السبت، 26 نوفمبر 2016

♡ جنون منتصف الليل _البارت الاول ♡


Җ جنون منتصف الليل җ


Җ البارت الأول җ


җ مفاجآت العالم السفلي җ















Written By :
Άṧṃạắ


سأغوص بكم الى اعماق الارض قبل ان نتطرق لقصتنا.. نعم باطن الارض حيث هناك عالم متكامل العالم السفلي..
يختلف عالم الجن اختلافا كليا عن عالم الملائكـة و الانسان،
فكل له مادتـه التي خلـق منها ، وصفاته التي يختلف بها عن الأخر، إلا أن عالم
الجن يرتبط مع عالم الانس من حيـث صفـة الادراك وصفة العقل والقدرة علـى
اختيار طريق الخير والشر.
الجن لهم حياتهم ومعاشهم و أكلهم وشربهم ،ولهم أماكن يسكنـون فيها أو
مختصة بهم، وقد يشاركوننا في بعض الأماكن ،فهم يسكنون في الأحراش والخرابات ،وبيوت الخلاء..
أيضا تعيش في منازلنا ومعنا ولكن لا نراهم، وقد يأكلون معنا ويشربون معنـا دون ان نشعر بهم ..
و لكن الشيطان أو الجن يستطيع أن يتحول من خاصيته التي خلقـه الله عليها الى خاصية أخرى، كأن يكون في صورة كلب أو حية أو عقـرب أو صـورة
انسان أو ما الى ذلك؛ ... كي يظهروا على الانسان...
نعم فنحن لسنا وحدنا في هذا العالم وتحيطنا هذه الكائنات بكل مكان...
لنغوص اكثر قليلاً


العفريت
وهو الذي له من القوة والقدرة ما ليس لغيره من الجن كالعلوم الصعبة وجلب الاخبار والبناء والسرقة وحمل ما يعجز الانسان حمله وله سلطه وحكم وخدام من الجن يخضعون لأوامره وكلما كبر العفريت كانت سلطته اكبر وخدامه اكثر...
هناك خلف تلك الظلمة رفع العفريت عيناه المخيفة لينظر الى خادمه بغضب وهو يضم يديه معاً قائلاً:


" الم اخبرك ان تحضرها لي مر اسبوعان على الامر.. ما الذي اخرك دونغ هي وانت لا تتأخر عن اداء مهامك ابداً؟"


انزل رأسه للأرض من رعب عينا الملك الذي يهابه الجميع وقال بتلعثم :


" سيدي اعذرني، ستكون عندك خلال اسبوع"


ضرب بكلتا يديه على الطاولة التي امامه حتى زاد لهيب النيران التي حولهم بالغرفة واضاءتها بكاملها، وصرخ حتى هبت رياح بالمكان :


" اسألك لماذا لم تحضرها وهي مجرد فتاه بشريه ؟"





خرج صوته المرتجف مجيباً:


" اسف سيدي، ولكن هناك فتاه دائما تكون معها لذلك الامر صعب قليلاً"


اراح بجسده على الكرسي قائلاً:


" احضرها بهذا الاسبوع حتى لو اضطررت لإحضار الفتاه الاخرى معها"


دونغ هي وهو ينصرف بهدوء:


"حسناً سيدي"


خرج ليجد ذلك البشري الذي تم اخذ روحه واحضاره الى هنا قبل شهر، من قبل دونغ هي نفسه، ولكنهما اصبحا صديقان واصبح دونغ هي يجلس معه في اوقات فراغه دائما...





وقد كان يضحك بسخريه :



" ياااا أهذا سفير الجان الذي يهابه الجميع ولا يقدر انجاز مهامه احد؟؟"


اقترب دونغ هي من هيوك ورمقه بنظره مرعبه حتى اسكته ثم ابتعد قائلاً:


" تبا لها تلك الفتاه الحمقاء، فدائماً ما تكون بقربها اختها"


اقترب هيوك منه قائلاً:


"اممممم اليس هذا عذراً لا يدخل العقل بالنسبة لقدراتك، فقد شهدتها بنفسي قبل شهر واعلم انك تستطيع احضارها في غضون دقائق، ثم انت تظهر امامها بشكل بشري وليس كما ظهرت لي ، اخبرني لماذا؟!"


تنهد دونغ هي مطولاً ولم يقل شيء، وغادر هارباً من اسئلة هيوك المزعجة، ذاهباً الى عالم البشر ...




لنخرج الى النور قليلاً لنرى الشمس التي تملأ المكان بنورها ونرى عالماً اجمل من الذي كنا به قبل قليل...


بينما كانتا إيلينا وكاترين تمشيان الى البيت بعد تعب يوم كامل في الجامعة بملامح منهكه واجساد متعبه وصمت رهيب تحت حر شمس الظهيرة لمحت كاترين ذلك الشاب الذي تلاحظه يومياً ومنذ اسبوعان ينتظرها في نفس المكان بابتسامه كبيرة ونظرات اهتمام ،


انتفضت حتى افزعت إيلينا قائلة :


"إيلي انظري انظرِي انه هو"


التفتت إيلينا ولم تجد احد غير تلك القطه السوداء التي تراها دائما كلما صرخت كاترين،



فرمقتها بنظره تدل على استيائها من الامر قائلة :


"كاترين صار الامر مملاً ، كفي عن حماقتك الزائدة، حتى ونحن متعبات لم تنسي دعابتك اليومية "




كتفت كاترين يديها وأظهرت استياء وتجهم بملامحها ونفخت بضيق صدر قائله:


" إيلي او تظنيني اكذب؟ اقسم لكِ انني اراه يوميا وبنفس المكان ونفس النظرات والابتسامة"


نفخت إيلينا بملل هي الاخرى :


"اذا اين هو اخبريني اين؟! يتبخر ام هو كائن فضائي يختفي متى ما اراد، انا لا ارى سوى تلك القطه السوداء المخيفة "


كاترين :


" انا ايضاً سأجن لقد اشغل تفكيري من هو ولماذا يراقبني ويظل ينتظر عودتي يومياً بدون كلل او ملل ليهديني تلك الابتسامة ثم يذهب"


مدت إيلينا يدها التي تحمل كتب كثيرة وهوت بها على رأس كاترين وهي تغمغم في استياء :


" أتخبريني الان انك معجبه به؟!! ، شخص لم تريه سوى من اسبوعين هل جننتِ؟، ثم اننا على ابواب امتحانات وانتِ لا تدرسين بسبب هذا الامر"


امسكت كاترين برأسها وراحت تحكه وهي تنفي الامر بضجر:


" لا ايتها المعتوهة.. ولكنني اود ان اعرف من هو وماذا يريد ولماذا يراقبني، لو كنتِ مكاني لفعلتي المثل، لأن المشكلة اختفائه بمجرد ان انظر اليه، قتلني الفضول"


إيلينا اجابتها بصوت اقرب للهمس من فرط التعب الذي تشعر به :


"اذاً ابعديني عن الموضوع، فهذة أخر سنه دراسية لي واحمل هم يكفيني بل واعتقد انه سيكفي العالم بأسره"


وبهذا انتهى النقاش حتى وصلتا للبيت لتأتيهما اجمل مفاجئة بسماعهما صوت جوان بالبيت نسيتا كل التعب واتجهتا اليه ليبدأ العراك مجددا من تأخذه اولاً، اتاهما صوت اختهما التي وصلت من السفر للتو :


" اهكذا تستقبلن اختكن بالشجار، الم تكبرن بعد؟"




التفتن اليها وظهرت على محياهن ابتسامه تحمل كل الاشتياق واتجهن ليجتمعن ثلاثتهن بحضن دافئ طالما اشتقن اليه ..


فمنذ زواج سيدرا لم تزرهم الا مرات قليلة، فهي ببلدة اخرى، وحياتها مليئة بالتوتر والضغوطات، فقد تزوجت سيون وهي لا تريده وتعيش مشاكل كبيرة مع اهله ولا تزور اهلها الا فيما ندر...


وصلهما صوت الام التي تتجهز للخروج للسوق :


" إيلينا، كاترين.. دعا اختكما ترتاح لقد وصلت للتو "


وصلها صوت الاثنتين معا :


" حسناً.. "


وجلستا تلعبان مع جوان..
الى ان خرجت الام واصبحا وحدهما بالبيت مع اختهما التي يقلقن عليها كثيراً
تركت إيلينا جوان مع كاترين وجلست امام سيدرا ،


نظرت اليها بجد قائله :
"اوني اخبريني كيف حالكِ وما اخر اخباركِ "


تنهدت سيدرا مطولاً لتدل على اجابتها مسبقاً :
" ااااااه انني بخير "


اجابتها كاترين التي تدغدغ جوان وتقبله بكل مكان وصوت ضحكته يملأ المكان :
" اوني اي خير من وراء هذه التنهيده، اخبريني هل اتفقتِ انت وسيون اوبا؟"




اجابتها :
" سيون لولاه لما كنت جلست دقيقه بذلك البيت وسط تلك الوحوش، اتعلمن ان سيون هو ما يجعلني اصبر على حياتهم وجنون افعالهم"


استغربت كلاً من كاترين وايلينا على اختهما فهن يعلمن انها تزوجت وهي لا تحبه ابداً..
التفتت ايلينا بغضب نحو كاترين وجوان بسبب ازعاجهما ووجهت نظرة قوية اليها،


فتركته واعطته هاتفها ليسكت ثم نظرن الى اختهن باهتمام،


ابتسمت ثم اكملت :





" نعم انني احبه وهو اغلى شخص بحياتي ومن اجله اتحمل كل شيء، مستغربات كيف وانا كنت اخبركن انني اكرهه وانني لن احبه ما حييت، ولكن حبه وطيبته واهتمامه بي جعلاني ارضى به بل واحبه وانجب طفله واقرر العيش معه للأبد حتى مع ظروف حياته، فعلاً ادركت ان الحب يأتي احيانا بعد الزواج وليس بالضرورة ان نتزوج من نحب، وقد يصبح هذا الحب اكبر واقوى"


امسكت كاترين بكلتا يديها واشرقت ملامحها :




" اوني اخبرتكِ ان سيون اوبا شخص جيد وانكِ ستحبيه يوماً ما، كم انا سعيدة"


بعكس إيلينا التي سألتها مباشرةً :
" اوني، اذا ماذا عن اهله ؟!!"


تنهدت مجددا وقالت :
" اهله وحوش وليس اوادم، انني اعاني وكأنني في الجحيم بسببهم، حتى على مستوى خروجي معه او شراءه لي اي شيء او حتى لأبنه يقلبون الامر جحيم علي وعليه، اه بت مخنوقة لدرجه كبيرة، حاولت ان نخرج لبيت او حتى غرفة لوحدنا، ولكن سيون مازال لا يقدر على ذلك بسبب العجز الذي في عمله، وهكذا انتظر الفرج"


ضربت كاترين بيدها على الطاولة :
" تباً لهم لو كنت مكانكِ لرميت ابنه وذهبت الى ان يشتري او يستأجر بيتا لي مستحيل ان احتمل هكذا عذاب"


قطع عليهما صوت جوان الباكي فقد حان وقت نومه اخذته سيدرا ودخلت للغرفة ..
نظرت إيلينا ناحيه كاترين وقالت:
"اجننتِ يجب ان لا تزيدي على اوني انتِ غبيه وحمقاء"


بادلتها النظرة :
" انتِ الغبيه انا لم اقصد.. ثم ان هذا هو الواقع على اي شيء هي متحمله الوضع"


بعد فترة خرجت سيدرا قائله :
" دعاكما مني ومن حياتي، ما الجديد في حياتكما، ايوجد خطبه ام زواج.... "


قاطعهما صوت الاثنتان معا :
" لااااااااااا..."


اكملت كاترين : "او تظنينني مجنونه، من رؤيتي لحياتكِ لن افكر حتى بالموضوع"


وبنبرة ساخرة تكلمت ايلينا :
"هه انظروا من يتكلم، من تفكر ليل نهار بشخص مجهول"


غضبت كاترين من كلام ايلينا كانت ستفتح فمها الا ان سيدرا تكلمت :
" ماذا ؟؟ اخبراني بالأمر ما الذي يحدث هل كاترين تواعد احدهم؟"


ضحكت ايلينا بسخريه مجدداً قائله :
" انه شخص لا تعرف عنه شيء ولم تكلمه يوما ولكن نظراته لها جعلتها مثل الحمقى..."


قاطعتها كاترين وهي تحيط بيدها على عنق ايلينا وتضغط عليه :
"كااااذبه اصمتي"
اكملت وهي تنظر الى سيدرا:
" اوني لا تصدقيها انه شخص لا اعرفه ولست معجبه به ولكنه يراقبني فدفعني الفضول لمعرفه من هو؟"


ابعدتها ايلينا عنها وصارتا تتشاجران كالأطفال ،


امسكت سيدرا برأسها وصرخت :
" كفاكما شجار على اتفه الاسباب الم تكبرن بعد، ثم انني لم افهم شيء اوضحن الامر بشكل هادئ"


عندها هدأن و تكلمت كاترين واخبرتها بالأمر،


سيدرا :
" انه امر غريب، احذري كاتي فأنا اعرفكِ غبيه وستسلمين قلبكِ لأي شخص"


كاترين مبتسمة :
"لا اوني انا لست طفله، ولكن مما يبدوا عليه انه ليس شرير وملامحه وديعه جداً مع ابتسامه ساحرة وعينان جذابتان وبشره عسليه رائعة "


عندها تم القاء مخدتان على وجهها من سيدرا وإيلينا،
ثم صرخت إيلينا:
" اوني اخبرتكِ لقد فقدت عقلها.."


اخذت كاترين احدى الوسائد ورمتها على ايلينا قائلة :
" اخبرتكما انني لست معجبه به انني فقط اخبركما عن اوصافه، ثم انتِ كفي عن ادعاء البراءة فانت بأخر سنه دراسية من سيصدق انكِ لم تواعدي قط، ثم انكِ منذ شهر ونصف مهمومه وحزينة واستيقظ احيانا واراك شارده، ماذا اهجركِ من تحبين ام ماذا؟ "


ردت إيلينا :
" انا لم اعجب بأحد ولست غبيه مثلك لأفعل"


صرخت كاترين :
" ايتها الغبيه انا لست معجبه به، اي عقل معكِ حتى لا تفهمي ما اقول"


عندها صرخت سيدرا :
" اصمتااااااا... اخ تبا لي منذ تفكيري بالمجيء الى هنا"،


ودخلت الى جوان الذي فاق بسبب الصراخ...
كان سيستمر الشجار لولا عوده الام، من السوق عندها دخلت إيلينا غرفتها وكاترين اتجهت الى المطبخ مع امها لتحضر الغداء،
بعد الغداء جلسن مع سيدرا بعد ان خرج الاب والام للعمل، وجدنها متعبه وضائقة جدا حاولن التخفيف عنها ولكن ملامحها المتعبة لم تفارق وجهها حتى عندما تضحك،
بعدها خرجت إيلينا مع كاترين الى المكتبة ليأخذن كتب وعند عودتهما جلستا بحديقة التي بقرب المكتبة يتحدثن


إيلينا :
"مسكينه سيدرا اوني، رأيتِ كيف عيناها محملتان بالحزن، لكم اتمنى ان ارجع اوني المرحة والمليئة بالحياة والسعادة، والتي لا يغرق عيناها المشعتان اي شيء مهما كان صعباً"




صمتت كاترين قليلاً قبل ان تأتيها الفكرة التي ادلت بها حالاً:






" اذا ما رأيكِ ان نعيد نحن سعادة اوني ونعيد ذكرياتنا المجنونة معها، ونذهب غدا الى احد اماكن التخييم في البلدة ونقضي اليوم كاملاً هناك، و منها نرتاح قليلاً من هم الدراسة قبل الامتحانات، ما رأيكِ؟ "


إيلينا :
" فكرة رائعة خصوصا ان كيونا سيعود ويقضي عطله الاسبوع معنا، سنكلم ابي هذا المساء"


امسكت كاترين بكلتا يداها فرحاً :
" اخي سيأتي؟ يا لسعادتي"


ولكنها لمحت مجدداً ذلك الشاب وهذه المرة لم تخبر إيلينا بل انتفضت من مكانها وهمت باللحاق به وهي تقول :
" إيلي عودي للبيت وحدكِ ذكرت امرا ضروري علي انجازه وسألحق بكِ"


عرفت انه بسبب ذلك الشاب كانت تود اللحاق بها ولكنها كانت سريعة تنهدت ثم عادت للبيت لوحدها....
كاترين تبعت الشاب كانت سعيدة انها لم تفقد اثره هذه المرة وصممت ان تعرف كل شيء اليوم، هو عرف انها تلحقه وشد بخطواته والابتسامة تعتلي محياه ولكنها ابتسامه مختلفة كلياً عما كان سابقا..





لحقته الى مكان بعيد وخالي تماما ولم تدرك الامر إلا وهي هناك تسلل الخوف الى قلبها مع الريح التي هبت فجأة مع اخر خيط للشمس صارت السماء تميل للسواد مع قليل من لون الشفق مع الغيوم الداكنة، خرج صوتها فقد بدأت تخاف :
" هييييه انت توقف، ارجوك انتظر، ياااا انت "




ولكنه مواصل بالمشي فقط التفت ينظر اليها بريبة وواصل المشي حتى دخل الى احدى الازقة وعند وصول كاترين اليه شعرت بشيء ما يخترق جسدها ويبعثر خلاياها بلحظة ثم يجمعها بمكان اخر هي لم تستطيع التعرف عليه ضوضاء واصوات كثيرة وريح تسحبها نحو جوف ما، حاولت الصراخ او الحركة ولكن لا فائدة ومن بين تلك الاصوات اتاها صوت رجل كبير بالسن وهو يمسك بكتفها :
" يا صغيرة افتحي عينيكِ، ماذا اصابكِ يا ابنتي"


فتحت عيناها اخيرا وجسدها مبلل من العرق وبالكاد تتنفس وكأنه تم انتشالها من بئر عميق، نظرت اليه بفزع :
" من انت واين كنت انا للتو؟"


ابتسم الرجل مطمئنا لها وقال :
" لا تخافي يا ابنتي لقد كنت مارا من هنا ووجدتكِ جالسه وبدوتِ لي انكِ تعاني من امر، هل انتِ بخير؟"


نفت كاترين بهزها رأسها بقوة وقالت بعد ان حاولت تجميع اللعاب لتبليل حلقها :
" لا لست بخير لقد كنت بمكان اخر وعالم اخر انني..."


قاطعها بإعطائه لها زجاجه الماء التي اخذتها وشربتها كلها في لمح البصر
،مازال يبتسم لها ليطمئنها ولكنه قال :
" هل يمكنني ان اسأل لماذا اتيتِ الى هنا انه مكان مهجور ولا يوجد اي بشر هنا؟"


اخر ثلاث كلمات اوقعت طنينا براسها ازدردت لعابها وعيناها تكادان تخرجان من مقلتيهما وهي تحدق بمكان ما بقرب ذلك الرجل فلم تعد تقوى على النظر اليه، اكمل غير مكترث لتعابيرها :
" انهضي الان وبسرعه غادري واياكِ العودة الى هنا او الالتفاف اثناء مغادرتكِ، واسلكي هذا الطريق"


لم يكد يكمل جملته الا وقد انتفضت وبدأت تركض وعيناها مغمضتان والخوف يلعب بكل قطره دم تمشي بعروقها وتحاول الا تتذكر الامر الذي واجهته للتو حتى اصطدمت بجسم صلب وسقطت ارضاً..




وجدها رجل ولحضتها دبت الحياه الى عرقها النابض الذي كاد ان يتوقف، برؤيتها للناس من حولها اطمأنت،
سألت ببحه صاحبت صوتها :
" اين انا؟"


اجابها الرجل :
" انتِ بوسط المدينة، مرة اخرى انظري امامكِ"


انحنت معتذرة وهي تكاد تبكي اتجهت الى البيت بخطى واسعه اخيراً وصلت وقد حل الظلام تماما، اخفت الامر على الجميع خصوصا انها وصلت مع وصول كيونا من السفر فنسي الجميع امر تأخرها وهي بدورها لم تفتح الموضوع ابداً ، كانت بطول الجلسة صامته وشاردة وكأنها بمكان اخر تراجع ما حصل لها اهو حلم ام حقيقة؟..
انقضت السهرة واتفقت الاسرة على الذهاب الى مكان للتخييم وقضاء اليوم بكامله هناك ، اخيرا هي الان بالغرفة مع سيدرا وإيلينا فحسب واللذان لاحظا امر شرودها،


بدأت ايلينا بالحديث :
" اين ذهبتِ ايتها المجنونة، تلحقين به ماذا لو كان احد الفاسدين واخذكِ الى مكان ما"


اكملت سيدرا :
" بل اعتقد انه كذلك من لون وجهها الاصفر، كاتي ماذا حصل اخبرينا بالأمر كاملاً"


ايلينا:
" يا الهي! كاتي عزيزتي احصل لكِ امر سيء تكلمي؟"


كاترين اخذت نفساً عميقا وزفرته ثم قالت:
" لا تخفن ليس الامر كما تعتقدن، ولكنه اغرب واسوأ لا اعرف ان كان حقيقي ام لا..."


وقصت عليهما الامر كاملا بدون نقصان في حرف واحد...
صمت حل للحظات من انتهاء كاترين من الكلام ثم تلاه صوت ايلينا:


"كاتي.. لقد اصبحتِ مجنونه بهذا الامر لدرجه الهلوسة.. الامر اصبح خطير"


اكدت سيدرا :
" انظري للغباء حدود، وللخيال حدود ايضاً"


صرخت كاترين :
" اقسم انني لم اكذب ولم اتخيل فهذا كل ما حصل.."




كادت ان تهوي الدموع من عيناها وبدا عليها الخوف فعلاً
فزادت عليها ايلينا بقولها :
" اذا هناك تفسير واحد للأمر ذهبت الى عالم الجان لبرهه ثم عدتي، والسبب ان سفير الجان الذي نراه يوميا معجب بكِ... وااااااااو امر مخيف حقاً"


قفزت كاترين الى جوار سيدرا وامسكت بها وصرخت :
" اوني اخبريها ان تكف عن الهراء"


سيدرا امسكت بها ونظرت بعينيها الى كاترين بطريقة مخيفة :
" اعتقد ايضا ان هذا هو التفسير الوحيد، والا ما تفسيركِ للشاب الذي لا تريه الا انتِ وعنما تنظر ايلي تجد قط اسود"


غطت بيديها على وجهها وصرخت :
" كفاكما هراء وتخويف لي ... فما حصل لي يكفيني"


ايلينا :
" اذا نامي وكفي انتِ عن الهراء، لأننا سنستيقظ غداً عند الفجر"


نامت كاترين والخوف مسيطر عليها بل ومازالت تشعر بذلك الشعور الذي اخذها الى ذلك المكان، هل هو حقيقي هي نفسها لا تعرف...


سنعود معاً الى اعماق الارض حيث الظلام والرعب، وذلك بعد عودة دونغ هي من عالم البشر لزم غرفته دون خروجه ابداً،


ذهب هيوك الى دونغ هي وجلس امامه ورمقه بنظره استفسار قائلاً:
"اذا!! لماذا فعلت ذلك، وطلبت من اباك ان يعيدها مع ان روحها كانت ستؤخذ اليوم وكنت على بعد شعره من اتمام مهمتك"




نهض دونغ هي وجلس مواجها لهيوك ونظر اليه قائلاً:
"ستقول انني مجنون ولكنني لم استطع ان اسلبها روحها الجميلة وازج بها الى هذا العالم الذي ومنذ مراقبتي لها لن تستطيع العيش هنا للحظة، وانت تعرف الفرق بين العالمين"


هيوك مد شفتاه قائلا بـ حيره :
"ماذا، ءانت دونغ هي اعظم سفير للجان والذي لا توجد بحياته الرحمة تتكلم هكذا؟"



دونغ هي خرج مجدداً فهو نفسه لا يعلم لمَ تعاطف معها ...


في الفجر استيقظت الاسرة كامله وجهزوا للرحلة، وانطلقوا ليأخذهم الأب الى مكان بعيد في ضواحي المدينة، كانت اجواء الفجر رائعة والجميع كان مستمتع بشروق الشمس منهم من صور المنظر ومنهم من تأمله بصمت ومنهم من تكلم عن جماله للجميع، عدا تلك الجالسة في زاويه السيارة بصمت وشاردة تماما،




وخزتها ايلينا وهمست :
" يا.. ما بكِ لمَ لا تشاركينا الحديث؟"


التفتت اليها واجابت بوجه واهن :
" ايلينا، الامر الذي حدث بالأمس يأبى ان يخرج من تفكيري، انا نفسي لا اصدق الامر ولكن اريد ان اعرف ماذا حدث ولماذا حصل لي هذا؟"


انضمت سيدرا التي كانت تستمع للحديث :
" ايتها الغبيه فلتنسي الامر، كله من محض خيالكِ، وكلها اشياء خرافية ومستحيل ان تكون حقيقيه.." ضحكت ثم اكملت ".. مستحيل ان تذهبي الى عالم الجان لقد اقفل الباب الذي بيننا وبينهم منذ زمن"


التفتتا اليها معها، وقالت إيلينا:
"اوني حقا؟!"


اجابت بوثوق :
"نعم، ثم ان....."


قطع عليها صوت رنين هاتفها لتجده سيون اعتلت الفرحة وجهها ثم التفتت للجهة الاخرى وبدأت تكلمه ناسيه امرهما تماماً
نظرت كل منهما للأخرى بحسرة ، تنهدت ايلينا وقالت قاصدة لتنسي كاترين قليلاً:
" ونحن متى سنعيش هذه اللحظة ؟!"


كاترين:
" لن نفعل، ولا اريد، دعينا من الحب وسخافته ..انا..."


في نفس اللحظة لمحت ذلك الشاب يمشي على الطريق وهو ينظر اليها، انتفضت قائله :
" انظري انه هو! .. الشاب"




نظرت ايلينا للنافذة ولم ترى احد فضربتها على رأسها بقوة وقالت :
" ايقووو ، يا لكِ من مجنونه وتقول انها لا تحب لقد اصبح هوس تريه في كل مكان"


امسكت كاترين على صدرها بخوف:
" اراه بكل مكان، هذا ما يخيفني"


وصلوا الى المكان وقد كان رائع بما تعنيه الكلمة الاشجار بكل مكان والعشب يغطي الارض وصولاً الى النهر الذي يلمع بجمال مع ضوء الشمس الساطع، مكان يبث الطمأنينة والسكون




تم نصب الخيام وجلست ايلينا مع الام تحضران الطعام والاب مع كيونا وسيدرا ذهبوا لجلب الحطب، اما كاترين فتنتبه لجوان وتلعب معه، ولكن خوفها ورعشتها التي لم تفارقها منذ حصول الامر قد وصلت لذلك الذي يراقبها من بين الاشجار بعيون حائرة.. اما هي فقد التفتت فجأة الى المكان بعيون مرتعبة، ثم اخذت جوان وجلست بقرب امها وايلينا... ... ...


رجع كل من الاب سيدرا وكيونا .. وحضروا معا الاكل ، بعدها لعب الجميع وملأت ضحكاتهم المكان، حتى كاترين التي نست لوهله امر خوفها واشرق وجهها مجدداً.. وهكذا حتى حل الليل وتم اشعال النار وجلست العائلة حول النار يتكلمون كل عن اموره وحياته جلسه هادئة ووديه ..


حتى بدا كيونا بالأمر قائلاً:
"اليس من المفترض ان نتكلم بقصص مرعبه في مثل هذه الجلسات.."


ايده كل من سيدرا وإلينا.. والعكس كان رأي كاترين.. ولكنهم تجاهلوها وبدأوا بالكلام


كيونا بدأ وقص تلك القصة التي ارعبت الجميع خصوصاً مع نظرات كيو المرعبة وشرحه المخيف:
" كان لابد أن يتوقف… طفلة تسير في منتصف الطريق حافية القدمين, ملطخ وجهها بالدماء.. في طريق زراعي لابد أن يكون مهجورا في هذه الساعة… صرير الفرامل الذي أفزعه ..كان لابد أن يكون كذلك...
نزع يديه من عجلة القيادة ..وترجّل.. كانت تبدو كفتاة في التاسعة من عمرها... وقف أمامها… كان يهم بإلقاء سؤال.. عندما بادرته وهي تضع أصابعها على شفتيها..: " يا عم أرجوك ساعدني ..حدث لنا حادث..."
ما هذا الصوت الذي لا تستطيع استخلاص نبرة منه
" أين يا ابنتي.؟"
رفعت يدها من حيث كانت قادمة..:
"هناك "
….لا بد أنهم يموتون الآن...
اصابه الذهول قائلاً…
" حسنا …اركبي"
ركب هو بسرعة أدار المحرك وانطلق بسرعة ..كسرعة توقفه.. كان المذياع يذيع شيئا ما, تراطمت أصابعه وأزرار المذياع حتى أسكته..
" هل تشعرين بألم ,هل جرح وجهك..؟"
" لا أدري…أريد أمي فقط؟ "
**********
“توقف…” لكن الزوج كان قد ضغط الفرامل قبل أن تهتف به زوجته للوقوف... ذلك أننا اتفقنا أن مرأى طفل يبدو في السادسة من العمر في طريق زراعي في ساعات الليل الأولى يومئ للسيارات بالتوقف ..يجبرك دون نصيحة من أحد على الوقوف.. رجع بالسيارة إلى الوراء, إلى أن جاور الطفل نافدة الزوجة.. فتحت الزوجة النافدة -:ماذا تفعل هنا يا بني في هذه الساعة…!؟ "كنت ألهو في الحقل عندما داهمني الليل…بيتنا بعيد قليلا….هل توصلوني من فضلكم.؟
ـ اركب يا بني..!"
ينحني الزوج بجسده ليفتح له الباب الخلفي..:-ما هؤلاء الأهل …!؟" يركب الطفل في هدوء ليجد نفسه بجانب طفلة نائمة ..! جدّ في النظر إليها.. بينما تنطلق السيارة:-ما أسمك يا بطل ..؟
ـ…..
ـ ما لقبك عائلتكم..؟
ـ…..
ـ اتركيه يبدو انه من النوع الخجول..! تتركه فعلا…. بينما الطفل يتلمس حريراً انهدل من رأس الفتاة شعراً فاحمًا... تجرأ وسدّ مجرى الهواء قليلاً عند أنف الفتاة, داعب الهواء إصبعه, لكنه بدأ يبرطم بكلمات سريعة لا شبه فيها لأي كلام.. وعينيه غشاهما سواد لم يترك اثر لبياض...
الزوجة كانت تروي للزوج كم كل النساء حسودات منافقات في تلك الزيارة العائدين ...
قاطعها الزوج بعد ما قطعوا مسافة طويلة نوعاً ما.:- ـ هل يا يزال بيتكم بعيد يا يا بني..؟
ـ:…..
قالت الزوجة :- لم لا يرد..؟
التفت إلى الوراء وهي تضيء مصباح السيارة الداخلي..
ـ يا فتى………
ماااا ابنتيييييي… وأطلق صرخة عاتية..!
ذلك أن الفتاة إبنتها انهمكت تلتهم أجزاءً من جسد الصبي.! وهو ينام في حجرها مسلّماً شاخص العينين...
وجد الزوج المرأة تطلق أعلى صرخة أطلقتها في حياتها…قبل أن تنجذب إلى الكرسي الخلفي بقوة جبارة…وتعود لتصطدم بالزجاج الأمامي بقوة. وقد سكت فمها وحملقت عيناها.. إلى الأبد.
ألجمه أنه لم يستطع استيعاب الأحداث. لكنه عندما وجد شيئا ما يفترسه, ويدين يعتصران رأسه. عندها لم يعد الضغط على دواسة الوقود بكل قوة يشكل فارقاً.. ولا عدم الانعطاف في المنحدر شيئا خطراً.. لهذا كان انقلاب السيارة بالنسبة له خلاصًا…. بعد مضيْ بعض الوقت يطير زجاج السيارة الخلفي بعض الأمتار بعد أن تلقى ضربة من يد رقيقة وديعة. تقفز طفلة خارج السيارة وهي تمسك بيدها شيئا تتسلى بأكله في الطريق.. من بعيد يقترب ضوء… تقف هي بينهما… تدخل دائرة ضوء السيارة فتتوقف السيارة أمامها عنوة. .يترجّل صاحب السيارة فزعًا… تبادره وهي تلعق الأصابع في تلذذ :- ” يا عم أرجوك ساعدني ..حدث لنا حادث...” *************


انهى قصته فصرخت كاترين بخوف:
" والرجل ماذا حل به؟"


كيونا بعد ان قهقه برعب:
"بالطبع اكلته، والفتاه الى يومنا هذا طليقة تأكل المسافرين"


فزعت كاترين قائلة:
" اهي قصه حقيقيه ؟!..."


ضحك الجميع عليها واجاب كيونا:
" لا يا حمقاء .. انها للرعب فقط.. رأيتها في احد المواقع بالنت... امممممم ما رأيكم ان نضيف قصص حقيقيه في الامر.. من يملك واحدة؟ .."


عندها تكلمت إيلينا :
"انا لدي... صديقه لي حكت لي هذا الموقف وهو حقيقي..
كانت مره نائمه ولكنها استيقظت على شيء ما يضغط على صدرها بقوة حتى كاد ينقطع نفسها ولم تستطيع حتى الحراك من مكانها او الصراخ
وبعد مصارعه مع هذا الامر، ابتعد عنها وعندما نظرت وجدت امرأه بشعر اصفر تتجه للحمام ... ايضا هناك من حدثتني انها سكنت ببيت مسكون بالجان وكانت تستيقض في الليل وترى امرأة تقف امام المرآة"


كاترين :
" اما زالت صديقتكِ على قيد الحياه الم تمت من ما راته"


عندها تكلم الاب:
" اعتقد انه ما جاء لصديقتكِ هو الجاثوم ..
و هو مخلوق من الجن يكون واقف وراك حتى تنام على ظهرك ليجلس فوقك ويخنقك.."


صرخت كاترين:
" يكفي ارجوكم.."


ابتسم الاخوة بشر وجاء وقت سيدرا للحديث قائله :
"انا سأعطيكم معلومات عن الجان وهي حقيقيه .."ونظرت الى كاترين التي اصبح رأسها بين قدميها من الخوف واكملت:
".. خوفك ليلا عند دخولك للمطبخ والخروج منه وتكرار النظر للخلف قد يوحي للجن انك قد خفت منهم مما يجعلهم يقومون باللحاق بك واخراج اصوات الحيوانات او اصوات اشخاص تعرفها ومناداتك باسمك.. ايضاً تركيز نظرك على بؤبؤ عينك في آخر الليل لمدة ٢٠ ثانيه كفيل بأن ترا قرينك بدل ملامح وجهك"


انتهت سيدرا مع صرخة من كاترين:
-" يكفي ارجوكم.. اتوسل اليكم"


ابتسمت إيلينا بشر مكملة:
-" لقد بدأنا للتو..اتعلمون ان شم بعض الروائح العطرية في الغرفة بدون معرفة مصدرها ، من الاسباب الصريحة لوجود جن عاشق لك في الغرفة !"


اكمل كيونا:" نعم وايضا هناك معلومة اخرى...عندما يبدأ قلبك بالخفقان دون سبب واضح فهذا يعني أن شيطان يقف أمامك مباشرة و يحدق في عيناك و المسافة بين رأس أنفك و أنفه لا تتعدى حبة الرمل"


لتتكلم إيلينا بنبرة مخيفة :" او كاتي لقد حدثتني ذات مرة عن شمها لعطر في الغرفة ونحن نائمات.. ماذا يعني هذا؟"


كيونا بضحكة شريرة:" يعني ان هناك من ...."


فتصرخ كاترين:" كفى.. انتم تكذبون"


سيدرا:" لا انها معلومات حقيقية وهناك المزيد..مثلا..عند ذهابك الى فراشك للنوم ، اطفئ جميع الأنوار واحرص على ان يكون الجو هادئ ، وركز نظرك إلى إلى السقف ، قد تلاحظ مرور الشيطان.. ايضاً.. صوت صفير الابواب في المنزل ... ليس دليل على مرور الهواء ... فالشياطين عندما تشعر بالملل تصدر الاصوات.. وايضاً كاتي كوني حذرة من وضع عطر قبل ان تنامي.. فالفتاة التي تضع عطر وتنام اكثر عرضة للجان"


لتنطلق صرخة باكية منها :" كفى تبا لها رحلة"


فتنطلق ضحكات الجميع عليها.. فتتقدم إيلينا منها وتمسح على كتفها قائلة:" غبية لاتخافي"




اوقف الاب جنون الاخوة على اختهم الصغيرة التي قد بدأت بالفعل دموعها بالنزول لتدل على خوفها..
انتصف الليل وكل دخل خيمته بعد ان اطفئت النار..
سيدرا تركت جوان ينام عند امها وطلبت من الفتيات البقاء معها على ضوء القمر المكتمل..
جلسن يتحدثن بأمور عدة واحيانا يرعبن كاترين التي كانت تضم قدماها الى صدرها والخوف قد نال منها تماما..
تكلمت إيلينا وهي تمسك بها:
-" غبيه احقا ما زلتِ خائفة؟ انا باعتقادي هذه الليلة لم تكن شيء فقط تحدثنا عن دعابات خفيفة"


التفتت سيدرا اليهن وقالت:
-" نعم لم يكن يوما كما تخيلت.. ولكن أتعلمن عند ذهابي انا وابي وكيونا لنحضر الحطب.. لفتني كهف في وسط المكان هو ليس بعيدا من هنا ولكنني احسست انه يخفي امر ما.. ما رأيكن للذهاب بأنفسنا لنكتشفه"


ترددت إيلينا التي خافت بعض الشيء اما كاترين فقد رفضت تماما
سيدرا:
-" فكرن بالأمر سيكون يوما لا ينسى ثم ان ما اسوأ ما قد يحدث هو ان نتوه وانا اعلم الطريق فقد حفظتها ما رأيكن"


إيلينا تحمست للأمر ووافقت اما كاترين التفتت لتعود الى الخيمة
فيصلها صوت إيلينا:
-" حمقاء المجيء معنا ءامن من الجلوس وحدكِ بالخيمة تنتظري ما قد يطل عليكِ في ايه لحظة"


بعيون مليئة بالدموع مع ضربه قوية لكتف إيلينا:
-" حمقاء اكرهكِ.. هيا لنذهب سآتي معكن"


وهكذا انطلقن الاخوات بيد كل واحدة ضوء خافت للرؤية.. كانت الرياح تهز الاشجار مع حفيف الرمال واصوات الحشرات الليلية كفيل بأن يرعب اي شخص.. القت إلينا المزحات لتغير الجو..
واحيانا كن يرعبن المسكينة كاترين حتى تمنت الموت على هكذا رعب..
وصلن اخيرا للكهف ودخلن الى طرفة لتمسك كاترين بيد إيلينا وتهمس برجاء:
-" ارجوكما لنعد لدي شعور سيء حيال الامر"


تعمقت سيدرا بالدخول قائلة:
-" اقطعنا كل هذه المسافة من اجل ان نرى بداية الكهف فقط"
إيلينا:" اوني انا ايضا لدي شعور سيء لنعد"


ولكنها مواصلة بالمشي تشبثت كاترين بإيلينا ولحقن بأختهن حتى وقفن بأرض بدت هشة وبمجرد رفسة بسيطة من سيدرا بقدمها حتى وقعن بمكان عميق كل اطمأنت على الاخرى ونظرن لأعلى لتتكلم سيدرا بصوت مرتجف:


-" اظن انه انتهى وقت الاكتشاف لنعد فالفتحة ليست ببعيدة هيا"


نهضت وما ان مدت يدها لتساعدهن على النهوض حتى فتحت فمها بدهشة كما إلينا وكاترين ..
فقد كان المكان ملئ بالتماثيل الصغيرة كحجم اليد والتي كانت تلمع ببريق الذهب الاصفر..
إيلينا:" وااااااااااااه ما هذا؟.. أهو ذهب؟!!"


كاترين اخذت من قربها واحد فتفاجأت من حجمة لتؤكد تساؤلات إيلينا كذلك سيدرا اخذت واحدا للتأكد..
كانت عيناهما تلمع سعادة وخوف بنفس الوقت


كاترين:" هل نأخذ معنا قليل منها؟؟"


سيدرا:" لا اننا بعمق الارض وبمنتصف الليل لنخرج الان وسنحفظ المكان وفي الصباح سنحضر الجميع وندخل معهم"


إيلينا وافقتها الرأي:" نعم اوني معكِ حق.. هيا كاتي انهضي فلدي احساس سيء جدا"


اتكأت كاترين على كل من إيلينا وسيدرا لتصعد الاولى ولكن قبل ان تصل لأعلى اهتزت الارض من تحتهن وسمعن دوي وصرخات لأصوات تقشعر لها الابدان وتصم لها الاذان لدرجة ان سيدرا وإيلينا افلتن كاترين ليضغطن على اذانهن.. تحركت التماثيل الصغيرة الى اسفل وكأن فجوة فتحت لتبتلع كل شيء بتلك الغرفة ومعه الاخوات مع صرخاتهما القوية
دوى صراخهن الى باطن الكهف ليصدر ضجة عنيفة في العالم السفلي نتيجة وجود بشر على مدخل عالمهم.. انطلق الحراس والجنود والضجة قد وصلت لغرفة دونغهي النائم خرج ليرى السبب فيشم رائحة البشر بالمدخل ومنها رائحة كاترين..
فينطلق..
كذلك هيوك يستيقظ على تلك الضجة فيشتم هو الاخر رائحة بشر والذي جعله كالمجنون هو رائحة إيلينا
ليجعله ينطلق خارقا كل القواعد بذهابه لأماكن كتلك..






**...يتبـ ـ ـ ـع...**


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق