الأحد، 10 يوليو 2016

♣♣ Unexpected happiness_OneShot ♣♣



"Unexpected happiness "
"سعادة غير متوقعة"


written By : Ṧaℓmậ



وقف قبالة السور الحديدى الذي يفصل الطريق العام بنهر الهان كنوع من وسائل الأمن العامه للطرق  و حوادث السيارات و للتقليل من حدة الحوادث الخطيره أو هكذا تظن الحكومه ,,رائحة نسيم الربيع المختلطه بالنهر داعبت أنفه بلطف و كالأيدي بعثرت شعره الأسود الذى قام باطالته ليتشبه بفنانين الروك كأى معجب مقلد,,

وضع رجله اليمنى على مقبض السور السفلى و بعد تردد وضع اليسرى فأصبح جسده حرا لا يفصله عن عمق النهر شيئا بينما يحمى السور الجزء الاسفل من جسده عله يحميه من أخطر قرار دب فى عقله يوما بعدما يأس من حياة لا يشتهيها و يعتقد أنه ولد خطأ فى هذه الدنيا القاسيه,,,أطلق ذراعيه بجانبه و أخذ نفسا عميقا و ككل المولعين بالدراما و الموسيقى ذات الرسائل العميقه حتى اختلطت عليهم الأمر بالتفرقه بين الحقيقه و التلفاز صرخ بصوت اجهش على البكاء و يخفيه بنبره رجوليه بارده كما اعتاد :

- هيا جاكسون حانت اللحظه التى كنت تنتظرها فهيا طر و حلق فى سماء الحريه و لا تتردد في قرارك و أترك تلك الحياه للابد,,,
مال بجسده للإمام فى خوف و لكنه لم يقع فى احضان النهر كما خطط بل إلى الخلف بعدما اصطدم جسده بأحدهم و جعله يفترش الارض متألما ,,

فتح عينيه بضيق و قبل أن يسب من قطع عنه أهم لحظات حياته وجدها تقف هى تصرخ فى وجهه مشيره له كى ينظر أمامه ,,
تحدثت بصوت مرتعب:
-قف الان و الا قتلوك ,,
نظر لها بغضب يعتريه ثم نظر فى إتجاه اصابعها ففتح عيناه على مصراعيها و فمه تلقائيا من هول  الصدمه عندما وجد ثلاث رجال ضخام البينه يقتربون منه يحملون عصا حديديه و الشر منطلق من أعينهم، ،,وقف مسرعا ممسكا بيد الفتاه التى كانت بجانبه منذ لحظات ثم جرى بأقصى سرعه لم يدرك أنه يسطتيع الوصول إليها يوما نظرا لكسله فى حياته الشخصيه و تذمره الدائم من ممارسة الرياضه فى المدرسه ,,,

إستمر بالعدو لا يدري الى أين يذهب وللحظه سأل نفسه "لم أهرب الآن و فيما اخطأت" هدأت سرعته تدريجيا و قبل أن يقف تماما أدرك ما كان بين يديه و يصدر صوت أنين لدقائق و لكنه لم يسمع صوتها من شدة خوفه فسرعة تسرب الادرينالين لمخه كانت كافيه فى تلك اللحظه لتفصله عما حوله,,

توقف ببطئ عن العدو و أطلق يديها بينما انحنى بجسده للأمام يحاول إلتقاط أنفاسه بصعوبه ثم وقف ثانيه ,,نظر حوله و كأنهم انتقلوا لصحراء خاليه من البشر لا يوجد سوا بضع مبانى قصيره و يبدو أنها خاليه او الفضائيين غزو الارض فى  فتره هروبهم و اختطفوا البشر جميعا من الارض,, التفت ثانيه نظر لمن تعطيه ظهرها و ألف سؤال يدور فى رأسه,,نطق أولهم بصوت متعب :
-من أنتى ؟؟
لم تستطع أجابته بينما تلتقط هى الآخرى أنفاسها بصعوبه أكبر فبساقيها الصغيره لم تستطع مجاراة سرعته و كانت بين يديه كأنه يسحبها كالبقره ,,شعرت به يربت على كتفيها فالتفتت له و العرق يتصبب حول وجهها و الألم يتملكها ,,

صرخ بوجهها :
-الن تحبرينى من انتى و لم كان هؤلاء يجرون وراءنا ؟هل سرقتى شيئا منهم ,,,

لم تجيبه و اكتفت بعلامات الأم على وجهها ,,فتحت فمها و كأنها تريد التحدث و اغلقته ثانيه مما جعله يستفز اكثر ,,
-يااا هل انتى خرصاء *توقف للحظات و تحدث بينه و بين نفسه * لكنك حذرتنى منذ قليل فكيف تكونى خرصاء,,
حك رأسه لاستدراك ما قاله ياله من سؤال غبى ألم تتحدث من قبل ,,,فجأه قطع تفكيره صوت صراخها و هى تمسك بطنها ,,

نظر لجسدها لأول مره يتفحصها جيدا  فلم يتوقع أن تكون تلك الفتاه بوجهها الطفولى حامل ,,كيف لم يلحظ بطنها قبلا ,, قال بقلق و هى تصرخ :
-ما بك هل انتى بخير,,
التفت حوله فلم يجد احدا يتسنجده فالتفت لها ثانيه و اذا بها جثة ملقاه على الأرض ,,وضع يده على رأسه و علامات الصدمه و الخوف ارتسما على وجهه فماذا يفعل الآن و ماذا يفعل به القدر ايعاقبه لتفكيره فى الموت فى هذ السن الصغير,,,

جرى ناحيتها و حاول أن يحملها على ظهره و لكنه خاف من لمس بطنها عله يصيبها أو يخطئ فى حملها فيتسبب بكارثه و بجسده الضعيف لن يستطيع حملها تبا لهربه من حصص الرياضه لم يعتقد أنه سيندم على ما فاته منها ,,

نظر حوله بخوف كطفلة فى الثالثه لا تستطيع ارتداء ملابسها وحدها ثم وقعت عيناه على رقعة خشب سميكه و عريضه فخطرت فى رأسه خطه سيعاقبه القانون عليها أشد عقاب إذا علم بامرها ...اعد خطته بعدما لمح لوحه معلقه على إحدى المبانى الموجوده على الرصيف فى الجهه المقابله مكتوب عليها مستشفى لم يفكر للحظه انه سيفرح هكذا لرؤيه مستشفى قريبه منه يوما ما ,,,

اخذ قطعه الخشب و كفيلم تايتنك وضع البطله عليها بعدما شاهد العذاب فى نقلها و حمدا الله إنها لم تكن مستيقظه لتسمع كميه السباب الذى اطلقه فى حقها بينما ينقلها,,وقف متنهدا يمسح عرقه و أبتسم لنجاح خطته:
-يالك من صغيره ثقيله أانتى حامل فى قطعه حجر ايشش,,

 ربط قطعه الخشب بحبل رأه ملقى جانبه و ببطئ أخذ يسحب قطعه الخشب و هى عليها بعدما تأكد من عدم مرور أى سيارات ليعبر بها الطريق,,,

عبر منتصف الطريق فى أمان ثم توقف للحظات يستريح و هو يفرد ظهره ,, لم يلبث لثوان حتى ذعر بصوت بوق سياره متجه ناحيتهم فانحنى سريعا يسحبها و لكن الحبل قطع منه من شدة سحبه,, تلك المره أطلق صراخا و كأن روح الفتاه فى الثالثه عادت ثانيه بعدما ارتدت ملابسها و لكن تلك المره وقعت إحدى دمياتها,, فجرى بسرعه و انحنى أكثر حتى كاد عموده الفقرى ينكسر و هو يدفع القطعه بقوه ,,و بمسافه سم لحق أن يهرب من اصطدامه بالسياره الماره ،،،جلس بجانبها على الرصيف يضع يده على قلبه الذى كاد يخرج من مكانه ذعرا و لعن فيلم تايتنيك و مخرجه و كل ممثليه ,,,

بعدما دخل لباب المستشفى اخذتها الممرضات بعدما رمقنه بنظره استغراب و غضب لما يفعله فى زوجته كما اعتقدن "ياله من شاب مخبول " هكذا تهامسن ,,

لم يعتد أن يصمت على الإهانة الموجهه له فرمقهن بالمثل و أشار لهم مهددا بالضرب, حتى قاطعه صوت رجل من خلفه :
-انت وصى المريضه ؟؟
-نعم أنا ,,اقصد لا أنا من اوصلها ولكنى لا أقرب لها ,,
-لا يهم أعطني اسمك رجاء,,
-جاكسون ,,وانج جاكسون,,
- حسنا سيد جاكسون سنطلعك على حالتها بعد قليل ,,
التفت قبل ان يرد عليه جاكسن بعدما رمقه بنظرات لم تعجبه ربما يظن أنه الحقير الذى فعل بها هذا او إنها حبيبته التى تزوجها بعدما هربا مع بعض لرفض العائلتين لزواجهم "ياله من عالم درامى تعيش به" ضحك على ما يفكر به ثم جلس على أحد المقاعد الموجوده و أخذ يفكر فيما يحدث له ,,

رجع بجسده للخلف يريحه على ظهر المقعد متذكرا ما حدث منذ يومين ,,,

" فتح باب المنزل الذى يحتويه هو و جدته ذات السبعين عاما بعدما توفى والداه فى حادثه سير و لم يتبقى له أحدا يرعاه غيرها,,احتضنها من الخلف كما اعتاد فور وصوله للمنزل و لكنها لم تلتفت بوجهها سعيده تستقبله مثل كل مره بل كانت عيناها منتفخه و كأنها كانت تبكى و وجهها شاحبا فأكتفت بأنها ربتت على وجهه و ذهبت لتجلس على مقعدها القديم ,,,جلس بجانبها على الأرض و حمل يدها فى حنان و نظر لها :
-اميرتى لم أنتى حزينه هكذا اليوم لم أعتد عليكي هكذا,,
أبتسمت له و رغما عنها فلتت احدى دموعها و سلمته ورقه فى صمت,,أخذ منها الورقه و قرأ ما بها و بعدها نظر لها و الحزن و القلق بعينيه ,,
قالت له بصوتها الذى تغير مع مرور الزمن :
- يجب علينا أن نترك البيت غدا ,,و أنا لم يعد معى المزيد من المال,,حملت يديه فى حنان و ضغطت عليهما ,,أسفه بنى لم أستطع حمايتك و لكن ما باليد حيله ,,

وقف و هو يمسح الدموع المتساقطه من على جبينه و أبتسم :
-لاتقلقى سأتدبر المال و سنعيش سعداء ,,
أبتسمت له و قالت بيأس :
- كيف بنى أنت فى الثانويه و بالكاد تعول نفسك و حاجاتك من المال الذى تكسبه من عملك و أنا لن أكون عبئ عليك لذا ,,,وقفت و حملت وجهه بين يديها الدافئه ككل العجائز ,,سانتقل للعيش فى دار العجائز,,

صرخ بها :
-لا لن تفعلى وعدتنى انك لن تبتعدى عنى و تتركينى ,,

-اسفه بنى و لكن هذا هو الحل الوحيد و على أن أضحى لكى تكمل حياتك ,,سانتقل للعيش فيه و هناك سيتكفلون رعايتى و أنت خذ معاشي الشهرى و أنتقل لشقه صغيره تكفيك حتى تنتهى من دراستك و تلتحق بالجامعه كما تمنت والدتك و بعدما تصبح غنيا ,ضحكت مهونه عليه , يمكننا العيش ثانيه معا,,
هرولت دموعه من عيناه المبتسمه :
-لا جدتى لن أفعل و أنتى تعلمين حلمى هو أن أصبح مغنى ناجح أعلم أنه صعب و لكني أحاول كل ما بوسعى صدقينى لذلك..ضم يديها و همس لها بأسى.. لا تتركينى و تتخلى عنى احتاجك قربي انتى الشخص الوحيد الذى امتلكه فى هذه الدنيا سأتدبر المال بأى طريقه  ,,
وضعت يدها على رأسه و ربتت بحنان :
-لم و لن أتخلى عنك صغيري ,إقتربت منه و احتضنته ثم أبتعدت , بل اساعدك على تحقيق حلمك  و ايا كان ما تريد أن تصبح سأساندك دوما و لكن من بعيد أفضل, بقربى لن أصبح الا عبئا صدقنى,,

 أبتعد عنها و صرخ بها :
-كاذبه تريدين تركي لأنك تعبتى مني اليس كذلك ,,اكرهك ,,
تركها خارجا من المنزل و هى تصرخ بأسمه :
- جاكسون جاكسون ,, و تتالت ندائتها و لكنه لم يجبها و خرج متضايقا,,,

وصل للملهى الذى يعمل به و ترجى مديره بأن يسمح له باقتراض المال و لكنه تلقى الرفض و المضايقه مقابلا فأفتعل معهم شجارا و طرده منكسر الرجاء و الامل ,,, لم يترك مكانا كان يعمل به كدوام جزئى إلا و زاره و لكنهم لم يبثوا فى نفسه أى أمل و رفضوا جميعا طلبه ,,حتى فكر بصديقه المقرب و لكنه يعلم ظروفه و لا يريد زيادة الطين بله و يحرجه بطلبه ,,و كما اعتاد من صدبقه "جونيور" لن يرفض له أى طلب حتى لو كان آخر شيئا يملكه و لكنه لن يرضى بأن يعرض صديقه لهذا الموقف,,
جلس أمام النهر و كأنه جثه بلا روح من كثره التفكير,,استسلم اخيرا للواقع الذى يعيش فيه فكيف لصبى فى السابعه عشر أن يتدبر أمر عيشه و يعول جدته و هو حتى لا يفقه فى الدنيا شيئا غير الغناء و الرقص الهامه الحقيقي للعيش ,, حتى الدراسه لا يطيقها و لا يجيدهاو ينكر سبب تعليمه من الاساس ,, فكيف سيكمل حياته كعائل على غيره و على جدته التى طفح الكيل بها و هى تعتنى به ,,فهو مجرد عبأ على هذه الدنيا و مجيئه لها كان خطأ ,,,

رجع لمنزله ليجد الباب مفتوحا و جدته لم تكن موجوده فسأل إحدى جيرانه و أخبرته أنها تعرضت لذبحه قلبيه و نقلت لمستشفى قريب من هنا ,,جرى بأقصى سرعته و ذهب لها و هو يلهث و قلبه كاد ينفطر من القلق و عيناه لا تتوقف عن البكاء فأخر شخص يحثه على العيش سيفقده و هو السبب,,,
وقف امام الاستقبال و سأل الممرضه :
-المريضه كيم مونهى اين هى ,,سأل بصوت قلق ,,
أجابته الممرضه بعدما نظرت فى الورق امامها :
-لا تزال فى الطوارئ,,,
لم ينتظر بقيه العلومات و جرى ناحيه الطوارئ و هو يبحث بين السرائر عنها حتى وجدها تنظر له و تبتسم ,,أقترب منها و قبل أن ينطق بأى شئ انفجر بكاء كطفل صغير و احتضنها,,توقف قلبه عن النبض لثوان و عاد لسرعته العاديه ,,

حضر الطبيب المسئول عنها و ابلغه انه يريد التحدث معه ,,
قال له بجديه :
-جدتك تملك قلبا ضعيفا جدا و جسدها مرهق تحتاج لراحه كبيره ,هل يوجد شخص آخر فى العائله معكم غيركم ,,
- لا أنا و هى فقط نعيش مع بعض,,
- حسنا ,,يجب عليك الاعتناء بها جيدا و إلا ستتكرر النوبه ثانيه و هذا خطر عليها ,,
نظر لجدته فى شفقه و لام نفسه على ما سببه لها من تعب ثم رد :
-حسنا,,,

فى اليوم التالى أخذ جدته لدار العجائز الذى نصحه به الطبيب و أخبره انه سيتولى رعايتها طوال فتره نقاهتها ,,,

جلس بجانبها بعدما ساعدها فى ترتيب ملابسها فى غرفتها الجديده بالدار و حمل يدها بين يديه :
-سأتى لزيارتك غدا ,,
ظلت ممسكه بيده و نظرت له و الدموع ترقرقت فى عيونها :
-أسفه يا حبيبي و لكن كل هذا لمصلحتك ,,
ربت على يدها و أبتسم ليطمئنها :
-أعلم اميرتى ..هيا ارتاحى الان ,,قبل جبهتها ثم تركها ,,,

ترك المشفى و هو يستمع لإحدى أغانى فنانين الروك الذين يلهموه و يتحدثون فى اغانيهم عن الحياه و ما الجدوى من عيشها و كأنهم يتحدثون عنه فأخذ يصرخ فى منتصف الشارع  و الناس يحملقون به كالمجنون و هو يبكى ,,,بعدها قرر الانتحار و التخلص من حياته فهكذا سينهى عذاب جدته و لن يفتقده أحد على أى حال "

قطع حبل ذكرياته صوت الطبيب و هو يستدعيه لرؤيه المريضه ,,أتجه للغرفه و دخلها ,,وقف أمامها بينما تجلس على طرف السرير و تنظر له بابتسامه لم يفهم لم دخلت قلبه بدون استئذان و أطمئن لها ,,,
قالت بصوت يتحدث لهجه سيول بصعوبه مخلطا بلهجه ريفيه لم يسمع مثلها إلا فى إحدى الدرامات القديمه التى كان يشاهدها مع جدته :
-أسفه على ما حدث من قبل و لكن اذا تركتك وقتها كانوا سيعتقدوا إنك معى و ستتلقى منهم ضربا مبرحا ,,نظرت له تتفحصه ,, و أنت لن تتحمله ابدا ,,

احس بالقليل من الاهانه و لكنها صادقه "هكذا أعتقد",,جلس بجانبها و أبتسم لها :
-شكرا لك أظن ,,و لكن لم كان هؤلاء الرجال يجرون خلفك ,,
شعر كأنه تدخل فيما لا يعنيه عندما نظرت للأرض فى قلق فأستدرك قائلا :
-آسف اذا تخطيت حدودى ,,
اجابته ملوحه له "لا":
-لا أبدا من حقك فعلى كل حال أنت انقذتنى,لمست بطنها, و أنقذت طفلتى و أنا أدين لك طوال حياتى ,,صمتت قليلا,,أنهم من ندين لهم بالمال ..أنا و زوجى أخذنا منهم قرضا و لم نستطع تسديده فى وقته فهجموا على المنزل و أخذوا يكسرون ما فيه فلم اردهم أن يؤذوا طفلتى فهربت منهم حتى قابلتك ,,
-و أين زوجك؟؟
-مسافر يتدبر لنا المال ,,نحن لسنا من سيول و كنا نحتاج المال لاعالتنا و لمصاريف الحمل و الولاده و البيت ,,تنهدت ,, للكثير,,
نظر لها بشفقه و كأنه يشعر بما تحمله :
-آسف لم تمرين به و لم أقصد الصراخ بك من قبل ,,
-أنا من يجب عليها شكرك لانقاذى مرتين و لكن كيف احضرتنى الى المشفى ,,
ابتسم بغرابه مداريا مصيبته و نحنح قليلا ثم غير السؤال قائلا  :
-اذا ليس لك أى عائله هنا يمكنك الذهاب اليهم ,,
طقطقت رأسها لاسفل فى حزن :
-للأسف لا أنا يتيمه ,,

شعر بغصه فى قلبه فكم تشبهه الى حد كبير عدا انها ببطن منتفخه حامل و هو هزيل و هى امراه متزوجه و هو فى السابعه عشر و لم يقم بأى علاقه بعد ..توقف عن التفكير "ما الذى تقوله الان" حدث عقله المخبول و استدرك حديثه :
-إذ ماذا ستفعلين الآن ,,
تنهدت فى قلق ووقفت حركت كتفيها قائله :
-لا أعلم ,,يجب أن أصل للبلده لزوجى و لكن لا أملك المال و لا أستطيع العوده للمنزل سيكون الدائنون هناك بلا شك ,,لا أعلم ماذا أفعل ,,

صمتا للحظات كليهما هى تفكر فيما ستفعل و هو يفكر فى انتحاره الفاشل و الآن صدفته الغريبه مع تلك الحامل التى تشبهه إلا فى عدة نقاط,, فلم قصده الله هو بالأخص ليقابلها بلحظات قبل انتحاره و لكن تفكيره تشتت مع الإبتسامة التى رسمتها على شفتيها تلك الغريبه و هى تنظر له بسعاده مفاجأه فقال بصوت خائف:
-هل انتى بخير,,
تحدثت بحماس قائله :
-أنت من سيصلنى إلى زوجى ,,
ضحك كما لم يضحك قبلا و مسح عيونه من الدموع التى تجمعت ثم التقطت انفاسه قائلا:
- اووه عزيزتى أنت تنظرين إلى مشرد مقبل على الإنتحار ,,أعلم ان وجهى الوسيم و شعرى الرائع جعلاك تظنين إنى غنى و لكن صدقينى اذا كنت أحمل مال يكفيني كنت اعطيتك اياه..

-بالطبع لم أظن انك غنى بهذا الشعر العفن لا أعلم كيف تطيقه  ,,أبتسمت بسخريه ولكنها أستدركت بنظرات تستعطفه ,,أعلم إنك شخص طيب عيناك تخبرانى إنك تحمل كثير من الألم و الظلم و أنا كذلك و فى تلك الدنيا الموحشه نحن فقط من يستطيع مساعدة الآخر فلن يشعر أحد خارج دائره الظلم بما نشعره و نتألم منه ,,,لذلك أنت فقط من يستطيع مساعدتى و لا تنسى أنت منقذى و أيضا قلت إنك ستنتحر اليس كذلك,,

أجابها بعدما صمت يستمع لها بنصف قلب مصدقا :
-نعم و لازت على قرارى لا شئ يستحق الحياه و كأن موتى سيشكل فارقا  ,,

-اذن ساعدنى قبل موتك و لن تخسر شيئا بل سأظل شاكره لك حتى بعد موتك و هذا سيشكل فارقا كبيرا فستموت بعدما ساعدت إنسان مثلك و من يعلم ربما تصادف شئ يجعلك تنسى تلك الفكره و تعلم سبب وجودك فى الحياه,,فما لديك لتندم عليه او تخسره على اى حال ,,,

اخذ يفكر لدقائق و هى تنظر له تترجاه بنظراتها الحزينه الحائره المتعلقه به كأنه آخر قشة أمل,,فخرج من صمته قائلا :
-حسنا سأساعدك و لكن لا أعلم كيف فلا يوجد لدى المال ,,صمت قليلا ,,ولكن سأفعل أى شئ لكى اعيدك لزوجك ,,على الاقل سيتذكرنى أحدهم بذكرى سعيدة بعد موتى,,,

إقتربت منه بعدما صفقت بيدها كالطفله  و ضحكت ثم احتضنته ,,شعر ببطنها تلمسه فسحب بطنه و أبتعد قليلا بجسده بعدما شعر بالقليل من الخوف مع شعور غريب لا يعلم ما هو انتابه,, و لكن رؤيه أحدهم و هو فرحا بسببه جعلته سعيدا و لو للحظات ,,,

ابتعدت عنه و قالت :
-لن تندم صدقنى و ربما تكتشف أن الحياة ليست سيئه و تستحق العيش فى النهايه,,,
-أشك فى هذا ,,الآن هيا سنذهب لنتدبر أمر سفرك,,

خرجا من المشفى و هى تمشى وراءه شعر بالسعاده أنه يساعد أحدهم و أنه لم يكن عبأ و لو لمره واحده فى حياته,,لكن ما كان يقلقه كيف سيتدبر أمر المال لتذكرتها فكما أخبرته البلده تحتاج لضعف سعر التذكره الواحده لانها ستمر بمرحلتين سفر الاولى بالاتوبيس و الثانيه بالسفينه ..

فشل بوضع أى خطط لما سيفعل و استغرق فى التفكير مشتتا من أين سيبدأ حتى وجد رجله تقف أمام محل عمل والدة "جونيور" فذهب له بعدما اخبرها ان تنتظره بالخارج ,,

صرخ ليسمعه جونيور بعدما رأه يقف فى أخر المحل ينظف الارضيه و فى أذنيه السماعات، ،،فمثل صديقه هو أيضا مولع بالموسيقى و لكن الهيب هوب و الرقص ,,بعد ثوان لمحه جونيور أخيرا و جاكسون يلوح له من بعيد و يبدو عليه الغضب فترك ما بيده و جرى ناحيته سريعا ,,,

ضربه جونيور على كتفيه بقوه و هو يضحك فرحا  :
-أخبرتك لن تقوم بها يا مجنون ,,
- لا ليس هذا هو السبب إنى لم اقم بها بل شيئا ما منعنى ,,
نظر له بأستغراب قائلا :
-ماذا تقصد ,,اعتقدت انك رجعت عن قرارك الغريب ,,نظر له بتهجم .
أجابه جاكسون بينما يسحبه خلفه :
-تعال معى و سأشرح لك ,

خرجا من المحل و بعدها أشار لها بالخروج ,,فخرجت من خلف الشجره و هى تنظر للاسفل بخجل ,,نظر لها جونيور و شهق من الصدمه ثم التفت لجاكسون و أطلق السباب موبخا إياه و كأنها طلقات رصاص تخرج من فمه قائلا:
-يااا من تلك و كيف فعلت بها هذا يا عديم الضمير يا أحمق الهذا أردت الانتحار بعدما الحقت بها العار تريد الهرب يا جبااان..
اكتفى منه جاكسون فصرخ به :
-اصممممممممممممممممممممممممممممممممممممت ,
اعترا جونيور الحزن و قال معاتبا :
-تصرخ بى الا يكفى ما فعلته ,,
أقترب منه جاكسون و وضع يده على فمه و لكن جونيور قضم يده فأطلق جاكسون صرخاته فركله فى رجله و كادا يبدأ الشجار حتى إقتربت منهم و ضربت كليهما كالاطفال على رأسه و وقفت بالمنتصف فصرخ بها جونيور :
-ياا لم فعلت هذا ,,
نظرت له بغضب قائله :
-ياا ياا كم تملك من العمر أيها الفتى لتنادينى بدون إحترام ..
أجابها بينما يحك رأسه من الخلف :
- سابعه عشر و انتى لا تبدين كبيره ,,
نظرت له بتكبر و قالت :
- أنا فى الثانيه و العشرون يا غبى ,,
نظر الشابان لها و بصوت واحد قالا:
-ماذااا ,,

أقترب منها جاكسون و تفحصها :
-يالهى تملكين وجه طفله بعمر اجوما ,,نظر لصديقه فضحكا ,,
إقتربت منه و ركلته بقوه ثم أبتسمت له بسخريه و هو يتأوه :
-وأنت جسد رجل بعقل طفل أحمق تريد الانتحار ,,
صمت جاكسون لبرهه و عاد وجهه للجديه قائلا :
-انتى لا تعلمين اسبابى يا ,ثم توقف متسائلا ,,اه ما إسمك كيف تاه هذا السؤال عن بالى منذ ان قابلتك,,
 ردت عليه بثقه قائله :
-ايونجى ,,و أنت ,,
- جاكسون و هذا صديقى جونيور,,
نظر لهما جونيور فى حيره :
-يا لم تتعرفا الان اليست زوجتك التى هربت معها ,,
ضحك جاكسون قائلا :
-يبدو أن صداقتنا أثرت على عقلك و أصبحت مثلى ,,,لم اقابلها من قبل عدا اليوم,, هى سبب عدم انتحارى ,,
نظر لها جونيور متسائلا ثم التفت لصديقه :
-لم افهم ,,
-هيا سأشرح لك ,,,ثم جلسا يقص عليه ما حدث ,,
بعدما أنتهى وقف جونيور و أتجه ناحية ايونجى ثم قام باحتضانها قائلا :
-شكرا نونا لولاك كنت سأفقد هذا الغبى للأبد ,,,

نظر له جاكسون و شعر بالسعاده قليلا إنه سيحظى وقتا اضافيا مع صديقه الذى تأكد له إنه يحبه عن حق و لكن هذا لم يرجعه عن قراره فلم يرد قتل فرحته ,,أقترب منه قائلا:
-و الآن نريد مساعدتها لتعود إلى زوجها,,
قال جونيور بحماس :
-بالطبع سنفعل ,,صمت للحظه ثم استدرك,,لكن كيف ,,أبتسم لهم ببلاهه,,

نحنح جاكسون فى خجل قائلا:
-أنت تعلم حالى و لا أستطيع توفير لها المال فكنت أريد سؤالك أن تقرضنى البعض ,,نظر له فى خجل ,,
 صمت جونيور للحظات ثم قال بنبره حزن :
-للأسف والدتى تمر بظروف صعبه و صعب علي اقراضك المال و لكن يمكننى تدبير لك القليل ..تعرف إنى لن أخفى عنك شيئا,,

لم يكذبه جاكسون عندما سمعه فيعلم جيدا مدى صدقه و لكن كيف سيتدبر الباقى و قد صرف آخر ما لديه فى المشفى ,,قال:
-لا تقلق صديقى أعطني ما تستطيع ,,
نظرت له ايونجى فى خجل قائله :
-أسفه جونيور إننا نتقابل أول مره و أخذ منك المال و لكن ,,,
أوقفها بابتسامه :
-أى شئ لمنقذة صديقي ,,و لكن كيف سنتدبر الباقى و أيضا اين ستقيمين حتى موعد سفرك,

نظرا ايونجى و جاكسون لبعضهم فكلاهما لا يملك مكان للمبيت و جونيور أخر شخص يستطيعا المكوث فى منزله بسبب والدته فكيف سيفسر لها وجود ايونجى و بطنها المنتفخه,,اخذا يفكران قليلا حتى قاطعهما جونيور بابتسامه :
-وجدت الحل و لكن سيكون صعبا قليلا ,,
قال جاكسون :
-أى شئ افضل من لا شئ,,
نظر جونيور فى ساعته و قال :
-الوقت أصبح متاخرا هيا ورائى و هناك ساخبركم ,,,

تحركا وراءه بدون تردد حتى وصلا للمكان المقصود,,نظرا كليهما للمول الضخم الذي يقفون أمامه ثم لجونيور الذى ارتسمت الإبتسامة على محياه و قال لهم بثقه هيا لندخل ,,

أمسك جاكسون ذراع جونيور أوقفه قائلا :
-هل أنت مجنون أخبرك أننا لا نملك المال لنشرب المياه و أنت تحضرنا لمول فخم كهذا ,,
ضحك جونيور و قال :
-هنا سنبيت .
نظر له جاكسون مستنكرا و كأن صديقه جن و قال :
-هيا جونيور كفاك مزاحا,,
أوقفه جونيور و قال:
-تعالى ورائى فقط ,,

اطاعا كلامه فى النهايه و دخلا خلفه,, اخذا يتفحصا بعينهم تلك الاماكن التى لم يحلما يوما دخولها إلا فى أحلامهم و كل هؤلاء الأغنياء بملابس مبهره و كيف ينفقون أموالهم ببذاخه بدون أن يقلقوا ,,تنهد جاكسون فلو يملك ربع ما يملكونه فكان الآن يعيش فى بيت يحتويه مع جدته و يستمتعان بعشاء طيب أمام مسلسلهم المفضل ,,و لكن الأحلام تبقى احلاما,,,

شعرت ايونجى بالتعب بعدما تجولا تقريبا بالمول كله و لم يجلسا للحظه و مع صوت معدتها الفارغه التى اصدرته أطلق جاكسون تنهيده هو أيضا تنم عن التعب و قال متسائلا :
-الى أين تريد الوصول ,,
أشار لهم جونيور امامهم الى باب خروج الطوارئ ثم فتحه لهما و دخلا خلفه ,,نزلا إلى أخر طابق و بعدها أخرج مفتاح من جيبه الخلفى و أدخله فى الباب الحديدى الذى أمامه ففتح ,,نظر جاكسون حوله فى هول مما رأه ،،صناديق كبيره و كثيره فى كل الأركان و تخرج منها جميع أنواع المنتجات الملابس و المكياج و الأحذية و كأن المول كله تجمع فى تلك الصناديق ,,

التفت لهم جونيور قائلا :
هنا سنبيت الليله و غدا صباحا سنجد حلا ,,

إقتربت منه جاكسون و تحدث بصمت حتى لا تسمعه ايونجى :
- كيف علمت بأمر ذلك المكان أليس خطئ أن نتواجد به,,
 أبتسم جونيور و ربت على كتفه :
- لا تقلق انا أعمل هنا فى دوام جزئي و أحضر صباحا لنقل الصناديق من الخزنه للمحلات و صاحب المكان يأتمنى كأبنه و أعطاني المفتاح ليبقى معى ,,,

قاطعتهم صوت ايونجى و هى تضحك بينما تركب إحدى المزلجات "سكوتر"  تمسكها بيدها و تقود برجل واحده,, وقفت أمامهم قائله :
- تعالا لتلعبا معى و كفاكم حديثا لنستمتع بكل لحظه ,,

نظر لها جاكسون متطصنعا عدم الاهتمام و البرود ليظهر بمظهر الروك الذى أعتاده و لا يفقد بريقه بتلك الالعاب الصبيانيه فلو يرجع به الزمن ويرى نفسه كيف كان يصرخ كالفتاه الصغيره عندما رأها على الارض سيشنق نفسه مئه مره,,,,
و لكن كل ذلك تلاشى عندما وجد صديقه يحمل إحدى المزلجات و يتسابق بالفعل مع ايونجى فشعر جاكسون بالغيره و تحرك ببطئ ثم حمل أحدهم و أخذ يقودها كما يفعلان ,,لم تمر ثوان و تخلص من تلك الشخصيه التى يحاول التشبه بها و أصبح صوت ضحكاتهم هو المدوى فى المكان و هم يمرحون فى المكان و يتزلجون بكل قوتهم و كأنهم 3 أطفال فى السابعه  ,,,توقفت ايونجى بعدما شعرت بانقبضاتات فى بطنها و لكنها اعتادت عليها فهى فى الشهر السابع و هذا الامر طبيعي ,,,اراحت جسدها فوق إحدى الكومات من الملابس بجانب الحائط و تناولت  السكاكر من العلبه المقابله لها ,,نظرت لتجد جاكسون و جونيور لايزالا يلعبان

فابتسمت براحه كأنها اختهم الكبيره و شعرت بالشفقه على هذان الصبيان الذين يعانون من صعوبات الحياه فى سن صغيره تذكرها بنفسها عندما كانت فى عمرهم و ما مرت به ,هربت منها دمعه و لكنها مسحتها بسرعه عندما وجدتهم يقتربون منها و يجلسون بجانبها بينما يلتقطون انفاسهم ,,,

نظر لها جاكسون و شعر كأن وجهها ليس بخير فقال قلقلا:
-ما بك هل تشعرين بالتعب,,

أبتسمت على الفور قائله :
-لا أبدا مجرد إجهاد من اللعب ,,جونيور أشكرك على ذلك المكان استمتعت حقا ,,
نظر لها جونيور و إبتسم قائلا :
أنتى لم ترى شيئا بعد هيا سأريك المكان كله ,,

مد يده لها فقامت معه ,,شعر جاكسون أنها تخفى شيئا و لكن لم يهتم؟ ,,فوقف و ذهب معهم ,,أخذهم جونيور فى جوله حول المكان تعجبوا لكبر حجه رغم صغر الباب و لكن ما علاقه هذا بذاك ؟ ,,
و كأنهم بداخل مول أخذوا بعضا من الملابس الملقاه و قاموا بتجربتها و ضحكوا بشده عندما لم تستطع ايونجى إرتداء أى ملابس من مقاس صغير بسبب بطنها رغم أنه لولا وجود تلك الكوره الصغيره أمامها كانت ستناسب كل الملابس و تصير كالاميرات ,,

فرمى جاكسون بأحدى قمصان الرجال لها مازحا أنها سترتدى من الان فصاعدا هذا القميص لانها لم تعد جذابه بعد الآن فأرتدته ايونجى لأغاظتهم و لكن بمجرد خروجها أبتسم جونيور و كأن عقله طار و تبدل مع عقل اينشتاين فكيف يفكر بتلك الخطط الجيده كلها اليوم هل أصبح عبقريا فجأه ,,,

أقترب منها و مد يده ببنطال رجال أصغر جحم وجده و اخبرها أن تقوم بارتداءه ,,لم تعارضه و ارتدته بالفعل كنوع من التسليه و لكن جاكسون كان يعلم أن صديقه يخطط لشئ ما فكلما استخدم عقله ارتسمت علامات غريبه التفسير مع نظرات مخيفه على وجهه خصوصا تلك الابتسامه البلهاء ,,
بمجرد أن خرجت سحبها جونيور ناحيته و ربط شعرها للخلف ثم وضع شعر مصطنع رجالى على رأسها و ثبت شنب بذقن على وجهها,,نظر لها و قال بثقه :
-هكذا ستمشى معنا براحه ,
التفتت و نظرت فى المراءه ثم أنفجرت ضحكا على مظهرها تبدو كرجل صغير الحجم ببطن منتفخه نتيجه شراهته على الطعام لم تتعرف على نفسها لثوان و أقتنعت باللوحه الفنيه التى صنعها جونيور ,,نظرت لجاكسون فرأته يرمق جونيور تلك النظرات الاستفاهميه ,,
فأخبره جونيور :
-لن نستطيع التحرك و هى معنا بتلك المظهر سيعتقد الناس إننا مجموعه من الفاسدون وسيظل يرمقونا بتلك النظرات الغربيه مثل ما حدث فى المول و هكذا لن يتعرف عليها الناس ,,

لم يقتنع جاكسون بكلامه إلا بالقليل و لكنه محق فى بعض النقاط نظر لها ثانيه و لكن تلك المره لم يستطع أن يتماسك فوقع ضحكا على مظهرها و هى قصيره بذقن و بطن منتفخه و لكن تبدو كبطون الرجال الشرهين فى الطعام لا يوجد شئ غريب,,,

أنتهوا من خطتهم و بعدها شعر جونيور بالنعاس يدب به فوضع رأسه على إحدى الصنايق و أدفئ جسده بجاكيت فرو و غط فى النوم ,,جلست ايونجى سانده ظهرها على حائط تفصل بينه و بين جسدها باحدى الجاكيتات الصوف هى أيضا و وضعت أحداهم مثل جونيور على جسدها و جلست تربت على بطنها بحنان بينما تبتسم,,نظر لها جاكسون بأستغراب فشعرت به يريد قول شيئا و لكن يبدو مترددا فحثته على الكلام بأبتسامه و سألته :
-لم تنظر لى هكذا؟

اشاح بنظره عنها بخجل ثم أجابها مبتسما :
-لم انقذتنى ؟
أبتسمت له و قالت :
-أخبرتك من قبل ,,
-لكنى لم اقتنع بهذا السبب,,
تنهدت و اعتدلت فى جلستها ثم لمست بطنها برقه :
-لانى كنت فى مكانك يوما ما ,,

نظر لها باستفهام فأستدركت قائله :
-كنت سأنتحر أنا ايضا حتى وجدت من أنقذنى,,
-زوجك ؟؟ سأل بدون تردد,,

-نعم ..أجابته مبتسمه ,,ثم اكملت:

-كنت فى الثامنه عشر عندما قابلته أول مره,, فى تلك الليله اتهمتنى إحدى الفتيات فى المدرسه بالسرقه و لم يصدقنى أحدا إنى لم افعلها لأنى يتيمه و فقيره ,أبتسمت على مضد ،،, حتى وصلت معلمة الدار الذى كنت أعيش به و ضربتنى فى الفصل أمام كل الطالبات و جعلتنى أعتذر لهم شعرت يومها أنى لا شئ فى تلك الحياه غير مهانه ضعيفه منكسره لا يوجد لى أحدا  ينصرنى و لا يوجد فائده من وجودى فقررت أن أنهى حياتى بيدى قبل أن ينهيها أحدهم ,,,

فرت منها دمعه مسحتها بسرعه و هى تكمل ,,
-لن أنسى كلماته لى أو لمسة يده التى غمرتنى بالحنان لأول مره ,,
"لا تنهى حياتك هكذا فأميره مثلك موتها سيكون فى فراشها الدافئ وسط ناس ينظرون لها بحب لا أن تلقى جسدك فى تلك المياه البارده,," كلمات سخيفه اعلم ,احمرت وجنتيها و أبتسمت بخجل, و لكن تلك الكلمات البسيطه اغمرت قلبى الصدأ بالحب و كأنه يرويه من جديد لتنبت مكان الحشائش الفاسده نبته صالحه تجاهد للعيش,,,

أكملت ضاحكه :
- صرخت به فى بادئ الامر و أخبرته إنه يستهذئ بى و لا يشعر بمأساتى و بلا بلا بلا كلام أحاول أقناع نفسي به لأكمل خطيئتى الذى لم أكن سأسامح نفسى أبدا على فعلتها لولا بسببها جمعتنى به ,,,
اكملت ناظره للسماء هائمه فى بحر الذكريات السعيده ترتسم ابتسامه على محياها :
- مد يده لى و قال "هل تعلمين ما تخبأه لك الحياه لن تعرفى أبدا إذا انهيتى حياتك الآن ,لن تعرفى أبدا هل كانت ستنقلب رأسا على عقب و تتحول للاحسن أم لا لن تعرفى أبدا ماذا ستصيرين و تصبحين و تقابلين فى المستقبل, لن تعرفى المفاجأه الذى يهديها الله لكل متألم ليفك به عن كربه حتى و لو كانت صغيره و لكن سعادتك بها لن تكون صغيره أمامها مهما تخيلتى"
ضمت يدها الى قلبها و قالت بنظرة انبهار و دهشه لم تختفى حتى اليوم و أكملت :
- ما بهرنى هو ثباته عند قوله هذا الكلام و إيمانه القوى به كأنما يتحدث عن تجربه شخصيه و لولا مظهره و عجلة توصيل الطعام التى كانت بحوزته كنت ساخبره إنه غني لا يفقه شيئا و لكن كيف يمتلك ذلك الفتى كل هذا الإيمان بالحياه و الناس و الدنيا و القدر و أنا لا أمتلك ذره منها ربما ضاقت به الدنيا هو أيضا و لكنه لم يستسلم مثلى يالى من جبانه تخشى المواجهه و تتجه لأقرب حل الفرار و الهرب,,,
صمتت قليلا و نظرت للاسفل هامسه بصوت عاشقه قائله :
- نظرت لعينيه لا أعرف لكم طالت المده و لكن ما أعرفه إننى سبحت معه لعالم أخر كنت ارسمه فى خيالى و ادونه فى  دفترى الصغير بين نفسي و اخبأه من عيون الناس حتى إبتسم لى و أفقت من حلمي,,أمسكت بيده و نزلت عن السور و أنا أحمد  الله كل يوم على تلك اللحظه...مرت الأيام و لم أره بعدها تخيلت إنه ربما كان ملاك وهبه لى الله فى تلك اللحظه و لكن يوم الاربعاء فى شتاء يناير، ،،،,أبتسمت، ،،،،،, أتذكر دوما الأيام المهمه لى بالتواريخ يالا سخافتى ,,

أبتسم لها جاكسون و اكمل انصاته له مبتسما هائما فى بحر عيناها العاشقه و اكملت قائله:

- و أنا أنظر من نافذة الفصل رأيته يقف امامى و ينظر لى مبتسما  تخيلت أنى أحلم حتى استأذنت المعلمه بحجة ذهابى للحمام و ذهبت لملعب المدرسه حيث رأيته لأتاكد منه،،،،، وقفت أمامه بعدما كنت أجرى و التقط أنفاسي بصعوبه ,,و قبل أن أقول أى شي أقترب منى ,,,

وضعت يدها على فمها و غطت وجهها بكفيها و ضحكت خجلا ثم قالت بشفتين تشقهم إبتسامة حب :
-تلك كانت قبلتى الاولى ,,,

دق قلبه أبتسم لأبتسامتها و قال:
-و هل فعلا تحولت حياتك إلى السعاده التى حدثك عنها,,
اسندت رأسها على الحائط و قالت :
-لن أكذب عليك و أخبرك أن كل أيامنا كانت سعيده و لكن كل لحظه تجمعنى به كنت أطير فرحا بقربن و لم أكن أعلم أنه هو الهديه التى كان يحدثنى عنها ,,, حتى عندما قررت أن أهرب من الدار و أتزوجه بعدما لم يوافق أهله و أخبرني أنه لن يستطيع العيش بدونى و لا يوجد أمامنا حل أخر غير الهرب فتنازلت عن دخولى الجامعه و أخذت أشيائي  و المال الذى جمعته فى سنين عملى و هو أيضا ثم دبر لنا مسكنا فى سيول بعيدا عن كل شئ ,,,

نظرت فى عينيه و قالت هامسه :
- ربما تظن أن فتاه مثلي مجنونه لتتخلى عن كل شئ من أجل رجل و لكن تلك الفتاه عندما ترى أن الرجل يستحق حبها ستفعل ,,,فأنا لم اعطه غير جزء صغير مما  قدمه لى من سعاده و حب و أهتمام لم أرى مثله قط ,,كان بالنسبه لى كل شئ و انا بالنسبه له ملكة عرشه  كما يقول دوما ,,,

أبتسمت ثم أكملت :
-حياتنا لم تكن يوما سهله و لكن مع بعض كانت جميله و هذا يكفى فمجرد رجوعه المنزل و احتضانه كان يكفينى ,,يكفينى وجوده بجابنى,, مرت الأيام و كل يوم يمر أحلى حتى رزقنا الله بأجمل هديه لن أنسى يومها كيف بكى عندما علم إنى حامل كأنه طفل صغير أعطيه هدية عيد ميلاده ,,,
زينت المفاجاه حياتنا بزينه عيد الميلاد و أصبحت أولوياتنا مختلفه و أكثر صعوبه ,,كل شئ كان بخير حتى تراكمت الديون بعدما خسر صفقه فى عمله  و لم يكفى المال فقررت أن يذهب و يتوسل الى أهله  ليسامحوه و يساعدوه لأجل ابنتنا أعلم أنهم لن يسامحوه سريعا و سيبقون طوال حياتهم قساه عليه و لكن كل شئ يعوض من أجل ابنتنا ,,,و ها نحن لم يكمل الثلاثه أيام سفر و أتوا باحثين عنه ثم تقابلنا,,

أبتسم لها جاكسون ثم قال :
أتعلمين أن زوجك محظوظ لوجود أحدا يحبه هكذا ,,ربما يكون هديتك و لكنى واثق إنك أغلى هديه لديه,,

نظرت له بثقه مصطنعه قائله :
-أعلم ..ثم ضحكت,,
ضحك لما تفعل ثم قال:
-شكرا و اعدك انى لن أرتاح حتى اعيدك لزوجك لكن بدون شنب بالطبع ,,

ضحكت ثم قالت :
-لا اعلم لم ارتحت لك هكذا و حكيت لك كل شئ بالتفصيل و لكن على الأقل أدين لك مقابل انقاذك لى و اعدك بأنك ستجد مفاجأتك و سعادتك قريبا,
-وانا سعيد لسماعي قصة حبك ..
ابتسمت له ثم عادت بجسدها للخلف و اغمضت عيناهة قائله :
- تصبح على خير..
نظر لها مطولا و ابتسم لها قائلا :
- و أنتى ايضا,,,,,

فى الصباح التالى ايقظهم جونيور بهدوء ففتح جاكسون عيناه بصعوبه و نظر له متسائلا,, أشار له جونيور بأصبعه على شفتيه ألا يصدر أى صوت ثم همس له :
-هيا أيقظ ايونجى و لنتحرك سريعا قبل أن يحضر العمال و يجدونا هنا ,,

فرك جاكسون عينه ثم تثأب ووقف بعدما عدل من هيئته و نظر فى المرأه يعدل شعره,,نظر له جونيور بأستغراب و أشار له أن يسرع لا يوجد وقت لم يفعله هل يحسب نفسه أميرا يستيقظ فى عرشه,,

أشار له جاكسون بغطرسه "حسنا" ثم ذهب و أيقظ ايونجى التى لم تلبث و أصدرت صوت تثئاب و كأنه أسد فى عرينه فأطلق جاكسون ضحكات عاليه على مظهرها بعدما أصبح الشنب متدليا على شفتيها فصرخت به ايونجى  ,,وضع جونيور يده على رأسه و حركها نافيا على حظه السئ الذى اوقعه مع إثنان أغبياء و سيقومون بأمساكهم بلا شك بسببهم,,,

أقترب جونيور منهم ليساعد ايونجى على النهوض بعدما حاولت الوقوف بمساعدة جاكسون لكنه لم يستطع جذبها بجسده النحيل ,,ولكنهم تسمروا كلهم فجأه فى مكانهم و كأنهم تجمدوا بعدما سمعوا صوت أحداهم يدخل المفتاح فى القفل,,,

لبثوا لثوان و فجأه أخذوا يركضوا فى المكان مذعورين يلتفون حول بعضهم لا يعلموا أين سيهربون أو كيف ,,جرت ايونجى و قفزت فى إحدى الصناديق الكبيره و جاكسون و جونيور تسمرا فى مكانهم بعدما فتح العامل الباب و لا يوجد أى مجال الأن للهرب ,,,

أبتسم جونيور محاولا التماسك:
-صباح الخير اجاشى ما الذى أتى بك مبكرا اليوم ,,
نظر له العامل بأستغراب:
-ما الذى تفعله أنت هنا اليوم أليس اليوم اجازتك,,,
- ااه نعم فعلا ,بعثر شعره فى توتر, البارحه تذكرت أنى  أخذت يوما عطله الأسبوع الماضى و أريد تعوضه اليوم أنت تعلم ظروف والدتى تلك الايام,,
-ااه حسنا إذا و لكن , نظر لمن يختبئ خلف جونيور و أشار له , من هذا,,
ضحك فى بلاهه:
-هذا صديقى احضرته معى ليساعدنا ,,أين بقيه العمال ألن تذهب لاستدعائهم,,
- بلا سأذهب الآن هيا قم بتحميل بعض الصناديق و أنقلها للدور الرابع أمام محل ",,,"
انحنى له جونيور :
-حسنا,,وضع يده على قلبه و أطلق الصعداء ثم التفت ليجد جاكسون ملقى أرضا و كأن الشلل أصاب جسده و بلغ من العمر تسعين,,,هيا قف لا يوجد وقت و لكن أين ايونجى نونا,,

التفتوا لصوت يصدر من إحدى الصناديق ثم أخرجت نصف جسدها منه و لوحت لهم :
-هنا ,,أبتسمت لهم ثم اختفت بعدها الابتسامه لتتبدل لصرخه و نزلت مسرعه لوضعها ثانيه ,,
التفت جونيور فضحك و كأنه يبكى لم يحدث لهم ,,نظر له العامل و صرخ به ليبدأ العمل الآن,,

إقتربت منه جاكسون و همس له :
-لنخرجها بالصندوق حتى لا يشك أحدا بأمرنا و بعدها نهرب سريعا ,,
نظر له جونيور بعزم و كأنه سمع أفضل خطه صدرت من جاكسون طوال حياته و اتجهوا لصندوق ايونجى و بدأو بتحريكه و كلما أرادت الخروج اغلقوا الغطاء و نظروا للعامل و ضحكوا ,,اقتربوا من الباب و بعدما تأكدوا أن العاملين جميعا ذهبوا لينقولوا بقيه البضائع فتحوا الغطاء و قاموا باخراجها بسرعه ,,,
نظرت لهم بعتاب :
-لولا الظروف لكنت قتلتكم على هذه الرحله السخيفه فى صندوق الموتى ,,,

أبتسم لها جونيور ليهدئها :
-نونا لم نجد حلا آخر و لكن ,,قاطعه صوت المدير يقف أمامهم ,,نظر الثلاثه له و كأن ملك الموت حضر ليجمع أرواحهم,,
إبتلع جاكسون ريقه و نظر لجونيور الذى كاد أن يغمى عليه فى اى لحظه ,,,
مد المدير يده فأعتقد جاكسون أنهم مهلكون لا محال،،،فاغمض عينيه و لكنه فتحها بسرعه عندما سمع صوت المدير يتحدث مع جونيور و يوجه له السؤال الأغرب :
-هل هذا أخاك الكبير جونيور,,
نظر له جونيور و ضحك بعدما أشار المدير على ايونجى و مد يده ليرحب بها,,

حمد جونيور فى سره الله  على نجاح خطة الشنب و الشعر المستعار التى لا تزال ترتديهم منذ البارحه و وضع يده حول رقبتها براحه قائلا :
-نعم سيدى أعرفك عليه يونغ شين أخى ,,
نظرت له ايونجى و أشارت له على نفسها ثم سحب المدير يدها و قام بمصافحتها :
-أهلا بك ,,
أجابته ايونجى بعدما نظرت لجونيور و لوجه جاكسون المصدوم و ضحكت مقلده صوت الرجال:
-أهلا سيدى ,,ربتت على ظهر جونيور بقوه ,, كيف أخى معك إذا كان يضايقك اخبرنى,,
-لا أنه من أفضل العمال لدى ,التفت لجونيور, و لكن لم أتيت يوم اجازتك,,,
 أجابه جونيور:
-أريد تعويض يوم غيابى الاسبوع الفائت سيدي و لهذا أحضرت أخى و صديقى لمساعدتى و لكن طرأ شيئا فى المنزل فيجب علينا الذهاب ,,بعد أذنك,,انحنى له ,,
-حسنا اذا احتجت أى شئ إتصل بى ,,مع السلامه,,

تحرك الثلاثه و هم يحاولون كتم ضحكاتهم حتى خرجا من المول و انفجروا ضحكا على ما حدث,,نظر جاكسون لأيونجى و أقترب منها ثم ربت على كتفها :
-اذا هيونغ أهلا بك ف العائله ,,
نظر لهم جونيور و ضحك ثم توقف و تنهد فى خوف ثم ابتلع ريقه قائلا :
-اذا علم المدير أنى اكذب سيقتلنى ,,
التفت ايونجى و جاكسون لبعضهم و انفجروا ضحكا على جونيور الذى جلس على الارض واضعا يديه على خديه و يبكى ,,,

أتجه الثلاثه رجال واضعين أيديهم فى جيوبهم و بموسيقى خلفيه كأفلام جيمس بوند ساروا بين الناس و الحلوى فى فمهم و العصا تخرج منها و كأنها سيجار يقلبونه بين فمهم ببرود كجاذبية رجال العصابات ,,تجمعت نظرات الفتيات حولهم لمظهرهم الوسيم و أخذوا يلوحوا لايونجى و يتغامزون لها بدلع و يلقون القبلات الطائره ناحيتها كفنانين السنيما ,,
فنظر لها جونيور و جاكسون فى غيظ و قاموا بجذب وجنتيها لمضايقتها فصرخت بهم فتدمرت صورتهم بين الجموع و تفرقوا و أنتهى المشهد ,,,

وضعت يدها على وجنتها متألمه :
-يااا كنت سأحصل على هاتف تلك الفتاه,,
نظر لها جونيور بغرابه :
-و ماذا ستفعلين به ,,
-سأعطيه لكم أكيد فما الذى سأستفاد به,,أنتم الخاسرون,,
نظر لها جونيور متوسلا :
-آسف هيونغ لن تتكرر ثانيه ,,فضحكا الاثنان,,
التفتت ايونجى لجاكسون و لكنها لم تجده بجانبها بل يقف أمام حائط يحملق به فأتجهت ناحيته و قالت:
-ما الذى تحدق فيه,,
الفتت لها مبتسما بحماس :
-وجدتها ,,
قال جونيور مسترسلا:
-ما الذى وجدته,,
-طريق المال ,,,هنا ,,أشار للوحه المعلقه على الحائط,,

أقترب جونيور من الحائط و قرأ بصوت عالي " يعلن نادى ,,, الليلى عن إقامة مسابقة العام فى الغناء و على من يريد التسجيل القدوم فى تلك الاوقات علمنا بان المسابقه ستبدا فى يوم 25 من هذا الشهر و للفائز الأول جائزه ماليه قدرها ,,,,"
التفت له جونيور و إبتسم منتصرا :
ال 25 يعنى اليوم نستطيع التسجيل و التقديم ,تحول وجهه متهجما , و لكن اليس ذلك النادى الذى طردت منه و تشاجرت مع صاحبه ,,,

تحولت نظرات ايونجى من سعاده الى قلق و آسف على ضياع الفرصه و ربتت على كتف جاكسون:
-لابأس عزيزي سنجد حلا اخر ,,
نظر لها جاكسون و ضحك :
-لا أستطيع تقبل دور نونا و أنتى بهذا الشارب المكسيكي ,,ثانيا من قال إن هذا سيمنعنا أنا سأذهب له و سأفعل أى شئ حتى يوافق على اشتراكنا حتى اذا وصل الأمر بى لقتله ,,

نظرت له و رفعت حاجبيها بأستنكار:
-بهذا الجسد ,,يالك من ثرثار ,,
أشار لها جاكسون بالضرب و أبتسم بغيظ قائلا :
-هيونغ إحذر سأضربك و لن يتعاطف أحد مع رجل مكسيكي ببطن منتفخ ,,

صرخت به قائله :
-ياا سأريك ماذا سيفعل هذا المكسيكي بك,,
صرخ بهم جونيور و هو يضحك :
-ياااا توقفوا الآن ,,المهم إذا قبلوا بنا ما هو العرض الذى سنقدمه ,,,

صرخت ايونجى بحماس و قالت :
-لنقدم أغنيه جى لسنسد انا أحبها ,,و قامت بتقليدهم حتى كاد الشنب يقع منها فتوقفت عن الرقص,,,

نظر لها جونيور و ضحك :
-هيونغ حتى لو قررنا عرض جى لن يتقبلها الجمهور من رجالان و أمراه حامل نريد شيئأ اقوى,,

صفق جاكسون و نظر لايونجى ثم ضحك :
-سنقدم أغنيه كانت جدتى تحبها دوما و أخبرتني أنه بالرغم من صدروها و هى فى سن الخمسين لكنها نالت إعجاب كل الأعمار من الصغار حتى العجائز و تناسب هذا المكسيكي ,,

نظر له جونيور متحمسا :
-حسنا و لكن ما هى الأغنية ,,
-سأخبرك لاحقا ,,الآن لنذهب إلى الملهى قبل أن يفوت الوقت ,,,
أبتسمت ايونجى قائله :
-هيا ,,,,

وصلوا إلى الملهى و قبل أن يدخل جاكسون نظر إليهم و أشار "فايتينج" و ردوا عليه بمثلها ,,وقف لثوان أمام الباب ثم أخرج مشطا من جيبه و قام بتمشيط شعره إلى الخلف و حاجبيه المبعثران و رسم على وجهه ملامح البرود التى أعتد على رسمها داخل النادى و عدل بنطاله ثم دخل,,,

بعد فتره خرج إليهم و هو يضحك منتصرا :
-هيا بنا إلى تجارب الاداء,,

قفزت ايونجى فرحا ثم توقفت بعدما شعرت أن الناس ينظرون إليها تصدر ذلك الصوت من جسد رجل ,,فحشرجت صوتها و سعلت بصوت اجش كالرجال ألقت بالبصاق فى الارض و نظرت إلى إحدى الفتيات الماره و رمقتها بغزل ثم اتجهت إلى داخل النادى,,,نظر لها جونيور و جاكسون فى صدمه ثم ضحكا على تصرفاتها المبالغ فيها حتى هم الرجال لا يتصرفون مثلها,,,

أبتسم جاكسون لجونيور و قال له :
-هيا لنلحقها قبل أن تقوم بتقبيل الفتيات اثباتا لرجولتها ,,
ضحك جونيور لكلامه و لكنه اوقفه :
-كيف اقنعته بالدخول ,,
-لا شئ فقط تحدثت معه حديث رجال ,,,

نظر له جونيور بنظره يملؤها الفخر و ربت على كتفه :
-أحسنت يا صديقي,,ثم دخل إلى الملهى ,,

نظر له جاكسون و مسح العرق الذى كان يتصببه من توتر سؤال جونيور فلو أكتشف ما حدث بالداخل و كيف جثى لصاحب المكان متوسلا باكيا لدخولهم سيدفن نفسه حيا من الإحراج ,,تسأل و لكن لما يفعل كل هذا و كيف يكون سعيدا بالرغم إنه أقسم على أنه لن يذل لأحد مهما كان فلما يفعل كل هذا من أجل شخصا لا يعرفه و لم يقابله فى حياته إلا البارحه ,,هل هى علامات النضوج و أصبح رجلا متحملا المسئوليه فجأه,, أم أن الله يثبت له أنه بالقليل من التضحيه و التنازل ستمر الحياه و لن تصبح صعبه كما يخيلها التلفاز و الدراما و الأغانى التى تحث على الإنتحار ,,,هل كانت ايونجى محقه هل هناك حقا سبب فى عيش الحياه و ولادتنا ,,ترك كل تلك التساؤلات جانبا و نظر حوله مستمتعا لم يحدث و دخل الملهى,,,,


بعدما دخل وجد صاحب الملهى يناديه فأتجه له قائلا:
-نعم سيدي,,
أشار لأيونجى و قال :
-من هذا ,,
-هذا اخو صديقى أتى معنا ليقدم فى المسابقه و لكن لم تسأل عنه,,
-منذ دخوله و الفتيات تجمعن حوله و ينصتون له بأهتمام,,اذا احضرته لى ثانيه سأفكر بأرجاعك العمل,,
ضحك جاكسون و نظر له متأسفا :
-للأسف سيسافر غدا فكما ترى انه ليس من كوريا طوال حياته يعيش بالمكسيك ألا ترى هيئته المميزه ,,
-أنت محق فله هاله غريبه عن الرجال الذين قابلتهم,,أيا كان هيا لتحضر نفسك أنت تعتبر وجة للمكان بالرغم حتى و إن طردت ,,,
شعر جاكسون بالإهانة و الحرج فابتلع تلك الغصه و نظر له بقرف:
-شكرا سيدي عن أذنك ,,,

ذهب جاكسون لجونيور الذى يعبث على مسرح الملهى الفارغ قبل ازدحامه بالزبائن ,,أشار له الإقتراب و قال:
-يا ما الذى تتحدث عنه نونا,,
توقف جونيور عن العبث و اقترب منه مجيبا :
-لا أعلم فهى تخبرهم كلام غريب عن لم يهدرون حياتهم و جسدهم فى هذا العمل الغير شريف و أنهم أفضل من أن يكونوا فى مكان كهذا و أحكام من تلك النوعيه,,الحق بها قبل أن تستمع لها كل الفتيات و يتركون المكان و يقتلك صاحب المكان عندها,,,

نظر لها جاكسون فى ذعر ركض ناحيتها و قاطعها من حديثها :
-لذلك حبيباتى لا يجب عليكم العمل فى مثل هذا المكان القذر و ,,,,,

جذبها من ذراعها و صرخ بها :
-يااا ماذا تفعلين ألا يكفى تلك المصائب التى وقعت فيها بسببك منذ الوهله الأولى التى رأيتك بها، ،،الأن تريدين تدمير المكان الذى أعمل به و الفرصه الثانيه التى حصلت عليها أخيرا,,

سحبت ذراعها منه و نظرت له بأسف بعدما تجمعت الدموع فى عيناها و قالت له بنبره منكسره :
-أسفه إذا حملتك أقصى من طاقتك و أسفه إن  كنت حملا ثقيل عليك من البدايه,,,,

مسحت دموعها المتساقطه فى صمت و أبتعدت عنه ,,التفت لها و شعر بألم فى قلبه و ندم على رد فعله القاسي فهو لا يعلم لم اشتاط غيظا فجأه ألم يكن يريد الإنتحار و ترك كل شئ وراءه الآن يعاتبها على خسارة شئ هو لا يعتبره مهما بالنسبه له أم هو يوهم نفسه فقط بكلام مسترسل و عندما شعر أخيرا بالحياه و أنه مهدد و على وشك خساره فرصته الثانيه ألقى بغضبه على الشخص الخطأ ,,الشخص الذى يدين له بكل هذا الفضل على استمتاعه بالحياه فى الساعات الماضيه فلولاها لم  قضى تلك الاوقات التى لن ينساها ,,,,

إتجه بخطوات ثقيله ناحيتها فلم يعتد على الإعتذار من قبل حتى من جدته بالرغم مما سببه لها من صعاب و لكن تلك المره أحس بأن الاعتذار واجب عليه ,,,
جلس على كرسى بجانبها و نكز وجنتها بأصبعه بخفه و أبتسم لها قائلا :
-أنا آسف ..أعلم إنى أحمق بسبب ما قلته فبدل من شكرك على هذا الوقت الرائع الذى قضيته بفضلك صببت غضبى عليكي ,,هيا اضربيني ..مد لها رأسه ,,

أبتسمت و ربتت على رأسه بالمقابل و قالت :
-لا تتأسف أنا فعلا عبئ و لكنى شعرت إنكم مثل إخوتى الصغار و لذلك تصرفت براحتى معكم,,

-ونحن كذلك فعلا و لا أريد ان يتغير شئ اعتبريني مثل اخيكي الصغير الأحمق و عاقبيني نونا ,,

أبتسمت له :
-حسنا يا أحمق لكن أنا هيونغ ألا ترى ذلك الذقن ,,,

ضحك لها  ثم توقف فجأه و أصبح متسمرا فى مكانه بعدما إقتربت منه و طبعت على وجنته قبله قائله:
-شكرا دونغسى ,,هيا الآن لنتدرب,,,
وضع يده على وجنته و شعر بالحراره حتى تحول وجهه كله إلى الأحمر من الخجل,,أبتسم بسرعه قبل أن يلاحظ أحدهم  حالته و وضع يده على قلبه الذى يدق بجنون ثم ضرب رأسه على ما يشعر به " تلك قبلتى الأولى " حدث نفسه و نظر لها مبتسما ,,,

انتظروا بعد مرورهم بتجارب الأداء و تم قبولهم ليصدر موعد النهائى لميعاد المسابقه و بعدما علموا به أتجه كل متسابق إلى غرفه خاصه لارتداء ازيائهم و التدريب,,,

وقف جاكسون أمامهم و هو ينظر لهم بجديه و يتحدث كضابط فى الجيش و على وشك دخول الحرب:
-لا تقلقوا لقد تدربنا كثيرا و خضنا ما هو أسوء من ذلك و لن يستطيع أى أحد هزيمتنا ابداااا ,,صرخ بهم بحماس,,فاااايتينج ,,

فصرخوا بالمقابل بحماس مثله ,فااايتينج, ثم توقف جونيور و نظر لأيونجى و ضحك ثم قال:
-يكفى يا إمبراطور الصين لنذهب الآن سيفوت الوقت و نحن هنا نتحمس بلا داعى ,,,
شعر جاكسون الإحراج و تخلص من شخصيه اللضابط التى تلبسته و تحدث بهدوء قائلا:
-احمم اسف يا جماعه اخذتنى الحماسه,,هيا بنا ,,
أبتسمت له ايونجى و نظرت له بغرابه :
-أشك احيانا فى قواك العقليه ,,,هيا ,,

وقفوا قباله المسرح و انتظروا الفرقه الأخرى  حتى تنتهى من الاداء و بعدها صعدوا ,,ارتدى كلا منهم قبعات المكسيك التى احضرها جاكسون من إحدى محلات الهدايا الموجوده بجانب الملهى ووضعوا جميعا نفس الشنب,,,أغلقت الأنوار ووقفت ايونجى فى المنتصف بوضعا مضحك و هى تمد بطنها إلى الأمام و تشير إلى فمها باصبعها و تغمز بعيانها ,,و جاكسون يقف بجانبها فى الجهه اليمنى حاملا جيتار و فارجا رجليه بقوه حتى كاد البنطال يتمزق و جونيور فى الجهه الشمال فاتحا يديه على مصرعيها بجانبه كأحدى وقفات مايكل جاكسون المشهوره التى لا تمت للعرض بصله,,,
       
        "اغنيه run to you لفرقة dj doc"

بدأت الموسيقى و الأنوار تفتح واحده تلو الاخرى لتنير كل عضو حتى أنارت المكان كله و على هتاف الموجودين لهم قاموا بالرقص كما علمهم جاكسون و جونيور يقفز على المسرح يحمس الجماهير و ايونجى تحرك شفاها و جاكسون يغنى ,,,إزداد صريخهم عندما قطع جاكسون قميصه و قام ببضع حركات الرقص التى تفاجأت ايونجى بها و تركت العرض و وقفت تصفق مثل الجماهير و تصرخ لتشجعهم بعدما إنضم له جونيور ,,, وقف ثلاثتهم فى أخر الأغنية كطابور يرقصون خلف بعض و يلتفون حول المسرح  مع أصوات الجاهير المصاحبه كلهم بنفس الجمله ,,

"bounce with me bounce with me la la la "

أنتهوا من الرقص و وقفوا جميعا و أنحنوا للجماهير بعدها صعد الحكم و صاحب الملهى و بقية المتسابقين للإعلان عن الفائز ,,,

المدير تحدث قائلا:
-لقد كنتم جميعا جيدون و لكن الفائز الأول و الحاصل على أفضل أداء هو فريق السيد " كيم سول". .

نظرت ايونجى لجاكسون فى خيبه أمل و ربتت على ظهره لتهون عليه لشعوره بالذنب الذى ارتسم على ملامحه و جونيور الذى أصابه الحزن فاتجهوا للنزول منكسرين الرأس من المسرح ولكن اوقفهم صوت المدير قائلا :
-ولكنى أضفت جائزه أخرى لأفضل  أداء حماسي و فاز به فريق " جاكسون " مبارك لكم أنتم ايضا ستأخذون نفس المبلغ,,,

نظر الثلاثه لبعضهم و الدهشه تملئ وجوهم لتتحول الى سعاده غامره مطلقين صرخاتهم بحماس و فرح وهم يقفزون كالاطفال فوق المسرح ثم أتجه جاكسون و أخذ الاموال من المدير و أبتسم هو و جونيور لأيونجى ثم مد يده لها و أعطاها لها ,,,أخذت النقود و هى تنظر إليها بعيون دامعه ثم إقتربت منهم و احتضنتهم باكيه ممتنه لكل ما فعلوه لأجلها و لكل تلك الأوقات التى مرت و شعرت بسببهم معنى الأخوه و العائله.... و هم يضحكوا على مظهرها تبكى و الشنب كاد أن يسقط منها ,,,

دقت الساعه التاسعه مساءا و قام الثلاثى بتحضير نفسهم للسفر فالاموال ستكفي لتذاكرهم كلهم و أكثر,,أصر جاكسون على إيصالها حتى المحطه فقط و لتكمل بمفردها بقية الطريق لتحتفظ ببقيه الاموال،،،، و لكنها أصرت على وجودهم معها لتعرفهم على زوجها فلا يوجد كلمات تكفى لشكرهم على ما فعلوه معاها و ربما تلك الرحله و إستقبالها فى بلدها ستعوضهم عما فعلوه لها ,,,

وصلوا للمرسى الذى سيركبون السفينه من عليه و انتظروا حتى صدر صوت المضيفه تعلن صعود الركاب لبدء الرحله ,,ركبوا و جلسوا فى أماكنهم المخصصه لهم ثم وقف جونيور و ذهب إلى الحمام و ليبحث عن شئ يأكله و جاكسون و ايونجى وقفا يستمتعان بنسيم الهواء،،،،تذكر كلا منهما نفس المشهد فبالرغم إنهم الإثنان كانوا على وشك الانتحار بإلقاء نفسهم فى البحر و وقفوا نفس الوضعيه و لكن تلك المره المشهد بمشاعر مختلفه فتبدلت من أحاسيس سلبيه و حزن إلى نظرة أمل و فرح ,,,

التفت جاكسون و نظر لأيونجى التى تنظر الى الأمام سارحه فى جمال البحر و الهواء يداعب شعرها الاسود المتناثر على وجهها مما زادها جمالا فخفق قلبه للمره الثانيه و إبتسم لذلك الإعجاب الذى أصابه فى وقت و زمان و مكان غريب و لكن بالنسبه له أفضل من أى موقف رومانسى و قصة حب مزيفه، ،،،
فأعجابه بها برئ و لا يشوبه أى تفكير غريب او خطأ فسيحتفظ بهذا الإعجاب لنفسه كذكرى سعيده متمنيا السعاده لها و لزوجها عن حق,,,,,

فجأه اختفت تلك التعابير عنها عند اقتراب السفينه للمرسى و تبدلت بنفس ملامح الألم التى ارتسمت فى أول مره تقابلا و لكن تلك المره لم تحتمل و أطلقت صراخها فركض جونيور نحوهم ليجد جاكسون يحملها بين يديه و هى تجذب شعره بقوه و تصرخ ,,,

نظر له جونيور بفزع و أخذ يعدو ذهابا و ايابا لا يعرف ما يفعل قائلا :
-ما بها هل استدعى الطبيب,,
صرخ به جاكسون بغضب و ايونجى تجذب شعره بقوه أكبر :
-وهل هذا سؤال افسح الطريق و تعالى معى نبحث عن طبيب,,

خرجا من المكان الذى كانا يقفان فيه و إنطلق جاكسون يعدو فى منتصف السفينه و هو يحملها بينما تصرخ بقوه ,,تجمع الناس حوله ثم اذاعت المضيفه فى المايك عن طلب وجود طبيبه ضرورى لإجراء عملية ولاده متعجله,,

بعد عدة دقائق حضرت طبيبه و طلبت من كل المسافرين الخروج و ترك المكان فارغ ،،،فاخبرتهم المضيفه إنهم وصلوا المرسى و يجب عليهم التوجه للخروج الضرورى,,,جلس جاكسون و جونيور بالخارج بعدما طلبت منهم الطبيبه الإنتظار فى مكان أخر من السفينه و ترك الغرفه الاساسيه لعملية الولاده,,,

لم يستطع جاكسون الجلوس للحظه فوقف جونيور بجانبه و حمل يده و قام بتهدئته إبتسم له قائلا:
-ياا نحضر عملية ولاده لأول مره، ،، من يراك هكذا يعتقد إنك الأب,,ربت على ظهره مهونا خوف صديقه حتى قاطعتهما المضيفه لتخبرهم أنها إنتهت و تمت العمليه بسلاسه و يستطيعوا رؤيتها الان,,,

لم يسبق لهم أن شعروا بالتوتر هكذا من قبل خصوصا جاكسون شعر و كأنه داخل مكان مميز أشبه للجنه فرائحه المكان تختلف عن أى مكان ذهب إليه قبلا و ليس كما كان قبل قليل فما الشئ الذى أصبح مميزا فجأه ليقوم بتغير كل شئ هكذا فى لحظه,,,

إقترب من ايونجى التى كانت نائمه على الأرض و ملامح التعب و الإرهاق على وجهها و لكن مع ذلك الإبتسامة و عيونها الفرحه لا تدل على هذا ,,,

أشارت لهم بالاقتراب و بصوت خافت قالت :
-تعالا لا تقلقا,,

إقترب جونيور منها و جلس بجانبها و هو يبتسم لذلك الكائن الصغير بجانب ايونجى إبتسم لها و لمس وجه الطفله و أخذ يتفحص ملامحها بأنامله حتى أقترب من فمها ففتحته و أخذت تلعقه و هو ينظر لأيونجى و يضحك,,,فبادلته الضحك ثم نظرت لجاكسون الذى لا يزال فى مكانه لم يتحرك فحملت الطفله بين ذراعيها و ساعدها جونيور على الإعتدال و مدت الطفله ناحيه جاكسون ليحملها و هى تبتسم له,,,

إقترب منها بخطوات متردده و جثا على ركبيته أمامها حتى أصبح فى مستواها ,,قالت له بنبره دافئه:
-لا تخف احملها ,,سلم عليها إسمها "هينبوك" "سعاده",,

مد يده مترددا و شعر و كأن جسده كله أصبح مكعب ثلج من شده الخوف و لكن فى اللحظه التى وضعت ايونجى الطفله بين يديه سارت بجسده قشعريره جميله و نظر لوجهها و هى تتثائب،،،،إبتسم لها و أحس أن الحياه كلها توقفت و كأنهم أصبحا بمفردهم فى هذا العالم,, أقترب من وجهها و تأمل ملامحها الصغيره و هى تفتح عيناها و تنظر إليه ثم طبع على جبينها قبله دافئه فى تلك اللحظه تبدل قلبه و أصبح ينبض بالحياه و لا يهتم لأى شئ فى المستقبل، ،، فكيف لهذا الكائن الصغير الذى لا يعرفه و لا يقربه أن يبث فى قلبه تلك السعاده و الحب و يملئ قلبه بدفئ لم يشعره من قبل,,,و الأن فقط علم ما معنى الحياه و ما هو دوره و ما الذى كانت تقصده ايونجى  "بالسعاده الغير متوقعه ",,,,,

ليس شرط أن يكون سبب سعادتك هو إسعاد نفسك بل عرف الأن إن سعادته الحقيقيه هى فى إسعاد الأخرين و هذا هو هدفه فى الحياه و هذا ما سيسعى إليه,,,,

نظرت له ايونجى و تجمعت الدموع فى عيناها بعدما رأت نظرته التى تغيرت عن أول مره و شعرت بالراحه إنها نجحت فيما أرادت و سددت جزء من دينها له ,,,

نقل طاقم العمل فى السفينه ايونجى إلى أقرب مشفى لتجد المساعده المناسبه لها حتى تصبح بخير مجددا و تستطيع إكمال السفر..فى تلك الفتره نقلت الطفله الى قسم الحضانات و جاكسون يراقبها من الزجاج و الإبتسامة لا تفارق وجهه,,,,

ربت جونيور على كتفه فالتفت له جاكسون مبتسما :
-ياا ألن تتزوج لتنجب طفله كتلك كى العب معها,,,
-ياا و ماذا عنك لتتزوج انت و تنجب طفلتك الخاصه و ستلعب معها فأى وقت لم تريد اللعب بأطفال غيرك أحمق ,,,,
ضحك جاكسون و إبتسم له جونيور قائلا:
-لم أعلم ان تلك الطفله ستغيرك هكذا,,
-أنا حتى لم أعلم، ،،هذا المخلوق الصغير يبدو أنه من أرض السحر فله قدره غريبه على بث السعاده فى قلبى بدون فعل شئ,,,هل تعتقد ان والداى شعروا بنفس الإحساس عندما رأونى أول مره,,

نظر له جونيور و حاول تمالك دموعه و إبتسم مهونا عنه :
-أكيد و لكنك كنت طفل قبيح مقارنه بها,,,

ضحك جاكسون بقوه و لكن قلبه ألمه و تجمعت الدموع بعيناه فلم يستطع حبس دموعه بعد الأن و اجهش فى البكاء بين أحضان صديقه و هو يقول له بصوت متألم :
-افتقدهم حقا ,,أريد أخبارهم إنى لا اكرهم حتى لو تركونى وحدى سأظل أحبهم دوما و جدتى أنا أحبها جدا و أنت أيضا ,,أنا أسف لم أقصد الإنتحار لكنى كنت تعب يا صديقى حقا تعبت,,,,,

ربت جونيور على ظهره بحنان و دموعه تنهمر مواساة لألام صديقه الذى يحبه كثيرا :
-ياا نحن معك و نحبك ,,هياا كفى هل هذا يوم الحب العالمى لم لا ترتدى قميصك الاحمر,,

أبتعد عنه جاكسون و أبتسم و هو يمسح دموعه و ضربه بخفه :
-ياا يجعلنى أبدو كالرجال الغرباء احممم شواذ,,
ضحك جونيور و إقتربت منه قائلا:
-حسنا لنرتديه فى المنزل بينما نحن بمفردنا,,
ربت جاكسون على كتفه مقلدا صوت الفتيات:
-يا وقح,,
نظر له جونيور بأشمئزاز:
-يااا لا تقترب منى ثانيه ,,,هرب منه و ركض و جاكسون يلاحقه و هو يضحك,,,,,

إنتهت ايونجى من المحاليل و أصبحت أفضل فاخبرتهم أنها تريد إكمال الرحله و الذهاب لزوجها ,,انتظروا ميعاد الرحله القادمه بعدما تأخروا عن الرحله قبلها و فى تلك الفتره جلس جونيور و جاكسون بجانب ايونجى كلا منهم فى ناحيه و هى بالمنتصف يداعبون الطفله و لم يهتموا بالوقت ,,وصل الباص و ركبوا إلى البلده,,بعد ساعتين وصلوا الى وجهتهم و هناك اخبرتهم إنهم سيضطرون للذهاب إلى منزلها لأنها لم تخبر زوجها بمجيئها,,
ركبا سياره أجره و ووصلا المنزل ,,كانت القريه تطل على البحر و مظاهر الحياه الريفيه القديمه تملؤها البيوت و المعيشه تختلف عن العاصمه كثيرا و لكن الناس يبدون أكثر سعاده على الرغم من ذلك,,,

أشارت لهم على المرسى الذى يملكه أهل زوجها و قبل أن تقترب من المنزل لاحظته يقف بجانب اخيه أمام المرسى ,,مشت بخطوات سريعه متلهفه لمقابلته و قلبها دقاته تسبقها بمسافات عن جسدها ,,و قبل أن تصدر أى اشاره أو صوت التفت لها زوجها كأنه شعر بروحهم فى المكان,,
وقف متسمرا مكانه لما رأه تحمل بين يديها،، نظر اليها بعيون دامعه و نظر إلى ايونجى متسائلا فقالت له هامسه "أحبك" وضع يده على فمه و هو يضحك فرحا ثم اقترب من الطفله و ضم يدها الصغيره بين كفيه و قبلها ثم  اقترب من ايونجى و قبلها على جبينها و دموعه المنهمره لا تتوقف,,أقترب منهما ببطئ و أبتسامه لم تختفى للحظه و ضمها بالطفله بين احضانه ,,
فى تلك اللحظه اختفت كل المخاوف التى كانت تتطاردهم و شعرت بالأمان أخيرا بين أحضان حبيبها و مرسي قلبها,,,,


ابتسم كلا من جونيور و جاكسون من كانوا يشاهدون المشهد من بعيد ,,ربت جونيور على كتف صديقه و ابتسم له ثم التفتا ذاهبين بهدوء بعدما حققا وعدهما لهما و هنا إنتهت الرحله ,,,

التفت ايونجى لتجدهما و لتعرفهما على زوجها لكنها لم تجدهما فابتسمت ثم إقتربت من زوجها و ضمته لها اكثر و همست لهم و هى لا تزال تنظر فى اتجاهم " شكرا" ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


مرت سنتين على تلك الرحله ,,رحله السعاده و البحث عن أمل,,فى تلك السنتين تغيرت الأحوال كثيرا,,ترك جاكسون المنزل بمجرد رجوعه و عاد لجدته قبل يديها و اخبرها أن تسامحه على الخطأ الذى كان سيقترفه فى حقها لم تفهم ما يقصد و لكنها كانت سعيده لرؤيته بتلك الطريقه لأول مره ,,,
اخذ مال معاش جدته و أجر غرفه فوق السطح بجانب صديقه جونيور حتى لا يشعر بالوحده و كثيرا ما كان يقضى معظم الوقت عنده و والدة جونيور كانت بمثابه أم له فى تلك الظروف حتى بدأت امتحانات الجامعه,,  ترك جاكسون الموسيقى كهوايه و ركز أكثر فى دراسته أما جونيور لا يزال يكره المذاكره لذلك جاكسون كان يشجعه و لو حتى بالقليل من المذاكره تكفى ليلتحق بأى جامعه و بعدها يترسم جونيور ليصبح ايدول و مغنى مشهور كما أراد ,,
فى الإجازة أفتتحا مشروع يجمعهما عباره عن محل صغير من مال الأعمال الجزئيه فلم يعودا الطفلين المصرفين المهملين بل اقتصدا كل قرش حتى استطاع جاكسون إعادة البيت الذى كان يعوله هو و جدته ليعيشا ثانيه معا و هنا تعلم معنى المسئوليه,,,

ظهرت النتيجه و حصل جونيور على نتائج مقبوله لتقبله جامعه الحاسبات بعدما قرر أن يتولى عمل والدته و مساعدتها حتى مع عمله كأيدول و احتياطيا لو فشل فى تجارب الاداء,,أما جاكسون فشعر بالسعاده و معنى العمل الجد بعدما حصل على نتيجة الجامعه و تم قبوله فى كليه الطب ليحقق حلمه فى أن يصبح طبيب اطفال ,,,,

بعد دخوله الكليه بأسبوع بعدما أنتهى من محاضراته إتصل على جونيور و اتفقا على المقابله بعد أن ينتهى من عمله.. أخذ يتمشى بين الشوارع حتى وجد نفسه فى المنطقه و أمام السور الذى بدأ عليه كل شئ...أقترب منه و لمس السور بيده يشعر بكل ما حدث و كأنه البارحه ..افلتت ضحكه منه بعدما تذكرها بالشعر المستعار و الشنب و دق قلبه مبتسما فى حنان بعدما شعر بلمسة يد طفلتها و هو يضمها و السعاده التى غمرته فى تلك اللحظه ...نظر للسماء و اغمض عينيه يحمد على الله على تلك اللحظه التى غيرت مجرى حياته...

" ياا أتخطط لتقفز ثانيه"
فتح عينيه غير مصدق نبرة الصوت التى يسمعها هل يتوهم الآن..حتى شعر بيد تنكزه من الخلف فتحقق أنه لا يحلم..التفت خلفه فوجدها تقف أمامه و بيدها طفلتها الصغيره تنظر له مبتمسه و زوجها بالسياره..
  أقتربت منه قائله بأبتسامتها التى اعتادها :
- مرحبا جاكسون..
أجابها مبتسما:
- شكرا لك ... نونا ....
             .................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق