الجمعة، 30 سبتمبر 2016

(( Annoying, stupid & famous boy - تخيلي مع تشانيول ))

Annoying, stupid & famous boy
 تخيلي مع تشانيول






أبكي الغِناء ..

والضحكات الحارة ..

الجدار الذي إستندتُ عليه
حين  ولجتُ للحُب..

الأعشاب التي داعبت أخمص أرواحِنا ..

الأروقة التي خبأتنا
من بطش العادات

أبكي ..

الوسائد التي إِحتضناها ذات لهفة ..

الجنون الذي مارسناه

وأنت تُمسكُ بذمام بوحي في المدينة ..

صوتكَ المُتاخم
لغرفتي وأنتَ تُنادي :

- أنا هُنا مابين الظُلمة طُلي ..

أبكي ..
السُقوط فيك ..

وجُغرافيا الفراق
أَزمة العناق ..

وطوابير التنهيدات القادمة
والأبجدية اليتيمة ..


أغفلتِ دفتر يومياتكِ تجابهين سطوتَ ألم فراقكِ الكبير ..

لحبيبكِ الذي ما عرف قلبكِ الغض قبله ..

كما جرت العادة فتحتِ صفحات الإنترنت تتقصينّ أيّ خبر عنه ..

تتبعينّ أيّ تحديث له .. أي اشاعة حتى ..

لكنكِ اغفلتِ جهاز الكمبيوتر خاصتكِ بخيبة أمل و روح منهكة ..

ثم تناولتِ هاتفكِ المحمول بخفة هّر ..

لتبدئ إعادة قرائة لرسائلكم القديمة ..

التي تحفظينها عن ظهر قلب ..
لكنك تفعلين ..

فهي الشيء الوحيد الذي يؤكد لكِ أن ما حدث بينكما كان حقيقةً

عله تحدث معجزة ما و يرسل لكِ شيئاً ..

اسندتِ رأسكِ المثقل على الأريكة ..

تتسألين ..
كيف لشهر و يومان فقط أن يغيران إمرءً لهذه الدرجة..

أخذتكِ الذكريات الى ذلك اليوم
يوم إلتقيته .. يوم إنقلب عالمكِ متغيراً فما عاد كما كان ..
ولا يبدو أنه سيعود

كنتِ تصرخين بغضب في وجه موظف الجوازات والحجز بمطار سيدني بأستراليا :

- كيف تقول لي بأن الطائرة قد غادرت؟! (مدتتِ له تذكرتك تضربينّ عليها بيدكِ اﻵخرى)
أانظر هنا  لزمن الحضور واﻹقلاع.

الموظف في إرتباك :

- انا اعتذر يا انسة .. لقد  ارسلنا رسائل الى كل العملاء .. بأن الطائرة قد تقدم زمنها لساعة و نصف.

شتمتِ بصوت عالٍ غير مكترثة للرجلين الذين يتواجدان معكِ داخل المكتب لنفس السبب  :

- لم تصلني اي رسالة لعينة ( ضربتِ يدك بقوة فوق الطاولة غير مكترثة للألم الذي نالكِ ) أين المسؤول .. أريد أن أقابل المسؤول.

- ارجوكِ اهدئي .. يا انسة

شدّتِ ياقة قميصه كحيوان وشق كندي :

- متى موعد الرحلة القادمة؟

- بعد ثلاثة عشر ساعة .

أفلته بقوة :

-لا يمكنني أن أنتظر .. يتوجب علي الوصول  الى سيئول الآن .. مستقبلي على المحك.


اقترب أحد الرجلين ناحيتكِ ..

كان ذو ملامح استرالية بدين قليلاً

تكلم بهدوء  عكسكِ :
- يجب على السيد الصغير الوصول الى سيئول هذه الليلة.

عرفتِ أنه يقصد الآخر ..
فرفعتِ نظركِ الى الشاب الطويل الواقف عندالخلف..

بسترة رياضية  واسعة مع كاب وقناع وجه أسودين بجانب نظارة شمسية كبيرة ..

بدأ مريباً و غامضاً ..
لم تستطيعين ان تتبينِ ملامح وجهه..

ثم  حولتِ نظركِ عنه ، لم تكترثي لأكثر من ثوانٍ ..

أعرب الموظف للرجل الذي يبدو على معرفة به :

- نحن متأسفون سيد شيبرد .. سنقوم بتأمين نقل خاص حالاً.

طرفتِ عينيكِ بضع مرات دهشةً :

- ماذا تقصد بأنك ستؤمن لهما نقل خاص؟ ماذا عني ؟ مستقبلي؟

حاول الموظف تهدئتكِ بنفس عبارته السابقة و هو يجاهد نفسه حتى لا يفقد أعصابه

و بالتالي و ظيفته ربما .. فالزبون على حق في نهاية المطاف

بينما إستدار  ذلك القصير شيبرد عقبيه نحو الخارج يتبعه الشاب بخفة ..

إستمر  جدال عقيم امتد لربع ساعة بينكِ وبين الموظف ..

الى أن استسلمتِ  خارجةً من المكتب على مضض..

تقعدتِ يأساً أول كرسي بصالة المطار ..

جاهدتِ دموعكِ التي أبت الا أن تستوطن عينيك قسراً

فسمحتِ لها بالنزول علها تخفف حرقة قلبكِ ..

حتى أنكِ لم تنتبهي لشيبرد الذي اقترب منكِ مُعرباً في أدب :
- يا آنسة.

مسحتِ دموعك بكبرياء :
- ماذا؟!

رغم ما أظهرته من عدوانية الا أنه تابع على نفس الوتيرة :
- إن السيد الصغير .. يتمنى لو تقبلي عرضه بقبول اﻹنضمام اليه بالطائرة الخاصة التي ستعود به الى سيئول.

حدجته من أخمص قدميه لرأسه   :
-ماذا؟

كرر طلبه بشكل ابطأ :

- إن سيدي الصغير ..  سيطير الآن نحو سيئول بطائرة خاصة .. ويطلب منك اﻹنضمام اليه

أعربتِ بشكل دفاعي  :
- لا شكراً .

أحنى شيبرد رأسه بهدوء مبتعداً ..

بعد تفكير دام لثوانٍ ضربتِ رأسكِ لغباءكِ ..

و لم تجدي أمامك سوى أن تستقيمي راكضةً خلفه  :

- هيي .. أنت يا سيد .

توقف شيبرد مقاصداً لك :
- نعم يا انسة .. ما اﻷمر؟


- هل يمكنني ( رسمتِ إبتسامة مجاملة حاولتي أنّ تبدي ودودة قدر الإمكان ) أن أقابل سيدك اولاً ؟!

- حسناً سأخبره بطلبك .

اختفى شيبرد وعاد اليك بعد دقائق :
- إتبعيني من فضلك آنستي.

اتبعتي خطواته حتى فتح لك باب غرفة ..

دخلتِ مبتلعةً قصة صغيرة ..

ليقع بصركِ على ذاك الشاب .. الذي كان يجلس مرتخياً جسده على كرسي وثير داخل الغرفة صغيرة الأشبه بالإستراحة ..

كان لا يزال يرتدي القناع واضعاً الكاب فوق رأسه

حييته بانحناءة خفيفة  متوترة..

إستقام من فوره ليرد لكِ التحية ليظهر لك فارق الطول الكبير بينكما

اذ  لم يبدو الفرق بينكما من بعيد :
- تفضلي بالجلوس يا انسة.

كان صوته اجشاً عميقاً داعب أوتار روحكِ كُرهاً..

كأنه من كوكب منعزلٍ غير كوكبنا الأرض ..

ايضاً لا يتناسب مع جسده النحيل ..

قلتِ له إسمك ثم تقعدتِ الكرسي أمامه

- حسنا يا انسة.

نظرتِ اليه مطولاً بريبة و قررتِ الضرب فوراً في لب الموضوع :

- هل ستعود حقا الى سيئول بطائرة خاصة؟

أجابك بثقة :
- نعم .

بدأتِ هز قدمك توتراً :
- حسنا.

سألكِ في لطف :
- هل تشعرين بالريبة ﻷمري؟

أطبقت فمك  :
- أنا .. أقصد .. ( إزدرتِ حلقك ) بالطبع  لن أقوم بمرافقة كل رجل يعرض علي ذلك .. ثم أنني ( زدتِ هزة قدمكِ غير واعية فبدى جلياً له توترك الكبير )

قاطعكِ رافعاً كلتا يديه في حركة تدل على التمهل :

- حسنا .. اهدئي من فضلك ( ثم خلع القناع المستتر لوجهه و نفض الكاب مربتاً شعره الكثيف البني بعناية)
أرجو ألا تثيري الضجة لمعرفتكِ لي يا انسة  .. فأنا اخطط الرجوع الى سيئول بشكل هادئ و سري.


أطلتِ النظر لوجهه صامتة .. تنتظرين مبرراً لجملته الأخيرة
لكنكِ صرحتِ ببرأة :
- ولكن من انت؟

كنتِ حقاً لا تعرفينه .. انها المرة اﻷولى التي ترينّ فيها هذا الشاب ..

ذو العينين البندقيتين اللتان يحطان بهما خطاً من الرموش السوداء .. يعلوهما حاجبين مرتبين جيداً ..

لن تنكري حقيقة أنه وسيم .. بل وسيم جيداً .. تحيط به هالة دافئة .. تسللت اليكِ لتلفكِ مشعلةً اياكِ

لكنكِ أجفلتِ عندما فتح فمه على اخره هاتفاً بصوت مرتفع  :

- ماذا ؟ .. ما الذي قلتيه؟ .. هل أنتِ حقا لم تتعرفي عليّ؟

أجبتِ  تناظرينّ وجهه بتركيز :
- كلا.

لكنه لم يخفض نبرة إندهاشه بل تصاعدت:

- هل انت من كوريا الشمالية ؟ بل هل انت من هذا الكوكب اصلا؟ ( قرّب وجهه من خاصتك ) أراهن ان لون دمك أزرق وليس أحمر .. انت كائن فضائي.

أرجعتِ وجهكِ عنه ملصقةً جسدك بالكرسي ..
لكنه واصل إقترابه الى أن بات تفصلكم إنشات

لم يكن أمامكِ سوى أن تدفعيه بكلتا يديكِ للتراجع قسراً
مصرحةً بنفس وتيرته العالية غيظاً:

- ومن أنتَ حتى اتعرف عليك ها؟

إستقام عندها مشيراً بيديه على صدره:

- انا هو تشانيول .. بارك تشانيول ..المتحكم بعنصر النار .. الفريد من نوعي عضو بفرقة EXO

نظر اليك بعمق مضيقاً عينيه مقرباً وجهه منك مرة ثانية  :

- هل هذه مزحة؟ (تلفت) هل هي كاميرا خفية؟

- هلا تبتعد عني ايها الفتى المزعج الغبي .. و لتخفض صوتك انا لست صماء .

تمتم تشانيول بصدمة :

- فت ... فتى مزعج و غبي؟! .. أنا ؟

وقبل أن يفتح فمه ليقول المزيد .. وقفتِ بدوركِ أمامه بعد إتخاذكِ قراراً اخيراً:

- اذا ما يزال  عرضك للسفر قائما .. فأنا موافقة.

سرح شعره بيده محاولاً تهدئة نفسه:

- نعم .. ما يزال.

- رائع .. ساذهب ﻹحضار حقيبتي من قسم اﻷمانات .

أحضرتِ حقيبتكِ متوسطةً الحجم ..
ثم صعدت  مع تشانيول و شيبرد الى سيارة قادتكم عبّر المطار ..

شعرتِ بالذعر عندما رأيتِ صُغر الطائرة :

- كنتُ أعتقد أنها أكبر حجماً.

شيبرد :
- حدي هنا سيدي الصغير .. اتمنى لكما رحلة آمنة.

تشانيول :
- شكراً جزيلاً لك.

توجهتِ معه نحو الطائرة البيضاء ..
إرتعشت لفكرة و حقيقة سفركِ وحيدة من رجل لا تعرفينه و غريب أطوار ايضاً ..

وكدتِ أن تقعي  أثناء صعودتكِ الطائرة ..

لكن تشانيول أمسكك بسرعة بين يديه .. مساعداً لك الصعود ..

تشنجتِ مبتعدة عنه فوراً دون ان تشكريه حتى ..
ثم جلستِ الكرسي اﻷبعد عنه ..

فقد كان مزاجك معتل ومتوتر كفاية ..

بجانب كل هذا .. أنت باﻷساس تخافين الطيران ..

أشار لكِ تشانيول مبتسماً :
- عليك ربط حزام اﻵمان.

ربطتِ الحزام بيدين مرتعشتين  ..ثم بدأ محرك الطائرة بالعمل بصوت مرتفع ..

جف حلقكِ وتراقصت معدتكِ بألم خفيف.. امسكتِ مقعدكِ قوةً مغمضةً عينيكِ  ..

لكنكِ لم تنجحي ابداً في اخفاء خوفك .. للحظة أردتِ أن تقولي للكابتن (توقف أريد أن أنزل)

لكنه كان قد إرتفع في السماء ..

ظللتِ مغمضة العينين تتنفسين بجهد ..

كان صوت تشانيول يأتيكِ من بعيد .. ينادي إسمكِ ..

فتحتِ عينيكِ مرتعشة ثم التفتِ اليه ..

كان يتأملكِ بإهتمام و لطف ..
أعرب بصوته العميق الذي لا يشبه شكله البتة:

- هل انت بخير؟ .. انت مرتعبة .

أنتِ بتوتر وخوف :
- سأتحسن بعد لحظات .. اخاف اﻹقلاع و الهبوط .. وهذه الطائرة الصغيرة اللعينة تزيد خوفي.

إبتسم بدفء محاولاً طمئنتكِ :
- خذي نفسا عميقاً وحاولي اﻹسترخاء.

إتبعتِ نصيحته .. بينما هو يثبت نظره عليكِ ..
و يأخذ نفساً طويلاً ثم يطلقه محفزاً لكِ على محاكاته

وفعلاً بعد دقيقتين كنتِ تشعرين بتحسن ..

ثم بادر بعد وهلة وهو لا يزال منزعجاً لعدم تعرفكِ عليه :
- من أي مكان في سيئول بالضبط؟ ( ترك لأفكاره حرية الخروج)  هل انت من الريف؟
حيث المناطق النائية بدون انترنت او كهرباء؟

عقدتِ حاجبيك لؤماً بفم مزموم طفولي :
- يااا.. مالذي يهذي به عقلك حولي ( رفعت ذقنك عالياً) لقد ولدتُ وترعرعت بأستراليا .

حدجكِ مُفكراً الا أنه احتفظ لنفسه بأفكاره هذه المرة
فسألك مغيراً دفة الموضوع :
- ما الذي يتعلق بمستقبلك في سيئول اذا؟

اجبته بأريحية كأنكِ تحادثين صديق مقرب :
- قدمتُ لإمتحان بجامعة سيئول الوطنية ( إبتسمتِ له بصفاء لأول مرة ) أريد أن اتخصص الفيزياء.

تشدق وجه تشانيول حبوراً لإبتسامتك الجميلة :
- اووه .. هذا رائع.

حولتِ نظركِ  الى كتلة السحاب البيضاء عبر النافذة ..
محاولةً اﻹسترخاء ..

ثم إلتفتِ ناحية تشانيول تتأملينه ..

قلتِ في نفسك : أن ملامحه لطيفة وجميل بشكل لا يمكن إنكاره او تجاهله ..
واذنيه غريبتا الشكل حقاً .. لكنهما تعطيانه هيئة مميزة..

ثم لمحتِ القلق في نظراته  .. كانت الغيوم تحولت فجأة الى اللون اﻷسود ..

تشانيول بصوت مرتفع يصل الى الكابتن :
- هل نحن مجبورين على اختراق هذه العاصفة؟!

لكنه لم يتلقى جواب من الكابتن .. ففك حزام امانه مشيراً سبابته نحوك :
- لا تتحركي.

أجبته بخوف :
- وكأنني سأفعل.

اختفى تشانيول بإتجاه قمرة القيادة ..

بدأت الطائرة تهتز بعنف .. لم تستطيعي كبت  صراخك وتدعين الله ان ينجيكم ..

عاد تشانيول راكضاً ليجلس بمقعده ..

طلبته  بصوت يواشك البكاء:
- فلتجلسي بجانبي ارجوك.

قام وجلس بسرعة على الكرسي المجاور لكِ رابطاً حزام اﻵمان  :
- يجب ان نحط بالطائر  اﻵن.

أنت بخوف كبير :
- هل تقصد بأننا سنضطر للهبوط؟

- نعم . إن العاصفة تضرب اﻵن .. ويمكن للرعد ان يصيب المحرك.

صرختِ بعيون دامعة :
- لكن اين سنهبط؟ لا يوجد تحتنا غير الماء.

- لكنه الحل الوحيد .. قال الكابتن انه وجد بقعة كالجزيرة سيهبط عليها .. اهدئي.


ثم بدأت الطائرة تهتز بقوة اكثر .. أمسكت بيده بشكل غريزي..

ثم إرتميتما بعنف نحو اﻷمام .. ورغم حزام اﻵمان ..
إصتدم رأس تشانيول بطاولة التي امامه ..

كنتِ تصرخين فقط  بصوت عالٍ جنوني ..

حتى هدأ كل شيء اخيراً .. فتحتِ عينيكِ ببطء .. تناظرين له كان جامداً مغموض العينين ..

وبخط أحمر يسيل من رأسه الى جبهته وصولاً الى عينه

بدأت الصراخ وأنتِ تهزينه بقوة:
- تشانيول.. تشانيول .. اجبني ارجوك .

فتح عينيه بهون :
- لا تصرخي يا فتاة .. انت تزيدين من ألم راسي.

فك حزامه .. ثم فك حزامك إتجه  لتفقد الكابتن  ..

عاد وهو يحاول جره .. كان الكابتن فاقداً لوعيه ..

ساعدته على حمله و مددتماه على الكرسي ..
كان الأخير قد أصيب بشدة على بطنه .. من أثر الهبوط القوي و ينزف ..

ثم أخذت زخات المطر تهطل دون رحمة في الخارج ..

بينما حاول تشانيول استخدام هاتفه لكن لا شبكة .. حتى لاسلكي الطائرة لم يعمل ..

عاد نحوك  يحمل حقيبة بيضاء عليها صليب احمر  :
- هذه علبة اسعافات .. سأحاول إيقاف نزيف الكابتن.

لكنكِ ظللتِ ترتجفين بدون حراك .. فتابع بصوت حازم مستدعياً انتباهكِ :
- هيي .. أفيقي وساعديني.


رغم أن الأخير  كان في واقع الأمر قبل أن تعي حقيقة ذلك  ذو شخصية فكاهية ودائم المزاح ..
الا انه بدا .. هادئا وحكيما.. رغم الظروف التي تمرون بها ..

وبجسد مرتجف خائف فتحتِ الحقيبة و مددتِ له الشاش والقطن .. والمطهر ..

صب تشانيول المطهر اولاً .. وضغط على الجرح بالقطن بكل قوته .. ثم بدأ بلف الشاش .. و ساعدتيه ايضا

عندما انتهيتما من ذلك ..
إجتاحكِ احساس مفاجئ بالضعف ..

كأنكِ وعيّتِ للتو لكل ما حدث لكما فبدأتِ البكاء .. بعد كل الرعب الذي مررتِ به ..

بدأت أسنانك تصطك .. فقام تشانيول بلف ذراعيه حولك مطمئناً  :
- لقد احسنتِ الصنع .. و إنتهى كل شيء نحن بخير .

مسحتِ دموعكِ مبتعدةً عنه  :
- راسكَ قد جرح ايضاً .. يجب ان اضمدته لك .

رفع اصابعه نحو جبينه متحسساً الدماء  :
- اهدئي اولاً .. ثم قومي بذلك.. يمكنني اﻹنتظار.

إلا انكِ أصررتِ في عناد على تنظيف جرحه ..الذي لم يكن عميقاً ..

تشانيول متأملاً لكِ  :
- شكرا (فرك كفاه نافخاً داخلهما) لقد اخذ الجو  يبرد  بسبب المطر الغزير .

قام الأخير من فوره  باحثاً عن اي شيء يمكن ان يكون غطاءً لكم ..
أخرج معطفين من حقيبته ووضعهما على الكابتن ..
وانت اخرجت معطفك اليتيم من حقيبتك مُعربة :

- اسفة لا املك غير هذا.

تشانيول  يحمل بيده غطاء  سميك .. وجده باخر الطائرة :
- اعتقد بأن هذا سيفي بالغرض من اجلنا.

رددت خلفه ببلاهة :
- من اجلنا؟! ( وضعتي يديك على وجنتيك ) بالتأكيد لا .. سأكتفي بمعطفي .

تشانيول مقترباً نحوك :
- لا تكوني سخيفة .. الحرارة ستنخفض أكثر من هذا بكثير .. و نحن مضطرين للبقاء هنا حتى صباح الغد .. حمد لله ان هيكل الطائرة هبط سالماً.

البرد أصبح قارساً فعلاً .. فإقتربت منه رغماء عنك ..

وتمددتما على أرض الطائرة التي كُسيت بسجاد قوقازي سميك ..

كنتِ تشعرين بدفء جسده .. و أنفاسه خلف رقبتكِ .. بدأ قلبك يقرع دفوفه عنفاً ..
شعرتِ بعدم الراحة ..

لربما  ﻷنها المرة اﻷولى التي يقترب منكِ شاب لهذه الدرجة طمئنتِ نفسكِ بتلك الفكرة ..

بادر تشانيول بجدية ترأت لك كما المزح :
- بإمكاني أن اؤكد لكِ أن مئات اﻵلاف من الفتيات مستعدات للتضحية بأي شيء للحلول مكانك معي اﻵن.

أنتِ بانزعاج :
- اشششه .. انت شاب  متعجرف مزعج و غبي .

ضحك المَعِني :
- هذا كلام غير لطيف منك .. لكن أنا سعيد بهذا الحادث وبوضعنا الحالي.

تخضب وجهك حمرةً :

- ومنحرف ايضاً .. آيغوو ( غيرت الموضوع ) حسنا .. فلنتحدث عنك .. هل أنت رجل اعمال ثري؟ ضمن مجموعة التُكاتو أو ما ذكرتها سابقاً؟

تفلتت من تشانيول ضحكة عالية  :
- اكسو (صححكِ) أنا أيدول رابر بوجه الخصوص .. يمكنك القول انني معروف على نطاق واسع.

اخذ نفساً عميقاً
ثم بدأ يحكي لكِ بإختصار عن حياته النجومية وكيف بدأ .. وعن اصدقائه في الفرقة .. بيكهيون ..  سوهو .. دي أو كاي و البقية.

عندما فرغ كنتِ ترسمينّ على وجهكِ إبتسامة عريضة و أمسيتِ أكثر راحة في تمددكِ أمامه

تشانيول :
- واﻵن اخبريني عنك .

اخبرتيه دون تردد  عن  اسرتك الصارمة بشكل جنوني .. المحبة للعلم فقط .. اكثر من اي شيء اخر ..

واجبار والديكِ لكِ على قضاء معظم وقتك في الدراسة ..

حتى انكِ لا تعلمين الكثير عن عالم الترفيه ..

قلتِ خاتمة حديثك :
- لا اعرف تقريبا اي شيء خارج نطاق الدراسة .. واصدقائي يجدوني مملة .. لذلك انا  لم اعرفك قبل الآن.

شعرتِ براحة الحديث مع أنه غريب..
الغريب الذي بالكاد تعرفينه ..
غريب؟! .. انت لم تجدينه غريب بالمرة ..
خامركِ ذاك الشعور مجدداً
بأن تشانيول صديقك منذ نعومة اظافركِ

نِمت قبله .. وعندما افقتِ صباحاً  كان الجو قد اصبح اكثر دافئا ..

رفعتِ رأسكِ بسرعة بعدما تذكرتِ أين أنتِ ..

لم يكن تشانيول موجوداً ..
اقتربتِ من الكابتن .. بدا نائما بهدوء ..  تفقدتِ ضمادته النزيف توقف تماماً ..

لكن اين ذهب ذلك التشانيولي .. سألتِ نفسك ..

خرجتِ من الطائرة عبر الباب المفتوح .. واخدتِ تصرخين :

- تشانيول.. بارك تشاانيول.

اقترب من خلفك  :
- صباح الخير لقد صحوت.

وضعتِ يدكِ على قلبك مجفلة :
- اوه .. لقد افزعتني .. اين كنت؟

- اسف (اشار باصبعه الى سحابة الدخان السوداء الكثيفة  تتصاعد نحو السماء بالقرب منكما )  لقد اخذتُ كل شيء قابل للحرق هنا .. وسكبتُ عليها من وقود الطائرة واشعلته.

أنت بذهن مفصول :
- ولما؟

- يبدو انك غبية رغم كل العلم الذي داخل راسك .

اعترضت بانزعاج :

- ياا .. أنت الغبي.

ضحك ملء شدقيه :
- اشعلته بأمل ان يراه اي شخص ويأتي لينقذنا .. هيا لنعود للطائرة لدي بعض البسكويت داخل حقيبتي .. ويوجد قوارير ماء بثلاجة الطائرة.


اعطاكِ قارورة الماء و البسكويت .. وذهب للكابتن مجبراً اياه على شراب بضع جرعات من الماء ..

جلس قربك .. وبدأ بكل البسكويت .. بنهم ..

كنت تراقبينه مبتسمة .. بالرغم من منظره اللطيف كالهامستر .. الا انه للحق رجل ذو بديهة و حذق .. اعترفتِ بذلك لنفسك ..

ثم إرتفع صوت مدوي بالخارج .. ركض تشانيول اولاً .. وتبعته فوراً ..

رأيتِ مروحية تقترب لتهبط .. مطلقةً حولها هواءً عنيفاً ..

كان شيبرد .. لم تظني أنكِ قد تسعدين برؤية وجهه المسدير هاكذا في حياتك

نزل وركض اتجاه تشانيول واحتضنه  :
- آيغوو .. حمدا لله .. حمدا لله لقد كدتُ أجن عندما علمتُ بأن الطائرة لم تصل الى سيئول .. لذا قمنا بجولة بالهيلكوبتر  .. وبعد يأس رأينا الدخان يتصاعد من هنا .

تشانيول يتنفس الصعداء :
- انا سعيد حقا برؤيتك.

شيبرد يتفقد الضمادة فوق راسه :
- هل انتَ بخير؟

- نعم .. خدش بسيط سطحي ( اشار نحو الداخل) لكن الكابتن مصاب بشدة .. علينا اﻹسراع.


رُفع الكابتن الى المروحية .. تشانيول و شيبرد بمساعدة الرجل الذي يقود المروحية ..

صعدوا جميعهم على متنها .. الا انتِ ..
شعرتِ بالدوار بعد تجربة اﻷمس .. لم تستطيعي الصعود .. بدأت أوصالكِ ترتجف ..

لم يغب ذلك عن تشانيول
الأخير الذي إقترب منك ولف ذراعه حولك ..

دافعاً اياك بلطف  :
- لا تخافي .. انا هنا بجانبك .

اشتعلت وجنتاكِ و شعرتِ فعلاً بالراحة والسلام .. كانت يداه الدافئتين تطمئنانك حقا ..

صعدتِ معه .. وجلستِ بجانبه .. ظللت ممسكة يده بقوة ..

ولم تفتحي عينيكِ الى بعد أن ارتفعت الحوامة واستقرت ..

و تشانيول لم يبدي أي ضيق بل على العكس ..

كان متمسكاً بيدكِ جيداً ..


وصلتم اخيراً عائدين الى سيدني
توجهتم رأساً الى المشفى .. قام الطبيب بفحصكِ و تشانيول..

الاخير الذي  امره الطبيب أن يرتاح لعدة ايام ..

وانتِ بعد أن فاتك إمتحان القبول .. سيستوجب عليكِ انتظار الدفعة التالية التي ستخضع لﻹمتحان بعد شهر ..

أخبرتيه أنكِ ستقضين الثلاثة
أسابيع في استراليا ..

ثم تذهبين الى سيئول اﻹسبوع اﻷخير قبل اﻹمتحان ..

لم يرجع تشانيول فوراً الى سيئول كما توقعت ..

ظل بسيدني .. كان يهاتفكِ طوال الوقت تقريباً .. بعد أن اخذ رقم هاتفكِ قِبيل إفترقكما ..

كان قلبكِ يتراقص بشدة كلما اضاء هاتفكِ متهللاً إسمه ..

اعتدتِ عليه و على صوته .. على مزاحه وروحه اللطيفة المشاكسة ..

الى ان طالبكِ  بعد اربعة ايام :

- فلنلتقي يوم الغد ما رأيك ؟!
قلبكِ دق بقوة من طلبه المفاجئ..كأن إنفجاراً مدوياً وقع داخلك

وافقته بصوت منخفض ..فقد كنتِ تطوقين لرؤيته حقاً ..

لم تتمكني من النوم تلك الليلة .. بسبب ذلك اﻹحساس الذي يعتريكِ .. شأن أرنب صغير يقفز داخل معدتك ..

تحضرتِ .. إرتديتِ فستان سُكري متوسط الطويل  مزركش بأشكال ذهبية ..

منساباً على جسدكِ مظهراً حناياه

أردتِ بقوة أن تبدي جميلة بحق .. وحضر هو بوقته بالتمام ..

لم يعلق على مظهركِ لكن عينيه اتسعت عندما رأك ..
رغم انزعاجك البسيط لعدم تعليقه على مظهركِ الذي اجتهدته فيه لثلاث ساعات ..

لكن هو قال في نفسه فور رؤيتك (يا الهي انها حقا جميلة)

كنتما تسيران معا تحت اشعة الشمس الدافئة .. وتشانيول يرتدي ذلك الكاب على رأسه مع قناع الوجه ..

تبسمت :
- انك تبدو مضحكا هاكذا.

- نعم أنا بدولة أجنبية .. لكن لا يمكن أن أراهن على رؤية أحد المعجبين .. او الصحفين (نظر نحوك من اﻷعلى ) هل يضايقك؟

- لا. على العكس انهما يزيدان من ظرافتك.
ضحكتِ بخفة مرة اخرى على شكله ..

وهو غمز لك  :
- تظنين بأنني ظريف في نهاية اﻷمر؟!

ابتسمت بخجل :
- اظن بأنك اكثر من ظريف في نهاية اﻷمر.

تشانيول بحماس :
- وماذا ايضا؟

قلت تبعدين نظرك عنه مخفضة رأسك :
- انت وسيم و طويل .. ومشهور كما قلت .. وشهم ايضاً.

هتف :
- آوه .. اﻵنسة راعية العلم.. تقول عني هذا لا اصدق .. ساقرص نفسي.

ضحكت بخفة :
- كف عن المزاح .. لا بد وانك تعلم كل هذا مسبقا .

تبسم تشانيول وقد اصتدم جسديكما خفةً  بضع مرات وانتما تسيران :
- اما انتِ .. في البداية ﻹصدقكِ القول .. لقد خفتُ منكِ.

ضحكت  ضاربةً اياه على ذراعه بقبضتك :
- ياا.. من يسمعك يظن بأنني غول.

-  كنتِ كذلك تقريباً .. وقد خاف منك ذلك الموظف المسكين من المطار.

عبستِ :
- اششه .

تشانيول برقة فجأتك :
- لكن ذلك كان مجرد قشرة خارجية .. في الحقيقة انتِ لطيفة وحساسة للغاية .. بجانب جمالك ايضاِ.

ارتفع الدم الى وجهك فأصبح شأن قرص محمر ..

ثم خرجت من فمك حازوقة ..
الحازوقة التي تتلبسكِ عند توتركِ الكبير ..
فوضعتِ يديكِ على فمكِ بسرعة

تشانيول ينظر اليك بإهتمام :
- اصبتِ بالحازوقة لابد وانك عطشة (امال رأسه )  حسنا لنذهب الى ذلك المطعم يبدو ممتازاِ.

دخلتي معه الى المطعم .. تناولتما الطعام .. ثم كعكعات الأرز المحلاة .. إستمتعي جيداً .. قضيتي يوماً رائعاً .. معه .. وخرجتما و زرتما وجربتما كل شيء وقع تحت عينيكما ..


تمنى لك ليلة سعيدة اخيراً ..  صعدتِ أنتِ التاكسي الذي طلبه لك  متوجهة الى مسكنكِ ..


عاد تشانيول الى سيئول بعد يومين .. من اجل  اعماله المتراكمة.. مُلتحقا بأعضاء فرقته ..

قل اتصاله بك .. كنتما تبادلان  الرسائل معظم الوقت ..

اتصل بك مرة واحدة بعد سفره ..
كنتِ تشتاقين اليه حقاً ..
رأسك لا يتوقف عن التفكير به ..
قلبك لا يكف عن منادته ..

(انه مشغول بالعمل) هذا ما كنتِ تقولينه لنفسك لتهدئي به ثوران قلبك ..

مرّ  اسبوعين .. تمكنتِ فيهما من اﻹتطلاع على ما  يخص فرقة اكسو .. وخصوصاً

تشانيول بلقبه الذي يناسبه تماماً فايروس السعادة .. لم تتخيلي  بأنه مشهور حقا الى هذه الدرجة الرهيبة ..

ولم يكن ما يرتديه من تنكر ﻹخفاء وجهه .. امر مبالغ فيه كما كنت تعتقدينّ ..

حفظتِ معظم اغانيهم .. تابعت جميع اخبارهم .. رغم انكِ كنتِ سعيدة ﻷنكِ رفيقته وهو يعرفك جيداً ..

لكن ذلك ايضاً اوصلك لنقطة أخافتكِ ..
وهي ان تشانيول فايروس السعادة ذاك .. من المستحيل انه يّكن لك شيئا خاصاً مع كل هؤلاء المعجبات ..

مرة اﻹسبوع اﻷخير بثقل اكبر على قلبكِ ..

وظل تواصله معك يخف .. وهو يقول لكِ بكل مرة .. لا املك الوقت

بالطبع هو لا يملك الوقت لكِ .. فلديه اولويات وعالم اخر بعيد عنكِ ..

ذهبتِ الي سيئول في ذلك اليوم .. كنتِ قد ارسلتِ له رسالة بأنك ستخضعين الى اﻹمتحان بعد يومين ..

لكنك لم تتلقي منه أي رد .. كان اﻷمر مزعجاً و مؤلماً لدرجة كبيرة ..

كنتِ قد وقعتِ بحبه دون أن تدركِ ذلك حتى ..

ظللتِ تتفقدين هاتفكِ طوال اليوم بعد ان خرجتِ من اﻹمتحان ..

كان يعرف يوم إمتحانكِ .. هو لم يتصل .. هو لم يهتم .. وربما هو لم يتذكر ..

قلتي بصوت عالي :
- تششه يا الهي .. ارحمني وافق راسي  عن التفكير بذلك المزعج الغبي.

ظهرت نتيجة امتحانكِ بصباح اليوم الثاني .. نجحتِ كما كنت تتوقعين ..

لكن رغم ذلك .. لم تكوني سعيدة كفاية ..

ترددتِ كثيراً قبل أن ترسلي له رسالة ..

ثم توصلتِ اخير لقرار .. بأنها ستكون اخر رسالة ترسلينها له ..

كتبتِ (لقد نجحتُ بإمتحان الجامعة .. وستبدأ الدراسة  بشهر مايو .. سأعود الى سيدني غدا )

أخرجتِ دفترك الصغير أسود اللون و بدأتِ تخطين ..
    

 (( أبكي الغِناء ..

والضحكات الحارة ..

الجدار الذي إستندتُ عليه
حين  ولجتُ للحُب ..... الخ ))
أغفلته بعد أن انتهيتِ ..
متنفسةً الصُعداء كما لو أنكِ قد سكبتِ بعض ثقل قلبك عليه حقاً ..

أفقتِ من ذكرياتك بحُلوها و مُرها و ها أنتِ الآن ..

تناظرين أمامكِ الفراغ دون أن تري فعلاً ..

فكرتِ ثم أخذتِ قرار أنك لن تجاهدي نفسك في نسيانه أو محاربته في قلبك ..

ستتركينه يأخذ داخلك ما يأخذ..
حتى يحين وقته ..

فأنت مؤمنة تماماً أن لكل شيء حدٌّ و نهاية حتى إن بلغ حجمه عنان السماء ..

و قصتكِ مع تشانيول انتهت قبل أن تبدأ جيداً ..


كنتِ جالسة بصالة اﻹنتظار في المطار .. قرأتي مجلة .. اثنتين .. ثلاث مجلات .. اخيراً أُعلن عن رحلتكِ ..

صعدتِ الى الطائرة الكبيرة التي بدت لك كلعبة اطفال بعد  الحادثة التي مررت بها على متن تلك الطائرة الصغير المخيفة اللعينة ..
معه .. مع تشانيول..

(تششه .. لماذا ينتهي التفكير اليه كل مرة .. عليه اللعنة) قلتِ في نفسك ..

غفوتِ المسافة بين سيئول الى باريس .. أيقظتك هزة هبوط الطائرة.. فقد كانت الطائرة رحلة ترانزيت ..

نزلتِ الى مطار باريس .. لكي تصعدي الى الطائرة المتجهة الى استراليا ..

كان  لديكِ متسع من الوقت ..
تساءلتِ ما اذا كان بإمكانكِ قضاء بعض الوقت في باريس فكرتِ انه امر يستحق العناء والمحاولة

سألتِ المضيفة عن موعد الرحلة القادمة الى استراليا .. وقررتِ عدم السفر في اليوم نفسه ..

( نعم . باريس فكرة ممتازة .. سأقضي يوما فيها .. سأجرب الطعام والتقط الصور ) كان ذلك ما قلته في نفسك ..

خرجتِ جارة حقيبتكِ .. مررتِ بشرطة الجمارك .. عبر الباب ..
كان الجو رائعا .. شقت الإبتسامة شفتيكِ ..

شعرتِ بالسعادة لتنفيذكِ هذه الفكرة المجنونة المرتجلة ..

ولم تكن الا دقيقة .. حتى إجتاحكِ ذاك الألم بسببه

بسبب تشانيول ..

خرجتِ بخطى متمايلة بدلال عفوي فوق كعبي حذائك العالي ..

اليوم ستدللينّ نفسك .. و ترفهينّ عنها هنا في باريس مدينة العشاق ..


((مهما افترقنا .. ستعود الطرق لﻹلتقاء مجدداً))

كنت متأكدة أنك تتوهمين صوته حتماً ..


لكن ساقاكِ إرتجفتا عندما إستدرتِ للخلف و اصبحتا رخوتين كما القطن

ذلك الصوت العريض الدافئ
((مهما تفترقنا .. ستعود الطرق لﻹلتقاء مجدداً))

(قالها مرة اخرى ممسداً خلف رقبته ) إنها جملة من فيلم اعشقه ( أطبق فمه مرتبكاً من ملامح و جهك المصدومة ) هل تودين الذهاب لرؤية برج إيفل؟؟ ( طالبك دون تفكير لشدة توتره)

كان هو حقاً تشانيول واقفاً هناك ..

دون ان يرتدي قناعاً أو كاباً .
. ويحمل في يده علبة شوكلاته فرايرو روشايه اشتراها من المطار .. وعيانه ممتلئتان بالشوق ..

سألتيه لتخفي مفجأتكِ وارتعاش قلبكِ الذي كان متيقناً قبل دقائق أن قصته و تشانيول قد طويت صفحتها لكن يبدو أن للقدر رأي معاكس :

- كيف انتَ هنا ؟ كيف علمتَ مكاني؟

اجابك بذلك الجواب الذي لم تكوني لتتوقعيه :
- كنتُ اراقبكِ منذ خروجكِ من الفندق الذي نزلتي فيه .. كان بوسعي اﻹقتراب منكِ .. لكني شخص رومانسي (افلتت منه ضحكة تشيء بتوتره الذي نخالجه السعادة) فكرتُ انه من اﻷفضل ان افاجئك في سيدني  .. لكنك نزلت هنا بباريس وجعلت اﻷمر يبدو افضل.

( إقترب منك ) لم اكن ﻷسمح لكِ بالذهاب قبل ان اعطيك هدية نجاحكِ (مد لك علبة الشوكلاتة )

امسكتها منه وما زلت غير مصدقة رؤيته امامكِ ..
وقف بجانبكِ قريباً أكثر ..

رفع ذراعه ليضعها على طول كتفيك  :
- اتسمحين؟

ووضعها قبل أن ينتظر ردك

تلعثمتِ مبتسمة  :
- شك .. شكراً لك هدية لطيفة .. انا سعيدة حقا لرؤيتك.

- انه واجبي وأنا الأسعد حتماً.

أسندتِ ثُقلكِ عليه متجردةً من نقطة الخوف التي تملكتكِ ..

لتبوحين له بعد أن عانقت عيناكِ نصف وجهه المبتسم عميقاً ..

ثم عودتِ مرة ثانية لنقطة خوفكِ ..
لتشتعل النيران في ارجاء روحكِ ..

خوفكِ من رحيله مرة ثانية ليترك خلفه الرماد المنثور علي قارعة أمنياتك ..

أنتِ في حقيقة الأمر لا تعاندين نفسك فقط ، بل تعاندين حلمك الطويل..

الطويل مثله تماماً ، حتي تغتالك الأمنيات بغتة ..

و تسائلتِ في نفسك لماذا هذا الاغتيال المفاجئ ..

ولا تكترثين ..

نعم ليس اليوم .. ليس الآن و أنتما تحت سماء باريس ..
ستستمعين بهذه اللحظات معه حتى رمقها الأخير ..

مضيتِ قدماً .. حافية التوقعات علي طول الطريق بجانبه ..

رفعت رأسكِ تبحثينّ عن ذات الابتسامة العميقة المنتصفة علي نصف وجه ..
ّ
التي سلبتكِ لبّكِ و ما زالت تفعل ..  لتطالعينها بذات الحب و الخوف ..

والخوف الذي يولد في دواخلك أحاسيس ممتزجة متضاربة مختلفة ..

بعبوركِ من ممشاه العريض الممتد المستقطب للكثير من المعجبات بل الكثير و الكثير منهن..

إنه أمر منهك ..

ولم يكن لتشانيول الا ليفطن لتخبطكِ بين إبتسامتك اللطيفة التي يفتك بها ألمك على غرة..

فشّد يديه حولك .. معرباً :
- قد يبدو ما اقوله لك ضرب من الجنون ( أوقفك مستديراً لك تقاصدينه) أنتِ لم تغادري تفكيري للحظة منذ فارقتكِ .. لو تعلمين عدد المرات التي أردتُ فيها الإتصال بك .. لكن جدول الحفلات و المقابلات  لم يرحمني .

كما السحر كان لجملته البسيطة تلك عمله ..

الحب الذي يحرق دواخلنا مخلفاً الرماد ..هو نفسه الذي يحيها مدينةً للربيع..

أخفضتِ عينيك للأرض هامسة :
- كان يكفيني إرسالك حرفاً واحداً فقط.

وضع أصابعه على ذقنك مجبراً إياك النظر له:
- أنا آسف .. أعدك أن يتغير كل شيء من اليوم ( حنى جزعه الأعلى مقبلاً إياك على و جنتك )

دق قلبك بجنون كما قرع الطبول حباً ..

بعشقك القوي الذي انفجر تواً من ملامسة شفتيه لخدك ..

و تشانيول كان شأنه شأنك .. لم تكن حالته أفضل ..

هو فقط عرف قبلك حقيقة حبه الكبير و تعلقه السريع و غير المبرر بك ..

كان فكر ..  قرر  .. ثم حزم أمره بأنه سيعترف لك بحبه .. عندما تصعدنا قمة برج إيفل ..


النهاية
النهايةتم فتح المحادثة. رسالة واحدة مقر
عرض تخيل تشانيول.txt.

هناك تعليقان (2):

  1. ما بحب التخيلات بحسها سطحية جدا بس الحق يقال رح يكون هاد اجمل اجمل تخيل من بين كل الي قرأتهم ... مفرداتك الي استخدمتيها جديدة و بتعرف بذوقك العالي ومستوى لا بأس به من الاطلاع والقراءة ... فكرة التخيل كمان ممتعة والبطل جميييل وحبوب ... بداية أكثر من موفقةةة استمري وبانتظار شيء طويل بمتل هالجمال.

    ردحذف