نصف روح
البارت الثالث
By: Bella
من بعيد، كانت هناك طفلة
صغيرة، تمشي الى جانب فتاة جميلة.. ترتدي ثوبا من المفترض كونه قصيرا لكنه يصل الى
ما بعد ركبتيها، حذاء ابيض صغير لطيف للغاية، و طوق حول شعرها الذي يتجاوز كتفها
بقليل.. و عندما اقتربت اكثر منا، بدأت بالجري و تركت يد الفتاة. رجلان صغيرتان
تلتفان حول بعضهما حتى شعرت بأنها ستتعثر في اقدامها.
صوت طفولي اتى بصراخ مبهج:
جااااااااااااااااااااااااااااااااي
كانت تنظر باتجاه هيوك و تجري و ضحكات تفلت
من بين شفتيها.. اصوات سعادة..
هيوكجاي قام من جانبي، و جثى ارضا ليلتقط
الجارية من بعيد.. احاطت رقبته بيدين صغيرتين و ظلت تضحك بشدة.. بينما هو قام
واقفا و ظل يدور بها.. و تخللت ضحكاتهما الهواء لتغلفه بتعويذة سعادة
هيوك: كيف حال صغيرتي؟
ضحكت بسعادة: ثغيرتي كانت تريد رؤية
جااااااي
دار بها مجددا لتضحك بصوت اعلى، و اتت
القادمة من بعيد لأدرك انها تشبه هيوكجاي الى حد كبير.. هي سورا اذن!
الفتاة بدرامية: لم ترِدني حتى ان امشط
شعرها بدأت بالصراخ و بأنها سترى "جاااااي" اخيرا
تنحنح هيوك: اسف اني لم اتي منذ مدة..
–التفت للصغيرة بين ذراعيه مجددا- امييييرتي لم تشاغب صحيح؟
هزت الصغيرة رأسها بقوة: امييييرتي مطيعة
لأن اوماه قالت ان كنت مطيعة ثأرى جاااي قريييبا.. امييرتي ثتثبح مطيعة دوما دوما
كنت اشاهد باستمتاع.. هل سيصبح هيوك هكذا
ان رُزق باطفال يوم ما؟ السعادة التي تشع بصدق من عينيه، الضحكات العالية و كل شئ
جميل للغاية ليبدو حقيقيا..
تنحنحت الفتاة و بصوت منخفض في محاولة لئلا
اسمعها: من هي؟ اول مرة اراك بصحبة فتاة!
هيوكجاي التفت بالصغيرة اليّ، و مد يدها
اليّ: هيومي.. سلمي على يورا..
مددت يدي اليها لأحتوي الاصابع الصغيرة:
مرحبا هيومي
امسكت بيدي: مرحبا رااا
هيوك: يورا يورا ليس رااا فقط
مطت شفتيها: هي رااا فقط
و على الجهة الاخرى توجد فتاة تقف فاغرة
فاهها فقط محدقة بي.. و لا، لم يكن الامر غير مريحا.. اعذرها حقا فهي لم تتوقع
مجيئي، كما لم اتوقع انا بالضبط
الفتاة: كيف..
هيوك: ليتوك :")
لا اعلم كيف يتقبلون الامر بمجرد ذكر
اسمه!!
اشارت الي هيومي: من را؟
ابتسم هيوك ابتسامة عريضة: هيومي، اقدم
لكِ.. حبيبتي
مطت شفتيها و ضيقت عيناها: لا... ميمي فقط
حبيبة جاي
ثم امسكت بيد هيوك بعيدا عني.. تلك الطفلة
لطيفة بالفعل! و الاهم من ذلك انها تحبه كثيرا!
حاول ان يفلت يده منها الا انها لم تعطه اي
مجال: لكنها حقا حبيبتي! هي اتت اولا
هيومي: لا ميمي اتت اولا! لم ارها قبلا،
ميمي اتت اولا قبلها
ضحك
قليلا: لا حقا! يورا اتت قبل ان تولد ميمي
علامات التذمر التي ظهرت على وجهها كانت
لطيفة للغاية! وددت فقط ان ابعثر شعرها و امط خدودها قليلا!
قالت بوجه حزين: لكن جاي يحب ميمي
اقترب مني: جاي يحب يورا و يحب ميمي، هل
يمكن ان تحب ميمي يورا كذلك؟
مطت شفتيها مجددا و كأنها عادتها الدائمة:
ميمي ثتفكر...
ابتسم و التفت للفتاة التي لا تزال واقفة
بمسافة قريبة منا: هي تظن بأنها لا تبدو "جيدة كفاية" لتلتقي بوالديّ...
ارجوكي اخبريها انها رائعة!
الفتاة: حقا؟! –التفتت اليّ- انظري اليّ
انا! تبدين حقا جيدة للغاية!
كانت ترتدي جينز و قميص وردي اللون. شعر
طويل و شفتين زهريتين... لماذا هذه العائلة تبدو بهذا الكمال يشعرونني و كأني
مشردة!
مددت يدي ايضا لأسلم عليها: يورا.. تشرفت بلقاءك..
سورا: اه! تذكرت! تريدين ان تريّ صور هذا
المعتوه و هو طفل؟ لدي صور فاضحة له! امي يمكنها ايضا ان تخبركِ قصص محرجة عن
طفولته.. اتريدين تفويت الامر؟!
بعد التفكير في الامر، اظن انها فرصتي
الوحيدة..
هيوك مهددا: سورا! اياكي ان تريها تلك
الصور!! ستكرهني!!!
سارعت: سآتي معكِ على شرط ان تريني جميع
الصور
سورا:
اتفقنا
طوال الوقت كانت هيومي تنظر اليّ بتمعن،
ربما تفكر بكيف انني سرقت منها "حبيبها".. فتحت فمها و كأنها على وشك
الكلام ثم اغلقته مرة اخرى.. يا الهي!! تبدو لطيفة بطريقة محببة للغاية!
عادت لتتحدث: ميمي قررت بأنها ثتحب را على
شرط واحد!
نظر هيوك بتعجب لها ثم نظر لأخته: متى
تعلمت ان تقول "على شرط واحد"؟!!
هزت سورا كتفيها و قالت بلا مبالاة: جون
وو..
لم تكترث لهم الصغيرة و تابعت: را ثتترك
جاي يحكي لي القثث التي يحكيها لي دوما.. و ثيأتي ليراني كثيرا! لو لم يأتِ لن
احبها
ربّت على رأسها: انا سأخبره ان يفعل كل
هذا! اذن نحن اصدقاء الان؟
نظرت للأعلى ثم ابتسمت ابتسامة واسعة
للغاية: حثنا!!
و الاثنان الاخران كانا يتبادلان كلاما من
نوعية "انت مدين لي هيوكجاي مدى حياتك!!" و "جميلة هي، صحيح؟!
حبيبتي تلك"
انزل
هيوكجاي هيومي ارضا لكنها تعلقت برقبته: هل تنزلني و ثتحملها هي؟!!!
ضحك بخفة: لا لن احملها الان.. سنمشي للقصر
مجددا، و سأمسك بيد ميمي حبيبتي، و ميمي ستمسك بيد حبيبتي الاخرى، همم؟
كان ردها ان اعطتني يدها الصغيرة لأمسك بها...
اما سورا؟ غمزت لي و قالت بأنها "ستراني بعد قليل" و انها ذاهبة لتجهيز
كل الصور التي تمتلكها لهيوكجاي :3
و لأن خطوات ميمي هي خطوات صغيرة للغاية،
كنا نمشي ببطء نسبي...
سألتها: اذن ميمي كم عمرك؟
بدا و كأنها تحاول فهم ما اقول، لذلك نطرت
لهيوكجاي تنتظر منه اجابة
هيوك: ميمي هي تريد ان تعرف كم عيد ميلاد
حصلتي عليه حتى الان
افلتت يدي و اشارت بثلاثة اصابع: امي تقول
بأني ثأحثل على واحد اخر قريبا، و انا اقول لها اني اريده الان، و هي تقول انني لا
اثتطيع
طفلة تستطيع التعبير جيدا، تبدو ذكية و
لطيفة... و تبدو و كأنها تحب هيوك جدا!!
استمرينا بتبادل الاحاديث و الاسئلة الى ان
وصلنا الى بوابة ضخمة! لكنها مفتوحة! الاسوار الخارجية مغطاة بنباتات متسلقة و
اشجار، بعض الورود في احواض حول الاسوار ايضا، و بمجرد النظر للداخل توجد نافورة
كبيرة للغاية بداخلها تتلألأ قطرات المياه تحت اشعة الشمس الساطعة.. الكثير من
النباتات الجميلة للغاية، و حديقة واسعة ربما تضاهي في مساحتها مساحة ملعب لكرة
القدم!
أهو حقا يعيش هنا؟ و لا يأتي للمنزل كثيرا
و يبقى في اكواخ كالتي بقينا بها؟! أهو احمق؟ ام انني وقعت بحب شخص مجنون؟!
قاطعت هيومي افكاري: جااااي! جدتي تحضر
اليوم حلوى!
هيوك: لنذهب لمساعدتها؟
تركت ايدينا و بدأت بالجري لداخل القصر، و
بمجرد ان فعلت، استبدل هيوكجاي يدها الصغيرة بيده الدافئة التي تحتضن يدي..
ابتسامته تمنحني احساسا بالامان.. الطمأنينة ربما.
بدأ بشرح المنزل: الحديقة الخلفية تبدو
اجمل من هذه، حجرتي بالطابق العلوي! الطابق العلوي به غرف النوم، توجد غرفة لسورا
و جون وو، و هيومي حصلت على غرفة ايضا.. في الطابق السفلي يوجد مطبخ تستولي عليه
امي احيانا كثيرة! و حجرة للموسيقى، و المكتبة!!! توجد كتب رائعة بالداخل!
بحماس طفل صغير يريد ان يُري صديقته انحاء
منزلهم الجديد لتلعب معه، بدأ بادخالي القصر، احسست برهبة في البداية.. ماذا ان لم
تتقبلني والدته؟ او ماذا ان غضب والده من قدومي؟ او ربما.. لا اعلم! اشعر و كأنني
دخيلة غير مرغوب فيها! ربما اخته فقط لطيفة! لكن لا شئ سيضمن تقبل والديه لي،
صحيح؟
كان هو يأخذني بداخل القصر و رائحة
المخبوزات تعبق بالجو، رائحة الدفء.. و اقتربنا اكثر من مصدر الرائحة و شعرت
بالتوتر و بدأت يداي بالتعرق و حركة رجلي كانت ابطئ..
هيوك: ما بك؟
ابتلعت ريقي بصعوبة: لا اظنني واثقة بنفسي
لأقابل والديك بعد.. ربما عليّ ان التقي بسورا فقط للان..
كانت والدته تقطع عجين على سطح ملئ
بالطحين، فتركت كل شئ بيدها و اقتربت منه بسرعة لتحتضنه: انت المفاجأة التي
اخبرتني سورا عنها!!!! اشتقت اليك صغيري!!!
بقيت محتضنة اياه بقوة لبضع ثوان قبل ان
تبتعد و تضربه على رأسه بشئ من القوة: انا لا اراك تقريبا! سأموت قبل ان اراك مرة
اخرى!
اسرع بالقول: لا تقولي هذا!!! ستعيشين
طويييييلا جدا و ستخبزين لي كل ما احب تناوله
مطت شفتيها: انت خبير في قول الكلمات
المعسولة حتى اسامحك
علمت الان ممن تعلمت هيومي تلك الحركة
الدقائق الفائتة كانت مليئة بهيوكجاي و
والدته لدرجة انها لم تلحظني، كنت اقف اراقبهما بحب، تبدو حقا حنونة للغاية!
عناقها له و كلامها اللطيف، هو حقا فتى والدته المدلل
نظرت الي بحيرة: هيوك؟ من الفتاة الجميلة
التي تقف هناك؟
خطى اليّ و امسك بيدي: امي! اقدم لكِ
يورا!! حبيبتي
عقدت حاجبيها بتمعن للحظات قبل ان تسأل:
كيف؟!
هيوك: ليتوك.. لا اعلم الكثير لكن المهم
الان انها هنا، جميلة صحيح؟ اختياراتي دائما رائعة انا اعلم ذلك
ابتسمت والدته بدفء و احتضنتني ايضا: مرحبا
عزيزتي!! سأخبرهم بأن يجهزوا غرفة مريحة لكِ
لقد ورث الكثير من والدته... اكثر مما
اعتقد... هي ايضا تعانق عناقا دافئا، مريحا، و ملئ بالامان
عندما ابتعدت قلت: لا لا!! انا هنا مع
والدتي... يجب عليّ ان اعود اليها!
ردت بلطف: والدتك و اي شخص اخر مرحب به
هنا، كما ترين القصر واسع للغاية و لا نحصل دوما على ضيوف اعزاء... ثم انني..
–نظرت لهيوك بلؤم- اعتبرك فردا من العائلة بالفعل!
تورد وجهه و صرخ ليغطي على الامر: امي!!!!
لا تحرجيها رجاءا!!! ااااه سآخذها لأريها القصر...
امسكت امه بيدي تمنعه عني: لا، انت ستذهب لـري
الاحواض بالحديقة الخلفية، و سترتب الغرفة التي ستبقى بها يورا، هناك احاديث فتيات
بيني و بينها و لا يجب عليك الاستماع اليها
قلب شفتيه بتذمر: امـــي!!! لا اعلم الى
متى ستبقى هنا!!! سآخذ اليوم بطوله لأنتهي
من كل هذا!
بلامبالاة اخذت يدي الى خلف السطح الرخامي:
اذن عليك ان تبدأ سريعا.. هيا اذهب من هنا...
نظر لي بتوسل لأنقذه... لكن ليس باليد حيلة
تنهد بيأس: سأعود اليكِ قريبا! لن اتأخر
هاه؟ امي احيانا قد تبدأ بازعاجك او بالتذمر.. ان فعلت نادي عليّ و سأ-
لم يكمل كلمته لأن والدته تناولت شيئا
خشبيا و يبدو ثقيلا و كانت ستقذفه باتجاهه! امه تبدو حقا كشخصية محببة
والدته: ارجوكِ اخبريني انه ليس مزعجا هكذا
معكِ ايضا!!!
عارضتها بسرعة: لا لا!!! هيوك حقا لطيف
للغاية!
استدارت لخزانة بداخل المطبخ و فتحتها
لتخرج ما تبين انها مئزرة فيما بعد
سألتني: ستساعدينني صحيح؟!
لوهلة شعرت و كأني سأدخل في امتحان صعب
للغاية! كيف يمكنني ان اجعل والدته تتقبلني؟ حبه لوالدته يشدني كثيرا! و انا
اريدها ايضا ان تحبني.. ااه!!! لمَ الامر معقد هكذا؟ امأت لها بلطف و ابتلعت غصة
صغيرة
قادتني الى السطح و اعطتني بعض الادوات
قالت بينما تفرد العجين مرة اخرى: اصنع بعض
البسكويتات الصغيرة لميمي، يمكنكِ ان تعطيني الادوات، او ان ترصي البسكويتات في
صينية الخبز.. ان اردتِ ان تقطعي العجين يمكنك الاخذ من الاناء المجاور
صوتها هادئ و على الرغم من هذا لم استطع
الا ان اشعر ببعض التوتر.. فتاة غريبة و ابنها مجنون بها! و لا يأتي للمنزل! ان كنت مكانها لا
اعلم ما قد افعل!
اقتربت و بدأت بأخذ قطعة صغيرة و تقطيعها،
هلال.. نجوم.. و رصصتهم بالسطح الموضوع عليه ورق الخبز...
قاطعت والدته الصمت: هيوك... هيوك حقا شاب
جيد.. اتمنى حقا انه يعاملكِ جيدا!
فاجئني كلامها! ليس ما توقعته على الاطلاق!
رددت: هيوك حقا اكثر من جيد! هيوك يمتلك
صفات اكثر مما قد احلم بها..
تنهدت بخفوت: لم اره يبتسم هكذا منذ فترة
طويلة للغاية!! تفاجئت لدى رؤيته هكذا.. حقا لا تدركين كم افتقدت ان يبتسم ابني
بهذه الطريقة... لبرهة كنت قد اكرهكِ و انا اسفة لذلك لأني عندما رأيتكِ علمت لمَ
وقع بحبك.. لكن.. عدم وجودك سرق منه سعادته.. حاولي البقاء... اريده ان يكون سعيدا
و حسب...
في النهاية، هي ام.. تريد ان ترى ابنها
سعيدا فقط..
فتحت فمي لأخرج كلمات، لكن في المرة الاولى
لم استطع التحدث.. بعد لحظات حاولت مجددا: انا ايضا اريد البقاء.. لم تكن حياتي
سعيدة للغاية و هو ليس بها...
ابتسمت قليلا: اذن، لننتهي من الخبز و نذهب
لنرى حلا للمشكلة –ابتسمت ابتسامة اوسع- اه! سواء بقيتي او لا، ذكريني بأن اخبرك
بشئ ما.. همم؟
بقينا قرب الساعة نقطع العجين و نضعه في
الفرن، و بدأت الرائحة الزكية تعبق المنزل... ثم اتت طفلة صغيرة تتشابك قدماها
اثناء الجري
هيومي: جدتي!!!!! اخبرتني حين تبرد الكعكة
ثنزينها ثويا –نظرت باتجاهي- هل يمكن ان تعمل راا معنا؟ لكنها لن تأكل الشوكولا
خاثتي!!!!
ضحكت جدتها و حملتها لتضعها على السطح
الرخامي: علينا ان نتركها تبرد قليلا بعد هممم؟ سنجهز الشوكولا بعد قليل
صرخت الصغيرة بسعادة مبالغ فيها و بدأت بالضحك،
و انا انظر اليهم بحب.. لماذا يبتعد هيوكجاي عن هذه الاجواء السعيدة؟ و للمرة
الالف اشعر بالذنب تجاهه.. و كأنني قد دمرت حياته بدون ان اقصد
و دخل من الباب الشخص الذي كنت افكر به...
بتلقائية ابتسمت...
هيوك حقا هو طفل والدته المدلل، فتاها
الوحيد، و اصغر اولادها! بالطبع سيكون مدلل للغاية!
والدته اردفت: ساعدتني كثيرا في الخبز،
يمكنك ان تدعها تستريح قليلا هيوك.. لا تتعبها!
هيوك –بخفوت-: و كأنها هي ابنتك و لست
انا.. –رفع صوته ليكون مسموعا لها- حسنا سنلقاكم بعد قليل..!
كانت الشمس لا تزال هادئة.. لم ينتصف
النهار بعد، و نحن بالفعل فعلنا الكثير من الاشياء..
سألني: بأين تريدين البدأ هاه؟
فكرت قليلا: الحديقة؟!
اخذني في نزهة حول القصر... اراني كل
اماكنه المفضلة، و مخابئه السرية، منزل الشجرة الذي صنعه مع والده و هو طفل، و غرفة
الموسيقى! هناك غرفة ايضا صنعت خصيصا له ليتمرن على الرقص! كنت اعلم انه راقص جيد،
لكن لم اتخيل انه ماهر لدرجة ان لديه حجرة للتدريب! غرفته ايضا كانت رائعة! حائط
كامل من الزجاج و مكتبة مليئة بالكتب!
هيوك: احب ان افتح ستائر هذا الحائط عندما
يكتمل القمر... ان استطعت يوما.. –حك رقبته من الخلف- اريد حقا ان اريكي كيف يبدو
القمر من هنا...
لم تعتليني حمرة الخجل وحدي، كلانا شعر
بالحرج و لو قليلا.. ااه! نحن ميئوس منا!
جلسنا على الاريكة المقابلة لسريره، و امسك
بيدي بدون ان ينطق بكلمة. ربما ليس علينا التحدث في مثل هذه اللحظات. قبل ان يقفز
فجأة: هيا!!! سنذهب لوالدي لنسأله كيف يمكننه جعلكِ تبقين! لن اضيع الوقت هكذا...
لا يزال هناك اليوم و بعض ساعات الغد ايضا..
امسك بيدي و اخذني للطابق السفلي، حيث مكتب
والده يقع..
شددت على يده ليتوقف: هيوك حقا... لقاؤهم
جميعا يربكني... لم اكن مستعدة للقاء اهلك
بمثل هذه الظروف!
ابتسم: حقا لا يهتمون كثيرا للامر! لا
تقلقي، ثم ان امي تبدو و كأنها تحبك كثيرا.. لقد رأتني منذ مدة طويلة بفضلك..
ارتبكت قليلا: اه.. هيوك اريد ان اتحدث
اليك بخصوص هذا الامر..
هيوك: سنتحدث لكن بعد ان نسأل والدي همممم؟
اقتربنا اكثر من المكتب الجالس به والده،
طرق الباب بهدوء ثم فتح الباب لندخل بعد ان سمعنا رد بالايجاب
والده باستغراب: هيوك؟!
شعر هيوك ببعض الحرج: ااا اجل.. اعلم بأني
لم اتي منذ وقت طويل...
قام والده من الكرسي و اقترب ليعانقه عناق
رجولي للغاية... لماذا لا يبقى بجوار عائلة كهذه؟ ابتعدا بعد لحظات ليلتفت اليّ و
يمسك بيديّ و يبتسم
هيوك بابتسامة واسعة: هذه يورا...
عقد الوالد حاجبيه لبرهة فهز هيوك رأسه
بالايجاب بينما يشد على يدي. سلم علي الوالد بحرارة قبل ان يقودنا الى اريكة من
الجلد تبدو باهظة الثمن للغاية لدرجة انني خفت ان اجلس عليها!
والده: اذن...؟
هيوك و هو لا يزال ممسكا بيدي: اريد منها
البقاء... كل المعلومات المتاحة لدي الان هي انها قد اتت بصحبة والدتها و صديقتها
و السيد ليتوك... هي.. نصف روح ايضا.. والدها ها هنا... أيجعل هذا امر بقاءها اسهل؟
شبك الوالد يديه و بدا و كأنه يفكر بامعان:
ربما... لا شئ مستحيل و لكن هذا يرجع اليها... و الى قدرتها على التكيف هنا، اضف
اليه طاقتها ايضا... الامر معقد
تنحنحت بحرج: انا اسفة على المقاطعة، لكني
حقا لا افهم امر السيد ليتوك هذا.. كيف احضرنا الى هنا؟
ابتسم الوالد: ليتوك قد يكون أعلم شخص
بالمملكة بأمور التنقل بين الابعاد... لكن كيف اتى اليكم؟
رفعت كتفي: لا ادري حقا! صباح الامس كان
جالسا بغرفة معيشتنا و والدتي تخبرني بأننا ذاهبون الى مكان ما!
عاد والده للتفكير بامعان مجددا، و هيوك
ايضا يبدو و كأنه يفكر بعمق ليجد حلا للأمر... عمّ الصمت على الغرفة لبعض الوقت
قبل ان تدخل هيومي و هي تشد يد جدتها و باليد الاخرى تحمل طبقا به بسكويتات صغيرة
ميزتها بسهولة لأنني من صنعها
هيومي: جدي تذوق ما ثنعته رااا –تركت يد
جدتها و امسكت ببسكويتة لتعطيها لجدها- ها هي!
اخذ البسكويتة منها و "مممممممممم
لذيييييذة" قبل ان ينظر اليّ
الوالد: يبدو انك جيدة بالخبز ايضا
شعرت بالاحراج لأنني لم افعل اي شئ: في
الحقيقة، فقط قطعت البسكويتات و رصصتها لم افعل اكثر من هذا..
الوالد: لا تزال جيدة، و لا تزال تحت اسمك
عائلة دافئة، لا عجب ان هيوك دافئ ايضا...
هيوك: ميمي، ايمكنني ان اتذوقها انا ايضا؟
افلتت هيومي يد جدتها و اقتربت من هيوك
بحذر و هي تمد يدها ببسكويتة على شكل هلال: ها هي
همهم بخفوت: تعلمت الكثير في اثناء
غيابي...
لقليل من الوقت نسي الجميع امر التنقل و
البقاء و كل شئ... كل شئ حقا، هيومي لديها القدرة على جذب انتباه الجميع و جعل
تركيزهم ينصب في اتجاه واحد و هو كيف انها طفلة رائعة للغاية!
تحدث الوالد مجددا: ربما عليك زيارة
سونجمين...
التفت هيوك اليه بغتة: سونجمين؟
الوالد: قد يبدو شخصا بسيطا للغاية لكنه
يمتلك قوة لا يستهان بها، قد يساعدك في هذا الامر.
استقام و نظر اليّ لنذهب، ثم التفت لوالده
مجددا: اين السيد هيوسونج؟
ردت والدته: في اجازة! طلب اجازة لاربعة
ايام، لكنك تعلم اين تجده...
اماء لها قبل ان يذهب لعناق والديه و هيومي
و توديعهم، و وعدهم بأنه سيعود للمنزل. عانقت والدته و سورا و هيومي، و اقسمت بأني
سأراهم مجددا قبل ان اذهب.. او ان بقيت على حد سواء... .. على الاقل لرؤية فضائح
هيوكجاي و هو طفل!
نظر للحظات للمنزل قبل ان يمسك بيدي و نبدأ
بالرحيل.. اتخذنا طريق اخر غير الذي جئنا منه، و كنوع من بدء الحديث سألته
انا: من
السيد هيوسونج؟ اظن باني سمعت اسمه منك قبلا...
اردف: ااه! معلمي، الذي اخبرتك عنه قبلا..
اريدكِ ان تلتقيه ايضا...
هززت رأسي بيأس: بالامس لم اتخيل حتى بأن
القاك و الان عليّ ان التقي بجميع افراد عائلتك! يا الهي!
ضحك بخفوت: عليكِ ذلك على اي حال –صمت
للحظات- كنتِ تريدين الحديث بشأن شئ ما؟
تذكرت الامر الذي اردت ان اتحدث اليه به:
لماذا لا تبقى معهم بالمنزل؟ عائلة دافئة... هيومي ايضا تحبك... أهناك... أهناك
سبب يمنعك من البقاء معهم؟
واصل المشي معي بينما يشد على يدي و بدون
ان يتحدث لبعض الوقت... لم أعلم ان كان هذا لعدم وجود اجابة، ان كان لا يريد ان
يرد، ام انه يرتب الاجابة بعقله... تنهدت و انا على وشك اليأس.. ربما ليس وقته
الحديث عن هذا
هيوك: لا اعلم حقا.. لكن بقائي معهم بدون
الخروج من غرفتي، و ان خرجت سيكون للبحيرة التي وجدتني بها او التل... لا استطيع
البقاء معهم و انا لا استطيع رؤيتك... عندما تراني امي و انا شارد او حزين ينقبض
قلبها و انا اشعر بذلك... لا احب ان اكون سببا في حزنها ذاك... سورا حاولت تعريفي
الى فتيات من قبل –نظر اليّ- لكن حقا لم استطع... ربما احبك كثيرا جدا بالفعل!
رفعت حاجبي بتساؤل و عدم تصديق: حقا؟ تريد
اخباري ان سورا التي ستعرفك بملكات جمال لم تستطع ثنيك عن حبي؟! يااااه! سأشعر
بالغرور، حقا...
لم تكن ايا من الاحاديث الاخرى ذات اهمية،
ربما كانت فقط شيئا من اللحاق بما فاتنا.. خمس سنوات لم تكن بالقليلة لكن احداثها
المهمة... لم تكن كثيرة على الاطلاق!
تذكرت: لكن من سونجمين؟
اجابني: سونجمين... احد السحرة المختصين
بأمور التنقل و امور الطاقة و ربما يساعدنا-
قاطعته: توقف للحظة! لديكم سحرة؟ و مختصين؟
لمَ اشعر بأني دخلت لعالم خيالي للتو؟ ماذا هناك ايضا لا اعلم بشأنه؟ أهذا هو
–حاولت تقليد صوته لكن فشلت- "العالم المشابه لعالمك"؟ لا يبدو كذلك
البتة
هيوك: انتِ تعلمين.. لا توجد عوالم متشابهة
تماما... ما يهم الان هو ان هناك فرصة لبقاءك.. و سأعمل على جعلها تنجح...
تباطئت خطوتي قليلا: هيوك... سنحاول ما
بوسعنا.. لكن في حال لم ينجح الامر...
لم يدعني اكمل حديثي: لنترك ذلك لوقته؟ لا
اريد التفكير في امر رحيلك الان! لدينا يوم و بضع ساعات باقية بعد.. ستكون كافية و
ربما اكثر... اه! ان بقيتي، اين تودين العيش؟
انا: ربما نسيت ان والدي ها هنا ايضا
هيوك: تبا!!! نسيت!!! ايا كان الامر علينا
ان نذهب في الصباح الباكر لليتوك و والداكِ...
تبسمت: تُرى كيف سيكون والدي؟ الا تعلم اي
امر عن شخص ذهب لعالمنا؟
هيوك: هنالك الكثير هنا! بعضهم تنجح
علاقاتهم، و البعض الاخر... فقط يبقون وحيدين لحين موتهم..
الوحدة و حتى الموت؟ الا يبدو الامر قاسٍ
جدا؟!
انا: لماذا لم يحاولوا البدء من جديد؟
ابتسم بشئ من الحزن: ليس بالامر السهل... و
من حاولوا البدء من جديد كانوا اتعس بكثير ممن بقوا وحدهم!
ليس لطيف بالمرة ان نظل نتحدث بهذا الشأن:
هل الطريق لحيث يوجد سونجمين طويل؟
يتبع
يتبع
ينعن تبااااااا ، اول شي انو البارت كاين نازل من زمان بس لسا انتبهت لما شفت انو الرابع نزل والثالث لأ ، قلت أكيد نازل زمااان وضليت أدور لحتى لقيتو بدك قتلللل ضيفيه ع الملف الرئيسي، خسارة رواية متل هيك ما حد يقرأها ويتابعها، ينعن تباااا ثانيا اسلوبك سااااااحر قتلتيينييييي ، ما خلصتو الا وأنا بلدغ بحرف السين ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ، متشوقة متشوقةةة الروايةةة كيوت بشكل أوفر قلبي مش مستحمللل جد حاسة اني بقرأ سلسلة الشفق لستيفاني ماير بس حبكة وأحداث مختلفين، حاولت كثييير أقلد اسلوبها الرقيق والسلس ما زبط معي بحييكي جدااا إنو طالع معك اسلوب شبه اسلوبها هاااااااااااااااح
ردحذف