلتي انني اريد اخذ شيء منك.. فهل حقا ستعطيه
لي؟.. بعدها اعدك ان اختفي من حياتك كما يذوب الثلج تحت اشعة الشمس"
ببرود وابتسامة مزيفة اجابته:
" نعم سأعطيك كم تريد.."
خرجت منه ضحكة ممزوجة بقهر ثم قال:
"ما اوده ليس المال...ولا الحب... اطلب منك اعطائي كل حزنك وضيق صدرك
الذي يحجب بريق عينيك وجمال ابتسامتك.. عندها فقط سأتركك وارحل كما وعدت.."
اصابها الذهول مما سمعته كيف يتمنى سعادتها فقط أهذا حقا ما يريده منها..
بالطبع يكذب...
ولكن نظراته صادقة وصوته صادق وكأن قلبة من يحدثها وليس هو، خرجت حروفها
باهتزاز:
"لــ ـــ ـــ ــمــ ـــ ـاذا؟.."
اجاب بسرعه وكأنه انتظرها لتقول ذلك:
"لأنك اخذتي مني حزني ويأسي ذات مرة"
كانت مرتبكه ولا تعلم ماذا تعمل لم تقوى على صده مجددا ولا تريد ان تثق به،
لذلك فكرت ان تبعده عنها بشيء غير مباشر
فقالت:
"اذا كنت صادق في ذلك.. اذا سأطلب منك شيء واحدا فقط.. وان حققته لي
سأقبل حبك.."
كانت تنظر اليه لا تعلم لمَ قالت ذلك.. ولكنه بالتأكيد قلبها المجنون الذي
يبحث عن الحب وقد وجده فيه، ام هي عيناها التي تتوق لرؤية نظراته ان كل شيء بها
عدا عقلها يقف في صف هذا الواقف امامها.. والسبب لأنه يحمل كل ما يذكرها بوالدها..
.. ولكن تعلم ايضا ان لا فرصة له امام ما ستطلبه فهو مستحيل وبذلك تكون
اقنعت نفسها بهذا العذر كي لا تستسلم لرغبتها، وصلتها اجابته بالموافقة...
فقالت طلبها:
" اذا ما أريده هو ان اتذوق المثلجات مجددا ولو لمرة واحدة فقط..
وبدون ان امرض"
احتار قليلا قبل ان يجيب: "هذا فقط.. حسنا"
بسرعه اوضحت الامر له:
" هناك شروط.. لا اريد ان اكل ما تبقى في العلبة وقد ذهبت برودته
واختفت النكهة منه..."
اجابها بوثوق: "اعلم اعلم ..ولكن لا تنسي بأنك وعدتي بقبول
حبي.."
نست امر الوعد وفكرت هل حقا سيجعلها تأكل المثلجات وادلت بما يجول بخاطرها،
بعيون متلهفة:
"احقا ستجعلني اتناول المثلجات؟!!"
امسكها من كتفها وارجعها لتتمدد في السرير قال وهو يغطيها:
"اليوم في الساعة العاشرة مساءً تعالي الى نهر الهان لتحققي حلمك
الصغير.."
نظرت اليه وبلهفة قالت:
"اخبرني كيف دكتور لي؟.."
اعجبه حماسها ولهفتها للأمر فابتسم بهدوء وقال:
"ستعرفين بعد ساعات.."
امسكت بيده ونظرت اليه برجاء فهي حقا تود اكل المثلجات :
"احقا سأكلها مجددا؟.."
اومأ برأسه ايجاب وغادر ليتركها بحيرة كاملة وهي تراقب المغذية متى تنتهي
لتعود للبيت وتذهب.. ..
دونغهي اتجه مسرعا للبيت ليغير ملابسة ويذهب الى تلك الندوة التي طلب
البروفيسور لي توك منه ان يقوم بها كان ينوي الاعتذار، ولكن ما حصل اليوم جعله
مرتاح جدا فبهذا تبدي حبها واحتياجها له ...
كانت الندوة جميلة واداؤه فاجأ الجميع من طلاب ودكاترة فطريقة اجابته على
الاسئلة المعجزة له ادهشت الجميع... بعد الندوة تقدم منه بعض الدكاترة وتكلموا معه
ثم اتى البروفيسور لي توك وهو يصفق بيديه قائلا:
"حقا انت شيء اخر.. ايها الولد"
انحنى دونغهي له: "اه بروفيسور بالطبع فأنا من طلابك.."
اجابه مبتسم: "وستكون من دكاترة مشفاي عما قريب"
دونغ هي: " اااه اعذر...."
قاطعه البروفيسور: "اصمت، فمكانك شاغر متى ما اردت لذلك كف عن التعالي
.."
ضحك دونغ هي مع البروفيسور لي توك وجلسا معا حتى نهاية الحفل...
اسماء من بعد خروجها من المشفى وهي بغرفتها تنظر الى الساعة بملل..
رغم ان الدكتور هان اخبرها ان تبقى الليلة ولكنها لم تقوى على ذلك ففضولها
كاد يقتلها.. عدت الساعات بملل، حتى جاءت الساعة العاشرة اخيرا..
لبست فنيليه بلون عينيها ذو اكمام طويله وعليها قلب بلون ابيض و بنطال ضيق
ابيض وجزمه سوداء ترتفع الى فوق قدمها بقليل وضعت قبعه صفراء لترفع خصلات شعرها
الى الخلف..
ونظرت لنفسها في المرأة وابتسمت بحماس:
"اليوم ستتذوقين عشيقك اسماء"
غادرت بسرعه الى المكان وصلت وقد كان دونغهي ينتظرها بالفعل وقد كان يبدوا
علية التوتر..
كان غارق بأفكاره:
"احقا سيتنجح الامر..اااه هيوك سأقتلك ان حصل شيء خاطئ"
قطعت تفكيره بوصولها التفت اليها كان يلبس فنيليه بيضاء ذو اكمام وبنطال
ازرق يصل الى تحت ركبته وقبعه مخططه بالأبيض والاسود..
نظرا معا الى ملابسهما وضحكا بعفوية لأنها متشابهة ..
اسماء سالت مباشرة عن كيف ستأكل المثلجات ضحك دونغهي ثم اخبرها ان لا تتصرف
باي تصرف الا عندما يقول انتهيت..
اومأت بنعم فأخرجها من الكيس وقام بفتحها كانت بنكه الفريز..
وبدأ يأكلها بسرعه وباستمتاع امام عينيها...
شعرت يخيبه امل مما يحاول فعلة..
"هل يود الاستمتاع بتعذيبي ام ماذا.. لولا انني وعدت بالانتظار لكنت
غادرت الان.. انه حقا وحش خلف هذا الوجه الحنون... انني اكرهه.."
انتهى دونغهي من اكله كله، ثم اقترب منها وهو صامت انزل راسه لمستواها
والصق شفتيه بشفتيها ..
قائلاً بهمس: "تذوقيه قبل ان ينتهي"
كانت تريد الصراخ بوجهه ولكنها تشتم رائحه الفريز مع انفاسه الباردة..
" اسرعي"
قالها وشفتاه بين شفتيها فتحت فمها لتتذوق حقا انها مثلجات امسكت بوجهه
بكلتا يديها وبدأت تتذوق طعم المثلجات العالقة بفمه بنهم شديد..
هو لم يفعل شيء سوى اغماض عينيه وترك شفاها التان اذابتا قلبه بحركتيهما
الشغوفة لأخذ ذلك الايس كريم....
هي كانت مدركه حجم الموقف ولكنها لم تستطع منع نفسها فهي مرتها الاولى منذ
سنتين لاسترجاع طعمه اخيرا.. توقفت عندما تأكدت من انها حصلت على الطعم كله ابتعدت
ببطء تمنت لو تختفي بتلك اللحظة لفقدانها السيطرة على نفسها... فتح عينيه ونظر
مباشرتا بعينيها وهمس:
"هــل اعــــجــبك"
انزلت يديها الممسكة بوجهه و ازاحت بنظرها عنه وقالت بخجل شديد: "تبا
لك منحرف..."
والتفتت مغادرة لم يشأ ان يلحقها فتوتره كان اكبر.. ولم يتخيل ان الامر
سيكون هكذا.. ولكنه رائع هذا ما كان يشعر به التفت هو الاخر ليمشي بخوات بطيئة وهو
لا يعلم اين يمشي وكأنه ثمل فقد اسكرته قبلتها المجنونة ..
هي ايضا كانت تجري بسرعه كبيرة فتوقفت بعد ان نال منها التعب لتلتقط
انفاسها امسكت بقلبها الذي ينبض بجنون وتذكرت ما فعلته جلست القرفصاء مخبئة رأسها
بين ركبتيها تلوم نفسها..
"ااااه انني حقا مجنونه كليا ما فعلته امر لا يصدق ولكن"
..
"رفعت رأسها ولمست شفتيها بأصبعها.. "
..ولكن حقا تذوقت المثلجات وكأنني اكلت العلبة كامله بنفس النكهة
"وقفت"
هذا اسعد يوم....لا انني لن اسامحه على ذلك من يظن نفسة هاه ..."
كان الناس ينظرون اليها بغرابة نظرت للأسفل بحرج وذهبت للبيت ...
لنبتعد قليلاً عنهما ونذهب لمكان اخر
تحديدا في حانه ليلية حيث كان هيوك يقف امام الباب مترددا بين الدخول
وعدمه..
فما حصل معه اليوم مع والده وتحكمه الزائد بحياته قد ضاق به ذرعا وقد قرر
ان يخالف كل شيء في حياته المنضبطة والتي بدأ يشعر بالملل منها ويعيش حُريته ولو
ليوم واحد فقط..
ولكن ها هو متردد بقوة ولا يقوى على الدخول استقطعه صوت فتاه آت من خلفة:
"سيدي انني انتظر تحركك من الباب منذ مدة"
انحنى متأسفا لها بإحراج ثم دخل دخلت تلك الفتاه الى غرفة الحانه وهيوك
يتابعها بعينيه وهو يفكر..
"اااااه انها تعمل هنا ولكن كيف لهذا الوجه المليء بالبراءة والنقاء
ان يكون مكانه هنا...ان الحياه غريبة حقا، فأنا من يجب ان يكون هنا اعمل طبيب اكثر
الاعمال انسانية هه "
التفت وجلس على احدى الطاولات قليلا.. ثم تقدم الى الوسط للرقص مع احدى
الفتيات، بالطبع لم ترفض فهيوك جميل جدا وقد لبس ملابس صارخه مما برز من رجولته
وجماله وكل الفتيات يرمقنه بنظرات منذ دخوله..
كان يرقص مع الواحدة تلو الاخرى تاركا كل همومة خلف ظهره..
وبعد فترة صعد على المسرح وطلب فتح اغنية خاصه لم ترفض الدي جي فقد كانت
مفتونة به..
اعتلى المسرح الصغير وبدأ بأطلاق العنان لجسده وإخراج كل موهبته..
اعجب الجميع برقصة وعلت له الهتافات كان يرقص باستمرار الاغنية تلو الاخرى
وكأنه فنان يحيي حفله كبيرة ونسي انه في حانه صغيرة.. الشعور بالمسرح والمعجبين في
الواقع شيء لا يمكن لأي شخص فهمة الا عندما يجربه.. هذا ما كان يحس به..
انتهى من الرقص ونزل ليجلس على احدى الكراسي والفتيات ملتفات حولة.. دق
الجرس ليطلب فنفسة يكاد ينقطع جاءت النادلة وقد كانت تلك الفتاه التي لقيها عند
الباب نظر لها ثم سأل:
"اذا انت تعملين نادلة هنا؟"
لم تجبه وسألت:
"ما هو طلبك سيدي"
تكلم هيوك وهو يمسح جبينة: "اريد عصير وان لم يوجد ارغب بكأس كبير من
الماء.."
فور قوله ذلك صرخن الفتيات من حولة
"ماذا.."
"عصير..."
" ماء...من احظر هذا الطفل الى هنا.."
وبدأن يقمن واحدة تلو الاخرى حتى اصبح المكان حولة فارغ نظر الى الفتاه
الواقفة امامه..
قلب شفتاه قائلا:
"لماذا امن لا يشرب ليس رجل؟.. ..بهن الى الجحيم.."
بطريقة ساخرة تكلمت قبل ان تغادر:
"اذا لماذا اتيت هنا وانت لا تشرب فهذا مكان شرب ولا تقل لي انك انسان
محترم فكما يبدوا عليك انك خلقت لتكون لعوب هكذا.."
ضرب هيوك بالطاولة بعد مغادرتها
"تلك الوقحة ..ياااا الن تعطيني الماء.."
اتت وبيدها عصير وماء كما طلب وضعتها امامه:
"خذ ايها الشاب المحترم..."
والتفتت لتغادر ولكنه امسكها من معصمها بقوة وقف واقترب منها حتى صارت
انفاسهما مختلطة وهمس بغضب:
"اذا انت تؤكدين ان من يأتي الى هنا لعوب ووقح.."
هزت رأسها بالإيجاب..
فأكمل: "ههه حسنا اوافقكِ الرأي.. ولكن من يعمل هنا ماذا يصبح
هاه..."
شد على معصمها واكمل من بين اسنانه:
"لذلك حاسبي على ما تقوليه يا فتاه الملاهي الليلية.."
ثم عاد للجلوس وهو يشرب العصير كانت واقفه ولم تتحرك انش واحد رفع نظره
اليها وقال بسخرية:
"تحركي من هنــــ..."
توقف عندما رأى وجهها المقهور وعيناها قد امتلأت بالدموع وقد بدأت تصدر صوت
بكاء.. نظرت اليه قائله:
" انت لا تعلم شيء.."
وجرت مختفية خلف ذلك الباب.. ضحك بسخف وهو ينظر الى الباب قائلاً:
"انت من بدأ بالأمر فأنت لا تعلمين شيء ايتها المخبولة"
اكتفى بذلك القدر من المتعة وخرج ركب سيارته وغادر بسرعه كبيرة.. كانت تنظر
من خلال النافذة الى ان اختفى جلست وهي تبكي فقد المها بكلامه..
وصل الى البيت وقد وصل الخبر لأبيه بأنه ذهب للملهى صفعه وطرده من البيت
حتى انه اخذ منه مفتاح السيارة لم يشأ ان يخوض في جدال اكثر معه فهو يعلم انه مريض
بالسكري وقد يتعب.. وايضا يعرف انه سيسامحه لذلك سيبتعد قليلا ليرتاح ويريح
ابواه..
بالطبع اتجه الى منزل دونغهي فصحيح وجدود اصدقاء كثر حولة الا دونغهي هو
المقرب.. كلمه بالهاتف قبل حضوره
وعندما وصل جلس وهو غاضب يتمتم بضجر:
"يا.. اظن اني مصاب بلعنه ما، لماذا تسير حياتي على غير الاتجاه الذي
ارغب به ؟.."
لم يتلقى جواب من دونغهي، فقد كان متمددا وفاردا يداه و مغمض عينيه ويبدوا
بعالم اخر..
اشتعل هيوك غضبا وضرب بقوة على بطنه الى ان اصدر تأوها يدل على الالم فتح
عينية وهو يمسك ببطنة قائلا:
"هل جننت ماذا حصل لك .."
هيوك والابتسامة تعتليه: "الان ارتحت...فأنا اكلمك وانت غارق في
احلامك الحمقاء.."
عاد دوني وتمدد فقد ذكره بالأمر ادرك هيوك ان امر ما حصل قفز على بطن دوني
وامسك بعنقه وهمس:
"يا.. انا أسئلك ماذا حصل فقد كنت تبدوا كالمجنون التائه قبل ايام..
لا تقل لي انك نفذت ما قلت لك لتقوم به بخصوص المثلجات هاه!!.."
تشدق فم دونغهي بابتسامة كبيرة واومأ بنعم ثم احتضن هيوك بقوة الى ان كاد
يخنقه وهو يضحك بصو عالي ابعده هيوك وهو يصرخ:
"يا اعتقد انك جننت ابتعد عني..."
ضرب دوني على صدر هيوك ضربات متتالية وهو يقول:
"كان الامر اشبه بجعلها تصعد بي الى اعااااالي الفضاء وتنزل لتتركني
اتخبط في لهيب مشاعري هناك وحيدا ابحث عمن ينزلني.."
امسك هيوك بذراع دونغهي التي تضربه ولواها الى خلف ظهرة بقوة قائلا:
"هل نزلت ام اكسر يدك لتنزل من الفضاء هاه"
كان دونغهي يضرب بيده الاخرى على الارض من الالم ويصرخ:
" اه اه اه هيوك دعني ...حسننا حسنا لقد نزلت ااااااخ اتركني"
تركه وجلس وهو يلاحق انفاسه ويتكئ على الارض:
"انك قد جننت كليا غبي اصبحت هكذا من قبلة فقط!!"
تنهد دوني بقوة: "هيوك لم تكن عادية ابدا.."
نظر هيوك نظرة فضول: " اوصفها لي.."
اقترب منه دوني وضربة على رأسه: "في احلامك ايها الوقح...اخبرني انت
ماذا فعلت هذه المرة لتطرد من المنزل.."
تغيرت ملامح هيوك وتنهد قائلاً:
" لا شيء فقط ذاق ابي ذرعا بي من كل ما افعله ونفس الشيء انا.. وهكذا
قررت ان اريحة بعض الوقت وارتاح انا ايضا.." تنهد بسعادة "..وبهذه
الطريقة سأعيش حياتي وحلمي الذي عشته اليوم.."
دونغهي وهو ينظر اليه بنظرات تساؤل: "ماذا تقصد؟!"
اكمل هيوك واخبره عن ذهابه الى احد الملاهي وعن اعتلائه المسرح ..
فامسك دونغهي برأسه:
"اه حقا لو كنت والدك لقتلتك تصرفاتك الطائشة متى ستتركها؟.."
هيوك وهو يمد لسانه: "لن افعل.. هذه هي متعة حياتي"...
وهكذا انتهى اليوم..
في اليوم التالي رفض هيوك الذهاب الى المشفى رغم محاولات دونغهي لأقناعه..
لذلك ذهب بمفرده..
تفاجأ برؤيتها فالتفت ليغادر..
ولكنه عاد واتجه اليها وهو يبتسم محدثا نفسه..
"لن اهرب او اختبئ مجددا وسأخرج حبك الذي تخفية عني"
...تقدم ووقف امامها قائلا:
" صباح الخير كيف نمتى البارحة .."
بدى عليها الارتباك عند رؤيته امامها ولكنها اخفته خلف ملامحها الغاضبة:
"خير اي خير يأتي من وراء ما فعلته"
دونغهي بنفس نبرتها: "وماذا فعلت.. غير تنفيذ الطلب الذي طلبتِه مني..
والان لتنفذي وعدك"
تلفتت يمين وشمال تتجنب النظر اليه: "وهل ظننت انني سأوفي بوعدي لك..
كنت اكذب فحسب"
امسك بذقنها واجبرها لتنظر الية قائلاً:
"قوليها وانت تنظرين بعيني وعندها سأصدقك"
فعلا ثبتت نظرها على عيناه وقالت ببرود:
" لن اقبل حبك...هل صدقت؟"
بالطبع لم يصدق فعيناها تحكي شيء غير الذي قاله صوتها المهزوز ولكنه استاء
لمَ تعامله هكذا..
تركها قائلا: " حسنا صدقتك.. سأغادر"
وذهب الى مكتبة تاركا اياها تزداد جنونا بالذي يصيبها ولعدم تحكمها
بنفسها.. فهي على بعد خطوة واحدة لتسلمه قلبها..
كانت تتساءل بداخلها اصدقها حقا؟
قطع تفكيرها وصول الدكتور هان ليدخلا معا الى الغرفة ..
كانت شاردة ولا تعي ما يسألها عنه الدكتور هان الذي توقف ونظر اليها:
"اسماء هل تسمعينني؟!"
نظرت اليه وتنهدت قائله:
"لا.. لا اسمعك دكتور هان.. انني اغرق بجنون قلبي الاحمق مجددا.. ماذا
افعل ساعدني؟"
ضحك مدركا الامر:
"انه الدكتور لي دونغهي صحيح.."
فتحت عيناها على وسعهما: " ماذا؟...كيف عرفت؟.. هل اخبرك؟ "
اشار برأسه نافياً وهو يقول:
" بل عينيكِ من قالتا لي ولكل من ينظر اليها بأنه الدكتور لي"
تنهدت مجددا وامسكت يبديها:
"اااه انني لا اريد ان اصدق جنون قلبي واندم بعدها ماذا افعل.."
ابتسم بحنان عرف بأنها مرت بتجربة المتها فقال:
"اذا اردتِ رأي الخاص، فالدكتور لي لن يجعلك تندمين ابدا.. انه صادق..
جدا في مشاعرة خصوصا انه انتظر عودتك لسنتان.. بدون ان يعرف عنك شيء"
اسماء: "ماذا انتظرني سنتان كيف؟!!..."
قام الدكتور هان وفتح مكتبته وبدأ يتكلم وهو يفتش فيها عن شيء ما:
"اذا انت لا تعلمين.. الجميع هنا يعلم بكفاءة الدكتور لي وذكائه
فلماذا يبقى هنا في مستشفى عادي فقد اتته فرص عمل للخارج وطلب في اضخم مستشفيات
العاصمة"
اخرج الملف وناوله اياها كان كلة شهادات كان قد حصل عليها دونغهي واكمل:
" انظري الم تستغربي لطبيب بكفاءته هذه ان يجلس هنا.."
نظرت اليه بلهفة قائلة "وما السبب دكتور هان؟"
اكمل مشيرا اليها:
"هذا هو السبب...فقد سألته ذات مرة عن سبب بقائه هنا.. فأجابني انه
كان عازما على ترك كل شيء خلفة والعيش بيأس نتيجة ما حدث له من مشكلات.. ولكنه وفي
اخر لحظة اتيت محمولة للمشفى وساعد بالتصفية لكِ بصفته يطبق بتلك الفترة.. وعندما
رأى عيناك وبريقهما وابتسامتك الصادقة ورضاءك بما حصل لكِ .. عاد الى حياته متخلي
عن تلك الفكرة بالهروب من كل شيء.. ووقتها انت كنتِ سبب عودته عن قراره الطائش
وبعدها جلس هنا ينتظركِ.. قال لي انك بنظراتك اخذتي كل حزنة والمه ويأسه نتيجة ما
حصل معه ومن يومها احبك بصدق وانتظرك الى ان عدتي.."
وقفت بذهول وصمتت للحظات قبل ان تتكلم:
"دكتور هان هل بإمكانك ان تخبرني عن المشاكل التي حصلت له"
اجابها:
"اممممم حسنا لقد مر بالكثير ولكنني سأختصر الامر فمنذ هروب امه
وتركها لهم وبعدها موت ابيه ..تحمل المسؤولية كاملة ومر بأمور كثيرة ومؤلمه تحملها
هو وحده..
ولكن وعندما كاد ان ينهي دراسته تركتاه اختيه ولم تقولا شيء غير انهما لم
تستحملا حياة الفقر معه ...هذا ما كان سيودي بمستقبله... وانت من اعاد له
الامل...لهذا انا اخبركِ انكِ لن تندمي ابدا"
جلست على الكرسي قليلا لتستوعب الامر ثم بعدها خرجت ولم تقل كلمة استندت
الى الحائط لتقف قليلا وتفكر كيف لشيء كهذا ان يحدث..
"انا من اخذت حزنة والمه واعاد له الامل بنظرة واحدة فقط.. وظل ينتظر
عودتي لسنين بدون تبدل او تغير لمشاعره انه رائع بمعنى الكلمة.. ولا تستحق هذا
الاخلاص والحب حمقاء مثلي مع انني كنت اقرأ ذلك بعينية ولكنني تجاهلته بقسوة
كبيرة.. ومع ذلك مازال يحبني وعاد فقط ليأخذ مني حزني والمي ثم يرحل.. "امسكت
برأسها..".. اااه حقا انا بلا مشاعر ..."
جرت بسرعه الى مكتبة ولكنه لم يكن موجود تنهدت وعادت الى الطبيب هان واخذت
منه رقمه..
ولكنها لم تقوى على الاتصال بل لم تعرف ماذا تقول وكيف تتصرف.. بغرفتها
تنظر الى الرقم لا تعلم لماذا ولكنها تنظر فقط حتى غفت نائمه وهي تمسك بالهاتف
استيقظت ونظرت الى الساعة وجدت الوقت قد تأخر قليلاً وقد لا تجده بالمشفى فأخذت
هاتفها بسرعه واتصلت به ..
هو لم يكن يعرف رقمها اجاب بهدوء كالمعتاد ولكن بصوتها الاقرب الى الصراخ
قالت:
"اين انت ايها الغبي.."
بخوف وقلق اجابها:
"انني في مختبرات بعيدة من المشفى اختبر عينات.. لماذا هل حصل
شيء؟"
اسماء: "اعطني العنوان "
دونغهي: "اخبريني اين انتِ وسآتي فورا"
اسماء: "ارجوك اخبرني العنوان فقط.."
لم يسعه الا ان يعطيها العنوان وينتظر بقلب ملتهب وصولها ومعرفة ماذا
اصابها...
هي لم تخبر احد في البيت واستقلت تاكس الى المكان صعدت بسرعه وقفت حتى فتح
لها الباب..
وبقلق كبير سألها:
"اسماء ماذا حصل لك؟.. ءانت بخير؟!.."
وقفت تنظر اليه فقط..
فأكمل:
"اسماء اخبريني ما بكِ ارجوكِ"
اجابته بصوت مخنوق:
"احبك دونغهي، لا بل اعشقك.. ولن اتركك ما حييت فلا تتركني"
وبعدها هوت دموعها ....
امسكها من كتفها ومسح دموعها التي بللت خديها المتوردة وتنهد بقوة قائلاً:
"اخيرا سمعتها منك.. "
اقترب وطبع قبلة رقيقة ودافئة على جبينها ثم همس:
" وانا اعشقك ولن اترك ابدا" ..
جلست تشرب القهوة التي حظرها لها تراقبه بصمت وهو يعمل..
تنهدت مرتين فالتفت اليها قائلاً:
"تشعرين بالملل.. اذا هيا بنا لنخرج.."
نفت ذلك بهز رأسها يمينا وشمالا
وقالت: "لا.. اكمل عملك.. لم اشعر بالملل.."
دونغ هي: "اذا لماذا تنهدت؟!.."
تنهدت مجددا :
"حسنا سأخبرك.. تنهدت المرة الاولى بسبب انذهالي من وجود شخص تذهب كل
احزانه بمجرد نظرة واحدة من فتاه وينتظر سنتين لشخص لا يعلم عنة شيء.. والثانية
كانت بسبب مرورك بالكثير منذ صغرك فأنت لا تستحق ما حصل معك.."
ابعد النظارات ووضعها جانبا والتفت اليها مستندا على طرف الطاولة بيديه
وقال: "اذا علمت بالأمر اخيرا.. ولكن من اخبرك؟.."
اسماء: "اسفة.. اخبرني الدكتور هان.. تبدوا منزعجا"
دونغهي:
"لا بأس.. ولكن ما يزعجني انك اعترفت لي بدافع الشفقة مما حصل لي
وبسبب ذهولك من انتظاري لك.. وليس لأنك احببتني.."
اسماء اتكأت بيديها على الطاوله واسندت رأسها الى يدها..
وتكلمت:
"انا لم اخبرك سبب تنهدي الثالث.. "
رفع احدى حاجبية مستفسر فأكملت:
" تنهدت لأنني مستغربة كيف لشخص ان يسحرني بنظراته وصوته ويغرقني بحبة
بهذه السرعة.. فأنا ومنذ تسممي اقفلت قلبي عن الحب تماما ولكن يبدوا انك فتحته
ودخلت اليه بالقوة.. فكم حاولت منع قلبي ولكنه اتحد مع كل حواسي ضدي فعيناي تريد
رؤيتك واذناي تريد سماعك وجسمي الضائع يريد حضنك.. لذلك استسلمت.."
اقترب منها ودنى ببطء شديد حتى صار بقرب وجهها احست بأنفاسه الحارقة على
وجهها لم تتحرك ولم تقل شيء فقط تنظر اليه رفع وجهها بين يدية واقترب يقبلها في
جفنها الذي اغلق تلقائيا عند اقتراب شفتيه ابتعد وقبلها في الاخر ثم اسند برأسه
على جبينها وهمس :
"اعشق هذه النظرات.. التي هي كل حياتي وسعادتي.."
ارتبكت مما قام به كانت ستموت احراج من نظراته اليها..
فابتعدت لتدس وجهها في حضنه لتخفي ذلك التوتر..
فمسح برأسها برقة..
"اااه كم اعشق رائحته ولمساته.. سيقودني للجنون.."
قطع تفكيرها عندما ابعدها ليقول:
"أيمكنني ان اسأل.. لماذا اغلقت هذا القلب عن الحب.."
قالها وهو مشيرا الى قلبها الذي كاد ينفجر من دقاته..
قامت والتفتت للجه الاخرى وعندما هدأت قليلا بدأت تشرح له كل ما مرت به..
ولا تعرف كيف اخرجت الكلام كلة بتلك اللحظة.. الا انها شعرت بالارتياح لمجرد
اخباره بكل شيء.. غلف صوته الحزن عندما قال لها بعد سماعه ما مرت به..
"انا اسف.."
التفتت اليه وهي تبتسم:
"لا تتأسف.. فانت من اعاد الحياه الى قلبي والضحكة الحقيقية الى شفتي
من بعد موت والدي.. شكرا لك.. حتى انك حققت حلمي.."
اجابها بتساؤل :
"حلمكِ...أتقصدين المثلجات؟!.."
تلفتت حولها بارتباك قالت وعيناها بالأرض:
"نــ ـــ ـــعـــ ـــ ــم...فقد كنت مشتاقه حقا لتذوق المثلجات.. وقد
كانت نفس الطعم والروعة وكأنني اكلت العلبة كاملة"
دونغهي ضحك بخفه قائلاً:
"اذا من الان ستأكلين المثلجات متى ما اردتِ.."
كانت تجول بنظرها لكل شيء بالمكان عداه:
"لا.. لا داعي لذلك ..انني..."
تفاجأت من شبة التصاقه بها ولم تكمل فقط تحدق به بارتباك فقال:
" اذا ..تلك لم تكن قبلة بالنسبة لك.. .."
اجابت بصوت مهزوز وشفتاها ترتجف:
"لا حقا كانت كأكل المثلجات لا اكثر.."
اقترب منها :
"اذا الان ستكون القبلة الحقيقية"
لم تقل ايه كلمه توقف قرب شفتيها لينظر الى كل تفاصيل وجهها الجميل المرتبك
وهي مغمضة عيناها بقوة ضحك بخفة ثم اغمض عينية وبدأ بتقبيلها.. امسكت بقميصه بشدة
وهو امسك برأسها ليقربها اليه اكثر غاص معها بقبلات مجنونه يفرغ بها كل مشاعرة
ولهفته واشتياقه لها طوال تلك السنتين تمنى لو يبقيا هكذا للأبد وتمنى لو يستطيع
ادخالها الى قلبه فهو لم يعد يحتمل ابتعادها او غيابها لقد اصبحت ادمانا يريدها
معه بكل ثانية...
كان يبتعد فقط ليتنفس ويترك لها مجالا بالتنفس..
هكذا حتى صرخ هاتف احدهما ليمزق ذلك السكون ويوقظهما.. ابتعدت عنه وشهقت
بقوة فهو هاتفها وايضا تفاجأت بوضعيتهم فقد اصبح نصفها الاعلى من جسمها شبة ممدد
على الطاولة ودونغهي يدنوا منها بقوة.. انش واحد ويصبح فوقها:
"د...و..ــنــ..ــي...انه..هـــ...ــاتفـ....ــي..."
قالتها بصوت مرتجف وهي مذهولة على ما آل الية الامر..
نظر اليها نظرة رجاء وقال:
"...ابـ ـ ـقى مـــ ـ ـعي الليـ ـــ ـ ـلة..ارجــ ـ ــ ـ ـوك..."
..
كانت للحظة ستوافق فقد كان ينظر اليها بلهفة وشوق ورجاء بأن تبقى..
هي ايضا كانت غارقة بحبه وتريد البقاء معه ولا تريد ان تتركه للحظة ..
يتبع....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق