=)(= ♥ هـــمـــتُ
بــــهِ حبـــــًا ♥ =)(=
كـــانـــت ليلــة جميلـــة يتوسط سمائها البــدر
المشــع و النجــوم المتلألئة .. دخلــت إلى غرفتــي وألقيـــتُ بنفســي على سريــري
الأبيض الحريــري القابـــع هنــاك .. وتناولـــت تلك المذكــرة التي تطفــو
فوقــه بهــدوء .. لأراجــع معهــا ذكريــات عشقـــي وهمســات جنونـــــي بـذلك
الشخــص الــذي اختلــس فـــؤادي من صــدري من أول لحظـــة لاقــــته بهــا
عينـــاي ... ما خطـه قلمـي على صفحـة مذكرتـي الأولـى لا زلت
أذكـر كيف قمــت بكتابتـه وكمـا أنـه يحــدث الآن ...
كــنتُ قد استيقظـت من نومـيّ العميــق ونهضـت من سريـري .. فتحت الستائر المنسدلة على النافذة وأغمضت عينـاي لتداعب أشعة الشمس المنيـرة وجهـي بلطف وتكسب وجنتـاي حمرتهـا التي تضيـف إلى بشرتي البيضاء رونقـًا خاصـًا .. وسرعـان مـا قمـت بفتح عينــاي مجددًا .. وقــع نظــري على ذلك الوسيم ... أجـــل الذي تمكــن من سلـب قلبـي منـي منذ اللمحة الأولى ... كان وسيـم ذو شعر بني اللون لامع وبشرة بيضاء حليبية , طويل القامـة ومهندم يحمـل حقيبتـه الخاصة بيده ويضـع نظارتـه السوداء الشمسية على عينـاه ..
كـان
يتبختر بثقـة وهو يرفع صدره إلى الأمـام كملك من ملوك الزمـان .. كانت خفقات قلبي
تضرب مع كل خطـوة يخطوهـا ذلك الوسيـم .. وضعت يــداي فوق صــدري وأنا أتأملـه من
رأسه إلى أخمص قدميــه .. حتى امتطى سيارته السوداء الأنيقـة وتلاشى من أمامـي ..
ظللتُ ثابتـة في مكاني لثوانٍ قليلة حتى استفقت على نفسي وضربـت رأسي بيدي وأنا
أقول لنفسي ( يآآهـ ماذا حــلَ بــكِ ؟ هل
جننـتِ يا فتاة ؟! ) ..فعــلاً قد جننـت ! هل كــنت بذلك الجنــون
حقـــًا ؟! هاهاها يا إلهـي .. كلما أتذكر ذلك الموقف كلمـا ضحكـت على نفسي أكثــر
.. أجــل لقد نـال تشو كيوهيون مني بسهولة .. ذلك الوغــد الذي همــتُ بــه حبــًا
!!
بصراحة لم أعـر الأمـر أهميـة في البدايـة وبدأت يومـي كالعـادة ..
وضبت منزلي , اغتسلت , تناولت فطـوري وبدلـت ملابسـي ثم هممـتُ بالخروج لأذهـب إلى
متجـر الأزهار خاصتـي .. وهنـاك بدأتُ عملـي , أسقي الزهور وأرتبهـا لتحافظ على
رونـق جمالهـا وتعجـب زبائني .. بعد أن انتهيت جلسـت بجانبهـا أتأملهـا ..
وأتأملــه !! أجــل ذلك الوسيم .. أخذت صــورتــه تلوح أمام ناظريَ مرة أخــرى !
لـمَ أفكـر بــه الآن ؟ وهـل أعرفــه حتـى ؟ لا أدري ما ذلك الشعـور الذي باغتنـي
فجـأة ولكــن .. أتمنـى رؤيتــه مــرة أخــرى !! هكــذا ومن دون سبب .. سأتعلـق
بنافذتـي فــور عودتـي إلى المنزل وأنتظــرهـ كي يلــوح أمـام ناظـريَ مجددًا
.. آآآهـ يبدو بأنني لن أتوقف عن التصرف بمثل هذه الجنونية التي باغتت حياتي
فجـأة .. أتفعـل بي كل ذلك رؤيته مـرة واحــدة فقــط O.o ؟؟!
سوف أفقد عقلي حتمــًا ..! نفضت رأسي بقـوة لكي أطردهـ من عقلـي وأبعد
صورتـه عن خيالي وأخـذت أشغــل نفســي بتنسيــق بعض باقات الورود التي قـام أحد
زبائني بطلبهـم منــي .. وتابعت يومــي بشكل عادي حتـى وصلـت إلى بيتي
ورأيتـه ينزل من سيارتـه ...
سحقــًا !! لمَ يظهـر أمامـي مرة أخرى ؟! هل شاءت الصدفـة لي أن
اراه مرتين اليـوم ؟ إنه يقطن في البناية المقابلة لبنايتي .. ولكـن هذه أول مرة
أراه بـها .. هل انتقـل حديثًا إلى هنـا ؟! .. هذا ما كان يدور في عقلي وأنا
أتأملـه من بعيـد .. كـان يبدو أكثـر وسامة بدون النظارة الشمسية السوداء .. آآآهـ
لمَ هو جميــلٌ هكــذا ؟! كلمـا تأملتـه أكثـر كلما زادت وسامتـه أكثـر وخفق قلبي
بشكلٍ أكبر .. كـان عقلي شاردًا بـه وبوسامتـه ولم أستفق على نفسي إلا عندما
اصطدمت بي سيــدة مـا عن طريق الخطأ .. حينهـا أخـذت أضرب على الأرض بكلتا قدمي
بجنـون ثم أخــذت أمشـي وأنا أقوم بشتم نفسي على الجنون الذي أصابني فجـأة بسببـه
حتى وصلـت إلى البيت .. هل كنت طائشة إلى ذلك الحــد حقــًا ؟! لا أصـدق بأن هذه
هـي نفسهـا أنــاا .. !!
المهــم .. دعــوني أكمـل لكم قــراءة مذكــرات عشقي المجنونــة ..
ليلتهــا نمــت في سريري نومــًا عميقــًا بعـد قضاء يــومٍ شـاق , ولم أتخيـل
بـأن ذلك الشخص سوف يـظهر أمامــي في أحــلامي أيضــًا ! أكــاد أفقد صوابــي
حتمــًا .. لماذا علقــت أيهـا الوسيــم في بالــي لدرجــة أنــك تلــوح في
أحـلامـي ؟ هـل أنـت جنـي أو ما شابــه ؟! إنهـا المـرة الأولـى التـي يعلـق
أحــدهم في عقلـي بمثـل هذه الطريقــة ويسيطـر بسهولة على واقعـي وأحــلامــي !!
إنـــه كالسحــر تمامـــًا .. استمـريت فيّ هـذه الحـال لأيــامٍ عـــدة وأنا
أصارع حبــه المجنون بداخلــي .. لا ليس ذلك وحسـب .. أصبحـت أراهـ كل صباحٍ وكل
مسـاء عندمـا يخرج إلى عملـه وعندما يعـود منــه .. والكارثــة الكبــرى وقعت في
ذلك اليوم .. عندمــا كـنـت أجلـس في متجر الأزهـار خاصتـي وأنا أحمـل وردة جوريـة
في يدي وعقلـي شــاردٌ بمــن سلــب عقلي وقلبـي وكيـانـي دون أن أعرف اسمـه أو أي
شيء عنـه سوى أنـه يقطن قبالتـي , يخرج من البيت الساعة التاسعة صباحـًا ويعـود
إليه في الثامنـة مساءًا .. يمتلك سيارة أودي سوداء اللون جميلة .. ولديه هاتـف
محمـول " أيفون 6 " لا يمكن أن يزيله من يده مهمـا حدث .. آآهـ ولديـه
نظارتان شمسيتان وكل يوم يرتدي واحدة منهمـا .. يمكنني تمييز ذلك XD ..
قطـع علي شرودي ذلك الصوت الذي جاءني يستدعيني " مرحبـــًا " .. نظـرت أمامـي لأرى
صاحـب ذلك الصـوت , رأيتــه ..
لحظــــــة !! .. هل أنا أتخيـل الآن ؟! لـمَ يظهر أمـامـي وأنـا
في كـامـل وعـيي هــآآهـ ؟ هل جننـتِ يا فتاة وأصبحـتِ تعتقدين الخيال واقعـًا ؟
سأفقد صوابــي .. ولكـن لـمَ ينظـر إليّ بهذه الطريقـة ؟ تبـدو نظراتــه مختلفة عن
كل مرة أتخيلـه فيهـا .. هل تسلل خيالٌ جديــد إلى عقلـي ؟! لكنــه يبدو لطيفـًا
حقــًا .. آآهـ أشعر وكأنـه أمامــي لمَ يبدو التخيـل مختلفـًا هذه المرة عن كل
مرة ؟! .. اووهـ أنه ينقر يدي بإصبعه هل هـذا حلـمٌ أيضــًا O.o ؟؟!
تبدو اللمسة حقيقية .. حينهـا أدركـت فقط بأنـه كـان أمامــي بالفعــل , أجــل لقد
كان في متجر زهــوري ! يا إلهــــــــي .. اتسعت عينـاي بصدمــة وأنا انظـر إليه
ونطقت بكلمة واحدة فقط " هـل أنـت
حقيقي ؟! " .. فاكتست شفتيه ابتسامة عفوية أذابت قلبي خبئهـا
بكـف يدهـ الأيمـن ثم نظـر إلـي قائـلاً " معــذرةً ؟! " ..
حينهـا حمـدًا لله تمكنت من تمالك نفسي واستدركت موقفـي وأخـذت
أحـك شعـري بإحراج " اووهـ آسفـة أهلا
وسهـلاً بكـ .. هـل أساعدكـ بشيءٍ مــا ؟! " فأومـئ برأسه
إيجابـًا ثم وضـع يده أسفل ذقنـه ونظـر إليّ متسائلاً " مممم , أريـد باقـة جميلة وأنيقـة تليـق بفتاة رائعة ,
برأيك ما هو النـوع المفضل بالنسبة للفتيات أكثر من بين الزهور ؟! "
انقبـض قلبـي مباشـرتًا لسمـاع تلك الكلمات التي صدرت منـه .. شعـرتُ بالإحبـاط
والحـزن , هـل لديـه فتـاة يحبهـا بالفعـل ؟! وما دخلي أنـا ؟ لمَ أفكـر بهـذا
ولمَ أشعـر هكـذا ؟! .. تداركت موقفي بسرعة ثم أخـذت بعـرض أكثـر الزهـور جمـالاً
وتفضيـلاً بالنسبة إلى الفتيـات عليـه .. فجـأة قاطعنـي قائـلاً " حسنـًا لقد احتـرت , بمـا أنك خبيـرة ولابد أن يكون
لديـك ذوق خـاص في اختيــار الزهـور , لـمَ لا تقوميـن بتنسيق الباقـة على ذوقـكِ
أنـتِ ؟! " نظـرت إليـه باستغـراب فابتسـم إلـيّ كتأكيـد لكلامـه
فمـا كان منـي إلا أن ألبـي رغبتــه .. فأخذت أتجـول بالمتجر وأنا أحدثـه عن ذوقـي
في الأزهـار وكل زهـرة أحبهـا وإلى ما ترمز , كـان الارتبـاك ملتصقـًا بـي في تلـك
اللحظـات وخفقـات قلبـي ازدادت لمجـرد وجـوده بالقـرب منـي .. وما زاد ارتبـاكي هو
نظراتـه إلـيّ وهو يستمـع لي ويومـئ برأسـه كـنوع من الرضـى .. في النهـاية قمـت
بتنسيـق الباقـة بشكـلٍ جميـلٍ وأنيـق .. أردتهـا أن تكـون بمستـوى جمالـه
وأناقتـه .. ولكنـه كـان أكثـر جمـالاً منهـا , لم أسمح لباقة زهـور أن تبـدو
أجمـل منـه .. شــاب أجمـل من الزهـور أجـل أنـه هـو من أذاب قلبـي حبــًا .. آآهـ
أعيـد وأكـرر كم كـنت غبية في عمري ذاك !! .. بعد أن أنهيت تنسيق باقة الأزهـار
قدمتـهـا إليـه .. كـانـت علامات الرضى والإعجـاب باديـة على وجـهه وهو يرسم
ابتسامتـه الرقيقة تلك على شفتيـه .. حسنـًا هذه الابتسامـة كانـت كفيلـة بجعـل
قلبي يضـرب بقـوة داخـل صـدري , هذا الكائـن سوف يفقدنـي عقلـي عما قريب !! ..
خرجـت من شفتيـه كلماتــه وهو يحمـل الباقـة وينظـر إليهـا وإلـيّ " جميلـة جـدًا وأنيقـة , شكــرًا لكِ ^^ "
.. فابتسمـت إليـه قائلـة " لا داعـي
لذلك فأنـا في خدمـة زبائني دائمـًا , اووهـ انتظــر ! " ..
خطـرت ببالي فكـرة فجـأة , هرعت نحو طاولتـي وجلبـت بطـاقة مزركشة بألوانٍ زاهية
جميلة وعرضتهـا عليـه " ما رأيك أن
ترفـق هذه البطاقـة بالباقة مع كلمات معبرة قليلة لمـن ستقدم لهـا الأزهـار ؟! "
..
طرقع أصابعه قائلاً " فكـرة
جيـدة !! " .. فتابعتُ قائلـة " خطـي في الكتابـة جميـل جـدًا , هل أكتـبُ نيابـة عنـك
؟! " .. فأومـئ برأسـه إيجابـًا " إن كـان كذلك فأفعـلي ! " .. ثم
أخرجـت قلمـي وبدأت أخـط على البطـاقـة ما كان يمليـه هو علـيّ من كلمـات (( إلى الأنثـى الأولـى والأخيـرة في حياتـي ))
.. حسنـًا بدأت أشعـر بالغيـرة , هل يحبهـا إلى تلك الدرجـة ؟! آآآآآآآآآآهـ كم
أحسدهـا !! .. أنهيت كتابة تلك الكلمـات التي كانت قاتلة بالنسبة إليّ ثم نظـرت
إليـه متسائلـةً " ألن تقوم بكتابة
اسمـك في النهـاية ؟! " .. تعمـدتُ أن أسألـه ذلك السؤال , أردت
أن أعرف اسمـه , فهـل يعقـل أن أقـع بحـب شخصٍ لا أعرف حتى اسمـه ؟! .. فأجابنـي
بسرعة البرق " اووهـ أضيفي بالنهاية
قرة عينك * كيوهيون * " .. وآآآآهـ هل اسمـه كيوهيون ؟!
اسمٌ جميـل كـ جمـال الشخـص الذي يحمـله !! أحببتـه وأحببـت اسمـه آآهـ هذا
يقودنـي إلى الجنـون .. كتبت اسمه على البطاقة ثم أغلقتهـا وعلقتهـا مع باقة
الورود خاصـة كيوهيون .. شكرنـي ثم غـادر بعد أن دفع ثمـن الباقـة , لم تنـزل
عينـي عنـه ولو للحظة واحدة حتى خـرج من المتجـر وتلاشى من أمامـي .. هبطـتُ على
الكرسي بسرعة وأنا ألتقط أنفاسي وأضـع يدي على صدري لأخفف ضربـات قلبي المتسارعـة
..
عقلـي بدأ يضج بالأفكـار عن تلك الفتاة التي أشترى لها الباقة ..
هل لديـه فتـاة يحبهـا بالفعـل ؟ لابــد وأن تكـون سعيدة معـه !! آآآهـ ولمَ أتحسر
أنا الآن ؟ وكأنــه لو لم يكـن لديـه فتاة يحبهـا سأكـون أنا فتاتـه ؟! كــفِ عن
هذا الهـراء واستيقظــي حالاً .. حتى وإن أعجبتِ بـه إنهـا فتـرة ستمرين بهـا ثم
سوف تنسيـه ويذهـب مع أدراج الريــاح .. أجــل سأجعلها ذكـرى سعيـدة .. كل ما
أتذكرهـا أضحك على غبائي وجنونـي !! تابعـت يومـي بشكلٍ عادي وكلما تذكــرت
كيوهيون رحـت أشغـل نفسي بفعـل أي شيء كـي لا أفكـر بــه .. فقد كانت نبضات قلبي
تضطرب بشدة عندمـا يخطـر هو ببالـي .. مــر بي يومـان على هذا الحـال , حتى أننـي
تجنبت النظـر من نافذة غرفتـي كي أتخطـى رؤيتـه .. لقد كان صعبـًا جـدًا علـيّ أن
أتجاهل رؤيتـه بهذه الطريقـة .. قد تعتقدون بأنني مجنونة ولكنني حقـًا اشتقت إلــى
رؤيتــه وقد شعـرت بأن هنـاك شيءٌ ينقصنـي بعد أن اعتـدتُ على رؤيتـه كل يـوم ..
ورغـم كل تلك المشاعر المضطربة بداخلي إلا أنني امتنعـتُ عن رؤيتـه حتـــى ذلك
اليــوم .. كنت عائدة في طريقي إلى البيت من متجـر أزهـاري مبكـرًا يومهـا .. كنت
أمشـي في الشارع وأنا أنظـر إلى الأرض .. فجـأة , وقـف أحـدهم أمـامـي فتوقفت عن
السير .. أخـذت أنظـر إليـه من أخمـص قدميـه وحتـى أعلى رأسـه .. كانت المفاجأة
عندمـا نظرتُ إلى وجهه .. اووهـ كيوهيون ؟!! .. هل يعقـل بأنني أحلـم الآن ؟! كيـف
حالـك ؟ اشتقت إليـك .. مـرت أيام مـذ رأيتك منذ آخـر مرة .. يا لجمـالك .. كلما
رأيتـك كلمـا ازددت جمـالاً أيهـا الوسيم .. هذا ما كان يدور في رأسي فور رؤيتي
لـه .. ابتسـم إلي قائلاً " صاحبـة
متجـر الزهـور صحيح ؟! " ..
هــآآهـ هل مازال يتذكرنـي ؟! رائـــــع , أومـأت لـه برأسي
إيجابـًا فتابع قائـلاً ومازالت الابتسامة ترتسم على شفتيـه " يا لها من صدفـة رائعـة ! " ابتسمـت
إليـه قائلة " إنه لمن الرائع مقابلتك
مرة أخرى كيوهيون شي ! اووهـ بالمناسبة ماذا تفعـل هنـا ؟ هل تقطن في هذا الحـي ؟! "
.. نظـر إليّ بدهشـة قائلاً " آآهـ
هذا صحيح أنا أسكـن هنـا , كيف عرفتـي ذلك ؟! " , ارتبكت قليلاً
ووضعت يدي على رقبتي قائلة " إنـه
مجـرد تخميـن , ممم بصراحة أنا أقطن في هذا الحـي أيضًا وقد رأيتك عدة مرات من قبل
هنـا ... " تفاجئ قائلاً " حقـًا ؟ أنـتِ تسكنين هنـا أيضـًا ؟ يا لها من مصادفة عجيبـة .. لم أراكِ
من قبل .. ولكن هذا جيد أنـتِ جارتـي الآن ! " أومأت له برأسي
إيجابًا وأنا أبتسم إليه ثم أخبرتـه أين تقع شقتـي بالضبط وهو كذلك أخبرني عن مكان
شقتـه ثم استأذن منـي ليغادر فسمحـتُ لـه , أوشكت على المغادرة ولكن صوتـه أوقفنـي
فالتفتُ إليـه وعلامات الاستفهام بادية على وجهـي .. تُـرى ماذا يريد ؟! .. " اووهـ صــح شكـرًا جزيـلاً على باقـة الأزهـار لقد
نالـت إعجـاب أمـي كثيرًا .. لقد أخبرتني بأنها أجمـل باقـة قد تلقتها في حياتهـا
.. لقد كان اختياري لذوقـك اختيارًا موفقًا ^^ " ..
لحظـــــــة o.O !!
الفتاة التي اشتـرى لهـا تلك الباقـة كانـت والدتــه ؟! وليــس بحبيبتـــه ؟ هل
هذا حقيقي ؟ هذا يعني بأنــه لا يملـك حبيبة ؟! آآآآآآهـ أعتقد بأنني سوف أطيــر
من فرط سعادتــي .. أجـــل كيوهيون حــر , حـــر , حـــر !! كــدت أن أرقــص
أمامــه ولكــن حمـدًا لله بأننـي قد تمالكـتُ نفسي وأجبتــه بحمـاس " حقـًا ؟ هل أعجبتهـا إلى ذلك الحـد ؟ رائــع ^^ "
أخفـى كيوهيون ضحكتـه على طريقتي الفضولية تلك بيده ثم انحنـى لي وغـادر .. آآآآهـ
وقلبـآآآآهـ كم يبدو لطيفـًا عندمـا يفعـل ذلك , إنــه ببساطة كالملاك بالنسبة
إليّ وكل حركة يفعلها بـتُ أحبهـا .. لو وقـع بيدي سأقـوم بالتهامه بلا شك .. تلك
البشرة البيضاء الحليبية والعينان السوداوان والشعر البني الناعم كالحرير
والخدان الممتلئان والشفتان الورديتان .. ايغووو اصمـتِ يا فتاة لقد تجاوزتِ
حدودكـِ الآن ! لو استمريتُ بالحديث عنه وعن جمالـه لن أتوقـف ! ذلك الكائن
الكيوهيوني أفقدني عقلي بلا شك .. هل كنـت مجنونـة بحبـه إلى تلك الدرجة ؟ يا
إلهــي كم كــنتِ حمقاء يا أنــا !! .. بعدهـا تابعت مسيري إلى بيتي وأنـا أقفـز
وأغنـي بفـرح , لابـد وأن تكـون لي فرصة معــه وها قد بات يعرفنـي .. دخلـت إلى
شقتـي وتناولت دميتي عن الأريكـة وأخـذت أرقـص معهـا كالبلهاء حتـى ألقيت بنفسي
على سريري وغرقـتُ في نـومٍ عميــق مليء بالأحـلام الجميلـة ..
آآهـ لقد تعـبت فلنأخـذ استراحـة قصيرة , دعونــي أشـرب كوبـًا من
المـاء وأمـدد جسدي قليلاً ثم أكمـل لكـم قراءة مذكرات حبـي مع مـن همـتُ بـه
حبــًا .. ^^
تناولـتُ كـوب المـاء وشـربتـه دفعـةً واحـدة .. آآهـ كم هو منعـش
بعد القراءة لمدة طويلـة , واحد اثنـان ثلاثـة .. شددتُ عضـلات جسـدي قليلاً , هذا
مفيـدٌ حقـًا .. والآن سأعـدل جلستـي لأكمــل لكــم XD ..
هـا قد عدلـتُ جلستـي وتناولت مذكرتي وفتحـت الصفحة التالية لما سبـق وقرأتـه ,
هيـا يا مذكراتــي الجميلة لنكمـل .. بعد ذلك اليـوم عـدت لما كـنت أقـوم بـه
سابقـًا وهو رؤيـة كيوهيون من نافذة غرفتـي كلما خرج من البيت إلى عملـه وكلمـا
عـاد من عملـه إلى البيت ..
وفي مـرات قليلـة
كنا نتقابل عن طريـق الصدفـة فكان يلقي عليا التحية ويسألني عن حالـي وأنا كذلك ..
في كل مرة كنت ألتقـي بـه كنت ألتقط له صورة من دون أن ينتبه وأحتفـظ بهـا كذكـرى
.. فقد كانت تلك اللقاءات وعلى الرغـم من قلتهـا و بساطتهـا إلا أنهـا قد كانـت لقاءات
ثمينـة بالنسبة إلي .. كـان قلبـي يرفرف ويخفق بشدة كلما رأيتـه ورأيت ابتسامتـه
وبالأخـص إذا كـانت موجهـة بالتحديد إليّ ..
مـلاكي كيوهيون كلما نظـرت إليـه وراقبتـه كلما أشعـل نيران قلبي وزادت خفقاته ..
أصبحت كالمتيمة بحبـه بلا شـك وكل ذلك وأنـا لا أتحـدث معـه إلا نادرًا ولا أراه
إلا من بعيد .. هل هو ساحر أو ما شابه ؟ .. سحرنـي وسحـر قلبي لأغـدو أسيـرة بحبـه
! .. استمـرت بي الحـال على هذا المنـوال لأسابيـع .. أصبـــح حبـــه على قلبــي
ثقيـــل ولـــم أعــد لأتحمــل تلـك المشاعر القلبيـة لـه أكثــر .. إلى متــى سوف
أكتــم حبــه ذلك في قلبـي ؟ وهو لا يعلـم بما أشعـر بـه اتجاهه حتــى .. هل يجدر
بي الاعتراف له ؟ هل أخبرهـ بأنني أحبـه ووصل بي حبـه حد الجنون ؟ هل أفعــل ذلك
حقــًا ؟! .. ظلــت هـذه الأسئلـة تدور في عقلي لأكثـر من ثلاثــة أيـام .. تـارة
أتشجع لإخباره وتارة أتراجـع عن ذلك .. كيف سأخبرهـ بذلك ؟ سوف يعتقد بأنني حمقاء
بالتأكيد .. وكيف لحـبٍ أن ينشأ من بعض مواقـف بسيطـة ونظـراتٍ بعيــدة ؟ ..
لحظــة ! لمَ أعقـد الأمــور هكـذا ؟! الحــب شعــور بسيـط يمكـن أن تشعـر بـه
عندمـا يخـفق قلبـك لأحدهم بكل بساطة , هكـذا قالـت لي أمـي ذات مـرة وأنـا
أؤمـن بكـل ما تقولـه لي فقد خفق قلبـي لذلك الكيوهيون من أول لمحـة ..
لـمّ قـد أخفـي حبـه في قلبـي بعد الآن ؟ تشجعـي يا فتاة
وأخبريــه , لن تخسـري شيء فربمـا تستطيعين سرقـة قلبـه مـنه كمـا استطاع أن يسلبَ
قلبـك منـكِ .. حسنــــــًا سوف أخبــره , سوف أعترف لـه بحبـي راجيـة أن تبتسـم
الدنيـا في وجهـي .. يا إلهـي بالفعـل كـنت مسحــورة بحبـه تمامـًا لأتخـذ ذلك
القرار المجنـون .. وهل رأيتــم فتـاة بمثــل جنونــي من قبـل ؟ لا أعتقـد ذلك ..
حتى أنـا مستغربة من جنونــي لا عليكم دعونــي أكمــل XD
ليلتهـــا , وبعـد اتخاذي لذلك القرار الجنونـي لم تـذق عينـي
النــوم حتــى وأنـا أفكـر بكيفية اعترافي بحبــي له وكيـف سأجعلـه يصـدق مشاعـري
القلبيـة تلك نحـوه ؟ فكـرت وفكـرت حتـى وصلــت إلى الفكـرة الأخيـــرة والحاسمـة
.. وهي أن أقدم له مذكـراتـي التي بدأت أخـط عليهـا إعجـابي بـه فـور رؤيتي لـه
وحتـى تلك الليلـــة .. أعتقـد بأنهـا الفكـرة الأنسـب لتقديـم اعترافي بحبــي
لــه .. اوووهـ لا لا لا .. هل صـدرت تلك الفكـرة منـي حقــــًا o.O ؟!
سوف يجن جنوني من نفسي قريبـًا .. يا لأفكـاري الجهنميـة , لقـد كــنت
مراهقــة مجنونـــة بحـــق .. لم يخطأ أصدقائي عندمـا كانـوا يقولون لي ذلك .. أنـا أعتـرف
بــذلك الآن .. احــم .. أمـا في الصبـاح , والتوتــر والخـوف والقـلق يقتلاني ..
ارتــديتُ ملابســي وجهــزتُ نفســي ومـذكراتــي التي غلفتهـا بطريقـة جميلـة
لأقدمهـا لكيوهيــون .. لقد قمــتُ بتغليفهـا لأقتـل فضوله حول معرفـة ما قد يكون
تحت ذلك الغلاف الجميـل .. وخصوصـًا بأن علاقتنــا ببعضنـا البعـض ليسـت بذلك
القـرب , فبأي مناسبـة أقـدم لـه هديــة ؟! ..
تأهبت جيـدًا ثم نزلـت من البيـت أنتظـر خروج كيوهيون من بيتـه
لألقطـه فـور رؤيتي لـه وقبل ذهابـه إلى عملــه .. ماهي ثوانِ من انتظاري إلا
ونــزل كيوهيون من بيتـه بحلتــه الرائعـة كعادتـه التي جعلـت قلبـي يخـفق بشـدة
كمـا كل يـوم .. ولكـن خفقـات قلبي كانت مصحوبـة بالتوتر والخوف في ذلك اليـوم ..
ترددتُ كثيـرًا قبـل أن أذهــب إليــه .. خشيـت أن أخطو خطـوة واحدة نحــوه وكـأن
قدمــاي تجمــدت بالأرض وعجـزت عن الحركــة كليـًا ولكن في النهاية استجمعت قوتــي
ونفضتُ الخـوف منـي وبــدأت بالسير نحــوه .. أوشـك على الركوب في سيارتــه وهنـا
أطلــق لسانــي العنـان لنفســـه ونطـــق باسمـــه بصـوتٍ عـــالٍ "
كيوهيــــــون شـــي ! " .. أخــذ كيوهيون يلتفت نحــوه بحثــًا عن مصــدر
الصـوت ..
نظــر خلفــه فوجدنــي أركــض نحــوه ثم وقفـــت أمامــه وأخـذت ابتسم إليه كالبلهاء " صبـاح الخيـر كيوهيون شي ^^ " .. فتبدلت ملامحـه من التعجـب إلى ابتسـامـة عفويـة جميـلة أهدانــي إياهـا " صبـاح الخيــر .. كيف حالـكِ اليـوم ؟ هـل تواجهـك مشكلـة مـا ؟! " .. أخــذت أحـرك بكلتـا يـداي نافيـة بارتباك " لا على الإطـلاق , لقد أردت أن ألقـي التحيـة عليـك فحسـب .. و..... " حينهـا ارتبكـت أكثــر , عجزت عن النطق وبــدت علامات التوتر على وجهــي , كـان كيوهيون ينظـر إلـيّ متسائـلاً " ومــاذا ؟ أخبرينــي إذا كـان هنـاك شيء يمكنني مساعدتك بـه ؟ " فزاد توتري ووضعـت يـدي على رقبتـي وأنـا ابتسـم إليـه لأخفي ارتبـاكي " لا لا شيء , سوف أذهب واذهـب أنـت الآن أيضًا كي لا تتأخـر عن عمـلك .. " ثم هـممتُ بالمغادرة كي لا يسألنـي أكثــر .. انتظري ! هـل ستذهبين بسهولة هكـذا حقـًا ؟ ألم تفعـلي ما خططـتِ لــه ؟ مــاذا عن قلبــك الذي يخفق لأجلـه ؟ هل ستكتمين ذلك الحــب في داخــلك فحســب إلى الأبــد ؟ .. توقفت في مكانــي والتفــتُ إلى كيوهيون مـرة أخــرى .. كان على وشك ركــوب سيارتــه ثانيـة .. " كيوهيون شي " ارتفـع صوتــي مرة أخرى وناداهـ .. التفت كيوهيون إلـيّ ثانيــة وعلامات التعجــب تكسو وجــهه .. توجهــتُ نحــوه بسرعــة البــرق وأنـا أخرج المذكـرات من حقيبتــي .. وقفت أمـامـه أمسكـت بيدهـ بسرعة وقمـت بفتحهـا ووضعت مذكـراتي المغلفة عليهـا ونظــرتُ إليـه , كـان ينظـر إلى يـده التي تحوي المذكرات باستغراب ثم نظـر إلـيّ متعجبــًا " مـا هـذا ؟! " .. أجبتــه بعفويــة " افتحهـا فيمـا بعــد وستعـرف كــل شيء .. كيوهيون شي " ..
زاد استغراب كيوهيون أكثر وكانت علامات الاستفهام تبدو على وجهه
وتطالبني بتفسير .. لم أنطـق بأي كلمة وانحنيت لـه ثم غادرت .. ظـل كيوهيون
واقفـًا في مكانـه يحـدق بتلك المذكرات المغلفة يتساءل بما في داخلها , ثم ركـب في
سيارتـه وانطلـق .. انتظــروا هل فعلتهــا حقــــــًا ؟ يا لجرأتـــــي ! أنــا
حقــًا شيءٌ آخـــر .. هل هل هل قمــتُ بإعطائه مذكراتــي ؟ سـوف يقرأهــا الآن
ويعرف عن حبــي لـه ؟ آآآآآآآآآآآآهـ سوف أفقد صوابــــي >< حمقاء حمقاء
حمقاء .. أخــذتُ أضــرب على الأرض بقدامي وكذلك رأسي بيدي وأشد شعري كالمجانيـن
تمامــًا فـور ذهــاب كيوهيون من أمــامــي .. توقفتُ قليلاً وأخــذتُ أتساءل " لحظــة , لــمَ ألــوم نفســي الآن ؟ ألـم يكـن ذلك
قراري الذي اتخذته ولن أنــدم عليــه ؟ ثقي بنفسك يا فتاة لقد فعلتي الشيء الصحيح
! أجـــل .. فليحـدث ما يحدث لا يهــم .. ما يهمني هو أنني أزحـتُ ذلك الثقـل عن
قلبـي وبحـتُ لـه بمشاعـري اتجاهه .. آآهـ كيوهيون يا لها من راحــة ! "
ثم تابعـت طريقـي وأنا أدندن بأغاني صاخبـة والابتسامة تعلو وجهــي .. يا
إلهـي تلك الفتـاة ( أنــا )
تكاد أن تقتلني بثقتهـا , هـل هي سعيدة إلى تلك الدرجـة بجنونهـا ؟ أؤكد لكم
بأنهـا لم تكــن في وعيها حينهـا .. أجــزم بأنهــا تلك ليست أنـا , لابــد بأننـي
كـنتُ ثملـة حينهـا صح ؟ يا لجننوني الذي اكتشفتــه من خــلالكِ يا مذكـراتــــي !
دعونـا ننتقـل إلى كيوهيون .. الذي لم يكـفَ عن التفكير طوال
طريقـه لعملـه بتلك الهدية التي أعطيتـه إياهـا دون سابق إنذار .. تَرى ما قد يكون
محتواها ؟ وما سبب إعطائهـا هـذه الهديـة لي دون معرفتنا لبعضنـا البعـض جيـدًا
حتـى ؟! .. كانت تلك الأسئلة تجتاح تفكير كيوهيون وعقله .. وفـور وصولـه إلى عملـه
دخل إلى غرفـة مكتبـه الخـاصـة وجلـس خلف طاولة مكتبـه وتنـاول هديتـي فـورًا ثم
أخـذ بإزالة التغليف عنهـا وفتحهـا ليجـد مذكـراتـي الجميلـة داخلهـا .. حمـل
كيوهيون مذكراتــي بين يديـه وأخـذ ينظـر إليهـا باستغراب بعد أن قرأ الكلمات
القاطنة على الغلاف * مـذكـرات هـاسـو –
هـمـتُ بــه حبــًا * وأخـذ يتساءل " ما هـذا ؟ دفتـر مذكـرات ؟! ولكـن لماذا قد تهديني
دفتـر كهـذا ؟! ثم من تكـون هـاسـو هــذه ؟! " .. وقلـبَ عن
الغلاف لتأتيـه صفحـة مذكراتي الأولـى والتي كان محتواهـا الآتــي (( مرحبـًا كيوهيـون شي .. لابـد وأن تكـون قد بدأت قراءة
مذكـراتي الآن .. لقد أهـديتك مذكـراتي هـذه لأعلمـك بأمـرٍ ما سوف تكتشفـه بمجـرد
متابعتك لقراءتهـا.. )) توقف كيوهيون عن القراءة متعجبـًا "هل هـذه مذكراتهـا ؟ أتحـرق شوقـًا لمعرفـة ذلك
الأمــر الذي سوف تعلمني إيـاهـ ! "...
ثم تابع القراءة باهتمام (( ولكـن قبل كل شيء دعنـي أعرفـك عن نفسـي أولاً .. اسمـي كانغ ها سو
وأبلـغ من العمـر خمسة وعشرون عامـًا .. )) توقف كيوهيون قائلاً
" هـل كان اسمهـا هاسو ؟! اووهـ إنهـا
تصغرنـي بعامين فقط ! " .. وأخــذ يتابـع القراءة بحمـاس (( فقـدتُ والــداي في حادث سير عندمـا كـنت في التاسعة
عشرة من عمـري ولكنني لم أيأس أو أستسلم بفضل وقوف أصدقائي بجانبي وتابعـت حياتـي
وحيـدة بعدهـا في البيت الذي أسكـن فيه حاليـًا , ولكي لا أفكـر بأي شيء , كـنتُ
أشغـل نفسي بالجامعة والمذاكـرة حتــى تخرجـتُ .. وأنتهـى بي الأمــر بفتــح متجـر
الأزهـار خاصتــي .. كونـي أعشـق الأزهـار بطريقـة جنونيـة منذ صغري .. وحمــدًا
لله كـان مشروعـي ناجحــًا وتوفقـتُ فيـه وأصبـح لـي الكثيـر من الزبائـن الـذي لا
يبتاعـون الأزهـار إلا من متجـري .. تتساءل عن كونـي وحيـدة حتـى الآن ؟ وعـدم
وجـود أي رجـل في حياتــي ؟! حسنـًا لم يرق لي أي رجـل في حياتي يومـًا ولم أفكـر
بالمواعـدة حتــى .. ربمـا لأننـي لم أجــد وقتـــًا مناسبــًا لهـذه الأمــور ؟!
أنــت مستغرب عن كونــي أخبـرك عن هـذه الأمـور الشخصية عن نفسي كيوهيون شي صحيـح
؟! لا بأس سوف تعـرف السبب خطـوة فخطـوة .. نحـن جيـران ألا يجـدر بنـا أن نقـف
بجانب بعضنـا البعـض ونتعرف إلى بعضنـا البعـض أكثـر ؟! )) .. نطـق
كيوهيون " ولمَ لا ؟ لقد انتابني
الفضـول حول فتـاة لم تواعد رجـلاً من قبل ؟! " ..
ثم تابع القراءة وهو يمشي في أرجـاء مكتبـه ويقلـب صفحات مذكـراتــي (( حسنـــًا لن أطيــل عليـك أكثــر .. دعنــي أدخــل في
صلــب الموضــوع وأخبــرك عن ذلك اليــوم الذي أعتبــره من أهـم أيام حياتـــي ,
اليـــوم الذي طــرق الحــب فيــه أبــواب قلبـــي وقـرر أن يقطـن بداخلــه .. في
ذلك اليـوم كــنت قد استيقظـت من نـومـي وكالعـادة فتحـت ستائر غرفتـي لتتخلل
الشمس إلى داخلهـا وتنشـر أشعتهـا , أغمضـت عينـاي لأكتسب بعض من الحـرارة ثم
فتحتهمـا لأرى أمامـي مــا ليـس من العـادة لي أن أراهـ .. هــل أبـالـغ لو قلـت
بأننـي قد رأيــتُ مـلاكــ ؟! كان متوسـط القامـة , مهندم ووسيم , ذو بشرة بيضاء
حليبية والنظارات السوداء الشمسية تنسدل فوق عينـاهـ .. أسـر قلبـي الــذي بدأ
بالخفقان له منـذ اللمحـة الأولـى .. )) تنهـد كيوهيون بقـوة " يا له من محترف كيف أستطاع أسر قلبهـا بكل هـذه
السهولة ؟ هـل أطلـب منهـا أن تعرفني عليـه ليعلمني الطريقـة وأوقـع الفتيات بحبـي
سريعـًا ؟! " .. وعاد ليقرأ المذكرات (( وهكـذا وقعـت في حبـه , وأخـذت أفكـر بـه ساعـات و
ساعات امتــدت نحـو أيامٍ وليـالٍ طـوال .. وبـتُ أراقبـه من نافـذة غرفتـي كل
يـوم بتلك الطريقـة حتـى شـاء القـدر أن نتقابـل أنـا وهـو في نفس المكـان .. في
ذلك اليـوم , كـنت أجلـس في متجـر أزهـاري وعقلـي شاردٌ يفكـر بـه .. ولكـن
الصاعقـة كانــت عندمـا قاطـع شرودي صوتـه , نظـرت إليـه فاهتـز كيـاني .. ظننـت
بأنني أحلـم أو أتخيـل وجــوده أمامــي .. هل وصـل بــي مــس الجنـون إلى أن
أتخيلـه أمام ناظـري حقيقــة ؟! اقتربت منـه كالبلهـاء وأنا أسألـه * هـل أنــت حقيقــي ؟! * فاكتست شفتيـه تلك الابتسامة الرائعـة التي خبئهـا
بيدهـ قائلاً لي * معـذرةٍ ؟! * أؤكـد لك بأنــه قد أذابنـي وأذاب قلبي معـي في تلك
اللحظــة من جمال تلك الابتسامـة العفويــة .. ))
أنزل كيوهيون المذكرة من يدهـ وكانت كلتـا عينـاهـ قد اتسعـتا من فرط دهشتـه بما قرأ قائــلاً " هـذا ما حدث عندمـا ذهـبت إلى متجرهـا أول مـرة , إذًا فأنهـا تتحـدث عنــي أنــا ؟! " ..
وأمسك المذكـرة بسرعة ثانيـة ليتابع القراءة ويعـرف إذا كـان هو حقـًا آسر القلـب المذكـور في مذكـراتي (( وبعـد أن استفقت على نفسي وأيقـنت بأنه كان حقـًا أمامـي , قدمـتُ لـه اعتذاري .. وبعدهـا طلـب منـي أن أنسـق لـه باقـة أزهـار على ذوقــي لفتـاة ! هنـا دب الإحبـاط في دواخلي .. هل لديـه فتـاة يحبهـا بالفعـل ؟! وأنـا ؟ مـاذا أفعـل بنفسـي وبحبـي لـه ؟ .. واشتعـل قلبـي أكثـر عندمـا كـتب على البطاقـة لهـا * إلى الأنثـى الأولـى والأخيـرة في حياتـي * هـل يجـدر بـي التخلـي عـن حبـي لـه الآن ؟! استفيقي يا فتاة مستحيـل أن يكـون لكِ مكـان في حياتـه أو قلبــه !! .. لـم أظهـر لـه حزنـي واحباطـي وخطـرت ببالـي فكـرة لأن أسألـه عن اسمـه لأكتبـه على البطاقـة .. إنهـا فرصـة لكـي أعرف اسمـه , أليـس من حقـي أن أعـرف اسم من أحبـه على الأقـــل ؟! .. فسألتـه * ألـن تكتـب اسمـك في النهـاية ؟! * فأجابني بسرعة البرق * قـرة عينك " كيوهيــون " * ..)) زادت صدمـة كيوهيـون أكثـر , أعــاد تلـك الجملـة أكثـر من مـرة لاستيعـاب ما خطتـه يـداي في تلك المـذكرات " هل تقصدنـي أنـا ؟ كيوهيـون أنـا وليـس كيوهيـون آخـر سـواي ؟! لا أصدق.... " أخـذ نفسـًا عميقـًا وتابـع القـراءة , فقد نهشـه الفضـول ليكمـل القـراءة وخصوصـًا بأننـي قدمــت لـه اعتـرافي الصريـح بأنــــه حبــــي ! آآهـ ليتني كـنت أمامـه في تلك اللحظة لأرى تعابير وجـهه .. كان سيبدو لطيفـًا بالتأكيــد XD (( أجــل كان اسمـه * كيوهيون * .. هل أنــت متفاجـئ كيوهيـون شي ؟!أجـل أنــت من أتحـدث عنــه .. أنـت من أوقعتنــي في شباك حبـك منـذ اللحظـة الأولــى .. أتعلـم كـم كـنت حـزينة لأيـام وأردت نسيانـك بسبب باقة الأزهــار التي أخذتهـا لتقدمهـا لتلك الفتـاة ؟ ولكـن شكرًا لك أعـدتَ لي الأمـل عندمـا تقابلنـا صدفـة ثانيـة وأخبرتنـي بأنهـا كـانت لأمك .. شعـرت وكـأن روحـي صعـدت إلى السمـاء حينهـا من فرط سعادتــي ومنـذ ذلك الحيـن بـات حبـك ينمـو في قلبـي أكثـر ويتغلغـل بداخلـه لدرجـة أننـي لم أستطـع تحملـه أكثــر .. هل سأكتـم ذلك الحـب بداخلـي حتـى النهـايـة وأتعـذب وحـدي فقـط ؟! استمريتُ في التفكيـر .. حتـى خطـرت فكـرة إعطـائك مذكراتـي على بالــي , فكـرت بأنهـا ستكون الطريقـة الأنسـب لتصـدق مشاعـري اتجاهــك .. وبالفعـل فعلتهـا وهـا هـي مذكـراتــي بين يديــك , آآآهـ أشعـر بالإحـراج .. هل تقرأ هـذا الكـلام الآن وعلمـت بحبـي لك ؟ كيـف سأنظـر في وجهـك الآن >< ؟! لقد قادنـي حبـك إلى حـافة الجنـون لأعترف لك بهـذه الطريقـة الجنونيـة .. ألسـتُ حمقـاء ؟! حسنــًا أنــه قلبــي ولا يمكننـي تجاهله لذلك قمت بالاعتراف لك .. )) تحولـت تعابيـر كيوهيون من الصدمـة إلى ضحكـاتٍ عفويــة على كلمـاتي ...
ومن شـدة حماسـه لمعرفـة ما تحويه باقي صفحات مذكراتـي راح يقلبهـا صفحة تلو
الصفحة دون كلل أو ملل حتـى أتـم قراءتها كلهـا , تمعـن كل كلمـة موجودة باهتمام
وما فاجئـه وجـود بعـض الصـور التي قد قمـت بالتقاطها له ووضعتهـا بالمذكرات
.. ولكل صـورة أسفلها كـان حديثهـا ,,, وآخــر صفحة من مذكراتـي التي قدمتهـا
لكيوهيـون كانت عبـارة عــن (( انتهيـت من
قراءة المـذكرات بأكملهـا كيوهيون شي صحيح ؟ أعـذرنـي لو أضعـت من وقتـك الثميـن
في قراءة مذكراتي هـذه ولكـن ما كان قلبي ليهدأ أو بالي لو لم أخبـرك بمشاعري هـذه
نحوكـ .. لا أخبـرك بأن تقبلهـا ولا أرغمـك على ذلـك أبـدًا .. ولكننـي أرجـوك أن
تعطينـي فرصـة لأتمكـن من سرقـة قلبـك كما فعلـت وسرقـت قلبـي وحصلـت على حبـي
فربمـا شـاء القـدر أن نكـون لبعضنـا البعـض ؟!.. فلنتقابل بعـد ثلاثـة أيـام من
انتهاءك لقراءة المذكرات في الحديقة المجاورة لبنايتك لتعطيني إجابتك , فكـر
جيـدًا وسأحتـرم قراركـ مهمـا كـان فأنــت حـرٌ في النهـاية .. مع تحيـاتي , كانغ
ها سو ... )) تأمـل كيوهيـون تلك الكلمـات قليلاً ثم وضع مذكراتي على
طاولة مكتبـه و جلـس وتنهـد بقـوة بعد أن أغمـض عينـاهـ وفتحهمـا مجددًا " مـا الذي يجـدر بي فعلـه معـكِ ها سويا ؟؟! "
..
هـذا ما أتوق لمعرفتـه مستر كيوهيون ! .. هل سيقبل بحبي ؟ هل
سيعطيني فرصة لأتقرب منـه ؟ سوف يجـن جنونــــــي !!
مـــرت ثـلاثـة أيـام
على ذلك اليـــوم وكيوهيـون غــارق في تفكيـره عما سيفعلـه حيالــي .. وكـذلك أنـا
لم تغفـل لي عيـن طوال تلك الأيـام وأنا أفكــر بجوابـه الذي سيمنحني إيـاه ..
كـنت أتجاهل مقابلتـه حتــى , تُــرى كيف ستكون نظرتـه إليّ بعد أن صـدر منـي ذلك الكلام
في المذكـرات ؟ كــنت أراقبــه عن بعـد وحسـب كما عـادتــي كل يــوم .. حتى جـاء
ذلك اليـــوم , الذي سوف يعطيني فيـه قرارهـ ,, كــنت يومهـا قد تجهــزتُ نفسيـًا
لأتقبـل ردهـ مهمـا كـان إيجابيًا أو سلبيـًا .. جلســتُ في الحديقـة أنتظــرهُ
والتوتــر والقلـق يتلبساني , وقد تأخر كيوهيون في الحضـور كـذلك .. ربمـا أراد أن
يزيد من قلقي وتوتري ؟ أم أنـه متردد بشأن قراره ؟! هل وضعتــه في ورطــة وعرضتـه
للإحراج ؟! لا لا .. دعينـا نتأمـل كل خيــرٍ هاسويــا ,, دعـي الإحبـاط وفقدان
الأمــل جانبــًا هاسويــا ! .. استمريتُ بتهدئة وتصبير نفسي حتــى وأخيــرًا
هـــل محبوبـــي من بين الأشجــار باحثــًا عنــي ..
لوحـتُ لـه بيدي ليراني
والابتسامة ترتسم على وجهـي وخفقـات قلبـي تشتعل بقـوة .. ولوح إليّ بيدهـ
مبتسمـًا هو الآخر فـور رؤيتي ثم اقتــرب منــي وألقى التحيـة فرحبت بـه ودعوته
ليجلس بجانبي ففعـل .. سألنــي عن حالـي وتبادلنـا بعض الأسئلــة البسيطة ثم سـاد
الصمــت بيننـا .. لـم أفعـل شيء سـوى التحديـق بالأرض ونظـري موجـه نحـو قدماه
التـي كانتا تتراقـصا دليـلٌ على توتـره .. وما هي ثوانٍ حتى تنحنح وقطـع الصمــت
وبدأ بالتحـدث وهـو ينظـر إليّ " مممم , لقد قرأتُ مذكراتـك
بالكامــل .. وتشرفـتُ بكِ شخصيـًا آنسـة ها سو , لابـد أنـه كان من الصعب عليكِ
العيش وحيـدة طـوال هـذه السنـوات صحيح ؟! " .. أشحـتُ بنظـري عن الأرض ووجهته نحوهـ بابتسامة خفيفة ترتسم على
شفتــاي " حسنـًا .. بالبداية كـان صعبـًا
قليلاً ولكنني اعتـدتُ على كوني وحيـدة الآن .. أصبح الأمـر عاديـًا بالنسبة إليّ ... "
فأكمــل كيوهيون قائلاً " وما
رأيـكِ لو أخبرتـكِ بأنك لن تعودي وحيـدة بعد الآن وسأكون بجانبـك لأؤنس وحدتـك ؟! "
اتسعت عينـاي بصدمـة وأجبتـه بحمـاس " هـل هـذا يعنـي بأنـكِ قد قبلـت أن تعطينـي فرصــة ؟!! "
.. ضحك كيوهيون على طريقتي الفضولية ثم تابـع " بصراحـة .. أنا أيضًا وحيـد وليـس لدي أحــدٌ هنــا ,
وعندمـا قرأتُ مذكـراتكِ قلـتُ لنفسي لمَ لا نقتـرب من بعضنـا البعـض كـون كلانا
وحيـد ؟! يستطيع أن يستند كلٌ منـا على الآخــر .. نصبـح أصدقـاء كبدايـة وما
أدراكِ ربمـا يفتـح قلبـي أبوابـه لكِ أيضًا كمـا فعـل قلبك ؟! "...
تــوردت وجنتـاي خجـلاً
بعـد كلمـاته تلك وأخـذت أضـع يـداي فوقهمـا من الإحراج .. كـانت نظـرات كيوهيـون
تلتهمنـي وهـو يتحـدث " أقدر مشاعرك اتجاهي كثيرًا .. وبعد أن فكـرتُ مرارًا
قررت أن أفتح لكِ المجـال الآن لتتمكنـي من إيقاع مشاعري نحـوكِ أيضًا .. وإن كـان
لنـا نصـيبُ في الحـب معـًا فلمَ لا ؟ لا اعتراض على حكـم القلـب !! .. "
كـاد قلبـي أن يخـرج من صـدري في تلك اللحظــة .. يمكنني
أن أكــون حبيبتـه ؟ يمكننـي امتـلاك قلبـه ؟ يمكننـي أن أكـون ملـك كيوهيون وهو
ملكـي ؟! نظـرتُ إليـه وعينـاي تفيضـان بالبهجـة والأمــل " شكــرًا
جزيلاً لك كيوهيون شي .. لا أعـرف ماذا أقـول .. وآآآآآآآهـ >< " .. ضحكـ كيوهيون على طفوليتي هـذهـ وحدثنـي وهو يبتسم " دعينـا نتعـرف إلى بعضنـا البعـض أكثـر .. نتقابل
ونقضي أوقاتنـا معـًا .. آآهـ ونقطـة أخـرى , دعـي الرسميـات جانبًا من الآن
فصاعـدًا ودعينـا نعامـل بعضنـا بأريحيـة أكثـر .. بصراحة ورغـم عملـي في شركـة
محترمـة إلا وأننـي لا أحب التعامـل بالرسميـات .. لذا سأناديك هاسويـا وأنتِ
ناديني باوبـا بما أنكِ تصغرينني بعاميـن .. حسنـًا هاسويـا ^^ ؟! "
اوبـــــــــــا ؟ هل سأنـاديـه باوبـا حقـــــًا ؟
يآآآآآآآآآآآآآآآآهـــــ هل أنا أحلم الآن ؟ وسيناديني بـ هـاسويــا ؟ يا لروعـة
اسمـي وهو يخرج من بين شفتيــــه .. إني أذوب عشقــــــًا اوبــــــــا >< .. تلعثمـت
بالكلمـات من شدة توتـري " اووهـ كيوهيون شــ.... "
أوقفنــي بوجـهٍ عابـس قبل أن أكمـل كلمتــي فتابعت
كالطفلة الصغيـرة التـي بدأت تتكلم للتو " او...
اوبـا ! "
فراح كيوهيون يداعـب
شعـري بيدهـ بخفـة وهو يبتسم إليّ " أجــل أحســنتِ ! ممم .. برأيـك
مـاذا نفعـل الآن ؟! " فلينقذني أحدكــم
.. أحتاج إلى أنبوبة أكسجين الآن , أشعـر وكأن روحـي قد سلبت منـي بسبب هذا الكائن
الرائع الذي يجلس أمامـي .. فليقرصني أحدكم هل أنا في حلـم أم علــم ؟! كيف يكــون
لطيفـًا ورائعـًا بهـذا الشكـل معـي ؟ هــل أحب مشاعري اتجاهه لهذه الدرجة ؟ من
أين لك بكل هـذه اللطافة تشو كيوهيون ؟ لم أخــطئ عندمـا وقعـتُ في حبـك !! ..
نظـرتُ إليـه قائلةٍ " بمـا أنك تعرف كل شيءٍ عنـي فلمَ
لا تحدثني عن نفسك ؟! " غمــز كيوهيون
إلـيّ بطرف عينـه قائلاً " عن
نفسي ؟! حسنـًا فليكـن ! " آآآآآآآآآآآآهـ وقلبـاهـ وهل سيحتمل قلبـي كمية اللطافة والجمـال
هـذه كل يـوم ؟ سوف تكـون نهايتي على يدهـ بعد يومـان من الآن فقـط ! .. حسنـًا
أنـا الآن أعـذرُ نفسي كـوني مجنونـة بــه بهـذا الشكـل .. بصراحة إنـه بالفعـل
شاب رائـــع وقد يفقدك عقلك ويخطف قلبك لو قابلتــه ! .. حـدثنـي كيوهيـون عن
نفسـه وأخبرني بأنــه يعيـش وحيـدًا في سيئول بسبب عملـه في شركـة للإلكترونيات
بعد أن أنهـى دراستـه لتكنولوجيا المعلومات في جامعة سيئول الوطنية وتخرج بمعـدل
عالٍ , أمـا والداهـ فيعيشـان في مدينـة جيجـو ويذهـب لزيارتهمـا مـرة كل نهايـة
أسبـوع .. وأخبـرنـي بأنـه لم يدخـل في أي علاقـة حـب في حياتـه إلا عندمـا كان في
الثانويـة العامـة .. ولم تكـن علاقـة حب حتـى فقد كـان إعجـاب من طرفه فقـط ..
وبعدهـا لم يهتـم بأي فتـاة وأعطــى كل اهتمامه لنفسه ودراستـه وعملـه وأهلـه ..
إن هـذا يبعـث الطمأنينـة في قلبـي , ربمـا أستطيع الإيقـاع بـه بسهولـة ؟! إنهـا
فرصتـكِ هاسويــا استغليهـا جيــدًا !! .. أكملـتُ وكيوهيـون حديثنـا معـًا وكان
يحدثني بأريحية تامة وكأننـا نعرف بعضنـا منـذ سنــوات عديدة .. لم أكـن أعلـم
بأنــه اجتماعيٌ ويحـب التعرف إلى النـاس , هـا أنـا أكتشفـه خطـوة فـ خطـوة
وأتمنـى أن يمشـي كل شيءٍ لصالحـي ..
بعدهـا , قام كيوهيون بشراء اثنتين من المثلجات واحدة لي وواحدة
لـه وأخذنـا نمشي معـًا في الحديقـة وأحاديثنـا مستمـرة .. " اوبــا ! " ناديتـه فالتفت إليّ
متسائلاً " اووهـ ؟! "
فأكملـتُ قائلـة " هـلَ أعــدتَ
مذكراتــي إليّ ؟! " .. توقـف عن المشـي ونظـر إليّ بطفولية
" لا أريـد , إنهـا لي ! لماذا
تريدينهـا ؟! " فأجبتــه سريعـًا " أريـد أن أكمـل تدويـن مقابلاتنا ومواقفنـا سويـًا
عليهـا , حتــى وإن لـم يكـن نصيبنـا معـًا أريـد الاحتفاظ بهـذه الذكريـات
الجميلـة منـذ أول مرة رأيتك فيهـا وحتــى آخـر مرة نتقابل فيهـا .. فهـلَ أعدتهـا
إليّ اوبــا ؟! " رسم كيوهيون لي ابتسامة عريضة على شفتيـه
قائلاً " حسنـًا سوف أعيدهـا إليكِ
ولكـن بشرط أن تعطيني إياهـا في النهـايـة ! " .. عقدتُ ذراعي
ببعضهما البعض وتحدثت بثقة قائلة " حسنـًا
وإن نجحـتُ في الإيقاع بك سوف نحتفظ بهـا سويـًا نحـن الاثنين ! "
ضحكـ كيوهيون ثم نظـر إليّ بطرف عينـه " هـل
أنتِ واثقة إلى تلك الدرجة بأنكِ سوف تنالين منـي وتوقعينني في حبـك ؟! "
أجبتـه وأنا على نفس وضعيتي السابقة " ولمَ لا ؟! سوف أستخدم سحري الخـاص معـك .. أبرا كدبرا
! " أنهيت جملتي وغمـزتُ إليـه فأخـذ يمثـل ويتظاهـر بطريقة
مضحكة بأنـه مسحـور ويترنح يمينـًا ويسارًا وهو يضع يدهـ فوق صدرهـ .. حينهـا لم
أتمالك نفسي وبدأت بالضحك على منظره بقوة .. وهو عندمـا رآني أضحك بتلك الطريقـة
تابع تمثيله لكي أضحك عليه أكثـر .. وأنتهـى الأمــر بضحكاتنا الهستيرية التي ملأت
الحديقـة , ثم قام بإعادة المذكرات إليّ وطلبتُ منـه أن نلتقط صورة سويـًا لكي
أدرجهـا في المذكرات فوافق .. أعطيتـه الكاميرا فقام بأخـذهـا واقترب منـي وأحاط
كتفي بذراعه .. أجــل أحاطني بذراعــه , أمسـك بي وتلامست أجسادنـا .. كـان قلبي
ينفجـر من الداخـل وهـو بقربي يلتصـق بي , قبل أن يلتقط الصورة قال وهو ينظـر إلى
الكاميـرا ويبتسم " تشيــــز "
فابتسمـتُ أنا كذلك والتقطـت الصـورة ..
كـانت جميلـة للغـاية وآآهـ وآآهـ وعلـق كيوهيون قائلاً " اووهـ كم أبدو وسيمـًا " فأجبتـه
بعبوس " يا لغروركـ ! "
ثم أخذنـا بالضحك سويـًا وبعدهـا وقررنا العودة كـل واحدٍ إلى منزلـه بعد أن
ودعنا بعضنـا البعـض والابتسامة تمـلأ وجوهنــا .. كـم كـنتُ سعيـدة , لم أضحـك أو
أفرح في حياتي بقـدر ما فعلتُ اليـوم .. والسبب هو ملاكي كيوهيون , إنـه حقـًا
مـلاك ! آآآآآآآهـ اوبـــــا كم أحبــك ! أروع شخـص قابلتـه على الإطلاق هو
اوبـــــا , سوف تفقدني عقلي اوبــــــا ! فـور وصولي إلى منزلي خلعـتُ سترتي
وهبطـتُ على طاولة مكتبي الصغيرة أكـتب تفاصيل يومي الرائع مع كيوهيوني في
مذكراتــي وبعد أن انتهيت أخرجـت الصـورة التي التقطهـا مع كيوهيـون وألصقتهـا في
المـذكرة وأخـذتُ أتأملهـا وعينـاي تنبعُ منهـا قلوبــًا وقلبـي ينبـض بقـوة ..
تأملتُ كيوهيون للحظـة أخيـرة في تلك الصـورة وطبعـتُ قبلة عليهـا ثم أغلقت
المـذكرات وضممتهـا إلى صـدري وأغمـضتُ كلتـا عينـاي وتنهـدت براحة , ثم وضعـتُ
مذكراتي جانبـًا وألقيتُ بنفسي على سريري وأنا أتذكـر ما حدث اليـوم وأنا أضحـك
وأصرخ كالمجانين من فرحتـي .. يــــــــــــآآهـ تشو كيوهيون هـذا كثير , ماذا
فعلـت بي ؟! تذكـري لتلك اللحظات في ذلك الوقـت تجعـل قلبي ينبـض من جديـد , لا
زلت أتذكر كل شيء وكأنـه يحدث أمامي الآن .. يا لروعــة الحــب !
عـــدت أيامنــا أنا وكيوهيـون سويــًا , نتقابل كل يـومٍ تقريبـًا
ونتحـدث ونتعـرف على بعضنـا البعـض أكثــر .. وقد وجدنـا كثيــرًا من نقاط التشابه
بيننـا , كلانـا يحب اللـون الأزرق , فصل الربيـع , السكاكر والحلويات , السينمـا
والبحـر .. واتفقنـا على أن نحـدد يومًا للذهـاب فيـه إلى هنـاك .. آآهـ تذكرت
أتعلمون مـاذا أيضًا ؟ لقد قرر اوبـا أن يعلمنـي ركـوب الدراجات بما أننـي لا أعرف
كيفية قيادتهـا XD سوف
نبـدأ أول درس غــدًا يــوووي كم أنا سعيـدة ^^ .. سوف يكون يومـًا رائعـًا مليئًا
بالمغامرات ,, سوف أنام مبكـرًا اليـوم لأريح بشرتي لكي تبدو صافية وجميلة أمام
اوبـا .. فقد أخبرني اوبـا بأنـه يحـب الفتيـات ذوات البشـرة البيضـاء
النقيــة مثلــي , لا تعلمـون كـم سعـدتُ عندمـا أخبرنـي بذلك وأخــذتُ أقفـز
أمامــه كالحمقـاء فرحـًا بأنـه يحـبُ ذلك فيّ .. فبدأ كيونا بالضحك وهو ينعتني بـ
* المجنونـة * فأجبتـه بعبـوس
* أنـت من جعلتنـي هكـذا ! *
لتــزداد ضحكاتــه عليّ ويداعــب شعــري بيدهـ بالنهـايـة ..
كـم أحـب ذلك عندمـا يفعلهـا وينتابنـي شعـورًا رائعـًا ممزوجـًا بخفقـات قلبـي .. بصراحـة لم تخلـو لقاءاتنـا من مداعبـة اوبـا لشعري بتلـك الطريقـة وفي بعـض الأحيـان يقوم بإمساك خصلات شعري ويلعـب بهـا وهو يحدثنـي , وقد أخبرنـي بألا أقـص شعري أبـدًا وأن أبقيـه طويـلٌ كما هو إذ بإمكانه اللعب به كما يشاء .. وطبعـًا طلبـات اوبا خاصتـي أوامــر سوف أنفذهـا بالحـرف الواحد هيهيهي XP .. نمـتُ ليلتهـا مبكـرًا بالفعـل واستيقظـتُ في ساعة باكرة من الصباح أيضـًا << بصراحة لم أعهـد نفسـي بذلك النشاط أبـدًا قبل معرفتي لكيوهيون !! .. ثم بدأت باختيـار ملابسـي التي سوف أظهـر بهـا أمام اوبـا , مـاذا علـيّ أن أرتدي ؟ يجـب أن تكـون ملابس مريحـة وجميلـة في نفس الوقـت ! أخبرني اوبـا بألا أرتدي سروالاً قصيرًا حتـى وإن وقعـت على الأرض أثنـاء قيادتـي للدراجة لا أجرح ساقاي .. فاوبـا يحـب الفتـاة ذات السيقان الجميلة XD , وفي النهـاية ارتديتُ سروال جينز أزرق داكن اللون وطويل وقميـص صوفي زهـري اللـون مزخرف ببعض النقوش الجميلة وحذائي الرياضي الذي يحمـل نفس لون قميصي ورتبـت شعـري بطريقـة جميلـة ...
ثم توجهـتُ إلى المطبـخ لأحضـر بعـض الوجبـات الخفيفة لكـي
آخذهـا معـي في جولتـي مع اوبـا ونتناولها معـًا .. بعدما انتهيـت وردتنـي رسالة
نصية على هاتفـي من اوبـا يخبرنـي فيهـا بأنه أسفـل شقتي وينتظـرني .. فأخـذتُ
حقيبـة الطعـام وهاتفـي وهرولـتُ إليـه بسعادة , وفـور نزولـي إليـه لم أجـدهـ
يـقف كعادته أسفل البنـايـة فأخـذت أبحـث عنـه , فجـأة أنذرنـي زامـور سيارة
أحدهـم فنظرت إلى مصدر الصوت فوجـدت اوبـا يركـب في سيارتـه ويلوح إليّ بيدهـ
فذهبت إليـه فـورًا وبالطبـع ألقينـا التحيـة على بعضنـا البعـض وأخبرنـي بأننا
اليـوم لن نذهـب إلى الحديقـة المجاورة لمنزلـه كالعادة بل سوف نذهـب إلى حديقـة
أخـرى كي يدربني على ركوب الدراجة فيهـا .. فتحمسـتُ كثيرًا لذلك وفرحتُ بأننـا
وأخيـرًا سوف نذهـب إلى مكـان آخـر معـًا وبالأخــص في سيارتــه , نــزل اوبـا
وأخـذ منـي حقيبـة الطعـام ووضعهـا في حقيبـة السيارة الخلفية ثم فتـح لي باب
السيارة وهو يبتسم قائلاً " تفضلي
آنستي ! "
فأخذت أتبختر أمامه وأنا أتظاهر بالغرور وركـبت في السيارة ثم
نظـرتُ إليـه بثقــة " اووهـ شكرًا لك
! " ثم أخـذتُ بالضحك على بلاهتي فبدأ كيوهيون بالضحك ثم أغلق
الباب وركـض وصعد إلى السيارة بجانبـي .. وضـع كلانا أحزمـة الأمـان ثم قام اوبـا
بتشغيل السيارة ونظـر إليّ بحمـاس " سوف
ننطلق , هل أنتِ مستعدة ؟! " أجبتـه بنفس حماسه " بالطبــع , لننطلق اوبــا هيا هيا هيا ! "
وانطلق مسرعـًا .. طوال الطريـق لم نتوقف عن الغنـاء معـًا وأخبرني اوبـا بأن صوتي
سيء , لم أقـل شيئًا حيال ذلك فصوتي حقـًا سيء فيما يتعلق بالغنـاء بعكـس صوت
اوبــا الرائــع , لـن أصـف لكـم جمـال صوتـه .. فقصة * عشقـتُ صوتـًا * لكاتبتي المفضلة * سمـا * تعبـرُ عن مشاعري عندمـا سمعـتُ
صـوت اوبـا وهو يغنـي ..
وصلـتُ وكيونا إلى الحديقـة المقصـودة , نزلنـا من السيارة ودخلنـا
إليهـا .. كانت حديقـة كبيـرة , واسعة وجميلـة , وكان هناك الكثير من النـاس الذين
يمارسون ركوب الدراجات فيهـا .. ثم أخذنـي اوبـا لنأتي بدراجتنا الخـاصة ففعلنـا ,
وفـور حصولنا على الدراجة ركب عليهـا اوبـا وأخـذ يقودهـا وتركنـي أمشي بجانبـه
وعلامات العبوس بادية على وجهـي وأخبرته أن ينزل في الحـال ويعلمنـي على قيادتهـا
.. لم يستمع إلي وبدأ بإغاظتي بالفرار بعيدًا بالدراجة وهو يضحك وأنا أصرخُ عليه
بغضـب وأركض خلفـه .. وفي النهاية أمسكت بـه وأخـذتُ بضربه من شدة غيظي منـه , أما
هو أخـذ يتظاهر بالألم بدلال قائلاً " آآهـ
مؤلم , كـفِ عن ضربـي .. أتضربين من تحبينـه بهـذا الشكـل ؟! هل تحبينني حقـًا ؟ "
فأجبتـه وأنا أستمـر بضربه بغيظ " اووهـ للأسف أحبـك ولكن يبدو بأنني سوف أتوقف عن ذلك
بدءًا من الآن ! " رسم كيوهيون ملامح الجدية على وجهه قائلاً
" هل حقـًا ستفعلين ذلك ؟! "
وترتني ملامح وجهه الجدية تلك وتوقفت عن ضربه ونظـرتُ إليـه وبنبرة صوتي المرتبكة
" لـ..لا , كـنت أمـزح فقـط ! وهـل
ضحـيتُ بنفسي واعترفتُ لك لأتخلـى عـن ما أريد بهـذه السهولة ؟! "
تبدلت ملامح كيوهيون من الجدية إلى الضحك الهستيري مرة أخرى " آآآآآآهـ كم تبدين لطيفة وأنتِ مرتبكة بذلك الشكـل ,
وترتُكِ صحيح ؟! " فاتسعت عينـاي بصدمـة قائلة " مــــاذا ؟ هل كـنت تمازحني الآن ؟
يآآآآآآآآآآآآآآآآهـ >< " وبدأت بالصراخ عليه بغضب وبضربه
من جديد .. وبعد أن قام بتهدئتـي بدأ بتدريبي على ركوب الدراجة .. لم أعرف كيف
أقودهـا بالطبـع لعدم توازني عليهـا فقد كان اوبـا يمسك بي وبالمقود ويعلمنـي خطوة
خطوة كالطفلة الصغيرة .. كان رائعـًا ولطيفـًا ولم يتذمـر أبـدًا رغـم محاولاتي
العديدة التي باءت بالفشل في قيادة الدراجة لوحـدي بعد أن قام بتعليمي .. وفي
محاولتـي الأخيـرة أخبرنـي " إن
نجحـتِ هـذه المـرة , سوف أخـذك في جولـة خلفي على الدراجـة .. فما رأيكِ بهـذا
العرض المغـري ؟! " أخـذ قلبـي ينبـض بسرعة لمجـرد سماعه يذكر
ذلك وأجبتـه بعفويـة " هل هـذا يعني
بأنك أنت ستقوم بقيادة الدراجة وأركب أنـا معـك وأعانقك من الخلف ؟! وآآآآآهـ
>< "
فأخـذ يومـئ لي برأسـه إيجابـًا وهو يضحك على كلماتي " اووهـ سوف نفعلهـا , هيا ابذلي وسعك في المحاولة
القادمة لتفوزي بهذه الفرصة الذهبية ! " فصرخت كالبلهاء بحمـاس
" هيـا بنـا إذًا سوف أفعلها ! "
.. أمسك اوبـا بي في البداية لكي لا أقـع وبدأت بالقيادة ... ثم طلبت من اوبـا أن
يتركنـي لأكمـل وحـدي ففعـل .. أكملـتُ قيادة الدراجة لوحدي بنجاح فأخذت أصرخ بفرح
" لقد فعلتها اوبا , لقد فعلتهـا "
فأخـذ كيوهيون يشجعني وهو يبتسم إلي فرحـًا بنجاحي .. ولكـن نجاحي لم يدم إلا لبضع
ثوانٍ وتحـول إلى فشـل فـور فقداني لتوازني وسيطرتي على الدراجة وأوشكت على السقوط
أرضـًا .. كاد قلبي أن يقع في مكانـه من الخـوف وأغمـضتُ عينـاي وأنا أهوي أرضًا
وأصــرخ " اوبــــــــــــا ! "
.. ولم أشعـر بعدهـا إلا بجسده قد ضمنـي بقـوة وهوينـا معـًا أرضـًا .. فتحـتُ
عينـاي لأجـد نفسي بين ذراعـي كيوهيون اوبـا وأنا أدفـن رأسي في صدره من خوفـي ..
ضرب قلبي مئات آلاف الضربات وقتهـا .. كان يضرب أكثـر من كل مـرة وبشدة , أهـو لأننـي بين أحضانـه وملتصقة بـه أو لأنني أسمـع ضربـات قلـبه المتسارعة ؟! .. أيقظ شرودي صـوت اوبـا وهو يربت على كتفـي " هـاسويـا هل أنتِ بخيـر ؟! " فحركت رأسي ونظـرتُ نحـوهـ لأجـده ينظـر إليّ مباشرةٍ ولا يفصل بين وجهينـا سوى بضع سنتميترات , هنا زادت خفقات قلبي وارتفعت حرارة جسدي فنهضتُ مسرعةٍ وأنا أنفض ملابسي " اووهـ نعم اوبـا أنا بخيـر ! " ثم مـددتُ له يدي لينهـض هو الآخر " مـاذا عنـك ؟ هل أنت بخيـر ؟! " فأمسك بيدي ونهـض وهو يبتسم " أجـل أنا بخيـر ! " .. وبدأت بتنفيض الغبار عن ملابسـه فوقعت عيني على ذراعـه الذي كان الدم يبلل قميصـه الأبيـض من عند مفصله .. دب الرعـب في قلبي وقتهـا وأمسكت بذراعـه وأنا أرتجف " دمـاء !! " فنظـر كيوهيون إلى ذراعــه وأمسك بها بيده الأخـرى قائلاً " اووهـ إنهـا حقـًا دمـاء , لا بأس لابد وأنني قد جرحـتُ قليلاً عندمـا سقطنـا أرضـًا ! " ..
فأبعـدتُ يده عن ذراعـه فـورًا ورفعـتُ كـم القميـص عن ذراعـه لأرى
الجرح فوجدتـه صغيرًا نوعـًا ما ولكـن الدمـاء كانت مستمرة في السيلان .. فأخرجتُ
منديلاً من جيبي ووضعتـه فوق الجرح ونظرت إلى اوبا قائلة " هل لديك أي علبة للإسعافات الأولية في سيارتك ؟! "
فأجابني بنعم ثم أخـذت منـه مفاتيح السيارة وطلبت منـه أن يجلس وينتظرني على أحد
المقاعد ريثما أعود إليـه .. وبالفعـل ذهبت إلى سيارته وأحضرت علبة الإسعافات
الأولية وعـدت إلى حيث يوجد اوبـا .. أمسكت بذراعه وأزلت المنديل الذي وضعته
مسبقـًا عليهـا وبدأت بتنظيف وتطهير جرحـه .. تألم اوبـا في البداية فأخذت أطهر له
الجرح بلطف لكي لا يؤلمه , ثم أخـذتُ بعض الضمادات وبدأت بلفـها حول الجرح بعد أن
انتهيت من تطهيره .. كان شعري المنسدل يتطاير مع الهواء بخفة ويداعب وجـه كيوهيون
الذي لم يتوقف عن النظر إليّ وكاد يلتهمني بنظراته التي يمكنني القول عنهـا بأنهـا
مليئة بالإعجاب كمـا أوُحـى لي ؟! أو ربمـا فأنني أتخيـل ؟ لا أعلـم , ولكننـي
أحسستُ هـذه المرة بنظراته التي كانت مختلفة عن كل المرات ..
انتهيت من وضع الضمادة حول يده فما وجدته إلا أن قرب وجهه إلى شعري وأغمض عينـاهـ
وهو يستنشق عبير رائحتـه ثم فتحهما ونظر إليّ بخبث " ما نوع الشامبو الذي تستخدمينه آنستي ؟ رائحته رائعة ! "
فنظرت إليه بطرف عيني " أتظـنُ نفسك
في إعلانٍ تلفزيوني أم ماذا -.- ؟! " فابتعد عنـي بتذمر قائلاً
" ألا يمكنني مغازلتك قليلاً حتـى ؟! "
فضحكت عليـه قائلةٌ " لا -.- , أخبرني
الآن كيف تشعر ؟ هل أصبحت حال يدك أفضل الآن ؟! " فأمسك بذراعه
وهو يبتسم " اووهـ إنها بأفضل حـال ,
شكرًا لك هاسويـا ^^ " فأخذتُ أربت على ذراعـه بخفة قائلةَ
" آسفة اوبـا لقد حصل ذلك بسببي ,
أتمنى بأن يلتئم الجرح سريعـًا ! " فراح يداعب شعري بطفولية " حمقــاء ! " ثم بدأنـا بالتبسم إلى
بعضنـا البعـض وأخبرته أن يعود إلى البيت ليرتاح ولكنه رفـض ذلك وأخبرني بأنـه لن
يذهب قبل تناول الطعام الذي قمـتُ بتحضريه فتناولناه سويـًا ثم هممنا بالمغادرة
معــًا .. عند وصولنا إلى البيت طلبتُ منـه أن يخلع قميصـه من أجـل أن أقوم بأخذه
وأغسله بنفسي بسبب الدماء التي علقت به فشعر بالإحراج ورفـض ولكن لشدة إلحاحي عليه
وافق في النهاية وقام بخلعه وأعطاني إياه .. كان يرتدي فنيلة سوداء اللون تزيد من
نصاعة بياضة الحليبي و تبرز تخطيطات جسده وذراعيه التي كانت رائعة ومثيرة بالنسبة
إليّ ...
فلم أتوقف عن النظر إليه فوضع اوبــا يده على عيناي ليوقفني " هيــــه ! كـفِ عن النظـر إلي بهـذه الطريقـة , هل
أنتِ منحرفة أو ما شابه ؟ أشعر بالإحراج فهذه المرة الأولى التي أظهـر فيهـا بهـذا
الشكل أمام فتاة ! " .. حينهـا شعـرتُ بالخجل الشديد واحمرت
وجنتاي بشدة فحملت قميصـه بيدي قائلةً " اووهـ
آسفة , سأذهب , إلى اللقاء اوبــا " وفتحت باب السيارة ونزلت
بسرعة وهرعت إلى منزلي .. أما كيوهيون فأخـذ يضحك عليّ ثم ارتدى سترته وذهب إلى
منزلـه .. أما أنـا طوال طريقي نحو بيتي كـنت أشتم وأوبخ نفسي على ما فعلت
كالبلهاء وعند وصولي إلى البيت أخـذتُ أتأمل قميصـه وأضمـه وأشم رائحـة اوبـا
العالقـة بـه وأخـذت أرقص بـه في جميع أرجاء البيت حتـى كـدت أن أنام على سريري
وأنا أحتضنه .. كان اليـوم ببساطة رائع , لم يتوقف قلبي عن الخفقان ولو للحظة
واحدة .. وشعـرتُ بميول اوبـا قليلاً إليّ يا لروعة الشعـــــور .. يـوم عن يـوم
يزيد عشقي لهـذا الكائـن الكيوهيوني أكثـر فأكثـر .. وقبل أن أغفو وصلتني رسالة
نصية على هاتفي كان محتواها (( سأعوضـك عن
تعلــم ركـوب الدراجة في يومٍ آخـر فلا تقلقي .. ليلة سعيدة هاسويـا ^^ ))
وهكــذا كـــان ختــام يومــي هــذا مســك.. كم أحبــك اوبــــــــا !! و برأيكم
أليس جنوني بـه طبيعي جــدًا بعد رؤيــة تصرفاته معـي ؟! حمــدًا لله أفقدني تشو
كيوهيون عقلي تمامــًا ^^
مـر يومـان على آخر لقاء بيني وبين كيوهيون .. اشتقت له كثيرًا ,
حسنـًا رغـم الرسائل النصية التي نتبادلها يوميـًا إلا أنني اشتقت إليـه .. وهـا
أنـا أجلـس في متجر أزهـاري لا أفعـل شيء سوى تأمل الأزهـار والتفكيـر باوبـا
وكيـف حالـه ومـاذا يفعل ؟! .. فجـأة وإذ بـه يدلـف من باب متجـري وهـو ينظر ويلوح
إلي وابتسامتـه ترتسم على وجهه وقلبي يرفرف لـه .. لقد دهشـتُ تمامـًا بمجيئـه فلم
يفعلهـا من قبل قط !! اقترب مني وألقى التحية علي فرحبت به بسرور بالطبـع " أهـلاً اوبـا , ما هذه المفاجئة الجميلة ^^ ؟! "
فعقد ذراعيـه ببعضهمـا قائلاً " لقد
أنهيتُ عملي مبكـرًا اليـوم وخطـرتِ على بالي وأنا في طريقي إلى البيت فأتيتُ إلى
هنا فورًا .. هل تناولت غداءُكِ ؟! " فأخذت بهز رأسي يمينـًا
ويسارًا نافيةً " ليس بعد .. "
فأجابني على الفـور بحمـاس " رائــع ,
ما رأيك بأن نتناول الطعام معـًا إذًا ؟! " فأجبتـه قائلةَ
" حسنـًا ولمَ لا ^^ "
وأغلقتُ متجري ثم خرجـتُ مع اوبـا في سيارتـه , عندمـا سألته أين سنتناول الطعام
فأجابني في بيتـه وأخبرني بأن من سيقوم بالطبخ هي أنـا !! دهشـتُ تمامـًا من طلبـه
.. ولكنــه جعلنـي أشعـر بكــم أنني قريبـة منـه ويحب تواجدي معـه .. لاحـظ كيونـا
ارتباكي عند سماعي لطلبـه فنظر إليّ قائلاً " مـاذا ؟ هل أنتِ خائفـة لأننـا سوف نكـون وحـدنـا فقط في البيـت ؟! "
فأخـذتُ أحـركُ ذراعاي نافيـةَ بتوتر " لا
لا على الإطلاق .. أنا أثقُ بـك اوبـا ! " فضحك على ردة فعلي تلك
قائلاً " حسنـًا ولكن لا تثقي بي
كثيرًا ! "...
فقمـتُ بضربـه على كتفـه وأنا أنظر إليه بطرف عيني قائلة " حسنـًا سوف أكون حـذرة منك بقدر المستطاع ! "
وبدأنـا بالضحك معـًا على حماقتنـا .. ثم توجـهنا واوبـا إلى أحد المتاجر لنقوم
بشراء بعض الخضروات ومستلزمات الطعام , فـور دخولنا إلى المتجـر استقل اوبـا عربـة
لوضـع الأغراض بهـا فرحتُ أدفعهـا ولكن اوبـا أوقفنـي وقام بحملي ووضعي بداخلهـا
فصعقتُ حتمـًا ونظرتُ إليـه فوجدته يبتسم إليّ فابتسمت إليـه ثم بدأ اوبـا بدفـع
العربـة والمشي في أرجـاء المتجـر .. كـنتُ محرجـة في البدايـة بسبب نظرات الناس
إلينـا ولكـننـي اعتدتُ على الأمر في النهـاية فقد أخذنـي الحديث مع كيونا
وانسجمتُ معـه , وكل شيء كان يختاره كان يعطيه إليّ وأنا آخـذه منـه وأضعـه في
العربـة بجانبي .. استمرينـا بالحديث عن الطعام وماذا سأصنع له وكيف سأقوم بطبخـه
وكل المكونات التي كنت أذكرهـا كان اوبـا يقوم بجلبهـا فورًا ويضعها معي في
العربـة .. وأثنـاء تجولنا في المتجـر كان هناك علبة مكونات نحتاجها قريبة منـي
فمـد كل منـي ومن اوبـا يده على العلبة في نفس الوقت وكانت يده فوق يدي .. أخـذ
قلبـي بالنبض بسرعة كبيرة فنظـرتُ إلى اوبـا الذي ابتسم إلي بعفوية وأبعد يده عن
يدي قائلاً " خذيهـا ! "
فأومأت له برأسي إيجابًا وأنا ابتسم وأخذت العلبة ووضعتها بالعربة
بجانبـي وتابعنـا المشي بالعربة .. كـنت أحـدق إلى يدا اوبـا التي كانتا تدفعا
العربـة وأتذكـر عندمـا لمست يده يدي وقلبي يخفق بشدة .. فجأة تذكـرتُ الجرح التي
تسببت له آخر مرة بسبب الدراجة فالتفتُ إلى اوبـا متسائلةٍ " اووهـ اوبـا هل التئم جرح يدك ؟ هل تحسـنت ؟! "
وأمسكت يده بعفوية ورحت أكشف عن ذراعـه لأرى مكان الجرح واطمئن عليه .. كان اوبـا
قد أزال الضمادات عنهـا مسبقـًا والجرح قد تحسن كثيرًا فتنهدتُ براحة وأنا أنظر
لاوبا وابتسم " وآآهـ حمدًا لله لقد
تحسنت ^^ " فبادلني الابتسامة قائلاً " اووهـ أنا بخيـر لا تقلقي هاسويـا .. "
وفي حينهـا مرت من جانبنـا سيدة كبيرة في العمر وأخـذت تنظر إلينـا بإعجاب قائلة
" ثنائي رائـع ! "
فنظرنـا إليها متعجبين , فأجبتهـا قائلة " حقـــًا أجومــا ^^ ؟! " فأجابتني " أجــل , استمري بالاعتناء به جيدًا و أتمنـى لكما
زواجـًا سعيـدًا طوال الحياة ! " زاد تعجبنـا أنا واوبـا و نظرنا
إلى بعضنا البعض وأخذنـا بالضحك ثم نظرتُ إليهـا وابتسمت قائلة " حسنــًا شكرًا لكِ أجومـــا ^^ "
فأومـأت لي برأسهـا إيجابـًا ثم ذهـبت .. بدأ كيوهيون بالضحك قائلاً " يا إلهي لقد اعتقدت بأننـا متزوجين ! "
فأجبتـه بحمـاس " وآآآآهـ هل نبدو
كزوجين حقـًا ؟ " فناظرني كيوهيون بطرف عينـه " لا أعتقد ذلك .. " فعبست في وجهه
قائلةَ " ولكنني أعتقد ذلك ! "
فأخذ يضحك عليّ وضربني على رأسي بخفة " حمقـاء
! " ..
وتابع دفـع العربــة .. وبعد أن انتهينا من شراء جميع المستلزمات
قام اوبا بدفع الحساب وتوجهنا إلى بيتـه .. فور وصولنا إلى هناك وعندما دخلنا
سويـًا مازحني اوبـا قائلاً " هل أترك
باب الشقة مفتوحـًا ؟! " فدفعته بعيدًا وقمت بإغلاق الباب ثم
نظرت إليه " لقد أخبرتك بأنني أثق بك
اوبـا .. لكننـي توترتُ قليلاً في البداية عندما أخبرتني لأنني لم أزر شاب يعيش في
بيت لوحده من قبل , لذا فإن هذا غريب نوعـًا ما بالنسبة إليّ .. "
فتنهد قائلاً " اني أتضور جوعـًا الآن
فلا تثقي بي أبدًا فربمـا ألتهمك أنتِ بدلاً من الطعام لو لم تعدي لي الغـداء في
الحـال ! " .. فتظاهرت بالخوف منـه قائلة " حسنـًا سيدي سوف أعـد لك الطعام في الحـال ! "
.. ثم أخذتُ أمشي في الشقة معـه وأنا أتفحص كل جزءٍ فيهـا , كانت مرتبة وأنيقـة
على عكس الشباب الآخرين الذي يعيشون في بيوت لوحدهم ..
وعندمـا سألته إن كان هناك أحدٌ ينظف له الشقة كل يوم فأخبرني بأنه
لا أحد يدخل الشقة سواه ويقوم هو بترتيبها وتنظيفها بنفسه كل يوم فهو يحب النظافة
والترتيب كثيرًا .. ثم توجهنا إلى المطبخ وبدأنـا بإخراج المكونات والأغراض التي
قمنـا بشرائها معـًا وبدأت بالطبخ .. كان اوبـا يراقبني في كل خطوة أقوم بها
بعناية وقد قام بمساعدتي أيضًا , وأثناء قيامي بتقطيع بعض الخضراوات احتجتُ إلى
وعاء لأضع فيه ما أنتهي من تقطيعه , فطلبت من اوبـا أن يجلب لي واحدًا .. اقترب
منـي ووقف ورائي بالضبط ومـد ذراعيه من فوق كتفـاي ليخرج وعـاء من الخزانة العلوية
التي كانت فوقي .. بدا وكأنه يعانقني من الخلف وشعرت وكأن قلبي يغلي بسبب قربه
منـي بذلك الشكل .. واتسعت عيناي بصدمة وسقط قلبي من مكانه عندمـا قربَ اوبـا وجهه
من وجهـي وأخـذ ينظر إليّ وهو يبتسم بمكر " هل جعلتُ قلبك يخفق بشدة ؟! "
شعرتُ وكأنني سأنفجر حقـًا حينهـا فتركتُ ما بيدي والتفتُ إليه
قائلة " تعلـمُ بأنك تشعل خفقات قلبي
فتزيدها أكثــر ؟! أتمالك نفسي أمامك بصعوبة ولكنك تقوم ببعثرتي بسهولة .. مـا
الذي يجدر بي فعله الآن ؟! " كـان اوبـا ينظـر إليّ بصمت لا يدري ماذا
يقول حتـى .. رغبت في معانقتـه بشدة حينها فلم أمنـع نفسي من ذلك واقتربت
منـه وعانقته بقوة .. اتسعت عينا كيوهيون بصدمة وشعرتُ بارتباكه وأنا أحتويه بين
ذراعـي ..
أحببت ذلك الشعـور واستمريتُ في معانقته وقلبي يخفق بشدة وابتسامتي
تشقُ طريقها على شفتاي , وأخيـرًا تحرك اوبـا وأخـذ يربت على ظهري بيده بخفة وأطلق
العنان للسانه قائلاَ " آسف هاسويـا
على جعل قلبك ينبض لأجلي أكثر وأكثر وقلبي لا يفعل أي شيء .. "
فأبعدتـهُ عنـي ونظرتُ إلى وجهه قائلةً " لم
أقل لك ذلك لكي تعتذر .. قلت ذلك لتعـرف مقـدار حبي لك فقط .. لا تعتـذر اوبـا
فأنت لم تخطئ إنـه خطأ قلبك الأحمـق ولكـن لا بأس سوف أتمكـن من تحريكه قريبًا.. "
وضربتـه على رأسه بخفة ثم عـدتُ إلى ماكنت أفعلـه وأنا أبتسم .. أما اوبـا فضحك
وجلس يراقبني حتى انتهينا من إعداد الطعام وتناولناه سويـًا ثم قمـتُ بغسل الصحـون
وقام اوبـا بتنظيف الطاولة , وجلسنـا في غرفة المعيشة سويـًا نحتسي كوبـًا من
النبيـذ الأحمـر معـًا وأخبرني اوبـا بأنه نوع الخمر المفضل بالنسبة إليه .. وفجأة
أصابتني آلام في معدتـي عرفت ماهيتهـا فبدأت بوضع يدي فوق بطني لتخفيف الألم ..
ولاحظ اوبـا تغير ملامح وجهـي فتساءل قلقًا " هل تشتكين من شيءٍ ؟ هل أنتِ بخير هاسويا ؟! " فارتبكت
وأجبته " أنا بخير اوبـا لا تقلق ..
إنـها مجرد آلام في المعدة وسوف تختفي في الحـال .. يبدو بأنني أكلتُ كثيرًا ! "
فاقترب اوبـا مني ووضع يده على جبيني بقلق " حرارتك مرتفعة أيضـًا , سوف أتصل بالطبيب ! " فأجبتـه
بسرعة وأنـا أحرك بذراعي أمام وجهي نافية " لا لا ! أنا بخير حقـًا اوبـا لا أحتاجُ إلى طبيب .. "
أمسك اوبـا بهاتفه قائلاً " كفاكِ
عنادًا هاسويا يجب أن نطمئن على حالكِ .. " وبدأ بالاتصال
بالطبيب ولكنني أوقفتـه بصوتٍ عالِ " أنا
بخير حقــًا , إنهـا آلام الدورة الشهرية فقط لا أكثر , هل ارتحـتَ الآن ><
؟! " واحمرت وجنتاي من شدة الإحراج وأخفيتُ وجهي بكلتا يداي بخجل
.. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ يا للإحراج , لا أتمنـى الآن سوى أن تنشق الأرض
وتبتلعنِ .. أما اوبـا فأغلق هاتفه ووضعه جانبـًا وهو محرج ويكتم ضحكاته .. فنظرتُ
إليه بعبوس " هل أنـت سعيد الآن ؟!!
آآآآآآآآآآآهـ أريد الموت >< ! " فأخـذ ينظر إليّ بهدوء
قائلاً " آسـف حقــًا لم أقصد ذلك .. "
فأخـذت بشد شعري ونهضت من جانبـه ووجهي يحمر غضبـًا وإحراجًا " سوف أذهب إلى المنزل , أييييش ! إلى اللقاء اوبـا ! "
فنهـض قائلاً " انتظري دعيني أوصلك
إذًا " .. فرفضت ذلك وهرولت من أمامه مسرعة بالخروج والذهـاب إلى
منزلـي .. لقد كنـت أتقطع من الإحراج أمامـــــه.. تبـــًا وتبــــــًا
وتبــــــــــــــًا -.- !! أما اوبــا لم يتوقف عن الضحك عليّ في ذلك اليــوم
كلما تذكر الموقــف .. يا لحظــــــي الرائــــــع !!
مـرت الأيام وزادت لقاءاتي مع اوبــا .. وفي كل لقاء كان يزيد
إعجابي وحبـي له أكثــر وأكثـــر .. وتتسارع نبضـات قلبي كل ما رأيتــه وأبتسم
تلقائيـــًا .. أما هو فشعـرتُ بأنــه كان يختلــق الأعـذار دائمــًا لكي نتقابل
.. ففي مـرة أختلـق حجـة قميصــه الذي أخذتـه منـه لأغسله وأتــى إلى شقتــي لكي
يأخذه لأنــه يحتاجه , وعندمـا وصل بالطبع دعوتــه إلى الدخول فليس من اللائق أن
يصل إلى شقتي ولا أقدم له كوبـًا من المـاء حتــى .. جلسنـا معـًا وتحدثنـا
كعادتنا , ولكـن اوبـا كان مرتبكـًا على غير عادتـه , يمكنني معرفة ذلك من طريقة
جلوسه وتعابير وجهه التي بت أبصمهـا أكثر من تعابير وجهي .. ولكننـي لم أسأله
فأردت منه هو أن يبدأ بالكلام ويخبرني بما يشغل باله , وبالفعـل تحقق ما أريد
وفاتحنـي بالموضوع في النهايـة " هاسويـا
, هل يمكننـي أن أطلـب منكِ معروفــًا ؟! " قالهـا بتردد ..
فأجبتـه متسائلة " معروفــًا ؟ ممم ما
هو اوبـا ؟! " تنهد بقوة ثم تابع قائلاً " بصراحة هناك فتـاة تزعجني في الشركة .. تقول دائمـًا
بأنهـا معجبـة بي والشركة بأكملها تعلم بذلك , ودائمـًا ما تتقرب منـي وتحاول
إغرائي وتلحُ عليّ بالزواج , لكنني لا أكـنُ لهـا أي نوع من المشاعر .. بل أنا لا
أطيقهـا حتـى إنهـا تزعجني بشدة .. أريد التخلص منهـا وإبعادهـا عني فقد تخطـت
جميع حدودهـا معـي .. " اتسعت عينـاي بصدمـة متسائلة " وهل يوجد هناك فتاة كهـذه اوبـا ؟! "
وضع كيوهيون يده على رقبتـه وتابع " اووهـ
إنهـا تثير جنوني هاسويـا .. لم أرى بحياتي فتاة في جنونهـا .. فظيعة حقــًا ! "
فتابعت سؤاله " ولكـن كيف ستتخلص
منهـا إن كانت تضايقك وتتمسك بك إلى ذلك الحد ؟! " فأشار بإصبعه
نحوي ونظر نحوي " أنتِ ستكونين الحــل
! .. أريدُ منك أن ترافقيني إلى الشركة غـدًا وهنـاك سأعلن للجميع بأننا مرتبطان
وستمثلين بأنكِ خطيبتي .. وحينهـا رينـا ( اسم الفتاة ) سوف تبتعد
عني وتتركني وشأني , فهل توافقين على ذلك هاسويـا ؟! "
دهشتُ من طلب اوبـا حقـًا ... حسنـًا أعتقد بأن عليّ الموافقة
لمساعدة اوبـا أولاً فقد تبين لي مدى انزعاجه من تلك الفتاة وكم يعاني منها في
العمل .. ولأبعدهـا عن رجـلـــي ثانيـــًا فهو سيكون لي أنـا فقــط .. فنظـرتُ إلى
كيوهيون بثقة قائلةً " حسنـــًا أنا
موافقة , لن أدع رينـا تلك تزعج اوبـا خاصتي بعد الآن .. " فأمسك
اوبـا بكلتا يداي والسعادة تتراقص في عيناهـ " حقـًا سوف تقومين بذلك من أجلي هاسويــا ؟ّ! شكرًا جزيلاً لكِ عزيزتي ..
آآآهـ " عزيزتي ؟ عزيزتي ؟ لقد ناداني اوبـا بـ عزيزتي !!
وآآآآآآقلبآآآآآآآآآآآآهـ ^^ يبدو بأن هـذا المعـروف سوف يلعـب دورًا كبيــرًا في
علاقتنا عزيزي XD ثم
بدأنـا بالتخطيط أنا واوبـا لأن نلتقي غــدًا ويأخذني معـه إلى الشركة لكي نحطم
رينــا نيهاهاها XP ثم
أخــذ اوبـا قميصـه وغادر .. ورحــتُ أنــا أقلب خزانتــي لأجهــز الملابـس التي
سوف أرتديهـا غــدًا برفقة اوبــا , يجب أن أبدو أنيقة وجميلة وأليـق باوبــا
بالطبـــع .. هل يجدر بي ارتداء ملابس رسمية ؟! واستمريتُ في التخطيط لما سأفعله
غــدَا مع كيوهيون وكيف سأتصرف كونــي سأمثل بأنني خطيبتــه .. آآهـ ليتــه كان
حقيقـة وليس بتمثيلٍ فقط :( .. وبعد تفكيرٍ طويل نمـتُ نومـًا عميقـًا لم أستيقظ
منـه سوى على صوت رنين منبـه هاتفـي في صباح اليوم التالي , فنهضـتُ مسرعة وأخـذتُ
حمامـًا سريعـًا ثم خرجـت وبدأت بتجهيز نفسي .. وبعد أن انتهيت نظـرتُ إلى نفسي
بالمرآة لأرى كيف أبدو .. وبالفعل كـنتُ أبدو كما أردت , جميلة وأنيقة أليـق بتشو
كيوهيون لأكون خطيبته ..
يا لثقتي بنفسي .. ألا يمكن للمرء أن يمدحَ نفسه قليلاً -.- ؟! جميلة هي الثقة بالنفس احم احم ,,, ثم أخـذت بتناول فطـوري وبعد أن انتهيت وردتني رسالة من كيوهيون يخبرني فيهـا بأنه ينتظرني بالأسفل فحملتُ حقيبتي ونزلت بسرعة لملاقاته .. ولكنني عندمـا أوشكت على الوصول إليـه أخـذت أتبختر بثقة وغرور أمامـه ليتناسب ذلك مع لبسي الأنثوي الأنيق هيهيهي .. وعندمـا رآني اوبـا اقترب منـي ونظراته تكاد تلتهمني قائلاً " أهــذه الجميلـة تكون خطيبتي ؟! " عقدتُ ذراعاي ببعضهمـا ونظـرتُ إليـه بغرور " لا أعتقد بأنك تليق بي .. تشوي شيون يليقُ بي أكثـر ! " فنظـرَ إلي بعبوس قائلاً " اذهبي إلى ذلك التشوي شيون المشهـور إذًا -.- ! " فبدأت بالضحك على شكله اللطيف وقمت بقرص خدهـ قائلةً " كم أنت لطيف عزيزي ! " فابتسم إليّ قليلاً ثم عبس ثانيةً " أعلم ذلك لذا أتركي خدي وشأنه -_- ! " حينهـا أصريتُ على إغاظتـه فاستمريتُ بقرص خدودهـ .. كانا طريان ولطيفان للغاية وأنا أحبهمـا كثيرًا , اغتاظ مني اوبـا أكثر فأخـذ بقرص خدودي وانتهـت معركتنا بالتعادل XD ثم ركبنـا سيارة كيوهيون معـًا وانطلقنـا إلى الشركـة التي يعمل بهـا .. وعندمـا وصلنـا إلى هناك نظر إليّ اوبـا قائلاً " لا تتوتري فأنا بجانبك وتصرفي على طبيعتك .. هل أنتِ مستعدة هاسويـا ؟! " تنهـدتُ بقوة ثم أومأت له برأسي إيجابًا " اووهـ اوبـا يمكنني فعلهـا ! " فأخـذ يداعب شعري ويبتسم إليّ قائلاً " فلننطلق إذًا ! "
فابتسمت إليـه ثم نزلنا من السيارة , وفـور نزولنا وقف اوبـا
بجانبي وأمسك بيدي وأوصلها في ذراعـه الأيمـن ووضع كف يده اليسرى على يدي العالقة
على ذراعـه ونظر إليّ قائلاً " وهكـذا
نبـدو ثنائي رائـع بلا شك , أليس كذلك عزيزتي ؟! " كـان قلبي
يخفق بشدة وعيناي متعلقة بعينـيه .. ننظر إلى بعضنـا البعـض بانسجامٍ تام ,
فأجبتـه قائلةً " بالطبع نحـن كـذلك ! "
فابتسم إليّ ثم بدأنـا بالسير معـًا ودخلنـا إلى الشركة ونحـن متشابكـا الأيـادي ,
لفتنـا نظر كل من في الشركة فور دخولنـا .. وكان الجميع ينظرُ إلينـا بفضول , قام
كيوهيون بتعريفي إليهم على أنني خطيبتـه وقـاموا جميعهم بالمباركة لنـا وأخـذوا
بمدحي بأننـي جميلة وأليـق باوبـا كثيرًا وبأننا نبدو كثنائي رائـع معـًا .. وسط
مباركات الجميع ظهـرت فتاة واقتربت من اوبـا وهي تشير بإصبعها نحوهـ قائلةً " تشو كيوهيون هل تجرأت وقمت بخطبة فتاة غيري ؟! كيــــف
؟ مـاذا عني أنـا ؟ وماذا عن حبــي لك ؟! " أدركتُ حينها فورًا
بأنها رينـا التي حدثني عنها اوبـا ولكننـي تظاهرتُ بأنني مستغربة منهـا ومن
تصرفاتهـا فرحتُ أشد على ذراع اوبـا بقوة ونظرتُ إليه متسائلة " اوبـا مـن هـذه ؟ وماذا تقصد بحبهـا لك ؟! "
فنظر إليّ اوبـا وهو يربت على يدي المتعلقة بذراعـه " إنهـا أحد زميلاتي في الشركة عزيزتي , لا عليكِ منهـا
.. " ثم نظـر إليهـا قائلاً " آنسة رينـا لقد حـدث وقمـتُ بخطبـة هاسو كما ترين فأرجو ألا تقومي
بإزعاجي أو اعتراض طريقي بعد الآن .. فلقد أصبـح لي امرأة واحدة بالفعل .. "
ونظـر فورًا إليّ وابتسم وتابع قائلاً " ولن
أنظر إلى أخـرى غيرهـا أبـدًا .. "
حتمـــًا كاد أن يقتلني بنظراته وكلماته تلك .. شعرتُ وكأنهـا
نابعة من قلبـه وليس بتمثيل وحسب , لا أعلـم ولكننـي أشعــر بسعادة غامرة ^^ ..
أما رينـا فتجمدت في مكانها عاجزة عن النطق وتشد على قبضة يدهـا بغضـب , فتركناها
وأخذنـي اوبـا إلى مكتبـه لكي يريني إياه .. دخلنا وجلس هو خلـف طاولة مكتبـه ,
أما أنا فرحت أتجول داخل المكتب وأتأمل كل جزءٍ فيه وأتأمل اوبـا وهو يعمل خلف
طاولة مكتبـه .. كان يبدو رائعـًا ووسيمـًا جــدًا كرجـل أعمـال كبيــر .. فجلستُ
أمامـه وبدأت بالتحدث " لقد بدوتَ
رائعـًا وأنـت تتحدث مع رينـا بتلك الطريقـة ولكن , ألم تكـن قاسيـًا عليهـا
قليلاً اوبـا ؟! " فتنهـد ثم نظر إليّ قائلاً " ربمـا , ولكنهـا تستحق ذلك .. لقد تعمدتُ أن أكون
قاسيـًا معهـا لكي تبتعد من طريقي وتتركني وشأني .. " ثم نهـض عن
الكرسي وراح ينظـر إلى النافـذة قائلاً " ثم
أنـكِ أجمـلُ منهـا أيضــًا .. لابد بأنهـا فقدت عقلها الآن ! "
فأخـذتُ أضحـك مسرورة لقوله ذلك فنهضتُ ومشيتُ نحوهـ ووقفتُ خلفـه قائلة " بالطبـع أنا كذلك احـم , تنحـى جانبـًا أريد أن ألقي
نظرة إلى النافذة أنا أيضـًا ! " فالتفتَ نحـوي ونظـر إليّ بمكـر
" وإن لم أفعـل ؟! "
فنظـرتُ لـه بعبوس " اوبــــا ! "
حينهـا وجدتـه ينظـر خلفـي وهو يقول بصوتٍ خافـت " اووهـ هل كان الباب مفتوحـًا ؟! اووهـ رينـا تقف خلفـه
.. وهل تراقبنـا الآن ؟ حسنـًا سأريكِ !! " فاتسعت عيناي بصدمـة
" مـاذا اوبـا ؟ هل تراقبـ..."
فقاطعنـي واضعـًا اصبعه على فمـي وهمس إليّ وهو ينظـر إليّ قائلاً " هــوووش ! رينـا تراقبنـا من خلـف البـاب فلنقم
بإغاظتهـا .. سوف أقوم بمعانقتك لا تندهشي ! " ودفعني نحـوه وقام
بمعانقتـي بقــوة .. أمـا أنـا شعـرتُ وكأن قلبي سوف يخرج من مكانـه من فرط دهشتـي
ولم أبدي أي ردة فعـلٍ حتـى ..
كان يمسكُ بي بقـوة وهمـس لي مرة أخـرى " تمسكِ بي حتـى يبدو عنـاقنـا حقيقيًا وليـس بتمثيـل ..
عانقيني هاسويـا ! " لحظـة هل أنـا أحلـم ؟ فليمنحني أحدكــم بعض
الأكسجيــن , كان قلبي يتخبـط داخل صـدري كالإعصـار وتحركـت ذراعـاي بسرعة
كالمنومة مغناطيسيـًا وقمـتُ بمعانقته أنا أيضـًا .. كـان حضنـه دافـئ ومريــح
للغايــة , كيـف يمكننـي أن أوصـف لكم روعتـــه ؟ انه شعور لا يوصف حتى بالكلمـات
.. ها هو يحتويني بين ذراعيـه بقـوة وأنا أتمسكُ بـه , لقـد كان عناقـًا حقيقيـًا
وليــس بتمثيـــل .. يمكننـي الشعـور بحــب اوبـا ذلك العنــاق الحـــار الذي
منحنـــي إياه إذ بقــي ساكنــًا لا يفعـل شيء سوى الاستمتاع بهـذا العنـاق وإغاظة
رينــا التي تشتاط غضبـًا من خلـف البـاب .. أما أنا فكــنت ضائعة بين ضربات قلبي
والتساؤلات التي تملأ عقلـي .. أبعـدتُ اوبـا قليلاً عنـي ونظـرتُ في عينـاهـ
مباشـرة ووجهينـا لا تفصل بينهـا سوى بضعة سنتيمترات " اوبـا تُـرى هل تفكـر بي كما تفكـر برينـا ؟! كفتـاة
مزعجة تحبك وتزعجك بحبهـا لك ؟! " فنظر إليّ بجدية " هل أنتِ غبيـة أم حمقـاء ؟! لو كـنتُ أفكـر بكِ كما
أفكـر برينـا وإن كنت تزعجيني .. هل كـنتُ سأجعـلك تقومين بما فعلتـه اليـوم
لإغاظة رينـا ؟ هل كـنت سأقضي معـكِ أغلـب أوقاتـي وأتحـدث إليكِ كل يوم لو كـنتُ
أنزعـج منـك ؟! لا تكونــي غبيــة هاسويــا , أنتِ مختلفة كليـًا عن رينـا تلك كما
أننـي أحــبُ تواجــدي معــك كثيــرًا ! " حينهـا دبـــت
الراحــة في قلبـي لسماع كلماته التي زادت خفقات قلبي تلك وأغمضـتُ عينـاي
وتنهـدتُ براحـة .. ولكن سرعان ما فتحتهمـا مجـددًا كانت نظـراتُ اوبـا تلتهمنـي
بدءًا من عينـاي ونزولاً إلى شفتـاي .. ليركز نظراتــه عليهمـا , فارتبكت واحمــرت
وجنتــاي بشدة خجــلاً وبصوتٍ خافـت " اوبــا
! " ولكـنه لم يجبني بل استمر تركيز نظراته فقط على شفتـاي
قائلاً " هل يمكننـي التــذوق ؟! "
اتسعت عينـاي بصدمــة " مــــــاذا ؟! "
وتخشبت في مكاني حينمـا اقترب مني أكثـر وهبطـت شفتـاهـ فوق شفتــاي .. ظلت شفتانا
متلاصقتان ببعضهمـا للحظات وبقي اوبـا ساكنـًا بدون حركــة فابتلعـتُ ريقي بصعوبـة
.. ولكـن ما هي ثوانٍ حتـى بدأ بتقبيلي بشـغف , وقتهـا هبـط قلبـي من مكانــه إلى
الحضيـــض ..
شعـرتُ وكأن نفسـي قد انقطــع , كان اوبـا يقبلنـي بلهفـة وحـب
كبيـران وقد أذابنـي كقطعة الجليد وأوشكـتُ على الانسجام معـه في تلك القبلـة
القاتلــة بالنسبة إليّ ولكـــن لا استفيقي هاسويــا .. لا يمكن لهـذه القبلـة أن
تتـم , أغمضـتُ عينـاي لثواني ثم تمالكتُ نفسي وشجاعتي وفتحتهما مجددًا وضعت يدي
على صدرهـ وأبعدتـه عنـي قليلاً .. فتوقف اوبـا وفتـح عينـاه ونظـر إليّ مندهشـًا
للحظـات ثم تساءل قائلاً " ألا
تحبينني هاسويـا ؟! " فتنهـدتُ بقـوة ثم نظرتُ إليه قائلةً
" بلى أحبـك اوبـا وبشدة أيضـًا ..
ولكـن هـذه القبلـة لن تكتمـل إلا عندمـا يخفــق هــذا " وأشرت
نحو صدرهـ مشيرة إلى قلبـه بإصبعي وتابعت " من أجــل هــذه " وأشرت بيدي إلى نفسي ثم تابعت " كما يخفق هـذا " وأشرت بإصبعي نحو
قلبي ثم تابعت " من أجــل هـذا "
وأشرت بإصبعي نحـو اوبـا وتابعتُ قائلةً " حينهـا فقـط سوف تكتمـل تلك القبلة اوبــا ! " صـمت
كيوهيون للحظـات ثم أومـئ لي برأســه إيجابـــًا وهو ينظـر إليّ " معــكِ حـــق هاسويــا .. سوف أحرص على جعـل هـذه
القبلـة تكتمـل مهمـا كلفنــي الأمــر .. "...
و نظــر نحو الباب ثم نظـر إليّ " اووهـ
لقد ذهبـت رينـا , لابد وأنهـا اشتعلت غيظـًا الآن .. "
فابتعـدتُ عنــه وجلست خلف مكتبـه قائلةً " لم نشعل غيظهـا فحسـب بل قتلناهـــا أيضـــًا !! "
فأخــذ اوبــا بالضحك على كلمـاتـي ثم أخذنــي لتناول طعام الغـداء خارجــًا ..
طــوال وقتـــي معـــه وأنــا أتذكـــر تلك القبلــة آآآآآآآهـ يا لغبائي لمَ لم
أدعــه يكملهـا ؟ لقد كــانت ساحـــرة للغايــة >< غبيــــــة لقد قطعتي على
نفسك قبلتك الأولــى وربمــا تكــون الأخيـرة ععععععععععا >< ومع من ؟ مع
تشو كيوهيون الذي تعشقين .. هل رأيتم فتاة بغبائي من قبل ؟ أنـــــا حمقـاء ,
حمقاء , حمقاء -.- أيجـدرُ بي دفــن نفســي الآن ؟ هل أطلـبُ من اوبــا أن يقبلني
مجـددًا تحسبـًا لو انفصلنا في نهاية المطاف ؟ ياااااااااااا اخرسي يا حمقـاء -_-
! ستبقين حمـقاء دائمـًا وأبـــدًا وتضيعين الفرص الرائعة عليكِ ! أشششششش كلما
أتذكر تلك القبلة أذوب عشقــًا وأمـــوت غيظــــــًا .. يا لغبائـــــــي !!
استمــرت لقاءاتي واوبـا بعد ذلك بشكلٍ عادي ولكــن مع ظهــور
مشاعــر اوبــا نحــوي من خلال تصرفاتــه , ولكنــه كـان يخفيهــا طــوال الوقــت
عنــي .. لا أعلم لـــمَ يستمــر بإخفــائهـا , ربمــا يــود لعـب دور صعــب
المنــال علــيّ أو ربمــا يــود التأكد من مشاعرهـ نحــوي بقضائه أكثــر وقــت
ممكـــن معــي .. حسنـــًا فليأخــذ وقتــه لا أمانــع من الانتظــار فوجودهـ
بجانبــي يشعرنــي بالراحـــة ويرضينـــي .. فطالما هو معــي لا أريــدُ شيئـًا
آخــر سـوآهـ ..
وفي يـــوم كـــنتُ
أجلس واوبـا معـًا في منزلــي ونتحــدث كعادتنــا , فجأة رن جرس الباب فقمت
وفتحتـه لأجــد بأن الطارق رجــل توصيــل الطرود , قام بإعطائي مظروف وأخبرني
بأنـه من صديقـتي هــانــا فأخـذته منــه وشكرتــه وذهــب .. عــدتُ إلى الداخل
وأنا أحمـل المظروف بيدي وأتساءل عن محتواهـ .. فلقد مـر زمـن منذ آخر مرة التقيتُ
فيهـا بصديقتـي هانـا .. جلستُ بجانب اوبـا وبدأت بفتح المظــروف والتصق اوبـا بي
ليـعرف ما بداخله بعد أن أخبرتـه بأنه من صديقتي من أيام الجامعة .. فتحـتُ
المظروف ووجـدتُ بداخله بطاقــة وقد تبيــن بأنهــا بطاقة دعوة زفــاف .. فقرأتهـا
فــورًا واتضــح لي بأن هانــا تدعــوني إلى حفــل زفافهــا .. وضعتُ البطاقة
جانبــًا ونظــرتُ إلى اوبــا بعبــوس قائلةً " انظــر
, صديقتي سوف تتزوج وأنا ما زالت عانـس أشششش >< " فأخذ اوبـا بالضحك عليّ قائلاً
" لا تقلقي سوف تتزوجيـن في نهايـة المطـاف .. أخبريني ألن
تذهبـي إلى حفل الزفـاف ؟! "
فتنهـدتُ ثم نظـرتُ
إليـه " آآهـ سوف أذهــب , فليس من اللائق ألا أذهـب
وقد قامــت بإرسال بطاقة دعــوة إليّ .. اووهـ لقد تذكـرت , عليّ أن أشتري فستان
يليـق بزفــاف لحضور الحفــل .. أيشششششش -.-
!! " صمــت اوبـا لثواني ثم
تحدث قائلاً " وما
رأيك أن نقـوم بشرائه معــًا ؟! " نظـرت إليه وأجبتــه بحمـاس
" وآآآآآهـ اوبـا حقــًا ؟! " فأومـئ لي برأســه إيجابــًا
" ولمَ لا ؟ دعيني أصحبكِ يوم الزفـاف لشراء واحــد .. سوف
أختـار لكِ الأفضل بالتأكيد ! " فرحـتُ أقفــز فرحـــًا أمام اوبــا وشكرتــه ..
وفي يوم الحفــل بالفعـل ذهبنـا أنا واوبـا للتسوق .. دخلنـا أكثـر من محل لبيع
الفساتيـن ولم يعجبنـا شيء ولكن في النهاية ررسينا على واحــد كان فساتينـه رائعـة .. وقـع
اختياري على فستان قصير أسود اللون أعجبني ولكن اوبـا اختـار لي فستان طويل آخر
لونـه أحمـر أعجبـه فقررنـا بعد مجادلات أن أجـرب الاثنـان ومن يليق بي أكثـر ويبدو
عليّ أجمـل فسأشتريـه .. جــربتُ في البدايــة الفستـان الأسود الذي اخترتـه أنـا
وخرجــتُ لأريــه لاوبــا قائلة " هــآآهـ اوبـا ما رأيــك ؟! "..
أخــذ يلـف ويمشي حولي
ليـرى الفستان من جميع الزوايـا ثم نظـر إليّ قائلاً " جميل جــدًا ولكـن الذي قمـتُ باختيـاره أنـا
سوف يليق بكِ أكثــر ! " فضحكـتُ قائلةً " حسنـًا سوف نرى ! " وعــدت إلى غرفة القياس
لأجـرب الفستان الأحمــر الذي اختاره اوبــا لي .. حالمـا انتهيت من ارتداءه
نظـرتُ إلى نفسي في المرآة الموجودة بداخل الغرفــة .. لقد صعقـتُ تمامــًا
باختيـار اوبـا الجـريء , فقد كان الفستـان مكشوف الظهر وضيـق يبـرز جميـع تفاصيل
جسدي وانحناءاته بطريقـة مثيرة .. يآآهـ كيف سأخرج أمام اوبـا بهـذا الشكــل ؟!
أشعــر بالإحراج فلم يسبق لي أن ارتديتُ فستانـًا كهـذا وبالأخــص أمــام الرجــل
الذي أحــب .. " هاسويــا
ألم تنتهي بعد ؟! " جاءني صوت اوبـا من الخارج فأجبتــه سريعـًا " اووهـ اوبا قادمــة ! " وقمــتُ بفتــح البـاب
وخرجــت من الغرفـة حيـث اوبـا وأنـا أشبك أصابع يداي ببعضهم البعض بارتباك ..
خرجــت عينــا اوبـا من مكانهما فور رؤيتــه لي , بصراحة خفــتُ أن يلتهمنـي من نظراتــه
القاتلة تلك o.O !!
اقترب مني وأمسك بيدي ثم
أخـذ يلفنـي بيدهـ لأدور أمامـه ويـرى الفستــان كيف يزين جسدي من جميع الزوايا ..
وانتهـى بلفـي إليـه وجذبنـي نحـوه وأحاط خصري بكلتا يداهـ وكـات عينـاهـ
تطوقانــي " جميلـة
, جـذابـة , ساحــرة .. لقد اخترتُ الفستان الصحيح ! " اتسعـت كلتا عينـاي
بصدمـة من جرأة اوبـا وحركـاته , فلم أعـده بهـذه الجرأة معي من قبـل .. ثم تابع
قائلاً وهو ينظر إليّ
" ألا تحتاج هـذه الجميلة إلى شريكٍ يرافقهـا إلى الحفـل ؟! هل
يجـدر بـه أن يكـون أنـا ؟! " فنظـرتُ إليـه متسائلةً ووجنتاي تشتعل حمرةً " حقـًا اوبـا ؟ سترافقني إلى الحفل ؟! "
فأومئ لي برأسه إيجابــًا
وهو يبتسم ثم اقتـرب من وجهـي أكثـر وهمـس في أذنـي " استعدي , الليلة سأعطيكِ جوابي النهائي بشأن
قلبي .. "
توترتُ وتحمستُ ومشاعر
مختلطة انتابتني في تلك اللحظـة , لم أدري ماذا أقــول حتــى , قاطعني اوبـا " هيـا
دعيني أوصلك إلى صالون التجميل الآن لكي لا تتأخري عن الزفاف .. " وبالفعـل قمنـا بشراء
الفستان الأحمـر الذي قام اوبـا باختيـاره لي ثم أوصلني إلى صالون التجميـل وطلب
من مصففـة الشعر أن تقـوم بعمل تسريحة مرفوعة لي لكي يبــرز ظهـري من خـلال فستاني
المكشوف .. اوبـا سيفقدني صوابــي , كيـف سأظهر أمام الجميع بذلك الشكــل ؟ أنــا
حقــًا محرجــة ><
هل يجـدر بي الهــرب ؟!
لا لا سوف يغضب اوبــا منــي .. أنهــت مصففة الشعر تسريحتي ثم بدأت بوضع مساحيق
التجميل على وجهــي .. وبعد أن انتهيتُ كليــًا وقفــتُ أمام المرآة أناظر نفسي ..
لم أصدق بأن تلك الأنثى هي نفسهـا أنـا , هل هـذه حقــًا أنــا ؟! لم أشهد نفسي
بهـذا الجمال من قبل وآآآآآآآهـ كم أبدو جميلة ^^ لا يسعني انتظار رؤية ملامح وجه
اوبـا عندمـا يراني XD ارتديتُ فستانيّ الأحمـر
وارتديتُ حذائي ذو الكعـب العالـي وأخـذت أتبختر في صالـون التجميـل منتظـرة وصول
أميري كيوهيون ليصحبني إلى الحفل .. وبالفعل وصل بعد ثوانٍ من انتظاري , دخـل إلى
الصالـون باحثـًا عني ومتلهفــًا لرؤيتي بحلتي الجديدة .. كــنتُ أديـر له ظهـري
في البداية فلم ألحظ وصولـه ..فراح يناديني
" هاسويـا ! " حينهـا دق قلبي والتفتُ ونظرتُ إليـه بابتسامـة
هادئة " اووهـ اوبـا هل وصلـت ؟! "
لا أستطيع نسيان ملامح
وجهه التي أبداها فـور رؤيتــه لي .. وأخـذ يمشي نحوي قائلاً " جميلـة
بكـل ما تحمله الكلمة من معنــى ! " احمـرت وجنتـاي خجـلاً حينهـا من كلماتــه
فضربتـه على كتفه بخفة " كفـى
اوبـا لقد تغزلت بي كثيرًا اليـوم .. " فأخـذ يضحك ثم تحدث قائلاً " جمالك
يرغمنـي على مغازلتكِ رغـمًا عنـي ! " آآآآآآآآآآآآآآهـ فلينقذني أحدكم ! مـاذا أفعـل
بنفسي الآن هــآآهـ ؟ إنــه يقتلني بكلماته يقتلنــــــــي >< فضربتـه مرة أخرى على
كتفــه " اوبـــــــا ! " فضحك ثم مـد يده لي وفتحهـا قائلاً وهو يبتسم
إليّ
" هلَ ذهبنـا الآن أميرتي ؟! " فابتسمت بخجـل ثم أمسكت بيدهـ قائلةً
" لنذهب ^^ " ثم خرجنـا من صالون التجميل ونحن متشابكـا
الأيـدي ثم انطلقنـا إلى حفل الزفـاف .. عند وصولنا وفـور دخولنا إلى القاعـة هناك
لفتنــا نظــر جميع الحاضـريـن إلينـا .. ثم رأيت العديد من أصدقائي القدامى
وتحدثنا معـًا وعرفتهم على كيوهيون اوبـا ثم ذهبنـا وسلمنا على العروسين معـًا
وهنأناهما .. كانت هانا في غايــة الجمــال كونهــا ملكة الليلــة وكذلك
عريسهـا هيتشـول كان وسيمًا للغايـة .. تبادلنا أطراف الحديث معـًا فأخـذت تسألني
" اووهـ هاسويـا هل مازالتِ عـزباء ؟ ألا تفكرين في الزواج يا
فتاة ؟! " ثم نظـرت إلى كيوهيون قائلة " ثم
من هـذا الوسيم الذي برفقتـكِ هــآآهـ ؟! " فابتسمتُ بارتباك قائلة " اووهـ
كيوهيون اوبـا ؟ إنـه صـ..." قاطعنـي اوبـا وهو ينظـر إلى هانا ويبتسم
" أجـل أنا خطيبُ هاسو! " .. اتسعت عينـاي بصدمـة
ونظـرتُ إليـه " اوبــا ! " لم يجبني بل تابع
قائلاً " ألا نليـق ببعضنـا البعـض ؟! "
فأخـذت هانا تومئ
برأسهـا برضـى " اووهـ
بالفعـل تبدوان رائعان معـًا , لا تنسوا أن تدعوني إلى حفل زفافكمـا عندما تحددانه
حسنــًا ؟! " فأومئ لهـا كيوهيون برأسه إيجابـًا وهو يبتسم بثقة , ثم ابتسمت
هانا إلينـا واستأذنت منـا لرؤية باقي المدعوين .. استمريتُ بالتحديق بكيونا فنظر
إليّ متسائلاً " مـاذا
؟ لمَ تحدقين بي بذلك الشكـل ؟! " فأجبتـه قائلةً " لمَ
كذبت عليهـا وأخبرتها بأنك خطيبي ؟! " فتابع قائلاً " لمـاذا
؟ ألا تحبين ذلك ؟! " فارتبكت ثم أجبتـه " بلى
ولكـن .. إن لم يكـن لنـا نصيـب مع بعضنـا البعــض , مـاذا أقــول لهـا ؟! " فتنهد اوبـا قائلاً
" ليست بمشكلة كبيرة , أخبريهـا بأننا قد انفصلنا ! " فأخـذت أحدق به
باستغراب .. وفي نفس الوقـت دقت موسيقى هادئة أخـاذة تغري كل عاشقين برقصـة
رومانسية تحت ضوء القمـر , وحينهـا أمسك اوبـا بيدي وسحبني نحو حلبة الرقـص دون أن
يسألني حتــى .. وضـع كلتـا يداي فوق كتفاه وأحاط خصري بكلتا يداهـ وبدأ يراقصنـي
بهدوء ونظراتــه تحاصرنـي من كل جهــة , أما أنـا فلم أقـوى على النظـر في عينيه
حتــى من شدة خجلـي .. فجاءني صوت اوبـا " هاسويـا
, انظري إليّ .. هل أنتِ محرجة ؟! " فرفعــتُ نظري نحوهـ ووجنتاي محمرتان وابتسم
" لا اوبـا , فقـط إنهـا رقصتي الأولـى لذا أشعـر بالغرابة
قليلاً .. "
فتابع قائلاً
" اووهـ لذلك .. ممم هل تعلميـن بأن اليـوم هو عيد ميلادي
هاسويـا ؟! " فاتسعت عينـاي بصدمـة " مـــاذا
؟ اليــوم ؟ ولكـن لمـاذا لم تخبرني اوبـا لكـنتُ ابتعـتُ هديـة لك أو قمـتُ
باحتفـال صغير من أجلك -.- ! " فابتسم قائلاً " لا
بأس .. وجودكِ معي الآن في هـذهـ الحفلـة سأعتبرهـ كاحتفـال بعيد ميلادي ..
وبالنسبة للهدية لا تقلقي سوف أحصل عليهـا فيمـا بعـد .. " هل وجودي معـه حقـًا كافٍ بالنسبة إليـه ؟!
ومـاذا يقصـد بحصوله على الهديــة فيمـا بعــد ؟ آآآهـ تذكـرت
.. " اوبـا صـح ألم تخبرنـي بأنك ستعطيني جوابـك
الليلة ؟! " فابتسم قائلاً " اووهـ
, هل يجدرُ بي إعطائك إياه الآن ؟! " فأجبتــه بسرعة " وهل
تسأل ؟! لقد صبــرت كل تلك الفتــرة من أجــل سمــاع هــذه الإجابــة الحاسمــة ..
وتذكر اوبـا مهمـا كان قرارك سوف أقبـل بـه , فأنـا سعيـدة على قبولك لدخـول هـذه
التجربــة معــي وحتــى إن لم تقبــل بمشاعــري وسأكـون ممتنـة لك حتى آخر يوم في
حياتـي ... " فأكمـل قائلاً " حسنــًا
سوف أخبرك بإجابتــي الآن .. فهـل أنتِ مستعدة هاسويــا ؟! " أغمضتُ عينـاي وتنهـدتُ بقوة ثم فتحتهمـا وأومئت
له إيجابــًا " مستعدة
اوبــا ! " فأخــذ يحــدقُ إليّ بصمــت لثوانٍ .. تُــرى ماذا ستكـون إجابــته
؟ قلبي يخفــق بشدة وأشعــر بأن أنفـاســي تتقطــع شيئــًا فشيئــــًا .. أنــا
خائفــة ومتوتـــرة .. أتمنــى بأن تكــون الإجابــة التي أود سماعهــا وليــس
الإجــابة الأخــرى , أرجـــوك اوبـــــا لا تخذلنـــــي !! .. نطــق كيوهيون
أخيـــرًا بعــد لحظــاتٍ من الصمــت وهو ينظـر إلى عينــاي مباشــرةً
" منـذ تقابلنـا أول مـرة ومن ثم تتالـت لقاءاتنا واعترفتِ بحبك
لي عن طريـق مذكراتك كان كل شيءٍ رائــع ومعبــر بالنسبـة إليّ .. أحببتُ كثيرًا
تقربـكِ مني بتلك الطريقـة وأحببتُ كل الأوقـات التي قضيناها سويــًا وكل لحظـة
مررنا بهـا معــًا ستظــل محفــورة بداخلــي إلى الأبــد.. أنا ممتن لكِ كثيرًا
هاسويـا وأقــدر كل شيءٍ فعلتيــه , مهمـا كانت إجابتــي أتمنــى بأن نبقــى
معــًا سواء قبلت بمشاعركِ أم لا لأننـي لا أرغـب بخسارة إنسانة رائعة مثلك .. لذا
هاسويـا إجابتي ستكون... " ثم توقــف .. لمـاذا أشعـر بالسوء الآن ؟ فملامح
وجه اوبــا ليسـت بمبشــرة , يبدو بأنني قد عرفــتُ إجابتــه الآن .. بالفعــل
كانت كذلك عندمـا تابــع لتنزل كلماته كالسيـف على مسامعــي " لا
يمكنني قبول مشاعرك .. أنا آسـف هاسويـا , رغـم أننـي حاولتُ كثيـــرًا ولكـــن
قلبـي لم يتمكــن من الخفقان لكِ ... سامحيني..."
هـل هـذا كل شــيء ؟ هل انتهــت قصتنــا هنــا ؟ على الرغم من أنني قلت سآخـذ الأمـر ببساطة لو كانت إجابتــه هي الإجابــة التي لم أرد سماعها منـه ولكنه كان مؤلمــًا .. بل قاتلاًَ ! اتسعــت عينــاي بصدمــة وصمــتُ للحظات , لم أستطع تمالك نفسـي وبدأت دموعــي بالنزول أمــام كيوهيــون فأخـذت أمسحهـا بسرعة وكلماتي تصدر له بين شهقات بكائي " لا بأس اوبــا , لا يمكن لأحد أن يجبــر قلبــه على حب شخــصٍ مــا , أنا بالفعـل سعيدة جدًا لأنك سمحت لي بالتقرب منـك على الأقــل وأصبحنـا أصدقـاء .. شكــرًا لك اوبــا .. اسمح لي الآن ! " ثم أبعدت ذراعاه التي كانتا تطوقاني عن خصري وابتعـدتُ عنـه ثم نظـرتُ إليـه والدمـوع مازالت تنهمر من عينـاي بغزارة " إلى اللقاء اوبــا ! " ثم التفتُ إلى الناحية الأخـرى وبدأت بالسير بعيــدًا عنــه وأنا أبكـي وأتــألم بشــدة .. ألم يكــن لي بعـض المشـاعر حتى طوال تلك المدة ؟ ألم أستطع من تحريك مشاعره ولو قليلاً حتــى ؟ هكــذا انتهــى كل شـــيء ؟ لــن أحصــل على من همــتُ بــه حبـــًا وعشقتــه بجنــون أبــدًا .. وداعـــًا يا حبـــي .. ملامح وجـهه الحزينـــة والمليئة بالأسف وهــو يرفــض حبـــي ستظــل محفــورة في ذاكرتــي إلى الأبـــد .. أحببتـك تشو كيوهيون وأحبــك وسأحبــك دائمــًا .. لا يمكننـي التوقف عن حبــك اوبــــا .. مــا الذي يجــدر بي فعلــــــه ؟ قلبي الغبــــــي توقــــــف ... " هاسويــــــــا " أوقفنــي اوبــا بصوتــه ثانيـــةً .. أجــل كيوهيون ومن غيره يناديني هكـذا ؟ .. بدأت بالركــض فلم أرغــب بأن يــرى دموعــي أكثــر...
ولكنــــه ركــض خلفي وسبقني ووقف أمامي وأمسك
بي وأوقفنــي وتحـدث وهو يلهـث بتعب " أحبــك
أيتهـا البلهــاء ! لقــد كــنتُ أمازحــكِ , أنا أقبــل بمشاعركِ كليــًا هاسويــا .. " توقفت دموعي وتجمد قلبي
في مكانه واتسعت عينـاي بصدمـة " مـــــاذا
؟! " فتابع قائلاً
" آآآهـ كــنت أود أن أكشـف لك عن مزحتـي سريعًا ولكنكِ بدأتِ
بالبكـاء فــورًا ووليتي هاربــة .. لقد أردتُ أن أخدعــكِ قليلاً فحســب .. لقد
كـذبتُ عليكِ هاسويــا .. أنا أحبـــك ! " حينهـا فقـط شعرتُ وكأن بركان غضب قد اشتعــل
داخلـــي وعاودت دموعي بالانهيـار مجــددًا فأخــذت أضرب على صدر كيوهيون بقوة
وأنا أبكي وأصرخ بــه " أيهــــا
الأحمـــق سوف أقتــــلك ! ألم تعلم كم آلمتني بمزحتك السخيفة هــذه ؟ أكرهــك !
أكرهــك ! أكرهــــك .. يا لك من وغــد شريــــر تشو كيوهيون " فبدأ بالضحك علي وأخذني
بين أحضانـه يعانقني ويمسح لي دموعـي المنهمرة وأنا أضرب على صدره وأبكـي .. فأخذ
يلمس على شعري بحنان ليهدئني " آســف
هاسويــا .. آسف حبيبتي اهدئي .. في الحقيقـة لقد أحببتك منذ أول مرة رأيتك فيهـا
في متجـر الأزهـار خاصتــك وأحببت كل شيء يتعلـق بــكِ , يومهـا ذهبــتُ إلى أمـي
قدمــتُ إليهـا الباقــة وأخبرتهـا بأننـي وأخيـرًا قد وجــدتُ فتـاة أحـلامــي ,
كـنتُ أنـوي التقرب منـكِ ولكنـك سبقتيي بخطــوة وأعطيتني مذكراتـكِ , لا تعلمين
كم سعـدتُ وأنا أقرأ تلك المذكرات وقلبي يخفـق بشدة .. لا تسأليني عن سبب عدم
اعترافي لكِ بحبي حتـى الآن ولكننـي أردتُ التقرب منك أكثــر وليرسخ حبـك في قلبي
أكثــر .. أحبـك هاسويــا ! " حينهـا كنت قد توقفـتُ عن ضربــه ونظـرتُ إليـه
فأخــذ ينظـر إليّ ونظرات عيناهـ تفيضان بالعاطفة والحــب .. شددتُ بيدي على
قميصـه ورفعــتُ وجهــي إلى مستوى وجهه وأغمضتُ عينـاي وطبعــتُ قبلة على شفتيه
لأعبــر بهــا عن مشاعــري نحــوه في تلك اللحظــة .. اتسعت عينا اوبـا بدهشـة في
البداية من جرأتي ولكنـه ابتسم فــورًا وأغمــض عينـاهـ ولثم شفتاي بين شفتيــه
بقبلــة رومانسية كــانت أكثـر شغفــًا وحــرارة من قبلتنــا الأولــــى .. أذاب
قلبي حتمـــــًا بهــا وشعــرتُ حينهــا بأن قلــب اوبــا ملكـــي وقلبـــي
ملكـــــه ..
استمـرت قبلتنا الطويلة
لدقائـق وانتهـت بقبلة صغيرة من اوبـا ثم ابتعـد عنـي قليلاً ونظـر إلى عينـاي
مباشرةً " كانت هـذه أروع هديـة تلقيتهـا على الإطلاق ..
حبيبتي هاسويـا ! " ضربته على كتفه بخفة وأنا أضحك ووجنتاي تشتعل
خجلاً ثم اقتربت منـه ودفنت رأسي في صدره وأحطته بـ ذراعاي بعنـاقٍ قـوي .. فابتسم
اوبـا براحــة وتمسك بي وعانقني بقــوة هو كـذلك .. آآآآآآآآهـ لا زلتُ أشعــر
بذلك العنــاق الذي لطالما أحببتــه حتــى الآن من شدة روعته وقوتــه
..
اقطـــــــع ...
" حبيبتـــي
هاسويـــــا " .. " أمـــــــي "
نادوني وقفــزا بجانبــي على السرير قائلان " ما الذي تفعلينــه من دوننا هنــا هـــآآهـ ؟! "
أجــل يا سادة إنهما زوجي كيوهيون وابنتــي لونا المزعجــان .. " أخــذتُ
أنظــر إليهمــا " أراجع مذكراتي
الجميلــة , هل تمانعان ذلك ؟! " , أخــذ اوبــا بقرصي من خدي
" أتراجعين ذكرياتنا من دوني ؟ مـاذا
أفعـل بكِ الآن هــآآآهـ هاسويــا ؟! " وأخـذت لونـا بقرصي من
خدي الآخر " كــم مــرة أخبرتــكِ ألا
تقرئيهـا من دونــي هــآآهـ أمــي ؟! " يا إلهـــــي مـاذا
أفعــل بهاذين المزعجين الآن " أتركــــــانني
! " قالوهـا بصوتٍ واحد " لن نفعـــل " لا يوجد حـل آخر سوى الصراخ إذًا " آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ ابتعدوا ! "
بالفعــل نجــح الأمــر وابتعدا عني بسلام ^^ آآهـ أعـذروني سادتي القارئين لم
أكمـل لكم ما حصل معي واوبــا حتــى وصلنـا إلى هنــا ؟! ... رحتُ أنظــر إلى
اوبــا قائلةً " اوبـا مـا رأيك أن
تقـوم أنــت بإخبارهــم ماذا حــدث بعــد اعترافـك بمشاعرك نحــوي في حفــل زفــاف
هانــا ؟! " فنظـر إليّ اوبــا قائلاً " هل يجــدر بي ذلك ؟ حسنــًا ! قومــي بسد أذنا لونـا
أولاً .. " .. غضبت لونـا من كلام اوبـا ولكننـي أغلقـتُ لهـا
أذناها رغمــًا عنهــا " هيا اوبـا
تحــدث ! " ..
احم احم معكــم كيوهيـون الآن , سأكمـل لكـم قراءة مذكرات زوجتي
هاسو بنفسي .. ممم وبعد قبلتنا وعناقنا المليئان بالحرارة في ذلك اليـوم بعد أن
صارحت هاسو بمشاعـري الصريحـة , غادرنا الحفـل وذهبنـا إلى منزلـي , وهناك
احتفالاً بعلاقتنـا وبعيد ميلادي بنفس الوقــت شربنـا الكحــول معــًا واستمرينـا
بالشـرب حتــى ثمــل كلانــا ونــام دون أن يشعــر .. استيقظــتُ صباح اليـوم
التالــي بعد نــومٍ عميــق لأجــد نفســي مستلقيـًا في سريري وهـاسو نائمة وتقطـن
بين ذراعاي بهـدوء ..
ولم يكـن يستر جسدينـا سوى الغطـاء الذي كان فوقنـا , حينهـا
أدركـتُ الكــــارثة التي حدثت بيننـا .. وما هـي لحظـات حتـى استيقـظت هـاسو
وأخـذت تنظـر إليّ باستغـراب " اوبـا
مـاذا تفعـل في سريري ؟! " فأجبتهـا قائلاً " هـذا سريري هاسويـا .. يبدو بأننـا شربنـا كثيرًا ليلة
البارحة وارتكبنـا خطئـًا صغيرًا حبيبتي ! " فنظـرت إليّ
باستغراب " خطئــًا صغيــرًا ؟ ماذا
تقصد ؟! " وعندمـا نظـرت إلى نفسهـا حينهـا أدركت المصيبة هي
الأخـرى وأخـذت تصرخ وهي تشد الغطـاء على نفسهـا " لااااااااااااا ! هل .. هل فعلناها ؟ سوف أقتل
نفســــــــي >< " فأخـذتُ أحـك شعر رأسي بارتباك " حـدث ما حـدث ماذا عسانا أن نفعـل الآن ؟! "
ثم جذبتهـا نحـوي وطوقتهـا بين ذراعاي لتهدأ " لا تنزعجــي حبيبتــي .. لا بأس !! " .. وبعـد فتـرة
اكتشفنـا بأن هاسو حامـل فسارعتُ بطلب الزواج منهـا وبالفعــل تزوجنـا منـذُ ثلاث
سنوات وهو عمر ابنتنا لونـا الحـالي ....
وهــا نحــن ذا زوجـان سعيدان ونحـب بعضنا البعـض كثيـرًا
حمدًا لله .. واليــوم يصادف عيد ميلادي وذكـرى اعتـرافي بحبـي لهاسو كذلك ^^
" كل عام وأنتِ حبيبتي هاسويا "
قلتهـا بعد أن طبعت قبلة على جبينهـا وها هي تقابل قبلتي بقبلة على خدي قائلةً
" وكل عام وأنت بخيـرٍ وأنت حبيبي
اوبــا ! " وها هي ابنتنا لونـا تعانقنـا نحـن الاثنــان معــًا
" كل عامٍ وأنتمـا والداي الحبيبان ^^ "
.. قصتنـا هــذه سوف تنمـو وتزدهر بالحب إلى الأبــد .. وكيوهيون الذي * هُـمتي
بـه حبـًا * هاسويـا سوف
يهيم بحبـك حتــى آخــر يومٍ في حياتــــه ... ♥
^.^ النــــــــــــهــــــــايـــــــــــــة
^.^
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق