الاثنين، 16 مايو 2016

#أنت مثلجات حياتي# البارت الثالث

♥أنت مثلجات حياتي ♥


♥ البارت الثالث ♥


: Written By 
Άṧṃạắ



كانت للحظة ستوافق فقد كان ينظر اليها بلهفة وشوق ورجاء لتبقى، هي ايضا كانت غارقة بحبه وتريد البقاء معه لا تريد ان تتركه للحظة ...
ولكن ...


"لا اسفه دوني لا استطيع.."


ابعدته عنها ونهضت بسرعه.. اخذت الحقيبة وبيديها المرتجفة اخرجت هاتفها، كانت امها المتصلة.. اجابت وهي تحاول قدر المستطاع تهدئة صوتها :


"نعم امي..."


..."اااه اسفة خرجت مع صديقتي لبعض الوقت..."


"..........."


"اه ...عرفتها في المشفى من فترة قريبة.... حسنا سأعود الان"


اغلقت الهاتف ورتبت شكلها واخذت معطفها نظرت الى دونغهي الذي كان ملتفا للجهة الاخرى قائلة:
"سأغادر...."


وغادرت على الفور ...
عند وصولها للبيت استفسرت الام عن هذه الصديقة التي ظهرت فجأة..
اجابت اسماء بخوف وارتباك كبير ..فشعرت امها بأنها تخفي امر ما..
فبالقدر الذي تستطيع اخفاء حزنها والمها ببراعة.. ولكن مشاعرها لا تقوى على اخفائها ابدا.. اقتصر الامر على السؤال فحسب ولم تتكلم الام عن سبب ارتباكها الواضح، دخلت غرفتها واغلقت الباب وهوت على الارض فبالكاد حملت نفسها الى هنا وتذكرت الامر...
"انه ..اااه ..لا اعرف ولكن كنت للحظة سأسلمه نفسي.. لقد سحرني بلمساته وكنت لا اشعر بنفسي كنت حقا لا اود الابتعاد عنه ....


-امسكت برأسها-


....لولا الهاتف ايقظني..ااه...عندما اكون معه اكون كدمية تستجيب لما يريد فقط...يا الهي.."
.....
من جه اخرى دونغهي بعد مغادرتها.. ضرب الطاولة بقوة بيديه ثم اتجه الى المغسلة وغسل وجهه وجلس على احد الكراسي.. عض على شفته وبدأ يلوم نفسه على ما حصل ..
" يالي من احمق غبي.. بل لقد جننت كيف لي ان اتمادى بقولي ذلك..
ولكن حقا لم اكن اعي شيء وهي بين يدي شعرت بالرغبة بالمزيد لم اكن افكر سوى بإغراق نفسي بها.. ماذا ستظنني الان؟...اااه تصرفت بطيش وحمق...".............>//<


عاد الى البيت نظر الى المكان تنهد براحه من عدم وجود هيوك وارتمى على فراشه يحاول ان ينام فهذه هي الطريقة التي ستنسيه ما حصل..
***


هيوك لم ينسى روعه اعتلائه للمسرح واراد ان يجدد ذلك الشعور الرائع حتى وان كان في حانه فقط.. فقد كانت كفيلة ببث السعادة لقلبه..








عاد مجددا الى تلك الحانه ومنذ دخوله من الباب سمع صوت صراخ في اخر الرواق ذهب ليرى فتفاجأ بتلك الفتاه التي من المرة السابقة وامامها رجل شبه ثمل يصرخ بها:


-"هيا اليتها الـ***** ادخلي معي.."


الفتاه: "تبا لك اخبرتك انني لا اريد.. اغرب عن وجهي.."


-"هههه هل فقدتِ عقلكِ هذا هو عملك ...هيااااا..والا سأسحبك بالقوة.. هه الم اعجبك الست من مستواك...وان يكن فأنتِ لا يحق لك الرفض ايتها الــ*****.."


صرخت بوجهه بقوة: "كف عن الشتم اليها المجنون عديم الاخلاق..."


ضحك بقوة كبيرة: "انا عديم اخلاق ايتها الـ******.."


ومد يده وصفعها...


ثم امسكها من كتفها يسحبها الى الغرفة
-"سترين ماذا سأفعل بك ايتها الــ******.."


بتلك اللحظة تقدم هيوك وامسكه من يده وادارة اليه ليلكمه بقوة على وجهه الى ان اسقطه ارضا وبدأ برفسه بقدمية ثم اقترب منه وهو يمسك قميصه وقال وهو يشد على اسنانه:
-"الم تسمعها هي لا تريد ايها القذر عديم الاخلاق.."
التم الناس حولهم وابعدوا هيوك من الرجل الذي بدأ الدم يخرج من فمه والكدمات كثيرة على وجهه.. كان الناس يتساءلون من تصرف هيوك فهذا هو عملها..
صرخ بهم بعدم التدخل وهو يمسك بيدها..
حتى اتوا الموظفين وجروا هيوك
للخارج لأنه تسبب بمشكلة.. كان جالس في الارض بعد ان رموه خارجا واضعا يده على ركبته..


نظر الى المكان وصرخ:
-"تبا لكم كنت اريد اعتلاء المسرح فحسب..."


بعثر شعرة بيده فقد اصبح مستاء جدا.. هم بالنهوض فرأها واقفه امامه تمد يدها له ..كان يريد فتح فمه ليصرخ بها فهذا كله بسببها ولكنها بادرت بالكلام:


-"اسرع ينوون ان يبرحوك ضربا هنا ..قم والا لن تنجو..."


لم يسعه الا ان مد يده وامسك بيدها وقام يجري خلفها كانت تجري بسرعه وتدخل من ازقه كثر وهي تجره من يده كطفل صغير.. حتى توقفت اخيرا عند مكان مرتفع قليلا امسكت بصدرها لتلتقط انفاسها.. افلت هيوك يده منها وصرخ:


"يااا.. انا لست طفل حتى تجرينني ورائكِ هكذا...اين هذا المكان!.. ومن سيضربني هاه؟..."


التفتت اليه وقالت متجاهله استفساره:
"اصبحت بمأمن هنا.. الان يمكنك المغادرة من هذا الاتجاه ..
-اشارت بيدها-
..وبهذا اكون غير مدينة لك بشيء..."


ادار وجهه لجانبه يضحك بسخف ثم عاود النظر اليها
قائلاً: "غير مدينة لي بشيء ..حقا انتِ شيء اخر.. بدل ان تشكرينني مراراً وتكراراً على انقاذي لكِ.. تقولين هذه الترهات هاه..."


الفتاه: "انظر انني لا احب هذا النوع من الرجال.. المستهتر.. المغرور.. الذي يظن نفسة كل شيء بدون ان يأبه لمن حوله.. لذلك كن جاد وغادر من هنا..."


كانت تهم بالعودة ولكنه استوقفها بمسك معصمها وقال:
"حسنا سأسألك سؤال واحد.."


ترك يدها ونظر اليها بجد واضعا يده على ذقنه وقال:
"انتِ لست من النوع الذي يناسبه العمل هنا.. فهل لي ان اعرف لماذا تعملي هذا العمل؟...انتِ مجبرة على ذلك ام ماذا؟..."
خنقها ما سمعته امسكت على يديها بقوة قائله وهي تغادر: "لا شأن لك..."


توقفت عندما سمعته يقول:
"قد لا يبدوا علي ولكنني في الواقع طبيب..."


صمت قليلا ليأخذ نفسا ثم يزفره بقوة واكمل:
".. نعم انني طبيب واعمل في مستشفى ولكن ظروفي اجبرتني على المجيء الى هنا.. انني حقا لست لعوب ولا مغرور.. ولكنني احاول ان انسى مشاكلي بالمجيء الى هنا فحياتي كلها مرسومه كما ارادها والدي فحلمي ان اصبح فنان مشهور يهز المسرح برقصه.. وليس طبيب.. هه.. قد تستغربين لِما اكلمكِ.. ولكنني احس بأنك مثلي لا تحبين ما تعملينه وانكِ مجبرة على هذه الحياة...فهل انا محق!!"


ضلت تستمع له الى ان صمت منتظرا جوابها.. كانت دموعها تجري بخديها بصمت مسحتها بطرف اصابعها والتفتت اليه وكل ما قالته:


"انت طبيب؟..."


رفع نظره الى الاعلى ثم تنهد بغرور وامسك بشعره




اجابها: "نعم صدقي او لا تصدقي ..ولكنني طبيب مشهور جدا.. صحيح ابدوا صغيرا ووسيما وتخرجت منذ سنه فقط لأكون طبيب.. ولكن امتيازي جعلني طبيب بسرعه فأنا الاول على دفعتي .."


الفتاه: " السنة الماضية؟..."


كانت تنظر اليه بعيون متلهفة وبصوت مرتجف قالت حروفها:
-" هــ ـــ ـــ......ـــل تعـــ ـــرف شخصا يدعى........."


اسكتها صراخ احد ما ات اليهما:
-"لمياء لمياء..."


وقفت امامهما ووضعت يديها على خصرها واكملت:


-" .. اختي الغبية.. ماذا تفعلين هنا هاه.. انا ابحث عنك فهناك اناس كثيرون يريدون نبيذ وانا كما تعلمين مشغولة"


لم تجد جواب من لمياء فقد شعرت بالخوف..
فالتفتت الى هيوك المذهول من منظرها فقد كانت تلبس لبس شبه عاري.. وتتكلم بوقاحة اقتربت منه ومدت يدها لتغلق فمه المفتوح قائلة:
-"من هذا القط الصغير الخائف..."


ابعد يدها عنه وبخوف قال وهو ينظر الى لمياء:
-"لا تقولين ان هذه الـ**** اختكِ...مستحيل..."


اشتعلت عيناها بالغضب لجراءته اقتربت منه حتى اختلطت انفاسهما :
-"هه نعم انني ***** فهل تريد الدخول معي الى الداخل ايها اللقيط..."..


هز رأسه بسرعه نافيا كالأبله..
ابتعدت عنه ونظرت الى تلك القابعة بدون حراك وقالت:


-"من هذا القط الخائف؟.. هل تعرفينه؟!"...


لمياء: "لا.. لا اعرفه ... كان تائه ودللته على الطريق فحسب..."


فأمسكت بيد اختها وجرتها معها وغادرتا...


هيوك اتكأ على حجرة كانت بقربه وازدرد لعابة ليبلل حلقة الذي جف من جراءتها..




"اووووه يا الهي احقا هن اخوات لا اصدق...مجرد التفكير في الامر يجعلني اشعر بالقشعريرة..."


امسك بكتفيه وغادر بخوف.. لكنه لم ينسى نظرة لمياء احس بأنها حقا مجبرة ولا تستحق ان تكون هنا مع تلك الـ***** ..ادرك هيوك انه يريد مساعدتها واخراجها من تلك الحياة والسبب.....


"اعتقد انني منجذب لها .. انجذب لفتاه هكذا تعيش.. ولكن لا ذنب لها ان تكون مع اسرة كهذه.. لو فكرت بالأمر من منظور حياتي فلا امل لي بأن اكون معها... ولكن على الاقل سأساعدها.. فعلى الاغلب انا اشفق عليها فحسب"....
عاد للبيت ليجد دونغهي يجاهد في محاولته للنوم...ارتمى بقربه وتنهد سأله دونغهي عما به ..


فأجاب:
"دوني اعتقد انني احب..."


دونغهي: "هه لا تجعلني اضحك انت تحب يوميا وكأنها المرة الاولى التي اسمعها منك.."


قام ليجلس ويقابله قائلاً: "لا لم اقل لك ابدا..."


دونغهي: "اخبرتك الا تجعلني اضحك.. والفتيات التي واعدتهن من ايام الكلية الى اليوم ماذا اقول عنهن..هاه.."


هيوك:
"صحيح واعدت الكثيرات ولكنني لم اخبرك بانني احب احداهن ابدا....لا تنكر ..حقا انها المرة الاولى التي اشعر بشعور غريب لم اشعر به من قبل واعتقد انه الحب...وهناك سبب وجيه فهي نقيه، جديه، وما شدني اكثر اليها انه رغم الظروف التي تواجهها قويه، ناهيك هن انها جميله جدا"


دونغهي: "اذا من تكن؟ تلك الفتاه المسكينة وكيف تعرفت عليها.."


هيوك: " اذا استمع الي فأنا احس ان ذهابي الى هناك كان لأجد قدري"


و شرح لدونغهي اين وجدها وكيف تعرف عليها حكى له كل ما حصل معه وما جعله ينجذب لها..


امسك دونغهي برأسه وعض على شفتيه محاولا السيطرة على نوبة الغضب التي اعتلته وقال:
"هيوك احقا احببت فتاه وجدتها تعمل في ملهى ليلي واختها تعمل كــ***** هناك؟!..."


اومأ هيوك برأسه وابتسم ببلاهة قائلاً:
"اخبرتك هي مجبرة على ذلك ..وهي ليست كأختها ابدا..."




دونغهي:
"الان تأكدت انك فقدت عقلك اخيرا...هيوك كف عن السخافة والجنون..."


هيوك: "يا ما ذنبها اذا كان عمل اسرتها هكذا...هي لا تريد...ثم انت ايضا احببت فتاه لم تكن تعلم عنها شيء وانتظرتها..."


دونغهي رمقه بنظرة حادة:
"اياك وخلط الامور.. فأنت تعلم جيدا من هي وما هي عائلتها.."


هيوك: "صدقت.. اعلم من هي ولا يهمني امر عائلتها...وسأساعدها"


دونغهي تمدد والتفت للجهة الاخرى قائلاً:
"لن اقول شيء فالأمر لم يعد يحتمل النقاش.. ولكن لو كنت اباك لقتلتك لأخلص من طيشك الذي لا حدود له.."


هيوك: " حسنا ولكنك حتما ستساعدني ..."




دونغهي نظر اليه بنفاذ صبر:
"ماذا تقصد؟!.."


هيوك: "اريد ان اساعدها في الهروب وسأحضرها الى هنا..."


التفت اليه دونغهي بعيون مشتعلة وفتح فمه ليتكلم "..


هيوك اسكته:
" اهدأ اهدأ ونحن سنذهب في فندق على حسابي هذا فقط الى ان تجد لها عمل ومكان يأويها.."


دونغهي غطى على وجهه بالوسادة:
"لا اعرف كيف امسك نفسي الان ولا ابرحك ضربا..."


هيوك: "ارجوك دوني حقا اود مساعدتها ولا اريدها ان تبقى في هكذا مكان...ارجوك اتوسل اليك وافق.. "


لم يقل دونغهي شيء فأكمل هيوك:
" ..حسنا فل تنسى انني اخبرتك بحبي لها وخذ الامر كمساعدة نقدمها لشخص.. الست طبيب وتخبرني دائما ان الطب عمل انساني.. هذا ايضا عمل انساني..."


دونغهي: "افعل ما يحلو لك...ولكنني لن اشترك معك بالأمر ابدا.."


هيوك تمدد بقرب دونغهي وتنهد براحه قائلاً:
"اذا اعتبر هذا موافقه على الامر...شكرا دوني انت اطيب شخص عرفته.. اتعرف عندما تراها ستعرف انها فتاه ليست من ذلك النوع انها بريئة كالملاك.. حتى انها تشبهك.."


دونغهي: "كف عن السخف لدي دوام غدا واريد النوم..."




هيوك نظر بعيني دونغهي وقال بدهشه:
"اوووو لو دققت في الامر فعيناكما متشابهة حقاً.. "


اصدر دونغهي صوت يدل على عدم تحمله للأمر فأدرك هيوك الوضع وقال:
" ..حسنا تصبح على خير.."
والتفت لينام ..


اما دونغهي اخذ هاتفه وارسل رساله اعتذار لأسماء


"اسف.. كان تصرفا طائش واحمق.."


وصلتها الرسالة وهي مستلقيه بسريرها، فتحتها وضحكت بخفه، ثم كتبت له رد


"لا عليك لننسى الامر فقط"


ابتسم برضى ثم ارسل
"حسنا تصبحي على خير.. تغطي جيدا و احضِ بنوم هانئ"


تبسمت وهي تقرأ الرسالة امسكت بغطائها وتغطت جيدا
...وبعدها غطت بنوم عميق...


من جهة اخرى كانت لمياء تبكي بحرقة في غرفتها ..
لماذا تستحمل هذه الحياة التي اجبرتها اختها يارا على اتخاذها عند هروبها معها من منزل اخيها دونغهي بحجه الفقر وان اخيهما فقط يستغلهما للعمل معه ليدرس، واما هما فلا يكترث لهما ابدا..
كانت ساذجة وقتها ووافقت على الهروب.. والان تعض على اناملها ندما، ولكن الوقت تأخر للعودة اليه فبالتأكيد لم يعد هناك، وحتى لو كان هناك فأختها تراقبها اين ما ذهبت ولا تدعها تخرج من ذلك العالم منذ دخولها اليه..
ايضا لا تود ان يعلم كيف اصبحت يارا وكيف يعيشان ولو ظهرتا مجددا سوف يلوثان سمعته كطبيب.. فهي تتمنى انه اكمل دراسته واصبح طبيب..
كم اشتاقت اليه تتذكر ابتسامته الحانية ونظراته التي كانت دائما ممزوجة بالأسف لهما لتقصيره ..تتذكر فرحته عندما كان يكلمهما عن مستقبله وانه عندما يكون طبيب سيعيشهما كأميرات.. تتذكر حضنة الدافئ والذي اغناها عن حضن امها التي احبتها بجنون وكانت اكثر شخص يبكي من بعد رحيلها لكن دونغهي اصبح امها وابيها وصديقها وكل حياتها احتضنت ركبتيها بقوة ثم تكلمت بصوت مرتفع مع نفسها:




"دونغ هي انا اسفة اعرف انك احبطت برحيلنا وقد تكون تركت دراستك بسبب ما فعلناه.. لكن انني ايضا اعاني من جنون هذه الحياة التي زجيت بنفسي فيها... ايضا يارا غارقة بالديون وتدفع فقط بجسدها وعملها المشين.. اعرف انك ستحزن ان رأيت حياتنا ولكننا نستحق وهذا هو اقل عقاب نحصل عليك لما فعلناه بك.. دونغهي كم اتمنى ان احضنك ولو للحظة فقد اشتقت اليك.. لقد اشتقت اليك دوني " ..


كان صوت شهقاتها يهز المكان تمنت لو تعلم من ذلك الطبيب عن دونغهي تريد ان تعلم هل اتم دراسته ام لا ..تريد الاطمئنان عليه من بعيد فحسب.. ولكن بالطبع هذا مستحيل مع وجود يارا التي تقيدها بكل شيء تفعله.. فها هي اليوم تعلمها ان غدا ستبدأ بالعمل في الغرف كما تفعل هي.. فالنقود التي تحصل عليها لا تكفي ..والجميع يدفع ليكون مع لمياء نقودا كثيرة..
كانت تتمنى لو تستطيع قتل نفسها والتخلص من كل شيء..
نامت على الارض والدموع تبلل عينيها وتتنهد بحرقة باسم اخيها...
.......


في صباح اليوم التالي كانت اسماء في المشفى تجوب المكان بنظراتها المرتبكة خوفا منها ان تراه خصوصا ان امها عرفت بالأمر فأسماء فعلا لا تستطيع اخفاء مشاعرها ابدا لذلك كلمتها بالأمر كاملا.. ولكن امها طلبت منها ان تقابله في اقرب وقت لأنها تخاف عليها.. هي لم خبرها بأنه الدكتور دونغهي بعد... ولم ترد ان يلتقي بأمها اليوم...
اخبرت الدكتور هان عن عدم استعدادها اليوم لعمل المنظار فمعدتها تؤلمها..
هي كانت فقط تود دونغهي بقربها ولم تكن تشكو من شيء..
لاحظ الدكتور هان عليها فسألها ان كانت تبحث عن دونغهي او تريده معها اثناء المنظار..
حركت رأسها ويديها بارتباك نافية الامر ولكنه اخبرها بعدم وجودة اليوم لأنه مريض..
خرجت بخطوات متثاقلة وقد بدا عليها القلق كانت تتصل به ولا يرد شعرت بالقلق اكثر همت بالخروج ولكنها رات هيوك...


اخبرت امها ان تذهب اولاً وذهبت اليه انحنت لتحييه ثم سألته عن دونغ هي ..


فأجابها بغضب:
-"ذلك الاحمق دفعني للمجيء بحجه ان رأسه يؤلمه وانا في عطلة.. يستغلني بسبب ما سيفعله لي هذا الاحمق... سأريه بعد ان احقق ما اريد..."


واسترسل بالحديث ناسي اسماء الواقفة بانزعاج لما يتفوه به
قاطعته بانزعاج:
" دكتور هيوك هل تشرح لي قصه حياتك الان ام ماذا؟"


شعر هيوك بالأحراج :
" اه انا اسف ..خذي عنوان منزله طالما لا يرد على اتصالاتك..."


غادرت مسرعة الى بيت دونغهي الذي كان يغط في نوم عميق وجدت الباب مفتوح او لنقل مغلق ولكن بدفعه واحدة انفتح.. ..


ومنذ دخولها جالت بعينيها المكان مستغربة من تحمل دونغهي العيش هنا بسبب اختاه اللذان قد ربما نسيتاه تماما ولن تعودا، كانت تتمنى لو تستطيع مقابلتهما لتفهم سبب تركهن أخ حنون كدونغهي،
وقعت عينها بعينه فقد استيقظ وكان يراقبها بصمت...


فزعت واضعه يدها على رقبتها قائله:
"اه انت مستيقظ.. سمعت انك مريض فأتيت لأطمئن عليك"


نظر اليها نظرة لم تفهمها ولكنه بدا منزعج لم يقل شيء واشار بيده الى قربه لتأتي وتجلس،


جلست ونظرت اليه بقلق قائله:
-"ءانت متضايق من حضوري بدون موعد.."


ابتسم ابتسامه لم تتعدى شفتاه، ابتسامته كانت تخفي خيبة امل كبيرة ولم تكن اسماء تفهمها حتى تكلم اخيرا
ليقول:
-"الان وبعد ان عرفتي المسافة التي بيني وبينك.. ءانت متفاجئة؟!"
شعرت باختناق مما قاله ولكنها صمتت ليكمل ما يريد قوله...


-"شاهدت نظرات الاستغراب والذهول عند دخولكِ.. فعرفت انكِ....."


قاطعته بانزعاج: "دونغهي احقا تعني ما تقول؟..."


اكمل وعيناه تنظران للأرض: "هذا شيء طبيعي لا تخافي لن اكون مستاء..."


خرج صوتها المخنوق قائلة:
-"اريدك ان تعلم ان نظراتي المستغربة لم تكن على اي شيء غير استغرابي من اخواتك اللذان تركنك وانت بهذه الروعة لتنتظرهن.. ولكن الان اصبحت مستغربة اكثر من تفسيرك للأمور بشكل غبي..."


همت بالمغادرة ولكنه استوقفها صوته المتعب:
-"الان هل ستتركينني وانا مريض...وايضا لم اكل شيء.. سأموت من الجوع..."


عادت ادراجها وهي ما تزال مستاءة ..اتجهت الى الثلاجة واخرجت ما بها وبدأت تصنع له شيئا يأكله ..


كان متمددا ويتابعها بنظراته الى ان انتهت واحضرت الاكل الى امامه مسح على شعرها مبتسما.. احست بتلك اللحظة انها ابنته المدللة..


-"اما زالت حبيبتي مستاءة مما قلت قبل قليل.." قالها وهو يبتسم لها


لم تعرف بما تجيب.. فقد كانت حقا مستاءة ولكن كلماته الحانية جعلتها تنسى الامر تماما....اجابت باستياء فهي تود ان تكون قوية قليلا امام حواسها التي تنصاع لكل شيء يقوله او يفعله:
-" بالطبع فتفكيرك الخاطئ احزنني.."


اخرج ضحكة خفيفة وامسك بخدها قائلا: "حسنا.. أتصدقيني ان قلت لم اقصد ذلك ابدا..."


ابتسمت تلقائيا وهي تهز رأسها برضى.. فقرص خدها بخفة وهو يبتسم بقوة ثم نظر الى الاكل وبدأ يأكل..
بالطبع هو يكذب فقد قصد ذلك تماما ..


شردت قليلا..
"يا الهي انه يملك سحر ما ليتحكم بكل شيء في داخلي ااااااه سيصيبني بالجنون حبي له اصبح خطير جدا..."


توقف فجأة لينظر اليها ويستفسر عن سبب شرودها ضحكت بغباء وحاولت التبرير له وهي تخفي توترها بحركاتها وكلماتها العفوية :


"انني فقط افكر في جو اليوم انه لطيف هه وايضاً...."


استوقفها ليتكلم بجدية:
"اسماء انا لم اعد احتمل الامر اكثر من هذا..."


قال حروفه التي بقيت معلقة بالهواء، فأمالت برأسها مبينه عدم فهمها لما يعني.. مع انها قرأت ذلك بعينية فقد كانت نفس نظرات البارحة .. حاولت الا تنظر اليه فهي تخاف ان.. ..


وضع الملعقة في الصحن لتصدر صوت يجعلها تلتفت ناحيته والرعب باد على ملامحها... .. ..


ليقول وهو يحك رأسه ويبدوا منزعجا جدا: "ايييش هذا الهيوك متى سيحل عني..."


كانت كبلهاء لا تعرف ماذا يحصل حولها ...اكمل مخفيا ضحكة لم تعرف معناها وشرح لها ما طلبه منه هيوك..


ابتسمت بدون ان تعي على تفكيرها الغبي.. وقالت مبررة له موقف
هيوك:
" هه حقا شيء مزعج.. ولكنه يساعد فتاه مسكينه وقد ربما احبها بصدق.."


..... اصبح الجو غريبا بالنسبة لهما الاثنين فاستأذنته للمغادرة اخذت حقيبتها واتجهت تلبس حذائها نهضت تهم بالمغادرة ولكنه استوقفها بقوله:
"انتظريني خمس دقائق بالخارج"


انتظرته حتى خرج وقد غير ثيابه وطلب منها مرافقتها..


لم تمانع بل وقد كانت سعيدة فقد اصبحت تريده بقربها دائما ولا تود ان يغيب عن ناظرها ولو للحظة..
وصلها صوته الهادئ وهم يمشون...
: "اسماء انا في الحقيقة ات الى بيتكم لأقدم نفسي لأهلك .. ليس هذا فحسب اريد ان اخذ مباركتهم لنا.. فأنا اود حقا الزواج منك بأقرب وقت..."




توقفت وتوقفت الدماء بعروقها بل توقفت حركة الكون بأكمله بالنسبة لها بعد سماعها كلامه....


اكمل دونغهي: "لماذا توقفتِ ؟!!.."
عندما لم يجد منها رد..توقف هو الاخر ونظر الى امامه وهو يحدثها:


-"حقا هذا ما اوده الان ..ان اخبر عائلتكِ واكون معكِ ..قد ربما انتِ لم تفكري بالأمر وما زلتِ صغيرة على الزواج ..وقد اذهلتك ..ولكنني حقا لم اعد احتمل ان نبقى بعيدين عن بعض هكذا.. حتى وان كنا نتواعد.. قد تشعرين بخيبة امل فكل الفتيات بعمرك يردن حب ومواعيد فقط وليس زواج... ولكن هكذا اسلوبي فأنا لا اريد ان تطول فترة موادعتنا خوفا من ان نفترق يوما ما.. ثم انني انتظرتك بما يكفي اريد ان ارتاح.. فما جوابكِ"


كان كلامه يتردد بعقلها ويسري بكل جسدها.. تفكيرها يختلف عن تفكيره حقا.. فهي لم تفكر بالزواج بعد وهو يطلب منها جواب الان ...
نظرت اليه واخرجت جوابها الذي خرج من قلبها وبتلك اللحظة:


-"هذه رغبتي ايضا .."


.. بدا متفاجئ من ردها السريع ولكنه ابتسم واخذها من خصرها ودار بها بقوة معبراً عن سعادته.. احاطت ذراعيها بعنقه وهي تضحك بصوت عالي على حركته الطفولية التي اعجبتها كليا
توقف وهو ما يزال يحملها بين يديه نظرت الى تعابير وجهه السعيدة وكأنه طفل سيتم اخذه للملاهي قرصت انفة بخفة
قائله:


"حقا انت كطفل صغير وستظل كذلك حتى لو صار عمرك مئة"


ابتسم ابتسامته الملائكية التي جعلت كل شيء بداخلها يشعر بانتعاش وجعلت قلبها يرفرف بعيداً..








ثم طبع قبلة صغيرة على شفتاها المتشدقة بابتسامه كبيرة ووضعها ارضا.. ليواصلا المشي... ... ...


هيوك بعد ان انهى عملة وتناول طعامه وقضى الوقت بملل الى ان اتى المساء ليذهب الى البار حتى يفهم منها بشكل اكبر ويعرض عليها مساعدته...


لبس قبعة ونظارات ليخفي ملامحة خوفا من ان يصادف تلك المجنونة وذهب..


جلس بإحدى الطاولات يراقب بصمت حتى وجد لمياء اخيراً.. هم بالذهاب اليها ولكنها كانت تتجه الى احد الغرف لتدخل وتقفل الباب خلفها.. جن جنونه لما رءاه..
فأتجه الى الغرفة محاولا اللحاق بها ولكن الحارس منعه التفت ليخرج وقد اصيب بخيبة امل كبيرة وكان يجر اذيال الخيبة وهو يغادر.. ولكنه سمع اثنان يتشاجران مع موظف الاستقبال على رقم الغرفة التي دخلتها لمياء..
مما فهمه انهما يودان الذهاب اليها وكل منهما يدفع نقود اكثر تقدم اليهم واخرج محفظته اخرج النقود ووضعها بالطاولة فذهل الجميع من كمية المبلغ الذي وضع..
وبالطبع اخذ هو تلك الغرفة ..
جرى مسرعا.. صحيح انه قد شعر بالخيبة ولكنه يريد ان يتأكد بعينيه هل هي تعمل كما اختها.. فتح الباب بسرعه ودخل
ليجدها بحاله مزرية من شدة البكاء وقد كانت تمسك بأحد الكؤوس المجهزة على الطاولة وتصرخ:
-"اقترب مني خطوة واحدة فقط وسأقتل نفسي الان .. وبالطبع سيكون اللوم عليك.."


شعر بالارتياح فقد ادرك انها اجبرت على ذلك.. فتح وجهه بسرعه وهو يقول:
-"لا تخافي انه انا..."


فتحت عينيها على وسعهما لرؤيته فأكمل كلامة:
-" لمياء.. لا تخافي لن افعل شيء اريد مساعدتك فحسب..."


تركت الكأس من يدها وهوت ارضا وقد بدأت دموعها بالنزول.. اقترب منها وربت على ظهرها ..وقال:
-"كنت اعلم انكِ لستِ من هذا النوع ..والحمد لله انني اتيت اليوم.. انا اود اخراجك من هذه الحياة.. هل انت مواقفة؟.. "


التفتت اليه وهي تمسح دموعها قائله:
"ولماذا تريد مساعدتي؟.."


اجابها بغضب:
"اااييش.. انتِ لستِ بموقف يسمح لك بطرح سؤال كهذا...ولكنني سأجيب..
"صمت قليلا وشملها بنظرة كامله كانت حقا رائعة الجمال ناهيك عن عيناها ونظراتها الفاتنة بدأ قلبه يدق بجوفه ليثبت انه حقا قد احبها.. ففي البداية ضن انه امر مؤقت فحسب او شيء من الشفقة "




اكمل: ".. فقط لأنني احب فعل الخير.. هل انت موافقة ام لا.."


شعرت بخيبة امل قليلا ولكنها وافقت فهو كالملاك اتى لينقذها، فلا سبيل لها للتخلص من حياتها وما هي فيه الا هو...


امسك بقبضته وبحماس وهو ينظر الى عيناها قال:
-"هل ستهربين معي؟"


استغربت من حماسه وعلتها الدهشة قائلة:
-" ماذا اهرب معك؟"




اقترب منها ببطء وهمس:
-"لقد تحمست قليلا فحسب... اعني ان تأتي معي لمكان امن.. وذلك الى ان تجدي مكان وعمل لك.. "


شعرت بالغضب وابعدته عنها بقوة قائله:
-" كنت ستخبرني فحسب بدون هذا المشهد الدرامي الغبي"


هيوك :" لماذا؟ أتوقعتِ امر اخر؟!!"
لمياء:" دعك من السخافات ..ودعنا نفكر كيف سيكون الامر فيارا تراقبني دائما"


هيوك: " متى تنام اختك وابواك...وقتها سآتي لأخذك"


لمياء: " ابواي.. انا لا املك عائلة سوى يارا.. وهي تنام في الصباح...حسنا تعال غدا صباحا وسأكون بانتظارك"


هيوك:" ولكن أيمكنني ان اسألك"


لمياء:" انك كثير الاسئلة ..وكأنك محقق وليس طبيب، اسأل"


هيوك كتف يديه قائلاً:
-" اها اذا فلديك حس بالفكاهة"


وجدها لا تعيره اهتمام فاكمل:
-"سؤالي هو كيف وثقتي بي؟ الم تفكري انني قد اخدعك"


تنهدت واجابت:
" اعلم وقد فكرت بالأمر ولكن من منظور ما انا فيه لا يسعني سوى القبول فأنا كنت على حافة الموت، وايضا اريد ان ابحث عن شخص اود ان اراه حتى من بعيد ولا استطيع لو استمريت بالجلوس هنا...لقد اشتقت له "
صمتت فقد خنقتها العبرات


سألها هيوك:
-" اهو عشيقك؟"


اومأت لمياء بنعم ولم تتكلم عن شيء بعدها
هيوك شعر بخيبة امل ولكنه عرف انها تعاني فلم يكن منه سوى الصمت..
جلس معها الى ان حان وقت اغلاق البار.. وغادر كانت تراقبه الى ان كاد ان يغيب.. ولكنه عاد مسرعا وصل امامها وامسك بركبتيه ليلتقط انفاسه ثم استقام بوقفته ونظر ناحيتها وقال مبتسما بقوة الى ان ظهرت لثته:
-" نسيت ان اقول انني سأعود انتظريني، ولا تحضري معك اشياء كثيرة فسيارتي تم مصادرتها انها سيارة المشفى الصغيرة"




لمياء :" اتعبت نفسك بالرجوع من طرف الشارع لتظهر لي كم ان ابتسامتك بشعه "
استقام هيوك بوقفته واغلق فمه:
-" يا لكِ من كاذبة ابتسامتي اجمل شيء في.. لو كنت اعلم بردك هذا لما عدت"
والتفت مغادرا...


ظهرت على ملامحها الارتياح والسعادة وتفكر كما لو انها بحلم.. ولكن سرعان ما انتهى ذلك الحم بالتفاتها لتجد يارا امامها وقد سمعت كل شيء...


يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق