♥ انت مثلجات حياتي ♥
♥ البارت الرابع ♥
Written By :
♔ Άṧṃạắ ♔
هيوك عاد الى البيت عند الفجر منهك تماما ولكنه سعيد حاول ان يكلم دونغهي
ولكنه وجده نائم او بالأحرى يتصنع النوم فهو لا يريد ان يوجع رأسه بكلام هيوك،
الاثنان كانا يحملان نفس الشعور بالسعادة ...
فدونغهي حصل على موافقه عائلة اسماء بالخروج وقد حددوا موعد الخطوبة بعد
اربعة ايام من الان.. ..
كان للبروفيسور لي توك دور كبير.. فقد كان يعرف والد اسماء كثيرا وعلاقته
بالأم لم تنقطع وعندما سألته عن دونغهي اشاد به بقوة وهكذا تمت الموافقة...
اشرقت الشمس بروعه كما لو ان العالم ولد من جديد بالنسبة لأسماء..
نهضت من فراشها وفتحت النافذة رأت ان الجو اليوم جميل جدا والهواء عليل
اغمضت عيناها لتستنشق بعض منه..
فوصلتها اصوات العصافير التي تتغنى بجانب نافذتها بسحر بدى لها وكأن العالم
والكون سعيد لأجلها،
لبست ثيابها واتجهت الى منزل دونغهي الذي نهض هو الاخر ولبس ثياب العمل
وخرج ليتفاجأ بأسماء امامه
دونغهي:
" ما الذي اتى بكِ...كنت انا من سيمر عليكِ"
ابتسمت من اعماقها قائله:
-" لم استطع ..فالحماس يكاد يقضي علي"
اقترب منها ومسح على شعرها:
-" لا تقولي ان حماسك هذا من اجل المنظار"
عبست ملامحها فور سماعها الامر:
-"ماذا.. الن نذهب لشراء فستان الخطوبة ..لنؤجل المنظار"
التفت ليفتح باب السيارة لها وهو يقول:
-" مستحيل لقد اخبرني الدكتور هان انكِ رفضت عمله البارحة"
اسماء بعد ان صعدت وانتظرته حتى صعد مباشره لتقول:
-" والفستان..."
ضحك دونغهي على تصرفها وامسك بيدها :
-" والفستان سنشتريه بعد المعاينة"
تركت يده بغضب:
-" انت تعرف كم امرض.. ستفسد علي خطوبتي ولن تتم في الوقت المحدد،
لنؤجل المنظار لبعد الخطوبة"
دونغهي:
-" الامر كله بيدك ..كوني هادئة وسيمر كل شيء كما هو محدد ولن
تمرضي"..
اكتفيا عند هذا الحد من النقاش حتى
وصلا الى المشفى واتجها الى غرفة الدكتور هان..
كان الخوف قد بدأ يتسلل الى قلبها وبدأت بالارتجاف فور صعودها على ذلك
السرير اللعين..
نظرت الى دونغهي بأسف وهي تفكر
كيف سيكون عليه الزواج من فتاه مريضة.. تمنت لو كانت بخير او التقته قبل ان
تصبح هكذا..
هو بادلها النظرة ولكن بطريقة مختلفة.. كلها امتنان وحب مع ابتسامه نقيه..
مسح على ظهرها بهدوء باعثا ذلك الامان الى اعماقها ، لم يكن منها سوى ان
خبأت رأسها في حضنه لتخفي سقوط دموعها..
وصلها صوته وقد زاد من بكائها :
-" اهدئي عزيزتي لا شيء سيحصل لو هدأتي"
ابتعدت لتنظر اليه و تكلمت بحرقة :
-" اسفة دوني لم يكن عليك ان تحبني انا ..اسفة سأجعلك تعيش مع فتاه
مريضة مثلي لبقية حياتك..."
وضع اصبعه على شفتيها ليسكتها.. كان يفكر ان يؤنبها على ما تقوله ولكن ما
بها من توتر يكفيها..
اكتفى بالابتسام لها قائلا:
-" دعي كل شيء جانبا الان وكوني هادئة "
امسكت بيده بقوة لتحاول ان تكون هادئة كما قال ،
الدكتور هان والذي انتهى من تجهيز كل شيء واصبح ينظر اليهم ويداه مكتفتان
..
التفت اليه دونغهي وقال:
-" دكتور هان هل انتهيت؟"
اجابه الدكتور هان:
-" نعم دكتور لي جهزت كل شيء وبقي ان تنتهوا من مشهدكم هذا لنبدأ ،فقد
اصبحت انا مساعدك"
نظر كلا من اسماء ودونغهي لبعض وابتسما ،
تمددت بالسرير واخذت نفس عميق وهي تنظر لعينا دونغهي المثبتة عليها والتي
تمدها بالقوة دائما، تفكيرها كان محصور على الا تفسد يوم خطوبتها بمرضها وتجعله
يحزن ،
لذلك لم تتحرك قيد أنمله فقط ترتجف ودموعها تنزل لتظهر المها..
انتهى الامر اخيرا وبمجرد ان اخرج المنظار حتى امسكت بالغطاء وصارت تبكي
بقوة..
هل كان خوف، الم، فرح هي لا تعلم ،
ضحك كلا من دونغهي والدكتور هان عليها ،فالأمر انتهى افضل بكثير من كل مرة
...
بعد ذلك جلس دونغهي معها في مكتبه يتحدثان..
اسماء:" لقد اندهشت، الألم موجود ولكن ليس ككل مرة، فأنا لا اشعر الا
بألم خفيف ككل يوم"
تلقت منه ابتسامه عذبه مع نظره فاحصة بعد ان ترك مابيده.. وسألها:
-" اذا لما بكيتي في الاخير؟!"
اسماء غلف صوتها الحزن والقهر معا وقالت كلماتها :
-" فقط بكيت فرحا لأن خطوبتنا لن تتأخر، وايضا خوفا فكرت لو انني امرض
في يوم زفافنا ، تمنيت اني لم اكن مريضة ، فقط لأجلك دونغهي"
وضع ما بيده على الطاولة وابتسم مجددا:
-" لا بل انا ممتن انك مريضة فلولا مرضك لما كنت التقيت بك"
اسماء:" ولكن انا........"
قاطعها ليقول بنفاذ صبر :
-" اسماء اريدكِ ان تخرجي كل تلك الافكار من رأسكِ، واحذركِ ان تفوهت
بها او حتى فكرت بها مجددا"
كانت تشعر بارتياح شديد لما تسمعه، من توعد وغضب فبهذا اثبت لها انه يريدها
كما هي..
قام من المكتب واتجه اليها قائلا:
-" الان لدي عمل كثير سأحاول ان انتهي منه بسرعه لنذهب ونشتري فستان
الخطوبة"
اسماء:" والخواتم.."
ضحك دونغهي:
" والخواتم، الان ارجعي الى البيت وارتاحي تماما"
اخذت يده التي على رأسها وامسكت بها بقوة ثم نظرت اليه وابتسمت الى ان غاصت
عيناها :
-" شكرا لدخولك حياتي، واتمنى الا تخرج منها"
دونغهي:" لن اخرج حتى لو اردتِ انت ذلك"
تركت يده وغادرت ذاهبة الى البيت لترتاح كما اخبرها...
***
اما بمكان اخر ومشاعر اخُرى..
لمياء التي باتت متسمرة بمكانها تتمنى الاختفاء فعلا بتلك اللحظة التي سمعت
اختها يارا تكشف ما كانت ستقدم علية ..
يارا:" تكلمي ام ان ذلك القط اكل لسانك، كنت اعلم ان ورائه شيء ما
لذلك راقبتك،
تريدين الهروب معه؟!"
عندها انفجرت لمياء غضبا تصرخ بوجه يارا:
-" نعم اود الخروج من هذه الحياه المقززة وسأذهب معه ولن انتظر
موافقتك او عدمها.. فأنت لا يحق لك التكلم بالأمر ابدا"
بدأت دموعها بالنزول كانت تمسحها بقوة وهي تكمل كلامها:
-" الم تفكري بأخينا دونغهي ولو للحظة واحدة الم تشعري بالذنب لما
تفعلينه الان"
اجابتها ببرود :
-" من دونغهي، ههه لا تجعلينني اضحك.. عن اي اخ واي ذنب تتكلمي به، ثم
انكِ اتيت معي بإرادتك"
لمياء شعرت بقهر كبير لما سمعته.. وصارت تصرخ الى ان خرجت بحة مع صوتها:
-" انا لم اتي بإرادتي كنت صغيرة وساذجة وقتها ولم ادرك كم انتِ قذرة،
تنكرين دونغهي هل نسيتِ ما فعله لنا وكيف كان يعاني من اجلنا، انك لا
تستحقين ان تكوني اخته"
يارا:
-" اذا انت تستحقي، فكما تعلمين أن أخيك ضعيف وسيترك كل شيء بمجرد
مغادرتنا، ولذلك انتِ لك دور في الامر ولا يحق لك الكلام، كل ما عليكِ هو تنفيذ ما
اقول لكِ.. وذلك لأنك وافقت منذ البداية، أتظنين انني سأدعك تتركينني وقد غرقت
بالديون هه.. اذا كنت حقا تودين الذهاب فدفعي لي ثمن معيشتك على حسابي لمدة سنتان
بعدها بكِ الى الجحيم"
واقتربت منها تجرها من يدها الى الداخل.. كانت لمياء تصرخ وتصرخ ولكن لم
يتدخل احد بالأمر شعرت انها حقا بين وحوش في ذلك المكان الجميع يرمقهن بنظرات فقط
دون ان يفعلوا شيء حيال صراخها..
اتصلت يارا بشخص ما وامرته بأن يأخذها بعيدا عن المكان لفترة حتى تعرف امر
هيوك وتتصرف معه ،
لمياء تمنت حضوره بتلك اللحظة لينقذها ولكن لم يكن هناك احد ضلت تصرخ وتبكي
في تلك السيارة، حتى خارت قواها تماما وانهارت...
بعد مدة كبيرة استيقظ هيوك ونظر الى الساعة فوجدها الظهيرة.. انتفض من
مكانه.. دخل الحمام ثم غير ملابسة بسرعه فقد خاف ان يتأخر، قبل خروجه نظر الى
المكان فاعتلاه الغضب فدونغهي لم يجهز حقيبته كما اتفقا..
همس لنفسه:
-" هذا المخبول أيستخف بالأمر ام ماذا؟ سأريه"
مد يده ليأخذ حقيبه دونغهي وهو يشتمه سحبها بقوة فأسقطت ذلك الصندوق الذي
في الخزانة وتبعثرت منه ادوات كثيرة، امسك بوجهه بكلتا يديه:
-"ايمكن ان يسوء الامر اكثر من هذا؟!!"
.. جلس يلملمها بسرعه، فوقع نظره على صورة مقلوبة كتب عليها
" انا وصغيرتاي، اتمنى ان نبقى معا للأبد"
..
-" اه انها صورة له مع أختاه، قد يغضب ولكنني سأراها فأنا لم اتعرف
عليهما"
قالها واخذ الصورة الى يده وقلبها....
تجمد مكانه ولم يرمش بعينه من هول ما نظر اليه فقد كانت يارا و لمياء بقرب
دونغهي،
اصبحت يده ترتجف، فاغمض عينيه بقوة وفتحهما متمني انه مجرد خيال لا اكثر،
ولكن الامر حقيقي، اصبح غير قادر على الكلام او التفكير ما يدور برأسه صورة دونغهي
وتلك ال***** وكيف سيكون الامر...
***
دونغهي الذي انهى عمله بسرعه والسعادة تغمره تماما.. اتصل بأسماء واخبرها
ان تتجهز ليخرجا ويشتريا الفستان والخواتم، وصل ينتظرها امام منزلها،
رفع نظره الى السماء وتنهد براحه ،
وهمس لنفسه:
-"انني حقا لا اريد سعادة اكثر من هذه، حتى هذه السعادة اظنها كثيرة
علي"
عندها وصلت اسماء وهمست بقرب اذنه:
-"ما هو الكثير عليك؟"
لم يشعر بوجودها ففزع وصرخ بقوة ،
ضحكت على شكله الخائف تماما.. وضربته بخفة على كتفة قائله:
-"لقد كان شكلك جميل وانت متفاجئ"
دونغهي :
-" انتِ شقية جدا"
وقرص على وجنتيها:
"اياكِ ان تكرريها، والا سأعاقبك"
ابعدت يده وتصنعت الالم بتغطية وجنتيها بكلتا يديها..
دونغهي:
-" اسماء هل المتكِ؟ هل انتِ بخير؟"
عندها نظرت اليه وضحكت مجددا..
لم يكن منه الا ان ضحك معها..
كانت اصوات ضحكاتهم تملاء المكان..
ممتنون جدا وملامحهم تبدو عليها الرضى التام وسعادتهم قد تسع الكون بتلك
اللحظة..
"لا اريد سعادة غيرك..."
هذا تفكير كل منهما بتلك اللحظة...
ذهبا معا الى محل فساتين زفاف وخطوبة، واختارا واحد بلون ذهبي ذو تطريزات
خفيفة عند خروجهما كانت عينا اسما معلقة بفستان زفاف، كان بمنتهى الروعة وما تحلم
ان تلبسه كل عروس، الا انها صمتت ولم تتكلم فقد كان غالي نوعا ما، ولم تشأ ان يعلم
دونغهي فيشتري لها شيئا فوق طاقته،
خرجا وجلسا ليأكلا شيئا ما في بوفية، بعدها شربا قهوة..
كانا يتكلمان ويضحكان بسعادة،
وقتها وصل دونغهي اتصال من هيوك رفع سماعه الهاتف وبنبرة ضاحكة اجابه:
-"هيوك مرحباً"...
قبل ذلك..
هيوك الذي جلس قليلا والافكار تتلاعب وتتخبط به كما تريد جاعله منه كغبي لا
يقوى على التصرف،
لكنه تذكر لمياء هي ايضا اخت دونغهي، عندها انتفض من مكانه وقد قرر ان يعلم
دونغهي بالأمر اقله عليه ان يحصل على احدى اختاه...
اخذ الهاتف واتصل عليه ولكن عندما سمع صوته الذي يدل على فرح ومشاعر سعادة
لا توصف.. صمت ولم يقوى على قول شيء..
دونغهي:
-" هيييييييه هيوك ما بك؟.. اذا لم تتكلم سأغلق فأنا اجهز لحفل
خطوبتنا"
وكأن هيوك تلقى صفعه قوية بوجهه فور سماعه ذلك لم يقل شيء سوى ان ردد كلمه
دوني الاخيرة -"خطوبة"
دونغهي:
-" نعم ، خطوبتي مع اسماء لقد تقدمت لخطبتها وتمت الموافقة الن
تهنئنا"
وجد صمت رهيب من جانب هيوك، فأكمل:
-" هيوك ما بك الست سعيدا لصديقك يا لك من جاحد،
ام ان فتاه البار لم تقبل بالهروب معك، لقد اخبرتك انك متهور لا
اكثـــ..."
عندها صرخ هيوك:
-" اصمت ولا تكمل شيء ففتاه البار تكون...........
شعر بخنجر يغرس بحلقة بتلك اللحظة ولم يقوى على ان يدمر دونغهي بتلك
اللحظة،بعد صمت لثواني اخذ فيه نفس وقال:
-" غبي انني سعيد لأجلك ولأنني احب سعادتك لن اخبرك بشيء، ءانت مع
اسماء دعني اكلمها.. فانا اود تهنئتها على الخطوبة"
دونغهي:" أتهنئ اسماء وانا لا.. حقا انت شيء اخر.. حسنا"
واعطى اسماء الهاتف..
اخذته وهي مستغربه من الامر اجابت بتوتر:
-" مرحبا"
هيوك:
-" اسماء انها مشكله كبيرة.. انه امر لا يحتمل التأجيل الى بعد ان تتم
الخطوبة، اسف ان كنت سأفسد الامر، ولكن هلا اتيتي الان لنتكلم بالموضوع فأنا
بصراحه صرت عاجز تماما .."
انتهى من قول ذلك الكلام الذي عصف بأسماء كليا ولم تقوى على قول شيء فقط
نظرت الى دونغهي الذي بدا عليه القلق من ملامحها، الا انها استدركت الامر بضحكه
وبعدها قالت:
-" اهذا كله تهنئة بخطوبتنا، انك حقا شيء اخر.. حسنا فهمت"
اعطاها هيوك مكان تلتقي به فيه بدون علم دونغهي.. وانهى الاتصال...
دونغهي:
-" اهناك شيء قاله هيوك وازعجكِ، فقد تغيرت ملامحكِ"
اسماء نفت الامر:
-" لا.. انا فقط تذكرت انه علي العودة الان للبيت، فقد وعدت امي ان
اخرج معها الى مكان ما"
استغرب دونغهي منها وقال:
-" وماذا عن الخواتم..."
اسماء وهي تقوم:
-" اسفة، لن استطيع"
اقتربت منه وطبعت قبله على خده لكي تحاول الا تشعره بشيء وقالت:
-" الخواتم اشتريها انت"
وغادرت مباشرة حتى انها رفضت ان يوصلها.. جلس في الطاولة وقد كان يشعر ان
هناك امر ما"
وصلت اسماء للمكان اخيرا وكان هيوك ينتظرها، حتى انهما لم يجلسا،
واخبرها هيوك بكل شيء، كانت ستهوي ارضا مما سمعته امسكت بهيوك لكي لا تقع،
ثم نظرت اليه
قائله:
-" هيوك اخت دونغ هي تعمل كـ***** ،غير معقول، ولكن ماذا عن الاخرى
اهي مثلها"
هيوك :" لقد اخبرتك هي نفس الفتاه التي كنت اود مساعدتها وجلبها الى
بيت دونغهي"
تركت يده وضربته بقوة :
-" هل جننت لما لم تذهب لتحضرها"
هيوك :" وماذا عن الاخرى ماذا سيحل بدونغهي لو علم بأمرها"
اسماء:" ليس بالضرورة ان يعلم بها.. فهي لا تستحق منه ان يفكر او يتعب
نفسه من اجل فتاه اختارت العار لنفسها، المهم لمياء لنذهب اليها الان "
وبالفعل ذهبا معا الى ذلك البار والصدمة الكبرى ان يارا كانت امامه وفور
رؤيتهم ابتسمت وكأنها تنتظر قدوم هيوك، بمجرد النظر اليها عرفت اسماء انها هي، اما
هيوك فقد عرف من ابتسامتها انها فعلت شيء بلمياء،
كان سيتكلم ولكنها بادرت بالحديث :
-" اذا اخبرني بماذا اغريت اختي الغبية حتى وافقت، ام هل ممكن ان
دونغهي ارسلك، لمَ لم يأتي هو ام انه لا يجرؤ على الظهور امامنا، انني اشفق
علية"
ذلك الكلام اشعل نيران الغضب لكل من هيوك واسماء، فقد كانت تنطق بأسمة بكل
استحقار اشتعل غضب اسماء بطريقة كبيرة عرفت انها قد وصلت الى قاع الدناءة ،
تقدمت منها ومدت يدها لتصفعها صفعه سُمع صداها من قوتها ثم قالت:
-"اياكِ ان تنطقي بأسمة في فمك القذر مجددا، والا سأقتلع حنجرتك"
كانت اسماء تلاحق انفاسها وتنظر لها بعيون مشتعلة غير آبهه لما قد تفعله،
فقد التفتت اليها وبالفعل كانت قد رفعت يدها لترد الصفعة لها ، ولكن هيوك امسك
بيدها وقال من بين اسنانه :
-" لا اريد ان افقد اعصابي، لذلك اخبريني اين لمياء ولا تختبري
صبري"
ضحكت بشكل وقح وابعدت يده متجه للبار وقالت موجه كلامها لهما:
-" ابحثا عنها، ولكن لمعلوماتكم لقد ابعدتها من هنا، ولو تماديتم
بمجيئكم بهذه الطريقة، سأدخلكم في متاهة لا اخر لها"
هيوك كان سيلحق بها ولكن اسماء امسكته واشارت الى الحراس امام الباب، مشيا
وهما مكسورا الخاطر ومقهوران اخذها الى المكان الذي اخذته اليه لمياء اول مرة جلس
يفكر كيف سيواجه دونغهي ، اسماء ايضا كانت كذلك ..
قطع سكوتهم مجيء ولد بعمر الخامسة عشر وقال فور وصوله :
-" انني اعرف الى اين اُخذت لمياء وسأدلكم على مكانها"
اتجهت اسماء اليه وسالته:
-" حقا.. اين هي؟"
هيوك :" من انت اساسا، ولمَ تساعدنا؟"
الولد:" انا ادعى كيونا، وانا اعرف لمياء منذ قدومها الى هنا وقد كنا
نجلس معا دائما، كانت تخبرني انها نادمه على ترك اخيها وتريد مقابلته، ومما سمعته
من نقاشكم مع يارا ..انكم تعرفونه، لذلك تعال معي فهي في مكان اسواء من هذا"
اسماء :" شكرا لك ، انك حقا رائع"
هموا بالمغادرة ولكنهم سمعوا صوت صراخ من جهة البار...نظرا اسماء وهيوك الى
بعضهما وبصوت واحد :
-" هذا صوت دونغهي"
وبسرعه جروا ليرجعوا للبار، ولكن كيونا امسك بيد هيوك قائلا:
-" الم تسمع هي في مكان سيء ولا يجب ان ندعها هناك"
اسماء:" انا سأذهب الى دوني، وانت احرص على احضار لمياء"
وانطلقا بطرق متفرقة، كان تفكيرهما واحد وهو
"كيف عرف دونغهي بالأمر"
امسكت اسماء على معدتها التي بدأت تؤلمها وتجري الى دونغهي...
،،،فلاش باك،،،
بعد ان غادرت اسماء، لم استطع الجلوس سوى خمس دقائق ، قبل ان انهض واتبعها
دون ان تعلم ، فقد احسست ان هناك امر ما يخفياه علي، يا اللهي لمَ قلبي ينبض بهذه
الطريقة المخيفة والتي تدل على حصول شيء سيء، ظلت الافكار تنهال علي بشكل مخيف،
فهما كانا يتحدثان وكأن نهاية العالم على وشك الحدوث، لحقتهما الى ان وصلا لمكان
البار تنهدت براحه ..حقا هذا الهيوك سأقتله كله من اجل تلك الفتاه كنت سأغادر ،
ولكنني رأيت ان الامر اصبح كبير اصواتهم تعلو و...اوه اسماء تضرب احدهم ، لم اكن
اراه جيدا ولكنني نزلت من السيارة، فالأمر اصبح خطير،
ولكن ما رأيته شل حركه قدمي بل وكل شيء في، اصبحت اتعرق بقوة واتنفس
بصعوبة، ودار كل شيء بعيني، انها يارا اختي، انها هي، هوت دموعي، اخيرا وجدتها
نظرت للأسفل خجلا من نفسي فبأي وجه سأقابلها وكيف سأعتذر منها على المعاناة التي
حصلت عليها بسببي، انني شخص سيء ولا استحق كلمه اخ...
كنت اريد ان التفت واصعد السيارة لكي استجمع قواي، قبل ان احدثها ولكن،
اذهلني ما رأيت عندما تقدمت اكثر وصرت اراها كاملة، لقد كانت تلبس لبس فاضح، رفعت
نظري للبار الذي همت بالدخول اليه سكنت بشكل مخيف فمن يراني يظنني تمثال لا اكثر،
في الحقيقة تمنيت لو انني تمثال لا يشعر بشيء بتلك اللحظة، فقد استنتجت
انها تعيش هناك وبتلك الطريقة، تحركت بل وصرت ارتعش عندما ذكرت لمياء اين هي لمَ
اراها؟، وبتلك اللحظة تذكرت كلام هيوك لي بتلك الليلة عن الفتاه التي يريد انقاذها
لقد اخبرني ان عيناها كعيني، بالتأكيد هي لمياء، تذكرت كلامه عنها وعن كرهها لما
هي فيه، امسكت برأسي فقد احسست انه سينفجر،
اتمنى ان ينفجر ويريحني...
رفعت نظري لأجد هيوك واسماء كانا قد غادرا لمحت يارا تكاد تختفي، كمجنون لا
يعي ما يفعله او يدرك عواقب ما سيقدم عليه، جريت بسرعه ناحيتها انادي باسمها..
توقفت والتفتت الي بذهول ولم تقل شيء ، انا خلعت معطفي وتقدمت منها لأسترها
به ، لم استطع الا ان احتضنها وابدأ بالبكاء بقوة، كان بداخلي بركان يغلي لما قد
اصبحت عليه، لن الومها بل كل اللوم علي انا، فلو لم اقصر معهن لما اصبحت يارا
هكذا، كنت امسح على ظهرها واناديها
-"صغيرتي اسف"
وقلبي يتفتت حزنا وندما...
ولكنها ابعدتني عنها وهي تنظر الي بنظرة استحقار، نعم انها نظرة استحقار ثم
قالت كلماتها التي تمنيت الموت على سماعها...
-" هل جننت ايها الغبي، هل تمثل احد الادوار الميلودرامية ام ماذا،
ههه صغيرتي من صغيرتك التي تناديها، ااااه تلك الفتاه الساذجة التي كانت تحت
رحمتك، هل انت غبي، العالم كله تغير منذ ذلك الوقت وانت الوحيد الذي لم تفهم
الامور بعد، هل في عقلك خلل ما، ام انك اتيت الى هنا فقط لتحظى ببعض المرح معي
فأنا مشهورة جدا، اخبرني دون لف ودوران، صغيرتي انك حقا مضحك"
سمعت ذلك الكلام منها وانا انظر لملامحها علها تقول ان ذلك من دافع الغضب،
الحزن، او حتى الندم، ولكنها ارهبتني بقولها اريد ان العب معها، العب معها، للحظة
شككت بصحة سمعي فما اسمع شيء لا يصدق، كل مداركي تنفيه وتطرده من داخلي...
ظللت انظر اليها واحاول ان اخذ منها نظرة اسف او شيء يدل على انها تكذب،
ولكنها اكدت لي الامر بخلعها ذلك الجاكت الذي غطيتها به ورمته على وجهي وبدأت تمسح
على جسمها بتقزز، كنت وقتها سأصيح بأعلى صوت لي، انها اختي، هذه التي امامي هي
اختي كيف اصبحت هكذا، كيف صار الامر، لماذا، هناك اسئلة تتزاحم برأسي اود
اجاباتها، ان الامر اتى علي فجأة وكان من الصعب تقبله كنت اريد سنين كي استوعب
الامر، ولكن كان لابد لي من استيعابه الان فلا مجال لأي شيء، لقد حصل الامر
وانتهى، اخرجت كلمتين فقط مع انني كنت اود سرد الكثير من الكلمات الجارحة وغير
الجارحة ولكن لم يخرج مني سوى قولي:
-" اين لمياء"
فقد كانت هي همي واملي الوحيد
ضحكت بغضب وصارت تصيح :
-" لمياء لمياء لمياء... تلك الغبيه لن تراها قبل ان احصل على ما اريد
منها، انها غبية ساذجة تعذبت بسببها وتعبت بسببها وصرت هكذا بسببها، لن ارتاح الا
اذا صارت مثلي، فكلانا هربنا معا وكلانا رُمينا بنفس الحياة معا"
احسست انها مخنوقة فتراجعت عن قراري وقلت بهدوء:
-" عودي الي انتِ ولمياء وسأعوضكما عما حصل، وسأنسى كل ما فعلتيه،
واتحمله انا، انني جاد في الامر"
اجابتني:
-" انك غبي واحمق، لن اخرج ابدا، فلا مجال لكلانا بالخروج، ابتعد عنا
وسنكون بخير"
عندها رميت جاكتي بقوة على الارض وصرخت بقوة :
-"تبا لكي ايتها المجنونة، وتبا لأفكارك، اين لمياء؟"
يارا:" هي لا تريد رؤيتك، ولا تتعب نفسك فليست بالداخل"
رفعت نظري فاجد اسماء تجري بسرعه ناحيتي، توقفت بيننا ونظرت الي:
-" كيف عرفت بالأمر، اعني دعك منها دوني، ارجوك دعنا نمشي من
هنا"
وتقدمت مني تحاول ابعادي عن المكان، فقدت اعصابي بتلك اللحظة ولم اعي الا
وانا ابعد اسماء بقوة واصيح:
-" نذهب من هنا، نذهب من هنا، هل الكلام سهل بالنسبة لكِ الى هذه
الدرجة، انتِ لا تفهمين شيء لذلك غادري"
ثم نظرت الى يارا وصرت اصيح بشكل اكبر:
-" اين لمياء والا سأقتلك، واقتل نفسي بعدها"
تقدمت اسماء وامسكتني بكل قوتها احسست برجفتها وخوفها مما افعله اقتربت مني
وهمست:
-" لمياء بخير مع هيوك لنغادر فحسب، ارجوك"
هدأت ثورتي ورجع عقلي لي، عرفت وقتها انني آاذيت اسماء واخفتها، لم اقل شيء
سوى ان تركتها ورجعت الى سيارتي مع اسماء، قدت مباشرتا الى مكان بعيد جدا، كنت اود
لو اقود الى ابعد نقطة بالكون، ولكن قواي خارت لذلك توقفت على حافة الطريق وامسكت
بالمقود بكلتا يدي اغطي انكساري على اسماء، او يمكن اخرج ما بقلبي فانا منهار
تماما.. ..
::في اللحظة التي رأيت دونغهي بذلك الشكل اظلمت الدنيا بعيني، شعور لا
استطيع وصفه ، ان شهقاته تعلو شيئا فشيئا وانا فقط ابكي وابكي وابكي.. فقد عجرت عن
فعل اي شيء،فقط احس بتقطع اوصالي مع كل شهقة يشهقها، ولكن انه الان ينظر الي،
يكلمني ويستنجد بي:
-" اسماء ابعدي هذا الألم من هنا"
ويشير الى قلبة...
زاد بكائي و اقتربت من صدرة ووضعت رأسي عليه وامسكت به بقوة قائلة اعتقد
انه لم يفهم شيء فقد كان اغلب كلامي بكاء:
-"ارجـ ـ ــوك يــ ــ ــكفي، كــ ــ ل شيء سيــ ــ ــكون بخير"
...::
اما هيوك كان بوقتها بوسط مكان كبير وكله غرف فحسب، اناس تخرج واناس تدخل
ثملة وغير ثملة نظر الى كيونا الذي بادر بالكلام:
-" اخبرتك ان تأخرنا سيصيبها مكروه "
هيوك :" والان ماذا؟"
صمت كيونا لا يعلم بماذا يجيب يخاف لو فعلا تاخرا
امسكه هيوك من ياقته قائلاً:
-"اجبني اين هي؟"
عندها رأى كيونا الرجل الذي اخذ لمياء وبيده طعام ويتجه للأسفل.. فأبعد يد
هيوك وجرى
وهو يتحدث :
-" اتبعني لقد وجدت لمياء"
تبعه هيوك حتى وصلا القبو جالا بنظرهما بحثا عنها
وعندما وجد هيوك الرجل يقترب منها..
اتجه اليه وضربه بقوة من خلفه وسحبه اليه ليشبعه ضرب.. ويفرغ نوبه الجنون
التي حصلت له بذلك الرجل..
كيونا جرى الى لمياء وما ان رأته حتى احتضنته وهو ربت على رأسها يطمئنها...
خرجوا من المكان بدون ان يشعر احد عليهم حتى اصبحوا فوق السيارة ، عندها
اخبرها هيوك عن دونغهي،
لم تبدي أي ردة فعل او مشاعر فقط صمتت ولم تقل شيء غلف ملامحها البرود
التام...
حتى وصلوا الى البار، وقد كان الدوام قد بدأ، لم يجدوا دونغهي او اسماء...
عندها اتصل هيوك على هاتف دونغهي...
فأجابت اسماء اخبرها ان لمياء معهم، واخبرها انه سيأخذها لبيت دونغهي
ويلتقوا هناك...
كيونا امسك بكتف لمياء وكلمها :
-" ءانت بخير؟.. هل اتي معك؟"
لم تجبه سوى بلا ومازالت تحمل تلك التعابير الخالية..
هيوك :" لا تخف ستكون بخير، شكرا لك"..
غادر كيونا وهما اتجها للبيت..
وصلا ولم يكن هناك احد، فتح لها الباب واخذها من يدها كالعمياء كانت وهيوك
هو من يقودها، توقفت امام الباب لتدرك انه نفس ذلك البيت الذي عاشت به مع دونغهي
ويارا ابعدت يد هيوك عنها ودخلت بمفردها...
كل شيء كما هو ودونغهي جلس بالتأكيد لانتظارهما جلست بوسط المكان وغطت على
وجهها هيوك جلس بقربها ولم يفعل شيء..
بعد قليل وصل دونغهي واسماء
لمياء اختبأت خلف هيوك بمجرد سماعها فتح الباب امسكها هيوك وهمس:
"لا تخافي"...
امسك دونغهي بقبضتيه بقوة محاولا السيطرة على نفسه ، هيوك ابعد لمياء من
خلفة لتقابل اخاها، الذي ما ان رأها حتى فتح ذراعيه ورسم ابتسامه حانيه على وجهه،
وعندما وجدها لم تحرك ساكن تكلم :
" لمياء الن تحتضني اخاك بعد هذه المدة، فقد اشتقت اليكِ"
وعندها جرت اليه واحتضنته بكل قوتها ثم انفجرت باكيه، هو ربت على راسها
فقط، فقد افرغ ما بداخله قبلا والان هو دورها..كان دونغهي يبتسم حينما احتضنها مع
ان عيناه كانت متورمه من شدة البكاء الا انه شعر بالراحه والسعادة لحظة امساكه
لها...
تأثر اسماء وهيوك بالأمر ودمعت عيناهما ...كانت ليلة كئيبة وحزينة على
الجميع ولكنها انتهت بسعادة، صحيح ان دونغهي كان حزين على يارا ولكن ما شرحته له
لمياء عنها جعله يكف عن التفكير بها، ويوعد نفسة ان يحافظ على لمياء طوال حياته ..
غفت لمياء بعد مدة في حضن دونغهي، تركها وغطاها ، والتفت ناحية اسماء امسك بخديها
وقال بأسف :
-" سامحيني على ما فعلته لك امام البار، اخرجت غضبي عليك"
هزت رأسها نفيا وامست بيديه التي على وجهها
قائله:" لا تتأسف على اي شيء، انا من يجب ان اتأسف لعدم مقدرتي على
مواساتك كما تفعل انت دائما معي، اعذرني لست بارعه في هذه الامور"
دونغهي نفى بهز رأسه:
-" لقد كان وجودك امامي بتلك اللحظة يكفيني، فلم اكن اعلم ما كان
سيحصل لي لو لم تكوني معي"
وقتها هيوك اصدر صوت تنحنح وقال :
-" هل جننتم ام انكم تعتبرونني حائط!!"
التفتا الاثنين ناحيته فقد غفلا عن وجودة فعلا ،
دونغهي :" الم تغادر بعد، ام انك تنوي المبيت هنا"
هيوك :" الى هنا دوري انتهى بالنسبة لك.. تبا لك صديق"
اقترب منه دونغهي واحتضنه بقوة :
-" هيوك انني ممتن لك، لدرجه لا تتخيلها"
ابعده هيوك عنه :" حسنا فهمت، ولكن ما كان يجب ان تجعل محبوبتك تغار
فقد كانت تنظر لي وكأنها تريد اكلي"
التفت دونغهي الى اسماء التي نفت الامر بقوة :" لا تصدقه انه
يكذب"
فضحك الاثنان عليها ...
غادر هيوك لينام بمكان اخر، وقد اخذ اسماء معه ليوصلها اثناء مشيهما تكلما
عن بعض الامور حتى سالت اسماء :
-" دكتور هيوك احقا تحب لمياء"
توقف هيوك ثم نظر اليها ليجيب:
-" لا، انني فقط قلت ذلك، كي يقبل دونغهي مساعدتها"
اسماء :" اه.. انها فتاه مسكينه وقد مرت بالكثير.. انني سعيدة انها
عادت لأخيها" ...
وصلت للبيت ودخلت مباشرتا الى غرفتها تناولت دواء المعدة فقد كانت تؤلمها
بقوة خصوصا انها مجروحة بسبب المنظار الذي عملته الصباح، كانت منهكة تماما ولم
تلقي لألآمها بال وغطت بنوم عميق"
هيوك ذهب الى المشفى ونام بغرفة الاطباء حتى انه لم يخلع جزمته من شدة
تعبه...
فقط دوني من جلس يتأمل اخته طويلا قبل انا ينام...
ظل يفكر في يارا واذا ما كان قراره بتركها صائب، ففي النهاية هي اخته، تمنى
لو يستطع فعل شيء...
***
وهكذا غط الجميع بنوم حتى الظهيرة ...
استيقظ دوني على رائحة الطبخ فتح عيناه بتثاقل ليجد لمياء تطبخ بهدوء تام
.. كي لا توقظه فتح هاتفه ليتفاجأ باتصالات من المشفى ومن هيوك، نظر الى الساعة ثم
قام مسرعا للحمام ولبس ثيابه، تناول الافطار مع لمياء ثم اخبرها ان تلبس وترافقه
للعمل خوفا من مجيء يارا فتسبب لها مشاكل...
وفور وصولهما للمشفى جاء هيوك وهو يستشيط غضبا ليصرخ به :
-" انت نائم الى الان وانا استيقظت من الساعة السابعة"
ضحك دونغهي :" وهل انا من اخبرك ان تنام هنا؟!!"
هيوك كان سيضربه لولا انه رأى لمياء فانحنى لها :
-" اوه... مرحبا بك انسه لمياء ، نورتِ مشفانا"...
عندها اتى المدير وطلب دونغهي على مكتبة ..
هيوك كان يصور الامر بهاتفة ويردد :
-" اخيرا حصل الطبيب المثالي لي دونغ هي على استدعاء لغرفة المدير
للتأنيب بشأن تقصيره"
دونغهي:" كف عن السخف وخذها الى غرفة الاطباء لتنتظرني هناك"
واشار الى لمياء ثم غادر...
اطفئ الكاميرا ومشي وهو يضحك
لمياء :" دكتور هيوك جاي، كيف هو مستوى دوني كطبيب"
هيوك :" ناديني هيوك فقط، ومستواه لنقل انه افضل الاطباء هنا، ولو قبل
الاعمال التي عرضت عليه لكان منصبه اعلى من مساعد طبيب، ولكنه ظل ينتظر منقذته،
الى ان عادت"
لمياء :" منقذته ، من؟"
وصلا الى غرفة الاطباء وجلسا على حافة السرير، يشرح لها كل شيء مربه دونغهي
من بعد رحيلهما، وصولا الى ان خطبته مع اسماء ...
كانت تود مقابله اسماء فالبارحة لم تلاحظ احدا غير دونغهي.. فطلبت منه ان
يتصل بها..
ولكنه فجأة اقترب منها بقوة حتى صارت تشاهد مسامات وجهه من شدة قربه لها
تلعثمت بقولها:" ماذا ستفعل؟"
اخذ الهاتف من خلفها وقال :" اخذ هاتفي، لماذا؟!"
عندها تلقى ضربه قوية على صدرة منها وهي تشتمه :
-" وهل كان عليك اخذة بهذه الطريقة، مجنون"
هيوك :" وهل كنت تتوقعين شيء اخر؟!"
واتصل لأسماء التي كانت بالفعل قد وصلت للمشفى، فمعدتها ضلت تؤلمها طوال
الليل، اتجهت الى لمياء قبل ان تدخل للدكتور هان، جلست معها وتعرفت عليها اكثر،
ناسية امر المها، جلسا ما يقارب الساعة كل تحكي للأخرى تجاربها وامور مرت بها...
ثم اتجهت اسماء للدكتور هان، الذي اخبرها ان لديها بداية قرحة للمعدة، وهذا
امر خطير، فمع تسممها لا يجب ان يكون بها قرحة، وقد وضح انه بسبب شيء اثر بها الى
درجة كبيرة.. عرفت انه بسبب ما حصل البارحة ولكنها لم تتكلم لكي لا يعرف دونغهي...
هو قد عرف بالأمر وبدا منزعج...
بعد خروج الدكتور هان حاولت التوضيح له انه ليس بسبب ما حصل، ولكنه كان
مستاء بقوة فقط نظر اليها وجذبها من يدها طلب من هيوك الاعتناء بلمياء وخرج معها،
كان صامتا لفترة ينظر للفراغ الذي امامه وهو يمسك بيدها بقوة قبل ان يقول وهو ينظر
للأسفل :
-" انا لا اود ان يحصل لك مرض بسببي لذلك كوني بعيدة عن مشاكلي
ارجوكِ"
امسكت بخده ورفعت وجهه لينظر اليها قائلة :
-" اذا كنت حقا لا تود ان امرض بسببك فلا تبتعد عني ابدا.. مهما كانت
ظروفك، اريد ان اتشاركها معك، سعيد، حزين، مريض، غاضب، اود الا تخبئ علي امر..
بسبب مرضي فهذا سيحزنني"
....
احتضنها قائلاً:
-"حسنا .."
ابتعدت عنه وقالت:
-"غبي ماذا عن هيوك ولمياء سيشعران بالقلق فقد كنت بملامح غاضبه"
ابتسم دونغهي قائلاً:
-"اذا سأحضر اليوم مفاجأة لهما.."
وانطلق معها لمكان ما...
اما لمياء وهيوك فقد كانا قلقين فعلا من غضب دونغهي وخافا ان يتشاجر مع
اسماء...
حتى انهما رجعا للبيت فوجداه فارغا من كل الادوات...اتصل هيوك على دونغهي
وعندما اجابه اعطاه عنوان ليحضر هو و لمياء اليه،
وصلا وقد كان كلا من اسماء ودوني بانتظارهما في البيت الجديد الذي اشتراه
دونغهي، وقد جهزا العشاء معا بكل الاصناف، احتفالا بعودة لمياء...
وفور دخولهما الاثنان بصوت واحد
"مفاجأة"
كانت لمياء سعيدة جدا واحتضنت دونغهي فرحا لما قام به، هو واسماء،
ولكن الصدمة كانت عند اكل الطعام فأما يكون الطبق مالحا او فيه زيادة بهارات
او محترق،
كان كلا من اسماء ودونغهي يلقيان باللوم على بعضهما..
انتقلوا مباشرتا الى الكعكة التي صنعاها وقد كان شكلها كفيلا بأن يدل
الجميع على طعمها..
ولكن لمياء اكلت منها كثيرا، وكانت تبدوا سعيدة جدا،
ضحك الجميع واستمتعوا بالاحاديث حتى ان هيوك ابهرهم ببعض الرقصات.. تأخر
الوقت وخافت اسماء ان يتم تأنيبها، فرافقها دونغهي لكي يعتذر عن ذلك...
وبقي هيوك ولمياء لوحدهما بالبيت.. كانت لمياء تنظف الطاولة والمطبخ وفجأة
يقترب منها هيوك وهي تغسل الصحون ويهمس بأذنها :
-" نحن الان لوحدنا،.. الا تعرفين ماذا يجب ان نفعله ونحن لوحدنا
بمنتصف الليل"
بقيت متسمرة بمكانها فأنفاسه تلفح بشرتها وصوته كان مريب وكلامه اجفلها
اكمل بنفس نبرته وهو يحاصرها من الهروب :
-" يجب علينا ان ... ... ..."
شعرت بثقل في انفاسها وكاد ان ينقطع حتى قال:
-" يجب ان نخاف"
عندها تلقى ضربه برسغها على بطنه الى ان اسقطته ارضا والتفتت اليه تصب جام
غضبها فوقه :
-" هل انت مجنون ام ماذا؟ هذه هي المرة الثالثة لسخافاتك"
نظر اليها هيوك :" وانتِ أليست المرة الثالثة لتبقي ثابته بمكانك،
وكأنك تتوقعين مني شيء اخر"
عندها شعرت لمياء بالحرج ولكنها استدركت الامر بقولها :
-" ذلك لأنك غبي منحرف تفكيرك اساسا هو هكذا.. هيا انهض وساعدني قبل
ان ارتكب جريمة اليوم بحقك"
نهض ينظف معها بصمت وهو مرتعب من نظراتها و نبرة كلامها...
وصل دونغهي واسماء الى البيت دخلا وقابلا امها وزوجها، اعتذر لهم وجلس معهم
قليلا ثم هم بالمغادرة، ولكن استوقفه العم ليكلمه على انفراد..
وبمجرد ان دخل معه دونغهي تكلم العم :
-" دعنا نختصر غالحديث، لقد عرفت خلفيتك كلها، امك و اختاك ، كل شيء،
كان بإمكاني مقاضاتك لخدعنا ولكنني سأمرر الامر بصمت، فأختفي من حياتها بصمت، الان
امها تتكلم معها، وانا اعرفها ستحاربنا بعنف لأجلك، لذلك اطلب منك هذا الامر
كمعروف دع الامر وكأنك انت من الغى الامر..."
بالفعل كان يسمع صراخها باسمه من الغرفة الاخرى، حاول التكلم معه بهدوء :
-" سيدي انني شخص محترم وليس كما تظن فتلك امور خارجه عن ارادتي"
عندها صرخ العم بوجهه :
" خارجه عن ارادتك، ان تكون امك خائنه، واختك تعمل في البار كـ*****
والجميع يعلم بها، ويذهب اليها، واختك الاخرى اشيع انها اجهضت مرتين، اتضن انني
طفل لا اعلم بالأمور، أهكذا تكون عائله المحترمين بالنسبة لك"
دونغهي استشاط غضبا مما سمعه على لمياء:
-" انت يجب عليك الا تتكلم بسوء عن شخص لا تعرفه ولا تتفوه بأمر كاذب
عنه، انت فعلا عديم الاحترام، لا يهمك سوى اموالك فقط، ولا تهتم بأبنه زوجتك التي
هي مريضة ولن تحتمل الامر"
العم :" اخبرك لأخر مرة اذا لقيتك بقربها، سأعاملها معاملة سيئة بل
وسيتم حبسها بالبيت لبقية حياتها، والقرار عائد اليك"
خرج دونغهي من البيت وهو غاضب ومستاء ويكاد يجن بسبب صوت اسماء الذي كان
يردد باسمه...
اسماء تم نهرها بقوة من قبل والديها، ولكنها تجاهلت كل شيء وخرجت تلحق به
...
هو كان يمشي ببطء شديد وكأنه ذاهب لملاقاة حتفه
همس بانكسار:
"اي ذنب اقترفناه بحبنا لبعض"..
استوقفه صوتها وهي تصرخ باسمه التفت ليجدها متجهه اليه وقفت امامه وامسكت
بصدرها ارادت ان تعتذر له وتوضح له الامر ، ولكنه نهرها بقوله :
-" هل جننتِ ام ماذا، ماذا تفعلين بمجيئك الان، انا تم الحديث على
سمعتي وقد خدشت بسببكِ، من انتِ حتى تفعلي بي هذا، اغربي عن وجهي الان"
والتفت مغادرا...
هي ظلت واقفه الى ان تلاشا من امامها، وهبت بعدها ريح اسقطتها ارضا، جلست
تنظر الى الارض التي تتبلل بدموعها...
"" هل الامر يتكرر، خداعي من قبل من احب يتكرر، اهو دونغهي من
سمعت منه ذلك""
امسكت على قلبها بكلتا يديها فهي تحس انه سيخرج من مكانه من شدة ما تشعر به
من الم...
دونغهي الذي تصرف بتلك القسوة يسقط دموعه على ما تفوه من كلام لها، تصرف
بتلك الطريقة لأنه رأى احد رجال عمها يراقبهم، وفعل ذلك كي لا يتم حبسها كما سمع،
وبمجرد ان ابتعد حتى اتصل بها، ولكن هاتفها مغلق، وهو الان قلق مما قد يحصل لها...
يتبع......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق