الأحد، 10 يوليو 2016

*○ القدر_OneShot ○*



*○ القدر○*


written By : Ṧaℓmậ




نظرت له باعين تهالكت من البكاء بينما تجثو على ركبتيها ممسكه ببنطاله تتسول اليه ,,,
"ارجوك يا بابا متقضيش على اخر امل لينا ,,انت عايز تشوفنى محطمه لبقيه حياتى "

اجابها بنبره غليظه مبتسما ,,
 "و انتى فاكره ان حياتكم مش هتتدمر .. الفقر لم بيخبط بيت اى زوجين بيدمره سواء كنتم بتحبوا بعض او لا "

نظر له كيوهيون بعيون دامعه و بنبرة ترجى مجزا على كرامته,
"انا واثق فى حبنا و لا يمكن يحصل اللى بتفكر فيه ,,ارجوك هى فرصه اللى بطلبها و هثبتلك انى قد كلمتى و إنى اقدر ابقي قد المقام و اعيشها فى مستوى اللى حضرتك بتحلم بيه "

ابتسمت لكيوهيون مهونه عليه عذابه الداخلى..
""خلاص سمعت اللى عايز ترضى بيه عقلك ,,مع انى راضيه بالعيشه معاه حتى لو على الرصيف .. لكن عشانك انت كيوهيون هيثبتلك قد ايه هو بيحبنى و ان ربنا هيكافأنا على صبرنا" مسحت دموعها "سيبه يحقق فرصته ارجوك و الا " وقفت بملامح بارده " هقتل نفسى "

التفت ابيها و نظر لها بلا اهتمام ,,
انتى فاكره بكلماتك ده هتأثري عليا ,,ماشى هسمع كلامك للمره الاخيره لكن لو حصل غير كده مش هسمح لك تكملى حياتك و تضيعى الباقى منها مع واحد زيه ,,كفايه انى استحملت لعب العيال بتاعكم كل ده " نظر له بتوعد اخر فرصه فاهم ""



شعر كيوهيون كأن سهم مشتعلا اخترق جسد ,,فهو يحترق بالداخل و العالم اصبح فى حاله جفاف لا توجد قطرة مياه تطفئ ناره ,, التفت والدها و تركهما ..تحامل كيوهيون حتى اخر لحظه و لكن ارجله خارت من القوه و لم تعد قادره على حمل جسده المنهار  ,,فأخر ذرات كرامه لديه قد تناثرت مع رياح الاهانه ,,,ترنح امامها ببطئ فجرت ناحيته و لحقته ,,

استند عليها مطقطق الرأس خائب الامل ,,شعرت بدموعه المنهمره على يدها التى تحيط به ,,بيدها الأخرى مسحت دموعها هى و كم تمنت ان يكون لديها اجنحه فترتفع بهما عاليا بعيدا عن كل الناس ,,,


خرجا من منزلها ذو الطابع الكورى القديم متجهه به الى أى مكان طلق بعدما كادا يختنقا ..تمشيا بخطوات ثقيله حتى وصلت عند أحدى المقاعد الخشبيه امام البحر ,,

وقفت أمامه ثم جثت على ركبتيها ,لمست ذقنه بخفه رافعه راسه لها ثم ابتسمت له الإبتسامة التى طالما جعلت قلبه يذوب عشقا  ,صارة على اسنانها كاتمه بكاءها ,,

"انا اسفه"
ضمت يده التى اصبحت قطعه من الثلج بينما جسده الغضب يزيد من حدة نار الإهانة...مع لمستها له أحس  بالنار بداخله تهدأ و تتحول بلمسه منها ت لدفئ يتملكه ,,لمس وجهها برقه و ابتسم لها بما تبقى من دموع فى اعينه ,,
"بحبك و لا يمكن تكونى لغيرى ابدا "

اقتربت منه و طبعت على شفتيه قبلة الحب المدفون داخلهما منذ خمسه عشر سنه ,,منذ اليوم الاول الذى وقعت أعينهم على بعض فى الصف العاشر عندما كانت تقدم نفسها للتلاميذ بما أنها فتاه نقلت من مدرسه اخرى ,,,
"اسمى ايمى "

تلك هى الجمله التى ترددت فى أذني كيوهيون و هذا فقط ما راد معرفته بعدما وقعت عينيه عليها و شعر بدقات قلبه المتتاليه ,,كم المحاولات التى فعلها كى يتقرب منها لا تعد و لكنه لم يستسلم حتى مع كم الحواجز التى وضعتها حولها ..و فى محاولته الاخيره اراد التباهى بقدراته على الغناء فهو معروف بصوته الجميل ,,

فتنافس مع زميل له على الغناء بصوت عالى كى يثبت قدراته و لكن فى النهايه جرح صوته بدون قصد ,,جلس على الارض يحاول التنفس و لكن عندما راها بجانبه تنظر له بقلق اخذ يعيد ترتيب نفسه ,
"انت كويس"
كلماتها التى كانت كالاكسجين المنقذ له ,,ابتسم لها كالابله ,,
"انا دلوقتى كويس "

تلقى ضربه من صديقه يسونغ منافسه بالكتاب ,,
"يا شيخ خضتنى عليك " ثم ذهب تاركهما معا بعدما ابتسم بخبث لصديقه على نظراته لايمى ,,

لمس يدها بعدما مدتها له كى تساعده على النهوض فشعر بالقشعريره ساريه فى كل انحاء جسده.. ,كقشعره ليله الشتاء ,,و بعدها أتخذ كيوهيون الخطوه الاولى و تجرأ على دعوتها على الحلوى بحجة مساعدتها له ,,لم يشعرا بالوقت فى حديثهما مع بعض حتى تعرضا للعقاب على يد الأستاذ لغيابهم من الدرس,,
وهكذا مرت الأيام لا يتفرقا بعدما أكتشف انها تسكن بالقرب منه و هم فى نفس مستوى المعيشه تقريبا فلا يوجد حاجز بعد الآن ليتحدثا معا ,,لم يكن ما بينها ابدا صداقه بل شرارات الحب ظهرت منذ ان كانا مجرد طفلين و مع مرور السنين اعترف لها كيوهيون بحبه فى السنه الاولى من الجامعه ,,,

و لكن ابيها لم يكن راضيا عن وضعهما او علاقتهما فكان دائم الخوف على ابنته من ان تواجه الفقر كما واجهه و بسببه تدمرت حياته و فى نفس الوقت لم يرد كسر قلب ابنته الوحيده المتيمه فى حب ذلك الشاب الذى لا يفرق عنها شيئا فى الفقر ,,فكان كيوهيون بالنسبه لابيها عقبه يجب محيها من الوجود ,,

مرت السنين و الكل يعلم بعلاقتهم حتى مع رفض ابيها لكيوهيون عده مرات لم ييأس و لم يتخلى عنها او عن حبه ,,و هى أيضا لم تفكر و لوهله أن تتخلى عنه بل كلما رفضه أبيها تمسكت بيه أكثر حتى اصبحت روحها بين يديه ,,

اليوم هو اليوم الذى ينتظره كيوهيون منذ شهرين "يوم الحريه و الخلاص" كما يخبرها دوما ,,

فهو على يقين بأن فرصته فى السفر ليعمل بالخارج بمرتب معقول يكفى للزواج قد يغير رأى والدها .. فهذا الطريق ما مهده له صديقه شيون هو امله و منقذه الوحيد فى تلك الحياه القاسيه ,,,
وعده شيون  بمساعدته من تعرف عليه فى الجامعه و أصبحت علاقتهما قويه و هو يعلم بقدرات كيوهيون الجيده فى مجال المحاسبه بعدما تخلى عن حلمه ليصبح مغنى و يعمل فى مجال مستقر اكثر ليعجب ابيها ,,,,



فما كان أمامها الا مساندته و الإيمان بقدراته و الإيمان بأخر فرصه و أصبحت  متمسكه بها اكثر منه ,لا تنام الليل من الخوف من خسارتها و من وعد ابيها ان يزوجها ابن صديقه إن فشل كيوهيون فى أخر فرصه,,,


أستيقظ مبكرا بعدما ارتدى حلته  الجديده التى احضرتها له بمناسبه اليوم ,,ربط رباطه العنق و تنهد بينما ينظر لنفسه فى المرأه و أبتسم بثقه ,,اتصلت به و حديثها معه دب فى روحه الثقه و التفاؤل ,,
أتجه للشركه بأبتسامه و نفس سعيده ,,كأنه ييريد تقبيل كل من يراه فى طريقه ,,
صعد للدور المطلوب و استئذن السكرتيره فى تأكيد  حجز الميعاد له ,,
"ايوه انا كيوهيون اللى مقدم على طلب الوظيفه الجديد"

صمت حل فى الارجاء حتى افاقه صوت ارتطام الحقيبه بالارض,,بصوت مرتعش ,,
"انتى بتقولى ايه "
اجابته بملامح شفقه ,,
"اسفه الرئيس النهارده لغى اى طلبات للوظفيه لاسباب صحيه و هيقفل الشركه "

"لا يمكن انتى يتضحكى عليا اكيد" أجابها بنبره مدمره و ضحكه فاقده الامل ,,
ردت عليه بصوت حزين "اسفه بجد"
استند بيده على المكتب حتى يقوي على لملت شتات نفسه,,اقتربت منه الموظفه لمساندته لكنه اشار لها بالابتعاد ,,تماسك بأخر ما تبقى من اعصابه و خرج من الشركه قبل ان ينهار ,,,

تمشى بين الناس فى الشوارع كإنسان بلا روح ,,فأخر فرصه فى الحياه راحت هباء و الآن ما العمل و حبيبة عمره تضيع من بين يديه و لا يستطيع فعل شئ غير البكاء عاليا ,,هل موته سيكون الحل و لكن اذا مات هل ستكون هى بخير ,,
ضحك بعدما تذكر إبتسامتها امامه كالصوره الجميله ,,وقف مكانه و مد يده ليمسك بها و لكنها كالسراب اختفت بعيدا ,,,



حملته ارجله حتى وصل أمام منزلها فى منتصف الليل ,,أراد أن ينادى باسمها بأعلى صوته كى تظهر أمامه و يختفى بين احضانها من هذا العالم القاسى الذى لا يبدى أى رحمه لهذين الطائرين العاشقين ,,

شعر بدموعه المنهمره و كل منها كالشوكة التى تخترق جلده ,,شعوره بالعجز و ضياع كل شئ من بين يديه و هو مكتوف الايدي جعله مبلد المشاعر لا يظهر اى رد فعل حتى الثلج المنهمر حوله حتى غطى راسه بالكامل و هو لا يتحرك ساكنا ,, عيونه شعرت بحركه فى غرفتها فتحرك مسرعا مختبئا خلف إحدى الاسوار ,,,نظر عاليا واضعا يده على فمه كاتما بكاءه و باليد الأخرى يضغط على قلبه الذى يدق كالمجنون يريد الذهاب اليها ليرتاح ,,,,,,

شعرت بالقلق كاد يقتلها كيف له ان يختفى كل تلك المده بدون أن يخبرها مكانه أو حتى يتصل بها منذ ذلك اليوم ,,سألت كل من تعرفهم كالمجنونه و أخذت تبحث عنه حتى قتلها الشك أن يكون حدث له شئ سئ ,فلم تهتم اذا الشركته قلبته أم لا فكل ما يهمها الآن أن هو تريد رؤيته كى تريح قلبها من القلق و الخوف ,,

"قلتلك ده شخص مش مسئول و متثقيش فيه "

خرجت كلمات والدها منه و قتلتها كالرصاص ,,نظرت له بضيق ثم أسرعت بالخروج للبحث عنه ثانيا ,,أخيرا وقعت عيناه عليه ,,جرت ناحيته بعدما وجدت روحها الاخرى ,,,احتضنته بقوه و لكن إحساس قلبها لم يكن يكذب ,,فهناك شئ متغير بشانه كأنه شخص أخر هذا ليس كيوهيون حبيبها ,,,

لمست وجهه متفحصاه ,,
"انت كويس ,,كنت فين  "

ابعد يدها عن وجهه بقوه و نظر لها ببرود ,,
"احنا مش هينفع نكمل مع بعض"

ابتسمت له متفاجئه مما قاله ,,
"انت بتقول ايه "

نظر لها ببرود,,
"زى ما سمعتى ,,انا متقبلتش فى الشغل و كل حاجه اتدمرت ,,عيشى حياتك مع شخص أحسن منى يستحقك و بعدين أنا مش مستعد أتحمل تانى الاهانات من والدك"

تتالت ضحكاته كالمجنونه  ,,
"انت اكيد بتهزر ,,و اللى بينا و أنا ازاى تقول كده بسهوله و الحب اللى بينا خلاص مات "

ابتسم كاتما دموعه ,,
"الحب مات من بعد الاهانات و أول مره كدبت فيها نفسى و قلت انك هتكونى ليا ,,بس الحقيقه غير كده ,,انا خلاص مبقتش قادر لا اقاوم و احارب لا عشانى و لا عشانك"

ارتمت بجسدها على الارض من وهل الصدمه و بدات عيونها بالبكاء ,,
"كيوهيون ارجوك انا مش مصدقه "

نظر لها ببرود مصطنع و عدم اهتمام مجزا على اسنانه و قابضا على قلبه ,,,
"هى دى الحقيقه لا انا و لا انتى نقدر نقف قدام القدر و ده قدرنا ,,لحد هنا انا اسف "



التفت لها ,,وقف لثوانى يمسح دموعه المنهمره و يطلق اهاته فى صمت ثم تحرك ذاهبا ,,تاركها تصرخ باكيه وسط المارين يشاهدون انهيارها و يشفقون على حالها ,,حتى وقعت مغشيا عليها ,,,

جرى مسرعا ليختبئ فى منزله بعدما كاد يرجع لها ثانيه و يتخلى عن وعده لابيها ,,,

"بعدما علم ابيها بفشل كيوهيون فى العمل ,هدده بالا يقترب من ابنته ثانيه اذا كان يريد مصلحتها و لا يريد رؤيتها منهاره و اقنعه ان ببعده عنها مصلحتها فالفقر لن يجلب لهم سواء التعاسه ,,لم يهتم كيوهيون بكل هذا لكن عندما تحدث ابيها عن مصلحه ايمى كان هذا فقط ما يقلقه و ما يريده بالرغك انه يعلم هكذا يقتل نفسه بيده ,,فلا يهم طالما حبيبته ستكون سعيده "

مر شهر و ايمى تحاول الوصول لكيوهيون بالرغم من كل ما حدث ,لكنها فقدت الامل عندما سمعت من احدى اصدقاءه انه سافر الى الخارج ,,

دخلت غرفتها و جلست على سريرها كما تفعل دائما تنظر للسماء و تدعى ان يكون كل هذا حلم و تبكى حتى تغط فى النوم ,,دخل والدها الغرفه و جلس بجانبها ,,
"بكره الفرح انتى عارفه كده "
لم تنظر له او تجيبه اكتفت بصوت همهمت البكاء ,,,
شعر كان ابنته على شفا الانهيار و لكنه لم يقتنع الا بما يمليه عليه عقله ,,
"يا ريت تكونى مستعده ,,تصبحى على خير "

خرج و اغلق باب الغرفه وراءه ,,نظرت له وذهبت ناحيه المراءه حملت احدى الاكسسوارات الموضوعه على الطاوله ,,اخرجت صراخها من العذاب و  قذفت بها حتى كسرت المراءه كلها ,,

جلست امام الزجاج المكسور و امسكت باحداهما ,,اقتربت من يدها الاخرى بقطعه الزجاج حتى اوقفها صوت كيوهيون فى اذنها ,,,

التفتت حولها كالتائهه تبحث عنه يمينا و يسارا فعلمت انها كانت تتوهم ,,


القت بقطعه الزجاج و اخذت تصرخ باعلى صوتها و تضرب على قلبها بيدها الملطخه بالدماء من قوه جذبها على القطعه ,,,


تقوقعت حول نفسها باكيه حتى أنهارت نائمه حول القطع المنثوره ,,,

"بكره فرح ايمى"
قالها له صديقه ايونيهوك بعدما اخبره انه تم ما املى عليه بأن يقنعها انه سافر الى الخارج و هو يتخفى فى منزله حتى يضمن زواجها ,,,


ابتسم له بعيون باكيه ,,
"كويس"
 اقترب منه ايونهيوك مبعادا عنه زجاجه الخمر العاشره التى يتناولها ,,,
"كفايه كده "

دفعه بعيدا بقوه ,,
"سيبنى ,,دى الحاجه الوحيده اللى بعملها بطوعى "
صمت قليلا ثم اجهش فى البكاء ,
"انا تعبان اوى "


اقترب منه ايونيهوك و ضمه اليه حزينا على حال صديقه ,,

فى اليوم التالى ,,,جلست امام المرأه بينما باقى الفتيات مشغولات بتصفيف شعر العروس و ووضع مساحيق التجميل لها و لا أحد يشعر بالنار المندلعه داخلها,,اصحبت بلا. روح تتحرك كما يقال لها اغلقى عينيك ستغلقهم ارتدى هذا ارتدته ,,لكن توقفى عن البكاء و التفكير فى كيوهيون هذا كالموت ,,,

تجمع جميع المدعون فى الصاله و الكل جلس فى مكانه يشاهد العروسين يقومان بمراسم الزفاف,,و فى نهايه المكان يقف كيوهيون محاولا الاختباء يشاهدها و يودعها للمره الاخيره بعدما اقنعه ايونيهيوك بخطوره ما يفعله,,,,

"اعلنكما زوجا و زوجه "
مع تلك الجمله انهارت اخر دموع كيوهيون  ,,

التفت العروسين ليحيوا المدوعوين و لكن قلبها لم يكن يكذب عليها عندما أخبارها إنه  موجود بينهم فى مكان ما ,,,ساد الصمت للحظات و كأنهم فى المكان بمفردهم ,,نظر لها و لم يستطيع اكمال كذبته فعيونه من تتحدث الى روحها و الان تعلم جيدا ان كل ما حدث لم يكن بيده و لكن غصبا عنه ,,, ابتسم لها ثم التفت ذاهبا ,,,


ترك المكان و تركها محطمه تقف بين اشخاص لا يشعرون بما تحمله من ثقل على قلبها يكاد يخنقها و يقضى بحياتها ,,الكل ينظر لها بسعاده و أبتسامه و يهنئهما و لكنها أرادت شخص واحد فقط يهون عليها و يخبرها أن كل شئ سيكون بخير ,,,,,,

بعدما ترك المكان أتجه لاحدى غرف الكاريوكى  يحمل زجاجه خمر ,,حمل المايك و أخذ يغنى بصوت عالى ربما يسمعه اى شخص او ربما تسمعه هى و تأتى له ,,,,

بعد مرور ساعات على تلك الحاله اتجه للكرسى و جلس ليستريح ,,حمل هاتفه ووجد أكثر من خمسين مكالمه من ايونيهوك ,,,

انقبض قلبه قبل ان يتصل به و شعر بتلك المكالمه ستبدل حياته ,,اتصل عليه بايدى مرتعشه ,,
"انت فين ايمى انتحرت و نقلوها المستشفى "

لم تمر لحظات و تحرك كيوهيون من مكانه ملقيا بالهاتف على الارض و جرى مسرعا لمكان المستشفى ,,
دخل المستشفى بقلب ينبض كالمجنون من الخوف و يده لا تستطيع الثبات فى مكانها من الارتعاش ,,
"هى فين "

نظر له ابيها بعيون باكيه ,,
"انا السبب"
امسكه كيوهيون من قميصه ,,
"لو حصلها حاجه مش هسامحك ابدا "

جرى ناحيه الطبيب عندما رأه يخرج من غرفتها ,,
"هى عامله ايه دلوقتى "
الطبيب ,,
"للاسف حالتها خطر جدا "
مسح دموعه المنهاره ,,
"ممكن اشوفها "
الطبيب حرك راسه نافيا ,,
"مينفعش استنى بعد العمليه "

دخل الطبيب ثانيا ,,و اتجه كيوهيون يجلس فى استراحه الزائرين كما اخبرته الممرضه ,,انحنى بجسده واضعا راسه بين يديه و اخذ يبكى ,,بعد دقائق رفع رأسه ثانيه و مسح دموعه ,ألتفت يمينا فوجد رجلا عجوزا ينظر له و يبتسم,,,
"غريب القدر صح "


التفت كيوهيون يمينا و يسارا ثم اشار لنفسه ,,
"انا ,,بتكملنى "
ضحك بصوت عالى ,,
"ايوه انت ,,,تفضل تحارب لشئ و فى الاخر بردوا الشخص ده ميكونش من نصيبك"
نظر له بغضب,,
"انا مش ناقص كلام تخاريف"
اقترب منه ,,
"انت عارف انا ظهرتلك ليه ,,لان ابوك الله يرحمه مش عايزك تعيش فى الحياه دى متعذب من شئ انت مش بايدك  تغيره "
ازفر بضيق ,,
"انت راجل كبير و مش عايز اغلط فيك سيبنى انا فيا اللى مكفينى "
ابتسم له بحماس ,,
"طب لو حققتلك طلب ,,اى طلب تطلبه "
هم كيوهيون من مكانه ,,
"انا ماشى ,,مجنون "
ابتسم له ,,
"هترجعلى دلوقتى ,,"

نظر له كيوهيون بغرابه ثم أتجه ليطمئن على ايمى ,,وجد والدها يجلس على الارض مغشيا عليه و بعض الممرضات حوله يساعدوه ,,
اراد ان يكذب حقيقه ما سيسمعه ,,لكن هذا هو الواقع ,,
"انا اسف "

وقع كيوهيون من مكانه و  الحياه حوله تدمرت ,,,وضع يده على اذنه و اخذ يبكى و يصرخ ليسكت بكاء الجميع من حوله ,,,
اتجه لمكان ما يجلس قبلا بعدما تحرك هناك بلا روح  لا حول له و لا قوه ,,فقط لا يعلم لم تحرك هناك فى ذلك الوقت ,,
اقترب منه ذلك الرجل و اخذ يربت عليه ,,نظر له كيوهيون بعيون دامعه ,,
"قلت ممكن تحقق لى طلب ,,انا عايز ايمى ترجع "
ابتسم الرجل بيأس,,

"كنت عارف إنك هتقول كده و مش هتتقبل قدرك"
لم يستمع كيوهيون لاى من كلماته و لكن ما كان يقوله فقط و يكرره ,,
"رجع لى ايمى ,,ريحنى من عذابى ارجوك ,,مش انت قلت كده " صرخ به ,,
ربت عليه الرجل ,,
"يعنى مش هتندم "
نظر له كيوهيون متفاجأ ,,
"أنت مين "
ابتسم له ,,
"انا مبعوث لرساله معينه "
ابتعد عنه كيوهيون بعدما مسح دموعه و نظر له بخوف,,,
"ازاى يعنى "
ابتسم ,,
"مش مهم دلوقتى ,,افتكر ان انت اخترت كده انا هرجعك ليها تانى بس ده اللى اقدر اعمله "
اقترب منه كيوهيون باندهاش و الفرحه دبت قلبه ثانيه ,,
"بجد تقدر ترجعنى تانى "
ابتسم و حرك راسه ,,
"ايوه اقدر ,,ها تحب ترجع دلوقتى "
قفز كيوهيون فى مكانه و مسح دموعه بينما يضحك ,,
"طبعا و دى محتاجه كلام "
وقف الرجل ,,
"غمض عنيك " ,,,,,,,,,,,,

مرت لحظات و كأنها ثوانى ,,,فتح كيوهيون عينه بعدما شعر بالهدوء حوله ... تفحص المكان و لا يكاد يصدق عينيه ,,لقد رجع لوقت الفرح قبل الموعد ,,,

خرج من شقه ايونهيوك متجها لها مسرعا و هو يضحك ,,حتى وصل لمنزلهم ,,الكل لايزال مشغول بتحضيرات الزفاف ,نظر لنافذه غرفتها كما كان يفعل دائما ليتقابلا سرا ,,,و لم يجد احدا معاها فى الغرفه ,,,حاول الصعود متفاديا انظار اى شخص حتى صعد لغرفتها ,,طرق باب الغرفه ,,

سمعت الطرق و لكنها لم تبالى فهى لا تزال على حالتها من التبلد و دموعها المنهمره ,,و لكن طرقه مره ثانيه جعل قلبها يحفذ عقلها حتى همت و فتحت الباب,,

فتحت الباب لم تلحظه امامها فالتفتت مطقطقة الرأس و بعد لحظات ادركت ما تراه فتجمدت ثم التفتت بسرعه و لم تصدق عيناها ,,اقتربت منه ببطئ و لكنه لم ينتظر فاقترب منها بسرعه و احتضنها كانها غائبه عنه لالف سنه ,,لم يصدق ما تراه عيناه حتى شعر بها و بجسدها بين احضانه ,,اخذت تضربه بقوه على ظهره ,,
"غبى غبى ,,ازاى تسيبنى"
لم يستطع التوقف عن البكاء ,,
"انا اسف ,,وحشتينى اووى"
ضمته لها اكثر و ابتسمت اخيرا و لكن دموعها تلك المره فرحا ,,,
"مش هسامحك ابدا "
ضحك بصوت باكى ,,
"و انا لا يمكن اسيبك تانى "

ابتعدت عنه و لمست وجهه ثم اقترب منها و قبلها من جبهتها عده مرات حتى استقر على شفاتها و طبع عليهما قبله ,,,
"يلا بينا "
ضحكت له كما كانت تضحك بالماضى ,,
"يلا "

خلعت فستانها و بدلته بملابس عاديه ثم نزلا من النافذه خلف المنزل ,,ركبا سياره اونهيوك و هربا سويا ,,

خرجا من السياره بالقرب من البحر ,,,خرجت و خلعت حذاءها و اخذت تجرى على الشاطئ بينما تضحك,,



ابتسم لضحكتها الطفوليه التى كاد ابيها يسلبها منها الضحكه التى طالما زينت حياته باحلى اللحظات و الاوقات و التى طالما دبت الحياه لروحه ,,,

شعر و كأن كل ما يحدث حلم بالنسبه له و لم يكن السحر الذى حدث له يؤثر به فكل ما اراده تحقق و لا يهتم كيف حدث ,,قلبه هدأ اخيرا بعدما تاكد انها اصبحت ملكه ثانيه ,,,
ترك كل القلق خلفه و خلع حذاءه ثم جرى ناحيتها ,,حملها بين ذراعيها و اخذ يدور بها ,,

بعدما انتهوا من اللعب مع بعضهم البعض اقترب الوقت على الغروب جلس الاثنان قباله البحر يشاهدون جماله فى احضان بعضهم لا يهابون شئ و لا يهتمون او يفكرون فى شئ ,,كل ما يهم انهم مع بعض...

"انت ليه سبتنى "
سالته بينما تنظر لاسفل و تكاد دموعها تنهمر,,
 لمس ذقنها لتلتفت له ,,
"غصب عنى لو تعرفى قد ايه كنت بتعذب من قرارى ده ,بس سامحينى اخر مره هتصرف بالغباء ده "
ضحكت له ,,,
"انا اللى مش هسمحلك تعمل كده تانى,,بحبك"
اقترب منها داعب انفها ,,
"بحبك اكتر "




ركبا السياره ثانيه و اخذا يبحثان عن مكان للاقامه و فى اليوم التالى يسافرا الى اى بلدة اخرى بعيده عن ابيها ,,
توقف كيوهيون فى منتصف الطريق ليحضر بعض الحاجيات اللازمه كالطعام و الشراب ,

"انا هاجى معاك"

ابتسم لها و حرك راسه نافيا ,,
"خليكى انتى هنا انا هروح و ارجع بسرعه"

ابتسمت له ,
"هتوحشنى "

لا يعرف لم انقبض قلبه لم قالت ,ابتسم لها ثم اغلق باب السياره ,,


دخل لاحدى المحلات ,,و بعدما انتهى خرج يحمل الاكياس و يبتسم ,,اقترب من السياره و فجاه ,,,,,

"صوت انفجار"




نظر و عينه لا تصدق ما تراه ,,وقعت الاكياس على الارض ,الناس جميعا يجرون ناحيه الانفجار و يحاولون المساعده فى اطفاء الحريق و انقاذ من بالداخل و هو لا يزال ساكنا لا يتحرك ,,,وقع على الارض حوله المكان فى ضوضاء عارمه و صوت الناس يملئ الشوارع و لكن كل ما سمعه هو الصمت و بكاءه الداخلى ,,,ابتسم و عيونه تنهمر بكاءا و لم يصدق ما يراه ,,

"قلتلك انا بس اقدر ارجعك لكن مقدرش اعمل حاجه تانى "
نظر له بعيون باكيه ,,,
"و ايه الفايده اذا كانت النتيجه نفسها" اجهش فى البكاء "ليه مقلتليش "

جثى على ركبتيه يربت على ظهره ,,
"انت مرضتش تقبل قدرك كان لازم تشوف انه مهما حاولت ده قدركم مش ذنبكم حاجه ,,عشان متعيش بقيه حياتك ندمان على حاجه مش بايدك"

امسك بيده ,,
"ارجوك ريحنى من عذابى ,,انت فاكر كده انا ارتحت "

ابتسم له بحزن ,,
"محدش يقدر يخلص حد من عذابه غير نفسه ,,للاسف دى الحقيقه "

بكى بصوت عالى ,,
"يعنى مهما حاولت حبنا نهايته محتومه بالعذاب "

ربت على يده ,,
"فى ناس حظها فى الدنيا كده و متقدرش تعترض "

نظر للانفجار و بكى بصوت عالى,,
" هى ذنبها ايه ,,تعيش حياه تعيسه و تموت حزينه "

ابتسم له ,,
"ده قدرها و نصيبكم "

وقف كيوهيون مكانه و حرك راسه نافيا ,,,
"لا لو المفروض حد يتعذب يبقى انا ,,لا يمكن اكون انانى ازاى انا اعيش و هى لا "
اتجه ناحيه الانفجار بينما تصرخ الناس له و يحاولون ايقافه عما سيفعله ,,

"انت فاكر كده انت مش انانى "

التفتت له كيوهيون بينما يبكى ,,
"عايزنى اعمل ايه يعنى انت فاكر بعد ما تموت انا كده هعيش ,,اموت احسن "

ابتسم بحزن ,,
"مش هتقدر لان مش دى نهايتك "

صرخ به كيوهيون ,,
"اومال عايز منى ايه " جلس على الارض " سيبنى اموت ارجوك "

الرجل بصوت حزين ,,
"حاول تفكر فى حل يساعدكم انتوا الاتنين "

صمت كيوهيون لدقائق ثم نظر له بعيون باكيه ,,
"طول ما احنا مع بعض حبنا مش بيسبب شئ غير الالم ,,يبقى الاحسن لو نفترق ,,ممكن طلب اخير "

نظر الرجل حوله خائفا ان يرا كيوهيون يتحدث للفراغ ,,
"بسرعه"

"مش عايزها تعرفنى تنتقل و هى صغيره لمدرسه تانيه ,,كده مش هنتقابل و لا هنحب بعض و هتكون سعيده "

الرجل ابتسم ,,
"متاكد"

كيوهيون بصوت فاقد للامل ,,
"هو ده الحل ,,بس قبل ده ,,ممكن ارجع ليوم اقضى معاها لاخر مره "

الرجل ابتسم ,,,
"مش مشكله بس لحد نقطه معينه انا بعدها اقرر اخفيك فيها "

كيوهيون حرك راسه بلا حول ,,
"حاضر " ,,,

الرجل ,,,
"غمض عينيك",,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,





نظر ليجد المكان كما تمنى ,,,سمع صوت ضحكتها من بعيد بينما تقترب ناحيته ملوحه له و تبتسم ,,,

"صباح الخير "


 ابتسم لها على الفور كما كان يفعل فى الماضى ,,اخفى دموعه بحجه بسيطه ثم امسك يدها و اخذ منها الحلوى التى اعتاد على تناولها منها فى الصباح كل يوم قبل المدرسه ,,

ابتسمت له عندما راته ينظر لها ,,
"انت غريب النهارده "

ابتسم لها و نظر الى الجهه الاخرى ,,
"عشان انتى جميله النهارده "

احمرت وجنتيها من الخجل مما زاد من جمالها ,,
"شكرا"

ضحك على خجلها ,,
"هو ده الرد شكرا "

ابتسمت له بدلع ,,
"عايزنى اقول ايه يعنى "

وقف و التفتت لها ثم اشار لوجنته ,,
"بوبو"
 اقتربت منه ثم صفعته بخفه ,,
"بعينك " ثم جريت ضاحكه و شعرها متناثر فى الهواء حتى جعل قلبه يخفق بشده من جمالها ,,

دخلا الاثنان الفصل و بدا الدرس و كشريط الافلام اللقطه تكررت كما هى بدون خطأ,,,بعدما انتهوا اقتربت منه كما توقع لتسال بقيه الفريق اين سيتدربون الليله على حفل اليوم ,,,

لكن تلك المره اجابته متغيره ,,
"فى حديقه اعرفها هاديه و مفيش حد بيروحها كتير ممكن نروح نتدرب فيها "

وافق الكل على اقتراحه بما انه القائد ,,
بعد انتهاء الدوام اتجه الفريق لتلك الحديقه و بداو التمارين لكن تلك المره كيوهيون لم يخطئ كعادته بل أدى باكثر من ممتاز ,,,

صفق له اعضاء الفريق بعدما انتهى من الغناء و اقتربوا منه يشجعوه ,,وعينيه لم تكن الا عليها بينما تبتسم له مره و تهتم باصلاح جيتارها تاره ,,,



اتجه ناحيتها ثم امسك يدها ,,
"هنروح نشوف اقرب محل نصلح فيه الجيتار و مش هنتاخر "

نظرت له بتفاجئ ثم همست له ,,
"انت بتقول ايه مفيش حد هنا "

ابتسم لها ثم اشار لها "شش" ,,

جريا الاثنان بسرعه من امام الفرقه حتى اختفيا من انظارهما تماما,,جلسا على جذع شجره و يضحكا ,,

"ايه اللى انت عملته ده  ,,كده هنتاخر على التمرين "

نظر لها بحنان,,
"مش مهم المهم  اكون معاكى "

لمس وجهها برقه ثم طبع على جبينها قبله ,,

ابتسمت له ,,
"انت مالك النهارده متغير ,,فين كيوهيون اللى كل همه المسابقه "

ابتسم بعيون دامعه ,,
"اكتشفت ان مفيش اهم منك فى حياتى "

اقتربت منه ثم احتضنته ,,
"ااذا كنت قلقان من المسابقه انا معاك متقلقش "

كتم دموعه رغما عنه و ربت على ظهرها بخفه و لمس شعرها ,,
"انا بحبك اوى "

نظرت له و هى بين احضانه ,,
"و انا كمان "

احتضنته ثانيه ,,جلسا فى احضان بعضهما البعض حتى شعرت ايمى بشئ غريب و لكن تفسيرها الوحيد من تصرفات كيوهيون هو التوتر ,,بالرغم انها تشعر و كان اليوم لا يسير بالطريقه الصيحيحه الا انها لم تهتم غير انها معه ,,,,

"تحب نلعب "

ابتسم لها ,,
"ايه "

وقفت بحماس و ابتسمت ,,مدت يدها ,,
"تعال معايا"

امسك يدها و ذهبا لمنتصف الحديقه ,,اخرجت منديلا من جيبها و ربطت به عينه ثم وقفت امامه ,,

"بتعملى ايه يا مجنونه "

ضحكت,,
"استنى بس " ,,

امسكت يده و ووضعتها على عينها ,,
"ايه ده "

ابتسم لتصرفاتها و اراد مجارتها ,,
"عيونك "

ضحكت ..
"بينقو دى عيونى اللى مش بشوف حد بيهم غيرك"

لمس راسها ,,
"و ده "

ابتسم ,,
"راسك"

ضحكت محركه راسها بالنفى ,,
"لا ده عقلى اللى دايما انت شاغله "

لمس يدها,,
"و ده "
 ابتسم ,,
"ايدك ",,

ابتسمت ,,
"محدش هيمسكها غيرك ابدا "

وضعت يده على قلبها ,,
"طب و ده " ,,

كيوهيون ضحك ,,
"مش هقدر اقول " ,,

نظرت له بغضب ثم ضحكت ,,
"يا منحرف ,,ده قلبى محدش هيكون فيه غيرك انت ,,عرفت بقى غلاوتك عندى "

خلع المنديل و نظر لها و لكنها كانت ملتفه ,,اقترب منها و احتضنها من ظهرها ,,
"طب ايه ده "

ابتسمت ,,
"انت "

امسكها من ذراعيها لتلتفت له ,,
"دى روحى اللى هتكون دايما جواكى مهما حصل ,,سامعانى مهما حصل انتى حبى الاول و الاخير "

ابتسمت له و احمرت خجلا ,,اقترب منها و اراد طبع قبله على شفتيها لكنها ابتعدت بسرعه ,,

"لو كسبت المركز الاول دى هديتك "

شعر الحزن ,,
"عشان كده رجعت للنهارده ..اكيد هكسب المره دى ",,,

ضحكت على ما يقوله ,,,
"انت اتجننت النهارده ,"

ابتسم لها ,,
"و هو فى احلى من الجنان"

التقط بعض اوراق الشجر المتساقطه من رياح الخريف الهادئه و وضعها على راسها ضاحكا ,, رسمت على ملامحها غضب مصطنع ثم ابتسمت بعدما وضعت بعض الاوراق على راسه ايضا ,,,ضحكت ثم جرت بعيده عنه ,,


و هكذا ظلا يلعبا بروح الشباب و الحب داخلهما تاركين كل هموم الحياه التى كانت تنتظرهما فقط الابتسامه هى على وجوههما ,,,و للحظات نسى كيوهيون ان كل ما يشعر به مجرد حلم جميل و سيختفى قريبا ليواجهه مصيره المحتوم ,,,,

اقترب المساء و اقتربت المسابقه ,,هرع الاثنان للفرقه و بالرغم ان الباقيين كانوا متضايقين مما فعلوا الا انهم لم يهتموا و الابتسامه لم تفارق وجههم ,,,

بدات المسابقه و كل الفرق انهت عروضها و حان وقت عرض فرقه كيوهيون ,,شعر بالتوتر و كانها اول مره للمره الثانيه ,,اقتربت منه بابتسامتها المعتاده و قبلته على وجنته ,,
"فاايتينج هتكسب اكيد"

لم يكن رد فعل كيوهيون العادى بل شعر بالاستغراب ليس هذا ما قالته فى الاصل ,,هل سيحدث شئ ما ,,القلق كان يعتريه من كلماتها بالرغم انه يجب ان يشعر بالسعاده الا ان القلق سيطر بشكل اكبر,,,

صعد على المسرح التقطت انفاسه ثم نظر لها و كانها الوحيده فى هذا العالم ,,و بدا بالغناء ,,


(kyuhyun :hope is a dream )

نظر لها و دمعت عيناه ,,
"اذا كان بأمكاننا ان نرى و نحب بعضنا ,,
ساقف مجددا,,
السعاده بداخل ذكرياتى الثمينه ,,
الامل الذى كان دافئا فى اللحظات العصيبه ,,
بالرغم انى كافحت و سقطت فى امور كثيره,,
مازالت واقفا هنا ,,
لدى قلب واحد فقط,,
هل ستكونين قوتى عندما اكون يائسا,,
سأكون دائما باتجاهك للابد,,
ساريك ابتسامتى ,,
سابتلع كل جروحى ,,
لن اجرح مره اخرى ,,
ساحمل حلمى الذى اريده لابقى معك ,,
و الناحيه الاخرى التى لا يمكننى الوصول اليها سأصرخ,,
انتى التى احببتها من كل قلبى " ابتسم ,,,,

صفق الجميع و ووقفوا يحيوه و اعلن عن اسمه الفائز  ,,مسح دموعه بيده و لوح لهم و ازفر التوتر ,,اتجه بعيناه لها و راها تبكى و هى تبتسم له ,,

اقترب منها بعدما نزل من المسرح ,,لمس وجهها برقه و مسح دموعها ,,
"بحبك"
اقتربت منه و طبعت على شفتيه قبله رقيقه ,نظرت له و تحولت وجنتيها للاحمر ,,
"انا كمان"

بعدما ودعوا الفرقه و رتبوا كل شئ بعد الحفل ,,ذهب الاثنان ليتمشى فى الحديقه تحت اضواء القمر النور الوحيد المسلط عليهم ,,كانه سلط الضوء على قلبيهما الذى يتراقص من الداخل من السعاده ,,وقف كيوهيون بدون حديث و امامها مد يدها له ,,,ابتسمت له و امسكت بيده ,,اخذا يرقصان على انغام دقات قلبيهما و صوت حفيف الاشجار هو ما يحيط بهما لكن فى اذنهما احلى النغمات الرومانسيه ....

فجاه شعر كيوهيون بيده تختفى ,,توقف عن الرقص و ابتعد عنها لخطوات بقلب ينبض كالمجنون ,,
"لا استنى شويه انا لسه مودعتهاش"

نظرت له بقلق,,
"مالك فى ايه

اقترب منها بسرعه و بلهفه احتضنها و ضمها اليه بقوه حتى كادت تعتصر بين يديه ,,نظر اليها بعيون لا تتوقف عن البكاء و الاشتياق ,,قبلها على وجنتها وبرقه لمس وجهها للمره الاخيره,,

بكت لبكاءه و بادلته كل مشاعره كانها تشعر بما سيحدث او كأن اليوم هو اخر يوم لهما مع بعض ,,

"انا بحبك اوى بجد " تحدث بصوت باكى " ولو هختار فى دنيا تانيه حبيبتى مش هلاقى غيرك انتى نصى و روحى التانى" لمس وجهها بيده المرتعشه "لو بأيدى اغير الواقع و اهد الدنيا كنت عملت كده لكن للاسف هو ده حبنا ,,ملوش نهايه تانيه غير الالم و الحزن و انا متمنالكيش غير السعاده عشان كده ,,,,مع السلامه ,,مش هقولك افتكرينى لانى اتمنى لك حياه افضل ,,,بحبك "

ابتعد عنها و اختفى  ببطئ كالاوراق المتناثره فى الهواء حتى اختفى كليا و اصبح حبهما مجرد ذكرى ,,,,,,,,






بعد 30 سنه ,,,كل منهم عاد حياته من تانى لكن فى طريق مختلف ,,,,,,,,,,,

"خلاص كده التمرين خلص تقدر تستريح دلوقتى "

نظر له بتعب و ابتسم,,
"شكرا انا فى اوضتى مش هتاخر"

بعد نصف ساعه ,,,
"حدث توقيع المعجبين جاهز يا ريت لو حضرتك تجهز "

ابتسم لها ,,
"حاضر "

بعدما انتهى من ارتداء ملابسه ,,اتجه للخارج و مع صفوف المعجبين من كل انحاء العالم شعر بالارهاق بالرغم من سعادته بقضاء الوقت معهم ,,انتهى الحدث و الكل ذهب و اصبح المكان فارغ ,,

"هروح اتمشي شويه عقبال ما تقولولى يلا "

تمشى بين ارجاء المكان يشاهد جمال الطبيعه فى الخريف و الورق المتساقط اصفر اللون لكن بالرغم من ذلك جميل الشكل و يشعرك بالدفئ ,,

جلس على احدى الكراسى الخشبيه بالحديقه و يلعب باوراق الشجر برجليه مبعثرا اياها ,,,اقتربت منه فتاه حجبت عنه ضوء الشمس الساطع على عيناه,,
نظر لاعلى و رأها تنظر له و ابتسامتها الجميله لم تفارق وجهها ,,دق قلبه  حالما وقعت عينه عليها ,,,,

تحدثت برقه ,,,
" انت المغنى كيوهيون "

ابتسم بثقه ,,
"ايوه انا هو "

مدت يدها لتسلم ,,
"انا من معجبينك اسمى ايمى ",,,

نبض قلبه بسرعه و كأنه راى شبحا امامه لم كل هذا القلق من مجرد سماع اسمها ,,فتحولت ابتسامته لها الى دموع منهمره رغما عنه ,,,,,,,,,,


فهذا هو القدر و قدرهما ان يظل حبهما نقطه الالم و السعاده فى حياتهم ,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق