الأحد، 10 يوليو 2016

ஓ غيمة من الماضي ஓ الجزء الأول ஓ




غيمة من الماضي
 الجزء الأول



By afa




كان اليوم من أكثر أيام المدينة مطرا قفزت مينا فوق واحدة من البرك الموحلة في الشارع في وسط المدينة لتصل إلى الرصيف ثم هرعت بسرعة للالتجاء تحت إحدى خيم المحلات  نظرت إلى انعكاس صورتها في زجاج الواجهة كانت نظرة خاطفة  فقد كانت واثقة من جمالها و تشعر تماما بجمال جسدها النحيل و قسماتها المنحية و شعرها الكستنائي الذي ينسدل على كتفيها

تنهدت و اكملت سيرها نحو المنزل خوفا من ان يسوء الطقس اكثر لايزال الشتاء في بدايته و من الامطار التي لم تتوقف ذلك الاسبوع تنبات انه سيكون شتاءا قارسا فبالرغم من عشقها لهذا الفصل الا انها في تلك اللحظة تمنت لو كانت مستلقية في احد الشواطئ تستمتع بدفا الشمس لكن التزاماتها تمنعها من القيام بتلك الفكرة المغرية فبعد تعب استطاعت ان تحقق حلمها و تسير على خطى والدتها المتوفاة و اصبحت معلمة يشهد لها الجميع بقدرتها و لعل نتائج طلابها المتميزة خير دليل على كفائتها
لقد كانت دائما طفلة خجولة ولكن طفولتها كانت سعيدة كان والدها رجل اعمال ثري كانت تذهب لمدرسة قريبة من المنزل تذهب وتعود للمنزل كل يوم بصحبة والدتها كلتاهما سعيدتان بالحب الذي تتلقيانه كان والدها يقضي كل دقيقة ممكنة مع اسرته كانت ذكريات مينا مليئة بالحب و السعادة 

لكن تمزق عالمها السحري عندما توفيت والدتها في حادث تحطم السفينة في عيد ميلادها العاشر لازالت تذكر الرعب الذي تملكها عندما وجدت نفسها محاصرة بالمياه وحيدة تجاهد للبقاء طافية و استطاعت الصمود الى حين وصول فرق الانقاذ و انتشلوها لكن حظ امها لم يكن وفيرا فقد انتشل الغواصون جثتها بعد ساعات عانت مينا كثيرا فقد رافقها الاحساس بالذنب فلولا اصرارها على تلك الرحلة لما حدثت هاته الماساة و لم يساعدها والدها على تجاوز ازمتها فقد احست انه يلومها على ما حصل
و بالكاد بدات تستعيد وعيها من ازمة وفاة والدتها لتفاجئ برغبة والدها في الزواج ثانية لم تستطع المجادلة او الاعتراض غير راغبة في ايلام والدها لكنها لم تستطع تقبل ذلك ايضا لم يعد هناك شئ كسابق عصره فقد حرصت جيون زوجة والدها على اعلامها بانها شخص غير مرغوب فيه و سعت الى خلق مشاكل بينها و بين والدها مما وتر علاقتهما الامر الذي دفعها الى مغادرة المنزل خصوصا مع اصرار جيون على تزويجها من ابن اخيها الكريه و كان هذا الامر حافزا لها لترحل دون الالتفات خلفها

تنفست الصعداء عندما لاح لها البناء الابيض القديم اين تقع الشقة التي تتقاسمها مع صديقتين لها نارا و هانول ترافقتا منذ اربع سنوات و لم تفترقا ابدا دلفت الى الشقة مسرعة لتنعم ببعض الدفا
هتفت و هي تنزع معطفها: لقد عدت اذا استمرت درجات الحرارة في الانخفاض ستثلج قريبا
قطبت حاجبيها عندما لم تتلقى ردا فالمعاطف المعلقة تدل ان الفتاتان في البيت اتجهت الى غرفة الجلوس لتجد نارا جالسة على الارض و اثار الدموع بادية على وجهها فيما جلست هانول على الكرسي المواجه لها يعلو وجهها العبوس
سالت و هي تجيل بصرها بينهما: ما الامر؟ ما الذي حدث؟
و كان نارا تنتظر اشارة لتنخرط مجددا في البكاء: اوني... يا لتعاستي

فاسرعت لها مينا و احاطتها بذراعيها محاولة تهداتها و نظرت الى هانول بتساؤل فزفرت بسخط: انه دونغهي تظن نارا انه يخونها مع فتاة اخرى
مينا بعدم تصديق: هذا غير ممكن نارا أنت بنفسك أخبرتني عن مدى حبه لك
هتفت نارا من بين دموعها: حسنا هذا ما ظننته خصوصا عندما قال إنه يريد ان يرتبط بي سريعا ولكن مؤخرا
اصبح يتصرف بغرابة
مينا: ربما لديه مشاكل في العمل تعلمين ان لديه مسؤوليات
نارا: ليس الامر متعلق بعمله فلو كان كذلك لما اخفاه عني لقد اصبحت تصرفاته مريبة لقد فوت موعدين معي بحجة انه مشغول
مينا:حسنا انه رجل مشغول تعلمين ذلك
نارا: في السابق لم يشكل انشغاله مشكلة لم يفوت اي موعد لقد اصبح يمضي وقتا طويلا يتحدث بالهاتف
مينا: لابد ان عمله يتطلب هذا
هزت نارا رأسها: لا هذا غير صحيح لان دونغهي اصبح لا يفارق هاتفه البارحة كان يتحدث مع شخص ما وما إن رآني حتى أنهى المكالمة
مينا: و من قال انه يتحدث مع امراة ؟
علقت هانول بسخرية: و هل ستتطلب مكالمته لرجل كل هذه السرية
!
اعترضت مينا: لا تدعي الشك يدخل بينكما الم تساليه عن الامر؟
هتفت نارا بحزن: سألته فقال إنها مجرد مكالمات عمل و انني اتوهم و يجب ان اثق به ما دمت احبه
مينا: انه محق
علقت هانول وقد لوت شفتيها بعبوس مخيف: هكذا هم الرجال لقد بذل خطيبي جهده لإقناعي بإني واهمة وماذا فعل ؟ لقد
تركني قبل يوم من زفافنا مدعيا اننا تسرعنا و انه يحب امراة اخرى
هتفت نارا وقد اغرورقت عيناها بالدموع: انا لا يمكنني إن اصدق إنه يخونني مع أخرى كنت أظن إنه يحبني
مينا بهدوء: أنا واثقة من إنه يحبك لابد ان في الامر لبس
هانول بجفاء: يا الهي يا فتاة امازلتي تامنين بهذه الخرافات
حدجتها مينا بنظرة تحذيرية فحالة نارا لا تسمح بهذه التعاليق فهي حساسة و سريعة التاثر تلقت هانول الرسالة فابتلعت سخطها و التزمت الصمت بينما التفتت مينا لنارا التي تحاول السيطرة على دموعها: ما العمل الان؟
قالت هانول بجفاء: و هل يتطلب الامر تفكيرا يجب ان تنفصل عنه فورا
اطلقت نارا شهقة و هتفت باستنكار: لا استطيع ذلك انا اعشقه و لا اتخيل حياتي بدونه
عانقتها مينا محاولة تهداتها: لا تقلقي عزيزتي سيكون كل شيء بخير سنجد حل اهدئي

عم الصمت لبرهة قبل ان تقطعه نارا و هي تتسائل بياس:
 هل هناك طريقة لاتاكد من صدقه؟
  تنحنحت هانول لتلتف انتباههما: حسنا لدي طريقة مضمونة لمعرفة الحقيقة لكنها محفوفة بالمخاطر
نارا بلهفة: حقا! ماهي؟
هانول: لقد شاهدت مرة برنامجا امريكيا يتحدث عن الصدق في العلاقات العاطفية لقد كانو السبب في تحطم عدة علاقات فالمشاركين يطلبون منهم اختبار صدق شريكهم فيرسلون له اما فتاة جميلة اذا كان رجلا او شابا وسيما اذا كانت امراة فيقومون بمحاولة إغواء فإن وقع في الفخ تأكد شكك
سالتها مينا بسخرية: و كيف نجلب هذا البرنامج الى سيول؟

اعتلت ابتسامة وجه هانول:
 ومن يحتاج إلى برنامج؟ ما نحن بحاجة إليه هو فتاة جميلة لا يعرفها دونغهي و يمكنها محاولة إغرائه
فقاطعتها نارا متأملة: فتاة جميلة لا يعرفها دونغهي؟ اين سنجد فتاة بهذه المواصفات ترضى القيام بهذا العمل

هتفت هانول بخيبة:
 لم افكر في هذا
طاطات نارا راسها باحباط و خيم عليهم الصمت لبرهة و الكل مشغول بالتفكير بحل
 - ساقوم بذلك
استدارت الفتاتان الى مينا بدهشة هتفت نارا عدم تصديق: اوني! حقا تفعلين ذلك من اجلي؟
مينا: اجل بالرغم من تاكدي من وفاء دونغهي الا انني ساقوم بذلك لاؤكد صحة ظني
علقت هانول: بربك مينا كيف ستقومين بهذا الامر انت ترتبكين و تخجلين بسرعة ان تحدث اليك رجل فما بالك بمحاولة اغواء احدهم لا لن تتمكني من النجاح
احتجت مينا: اوني! انا واثقة من قدرتي على النجاح امتلك كل المواصفات فانا جميلة و جذابة اضافة الى ان دونغهي لا يعرفني
هانول: مينا ليس الامر لعبة فهو محفوف بالمخاطر افترضي ان تبين ان دونغهي خائن و يجاريكي في لعبة الاغواء ثم يطلب منك ان تقضي معه الليلة او اذا هاجمك و اعتدى عليك ماذا ستفعلين حينها لا تتهوري؟
شهقت نارا و قد شحب وجهها: اوني ماهذا الكلام؟ اوبا ليس من ذلك النوع
هزت هانول كتفيها بعدم اكتراث: نحن ا نعرف من اي نوع هو و انا كنت اتحدث بشكل عام و ابين لمينا ما يمكن ان تواجهه
مينا: اوني اتفهم قلقكي لكنني اؤكد لك انني قادرة على حماية نفسي ثم انت من اقترح الفكرة فهل لديك اقتراح اخر؟
هانول: حسنا انا من اقترح هذا لكن لم اقترح ان تقومي انت بهذه المهمة
مينا: و هل نستطيع الثقة في احد اخر؟
هزت هانول راسها بقلة حيلة امام عناد مينا: افضل ان نلغي الفكرة و نبحث عن حل اخر
مينا: ليس هناك حل اخر غير هذا انت تعلمين جيدا ان هذه هي الطريقة الوحيدة لمعرفة صدق دونغهي
هانول: و ماذا ان ساءت الامور؟

ابتسمت مينا عندما  لاحظت ان لهجة هانول ابتدأت تلين فهي تعرف انها قلقة من ان يحصل لها مكروه فهي تعتبر نفسها مسؤولة عنها و عن نارا و تبالغ في حمايتهما فهانول بالرغم من فظاظتها و صراحتها الجارحة فلها قلب طفل صغير و من لم يتعمق في معرفة شخصيتها لا يكتشف هذا الجانب منها

انها عكس نارا الرقيقة التي يستطيع اي كان سبر اغوارها عن طريق عينيها فهي حساسة جدا تعتمد على عواطفها و هو السبب في وقوعها في المشاكل طوال الوقت الامر الذي دفع الفتاتان الى حمايتها من اي شيء ياذيها فباتت تعتمد عليهما


 اما مينا فهي بعض من هذه و تلك بسيطة بريئة و واقعي في نفس الوقت تحس بالسعادة و الاعتزاز لامتلاكها هاتين الصديقتين و تعتبرهما عائلتها

قطعت عليها نارا شرودها:
 حسنا ما الحل؟
 مينا بحزم: لقد حسم الامر ساقوم بذلك
تنهدت هانول بانزعاج ثم قالت في محاولة اخيرة لتغيير رايها: و ماذا اذا تبين ان دونغهي مخلص من المؤكد انك ستلتقين به الم تفكرن بردة فعله عندما يرى مينا؟
هزت نارا كتفيها بعدم اكتراث: اظنه سيغفرلنا فاوبا متفهم

هانول: حسنا افعلا ما تريدانه لا تلجئا لي عندما تسوء الامور
اقتربت منها مينا و احاطتها بذراعيها: اوني ثقي بي سيكون كل شيء على ما يرام
اقتربت نارا بدورها و عانقت الفتاتان: اسفة كل هذا بسببي غالبا ما اغرققكما بمشاكلي
ابتسمت لها هانول بحنو و بعثرت لها شعرها: لاباس لقد اعتدنا ذلك سنصاب بالملل اذا لم نقم بعملية انقاذ كل فترة

عانقتها نارا بقوة و هي تردد عبارات الامتنان ابتسمت مينا لمنظرهما الجميل
 هانول: حسنا متى سننفذ الخطة
نارا: اوبا مسافر و لن يعود قبل يومين
هانول: جيد هذا يمنحنا وقت لنضع خطة
و امضت الفتيات الليلة يخططن لعملية اغواء دونغهي كانت مينا معهم ظاهريا ففكرها مشغول فقد احست انها تسرعت و وضعت نفسها في مازق و دعت في سرها ان يمضي الامر بدون تعقيدات

بعد مرور يومين


تنهد ليتوك و هو يجلس في ملهى الفندق الذي ينزل فيه يلعب بهاتفه في انتظار اخوه و اصدقائه
بالرغم من حبه لسيول فهو لم يعتد على صخبها فهو يفضل العيش في الجزيرة و لولا الحاح اخيه لغادر هذا الصباح لكنه قبل ان يطيل اقامته لليلة اخرى قبل ان يعود رن هاتفه فتامله بعبوس انها سوزي يا الهي الا تمل تلك الفتاة؟ لم تتوقف عن الاتصال به منذ الامس الم تفهم بتجاهله لها انه لا يرغب في محادثتها؟
 تصلبت قسماته عندما تذكر سوزي ومحاولاتها التي تزداد وقاحة لإغوائه وإقناعه بالعودة اليها فمنذ انفصالهما لاحقته و التصقت به مستعملة كل اساليبها للايقاع به و بالرغم من انه اوضح لها بكل الطرق انه لم و لن يهتم بها و ان كل ما يجمعها بها الان صلة القرابة بما ان جدها و جده شقيقان لكن محاولاته لم تجد اذانا صاغية فقد تشبثت بمحاولاتها و لم يزدها صده الا اصرارا لذا نقلت معركتها الى مستوى اخر و نجحت في التاثير على امه و اقناعها انها الزوجة المثالية لابنها لذا هو يشعر نحوها بالكراهية و الاحتقار هو لا ينكر انه احبها في يوم من الايام و عشقها الى حد الادمان كان حريصا على اسعادها و ابعاد اي شيء قد يزعجها لكن ماالذي كسبه جراء هذا الحب؟ لم يتلقى غير الغدر و الخيانة لذا محى من قاموسه كلمة حب و اعتبرها وهم يخدع بها ذوي النفوس الضعيفة انفسهم ليستطيعو العيش و تجربته المريرة  تركت في نفسه أثرا سلبيا تجاه الجنس اللطيف عاد هاتفه للرنين و مع انه تكهن اسم المتصل لم يجد ضيرا من القاء نظرة و عندما شاهد اسم اخيه على الشاشة اسرع للرد عليه و قبل ان ينطق بكلمة تهاطلت الكلمات على اذنه: مرحبا هيونغ اسف لكن لن استطيع الانضمام اليك طرا امر هام لا تجعل غيابي يوقفك استمتع بوقتك لابد ان هناك العديد من 
الجميلات تحمن حولك

ابتدا ليتوك في الاحتجاج لكن قبل ان تخرج الكلمات من بين شفتيه انقطع الاتصال تطلع الى الهاتف بسخط هذه العادة التي داب عليها اخوه تثير حنقه
اطلق زفرة طويلة و اجال نظره في المكان قطب حاجبيه فجاة وهو يراقب الفتاة التي وقفت عند الباب  بدت مترددة و ضائعة وسط هذا المكان لكن ما كانت ترتديه يتعارض مع ما ارتسم في وجهها أدارت رأسها فانعكست الأضواء على شفتيها المصبوغتين اللامعتين و على شعرها الذي ينسدل بدلال على كتفيها المكشوفين تنفس بعمق وهو يجاهد للسيطرة على احساسه الغير المرغوب به تجاهها تملكته السخرية وموجة من الاشمئزاز نظر متجهما إلى فمها المصبوغ وعينيها المكحلتين بإفراط حد الابتذال كانت ترتدي فستانا قصيرا مما لفت أنتباهه الى ساقيها الطويلتان المكسوتان بجوربين طويلين أسودين شفافين إنه فستان قصير جدا .. جدا

ضاقت عينا ليتوك كان  يعرف هذا النوع من النساء فسوزي خير مثال و لكنه رغم ذلك لم يستطع تحويل نظراته عنها

احست مينا بالاختناق و عدم الراحة فهذه اول مرة لها تدخل الى مكان كهذا و ما ترتديه لم يساعدها على الاسترخاء خصوصا مع تلك النظرات الجائعة التي يرمقها بها الرجال من حولها  لا سبيل لها للتصرف بطبيعية بما إن هانول ألبستها هذا الفستان الفاضح
شعرت إنها مراقبة فالتفتت ثم جمدت مكانها عندما اشتبكت نظراتها مع نظرات ليتوك القوية أخذ قلبها يخفق وجف ريقها
انه هو!
لا بد إنه هو إذ لم يكن في القاعة من يشبه الأوصاف التي ذكرتها نارا سوى هذا الرجل
 رائع .. خلاب .. وسيم .. جذاب.. وهو سيكون لابسا قميصا أبيض

 كانت قد سخرت من مبالغة نارا  في وصفه معتبرة ذلك هذيان امرأة واقعة في الحب لكنها أقرت بإنها على حق في كل ما وصفتها به لا عجب إذن من قلقها والشك في إخلاصه لها فرجل بهذه الوسامة لا بد وان تلاحقه النساء على الدوام إنه يتمتع بفيض قوي من
الرجولة التقت بنظراته المتفحصة والتي سرعان ما تبعتها نظرة ازدراء واستنكار قبل ان يشيح بنظره
للحظة ارادت ان تستدير و تغادر المكان لكن صورة نارا الباكية جعلتها تتقدم نحوه و على فمها ابتسامة مثيرة اقتربت منه ببطا شجعت نفسها ابتسمي تابعي سيرك لاتهلعي ذكرت نفسها ان الثقة هي كل شيئ
و عندما وصلت لطاولته سحبت الكرسي و جلست بجانبه: مرحبا ايها الوسيم
شعرت  بالقشعريرة التي سرت بجسمه و رات بعينيه ومضة استنكار امالت راسها بغنج و شعرها الكثيف يتطاير حول كتفيها
تراجع   ليتوك الى الخلف  و سألها ببرودة : آسف ولكن هل أعرفك ؟
 ابتسمت وهي تتمتم : آه لا.. في الواقع  أنت لا تعرفني لكنني أرجو إنك سوف تعرفني حالا
لم تعلم مينا من اين اتتها الجراة لتقوم بهذه الخطوة لذا انتقلت بسرعة الى الخطوة التالية قبل ان تخونها شجاعتها منحته ابتسامة راجية أن تكون مغرية وتفي بالغرض بينما مررت لسانها على شفتيها: انا لم أشاهدك هنا من قبل هل هذا صحيح؟
هي التي لم تكن هنا من قبل لكنه لا يعرف ذلك
 ثم سألته بشيء من الدلال: ألن تسألني إن كنت أريد شرابا؟
كان لكلماتها الأثر الذي جعل ليتوك يدير رأسه في اتجاهها 

سالها بوجه عابس: كم عمرك؟
مينا: فوق سن القبول
ليتوك: من نظرتك أنت على استعداد للقبول
أجاب بفظاظة وأدار رأسه بعيدا فرحت لأنها لا تريده أن يرى الاحمرار المميت الذي لون خديها بفعل كلماته
مينا: لا أحد من قبل اشتكى من ذلك

يا الهي ما هذا الذي تقوله؟ لقد اندمجت في الدور الى درجة صدمتها
قال لها ببطء: انني لا أشتكي من شئ  فالفتيات من أمثالك لديهن منفعتهن

مينا: هل أنت كثيرا ما تستخدم فتيات مثلي؟

اجابها ببرود: انا لا أدفع لتلك الأنواع من المتعة
مينا: اوه و ما الضرر في بعض المتعة؟
سألته هذا وهي تخفق بأهدابها آملة ان يكون هذا النوع من الإغراء ناجح وأضافت بصوت ناعم: أحب لون قميصك
ثم مررت يديها على حافة القميص مما بعث القشعريرة الى جسد ليتوك

 ابعد يدها عنه بسرعة لقد بدأت تشعره بالغضب البالغ لقد كان تحرشها السافر به يبعث في نفسه الاحتقار و الاشمئزاز ولكن لا شيء يماثل اشمئزازه من ردة فعله السخيفة نحوها و تجاوبه معها يفترض به ان يكون رجلا ناضجا محنكا خبيرا وهو فوق الثلاثين ومع ذلك يتجاوب مع هذه الأساليب المغرية القديمة والمثيرة للشفقة التي كانت تحاول إيقاعه فيها يتجاوب معها وكأنه مراهق
 ان فكرة عرض المرأة لنفسها عليه أمر يثير اشمئزازه فكيف بإمكانه الانجذاب إلى امرأة كهذه ولو من بعيد؟

هتف بحدة:
 اعقد انك ترتكبين خطا
احتجت مينا: اوه لا لا اعتقد ان اعجاب امراة جميلة برجل وسيم غلطة
نظر لها باحتقار: اسف لقد أخترت الرجل الخطأ يا صغيرتي انت تضيعين وقتك الثمين معي من
الافضل ان توفري محاولاتك لرجل اخر و لا اعتقد ان امراة مثلك ستفشل في العثور على رجل يوفر لها ما تحتاجه
ثم نهض و غادر نظرت إليه شاحبة الوجه وهو يخرج من النادي
لقد رفضها
لقد اثبت إنه مخلص لنارا
يا الهي كيف ستستطيع مواجهته بعد الان


لم تستطع مينا البقاء اكثر في ذلك المكان غادرت مسرعة و شعرت بالارتياح عندما وجدت هانول تنتظرها فصعدت بجانبها بادرتها بالسؤال حالما اغلقت باب السيارة: حسنا ماذا حصل؟
هزت مينا كتفيها: لاشيء لقد رفضني
هتفت هانول بعدم تصديق: ماذا؟ لا بد وانك لم تبذلي جهدك في المحاولة
مينا: اؤكد لك اني بذلت قصارى جهدي
هانول: هل أخبرك إنه على علاقة بأخرى؟
مينا: كلا لكنني اؤكد لك انه اوضح عدم اهتمامه بي
هانول: لكن هذا لا يدل انه مخلص لنارا
مينا: لماذا تريدين اثبات انه خائن؟ لا نحتاج الى دليل اخر لاثبات صدقه فنظرته لي الليلة اثبتت انه لا يهتم باي امراة اخرى
هانول: اعتقد ان نارا ستسر عندما تسمع هذا
وصلتا إلى البيت اخيرا و عندما دخلتا هتفت هانول بسرور: اين انت نارا تعالي لتسمعي  الاخبار السارة لقد............
بترت هانول عبارتها عندما وجدت نارا برفقة شاب وسيم يجلس بجانبها و هو يحيط كتفيها بذراعه ابتسم لهما: لابد انكما مينا و
هانول لقد حدثتني عنكما نارا انا دونغهي خطيب نارا سعيد بلقائكما

شحب وجه مينا و لم تتفوه بكلمة بينما هتفت هانول باستنكار:
 خطيبها؟؟؟؟
ابتسمت نارا بحياء و رفعت يدها التي زينها خاتم ساحر: لقد طلب دونغهي اوبا ان اتزوجه و وافقت اليس هذا رائع
هناتها هانول و تمنت لها السعادة بينما اكتفت مينا ببعض الكلمات المقتضبة بعد دقائق استاذن دونغهي و غادر
 اخذت نارا تثرثر بسعادة: آه كم كنت معتوهة و انا اتوهم انه يخونني لقد كان يحضر لي مفاجاة اخذني الى نهر الهان ركع امامي و طلب مني ان اتزوجه كم كان الامر رائعا لم اتردد وافقت على الفور انه اجمل يوم في حياتي
سخرت منها هانول: توقفي يا فتاة و التقطي انفاسك و الا اصبح اسوا يوم في حياتك
ثم التفتت الى مينا بحيرة: غريب انه لم يشر الى لقائكما تصرف و كانه لقائكما الاول
قطبت نارا حاجبيها و نظرت لمينا بتساؤل: هل التقيت اوبا من قبل؟ غريب انه لم يذكر الامر
هانول: انسيتي ان مينا ذهبت الى النادي لتنفذ الخطة؟ لقد قابلت دونغهي هناك
هزت نارا راسها نافية: لا يمكن ذلك لقد امضى دونغهي السهرة معي و لم يغادر الا منذ دقائق و لقد رايتماه لم يذهب الى اي مكان اخر
التفتت هانول لمينا متسائلة: لكنك قلت إنك تحدثت إليه
خرجت مينا من صمتها اخيرا: لم يكن الشخص نفسه لقد اخطات
هانول: اوه هل تقصدين انك قمتي باغواء شخص غريب؟

هزت مينا راسها اتكات على ظهر الكرسي و اغمضت عيناها و راحت تفكر: إذا لم يكن الرجل الذي صادفته هناك هو دونغهي فمن يكون إذا؟ لقد تحدثت إذن إلى رجل لا تعرفه وراحت تحاول إغواءه ابتلعت ريقها شاعرة بالغثيان وهي تتذكر مظهرها حينذاك وتصرفاتها والأشياء التي قالتها ثم طمأنت نفسها لإنه كان غريبا فهي لن تضطر إلى رؤيته مجددا

سمعت نارا تقول بقلق:
 اوني لا يبدو إنك بخيرماذا حدث؟
 مينا: لا شيء
 نارا: اسفة اوني كل هذا بسببي
ابتسمت مينا لها: لاباس لم يحدث اي ضرر
عقدت هانول حاجبيها بحيرة: لكن إذا لم يكن الرجل الذي تحدثت إليه مينا هناك دونغهي فمن يكون؟
مينا: فعلا من تراه يكون ؟
ارتجفت مينا و هي تتذكر نظرة ذلك الرجل لها و الاحتقار التي رأته في عينيه
قاطع صوت نارا افكارها: و كيف يبدو هذا الرجل؟

ترددت مينا في الاجابة تواترت صور أمام عينيها وهي تتذكر ملامح ذلك الغريب التى لم تستطع أن تصدق أن ثمة رجل له هذه الجاذبية


داعبتها نارا بمكر: ما دمت لا تستطعين أن تجدى الكلمات فقد تشكلت لدينا الصورة
اجابت مينا اخيرا: هذا الرجل ... جذاب بشكل خطير
اعترضت هانول: أنت تقولين ذلك لانك لم تعرفى رجلا في حياتك و مما يبدو فقد اثر فيكي  وأنت لا تعرفين كيف تتعاملين مع انجذابك اليه
استنكرت مينا: اوني أنا لست منجذبة اليه
هانول: بل أنت كذلك
هزت مينا كتفيها باستسلام: حسنا لا اعتقد ان لانجذابي له اهمية ففرصة لقائه مرة اخرى معدومة
نارا: ليست سيول بالمكان الكبير ربما التقيتما مجددا
مينا: لا اعتقد ذلك لا يبدو اننا نذهب الى نفس الامكنة

ظلت تلك العينان تطاردانها لاسابيع لم تستطع نسيان ذلك الرجل بالرغم من انها لم تلتقي به سوى لعدة دقائق فقد اثر فيها و وكثيرا ما زارها في احلامها و بعد مرور شهرين اصبحت تلك الحادثة طي نسيان و لعل توعك مينا و مرضها ساهم في محو كل ذكرى لها فقد اصيبت بالتهاب رأوي حاد اقعدها  طريحة الفراش تعبة وفاترة الهمة مع سعال حاد أخذ يهاجمها من وقت لآخر اقترح الطبيب ان تذهب الى مكان دافئ لتتماثل للشفاء و هو ما دفع دونغهي الى دعوتها لترافق نارا الى منزلهم في جزيرة جيجو اين تقضي عائلته عطلتها و بما ان الربيع حل فستكون تلك المنطقة مناسبة للاستجمام و مع الحاح هذا الثنائي عليها لم تجد مهربا من الموافقة خصوصا مع تعذر ذهاب هانول بسبب عملها في المشفى


 كانت الساعة السابعة مساءا حين إستدارت السيارة التى أقلتها و نارا من المطار من خلال أوراق الشجر الكثيفة رأت مينا منزل عائلة دونغهي إنه عبارة عن فيلا ضخمة ذات مزيج من الهندسة المعمارية الاسيوية و الاوروبية

 سرت فى عروقها رعشة من جراء ذلك المنظر الساحر كان دونغهي في انتظارهم فقد سبقهما منذ يومين ساعد نارا على الترجل من السيارة ابتسمت مينا عندما رات نظرة الحب التي اطلت من عينيه و شكرت الله في سرها انها لم تلتقي به في تلك الامسية منذ شهرين و الا لما استطاعت بناء علاقة تفاهم و صداقة معه
فاجأتها نوبة سعال مما دفع نارا إلى الاسراع لها: هل انت بخير؟
مسحت مينا الدمع الذي سببه السعال عن عينيها وردت: بخير تماما شكرا لك
احاطهما دونغهي بذراعيه و سار بهما نحو المنزل: اعتقد انكن بحاجة لبعض الراحة بعد عناء السفر
احتجت مينا: لم تكن الرحلة متعبة
نارا: لكنك بحاجة الى الراحة
مينا: اوه لا تعامليني  كانني سريعة العطب
بعد جولة بسيطة في المنزل انضمو الى بقية العائلة لتناول العشاء
 قدمها دونغهي الى عائلته المكونة من والديه و اخته التي رحبت بهما بحرارة: من الجيد وصول فتيات الى هذا المنزل لنقلب موازين القوى فمنذ الصغر عانيت من هيمنة الجانب الذكوري فاخوي لم يكفا عن ازعاجي
دونغهي: انتظري حتى يعلم هيونغ انك تشوهين سمعته و سترين ماذا سيفعل

مدت شايني لسانها في وجهه:
 و من اين سيعلم و هو لن ياتي
دونغهي: و من قال هذا لقد هاتفته في الصباح و اخبرني انه سياخذ اجازة و ينضم لنا
شايني: حقا! هذا خبر جيد يبدو اننا سنستمتع
سالتها امها: و انهيوك الن ياتي؟
عبست شايني: ليس قريبا فلديه صفقة مهمة اخذت كل اهتمامه
السيدة لي: لكنه سياتي الى الحفلة
شايني: طبعا سياتي
ضحك دونغهي ساخرا وقال يقلدها : طبعا سياتي لابد انه قادم بسبب الطعام إن كمية الطعام التي يأكلها هنا تجعلني أتساءل عما إذا كان عنده بيت يأوي إليه؟
شايني: لن ازعج نفسي و ارد عليك


دونغهي: اوه مسكينة اختي الصغيرة اهملها خطيبها مفضلا العمل عليها
شايني: لاباس في بعض البعد فهو يساعد على احياء نار الحب بيننا
دونغهي: هل هذا ما اقنعك به ذلك الحبيب الفاشل لقد خيب امالي حقا
تجاهلته شايني و واصلت طعامها
احست مينا بالراحة امام هذا الدفا العائلي الذي افتقدته منذ وفاة امها و اثناء العشاء لاحظت ام دونغهي انها تلعب بالطعام فسالتها باهتمام: الم يعجبك الطعام؟
ابتسمت لها مينا: اوه انه لذيذ و لكن شهيتي للاكل مازالت ضعيفة
طمانتها: لا تقلقي مينا سيساعدك الطقس على استرداد عافيتك
شكرتها مينا و بعد فترة استاذنت منهم و اتجهت الى غرفتها
كانت الغرفة رائعة بارضها الخشبية المصقولة و نوافذها الكبيرة بستائرها الخيالية والمنظر الذي يمتد نزولا حتى البحر الحقول والتلال من الناحيه الاخرى و قمة جبل هالاسان تطل عليها في منظر يحبس الانفاس
لم تطل وقوفها فقد بدا النعاس يداعب جفنيها لذا اخذت حماما سريعا و خلدت للنوم مباشرة

بعد يومين من الاستجمام و الراحة استعاد وجه مينا تورده و احست بالاسترخاء خصوصا مع الاهتمام الصادق الذي تلقته من اسرة 
دونغهي
 السيد لي هو رب العائلة و صاحب شركة عالمية ذاع صيتها بين الدول اشيب مهذب صادق ومحترم تقليدي في تصرفاته وقد وجدته مينا لطيف المعشر وشهما اتفقا على الفور خصوصا لما وجدا انهما يمتلكان نفس الاهتمامات و يشتركان في حب الكتب اما السيدة لي فهي ربة المنزل سيدة محترمة تعيش حياتها من اجل الآخرين إنها معطاء في أعمال الخير رحبت بوجود مينا و اهتمت باحوالها و اظهرت لها كل محبة و اعتبرتها فردا من العائلة
و لقد اصبحت هي و شايني صديقتان فهي شابة نشيطة كلها حيوية جذابة شعرها بني قصير يحيط بوجهها المستدير بشكل لطيف  و رغم جمالها الا انها بسيطة تمتلك روحا مرحة تجبر كل من يعرفها على حبها

 و لقد كانت الونيس لمينا في فترة اقامتها فقد احتكر دونغهي نارا لنفسه لذا وجدت مينا نفسها تركض خلف شايني في كل مكان فقد اصرت هذه الاخيرة على القيام بدور الدليل السياحي حيث رافقتها الى بعض المناطق السياحية و قد انبهرت مينا بما راته خصوصا لما زارو شلالات شيونجيون كانت تجربة مهيبة لها وإن كانت منعشة للغاية وتتكون هذه الشلالات من ثلاثة أجزاء تنمو من حولها أعداد كبيرة من النباتات النادرة وتنحدر حتى تصب في البحر

 فتنها سحر ذلك المكان احست انها في عالم سحري فبعد منظر الطرقات و الاسفلت في سيول بدى هذا المكان كقطعة من الجنة سعدت كثيرا لانها وافقت على القدوم
وفي فترة بقائها في المنزل عندما تنشغل شايني وجدت مينا في المكتبة المرصوصة بالكتب العديدة أكبر سلوى لها  كانت تمضي الساعات جالسة في الكرسي الجلدي الكبير وهي تطالع روائع الكتب وتطرد عن نفسها الشعور بالممل أو الوحدة وعندما كان الطقس يسمح بالخروج كانت تتسلى بالرسم الذي تعلمته من امها

بعد اسبوع 

 استيقظت ذات صباح مبكرة فقد قررت القيام بجولة على دراجة هوائية لالتقاط بعض الصور و بما ان لا احد تحمس لفكرة النهوض باكرا  فقد وجدت نفسها وحيدة و لكن هذا لم يمنعها من تنفيذ رغبتها تنشقت الهواء العليل الذي يمتزج برائحة الازهار و هي تقف امام المنزل وابتسامة ناعمة تداعب فمها ونظرة حالمة تبدد الصفاء المعتاد لعينيها الرماديتين الواسعتين
 اسرعت بنزول الدرج لتبدا رحلتها وهي تقود دراجتها كانت تدندن بسعادة لنفسها يبدو ان اليوم سيكون مشمسا براقا فالهواء قوي بعض الشيء دفع بالغيوم  عبر السماء وباندفاع وبدلا من ان تتجه نحو المنطقة الماهولة اختارت مينا ان تتجه نحو غابة بيجاريم فقد اشتهرت بطريقها الذي صنفوه بانه الأكثر جمالا في كوريا و يحيط بها خطوط من الأرز طويلة القامة مهيبة وحقول العشب الفضي الذي يلمع كضوء الشمس ومن السهل على المرء أن يعرف لماذا يشتهر هذا الطريق كموقع تصوير شعبي يعرف هذا ببساطة من انتشار مزارع الرياح حيث الخيول تتجول في حرية تامة حول قواعد الجبال البركانية الصغيرة التي تشتهر بها الجزيرة

 بعد ان وصلت الى تقاطع طرق متشعب وقفت غير واثقة اي طريق تسلك ارادت غريزيا ان تتجه الى اليمين لكن المنطق املى عليها بالاتجاه يسارا نحو البحر وبهزة كتف استسلمت للحدس وبدا القلق ينتابها مع ازدياد ضيق الطريق الذي اختارته ليصبح باتجاه واحد ويتصاعد في منحدر حاد تحيط به شجيرات شائكة ومرتفعة بحيث استحال عليها تحديد مكانها وعندها ادركت انها سلكت الطريق الخطأ
و لكنها لم تابه لحدسها و واصلت رحلتها متوقفة بين حين و اخر لالتقاط بعض الصور عندما احست بالتعب قررت اخذ قسط من الراحة قبل ان تسلك طريق العودة و لحسن حظها استطاعت ان تجد طريقها بسهولة فسرعان ما ظهر الطريق المعبد امامها استمتعت بقيادة دراجتها و نسمات الهواء تداعب خصلات شعرها و لما وصلت الى المنحدر آثرت النزول ودفع الدراجة بجانبها
وفيما كانت تلتقط صور لبعض الزهور التي تنتشر في تلك المنطقة ظهر كلب من وراء احد الاشجار وتوقف عندما رآها  و حرك ذنبه اقتربت منه باندفاع ومدت يدها لتداعبه: ياله من كلب جميل

 لكن بهجتها لم تدم حيث ارتد عليها مزمجرا وعض يدها وأدماها صرخت من الرعب أكثر منه من الألم و تركت الدراجة تسقط بجانبها ممسكة يدها الجريحة تراجعت برعب عندما بدا الكلب بالاقتراب منها فاستدارت على عقبيها هربا من هذا الكائن المتوحش
استمرت في الركض بسرعة كبيرة لذا لم تر الرجل الذي كان يمشي نحوها وظلت تجري حتى اصطدمت به شهقت من الصدمة و فقدت توازنها ترنحت و كادت تقع لولا تلك اليدان اللتان أمسكتا بذراعيها بشكل مؤلم فتمكنت بطريقة ما من المحافظة على توازنها  ظل الرجل يمسك بها حتى استعادت توازنها وقفت للحظات لالتقاط انفاسها قبل ان تسمع صوت اجش يصرخ بالكلب الذي لابد انه احس بالفزع فهرب مسرعا احست مينا بالارتياح
رفعت راسها لتشكر منقذها لكن علقت الكلمات في حلقها لم تستطع للحظات الحراك أو التفوه بكلمة شعرت أن أنفاسها مكتومة بشكل غريب إنه كابوس لا شك أنها تحلم و ان هذا  الرجل سراب ابتدعته أفكارها وللحظات وقفت دون وعى مخدرة الأعصاب تنظر إلى الرجل وقد شلها الرعب وسجل دماغها المشوش صورة رجل طويل أسود الشعر له وجه نحيل أسمر برونزى ترتسم فوقه الدهشة
والذهول كما ترتسم على وجهها تماما هتفت بذهول: انت؟


و لم ينبهها من ذهولها سوى صوته المليء بالسخرية: انظرو من لدينا هنا هل نقلتي نشاطك الى الجزر الان؟ هل مللت من رجال سيول سريعا
تراجعت مينا الى الخلف فاخر ما توقعته ان تلتقي ذلك الغريب مجددا احست بوجهها يتوهج عندما جالت نظراته عليها بوقاحة قبل ان يقطب حاجبيه و يمسك يدها الدامية: انت مصابة
حاولت مينا سحب يدها و هي تتكلم بسرعة: لا شيء خطير ساعتني بالجرح حالما اعود للبيت
نظر لها ببرود و ازدراء: ألا تعرفين أن من الخطر مداعبة كلب غريب أيتها الحمقاء الصغيرة ؟
اجابته بحدة: لو كان كلبا شرسا لما تركوه يجوب المكان كما أني اعلم الكثير عن الكلاب و اعرف كيف اتعامل معهم
ابتسم بسخرية: اوه حقا
تجاهلت سخريته و انحنت له بتهذيب: شكرا على مساعدتك الى اللقاء
تجمدت مينا عندما اوقفتها قبضته: عليك ان تهتمي اولا باصابتك
مينا: هذا ما انوي فعله اذا تركت يدي
رد ليتوك بنفاذ صبر: و كيف تنوين فعل ذلك و المستشفى في الاتجاه الاخر
ارتبكت مينا: اعلم ذلك ساذهب لجلب دراجتي اولا
ليتوك: و كيف ستقودينها و يدك مصابة
هزت مينا راسها بثقة: استطيع ان افعل ذلك بيد واحدة
كز ليتوك على اسنانه و هو يحاول تمالك اعصابه: يا الهي لم اكن اتصور ان تحت هذا الوجه الجميل هذا الكم من الغباء تعالي ساقلك الى المشفى سيارتي قريبة
احتجت مينا: لاداعي لذلك استطيع الاهتمام بنفسي
سخر ليتوك منها: يبدو انك تفلحين في ذلك

و رغم احتجاجها صحبها بقسوة إلى سيارته ليقلها إلى المستشفى المحلي للاعتناء بالجرح وهناك حقنت بحقنة مضادة للكلب كانت أسوء من العضة ذاتها فمنذ صغرها ترتعب من الحقن لذا حالما رات الابرة اغمضت عينيها بقوة لاحظ ليتوك شحوبها و ملامح الذعر والخوف قد ارتسمت على وجهها الطريقة التي أخذت بها شفتها السفلى ترتجف رغم محاولاتها للسيطرة عليها احس بالقلق عليها ذكرته باخته عندما كانت طفلة ترتعب من الحقن لم يجد حلا سوى ان يمسك بيدها ليطمئنها والغريب بالامر انها لم تمانع فقط ضغطت على يده بقوة و لم تفتح عيناها الا عندما اعلنت الممرضة انها انتهت فتحت عيناها برفق لتجد ليتوك يحدق بها

حدقت به بدورها لوهلة ومن ثم نظرت الى يدها لتجد انها مازلت تمسك بيده ابعدت يدها فورا و قد احمرت وجنتاها استقامت واقفة لتخفي ارتباكها شكرت الممرضة و سارت مسرعة الى الخارج و لم تدرك ان مرافقها يتبعها الا عندما سحبتها قبضته: الا استحق الشكر ايضا؟ لقد قطعت نزهتي لارافقك و في النهاية تتركينني هكذا خلفك الا استحق مكافاة؟
مينا: لم اطلب منك ذلك انت اجبرتني على مرافقتك و لا اعتقد ان تركي لك آذى مشاعرك
ابتسم ليتوك بسخرية: لم اجد انك مجبرة عندما امسكتي يدي منذ قليل لكن علي ان اقر لك ان مهارتك في التمثيل فاقت توقعاتي
شحب وجه مينا من جراء تعليقه اللاذع لكنها رفعت ذقنها بتحد: اذا من حسن حظك انك لم تنطلي عليك هذه الحيلة وداعا و آمل ان لا نلتقي مجددا
اجابها بجفاف: هذا ما اتمناه ايضا
سارت مينا في طريقها و منعت نفسها من النظر الى الخلف لترى ان كان ذلك الرجل لايزال واقفا استقلت سيارة اجرة اوصلتها الى المنزل و حالما دخلت الى المنزل امطرتاها نارا و شايني بالاسئلة خصوصا لما شاهدتا الضمادة حول يدها و بصعوبة استطاعت التملص منهما و التوجه لغرفتها لتغير ثيابها قبل ان تعود الى غرفة الجلوس اين وجدت العائلة مجتمعة باستثناء دونغهي الذي ما كادت تجلس حتى هتف بها: مينا سمعت بما اصابك انت بخير؟
مينا: لا تقلق اوبا انا بخير
دونغهي: رائع تعالي لتتعرفي على هيونغ لقد وصل منذ قليل
ثم سحبها الى جانبه لتواجه الشخص الذي دخل في تلك اللحظة اختفت الابتسامة التي رسمتها على وجهها عندما شاهدت ذلك الوجه و بدا صوت دونغهي كانه قادم من بعيد: مينا اعرفك بليتوك اخي الكبير هيونغ هذه مينا صديقة نارا التي حدثتك عنها

لم تكن مينا تصغي اليه فقد توقفت عن الاصغاء بشكل كامل منذ اللحظة التي رات ليتوك شعرت بالغثيان وبانها مشلولة من الخوف التوى فم ليتوك بابتسامة هازئة و هو يشاهد ردة فعلها
  استطاع اخفاء صدمته لما شاهد تلك المراة تقف بجانب اخيه و هو يضع يده على كتفيها لم يعد يسمع كلمة مما كان دونغهي يقوله كانت تقف بجانبه تنظر اليه وكأنها شهيدة على وشك ان تؤخذ لقطع عنقها وعيناها متسعتان للغاية ما الذي يجري ؟ ولماذا هي هنا ؟ ثم ادرك ان دونغهي قدمها اليه بصفتها صديقة خطيبته شعر وكانه يشاهد مهزلة علق بسخرية لم يدركها غيرها: مينا اسم على مسمى تشرفت بمعرفتك مينا شي
اجبرت مينا نفسها على الاجابة: و انا ايضا ليتوك شي

 في تلك اللحظة احست مينا ان اجازتها فقدت بريقها و انها تعيش اسوا كوابيسها


يتبع
.......................




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق