الجمعة، 8 يوليو 2016

✽̈́ أميرتي _ Oneshot ✽̈́


̈́ أميرتي̈́


written By : Ṧaℓmậ





وقف قباله النافذه و هو ينظر الى الثلج المتساقط من السماء الهادئه,,,تنهد مبتسما عندما خطت صورتها على باله كلما رأي الثلج الابيض ما يذكره ببشرتها الصافيه و جمالها الخلاب الذى طالما أثر قلبه من اول وهله وقعت عيناه عليها ,, ,

قطع حبل أفكاره صوت حفيدته القادم من نهاية الغرفه بينما تتحدث مع ابنته بصوتها اللطيف المتعلثم فاليوم يحتفل بإتمام عامها السادس مع أول سقوط للثلج و عيد ميلاده السبعين ,,,

ألقت بوشاحها جانبا و جرت ناحيته مستقبلا إياها بذراعيه مفتوحين كى ترتمى فى احضانه  ,,قبلته بحراره على جبهته و همست فى اذنه بصوتها اللطيف "واحشتينى يا جدو ",,ضحك بصوت عالى بعدما حملها عاليا بين احضانه  "و انتى واحشتينى اكتر يا عفريته "و أعطاها مكعب الحلوى المفضل لديها ,,,

أخذته من بين يداه كأنها تنتشله و أبتسمت بخبث "ماما لو عرفت هتضربنا إحنا الاتنين" ,بادلها بنفس الإبتسامة "و مين هيقولها ده سر بينى و بينك" ,,,

قبلته على وجنته "بحبك يا جدو اووى ياه لو ماما و دكتور الأسنان زيك",,لم تكمل حديثها فوجدت والدتها تقرصها من وجنتها و تسحب منها الحلوى ,,نظرت لوالدها بجديه "بابا الدكتور كل مره يهزقنى بسببك" ضحكت,,

ضحك الجد و إقترب من ابنته قبلها على وجنتها "خلاص أخر مره عشان عيد ميلادها و لا ايه يا يورا"غمز لحفيدته ,,

ضحكت يورا و غمزت هى الاخرى "طبعا يا جدو أخر مره ,,اوعدك يا ماما" وجهت انظارها لوالدتها بابتسامه بريئه,,

استسلمت الام فى النهايه مع ابتسامه فهى تعرف إنها  لن تسلم بينهم "خلاص أخر مره عشان عيد ميلادك بس",,

انتقلت يورا من أحضان جدها الى والدتها و عانقتها "بحبك يا ماما",,

أبتسمت الام بيأس"يا ريت بس تسمعى الكلام بعد كده",,

وقف الجد ينظر لهما باهتمام و يبادلهما الابتسام "و هى هتجيبه منين سمع الكلام ما أنتى ياما غلبتينا و لا ناسيه يا هارو",,

ضحكت هارو بينما تخفي وجهها بيدها بخجل "خلاص يا بابا بلاش تفضحنى قدامها كده هتمسكها زله ,, 
ضحك و داعب شعرها كما كان يفعل و هى صغيره فأبتسمت له بحنان ثم نظرت لابنتها التى لطخت وجهها بالحلوى و تنهدت بتعب .." كنت عارفه انك هتعملى كده ..باب هطلع أغير ليورا و أرجع ",,

اومأ الوالد بالموافقه مع ابتسامه ثم أتجه للغرفه الرئيسية كى يحي الضيوف,,شعر بالضوضاء حوله تؤثر عليه و تسبب له ألام فى اذنه فاستئدن منهم بخجل و ذهب لمكتبه او الأصح مخبأه السرى,,

فتح باب الغرفه و  أبتسم عندما خطت رجله داخلها ثم أغلق الباب وراءه و شعر بالسلام الدخلى و الهدوء ..,اتجه ناحيه كرسيه الخشبى القديم الذى يعود لوالده من يعتبره مثله الاعلى فى الحياه و الاعز الى قلبه بعد والدته ,,

رجع برأسه للخلف وهو  يتأرجح بالكرسى و يضحك كما كان يفعل و هو بسن التاسعه عندما كان يهرب من أعين الناس كى ينتهز الفرصه و يجلس على كرسى والده,,

فتح عيناه ببطئ بعدما توقف الكرسى عن الحركه و وقعت عيناه على حائط ذكرياته ,,فمنذ كان صغيرا يمتلك الموهبه فى التقاط الصور,,هم بالوقوف مقتربا من الحائط,,

مد يده ليلمس الصور واحده تلو الاخرى حتى توقفت يده عن الحركه عند الصوره التى رسمت البسمه على محياه ,,,

عاد ثانيه لكرسيه بعدما شعر بثقل فى رجله و لم يستطع الوقوف كثيرا ,,نظر ثانيه للصوره ,أغلق عينه مبتسما ثم فتحهما ثانيه و نظر أمامه و أصبح فى عالم أخر فى نفس  المكان الذى التقطت فيه الصوره و هو كالمشاهد يجلس على كرسيه كل شئ من حوله يحدث و تطوف به الذكريات كمن يعرض مشهد من فيلم حياته ,,

إبتسم بشفقه عندما رأى نفسه الصغيره تجلس أمامه بخجل بينما يرى اصدقاءه يلعبون مع بعضهم فى ساحة المدرسه بعد إنتهاء الدراسه و لكنه فقط أكتفي بالرؤيه و الابتسام  كيفما كان فى سن العاشره,, قلبه ينبض بالمشاكسه و روحه شقيه كأى طفل ,,و لكن ما كان يحيط به من أهتمام زائد من قبل والديه لاجل دراسته و دروس الموسيقى منعته من الاستمتاع كالبقيه و كبتت حريته الطفوليه,,

"هنرى هنرى يلا بابا مستنيك قدام المدرسه "
لملم كتبه سريعا و وضعها فى حقيبته ثم جرى ناحيه الباب,,لوح له والده من الناحيه الاخرى من الرصيف و بادله هنرى السلام بأبتسامه ,,

 لكنه توقف عن التلويح و ازاح يده بجانبه عندما رأها من الجهه المقابله تقف بجانب  والده,,تعتدل بعدما إنتهت من ربط رباط حذائها,,أطلقت يديها فى الهواء و قفزت عده مرات ثم صرخت بصوت عالى "فايتينج" و لم تكمل اللحظات ثم جرت بين السيارات بينما تضحك بقوه و أصبحت على نفس رصيف هنرى,,بعثرت شعرها القصير صبيانى الشكل و دخلت للشارع الجانبي,,,

لم ينغلق فم هنرى مما راها و قلبه لم يهدا من الخوف عندما شعر بان حياة الفتى الذى مر  أمامه مهدده بالانتهاء من فعلته الطائشه,,ازاح هنرى يده من على قلبه و ذهب لوالده بعيون مضطربه ,,
"هنرى مالك" ساله والده بقلق,,
ضحك بعفويه حتى كاد يختنق "مفيش يا بابا يلا هنتاخر" أكمل دخوله للسياره بضحك كالمجنون,,,

صورة الفتى الذى رأه لم تفارق باله حتى وصل لمكان درس الكمان و التى أضافت ليومه شئ جديد و كأنه هو من خاض ذلك الموقف,, لم يستطع التركيز فى أى شئ كانت تتحدث عنه معلمة الكمان حتى إنها عاتبته على إهماله و تشتته لأول مره ,,انهت الدرس و هى غاضبه و لكنه تلك المره لم يقلق من غضبها أو من رد فعل والده عندما يعلم ما حدث,,

رجع لغرفته بعدما أنتهى من تناول عشاءه و سمع توبيخ والده بتأنيب ضمير,,فتح نافذة غرفته و صعد على سطح منزلهم الخشبى مكانه المفضل فى العالم عندما يريد الاختباء من كل الضغط و يستمتع بنسمات الهواء الطلق مع منظر القمر بينما يستمع للسيمفونيه الذى يطلقها الكمان,,,

توقف عن العزف فجاه و زفر بوجه عابس عندما لم يستطع كبت فضوله و محى صورة الفتى الذى يكاد يجن منذ أن رأها و يريد التعرف عليه و إيجاده  بأى شكل من الاشكال,,

فجأه هم واقفا متفاجئا فى مكانه وهو يحاول الحفاظ على توازنه كى يتفادى السقوط ,,نظر أمامه و لم تصدق عيناه ما تراه ,,نعم هومن كان يريد لقاءه  أمامه فربما يكون القدر دبر له مفاجاه و هديه له فى يوم ميلاده ,,و لكن قلقه الأكبر هو كيف سيستغل تلك الفرصه و يتعرف عليه بدون أن يبدو غريبا أو محرجا أمامه,,

لم يستمر لثوانى و شعر أن اتزانه بدأ يفقده,,مد يده ليمسك أى شئ يستند عليه و لكنه لم يستطع إلا مسك الهواء,,,,, فجأه "صوت شئ يصطدم بالارض",,

فتحت النافذه سريعا و نظرت يمينا و يسارا بحثا عن الصوت و عندما رأته وقعت على الارض تكاد تنقطع انفاسها من الضحك..,وقفت ثانيه  و صرخت بعلو صوتها "يااا انت كويس" ,,
لم تتعدى الثوان و سمعت صوت آهاته من الألم,,رفعت النافذه حتى النهايه ثم خرجت منها ,,جرت ناحيته سريعا ثم جلست بجانبه ,,

ربتت على كتفه مع أبتسامه "انت كويس ,تقدر تقوم",,
شعر بأن الخجل يكاد يقتله و أجابها بصوت متلعثم "اه اه كويس بس رجلى تقريبا اتجزعت"
سندته بيدها كى يستطيع الوقوف حتى وصلا إلى ساحه بيته الاماميه,,ساعدته على الجلوس  قليلا قبل أن تطرق جرس منزله ,,

مسحت عرقها بكف يدها من الخلف ثم مسحته فى ملابسها بينما ينظر لها هنرى بتقزز ثم نظرت له مبتسمه " انت ايه اللى وقعك كده",,
شعر هنرى بالخجل من أخبارها السر الحقيقى "مفيش كنت امم بشوف النجوم" أبتسم لحاله ,,
ربتت على ذراعه بقوه " انا كمان بحب اتفرج على النجوم اوى نبقى نشوفها مع بعض المره اللى جايه بما أننا جيران,,اه متعرفناش ",,

أبتسم هنرى و شعر بالسعاده لتطور علاقتهما سريعا و شعوره بالراحه معها و لشخصيتها المرحه "اسمى هنرى و انت"..
ضحكت ثم بعثرت شعرها "اه عشان شعرى قصير و كده يعنى ماشى ,,أنا يورا أنا بنت على فكره",,
تحولت نظرات هنرى للتوتر كيف يخطئ بها من أول مره يتعارفا هل هذا سيؤثر على علاقتهما هل ستتجنبه لانها فتاه و كلامه سبب لها احراجا ,,قلق و حيره احتلت عقله و ترسمت ملامح الندم على وجهه بطلقائيه مما جعلها تتحدث و تريح قلبه " و لا يهمك مش لوحدك اللى قلت كده على فكره حتى ماما افتكرتنى ولد تصور " ضحكت,,

تنفس هنرى الصعداء من داخله و كأن هما اختفي من على كتفيه ,ضحك "ازاى ",,
نظرت لمنزلها و ابتسمت بحزن "أنا اصلى متبناه ,,من أول ما كان عندى سنه ,بس هم ناس طيبين اوى"
شعر هنرى بالشفقه ناحيتها ولكنه شعر بالسعاده عندما أخبرته بهذا السر من أول لقاء ربما يكون هذا هو تأكيد صداقتهما المستقبليه ,,نظر لها بأبتسامه " أنا آسف"

ابتسمت له "آسف على إيه أنا مش بتكسف من الحقيقه و لا بحب اخبيها و بما أننا جيران و هنبقى أصحاب مش عايزه اخبى عليك حاجه و لا أنت غيرت رأيك و مش عايز تصاحبنى"

لوح يده سريعا نافيا بعفويه "لا لا مش قصدى"
ارتمت ارضا و ضحكت "خلاص خلاص مصدقاك",,
هنرى أبتسم بخجل "انتى فى مدرسه ايه ",,
اجابته بينما تقطف الشجيرات من على الارض"مدرسه...." ,,
تصنع هنرى التفاجأ "انا كمان ",,
القت بالشجيرات التى بيدها و أبتسمت ابتسامه عريضه تظهر بها كل اسنانها "يعنى كمان زمايل أنا لسه بكره هبتدى دراسه ",,
مد يده لها "أهلا بيكى"
امسكت يده بطلاقه " أهلا يا زميل ,,هنبقى الثنائى الخارق فى المدرسه انا نوروتو و انت المحقق كونان"
نظر لها بغرابه و ضحك "اشمعنى انا كونان ",,
أشارت له على نظارته ثم قرصته من وجنته "أنت شبه كيوت و بنضاره ",,
لمس مكان يدها و أبتسم "موافق",,
أبتسمت له بحماس "يلا نعمل حركه لينا إحنا بس ,,هات ايدك " مسكت يده و ضربت كفها بكفه و بعدها ضمت اصابعها كأنها تسحبها ثم طرقعتها ,,
نظر هنرى ليده بعد الحركه و ضحك كثيرا " انا بجد مبسوط إننا صحاب",
ابتسمت لابتسامته "و انا كمان,,انت بتحب هواية ايه ",,
هنرى "الكمان ,,بعزف على الكمان وبحب التصوير و أنتى ",,
شعت بخيبه أمل "كمان يا خساره أنا مش بعرف اعزف موسيقى ,,انا بلعب كوره و نفسى أبقى اول بنت تاخد بطوله كره القدم فى العالم ,,ضحكت ,,آه و انت كمان تبقى الأفضل و نلف العالم كله ألعب كوره و انت تعزف " إنتهت من حديثها بين التقاط انفاسها و ضحكاتها,,

نظر لعيناها التى تتوهجان من الحماس و أطلق ضحكاته " و نبقى الثنائى الرياضى الموسيقى الخارق "

صفقت بيدها و ضحكت "برافو ,,,سمعنى بقى مقطوعه لمستقبلنا التحفه "ضحكت ,,

هنرى "أكيد " بحث جانبه بيده على الكمان و لكنه لم يجده و قف سريعا رغم المه يبحث عنه "يا لهوى كده أنا ضعت",,
نظرت له بقلق "فى إيه ",,
هنرى شعر بالقلق "مفيش النهارده عيد ميلادى و المفروض أنا بقدم كل سنه مقطوعه جديده للضيوف اللى بيجوا,,
نظرت له بغرابه "إيه الناس الغريبه دى هو مين اللى المفروض يحتفلوا بيه ,,تعالى معايا" جذبته من يده و ذهب وراءها حتى وصلوا لعياده قريبه من المنزل ,,ربط له الطبيب رجله المصابه ثم استئذنت منه لاصقه طبيه ,,رجعا ثانيه لمنزله و قبل ان يطرق الباب ,,
اقتربت منه و ووضعت الاصقه على جبهته " كده تمام لو سألوا فى إيه قلهم ممم كان فى قطه متشعلقه فى الشجره اللى قدام البيت و كانت هتقع و انت انقذتها ,,قلهم القصه دى و هما أكيد بعدها هيقولو واااو "قلدتهم بسخريه" انت فظيع انت شجاع ,,و بس كفايه كده " ضحكت,,
نظر لها و انبهر بافكارها التى جعلته يضحك للمره الألف " حاضر "
ذهب ووقف امام باب منزله ثم التفت لها و صرخ لها بصوت متحمس "اشوفك بكره " لوح لها ,,
قفزت فى مكانها و قامت ترقص بعشوائيه ثم إنتهت بحركه ختاميه " متتاخرش و إلا هجرى وراك لحد اثيوبيا ,,سلام " لوحت له و جرت مسرعه لمنزلها ,,

طرق باب  منزله و استقبله والده بوجه عابس عندما رأه ياتى من الباب الامامى بينما من المفترض أن يكون فى غرفته يدرس ,,استفسر حول ما حدث له و قص عليه هنرى ما حدث كما اخبرته يورا,,
بعدما إنتهي حفل ميلاده صعد لغرفته و حضر نفسه للنوم ,لكنه سمع ضوضاء تأتى من المنزل المقبل له ,,,
فتح نافذته ليراها تلوح له و تصرخ " نسيت اقولك ,,كل سنه و انت طيب ",,
ابتسم لابتسامتها "و انتى طيبه ,,استنى " جرى مسرعا لمكتبه و اخرج الكاميرا,,وضعها على مكتبه المقبل امام النافذه و ادار العدسه ناحيتهم ثم وقف على النافذه " اقفى على الشباك هنتصور "
ضحكت على ما يفعله و ووقفت على النافذه سريعا ,,و هنا كانت أول صورها يلتقطها فى عيد ميلاده و قلبه يرقص من السعاده و ابتسامته نابعه من قلبه.. اخيرا وجد الصديق الذى طالما تمناه من الله و معه شعر انها بدايه حياه جديده,,,

صوت طرق الباب,,,
فتح عيناه و اطلق الصعداء بعدما آفاق من حلمه "ادخل",,
دخلت الخادمه بينما تحمل صينيه الشاى و تضعها على مكتبه فى هدوء ثم خرجت  ,,أتجه لمكتبه و حمل كوب الشاى الدافئ بين يديه ثم التفت ناحيه الجدار و هنا وقعت عيناه على ثانى صوره فسافرت به الى أمام منزله,,

بعد مرور سبع سنوات على صداقتهم أصبح كلا منهم لا يفترق عن الاخر إلا عند النوم ,,تغيرت الكثير من صفات هنرى أصبح أكثر حيويه و نشاط و لم يعد الفتى الخجول الذى كان عليه ,بينما يورا لم تتغير كما هى الفتى الشقى الذى لا يكف عن الحركه و الضحك و الاستمتاع بالحياه ,,علاقتهم لم تكن سلسله كالمتوقع بل كانا كالقط و الفأر يتشاجران أكثر مما يتفقا ,,و لكن هذا لم يمنعهم من الاستمتاع بكل لحظه تمر عليهم حتى لو كان شجار يستمر لأيام يتصالحا بعدها بضحكه ,,,جربا كل شئ معا كل المخاطر الذى لم يتخليها هنرى انه سيقوم بها يوما قام بها ,,تعلم منها ركوب الدراجه و التزحلق بالزلاجات ,,حتى عندما بلغا  الخامسه عشر قاموا بطبع أول بطاقه مزيفة لهم كى يستطيعوا دخول الملاهى ,,,
,,اقترابهما من بعضهما سبب مشاكل كثيره لكليهما فعائله هنرى كانت ترى "يورا" دائما على أنها مسببة المشاكل و سبب فشله الاول ,بالرغم انها لم تؤثر به و لو حتى بخطوه و لكنهم لم يشعروا بالراحه كلما وجدوها بجانبه,,حتى أنهم منعوها لسنه كامله على مقابلته و لكنهم كانوا يتقابلون سرا على سطح منزله يجلسان معا كل منهما يتحدث عن يومه و  يعزف لها كى تستمع و تقيم تدريبه مع أنها لم تكن زى خبره فى الموسيقى إلا انه كان يهتم لرأيها دوما ,,حتى انقطع هنرى أسبوع عن الدراسه كى يرجعا معا ثانيه و فى هذا اليوم دعاها لمنزله مهددا والده لأول مره و احتفلا بانتصارهما فى غرفته للصباح,,,

,,بينما عائله "يورا" كانت تراه على أنه العريس الافضل لابنتهم فكانوا يعاملونه باحترام كبير لدرجه تسبب الإحراج "ليورا " فكل ما كان يجمعهما هى اخويه و صداقه فقط ,,او هكذا كانا يعتقدا,,,

وقفت أمام منزله كالعاده تنتظره ليذهبا الى المدرسه معا ,,,

خرج بينما يعدل ربطه عنقه أبتسم لها "صباح الخير"
نظرت له بملل "ما كنت تتاخر شويه كمان ما انا اصلى السواق اللى بابا جبهولك"
بعثر شعرها بالطريقه التى تضايقها  و ابتسم بتعجرف " طبعا"
نظرت له باستياء "طبعا و بتقولها بقلب قاسى كمان ,,طب شوف مين اللى هيوصلك"  ذهبت مسرعه ,,
جرى ورائها و سحبها من يدها و أبتسم "جرى ايه ,,فى حاجه ضايقتك صح",,
القت برساله فى صدره "رساله جديده من حبيبة القلب ,,أبقى قولها تخف شويه من عليا أنا مش الخدامه و لا بتاعت جوابات "
ضحك على ضيقها "اسمها بوسطجى يا جهله ,,هو ده اللى مضايقك طب اعمل ايه بس انا وسيم مش ذنبى " ابتسم بخبث ,,
التفتت و تركته ,,أمسك يدها و ووقف أمامها ثم قام بتقطيع الرساله "ارتحتى كده "
ارتسمت ابتسامة رضا على محياها و محتها فورا مستنكره " و أنا مالى ,,,يلا عشان هنتاخر",,
 نظر لها بخبث "يلا يا حقنه مكنتيش يعنى تصبرى لحد ما أشوف كتبالى ايه "
ابتسمت له بلا مبالاه "كان فيها تذكره سنيما ",,
 كاد ان يبضربها و صرخ بها " و مقولتيش ليه يا غبيه قبل ما اقطعهم ",,
ابتسمت بخبث و التفتت ذاهبه "مزاجى ,,و بعدين ده فيلم رومانسى و انت مش بتحب النوعيه دى ,,يلا عشان هنتاخر"
ضحك بصمت ثم جرى ناحيتها و ضربها بخفه على مؤخرة رأسها "غبيه " و جرى بعيدا ,,

قامت بلحاقه بينما تطلق الشتائم و تضحك حتى وصلا للمدرسه ,, دخلا للفصل و وضعا حقيبتهما كالعاده على كرسيهما بجانب بعضهما و كل منهما ذهب ليلتقى باصدقاءه ,,

شعرت "يورا"بعدم الارتياح من نظرات "اريوم " لها المتكرره بطريقه غريبه ,,حتى رأتها تقترب منها بينما تتمخطر بمشيتها كالعاده هى و اصدقاءها ,,

أبتسمت اريوم لها بنوايا خبيثه "هاه شاف الرساله ",,
نظرت لها يورا بملل"لا ,,مكنتش فاضيه ",,
شعرت اريوم بالضيق فدفعتها بقوه "يااا انتى قصده انه ميشوفهاش صح ,,انتى فاكره نفسك مين عشان يعنى واحد صاحبه هتمنعينى منه "
نظرت لها بحزن "واحد صحبه" ضحكت بألم "ايوه عشان انا صاحبه خايفه يحب واحده شرير ساحره زيك "
امسكت برقبتها من الخلف و نظرت لها نظره وعيد "هتندمى على الكلام ده اوى ",,
ابتسمت لها بسخريه "مش قادره استنى اشوف هتعملى فيا ايه ,,باى معنديش وقت اضيعه مع واحده زيك",,
اقتربت منها اريوم و جذبتها من شعرها بقوه ثم شعرت بيد احدهم يجذب يدها ,,نظرت له بخوف " هنرى ,,انا "
هنرى بابتسامه بارده "ايه اللى بتعمليه ده"
اريوم بعلت ريقها "انا ,,"
هنرى "عارفه مين دى ,دى توأمى اللى امى مخلفتهوش يعنى كل ألم بتحس بيه بيوجعنى أنا كمان ,,تحبى اوريكى انا بعمل ايه فى الناس اللى بتسبب لى الألم ,,بسحقها "
اريوم دمعت عيناه "انا اسفه ,,انا معجبه بيك و هى ,,"
هنرى قاطعها "معجبه بيا تيجى تقوليلى مش تزعجيها و كمان تهينيها "
اريوم"اسفه انا بس كنت مكسوفه منك,,"
هنرى ابتسم "مدام مكسوفه يبقى خلى كلامك ده لنفسك و تسكتى و تبعدى عنها "
نظر ليورا"انتى كويسه "
اجابته بضيق "لا مش كويسه و قرفت من اللى بيحصل و لو مش عايز تواعدها قلها من دلوقتى عشان اكون انا برا الموضوع خالص " التفتت و غادرت المكان ,,
هنرى صرخ بها "يااا يورا ,,ايشش " نظر لاريوم بغضب عارم "لا مش عايز اعرفك حتى " التفت ليلحق بها,
فأمسكت اريوم بيده بعيون دامعه "انت بتحبها "
شعر بالتوتر و ضحك "لا طبعا دى اخويا ,,اقصد اختى يستحيل ,,ايشش انا برد عليكى ليه اصلا " جرى ذاهبا مسرعا ليلحقها ,,

وجدها فى رواق الفصول فذهب لها مسرعا "انا اسف"
نظرت له و ضحكت "بقى انا توأمك يا خلاثى "
نظر بغرابه "تصدقى انى غلطان ,,امشى يلا و انا اللى افتكرت عندك دم و زعلتى "
ضحكت "ازعل من ايه انا مبسوطه اوى " ابتسمت له "يعنى مكنتش متوقعه انى بالنسبه لك كده ,طلعت اصيل يا كونان "
ضحك لها و بعثر شعرها "طبعا و هو انا واطى زيك " ضحك بقوه ,,
ضربته فى رجله " مستفز ,,يلا روح ورايا تدريب عطلتنى ,"
هنرى "المباره بكره"
ابتسمت بحماس " اه  ادعي بقلب جامد ناخد الكاس "
هنرى بنظره تعجرف "بصى طول ما انا اللى بدعى اكيد هتنجحوا "
نظرت له بملل "ماشى يا عم المتدين ,,يلا أنا ماشيه و أنت كمان الحق اتدرب و عارف لو بكره ملقتكش فى الملعب هعمل فيك ايه "
هنرى "اعمل ايه طيب معاد التدريب فى نفس الوقت بس مش هفوته اكيد ,,انا مش عايز اموت"
نظرت له و ابتسمت بانتصار "ايوه كده " ,,

كانت تراقبهم فى تلك الفتره اريوم من بعيد و عيناها تكاد تطلق شرار..و كل ما كان فى بالها كيف تتخلص من يورا للابد ,,بالرغم أن الجميع لا يشكك فى علاقتهم ففى نظرهم يورا فتى و يستحيل أن تجمع هنرى و يورا علاقه حب لأنهما كالاخوين أمام الجميع ,,إلا اريوم التى لم تشعر قط بالراحه و لم تتركها فكرة أن فى المستقبل قد يحدث ما لم يكن فى الحسبان ,,,

فى اليوم التالى ,,

امتلئ إستاد المدرسه بالكامل و الجميع ينتظر دخول الفريق,,,فى غرفه الانتظار جلست يورا بين حاله التوتر و السعاده و لكنها كانت تخشى ان تخرج و لا تجده أمامها بينما تحتاج وجوده بجانبها اليوم أكثر من اي يوم ,,,فاليوم سيحضر رؤساء أندية من كل انحاء كوريا و ربما يختارونها فى أى فريق,,,

  أطلق كابتن الفريق صافره التجمع و أعلن عن موعد الخروج ,,وقفت تقفز  فى مكانها هكذا كانت تعالج توترها ,,ثم خرجت إلى الملعب ,,,

بدأ الشوط الاول و أنتهى بالتعادل بين الفريقين ,,جلست على منضده الإستراحة ثم التفتت للمره المئه تبحث بين الجمهور ربما تقع هذه المره عيناها عليه,ولكنها التفتت خائبه الامل ,,,

أطلق الحكم صافرة بدأ الشوط الثانى ,,إقتربت من دخول الملعب و لكن صوته جعلها ترجع ادرجها ثانيه له ,,,

إقتربت منه و عيناها تكاد تقفز سعاده " انت جيت"
تحدث بينما يلهث " قلتلك مش عايز أموت ,,يلا اقتليهم "
ضربت كفها بكفه بقوه و حماس "تمام ",,
نظر له و ضحك على جنونها " فايتينج",,

إقتربت المباره على الإنتهاء و الأجواء فى أشدها من التوتر المحيط من كل جهه,, ,حتى قفز هنرى بسعاده و هو يصرخ بعلو صوته عندما سجلت يورا الهدف الاخير قبل إنتهاء المباره ,,,لم يشعر بنفسه  فجرى ناحيتها من السعاده و احتضنها بكل قوته و أخذ يدور بها فى كل مكان ,لم يشعر كل منهما بما حدث إلا عندما وقعت أعينهم على بعض ,,,فاختفت الضحكه ببطئ حتى تحولت لابتسامه رقيقه تجمعهما فى صوره ,,,,,,,


وقف هنرى متكأ على كرسيه و أقترب من الحائط ثم لمس وجهها فى الصوره بخفه و أبتسم ,,,التفت سريعا و شعر بضيق في قلبه عندما تذكر ما حدث فى الليله التى تليها ,,,

بعدما أنتهى الإحتفال فى ذلك اليوم فى ساحة المدرسه و بعدما تأكد من التحاقها بإحدى الفرق  ,,شعرت اريوم بالضيق لدرجه الاختناق ,,إقتربت من يورا بابتسامه مصطنعه و هنئتها بحراره ثم خرجت مسرعه ,,
استغربت يورا من تصرفها و لكنه كانت سعيده فحتى من تتشاجر معها دوما تهنئها,,أقترب هنرى منها بخطوات متثاقله  ثم رقص أمامها بطريقه غريبه كما تعرفا أول مره ,,ضحكت بينما تقفز على ما يفعله ثم إقترب منها و احتضنته بقوه كالرجال ,,
نظرت له و غمزت بعينها "شكرا "
 نظر لها بتعجرف "مش قلتلك أن دعايا هو السبب,,مبرووك"
ضربته بخفه على ذراعه "الله يبارك فيك "ثم ضحكت ,,أقترب منها بقيه الفريق و رفعوها عاليا بينما يصرخون بسعاده ,,,

أنتهى اليوم و قلبيهما ملئ بالفرحه ,,ذهب كلا منهما لمنزله بعدما ودعا بعضهما ,,فى تللك الليله لم تستطع يورا النوم لأول مره ,,لأول مره تشعر ناحيه هنرى بإحساس غريب كلما تذكرت التقاء عيناهما ,,ربما هى مريضه هذا ما اعتقدته و لكن قلبها لم يهدأ حتى مع هذا العذر,,,بينما هنرى لم يستطع محى الابتسامه من وجهه كلما تذكر الموقف ,,ربما كان يضحك سخريه مما حدث و لكن قلبه كان يؤكد ما كان يحاول هو اخفاؤه بكلامته الذى قالها لاريوم إنها كاخيه و هذا ما كان يحاول إقناع قلبه به ,,,

فى اليوم التالى وقفت كالعاده تنتظره و لكن هذه المره لم ترتدى الزى الرياضى بل اتردت التنوره التى طالما شعرت الإحراج من ارتدائها و قامت بالسخريه من الفتيات الذين يرتدنها ,,,

خرج هنرى من منزله و يكاد لا يصدق عيناه "انتى مين"
نحنحت يورا من الخجل و تحدثت بصوت خشن "جرى ايه المدرسه هى اللى طلبت كده بلاش تريقه وحياتك أنا مش ناقصه "
نظر لها و هو يتفحصها و لم يهتم بما تقوله بل ما كان يشغل باله كيف كانت تخفى هذا الجمال الخلاب خلف صورتها و تصرفاتها الصيبيانه طوال الوقت "بجد يعنى ممم زى القمر "ضحك "بقيتى بنت ",,

شعرت بقلبها الذى ينبض بسرعه فالتفتت سريعا متفاديه عيناه "يلا هنتاخر مش هيبقى تريقه و كمان تهزيق " تحركت بسرعه و هو وراءها يضحك على تصرفتها الخجله التى تظهر اليوم لأول مره ,,,,

وصلا للمدرسه و عيون اريوم تراقب كل حركاتهم من بعيد كالصقر,,,لم يصدق الجميع ما تراه اعينهم يورا بملابس فتيات لاول مره ,,حتى أن بعض فتيان المدرسه دعوها للخروج فى موعد إلا ان هنرى كان كالمرصاد و يذهب ليتحدث معها كلما يرى أحد الفتيه يحاول اغواء يورا بحجة الدافع عنها ,,و لكنها لم تكن متضايقه مع هذا بل كانت سعيده ,,,

بعد إنتهاء حصة الرياضه ذهب الكل لتغيير ملابسهم ,,دخلت يورا الغرفه و لكنها لم تجد أى أحد بها ,,بعد دقائق سمعت صوت صراخ اريوم صادر خلف إحدى  الابواب,,

اقتربت من المصدر و فتحته لتجد اريوم ممده على الارض و تنورتها مقطوعه و شعرها متناثر بعشوائيه و عيناها سوداء من سيل الكحل ,,,

حاولت الاقتراب منها لكنها صرخت ثانيه ,,شعرت بالغرابه فنظرت لها و ضحكت "مالك يا بنتى فى ايه ",,اجتمع كل التلاميذ فى الرواق على صراخ اريوم ,,

اخذت اريوم تلتقط انفاسها سريعا و هى تشير ليورا "يورا شاذه "
يورا نظرت لها و كاد قلبها يخرج من مكانه من هول الصدمه " بتقولى ايه" صرخت بها بغضب "انتى مجنونه "

اريوم مسحت دموعها "انتى اللى كدابه حاولتى تقربى منى و بداتى تلمسينى بطريقه غريبه و اول ما قلتلك لا شديتي الجيبه "

ضحكت يورا بسخريه "ايه الفيلم القديم ده ,,بطلى هبل و اقفلى اللعبه دى "

بكت اريوم بقوه "و انا هكدب ليه و انتى اللى طول عمرك غريبه بتتصرفى زى الولاد بتلبسى زيهم و حتى انك مواعدتيش اى حد لحد دلوقتى ايه بقى اللى هياكد انك مش شاذه و بتحبى البنات يا مقرفه "

بدأ التلاميذ بالتهامس بينهم و كادوا يقتنعوا بكلام ايروم,,نظرت لهم يورا بعيون تكاد تبكى لأول مره ,كتمت دموعها بقوه و صرخت بها "اخرصى انا مش كده صدقونى "

لم تتغير تظرت التلاميذ لها بل زادو كلاما و كل كلمه تخرج من أفواههم تخترق اذنيها كالرصاص القاتل و تصيبها بالغثيان ,,,

اريوم مسحت دموعها و نظرت لها بخبث "انا هبلغ عنك المدرسه كلها و هفضحك"

شعرت يورا بان مستقبلها كله مهدد امامها و آمالها تنهار واحده تلو الاخرى و أخر ذره قوة بها تكاد تنتهى و ستنهار قريبا بينما لا تشعر بما يقذفه التلاميذ عليها و لا تسمع ما يدور حولها من شتائم تتلقاها ,,حتى سمعت صوته منقذها الوحيد لها ,,,

هنرى أقترب منهم و صرخ بها "انتى بتعملى ايه الارض فى ايه "..
اريوم بعيون دامعه مصطنعه " يورا  كانت عايزه (بكت) بتعاملنى على انها ولد "

قاطعها صراخ هنرى"اخرصى خالص ,,كل ده عشان ايه "
اريوم وقفت و اقتربت منه "انت مش مصدقنى ازاى ده انت اكتر واحد كنت بتقول عليها انها صاحبك ليه بقى ميمنعش"
ازاحها هنرى بقوه "لولا انك بنت كنت ضربتك بأيدى ,,يلا يا يورا" سحبها خلفه و هى لا تشعر بأى شئ حولها ممزقة القلب ,,

اريوم صرخت به "ايه اللى يخليهم يصدقوك هاه و انا هكدب ليه "
هنرى وقف فجاه و التفت لهم "لأنى بحبها ",,
افاقت يورا من انهيارها و نظرت له و حاولت حبس دموعها حتى النهايه ,,شعرت اريوم بانه اصابها بسهم فى قلبها "كداب "

هنرى نظر لها و ابتسم " و انا هكدب ليه " ثم التفتت ليورا و اقترب منها و طبع على شفتيها قبله ,,

عيون التلاميذ و تفاجاهم مما حدث و مفاجاه اريوم ,مقارنة لما حدث ليورا كان لا شئ ..و ما شعرت به من صدمه و قلبها الذى انفجر كالنجم أخذ يتراقص متناسيا ما حدث و جروحه التئمت فى غض البصر,,اغمضت عيناها و كأنه لا يوجد احدا حولهما و أخذت تقبله مستمتعه بشتى الطرق من القبله,,شعر هنرى بنغزه فى قلبه غريبه منذ أن وضع شفتيه على شفتاها و لكن عندما شعر بعمق قبلتهم أغلق عينيه و قلبه ذاب فى تلك اللحظه و كأن روحه انتقلت لتصبح ملكها,,,,,

توقفا الاثنان عن التقبيل عندما سمعا صوت صراخ المعلم من بعيد ,,تفرق التلاميذ بسرعه بمجرد رؤيتهم و اريوم علمت إنها النهايه و يكفى إهانة لنفسها فهى خسرت قلبها و خسرت سمعتها ,,,

أمرهم المعلم بالجلوس أمام الفصل قرفصاء و رافعين ايديهم لاعلى ,,,

الصمت لأول مره و هو ما كان يسود بينهم ,,لم تنزل أعين هنرى من عليها إلا عندما صفعته بخفه على وجهه لتزيحه بعيدا عنها لانها بعد شعورها بالحرج,,,
تنهد بضيق "يورا"

التفتت له بابتسامه مصطنعه "ممم" لم تكمل اللحظات وملامح وجها انكمشت و تحولت عيناها للاحمر و هنا رأى هنرى أول دموع لها ,,فتاته القويه أنهارت ,,,كم كان ذلك الاحساس صعب عليه يشاهدها لاول مره تبكى  و تنهار أمامه و هو السبب و لا يستطيع فعل شئ ,,كل سببها إنه أحبها كاخته و أخيه و صديقته و أيضا حبيبته ,,أحب كل ما فيها عفويتها ابتسامتها ضحكتها شقاوتها و كل ما يميزها استغلته تلك الشريره فى الدفاع عن نفسها ,,,

التفتت سريعا لتبعد نظرت الشفقه التى تعتال وجهه لها  ,,وضعت يدها على وجهها و صوت أنين بكاؤها هو ما يسمعه ,,وضع هنرى يديه ببطئ على ظهرها و جلسا الاثنان باعتدال على نفس الوضعيه و هو يربت عليها بحنان ,,,,,,

كانت تلك الصوره الوحيده التى طالما اراد ان يمسحها من ذاكرته فلو كانت مجرد صوره على الحائط لاحرقها و لكنه لا يستطيع محيها ,,,,,,,,,,,,,,

بعدما رجع كلاهما للمنزل لم تودعه كالعاده بل أسرعت فى الدخول لبيتها ,,دقت الساعه منتصف الليل و كلا منهما لم يستطع اغلاق جفنا ,,,

شعرت يورا بصوت من خارج النافذه فتحركت ببطئ ناحيته و فتحته ,لتجده امامها يحمل الكمان و يبتسم لها ,,دخل بدون كلام و جلس على كرسى المكتب ,,

 ابتسمت بحزن"انت بتعمل ايه"
"لازم تسمعى المقطوعه الجديده"
نظرت فى الساعه "دلوقتى "
 ضحك "اه ,,اقعدى "
جلست على طرف السرير و وضعت يدها سانده راسها به " يلا ابدا "

 "المقطوعه دى اسمها آسف " أرادت الكلان و لكنه أوقفها و بدأ فى العزف ,,كل مقطع كان يجذبها له أكثر ,لم اليوم من بين كل الأيام تشعر أنها تراه لأول مره كرجل و ليس كصديقها الطفولى ,,تريد أن تقفز بين احضانه و يحميها من بين أعين الناس ,,,أنتهى من العزف و قطع حبل افكارها و عالمها التى كانت تعيش به للحظات ,,,

أقترب منها و جثا على ركبتيه امامها "انا آسف ,,انا مش عارف ايه اللى عملته و ايه اللى المفروض كنت اعمله فى اللحظه دى بس مكنش قدامى انى عمل كده عشان اوقف الهزار اللى كان بيحصل ده و لو كنتى اضايقتى من اللى حصل انا ,,,"

قاطعته بعيون تلمع ببريق جذب قلبه و عقله و جسده لها ",انت لو مكنتش عملت كده انا كنت اتجننت "

لم يشعر بما يفعلها إلا انه وجد يده التى تتغلغل بين شعرها لتلمس كل شعره و تشعر بجمالها. . ,اقترب منها  بتردد.. ,اغلق عيناه و هى تليه ثم طبع على شفتيها قبله مليئه بكل الحب و الشغف و كأنهم يعوضان حبس مشاعرهما كل تلك الفتره و عدم الإعتراف بها ,,,,,,,

قضيا الليله الاثنان فى أحضان بعضهم مجرد شعورها بنفسه يجعلها تطمئن ,,,غلبها النعاس و لكنه لم يغفل و جلس ينظر لجمالها الذى يراه بنظره مختلفه اليوم و يبعد خصلات شعرها الناعم القصير عن وجهها ,,إبتسم ثم اغلق عينه نائما ,,,,و كانت تلك هى اول الليله لهم بقلوب حبيبين ,,,,,

وقعت بضع قطرات الشاى على ربطه عنقه فذهب للمكتب و حمل منديلا ليمسح مكان البقعه بينما يضحك بعدما تذكر تلك اللليه ,,جلس على كرسيه و فتح البوم صور قديم يجمع كل لحظاتهما معا ,,,

كانما خرجا من الصور و كل مشاهد الجامعه و المناطق التى جمعتهم مرت أمامه واحده تلو الاخرى ,,يضحك تاره و يخفق قلبه حزنا تاره اخرى ,,مد يده ليلمس  وجهها الذى يتخيله أمامه و لكنه يطفى فى الهواء كالضباب بعدها ,,,أبتسم عندما رأى لحظاتهم السعيده التى تجمعهم ,,

يوم فوزه بالجائزه الوطنيه فى العزف و اهدته فى تلك الليله رقصه خاصه له و هى ترتدى زى ناروتو وسط شلالات سيول ,,,,و الناس تشاهدها من بعيد و يضحكون على تصرفاتها المجنونه و لكنه لم يشعر بأى شخص حولهك كأنهما فى كهف بمفردهم ,,,,,

يوم تدريبها الأول عندما اتمت الواحد و عشرون فى الفريق الوطنى و حمل لها شعار "احبك يورا" وسط الجماهير و جلس يصرخ كالمجنون ,,,

و يوم اعترض والديه على المواعده بينهم لكنهم لم يهتما و سافرا لأول مره الى جزيره جيجو و احتفلا بذكرى موعدهما بين البحار و المناظر الطبيعيه ,,و لكنها لم ترضى على قراره عندما قرر ألا يستمع لكلامهم ثانيه بشان علاقتهم و اقنعته اخيرا ان يسمح لها بزياره والديه لتتحدث معهما على انفراد ,,,
بالفعل دبر لها هنرى موعدا معهما و جلسا مع بعض لاربع ساعات و بعدها خرجوا جميعا و يضحكون و ينظرون لها نظرة مختلفه,,ضحكت له و تركته فى حيرته حتى اليوم لم تخبره ما تحدثت معهم فى غيابه ,,,,,,,

حتى أتت الذكرى التى حولت مسار حياتهم بشكل جنونى,,جلس على الأرض و هو يحمل صورتها بين يديه و دموعه اغرقت الصوره ,,الذكرى الأكثر الما بين أفراد العائله كلها ,,الذكرى التى بعدها أقسم على أن يحميها مهما كان الثمن حتى لو مقابل حياته فهذا ما قدمته هى له ,,

بعدما انتهيا من تقديم أخر اوراقها للسفر للمشاركه فى الجوله العالميه لكرة القدم النسائية  ,,و بالرغم من أنه كاد يبكى من الحزن امامها على فراقها إلا انه لم يرد أن تشعر بالحزن و تحاول تغير رايها و تمتنع عن السفر ,,فهو يعلم مدى أهمية هذا الامر لها و لذلك لم يتوقف عن تشجيعها و لو للحظه كما تفعل معه دائما فى اى خطوه يتخذاها ,,,,

ذهبا مع بقيه الاصداقاء ليحتفلا فى إحدى المطاعم ,,بين ضحكاتهم فى كل المطعم رن هاتف هنرى ليبلغه بامر تعب والده المفاجئ و تحويله للمشفى للضروره,,,

وقف هنرى من مكانه و قلبه أعتصره خوفا و قلقا ,,شعرت يورا بحدوث شئ ما فاقتربت منه سريعا ثم همست له  "فى ايه "
لم تفهم أجابته من تعلثمه و من كثرة توتره الا انها سمعت "بابا" و هنا علمت ان هناك شئ سئ حدث ,,

ترك هنرى المطعم مسرعا الى الخارج لا يرى امامه ,يحاول ايقاف أى سياره اجره لتاخذه الى والده كى يطمئن قلبه ,,لم يرى فائده من وقفته تلك فتقدم للإمام قليلا كى يستطيع رؤيته احدى السائقين فيقف له ,,,

و لكنه لم يكن بوعيه التام و لم يشعر باضواء السياره التى تنير له تحذيرا بان يبتعد عن الطريق ,,اخيرا شعر هنرى بضوء قوى يقترب منه ,,التفت ليرى السياره المسافه بينهم تكاد تكون منعدمه ,,فجاه كل شئ اصبح مظلما ,,,,,,

فتح عيناه وجدها ملقاه بجانبه مغطاه بدمائها فى كل وجهاا و لا تجيب على أى من صراخه ,,,اقترب منها زاحفا ثم حملها بين يديه و هو يصرخ باسمها عاليا ,,,,,,,,

انتقل كلا منهما الى المستشفى مع والده,,والده و هى اصبحا بخير  و بعد يومين افاقت اخيرا من غيبوبتها,,بعد الفحوصات و الاشعه ,,اخبرهم الطبيب و الاسف يخط وجهه انها لن تستطيع المشى ثانيه على قدميها,,,,,

وقع الخبر عليهم جميعا كالصاعقه و لكن هنرى شعوره بالذنب لثانى مره احاط به فشعر كما لو انه يريد الانتحار فى تلك اللحظه او ان يعود به الزمن و لا يتعرف عليها ثانيه و هكذا سيريحها من عذابها ,,,,,انكمش على نفسه امام غرفتها و اخذ يبكى و لا يلعم اى شخص كيف سيواسيه ,,,,,,,,

استمع لكلام والدته فى النهايه و انه يجب أن يجمع شتات نفسه  و يتكاتف لاجلها فاذا كان هذا حاله ماذا سيكون حالها,
مسح هنرى دموعه و امسك مقبض الباب بيد مرتعشه ثم دخل ليراها تجلس تنظر له بابتسامه ,,لم يلبث دقائق الا و ارتمى بين احضانها كالطفل الصغير ,,,اخذ يبكى و هى تبكى على صوت بكاءه ,,,انتهى من البكاء و نظر اليها بعيون اسفه "انا بجد اسف يا ريتنى كنت مكانك ليه بس " ,

وضعت يدها على شفتيه لتوقفه عن التحدث "حتى لو كان بأيدى الاختيار كنت عملت كده تانى من غير تفكير ,,انت مش فاكر ,احنا توأم يعنى اى وجع ليك وجع ليا و انا عارفه انك لو مكانى كنت هتعمل اكتر من كده ,,و رجلى الحمد لله انها وصلت لكده كفايه انى لسه بتنفس و شايفاك بعينى و بحس بلمستك و بحنيتك و بحبك "

ضمها هنرى له و اخذ يربت على ظهرها و ضحك "مجرد فكره  انك تضيعى منى كانت هتموتنى انتى عارفه لو ده كان حصل كنت رميت نفسى فى النار عشان ابقى معاكى ,,بحبك يا اميرتى "
مسحت دموعها و ابتسمت " و انا بحبك "


مسح أخر دموعه و نظر الى الصوره التى انتقلت بروحه  لنهر الهان نفس المكان الذى أخذ فيه اكبر قرار فى حياته و لم يتراجع او يندم عليه منذ سنوات ,,,,

بعدما إنتهي من العمل كموظف مؤقت فى شركه والدها حتى موعد الترقيه ,,ذهب لمحل المجوهرات و دخله و الابتسامه تعلو على وجهه ,,أقترب من زجاج المعروضات و أختار خاتم ماسى بسيط الشكل ,,حمله بين يديه و نظر له برضا ثم اغلق العلبه ووضعها فى جيبه ,,,

إتصل بها للمره العاشره و اخيرا اجابت "انتى فين انتى عايزه تموتينى صح"
ضحكت فى الهاتف "مالك بس"
أجابها  بصوت غضب مصطنع"مش عارفه النهارده ايه "
"عارفه"
شعر بخيبه امل "عارفه هو ده الرد"
ضحكت على غضبه "خلاص خلاص ,,يلا واحد اتنين " اصوات اطفال ينشدون اغنيه عيد الميلاد,,بعدما انتهوا "ايه رايك مش احلى هديه "
ضحك هنرى من السعاده "طبعا ,,بحبك"
شعرت بالخجل "و انا كمان ,,انت فين "
هنرى "انا عند... مستنيكى "

اغلق و انتظرها حتى وصلت بسيارتها ,,خرج السائق و ساعدها على الجلوس على كرسيها المتحرك و بعدها استلم منه هنرى القيادع  ,,توجه بها للشاطئ ثم تحرك مسرعا ,,,نظرت له بحماسه و ابتسمت ,,ثم فجاه اشتعلت انوار على شكل قلب تحيط بها من كل مكان ,,,,,,

وضعت يدها على فمها تغطى بها ابتسامتها و تخفى دموعها المتساقطه ,,إقترب منها و جثى على ركبته ثم أخرج الخاتم من جيبه ,,,,,

" النهارده مش بس عيد ميلادى لا أنا فعلا اتولدت النهارده من أول يوم شفتك فيه ,خليتى حياتى ليها معنى و طعم تانى و بشكر ربنا على الفرصه دى ليل نهار,,مفيش فى ايدى حاجه اقدمها مقابل اللى عملتيه ليا بس انا مش عايزه حاجه من الدنيا غير انى اشوفك بين حضنى و انا بحميكى  و سعيده لاخر العمر ,,تتجوزينى"

اومأت راسها بالموافقه ثم احتضنته بقوه كانها تنقض عليه و جلست تضحك فى اذنيه ,,حملها بين يديه و اخذ يدور بها ,,وضعها على الارض أمام البحر ثم جلس بجانبها ,,اسندت رأسها على كتفه و اخذا يشاهدان  البحر و امواجه ,,,التفتت و نظرت له ثم ابتسمت ,,ابتسم لها و داعب انفها بانفه ثم اقترب من شفتاها و طبع عليهما قبله ,,,

حمل آخر صوره و هى الأغلى بالنسبه له مع ابنته حبيته هارو التى رزقهما بها الله بعد فقدان امل فى ان تستطيع الحمل مع حالتها و لكن رأى القدر كان غير ذلك فكانت تلك آخر هديه ليورا فهذا ما تمنته منذ الصغر أن تنعم بابنه تعطيها كل الحب و الحنان الذى فقدته منه من قبل والدتها و الآن عوضها الله خيرا ,,,


أغلق هنرى البوم صوره مع دخول حفيدته المفاجئ عليه ,,,جلست بين احضانه و فمها ملطخ بالشكولاته ,,ضحك على مظهرها و بدا بتنظيفه ثم سمع صراخ ابنته يقترب من الخارج ,,,
هارو تشير لها بتوعد "طب لم نروح يا يورا  بتخدعينى و تروحى تاكلي تاني بعد ما غيرتلك "
نظر لها هنرى بجديه "جرى ايه يا هارو هتزعقيلها و انا موجود ,,بعدين هى هتقعد معايا يومين عقبال ما تسافرى و ترجعى "

هارو شعرت بالضيق " يا بابا هتبوظها اكتر من كده ايه و بعدين انت شغال تدلع فيها هى بس "

اقترب منها بينما يحمل يورا على كتفه ثم احتضنها "و هو انا اقدر بردوا ده انت المعجزه اللى حصلت بعد ما كنت انا مامتك هنفقد الامل و رجعتلنا الابتسامه و الحياه من تانى  (ضحك ثم قبلته)  فين ماما "
هارو "بره مع الضيوف "

خرج من مكتبه ثم ذهب للصاله ,,شعرت بيد على كتفها تشعرها بالدفئ فالتفتت خلفها لتراه ينظر لها بابتسامته التى يبتسمها عندما يراها فقط ,,انخفض ليصل لراسها و قبلها على وجنتها ,,همس فى اذنها "بحبك يا ناروتو " ,,همست فى اذنه " و انا بحبك يا كونان ",,


صوت الرجل " يلا يا جماعه كله يقف مظبوط  عشان الصوره تطلع حلوه ,,واحد اتنين "


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق