◊▒ أحبك
الآن، غداً وإلى الآبد ▒◊
written By : Ṧaℓmậ
بين شوارع سيول الساعه العاشره ليلا,,ازدحمت الأماكن بالناس احتفالا بالعام الجديد الانوار مضاءه فى كل ركن من اركان الشوارع و الزينه معلقه على المبانى و المحلات و المقاهى،، ,اصوات الأغانى الصاخبه هى الألحان الرئيسيه بين الشوارع,,
العروض الحيه التى تختلف ما بين أغانى البوب و الترانيم و الموسيقى على الحان الجيتار التى يتلهف حولها العاشقين ممسكين بأيدي بعضهم بعضا ليدفئوا اجسادهم و قلوبهم من صعيق البرد ليشتعل الحب كالنار الدافئه من تلامسهم و نظرات العشق المتبادله بينهم البعض,,يوما ينتظره الكثيرون ليبث فى قلوبهم أمال جديده و كالصديق يربت على بعضهم و يخبره انه لا يزال هناك فرصه و هناك غدا أفضل ,,منهم من ينتظره كالحظة شوق ليفصح عما بداخله من حب مكتوم يريد أنارته لكل العالم و منهم من يقضيه فى بيته بين اسرته مستمتعا بنشوة الدفئ الأسرى ,,و لكن بالنسبه له هو يوم يتحاشاه كقله قليله مكسوره قلوبهم لا يربطهم ذلك اليو الا بذكرى مؤلمه لم يستطع أن يداويها الزمن ,,,,,
بداخل سياره سوداء جلس فيها رجلا يرتدى بدلة كرجال الاعمال لو رأيته من بعيد لظننت لوهله ان عمره ربنا يتعدى الستون الا انه فى بدايه الخمسينات,,له هالة كشخص رأى من الدنيا ما يكفى لتتكون تلك النظره فى عينه نظرة الحزن الممتزجه بالصبر و الندم و الاكثر حيره نظرة من ينتظر شئ لن يعود و لا يستطيع نسيانه و المضى قدما,,ألقى نظرة على الإحتفالات فى الخارج من خلف الزجاج تنهد مبتسما كمن يحمل من الدهر هما ثم أراح جسده الى الخلف,, شعر بالاستداره التى قام بها السائق متجها الى احدى الشوارع الجانبيه ليتفادى الزحام فى الشارع الرئيسي,,,
تحولت وضعيته بمجرد ان تعرف على ذلك المكان و هم معتدلا فى جلسته ثم فتح زجاج السياره النادر ما يقوم بفتحه ليبتعد عن العالم المحيط به ,,,تفحصه بعيون ترقرقت بها الدموع و ابتسامه منكسره ,,ملامح ذلك الشارع لم تتغير فكما عاهده منذ زمن و تركه بقى على حاله و كأنه تؤأم قلبه الذى لم يتغير مع مرور الزمن,,,
فبالرغم من الزينه المعلقه و الانوار المضاءه و الناس التى تغيرت ملامحهم كثيرا لم تراهم عيناه بل كان قلبه هو عيناه المتحكمه به,, ليراه كما كان فى الجامعه منذ خمسة و عشرون عاما,,أمر سائقه بالتوقف عند بدايه الشارع و فتح باب السياره,,خرج منها و وقف عند بدايته,,,البدايه لكل شئ ,,,
1991\12\31
فى إحدى الملاهى الليليه وقف شاب امام أحدهم و التوتر متملكه يترجاه بأستمامته و الآخر لا يجيبه بل يكتفى بالاستلقاء على ظهره على المسرح و الجيتار بين احضانه يلعب على اوطاره بأنامله الخشنه و يبتسم لرجاء صديقه,,,
"ياا تعال معى لا اريد ان اصبح بمفردى الليله",,
اجابه المستلقى بهمس لا يسمع " انت تعلم انى لن اتى مهما فعلت فوفر مجهودك دونجهى لليله و لا تنفقها على شخص مثلى",,
اجابه دونجهى و هو يشطاط غيظا " ياا يونغهوا ما كل هذا البرود انها المره الاولى التى احتاجك بها بجانبى و ها انت تخذلنى "
"لاننى اريد مصلحتك ,,تخيل معى ردة فعل زملائك فى الجامعه و انت تصطحبنى معك لاول أجتماع بينكم,,ستبدو سخيفا اليس كذلك" اعتدل بجلسته و رسم ابتسامة ثقه على محياه ,,
جلس بجانبه دونجهى و تنهد بضيق " ياا اخبرتك انها ليست المره الاولى تلك سنتى الثانيه "
" هذا سبب أقوى لعدم مجيئى لم تصر على حضورى إذا" جحظت عيناه و نظر إليه مباشرة " هل تخفى عن صديق طفولتك شيئا ما"
هم دونجهى من جانبه و ضحك بتوتر "ما الذى تتحدث عنه "
" ياا لي دونجهى كن صريحا معى كل هذا بسبب تلك الفتاه اليس كذلك " استلقى ثانية على ظهره و رسم بيده فى الهواء قلب " حبيبتك السريه " اعتدل و أبتسم بخبث " اليس كذلك",,
ضحك بصوت عالي ليخفى توتره و لكن نظرات يونغهوا له بعدما كشفه جعلته يستسلم و جلس بجانبه فى هدوء ناظرا الى السقف,,ضحك يونغهوا على التوتر المرسوم على وجه صديقه فربت على ظهره و ابتسم له " ثق بى ستكون بخير بمفردك انت افضل منى فى الدراسه االا يكفى هذا" ابتسم له بغرور فضحك دونجهى على ما يقوله ,,
فهو الوحيد فى هذه الدنيا الذى يفهمه اكثر من نفسه و يعرف متى يمتص غضبه و توتره بالقاء المزاح حتى لو انها لحظات نادره ليونغهوا المعروف عنه البرود الدائم و الامبلاه لأى شخص او شئ فى العالم ,,,
على عكس دونجهى طيب القلب و الملامح كما يقولون عنه الابن المثالى و الصالح الذى تتمناه إى أسره أن يكون أبنهم ,,فلطالما كان متفوق فى دراسته و فى حياته الشخصيه بعيدا عن الخجل الذى يمتاز به إلا أنه رجلا يعتمد عليه و قوى الشخصيه ,,
تقابل دونجهى و يونغهوا أول مره فى المدرسه عندما كانا الاثنان فى عمر التاسعه,,كان دونجهى فى تلك السنه انتقل من بلدته بوسان لظروف عائليه و لعمل والده ليستقروا فى سيول,,فى بدايه الامر كان خجلا فى المدرسه و لم يتعرف على أحد و لم يبادره أحدا من زملائه بالتعرف او القاء التحيه بل كانوا يتجاهلونه,,
فى يوما دخل الى الفصل فتى بدا عليه الضيق و مهمل فى ملابسه و أول شئ نطقت به المعلمه عندما رأته
" يونغهوا لا تفتعل المشاكل ارجوك " فلم يجبها و ذهب ليجلس بجانب دونجهى ,,خشاه دونجهى كثيرا لما بدا على يونغهوا من شر فى تلك الايام بل إنه حاول جاهدا ليتحاشاه ,,
و لكن فى يوما ما كان دونجهى فى طريقه الى المنزل بعد المدرسه فحاصره بعض الفتيه السيئين فى الحى و قاموا بمضايقته حتى وقعت منه حقيبته و اخرجوا كل ما فيها و قام احدهم بضربه و فجأه اطلق شخصا ما صراخا من بعيد فالتفت دونجهى ليرى يونغهوا يصرخ بهم من بعيد و جرى ناحيتهم يضربهم بأقصى قوته و على الرغم من محاولاته إلا أن الأمر انتهى بضربهم هم الاثنان معا تاركينهم بدمائهم يضحكون على جرح كل منهما الاخر,,,و حتى تلك اللحظه كانا سند و قوة بعضهم البعض على الرغم من اختلاف شخصيتهم فدونجهى لطالما كانت احلامه ان يصبح شخصا مهما فى الحياه و يصبح غنيا و مشهورا و لكن يونغهوا ولعه بالموسيقى ليس فقط كفن بل كحياه جعله مهملا فى دراسته التى لم يحبها يوما و اختار اتجاه الفن و ترك الجامعه ,,,
" هل هى جميله " ابتسم له يونغهوا ,,
هز دونجهى رأسه أيجابا و نظر الى صديقه,,ضحك
يونغهوا بصوت عالي " اذا لما لم تخبرها حتى الان "
" لم أتاكد من مشاعرى بعد و الأهم لا اعرف كيف تنظر لى و أخشى أن أكون متسرعا"
" اذا تأكد اليوم "
" كيف " نظر له دونجهى ,,
" اليوم عيد الميلاد يوما مميزا قم بدعوتها الى السنيما إذا وافقت إذ هى مهتمه بك و قامت بتمهيد الطريق لتعرف بعدها ان كنت فعلا تحبها و هى تبادلك المشاعر ام لا ,,و اذا لم توافق لن تخسر شيئا بل ستعرف مشاعرها تجاهك و سترتاح من قلقك"
" هل تظن هذا " نظر له فى قلق,,
" و هل أخبرتك شيئا من قبل خاطئ " ربت على ظهره ,,
ابتسم له دونجهى براحه " نعم دائما " ثم وقف مسرعا و ضحك ,,
جرى خلفه يونغهوا " ياا اذا كنت دائما مخطئ لا تقم بسؤالى ثانيه و تؤلم رأسي بمشاكلك العاطفيه "
ضحك دونجهى ثم وقف يلتقط انفاسه ,ابتسم له ممتنا لصديقه " لن اخبرك شكرا و انت تعلم "
"ايشش ياا لا داعى لتلك العاطفه هيا اذهب لسندريلا خاصتك و يكفى إزعاج اليوم " أشار له بالذهاب و هو يتمتم بالشتائم ثم رجع لوضعه الاول مستلقيا على المسرح ,,ابتسم له دونجهى و همس بصوت مسموع له " شكرا" ثم أردف الى الخارج تاركا يونغهوا مبتسما بينما يغلق عيناه,,,
خرج دونجهى من الملهى و أتجه لمنزله قام بتحضير ملابسه و وقف أمام المرأه عدل ياقة القميص و أبتسم لنفسه " فاايتينج" قالها ثم أتجه للخارج ,,,تمشى فى الطريق الطويل إلى القهوه بجانب الجامعه الذى اتفقوا على المقابله فيها و إقامة الاجتماع لرؤساء الأنشطة الطلابيه و من بينهم دونجهى,, التفت حوله و هو يشاهد مراسم الإحتفال بالسنه الجديده و الأنوار المضيئه فى كل مكان تتلألأ كالنجوم فى السماء فأرتسمت على محياه أبتسامه بعدما تذكرها,,هو الذى دوما يشبها بينه و بين نفسه بالنجمه المتلألأه,,تذكر يومه الاول فى الجامعه الذى لم يكن مختلفا كثيرا عن المدرسه بنفس التوتر و الخجل الذى يصطحبه معه و لكنه عهد نفسه بكسر تلك القاعده فى الجامعه و ليفعل ذلك إشترك فى الانشطه الطلابيه تحت تخصص الاقتصاد لمهاراته الكبيره فيها و ثقته بنفسه فى تلك النقطه,,
و فى اجتماعهم الاول دخل الى الغرفه المخصصه للاجتماعات رأها تجلس حول الطاوله المستديره بمفردها تركز فى اوراق أمامها و عندما شعرت به فى الغرفه وقفت و ابتسمت له معرفه بنفسها " انا جيون مرحبا بك معنا" أقسم لنفسه فى تلك اللحظه إن وقع إسمها على أذنيه كاللحن اطربه,,
مضت سنته الأولى و لم يجروء على التعرف عليها اكثر من كونها زميلته و رئيسه اتحاد الطلاب,,,إعجابه بها كان يزداد يوما بعد يوم ليس فقط لجمالها و لكن لنشاطها ألا محدود و روحها الجميله فكانت كالفراشه بين الازهار كلما رأها تتمشى فى الحرم الجامعى,,أراد التقرب منها أكثر و لكن تردده و خجله كانا دائما العقبه فى حياته فتمهل فى قراره ليتقرب منها ,,و لكنه لم يرد ان يستمر هكذا حتى سنته الثانيه فكلما تراجع كلما ازداد ضيقه و الالمه,,,
أعاد كلمات يونغهوا فى عقله و إزدادت ثقته بنفسه قبل أن يمسك بمقبض باب المقهى و يدخل اليهم ,,,بحث بعيناه عنها بينهم و لكنه لم يجدها كاد أن يتملكه فقدان الامل منذ البدايه و التنازل عن كل خططه و لكنه أعطى لنفسه فرصه فربما ستحضر بعد قليل لا يجب عليه أن ييأس منذ البدايه هكذا اخبر نفسه ,
اتجه لهم و ألقى التحيه ثم جلس على كرسي بجانب صديقه فى الجامعه أقترب منه ثم سأله بصوت منخفض " ألم يحضر كل الاعضاء "
" بلى كلهم هنا ,,اه ما عدا جيون قالت انها شعرت بالتوعك فسترتاح و تحضر لاحقا "
" مم حسنا " اختصر الحديث حتى لا يشعر صديقه بشئ و يبدأ باستجوابه و لكن داخله كاد ان يموت قلقا عليها ,,,
فى الملهى أنتهى يونغهوا من التدريبات و قام بتحية الفرقه ثم اتجه للخارج,,وقف أمام الملهى يستنشق رائحه الشتاء المحبب الى قلبه مغمضا عينيه ليطلق كل الطاقه السلبيه التى بداخله,, فتح عيناه و تحولت ملامحه الى الجد و الغضب حالما سمع صوتا خلفه اختفت معه الابتسامه,,
التفت له و لم يتحرك من مكانه حتى أقترب منه ذلك الشخص ,,مد يده له قائلا " مرحبا هيونغ "
" ماذا تريد" أجابه باقتضاب ,,
"امى قلقه عليك هيونغ ألن تعود الينا " نظر اليه متوسلا,,
" ايشش الم تتضجروا من تلك النغمه التى تستخدموها دوما قلت إنى لن أعود " اقترب منه و حدق فى عينه قائلا " لن أعود ابدا "
" و ماذا عن امى هل ستتركها تتعذب هكذا "
" هى من اختارت ذلك المصير لست انا من اجبرها على الزواج من الشخص الذى تسبب بقتل والدى "
" و لكنها فعلت كل هذا من اجلك "
جذبه من ملابسه و نظر له بعيون ترقرت بالدموع " إياكم و إستخدامى كعذر لم فعلته " تركه و أدار راسه ليخفى دموعه " لن يشعر أى منكم مطلقا ما فى داخلى " ابتلع غصته و التفت له نظر لأخيه الصغير الذى يرتعد خوفا منه فتمالك اعصابه و هدأ قليلا مقتربا منه ,,
ربت على كتفه و ابتسم له " لا تقلق انا بخير و اخبرها طالما انا بعيد عن كل هذا سأكون بخير,,هيا عد قبل ان تثلج و ارتدى ملابس ثقيله و لا تخرج هكذا ثانيه "
هز اخيه رأسه بالايجاب و ابتسم له بعدما مسح دموعه المهروله على وجنته ,,بادله يونغهوا الإبتسامة و عاد إدراجه ثم توقف للحظات بعدما سمع كلمات اخيه " أفتقدك هيونغ " عض على شفتيه السفلى و مسح دموعه من على وجهه و أردف يعبر الطريق للجهه الاخرى,,,
عند دونجهى أمضى الوقت بين الضحك مع اصدقائه و التحدث عن أمور الجامعه و التخطيط لما سيقومون به فى بدايه السنه الثانيه و بين كل فتره يلقى نظره على الساعه التى فيه يده و ينظر الى الباب ينتظرها لتدخل منه لترتسم تلك الابتسامه الذى يشتاق أن يهديها إياها ,,,
فى مكان ليس ببعيد عن المقهى بجانب الجامعه من الناصيه المقابله وقف يونغهوا يشعل سيجار بين يديه و ينظر للوقت بينما ينتظر صديقه ليخرج من المقهى و يلقى عليه نظره يطمئن منها انه بخير فهو حتى لو لم يخبره و تصنع الامبالاه كان قلقا على صديقه لذلك حضر لمراقبته من بعيد,,,,
مرت فتره و أنتهى من تناول السيجار الأول له فأخرج علبة السجائر من جيبه و قبل أن يشعل السيجار الثانى لمح خيالا اسود فى نهايه السور الذى يسند ظهره عليه,,
أقترب بخطوات حذره و بدون صوت و هو يشاهد هذا الخيال يحاول عبور السور و القفز من عليه كأنه هارب من شيئا ما,,وقف عاقدا يديه يشاهد الخيال و هو يحاول التملص من السور ببراعه و بعدها قفز و كأنها ليست المره الاولى له,,أقترب قليلا حتى أتضح له شكل الخيال ,,
ابتسم و هز رأسه أيجابا و هو يصفق " واااو قفزه رائعه "
التفتت له متفاجأه و سألته بخوف " من أنت هل كنت تراقبنى" ,,
أشار لها بيده " أهدئى انا "
قاطعه صوت فتح بوابه آخر السور فأمسكت بيده و أنحنت بجسديهما لتبتعد عن الاضاءه المعلقه التى تنير الحى,,
خرجت إحدى السيدات من البوابه و اخذت تنظر حولها بحثا عن شيئا ما و لكنها سرعان ما أغلقت الباب بعدما تأكدت من عدم وجود شيئا فى الخارج ,,
أدارت الفتاه وجهها بعدما كانت تنظر للبوابه و تأكدت انها أغلقت ثانيه,,التفتت له فرأته يحدق بها و يبتسم,,اضطربت انفاسها متفاجأه من نظرته و كأنها محاصره بعيناه و توقفت عن الحركه محدقه هى الآخرى به و كأن الزمن توقف لثوان,, ثبتا على هذا الوضع حتى شعرت بأحمرار وجنتيها فنحنحت و وقفت على الفور,,
ظل هو على وضعه لا يعلم ما الذى حل به و كأن عيناها بها صاعقه جعلته متسمرا فى مكانه شعر بنبض قلبه المضطرب بلا سبب ثم عاد لرشده و وقف ينظر لها,,
شعرت بأن الموقف محرج بما يكفى فحاولت تغير الجو قائله " اسفه على ما فعلت و لكن لم أرد ان يمسكوا بى "
أشار لها بالنفى " لا تتأسفى لن تصدقيني ان اخبرتك أننى محظوظ لخروج تلك العجوز "
رفعت حاجبها مستغربه كلامه و دار بعقلها أنها إحدى جمل الفتيه اللعوبه " آه حسنا على أى حال إلى اللقاء "
" ألى اين " اوقفها بسؤاله,,
التفتت له مجيبه بنصف إبتسامة " ياا و فيما يخصك "
ضحك على جرأة ردها و شعر بالإهانة " لا يخصنى و لكن ياا تخصنى ما عمرك لتحدثينى بتلك اللهجه "
ضحكت مستهزئه " ألا تظن أن تلك الجمل أصبحت قديمه لتعرف عمري هناك أساليب أرقى اجاشي "
" ماذا" صرخ بها " اجاشي" وضع يده بين وسطه و عض على شفتيه بغضب " يااا " و لكنه توقف بعدما سمع صوتا مألوف خلفه ,,
" جيون سنباى" التفت للصوت فوجده دونجهى,,
نظر دونجهى له باستغراب و نظر الى جيون التى بجانبه و هو يحاول حل الأحجيه في لقائهم حتى أوقفه صوت يونغهوا ,,
" ماذا تفعل هنا ألست فى المقهى "
"خرجت لأتمشى قليلا ماذا تفعل أنت هنا "
" لا شئ كنت مارا من هنا " أجابه ثم وضع يده خلف عنقه ليخفى توتره
"آه و لكن هل تعرف جيون سنباى"
" تلك" أشار اليها بلا مبالاه,,
نظرت له جيون بغضب على رده و تبدلت ملامحها و طريقه كلامها عندما تحدثت مع دونجهى " دونجهى شي كيف حالك كنت فى طريقي إلى المقهى أسفه لانتظاركم لي "
قهقه يونغهوا من تغيرها المفاجئ فى كلامها و كاد أن يتحدث معلقا و لكنها اوقفته بعدما اتجهت لدونجهى " هيا بنا لا أريد أن نتأخر عن الباقيين "
أبتسم لها دونجهى " هيا " نظر ليونغهوا و قال " يونغهوا سأذهب الان "
أجابه يونغهوا " حسنا إذهب " ثم ألقى نظره على جيون و كأنه يتوعد لها ,,
لم تهتم و استدارت مع دونجهى الذى لا يزال مشتتا لم رأه و أردفا إلى المقهى و لكنها توقفت فجأه و عادت ليونغهوا تاركه دونجهى يقف منتظرا ,,إقتربت منه و همست له " أرجوك ابقى ما رأيته سرا "
" و كم ستدفعى لى " اجابها بنبره خبيثه ,,
" ياا ألا يمكنك فعلها كشاب طيب"
" و من أخبرك انى طيب لكل شئ فى الحياه مقابل عزيزتى "
قبضت على أسنانها و أجابت " حسنا ماذا تريد "
" سأخبرك لاحقا هيا " دفعها بعيدا و لوح لها " وداعا "
كان دونجهى يقف بعيدا يشاهدهم و هو يشعر بالغضب يعتريه ,,بعدها عادت له جيون و ذهبا الى المقهى ,,,
قضيا بقية الوقت فى المقهى يفكر دونجهى فيما حدث و الآف الاسئله تدور فى رأسه هل تعرف يونغهوا و هل هو يعرفها أم أنها صدفه هل تجمعهما علاقه أم ماذا و لكن ما اراحه أنه لم يخبر يونغهوا أبدا عن هويه تلك الفتاه المعجب بها و لكن هل تلك النقطه فعلا فى صالحه كما اعتقد ام انها النقطه التى ستقلب كل الأمور رأسا على عقب,,,,,
مر الوقت سريعا و انتهوا من الاجتماع و خرجوا جميعا مودعين بعضهم البعض أمام المقهى حتى ذهب الجميع تقريبا و لم يبقى غيرها و دونجهى ,,
" أعجبتني أفكارك كلها اليوم " ابتسمت له
شعر بالخجل و ابتسم لها " شكرا ..سنباى "
" ماذا" أجابته
صمت للحظات و قبل ان يسألها لاحظ يدها تنزف و الاتربه تملئ طرف قميصها ,,فتذكر رؤيته لها مع يونغهوا و انها بصحه جيده عكس ما سمع من زملائه ,,
قاطعته قائله " دونجهى شي ماذا كنت تقول "
هز رأسه بالنفى و اجابها بأبتسامه " لا شئ كنت أريد الاطمئنان على صحتك سمعت إنك مريضه "
قهقهت بتوتر و أجابت " اه لم يكن شيئا مجرد آلام فى المعده ,,لكن شكرا لك,,سأذهب الان وداعا"
لوحت له مودعه ثم التفتت عائده للمهجع,,
همس بينه و بين نفسه بنبره حزينه ملوحا لها " وداعا" ثم ذهب الى المنزل ,,
أمضى ثلاثتهم تلك الليله مشغول تفكيرهم ,,بينما لا يزال دونجهى يشعر بالغضب و اليأس يعتريه كلما تذكر لقائه بجيون و يونغهوا الغريب ,, حاول التوقف عن التفكير بما حدث بأقناع نفسه بعدة اعذار و لكنه لم يتمكن من اخفاء دقات قلبه الحزينه فأغلق عيناه متمنيا يوم سعيدا و مختلف يعوضه عما حدث الليله ,,,
فيما أمضى يونغهوا ليله مستلقى على ظهره على طاوله موضوعه فى منتصف سطح منزله ينظر الى النجوم المشعه فى سماء الليل الصافيه و بعض من الألعاب الناريه تصاحبها إحتفالا بالسنه الجديده هى الأنيس الوحيد لها,,طرق بأصابع يده على الطاوله كلحن يعبر عما يشعر به الان مصاحبا لدقات قلبه كلما تذكر إبتسامتها حتى لو كان عقله ينكزه و يخبره بأن ما يشعر به الآن هو جنون بحد ذاته فكيف تشغل باله فتاه لم يتعرف عليها إلا لدقائق معدوده و ما المميز بها حتى تجذب انتباهه هكذا,,
رمى كل التفكير الذى يشوش علي روحه الاستمتاع بلذة دقات قلبه الذى ينبض لذلك الشعور الذى يزوره لأول مره فغرق فى بحر ألحانه سعيدا حتى لو كان كل هذا بالنسبه له مجرد تخيلات ,,,
خرجت جيون من الحمام و هى تجفف شعرها و جلست على طرف سريرها,,نزعت المنشفه عن رأسها و وضعتها بجانبها ثم مدت يدها لتحضر الفرشاه من على المنضده فرأت الجرح الذى بيدها ,,تمعنت النظر فيه و ابتسمت بعدما تذكرت متى اصيبت به ,,قربت يدها على وجنتها التى شعرت باحمرارها فجأه و عضت على شفتها بعدما تذكرت كلماته " لن تصدقيني اذا اخبرتك انى محظوظ لخروج تلك السيده " سخيفه هى تعلم لكن جعلتها تبتسم تلقائيا و يدق قلبها بسببها ,,,
" ياا جيون ما الذى تفكرين به هل جننتى هو ليس مجرد فتى لعوب اخآخر و يبدو أن عقلك تعب الليله فأهبى للنوم افضل " ضربت رأسها بعدما حدثت نفسها ثم أغلقت الإضاءة و استلقت لتنام مع إبتسامتها التى لم تستطع محيها ,,,
مر ثلاثه بعد ليله الميلاد و بدأت الجامعات الدراسه ,,حيا دونجهى والديه بعدما أخذ حقيبته و فتح الباب ليجد صديقه امام المنزل ينتظره بالجيتار ,,
" صباح الخير " لوح له مبتسما ,,
" صباح الخير يونغهوا " ابتسم له ثم نظر اليه متسائلا " لكن ما الذى تفعله هنا صباحا لم أعتد عليك مستيقظا فى هذا الوقت "
ضحك يونغهوا ثم أخرج ورقه من جيبه و فتحها على مصرعيها فى وجه دونجهى ليقرئها " سأكون ضمن المتدربين فى فرقه الجامعه لفتره قصيره "
مد دونجهى رأسه خلف الورقه و نظر اليه متعجبا " ماذا تقصد"
فتح يونغهوا يد دونجهى ووضع الورقه بها " اقرأ تلك فى الطريق هيا قبل ان نتأخر"
ضحك دونجهى لحماس صديقه الغير معتاد و نظر إليه متطمئنا على السعاده التى تظهر فى عينه و ابتسم ثم أردف خلفه يلحقا الأتوبيس,,,
" نعلن عن فتح باب التقديم للفنانين الشباب للإشتراك فى فرقة الجامعه علما بأن فتره الاشتراك هى شهر و بعدها ستقام مسابقه و الجائزه ستنقسم على فريق الجامعه و المشتركين من الخارج "
وضع دونجهى الورقه من بين يده بعدما قرأها و نظر لصديقه الذى يجلس بجانبه يغط فى النوم ,,أطلق الصعداء قلقا و متمنيا أن يكون هذا هو فعلا السبب الرئيسي لإشتراك يونغهوا و ليس ما فى باله بعدما اصبح قلقا متذكرا ما حدث قبل يومين بعد عيد الميلاد,,
" نكز يونغهوا دونجهى فى ذراعه بسيف بلاستيك بينما يجلس دونجهى على مكتبه يقرأ كتابا,,نظر له متألما " ياا ماذا تريد "
"لم تخبرنى ما حدث مع فتاتك السريه "
إبتلع دونجهى ريقه و لم ينظر له مجيبا " لم تحضر أظن إنى لن اتسرع ايضا أحتاج الى القليل من الوقت بعد"
رماه يونغهوا بكره مطاطيه من ألعاب أخو دونجهى الصغير صارخا " ايشش ستظل كمان انت ,,على أى حال إذا كان هذا ما يريحك فلا مشكله و لكن لا تتأخر حتى لا تندم لاحقا"
نظر له بجديه " ماذا تقصد"
إبتسم له يونغهى متعجبا " لا شئ ما بك انا امزح ,,اخرق "
ابتسم له دونجهى ليغير التوتر الذى حدث و ليسيطر على قلقه فقاطعه يونغهوا بسؤال بينما يلعب بالكره بين يديه و يتحدث بنبره متردده " من هى جيون "
" لم تسأل عنها " اجابه بأقتضاب,,
" فقط تذكرتها بسبب الحديث عن فتاتك ,,هل هى معك بالجامعه " أجابه و هو لا يزال ينظر إلى الكره,,
" نعم رئيسه اتحاد الطلاب "
ابتسم بدون ان يلفت إنتباه دونجهى و قال فى نفسه " رئيسه اتحاد الطلاب مشاغبه " نظر لدونجهى قائلا "مم حسنا يبدو أنها شخص جيد "
أبتسم دونجهى بعدما تذكرها و تحدث بنبره هادئه " نعم من أفضل الاشخاص الذين قابلتهم ,هادئه و مجتهده و ذكيه " توقف بعدما سمع قهقه يونغهوا التى خرجت منه بدون وعى فتوقف عن الحديث و صرخ به قائلا " ياا إذهب لمنزلك لا أستطيع التركيز "
نهض يونغهوا من مكانه بعدما أشار له بالضرب " حسنا سأذهب لا داعى لصراخك ,,إذا متى ستعود للجامعه "
" بعد يومين "
ربت يونغهوا على كتفه بأبتسامه مرسومه على محياه و هز رأسه بثقه " سأراك غدا اذا "
قاطعه استيقاظ يونغهوا من نومه بجانبه فوضع الورق بجيبه و نظر إليه مبتسما " هيا بنا "
توقف الأتوبيس أمام الجامعه و ترجل منها الإثنان دخلا ساحة الجامعه و يونغهوا يضع يده اليمنى بجيبه و حاملا جيتاره فى اليد الاخرى تنظر إليه كل الفتيات و همسهم يصل إلى أذنيه عن مدى روعته و هل هو صديق دونجهى أم لا و دونجهى ينظر إليه و يتبادلا الإبتسامة عما يسمعا و لكن كل هذا لم يهم يونغهوا فكل ما كان يشغل باله شيئا محددا يلتفت بعينه يبحث عنه بين الجميع,,,
وصلا حتى مكتب الاداره ليسجل فى فريق الجامعه بصحبة دونجهى فوافق المدير على الفور بعدما علم انه صديق دونجهى المعروف بسيرته الطيبه و اجتهاده فى الجامعه ,,
خرجا من المكتب ثم توقفا امامه " الآن ماذا ستفعل " سأله دونجهى بحيره ,,
" سأذهب للتدريبات أخبروني إنهم سيعقدوا أول تدريب فى غرفه 112 الليله فى الثانيه عشر "
ربت على كتفه " حسنا " نظر الى ساعته ثم أجابه مسرعا " يجب أن أذهب الآن للصف سأعود إليك لاحقا انتظرنى فى مقهى الجامعه و لا تذهب بعيدا كى أجدك"
" أراسوو" قالها بملل " أنت لست والدتى لا تقلق لن أضيع بمفردى هيا إذهب "
ضحك له ثم ربت على كتفه مودعا إياه ليلحق الصف ,,
التفت حوله فى الدور ثم توقف متجها إلى الأمام يبحث فى كل غرفه عن رقم 112 ففتح أحدى الغرف متفاجأ من وجود أحدهم يقف أمام نافذه الغرفه و التفت بعدما سمع صوت خطوات فى الغرفه ,,,
وضعت السيجار من يدها و نظرت له متفاجأه " أنت,,ماذا تفعل هنا"
" ألا تهتمين إن قبض احدهم على رئيسة اتحادهم و هى تدخن ,," نظر لها بخيبه أمل متصنعا و صنع بفمه صوت بنفس المعنى ,,
" ليس من شأنك " أشارت له ليغلق الباب و أدارت ظهرها,,أقترب منها و أخذ السيجار التى كانت تحاول إشعاله و رماه من النافذه ,,
" ياا ماذا تفعل " صرخت به بضيق ,,
" انا أهتم " قالها بجديه و نظر فى عيناها,,
شعرت بدقات قلبها مثل تلك الليله عندما حدق بها بنفس الطريقه فتمالكت نفسها و سيطرت على توترها ثم همت ذاهبه بعدما رمقته بنظره غضب و سبته بصوت منخفض ,,
بعثر شعره الخلفى بيده مبتسما قائلا " تبدو لطيفه عندما تغضب "
أغلقت الباب خلفها بعدما خرجت و عقدت يديها فى غضب و ضربت الحائط برجلها " أحمق من يظن نفسه " لمست وجهها المشتعل و ضربت وجنتها بخفه " و أنت الن تعقل و تهدأ,,ذلك المغفل سأنتقم منه "
أكمل يونغهوا جولته حتى الساعه الثانيه عشر و بعدها أتجه للغرفه المخصصه للتدريب طرق الباب و دخل مبتسما لوجودها ,,
"مرحبا أنا المتدرب الجديد من خارج الجامعه اسمى لى يونغهوا "
انحنى البقيه له ماعداها التى ظلت تنظر له بأبتسامه توعد ,,إقتربت منه و مدت يدها " مرحبا انا كيم جيون رئيسه إتحاد الطلاب و المسئوله عن الفرقه "
رأى التحدى فى عيناها و فهم إلى ما ترمى إليه بنبره التهديد تلك فأبتسم لها و انحنى لتحيتها,,أستدارت لتجلس على إحدى المقاعد فى ركن من أركان الغرفه تشاهد تدريبهم و تقييمه..
وقف يونغهوا مع البقيه يحضروا أنفسهم للتدريبات و ووضع الجيتار بين يديه يعدل الأوتار ثم أشار لهم المغنى المسئول بيده ليبدأوا عزف النوته الموجوده أمامهم ,,
لعب يونغهوا أولى ألحانه و بعدها تبعه الاخرين و بدأوا بالعزف ,,جلست جيون تشاهدهم و هى تستمتع بالعرض مرت لحظه تلو الاخرى و لم تدرك أنها تحدق بيونغهوا بعدما سحرها بطريقة عزفه السلسه و صوته العذب و كأنها أصبحت بداخل فقاعه طائره فى السماء تجلس أمامه تستمع له ,,
لمحها يونغهوا و هو يعزف فنظر إليها و أبتسم بسعاده بعدما رأى الإعجاب مرسوم على وجهها ,,نظرت فى عيناه فرأته ينظر إليها فعادت الى رشدها و نحنحت متجه الى الشرفه فأبتسم و أكمل باقي التدريبات,,
أنتهى دونجهى من المحاضره و أتجه إلى المقهى كما أتفق مع يونغهوا ,,بحث عنه مرارا ولم يجده فعلم انه لايزال فى التدريبات ثم هم إليه ذاهبا,,
انتهوا من التدريبات و حيا يونغهوا الفرقه سريعا و اتفقا على ميعاد التمرين القادم ثم أتجه ناحيتها و ربت على كتفها ,,التفتت له و ابتسمت " عملت جيدا يونغهوا شي "
تعجب من طريقة كلامها المتغيره و كأنها شخصا آخر فرد بتساؤل " ألست غاضبه منى "
ابتسمت له " و لم أغضب " ثم أدارت رأسها و تحدثت مع آخر شخص فى الغرفه بنفس النبره و الإبتسامة المتكلفه التى تحدثت بها معه قبلا ,,
ابتعد عنها و جلس بنهاية الغرفه على إحدى المقاعد ينظر الي طريقه حديثتها المتكلف و المحسوب بالخطوات الدقيقه و كأنها رجل ألى مبرمج,,لعبت الحيره بعقله و لكنه تفاجئ أكثر بتغير ملامحها فور خروج الشخص من الغرفه و أصبحا بمفردهم,,تبدلت ملامحها السعيده و اختفت إبتسامتها من محياها،،
أخرجت سيجار من جيبها و أشعلته و هى تنظر من النافذه إلى الأشجار أمام المبنى و كأنها تتحدث معاها بعيون أغرقتها الحزن فجأه,,
أقترب من خلفها و ربت على ظهرها " و لم كل هذا التصنع "
" يبدو أنك لا تفهم جملة ليس من شأنك " أعادت السيجار إلى فمها فشعر يونغهوا بالضيق و ضربها على رأسها بخفه ,,
" ياا " وضعت يدها على رأسها متألمه " ماذا تفعل "
" ألم تتعلمي أنه من إنعدام الأدب ألا تلتفتى إلى الشخص الذى يحدثك " نظر اليها بثقه ,,
نظرت له مشتته لردة فعله الغير منطقى بالمره " أنت مجنون" حدقت به بغضب و لكنها اأنفجرت ضحكا بعد لحظات و هى تشير إليه و تسبه ,.
نظر اليها متعجبا من الألفاظ التى تخرج من هذا الفم الصغير و لكنه لم يتمالك نفسه عندما رأها تضحك بقوه فبادلها الضحك هو أيضا حتى الالمته معدته ثم اختفت ضحكته تدريجا بعدما وجد ملامحها تبدلت من ضحك الى التهجم و عيناها ترقرت بالدموع المنهمره على وجنتها,,مد يده حتى لمس وجهها و مسح تلك الدموع برقه ,,
اشتعلت وجنتيها حراره و نظرت فى عيناه بعدما شعرت بلمسته الدافئه و يونغهوا قلبه الذى أصبح مجنونا فى تلك اللحظه و لم يتوقف عن النبض بسرعه و لكن لم يستطع فعل شئ إلا و النظر فى عيناها,,
ثبتا على هذا الوضع كلا منهما ينظر الى الآخر حتى قاطعهم صوت أقدم من الخارج... شعر يونغهوا بذعرها و هى تنظر الى السيجار بين يدها فأمسك بيدها بسرعه و اخذ السيجار منها ,,حدقت به مندهشه مما فعل و شعرت بدقات قلبها المتسارع بعدها فتح الباب و دخل منه دونجهى الذى وقف ينظر إليهم و لم يتحدث,,
" يا لى دونجهى متى إنتهيت " وضع السيجار بفمه ثم ألقاه من النافذه,,
" منذ قليل كنت ابحث عنك " أجابه بينما ينظر الي جيون التى بجانبه و هى تمسح وجهها ,,
ابتسمت له قائله بسرعه و توتر " مرحبا دونجهى شي صديقك كان يحدثنى عنك منذ قليل,," ضحكت" يالها من صدفه انا المسئوله عن الفرقه و هو متدرب سأراكم كثيرا تلك الايام يبدو كذلك"
أبتسم لها بتهكن " نعم يبدو كذلك"
" اذا لنذهب أنا جائع " قالها يونغهوا بعدما ذهب إليه و أحاطه بذراعه ,,أستدار الإثنان متجهين للباب ثم التفت يونغهوا و نظر إليها مبتسما,,وضعت يدها بجانب قلبها تشعر بنبضاته المتكرره و تنظر عليه من الشرفه بينما يغادر بصحبة دونجهى...
بعدما خرجا أبتعد دونجهى عن يونغهوا و نظر إليه فى حيره " ماذا كنت تفعل"
أجابه يونغهوا متعجبا " ماذا تقصد"
" منذ قليل مع جيون سنباى "
" اه كنا نتدرب الم تخبرك أنها المسئوله عن فريقنا أليست صدفه جميله " أجابه و هو ينظر هائما يبتسم للسماء ,,
" هل أنت معجب بها " سأله بأقتضاب,,
نظر اليه مندهشا من صراحته و ضحك " لا أعلم أنها جميله و لكن ألست متسرعا فى الحكم انا بالكاد أعرفها "
قال بنبره خائبه الظن يتملكها الحزن " اذا هى تعجبك اليس كذلك"
" لا اعتقد ذلك ليست نوعى المفضل على أى حال هؤلاء الذكيات لا أحبهم " ثم نظر إلى الجهه المقبله حتى يخفى كذبته ,,لا يعلم لم تلك هى المره الاولى التى أراد أن يخفى حقيقه على صديقه المقرب و لا يريد إخباره بما يشعر ربما يكون متسرعه فعلا فهو لم يعرفها الا منذ ايام,,
لم يقتنع دونجهى بأجابته و لكنه لم يرد الالحاح على صديقه و التوقف عن هذا الحديث الذى يزعجه " حسنا ,,سأذهب للمنزل"
" ياا ستتركنى هكذا"
" نعم أنا متعب من البحث عنك و أنت تلعب فى الارجاء ,,غدا سأراك وداعا" قالها بسرعه و أردف الى المنزل,,,
لم يفهم يونغهوا سبب غضب صديقه المفاجئ و لكن عقله لم يهتم لذلك الآن فكل ما يشغله هو هى ,,,
تمشى دونجهى الى طريق منزله و التفكير و الحيره يقتلانه حتى وصول الى منزله و جلس حتى الليل بجانب النافذه يفكر فيما حدث,,هل أسرع فى حكمه عليها ربما هى فعلا لا تحبه و لا تكن له أى إعجاب و ربما تلك أشاره من الله ليتركها و يتوقف عن التفكير بها و لكن لم أختار يونغهوا صديقه من بين البشر ليعجب هو بها لما,,وضع رأسه بين يديه و نظر الى المرأه امامه ثم أبتسم على ملامحه الجاده و قال محاولا كتم الغضب داخله " على أى حال أنا ايضا لم اكن متأكدا من مشاعرى و لكن " تحولت ملامحه الى الضيق ثانيه " لم أشعر بالانزعاج"
تنهد " حسنا لنترك الامر بين يدي الأيام و معها ستوضح لي الصوره كامله و سأعلم إن كان يجب على الاعتراف إليها أم أنتظر بعد لأتاكد من أنها لا تكن أى مشاعر ليونغهوا فربما أسرعت فى تقييم الامور" هز رأسه أيجابا " نعم دونجهى انت تفعل هذا دائما لذلك أترك الامر ليسري بطبيعيه و أنتظر لترى ما سيحدث بالنهايه ",,,,,
مضت أربعة أيام منذ ذلك اليوم و كل يوم يتقابل فيها يونغهوا و جيون للتدريب لا يستطيعا التحدث مع بعضهما أو ربما يتحاشيان بعضهما البعض ليتأكد كلا منهم من مشاعره,, و هذا ما فعتله جيون أولا بعدما تحدثت مع نفسها و أنبتها على ما صدر منها و اتفقت أنها لا تريد أن تتسرع فربما ما تشعر به ليست إلا مشاعر فارغه و ستمحى مع الوقت فيكفى ما واجهته فى حياتها و لكنها تسألت لم هو الوحيد الذى تصرفت معه بدون أى تكلف أعتادته و كيف أخترق أتفاقها و عادتها و سمحت لنفسها بأن تتصرفت هكذا معه ,,,
كذلك يونغهوا بعدما وجد تعاملها معه جديا بعد تلك الليله و كانت تتحدث معه بتكلف كما تتحدث مع غيره و كلما حاول التقرب منها أبتعدت هاربه بحجة ما فشعر أن قلبه ربما تسرع فأتخذ قرار التمهل و الانتظار لم تخبئه له الايام,,
وضع الثلاث امالهم للايام فربما تكون هى المعالج لأحدهم و ربما تحمل خيبه الأمل للآخر,,,
بدأت الامتحانات و أنشغل دونجهى بالدراسه و يونغهوا ما بين تدريبات الملهى و تدريبات الجامعه محاولا كل يوم التقرب من جيون و لكنها تصده كالعاده ,,
فى يوم أنتهى الفريق من التدريب و حيتهم جيون و لكنها لم تحي يونغهوا و أسرعت فى الذهاب من أمامه متجاهلاه,,وقف مكانه مذهولا لم فعلت و شعر بأنه أكتفي من تعاملها معه بتلك الطريقه و تفاديه إياه فأنتظر حتى يخرج الجميع من الغرفه ليتحدث معها,,
مر وقت قصير و أصبحا بمفردهم كادت أن تخرج و لكنه اوقفها مناديا اسمها ,,
" جيون شى ,,هل يمكننى التحدث معك "
التفتت له بأبتسامتها المعتاده " ماذا تريد"
" لم تعامليني هكذا فجأه "
" و كأننى كنت اعاملك بطريقه مختلفه من قبل " قالتها و الجمود يرتسم على محياها,,
" ماذا تقصدين"
" لا تضع ببالك أنه بسبب ما حدث ستصبح مختلفا عن الجميع كلكم بالنسبه لي نفس الشئ "
أقترب منها بخطوات بطيئه محاولا إستيعاب طريقه كلامها معه الغريبه و قال بضيق " على الاقل يجب أن تكونى ممتنه لي"
" قلت لك من قبل الأمر لا يعنيك فلا تشغل بالك حتى إن قبض على احدهم أنت بالفعل شخص غريب لا أعرفه "
ضحك مستهزئا " يبدو إنى كنت مخطئاً فى الحكم عليك صحيح ما يقولون لا يجب ان تخدعك النظره الاولى فدائما ما نظن عنهم جيدون اول مره يكونوا أسوء انواع البشر "
أنتهى من كلامه ثم رفعت رأسها و نظرت إليه بعيون دامعه و تحدثت بينما تصر على اسنانها " نعم انا شخص سئ لا بل أنا اسوأهم لذلك لا تكن لطيفا معى "
و تركته بمفرده فى الغرفه يلملم شتات نفسه محاولا إستيعاب ما حدث منذ قليل,,ركل الطبول الموضوعه بجانبه فى غضب و نظر ناحيه الباب بضيق و لكنه شعر بالاستياء من نظرات عيناها المليئه بالحزن التى لم يفهمها,,
" ايشش تبا يونغهوا لم تشغل نفسك بها فلتتركها و أنتهى الامر " حدث نفسه بينما يعقد ذراعيه بغضب و يطلق تنهيداته,,وضع رأسه بين ذراعيه ثم أتجه للباب فتحه و خرج مغلقأ إياه بقوه خلفه ,,
أمضى بقيه يومه يفكر فيما حدث حتى كاد رأسه ينفجر من الحيره,,,هم فى مكانه و اخذ يذهب مجيئا و ايابا ثم تذكر ما قاله دونجهى عنها من قبل عندما سأله ما الباب الحديدى الموجود أخر السور الذى تقابلا عنده أول مره فأخبره انه مسكن الجامعه المخصص للفتيات و إنها تسكن هناك,,أنتهى من التفكير و حزم رأيه بعدما أحس انه سيجن اذا ظل هكذا يجب ان يعرف لما يتملكه هذا الاحساس منذ أن تركها صباحا فالتقط سترته السوداء الجلد و ركب دراجته الناريه ثم أتجه للمسكن ,,,
وصل أمام المسكن و أنتظر مترددا ثم لاحظ نفس الخيال من المره الماضيه يقفز من على السور,,ابتسم لم تفعله و أنتظر حتى إنتهت من القفز ثم أطلق صافره ليجذب انتباها ,,
التفتت حولها لتعرف مصدر الصوت حتى وقعت عيناها عليه لتراه يجلس على دراجته و ينظر لها بدون أى تعبير,,إقتربت منه و نظرت إليه بلا مبالاه "ماذا تفعل هنا"
" أصعدى" بنبره جديه أجابها ...
أستدارت تاركه إياه و لكنه أوقفها " ياا انتى تدينين لي ألا تتذكرى "
توقفت فى مكانها محاولة إخفاء ابتسامتها ثم التفتت إليه بنظرة جمود اطالتها و بعدها اقتربت منه صاعده خلفه على الدراجه بدون كلام,,ابتسم يونغهوا عندما أحس بيدها تمسك بسترته و أدار محركه بسعاده منطلقا بين شوارع سيول,,
ركن دراجته بجانب حديقة أطفال و ترجلا منها,,سبقها يونغهوا و جلس فى الحديقه الفارغه على الارجوحه القديمه بينما هى خطت ببطئ و هى تتأمل المكان و الصوت الوحيد المصاحب لهم صرير الارجوحه التى تنم عن مدى قدمها ,,
وقفت تنظر الى السماء الصافيه وتحدثت بنبره هادئه " تربيت هكذا"
التفتت له و إقتربت منه ثم وقفت أمامه و ابتسمت بملامح مشتته,,بادلها الابتسام و ربت على الارجوحه التى بجانبها كى تجلس ,," لا أعلم لم أنت الوحيد الذى أريد التحدث عنه بهذا السر الثقيل على قلبى "
تنهدت و اكملت " انا يتيمة الابوين ربيت فى ملجأ حتى سن العاشره,,لم أتعلم منهم شئ غير أن التصنع صانع المعجزات ,,ربيت على الابتسام دوما حتى إن كنت أنهار داخليا لكن يجب ألا أفقد ابتسامتى ابدا حتى يتقبلنى المجتمع و عائله تتبنانى و لا أكون عالة على أحد " رفعت رأسها و استدارت تنظر اليه بعيون تجمعت بها الدموع ثم ابتسمت " لكن أنت الشخص الوحيد الذى فضح امرى ,,أسفه على معاملتك بتلك الطريقه و لكن " صمتت للحظات ثم أكملت " كنت خائفه ",,
مد يده اليها و ربت على ظهرها بحنان " طالما أنتى معي تصرفي بطبيعتك أخفي جيون المزيفه و تعاملي بجيون الحقيقيه التى تبكى و تضحك و تتعثر كلما قفزت من على السور "
ضحكت بينما دموعها تنهمر على وجنتيها كالشلالات الصامته,,مسح دموعها و قرص وجنتها بعفويه ثم هم فجأه من مكانه,,"هيا بنا "
" إلى أين" نظرت إليه بدهشه,,
" سنطلق العنان لانفسنا " أبتسم لها ثم جذبها من يدها صاعدين على الدراجه الناريه صرخ بأعلى صوت متحمسا " جاهزه " أجابته بصوت خافت " نعم و لكن " لم ينتظر بقيه أجابتها و انطلق مسرعا ,,فى بدايه الطريق لم تتوقف جيون عن الصراخ خوفا و لكن بعد لحظات تحول صراخها الى ضحكات مختلطه ببكاء مخفى منذ سنين أطلقت ذراعيها فى الفراغ و شعرت بملسمس الهواء يضرب كفها، ،،وضعت يدها على كتفى يونغهوا و ببطئ شديد رفعت جسدها فى الهواء و هى لا تزال ممسكه به,,فكت رباط شعرها و ارتسمت الإبتسامة الدفينه على محياها و شعرت كأنها ملكة العالم فى تلك اللحظه ثم عادت الى وضعها ثانيه بحذر,,أحس يونغهوا بذراعيها و هى تحيط بهما جسده و تميل بجسدها عليه حتى أصبحت ملتصقه به و اراحت رأسها فتسارعت دقات قلبه حتى أصبحت أسرع من سرعة دراجته,,
جلسا حتى شروق الشمس أمام البحر و هم يتحدثا عن كل شئ ,,تعرفا على بعض و كأنها اول مره يتقابلا,,علمت بأمر هروبه من المنزل بسبب زواج والدته و لكنه تخطى الرد كلما سألته عن السبب الاساسى لهروبه مدعيا كرهه لذلك الرجل الذى تسبب بقتل والده بعدما أنقلب الحال فى الشركه و أباعه كل الاسهم و عندما خسرت لم يساعده و تجاهل توسلاته حتى توفى قهرا تارك امه و اخيه الصغير بمفردهم,,حكى لها عن حلمه أن يصبح مغني مشهور و يحقق النجاح فى كل العالم حتى تسطع ألحانه كالشمس فى سماء الامانى ,,أعجب بشخصيتها الفريده و بذكائها و أحلامها الكثيره و لكن ما زاد من اعجابه لها عندما أخبرته أن حلمها الأكبر هو أن تصبح أما جيده لاطفالها كى لا يصارعوا ما شاهدته فى حياتها و ستعلمهم العيش حسب شخصياتهم و عفويتهم بعيدا عن أى تكلف,,
" شكرا لك "
أستدار ناحيتها و أبتسم " بل شكرا لكى" أطالا النظر إلى بعضهما البعض و كلا منهم البسمه تزين وجهه ,,تسارعت نبضاته بعدما أغلقت عيناها بسبب الإبتسامة مما زاد من جمالها جمالا بشفتيها ذو اللون الكرزى و ووجنتيها الورديه و شهرها البنى المنسدل على كتفيها و كأن ملاكا جالسا امامه..,بعفويه أقترب منها طابعا قبله رقيقه على وجنتها ,,تسمرت جيون فى مكانها و أتسعت عيناها حتى كادت مقلتيها الخروج منها و أستدارت بوجهها بعيده عنه لتخفى خجلها الذى زاد من حمرة وجهها حتى قاربت على الاشتعال,,أبتسم لردة فعلها و ضم رجليه لجسده محدقا فى السماء و قلبه يتراقص على أنغام الحب ,,,
مر أسبوعين و زاد قربهم لبعضهم أكثر,, كل يوم يتقابلا صباحا فى الجامعه تحضر محاضرتها و بعد أن تنتهى تأتى مسرعه قبل بداية التدريبات لتشاهدها كامله و عيناها مثبته على يونغهوا. .يوما بعد يوم يزيد اعجابها به حتى أصبح جزءا أساسي من حياتها لا تستطيع الاستغناء عنه،،معه كانت تقضى أسعد أوقات حياتها عوضها عن أشياء كثيره لم تحتبرها قبلا و بوجوده تعرفت على نفسها التائهه من جديد ,,بينما يونغهوا المتيم حاله لم يكن أقل منها فكلما أردفت من باب الغرفه المخصصه للتدريبات تسارعت دقات قلبه و أبتسم طلقائيا مع طلتها و رؤيته لوجهها الذى يضيف البهجه و السعاده لقلبه ..عند بداية التدريبات يراجع كل النوتات قبل العزف حتى لا يخطئ و تتدمر صورته أو هكذا يعتقد يريد ان يكون دوما متألقا أمامها كالطفل الصغير الذى يحاول أبهار والدته بدرجات عاليه فى الإمتحانات ,,,حياتهم ليلا و مروره عليها كل يوم أمام مسكن الفتيات أصبح شئ اعتيادى فى يومهم بينما ينتظرها عاقدا يديه فى صمت حتى تنتهى من القفز و يضحك كلما تعثرت أو وقعت فتغضب منه حينا و بعدها تبادله الضحك و يتجها للدراجه منطلقين فى حياتهم,,
مرت الأيام صعبه على دونجهى بينما يشاهدهم صامتا و الغضب بداخله كالبركان يوشك على الإنهيار ,,قلت زياراته ليونغهوا متحججا بالدراسه حتى يتحاشا الإستماع لم قد يجرح قلبه مقنعا نفسه أنه لا يزال هناك أمل لكن للأسف الوقت لم يكن حليفه و لكن السياف الذى يطعنه أكثر كلما مر ,,مع هذا حبه لجيون لم يقل و كأن حتى قلبه أصبح يعاديه و إذا حاول أقناع نفسه بتركها لم يستطع ,,
إقتربت المسابقه و الكل مشغول بتجهيزاته,,أخبرهم المدير أن المسابقه ستصبح على الطراز المفتوح أو السفارى أى إنهم سيسافرون إلى مكان كالغابات الواسعه وهناك ستقام المسابقه,,
شعر يونغهوا بالسعاده عندما سمع الخبر و لم تفهم جيون سبب حماسه المفرط لأنها من الشخصيات التى تخاف من تلك الاماكن,,بعدما أنتهوا من التدريبات تركها متحججا بأن هناك أمور يجب عليه ترتبيها قبل السفر مهمه,,
بحث دام لساعات أخيرا وجد من يبحث عنه أول من خطر بباله بعدما علم بموضوع السفارى,,
ربت على كتفه فالتفت إليه بعدما وضع كتابه من يده على الطاوله التى بالمكتبه العامه,,بلع ريقه و حياه بأبتسامه " يونغهوا ما الذى اتى بك الى هنا "
" ياا هل هذا ما تقوله بعد ابتعادنا لفتره طويله ,,اشتقت لك أيها الوغد"
شعر بغصة فى قلبه لم يعرف سببها هل هو ثوران مشاعر مخلطه لتبادل اشتياقه لصديقه الذى حاول صده حتى لا يؤذى روحه بكلمات قد تخرج من يونغهوا لا يريد دونغهى سماعها,, أم إنه يشعر بالندم لابتعاده كل تلك الفتره عن صديقه و أخيه بسبب حبه الأناني و تركه بمفرده فى هذه الحياه بينما يعلم كم يحبه يونغهوا و يحتاجه بجانبه فهو الشخص الوحيد الذى يأتمنه على أكبر اسراره. . أم بسبب غيظه الدفين إتجاهه كلما رأى نظرات جيون ليونغهوا المميزه التى تدل على حبها له ,,,
"انا أيضا اشتقت إليك " خرجت أخيرا بعد تفكير طويل و لكن هذا ما شعر به فى النهايه,,
" أنت تتغير كلما رأيتك هل فشلت مع تلك الفتاه "
" الموضوع لم يبدأ حتى يفشل و أنا قمت بنسيانها,,إذا ماذا هناك لم أراك متحمسا "
" أحرز أين ستقام المسابقه "
" أين "
وقف و عقد ذراعيه و قال بصوت عالى جعل مسئولة المكتبه ترمقه " فى الغابه "
إبتسم بسبب حماسه الذى يعلم سببه رد بنبره هادئه " علمت الآن سبب حماسك "
نظر إليه بغضب متصطنع " ياا لم لست متحمسا مثلى أليس هذا حلمنا منذ الصغر أن ننطلق فى الغابات و نختبر شعور البرارى "
" نعم و لكنك ستذهب مع الفرقه فأى شعور بالبرارى تتحدث عنه "
" لا تهمنى الفرقه أو المسابقه أريدك أن تأتى معى"
" و لكن "
أوقفه " لا يوجد إعتراض هذا طلبى الوحيد هيا لا تكن هكذا "
نظر إليه خبث" حسنا و لكن لي شرط " أشار الى وجنته " هيا قبلنى"
أبتعد عنه يونغهوا و ركله " ياا هل انت منحرف لا تأتى "
ضحك دونغهى بصوت عالى حتى صرخت به المسئوله فنظر إليها يونغهوا و أشار إليها بالضرب ثم نظر الي دونجهى الغارق فى دموعه بسبب الضحك و كأنه لم يضحك منذ سنين,,أبتسم يونغهوا له فهو يعلم أن صديقه لا يتصرف بطبيعته مؤخرا و هناك شئ يبعدهم و لهذا انتهز تلك الفرصه ليتقربا ثانيا ,," سأنتظرك غدا لن يتحرك الاتوبيس بدونك "
أستدار ليذهب فأوقفه دونجهى بسؤال مترددا " هل ستأتى جيون "
التفت له يونغهوا مبتسما " نعم لهذا يجب أن يحضر لتثبت لى إنى لم أكن مخطئاً "
لم يفهم لم قال يونغهوا تلك الجمله و لكنه لم يهتم كثيرا بل ما كان يشغل باله علاقته بصديقه التى كادت أن تصبح فى الحضيض و يجب عليه انتهاز تلك الفرصه ليرتب مشاعره و يحدد ما يريده بدون خسارته إياه ,,,,
بعدما خرج يونغهوا أتجه للملهى و رتب أموره و بعدها حضر ملابسه فى المنزل و جلس فى السطح يفكر بصديقه أخيرا تأكد مما كان يخفه و لكنه يحفظ صديقه كنفسه و لا يوجد مكان للخوف بينهم ,,
فى مسكن جيون اراحت جسدها على السرير و ضمت رجليها إليها تنظر من النافذه و تضحك كلما تذكرت مواقفها مع يونغهوا ,,نظرن الفتيات زميلاتها فى الغرفه لها و أبتسن لم يبدو من سعاده ظاهره على ملامحها منذ فتره,,
أقترب منها إحدى الفتيات و جلست بجانبها نظرت اليها بخبث قائله " أنتى واقعه فى الحب اليس كذلك"
تنحنححت جيون بتوتر " من انا !!"
حضرت فتاه آخرى و جلست أمامها " نعم تتصرفين بطريقه غريبه مؤخرا هيا أخبرينا أنتى متيمه به أليس كذلك "
وضعت يدها على فمها تخفى إبتسامتها الخجله و هزت رأسها أيجابا,,صفقت الفتيات و أصدروا صفيرا فنكزتهم حتى لا تحضر المشرفه لتصرخ بهم ,,
" ما إسمه "
" لاحقا ستعرفين " أجابتها ,,
" هل تبادلتما القبله الاولى " سألتها الفتاه الأولى ,,
ضربتها بخفه " ياا ما الذى تقولينه نحن لا نزال فى البدايه"
" هل تضحكين علينا الآن عيناك تفضحانك حبيبتى أنتى واقعه بالكامل "
ابتسمت من صراحتها و لكن إبتسامتها اختفت تدريجيا عندما سألتها الفتاه الآخرى " هل أعترف لك بحبه"
" ليس بعد "
" إذا كان يحبك سينتهز أقرب فرصه و يخبرك و لكن ألا تشعرين من ناحيته بأنه يبادلك المشاعر "
هززت راسها إيجابا " بلى بل أكثر مني و لكن لا أعلم لم أشعر أحيانا أنه متردد على أى حال الوقت أمامنا و سنرى "
" لا تيأسي حبيبتى الرجال نوعا ما أغبياء " قالتها الفتاه الثانيه فضحكت الفتاتان عليها ,,
فجأه قاطعتهم صوت فتاه نائمه فى نهايه الغرفه " ياا الن تنتهوا من تلك الاحاديث التافهه اريد النوم "
أشارت لها الفتاه الأولى بالضرب و التفتت لجيون " لا تضعيها ببالك أنتى تعلمين أن سويون لا تحب رؤيه أى أحد سعيد "
ابتسمت لها جيون " أعلم ,,هيا لننام غدا يوما متعب"
فى اليوم التالى أستيقظ الجميع مبكرا و اجتمعوا أمام الأتوبيس ماعدا دونجهى لم يحضر بعد,,وقف يونغهوا ينظر للساعه ثم الى الطريق كى يراه و القلق باد على وجهه فأقتربت منه جيون و ربتت على كتفه ..
"مابك "
" دونجهى لم يحضر بعد"
" لا تقلق سيأتى " ابتسمت له,,
بادلها الإبتسامة ثم أتسعت بعدما أستدار و لمح دونجهى يجرى ناحيتهم من بعيد ,,تنهد براحه و لوح له ,,
وقف ونجهى أمامه يلتقط أنفاسه ثم رفع رأسه و أبتسم ليونغهوا كأنه يقول له آسف لانتظارك لي كل تلك الفتره لن أبتعد ثانيه ,,
احتضنه يونغهوا و ربت على ظهره مبتسما حمل منه الحقيبه و صعد الى الاتوبيس,,نظر دونجهى إلى جيون و أبتسم لها بادلته الإبتسامة ثم صعدت خلف يونغهوا وضع يده على صدره و حاول تهدئت نفسه ثم لحق بهم ,,,
ترك يونغهوا جيون تجلس بجانب إحدى الفتيات و جلس بجانب دونجهى يتحدثا طوال الطريق عن ما فاتهم فى حياة بعضهم البعض الفتره الماضيه ,,أبتسمت جيون بينما تشاهدهم من الخلف و تذكرت حديثها مع يونغهوا عندما حكى لها عن قلقه بسب صديقه،، فربما يكون أخذ منه شيئا يحبه بدون أن يعلم و لكنه لم يدرك أن صديقه متعلقا بنفس الشئ و يحبه إلا مؤخرا اكتشف الأمر و لهذا يخشى فقدانه ,,
فأجابته أنه لم يخطئ و إن عليه الثقه فى صديقه و فى علاقتهم أكثر و إنتظاره حتى يأتى إليه و لينتهز الفرصه ليتقرب منه ثانيه و هذا ما فعله حالما علم بموضوع الغابه و يحمد الله أن صديقه لم يخيب ظنه,,,
وصلوا إلى المكان المراد و ترجلوا من الأتوبيس كلهم,,جهزوا الأدوات و المعازف و كل شئ من اجل حفلة اليوم و جلس الفريق يتدرب بينما جلس دونجهى و جيون مع بعضهم يتحدثا و يضحكان بعد أن مرت فتره كبيره على آخر لقاء بينهم ,,شعر دونجهى بالسعاده لتلك الفتره القصيره الذى قضاها بصحبتها و لكنها إنتهت بعدما حضر يونغهوا إليه و اخبره أنه أنتهى من التدريبات و ليذهبوا إلى الصيد كما أراد قبل الحفل,,
وافق دونجهى و تركا جيون تحضر الغذاء مع بقيه الفتيات و تشرف على باقى المهمات ,,تمشيا كلا منهما فى الغابه و هم يتذكرون أيام الطفوله و أحلامهم التى جمعتهم و تخيلاتهم الغريبه و قام يونغهوا بتقليد فيلم أجنبى و كأنه محاصر من قبل الكائنات المتوحشه و تبعه دونجهى بعدما ضحك على تصرفاته ,,اطلقا العنان لأنفسهم كأن الزمن عاد بهم لعشر سنوات و ضحكاتهم تملئ المكان,,,
عادا الى المكان و قبل بدايه الحفل اقتربت جيون من يونغهوا و همست فى اذنيه " اذا فزنا الليله اريد اخبارك بشئ هام "
هز راسه ايجابا بعثر شعرها بطفوليه ثم ابتسم لها
اشارت له و ابتسمت " فاايتينج "
تركها و صعد على المسرح و أقترب منها دونجهى ثم وقف بجانبها يشاهدون العرض ,,إنتهت العروض و حصل فريقه على المركز الثانى ,,تنهدت جيون بحزن و شعرت بأن الفرصه التى انتظرتها اختفت و كل مخططتها فشلت ,,
أردف يونغهوا إليهم و ابتسم له دونجهى مشجعا " كنت رائعا و لكن ذلك الحكم مغفل "
ضحك يونغهوا " ليس لديه أى روح " نظر الى جيون التى ارتسمت ملامح خيبة الأمل على وجهها فربت على كتفها " آسف لم افز بالمركز الأول "
لوحت له نافيه " لا عليك المهم إنك قدمت عرضا رائعا " رفعت ابهامها له و ضحكت,,
بعثر شعرها و ابتسم لها,,شعر دونجهى بالحرج و أردف بعيدا عنهم,,وقفت جيون فى الخيمه تتحرك مجيأ و ايابا تبحث عن طريقه تريد تحقيق ما خططت له مع الفتيات بعدما قنعنها إنها بأخذ الخطوه الاولى إذ كانت تريد التأكد من مشاعر يونغهوا تجاهها ..قاطع تفكيرها نداء إحدى الفتيات بأسمها،،،،
خرجت من الخيمه و وجدتهم يجلسون فى دائره و الكل ينظر إليها من بينهم يونغهوا ,,فجلست بجانب أحدهم و قال " الآن سنبدأ لعبة الصراحه "
" صراحه ؟؟" سألتهم ..
" نعم سيدير أحدهم الزجاجه التى بالمنتصف و من يقف امامه فم الزجاجه يجيب على اسالته ,,
أبتسمت ليونغهوا و قالت " حسنا"
" لنبدأ إذا "
لعبوا عدة أدوار حتى وقف فم الزجاجه أمام جيون,,رفعت رأسها لترى من سيسألها فرأت سويون تنظر لها بغضب " ألست منافقه "
صدمت جيون من كلماتها و تعلثمت فى الرد " ماذا تقصدين "
" تتصرفين أمامنا و كأنك الفتاه المتكامله المتماسكه دوما ألم تنهارى يوما و تخفين حقد دفين تجاه أى شخص يمتلك ابوين "
صرخ بها يونغهوا " ياا ماذا تقولين ألن تصمتى "
اوقفته جيون و نظرت إليها جاحظه عيناها و بأقتضاب أجابتها " بل أنا أشعر بالشفقه على أمثالك من يكره نفسه و يكره حياته و يستغل نقطة ضعف الاخرين ليذله بها و لكن أتعلمين شيئا أتمنى أن تبقين هكذا للأبد بمفردك فى تلك الحياه و لن تجدى الحب أبدا" ثم همت من مكانها تاركه الجميع,
تفاجأت سويون من كوب الماء الذى قذفه بوجهها يونغهوا و ابتسم لها قائلا " لتنظيف قذراتك "
فى تلك الانحاء كان دونجهى يتمشي بالمكان و لمح جيون تعدو ناحيته و لكن الجهه المقبله فأخذ خطوه اليها و لكنه توقف بعدما رأى يونغهوا يلحق بها و أقترب منهم بحذر ,,
" ياا جيون انتظرى " صرخ بها
توقفت فى مكانها و وضعت يدها تخفى وجهها مع صوت نحيبها يعلو,,
أقترب منها يونغهوا أبعد يدها عن وجهها و رفع رأسها بأصبعه بحنان حتى تلاقت عيناهم ،،،نظر إليها و ذم شفتيه ثم مسح دموعها من على وجنتيها ثم أبتسم لها ,,
" هل تعلمين لم وقعت بحبك "
بلعت ريقها و ازدادت ضربات قلبها ناظره له بدهشه " ماذا"
" لأنك أقوى فتاه رأتها عيناي و أكثرهم صدقا بعيدا عن جسدك الرائع "
ضحكت من بين بكائها و ضربته بخفه ثم استدرك قائلا " صدقيني أنتى أقوى من أى شخص أعرفه فلا تستمعى لهؤلاء الحمقى "
" أنا ايضا أحبك "
ارتسمت ابتسامته الواسعه و ضمها إليه بين احضانه و كأنه يخبئها عن عيون العالم كلهم فيختطفها و يهربا الى مكان بمفردهم لتظل تلك اللحظه إلى الابد و لا تنتهى ,,
ابعدها عنه و أقترب من وجهها و شعر بانفاسها المضطربه حتى وصل إلى شفتيها اللؤلؤتين و قبلها برقه فأحاطت رقبته بذراعيها و تحولت القبله من رقيقه الى قبله مليئه بالشغف و الحب الذى بداخلهم ,,,,
أستدار دونجهى ووضع يده على قلبه ضامما ملابسه بين قبضة يده ليخفى غضبه و إبتلع غصته مغلقا عيناه لتهرب منها دمعه يتميه مسلما نفسه إلى الأمر الواقع و تمنى لهم السعاده بين ثنايا قلبه الحزينه و تحرك ذاهبا الى خيمته ,,,
و لكن هل كما تمنى ستتحقق السعاده الدائمه أم للقدر خطه بديله لهم ,,
مرة سبعة أشهر منذ اعلنوا للجميع عن حبهم و حتى بأعتراض والدة يونغهوا على ارتباطه بها لم يستمع لها فحبه لجيون أعماه عن كل شئ فى الحياه فكانت هى شمس حياته بدونها يصبح أعمى بين الجميع ,,
لم تتسبب تلك القبله بتفريق الصديقين بل إعترف يونغهوا لدونجهى عن حبه لجيون بعدما عادوا من الرحله و لكن دونجهى لم يتصنع المفاجأه بل بارك له و مع الأيام أحتفظ بحبه داخل قلبه لها و أهتم بدراسته ,, و جيون التى كانت تتلخص حياتها فى أسمه عشقته حد الجنون كان لها أبا أخ و صديق و كل شئ عرفت معنى الحب الحقيقي منه و اعترفت بينها و بين نفسها أنها ستظل دوما شاكره له مهما حدث فبفضله أصبحت شخصا أفضل و سعيد بالرغم من كل المشاكل التى حولهم و لكن يكفيها انه عوضها عن كل شئ ,,شجعته فى حياته المهنيه و جمعت كل معلوماتها و اتصلاتها فى الجامعه حتى وجدت له شركه ليتقدم بهت و يتمرن معهم حتى يعقدوا معه ألبوم، ،و هو لم يقف فى طريق احلامها بل اخبرها أن تترك مسكن الفتيات و لتسكن معه بالرعم انه كان مترددا من ذلك الطلب و خاصة لأنه يسكن فى منزل فوق السطح ذو مستوى عادى و لكنها عكس ما كان خائفا وافقت فورا بل كادت تطير فرحا عندما طلب منها و قام برعايتها حتى الامتحانات النهائيه ,,
حياتهم لم تكن متكامله فلم يوافقا على تصرفات بعضهم البعض كلها فهناك بعض الطباع كان يتصف بها يونغهوا كرهتها جيون و بالمثل بالنسبه له و لكنهم تخطيا ذلك معا و أحيانا لم يستطيعا لدرجة أن شجارهم قد يصل حد الصراخ و يبلغ عنهم الجيران الشرطة بسبب الازعاج و فى النهايه يعودا لبعضهم البعض ضاحكين..و لكن كلمة تفرقه لن و لم تكن ضمن قاموس علاقتهم ابدا...
" سأتقدم لها " أخبره بأبتسامه ,,
" بتلك السرعه " أجابه دونجهى ,,
" نعم أحبها يا صديقى بل اعشقها حقا " رمى بجسده على السرير و وضع يده على قلبه ,,
إبتلع غصته و إبتسم له " مبارك لكما " صمت قليلا " ولكن "
جلس معتدلا " ماذا هناك"
" ماذا عن سرك "
إبتلع ريقه بقلق و أبتسم محاولا اخفاء واقعه الاليم " ماذا عنه أنا بخير كما ترى لا أشتكى من شئ يبدو ان المرض استسلم أمام عزمي "
إبتسم له دونجهى و جلس بجانبه مربتا على كتفه " حسنا و لكن اعتنى بنفسك جيدا حتى لا تمرض و تقوم جيون بقتلى بسببك "
ضحك " لا تقلق إذا حدث شئ سأخذها معى حتى إلى الموت "
ارتسمت ملامح الحزن على وجه دونجهى فقرصه يونغهوا من وجنته " هل تخاف علي لتلك الدرجه ايقووووو "
ازاح يده و ضربه " ياا هيا اذهب و مت الآن ,," توقف و نظر اليه " ياا انا امزح "
ضحك على رد فعله ثم أوقفه سؤال دونجهى " هل اخبرتها "
" لا " أجابه
" هل ستفعل "
" لا و لا تفعل أنت طالما أنا بخير لا حاجه لقلقها كفى ما رأته فى حياتها لا أريد أن أصبح حملا عليها "
"لكنها ستصبح زوجتك ألا تتصرف بانانيه هكذا "
" حتى إن وصل بى الأمر أن أتألم حتى الموت لن اخبرها افهمت "
" لكن "
قاطعه يونغهوا ووقف فى مكانه " دعنا لا نتحدث عن هذا الموضوع أنا بخير كما ترى " ربت على كتفه " سأذهب الان "
تركه فى الغرفه و الحزن تملكه على حال صديقه متمنيا له السعاده التى لم يراها يوما منذ أن علم بمرضه سرطان المخ و هو فى الحاديه عشر و تلقى العديد من الأدوية و الأشعة و مر بظروف سيئه حتى أصبح قاسي القلب,,
و هذا سبب تصرفه بلا مبالاه معظم الوقت لعلمه انه ليس هناك شئ يخسره،،،،بسبب المرض خسر والدته و كره حياته و لم يجد سبب لعيشه ،،تزوجت هذا الرجل من له اليد فى وفاة زوجها على الرغم من كرهها له حتى توفر ليونغهوا مال العمليه و العلاج بعد وفاة والده و تركهم يغرقون بالديون،،،،
لولاها كان سيصبح فى عداد الموتى فقامت بدفع تكاليف العمليه بدون أن يعلم و لكن لم يشفع لها انقذها حياته بعدما علم مصدر تلك الاموال ،،و بعدما قام بمعاتبها غصرخت به أنه السبب ..كره استخدامها لتلك الجمله و الحجه التى كانت تخبره دوما بها كلما عاملها هذا الرجل بطريقه سيئه ،،،
كره رؤيتها و أمقت عيشهم فى حزن دائم و لهذا أبتعد عنهم ليعيش بمفرده بدون ألم ,,
و لأول مره يصبح يونغهوا شغوفا و مهتما بأحد من سنين و لهذا ترك دونجهى صديقه يحب الفتاه التى أحبها ليراه سعيدا و لو لمره فى حياته حتى لو أنه يقضى على قلبه بتلك الطريقه,,
بدأت الامتحانات النهائيه و انشغلت جيون بالدراسه مستغلا يونغهوا تلك النقطه ليرتب الطريقه المناسبه ليتقدم اليها,,أتفق مع فريقه الذى يتدرب معه فى الشركه بكتابة أغنية مخصصه لها و تدرب عليها جديا كل يوم حتى موعد آخر إمتحان,,
فى تلك الفتره شعر يونغهوا بتوعك فى جسده و ألام فى رأسه فى بداية الامر و لكن مع مرور الوقت إزدادت الآلام حتى كاد يتسبب له فى حادثه بعدما شعر بالدوران المفاجئ و كاد أن يفقد وعيه ,,لم يستطع النوم كل ليله بسبب أرقه من تلك الهواجس عن مرضه الذى ربما عاد له ثانيه مع أن الطبيب الذى قام بعمليته أخبره أنه لن يعود و العمليه ناجحه,,
شعرت جيون بقلقه كل ليله و لم تعرف السبب و كلما سألته اخبرها انها مشاكل فى العمل فأكتفت بأحتضانه فى الليل لتطمئنه و تخبره أنها معه لا تقلق ,,
أنتهى من تحضير الأغنية و أتفق مع فريقه على الوقت و المكان الذى سيتقابل معهم الليله ليقوم باعترافه بعدما إنتهت جيون من امتحانها الأخير ,,وذهب ليخبر دونجهى الذى رسم ابتسامته له و اكتفى بمباركته و احتضانه متمنيا له السعاده,,
خرجت جيون من الجامعه و التفتت حولها تبحث عنه بعدما أتفق معها إنه سيحضر لمقابلتها و لكنها لم تجده ,,مرت ثوان ثم لمحت دراجته على الرصيف المقابل فأتجهت ناحيتها,,وجدت ورقه مثبته على المقعد فجذبتها و فتحتها و قرأت ما بها ..
"تعالى الى مكاننا اريد اخبارك بشئ "
قضبت حاجبيها متعجبه لم يريد و لكنها كانت متعبه بما يكفى من الإمتحان و لهذا لم تفكر مطولا بل اتجهت مباشرة بقلب تتسارع نبضاته و يسبقها له ,,
أعطت الأجره للسائق و خرجت منه متجه للحديقه التى اعتادا على الذهاب اليها,,مشت بخطوات بطيئه تنظر للأوراق الملقاه أمامها فأنحنت بجسدها و أخذت تقرأ ما كتب فى كل ورقه ,,,
بداية من اول ورقه " جيون"
" هل اخبرتك قبلا إنى مجنون بك "
"أتعلمين لم "
" سأقولها ثانيه "
" لأنك جميله "
" فاتنه "
" طيبه"
" بارعه فى تسلق السور " وضعت يدها و ضحكت ثم أكملت,,
" أما عظيمه "
" و كل شئ بالنسبه لي "
" و لهذا لن أكون مترددا بعد اليوم "
" سأتجرا أخيرا "
" و أخبرك "
وضعت الورقه من بين يدها و نظرت أعلى لصوته بعدما خرج من خلف الارجوحه يرتدى حلة و رابطة عنق سوداء..
قائلا بابتسامه " إنك أفضل شئ حدث لى فى تلك الدنيا " أقترب منها بينما تسمرت فى مكانها و ارتسمت ملامح الدهشه على وجهها مكتفيه بنظره تائهه لم يحدث,,
جثى امامها على ركبتيه و أخرج علبة زرقاء من جيبه هامسا لها " هل تقبلين الزواج منى ",,,حركت رأسها أيجابا و دموع الفرحه منهمره على وجنتيها واضعه يدها على فمها,,
وقف معتدلا أمامها يضحك عليها فركلته بقوه ,,تحرك متأوها و كاد أن يصرخ بها و لكنها اوقفته بضمه إليها بقوه محيطه رقبته بين ذراعيها لتفاجأه بقبله لذيذه بادلها إياها غارقين معا فى بحر العشق,,,,
خرجت الفرقه فى تلك اللحظه و اطلقا الالعاب الناريه بالجو و الصافرات ثم بدأو العزف,,ابتعد عنها و وقف بالنتصف حمل المايك و بدأ بالغناء وجلست أمامه كالطفله الصغيره تشاهد ملاكا تتسارع نبضات قلبها من أجله ,,,,
مر اسبوع بعدما اتفقا على الزواج و أقاما خطبتهم فى منزل السطح ارتدت جيون فستان جعلها كالنجمه المتألقه و يونغهوا فى أبهى حلته,,
حضر دونجهى و أصدقاء جيون لتنهئتهم و قضوا اليوم ما بين الضحك و السعاده التى ملأت المكان...
مرت عدة أيام بعد الخطبه و انشغلت جيون فى تحضير نفسها للزواج و يونغهوا يجتهد فى تدريباته حتى يوقع مع الشركه عقد الألبوم,,
فى يوم بعد إنتهاء التدرييات شعر يونغهوا بالألم يقتله داخل راسه كطعنات خنجر مدببه فأمسك برأسه بقوه و لم يستطع اتزان جسده و شعر بالغرفه كأنها تدور حوله فوقع فاقدا الوعى,,أجتمع فريقه بسرعه و طلبوا الاسعاف حاملينه إلى أقرب مشفى,,
بعدما وصل للمشفى قام بعدة اشاعات و تحاليل ليكتشف الطبيب سبب إغماءه,,طرقت المرضه باب غرفته و أخبرته انه جاهز لرؤيه الطبيب بعدما ظهرت النتيجه ,,
جلس أمام الطبيب عاقدا يديه فى توتر و قلق و كأن قلبه يخبره ألا يستمع لم يقوله الطبيب و ليهرب الان بعيدا,,تنهد الطبيب وخلع نظارته الطبيه و وضعها جانبا متحدثا بنبره ثابته " أنت كنت تعاني من سرطان المخ من قبل أليس كذلك"
إبتسم له بقلق " نعم و لكني شفيت بعد العمليه و لم تظهر اى أعراض المرض بعدها "
" أعلم هذا و لكن لم توقفت عن علاجك " عقد حاجبيه و نظر إليه بحزن ,,
" ماذا تقصد"
" السرطان لا يموت بل يتوقف مؤقتا و لهذا يجب على مريضه العلاج دوما حتى لا تحدث مضاعفات كما حدث معك الآن"
نظر إليه بقلق " وضح لي أرجوك "
" أقصد أنه بسب توقف العلاج بعد العمليه انتشر السرطان فى صمت لهذا لم تشعر بأى الم و لكن هذا اسوء من ان تشعر بالمرض دوما,,,أنا لا اعلم كيف أخبرك بهذا و لكن سبب آلام الفتره الماضيه أن السرطان تمكن من الانتشار فى مخك تمام و تضاعف بشكل خطير "
تجمعت الدموع بعينه و ابتلع غصته قائلا بصوت يرتعش " و العمل "
حرك الطبيب رأسه نافيا " لا يوجد شئ نستطيع فعله"
ضحك يونغهوا بعدم تصديق و كأن كل ما يحدث كابوس لا يستطيع الاستيقاظ منه " ماذا تقصد ايجب على الانتظار لموتى "
" انا اسف "
وقف مكانه لا يصدق ما سمعه واضعا يده حول أذنيه متمنيا أن يفيق من كابوسه ليجد نفسه أمامها تنظر إليه بأبتسامتها تطمئنه أن كل شئ سيكون بخير و لن يقوى أى شئ على تفرقتهما ,,شعر بالضيق يجتاج صدره فضرب على قلبه بقوه و الطبيب يخبره بصوت عالى أن يهدأ و لكنه لم يكن يستمع إلا لصوتها و هى تناديه بينما يختفى من أمامها شيئا فشيئا ,,, ركل المقعد الذى أمامه بقوه و صرخ بأعلى صوته بينما يضرب الحائط بيديه حتى نزفت ,,
إقتربت منه الطبيب محاولا تهدئته و لكنه لم يتسطع غير الوقوف جانبا و تركه ليهدأ بمفرده,,نظر إليه يونغهوا بعيون تملؤها الدموع و بتوسل جثا على ركبيته قائلا " أرجوك أنقذنى لا أريد الموت و تركها ألا تعلم إنك هكذا لا تقضى على وحدى "
ربت الطبيب على كتفه بنره حزينه أجابه " لا استطيع فعل أى شئ يا بنى انا آسف "
سجد بجسده و أخذ يضرب الارض و صوت نحيبه يعلو شيئا فشيئا حتى امتلئت الغرفه بآلامه و آهاته,,,,
خرج من المستشفى و الرؤيه لديه مشوشه يرى كل شئ باللون الاسود و عيونه لا تتوقف عن البكاء بدون صوت ,,تمشا هنا و هناك و هى الوحيده التى يراها أمامه يبتسم حينا عندما يتذكر وجهها و إبتسامتها و يبكى أكثر كلما شعر بغصة بين ثنايا قلبه تقتله لفشله من هربه من قدره الحزين,,
نظر الى سماء الليل و أغلق عيناه مستمتعا بقطرات المطر التى تضرب وجهه لتكون الأنيس لدموعه المنهمره بدون توقف مطلقا صرخه تدوى فى أرجاء الشارع ينظر إليه الناس البعض يحاول التعاطف معه و الآخر يشعر بالامه و الآخر ينتعه بالمجنون,,,,
قادته رجليه حتى وصل لمنزل صديقه,,طرق باب منزله و فتح دونجهى الباب ليراه فى حالة يرثى لها ,,حدق به دونجهى منصدما من شكله و قبل ان يتحدث ارتمى يونغهوا بين احضانه يبكى,,
جلس يونغهوا و دونجهى أمامه يضم يديه و يربت عليها و عيونه تترقرق بالدموع,,لم يدرى ماذا يجب عليه قوله فالصمت فى بعض الأحيان أفضل من أى حديث,,
قطع تفكيره يونغهوا و قال بنبره مرتعشه بسبب البكاء " لا تخبرها "
نظر إليه منصدما " ما الذى تقوله "
" جيون اعتنى بها أرجوك "
صرخ به دونجهى " ياا هل جننت عندما تحدثنا كنت امزح و لكن الآن الأمور إختلفت كيف لن تقوم بأخبارها هل تعتقد أنك تحميها هكذا بل أنت ستقتلها "
حدق به يونغهوا و مسح دموعه بكف يده متحدثا بجديه " أقسم لى إنك لن تخبرها و ستعتنى بها "
" هل تسمع شيئا مما أقوله "
" نعم أسمع أسمع للأسف على الرغم إنه يقتلنى و لكنى لازلت أسمع " أجابه و هو يضرب على صدره ,,
ضمه دونجهى اليه و ربت على ظهره بينما تنهمر دموعه لحال صديقه و قلقه عليه حد الموت " اهدأ ارجوك و لنفكر بعقلانيه اكثر "
" لا يوجد وقت أخبرني الطبيب أننى لن أكمل سنه و قد أموت فى أى وقت ربما غدا لا اعلم "
" و لم لا تموت بيننا لم تريد تحمل كل شئ بمفردك والهرب ,,ألن تؤلمك رؤيتها تتعذب بسببك "
" بل ستقتلنى نظرة الحزن فى عيناها عندما اخبرها إنى نكثت وعدى و لن أستطيع البقاء معها لنكمل حياتنا معا و نحقق ما تمنينا ,,سأموت ألف مره و أنا أراها تتعذب بجانبى و أنا مريض و أبدل حياتها الى جحيم ,,أفضل العيش فى تلك الجحيم بمفردى على أن أصطحبها معي"
" أنت انانى"
" قل ما تشاء و لكن تغير رأيي " أبتسم ابتسامه جانبيه و انهمرت دموعه على وجنته ,,
شعر دونجهى بالضيق لم يريده صديقه فهو يعلم إنه هكذا لن ترتاح جيون بل ستنهار أكثر و لكن بطبعه يونغهوا عنيد و الآن مع أمور حبه الوحيد لن يستمع لأى شخص غير نفسه فوافق على ما أراد متمنيا أن تصبح الامور على ما يرام ,,
" و لكن ماذا عنى " نظر إليه دونجهى و ترقرقت عيناه بالدموع
زادت شهقت يونغهوا و أقترب منه يضم وجه دونجهى بين يديه و يبتسم له " لن أخبرك بهذا أبدا و لكن أحبك يا صديقي "
وضع دونجهى يده علي عيناه يخفى دموعه و تحدث بصوت باكى " و أنا أيضا "
فى تلك اللحظه ندم دونجهى على كل ما فعله تجاه صديقه حتى أنه ندم على حبه لجيون و شعر بالذنب أنه لم يستطع قضاء وقتا كافي معه و الآن عندما أصبح أمام الامر الواقع شعر و كأنه ليس هناك شيئا سيعوضه عن قضاء ساعه ما صديقه ,,,
قضيا الليله مع بعضهم و الصمت حليفهم كليهما لديه الكثير ليقولانه لبعضهم و لكنهم لم يتسطيعا النطق بشئ غير الصمت,,
مر يومان و جيون تبحث عن يونغهوا فى كل مكان و إزداد قلقها بعدما سألت دونجهى و أجابها أنه لا يعلم أين ذهب ,,و فى اليوم الثالث ظهر أمامها و كأن شيئا لم يحدث ..
" أين كنت " سألته مبتمسه,,
" كنت مشغول فى العمل " أجابها بأقتضاب,,
ربتت على كتفه بحنان " ما بك "
إزال يدها و لم يلتفت لها قائلا " لا شئ متعب قليلا "
" هل ست" لم تكمل بعدما رأته يردف الى غرفته و يغلق الباب عليه,,
مرت أيام و يونغهوا يعاملها بتلك الطريقه البارده و هى تضع له الحجج ربما يكون متعبا أو هناك شئ يضايقه فى العمل و ربما بسبب تأخر موعد الألبوم و لكن قلبها كان يتألم كل ليله من الجفاف الذى تشعر به من يونغهوا,,
حاولت التحدث معه و لكنه يقوم بصدها و يتحجج بالعمل ,,يتأخر عن العوده و يعود للمنزل مترنحا حد الثماله و عندما تتحدث معه يصرخ بها ,,
خطر على قلبها أنه ربما يتصرف هكذا لأنه تسرع فى التقدم لها و لكنها كانت واثقه من حبه لها و تختفى كل تلك الهواجس بمجرد رؤيته فى المنزل حتى ان كانت تشعر أحيانا إنه شخص آخر عن الذى احبته,,
عاد يونغهوا الى المنزل مبكرا و جلس على المقعد فى صمت بعدها خرجت من المطبخ و تفاجأت به,,أبتسمت له و جلست أمامه تنظر إليه و لكن إبتسامتها لم تدم بعدما تحدث بأقتضاب قائلا "لننهى ما بيننا "
نظرت له غير مصدقه و قالت بتعلثم " ماذا تقصد"
" عقدت مع الشركه الألبوم و شرطهم الأساسى أن نقوم أولا بجوله سياحيه حول العالم متفرغا أى بدون أحد معى "
" حسنا سأنتظرك " ابتسمت له بقلق ,,
" أقصد متفرغا إلى الأبد و هذا هو الحل الوحيد حتى أحقق احلامى "
انهمرت دموعها بدون صوت " و ماذا عنى و عن حياتنا معا و أحلامنا "
" الحياه لا تقف عند شخص معين ستجدين أحدا غيري و سيحبك بصدق ,,بعدما عرضوا على هذا العرض اكتشفت نفسي الحقيقيه و إننى مستعد للتخلى عن أى شخص لاحقق ما اريد"
صرخت به " كاذب" إقتربت منه و جذبته من ملابسه حتى وقف و أخذت تضربه بقوه على صدره و هى تبكي " لم تفعل بى هذا ألم تعد تحبنى "
امسك يدها بقوه و نظر إلى عينيها بغضب " نعم هل هذا ما تريدين سماعه ,,نعم لقد سئمت حياتنا ,,الحياه لازالت امامى طويله لن اربط نفسي بأحد كنت غبيا و متسرعا عندما تقدمت إليك "
" غبيا و متسرعا "سألته بشفتين مرتعشه ,,
" نعم " أجابها بحده " سأسافر قريبا فلا تبحثى عنى "
جذبته من ملابسه بقوه متوسله إليه " يونغهوا انت بالتأكيد ثمل أرجوك لا تتركنى أنا لا املك احدا غيرك أنت كل حياتى "
أستدار بوجهه كاتما دموعه و قال لها " و أنتى لا تعنين لى شيئا "
إزال يدها بقوه و أردف الى الباب خارجا,,وقفت فى منتصف الغرفه غير مصدقه ما حدث منذ قليل,,تجمعت الحيره و التشتت فى عقلها و أنهارت على الارض تبكى بصوت عالى,,وقف يونغهوا خلف الباب يستمع إلى بكائها و يضع يده على فمه محاولا كتم بكاءه ,,
مرت الايام و جيون لازالت على أمل أنه سيعود لها و أن كل ماحدث مجرد سوء تفاهم ليس أكثر و لكن لم يحدث أى شئ,,
تناولت المهئات لتحاول السيطره على حياتها حتى لا تنهار و لتجد حلا فاتخذت قرارها بأن تذهب لدونجهى و تبحث عنه,,
وصلت إلى منزل دونجهى و بتردد طرقت باب المنزل و لكنها وجدته مفتوحا و صوت دونجهى يتحدث مع أحدهم على الهاتف تستطيع سماعه و ما جذب انتباهها أنه ذكر إسم يونغهوا بين المكالمه و فعلمت إنه يحدثه,,
وضع ونجهى السماعه فى الهاتف و نظر خلفه متفاجأ بجيون التى تقف أمامه متسمره فى مكانها و دموعها تنهمر بدون توقف قائله " هل صحيح ما سمعت "
إبتلع ريقه " نعم غدا سيسافر يونغهوا "
إقتربت منه ثم نظرت إلى عينيه متوسله " أخبرني أين هو "
" لا استطيع " أدار رأسه متحاشيا عيناها,,
أستدارت له و جذبته من ملابسه بقوه " إن لم تخبرنى سأقتل نفسى "
ضم يديها لتهدئتها و لكنها ازاحتهم صارخه به " أخبرني الآن و إلا أقسم إنى سأفلعها "
نظر إليها منصدما و حاول ضمها له و لكنها تراجعت حتى وصلت إلى زجاجه موضوعه على الطاوله كسرتها و أخذت إحدى القطع المدببه وضعتها بجانب يدها " أخبرني الآن " استدركت بصوت باكيا " أرجوك "
مسح دونجهى دموعه المنهمره على وجنته و تنهد بضيق ثم اخبرها مكانه و لكنه لم يستطع نكث وعد صديقه و اخبارها ان تذهب للحاقه قبل أن تندم لاحقا ,,,
خرجت من منزل دونجهى تركض حتى وصلت إلى الفندق الذى اخبرها عنه يمكث به يونغهوا ,,انتظرت أمام المصعد و التوتر يتملكها تدعو ألا يكون الوقت قد أنتهى قبل أن تراه و لكنها لم تعلم أنها تسرع لتملي عينها منه للمره الاخيره,,
وقفت أمام الغرفه المراده طرقت الباب بقوه و صوت دقات قلبها أعلى منها,,فتح الباب و حالته كانت يرثى لها عيونه مليئه بالدموع و وجهه أحمر حتى قارب على الاشتعال ,,إقتربت منه بدون صوت و ضمته لها بقوه مغلقة عيناها,,أحاطها بذراعيه بقوه و إزداد نحيبه,,أبتعدت عنه و ضمت وجهه المبلل بالدموع و إقتربت من شفتيه طابعه قبله رقيقه عليها ,,,
أمضوا بقية الليل بين احضان بعضهم كلا يشعر بالالام تقتله,,حاولت جيون إقناع نفسها أن كل شئ عاد إلى طبيعته و لكن قلبها كان يؤلمها مع ذلك فأغلقت عيناها وغرقت فى نوم عميق بعدما لم تذق طعم النوم لعدة ايام,,أما يونغهوا أحاط جسدها بين ذراعيه ضاممها إليه بقوه و ينظر إلى وجهها الملائكى يخطو بأنامله على وجهها برقه حتى تجمعت الدموع بعيونه،،،ضع يده على فمه كاتما بكاءه طابعا على وجنتها قبله ,,,
استيقظت فى اليوم التالى قلقه بعدما شعرت بالسرير بجانبها فارغا,,اعتدلت سريعا فى جلستها و التفت حولها تبحث عنها ,,صاحت بأسمه عدة مرات و لكنه لم يجب و لمحت ورقه على الطاوله جانبها فتحتها و قرأت ما بها ,,
" آسف إن جرحتك و لكن تلك هى طبيعتي حتى إن ادعيت كوني فتى طيب و لكن سأظل للنهايه سئ,,أتمنى لك حياه سعيده ,,يونغهوا "
لم تهتم بما قرأته و فتحت الباب مسرعه خرجت منه حافية القدمين,,اتجهت إلى الشارع تلفتف حول نفسها تبحث عن وجهه بين ألف شخص هنا و هناك و هى تبكى و لكنها لم تجده ,,
ركضت بدون هدف غير مباليه بجروح قدميها و وجعها فآلام قلبها كانت أكبر و أقوى مقارنة بها ,, ضربت بيدها على رجليها و هى تصرخ بأسمه بأعلى صوتها و لكنه لم يجيب عليها ليطمئنها,,
فى مكان آخر سمع نداء الطائره الاخيره فأردف الى البوابه بعدما حمل حقيبته,,و قبل أن يدخل إلى الطائره أستدار بوجهه ناحية الباب الرئيسي للشارع ألقى نظره أخيره و قلبه يريد الخروج من مكانه و الذهاب إليها يختبئ بين احضانها و لكنه التفت و اختفى بين الركاب ,,,
بحث دونجهى عنها فى كل مكان و لم يجدها و أستمر بالبحث ثانيه حتى تذكر ما أخبره به يونغهوا و ذهب لذلك المكان,,وجدها تجلس على الأرجوحه كأنها جسد بلا روح ,,ذهب إليها و جلس أمامها رفع رأسها بيده لتتقابل أعينهم,,نظرت إليه و جهشت بالبكاء و هى تصر على أسنانها و تضرب على قلبها " أنا اتألم "
مسح دموعها و هز راسه ايجابا " أعلم ,,أنا آسف "
حاول مساعدتها لتقف و لكنها فجأه أنهارت منه فاقده الوعي,,نقلها للمشفى و هناك قضت أسبوع تحت الملاحظه النفسيه تتناول المهدئات و تصرخ ليلا بأسمه حتى خارت قواها مع مرور الأيام و استسلمت للأمر الواقع,,
لم يتركها دونجهى للحظه و بقى بجانبها يتألم لما تشعر و يقتله الضيق كلما تذكر وعد صديقه يريد الفحص بكل شئ لتتخلص حبيبته من الألم حتى لو إنها ستعود فى النهايه لشخص غيره و لكن أفضل مائة مره من أن يراها تتدمر هكذا و هو يكتفى بالمشاهده لا يستطيع فعل أى شئ,,
أخبره الطبيب أنها ستخرج غدا و لكن أمره ألا يتركها بمفردها و إلا سأت حالتها ثانيه ففكر بأن ينقلها لتعيش معه و أن يتخلص من منزل يونغهوا قبل أن تخرج حتى لا تعود إليه ثانيه و تزداد حالتها سوءا ,,,خرجت جيون من المشفى و تمنت ألا تخرج منها أبدا فالحياه توقفت و لم تعد تهتم بشئ بعد الآن,,
لم تعترض على تصرف دونجهى عندما نقلها لتعيش معه فى شقة استاجرها بعيدا عن منزل عائلته بعدما أخبرهم أنه سينتقل للعيش بمفرده,,
مر أسبوعين كل يوم كان يتركها صباحا بعدما يطمئن إنها تناولت المهدئ و يعود ثانيه ليجدها لا تزال تغط فى نوم عميق فيجلس بجانبها ينظر إليها و تعود إليه غصت قلبه على حالها ,,
فى يوم عاد من العمل و بحث عنها فى الشقه و لم يجدها بأى مكان و بعد لحظات سمع صوت مياه قادمه من الحمام دخل ووجدها تجلس فى حوض الاستحمام بملابسها و المياه تنهمر عليها,,اجهش بالبكاء و شعر بالغضب يعتريه على ما تفعله و صرخ بها " ياا هل جننتى هل تريدين رؤيتى ميتا "
" بل أريد رؤيه نفسي ميته ,,أليست الحياه مضحكه " ارتسمت نصف إبتسامة و بكت,,
أقترب منها و ضمها إليه حتى اغرقه الماء معها,,أحاطت ذراعيها حوله و أنهارت باكيه,,
ساعدها على الخروج من الحمام و قام بتجفيفها ثم جلس بجانبها بينما تنام متقوقعه على نفسها فى طرف السرير ,,
" لنتزوج "
ضحكت مستهزئه " أنت ثمل اليوم "
" أتكلم بجديه ,,أنا الشخص الوحيد المتبقى فى حياتك و لن أستطيع تركك فى هذه الحاله "
اعتدلت فى جلستها و نظرت إليه بعيون متعبه من البكاء " أنت تعلم إنى لازلت أحبه و لن أتوقف عنه حبه "
أجابها بجديه " أعلم و لا أطلب منك الحب بل أريدك بقربى فقط "
ربتت على يده بحنان " شكرا لك و لكن لا أريد أن ان أصبح عبئا عليك فيكفى حتى الآن"
" أنا أحبك "
نظرت إليه منصدمه " ماذا تقول "
" أقول إنى أحبك و لا أطلب منك شيئا غير بقائك بجانبى لا أريد حبك جيون و لن أستطيع امتاكه مهما حييت و لكن لا تبتعدى عنى سأموت إن أبتعدت و حدث لك شئ ما "
لم تستطع الرد و اكتفت بالتحديق بوجهه و بداخلها تتسارع الأفكار,,حتى إن اختفى يونغهوا من أمامها و لا تعلم عنه شئ و ربما لن يعود ثاينه لكنها لن تستطيع اخفائه من حياتها أو قلبها للأبد,, ربما هى مجنونه و لكن حبها له يفوق كل شئ حتى إنها لازالت متمسكه به حتى الآن و بعد كل هذا,,
" لا أستطيع "
تنهد دونجهى بضيق " حسنا لكن لا تتركيني أبدا ابقى معى و بجانبي حتى لا أموت قلقا "
لم تجيبه و لكنه أقترب منه و نظر إليها محدقا بعيناها " عديني"
قالت بنبره متردده " اعدك"
مرت شهور لم تعرف إن كانت شهور حقا أم سنين بل ما كانت تعرفه أنها لم تتوقف عن حبه و لو للحظه,,مكثت مع دونجهى كما وعدته و قلبها مع يونغهوا محلقا فى سماء الامانى,,
حاولت مرات عده الوصول ليونغهوا و لكن كل محاولتها باءت بالفشل..
ذهبت إلى الشركه و لم يطلعاها بشئ مفيد غير إنه فى جوله و لا يعلمون متى سيعود حتى إنها فكرت للذهاب إلى والدته التى بدورها لا تعلم عن ابنها شئ,,فقدان الأمل بدأ يتسلل الى قلبها و السيطره عليه و لكن كلما تذكرت أيامهم معا و حبه لها ذرة أمل كانت تخرج من العدم لتنير قلبها ثانيه ,،،،
دونغهى لم يكن فى حال أفضل منها بين حب حياته التى تنهار أمامه و لا يستطيع فعل شئ لها و لا يستطيع احبارها الحقيقه لترتاح و بين قلقه الدائم على صديقه و حبه له و ووعده ,,كان يتواصل مع يونغهوا دوما و يتطمئن على حالته متمنيا كل ليله ان يعود اليهم ليتوقف ذلك الالم نهائيا او يغير رأيه و يونغهوا يطمئن علي جيون من خلاله و قلبه يعتصر ألما كلما أراد سماع صوتها و لا يستطيع,,
إنتهت السنه و مع بدايتها تلقى دونجهى مكالمه من الخارج ينقل له خبر وفاة صديقه,,وقع الهاتف من بين يديه و جلس منصدما فى مكانه يحملق فى الفراغ و دموعه منهمره على وجهه بدون أن يطلق أى صوت,,هم واقفا بسرعه و إنطلق ركضا حتى وصل إلى المطار حيث اخبروه إنهم سينقولوا جثته إلى موطنه بعدما كانت تلك وصيته,،،،
وقف ينتظر وصول الطائره و قلبه يحاول تكذيب الخبر و كل شئ مجرد مزحه و يونغهوا سيخره بنفسه من الباب ليعود إليهم,,أنتظر للحظات و بعدها فتح باب الإنتظار و خرج منه بضعة رجال يحملون تابوت خشبى ،،،وقف مكانه متسمرا يحدق ووقعت يداه بجانبه بعدما خارت منها القوى,,
تحرك بخطوات بطيئه ناحيتهم و لمس التابوت بيده و يده الاخرى يضعها على فمه كاتما صوت نحيبه العالى,,
" لم يا صديقي لما" صاح به و لكنه لم يتلقى اى رد,,
إنتهت مراسم الدفن ووقف أمام قبره وضع الورود عليها و فتح الظرف الذى أعطاها له إحدى الرجال المصاحبه للجثه و أخبره أن تلك وصيته و رسائل لحبيبته,,كان الظرف يحمل عدة رسائل لجيون وصاه يونغهوا أن يعيطها لها بعد أن تلد أول مولد لها و تعلم سبب تصرفه ليحقق لها حلمها ,,,
" أحمق ستظل أحمق مهما طال الزمن تعتقد أن بتصرفك هذا حلت الامور لا تعلم أنها تدمرت بسببك ,,لم يا صديقى تضحى بحياتك و سعادتها"
مسح دموعه المنهمره لمس قبره و ربت عليه " سأفتقدك يا صديقي " ثم هم ذاهبا ,,
عاد للمنزل بعد يومين حتى يخفى حزنه و لا تراه جيون حزينا فتتسأل عن السبب,,بعدما عاد للمنزل قل حديثه فى المنزل و أكتفي بالاطمئنان عليها و لكنها شعرت بحاله المتغير و كلما أرادت سؤاله تراجعت كما يحذرها قلبها حتى لا تتألم أكثر,,
أعتقد أنه بمرور الايام سيصبح حالتها أفضل و ستعتاد الحياه بعده و تستلم للقدر كما أخبره يونغهوا و لكن للأسف القدر لم ينتهى من لعبة العذاب بعد و حدث ما لم يتوقعه دونجهى و أكبر ما كان يخشاه,,
عاد إلى المنزل بعد الجامعه ليراها تقف فى منتصف الغرفه تحمل بين يديها المرتعشه الرسائل التى كتبها لها يونغهوا و تنظر أسفل بينما تنهار دموعها لتصل إلى الارض ضاربه رجليها العاريتين,,
رفعت راسها و جحظت عيناها قائلها بهمسات " هل هذا صحيح "
رفع كتفيه لها و ذم شفتيه باكيا " اسف "
إقتربت منه تخطو ببطئ حتى وقفت امامه و قبل أن يتحدث صفعته على وجهه ثم صرخت به و هى تضربه بقوه " لما لم تخبرنى " شهقت بين كلماتها بصعوبه لتلتقط انفاسها " قلت انى سأموت معه لما لم ينتظرنى "
أنهارت على الارض جالسه و انحنى امامها بجسده محاولا ضمها إليه و لكنه لم يستطع حتى أوقف يديها بقوه و خبئها بين احضانه ليعلو صوت نحيبها,,
أبتعد عنها بعدما صمتت للحظات معتقدا أنها هدأت و لكنها فقدت وعيها و لم تصدر أى صوت أو نفس,,
أسرع دونجهى وطلب الاسعاف فحضرت ممرضتان و أعطاها مخدر و مهدئا حتى الليله التى تليها,,جلس دونجهى بجانبها طوال الليل حتى اطمئن أنها افاقت بعدما فتحت عيناه و نظرت له ,,أبتسم لها و لكنها محيت بعدما اجهشت بالبكاء فجأه بينما تعض يدها بقوه ,,أبعد دونجهى يدها عنها بقوه و أعطاها المخدر ثانيه لتنهار نائمه,,وضع راسه بجانبها على السرير يخفى وجهه بين ذراعيه و يبكي على حالها ,,
مر أسبوع و هى على هذا الحال حتى هدأت و اصبحت جسد بلا روح لم تعد تتحدث او تتحرك من مكانها مكتفية بالنظر إلى نافذة الغرفه كما كانت تفعل فى الماضى تتحدث مع الاشجار تخبرهم عما تشعر من طعنات مؤلمه فى قلبها بدون أى كلام,,
دخل دونجهى و معه الطعام كالعاده وضعها أمامها و جلس يتحدث معها محاولا أطمئنانها و يربت على يدها ليهدئها و لكن تلك المره التفتت له و نظرت إليه مبتسمه,,أعتقد دونجهى أنها أصبحت أفضل فشعر بالسعاده تخطو قلبه و أخذ يطعمها متحمسا و هى لم ترفض منه أى طعام مثل قبل,,
" حمدا لله على سلامتك "
أبتسمت له قائله بصوت تعب " شكرا لك"
" على ماذا"
" كل شئ ,,
"و لكنى لم افعل شيئا "
" يونغهوا أخبرني انك احتفظت بحبك طوال تلك الفتره ,,أسفه لانى لم أهتم بحبك و لم ألحظه من قبل أتمنى أن تجد حب حياتك من يعوضك عن كل هذا "
أبتسم لها قلقا " لا تتحدثى هكذا أنا عرضى لايزال ساريا و سأنتظرك "
اكتفت بالابتسام له و أدارت رأسها للنافذه ثانيه ,,شعر دونجهى بغصه فى قلبه و كأنه يخبره أن هناك شئ ما خطئ ,,
إنتهت من الطعام و خرج من الغرفه تاركها لتنام ,,بعدما خرج همت من على السرير و اتجهت للمكتب أخرجت منه الرسائل و جلست على الارض تقرائها للمره الالف بدموع منهمره ...
قرأت آخر رساله كتبها لها و هى تضم بقوه يدها متألمه حد الموت ..
" سامحيني على ما فعلت و لكن كان يجب علي الذهاب بعيدا لتحققي حلمك و تصبحي اما كما تمنيتي ..اسف اننى نكثت بوعدى و لم أعطيك كل السعاده التى تستحقينها و لكن أتمنى أن تعيشي حياة سعيده مع شخص يحقق لك حلمك لتنجبى طفله تشبهك فى جمالك و ينبض قلبك فرحا و هى بين يديك كما كان قلبي يتراقص على أنغام حبك كلما نظرت فى عيناك و تعلمت معنى الحب منك..حتى إن كنت أناني فى حبي و لكن كنت سأموت ألف مره و أنا اراكى بجانبي تنهارين و تنهار معك كل أحلامك ..تستحقين السعاده جيون حتى إن لم يكن أنا السبب فيها..دعوت الله لنكون معا فى حياتى الأخرى و أن تصبحى امرأتى لاعوضك عن كل ذرة ألم عشتها..عدينى إنك ستنعمين بالحياه و السعاده التى تمنيتها لأجلك الى الابد..عديني يا حبيتى ..أحبك للأبد"
وضعت الرساله بجانبها و ابتسمت متقوقعه على نفسها بينما تشهق بكاءا ازداد نحيبها المكتوم حتى وصل عنان السماء ثم رفعت رأسها ثانيه و نظرت امامها هامسه " اسفه لا استطيع وعدك يونغهوا" وضعت يدها الرمتعشه على فمها قائله بينما تبكي "لا أستطيع سامحنى "
مسحت دموعها بطرف ملابسها و ضمت الرساله إلى قلبها لتشعر بروحه داخلها،،التفتت تنظر حول الغرفه و ارتسمت أبتسامه تزين وجهها الباكي بعدما رأت خياله يبتسم له,,وقفت متجهه ناحيه السرير و جلست على طرفه و التقطت علبه المهدئ التى أمامها و فتحتها,,
أبتلعت ريقها و أغلقت عيناها هامسه "أحبك" تناولتها كلها...أراحت جسدها المتعب مستلقيه الى الخلف و الرسائل بين احضانها تحدق بالسقف متذكرة كل لحظه كرت بينها و بينه منتظرة حتى تخرج روحها منها لتخلصها من الامها رويدا رويدا,,شعرت بالبرد يتملك جسدها و روحها تنسحب منها حتى اظلمت الغرفه أمامها معلقة عيناها للابد ....
وقعت منها الزجاجه على الأرض متناثره و الرساله بين احضانها,,
سمع دونجهى صوت ارتطام زجاج على الارض فركض ناحيه الغرفه سريعا و فتحها ليجدها مستلقاه على السرير لا تتحرك ,,
جلس بجانبها و ضمها له بينما يربت على وجهها,, لكن ليس هناك فائده صرخ بأعلى صوت بأسمها بينما يبكى و لكنها لم تسمعه فهى الآن مع حبيبها الذى ينتظرها مشتاقا للقائها ثانيا,,,
إنتهت احتفالية بدايه العام مع شروق الشمس بينما يجلس دونجهى ذو الخمسون عاما أمام النهر متنهدا بأهات متذكرا ماضيه الأليم الذى لم يستطع الوقت محيه أو مداوته,, لايزال يتنظرها لتعود إليه و لكن ليت كل الامانى يمكن تحقيقها,,لايزال قلبه ينبض بحبها و يعجز عقله عن نسيانها على الرغم إنها لم تكن يوما له و لكن حبه الأحمق سيظل للأبد عقبة حياته و الألم الذى يصاحبه دوما ,,هم من مكانه ثم أردف ناحيه السياره صعد بها و أغلق نافذته ليغلق معها باب جراحه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق