السبت، 26 نوفمبر 2016

♡ جنون منتصف الليل_البارت الثانى ♡


Җ جنون منتصف الليل җ


Җ البارت الثانى җ




Җ مفاجآت العالم السفلي җ





Written By :
Άṧṃạắ


سقطن الاخوات على عالم آخر كل تنظر بعيون تكاد تخرج من مقلتيها وضلوعهما تكاد تنكسر من الارتجاف فهو مكان يسلب العقول ويجعل من يراه كمجنون تائه بين جنون هذا العالم..
ظلام يلف المكان ..
وغيوم تحجب السماء, وليلة بلا قمر..
قطط سوداء تتجول في الشوارع, وكلاب تنبح كأنها فقدت صوابها ..
أجساد مجهولة تتحرك تحت جنح الظلام ..
أرواح تتصارع في الازقة ..
عيون الشر تراقب .. و موت يجري باحثا عن فريسة ..
هدوء يبعث الرعب في النفوس ..
شيطان قابع في زاوية الشارع يتربص بالمارة ..
وساحرة جائعة تختبأ خلف الجدران تنتظر طفل يمر ليصبح وجبة عشاء ..
رجل يحارب الموت تحت شجرة .. وأخر معلق من رقبته في غرفة مظلمة ...فتاة بشعر أبيض قابعة في وسط حمام وهي تتحدث مع نفسها ..
طفل صغير بملامح شرسة يحمل سكينا ويتجه نحو والديه النائمين ..
ورضيع يقف على ساقيه ويجري ..
أجساد لا ظلال لها .. وظلال تتحرك بلا أجساد ..
عجوز أمام مرآة تقطع شعرها .. و مسن يركض خلف لا شيء ..
يد مقطوعة في فتحة تصريف و رأس في كيس أسود
هل هذه مدينة يسكنها بشر ام ماذا؟ وهل تحكي عن الواقع واين هذه المدينة؟؟


اغلقت كاترين على عينيها واطلقت انين مميت هامسة:" انني احلم"


إيلينا نظرت لسيدرا المندهشة كليا وهمست:" اوني اين نحن؟"


اقتربت سيدرا من اختيها وجرتهن الى حضنها لتقل بصوت يبث الريبة والخوف:" لا تخفن انني معكن.. استجمعن قواكن الان لأننا اصبحنا في الهاوية إما ان نردى قتيلات في هذا العالم او نشد ازرنا ببعض وننجو"


كاترين وقد بدأت تبكي:" كيف سننجو من هذا الجحيم الذي رمينا به"


وبنزول دمعات كاترين تعالت الاصوات وتلفتت الرؤوس وكشرت الانياب الى مصدر تلك البشريات..
اخذت سيدرا بيد اختاها وتراجعت معهن الى الوراء هربا من شيء يحيط بهن من كل جانب..


تلاحقت انفاسهن من الجري وتصبب العرق وهلعت ابصارهن مما يمر بهن ويرصدنه فيزيد من وقع الخوف بجوفهن حتى تعثرت كاترين وانزلقت كل من سيدرا وإلينا على منحدر كبير..


حاولت النهوض ولكن قد شلت قدمها من الصور التي تقترب منها وكاد يغمى عليها من الهلع حتى احست بيد تحيط عينيها وتخطفها من المكان بلمح البصر لتنتهي تلك الاصوات ويهدأ المكان ويسكن تماما عدا من ضربات قلبها التي كانت كمؤقت انفجار لقنبلة وصدرها الذي يرتفع وينخفض وكأن روحها ستسلب منها وجسدها المرتجف
امسكت باليد التي على عينيها وهمست بشحوب:
" إيلينا أهذه انتِ؟"


ابعد يده ببطء وقبل ان تقل كلمة همس:" لا تخافي انه انا"




تشبثت به بيديها المرتجفة ونطقت:" انت!!.. نعم بشري حمد لله.. اين إيلينا وسيدرا...."




لم تكمل شيء فقد بدأت تعلو الاصوات تلك مجددا فتشبثت به بقوة قائلة:" اين نحن؟ اخرجني من هنا ارجوك"


اقترب منها واشتم رائحتها ثم التفت خلفه:" تبا عرفوا مكاننا من رائحتها"


ارجع نظره اليها واخرج كرة من الاكل.. تبدو ككرة من الخبز وقال بعجل:
-"كليها حتى تذهب رائحتكِ البشرية هيا"


اخذتها واكلتها دفعه واحدة ولم تمر ثوانِ حتى بصقتها وهي تكاد تتقيأ
"ما هذا انها بلا طعم"


قالتها وهي تمسح لسانها اثر الطعم الذي لا يحتمل
اخرج من جيبه واحدة اخرى ودسها بفمها واغلقه بيده واقترب منها هماس بشكل جدي:
" نعم انها بلا ملح فانتِ بعالم الجان.. وان اردتِ النجاة ابتلعيها فورا"


لم يكمل الجملة حتى ابتلعتها كلها.. ومجددا خفت الاصوات حتى تلاشت من المكان،
تركها وجلس ارضا يتنهد براحة اما هي فقد غطت على وجهها بكلتا يديها وصارت تبكي بجنون وهي تردد من بين صرخاتها:
" اين انا؟ بعالم الجــ ــ ــ ــان.. لماذا وكيف؟ اين اختاي؟ وانت من انت؟"



كانت بحالة يرثى لها ولكنه كاد يجن من دموعها التي تنزل فبملوحتها قد تفضح مكانهما وضع يده على ظهرها وبدا كأنه يربت عليها ولكنه تمتم بكلمات فاخذ منها دموعها بدون ادراك منها فصارت تبكي وتشهق بدون دموع..
ليتكلم:
" كاترين لا تخافي انا بشري وانا تائه مثلكِ تماما.. لذلك كوني متعاونة وتحلي ببعض الشجاعة لننجو ونخرج من هنا مع اختاكِ"


تشبثت بكتفه وقالت:" الان خذني الى اختاي وهيا لنخرج من هنا يكاد يصيبني الموت من الامر"


ربت عليها مجددا ونظر اليها نظرة اعطتها الثقة وقال:


-" سنخرج ولكن ليس بنفس سهولة دخولكن الى هنا.. اسمعيني جيدا فالفوضى عمت مجددا بسبب اختاكِ الان يجب على ترككِ وانتِ ادخلي من هذا الباب ستجدين جبلا كبيرا تسلقيه ولكن حذاري ان تنطقي بحرف واحد حتى رغم ما ستريه تجاهليه لن يصيبكِ مكروه ما دمتِ لا تتكلمي ستصلين الى اعلى ادخلي للمطبخ ولا تتحدثي غير مع كبير الطهاة اخبريه انا الروح الجديدة اتيت بأمر سفير الجان الاكبر لأطبخ لكبير العفاريت كأول مهمة لي.. اطبخي له ما سيطلب منكِ لكن قبل انهائكِ ضعي هذا المسحوق واياكِ ان تفتحيه غير لثلاث ثوانِ رشي على الاكل واغلقيه.. ثم سيدلونكِ الحرس لمكان الملك قدمي التحية ولا تغادري الى ان يأكل من الطعام عندها ستريه ينام.. بعدها اختبئي خلف ردائه ولا تتحركي حتى اتي اليكِ.. هل فهمتِ؟"


كاترين لم يهمها شيء غير ان تشبثت به اكثر قائلة:" مستحيل لن ادعك تتركني سأجن ان رأيت احدا وسأموت ان واجهت كل ما وصفت لي.. انا لا اقدر على ذلك"


احتضنها ومسح على ظهرها وهمس بهدوء:
" انتِ تستطيعين فقط ارمي خوفكِ قليلا فالأمر الان بين يديكِ فملك العفاريت لو علم بأخواتكِ سيقتلن وسنخرج بدونهن.. وانا يجب ان اذهب واخرجهن من المكان قبل ان يأكلونهن الجنود.. لكِ الخيار"


مجرد سماعاها امر موت اخواتها شهقت وانتفضت مبتعدة عنه وقالت:
" هذا هو الباب صحيح"
مشيرة بأصابعها المرتجفة نحوه..


ضحك مدركا عمق خوفها وقبل مغادرتها اخرج من جيبه ربطه واقترب يلف شعرها وتلك الربطة كانت بها بعض من قوته
انتهى ثم امسك بخديها ومسح عليهما هامسا:" ستكونين بخير"


ارتبكت واستغربت القدر الذي جمعهما هنا لأول مرة مع انها تراه يوميا:
" شــ ـــكرا...."
امالت رأسها استفسارا عن اسمه
ضحك قائلا:
" دونغ هي.. هذا هو اسمي"


ابتسمت بشحوب:" هل سأكون بخير دونغهي شي؟"


اومأ لها بنعم ولم يذهب الا عندما اختفت خلف ذلك الباب العملاق..


اتجه منطلقا خلف رائحة سيدرا وإيلينا متمنيا ان لا يتم امساكهما قبل وصوله..


هيوك الذي انطلق عندما اشتم رائحتها يتخطى كل القوانين بملامح منذهلة وعينان تكادان تدمعان بسبب شوقه الكبير اليها..
همس لنفسه بقوه :"إيلينا ما الذي اتى بكِ هنا؟"


الاختان اللذان سقطا بالمنحدر وخلفهما تلك العيون الوحشية المتعطشة وصلن لنهاية المنحدر ولكنهن نهضن ليعدن ادراجهن وبصوت واحد مليء بالقلق :
" كاترين!!"


ولكن ريحا ما تمر بهما وتدخلهما بتلك الفتحة التي هي الملاذ الوحيد للهروب من كل تلك الارواح..


ظلام دامس وهدوء موحش عدا من صوت قطرات للماء وانفاسهما المضطربة شعرت إيلينا بأمان بث اليها مع ذلك الذي دفنها في صدره ممسكا بها بقوة، لم تشأ ان تقاوم او ان تحاول معرفة من.. فقد شعرت بأنفاسه وقد ارجع روحها بذلك الحضن..


همست:" هيوكي.. أهذا انت؟"


ابتسم واخذها ليختبئ بها بعيدا، بعد ان رأى دونغ هي ممسكا بسيدرا ويأخذها هو الاخر ..
ويختفوا بلمح البصر فتصل تلك الوحوش والارواح الى المكان تبحث بجنون كيف اختفيا..
مازالت إيلينا متشبثة بذلك الذي جرى بها ليخبئها بغرفته التي لن تخطر على بال الجنود المنتشرون بسبب الفوضى..



ابتسم فقد مر على وقوفه عدة دقائق وهي ماتزال متشبثة به ومغمضة لعيناها..
مسح على رأسها وتنهد براحة قائلا:" كيف عرفتي انه انا؟"


بمجرد سماعها لصوته انفجرت باكية.. اصابه الهلع من الامر وابعدها عنه
قائلا :
" إيلينا لا تبكي سيعرفون مكانكِ.. ارجوك كفى"




ومرر ابهامه على خديها وعينيها ليزيل تلك الدموع..
مرت لحظات كل يحتضن الأخر بعينيه بجمود بلا حراك



فقط حركة هيوك السريعة بإخراج قطعه خبز من جيبه وهمس:
" كليها حتى تختفي رائحتكِ البشرية"


اكلتها متجاهلة الطعم المر الذي وصلها


لحظات اشبه بمرور نسمات عليلة لكل منهما رغم عدم وجود اي من هذه النسمات ولكنهما شعرا بها واخذتهما الى ايامهما السابقة..


...كان لقائهما غريب كلقائهما الان..
بذلك اليوم الماطر كان هناك ولد شاب بمنتصف الطريق ويهز احدهم
ويصرخ طالبا المساعدة ولكن كان الليل قد انتصف ولم يكن هناك غير إيلينا
تقود بسرعة بسبب تأخرها عن المنزل
ولكنها توقفت بسرعة ونزلت اتجهت اليه وقد كان مرميا فوق شخص ما ابعدته لتنظر الى الدماء تسيل بقرب عيناه وخدوش على كل وجهه وجسده ولكنه صرخ بها راجيا:
" ارجوكِ امي افعلي شيئا كي لا تموت.. انها لا تتحرك"


ابعدته عنها ومددتها على الارض ورفعت رقبتها قليلا، نظرت اليه براحة:
" لا تخف انها فاقدة للوعي فحسب، ولكن يجب ان نستدعي الاسعاف"


اتصلت على الاسعاف وجلست صامته فلم يكن بإمكانها الحديث امام دمعاته المنسكبة وكلامه الذي يحرق القلب وهو يمسك بيدها ويقبلها:
-" امي.. ارجوكِ تعافي وسأكون بعدها ولد صالح واعمل في المكتبة كما اردتِ .. فقط عودي الي وسامحيني على كل هفواتي وطيشي.. اقسم انني لن اغضبكِ
بعد الان انتِ فقط كوني بخير ولا تتركيني"


بالفعل انسابت دموع إيلينا واصبحت تكتم شهقاتها التي بدأت تتعالى..
وصل الاسعاف اخيرا وتم اخذ الام وابنها الى سيارة الاسعاف ذهبت إيلينا معهم فقد كانت تعرف حالة الام وتساعدها متمنية الا تفارق الحياه فقد كسرت اضلاعها ودخلت الى احشائها..
كانت تساعدها وكأنها امها ودموعها ابت ان تتوقف رأفة لحال هذا الشاب..
وصلوا المشفى وادخلت الى غرفة العمليات وهيوك الى غرفة الطوارئ.. تم تطهير جروحه وخياطتها .. ولفت يده التي كسرت بضماد.. وذلك بعد صعوبة فقد كان يصرخ كالمجنون ويمنعهم :


" دعوني ارى امي اولا.. اود الاطمئنان عليها فهي من حمتني وتلقت الاصابة.. سأجن لو حصل لها مكروه"


حاول الحراك وابعاد الاطباء فأوقفته إيلينا قائلة:" امك بخير هي في غرفة العمليات انت فقط لا يسعك الان سوى الانتظار" ..


حاول المقاومة ولكنها اصرت عليه قائلة:" لا تخف ستكون بخير.. دعهم يضمدوا جراحك اولا"


اطمأن قلبه قليلا بكلماتها وهدأ تاركا اياهم يعالجو جراحة وهو فقط يذرف دمعاته قلقا وخوفا..
خرجت إيلينا الى امام غرفة العمليات حتى خرج الطبيب ونظر اليها ضننا منه انها ابنتها عندما رءا لهفتها واهتمامها قبلا
فأتجه اليها وقال بحسرة: "اسف.. لقد فارقت الحياة"
بتلك اللحظة تسمرت مكانها ولم تعد تستطيع فعل او قول اي شيء فقط متذكرة ذلك الشاب ودمعاته واعتذاراته ورجاءه بعدم ترك امه له..
حتى سمعت صوت صرخاته بالرواق وقد كانت صرخات مروعة التفتت لتجده بحاله جنون وهو يدفع كل الممرضين الذين يحاولون التهدئة من روعه ولكن بلا جدوى، حتى دخل الى تلك الغرفة الصامتة والهادئة تماما وقف بالباب قليلا وشهق بأسى عندما رءا تلك الملائة البيضاء تغطي عليها بالكامل، اسرع ليبعدها عنها ويهز بها بقوة صارخا
والجميع يحاولون ابعاده عنها..


هيوك:" دعوني انها امي.. دعوني اتأكد من انها بخير"


ويهزها من كتفها صارخا:" امي اهمسي بأي شيء لأعرف انكِ بخير.. اي شيء يدل على انكِ ستبقين معي.. اتوسل اليكِ هيا اجعليني اطمئن فقط اهمسي همس تنفسي هيااااااااااااااا"


شهقاته النادمة والآسية والمميتة ملت المكان وهزت كيان الجميع
تم ابعاده عنها واخذه بعيدا بعد محاولات عدة وإبر مسكنة تم اعطائه ولكنها لم تهدئ شيء فقط تم اخراجه من امامها ليتم الجنون الذي اصابة بذلك الرواق..
ذهب الدكتور الذي قد بللت عيناه الدموع الى إيلينا الغارقة بدمعاتها قائلا:


-" حاولي تهدئة اخاكِ قبل ان يصيبه مكروه فالكسر الذي اصابه خطير"


فزعت من الامر ولكنه صعب عليها ما يعتريه من جنون وعدم تقبل للأمر.. لذلك
اتجهت اليه وامسكت به وهمت بالحديث، ولكنه بمجرد رؤيتها انهال عليها بالصراخ وهو يهز بكتفها بعنف:
-" الم تخبرينني انها ستكون بخير؟.. ايتها الكاذبة.. ايتها الدجالة.. هيا دعيها
تستفيق.. دعيها الان تكون بخير كما ادعيتي"


قوة الموقف الجم الجميع حتى إيلينا نفسها فقط دمعاتها تجري بحرقة وتتلقى الاهانات تلك بصمت..


-" لماذا تنظروا الي بهذه النظرات لماذااااااااااا.. امي بخيييير ولن يصيبها
مكروه"


بعد ان فاق الجميع وادركوا خطورة الموقف فهو لا يهتم بيده المكسورة ولا بجراحة .. تقدم مجموعة من الممرضين واخذوه بالقوة وتم اعطائه اقوى المسكنات والمنومات حتى هدأت انتفاضته وجنونه وسكن ذلك الرواق الذي بات من يمر به ينظر بذهول الى حالة ذلك الشاب..
اُخذ الى غرفة ليرتاح وذهب الجميع عدا إيلينا التي مازالت تبكي بصمت، مسحت دمعاتها واتجهت الى غرفة الاموات وطلبت منهم السماح لها برؤيتها لا تعرف لماذا فعلت ذلك ولكنها ارادت ان تراها
مدت يدها المرتجفة وازاحت الغطاء عن وجهها فترى امرأة كبيرة بالسن شكلها الوقور والحنون والباسم جعلها تذرف دمعاتها مجددا وتختنق كلماتها التي خرجت تلقائيا:
-" ارجوكِ سيدتي.. سامحي ابنكِ واصفحي عنه.. فأنا لا اعلم شيء ولكنني قد لمست ندمه وحسرته على فقدكِ وانتما على خلاف.. واعتقد ان الندم سيلازمه طوال حياته.. ولكن ما فائدة الندم فقط لو صفحتي عنه قبل رحيلكِ"
غطت على وجهها فلم تحتمل قوة الموقف.. وخرجت هاربة من المشفى..
لم تتوقف دمعاتها حتى وصلت البيت سكنت قليلا لتمحي اثار البكاء قبل ان تدخل البيت..
وتخبرهم بأن تأخرها بسبب الامتحانات وقد تأخرت عند صديقتها..
لم تتكلم بالأمر مع احد ومرت امتحاناتها ونست ذلك الموقف..


و في العطله كانت تتردد دائما لذلك المقهى المطل على البحر والمقابل لمكتبه
صغيره كانت تجلس بهدوء مراقبه البحر بنظرات العاشق الولهان واحيانا تلعب بخفه مع الاطفال وكانها فراشه تلهو...



كان يراقبها ذاك الشاب الوسيم من نافذه المكتبه ويرسلها الورد مع الاطفال



كانت تأخذ الورد وتبتسم ببراءة متخيله شكل ذاك المعجب السري
الذي يرسل لها الورد يوميا...


حتى اتى ذلك اليوم الذي اتت فيه الدراسة و ذهبت فيه للمكتبة التي ترتادها دائما لتدرس.. اخذت بعض الكتب واتجهت لصاحب المحل وضعت الكتب بالطاولة واخرجت بطاقتها ناولته وللحظة صمتا كلاهما يتأملا بعض..
رمشت بعينها عدة مرات متذكرة الامر وهمست تلقائيا:
" أنت؟!!.. كـ ـيف حالك؟؟"


بنفس الذهول تكلم مبتسما:" اه.. بــ ـخير "


كان خلف إيلينا مجموعة من الناس لذلك كان هذا فقط حديثهما..
..


.. وهكذا ترددت إيلينا الى المكتبة مع كاترين كثيرا للدراسة بدون ان تخبرها السبب
كان كل ما يدور بينها وبينه هي نظرات حتى بيوم تجرأ وسألها عندما مر من امامها:
" انستي اذا سمحتِ.. "


نظرت اليه بتفاجئ فيكمل
" هل لي بالحديث معكِ؟"


توقفت متوردة الخدين من الخجل :" ماذا؟"
رد عليها قائلا:
-" أأعجبتكِ تلك الورود.. مع اني بحثت كثيرا ولم اجد وردة بمثل جمالكِ"


ردت متفاجئة بابتسامة اعتلت وجهها :" أأنت ؟....."


قاطعها قائلا :" نعم انه انا..."


وضعت يديها على كامل وجهها من الخجل
وهي متعجبة من الصدفة التي جعلت المعجب السري الذي شغل تفكيرها طوال العطلة ليكون هو نفسه ذاك الشاب من ذلك اليوم في المشفى
فتنهد قائلا:
-" لا تستغربي نعم انه انا ذاك الشاب الذي قابلته في حادث السير"


ابعدت يديها تنظر اليه باسى قائلة:" وكيف حالك منذ ذلك الوقت..؟"



رد عليها قائلا:" انا بخير.. مذ رأيت تلك الفراشة التي كانت تلعب بجوار البحر وتغمرني سعادة تلك الضحكات التي ملأت قلبي قبل عيني.. لقد جعلتني اتغير واحس بطعم الحياة وبراءتها ونقائها... فشكرا لكِ"


تبادلت معه نظرات خفيفة بصمت مطلق مع ابتسامة خفيفة حتى اتت كاترين وتسحب إيلينا من يدها قائلة:" يااا هيا لقد تأخرنا لنذهب"


فتتبعها وما تزال عينيها معلقة به حتى توارت خلف الباب


تقدمت الايام وقويت علاقة هيوك و إيلينا كثيرا حتى اخبرها ما كان عليه قبلا من لهو وجحود لأمه من بعد موت ابيه فقد عذبها والمها وابكاها
فقد مات ابيه وهو بعمر صغير فتبنوه اولاد الشوارع ليصبح فاسد جاحد لأمه ولا يكترث بها مطلقا..
مع انها افنت عمرها لتوفر له كل متطلباته كي لا يشعر بنقص امام اصدقائه .. ومع ذلك كان ينهرها ويخجل منها ان تظهر امام أصدقائه ذوي الطبقات العليا.. كان يقلقها عندما يتأخر فلا يهدأ لها جفن حتى تراه بغرفته واذا لحقته لتطمئن عليه بسريره يصرخ بها لما تلاحقه.. لقد كان بشعا تجاه والدته التي عانت الامرين حتى حصلت على
على قطعة ارض وبنت عليها بيت وكانت هي التي تساعد العمال وتشتري الادوات وتحمل الحجر بيديها وذلك لعدم قدرتها على دفع مال العمال اكثر فقد كانت تعمل بيديها وذلك من اجل مستقبل هيوك لقد تذوقت طعم الدم بفمها بتلك الفترة..
ومع ذلك كان هيوك يأتي اليها ويصرخ بها بأنها تحرجه عندما يأتي هو واصدقائه ويروها تعمل مع العمال.. لذلك كانت كل ما يأتوا تختبئ حتى لا تحرج ابنها..
انهت البيت بعد ثمانية اشهر من التعب ومعه انتهت عافيتها وباتت آلام ظهرها لا تفارق جسدها.. لكنها كانت سعيدة بأنها اعطت ولدها شيء ينفعه بمستقبلة
..ولكن اي ولد هذا الذي تفعل كل ذلك من اجله فها هو بعد انتقالهما للبيت بعدة اشهر..
عندما تم خداعة من أصدقائه وتم توريطه بمبلغ مالي كبير..
فلم يكن منه إلا ان ذهب للبيت واخذ تلك العقود التي كتبتها الام باسمه مقررا ان يبيعه...
الام برجاء والدموع قد بللت عيناها التي تكسوها التجاعيد:
-" ارجوك هيوك لا تبع البيت"


وجه نظره اليها صارخا:
-" انتِ لمن بنيته؟ لي صحيح!.. لذلك لي الحق بفعل اي شيء به حتى حرقة فلا تتدخلي"


امسكت بيده ترجوه مجددا:
-" بني.. نعم لقد بنيته من اجلك ووضعت به صحتي وعافيتي واموالي من اجلك انت.. فلا تقم برمي كل هذا بغمضة عين.. هذا البيت هو كل شيء بحياتي ارجوك بني"


ابعد يدها ورمى بالوثائق ارضا ثم رمى بكل الادوات التي بالطاولة لتتكسر وتنتثر الفوضى بالمكان بعدها يصرخ بها:
-" تبا لكِ انتِ وهذا البيت.. فلتشبعي به وانا سأذهب الى الجحيم بعد ان اغرقت بالديون.. تارك لكِ كل شيء فاشبعي به"
وهم خارجا من البيت فتلحقه وتمسك بيده مجددا وتترجاه بالعودة :
-" بني ارجع ولا تتركني فمن اجل من فعلت كل هذا"


التفت اليها قائلا:
-" إذا؟؟!!"


تركت يده وبحسرة قالت:" فلتبع البيت وتسدد ديونك"


وهكذا تم بيع البيت الذي مع بيعة حفر قلب الام المسكينة ولكن مع ذلك لم تيأس وعملت مجددا حتى حصلت اخيرا على مكتبه ملك لها وأعطتها لهيوك ليبدأ من جديد فهو من بعد ان تم اللعب به وهو مهموم مكروب دائم الشراب والنوم..
ولكنه رما المفتاح بوجهها قائلا:
-" انا الان لا يهمني سوى ان انتقم من اولائك الاوغاد.. وانتِ لا يهمكِ غير الحياة الصالحة الغبيه.. وكله بسببك ما انا عليه.. فلو كنا اغنياء لانتقمت منذ مدة وارحت قلبي الذي الم به القهر منهم"


بكت الام وشعرت بالحسرة والندم وتمنت فعلا لو كانت ما كان ولدها يريد ان يكونا.. ولكنها كانت خائفة عليه من اولائك الاصدقاء ومن ان يؤذوه .. ولكنه لم يسمع لها ابدا..
.. حتى بيوم تشاجر مع صديق له وهو يقود بالسيارة وامه معه.. فلحقه بسرعة مجنونه متجاهل المطر.. كانت الام المسكينة تصرخ فزعا على ابنها وخوفا ان يصيبه مكروه..
فالتفت اليها صارخا:" ايتها العجوز اصمتي.. شتتي انتـــ....."


ليسمع صرخة مدوية منها :" بني احذر.."


التفت ليجد منعطف خطير امامه ولم يشعر الا بجسمها يغطي عليه ويتلقى كل شيء ليحمي جسده..
فيجد نفسه ملقى على الارض وهي فوقه بلا حراك فقط نظراتها له وابتسامتها قبل ان غلقت عيناها..
ومن يومها والندم والحزن يسكنان قلبه..


صحيح تغير فمن معرفة إيلينا له ادركت كم هو شاب صالح ملتزم مهذب عطوف رقيق..
ولكن دائما يخبرها انه ما فائدة هذا الان وقد غادرته روحه قبل ان يصحح غلطاته وهفواته..
إيلينا الفتاه الحنونة التي تهتم بالغير اكثر من نفسها ظلت تساند هيوك وتواسيه وتبث في نفسه الامل..
حتى كبر بينهما الحب وصار كلا منهما معلق بالأخر..
حب جميل قوي صادق فكل منهما مهتم بسعادة الاخر وراحته اكثر من نفسه.. فقد مر هيوك بأزمة في المكتبة وكاد يغلقها ولولا إيلينا التي ساعدته وذلك بإقناع مدير جامعتهم ان يتعاقد مع هيوك وتكون المكتبة لصالح الجامعة والارباح بالنصف..
وكذلك هيوك بكل امتحانات إيلينا يوفر لها الجو المناسب ويساعدها بالحفظ ويعطيها طرق للدراسة ويرفه عنها إذا احس بالضغوط قد كثرت عليها فيخرجها للملاهي او للتنزه والمرح..
كانا يكتمان علاقتهما الرائعة حتى تتخرج إيلينا من الجامعة وقتها يكون هيوك انتهى من شراء البيت وتأثيثه وشراء سيارة ...
بعدها يتقدم لها ويكملان حياتهما معا للأبد..
ولكن لا شيء يكتمل كما يريد الشخص ابدا..
فتأتي تلك الليلة التي اختفى فيها هيوك بدون قول شيء او اين ذهب.. اختفى بدون اثر..
اخبرها احد الجيران ان روحا من عالم الجان اخذته فقد كان يسكن بغرفة قيل انها مسكونة..
ولكنها لم تصدق وهي تنتظره ان يظهر مجددا..
مكتبته تبنتها الدولة بسبب انه لا وجود لمالكها.. خصوصا ان هيوك لا يملك
عائلة ابدا..


رمشت عيناهما مجددا وسط ذلك الظلام
عدا من شموع حمراء خافته..


بعدها ترتمي بحضن هيوك مجددا وتدفن رأسها في صدره وتتشبث به بشدة قائلة :" هيوك اين كنت؟ كيف هان عليك تركي هكذا"


امسك بها وتكلم بحرقة :" آسف لم يكن الامر بيدي"


ابتعدت عنه لتقول بقلق:
-"ما سمعته من الجيران خطأ وليس صحيح وانت هنا بسبب انك تهت مثلي تماما"


قالتها ويداها متشبثتان بقميصه..
ابتسم لها بحزن : "دعكِ مني.. انتِ ما الذي اتى بكِ الى هنا"


عندها تذكرت كلا من سيدرا و كاترين وانتفضت بخوف قائلة:" اختاي"


هيوك نظر اليها بجدية قائلا:" إيلينا .. اننا بعالم الجان.. ويجب عليكم ان
تخرجوا قبل ان تشرق الشمس.. لذلك كوني شجاعة"


إيلينا اجابته بذهول:" وانت ماذا تفعل هنا؟"


ابتسم بقله حيله قائلا :" لقد اصبح عالمي الان"


وفجأة
امسك بيدها بيد وبيده الاخرى اغلق على فمها عندما سمع صوت احد قادم
كانت بالقرب منه تشعر بصدره يعلو وينخفض نتيجة تنفسه السريع وانفاسه المضطربة تلفح وجهها وحبات العرق قد بدأت بالظهور بوجهة وبنظرة قوية وجادة قال لها :" اشششششششش ابقي هادئة"


لم يكن منها سوى الصمت والتحديق به بعينين مرتجفتين وهي تتشبث به من هول الاصوات التي سمعتها خلف الباب..


-"هيوك اخرج.. هناك بشريات في الجوار ويجب عليك مساعدتنا في امساكهن"


ليرد هيوك بصوت مرتجف:" حسنا سآتي بعد قليل"


-"ثم اين كنت اليوم فقد كانت مهمة تنظيف الدماء التي خلفتها الشياطين امر متعب وطعمها كان مقرف لي.. سأشكوك الى سفير الجان لتخلفك عن هذه المهمة"


وقتها كادت إيلينا ان تشهق بقوة وقد احس برجفتها تزداد وهلعها من الامر فشد عليها بحضن قوي وقال بصراخ :
-" حسن ايها الاحمق سآتي بعد قليل اغرب من هنا"


صمت حل للحظات قبل ان ترتخي يدا هيوك عن إيلينا ويسحب نفسه من حضنها وهو يوجه نظره للأرض قائلا:
-"لم اكن اود ان تعرفي ماهيتي بعد ان اتيت الى هنا ولكن فعلا انا كذلك.. انني روح بشرية سلبت لعالم الجان فلم اعد احمل غير هيئتي البشرية من صفات البشر"


ارتجفت إيلينا وكادت ان تهوي دمعاتها وبحركة سريعة التف الى خلفها واحتضنها بخفه ووضع إبهامه على عينها راجيا:
-" اتوسل اليكِ لا تبكِ كي لا يتم اكتشافكِ.. "خفت صوته حتى كاد يختفي قائلا" لم اكن اود ان تعرفي هذا الامر واجعلكِ تخافي مـــ"


اجفلته بإمساكها يده بقوه وارجعت جسدها لتلتصق به وتدفن بحضنه قائلة:
-" اي هراء قد يجعلني اخافك هيوكي"


بادلها الحضن واضعا رأسه على كتفها
-" هيا بنا الان لتخرجي من هنا.. فلو كان ذلك سيؤدي لنهايتي سأخرجكِ من هنا"


ادارت برأسها اليه لتنظر الى عيناه مباشرة ويكونا وجهيهما قريبان من بعض بشكل كبير شملت ملامحة بعينيها وهمست:" وانت؟"


اقترب واخذ شفتيها يقبلها واغمض عينيه ليشبع اشتياقه الذي كاد يحرق قلبه منذ فراقهما.. اغمضت عينيها هي الاخرى ومدت يدها تمسك برقبته ولفت جسدها ببطء لتواجهه وتمسك بيدها الاخرى قميصه وتبادله لهفتها بجنون..
لحظات ساحرة ومشاعر مجنونة وسط ذلك العالم الذي كاد ان يتفجر بكم العشق الذي مر به بذلك الوقت..


سنبتعد انا وانتم ونترك العشاق قليلا لنذهب الى احد ازقه ذلك العالم حيث دونغ هي وسيدرا التي تقف وتنظر اليه بذهول وصمت حتى اخيرا خرجت حروفها:
-" ماذا قلت قبل قليل؟!!.. كاترين كنتم تريدون اخذها الى هنا؟ وانت كنت تلاحقها من اجل هذا السبب"


دونغ هي بسرعة :" نعم .. والان ها قد اتيتم بها الى هنا وعلى الارجح انها لن تخرج.. لولا انني سأساعدكم لتنقذوها ولا تعودوا لهنا ابدا"


سيدرا امسكت برأسها وهوت ارضا قائلة:
-" كاترين صغيرتي.. لقد حدثتنا البارحة عن ذهابها لمكان وعالم اخر.. ولكننا سخرنا منها.. وانت!!.. "التفتت لتنظر بقوة ناحيه دونغ هي.." ايها المعتوه كيف تتجرأ على فعل هذا بأختي"


ونهضت تمسك بقميصه وتصر على اسنانها قائله:
-" ايها الوغد الوقح ارعبت اختي"


شعر دونغ هي بهالة من الشر تحوم حوله وشعر بالاختناق فأمسك بيدها ليتنفس قليلا ويقول:
-" انني سفير الجان الاعظم.. كيف تجرؤيــ...."


شدت بقبضتها وقالت من بين اسنانها:
-"حتى لو كنت ملك الجان نفسه لقد اقتربت من اختي ايها الملعون"


بالفعل كانت نظراتها مشتعلة وصوتها كزمجرة احد العفاريت


ابتعد عنها دونغ هي بسرعة وعدل قميصه وقال بثقة:
-" لو اردت ان اخذها لفعلت منذ ان تلقيت الامر من اول وهله.. ولكنني الان اود مساعده كاترين فهل ستثقين بي ام اغرب من امامكِ؟"


كتفت يداها قائلة :
-" حسنا هيا فلنذهب لمكان كاترين ونخرج من هنا"


اجابها دونغ هي:" كاترين في مهمة الى كبير العفاريت"


صرخت حتى اقشعر بدنه :" ماذاااااا اين هي؟"


سد بفمها وعض على شفتيه مستنكرا الطاقة التي بداخلها:
-" هل انتِ عفريته او ما شابه.. اخفضي صوتكِ ايتها المرأة المجنونة"


ولم يلبث حتى علت الصيحات مجددا وتحركت الغيوم السوداء بسرعة ومرت ريح مخيفة اشعرت سيدرا بالقشعريرة
نفخ دونغ هي بضجر:" لقد كشفنا بسبب صراخكِ"


حملها بين يديه وانطلق بلمح البصر وهو يبحث عن مكان هيوك وعندما رأه تكلم بصوت مسموع "اااااااااع يا للقرف" وهمس بعقله متصلا بهيوك
"ايها المقرف ما الذي تفعله؟!!.. توقف عن اللهو مع البشرية وهيا اتجه بها الان الى واد الهلاك فمن هناك سننفذ خطتنا ولن يشك احد "


وتكلم بصوت مسموع مجددا "يا للهول"


فيصله صوت سيدرا :" اين إيلينا اهي بخير؟"


ابتسم بسخرية:
" لا تخافي انها بخير.. هل يجدر بي اخباركِ ما كانت تفعله؟"


رمقته بقوة وبجدية تكلمت:
-"نعم يجدر بك"


تجاهلها وواصل المشي..
مسرعا فقد شعر بالقلق على كاترين التي هي بخطر بتلك اللحظة..
فمنذ خروجها من خلف الباب الذي اغلق تلقائيا مصدرا صرير بث الرعب في جميع بدنها مازالت مغمضة عيناها وممسكة بكلتا يديها تضمهما الى قرب وجهها كانت بالفعل قدماها ترتعدان من الاصوات التي تسمعها وتكاد تموت من شدة البكاء ولكن بلا دموع وذلك زاد من اختناقها..
بلحظة تذكرت كلام دونغ هي بخصوص سيدرا و إيلينا اختاها.. وبلحظة ازالت كل شيء بعقلها وفتحت عيناها لترى ما يذهب العقل برؤياه شدت على يديها ومشت بخطوات سريعة نحو ذلك الجبل وبالفعل بدأت تتسلقه متجاهلة كل ما يمر بها ويصرخ بقربها ويكاد يصيبها بالجنون كتلك الاشكال المرعبة، شخص يمسك رأسه فيسقط منه ويتدحرج الى قرب قدماها، او ذلك الذي لديه وجه بلا ملامح لا عينان ولا شفتان ولا انف، ام الذي يأكل يده فيقترب منها ويعطيها لتأكل..



كادت ان تموت من شدة الجنون الذي يلم بها وباتت تشعر بارتجاف اضلاعها وتلف اعصابها حتى شعرت انها ما عادت تستطيع المواصلة خذلتها قدماها وبلحظة لم تدرك الا وهي تربخ ارضا على ركبتيها سدت على اذناها وغطت على رأسها لتبكي بجنون من الداخل بقت نصف المسافة وتصل الى الاعلى.. وأي قوة ستمدها وتعينها على المواصلة..
رفعت رأسها ببطء لتقع عيناها على طريق منزلهم وهي بوسط حيهم والناس طبيعيون وكل شيء عادي غير ان الظلمة حالكة..
بدون تردد اخذتها قدماها الى بيتهم ضحكت ببكاء عنما وصلت للباب فتحته لتدخل وترى ابيها واماها فتضحك لها امها وتفتح يداها فتجري كاترين حتى تحتضن امها ولكن


للتو مرت من وسط امها للجهة الاخرى فتشهق بذهول وعيناها منفتحة على وسعيهما سكنت تلاحق انفاسها بجنون قبل ان تصرخ تلك الصرخة المدوية وهي تمسك برأسها..



ووقتها يختفي كل شيء ويرجع ذلك العالم وتلك المخلوقات التي تتجه نحوها بأنياب مكشره..


هي متسمرة بمكانها حتى سمعت صوت اتاها من داخل رأسها
-" اجري بدون توقف هيااااا كاترين"


فتجري بجنون لا تعرف الى اين ولكنها تجري وتصرخ:
-"اين انت لما لا تأتي؟"


واصلت الجري حتى تعثرت قدماها وسقطت على ركبتيها بقوة فيسيل الدم منهما وتشد على اسنانها الما ولكنها لم تأبه غير بالذي يقترب منها وهو برأس عفريت وجسد افعى كادت مقلتيها تخرجان من مكانهما وتنفسها ازداد حتى ما عاد يصلها الهواء الكافي الى رئتيها جف حلقها وذاب عقلها وهي تنظر الى ذلك المخلوق الذي يقترب منها..


أغمضت عيناها مستسلمة لما سيحصل ولكنها تشعر بمن يحتوي جسدها ويخبئها في صدره ويلف يديه حولها لم تقوى على فتح عيناها حتى سمعت صوته المتقطع قائلا:
-" اطمئني انه انا"


فتستمر بإغماض عينيها بشكل اقوى وتتشبث به وتشهق شهقات عالية وهي تقول:
-" ارجوك اخرجني من هنا.. انني بمكان لا قدرة لي على احتماله ارجوك اخرجني.. فأنا اخاف من ظلي فكيف بتلك المخلوقات التي تكاد تذهب عقلي رؤيتها وهي تتربص بي وتمر من امامي وبقربي.. كيف لي التحمل ودموعي .." نظرت اليه بحرقة واكملت بشحوب صاحب صوتها.." دموعي لم تعد موجودة لم اعد استطيع البكاء.. ماذا يجري لي؟ اخبرني"


كانت بحاله يرثى لها حاله من الهلع والجنون والارتعاد جسدها كان ينتفض وقلبها يكاد يخترق اضلاعها ويخرج وملامحها كانت كمن يمر بسكرات الموت..
رئف لحالها ولكن لامجال للخوف الان ولو لم تتم المهمة لن تنجو ايً منهما من هنا ويكاد الوقت ينقضي وتكاد الشمس تشرق.. لذا ابعدها عنه ونظر اليها بجديه قائلا:
-" هل تودين الخروج من هنا؟"
فأومأت برجاء، ليكمل:


-" اذا اتمي مهمتكِ وها قد اوصلتكِ الى نهاية الجبل بقي ان تكملي البقية..."
لم يكمل جملته فقد قاطعته بارتمائها لحضنه وتشبثت بقميصه بقوة حتى كادت تمزقه وبصوت اشبه بصوت احد يحتضر:
-" ارجوك لا تتركني لا تدعني وحيدة.. انت دائما كنت تراقبني وتحصل على اهتمامي واحسست احيانا انك تحميني وعنما اراك اطمئن، ولكن ماذا حدث؟ اخبرني ماذا حدث؟ وما هي حقيقتك منذ البداية؟ ولما يجب علي اتمام هذه المهمة؟"
ربت على ظهرها وهمس:
-" نعم اراقبكِ واحميكِ من جنون هذا العالم والان لكي تخرجي افعلي ما اخبرتكِ"


نظرت اليه وقالت:
-" انا وانت.. وإلا لن اذهب"


ابتسم وسألها:
-" كيف لكِ الوثوق بي بهذه الطريقة العمياء.. ونحن لم يجمعنا غير نظرات لا اكثر"
تلفتت حولها وردت بجدية:
-" على الاقل انت البشري الوحيد هنا وتشبثي بك امر طبيعي.. وكما انك كنت معي قبلا حتى لو كانت مجرد نظرات وابتسامات لقد جعلتني اتعود عليك واطمئن لك.. خصوصا في هكذا مكان لوكان عدو لي لوثقت به.. لذلك ارجوك لا تدعني"


امسكها من يديها الشاحبتان وفركها بيديه ثم قربها من فمه لينفخ عليها وبدون ان تشعر تلى تعويذته والقى عليها بعضا من قوته ليبث بقلبها قليلا من الشجاعة وجسدها بعض من القوة.. فتشعر بالدفء والطمأنينة تمران على جسدها فتغمض عيناها متمنية ان تفتحها وهي بالبيت..
-" افتحي عيناكِ"


فتحتها ببطء وهي تهمس:" انني بالبيت صحيح؟"


ليضحك بخفة ثم يرفع صوته قائلا بجديه:" لا وقت لدينا اختاكِ بخطر.. هل انتِ اهل لهذا الامر ام لا؟"


اومأت برأسها بقوة وقائلة :" نعم اهل له.. هيا اذهب وسأنتظرك كما اخبرتني.. لكن ارجوك لا تنساني وارجع من اجلي"


والتفتت لتغادر مسرعة وتدخل ذلك القصر المسمى بقصر الظلام ..


تابعها دونغ هي بنظراته حتى غابت مجددا وتمنى الا تفشل فهذه المرة لن يقوى على الدخول وانقاذها..
ترك بعضا من شجاعته وقوته فيها برغم ان هذا الامر انهكه قليلا لكنه
تجاهل الالم وانطلق راجعا للمكان الذي ترك سيدرا به ..
ليصل وهي لم تعد موجودة..


لم يعد يعرف رائحتها ولم يعرف اين هي..
بتلك اللحظة سيدرا المسكينة تم امساكها من جنود الجان وتركها في سجن حتى يأخذها ملك الجان..
شخص بصرها من شدة وهول اشكالهم واصواتهم فجلست ارضا تسد اذناها وهي ترتجف محاوله التهدئة من روعها..
حتى مر من امامها سيون..
شهقت وصاحت بصوت متقطع من الذهول:
-" سيوني انه انا!.. انتظر التفت الي سيون!!"
ليتوقف وينظر اليها بذهول ويرجع ادراجه متجها اليها وهو يقول:
-" سيدرا.. ماذا تفعلين هنا؟!!"






يتبـــــع**


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق