♥ انت مثلجات حياتي ♥
♥ البارت الخامس ♥
: Written By
♔ Άṧṃạắ ♔
عاد دونغهي الى البيت ودخل غرفته مباشرة بدون قول اي شيء لكلا من هيوك
ولمياء، شعرت لمياء بالقلق ولكن هيوك طمئنها رغم انه شعر بالقلق هو الاخر...
هيوك:" لا تخافي يبدوا انه متعب، وانتِ ايضا اذهبي للنوم، وانا
سأغادر"
لمياء:" اين ستذهب؟ اعني بإمكانك ان تنام هنا فالبيت واسع"
هيوك:" لا سأذهب للمشفى، وانام هناك"
هم بالمغادرة ولكن صوتها استوقفه :" لما لا تعود لبيتك؟"
توقف والتفت اليها ثم عاد ليجلس تنهد قائلا :
-"انتِ من لمس الجرح، لذلك سأخبرك بكل شيء.. "
نظر الى لمياء بضيق واكمل:
".. اريد اخراج ما بداخلي علي ارتاح"
لم تقل شيء بل جلست امامه تنصت لما سيقول...وبالفعل بدأ يحكي لها كل امور
حياته...
"انني من عائلة مشهورة بالطب من جدي الاكبر الى ابي واخي الاكبر كلهم
اطباء ذات قدرات فائقة، كل امور حياتنا مرتبطة بالطب..
لذلك شعرت بالضيق من كلمة طبيب وقررت منذ صغري ان ادخل مجال اخر، ولكن
الجميع كان يطمح بان اصبح طبيب جراح وذلك لأنني الاذكى..
بات الامر مزعج بالنسبة لي فأنا اميل بل واحلم ان اصبح فنان مشهور، كنت
اتجاهل كلامهم عن مستقبلي وما يريدونني ان اكون، واواصل التدرب على الرقص دائما، وعند
تخرجي من المدرسة الثانوية قدمت الى تجربة الاداء دون علم احد من اهلي كنت افكر
انه لو تم قبولي عندها سأواجه الجميع واكمل مسيرتي كما اردت، وبالفعل تم قبولي
وكنت سعيد لدرجة لا توصف واخبرت ابي فورا عن كل احلامي وما اريد حتى انني اخبرته
عن تجارب الاداء...
نظر الى لمياء
ـ تسرعت صحيح
.. لكن وقتها كنت صغير وظننت ابي سيفرح بمجرد ان حلم ابنه تحقق.. إلا انه
صفعني بقوة وشتمني بكلمات لن انساها الى اليوم.. قال انني فاشل وقح وانا اخزيه
دائما بأفعالي قال ليتني لست ابنه، لم يكتفي بهذا بل وقد الغى العقد الذي كنت قد وقعته
مع شركة الترفيه.. وسجلني بجامعه الطب.. كنت انوي التمرد ولكني تراجعت عن الامر
فأنا ولد بار بوالدي واطيعهما وخفت ان اخسرهما،
لذلك دخلت كلية الطب، لم اكن اختلط بأحد او اجلس مع احد احضر المحاضرات
وارجع للبيت ادرس، وهكذا الى ان التقيت بدونغهي كان بذلك اليوم يجوب المكان بحثا
عن احد يحظر له محاضره كنا قد اخذناها وهو غائب وهي مهمة جدا، ولكن لم يرض احد
اعطائه، رغم انني كنت الاحظ انه يساعد الجميع ولكن لم يساعده احد، اعطيته اياها
وكان ممتن لي من ذلك الامر البسيط لدرجة احرجتني،
بعدها صرنا صديقين، كنت احس دائما انه يمر بصعوبات كبيرة فقد كنت ارى ذلك
بعينية الحزينتان دائما، كنت اود فتح قلبي له ولكنني اكتفيت بوجوده جانبي وذلك
لأنه يمر بالكثير فقد عرفت انه وحيد واختاه تركتاه ومن يومها وهمه كبير جدا والندم
رفيقة...
اما انا فلم اكن افضل حال منه ففي سنتي الرابعة وعندما حصلت على الترتيب
الاول بالدفعة، اخبرني ابي انه جهز هدية لي، لا انكر انني فرحت ولكن ما لبثت فرحتي
ان اختفت عندما عرفت ان هديتي هي فتاه تم اختيارها لتكون خطيبتي وبالفعل تمت
الخطوبة، مع انني كنت رافض تماما، كان لقائي بها لذلك اليوم فقط ومن يومها لم اعلم
عنها شيء حاولت ان ارضى بحياتي وابدأ معها بعلاقة تقربنا من بعض.. الا انني فقط
عرفت انها لا تحبني، حاولت ان اخبرهم بالأمر، ولكنني كنت عندما اتحدث يتم تجاهلي،
وعندما اصرخ يقولون انني ولد سيء،
لذلك من يومها نزل مستواي بقصد مني وبت اكتب اجابات خاطئة في امتحاناتي حتى
كان تخرجي كطبيب مساعد وليس طبيب جراح،
وزادت خيبه امل ابي،
وصرت لا اهتم بشيء حولي افعل دائما ما يحلو لي واجعل ابي وامي واخي يستاؤون
من تصرفاتي،
واخيرا طردت من البيت عندما تم اكتشاف انني ذهبت الى ذلك المكان، ولم يفكر
اي من والدي بكمية الضغط التي سببوها لي والتي جعلتني حزين جدا، وجعلت مني اتصرف
هكذا..
افكر احيانا في سبب معاملتهم هذه رغم انني اطيعهم اكثر من اخي وانفذ
رغباتهم وانا مرغم عليها وهي على عكس ارادتي،
هل اخطئت كوني اود ان اكون فنان مشهور، ماذا سيحدث لهم لو لم يتدخلوا
بأحلامي ويدمروها،
ومع كل ذلك انا الملام الوحيد انا الولد السيء الذي يخجل ابي من تصرفاته،
انتِ لا تعلمين كم ان الامر مزعج ومؤلم" ..
انتهى من حديثه وقد بللت عيناه الدموع التي مسحها بطرف اصابعه ..
لم تعرف لمياء ما كان عليها قوله فهي حقا مندهشة تماما، فما يبدو عليه هيوك
غير الذي تكلم به، دائما يبتسم دائما يلقي بالنكات ويمزح، كانت تظنه مستهتر ولعوب
ومغرور، ولكن شخصيته تختلف عما هو ظاهر، لقد تأكدت الان انه شخص جيد، رجولي ،
متسامح، وذو قلب نقي جدا...
هيوك نظر الى الساعة وهم بالنهوض قائلا :
-" اوه اخذنا الوقت ، اسف يجب ان اذهب الان"
لمياء:" اه.. حسنا تصبح على خير"
كانت تود مواساته والخوض معه في كل ما قاله لها ولكنها لم تجرؤ واكتفت
بالصمت...
منذ مغادرة هيوك وهو يفكر كيف سيتصرف، فمنذ خروجه من البيت وصله اتصال من
اخاه قد اعلمة بقرار ابيه الجديد، وانه لن يقبل عودته الا اذا تم زواجه بهذه
الفترة فهذا هو الحل الوحيد لتصرفاته، كان سيعود الى البيت بعد ان يأخذ قسطا من
الراحة، ثم ينفذ امر والده رغم معرفته ان الفتاه لا تريده، وكان سيكمل حياته كما
اراد ابيه،
ولكن، ها هو يحب لمياء، انه يحبها ولكن لن يجرؤ حتى على اخبارها، فهو يعلم
انه لن يتم الموافقة عليها من قبل اسرته، وبذلك لن ينجرح سوى صديقة دونغهي وكذلك
لمياء، وهو لا يريد ان يتم اهانه صديقة ابدا، فهو يعرف والده جيدا،
حدث نفسة بهمس:
" نعم سأتجاهل حبي لها، ولن اؤذيها، ولكنني بالمقابل لن اواصل التمثيل
في مسرحية والدي كبطل اعمى يمثل ما كتب بالنص، علي ان اصنع واقعي انا.. حتى لو لم
احصل على ما اريد، ولكن بالمقابل لن يحصل والدي على نهايته المتوقعة"
وصل هيوك الى غرفة الاطباء وقد كانت فارغة ارتمى بتعب على السرير وما ان
غفت عيناه، حتى دخل الدكتور المناوب ليطلب مساعدته :
-" دكتور هيوك ارجوك حالة طارئة وصلتنا والدكتور هان سيستغرق وقتا
للمجيء الى هنا"
انتفض من مكانه فور سماع انها حاله تبع الدكتور هان
هيوك :
-" اهي اسماء؟"
خرج بسرعه الى قسم الطوارئ عندما اكد له انها هي
وصل وهي مغشى عليها وقد صار لون بشرتها شاحب، عمل الاسعافات الاولية الى ان
اتى الدكتور هان، وبعدها نقلت الى العناية المركزة، لسوء حالتها
الدكتور هان كان غاضبا تماما فالسبب هو تعرضها لأمر انهكها واتعبها حتى
فقدت الوعي..
فصرخ على امها التي تبكي :
-" سيدتي انتم لا تهتمون بصحة ابنتكم جيدا، فكما تعلمون هي مريضة،
وتعرضها لمثل هذه الامور قد يدهور صحتها للأسوأ"
الام :" دكتور هان اننا فقط نريد مصلحتها"
الدكتور هان :" بل تريدونها ان تموت فقط"
وغادر وهو غاضب.. عندها تكلمت الام مع زوجها :
-" عزيزي ما كان يجب ان نتصرف هكذا"
اجابها بغضب:" اذا ماذا ، اتريديننا ان نوافق عليه وسمعته بذلك
السوء"
عندها فهم هيوك الواقف امامهم ان صديقة تعرض للإهانة منهم،
غادر ولم يقل شيء، واتصل على دونغهي الذي لم يرد على اتصاله، فأرسل رساله
اخبره فيها ان اسماء بالمشفى وحالتها سيئة جدا، وبالفعل اتى دونغهي بعد تلقيه
الرسالة، لم يكن يشاء ان تأتي لمياء ولكنها اصرت على ذلك بقوة فلم يكن منه الا ان
احضرها، اتجه مباشرتا الى الغرفة التي هي بها، ولكن العم استوقفه بذلك الكلام الذي
اذهل الدكتور هان والطبيب المناوب وهيوك ولمياء
:" انت يا عديم الاخلاق ما الذي اتى بك الان، الم يكفيك ما قلته لك،
ام انك تود ان اهينك هنا"
عض على شفتيه ليكتم غضبه وقال بهدوء:
-" انا هنا كطبيب لأسماء، فأبتعد من امامي"
ولكنه صرخ بدونغهي :" طبيب اي طبيب هذا الذي سمعة عائلته بتلك
الدناءة، اذهب فنحن لا نريد ان تعالج ابنتنا، بل وسننقلها لمشفى اخر عندما تستفيق،
اذهب واعثر على اختك الـ**** بدل ان تعبث مع فتاه حمقاء ومريضة من اجل سمعتها
فقط"
في ذلك الوقت التفتت لمياء لتغادر وهي تبكي، ما كان من هيوك الا ان لحقها،
اما الدكتور هان فقد صرخ على عم اسماء لما قاله من كلام، وطلب منه
المغادرة، واخذ دونغهي الى مكتبه..
هيوك لحق بلمياء التي اصبحت تجري بسرعة في الشارع، حتى امسك بمعصمها ولفها
اليه، ليجد دموعها قد اغرقت خديها وتشهق بقوة
صرخت بوجهه :" دعني وشأني"
وتركت يده لتواصل الركض، مشت الى ان نال منها التعب، واجلسها في ذلك المكان
المرتفع، ويطل على المدينة بكاملها، كانت صامته وتنظر الى الفراغ الذي امامها،
اقترب هيوك منها ببطء ووضع معطفه فوق كتفيها وجلس قريب منها ينظر بصمت كما هي
تفعل، كسرت ذلك الصمت
بقولها:
-" انني عار على دونغهي، ليتني لم اعد، واخرب حياته فقد كانت تسير
بشكل جيد لولا ظهوري، انني استحق الموت، لا احد يتمنى ان اكون بقربه وألوث
سمعته"
وغطت على وجهها بكلتي يديها تبكي مجددا..
هيوك استاء من الامر بل وكاد يصرخ غضبا، اعتلته مشاعر جنونيه وللحظة فقد
سيطرته على كلامه وافعاله
اقترب منها وامسك بكتفها وصار ينظر اليها بعيون مشتعلة قائلا :"من قال
انه لا يريدك بحياته.. من قال ذلك ..؟؟"
صرخ الى ان افزعها..:
" مــــن؟"..
ذهولها لم يكن على صراخه بل على اقترابه مع كل كلمه كان ينطقها ...
-"فانا.. اعرف انكِ فتاه"
..واقترب حتى صار بقرب شفتيها ..
-"نقية "
.. قالها وقد احتكت شفتاه بشفاها ...
كانت عيناها مفتوحة على وسعهما من ما حصل لدرجة عدم تنفسها، ولكنها استفاقت
من ذلك عندما قال :
-" والدليل ان وجهك يعلوه الدهشة بطريقة تدل على انها مرتك الاولى،
انكِ حقا بريئة"
عندها تلقى ضربه قوية بيديها المرتجفة على صدرة وابعدته عنها،
وهي صرخت بغضب:
" قلي انك تريد الموت، انت اكبر وقح عرفته بحياتي، كنت قد تعاطفت معك
ولكنك، تستحق كل الذي يحصل معك"
عندها صار يضحك بقوة، ثم نظر اليها وقال:
-" وبهذا نسيتِ الامر، انك فعلا جوهره نقية"
كانت ستصرخ مجددا ولكنه اكمل بجدية :
-" لا تقولي هذا الكلام امام دونغهي، قد يجرح هذا مشاعرة بشكل اقوى،
فهو فخور بكِ ويحبكِ وسيحافظ عليكِ، فلا تلومي نفسكِ او تخجلي من شيء، كانت غلطة
وقد ندمت عليها"
نظرت الى الارض بخجل:" ولكن سأخرب حياه دونغهي"
نظر اليها مبتسما :" دوني انا اعرفه لن يترك اسماء، وحتى لو لم يتم
الامر فانتِ لستِ السبب، كفي عن لوم نفسكِ"
لمياء فقط نظرت اليه بنظرة ذو معنى عميق، احس من خلالها هيوك انه اخطاء
بتقربه منها، صار يخاف ان تحبه...
وندم على اقترابه منها بتلك الطريقة...
***
اما دونغهي جلس مع الدكتور هان كان كل همه ان تستفيق اسماء ويوضح لها
الامر، فهو لا يأبه بأسرتها، ويعرف انها انهارت مما قاله لها هو وليس بسبب قرار
اسرتها..
هكذا كانت ليلته حتى اشرقت الشمس ومعها، استيقظت اسماء، بوجه متعب وحزين،
بل انها لم تتكلم مع امها او عمها، او حتى الدكتور هان، انها الان لا تريد العيش
تمنت لو انها لم تستيقظ ضمت قدميها الى صدرها وامسكتهما بيديها...تفكر
""ما الذي كنت افكر به عندما غرقت بحبه كليا، فأنا اعرف انني
مريضة يستحيل على شخص ان يظل يحبني، حتى وان كان دونغهي صادق كان لابد ان يمل مني عاجلا
ام اجلا ، لما لم امنع نفسي و اضع حدا لغبائي؟.. وها انا الان الوحيدة التي تعاني،
السعادة هربت مني منذ زمن فما الذي جعلني ابحث عنها""
امسكت بمعدتها بقوة فالألم اقوى من ان تتحمله، وكثرة التفكير بالأمر يجعل
معدتها تقطعها من الألم...
وصارت تصرخ..
اعطاها الدكتور هان مهدئات قوية جعلتها تنام مجددا..
ثم اخبر ام اسماء ان تذهب للبيت فحالتها استقرت ولا داعي للقلق، وهم
سيعتنون بها، غادرت بسبب العمل، والدكتور هان اخبر دونغهي ان يتابع حالتها..
دخل وجلس بجانبها فقط ينظر لوجهها الشاحب وفتور جسمها وتعبها الذي يجعل
قلبة مشتعل بألم كبير، تمعنها جيدا، وقرر انه لن يستسلم ويتركها حتى لو تمت اهانته
الاف المرات، فهو يعلم انها مريضة وسيتسبب ذلك بتعبها بشكل كبير، يريد سعادتها حتى
لو كان على حساب تعاسته هو...
خرج وتركها ليذهب الى البيت حيث هيوك ولمياء اللذان للتو استيقظا، وكانا
سيحضران للمشفى..
اقترب من لمياء واحتضنها
قائلا بنبرة حزن:
-" لمياء اسف انني جعلتكِ ترين كل ذلك، سامحي اخاك"
شعرت بغصة تخنقها وكانت ستصرخ بأعلى صوتها ولكنها تذكرت كلام هيوك فقالت
بهدوء:
" لا عليك ذلك لم يكن شيء، فقط كنت حزينة عليك وعلى اسماء، فانا
اريدكما ان تكونا معا"
ابعدها ومسح على رأسها وبحان كبير قال :
-" لا تقلقي اخاك قوي، وسيفعل المستحيل من اجل اسماء"
ثم نظر الى هيوك ولمياء واكمل:
-" هلا فعلتما شيء من اجلي"
الاثنان معا :" بالطبع ، ما هو "
وشرح لهما دونغهي ما يريده، كانا مندهشين تماما من الامر، ولكنهما يستمعان
بحماس للأمر...
وعندما غادر دونغهي ..
هيوك :" اخبرتكِ دونغ هي ليس بسيط، لقد تفاجأت فعلا"
لمياء :" ولكن ماذا لو لم يتم الامر كما هو يريد"
هيوك امسك بكتفها وغمز لها :" بلى سينجح، ونحن ماذا نفعل"
وضحكا كلاهما...
***
عاد دونغهي للمشفى وذهب لمكتبه بعد ان اطمئن عليها،
اسماء انتهى مفعول المهدئ وباتت تستفيق، نهضت والمكان خالي تماما، ابعدت
المغذية من يدها ثم اتجهت الى النافذة فتحتها لتستنشق كمية كبيرة من الهواء، وتنظر
بصمت وحزن عميق، امسكت بمعدتها التي باتت تؤلمها كلما تذكرت دونغهي، واذا بشخص
يمسك بها من الخلف ويضع يده فوق يدها ويتنهد بقوة فقط بدون قول اي شيء...
هوت دموعها، وعضت على شفتاها، ابعدت يدها من تحت يده..
فتكلم :" اعلم انكِ مستاءة ولكنني فعلت ذلك لأنه كانـــ...."
قاطعته :" اصمت لا اريد سماع صوتك، فقط دع يدك على هذه المعدة اللعينة
التي باتت تؤلمني لدرجة لا تحتمل، فلم اكن اعلم ان دواها هذه اللمسة"
ورفعت يدها لتضعها فوق يده وتمسك بها بقوة،
واكملت:
-" انت قاسي وبلا قلب، وانا لا افهم ابدا، مل مني بقدر ما تشاء فانا
لن اكف عن حبك"
وبتلك اللحظة يدخل كلا من الدكتور هان وعمها وامها...
تركته خوفا من ان تتم اهانته مجددا، ولكنه امسك بيدها بقوة ونظر الى
والداها قائلا:
-"انا ارجوكما دعونا نتم الخطوبة"
العم :" انت بلا كرامة ولا ينفع معك الكلام ابدا..."
عندها صرخت اسماء :
-" ارجوك عمي يكفي، ارجوكِ امي يكفي، انا ارجوكما ان توافقا ان نكون
معا ارجوكما"
وجثت على ركبتيها وهي تبكي وتترجاهما، كاد ان يغمى عليها عندما سمعت رد
امها القاسي ونهرتها مجددا،
ولكن دونغهي اتخذ خطوة جريئة وقال :
-" انا لن اتركها حتى لو رفضتم"
الام :" هل جننت ام ماذا؟"
العم :" حسنا ، سأوافق، ولكن ان اخترتِ هذا الرجل فلا عودة لك للبيت
ابدا وستشطبين من سجل العائلة وتحرمي من ميراث ابيك، فهل ما زلتِ تريدي المضي بهذا
الامر"
ثم نظر الى دونغ هي
-" وانت أستستمر في الاصرار بعد هذا؟، وانا لا امزح"
نظرت اسماء الى امها علها ترحمها او تحس بها ولكنها لم تقل شيء سوى النظر
اليهما..
رمقت امها بنظرة قهر وحزن والم ثم قالت:
" نعم اتخلى عن كل شيء وسأبقى معه"
كان دونغهي سيمنعها من قرارها فهو خاطئ، ولكنه تراجع بل واكد الامر للعم
بقوله :
-" وانا اود الحفاظ عليها لتبقى معي مهما كلف الامر"
الام :" انت عديم احساس، تأخذ ابنتي مني؟!"
انحنى دونغهي قائلا :
-" اسف ولكن انتم لم تقدروا ابنتكم، ولا تهتمون لسعادتها ابدا"
العم :" اذا هيا نغادر، وبالفعل لا تفكري بالعودة للمنزل"
نظرت الى دونغهي ودموعها تهوي :
-" لقد تخلت امي عني، امي تخلت عني"
وبعدها صارت تتألم بقوة ، اعطاها الدكتور هان مهدئ اخر حتى نامت، وتكلم مع
دونغهي واعلمه ان الامر اصبح خطير فكثرة المهدئات قد تودي بها...
جلس بقربها متأكد ان قرارها و قراره كانا صحيحين ولم يخطئا ابدا، جلس منتظرا
منها ان تستفيق مجددا ليخبرها بما اقدم عليه متمنيا ان يسير الامر كما اراد...
***
هيوك ولمياء خرجا وذهبا الى ذلك المكان الذي تم حجز فستان الخطوبة من هناك
دخلا واعتذرا عن الحجز ..
هيوك :" نحن متأسفون لقد تم الغاء حفلة الخطوبة، واصبحت حفلة زفاف،
فهلا اعطيتنا، ذلك الفستان، وتلك البدلة، لو سمحتي سيدتي"
لمياء:" وااااااااااااو انه رائع جدا"
هيوك :" ان ذوق اسماء جميل جدا"
اتت السيدة واحضرته لهم هيوك حاسبها وهم بالخروج ولكنها استوقفته :
-" الن يجربة العروس والعريس، قد يحتاج بعض التعديلات"
لمياء :" ان العروس الان مسافرة وستأتي فقط غدا، وكذلك العريس، كما
نأمل جمعينا"
هيوك نظر الى لمياء نظرة فاحصة ثم قال:
-" اعتقد ان مقاسكما واحد، لما لا تجربيه انتِ، فبالفعل ستكون مشكلة
لو لم يكن المقاس، وانا سأجرب بدلة دونغهي"
ترددت قليلا ولكنها وافقت، لبسته وكانت غاية في الجمال كانت تنظر لنفسها
بإعجاب كبير بالمرآة التي امامها،
وكذلك هيوك كان رائعا،
لم يدركا الا وقد فتحت الموظفة الستار الذي بينها وبين هيوك فالتفتت وهي
تشهق بقوة،
امام هيوك الذي سحر بجمالها تماما، اقترب منها بدون ان يقول شيء وقف امامها
ثم دنى منها بهدوء جاعل من قلبها ينبض بجنون وتتوتر فنظرته احرجتها وقربه كاد يقضي
عليها..
مد يده وسحب تلك الربطة التي تلف شعرها لينسدل بروعه على كتفيها ابتسم وقال
:
-" هكذا اجمل"
لم تعرف كيف تتصرف كان مواصل بالاقتراب منها ولكنها لم تفعل شيء حتى انها
لم تعد تقوى على الابتعاد، ولكن صوت الموظفة اتاهما :
-" سيدي هل اعجبكما هل ستشتريه"
هيوك التفت اليها بغضب :
-" لقد دفعنا مسبقا بالطبع سنشتريه"
وابتعد عن لمياء واغلق الستار..
لتبدا لمياء بالشتم ولكن هذه المرة تشتم نفسها
:" لماذا لم اتحرك هل جننت ام ماذا حصل لي؟"
غيرت ملا بسها ولفت شعرها مجددا وخرجت كلاهما لم يقوى على النظر لوجه
الاخر، ولكن هيوك كان يكسر الصمت بين الحين والاخر بمزحاته ، الى ان وصلا الى مكان
شراء الخواتم كان دونغهي قد حجز مسبقا... اخذاها واتجها الى قاعه الاحتفال
ليحجزاها..
حتى انهما قاما بالمشي في المنصة ، كانا يضحكان على تصرفهما الطفولي،
ولكنهما كانا مستمتعان بالأمر تماما...
اتصل هيوك لجميع اصدقاء الجامعة، والدكاترة وجميع اصدقائهم ليدعوهم..
واخيرا انتهيا من الامر وقد كانا متعبين تماما وبل ويكادان يموتان، صارت
الساعة الحادية عشر مساءاً، كل شيء جاهز فقط يأملا ان يأتيا العروسان.. في الوقت
المحدد غدا..
اصبحا يمشيان ببطء في الشارع من تعبهما، ولكن لمياء لمحت شخص تعرفة وجرت
تنادي عليه :
-" كيوناااا كيوناااااااااا انتظر "
وعندما التفت ووجدها لمياء جرى اليها واحتضنها ثم بدا يعاتبها:
-" نونا هل انتي بخير، كيف حالك، كيف لا تتصلي بي منذ ذهابك"
لمياء :" اسفه كيونا، كنت مشغولة، لنشرب شيئا ما معا، ثم غادر"
وجلسوا في طاوله لمحل كوفي كانا يتكلمان براحه مع بعضهما ويضحكان ناسيان
هيوك الذي كاد يموت غيضا..
تكلم ساخرا
هيوك :" انت يا ولد كم عمرك"
كيونا :" اسمي كيونا، وعمري خمسة عشر عاما، ايها المحترم"
هيوك ضحك بسخرية :" اذا انت واقع بحب نونا"
كيونا :" وما شانك انت؟ "
لمياء:" كفاكما، حسنا كيونا سأغادر الان، انتبه لنفسك ولنبقى على
اتصال"
وبعد ان غادرا تكلمت لمياء :
" انت طفولي كيف تقول مثل هذا الكلام"
هيوك :" انتِ.. أتحبين ولد اصغر منك؟"
لمياء :" لا.. ءانت غبي ام ماذا، هو فقط كان كمنقذ لي طوال السنتين
الماضية، فلولاه لكنت انتهيت، ساعدني واهتم لأمري، وكان دائما موجود
لمواساتي"
هيوك :" ولكن الا تعلمي بانه يحبك؟"
لمياء :" لا تبالغ، انه فقط كأخ صغير لي"
هيوك :" ابالغ لقد كان يكلمك وعيناه تكادان تقفزان فرحا"
لمياء:" ولماذا تشغل نفسك بالأمر اساساً سيد هيوك"
هيوك وهو يدعي عدم الاهتمام :" انني فقط استفسر، فضولي، ما شأنك
بي"...
وصلا للبيت اتصلا بدونغهي واخبراه ان كل ما اخبرهم به تم تنفيذه، جهزت
لمياء غرفة الضيوف لهيوك، كلاهما كان متعب وناما مباشرة...
دونغ هي وهيوك ولمياء يتمنون ان الامر يتم بدون مشاكل...
واخيرا اشرقت الشمس التي طال انتظارها على دونغهي، وهو يمسك بيد اسماء فقد
نام عندها ولم يشأ ان تفيق ولا احد بقربها،
كان ينظر اليها ويفكر لما لم تستيقظ الى الان
شعر بالقلق لذلك هز كتفيها بخفة ونادا بأسمها بخفة..
وها هي تفتح عيناها ذو لون السماء لتجعل تلك الابتسامة ترتسم على شفتاه
تلقائيا..
ظلت تنظر اليه فقط فتكلم :
" اهذا كله نوم، انهضي فلدينا اشياء كثيرة نقوم بها"
اسماء:" ما هي هذه الاشياء، انا متعبة جدا اليوم"
مسح على شعرها :" حقا، أتودين ان تفسدي حفل زفافي؟"
بدت متفاجئة وقالت :" ماذا حفل زفاف؟"
دونغهي :" نعم حفل زفافي معك"
قال كلماته وهو ينظر اليها وينتظر جوابها، ولكنها لم تقل شيء فقط تنظر
للفراغ الذي امامها بضيق.. فأمسك بكتفها وساعدها على الجلوس ثم تكلم بجدية :
-" ماذا الم يعجبك الامر، سألغيه إن لم يعجبك"
وعندها دخل هيوك ولمياء يصرخان
-"ماذا تلغوا هاه؟"
هيوك :" سالغيكما انتما من الحياة قبل ان تفكرا في إلغائه"
لمياء:" اسماء هيا معي الى محل الكوافير"
هيوك :" وانت هيا معي لتتجهز، لم يبقى على الحفل الكثير"
وخرجت اسماء مع لمياء ودونغهي مع هيوك.. ولم يتركا مجالا لأحدهما
بالكلام...
كانت اسماء تبدوا متعبة ولكنها تحملت الامر،
ذهبا الى محل كوافير وبعد ساعتان من التجهيزات صارت العروس جاهزة، كان
شعرها ملفوف الى خلفها وفوقة الطرحة، تلك الزينة التي وضعت عليها لتظهر جمال
عيناها بشكل خاص وجمالها بشكل عام، جعلتها فاتنه.. اما الفستان كان منساب عليها
بروعه وكأنه قطعه منها ...
وكذلك دونغهي كان جميل جدا ببدله العرس وشعرة الذي رتب بطريقة جعلته جذاب
ووسيم...
وصلا الى مكان الاحتفال وقد كان الناس هناك، ولكن الصدمة وصول رساله لهاتف
لمياء من كيونا وقد كانت
"اخذري يارا تنوي افساد الزفاف"
ردت عليه بأرتباك
"ارجوك كيونا حاول منعها"
اخفت لمياء الامر على اسماء ، ولكنها ارسلتها ليهوك فورا، كانا لا يعرفان
كيف يتصرفان ولكنهما لم يخبرا العرسان ابدا، بدأت المراسيم تقدم دونغهي وهو يمشي
بعروسته وقتها اسماء شعرت بضيق، فكم تمنت امها ان تكون موجودة وان اباها هو من
يجرها الى عريسها.. ارادت دعم من عائلتها.. ولكنهم تخلوا عنها، احس بها دونغهي
فأمسكها بقوة وواصلا المشي،
"" لم اكن اتوقع ان امشي في هذه المنصة ابدا مع مرضي هذا ، ولكن
انا ممتنه ان دوني ظهر ليحقق احلامي ويرجع سعادتي، انني لا اريد سعادة
سواه""
""انتظرتها لسنتين، وانا لم يرف قلبي لأحد غيرها، وها انا امشي
معها لنكون زوجان ، صحيح مررنا بالكثير، ولكن الان لا اريد سعادة
سواها""
""اخي انا اسفة على كل ما سببته لك من الم وضيق، وانا ممتنه
لأسماء انها كانت سببا في تخطيك لصعابك، وانا سعيدة بمشيكما هنا امامي لتزفا
لبعضكما، اتمنى ان يارا لا تفسد الامر""
""دوني صديقي انت محضوظ حصولك اخيرا على من تحب، عانيت حتى حصل
الامر ولكنه حصل، فهل ستكون نهايتي كما انت""
هذا كان تفكير الاربعة بتلك اللحظة...
فرح حزن ابتسامه خلف وجه خائف ومتعب.. وقلق قلوب تطرق بخوف وسعادة بنفس
الوقت.. انه شعور غريب قد مر على الجميع بتلك الحفلة..
اتمت مراسم الزفاف بهدوء ولم يحصل شيء كما توقع هيوك ولمياء...
ولكنهما سعيدان رافقا العرسان الى سيارتهما ليذهبا الى فندق حجزه هيوك لهما
ليقضيا ليلتهما الاولى ..
***
بعد ان غادر العروسان الى الفندق جلس كلا من هيوك ولمياء في طاوله وتنهدا
براحة، مستغربون من عدم مجيء يارا لتخرب العرس كما اخبرهم كيونا، نظرا لبعض وهما
يتنفسان بصعوبة وكأنهما كانا في حرب وليس عرس،
ضحك هيوك على هلعهم المستمر بالأمر وقال :" اولينا الأمر اهتمام اكبر
من اللازم صحيح"
شعرت لمياء بالغرابة :" انني اعرف يارا بالفعل كانت ستأتي، اتساءل ما
الذي حدث مع كيونا؟"
وبتلك اللحظة دخل كيونا وبوجهه كدمات اخذ كأس ماء وشربه ثم جلس يشرح للمياء
وهيوك ما حصل...
"لقد كانت فعلا ستدخل وتفسد العرس، ولكنني رأيتها وامسكت بها بقوة
واخذتها لمكان بعيد، والمفاجأة انها كانت تبكي، ولم تفعل شيء غير الصراخ بوجهي
وضربي بكل ما تملك من قوة، وظلت تضربني الى ان رأينا معا سيارة العرسان تتجه
للفندق، وبعدها طردتني من البار انا وابي""
انذهلا الاثنان مما فعلت يارا ، ولكنهما انذهلا اكثر بروعه موقف كيونا وكيف
تصرف معها حتى انتهى موعد الحفل، حتى انه طرد هو وابيه من العمل..
هيوك حاول تلطيف الجو، فقد كان ابوه يعمل كنادل في البار وكيونا يعمل منظف
هناك :
" وهل كان عملا يفتخر به لقد تخلصتم منه"
صرخ كيونا بقوة :" وما ادراك انت ايها الولد المدلل، لقد خسرنا قوت
يومنا"
لم يدرك هيوك انه سيغضب هكذا، لمياء استدركت الامر وهدأت كيونا
بقولها :
" كيو انه لا يقصد، انا اسفة حصل الامر كلة بسببي"
كيونا اقترب منها وامسك بيديها قائلا :
" لا تقولي هذا الامر فلو كان على الموت لأجلك لفعلت"
مسحت على رأسه وشكرته مجددا..
كيو :" وااااو انت اليوم رائعة نونا، من اين اتى هذا الجمال"
ضحكت وهي تمسح بشعره مجددا..
هيوك التفت للجهة الاخرى يضحك بسخف ويكلم نفسه :
"اما انها ساذجة ، او انها تدعي السذاجة"
التفت اليهم وابعد يدها التي على رأسه ويده التي تمسك بيدها قائلا :
" الن نذهب اكاد اموت تعب"
اجابه كيو :" اذهب من امسك بك"
هيوك :" ايها الصغير اتريد ان افرغ نوبة تعبي عليك"
كيو تقدم منه :" جرب"
وقفت لمياء بالمنتصف وهي تهدئهما :" هل جننتما"
ثم نظرت لهيوك
".. هيوك أستشاجر ولد صغير"
عندها ضحك هيوك والتفت
" صحيح هو ولد صغير لا اكثر"
كيونا اعتلاه الغضب بتلك اللحظة وتقدم ناحية هيوك ولكن لمياء ابعدته
وصرخت :" كفا عن السخف"
ثم نظرت الى كيو :
" وانت تعال لأضمد لك هذه الكدمات"
ذهبوا الى الصيدلية وتمت معالجة جروح كيو، ثم غادر،
هما اتجها الى البيت، دخلت لمياء وانارت الاضواء ثم اتجهت الى غرفتها وغيرت
ملابسها، خرجت الى هيوك وجدته مرمي فوق الاريكة وفارد كلتا يدية ومغمض لعيناه،
ظنته قد نام لذلك اخذت غطاء من الغرفة ووضعته علية ثم جلست تتأمله تنهدت وحدثت
نفسها بصوت مسموع :
" هيوك ، هل الحب يعترف بالمسافات التي بيننا...وهل القلب يعلم
بالمستحيلات...وهل العقل يدرك العقوبات.. اكنت سأقع في حبك الظالم لي...اكنت
سأتمنى مكان بقلبك المستحيل علي دخوله...لا.. ماكنت سأفعل كل ذلك... لكنني اعترف
حبك اجمل عذاب حصلت عليه وراضيه به...يكفيني انك امامي.."
مسحت دمعتها التي نزلت لتفضح لكل من يراها بتلك المشاعر التي بداخلها، قامت
واتجهت الى الباب خرجت الى السطوح، فالجو رائع ونسمات الصيف الدافئة تبعث بالراحة،
جلست بصمت تتأمل المكان، وافكارها تتمحور حول هيوك التي لا تعلم متى بدأ قلبها
بالخفقان له، ولماذا هو من بين كل الذين قابلتهم، فهي تعلم ان لا سبيل لها معه رغم
قربهما، ضمت ركبتيها بيديها ووضعت رأسها عليهما واطلقت تنهدا كبيرا...
ولحظتها تفاجأت بهيوك يجلس بقربها ، التفتت اليه بتفاجئ
لمياء :" اوه متى استيقظت"
اجابها بدون ان ينظر اليها :" الان...نمت سابقا ولم احس بنفسي، هل
غطيتني"
ونظر اليها..
اجابت :" نعم"
وظلا ينظران الى اعين بعض لفترة، ثم التفت هيوك ليعاود النظر الى امامه ..
"" هل ما اقوم به صحيح، تجاهلي لمشاعرها التي اتضحت لي اليوم،
وايضا تجاهلي لمشاعري، على الاقل ادعها تعرف كما عرفت انا، فلا اريد تحمل الامر
لوحدي، ولكن لا يحق لي البوح بأي شيء، ولن اجرحها اكثر من هذا يكفيها انها تحبني
وهي تعلم ان لا امل لهذا الحب""
قطع تفكيره صوت لمياء :" هيوك، ما بك؟ تبدو متضايق من امر ما"
هيوك :" نعم متضايق من زواج صديقي قبلا مني"
ونظر اليها مبتسما محاولا ان يخفي تلك المشاعر الحزينة، حاول ان يلطف الجو،
لا يعلم انه بذلك يزيد الم لمياء، نظرت اليه بمرارة ونطقت حروفها التي هزت كيانه :
" الم اقل لك ابتسامتك بشعه ، لذلك كف عن الضحك امامي"
كلماتها جعلته ينسى كل الحواجز التي رسمها هو لنفسة قبل قليل واقترب منها
هي التفتت للجه الاخرى عندما كاد يقبلها،
وتكلمت بطريقة متكسرة :
" لا اعرف لما دائما توقعني بشباكك، بهذه الحركات التي لا تعني بها
شيء، ولكنها تزيد من لهيب قلبي الغبي، وامسكت بقلبها الذي يطرق بجنون..
امسك بذقنها بأصابعه وادارها ببطء ناحيته وقال:
" بلى اقصد"
واطبق على اي استفسار كانت ستدلي به من نظراتها المستغربة وذهول ملامحها
بشفتيه..
ترك ذقنها واغلق على عينيها المفتوحة على وسعهما مما قام به ...
يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق