الأحد، 10 يوليو 2016

ஓ غيمة من الماضي ஓ الجزء الثاني ஓ





ஓ غيمة من الماضي 
 الجزء الثاني  



By afa












استيقظ ليتوك باكرا قبل ان يستيقظ أي من أفراد المنزل تمتع بالوحدة وبالوقت الكافي ليستجمع قواه وافكاره دون مقاطعة الهاتف او البريد فمثل هذه اللحظات باتت نادرة جدا في الاشهر السابقة إنه لا يتذمر بالطبع فبالرغم من الصعوبات البالغة التي واجهته وجد انه يحب ما يفعله وأنه يتعلم طيلة الوقت منذ فترة وجيزة سأله احدهم ما إذا كان قد وجد النظام الصارم الذي تتطلبه إدارة الشركة مرهقا بعد الحرية التي عرفها وبالطبع لم يستطع ذلك الشخص ان يدرك السبب الذي دعاه الى الضحك فهو مثل كثيرين سواه ليست لديه اية فكرة عن الجهد الجسدي والفكري المطلوب إن الذين عرفوه في إدارة الشركة رأوا التألق والنجاح لكنهم لم يعرفوا مقدار ما يبذله من جهد من أجل البقاء في القمة ادار عنقه ليهدئ التوتر الذي شعر به في كتفيه عمل طويلا خلال الليل مستغرقا في قراءة الحسابات التي لا تنتهي

بقي  في مكتبه كل الصباح ليكمل ما فاته من اعمال حاول التركيز على الارقام الموجودة امامه لكن ذهنه اصبح الان مسطحا كالملعقة  وجد نفسه يحدق من نافذة مكتبه متسائلا عما تفعله مينا الان فمنذ حضوره لم يتقابلا الا صدفة علم انها تتجنبه و هذا ما توقعه منها انها المرة الاولى في حياته التي يشعر فيها ان هناك امراة ما اكثر اثارة للاهتمام من عمله منذ لقائهما تلك الفتاة تجذبه رغم انه يعلم حقيقتها الا انه لم يستطع ان يمنع اعجابه بثقافتها التي برزت في تلك المناسبات القليلة التي اجتمعا فيها فقد استطاعت كسب اعجاب والده فلم ينفكا عن الحديث و المناقشة عن الادب و الكتب التي طالعاها فقد اتضح له انها ذات زاد معرفي كبير و هو ما اثار حيرته فقد استغرب ان امراة بتلك الخلفية المشينة على دراية بتلك المواضيع يبدو ان اسرته تحبها فلم يخفي والداه اعجابهما بها و مما يبدو اخته تحبها و دونغهي يعاملها كما يعامل شايني لماذا يبدو أن كل شخص يعتبرها مثالا للفضائل؟
 هل يمكن أن يكون رأيه فيها خاطئ إلى هذا الحد ؟
 بدا الشك يساوره بشكل لم يستطع التخلص منه هل يعقل أن كل أولئك الناس مخطئون وهو وحده على صواب؟
 أخبره المنطق بأن ذلك غير صحيح ولكن لا شيء يغير حقيقة أن مينا حاولت اغواءه في تلك الليلة و هذا ينفي اي ذرة شك عن حقيقتها فلو لم يتعرف عليها بنفسه لوجد فيها كل مواصفات الفتاة المثالية لكنه ادرك انها ممثلة من الدرجة الاولى امراة خطيرة كالحرباء تتلون على حسب المكان الذي تكون فيه لذا يجب عليه مراقبتها جيدا فهو لن يسمح لها بان تسيء الى اسرته 

اطلق زفرة ضيق لان افكاره تدور و تعود الى تلك الفتاة و هذا ما ازعجه اقترب من نافذة مكتبه لفت نظره حركة تحته راى اخوه و اخته برفقة مينا و نارا يجلسون بجانب المسبح يتناولون العصير يستمتعون بالشمس الدافئة
  
ركز نظراته على مينا كان شعرها يلمع تحت أشعة الشمس ترتدي تنورة قطنية وبلوزة بلونها بدت جذابة جدا كانت تضحك لشيء قاله دونغهي وهي تلقي برأسها إلى الخلف كاشفة عن خط عنقها بلون بشرتها الحليبية الصافية

 خفق قلبه بعنف لمرآها و بما ان عقله مشوش و لا رغبة لديه في العمل قرر الانضمام لهم و قبل ان يصل اليهما بلغه صوت شايني و دونغهي يتشاجران مثل عادتهما 

اقترب منهما ليجد شايني تشد شعر دونغهي وهو يقرص خدها تقدم لهما وسأل : ماذا يحدث هنا؟

هتفت شايني حالما راته:  أوبا هذا المزعج أخبرني بأن انهيوك اوبا قبيح 

هتف دونغهي و هو يتألم: اتركيني هذا يؤلم هيونغ أنا فقط أبديت رأيي بصراحة ولكنها لا تعرف ما يسمى بحرية التعبير

شايني بسخط: انها وقاحة ليست حرية تعبير

صرخ بها دونغهي بحدةانا اكبر منك كيف تعاملينني بهذا الشكل؟

مدت له شايني لسانها: نحن توامان لا تكبرني سوى دقيقتان

هز ليتوك راسه بقلة حيلة و تقدم منهما وضرب كل واحد منهما على رأسه: الن تكبرا مازلتما تتصرفان كالاطفال 

اشار كل منهما الى الاخر و هتفا في نفس الوقتهو الذي بدا / هي التي بدات

نظرت شايني الى دونغهي بحقد: انت تستمر في مضايقتي طوال الوقت لا اعلم لما تغار من انهيوك اوبا؟

ابتسم دونغهي بسخرية: أغار؟ كم انت سخيفة و هل في ذلك الانشوفة القبيح شيء مميز لاغار منه؟

شايني: الم اقل لك لا تقل عن اوبا قبيح انت تغار منه لانه وسيم اكثر منك

استنكر دونغهي: ماذا !!!!!!

ثم اطلق ضحكة: يا الهي يا فتاة لم اكن اعلم انك بارعة في القاء النكات 

عبست شايني في وجهه فمد لها لسانه ليغيضها كزت على اسنانها بغضب:
 انت مزعج لا تطاق لا اعلم كيف بقيت معك تسعة اشهر في بطن امي

عدل دونغهي ياقة قميصه بغرور:
 حسنا من لا يريد البقاء مع وسيم مثلي في نفس المكان
هز ليتوك رأسه بقلة حيلة: لا يمكننا العيش في سلام صحيح؟ يبدو انني ساعدل عن فكرة مرافقتكم الى النادي 

اقتربت شايني منه بسرعة و احاطته بذراعيها و هتفت بدلال: اوبا لقد وعدت ان تاتي معنا احب رؤيتك تهزم كانغ ان في سباق الخيل فهو يتبجح بان لا احد يستطيع مجاراته 

بعثر ليتوك شعرها و ابتسم لها بحنان:
 ساكون مسرورا بتحقيق رغبتك صغيرتي

احاط دونغهي كتفي نارا بذراعيه:
 حبيبتي لنذهب قبل ان اصاب بالمرض يجب أن أعيد ترتيب شعري المسكين اه تلك المتوحشة

 استأذنت شايني و ذهبت لتغيير ثيابها استعدادا للخروج 

لم يتبقى سوى ليتوك و مينا التي كانت تراقب ما يجري بصمت اذهلها الجانب الجديد الذي اكتشفته في شخصية ليتوك اخذت تتساءل عما اذا كان هناك جانبان لطبيعته ففي لحظة يكون لطيفا وفي اخرى يصبح عدوانيا فهي لم تعرفه سوى ساخرا متعاليا لكنها اليوم اكتشفت انه يمتلك قلبا حنونا محبا لعائلته فطريقة معاملته لاخويه اظهرت هذا و لقد حسدتهما على ذلك انه يختلف كثيرا حين يضحك تختفي عن ملامح وجهه كل آثار التكبر والتزمت و تظهر تلك الغمازة اليتيمة التي اضافت على وجهه الوسيم سحرا


طال الصمت بينهما و اصبح مزعج فهذه اول مرة تبقى معه وحدها فقد عمدت الى تجنبه في الايام الماضية تململت في مقعدها و يبدو ان حركتها ذكرته
 بوجودها فسالها ببرودهل اعجبتك الاقامة بيننا؟

ابتسمت مينا بلطفكثيرا فالجزيرة ساحرة وخلابة

ابتسم ليتوك بسخرية: حقا لقد اعتقدت انك ستملين بسرعة خصوصا مع نمط الحياة التي اعتدتها فحياتنا تبدو رتيبة بالنسبة لها 

تجاهلت مينا سخريته و اجابت بهدوء: بالعكس ليتوك شي الهدوء هو كل ما احتاجه الان و لا اعتقد ان احدا سيشعر بالملل هنا فالجزيرة ساحرة و اسرتك لطيفة احسدك عليها

ليتوك: اليس لديك عائلة مينا شي؟

اطل الحزن من عينيها و هي تجيب: توفيت والدتي وأنا في التاسعة من عمري عشت بعد ذلك عند جدتي وعندما أصبحت في الثالثة عشرة أرسلت الى مدرسة داخلية 

سألها بفضول: و ماذا كان يفعل والدك؟

قالت في نفسها كان يجني ثروة طائلة ويضاعفها  ليتمتع بها مع زوجته

مينا:
 كان يزورني كلما سمح له وقته 

ليتوك: و لماذا لا تعيشين معه الان؟

هزت كتفيها بغير اكتراث: منذ زواجه لم يعد لي مكان في حياته لذلك بعد تخرجي سافرت الى سيول و استقريت هناك

تاملها ليتوك للحظات يبدو انها عانت كثيرا في صغرها: و كيف تعيشين و لا احد يعيلك؟

رفعت يديها لتعيد خصلة من شعرها وراء اذنهالدي عمل محترم فأنا معلمة منذ سنتين

لم يتخيل ليتوك جوابا مفاجئا كهذا حسنا انها تستمر في مفاجئته هتف بعدم تصديق: معلمة؟ انت؟ لا اصدق هذا

مينا: و لماذا هذا الامر صعب التصديق؟

ليتوك: حسنا عليك الإعتراف انه ليس...  حسنا من يعرفك لا يتصور انك تقومين بهذا العمل الممل

نظرت مينا اليه بإنزعاج وقالت: للاسف انها الحقيقة ليتوك شي فحين لا انشغل بإغواء الرجال أعمل معلمة

لمعت في عيني ليتوك ومضة لهو ساخرة فيما رفع كتفيه في هزة خفيفة: انت تفاجئينني حقا لكن يعجبني ذكائك فقد اخترت وظيفة محترمة تخفين ورائها نشاطاتك

اجتاحها الغضب وسلب منها قدرة الكلام أرادت أن تقفز من مكانها لتضربه لتصفع ذلك الانطباع الساخر الذي على وجهه ولكنها أجبرت نفسها على البقاء حيث هي لاحظ ليتوك صراعها الداخلي:
 لا يجب ان تغضبي مني لأنني أقول الحقيقة

هل بدت غاضبة؟ أنها تشعر بكراهيته أنه حتما لا يحبها كراهيته لها تولدت مع أول لقاء بينهما نظرت اليه علها ترى في تعابير وجهه ما يساعدها على فهم شعوره ولكنه كان مبهما لا ينم على أي شعور لقد إعتادت نظراته الفاحصة لها كأنه ينتظرها أن تخطا  ليوبخها هزت كتفيها وما يهمها ما يظن بها ؟ انه على اي حال لا يعجبها صحيح انه جذاب لكنه لم يدر رأسها فليظن ما يريد لا بد انه يفضل ان يعتقد ان حياتها مجنونة عابثة دون اخلاق

مينا
لا يهمني رايك ليتوك شي انها مشكلتك وليست مشكلتي ففكر ما تشاء 

اجابها بسخرية: شكرا للاذن الذي منحتني اياه فانا انوي هذا على اي حال 

ثم اردف: بما انها فرصة نادرة و بقينا وحدنا فارجو ان نتحدث عن بعض الامور

 مينا: تفضل ليتوك شي كلي اذان صاغية

ليتوك: اولا لست بحاجة لأن تتجنبينني فهذا سيثير فضول من حولنا لن أخبر احدا بالآمر اذا كان هذا ما يقلقك لكن طالما تحسنين التصرف فليس لدي مشكلة معك

مينا: لا تقلق ليتوك شي لن اقوم بشيء يسيء الى احد

ليتوك: جيد لذا ارجو منك ان تتذكري هذا و ان توقفي نشاطاتك مؤقتا طيلة وجودك هنا فسمعتنا  مهمة و لن اقبل ان يتصرف احد تصرفا مشينا يهدد اسم العائلة

ومضت عينا مينا وغلى دمها لكن كان عليها أن تتذكر إنها في منزله كان علي كبريائها في مثل هذا الموقف افساح الطريق فكرت انه من الاسهل لها لو كان هذا الرجل اقل غطرسة او اقل ثقة بالنفس فقد كان يمكن مجرد يمكن ان تتمكن من ابراز شئ من الشعور الايجابي نحوه لكنه ينجح دائما في اغضابها 

 تمالكت مينا نفسها و اجابته وهي تدفع بالهدوء إلى صوتها مع أنها كانت بعيدة عن الشعور بالهدوء:
 هل من امر اخر ليتوك شي؟

ليتوك: أنا لا أعطيك أوامر نصائح فقط و نصائح جيدة

اجابته ببرود: لا تلزمني

وقف ليتوك للحظة طويلة ينظر إليها بعينين باردتين خاليتين من التعبير ثم قال وهو يستدير: ستشعرين بالندم اذا قررت عدم الاصغاء لنصائحي مينا شي 

راقبته مينا وهو يبتعد و عندما اختفى عن ناظرها سمحت لزفرة حبيسة ان تخرج فخلال  الايام التي مضت لم يتقابلا سوى وقت العشاء مع العائلة فهو يقضي معظم نهاره خارجا لا يزال وجوده يزعجها ونادرا ما تنظر اليه ولقد ألفت الجميع وألفوها وأحست أنها وسط عائلتها الحقيقية فعلا الا معه كان غريبا ومزعجا ولولا وجوده لما أحست بأية غربة في هذا المنزل  شعرت بحنان الجميع نحوها وصدق عاطفتهم في تقبلها وقد خلبوا لبها ببساطتهم وصدقهم ولكن ليتوك بقي باردا في معاملته لها ونظراته اليها تشعرها ببرد الشتاء تساءلت لو لم يلتقيا بتلك الطريقة هل كان الامر سيختلف؟ 

هزت راسها لتبعد تلك الافكار و ارتشفت بعضا من القهوة لكنها لم ترق لها لانها بردت فوضعت الفنجان على الطاولة و توجهت الى غرفتها لتتجهز بدورها 
بعد ذلك بساعة توجهوا الى النادي في سيارة ليتوك الذي حالما وصلوا افترق عنهم و ذهب الى قسم الفروسية  فيما اتجه بقيتهم الى كافتيريا النادي و اختاروا طاولة قريبة من حلبة السباق تبادلوا بعض الاحاديث بينما كانت مينا تجلس في صمت اجالت بصرها فيما حولها ولكن وعلى الرغم منها وجدت عيناها تتجهان الى حلبة السباق مع اصوات صهيل تلك الخيول رأت العديد من المتسابقين يتدربون استقرت عيناها على ليتوك الذي كان يمتطي جواده ويقوده بكل مهارة بدا وسيما في تلك الملابس كان يقفز الحواجز واحدا تلو الآخر بمهارة منقطعة النظيركان يقود الجواد ويحلق به في الهواء بكل ثقة اقرت انه فارس بارع كانت عيناها تتابعانه  لكن صوت شايني قاطع تخيلاتها فنقلت انتباهها لها

 لم يمض وقت طويل حتى انضم لهم ليتوك يرافقه شاب اخر كانغ ان قدمه ليتوك إليهم لاحظت مينا اهتمام كانغ ان بها كما لاحظه ليتوك الذي ضاقت عيناه وهو يرى أن صديقه قد اطال مصافحة مينا وأبقى يدها في يده أطول مما يلزم ابتسم عندما سمع اسمها: مينا اسم جميل يعبر عن جمال صاحبته الساحر يجب ان نتعرف إلى بعضنا في اقرب وقت
احمرت مينا خجلا امام هذا الغزل الصريح و اكتفت بالابتسام بينما علق ليتوك بلهجته الباردة غير المكترثة: ستكتشفين قريبا أن كانغ ان اكبر عابث في المنطقة

اطلق كانغ ضحكة ثم ترك يد مينا ولكنه أبقى نظرة الاعجاب مثبتة على وجهها و اعترض على تعليق ليتوك: هيونغ انت تشوه سمعتي امامها ستعتقد انني شاب مستهتر
إنه يغار مني لأن لدي طريقة مع النساء لا يعرفها

ابتسمت له مينا مطمئنة: لا تقلق كانغ ان شي انا لا اتسرع في الحكم على الاشخاص

وضع كانغ ان يده على قلبه:
 لقد ارحتي قلبي لكن لا داعي لهذه الرسمية نادني اوبا هذا افضل

ضحكت مينا ضحكة بعثت الى نفسها بعض الراحة:
 لست أدري إذا كان من اللائق مناداتك اوبا فأنا لم أتعرف إليك إلا منذ لحظات

ابتسم لها بدوره:
 لاباس ساكتفي بكانغ ان في الوقت الحالي 

عبس ليتوك و هو يشاهد صديقه يتغزل بمينا امامه لم يعلم لماذا شعر بالغضب في تلك اللحظة جلس بجانب دونغهي فيما جلس كانغ بجانب مينا و غرقا في حديث اقتصر عليهما صب لنفسه كاس عصير و قبل ان يرتشف منه رشفة واحدة سمع صوت انثوي يناديه قائلا: ليتوك اوبا؟ لا اصدق انه انت حقا 
التفت الى صاحبة الصوت وقال بملل: مرحبا سوزي 

اقتربت منهم فتاة جميلة و انيقة كان شعرها الجميل يشع أمام بشرتها العاجية القرنفلية ويسترسل أملس نضر على كتفيها راسمة ابتسامة ساحرة زادت من جمالها هتفت بدلال و هي تقترب من ليتوك: اين انت؟ اني اتصل بك منذ يومين ولا تجيبني 

اجابها ليتوك بلامبالاة:
 كنت منشغلا بعض الشيء 

رفعت سوزي حاجبها و علقت بسخرية:
 هذا ما يبدو الن تدعوني للجلوس؟

لم تنتظر رده و سحبت كرسيا و جلست بجانبه تجلى الضيق على وجه ليتوك و لم يجد امامه سوى ان يقدمها الى الفتاتان 

تجاهلتهم وتوجهت مباشرة الى دونغهي:
 اهلا بعودتك اوبا

ارتدت عيناها الى مينا:
 انا سوزي لاشك في انك نارا خطيبة دونغهي

مينا:
 لا ......انا مينا صديقة نارا

ضاقت عينا سوزي لحظة ثم التفتتا الى الفتاة البسيطة الجمال قرب مينا اشتعلت وجنتا نارا ثم نظرت لدونغهي بطرف عينها كانها تخاف ان يدرك فجاة انها غير جميلة لكن 
عينيه الدافئتين ردتا على نظرتها المرتابة بانها الاجمل في نظره ارادت مينا ان تصيح عاليا ردا على الادانة الخفية في عيني سوزي فجمال نارا هو من الداخل ولكنها تشك في ان تفهم هذه المخلوقة ذلك اطلقت سوزي ضحكة جوفاء  لتغطي غلطتها ولكن لم يكن في ضحكتها تسلية فعندما ارتدت عيناها الى نارا كان فيهما استهزاء امالت راسها في اعتذار زائف: اسفة للغلطة من الجيد انك احضرت صديقتك معك فبعد زوال سحر المناظر المحيطة بنا ستشعرين بالسأم لانك لن تجدي ما تفعلينه 

احاط دونغهي كتفي نارا بحب:
 و كيف ستشعر بالملل و هي برفقتي؟

منحته نارا ابتسامة كلها حب فيما التوى فم سوزي بسخرية لم تستطع مينا ان تمنع نفسها من التعليق: لاتبدين سئمة سوزي شي

هزت سوزي كتفيها بعدم اكتراث:
 لكنني اعيش هنا ولدي اصدقاء لذا لا اجد وقتا للشعور بالملل

علق كانغ ان بسخرية: طبعا فعدد الحفلات التي تقيمينها لا يترك لك وقتا لتتنفسي

ابتسمت له سوزي بدلال: و هل هناك ضير في بعض المتعة اوبا؟

شعرت مينا بالنفور من تلك الفتاة خصوصا انها سيطرت على الحديث بسرد فكاهات لاحداث مرت موحية بمكر إلى قربها من عائلة لي ومذكرة الفتاتان بطريقة غير مباشرة  بأنهما دخيلتان  تلاقت عيناها صدفة بعيني ليتوك كان شيئا من كراهيتها لسوزي ظاهرا على تعابير وجهها فابتسم ابتسامة ملؤها التسلية 

كسرت سوزي من غير قصد النظرات المتبادلة بينهما عندما نظرت لساعتها الذهبية و اعلنت انها تاخرت التفتت الى ليتوك بدلال: اوبا هل تقلني الى المنزل فسيارتي تعطلت و لا اعرف كيف ساعود الى البيت

اجابها ليتوك بجفاف: اسف لا استطيع فقد اتينا جميعا في سيارتي 

تدخل كانغ ان: لا تقلق هيونغ ساقلهم بسيارتي تستطيع مرافقة سوزي

التفتت له سوزي بسرور: ها قد حل الامر هلا ذهبنا؟

رمق ليتوك صديقه بنظرات نارية ساخطة و نهض على مضض ليسير برفقة سوزي التي تعلقت بذراعه بتملك و قد ارتسمت على وجهها السعادة و ما ان تواريا عن الانظار حتى علقت شايني باستياء:
 تلك الفتاة لا تياس ابدا

سالتها نارا: من هي هذه الفتاة؟

اجابتها شايني بلامبالاة وهي تلوح بكفها: احدى قريبات العائلة كانت خطيبة ليتوك اوبا لكنهما انفصلا منذ سنوات

سالتها نارا بفضول: وماذا حصل بينهما؟

شاينيلقد وقعا في الحب منذ اللقاء الاول باركت اسرتينا علاقتهما و توجت باعلان خطوبتهما كان يحبها كثيرا لا افهم اليوم كيف نسيها يومها كان يعتقد انها الفتاة المثالية مسكينة سوزي حاولت ان تبرهن له أنها مثالية بتصرفاتها عندما سافر في رحلة عمل لبضعة شهور وعدته أن تنتظر عودته وتخلص له الحب انتظرته ولكنها لم تكن مخلصة في حبها لو اخبرته ذلك بنفسها ربما كان سامحها ولكنه اكتشف من شخص آخر أنها على علاقة برجل غيره وعلى الفور قطع علاقته بها و سافر الى اليابان بقي سنتان قبل ان يعود لكنه تغير من وقتها اصبح قاسيا دائم العبوس لا نرى ضحكته الا نادرا

نارا: و ماذا عن سوزي؟ 

تنهدت شايني: لقد خطبت بعد ذلك مرتين لكنها انفصلت عنهما و منذ عودة اوبا وهي تلاحقه اينما كان

 نارا: وماذا عنه هو؟

 ابتسمت شايني بسخرية: هو؟ هو لم يهتم بأي فتاة ابدابعد ذلك و لعل سوزي سبب نفوره من النساء 

تدخل دونغهي: لكن امي لا توافقك في هذا الامر فهي لا تزال مقتنعة انها مناسبة لهيونغ

اجابته شايني بحزم: امي لا تعرف حقيقتها فتلك الحرباء تستطيع الظهور بمظهر الملاك الطاهر لتصل الى مبتغاها ليتوك اوبا لايزال يكلمها فقط لان بين عائلتينا علاقة قرابة لكن تهذيب اوبا جعلها تعتقد بانه بامكانها الايقاع به مجددا

كانت مينا تتابع الحديث دون ان تتدخل فهمت الان سبب نفور ليتوك من النساء تخيلته مع سوزي يتصرف كالعشاق يعرض عليها الزواج أمر غريب ربما هذا الحب هو الآفة الفاسدة التي سببت كرهه لنساء عامة هذا ما أحسته عند أول لقائها معه يبدو ان تلك الفتاة تسببت في ألمه وحزنه ونظرته القاتمة الى المرأة و لابد انها بتصرفها تلك الليلة دعمت وجهة نظره

 اوصلهم كانغ ان الى البيت و لم ينصرف حتى تلقى وعدا من مينا بان يتقابلا مجددا علقت نارا بخبث: يبدو ان هناك معجب يحوم حولك 

اعترضت مينا: لم نلتقي سوى اليوم كيف سيعجب بي؟

تدخل دونغهي: لم استغرق سوى دقيقة لاعلم انني معجب بنارا عندما التقينا

علقت شايني: مينا انت ساذجة كانغ ان اوبا كان سياكلك بنظراته

ميناانتم تبالغون


وطوال الايام اللاحقة تتالت زيارات كانغ ان على المنزل توطدت صداقته بمينا التي وجدت انه شاب لطيف المعشر تمشيا وتحدثا واخذها في نزهة بالسيارة على طول الخط الساحلي واستمعا الى الموسيقي تجادلا حول كرة القدم التي كان كانغ ان شغوفا بها 
ومازحته مينا قائلة انها لعبة سخيفة وسرها ان شاهدته يغتاظ

 لم تتردد في الموافقة عندما دعاها الى العشاء اعتنت بمظهرها و ساعدتها شايني في ذلك فتالقت بثوبها الازرق الذي ابرز تناسق جسدها و تركت شعرها ينسدل على كتف 

ابتسمت مينا برضى عندما رات بريق الاعجاب في عيني كانغ ان الذي سارع بفتح باب السيارة لها و هو يتغزل بجمالها و كان لغزله تأثيرا كبيرا فيها فقد ضحكت بسعادة و احست انها ستقضي وقت ممتعا برفقته اخذها الى مطعم فاخر استمتعت بالوجبة اللذيذة تطرقوا الى عدة مواضيع سألها: حدثيني عنك مينا

مينا: ليس هناك الكثير مما يقال انا وحيدة ابوي و بعد وفاة والدتي تزوج ابي و لم يعد لي مكان في حياته لذا انتقلت الى سيول اين التقيت بنارا التي ساعدتني كثيرا 

كانغ ان: و والدك الم يهتم بما يحدث لك؟

اجابته بحزن:  اظنه سر عندما تخلص مني

نظر لها بحيرة: و لما سيسعده ذلك؟ 


و وجدت نفسها تخبره بقصتها نظر لها كانغ ان وهو لا يصدق ما يسمعه: من القسوة ان يحملك مسؤولية وفاة والدتك لابد انك عانيتي كثيرا بسبب ذلك 

صمتت مينا لبعض الوقت فربت على يدها: سياتي يوم و يعلم انه مخطا

ابتسمت له بامتنان لتفهمه: ارجو ذلك حسنا لقد تكلمنا كثيرا عني لما لا تخبرني عن نفسك قليلا؟

كانغ ان: الى جانب انني عازب وسيم  لدي ام و شقيقة لذا أفهم النساء جيدا 

مينا: الم تجد الفتاة المناسبة الى حد الان؟

كانغ ان: لازلت شابا أنا في التاسعة والعشرين فقط 

مينا: حسنا لقد تجاوزت مرحلة المراهقة وعليك الزواج  الم تفكر في تاسيس عائلة قط؟

اجابها بصدق: أظن أن كل شخص يفكر في تاسيس عائلة سأقوم بشيء ما في هذا الخصوص في وقت غير بعيد ولكنني لست ممن يتزوج دون حب  فما الزواج في عرفي مشروع تجاري قد اكون عابثا كما يتهمني ليتوك إلا أن عبثي هذا سينتهي حالما يحين وقت الزواج الذي أريده ان يستمر الى الأبد 

مر الوقت سريعا و عندما بلغت الساعة الحادية عشر ابدت رغبتها في العودة الى المنزل لم يعترض كانغ ان و طوال طريق العودة استمعا الى الموسيقى و وجدا انهما يمتلكان الذوق نفسه كان الليل قد انتصف عندما وصلا الى البيت
أوقف كانغ السيارة أمام المدخل بهدوء أطفأ المحرك التفت لها و وضع ذراعه خلف مقعدها: استمتعت كثيرا بهذه الامسية

ابتسمت له مينا:
 و انا ايضا قضيت وقتا ممتعا

اجال بصره في ملامحها الرقيقة: أنت تعجبيني مينا

استطرد عندما راى عدم تصديقها: لا  انا لا أعبث معك صدقيني 

مينا: انت لطيف جدا كانغ ان و انا اعتز كثيرا بصداقتك 

بدت على ملامحه الخيبة و لكنه ابتسم: ساكتفي بهذا في الوقت الحالي لكنني متاكد انك ستغيرين رايك قريبا

ضحكت مينا لثقته البالغة: الم يخبرك احد من قبل انك مغرور

ابتسم بثقة: سمه غرورا و لكنني واثق مما اقول

مينا: حسنا سيدي الواثق سنترك الايام تقرر هذا استأذنك سادخل تاخر الوقت

كانغ ان: ليلة سعيدة 

خرجت مينا من السيارة شكرته مرة أخرى وتمنت له ليلة سعيدة و عندما غادر صعدت درجات البيت بخطوات متانية لتفاجئ بليتوك قرب الباب 

حدقت فيه لفترة على الرغم من رفضها للفكرة الا أن جاذبيته أثارت في نفسها الاضطراب سالها: هل تمتعت بالسهرة؟

اجابته ببرود:  اجل شكرا لك لقد قضيت وقتا ممتعا جميل منك أن تفتح الباب وتنتظرني ولكني لست طفلة ينبغي أن ينتظرها أحد 

أغلق الباب وراءها وأجابها ببرود: كانت شايني مصرة على أن تنتظرك بنفسها كانت تعتقد بأنك في حاجة إلى حماية طلبت منها أن تذهب إلى الفراش ووعدتها بانتظارك وبعد ذلك تقولين أنك تحبينها وتسببين لها كل هذا القلق؟

احست مينا بالذنب: اسفة على ذلك لم انتبه للوقت

ليتوك: حسنا ماذا يجري بينك وبين كانغ ان؟ اراه ملتصقا بك وانت لا تشجعينه للعكس طبعا هل تحاولين ضمه الى مجموعتك؟ 

شحب وجه مينا وهي تستمع اليه والى اتهاماته: كيف تجرؤ على قول مثل هذا الكلام؟ هذا اسوأ ما سمعت في حياتي 

ليتوك: لقد حذرتك من قبل مينا شي انني لا اسمح بمثل هذه التصرفات في منزلي 

اعترضت مينا: انا و كانغ ان مجرد صديقان و لا شيء... 

قاطعها ليتوك: لا اريد سماع التفاصيل المملة الا اني اريد ان تعلمي شيئا كانغ ان اعتبره اخا لي لذلك انصحك بابعاد مخالبك عنه والا ستندمين اقسم لك بذلك 

مينا: اسفة ليتوك شي فمهما يكن رايك بي كانغ ان ليس الا صديق عزيز ولن اتوقف عن لقائه لمجرد انك تطلب مني ذلك

ليتوك: أشعر بالغثيان عندما أراك تحومين حوله 

دفعتها تلك الكلمات لتقول باندفاع: وماذا في الأمر ليتوك شي هل تغار منه؟

ندمت على كلماتها حال خروجها من بين شفتيها حالما رأت الغضب يتصاعد إلى عينيه 
أحست بالخوف الشديد عندما تقدم منها تراجعت في هلع إلى أن التصقت بالجدار وضع يديه حولها مانعا اياها من الهرب

 نظر إليها بسخرية قائلا: ولم الغيرة؟ بينما أستطيع الحصول على كل ما أريد بمجرد أن أطلب ذلك

مينا: هذا ليس صحيحا

اقترب منها ليتوك اكثر: ليس صحيحا ؟ هل نجرب؟

كان عليها أن تتصرف رفعت يديها تريد أن تبعده عنها كان يصعب عليها أن تأخذ أنفاسها: لا أرجوك يجب ألا...

ليتوك: لما لا؟ لم يكن هذا رايك منذ شهرين

لم تعد لها قدرة على مقاومته اغمضت عينيها تنتظر مضت لحظة لم يحدث أي شيء فتحت عينيها لترى الابتسامة الساخرة في شفتيه: اترين ذلك في اي لحظة أستطيع أخذ ما أريد منك لذا لا تلعبي بالنار عزيزتي إذا كنت غير مستعدة للنتائج

ضحكت مينا رغم الألم الذي أحست به في قلبها: ومن ذا الذي سيسمح لك بذلك؟

ليتوك: ولم لا فأنت عبدة لأهوائك ولن تستطيعي منعي فرغباتك تقودك من شاطىء إلى آخر وفي النهاية ستتحطمين على الصخور لذا ارجو ان تبعدي شباكك عن صديقي و تبحثي عن ضحية اخرى هذا تحذير لك مينا شي

ابتعد عنها و غادر كانت لحظات أليمة بالنسبة لمينا كانت دموع المهانة تملأ عينيها اسرعت الى غرفتها و ارتمت على فراشها تاركة العنان لدموعها التي استمرت بالنزول دون توقف

خلال يومين التاليين لم يكن صعبا على مينا أن تتجنب ليتوك وإذا حدث وأن التقيا كانت تحاول أن تبدو طبيعية بشتى الوسائل في المقابل كان يبادل محاولاتها تلك بابتسامة ساخرة ولطف زائف ونظرات فيها الكثير من الازدراء لقد تمكنت من أن تتعامل معه بأدب ومجاملة وشعرت بالعداوة بينهما تتعمق لذا فضلت ان تتحاشى الإنفراد به مهما كلفها الأمر و بدوره  لم يحاول ليتوك الإنفراد بها وتقبل الواقع بأنها لا ترغب في محادثته كلامها معه لا يتعدى الطلبات العامة وآداب المجاملة الضرورية ولكنه لا يزال يراقبها طوال الوقت مما وترها

 لاحظت نارا اضطرابها و انزوائها لذا سالتها بقلق و هما تجلسان على الشرفة تتمتعان بدفئ الشمس:
 ما الامر اوني اراك حزينة في الاونة الاخيرة؟

رسمت مينا ابتسامة مصطنعة على وجهها: هل أبدو كذلك؟ كنت أفكر فقط انني اطلت مكوثي هنا آن الاوان لاعود الى سيول

عقدت نارا حاجبيها: لماذا؟ لقد اعتقدت انك سعيدة هنا هل  ضايقك احد؟

مينا: اوه لا الجميع لطيفون معي احببت عائلة دونغهي كثيرا و انا متاكدة انك ستسعدين معهم لكن احس انني اطلت مكوثي هنا

نارا: ماهذا الهراء اوني تعلمين ان الجميع يرحب بوجودك

مينا: لكن....

قاطعتها بحزم: سنبقى هنا الى ان تنتهي الاجازة مثلما خططنا

مينا باستسلام: حسنا كما تريدين

بقيت نارا تتاملها للحظات قبل ان تسالها بهدوء:
 هل هذا بسبب ليتوك اوبا؟

ارتبكت مينا: اوه.... ماذا؟ طبعا لا ما الذي دفعك للتفكير بذلك؟ 

نارا: أتعتقدين انني لم ألاحظ أنه كلما دخل أحدكما إلى غرفة سارع الآخر إلى الخروج أو هل أتخيل ذلك؟

احمرت وجنتا مينا أين لها أن تهرب من هذه الحقيقة: ولكن لا طبعا يالها من فكرة سخيفة انا بالكاد اعرفه

نارا: ربما اخطأت تقدير الامر لكن من الجيد لو تصبحا صديقين 

ابتسمت مينا باستهجان: اصدقاء! لا اعتقد ذلك

نارا: اوه بالتاكيد لما لا فانت تعجبينه لاحظت ذلك

صرخت مينا باستنكار: ماذا تقولين؟ اعجبه! ههههههه هذا اكثر شيء سخيف سمعته 

نارا: انه يراقبك دائما لا يفوت فرصه للاقتراب منك......

قاطعتها مينا بحدة: نارا ارجوك انت تتخيلين لا يمكن لليتوك ان يعجب بي ابدا و هو لا يعجبني ايضا الشعور متبادل انا اكره هذا النوع من المتعجرفين الواثقين دائما 

اكدت نارا غير مهتمة بانكار مينا: على حال انت تعجبيه انا  متاكده من ذلك اوني اذا كنت تشعرين بشىء نحوه....

رفعت مينا يدها لتجبر صديقتها على السكوت: نارا 


ارتبكت قليلا وبسرعة استردت توازنها وهي تفكر في نفسها : جميع أفراد عائلة لي قبلوا وجودها بينهم واعتبروها فردا من أفراد العائلة الا ليتوك رفضها رفضا باتا و مراقبته لها خير دليل على ذلك فهو يعتبرها كالوباء يخاف ان يتفشى و ان اعتقدت نارا انه معجب بها فهي مخطئة ياله من موقف سخيف ان تخفى الحقيقة عن صديقتها المقربة لكنها لم ترد ازعاجها فان علمت الحقيقة ستسارع لليتوك لتوضح له الحقيقة مما سيخلق لها مشكلة مع دونغهي و هي لا تريد ذلك ستتحمل اهانات ليتوك فبعد اسبوعين ستغادر و لن تراه مجددا و لا يهمها رايه بها 

حاولت مينا تغيير الموضوع وسألتها: اين شايني لم ارها اليوم؟

ولحسن حظها أن نارا فهمت مرادها: لقد ذهبت الى المطار لتستقبل خطيبها

ثم انخرطتا في احاديث متشعبة حول الاماكن التي أستطاعتا مشاهدتها و الاخرى التي ترغبان في زيارتها و بعد فترة انضم لهما دونغهي و ليتوك لم تجد صعوبة أو غضاضة لأن صديقيها كانا معها  ثرثرت بطريقة ودية وهي تحاول أن تخفي شعورها بالأمتعاض وكذلك ليتوك تكلم بعفوية طبيعية 

و لم تمضي دقائق حتى توقفت سيارة شايني امامهم و نزلت منها هذه الاخيرة و وجهها مفعم بالسعادة تمتم دونغهي بسخرية: ها قد وصل الخطيب الضال

امسكت مينا بانفاسها دهشة حين شاهدت الرجل الطويل الرشيق الذي نزل من السيارة
 هيوكجاي او انهيوك كما يحب ان ينادوه لم يتغير كثيرا خلال تلك السنوات صحيح ان شعره الان اقصر مما مضى لكن وجهه لايزال وسيما كما تذكره رفع رأسه فجأة فلمعت عيناه من الدهشة حين التقت بعينيها: مينا !

وقفز السلم نحوها واحتضنها بقوة لعلمها ان الجميع شاهد ما حدث احمر وجهها بشدة وتمتمت باستحياء: مرحبا اوبا

ضحك لها: يا الهي يا فتاة اين كنتي مختفية؟ لقد ياست من لقائك مجددا و لم اتصور رايتك ليس هنا بكل تأكيد
سال ليتوك و قد ضيق عيناه: اتعرفان بعضكما؟

ابتسم انهيوك ووضع ذراعه بعفويه على كتفي مينا: منذ ان كنا نرتدي الحفاضات فهي ابنة عمتي 

صفقت شايني بسرور: هذا رائع من كان يتصور هاته المفاجاة


ضمها انهيوك اليه قليلا قبل ان يتركها :
 لابد ان اقول اننى مسرور لرؤيتك ثانية لقد اشتقت لك

ابتسمت له مينا بلطف: و انا ايضا اشتقت لك اوبا

انهيوك: لكنك لم تاتي لزيارتنا منذ غادرتي لقد شعرت جدتي بالحزن

احتجت مينا: لكنني اتصل بجدتي كل يوم 

بعثر انهيوك شعرها: و هل تعتقدين ان الاتصالات الهاتفية ستغنيها عن رؤيتك؟

اجابته بحزن: اوبا انت تعلم لماذا لا اذهب الى هناك

انهيوك: اعلم هذا و افهمه لكن لا تتوقعي من جدتي ان تتفهم

قاطع ليتوك حديثهما: تستطيعان اكمال حديثكما لاحقا فامي تنتظرك انهيوك

ابتسم له انهيوك باعتذار: اسف هيونغ انشغلت بقريبتي بعض الشيء 

اتجه الجميع الى الداخل وبطريقة ما كانت مينا الاخيرة وعينا ليتوك تكادان تمزقان 
ظهرها لدرجة ان بشرتها اقشعرت رفعت راسها غير ابهة بنظراته حيى انهيوك السيدة لي و لقد فوجات بقرابته لمينا نظرت اليها مطولا: اذا انت ابنة مينزي لقد احسست انك تذكرينني بشخص ما

سالتها مينا بدهشة: هل كنت تعرفين امي؟

السيدة لي: اجل لقد كنا مقربتان 

ثم التفتت الى ليتوك: ليتوك هل تذكر تلك الرضيعة التي زرناها عندما كنت في السابعة؟

قطب ليتوك حاجبيه بتفكير: لا اظن اني اذكر ذلك

ضحكت امه بلطف: لقد كنت صغيرا وقتها و دونغهي و شايني في الثالثة اذكر انك لم تفارقها للحظة عندما رايتها لاول مرة سالتني بانبهار: هل هي ملاك؟ و عندما حان وقت مغادرتنا طلبت مني بكل براءة ان ناخذها معنا و لقد وجدت و اباك صعوبة في اقناعك باستحالة ذلك و لقد نجحت مينزي في اقناعك و وعدتك انها عندما تكبر ستكون لك

احمر وجه مينا عندما علمت عن هذا الماضي المخفي

بينما التوى فم ليتوك بسخرية فهذه الفتاة التي امامه ابعد من ان تكون ملاك استمتعت مينا بتلك الامسية استعادت و انهيوك ذكريات طفولتهما ضحكت كثيرا كما حدثتها السيدة لي عن ذكرياتها مع امها و وعدتها ان تريها صورهما لم يشاركهم ليتوك الحديث كانت تشعر بثقل نظراته عليها كان يركز نظره على وجهها بطريقة جريئة لكنها لم تهتم بذلك اطالو السهر تلك الليلة و بعد منتصف الليل بقليل اتجهوا الى غرفهم 



يتبع

.......................



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق