ليس حبا
Going crazy
♔By ♔Ṧafa
تمدد مبتسما على الكرسي الطويل المريح نصف جالس و هو
يقذف كرة مطاطية الى اعلى السقف ثم يتلقفها بين يديه مباشرة دون ان يتحرك من مكانه
تنحنح الرجل الذي يجلس في المقعد المجاور و تمتم متذمرا: كفى لعبا يونغوك المفترض انها جلسة علاجية
اتسعت ابتسامة يونغوك دون ان ينظر اليه و هو يتابع
قذف الكرة الى السقف ثم يعود ليتلقفها: جلسة علاجية ؟ بصراحة
هيونغ يصعب علي النظر اليك كطبيب
عقد هيجين حاجبيه: يااااا و ماذا تراني
ايها الاحمق؟
ابتسم له يونغوك بلطف: انت صديقي الشخص الوحيد
الذي يسمعني و يفهمني
تنهد هيجين: حسنا بصفتي صديقك لما
لا تخبرني عن الذي اتى بك منذ الصباح الباكر بعد غياب؟
هز يونغوك كتفيه و هو يلعب بالكرة مجددا: لقد اشتقت لك اليس هذا
سببا كافيا؟
تامله للحظات قبل ان يجيبه: لا ليس كافيا فاقتحامك
العيادة بدون موعد لا يمكن اعتباره شوقا هناك امر يشغلك
اجابه يونغوك: لا اعلم كيف تستطيع
فهمي بمجرد نظرة
ابتسم هيجين: انا طبيب انسيت هذا؟
هيا اخبرني ما الامر؟
تنهد يونغوك: سونغ جي
عقد هيجين حاجبيه بحيرة: من سونغ جي؟
التمعت عيني يونغوك بحب و هو يجيبه: خطيبتي
اتسعت عيني هيجين بدهشة: ياااااا متى خطبت؟ لما
لم اعلم بهذا؟ و قلت انك تعتبرني صديقك؟
ابتسم يونغوك: لا تغضب هيونغ لقد حدث
كل شيء بسرعة
اجابه هيجين بعدم اقتناع: لا تحاول التبرير و هيا
اخبرني بكل شيء كيف و متى التقيتما؟
التمعت عيني يونغوك و هو يعود بذاكرته لذلك اليوم
منذ شهرين عندما خرج ليقوم برياضته الصباحية رفقة كلبه شيشيماتو تنهد بياس و هو
يراقبه يركض بسرعة ربما ما كان عليه اخذه معه الا انه لم يستطع مقاومة نظراته
الطفولية و لسانه اللاهث توسلا و هو ينتظره عند الباب لقد مرت اشهر منذ راه اول
مرة عندما صدمه بسيارته و اعتنى به بعد ذلك ليقع في حبه عندما يفكر بالامر يدرك بانه
لم يمتلك صديقا حقيقيا طوال حياته لكن هجومه عليه بالامس فرحا برؤيته جعله يحس
بالفراغ و الوحدة يفتقد الاحساس بوجود شخص مميز في حياته شخص يكون معه لا لاجل
المصلحة كما يفعل المحيطين به
لقد ادرك فجاة حاجته الى شخص يريده لنفسه انتبه من افكاره
عندما لمح الكلب يدخل الى شارع جانبي: ياااا شيشيماتو توقف
حالا
سارع الخطى ورائه و هو يتذمر و عندما وصل بلغه صوت
انثوي يصرخ برعب: ابتعد ابتعد لا تقترب
عقد حاجبيه و هو ينظر لفتاة تلتصق بالجدار وجهها
شاحب و عيناها متسعتان برعب بينما كانت تكلم الكلب الذي جلس امامها يرفع انفه و
يحرك ذيله: اياك ان تفكر باكلي انا لست شهية بالمرة انا انا بصلة اجل بصلة الا
تشم رائحتي الكريهة؟ هيا اذهب و ابحث عن شيء شهي تاكله طعمي سيء هيا ارحل
اطلقت الفتاة شهقة رعب عندما نبح شيشيماتو بصوت
عال ثم هتفت من بين اسنانها: اقسم انني سااذيك ان اقتربت لا تجبرني على ذلك
اتسمعني؟ اذهب و الا... و الا...
تلفتت حولها و كانها تبحث عن شيء ما ثم برقت
عيناها و هي تتحرك ببطا شديد و عيناها لم تتزحزح عن الكلب الذي كان يصدر صوتا
كالانين
كان يونغوك يتابع الموقف بتسلية كان بامكانه ان
يتدخل و ينهي معاناة الفتاة بتصفيرة صغيرة كانت لتجعل كلبه يجلس عند قدميه تاركا
الفتاة و شانها لكن فضوله تغلب عليه لمعرفة ما ستفعله الفتاة اعجبته شجاعتها فتاة
غيرها تخاف من الكلاب كانت ملات المكان صراخا
راقبها تتحرك ببطا حذر و و هي تتحدث مع الكلب بلطف: انت كلب لطيف لا اعتقد انك ستقوم بتصرف سيء اليس
كذلك؟
تامل يونغوك الفتاة من مكانه متفحصا شعرها بلون
الشهد الداكن انسدل خلف ظهرها بدون اي قيود بشرتها كانت نضرة و مفعمة بالصحة بخدين
متوردين وسط شحوب الخوف الذي كساه ملابسها بسيطة انما انيقة كانت تحيط بها هالة
براءة اسرته فجاة انحنت بسرعة و التقطت شيئا من الارض و لوحت به مهددة: ان لم تبتعد ضربتك انا
لا امزح معك
عقد يونغوك حاجبيه عندما راى الحجر بيد الفتاة
تهدد به: حسنا لا تقل بانني لم احذرك
و قبل ان تضرب الكلب هتف: يا توقفي لا تؤذه
هتفت الفتاة: و هل تريد مني الانتظار
حتى يهاجمني؟
تنهد يونغوك و صفر للكلب الذي استجاب له بسرعة و
ركع الى جانبه هتفت الفتاة بحنق و هي تقترب منه: انه كلبك اذا
التفت لها: اجل هل هناك قانون يمنع
امتلاك الكلاب؟
مطت شفتيها بطفولية: كلا لكن كان يجب عليك
مراقبته كي لا يهاجم احدا
ربت يونغوك على راس كلبه: شيشيماتو ليس عدائيا و
لا ياذي احدا ربما اذا منحته بعضا مما تحملينه في الكيس و تثير رائحته جنونه
سيتركك و شانك فهو كلب شره
اسرعت الفتاة بفتح الكيس و وضعت بقايا قالب حلوى
للكلب الذي انقض عليها ملتهما اياها بشراهة تنهدت الفتاة: لقد امضيت كل الليل في
صنعه لياتي كلبك و يفسده
احتج يونغوك: و لكن شيشيماتو لم
يقترب منك
هزت كتفيها: لقد افزعني شيشيماتو
بنباحه فاسقطته من يدي و افسدته
فور ان سمعها تنطق باسمه لم يتردد شيشيماتو في
النباح عاليا طلقت صيحة ذعر لا ارادية وهي تلتصق بيونغوك لتلتقي عيناهما كان
ماخوذا بها بملامحها الناعمة بعينيها الساحرتين بفمها الرقيق بشفتين بامتلاء بسيط
يكفي لاقتحام احلام اي رجل بقي يحدق بها للحظات قبل ان تتحرك و هي تتمتم: يجب ان اذهب
هتف باعتراض: ياااا انتظري لم
تخبريني عن اسمك
استدارت له: لا اقدم معلومات
عن نفسي للغرباء
اجابها بسرعة: فقط اريد تعويضك عن القالب
الذي افسده شيشيماتو
هزت راسها برفض: لا داعي لذلك لم
يكن خطاك
هتف برجاء: ماذا لو اردت ان اراك
مجددا؟
تراجعت خطوة و هي تبتسم بمكر: لا نحصل دائما على كل
ما نريد
ثم و بدون تردد استدارت و مشت مبتعدة عن
انظاره تماما همس و هو ينظر
في اعقابها: انت لا تعرفينني و الا
لعرفت بانني احصل دائما على ما اريد
- واااااو مؤثر و
كيف التقيت بهذه البصلة مجددا؟
استيقظ يونغوك من ذكرياته على صوت هيجين فنظر له
بحنق: هيونغ لا تنادها بصلة
اسمها سونغ جي
هز هيجين يده معتذرا: اسف اخبرني ماذا حدث
بعد ذلك؟
عاد يونغوك ليستلقي على الكرسي ناظرا الى السقف: لم اتعب كثيرا لايجادها
فقد قرات اسم محلها فوق العلبة التي قدمتها لشيشيماتو و ذهبت اليها في نفس اليوم
لا تتخيل مدى صدمتها عندما راتني امامها لقد كان منظرها مضحكا جدا
اسند هيجين راسه الى كفه و هو ينظر اليه بتركيز: و هل سرت لرؤيتك؟
هز يونغوك كتفيه: لقد حاولت اخفاء
الامر لكنني كنت اعلم انها احبتني كما احببتها من النظرة الاولى
ساله هيجين بهدوء: الست تبالغ يونغوك
احببتها من النظرة الاولى؟
التفت له بحدة: اجل هيونغ انه حب لما
تستغربون الامر الم يحصل ان رايت شخصا حالما وقعت عليه عيناك ادركت انه نصفك الاخر
و انكما خلقتما لبعض؟ هذا ما حدث لي حالما رايت سونغ جي
صمت للحظات فساله هيجين: و ماذا كان راي سونغ
جي؟
ابتسم يونغوك و هو يتذكر ملامحها الرقيقة: في البداية طلبت ان
نتمهل في علاقتنا حتى نتعرف على بعضنا اكثر و لكنها اقتنعت بعلاقتنا و ها نحن
خطيبين منذ شهر
صمت يونغوك تامله هيجين للحظات رغم هدوئه الظاهر
الا انه يعلم ان هناك شيئا يقلقه ساله: الى الان لم افهم ما
الخطب فحسب ما ارى قصة حبكما مميزة
تنهد يونغوك بحزن: لا اعلم هيونغ فانا
احبها لا بل ادمنها و لكنها تستمر في اخباري انني اخنقها و انفي شخصيتها بقراراتي
فيما يخص حياتها و علاقاتها
ساله هيجين: و ماذا فعلت حتى تقول
لك هذا؟
هز يونغوك كتفيه: لم افعل شيئا هيونغ انا
فقط انزعج من بعض التصرفات التي تقوم بها اغار عليها كثيرا اعتبرها اهم شيئا في
حياتي لذا اطالبها بنفس المكانة اخشى ان اخسرها لذا اظل احوم حولها كي لا اغيب عن
ذهنها لحظة انا احبها و لن احتمل ان تتركني
تنهد هيجين: يونغوك الموضوع القديم
ياثر على علاقتك بسونغ جي
لم ينظر اليه يونغوك ظل ناظرا امامه دون تعبير و
قد اختفت ابتسامته ليتابع هيجين كلامه بصوت اكثر هدوءا: تخشى ان تتوقف عن حبك و
تتخلى عنك لذلك تلازمها كظلها لكنك بهذه الطريقة ستخسرها صدقني
نظر يونغوك بحيرة: ماذا افعل هيونغ انا
احبها
ابتسم له هيجين: النساء مخلوقات حساسات
ابسط الاشياء قد تفرحها و تجعلها اسيرة لك اشتري لها ورودا او حيوانا اليفا كهدية
عبر لها عن حبك بطريقة رومانسية مثلما نرى في الدراما حين يكتبون لافتات او يجلبون
بالونات غني لها تحت شرفتها الفتيات يعشقن مثل هذه الامور يجب ان تكون مبهرا اسرق
لها انفاسها و لن ترى غيرك
التمعت عيني يونغوك في تلك اللحظة و قد خطرت له
فكرة وقف سريعا متناولا سترته و قبل ان يغادر اقترب من هيجين و عانقه: انا احبك
ثم غادر مسرعا امام نظرات هيجين المذهولة
في ذلك الوقت كانت سونغ جي تجول في المحل كالضائعة كلما
فتح الباب تلاحقت نظراتها اليه عله يكون هو لا تعلم تشعر بالخواء داخلها فراغ كبير
يملا روحها و يغرق قلبها لم تره منذ تلك الليلة ابتعد و لم يظهر امامها حتى او
اتصل بها نظرت للخاتم الذي يزين اصبعها و تنهدت و هي تخاطبه: هل رايت الذي يقوم به
صاحبك يغضبني و يختفي ثم يعود و كانه لم يحدث شيء يثق انني ساسامحه
لا تعلم متى احبته فقد حصل الامر فجاة منذ ان
اقتحم حياتها و فرض حبه عليها لتقع اسيرة حبه ابتسمت و هي تتذكر لقائهما الثاني
ذلك اليوم كان المحل يعج بالزبائن كانت منشغلة بتزيين بعض القطع حينما دخلت ايونجي
و هتفت بصوت مذهول: اوني اظن انني وقعت في الحب
لم ترفع راسها و هي تجيبها: يا الهي لقد مللت منك
يا فتاة كلما رايت زبونا وسيما تخبرينني بهذا الامر
مطت ايونجي شفتيها بحنق: ايقووو اوني انت
تحبطينني بسخريتك
وضعت سونغ جي قطع الكعك في صينية و وضعتها في يد
ايونجي: هيا اكملي عملك
خرجت ايونجي و هي تتذمر بصوت منخفض بعد لحظات
لحقتها سونغ جي لتقدم احدى الطلبيات انحنت بابتسامة لطيفة للزبون ما ان استدارت
لتذهب لكن فجاة سحبتها قبضة قوية لتقف بجانب شخص ما لتتسع عيناها بصدمة لتتسمر
للحظات امام سحر تلك العينين لمعتهما و تلك الابتسامة الفريدة ليوقظها صوت اجش
بابتسامة ساحرة: الن تاخذي طلبي يا...
مال قليلا ليقرا اسمها: سونغ جي
بقي فمها مفتوحا للحظات ابتلعت ريقها سحبت يدها برفق
وعادت لوجه متجهم: ماذا تفعل هنا بالضبط؟
رفع يديه في الهواء: زبون! هل لديكم شروط
لانواع الزبائن؟ لم اقرا شيئا كهذا
تصنع الالتفات يمينا ويسارا لرؤية لافتة ما زمت
شفتها بقوة: طلبك؟
تصنع التفكير: امممم لم اقرر بعد
اذهبي ساستدعيك بعد ان افكر جيدا
نهض وضع يديه في جيبه و تركها خلفها واقفة يعلم
انها تستشيط غضبا و ذلك شئ لذيذ يعجبه تصنع التفكير و الحيرة امام نافذة عرض
الحلويات وقطع الكعك بينما وقفت خلفه تراقب و تشتعل اكثر
تاففت و اتجهت الى المطبخ ضربت قدمها بالارض بقوة
و اسندت يديها الى المغسلة: مغرور يثير جنوني لماذا
جاء؟
هدات للحظة و تذكرت نظرته تلك كيف شلتها هزت راسها
لتنفض صورته من فكرها فجاة تجمدت مكانها نفحات حرارة غريبة تلفح رقبتها التفتت
بسرعة لتواجهها عضلات صدر صلبة برزت من قميصه رفعت نظرها لاعلى لتقابلها تلك
الابتسامة المخدرة ابتلعت ريقها وتطايرت الحروف لتتماسك على اطراف فمها: ما..ماذ تفعل هنا؟
-
اقدم طلبي
بكل عفوية نطق بينما يحدق في عينيها التائهة: تلك الحلوى من ذلك
اليوم اريدها هي و حسب من اجل شيشيماتو ايضا اخطاءك عليك اصلاحها لقد فقدت السيطرة
عليه بات يلتهم كل شيء ان لم اطعمه الحلوى مجددا لن يتوقف
ازدردت ريقها بصعوبة بالكاد سمعته بينما طوله
الفارع يحجب عنها كل شئ بكل شموخ يقف امامها عينيه للاسفل مركز عليها مع ابتسامته
الجانبية تلك التي تتلذذ بخجلها الذي نضح كزهر الروز من وجنتيها تهربت من نظراتها
و هي تعبث بشعراتها الجانبية: حسنا ساعدها فقط من اجل شيشيماتو
عاد خطوات للخلف وابتسامته الماكرة تزداد برؤية
صدمتها كيف كشف امر وقوعها فيه تلك اللحظة طلبت منه الانتظار لم تعرف لم و كيف
تنصاع له و صنعتها دون نقاش طويل ساعة و اصبح قالب الحلوى امامه ابتسم و هو ينهض
سحبه دس النقود في جيبها و قبل ان يغادر انحنى هامسا في اذنها نفحات تذيبها اكثر
كاحدى قطع حلواها: غدا ساعود لاجلي لتنتقي لي حلوى اخرى على ذوقك بالرغم من انني وجدت حلوايا الخاصة
ابتعد حدق في عينيها مركزا اتساعهما المهيب و قبل
ان يذهب التفت لها: بالمناسبة اسمي يونغوك بانغ يونغوك
غمز لها وغادر عندها جلست فورا تلتقط انفاسها المتبعثرة
و جاء اليوم الثاني و انتظرت قدومه و جاء و الى المطبخ فورا و كانه منزله الذي
اعتاده يتسلل مراقبا و لا تجد نفسا قوية لتمنعه ملاحقات هنا و هناك قد يقدم بعض
الطلبات عونا لها متمسكا بيديها لثوان فيشلها ارضا كل مرة كالمحتل الذي اضرم حصاره
وانتهى بها اسيرته صارحها بحبه و طلب يدها للزواج تتذكر ذلك اليوم ملا المحل
بالورود و كل زبون يدخل يعطيها وردة مكتوب فيها تزوجيني سونغ جي
ترددت في البداية لكن بعد رؤيتها لحبه قبلت عرضه
اكتشفت كم هو رائع هذا اليونغوك الايام معه تمضي بسرعة بسلاسة غير طبيعية ممتع في
ابسط اموره قادر على تحويل اي نشاط بسيط لمغامرة كان رقيق معها و يحرص على تجنب كل
ما قد يزعجها يحاوطها بكل مكان لم يمضي يوم و لم يتصل بها او يخرجا لمكان ما
و حتى عند غيابه يلاحقها باهتمامه بتلك اللفتات التي تسعدها و تجعلها تقع في حبه
اكثر كان ينظر لها بطريقة تجعلها تحس انها اجمل نساء الكون بدات تعرفه اكثر تعرف
ماذا يحب و ماذا يكره لكن تقلباته المفاجاة تحيرها فهو في لحظة يكون عاشقا رقيقا
يغرقها بغزله لينقلب حاله في لحظة عند اي تصرف منها لا يعجبه مثلما حدث في اخر
لقاء
فقد كانت عائدة من حفلة صديقتها عندما وجدته
ينتظرها في منزلها ابتلعت ريقها حين لم تلمح عينيه الهادئتين تحدقان بها و رات
لمعة غضب في تلك العينين السوداء التي تخترقانها بقوة كانهما سهم جارح ارتد جسدها
الى الوراء حين امسك بكفه ذراعها بثبات سالت بحيرة: ما الامر اوبا؟
بقي ينظر لها من الاعلى الى الاسفل ثم اغمض عينيه
بنفاد صبر و هتف من بين اسنانه: هل خرجتي بهذه الملابس؟
لمعت عينيها ببراءة ثم نظرت لملابسها مستغربة من
سؤاله كانت ترتدي ثوبا قطني يصل لمنتصف ساقيها فيما شعرها ينساب على كتفيها بحرية
ليزيد من انوثتها رقة: اجل هل هناك خطب بها؟ لقـ...
قاطعها بصوت منخفض حازم بخلاف تلك التعابير الغاضبة على
ملامح وجهه: خطب؟ الم تري نفسك كيف
تبدين فيها انت كـ...
اغمض عينيه يحاول كبح غضبه و اشتدت قبضته على
ذراعها و هو ينطق الحروف بشدة و كانه يحاول ان يغرس كلامه براسها: لن اسمح لك بارتداء
ملابس فاضحة خارج المنزل سونغ جي هل كلامي واضح
تلالات عيني سونغ جي بالدموع و هي تحدق به فليست
معتادة ان تراه غاضب هكذا: انا معتادة على ارتداء هذه الثياب يونغوك و ابي
لم يعترض عليها من قبل
هتف يونغوك بنفس نبرة الغضب المكتوم و كانه يريدها
ان تقتاد لاوامره دون نقاش: والدك ليس المسؤول عنك الان ام نسيتي انك مخطوبة
و خطيبك يكره ان تخرج فتاته بهذه الملابس التي تظهر منحنيات جسدها كاملة
شعرت بالاحراج من كلماته الاخيرة لكنها اجابته و
هي تضيق عينيها بقهر: كونك خطيبي لا يسمح لك بامري و فرض قراراتك علي
يونغوك
عض على شفتيه و هو يحدق بها بقوة وقد اشتدت قبضته
على ذراعها كانه يتوعدها باشد العقاب: بل سافرضها عليك و
ستنفذينها سونغ جي
فتحت فمها بذهول و عينيها اشتدتا غضبا حين ارتخت قبضته
على ذراعها و تركها و غادر دون ان يلتفت
رغم حبها ليونغوك لكنها تستنكر بعض تصرفاته تفهم
حبه لها و غيرته عليها لكنها في بعض الاحيان تحس انه يخنقها تنهدت بحزن هتفت
ايونجي التي كانت تراقبها و لاحظت انفعالاتها: ايقووو اوني توقفي عن
هذا التنهد انت تنشرين طاقة سلبية في المكان
نظرت لها بطرف عينها: ايونجي اليس
لديك عمل غير مراقبتي؟
اجابتها بنزق: و ماذا افعل و انت
تقفين هناك تفزعين الزبائن؟
تنهدت و سارت نحو طاولة لتجلس عليها اقتربت ايونجي
منها و جلست في مواجهتها سالتها بلطف: الم يتصل؟
اخفضت سونغ جي راسها بحزن: كلا لم يتصل او
يظهر منذ يومين لابد انه غاضب مني
هزت ايونجي راسها بعدم رضى: اوني انت لم تخطاي بشيء
لا يمكن ان يتحكم بحياتك بهذا الشكل اذا كانت تصرفاته هكذا قبل الزواج ماذا سوف
يفعل بعده فكري قليلا
اجابتها سونغ جي: ايقوووو الم تكوني انت
اول المشجعين لعلاقتنا؟
مطت ايونجي شفتيها بطفولية: لم اكن اعلم انه متسلط
هكذا فهو يبعدك حتى عني و يحتكرك لنفسه
اجابتها سونغ جي بسخرية: لقد علمت الان
سبب بغضك ليونغوك انت تغارين منه
هتفت ايونجي باستنكار: اغار! و لما ساغار؟ انا
سعيدة لانني اخيرا ساتخلص منك لكن ضميري يفرض علي ان اطمان انك سعيدة
ابتسمت لها سونغ جي مطمانة: لا تقلقي يونغوك
شخص رائع و رغم غيرته هذه التي لا احتملها لكنني احاول ان اتفهمه هو يغار علي اليس
معنى هذا انه يحبني؟
هزت ايونجي راسها بعدم اقتناع: اوني انت لا تصدقين هذا
انت فقط تحاولين اقناع نفسك و سوف تندمين في النهاية ثقي بي
زفرت سونغ جي بانزعاج و هي تقف: حسنا لقد مللت من تكرار الموضوع ساذهب لتفقد الكعك
تركتها لتدخل الى المطبخ اخرجت قطع الكعك من الفرن
و جلست على الطاولة اسندت راسها عليها و هي تهمس: اين انت يونغوك؟ اشتقت
لك كثيرا
مضى عليها بعض الوقت و هي في تلك الحالة فجاة
ارتفع ضجيج في الخارج عقدت حاجبيها بحيرة و خرجت لاستطلاع الامر اعترضتها ايونجي و
هي تهتف بحماس: اوني لن تصدقي الامر
سالتها سونغ جي: ما الذي يحدث ماهذه
الاصوات؟
سحبتها الى الخارج بسرعة: تعالي هذا ليس
وقت الكلام
سارت خلفها محاولة الا تسقط صرخت بحنق: يااااا تمهلي
لكن ايونجي لم تابه لها و واصلت سيرها حتى وصلتا
الى الشارع المقابل للمتجر عقدت حاجبيها باستغراب من منظر الناس الذين احتشدوا حول
شيء لم تكن تراه نظرا لشدة الزحام شوق يمتزج بالفضول جعلها تتقدم انطلقت لتدخل بين
الناس لم تهتم للزحام تخلخل لاذنيها صوت اجش مرافقا لعزف ساحر اكملت سيرها الى ان
وصلت اخيرا توسعت عينيها بصدمة فيما ابتلعت ريقها بصعوبة رمشت محاولة ان تستوعب
الامر انه يونغوك!!
لقد كان جالسا تحت شجرة على كرسي خشبي بابتسامته
الجذابة فيما اصابعه تداعب الجيتار بكل اتقان وقفت كالمسحورة هي تتامل ملامحه
الوسيمة بشغف كم يبدو رائعا و هو يغني صوته لم يكن رائعا لكن احساسه العالي
بكل كلمة ينطقها جعل الاغنية تبدو رائعة بنظرها توقف اخيرا عن العزف ليختم اغنيته
بطريقة هادئة لتعلو بعدها صوت تصفيرات مع هتافات معجبة وقف بعدها و هو يبتسم
للجميع بسحر راقبته بصدمة يرفع نظراته نحو الفتيات اللاتي يحدقن به باعجاب ثم
يبتسم لهن بدات ايونجي تثرثر بكلمات عديدة لم
تستوعب سوى اخرها: ايقووو اوني كم هو ساحر
لم اكن اعرف انه عازف ماهر
في تلك اللحظة التقت نظراتهما لمحت لمعانا يشع من
عينيه اللتين تركزتا عليها و بدا يتقدم ناحيتها دون ان تحيد نظراته عنها بدا مثيرا
و رجوليا في تلك اللحظة ابتسم لها ما جعلها تشعر بالدوار شعور من الفرح كان يحيط
بها
و رغم ذلك ادعت عدم الاهتمام و هي تخفض راسها مسترقة له
النظرات تراقب تقدمه منها و دقات قلبها تدوي حتى خشت ان يسمعها المحيطين بها توسعت عينيها
حين توقف فجاة بسبب فتاة اعترضت طريقه بغنج لتوقفه احست بفوران دمها و ارادت ان
تقطع يد الفتاة التي استقرت على كتفه احست بغضبها يزداد حين نظر لها عن بعد بنظرات
عاجزة ممزوجة ببعض الرجاء كانه يقول لها تمهلي حتى اتخلص منها لكنها رمقته بنظرات
قاتلة و استدارت راكضة الى المحل
اما يونغوك ما ان لمحها تسير مبتعدة حتى اعتذر
بدون اكتراث للفتاة ليلحق بها وجدها في المطبخ تخلط بعض المكونات بغضب حالما راته
زفرت بسخط و استدارت للجهة المقابلة اقترب منها بتردد و جلس بجانبها همت بالوقوف
فمنعها ممسكا بيدها فنظرت له بجمود همس لها بصوت مثقل بالمشاعر: اشتقت لك
عندما لم تجبه همس: هل مازلتي غاضبة؟ هل
تعلمين تبدين اجمل حين تغضبين
وقفت لتبتعد عنه لكنه قطع عليها الطريق بجسده
الرجولي ليمنعها من التقدم وجهت له نظرات قاتلة: ابتعد من امامي يونغوك
و عد الى معجباتك لابد انهن ينتظرنك
ابتسم بخبث: و لما انت
غاضبة؟ هل من الممكن انك تغارين؟
هتفت باستنكار: اغار؟؟ انا؟؟ و
لما ساغار؟؟
بدا يقترب منها ببطا اربكها شعرت بغشاوة تحيط عقلها: ربما لانك لا تحتملين رؤيتي انظر
لغيرك
تراجعت للخلف الى ان التصقت بالجدار رفع ذقنها كي
تنظر اليه و هو يخفض وجهه نحوها تماسكت باعجوبة و هو يهمس بصوت اجش محمل
بالعاطفة: هل ادركتي الان ما احسه كلما رايت احدا ينظر لك؟
نظرت له عاجزة عن الكلام فاكمل قائلا: انا احبك سونغ جي
لم يستطع ان يسيطر على مشاعره المتدفقة جراء قربها منه فاعتصر
ذراعيها بقوة و هو يقربها منه و يطبق عليها في قبلة غناء غنى لها قلبها و فاضت
مشاعرها حتى ما عادت لها القدرة على مقاومتها مسحت الوعي و التفكير من قاموس عقلها
بينما يعزف لها لحن الحب و هي تكاد تضمحل بين ذراعيه خجلا و فرحا بكمية مشاعره
الهائلة
اوصلها الى المنزل بعد ان تناولا العشاء سويا و ما
ان ترجلت من السيارة بعد ان ودعته حتى تبعها و ابتسامة شقية تزين وجهه: حبيبتي
التفتت له بحيرة: ما الامر اوبا؟ هل تريد
شيئا؟
تحولت نظراته من الشقاوة الى شئ اخر: نعم اريد
و قبل ان تستوعب كان يحاصرها قرب باب بيتها و يهمس
بصوت مثقل بالمشاعر: اريدك انت
صعدت الدماء لوجهها و لم تستطع ان تنطق بكلمة
حاولت فلم يخرج منها سوى اسمه: يونغوك
ابتسم و هو يستمتع بخجلها بذلك الاحمرار الذي علا
وجنتيها لم يستطع مقاومة مشاعره اكثر انحنى ببطئ للحظة ظنت انه سوف يقبلها لكنه
اقترب من اذنها هامسا: شكرا لانك احببتني
رفعت راسها نحوه و اجابته بحب: بل انا التي اشكرك اوبا
تاوه بصوت مرتفع: لم اعد احتمل سونغ جياه
لنتزوج
ضحكت بسعادة: ايقووو اوبا لم يمضي
على خطوبتنا سوى شهر واحد و ها قد بدات تتحدث عن الزواج
تنهد يونغوك: و ماذا افعل و انا لا
استطيع امضاء لحظة بعيدا عنك
لمعت عيناها بتاثر من حبه البارز من عينيه و لم
تجد كلمات لتجيبه فعانقته بقوة بعد لحظات ودعها و غادر اتجهت سونغ جي الى غرفتها
مباشرة غيرت ملابسها و استلقت على سريرها تنتظر مكالمة يونغوك و ماهي الا ثواني
حتى ارتفع رنين هاتفها هتف ما ان ردت: اشتقت لك
ضحكت بصوت عالي: اوبا لقد كنا معا منذ
قليل
هز كتفيه: كان ذلك منذ خمس
و عشرين دقيقة و ثلاث اربع خمس
قاطعته: توقف توقف انت مجنون
حقا
تنهد بصوت مسموع: اجل انا مجنون سونغ جي
صمتا للحظات قبل ان تتكلم سونغ جي: بالمناسبة ساذهب غدا
الى حفلة عيد ميلاد ايونجي هل تريد مرافقتي؟
صمت يونغوك قبل ان يسالها بغضب مكبوت: اوه حقا! شكرا لكرمك
لدعوتي سونغ جي شي
عقدت حاجبيها للحظات: ما الامر اوبا؟
لما انت غاضب؟
اجابها بغضب: تقررين الذهاب ثم بعد
ذلك تخبرينني بالامر و كانني شخص غريب
لم تفهم سونغ جي سبب غضبه فاين الخطا في ما فعلته
فاكمل يونغوك حديثه: انا خطيبك سونغ جي يجب ان اكون على علم بكل شيء
يخصك
سونغ جي: لم افكر انك ستغضب لن
اذهب اذا كان هذا يزعجك
تمالك يونغوك نفسه و هو يجيبها: سونغ جي انا لست غاضبا
لذهابك لكن عدم اخباري بالامر يشعرني بانني لست في المرتبة الاولى في حياتك
اجابته بسرعة: لا تبالغ اوبا تعلم نك
ااوحيد الذي يسكن قلبي
اراد ان يصرخ بها هذا لا يكفي يجب ان اكون كالدم
الذي يجري في عروقك لكنه تمالك نفسه
*******
بثوب ابيض تسير ببطء نحوه ابتلع ريقه بصعوبة و هو
يتاملها بشغف هل من يراها هي ساحرته؟ لم يراها قبلا بهذا الجمال كانت تبدو كجنية
من عالم الخيال ابتسم برضا من اختيارها لثوب محتشم ابتسمت له بسحر: اسفة تاخرت عليك
رد بصوت مثير: لا باس رؤيتك هكذا
تستحق
تدفقت الدماء الى وجنتيها و ابتسمت له بخجل كم يحب
خجلها من ابسط الاشياء و كان نظرة واحدة تكفي لكي تحمر وجنتاها لازمها طوال الحفلة
واضعا يديه حولها بتملك و كانه يخبر الجميع بانها له لم تبتعد عنه سوى للحظات لتتحدث مع ايونجي لم تفارقها عيناه للحظة قست
عيناه و هو يلمح ذلك الشاب الذي اقترب منها و وجه حديثه لها من نظراته علم انه
يتغزل بها لم يعي بنفسه و هو يقترب منها ليبلغ سمعه صوت الشاب: للاسف و انا احدق باصبعك الان ادركت ان محظوظا
اخر سبقني اليك
شحب وجه سونغ جي عندما بلغها صوت اجرامي بدا على
حافة الجنون من خلف الشاب: و تخيل ان المحظوظ هذا يقف خلفك
لتشهق بحدة عندما هوت قبضة يونغوك بلكمة قوية على
وجه الشاب جعلته يترنح للخلف ليقع على الارض لم تنطق بحرف كانت فقط تحدق
بعينيه التي تتوعدها بالنيران احست بالانهيار و ادركت انه لن يتفهم الامرانتفضت
على صوت يونغوك حين هتف من بين اسنانه: لنغادر
امتدت كفه الى معصمها ليسحبها بغضب سارت خلفه
بتعثر و هي تتمنى بداخلها ان يمر الامر على خير هتفت برجاء و هي تكاد تسقط: تمهل قليلا
توقف و رمقها بنظرات قاتلة نظر لعينيها المليئة
بالدموع نادرا ما كان يلمح دموعها لكنها لم تستطع ان تطفا الغضب بعينيه خاصة حين
مرت عينيه تلقائيا على ذراعيها المكشوفتان جن جنونه و هو يلاحظ نظرات الناس لها
لمح نظراتهم المتفحصة لبشرتها الصافية كانهم يودون التهامها بنظراتهم الجائعة
اقترب بعصبية جنونية فانكمشت على نفسها لا اراديا خلع معطفه و لفه حولها دون ان ينظر اليها و سار امامها الى السيارة لحقته
بعدها بهدوء و صعدت بجانبه فيما حرك هو السيارة بهدوء قاتل لم تحتمل نظراته
الجامدة فهتفت برجاء: اوبا تحدث الي
لكنه تجاهلها و واصل طريقه و كانها لم تحدثه بشيء
فاكملت سونغ جي: على الاقل انظر الي ماذا حصل؟ لما فعلت هذا؟
اطلقت شهقة عنيفة حين اوقف السيارة فجاة بقوة
فاندفع جسدها الى الامام احست بضربة خفيفة على راسها لكنها لم تهتم لها نظر لها
بغضب مع نظرة غريبة لم تفهمها: ماذا حصل ذلك الشاب غازلك بوقاحة و تسالينني لما
فعلت ذلك؟
خرج صوتها يائسا وهي تجيبه: و ما ذنبي انا؟ فقط فكر هو ظنني غير مرتبطة و هذه الامور تحصل لم
يكن هناك داع لتضربه
تدافع عنه! ذلك الحقير يتغزل بها و هي الان تدافع
عنه امسك يدها و رفعها الى الاعلى كي تراها: ربما لو لم تخفي خاتمك
بهذا الخاتم لادرك انك مرتبطة قبل ان يتمادى ضعي اي رجل مكاني و سيقتل هذا الحقير
لا يضربه فقط ربما كان يفترض علي ان اشكره لتغزله بامراتي امام عيني
ادمعت عينيها و هي تخلع الخاتم و تضعه بكفه مع
نبرة معاتبة: هذا كان هديتك لي و طلبت مني ان البسه لانه ذكرى
من والدتك
نظر لدموعها و قلبه بات يؤلمه لكن الغيرة احرقت
كيانه يقف على ارض مهزوزة و هي لا تشعر به رد عليها: من اليوم لن تذهبي الى
اي حفلة هل هذا واضح؟
نظرت له سونغ جي بعدم تصديق: كف عن قول
الحماقات اوبا لست مجبرة على تنفيذ كلامك
صرخ و هو يضرب المقود بحنق: حماقات؟؟ ستنفذين كلامي
سونغ جي و لا اريد نقاشا
لم تجادله اكثر لانها فتحت باب السيارة و ترجلت
بشموخ: انا حرة يونغوك انت لا تملكني
فتح يونغوك عينيه بقوة كانه لا يصدق انها ستتركه و
تذهب توسعت عيناه اكثر حين راها تبتعد فتح باب السيارة و صفقه بقوة لحقها بخطواته
الكبيرة ليصل اليها بسرعة و يجذبها نحوه: سونغ جي توقفي الى اين
تظنين نفسك ذاهبة؟
حاولت تحرير يدها لكنها لم تفلح نظرت له بقهر و غضب ذاب كل ذاك ما ان التقت عيناهما و عادت دقات قلبها تتسارع
بالنبض لكنها سرعان ما داست على تلك الاحاسيس لا لن تستسلم هتفت بجفاف: لست مجبرة على البقاء و سماعك اوبا انت اتهمتني
و حاكمتني و قررت معاقبتي بدون حتى ان تسمعني
صرخ بحدة: سونغ جي!
ردت عليه الصراخ و هي تعيد خصلات شعرها الى الوراء: لا تصرخ هكذا انا لست
دميتك تتحكم بها كما تشاء
زفر بحدة و هو يريد افراغ غضبه باي احد اقترب
نحوها فتراجعت الى الوراء فتافف بحنق و تمتم محاولا ان يكون لطيفا و متفهما: حبيبتي لا انكر انني
بالغت بعض الشيء و كيف لي الا اغضب حين رايت ذلك الشاب يغازلك و انت تستمعين له لم
احتمل هذا الامر ارجوك افهميني احبك و لا احتمل رؤية رجل بقربك
اجابته محاولة ان تكون هادئة بدورها: انا ايضا احبك اوبا
لكنك تجرحني بغيرتك انت لا تثق بي يونغوك و هذا يؤلمني
اقترب منها بسرعة و احاطها بذراعيه: لا تقولي هذا حبيبتي
انا اسف لم اقصد جرحك احبك بجنون و اخشى ان افقدك سونغ جي انت كل حياتي
تنهدت سونغ جي و هي تضع راسها على كتفه: لن تفقدني اوبا لاداعي
لان تفكر بهذه الطريقة
ابتسم لها: حسنا لقد كدتي
تفسدين مفاجاتي التي جهزتها لك
سالته بحيرة: اي مفاجاة؟
غمز لها: غدا ستعلمين كوني جاهزة
سامر عليك باكرا
منذ الصباح الباكر و سونغ جي تنتظر يكاد الفضول يقتلها
لم يخبرها اين سياخذها رغم الحاحها و هاهي تنتظره بشوق امام البيت و حالما لمحت
سيارته حتى اسرعت بالصعود ما ان توقف امامها بعد لحظات من انطلاقهما سالته بدلال: لم تخبرني اوبا الى اين سنذهب؟
ابتسم بغموض و اجابها بصوت دافئ: انها مفاجاة حبيبتي
اليوم اريد ان نذهب الى مكان خاص بي انت اول من يدخله
ابتسمت له برقة بينما تشعر بسعادة كبيرة ان تكون
مميزة له بهذه الصورة و رغم محاولاتها الطفولية لمعرفة وجهتهم و لكنه لم يخبرها بعد بعض الوقت توقفت السيارة امام بيت كبير ذو تصميم مميز و
حالما تجاوزا البوابة ادركت انها في مزرعة حالما توقفت السيارة نزل و توجه الى
الناحية الاخرى ليفتح لها الباب لتساله: ماهذا المكان اوبا؟
اجابها بابتسامة: انه بيتنا
حبيبتي تعالي ساريك المكان
امسك يدها بيده و كانه يعلن ملكيته لها و جذبها
لتسير بجانبه كانت سونغ جي تنظر حولها باعجاب المكان باكمله مصمم لاشعار الانسان
بالرضا والاكتفاء كي لا يشعر برغبة لمغادرته سارا عبر الممر و الذي على جانبيه كان
هناك نباتات منسقة بعناية و ازهار خلابة ليتوقفا في النهاية امام اسطبل للخيول
سارت خلفه في انبهار لتجده يقول لها: الان ساعرف حبي الاول
على من سرقت مكانه
قطبت حاجبيها بعدم فهم الى ان توقفا امام حصان
حالك السواد ليربت على ظهره محدثا اياه: هذه هي سونغ جي يا فتى
ملكة قلبي المتوجة
ثم التفت الى سونغ جي: هذا صخر صديقي
ابتسمت سونغ جي لتربت على ظهر الحصان: مرحبا صخر سرني التعرف
عليك
اطلق الحصان صهيلا و كانه يرحب بها فالتفتت ليونغوك
بسعادة: يبدو انه احبني
اقترب منها يونغوك و عانقها من الخلف: و من يستطيع الا يحبك
ابتسمت و هي تداعب الحصان فسحبها يونغوك و ادارها
نحوه: لقد بدات اشعر
بالغيرة من صخر لما لا تداعبينني مثله
ضحكت و هي تبعثر له شعره: ايقو اوبا انت تتصرف
كالاطفال
مط يونغوك شفتيه بطفولية: اجل انا طفل هيا
اريد بعض الاهتمام و الحب
ثم رفع كفها الى شفتيه ليطبع قبلة دافئة و متملكة
طالت جعلت قلبها يدق بعنف معلنا استسلامه له لم يبعد عينيه من عينيها فتمتمت
بارتباك: الن تريني المنزل؟
تمالك نفسه و اجابها و هو يحيط كتفيها بذراعيه: حسنا هيا بنا
منذ اللحظة التي دخلت الى المنزل احست بشغور خانق
لا تنكر ان البيت رائع و الاثاث ينم عن ذوق رفيع و مميز لكن غمرها شعور انها في
سجن مع منظر النوافذ المغلقة بقضبان حديدية سالها بصوت خافت: هل احببته؟
كان قريب منها جدا انفاسه تحرق بشرتها رجعت الى
الخلف في محاولة لتقليل من سطوته عليها جاهدت حتى يخرج صوتها ثابت: اجل انه جميل جدا
ابتسم بسعادة قبل ان يمسك بيدها و يسحبها خلفه الى
الطابق العلوي: انت لم تري شيئا تعالي لاريك غرفتنا لقد اخترت
اثاثها بنفسي طبعا تستطيعين تغييير اي شيء لا يعجبك
توقف امام غرفة واسعة يتوسطها سرير ضخم بينما
تناثرت بعض قطع الاثاث في ارجائها باللونين الاحمر و الاسود رغم بساطتها الا انها
كانت رائعة ابتسم و هو يسالها بلهفة: هل اعجبك ذوقي
صوته خرج منخفضا وهادئا لم تملك القدرة على الرد سوى
بايماءة بسيطة من راسها شعر بالراحة و كان حياته تعتمد على هذه الحركة و هو يسحبها
نحوه عينيه مركزة على شفتيها لم يعد يتمالك نفسه رفع يده يلامس تلك الشفاه التي
تكاد تقتله اذا لم يتذوقها همس بصوت اجش: هل تدركين ما تفعلينه بي؟
انقض على شفتيها لعله يسكت تلك الرغبة التي تعذبه
منذ رؤيتها لم يتركها سوى ليستطيع التنفس ليعود ثانية و ينهل من رحيق شفتيها احست
سونغ جي انها تغيب في عالم اخر يجتاح مشاعرها يقبلها بتملك و كانه يخوض حربا
لم يوقظها من استسلامها سوى صوت هاتفا ليشتم يونغوك بصوت عال و يهمس برجاء: لا تجيبي
اجابته بصوت مرتعش: ربما كان الامر
مهما
سحبت هاتفها و هي تشكر المتصل الذي انقذها في تلك
اللحظة هتفت بابتسامة و هي تنظر لشاشة الهاتف: انها ايونجي
عقد يونغوك حاجبيه بغضب و هو يلعن تلك الايونجي في
سره حسنا سيتاكد من ان تقطع علاقتها بها بعد الزواج
بعد ان انهت اتصالها التفتت له سونغ جي و تمتمت
بتردد: اوبا ايونجي تدعونا للحاق بها فقد ذهبت برفقة عائلتها للبحر
هتف يونغوك بغضب: تلك الفتاة تحب ان تحشر
نفسها بيننا دائما الم نتفق ان نقضي اليوم معا؟
اجابته سونغ جي برجاء: اوبا سنكون معا تعلم كم
احب السباحة لنذهب ارجوك
زفر يونغوك بحدة: لكنها ليست اول المرة
سونغ جي دائما ما تتخلي عن مخططاتنا من اجلها
اقتربت سونغ جي منه و احاطت عنقه بذراعيها: اوبا هل تغار من ايونجي
الان؟
اجابها بصوت مثقل بالمشاعر: بل اغار من
النسيم اذا لامسك
شعرت برعشة في كامل جسدها و هي تعي تملكه فهمست: حسنا لنذهب هذه المرة
فقط انت تعلم كم احب البحر
فاجاها بقبلة جعلتها تلهث طالبة للاوكسجين تشعر انها سوف يغمى
عليها في اي لحظة همست بصوت ضعيف: اوبا
ابتسم و هو يرى ارتجافها و احمرار وجهها الذي فقط
زاد من رغبته بها و لكن لينتظر حتى يتزوجها و عندها فقط سوف يحقق كل مايرغب: كما تشائين حبيبتي
تعلمين انني لا استطيع رفض طلب لك و لكن لاتنسي ما وعدتني به لا تختبري صبري فلا
املك منه سوى القليل
بعد نصف ساعة وصلا لوجهتهما نزلت سونغ جي من السيارة
الرياضية بعد ان توقفت في اماكن السيارات انتظرت يونغوك الذي اطفئ محرك السيارة
ليخرج بعدها من مكانه اغلق باب السيارة خلفه و وقف بجانبها تعلقت عيناها بالبحر
الذي ظهر من بعيد و ابتسمت من دون شعور: اليس المكان رائعا؟
البحر يبدو صافيا
وضع يونغوك يده على كتفيها بتملك: اي مكان تكونين فيه هو
رائع
افلتت منه و هي تهتف: من يصل اولا هو الرابح
تركته و تقدمت خطوات مسرعة اكثر هبطت من السلالم
القصيرة ليغوص حذائها بالرمل الجاف تنقلت عيناها بين الطاولات البلاستيكية البيضاء
التي رصت على بعد عن البحر وقعت عينيها على ايونجي فلوحت لها و اقتربت منها و حيت
الجميع فجاة ارتفع صوت من خلفها: انظرو من هنا؟ الساحرة
الشريرة
التفتت بسرعة و حملقت بصدمة الى شاب وسيم لدرجة
تخطف الانفاس ظلت ترمش قبل ان تهتف: سيونغجاي!! انت تبدو ....
رمى سيونغجاي قناع الاتزان بسرعة و هو يفتح ذراعيه
لها مبتسما بغرور: وسيم و جذاب رائع بما في الكلمة من معنى اعرف
اعرف لا داعي لتقوليها
ضحكت سونغ جي و كادت تعانقه لو لم تشهق من الكماشة من
خلفها التي سحبتها لتصطدم بعضلات صدر يونغوك القاسية و يلف احدى ذراعيه حول خصرها
رافعا احد حاجبيه يناظر سيونغجاي: اه لا تخف لن
تقولها اذا رغبت بالحفاظ على لسانها اليوم
همس بفحيح غاضب باذنها فقط: امحي هذه البسمة
قبل ان اجعلها تمحى بطريقتي
خانتها حتى الكلمات لتعالج الموقف ببراعة امتصت
صدمتها من تصرفات يونغوك و تظاهرت بالابتسامة كانه يمزح معها تدخلت ايونجي في
محاولة لطرد بعض التوتر: مرحبا يونغوك هذا اخي سيونغجاي
خفف يونغوك من احتضانه لسونغ جي لتخف ملامح
العداوة بتعبيره قائلا بهدوء بارد و قد استفزه سيونغجاي بصمته و بسمته كانه مستمتع
بالوضع: مرحبا
بعدها جلس بصمت ينقر باصابعه على الطاولة باسلوب
مزعج كانه يريد ان يجذب الانتباه بينما ذراعه ملتفة حول مسند مقعد سونغ جي من
الخلف بتملك فقد جذب مقعدها ليلاصقه تماما متجاهلا عينيها الغاضبة كانه يرسم حيز ملكيته
لها امام سيونغجاي عاقدا حاجبيه بصمت مدققا بكل صادرة و واردة بتفاصيل المحادثة
التي نبذوه منها و لكنه في داخله كان غاضبا لا ليس غضب شئ مشابه لا يجد له مسمى
مجروح ربما و هو يراقب سونغ جي تضحك بصوت عالي فتداعب اوتار قلبه تمزح و تتراقص
الحروف بدعابات من بين شفتيها حنان و الفة تطفو من عينيها و كل هذا موجه لغيره
يتالم لانها اهملته يمقت هذا الاحساس في عمله فعل العجائب ليبقى مركز
الاهتمام مع كل من عرفهن لم يحتج ليقوم بشئ فهن كن مستعدات لفعل اي شئ
ليبقين معه فتاتي هي ببساطة و تجعله يعيش هذا الشعور
التفتت سونغ جي في تلك اللحظة ليونغوك ارتبكت و هو
يرمقها بنظرة غاضبة لم تفهم سببها اليس من المفترض ان تكون هي الغاضبة لا هو؟ الم
يحرجها منذ قليل بغيرته الغير مبررة حولت نظرها لايونجي لتسالها: هل ستسبحين؟
هزت ايونجي راسها رفضا: طبعا لا تعرفين انني لا
احب السباحة ابدا لست مثلك
ضحكت سونغ جي بخفة: حالتك ميؤوس منها
هتف سيونغجاي: انا ساتي ساعلمك كيف
تسبحين
ضحكت و هي تسخر منه: ياااا هل نسيت من كانت
تنقذك عندما تغرق؟ سابدل ملابسي و اتي
نهضت و بخطوات خفيفة ركضت نحو الاكوخ المخصصة لمن
يرغب في تغيير ثيابه و قبل ان تدخل الكوخ قبضة احاطت بمعصمها جعلتها تطلق صرخة الم
التفت نحو صاحب اليد لتجد يونغوك و ملامحه تملاها الشر بدى مختلف تاوهت بالم: انت تؤلمني اوبا
خفف من قبضته عليها بدون ان يتركها: الى اين تظنين نفسك ذاهبة؟ هل ستسبحين مع ذلك الغبي و انا
اشاهدكما كالاحمق؟ ماذا تخالينني سونغ جي؟
اجابته و هي تفرك يدها بالم: و ما المانع اوبا؟
سيونغجاي صديق لما لا اسبح معه
هتف ساخرا: صديق!
اجابته ببراءة: اجل اوبا سيونغجاي صديق
رائع بل و لا...
قاطعها بصوت مخيف: من تغزلك بصفاته اشعر
انني وقعت في حبه انا لا اكاد اتقبل صداقتك لايونجي حتى تخبريني عن هذا الغبي لا و
كدتي تعانقينه بوقاحة
هزت سونغ جي راسها بياس: انا حقا لم اعد افهمك
يونغوك هل تعلم مدى احراجي من الموقف السخيف الذي وضعتني به منذ قليل؟ حتى انك كنت
ترمق سيونغجاي بغضب
كز على اسنانه بغضب: لقد اخبرتك انني لا
اريدك ان تقتربي من اي رجل فماذا فعلتي انت؟ ارتميتي في احضان ذلك الاحمق دون اي
اعتبار لي و ذلك الموقف السخيف الذي تتكلمين عنه انت من وضعتي نفسك به
هزت راسها بعدم اقتناع: انا لم اخطا اوبا
سيونغجاي صديق طفولتي و هو بمثابة اخي
قولها انها لم ترتكب خطا بدل ان تعتذر كان كافي له
حتى يفقد اعصابه مجددا: حتى و لو كان اخوك لا اسمح بمثل
هذه التصرفات
تركها و انصرف كي لا يتهور فهو يشعر بغضب جارف و
لو ظل يجادلها سياذيها غير ثيابه بسرعة و ارتمى بين امواج البحرلعل برودته تطفا
بعضا مما اعتمل داخله لما لا تحاول فهمه لما لا تستوعب انه يحبها الى حد الجنون لا يحتمل رؤيتها مع اي رجل اخر بعد بعض الوقت توقف عن السباحة
فقد بدا يحس بتشنج عضلاته لكنه على الاقل بهذه الفترة صفى دماغه و اخمد الغضب
بداخله اما سونغ جي فقد فقدت رغبتها بالسباحة و احست ان يومها اصبح باهتا
سارت بضع خطوات و جلست على رمال الشاطئ تتامل البحر
بشرود افاقته منه لمسة على كتفيها التفتت بسرعة لتجد سيونغجاي يقف بجانبها ابتسم
و هو يجلس بجانبها: ماذا تفعلين
هنا؟ الن تسبحي؟
ابتسمت و هي تجيبه: لقد فقدت رغبتي في
السباحة
تاملها للحظات قبل ان يسالها بهدوء: هل انت سعيدة سونغ جي
اجابته بسرعة: طبعا اوبا انا سعيدة
لما تسال؟
هز كتفيه: لا اعلم هناك شيء فيك
يوحي لي بانك قلقة او تائهة لم احدد بالظبط
اخفضت راسها بحزن: لطالما كنت الوحيد الذي
يستطيع فهمي سيونغجاي انا حائرة
سالها بلطف: هل ليونغوك
علاقة باحساسك هذا؟
تنهدت سونغ جي: و من غيره سبب حيرتي
رفعت راسها لسيونغجاي: انا احبه و متاكدة من
حبه لي لكنني بت اخاف هذا الحب بدات احس بانه كطوق يخنق انفاسي يونغوك متطلب جدا
في لحظة يكون رقيقا و في لحظة يثور كوحش ليعود بعدها عاشقا طيلة فترة ارتباطنا كنت
اضغط على اعصابي اجاري تصرفاته المتسلطة لكن الامر فاق تحملي حتى التفاهم لا يوجد
بقاموسه كلمته فقط هي ما تنفذ
عاتبها بمزحة: و انت الملاك البريئة
يا فتاة انا اعرفك منذ الطفولة و اعلم ان العناد مع التحايل يجري بدمك واثق انك
تستفزينه بطريقة ما
هتفت سونغ جي باستنكار: يااااا انا المستفزة!!!
انت لا تعرفه انه يحاول طمس شخصيتي
اجابها سيونغجاي بهدوء: سونغ جي انا لا احاول
ان ابرر تصرفاته لكن يونغوك يبدو شخصا صعب المراس لذا يجب ان تفكري جيدا هل
تستطيعين الاستمرار معه
مررت كفها بين خصلات شعرها بتوتر مفكرة هل تستطيع
الاستمرار اجابته بشرود: لا اعلم اوبا لم اعد
متاكدة
اجابها سيونغجاي: سونغ جي يجب ان تخرجي
من هذه الحيرة و تتخذي قرارك
نهض واقفا و مد يده لها: لنذهب لابد ان البقية
يتسائلون عن مكاننا
عادا الى الطاولة و عندما سالتها ايونجي لما لم
تسبح اخبرتها انها تشعر ببعض التوعك
مضى بقية اليوم رتيبا و خانقا لسونغ جي و حالما
عادت الى المنزل اعتزلت في غرفتها جلست على سريرها و هي تضم ركبتيها الى صدرها
تفكر به لقد رات وجها اخر له جعلها تعيد حساباتها غيرته و تسرعه بالانفعال و وحشية
تصرفه جعلتها تخاف مما هي مقدمة عليه هل هي حقا تحبه ام فقط انبهارها بشخصيته
جعلها تتسرع في الارتباط بشخص بعيد عن محيطها؟ تشعر بالضياع والتشتت بين عقلها و
مشاعرها كيف تستطيع التمييز اذا كانت تحبه او لا وهي لم تجرب الحب من قبل قطع سيل
افكارها رنين هاتفها كان هو اجابت على مكالمته بسرعة فاخر مرة تاخرت عليه بالرد جعلها
تعطيه وعد ان لا تكررها او سوف تكون هناك عواقب اتاها صوته و هو يقول برقة: صغيرتي
اغمضت عينيها فلبحة صوته مفعول كالسحر و سرعان ما
تقع تحت تاثيره و تنسى غضبها منه
بعد دقائق استطاع خلالها ارضائها سالها: هل انتما مقربان؟
عقدت سونغ جي حاجبيها بحيرة: من تقصد؟
اجابها وهو متكئ علي ظهر سريره الضخم و يفرد ساقيه: سيونغجاي
رفعت حاجبيها وهي تشعر بنبرة صوته تتغير لشيء مبهم
لا تفهمه قبل ان تجيبه بمنتهي البراءة: اكيد سيونغجاي هو
الاقرب لي منذ طفولتنا فـ...
بترت عبارتها عندما سمعت صوت تنفس حاد و ارتطام
شيء فهلعت و هي تساله: اوبا ما هذا الصوت؟
اجابها بهدوء و هو ينظر لشظايا المزهرية التي ضرب
بها باب الغرفة: لا لا شيء
صمت للحظات قبل ان يكمل حديثه: حبيبتي الم يحن الوقت
لنحدد موعدا لزواجنا؟ لم اعد احتمل بعدك
لكي تكون سونغ جي صريحة مع نفسها لم يكن قصر فترة
خطوبتهما هي السبب الوحيد لها و لكن ربما صورته الرائعة التي صنعتها له بعقلها
اهتزت و هي تواجه الواقع هي تحبه اكيد و لكن افتعاله المشاكل بدون سبب احيانا و
عصبيته الزائدة معها قرارته التي عليها تنفيذها بدون اعتراض كل هذا جعلها تعيد
التفكير اذا هي مستعدة لكي تغير نفسها من اجله فلماذا لا يتنازل هو و يتغير ايضا
اجابته بهدوء: اوبا الا ترى باننا دوما على خلاف لا انكر
بالبداية كنا نمضي وقت رائع معا اعني انظر مثلا اليوم لا اعرف حتى سبب غضبك اعتقد
ان علينا التعود على بعضنا افضل و معالجة مشاكلنا اولا الا تظن ذلك
اجابها بصوت منخفض: اذا انت لا تريدين
الزواج الان لانني ماذا قلتي اغضب احيانا و بلا مبرر و ماذا ايضا ترغبين ان نتعرف
على بعضنا لما لا تقولي بانك لم تعودي تريدينني بصراحة
تنهدت سونغ جي: اوبا لما تفسر كلامي
كما يحلو لك؟ انا فقط اريد الا نتسرع و نتاكد من مشاعرنا اكثر
اجابها بقوة: انا لا احتاج لاتاكد
سونغ جي فمنذ وقعت عيناي عليك ايقنت انك من اريد اعشقك و لا اريد غيرك
ترددت سونغ جي قبل ان تجيبه: انا ايضا
مر بقية الاسبوع طويلا على يونغوك فقد اظطر للسفر من اجل
العمل كان يعد الدقائق ليعود سريعا اشتاق لساحرته كثيرا ابتسم و هو ينظر للباقة
الحمراء التي اقتناها في طريقه من المطار لابد انها ستسعد بها ترجل من السيارة و
دخل الى المحل يسبقه قلبه متلهفا لرؤيتها لم يتصل بها كي يفاجاها لمحها تجلس على
احدى الطاولات سحقت الزهور بين يديه حتى تساقطت الاوراق الى الارض بينما ينظر لها
تبتسم لسيونغجاي برقة كان يريد ان يدمر هذا هو شعوره كان يريد ان يدمرها و يدمره
ثم يدمر نفسه و المكان كله جلوسها مع رجل يحدق بها باعجاب واضح جعل نيران ما ظن
وجودها تشب فيه مرة واحدة حاول ان يسكت جنونه لثوان فقط حاول لتصرخ به كل حواسه
انها امراته هو هذه النظرات و الابتسامات تخصه وحده تمزق غروره و ثقته بحبها مثل
تلك الازهار التي بات مصيرها الارض
توجه الى حيث يجلسان بفقدان تام للتعقل يريد قتل
هذه الابتسامة زوج من العيون توجه نحوه صدمت سونغ جي عند رؤيته: اوبا!! لم تخبرني بانك سوف تاتي اليوم
ابتسم بسخرية: اسف لاني اردت مفاجاتك
لم اكن اعلم انك مشغولة
ثم نقل نظراته بينها و بين سيونغجاي الذي كان يراقب الموقف
بصمت ارتبكت سونغ جي و هي تشاهد نظراته الغاضبة تعلم انه يحاول كتم غضبه بصعوبة
تمتمت بتلعثم: لا... في الواقع...
انا... نحن... سيونغجاي اتى ليرافق ايونجي
رفع حاجبه و هو يجيبها: و انت تطوعتي لتسليته
الى ان تاتي؟ يا لكرمك
في تلك اللحظة خرجت ايونجي من المطبخ و هتفت: انا جاهزة... اوه
يونغوك! مرحبا
هز يونغوك راسه بتحية بدون ان يتكلم و هو يراقب
مغادرتهما بينما كانت سونغ جي متوجسة من صمته فهي تعلم انه يخفي خلفه بركان سينفجر
باي لحظة رافقتهم الى الباب نظرت لها ايونجي باشفاق و همست لها: اوني هل تريدين ان ابقى
معك؟
رسمت سونغ جي ابتسامة ضعيفة و هي تجيبها: لا عزيزتي تعرفين يونغوك سريع الغضب لكنه رقيق
لم تقتنع ايونجي بحديثها لكنها لم تلح عليها عادت الى يونغوك
لتجده واقفا في مكانه يرمقها بنظرات قاتلة رسمت ابتسامة شاحبة محاولة اخفاء قلقها: كيف حالك؟
اجابها بسخرية: انا في احسن حال خصوصا
عند رؤيتي لحبيبتي تضحك و تمرح بسعادة مع رجل اخر
عقدت سونغ جي حاجبيها: اوبا انت تبالغ
هتف بعدم تصديق: ابالغ؟ سونغ جي لقد
اخبرتك انني لا اريدك قرب اي رجل لما لا تفهمينني
تنهدت سونغ جي باحباط: بات الامر خانق لي
يونغوك
رفع عينيه لها عاقد حاجبيه ليسالها: ماهو الامر الذي ترينه
خانقا سونغ جي؟
اجابته بحزن: انت تفرض رايك علي و
كاني لا املك بديل سوى الطاعة
اجابها بعصبية: و ماذا فعلت لتقولي
انني اخنقك؟ فقط لاني اغار عليك و لا احتمل ان يقترب منك احد؟
انفعلت كارهة اسلوبه في النقاش فهو اما يامر او
يصرخ: انت حتى لا
تحاول فهمي يونغوك احيانا احس انك كظلي يجب ان تعرف اين مكاني في كل لحظة ترفض ان
اخرج مع صديقاتي لوحدنا انا اريد ان اتنفس انت تخنقني
باتت حدقتيه كقطعتي فحم و هو يهمس بصوت خافت خطر
يدل على فقدانه صبره: لا تتوقعي مني بيوم ان ابرر
تصرفاتي سونغ جي او ان اتغير هذا هو انا بكل عيوبي و حسناتي احبك و اغار عليك يجب
ان تقبليني كما انا
تنفسها السريع بات مسموعا له تحاول ان تهدا و لا تملك القدرة
كلماته تخيفها التسلط و القوة بعينيه مرعبة اخرج علبة السجائر من جيبه ساحبا واحدة
من بين اسنانه بغضب فيشعلها بعدها لتتوقد كحالة قلبه الان ينفث الدخان بانفعال
ليحاول ان يهدا لدقائق بقيا صامتين قبل ان تقطعه هي: و انا لن اتغير ايضا ما دمت لم ارتكب خطا فلا يحق لك تقييد حريتي
بابسط التصرفات
ثم نزعت خاتمها و مدته له: لا اعتقد انني استطيع الارتباط بك يونغوك
اتسعت عيناه بصدمة و هو ينظر ليدها الممدودة لم يستطع كبت غضبه
اكثر اقترب منها و غرز اصابعه في كتفها: هل نزع حبي من قلبك
ببساطة نزع هذا الخاتم سونغ جي؟
اخفضت راسها بحزن: انت من اجبرني على ذلك يونغوك تصرفاتك المتطرفة و شكك بي يالمانني
من الافضل ان ننفصل قبل ان ناذي بعضنا اكثر
شهقت بالبكاء منهارة بعد ان جاهدت لتبقى قوية لم يشعر بنفسه
عندما راى دموعها وهو يتحرك فورا مطوقا بذراعيه جسدها ليقيد حركتها بقبلة جامحة و
شفتيه تقتحم اسوار مشاعرها لتخرج من هذا الجنون لا يمكنها الانفصال عنه لن يسمح
لها بكل ما يملك من خبرة و رغبة اجتاح كيانها وهو يقبلها بتوق و شغف قلبه يهدر به
و رئتيه تطالبه بالهواء لكن يعز عليه ان يتركها ليس وهو يحيى بها لم يفارق شفتيها
سوى لالتقاط انفاسه تحولت شفتيه لارنبة انفها برقة يلثمها ليمنحها حيز بسيط لتتنفس
سيموت لو تركته لن يتركها لتكون لغيره الصق جبينه بجبينها يلهث فتلفحها انفاسه لتحرقها
بينما يعتصرها بين ذراعيه: انا امتلك قلبك سونغ جي
استطيع رؤية العشق بعينيك فلا تتركي غضبك مني يدمر ما بيننا
ابتسمت بمرارة: الحب كطفل ينمو يغذيه
افعال اصحابه و يقتله القسوة تعبت اوبا من تصرفاتك معي و من انفعالاتك الغير مبررة
لم اعد اعرفك لقد تغيرت انا احببت يونغوك اللطيف الرقيق الذي تدمع عيناه اذا تالمت
لا هذا الشخص الذي يكاد يحسب لي انفاسي
اجابها بصوت متوسل: سونغ جي انا اعترف انني
احيانا اتصرف بانفعال و اغضب لكنني احبك اقسم هزت راسها بياس: هذا ليس حبا اوبا انه
هوس لقد اصبحت اخاف منك
قربها يونغوك منه و همس بضعف: لا لا تقولي هذا ارجوك سونغ جي انا احبك ابقي معي و ساعديني كي
ارجع للرجل الذي تحبين اذا هجرتني الان سوف اخسر كل شئ اريد فرصة ارجوك
تنهدت سونغ جي و هي تلمح لهفته و توسله في عينيه: حسنا يونغوك و لكن لدي
طلب اريد ان نبتعد لفترة احتاج للبقاء مع نفسي لبعض الوقت ارجوك احتاج لهذا
هم بالاعتراض لكنه ابتلع رفضه و اجابها: حسنا موافق لكن عديني
بانك لن تتخلي عني
ابتسمت بضعف: لن افعل
منذ اسبوع و سونغ جي متوترة تصارع نزاع داخلي بين حبها
ليونغوك و كرهها لكل تصرفاته لم تتصور انه هكذا و لكن لا تلوم سوى نفسها اليست هي
من نسجت صورة له في خيالها بعيدة عن الواقع؟ مالذي تعرفه عنه؟ تاثرت بحماسه و
مطاردته لها و لم تابه لخفايا شخصيته منذ اسبوع تتحاشى لقاءه عندما يزورهم بالبيت
فقط تريد استيعاب ما يحصل تحتاج الى الوقت وهو يبدو بانه لايتفهم الامر كل يوم
يرسل لها رسائل او يحاول الاتصال بها يبدو تاثيره يصل لها حتى من الهاتف
ابتسمت و هي تقرا احدى رسائله لم تكن تحوي الكثير احيانا يرسل
كلمة واحده مثل احبك او اشتقت لك و لكن لها مفعول سحري عليها حتى احيانا تكاد تتصل به و لكن
تتراجع باخر لحظة هي لاتنكر انها تشتاق له و لكنها تعلم كم هي ضعيفة امامه دوما
حبه يغلب كبريائها و كم تكره ذلك و الان خصوصا عليها ان تتخذ قرارها بعيدا عن
تاثيره المدمر لها
من ناحية اخرى لم يكن حال يونغوك بافضل فقد كانت مشاعر
الغضب تتاجج داخله مع مشاعر اخرى انه يشتاق لها حد الموت يشتاق لساحرته تلك التي
لم يظن بانها بيوم ستكون قادرة على الابتعاد عنه اسبوع كامل لسخرية القدر تصور
بانها ستندم على قرارها باخذ مسافة بينهم لفترة و هي من ستتصل به اولا و لكن يبدو
بانه هو من سوف يموت شوقا لها حاول تغيير قرارها بارسال رسائل لها لكنها تجاهلته
لم يعد يحتمل هذا يريد ان تعود ساحرته له سوف يذهب لها و يرغمها على مكالمته و هو
يعرف انها ستسامحه و ستعود له حتما لايهم اذا كانت تريد مهلة او لا هو يريد رؤيتها
و سوف يفعل لقد نوى حقا ان يبدا صفحة جديدة معها سيتغير من اجلها
توجه نحو المحل و ما ان توقف حتى لمحها تخرج
لتتوقف امامها سيارة انطلقت حالما ركبت تجمدت يداه على المقود حالما تعرف على هوية
السائق تبتعد عنه و تضع حواجز بينهما ثم تسرح و تمرح مع غيره سيريها اسرع خلفهم
لكنه سرعان ما اضاعهم شتم بصوت مرتفع و هو يضرب المقود بقبضته: اللعنة اللعنة
كان غاضبا بشدة ربما الغضب لا يصف شعوره هناك بركان داخله و
يزداد بالغليان و هو يتذكر ملامحها كانت تبدو سعيدة و هي تبتسم لذلك الابله بينما
تتصرف ببرود معه و هو يموت من اجلها يريدها ان تضحك له فقط ان لا تكون سعيدة سوى
معه قاد سيارته بجنون و بدون ان يفكر اتجه الى احدى البارات ليشرب تصرف لم يفعله
منذ مدة طويلة جدا و لكن الان هو يحتاج ان ينسى ما يدور حوله للحظات
بعد ساعات عادت سونغ جي الى المنزل ظنت ان قضائها
بعض الوقت مع سيونغجاي سيرفه عنها لكنها طوال الامسية كانت شاردة تفكر بوضعها و
علاقتها بيونغوك حاول سيونغجاي اخراجها من قوقعتها لكنه فشل في ذلك فاوصلها الى
المنزل صدمت ما ان دخلت لتجد يونغوك يجلس على الدرج امام البيت لاول مرة تراه بهذا
الشكل كان شكله فوضوي ربطة عنقه مفتوحة و السترة مرمية باهمال قربه و كما يبدو انه
كان يشرب شعرت بالخوف و هي تراه يرفع راسه ببطئ نحوها و ابتسامة خطيرة مرسومة على
ملامحه: مرحبا لقد عدتي اخيرا
ابتلعت ريقها بصعوبة: مرحبا لم تجلس هنا؟
اجابها بهدوء مزيف: كنت انتظرك
تاملته للحظات ثم سارت الى الداخل: لندخل الجو بارد
سار خلفها الى الصالة احست سونغ جي بنظراته
تخترقها من الخلف و حالما اغلقت الباب حتى سالها بصوت يحمل بين طياته تهديدا: اين كنت؟
ردت ببرود يغطي توترها: كنت في المحل
اقترب منها ببطا مع كل خطوة يخطوها كان يبدو كصياد يتقدم
نحو فريسته شعرت بخوف لم ينظر لها هكذا من قبل مد يده ليمسك بشعرها بقوة وهو يصرخ
عاليا: هل تظنين انني غبي؟ لقد
ذهبت الى المحل و رايتك تخرجين مع ذلك الحقير ما ان ادرت ظهري لك حتى ركضتي له؟
صرخت سونغ جي على الرغم من رعبها و هي تحاول جذب
شعرها من يده بشراسة: اتركني اتركني لا تعاملني بهذه الطريقة انا لست
عبدة لك
برقت عيناه ببريق وحشي: بل انت كلك ملك لي سونغ
جي
نظرت له بغضب و هي تحاول التملص من قبضته: لم اعد احتمل يونغوك هذه النهاية لم اعد اريدك انتهت علاقتنا
هزها بعنف: لن اسمح لك بتركي سونغ
جي لن يفرقنا سوى الموت انت لي
دفعته عنها: ارحل يونغوك لم يعد
بقلبي شيء نحوك
هز راسه برفض: كلا لا تقولي هذا انت
تحبينني اعرف هذا ساثبت لك انك مخطئة
و بحركة واحدة دفعها على الاريكة و انحنى عليها
حتى قيد حركتها و قبل ان تدافع عن نفسها باي كلمة كان قد قيد يديها بيد و اليد
الاخرى تشد شعرها بعنف الى الخلف اخرس اي اعتراض بقبلة بالبداية كانت عنيفة و لكن
تحولت الى قبلة رقيقة تحمل كل مشاعره لها لم يشعر بنفسه وهو يتمادى اكثر حتى وصلت
الى اذنه شهقاتها و هي تترجاه ان يتوقف ان يبتعد عنها تصلب جسده وهو ينظر الى
دموعها كانت منهارة ابتعد عنها بسرعة عذبه رؤية دموعها ضعفها انهيارها و كل هذا
كان بسببه ادرك الواقع هو كان سيؤذيها يالهي ماذا فعل؟
كان مصدوم يراها تحاول ان تتماسك قميصها الممزق و
عينيها الى الارض شدد على قبضته حتى ابيضت اصابعه عليه ان يبرر لها عليه الاعتذار
ان يفهمها انه ليس هكذا هذه المرة الاولى التي يفرض نفسه على امراة ركع على الارض
قرب قدميها يتمنى ان تنظر له فقط احتضن وجهها بيديه و هو يقول لها بتوسل: انا اسف حقا لا اعرف
كيف فعلت ذلك مهما قلت او فعلت اعرف باني لا استطيع التبرير و لكني لم اسيطر على
نفسي انا احبك سونغ جي ارجوك افهميني
لم تصدق سونغ جي ما حصل هذا ليس حبيبها بل هو شخص
غريب عنها لاتعرفه كيف تجرء على ذلك كيف اهانها بهذا الشكل هناك شئ كسر داخلها لم
يكن ماتخيلته ابدا همست بصوت مرتجف ضعيف: ارحل يونغوك لم اعد اريد هذا الحب
وقف امامها و هتف بصوت مرتجف: ساتركك الان لكن اعلمي
انني لن اسمح لك بالتخلي عني انت لي و لن اتركك ابدا افهمي هذا سونغ جي
خرج كالعاصفة حتى انه لم ينتبه لام سونغ جي التي
عقدت حاجبيها بحيرة و ما ان دخلت الى الغرفة التي خرج منها يونغوك حتى شهقت و هي
تشاهد سونغ جي بذلك الوضع كانت جالسة ضامة ركبتيها الي صدرها بقوة و عينيها
مبللتين بالدموع لكن دون ان تبكي فعلا وجهها يبدو كالاموات
اقتربت منها بسرعة و سالتها بقلق: سونغ جي هل انت بخير
حبيبتي؟ ماذا حصل؟
اقتربت منها سونغ جي و احتضنتها بقوة سالتها امها
بتوجس: ماذا حصل حبيبتي؟ يمكنك ان تخبريني باي شيء حبيبتي هل هل فرض نفسه عليك
بالقوة ؟
بدات سونغ جي بالارتجاف: لقد فرض نفسه على
روحي لم اعد اريده امي لا اريده
اجابتها امها بحنان: اهدئي حبيبتي انت حرة
ساخبر والدك سيتفهم الموضوع المهم ان تهدئي
اغمضت سونغ جي عينيها منذ فترة لم تشعر بهذا
الامان
بعد اسبوع
في الصباح الباكر حيث الشمس دافئة في اواخر الصيف مرحبة ببوادر نسيم الصباح البارد لخريف يقترب على الابواب حيث جلست سونغ جي في احدى مقاعد الحديقة الضخمة رافعة ساقيها على المقعد و هي تضم ركبتيها الى صدرها بقوة و تستند بذقنها الي ركبتيها تستمع الى صوت اوراق الاشجار كانت و كما كانت منذ اسبوع و هي شاردة متبلدة المشاعر لا يظهر اي انفعال عليها منذ تلك الليلة التي اغتال فيها يونغوك حبه في قلبها ساندها والدها في قرارها لكن يونغوك لم يتقبل انفصالهما كان يلح عليها بالاتصالات فما كان منها سوى غلقه كل يوم ياتي الي هنا ليقف في الجهة المقابلة من الشارع يتطلع الى نافذتها صامتا ينظر اليها بقسوة و كانه يقسم لها بان يستعيدها لم تكن تتبين ملامحه تماما لكن وقفته الهجومية تنبئها بقساوة ملامحه تنظر اليه و ينظر اليها من مسافة بعيدة كانت اولا تغلق الضوء لترى على ما ينتويه لكنها بمرور الايام اصبحت تترك الضوء مفتوحا دون ان تعبا برؤيته لها من النافذة لما لا يفهم انها لم تعد تريده
لم تسمع تلك الخطوات الهادئة من خلفها لكنها
انتفضت حين سمعت السؤال الهادىء: هل مسموحا لي بان اجلس؟
استدارت سونغ جي بسرعة في مقعدها و هي تنظر الى سيونغجاي
المبتسم من خلفها فابتسمت برقة حزينة و همست بضعف: هل تطلب الاذن اوبا؟
اقترب سيونغجاي ليجلس على الكرسي بجوارها سالها
برقة: كيف حالك؟
ابتسمت له باهتزاز و اطرقت براسها غير قادرة على
مواجهته و هي تقول هامسة: احس كانني كنت في بحر هائج اسبح و اسبح و وصلت
الى شاطئ الامان اخيرا
ابتسم سيونغجاي بتفهم: اذا لم تختبئين بالبيت
تنهدت و هي تجيبه: هل تصدق انني
استمتع بحريتي ببقائي بالبيت
نظر لها بدهشة: حريتك؟ كيف هذا لم افهم
اخفضت سونغ جي راسها بحزن: طوال فترة خطوبتي انا و
يونغوك كنت مجبرة على اخباره اين انا من معي ماذا افعل ماذا ارتدي كنت اشعر باني
مراقبة لذا مجرد بقائي الان بالمنزل اعتبره حرية
ربت سيونغجاي على راسها: جيد انك تحررتي كنت في
سجن
صمت للحظات قبل ان يكمل: لكن يجب ان
تخرجي من المنزل فايونجي ستقضي على سمعة المحل بحلواها الرديئة
ضحكت سونغ جي بمرح: ايقوووو اوبا لا
تبالغ ساخبر ايونجي ستقتلك
ضحك سيونغجاي: و لكنها الحقيقة الكل
يطالب بعودتك و ان تاخرتي سيرمون ايونجي بالطماطم
ابتسمت سونغ جي: لا تقلق اوبا ساعود
قريبا
اما يونغوك فمرت هذه الفترة عليه و كانه بالجحيم لا يعرف
ماذا يفعل وهي تقفل هاتفها بينما يحترق شوقا لها يريد ان يراها يكلمها يلمسها يشم
رائحة عطرها لن يقبل قرارها بتركه لا ينكر انه تمادى و لكنه يحبها و ما فعله كان
بدافع الحب لما لا تفهم كل يوم يراقبها من امام البيت ينتظر ان تخرج على الاقل
يطمان عليها و لو من بعيد و لكن اكتفى بالمرات القليلة التي لمحها فيها تقف امام نافذتها
لم يصدق رؤيتها اليوم عندما خرجت بسيارتها لحق بها بسرعة حتى
وصلت للمحل انتظر ان تنزل بينما يراقبها كانت تسير بهدوء ما ان راها بقميصها
الاحمر و سترتها السوداء الضيقة مع تنورة قصيرة تكشف جمال ساقيها حتى رغب ان
يخفيها من عيون الناس كلهم شعر بالغضب كم مرة اخبرها ان لاتلبس بهذه الطريقة و
لكنه سيتغاضى عن الامر هذه المرة
بعد ان لمحها حتى تيقن انه لا يستطيع العيش بدونها و لن يتركها
سوى عند موته يشعر انها جزء منه و امتداد لروحه ناداها بصوت عال: سونغ جي
استدارت لتتجمد الدماء في عروقها عندما رات يونغوك يقف امامها باناقته المعهودة و ثقته بنفسه
يتاملها من راسها حتى اخمص قدميها يحمل بين
يديه ورد ة حمراء قبل ان يتكلم بصوته الذي اثار رعشة توتر في جسدها: اشتقت لك
حاولت سونغ جي تمالك نفسها و هي تجيب: يونغوك شي لا داعي لهذا
الكلام لقد انتهت علاقتنا
لم يبد عليه التاثر بكلامها بل ابتسم بغموض وعينيه
الوقحتين تتفرسان فيها بامعان: حبيبتي علاقتنا لا يمكن ان تنتهي بهذه البساطة
لن يفرقنا سوى الموت
شحب وجهها وهي تتراجع بخوف و صاحت بعصبية: انت مجنون لما
لا تتقبل رفضي لك و ترحل من حياتي
تخللت الهستيريا صوتها تدريجيا اقترب منها يونغوك ببطا
و هو يقول بهدوء مستفز: بل لم لا تتقبلين اننا خلقنا لبعضنا
في تلك اللحظة وصل سيونغجاي برفقة ايونجي حالما
راته سونغ جي اندفعت نحوه قطب سيونغجاي و
قد استغرب هذا الترحيب غير المتوقع و لكنه فهم الموقف عند رؤيته ليونغوك الذي ظهر
عليه الانزعاج للمقاطعة ساله ببرود: ما الذي تفعله هنا؟
اجابه يونغوك بصرامة: لا اعتقد ان هذا الامر
يخصك هذا بيني و بين خطيبتي
اطل التحدي من عيني سيونغجاي و تكلم بهدوئه الذي لم
يتاثر بعدائية يونغوك: خطيبتك! حسبما
اذكر فقد انفصلتما
و بعفوية جذب سونغ جي نحوه: الم تعلم باننا ارتبطنا
شحب وجه يونغوك و بدا و كانه تلقى صفعة قاسية و هو ينقل بصره
غير مصدق بينهما مركزا نظراته على سيونغجاي الذي مد ذراعه يحيط بها كتفي سونغ جي و
يشدها اليه مكملا: لا الومك على جهلك فقد
حصل الامر فجاة ومنذ فترة قصيرة و لن يمر وقت طويل قبل ان نتزوج و نصبح معا لذا
اطلب منك عدم التعرض لها فهي لم تعد تريدك
صرخ يونغوك بغضب هادر: ابعد يدك القذرة عنها
قبل ان امسح بك الارض سونغ جي لي و لن تكون لغيري و هي تعرف هذا جيدا
ثم التفت لسونغ جي و هتف برجاء: سونغ جي لا تفعلي هذا
ارجوك انا احبك
هزت سونغ جي راسها و هي تجيبه بمرارة: اي حب هذا يونغوك انه
اغتيال و خنق للمشاعر
همس بتوسل: انا اسف امنحيني فرصة
ارجوك ارجعي لي و سابدل كل ذكرى تعيسة عشتها معي لاخرى سعيدة
اجابته بحزن: لقد فات الاوان يونغوك
همس يونغوك باختناق: انت حبيبتي و انا احبك
اكثر مما احببت اي شيء اخر في حياتي الا يعني ذلك لك شيئا؟
همست ببرود الجليد: ذلك لا يعني سوى انني
مجرد شيء
تركته و دخلت للمحل و حالما اغلقت الباب حتى انهارت
امسك بها سيونغجاي و سالها بقلق: انت بخير؟
هزت راسها بنفي: لا لست بخير
مجرد رؤيتي له تشعرني بالاختناق
امسك يدها بقوة: انت قوية سونغ جي
ستتجاوزين الامر
رسمت ابتسامة باهتة على شفتيها: شكرا سيونغجاي سعيدة
لوجودك بقربي
ابتسم سيونغجاي: انت صديقتي الوحيدة
سونغ جي
سالته بتخوف: هل تعتقد انه سيصدق
كذبتنا و يستسلم؟
اجابها بامل: ارجو ذلك
بينما بقي يونغوك يحدق في ظهرها و قد احمرت عيناه جنونا و هدر الدم في اوردته و
هو يرى سيونغجاي يحيط كتفيها بذراعه اخذ صدره يعلو و يهبط بصعوبة بينما غضبه
يتصاعد و يتفاقم ذلك الحقير يعانق امراته بكل حميمية و هو هنا واقف يرمقها بذل
العاجز و غضب الرجل المقهور و دون وعي منه ضغط على ازرار الهاتف الذي كان لا يزال
مسكينا يتحمل ضغط اصابعه الجبارة و وجهه في تلك الحالة كان يبدو من الشر مخيفا
لدرجة تفوق الوصف
بعد عدة ايام ...
رفعت سونغ جي راسها الى السماء فور خروجها من المحل ليتلقى وجهها اول زخات من مطر الخريف ابتسمت بسعادة فهي تعشق هذا الطقس عله يهدا بعض التوتر الذي اثاره فيها يونغوك بعد زيارته البارحة بدا غريبا بذقنه غير الحليقة و ملابسه المبعثرة تفاجات من رؤيته بعد اختفائه لايام توقعت انه تفهم موقفها لكنه عاد ليترجاها و عندما رفضت سماعه و دخلت المنزل مقفلة الباب في وجهه ظل يطرق الباب و يصرخ متوسلا اياها ان تسمعه معترفا لها بحبه مرارا و تكرارا معتذرا بحرقة كانت مؤلمة قبل ان يصرخ: انت لي سونغ جي و لن تكوني لغيري اقسم
رحل بعد ذلك و لكنها لم تستطع التوقف عن البكاء
بصمت و هي تسد اذنيها بيدها منكمشة على الارض امام الباب
لم تنم طوال الليل ظلت جالسة في سريرها تحدق في الفراغ
عاجزة عن التفكير في المستقبل القريب و مع بزوغ الفجر تمكنت من جر نفسها الى
السرير و استراق ساعة من النوم حتى موعد ذهابها الى العمل هي حتى لم تنجح في نزعه
من فكرها طوال النهار مرهقة و تبذل جهدا مضاعفا في محاولتها التركيز في عملها
تنهدت و اسرعت الخطى نحو سيارتها فتحت حقيبتها بحثا عن مفتاحها سمعت خطوات مسرعة
تقترب منها و قبل ان تلتفت لمعرفة صاحبها شخص خلفها قيدها و وضع شيئا على انفها و
لا تعلم ماذا حصل بعدها
امسكها يونغوك كي لا تسقط و حملها نحو سيارته و
وضعها في المقعد الخلفي مرر اصابعه فوق ملامحها الرقيقة و همس بعشق خالص: اسف حبيبتي انت من
جعلتني افعل هذا اعدك لن اوذيك
قبل ان تفتح سونغ جي عينيها كان هناك شعور غريب
يروادها ان هناك شئ خاطئ تلك ليست رائحة سريرها تجاهد لفتح عينيها و تحاول ان
تتحرك لكنها عجزت عن فعل ذلك لما تحس بالخدر في كامل جسدها؟ و لما يدها عالقة فتحت
عينيها ببطئ لترجع و ترمش عدة مرات توسعت عينيها و تساءلت في نفسها: اين انا؟
كانت الغرفة واسعة يتوسطها سرير كبير و بعض الاثاث
بدت مالوفة لها بينما اغلقت النافذة بلوح خشبي مانعا حتى دخول اشعة الشمس لاحظت
وجود زهور حمراء و بيضاء في كل مكان و حتى الشموع كانت مبعثرة هنا و هناك
بدا الخوف يزحف عبر جسدها شيئا فشيئا حتى احست للحظة بالشلل يلفها لتدرك فجاة
بان الشلل لم يكن ما يمنعها من الحركة بل ذلك القيد الحديدي الذي كان يثبت يدها
بالسرير حاولت جذبها لكنه المها فقط في تلك اللحظة دار المفتاح في قفل الباب
الخشبي للغرفة و اندفع مفتوحا لتتسع عيناها بصدمة و هي تشاهد يونغوك يدخل مبتسما: اخيرا استيقظتي حبيبتي لم اكن اعلم انك كسولة
هكذا
حدقت به سونغ جي للحظات تحاول استيعاب الامر ثم سالته
بصوت مرتجف: ما الذي يحصل؟ لما انا
هنا؟
رمقها بنظرة ارعبتها: انت في المكان الذي يجب
ان تكوني فيه.... بجانبي
حدقت فيه ذاهلة تصارع رغبة عارمة في الاستسلام
لذعرها الهستيري: هل ستقوم بايذائي؟
اقترب منها بسرعة و هتف بلهفة: سونغ جي لا تخافي افضل
الموت على ان اؤذيك حبيبتي
نظرت له بخوف: اذا لما انا هنا؟ و لما
تقيدني كالمجرمين؟
هز كتفيه و اجابها بهدوء: انت من اجبرني على هذا
سونغ جي لم تتركي لي خيار اخر تتجاهلين مكالماتي و ترفضين رؤيتي تخليت عني بل
اخبرتني بكل وقاحة انك سترتبطين بشخص اخر
صمت للحظات و كانه يكبت غضبه ثم ابتسم: لكنني ساغفر لك و انسى
الامر اعلم انك كنت مشوشة لكنني متاكد من انك تحبينني لنبدا من جديد حبيبتي
استمرت تنظر له هل هو مجنون؟ عن اي حب يتحدث؟ هزت
راسها برفض: عن اي حب تتحدث يونغوك؟ انا و انت لا يمكن ان نكون معا لما لا تفهم
هذا؟
اثارت جنونه بكلامها امسك بكتفيها و بدا بهزها حتى
اصطكت اسنانها ببعضها: بل عليك انت ان تفهمي انت لي نحن مقدران لبعضنا
لن اسمح لك بتركي فقط كوني مطيعة و لا تجعليني افعل شيئا لا ارغب بفعله
صرخت بانفعال: انت مجنون
صرخت بقوة عندما هوت يده لتصفع وجهها بعنف قبل ان
تجذب اصابعه شعرها بقسوة و هو يقول مزمجرا: اياك ان تنعتيني
بالمجنون اتفهمين؟
اطلقت شهقة و بدات بالبكاء اقترب منها و عانقها
انكمشت من لمسته و اخذت تتوسله بين دموعها: ارجوك يونغوك دعني اذهب
مسح دموعها برقة و همس لها: اشششششش لا يمكن ان
اؤذيك سونغ جي سنكون سعيدين معا
اغمضت عينيها بقوة و هي تشعر بشفتيه تداعبان
وجنتها: كيف لي ان اؤذيك و انت كل شيء لم يبقى لي غيرك
اشمازت من ملمس شفتيه على طول عنقها كانه يوشمها
بملكيته شعرت باسنانه تكاد تخترق بشرة كتفها و هو يهمس: احبك سونغ جي
تصلب جسدها و دفعته بقوة: اتركني ايها المجنون
اتركني
اثارت كلماتها جنونه هجم عليها و قد فقد تعقله
رغبة بدائية تولدت لديه ليريها من السيد هنا ليريها مكانتها نيران شبت بجسده عندما
لامسها ليتعمق بجراة اكبر بعبثه معها عنفه خف بالتدريج و بدا يحاول اقتحام مشاعرها
كانثى لعله يخمد مقاومتها الضعيفة له و يحيي حبها له يريدها راغبة مثله لا يريد ان
يغصبها جسده كله طالبه بها بان يحتل كل خلية منها و يوشمها به انها له امراته
مرر يده ببطء على شعرها ليمررها بعدها على عنقها
مستمتع بتلذذ الانتصار و يديه تكمل طريقها على جسدها بطريقة تقصد بها ان يثبت قوته
و انها لا تملك اي ارادة امامه همس بصوت اجش و هو يحدق بعينيها: قولي انك تحبينني انك
ملكي انت لي هيا قوليها
بالكاد استوعبت ما يقوله دوما تساءلت كيف شعور من يتم
اغتصابها و هاهي تعيشه يقيد معصمها الحر بيد و يده الثانية تتخذ طريقها على جسدها
تستبيحه و تنتهكه و كل ما شعرت به هو الكره النفور و الرغبة بالقتل لم تمقت شخصا
بحياتها مثل الان ردت بصوت خافت و قد انهكها البكاء: لن اقولها انت لست سوى خيال لرجل ضعيف مهزوز و انا اكرهك
تجمدت يده و بقى لثواني ينظر لها فقط حرر يدها و
هو يبتعد قليلا موقفا لمساته الجريئة لها و بدون ان يرمش له جفن صفعها بقوة جعلت
دوار يصيبها حتى تشوشت رؤيتها لثواني يشعر بغضب اعمى افقده ما تبقى من انسانيته
سيحرقها كما حرقته بكلماتها
بهدوء نهض دون ان تفارقها عيناه لتمتد اصابعه
للحزام بنطاله ليفتحه توسعت عينيها سيجلدها بالحزام كاد ان يغمى عليها من الرعب
همست متوسلة بين شهقاتها: اسفة اتوسل لك يكفي
انهارت بالبكاء بعدها فجثا قربها و اصابعه تلامس
شعرها الذي تشعث: اذا قوليها لي
نظرت له بانكسار و هي تهمس: انا احبك انا لك
بقى يدقق بملامحها منظر شفتيها المتورمة و الكدمات
على جسدها جعله يستوعب ما اقترفته يداه في هذه اللحظة كانه تلقى صفعة رمش بعينيه و
هو يبتعد فورا عنها هل كان سيعتدي عليها بهذه الصورة اقترب منها و عانقها: انا اسف حبيبتي اسف لم
ارد ايذائك اعدك ان ايامنا القادمة ستكون افضل سنتزوج لن يفرقنا شيء سنكون سعيدين
اعدك
توقف قلبها في هذه اللحظة عن اي زواج يتكلم هذا
المجنون وجهت نظرها له بسرعة: عن اي زواج تتحدث؟ يا الهي الا تفهم انا لا
اريدك
اجابها بهدوء: حبيبتي اعلم انك
تحبينني يجب ان نتزوج الا اذا كنت تريدين ان نعيش هكذا فانا لا امانع كل ما يهمني
انك معي
نظرت له للحظات قبل ان تهمس بصوت كالفحيح: لن اتزوجك مهما حصل و
اذا اقتربت مني ساقتل نفسي
قست عيناه و هو ينظر لها لم تعرف ماذا فعلت
كلماتها به صوته خرج مرعبا كانه فقد اخر ذرة بعقله: اياك و ان تذكري هذه
الكلمة هل تفهمين؟
كان يتكلم بحرقة و مرارة صور من الماضي تختلط لديه
لم يكن يرى سونغ جي امامه انما شخصا اخر نظراته اخافتها ارتفعت دقات قلبها رعبا تحدق به دون رمشة لسانها لا يتجرا على قول شئ خوفا
اكتفت بهز راسها بالموافقة خشية ان يصب غضبه عليها مرة اخرى
ضمها الى صدره بقوة كادت تحطم ضلوعها ليس بفعل قوة جسدية
لكن شيئا اخر في ضمته لها جعلها تشعر و كانه يريد ان يسجنها بداخله قلبها الصغير
يضرب مرتعشا فوق مضخة جبارة تضربه ضربا لدرجة ارعبتها اكثر فوق رعبها لماذا يضربها
قلبه بتلك الطريقة المفزعة باي جريمة يفكر تجعل نبضاته تزداد لهذا الحد؟
حين ازداد فزعها لمجرد الاحساس بضربات قلبه
الهائجة حاولت ابعاد راسها عن صدره و رفعت يدها بصعوبة تمسح دمعتين مرتعبتين
افلتتا على وجنتيها ثم همست محاولة ابعاد وجهها عنه و عن حصاره قدر الامكان: على ماذا تنوي الان؟ و
اي عذاب جديد ساراه على يديك؟
ابتسم دون مرح وهو يتطلع الى خط عنقها الطويل
الملتوي و هي تنظر بعيدا عنه و همس بلطف مخادع: ساذهب الان حبيبتي و
لكنني عندما اعود لا اريد دموعا و اذا اعدتي موضوع الانتحار ساجعلك تندمين و
تتمنين الموت حقا
انحنى نحوها ليقبلها ثم خرج تاركا اياها في
كابوسها قاد سيارته بغير هدف يقاوم رغبة في العودة لها و اقناعها انه يحبها توقف قرب البحر و جذب هاتفه اتصل برقم و عندما اجابه الطرف
المقابل تكلم بحرقة: هيونغ لماذا كل النساء
في حياتي يرفضونني؟ هل بي خلل اجهله؟ ام فقط انا لا استحق الحب؟ لماذا لا يكتفون
بي؟ و دائما يجب ان يكون هناك الاهم في حياتهم مني
استقام هيجين بعد ان ايقظه من النوم احس ان به خطب
ما: ما الامر يونغوك؟ ماذا
حصل؟
بدا يونغوك يتكلم و كانه يحادث نفسه بينما ذكريات الماضي
فتحت ابوابها عليه و كانه رغب بالتحرر من هذه القيود لروحه لعله يجد السلام: منذ ولدت و انا انشد الحب هيونغ ذنبي الوحيد
انني ابن لوالدين لم يهتما به فابي لم يحب امي تزوجها لانها من اسرة غنية بينما هي
عشقته حد الجنون حاولت ان املا الفراغ الذي خلفه ابي لكنني لم اكن كافيا لها حاولت
ان اجعلها تحبني لكنها لم تكترت كنت ادرس بجد كي احصل على اعلى الدرجات بالمدرسة و
لا اتشاجر مع احد كنت طفلا
مثاليا تتمناه اي ام و لكن هذا لم يرضيها و لم يكن ابي افضل منها فهو لم يبخل بشئ
سوى عاطفته التي منَ علينا بها ليغدقها على عشيقاته
صمت يونغوك و هو يغالب دموعه فساله هيجين: يونغوك لما تتحدث عن
هذا الان؟ الم نتفق على ان تنسى هذه المرحلة من حياتك؟
تنهد يونغوك: لقد خلت انني نسيت هذا
الامر هيونغ منذ عرفت سونغ جي لكنها تخلت عني مثلهم هيونغ لم اكن كافيا لها مازلت
اتذكر صورة امي ذلك اليوم اخذتني الى مدينة الملاهي استمتعنا كثيرا لاول مرة
تخبرني انها تحبني خلت اننا اخيرا سنكون سعيدين لكن بعد ان عدنا الى البيت و نمنا
نهضت لاشرب مررت على غرفتها لاتفاجا بها كانت تنام فوق سريرها ترتدي فستان زفافها
و بقع الدم تشوه البياض الناصع للفستان بعد ان قطعت عروق يديها كنت في السابعة لم
اعلم ماذا افعل توجهت نحو الهاتف لاخبر ابي لكن فات الاوان فقد ماتت بعد ما حصل
خلت ان هذا سيقربني منه لكنه لم يابه لي و سرعان ما وضعني في مدرسة داخلية و تزوج
و اسس اسرته متناسيا وجودي في حياته
انطلقت شهقة من شفتيه و لم يستطع كبت دموعه: ماذنبي هيونغ؟ لما كل
شخص احبه يتخلى عني؟
اجابه هيجين: اهدا يونغوك اخبرتك الا
تفكر بهذا الامر انسها يونغوك ستجد الحب مع غيرها
قست عيني يونغوك: اتركها! مستحيل هيونغ
انها الاكسجين الذي اعيش به
رد هيجين بحدة: و هل ستفرض حبك عليها؟
هز يونغوك راسه برفض: هي تحبني حتى لو ادعت
العكس اعلم انها تحبني ساقنعها بحبي
اجابه هيجين بعدم اقتناع: يونغوك الحب ليس هكذا
ليس غصبا
هتف يونغوك بغضب: انت ايضا تعتقد بان هذا
ليس حبا خلتك ستفهمني لقد اخطات بالاتصال بك
و قبل ان يجيبه هيجين اقفل الخط و هو يتمتم: لما لا يفهمونني انا
احبها اريدها لي و هو ساكون لها ساكرس حياتي لها فقط سنكون سعيدين معا
بعد ساعات من التجول عاد اليها وجدها تغط في النوم
جلس قرب السرير يراقب ملامحها بتوق يمنع نفسه عنها بصبر لا يستوعب كيف تكون قريبة
منه لا يبعده عنها سوى نصف متر بينما مئات الحواجز تمنعه عنها حواجز فقط بعقلها
تمنعها من تقبل حبه و لكنه سيخترقها كلها و يحطمها فتحت سونغ جي عينيها ببطء شاعرة
بخدر غريب فى كل انحاء جسدها اخذت تتمطى حتى اصطدمت عيناها بعينين تنظران اليها
نظرة غريبة نشرت الذعر فى اوصالها شهقت بصوت عالي و انتفضت جالسة شعر يونغوك
بالغضب من ردة فعلها تمالك نفسه و سالها: كيف حالك؟
لم تجبه و اشاحت بوجهها عنه تجاهل تصرفاتها و جذب
علبة كبيرة فتحها و اخرج ثوب زفاف: لقد اشتريت هذا الثوب
جربيه لارى ان كان مقاسه يلائمك
ظلت تنظر اليه بذهول و كانه قد جن تماما ثم همست و
كانها تحدث نفسها: يالهي لقد جننت بالفعل او انك من الحماقة
بحيث تعتقد بانني ساقبل الزواج بك
ضحك يونغوك ضحكة خشنة لا تحمل اثرا للمرح او
التسلية: كلما اقتنعتي بعلاقتنا سونغ جي اسرع كان ذلك افضل
ثم اقترب منها مرة اخرى حتى كاد ان يلامسها انتفضت
حين شعرت بيديه على كتفيها بخفة و انفاسه الدافئة على عنقها اغمضت عينيها هلعا
خاصة حين شعرت باصابعه ترتفع لتمر بظاهرها على طول عنقها الناعم بلمسة كادت الا
تشعر بها الا ان تاثيرها كان كالسياط ابتلعت سونغ جي ريقها فتحسست اصابعه حركات
عضلات عنقها الهشة و هي تتحرك بصعوبة و افلتت منها تنهيدة خوف صامتة قبل ان يتكلم: انا احبك و ساسعى لان اجعلك سعيدة
ابتعد عنها و احضر صينية طعام وضعها على السرير: لقد حضرت لك الطعام هيا
ساطعمك بيدي
قرب الملعقة منها فابعدت وجهها لكنه قربها باصرار
لم تعد تحتمل اكثر قلبت صينية الاكل و هي تصرخ: لا اريد الا تفهم؟
نظر لها بنظرات قاتمة تجمدت الدماء في عروقها و هي
تنتظر ان يصب غضبه عليها لكنه و لدهشتها ابتسم لها: انظري ماذا فعلتي
حبيبتي لقد اغرقتنا بالطعام بدل ان ناكله
نظرت له بعدم تصديق لابد ان عقله به خلل تحولت
نظراتها للفزع و هو ينحني عليها اغمضت عيناها في انتظار عقابه لكنها سمعت تكة قبل
ان تتحرر يدها و يجذبها لتقف: يجب ان نستحم
سحبها نحو الحمام فصرخت به: يااااا لن اشاركك
الحمام
نظر لها للحظات ثم ترك يدها: عشر دقائق و اقتحم
الحمام
تاملته بدهشة لثواني لاذعانه لها قبل ان تسرع الى
الحمام فهي تعلم انه صادق انتهت في وقت قياسي لتخرج و هي ملتفة بمنشفة تتمسك بها
بشدة سمعته يزفر بحدة قبل ان يهمس لها: تبدين رائعة
شحب وجهها بشدة و هي تشاهد تلك النظرة الجائعة في
عينيه و هو يقترب منها ببطا: كم اشتهي تناولك بدل العشاء الذي سكبته
بقي ينظر لها لحظات لكنه غير وجهته الى الحمام: ستجدين ثيابا نظيفة في
الدولاب
اسرعت بارتداء ملابسها قبل ان ينضم لها جلست على
السرير تنشف شعرها بالمنشفة فجاة تجمدت اصابعها و هي تشاهد هاتفه موضوعا فوق
المنضدة لابد ان الحظ حليفها اسرعت نحوه و عينيها على باب الحمام خوفا ان يشعر بما
تنويه بينما تتمسك بالهاتف بيديها الاثنتين لتصدم بقفله بكلمة سر هلعت مرعوبة و
انفاسها تضيق بصدرها من فكرة ان كل امالها تكسرت لكنها لم تياس فجربت اسمه و بعض
الكلمات بصورة سريعة لكنها لم تنجح و في محاولة اخيرة كتبت اسمها لتصدم بانه فتح
فورا رمشت بمفاجاة لكنها ابتلعت فرحها و اسرعت بالاتصال
بوالدها رنة و الثانية لكن لا مجيب اسرعت بالاتصال بامها لكن شعرت بياس و هي تستمع
للرنين حتى انتهى دون اجابة تماسكت بسرعة و اتصلت بسيونغجاي كادت ان تفقد الامل
تماما لو لم يجبها في اللحظة الاخيرة لم تنتظره ليتكلم و اسرعت تهمس منفعلة: اوبا انها انا
..سونغ جي ساعدني يونغوك يحتجزني في المنزل الذي اشتراه لنا ايونجي تعـ....
- لو كنت اعلم انك
تفتقدين للرفقة كنت احضرت اصدقائك بنفسي
شهقت سونغ جي بحدة و سقط الهاتف من يدها و هي
تلتفت نحوه لترتجف رعبا من تلك النظرة المتوعدة بعينيه و من صوته المازح بمخادعة
بينما وصلها صوت سيونغجاي: سونغ جي اين انت؟ اجيبيني انت بخير؟
شهقت و هي ترى نظرته لها و هو يتناول هاتفه و يتكلم عبره: لا تقلق انها بخير فهي معي
هتف سيونغجاي بغضب: لو اذيتها ساقتلك
تلاشت البسمة من وجه يونغوك بينما عينيه تزاد
بقسوتها يحدق بها تبدو خائفة متاملة كانها وجدت حبل النجاة منه هو تريد تركه تهرب
منه لغيره لقد تساهل معها كثيرا اقفل الهاتف راميا اياه على الارض قبل ان يسحقه
بقدمه ساحقا معه املها في النجاة بقيت تحدق به لا تعلم كيف يفكر و لا ماذا سيفعل
كادت ان تنهار ارضا باكية لكنها تماسكت باعجوبة بخفوت خطر قاطع السكون بينهم: كل شئ كان يسير كما يجب
الى ان افسدت كما العادة الوضع بخيانتك لثقتي و الان عواقبها ستقع على راسك بعد ان
كنت انوي التاني معك
اقترب منها رفع اصابعه و يمررها على وجنتها بخفة
تصلب جسدها اخذت تدفع صدره بكفيها وهمست بضعف
و مرارة: ابتعد عني لا اطيق
لمستك
جذبها يونغوك اليه بقوة لتسقط على صدره و يكبلها
بذراعيه بقوة بينما يديه تتحركان على ظهرها بخشونة وهو يهتف بغضب وقد فقد صبره
الخادع : ماذا بها لمستي ها؟ تقرفك؟ ام انك تنتظرين فارسك هل تعتقدين انه
سياتي اليك اليس كذلك؟
اغمضت عينيها عن مراى عينيه الغاضبتين و حبست دموع
القهر خلف جفنيها المطبقين لا مجال لان يتراجع الان و لا سبيل لايقافه لذا فلتقبل
بالامر المحتوم اخذ جسدها ينتفض رعبا و هدير انفاسه يطوف في اذنيها يخبرها انها له
بحكمه و لا مهرب لها هتف بالم: لماذا سونغ جي؟ لما كلما حاولت ان ابدا معك من
جديد تطعنينني في ظهري؟ انا احبك سونغ جي لما لا تقبلين هذا الامر؟
ضمها بذراعيه الحديديتين الى صدره و هو يتابع
هامسا: كم اريد ان اسحقك على صدري لتتلاشين بداخله
كانت تستمع الى كلماته الغريبة ووجهها مدفونا في
كتفه و عينيها متسعتين بذهول و هي لا تجرا على التنفس من شدة الخوف فهي الان بصحبة
شخص مختل و مجنون همست اخيرا: انت مهووس
ضحك باختناق اجش و هو يميل براسه الى اذنها ثم همس: نعم انا مهووس
منذ رايتك و انا لا يشغلني شيء سوى التسرب لكل ذرة من حياتك
رفع راسه لينظر الي عينيها المرتعبتين للحظات قبل ان
ينقض عليها مفجرا اشواقه المحرقة و التي احرقتها من قبل مرارا اخذت تتلوى
بين ذراعيه بقوة و هي تبكي و تان برعب دون جدوى حيث اتجه بها الى السرير العريض ثم
القاها عليه استقامت جالسة ما ان حطت عليه ناوية الهرب الا انه كان قد انضم لها
وهو يعتصرها بين احضانه ليعيدها اليه من جديد الى احضانه حيث انعدمت الرؤية لديها
تماما و غابت عن الوعي
بعد فترة كان ينظر الي حلمه الذي تحقق حيث كانت
ترقد بجواره نائمة و ملامحها تبدو كطفل يعاني من رؤية كابوس لا يظهر منها سوى
كتفيها المرمريتين حيث كانت متشبثة بالغطاء بقوة حتى في نومها و كانها تستمد منه
الحماية في لحظات غفلتها عن العالم
تاوه بضحكة خشنة مذهولة و خافتة اي شعور بالاكتمال
ذلك الذي يشعر به في تلك اللحظة لقد اصبحت له اخيرا لم يعكر صفو الاكتمال الذي
يشعر به سوى مقاومتها و هو يريدها خاضعة عقلا و جسدا و روحا له لكنه سيستطيع
اخضاعها انها تحبه يعلم ذلك في تلك اللحظة
تناهى الى اذنه صوت مكتوما في الخارج رافقه نباح شيشيماتو عقد حاجبيه بحدة و هو
ينهض ليرتدي ثيابه على عجل و يخرج
بعد بعض الوقت فتحت عينيها و هي تتاوه بالم و قلق
بعد صراع عنيف مع كابوس مرعب و ما ان ادركت ما حصل حتى استقامت شاهقة برعب و هي
ترفع الغطاء حتى ذقنها تتطلع الى انحاء الغرفة اتسعت عيناها رعبا و كانها افاقت من
غفلتها للتو اخذت تنشج بصعوبة و كانها لا تصدق ما حدث لها تنشج و تنشج حتى اوشكت
ان تصاب بنوبة قلبية و هي في حالة صدمة و ذهول نهضت من مكانها و اتجهت الى الحمام
تشعر بالقرف انها ملوثة و رائحته تخنقها وقفت تحت الماء طويلا و هي تفرك كامل
جسدها و رائحة عطره لازالت عليها لم تعلم كم امضت من وقت تغتسل لكن عندما حرقها
جلدها من قوة فركها له خرجت من الحمام ارتدت ثيابها و جلست على الارض رافعة
ركبتيها الي صدرها تضمهما بقوة لا تريد التفكير فيما حصل لا تجرؤ على الذكرى لم
تسمح لاي صورة ان تمر عبر خيالها فقط حالة من التجمد كانت تهتز في مكانها اهتزازا
عنيفا و هي تتقدم للامام و تتراجع بحركة رتيبة متوترة و كل عصب في جسدها ينتفض
تجيل نظراتها في غرفتها ليست تلك غرفتها الامنة ليست مكانها و ليس بيتها لكنها
دمغت باسم صاحبها وقعت عيناها على شيئ معدني يلمع تحت السرير اقتربت منها لتجد
انها سكين لابد انها وقعت من الصينية حين قلبتها رفعتها بيدها و بقيت تنظر لها و
تهمس: لقد اخبرتك بانني ساقتل
نفسي لو لمستني يونغوك
قربت السكين من معصمها لكن فجاة سمعت اصواتا
مكتومة كان جسما يسقط ارضا و خطوات تقترب من الغرفة اسرعت باخفاء السكين بين
ثيابها ليفتح الباب و يدخل يونغوك و حالما راى سونغ جي ابتسم بسعادة: مرحبا حبيبتي لقد
استيقظتي
اقترب منها و قبلها فانكمشت و هي تبعد نفسها عنه: ابتعد عني
شدد على قبضتيه قبل ان يهمس لها برقة: لم اكن اريد ان احصل
عليك بتلك الطريقة صدقيني لكن انت من ارغمني على ذلك لكن اعدك لن افعل اي شيء رغما
عنك مجددا سيكون كل شيء كما ترغبين
همست بصوت ضعيف: لا ارغب بشيء سوى الموت
امسك بشعرها بقوة و رفع راسها لتتقابل عيناهما و صرخ
بغضب: لقد اخبرتك لا تذكري
الموت فهو ايضا لن يجرا على اخذك مني انت لي هل فهمتي؟
نظرت له بكره: انا اكرهك يونغوك
سيجدونني و عندها ستندم على كل شيء
قتمت عيناه و امسك بذراعها يوقفها و يجرها خلفه
نحو الباب يفتحه و يخرجها منه ساحبا اياها خلفه لينزلا السلم و هي تكاد تسقط و
حالما وصلا دفعها لتسقط راكعة امامه و هتف: و من سيجدك فهاهو الشخص
الذي استنجدتي به ممدد هنا من سينقذك الان؟
رفعت سونغ جي راسها بسرعة لتشهق بحدة و هي تشاهد
جسدي سيونغجاي و ايونجي ممددان همست بضعف: ماذا فعلت لهما؟
اقترب من الجسدين و تكلم: لم افعل لهما شيئا بعد
اردت اخذ رايك فمصيرهما انت تحددينه في الواقع لقد حان الوقت لاعاقبهما على التدخل
بيننا و محاولتهما افساد علاقتنا
صرخت سونغ جي: انت مجنون مختل
قست ملامحه و وقف ليسحب سكينا كان يخفيها في جيبه
امسك براس سيونغجاي و مرر السكين على عنقه: هل تريدين رؤية بعض
الجنون الحقيقي
شحبت سونغ جي و صرخت برعب: ارجوك لا تاذه ارجوك
اشتدت قبضة يونغوك على عنق سيونغجاي و صرخ من بين
اسنانه: هل تخافين عليه تخشين ان اؤذيه؟
اغمضت سونغ جي عينيها و هي تلوم نفسها هي السبب هي
السبب في كل ما يحدث ما كان عليها ان تورطهما هي الغبية اختارت ان تتصل بسيونغجاي
عوضا عن ان تتصل بالشرطة ان اصابهما اي مكروه فهي وحدها المسؤولة كانت السكين قد
لامست بالفعل عنق سيونغجاي ليسيل دمه فهمست له: انه لا يستحق ان تضيع
نفسك و تضيع حبنا
نظر لها بحدة: حبنا؟؟
هزت راسها بانفعال: اجل حبنا الم تفعل كل
شيء لانك تحبني؟ اعترف انني كنت خائفة منك بعض الشيء لكنني احبك اوبا
ترك يونغوك السكين من يده و هو يسرع اليها ليمسك
وجهها بين يديه و يرغمها على النظر اليه وهو يتكلم بلهفة: قوليها مرة اخرى لقد
اشتقت لسماعها منك
رفعت راسها اليه و تهمس له: احبك يونغوك
احبك
تاوه بسعادة و قبل ان تنطق كلمة اخرى مال نحوها
ليكتم شهقاتها بفمه بقبلة مجنونة عنيفة جائعة متلهفة بينما انتفضت روحها رفضا
لكنها تمالكت نفسها اغمضت عينيها بقوة ودموعها تتدفق بغزارة فوق وجنتيها و هي تحس
بشفتيه تلامسان وجنتها وعنقها اطلقت صوتا مختنقا لم يدرك اشمئزازها وخوفها فيه
ارتجف جسده في تفسير خاطيء لردود افعالها فتمادى و هو يتمتم: احبك سونغ جي احـ....
لينتفض فجاة فوقها و هو يحدق فيها مذهولا ليرى القسوة والغضب في عينيها و هي تخرج السكين التي تمكنت من
سحبه من بين ثيابها و غرزتها في صدره لتعود و تطعنه بها مرة بعد مرة مشحونة بالخوف
بالغضب بالقهر والاذلال تدفقت الدماء من فمه لتلطخ عنقها وصدرها و صدر صوت متحشرج
من حلقه وهو يبتعد عنها يحاول التقاط انفاسه
ينما ابتعدت عنه تراجعت و التصقت بالحائط تراقبه يتخبط
و يتخبط حتى سكنت حركته تماما و تحته بركة كانت تتسع شيئا فشيئا من الدماء ظلت
تحدق به بجمود و هي تضم نفسها تهتز الى الامام و الخلف
بعد شهرين
ارتفعت دقات على باب الغرفة قبل ان تدخل ايونجي لتجد سونغ جي تجلس فوق الاريكة قرب النافذة تنظر للسماء بوجوم تنهدت بحزن لحال صديقتها فمنذ ذلك اليوم الذي استيقظت فيه لتجد سونغ جي منكمشة في زاوية ثيابها ملطخة بالدماء و جسد يونغوك غارق بالدماء الى جانبها و هي على هذه الحالة جامدة ساهمة لم تنطق بحرف واحد طوال التحقيق لم يتم ادانتها لانها كانت في حالة دفاع عن النفس
منذ شهرين وهي تلتزم غرفتها دون ان تخرج
منها بالكاد كانو يرونها فقط حين تضطرا هي او امها لاطعامها بالقوة
طردت تلك الافكار و اقتربت منها: صباح الخير اوني كيف حالك اليوم؟
لم تجبها سونغ جي فاكملت: افتقدك كثيرا
اخفضت عينيها ياسا و هي تواجه صمت كل يوم ثم همست
مبتسمة: اتعلمين لقد تحسن طعم كعكي و بات الجميع يحبه اعتقد انني ساصبح
امهر منك
لم ترد سونغ جي و لم تنظر اليها تنهدت ايونجي بحزن: لا استطيع تحمل
حالتك بعد الان اوني اشتاق الى صوتك
و لما ياست ايونجي وقفت لتغادر: ساذهب الان لقد احضرت
بعض الكعك انه فـ...
قاطعتها سونغ جي دون ان تنظر اليها: لماذا لم تحضري لي بعضا
منه اذا؟ او تخشين ان اكتشف ردائته
اتسعت عيني ايونجي ذهولا و هي تنظر الى سونغ جي
تتاكد من انها تكلمت معها اخيرا فهتفت بلهفة: حقا تريدين تذوقه
اومات سونغ جي براسها و هي تبتسم لها بضعف: نعم انا جائعة جدا
اسرعت ايونجي نحو الباب: لحظة واحدة فقط و سيكون
الذ كعك امامك
و قبل ان تغادر عادت الى سونغ جي و عانقتها بقوة: اشتقت اليك
و بعد ان خرجت ايونجي همست سونغ جي: اشتقت لنفسي
ثم اتجهت الى مراتها تنظر الى صورتها طويلا رفعت
يديها ببطء وهي تزيح سترة بيجامتها لاعلى قليلا لتتلمس بشرة بطنها بكفها و تهمس: اسفة لانني لم اتمناك
اسفة لانك فرضت علي فرضا اسفة لكوني لا اقفز فرحا في انتظارك لكن تذكر شيئا واحدا
انني اخترتك بكامل ارادتي في حين فرض علي كل شيء غيرك
النهاية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق