♡ رحلة سعادة ♡
written By : Ṧaℓmậ
"هانيا"
استيقظت على نداء والدتها بأسمها المتكرر ,,ضغطت على الوساده بقوه محاوله للهرب أو الانتحار لازلت لم تقرر ما تريد فعله بعد و لكنها تعلم أنها أضعف من أن تخطو تلك الخطوه "الانتحار",,,
صوت طرق الباب الصادر يدب فى قلبها الحزن فى كل مره تكون مجبره على تلك الاجابه بالخروج من غرفتها او بمعنى أخر حصنها,,
اعتدلت فى جلستها و تنهدت بقوه ,وضعت يدها على شعرها بعدما رأت انعكاسها فى المرأه كأنها كانت تحارب مع عاصفه لتصففه لها بهذا الشكل,,,
عدلته قليلا فربما يكون والدها هو من يطرق و لقد اخبرها مرارا انه لا يفترض بفتاه مثلها أن تكون بهذا الشكل حتى لا تجلب العار لعائلتهم كما لو ان احدهم سيموت اذا نظر الى شعرها يالها من حجه بائسه,,,
وقفت فى مكانها بعدما عدلت من نفسها و فتحت الباب و لكنه لم يكن والدها بل "سارى" الخادمه الأجنبيه " و كأن اضافتها للمنزل سيجعله أفضل" هذا ما كان يخطر على بالها كلما رأتها ,,لا تتحدث معها ابدا بل تتفاهم معها بالاشارات فقط ,,
أشارت لها بالذهاب بعدما وضعت كوب اللبن على الطاوله و اخبرتها ان والدها ينتظرها,,
أخذت حمامها المعتاد ووقفت امام المرأه بعدما ارتدت ملابسها لتتجه للعمل حملت الفرشاه و بدأت تصفف شعرها بالطريقه المعتاده و ربطته للوراء بقوه حتى لا تسمح لأى من خصلات شعرها بمضايقتها اثناء العمل,,
وقعت عيناها على صورتها مع والداها و هى تحمل شهادتها يوم تخرجها من كليه الطب و أبتسامتها لا تزال كما هى "مزيفه" ,,,
زفرت بضيق و نظرت للمرأه للمره الأخيره لترسم تلك الإبتسامة مجددا,,فها هى تعيش حياتى كلها بشخصيه مزيفه حتى نسيت تقريبا ما هى شخصيتها الحقيقيه ما تحب و ما تكره فقط تعلم ما يحب والدها و ما يكره و متى تتحدث و متى تتحرك كأنها أحدى الدمى التى يمتلكها,,,
فتحت الباب و نزلت للدور السفلى من الفيلا,,الفيلا التى احضرهم إليها والدها فور مغادرتهم بلدتهم القديمه,,تاركين ورائهم كل شئ يبدأوا حياه جديده و لكنها لم تكن بالنسبه لها حياه بل حجيم فقلبها الذى تركته هناك لم يعد لها يوما,,,
حالما وقعت عيناها على والدها ابتسمت فورا و ذهبت لتقبل يداه و بعدها جلست فى مكانها,,,وضعت الخادمه الطعام و أنتظرت بقلق لتسمع ما سيقوله والدها ليطعنها به,,
"البارحه حددنا ميعاد زواجك مع كيبوم"
وقعت منها الملعقه محدثا صوتا بسيط معلنا عم صوت انفجار قلبها .. فدعواتها التى دعتها مرارا و تكرارا ألا تتحقق ستحدث بالرغم من كل هذا ,,,
نظرت له بكل يأس "بتلك السرعه "
رمقها لها بتلك النظره التى تدب فى قلبها الخوف " ألم يكفي شهرا كاملا لتفكرى .. "
" بلا لم اقل هذا فقط" توترت و أخذت تتلعثم كعادتها عندما تشعر بالقلق,,
قاطعها قائلا "اذا اتفقنا أمامك اسبوعين لتجهيز نفسك,,"
"حاضر" قالتها بنظره انكسار,,
منذ قدومهم لذلك البيت ووالدها تغير و أصبح الاسوء و تحول لوحش بعدما أصيب بحادث و أصبح عاجزا لا يقوى على المشى ازداد غضبا و جحدا و كأنه يملك العالم بين يديه تعويضا عما خسره.. و هى من كان بالنسبه لها فى يوم من الأيام بطلها أصبح الوحش الذى تخشاه أكثر من اى شئ,,,
" اليوم ستقابلينه لأختيار الخواتم "
و كأن اليوم لن يزيد سوءا فعليها مقابله هذا المتعجرف اليوم "حاضر" أنحنت و خرجت او بالأحرى هربت ,,,
فتحت باب السياره و بكل قوتها اغلقته ثانيه ,,كم ارادت الصراخ بأعلى صوت لديها و لكنها لم تستطع حتى البكاء,,
ركبت السياره و اتجهت للمستشفى مكان عملها فهى تعمل طبيبه أطفال فى مستشفى هان التخصصى ربما يكون هذا هو الاختيار الوحيد الذى اختارته و تحبه فى حياتها فالعمل قد يكون شقاء و أرهاق بالنسبه للجميع و لكن بالنسبه لها فهو كالذهاب لمدينة الملاهى و يتسنى لها أن تصبح نفسها بحريه,,,,
توجهت لغرفة الطفله المسئوله عن علاجها و بدأت عملها و بعدما إنتهت قاموا بندائها لأتمام عمليه لاحدى الاطفال,,,
بعدما انتهت أصبحت الساعه الخامسه مساءا. . وضعت يدها بعدما نظرت للساعه جانبا و هى تتنهد بضيق و انتظرت هاتفها ليرن,,,
لم تمر الخمس ثوانى و شعرت باهتزازه ابتسمت بحسرة و اجابة ,,
"انا امام المشفى انتظرك لا تتاخرى" انهى كيبوم كلامه سريعا و اغلق ,,
زفرت بحنق و رفعت الهاتف عاليا كادت ان تلقى به على الارض و لكن نظرات الممرضات منعتها,,دخلت غرفتها لتخلع البالطو و ترتدى شخصيتها المزيفه ,,,
شعرت باهتزاز الهاتف مره اخرى و رأت اسمه فتجاهلته و وضعت الهاتف فى جيبها ثانيه,,,
كيبوم الفتى المتعجرف ذو الثلاثون عاما الفرق بينهم ليس كبيرا 3 سنوات و لكن بالرغم ذلك لا ترى امامها الا فتى غبى لا يهمه شئ فى الحياه يعيش بلا هدف و يقضى وقته كله فى صرف اموال والده ,,,
أبن شريك والدها فى العمل أو بالأحرى أبن المتحكم فى مصيرهم,,
فوالده هو من قام بترقية والدها و أعطاه ذلك المنصب و هو السبب الرئيسى فى تحول حياتهم,,,و حتى يتأكد والدها من أمتلاكه هو ايضا جعلها "الطعم " لأصطياده,,,,
وقفت أمام باب المستشفى و أخذت تبحث عنه حتى وقعت عيناها عليه,,ذهبت اليه بخطوات متثاقله و بدون أى كلام فتحت باب السياره و جلست تنتظره ليبدأ تذمره كالطفل الرضيع و يطلق الشتائم بالانجليزى كما لو يظن نفسه فتى أمريكى ,,
بعد دقائق من الحديث الفارغ نظرت له بكل برود " انتهيت هيا نذهب حتى لا اتاخر"
" وااو انتى حقا وقحه لا أعلم لم يصر والدى و يهددنى حتى أتزوج بك ايشش" ازفر و ادار محرك السياره و توجها لمحل المجوهرات لاختيار الخواتم,,
ربما تلك اللحظه تعتبر أكثر اللحظات سعاده فى حياه أى فتاه و لكن بالنسبه لها كأنهم يكبلون يداها بالحديد و يحكمون عليها بالمؤبد,,,
أنتهيا سريعا حتى أستغرب العاملين من سرعتهم و خرجوا من المحل,,وقفت تنتظره حتى يحضر السياره من الجراج و يوصلها للمنزل بعدها,،،فجأه جرى أحدهم ناحيتها بسرعه و خطف حقيبتها ,,
من هول ما حدث وقفت متسمره مكانها لثوانى و بعدها اطلقت صرخات الاستغاثه و لكن لم يجبها أى أحد فكل من يمشى فى الشارع من الطبقات العاليه و لن يخاطر أحدهم بحياته لاجلها ,,,
للحظات نسيت كل كلمات والدها و تعليمه و خلعت حذائها ثم حملته بين ذراعيها و اخذت تعدو وراءه بأقصى سرعه ,,
مضت تجرى مده لا بأس بها و هى تطلق الشتائم و فى ظل كل هذا أخذت تضحك بقوه و هى تطارده "وااو لازلت اتذكر ما علمه لى ذلك الاحمق و رجلى ايضا لم تنسى كونى بطله سباق العدو فى مدرستنا"
حركت رأسها لنفض تلك الافكار من و ركزت على المطارده حتى اقتربت من ذلك الفتى,,
لحظات و كانت هى و هو على الأرض و جسدها فوقه تلهث بقوه و تضربه بيدها حتى استسلم الفتى من قبضتها و ترك الحقيبه هاربا,,,
لم تهتم لنظرات الناس التى تحدق بها و هى ممده فى الشارع تتنفس و تضحك بقوه و لكن صورة والدها التى خطرت على بالها فجأه جعلتها تقف مسرعه و الخوف يدب فى قلبها فمجرد التفكير أنه ربما يراها او اى احد يعرفهم يخبره أخافتها,,
وضعت حذائها على الارض و ارتدته ثم نفضت ملابسها من التراب ,,
فكت ربطه شعرها حتى تعدله ثانيه فرفعت راسها لأعلى و شيئا ما معلقا على ذلك الحائط لفت نظرها,,,
اقتربت منه و اخذت تحملق فى ذلك الاعلان كأنه يحمل طاقه مغناطيسيه تجذبها له " أطلق لنفسك العنان و كن حرا "هذا ما كتب أعلاه ,,
بطلقائيه اخرجت هاتفها و سجلت رقم الهاتف التفتت حولها للتأكد من أن لا احد يراها و كأنها تسرق شيئا و بعدها اوقفت سياره أجره و رجعت للمنزل,,
فى الليل جلست على السرير و هى تنظر للهاتف الملقى امامها " اتصل ام لا " ذلك السؤال ملح الذى كاد يفقدها صوابهاو لم تستطع النوم بسببه ,,لا تعلم لما و لكن قلبها و عقلها اتفقا على ان يريحا فضولها و تتصل ,,,
" ارجوك لا تجب ارجوك لا تجب" و لكن كالعاده متى تمنت شيئا و تحقق" هكذا فكرت ,,,
"الو"
"الو مرحبا أردت السؤال عن تلك الرحله و عن نظامها "
"اه مرحبا بك نحن شركة freedom ,,و شركتنا تختلف عن باقى الشركات فمديرنا لا يبحث عن المال بل يبحث عن الحريه فبالنسبه له الحريه هى مغامره الحياه و يريد من الجميع تجربتها مثله حتى يصبح العالم بشكل أفضل و يتخلص من كل الهموم المحيطه ب الانسان,,
أسعارنا كما رأيتى فى الاعلان لا تكاد تكون مجانيه و كل الأموال الذى نجمعها ندخرها للاطفال الايتام فبالتالى انتى الرابحه بكل الاتجاهات من تلك الرحله ,, و وجهتنا ستكون كالتالى رحله لعشره أيام فى ايطاليا و اليونان ,سنتجه اولا لليونان و اليوم الاخير من الرحله سنعود لكوريا "
"اتلك كلمات عاديه ام سحر لم أريد الذهاب لتلك الرحله بشده قلبى يشعر بالسعاده لمجرد التخيل انى هناك ,,لكن هل سيوافق والدى و ماذا عن كيبوم و الزفاف و و و " تجمعت تلك التسؤلات كلها بعقلها كعاصفه و لكن فجأه اصبح كالثراب هادئ و بصوت مرتعب اجابت..
"موافقه" خرجت من لسانها و كأن قلبها هو ما نطق بعدما أبعد كل تلك الافكار عن عقلها و اصبحت حديديه فجاه لا تخاف,,,
فى اليوم التالى لم تستيقظ بمعاناه بل استيقظت مبكرا على غير العاده و انتهت من ملابسها سريعا و قبل ان تذهب للشركه لتدفع المصاريف وقفت امام مكتب والدها و طرقت الباب بعدما اشارت لنفسها "فايتينج"
وقفت امامه تضم يدها و تلعب بأصابعها من شده التوتر"ابى اريد التحدث معك "
توقف عن الكتابه ووضع القلم جانبا,,خلع نظارته و نظر اليها " تفضلى"
"سأسافر فى رحله لمده عشره ايام" قالتها و ارادت الجرى سريعا من امامه,,
"و الزفاف؟؟" نظر لها بتوعد,,
" لا تقلق سأتزوج بمجرد ان ارجع اعتبر تلك الرحله هديه زفافى ,أرجوك" نظرت له بترجى ,,
ارتدى نظارته ثانيه " حسنا و لكن اخبرى كيبوم بنفسك"
هل وافق حقا أبتسمت حتى كادت شفتاها تتشقق من الابتسامه " شكرا شكرا حقا" خرجت مسرعه و لم تلحظ أبتسامه والدها,,,
خرجت من المكتب و اخذت تدور حول نفسها و كأن رائحه الحريه دبت أخيرا فى تلك المغاره التى تعيش بها,,,
اخرجت هاتفها و اخبرت كيبوم و هو لم يعترض بل هو لا يهتم من الاساس,,,
بسرعه البرق اتجهت بسيارتها للشركه و سجلت اسمها و ذهبت بعدها لتحضر نفسها للسفر غدا ,,اخرجت بطاقتها التى كاد التراب يكسوها من قله استعمالها ,,
تبضعت هنا و هناك و اشترت الكثير من الملابس و نظارات الشمس و كريمات العنايه بالبشره و ملابس البحر,,,
" هل احلم أم ماذا يالهى " هذا ما خطر على بالها و هى ترتدى فستان لتجربته و من كثره السعاده لم تتمالك نفسها و اخذت ترقص بطريقه غريبه كأنها شخص اخر,,
فى الليل جلست ترتب حقيبه السفر وضعت بها اشيائها و لكنها لم تكن راضيه عما اشترته فكلها الوان مبهرجه و صيفيه ليس كما اعتادت ان ترتدى,,"هل بالغت فى الامر"هكذا قالت لنفسها ,,لم تفكر كثيرا و قامت من مكانها و احضرت ملابسها المعتاده و بدات تضعها فوق ما اشترت حتى اختفت الالوان و الالوان الغامقه هى ما سادت المكان,,شعرت بالرضى او رضيت خوفها,,,
فى اليوم التالى وقفت امام الباص الذى سيأخذها للمطار ,,ترددت قليلا قبل الصعوده و لكن صوت السائق يخبرها انها الاخيره و عليها الصعود ايقظها,,,جلست فى مقعدها و حملت الورقه الارشاديه فى تلك الرحله و اخذت تتفحصها بعنايه,,,فجأه سمعت صوتا أيقظ كل اعضائها لتنتبه معه,,
حملقت فى الورقه لثوانى بقلق و خوف قبل ان ترفع عينها,,تمنت ألا يكون هو و انها تتوهم,,
رفعت رأسها ببطئ مع عيناها بنفس الحركه البطيئه و لكنه كان انتهى من الكلام و ألتفت لتراه من الخلف يجلس,,
وضعت يدها على قلبها الذى بدأ ينبض بجنون حتى كاد يخرج من مكانه,,
و اقنعت نفسها انها فقط تتوهم من الضغوط حولها و أن كل شئ يمر بسرعه,,ضحكت على نفسها و اغلقت عينها كما تفعل دائما تهرب بأسهل طريقه النوم,,,
بعدما وصلت بطلقائيه عيناها بدأت تبحث و لكن ما الذى تبحث عنه بالضبط لا تعلم,,,
صعدت للطائره و أغلقت عيناها سريعا تجنبا لاى شئ,,لكن مع صوت المضيفه فتحتهما و تمنت ألا تفتحهما ,,و كأن شبحه سكن الطائره و أصبح يطاردها أم هى فقط من يتوهم,,,حركت راسها و طلبت من المضيفه ألا توقظها حتى تصل ,,,
بعدما وصلت صعدت للباص ثانيه لتصل للفندق و طوال الطريق و هى تشاهد جمال الطبيعه و أبداع الله فى خلق اليونان مدينه الجمال,,,
اتجهوا لقريه "مايكونس" و هناك رأت البساطه و الجمال و الإبداع فى المنازل و شكلها و كما لو أنها بيوت من الجنه,,
توقف الباص و نزلوا جميعا و الكل يبحث عن اشيائه ,,
حملت حقيبتها و صعدت على السلم لتصل للبيت الذى ستسكن فيه ,,
فغير كل السائحين لن يقيموا فى فندق بل فى المنازل التقليديه كالسكان و يعيشون حياتهم و يستمتعوا بالطبيعه,,و الشوارع المزينه بالوروود الجميله التى تخطف روحك و تدب فى قلبك السعاده بدون اى تكليف,,
وقفوا جميعا أمام المنزل ينتظرون حتى يأتى مدير الرحله.. و عندما اخبرتهم المرشده البديله انه قادم الآن أرادت فجأه الهرب ,,,
" مرحبا بكم جميعا و حمد لله على سلامتكم أتمنى ان الرحله اعجبتكم حتى الآن"
صوت السائحين و هم يعبررون عن موافقتهم كان الأعلى فى المكان و لكن صوت وقوع النضاره فى الأرض هو ما جذبه لينظر بين الواقفين,,,
"هانيا" خرجت من بين شفتيه كما كانت تسمعها منه دائما مميزه و تشعرها بالجمال,,
نظرات ارتباكها بدت عليها و لم تستطع اخفائها فهى لم تكن يوما بارعه فى ذلك أمامه و لم تستطع النوم كما تفعل دائما للهرب فتمنت ألا يقترب منها و يتجاهلها حتى لا تقع فى مكانها,,,
و لكن متى ستتحقق امانيها ,,اقترب منها و مع كل خطوه يخطوها صوت دقات قلبها كالطبول يقرع باعلى صوت بالقرب من اذنها,,
مد يده و ووقف امامها و ابتسم كعادته " كيف حالك"
مددت يدها المرتعشه و لمست يده بعد عشره سنوات " بخير و انت كيف حالك" ,,,من اين أتت لها تلك القوه لتجيبه "هكذا فكرت ",,,
"هل انتى هنا ضمن سياح الرحله ايضا "
"نعم " قاتلها بقله حيله ,,لم يتلاعب معى القدر الان "فكرت",,
" ستستمعين أكيد" ضحك بغرور كعادته,,
لم تجيب بغير ضحكه صادره من القلب ,,
أحدهم نادى عليه فترك يدها و نظر إليها بحرج كما كان يفعل ,وضع يده على شعره عابثا به و لوح لها ذاهبا,,,
"وااو حتى بعد كل تلك السنين لا يزال كما هو" نظرت له حتى اختفى من أمام عينها و تحولت نظراتها بعدها للخوف و هى تنظر ليدها و تضع يدها الاخرى على قلبها ,,و فى الوقت المناسب اخذوا مفاتيح الغرف و بمعنى صحيح هربت,,
دخلت الغرفه و أغلقت الباب جيدا بالمفتاح و جلست خلفه فلم تقوى رجلها على الوقوف ,,وضعت يدها على قلبها و روحها عادت للماضى لعشر سنوات,,,
"من كان يصدق انه بعد كل تلك السنوات من البحث و الاستسلام ستجده هنا,,كيم هيتشول الاسم الذى كان السبب الاساسى فى سعادتها فى الحياه,,من امتلك قلبها منذ ان كانا صغار حتى اتممت السابعه عشر و بعدها أمتلكه ,,حتى الان قلبها لا يزال ينبض له بالرغم من اختفاءه من حياتها بدون اى مقدمات و لم تستطع ايجاده مهما حاولت ,,,الفتى الذى كان فى يوما ما صديقها الوحيد و حبيبها اصبح رجلا وسيما ,,الفتى اللعوب الذى كانت تحبه كل الفتيات و يمقتونها هى و يغارون منها لانها كانت صديقته الوحيده و لم يصادق اى منهم,,الفتى المجنون صاحب الروح الفكاهيه من كان يساندنها دائما و يخبرها انها الاجمل من بين فتيات الكون على الرغم من شخصيتها الرجوليه و شعرها القصير و كانت الاقرب كصديقه ليس صديقته تعرف عليها حتى بعدما اصبحت العكس تماما الان ,,,لم اختفى لم تركها وحيده بينما كانت تحتاجه بشده لم خلف وعده بأن يظلا اصدقاء للابد؟؟ كل تلك التسؤلات كادت تفجر عقلها حتى اغلقت اذناها بيدها بقوه متمنيه الاختفاء ,,"
نفضت كل تلك الافكار من عقلها و مسحت دموعها التى انهمرت بطلقائيه ,,
لم تتحرك و بقيت على وضعها حتى المساء بدون أى كلام او تفكير فقط تحدق فى الحائط و ذكرياتها تحيط بها و قلبها لا يتوقف عن الألحاح بالذهاب اليه,,,
نظرت لحقيبتها و وقفت حملتها بين يديها و اقنعت نفسها ان هذا هو الحل المناسب حتى ترتاح "الهرب",,
فتحت الباب و بدون اى صوت بحذر شديد اتجهت للاسفل و وضعت يدها على قبضه الباب تفتحه,,لكن صوته اوقفها كما يفعل دائما,,
ضحك بلا مبالاه " تهربين ألم تبحثى عن طريقه افضل حتى للهرب ..يوجد نافذه فى الغرفه تعلمين يمكنك المغادره منها "
التفتت له ببطئ و لم تستطع النظر له خجلا ,,قبضت على يدها و نظرت لعيناه التى تبدو خائبه الظن " سأتزوج قريبا و يجب على ألا اضيع اى وقت لا اعلم لم اتيت على اى حال "
"ستتزوجين" قاطع كلامها و كأنه لم يستمع لاى شئ مما قالته غير تلك الكلمه,,عيناه تحولت للحزن فجأه ,,اقترب منها و ووقفت متسمره فى مكانها,,
" الن تخبرينى حتى إنك أشتقتى لى,," نظر مباشرة الى عيناها حتى اصبحت مقيضه تحت سحرهم..
صوت دقات قلبها ارتفع ثانيه و لم تستطع السيطره عليه ,,
"الن تخبرينى ماذا كنت تفعلين فى حياتك و تعاتبينى ,, الن تقولى اى شئ "
"انا اريد النوم " اخبرته تلك الكلمات و نظرت للاسفل ,,
ابتعد عنها بنظره خائبه و حزينه ,, تحركت سريعا و ذهبت لغرفتها بدون ان تلتفت حتى,,و هو التفت يتمشى بعدما شعر بالاختناق,,
بعدما صعدت الغرفه جلست على السرير و كلماته تدور حولها و تسأل نفسها نفس السؤال لما لم تتحدث و تعاتبه على الاقل ,,, ما الذى يمنعها,و كالعاده تركت كل القلق و نامت,,
و فى اليوم التالى استيقظت و ارتدت ملابسها و بتردد خرجت من الغرفه ,,نزلت للدور السفلى و قلبها خائف ان تلتقى به حتى لا يصبحوا بمفردهم,,
" سأموت حقا قبل ان تتحقق لى أمنيه" هكذا فكرت بعدما وجدته يجلس على طاوله بمفرده يأكل,,
اطلقت الصعداء و نزلت,,قبل ان تجلس وقفت بعيدا عن الطاوله و اخذت تنظر له ,,وضعت يدها على قلبها الذى بدأت نوبات جنونه ثانيه ,,
التفت لها بعدما شعر و كأن احدا ما يراقبه و لم يكذبه قلبه عندما اخبره انها هى ,,,
لوح لها بأبتسامه " صباح الخير صديقتى"
"صباح الخير" لوحت له بطلقائيه هى ايضا و بعدها توقفت بعدما ادركت ما تفعل,,
ذهبت و جلست امامه على الطاوله و الصمت يسود بينهم ,,نظراته تلاحقها و لكنها حاولت منع نفسها من النظر له بقوه حتى ضحك,,
" وااو لم اعتد عليكي و انتى هادئه هكذا من كان يتصور ان يتحول صديقى لفتاه ناضجه جميله مثلك"
بلعت الطعام بصعوبه بعدما كادت تختنق من كلماته و ابتلعتها بصعوبه بالماء " انت لم تكن موجود لترانى" قالتها و الغضب يبدو فى عيناها و نظرت للاسفل ثانيه,,\
"اتمنى لو أنى كنت " قالها و ابتسم بحزن,,"عامه انا سعيد اننا التقينا ثانيه حقا" ضحك,,
ابتسمت " انا ايضا " ثم مسحت ابتسامتها بسرعه
فضحك بعفويه على خجلها " حسنا هل انتى جاهزه لليوم "
"نعم"
نظر لها باستغراب "لا تخبرينى انك ستخرجين هكذا"
نظرت لنفسها " لم ما بى"
ضحك بشده " ياا هل نحن ذاهبون للمحكمه أم ماذا"
احمرت وجنتيها من الخجل " هل ابدو بشعه للدرجه"
"لا انتى جميله جدا" صمت قليلا ثم نحنح بخجل " اقصد لا يبدو مناسب لليوم هيا معى"
وقفت فى مكانها بعدما وقف و أشار لها بأن تتبعه ,صعدا للدور الاعلى و ووقفوا امام غرفتها,,
نظرت له باستغراب "ماذا تفعل"
"سابحث لك عن ملابس " اشار للباب حتى تفتحه,,
" لكن"
قاطعها " لا لكن هيا انا المتحكم هنا " اخذ منها المفتاح و دخل,,
وقفت متردده قليلا متفاجئه من جرئته و بعدها دخلت,,اخذ يبحث فى حقيبتها عن ملابس حتى وجد الطقم المناسب و بعدها وقعت عيناه على ملابسها الداخليه,,
نظرت له بغضب و تحركت بسرعه اغلقت الحقيبه و اخذت ملابسها و اتجهت للحمام,,
"ياا لم اقصد " لكنها لم تستمع له و اغلقت الباب,,عبث بشعره و قفز فى مكانه ضيقا ثم جلس على السرير,,
انتظرها حتى تبدل ملابسها فوقعت عيناه على صوره تخرجها الملقاه على الارض,,رفعها و نظر اليها و ابتسم ,,
" ماذا تعملين"
اجابته من الداخل "طبيبه اطفال,,,و انت" صمتت " اه انت مدير شركه سياحيه نسيت " ضحكت,,
" لا انا مهندس "
"ماذا اذا تلك الشركه لمن "
"ملكى و لكنى لا اقيم تلك الرحله غير فى الصيف"
"ااه و لما تقوم بها "
"كما اخبرتك موظفتنا نحن نبحث عن الحريه المكبوته فى الانسان حتى يطلق العنان لنفسه مثلى"
" و هل انت حر " قالتها بنبره تدل على الضيق,,
" نعم انا لا اعيش من غير حريه كما كنت اخبرك دائما "
قاطعته بضحكه " الطائر الحر المحلق" ضحكت,,
ابتسم بسعاده " لا تزالي تتذكرى"
ابتسمت " نعم انت لم تتغير مطلقا" فتحت الباب و خرجت ,,
وقف فى مكانه و تفحصها من اخمص رجليها حتى شعرها و ابتسم برضاء " من أنتى "
وضعت يدها على فمها خجلا " ماذا تقصد"
" تبدين جميله حقا " ضحك,,
ضحكت بعدما احرجها كما كان يفعل دائما صريح و ما فى قلبه يقوله و لذلك شعرت فى تلك اللحظه انها ملكة جمال,,,
" هيا بنا" فتح الباب لها و خرجا,,
قبل ان ينزلا السلم التفت لها و ابتسم " انا لم اتغير و لكن انتى تغيرتى كثيرا لم نظره الحزن تلك فى عيناك"
نظرت له و قلبها ينبض بسرعه " الحياه تتبدل و طبيعي ان يتغير الانسان و لكن انت استثنائى كما كنت دائما مميز فى كل شئ عن الاخرين"
" و انتى فريده من نوعك و لا زلتى كذلك" اخبرها ذلك و ابتسم لها ثم نزل تارك ابتسامه مرسومه على وجها,,,
بعدما اجتمعوا بالباقين خرجوا و بدأت رحلتهم فى شوارع اليونان و المناطق السياحيه و طوال الرحله عينه لم تفارقها بل تبحث عنها فى كل خطوه و يبتسم لها من حين لاخر و هى تبادله الابتسام,,
شعرت كأنها محاطه بشئ ما من الامان بنظراته ,,كما لو انها ملكه و هو يحميها من الاعداء,,و عندما تشعر انه يختفى من امامها هى من تاخذ دورها فى البحث لتجده دائما خلفها يبتسم لها,,,
اتجهوا لمطعم يطل على البحر و قبل ان يحضر الطعام ارادت التقاط صوره لها و قبل ان تطلب وجدته امامها يمد يده لها لتعطيه الكاميرا و يصورها,,,اخذت وضعيه بخجل و هو خلف الكاميرا يراقب كل تصرفاتها التى تثيره جنونا و تجعله يبتسم بتلقائيه,,
و فى الليل ارتدت فستان قصير مناسب لسهرتهم على يخت فى البحر,,نظرت لنفسها فى المرأه و اسدلت شعرها الحريرى و وضعت القليل من مستحضرات التجميل حتى اصبحت كالاميرات,,وضعت يدها على قلبها ,,
" لن يتغير شئ هو فقط صديق قديم قابلته لا شئ اكثر لا تنسى والدك هانيا"
اخبرت نفسها تلك الكلمات و فتحت الباب و خرجت و قلبها ترك تلك الكلمات فى الغرفه فلم تستطع السيطره عليه و اقناعه و اغلق باب الاقتناع,,,
وقف ينتظرها بعدما رتب امور باقى السائحين و عندما رأها تقترب منه شعر بنبضات قلبه و ابتسامته التى ارتسمت,,,
" وااو"
نظرت له بخجل " لا تقل تلك الكلمات ثانيه و الا ساذهب"
ضحك "حسنا حسنا ,,هيا بنا"
صعدا و قضيا وقتهما بين الضحك و الرقص حتى نسيت من هى و عادت لشخصيتها القديمه المرحه ثانيه و كأن القيود التى كانت تربطها تحررت منها ,,
انتهى اليوم الاول بنومها بملابس السهره على الارض و رأسها تؤلمها من البارحه,,و عندما استيقظت و اخذت تضحك بشده,,
و فى اليوم التالى لم تكن أقل سعاده و تعلمت الكثير عن السكان و المكان
,,شعرت ان الله يكفائها بتلك الرحله المتكامله و لكن مع كل لحظه الخوف يزداد فى قلبها و لكنه لم يسمح لها ان تكون بمفردها للحظه حتى لا تعود تلك النظرات الحزينه فى عيانها ثانيا ,,,,,
مرت اللايام سريعا كالرياح من شده سعادتها,,
كل يوم كانت تختبر معه احساس جديد او بالاحرى يوقظ احاسيس كانت مدفونه داخلها,,
زارا كل انحاء اليونان و كل المناطق السياحيه بها و كان دائما يترك السائحين و يذهب ليتحدث معاها و يذكرها بذكريات قديمه و يجلسا يضحكا,
, فى المساء يجلسا امام البحر لا يفعلا اى شئ اخر غير الكلام و كأنه لا نهايه عن المواضيع الذى يفتحها اى منهما ليتحدثا مع بعضهما فقط,,
فى اليوم الاخير
اتجهت للحمام و تحتمت سريعا و اتجهت للاسفل بكل نشاط و كأنها شخص اخر,, و قبل ان تستقبله تذكرت كلماته الذى همس بها البارحه,,
"اشتقت لك و اشتقت لنفسك القديمه ارجوك لا اريد رؤيه ذلك الحزن فى عيناك"
" لا تعلم انك السبب" اخبرت نفسها و ابتسمت,,
اتجهت ناحيته فابتسم لها عندما رأها,,
"صباح الخير"
"صباح النور"
نظر لها و ابتسم " مم جيد تعلمتى سريعا ملابسك اليوم جيده "
" تعلم طوال عمرى ذكيه " ضحكت,,
"ياا انا كنت اذكى"
" بل انا "
"انا" نظر لها بغضب ,,
" ياا انا طبيبه يعنى انا اذكى" ضحكت,,
" و هل انا عاطل انا مهندس "
نظرت له و هزت راسها نافيه " لا يبدو عليك ذلك " ضحكت,,
"ماذا " علو صوته بغضب مصطنع,,
" هل يوجد مهندس مجنون هكذا" ابتسمت,,
اقترب منها حتى اصبحت المسافه منعدمه " ووسيم ايضا"
ازدردت لعابها و ابتعدت قليلا " الن نتحرك"
ضحك على ارتباكها " بلا سنذهب الان هيا بنا"
بحثت بعيناها " و الاخرين "
" انتى و انا فقط اليوم "
شعرت بالقلق "ماذا"
" اريد ان اعلم اين اختفت هانيا التى كنت اعرفها و اليوم ساجعلك تعودين لم كنتى عليه لصديقى القديم"
التفت سريعا " لا اريد"
امسك ذراعاها " عذا ليس طلب بل امر و ستأتين معى"
سحبها ورائه و خرجا من المنزل ,,مثلت كما لو انها تريده يفلت يدها و لكن فى داخلها كانت سعيده ,,
ركبا السياره و انطلقا,,طوال الطريق لم تتحدث معه قلقه مما سيحدث و لكن كأن قلبها يخبرها ان ما ستفعله لن تندم بسببه ,,
و هو لم يستمع لاى من كلامها بل كان يريد تنفيذ ما فى عقله فقط,,
"هيا" وقف ووفتح لها الباب,,
"ما هذا " نظرت حولها ,,
ضحك " ياا الم تقولى دائما انك تريدين تجربته"
خرجت من السياره " هل تمزح معى الا تعلم انى أعانى من فوبيا المرتفعات"
نظر لها باستغراب " منذ متى؟؟ انتى القديمه لم تكن تهاب شئ" مسك يدها " هيا ",,
صعدا بعد محاولات الهرب منها فى النهايه ,,ارتدت ملابس الامان و اخذت تنظر للاسفل و تصرخ ,,
فى النهايه جلست على الارض عندما لم يستمع لها هيتشول ,,
" انتى قويه انا اعلم ذلك "
نظرت له بخوف " لا استطيع "
" لا يوجد شئ اسمه لا استطيع الم تخبرينى دوما هذا..هيا انا معك " مد يده لها,,
لمست يده بعد تردد و وقفت معه ,,نظر لها " ثقى بى "
اقترب منها حتى احتضنها فى تلك اللحظه لم تهتم لاى شئ و لا حتى المرتفعات اصبحت تخيفها كأنها ملكه العالم كله بمجرد النظر فى عيناه,,
ابتسم لها و همس لها " ستعودين "
لم تفهم و فجأه وجدت نفسها كالطائر المحلق فى سماء الحريه,,
صوت صراخها توقف فى اللحظه التى فتحت عينها ووجدت نفسها بين احضنها و ينظر لها ضاحكا ,,,
نظرت حولها و تحول صراخها ل "وااااو " من جمال الطبيعه الذى يحيط بهما و عندما نظرت له ضحكت بكل قوتها و صرخت تعبيرا عن السعاده,,
فجأه توقف عن الضحك و اقترب برأسه منها,,
و اقترب من شفتيها و قبلها برقه,,,
ابتعد عنها و فتحت عيناها و وضعت راسها للاسفل بسرعه حتى سحبهما الرجل ليصبحا على الارض,,
خلعت ما كانت ترتديه سريعا و بسرعه اخذت تجرى,,,
اعاقه ما يرتديه و لم يستطع لحاقها ,,و بعدما انتهى جرى ورائها ليبحث عنها,,,اخذ ينادى على اسمها و يبحث فى كل الشوارع المحيطه بهم حتى حل المساء ,,فاستسلم اخيرا و ذهب للمنزل ,,
وجدها تجلس امام المنزل و تضع راسها بين ذراعيها تخفى وجهها الباكى,,
اقترب منها وربت عليها ,رفعت راسها و نظرت اليه " لم فعلت ذلك"
" انا اسف "
" لم هربت و تركتنى وحيده ,,هل تعلم كم مر من السنين و انا ابحث عنك ,,لما لم تقل اى شئ قبل ان تذهب"
نظر اليها و عيناه لم تستطع كبح الحزن الذى كان يخفيه بابتسامته و دمعت عيناه فى النهايه ,,ضمها له و اخذ يربت على ظهرها و هى تضمه بقوه و تبكى بين احضانه ,,
"اسف اعتقدت ان ذلك الافضل لك لم اعلم انك ستصبحين هكذا"
"الافضل لى ؟؟ الافضل ان تبقى بجانبى,,اشتقت لك ايها الاحمق "
ضحك " اخيرا اشعر انك انتى" ربت على ضهرها " انا ايضا اشتقت ل رأس البطاطا"
ضحكت" يااا هل تريد ان تضرب كالايام الخوالى",,
ضمها له ثانيه و ابتسم براحه ,,,
فى اليوم التالى كان ميعاد رحلتهم لايطاليا ,,ركبا الطائره و بدون اى مقدمات وجدته يجلس بجانبها فابتسمت له و لم تنام ,,,
مرت ثلاثه ايام فى ايطاليا و كل يوم مغامره معه جديده يوما ذهبوا لبرج بيزا المائل .. يلقى هو النكات و هى تضحك و اذا وجدوا السائحين الباقيين لا يضحكون ينظرون لبعض و يضحكون أكثر و كانهم مجانين و اليوم التالى " يوم الطعام " لا يوجد صنف فى ايطاليا لم يجرباه كل شئ تناولاه من المعكرونه الايطاليه للبيتزا للحلوى حتى المشروبات كل شئ و فى المساء ذهبا لمباره كره قدم بالرغم انها تكره الاعتراف بها كنوع مهم فى الحياه و تنظر لها على انها لعبه تافهه إلا انها معه شعرت بالحماس و السعاده و اخذت تهتف و تقلده فى كل شئ و عندما سجل فريقهما الهدف احتضنا بعضهما و احذا يهتفان جنون و تضحك بصوت عالى حتى جعلت المشاهدين يضحكون معاها,,
و هو كلما رأها تبتسم و نظر فى عيناها شعر و كأنه امتلك الدنيا و لا يريد ان يفرقهما أى شئ اخر حتى الموت,,و فى اليوم الثالث كانوا يقيمون حفلا تنكريا فى المسرح الرومانى و بدل ان يرتديا كالباقين فى اى حفله سهره بل ارتديا ملابس تنكريه مضحكه و كادت ان تموت ضحكا عندما راته يدخل وسط الحضور بملابس تنكريه كالفتيات ,,,اخذا يلتقطا الصور كالمجانين و لم تهتم لأراء الناس حولها فقط هى معه فى عالمه ,,,
فى اليوم الاخير ,,
فى الصباح لم تراه طوال اليوم حتى شعرت بالقلق و لكنها كانت محرجه لتسال عنه فاخذت تبحث بنفسها و عندما لم تجده استسلمت و قضت بقيه اليوم فى الغرفه متضايقه,,
فى المساء طرق أحدهم باب غرفتها ,,فتحتها و وجدت علبه أمام الباب و فوقها ورده حمراء,,
اخذت العلبه و دخلت الغرفه و اغلقت الباب ,,فتحت العلبه و اخرجت منها فستان ابيض قصير ,,ارتدته و صففت شعرها و كما اخبرها فى الورقه و ابتسمت بعدما اصبحت راضيه عن نفسها ,,
خرجت و اتجهت للمكان المطلوب "فينسا" وقفت على الرصيف المطل على النهر و وجدته يجلس فى احدى القوارب و يمد لها يده,,
ضحكت له " ماذا تفعل"
"هياا" ابتسم لها,,
امسكت يده و ركبت المركب,,اخذت تنظر له و تضحك و هو يضحك ايضا عندما بدأ الرجل الايطالى بالغناء بشكل غريب,,و بعدما انتهى تحرك هيتشول من مكانه ووقف بجانب الرجل,,
"ياا كن حذرا" مدت يدها و ضحكت,,
قلده هيتشول فى حركاته و طريقته فى الغناء و هى تنظر له و تضحك على ما يفعل و الرجل اصبح متضايقا,,
" اجلس حتى لا نغرق بسببك"
" لا يهمنى طالما انتى معى " ابتسم
ابتسمت له " هيا لا اريد الموت الان لا يزال لدى اشياء اخرى "
"ماذا كالزواج من ذلك الاحمق" انقلب وجهه عبثا,,
"و ماذا ستفعل انت تتركنى ثانيه " التفتت فى مكانها و مسحت دموعها ,,
اقتربت منها ووضع يده على كتفيها" انا لم اتركك يوما كل يوم كنت اعيشه كنتى تشاركينى فيه انتى هى حريتى التى بداخلى و ساعيش حياتى كلها حاملا تلك الحريه بداخلى حتى اموت بها "
التفتت له و هى تبكى " اذا لماذا"
"لا ن والدك هو من اخبرنى ان ذلك الافضل بالنسبه لك ,,هكذا سترتاحين و لن تصبحي معذبه عندما تنتقلى لحياتك الجديده يجب عليك نسيان حياتك القديمه "
"مااذا" حجظت عيناها,,
"انا فعلت ذلك من اجلك و لكنى لم أعلم انك ستصبحين محطمه هكذا ,,لطالما كنتى الشمس التى تنير حياتى و لكن عندما قابلتك اول يوم نورك انطفأ نظره عيناك تبدلت لم ارد ان يحدث هذا,,لهذا فعلت المستحيل و سأفعل حتى لا تختفى تلك النظره ثانيه "
اقتربت منه و احتضنته " لا تتركنى ثانيا"
ابتعد عنها " احبك بل اعشقك صديقى القديم و لن اترك ابدا"
وضعت يدها على فمها تخفى ضحكتها " اخيرا سمعتها ,,انا ايضا احبك و لن أصبح لاحد غيرك "
اقترب منها و برقه قبلها حتى شعرت انها تاكل قطعه حلوى سحريه و اصبحت حره اخيرا,,
و فجاه توقفا عن تقبيل بعضهما عندما بدأ ذلك الرجل بالغناء ثانيه فضحكا,,,
فى المساء قضت معه الليل بين احضانه و قلقها اختفى فى تلك اللحظه لن يفرقهما اى شئ ثانيه حتى والدها ,واقسمت على ذلك و اغمضت عيناها ليس هربا بل لتقتل وقت انتظارها حتى يأتى الغد,,,
فى اليوم التالى لم ينتظرا باقى السياح و اخبر هيتشول مساعدته ان تتولى امرهم ,,اتجها للمطار و سافرا لكوريا,,
بعدما وصلا ركبت السياره معه و اتجهت لمنزلها بعدما اخبرته عن العنوان,,وقفا امام المنزل و نظرت له ابتسمت و قبضت على يده بشده ,,اقترب منها و قبلها ثم همس لها " لا تقلقى"
دخلت المنزل و وجدت والدها و كيبوم مع بعضهما,,نظر إليها والدها و بعدها وقعت عيناه على يدهما,,
"لم تتغير هيتشول" ابتسم له ,
"و لا انت سيدى " ابتسم بحذر,,
"ما الذى تظن انك تفعله هنا" نظر له بتوعد,,
" لن استمع لك ثانيا و لن اتركها"
صرخ به " ما الذى تقوله "
"كما سمعتنى هانيا اصبحت ملكى الان و لن تركها "
"ارجوك ابى اسمعنى" نظرت له بترجى,,
"استمع لماذا ,,هذه مهزله الا تهتمى لم اقوله و تعصين اوامرى"
"متى عصيت لك امرا طوال عمرى و انا اسمع لكلامك ,,اتنفس و اتكلم و اتصرف تحت أمرك.. حتى اليوم التى تنتظره كل فتاه الزواج انت اخترته لى ,,ارجوك ابى انت هكذا تقتلنى"
" اخرصى" صرخ بها بقوه ,,
"ياا هل تريدين قتل والدك" صرخت بها والدتها بعدما سمعت صوته,,
"امى انا ابنتك فكرى بى قليلا" نظرت لها و بكت,,
التفت والدها لكيبوم " اسف على ما يحدث "
ضحك كيبوم " انا من يجب عليه الاعتذار لك هانيا لم اعلم انك تعيشين مع وحش هكذا,,انا لا اريد الزواج بها عمى و لا تقلق لن اخبر والدى"
اقترب كيبوم من هانيا و ربت على كتفيها " لا تعتقدى انى سيئ للدرجه عندما لم تكونى هنا اختبرت شعور الحب انا ايضا ,,اسف على معاملتى لك" نظر لهيتشول " اعتنى بها جيدا"
و خرج من المنزل ,,
" هل رأيت ابى لا شئ سيحدث ارجوك اتركنى "
نظر لها و صرخ بها بقوه " لا لن اسمح لك بالزواج منه "
اقترب منه هيتشول و جثا على ركبيته " ارجوك لا تفرقنا هل ترى فى ما تفعله سعاده لابنتك ,,الا ترى انها تعيش كالشخص الميت ,,ارجوك "
نظر لها والدها و لكنه لم يجدها " هانيااا "
وقفت هيتشول سريعا من مكانه و صرخ باسمه ..و فجاه سمعا صوت والدتها من الاعلى ,,
صعدا الاثنان الى غرفتها ووجداها تقف على حافه النافذه و تهددهم بالقاء نفسها,,
"اذا لم تتركنى ابى ساجعلك تتركنى غصبا و لكنك لن ترانى ثانيه,"
"ارجوك هانيا انزلى" تحدث معاها لاول مره بصوت هادئ و قلق مختلف عما اعتدته معه ,,,
" اذا رفضت زواجنا سألقى بنفسى " نظرت له و اخذت تبكى,,
"ارجوك انزلى هانيا,,كيم ما بك الا ترى ابنتك تهدد بحايتها" نظرت والدتها لوالدها بغضب,,
فى تلك اللحظه غمزت لهيتشول و بادلها هيتشول الابتسام,,
"حسنا" نظر لها بقله حيله " الان ارجوك انزلى"
نظر له هيتشول لا يكاد يصدق نفسه و اقترب منه و قبله و لكن والدها نظر له كما يريد شنقه فاعتذر له هيتشول و ذهب سريعا لهانيا,,مد يده لها ,,ابتسمت له كأنها فازت بأكبر جوائز العالم و اغلاهم " احبك" همست له و و مدت يدها لتنزل و لكنها انزلقت ووقعت من النافذه,,,,
"هانيااااااااااااااااا"
بعد اسبوع
"يا الم اخبرك أن تلك الخطه فاشله,, بسببك اضطررت لتأجيل زواجنا لشهرين " نظر لها بغضب بينما يمشط لها شعرها,,
" ياا الا ايكفى انى هددت بحياتى بسببك " نظرت له و هددته بالضرب,,
ضحك بسخريه " حياه ماذا انتى تسكنين فى فيلا صغيره و قصيره و لن تموتى غبيه "
ضحكت بقوه " كيف صدق والدى انى سأموت من تلك المسافه ياله من طيب القلب"
التفت لها و ابتسم " لا تلك قوه الحب و سحره و حريته ,,و الان أين أجره تصفيف شعرك"
اقتربت منه و ربطت ذراعيها حوله ,,ابتسمت له و قبلته ,,
فلاش باك ,,قبل ان يعودوا لكوريا اتصلت بوالدتها و اخبرتها كل شئ و هيتشول تحدث معها و والدتها لم ترفض بل وافقت و بقوه فهى منذ زمن كانت تحب هيتشول و تمنت لو كان زوج ابنتها الحقيقى ,,,,و بعدها اتصلت بكيبوم و اخبره هيتشول انه سيعرفه على احدى الفتيات الايطاليات صديقاته و ليس عليه اخبار والده بل هانيا هى من ستخبره هكذا لن يعاقبه فقط عليه التمثيل جيدا,,و بالفعل لم يرفض كيبوم فهو ايضا يريد التخلص من هانيا,,,....
و هكذا عاشا بسعاده و الأهم يشاركان بعضهما بعضا طعم الحريه ^^
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق