الأحد، 27 نوفمبر 2016

★فوضى قلب_البارت الثانى★

فوضى قلب


البارت الثاني


السعادة الهاربة..






Written By :
Άṧṃạắ





أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منا ونصير جزءاً منه.. وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان
على بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرى غيرها ..
ولو أنه حاول أن يرى ما حوله لاكتشف
أن اللون الأسود جميل.. ولكن الأبيض أجمل منه
وأن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر والخيال
ولكن لون السماء أصفى في زرقته ..
فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة ..
وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً و شاقّاً
ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها
أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه وننسى
أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا
وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء
في ظلام أيامنا شمعة فابحث عن قلبٍ يمنحك الضوء
ولا تترك نفسك رهينةً لأحزان الّليالي المظلمة...


مسحت دموعي وانا اقرأ هذه الكلمات التي وجدتها على غلاف دفتري والتي لم الاحظها غير اليوم..


وذهبت لأرى من يرمي على نافذة شرفتي وقد كان دونغهي منحنيا يأخذ حجرا من الارض ليرمي به الى الشرفة توقف عندما رآني وابتسم مشيرا الى بالنزول..
اومأت له بلا ..



ابتسم مجددا واشار لي انه يعرف ..


تلفت حوله ثم ادخل يده الى جيبه واخرج هاتفه وكتب رسالة
" انزلي من الشرفة سآخذك للمكان حتى لو رفض العالم"


زاد بكائي وكتبت
"كيف سأنزل ؟"


"بالحبل الذي تنزلي به النقود والطلبات للحارس كل مرة"


نظرت اليه بتردد فأنا اخاف ان يعرفوا


"اسرعي قبل عودة الحارس من استراحة الغداء.. ثقي بي"


قرأت رسالته ونظرت اليه فأشار لي برأسه ان انزل


مسحت دموعي واخذت الحبل وربطته بعمود الشرفة وبدون حتى خوف امسكت به ونزلت ..


التقطني دونغ هي بيديه وهو يضحك :
-" احسنتِ.. هيا بنا"


ركبت معه بالسيارة وانطلقنا.. فتح موسيقى حزينة وصمت اما انا فقد فتحت لي تلك الموسيقى كل آلامي التي تناسيتها وصرت ابكي بلا توقف ..
حتى توقف اخيرا بالسيارة عند اشارة المرور واطفئ المسجل وتنهد قائلا وهو ينظر الي:
-"الم يجف هذا الينبوع اللعين من عيناكِ بعد؟"


اخذت الدفتر الذي اصبح ممزقا من جيبي وكتبت


"انت السبب فقد فتحت هذه الموسيقى اللعينة..
لقد جرحتني جين مجددا واهانتني ومزقت دفتري وسخرت مني .. وابي منعني من الخروج معك يخافون ان اسبب لهم مشاكل.. ماذا يظنون بي ؟ اكاد اجن دونغ هي اكاد اجن"


قرأها ووضع الدفتر جانبا وقد زفر بغضب وجذبني الى صدره ممسكا بي..
لأول مرة يفعلها فهو لا يقترب مني ابدا..
همس:
-" غبية فتحت الموسيقى الحزينة قاصدا حتى اجعلكِ تفرغين ما بكِ ولكن اظنني كنت مخطئ فبداخلكِ ينبوع لا يجف
ابدا.. "

انا بصراحة اجفلت مما قام به لدرجة ان دموعي توقفت فهذه اول مرة لي في حضن شاب واول مرة احصل على هكذا اهتمام احسست انه مجروح اكثر مني بسبب دموعي..
ابتعد عني عند تغير الاشارة وبدأ يقود مجددا انا جلست انظر اليه ولم ابعد نظري الا عندما لمحني بطرف عينه وقال:
-" لو كنت اعلم ان حضني سيجفف ينبوع الدموع هذا لفعلته من اول لقاء لنا"


نظرت امامي فقد شعرت بالخجل ..
كنا بطريق سفر توقف فجأة واخذ الدفتر ونزل وطلب مني النزول..
كان منحدر يطل على وديان بعيدة تحفها الجبال المغطاة بالثلج من كل جانب نظر الي ثم الى الدفتر وبدأ يمزقه ويرمي بورقاته لتتلاعب بها الرياح وتأخذها بعيدا
-" اهذا ما ازعجكِ تمزيق الدفتر؟؟؟؟؟.. اذا فلنرمي به.. اخبرتكِ لا تجعلي امور سخيفة تزيد عليكِ فهو مجرد دفتر.. وطالما نحن معا لسنا بحاجة لدفتر كهذا.. اننا نستخدمه فقط لأنكِ لا تتكلمي.. لذلك إن مزق او رمي بعيدا فلا اريد ان يؤثر بكِ هذا.."




التفت الي ضاحكا وقال وهو يمسك بأكتافي:
-" اما بالنسبة لجين ومشاكلكِ معها ومعاملتهم.. لن اقول ارميها كما رمينا الدفتر فهي صعبة .. ولكن اخبركِ الا تجعليها ترهقكِ وتؤلمكِ الى الدرجة التي انتِ فيها.. انظري الي انني اعاني بشدة ولكنني امرح والهو تاركا كل شيء ورائي.. لو فكرت يوما بما امر به لما ابتسمت ابدا.."


وتنهد بعمق اعتقد ان تنهده خرج من صميم قلبه.. تركني والتفت للجهة الاخرى ..
مددت يدي اربت على كتفه اواسيه ..


التفت لي وضحك بسخرية بعد ان ابعد يدي:
"انظروا من يواسي من .. انتِ لا يحق لكِ مواساه مخلوق ابدا.. عندما تتخطين ما بكِ عندها فقط سأدعكِ تواسيني"


اخرج زفيرا من جوفه ثم التفت الي ضاحكا :
-" هيا الان لنذهب.. سنتأخر"
انا بتلك اللحظة شعرت بوخز كوخز الكهرباء اصاب قلبي وانتقل الى جميع اجزاء حسدي ببطء.. اي شعور هذا الذي اتاني لأول مرة منذ قدومي الى هنا..


فتح نافذة السيارة عندما وجدني بلا حراك وناداني:
-" هل ستظلين هنا ام ماذا؟"


التفت اليه وتلقائيا ابتسمت له برضى وامتنان ..
ففعلا لولاه لما كنت ابتسمت مجددا ولما استطعت مواجهة كل ما يحصل لي..
ركبت السيارة وجلست اراقب كعادتي حتى غفوت..


’,’
"غفت روز ونامت ككل مرة.. نظر دونغهي ناحيتها وابتسم ولكن ابتسامته غير تلك التي يهديها لها..


انها ابتسامة المنتصر كانت فرحته كبيرة بما ينجزه من تقدم فتح نافذة السيارة وصرخ من فرط ما شعر به من سعادة فها هو يوقع بها تدريجيا وبدأ يشعر انها لن تستطيع العيش بدونه.. فتح المسجل وصار يغني بصوت عالي مع الموسيقى.. وكأنه الاسعد في الكون بتلك اللحظة
التي يوقع بها بفتاه بائسة منكسرة كروز والتي اصبحت من المها تنام بأي مكان..
نظر اليها مجددا وهتف لنفسه بفرح ونظرات الحقد باديه عليه"
’,’


استيقظت على صوت فرامل السيارة نظرت ناحيه دونغهي الذي ابتسم قائلا:
-" انتِ والنوم قصة عشق عميقة"


ابتسمت ومددت يدي لأستفيق جيدا.. وتلفت حولي استفسر عن المكان.. نظرت الى دونغ هي باستياء فقد كنا ببحيرة البجع التي حملت لي اسوء ذكرى مررت بها


وضع امامي دفتر ابيض مع قلم:
-" لقد اشتريته عوضا عن الدفتر الأول"


فتحته وكتبت


"فلنعد انا لا اود النزول هنا ولو لثانية"


اخذ الدفتر من يدي واقفله ونزل وفتح لي الباب وجرني من يدي لينزلني ويجرني خلفه.. توقفت عندما وصلنا للمكان الذي ضُربت فيه بشراسة من جين تركت يده والتفت للرجوع فلم احتمل استرجاع ذكريات تلك الليلة
ولكنه ارجعني مجددا وامسك بيدي وضغط عليها قائلا بعد ان بدأت دموعي بالنزول:
-" لقد اتيت الى هنا قاصدا.. اود منكِ ان تواجهي اموركِ السيئة حتى تستطيعي تخطيها.. فلو بقيت مدفونه بداخلكِ ستؤثر على حياتكِ كلها سلبا.. نعم ستتألمين وقد تظني الامر مستحيل ومؤلم جدا ولكنكِ ستكونين بخير"


عند سماعي لكلماته جلست القرفصاء ابكي وابكي وابكي بكل قوتي.. تركني حتى هدأت تماما ثم دنا مني وقال:
-" هيا لنذهب للبحيرة الان.. ام ان ينبوع اخر سينزل؟"


ضربته على كتفه بخفة وضحكت .. استغربت من نفسي فما ظننت ان اضحك وانا اتذكر هذا الامر بالذات.. ولكن حقا الذكريات المؤلمة احيانا نتذكرها ونضحك..
نضحك لوجود احد بقربنا ساعدنا على تخطيها شخص ازالها عن كاهلنا ويساندنا..
وقفت واتجهت معه الى البحيرة .. وصلنا فاندهشت مما اراه.. فقد اصبحت مختلفة تماما انها الان متجمدة وتزينها الاضواء الملونة والناس كثيرون منهم من يتزلج عليها ومنهم من يجلس على حافتها ومنهم من يلعب بقربها..
يااااااااه وكأنها كانت مكان مهجور سابقا والان تشع منها الحياه والسعادة وصوت الضحكات يملئها..


كنت أتأمل المكان فوصلني صوت دونغ هي:
-" اخبرتكِ ان كل شيء قابل للتغيير ولا حال يبقى على ما هو عليه.. كانت بالأمس ذكرى سيئة وقد تكون مميته لكِ.. ولكن اليوم سأجعلها ذكرى لا تنسى من سعادتها.."


التفت ومد يده ناحيتي
تلقائيا مددت يدي لأمسك بيده التي احسست بالدفء عند امساكي بها رغم برودتها احسست بالامان والسعادة وابتسمت بصدق وامتنان له..
بعد محاولات شتى من دونغ هي اجبرني على الدخول الى ساحة التزلج ليعلمني ملئت ضحكتنا المكان وغمرت سعادتنا الحاضرين...
بعدها جلسنا نتعشى هو يكلمني بأمور عدة بحياته وانا اراقبه باهتمام وكل تعابيري كانت تتغير حسب ما اسمعه..


فجأة عبس وكتف يداه وقلب شفتيه ليشتكي من صمتي الى متى سيدوم فقد احس انه يكلم نفسه..
ابتسمت بمرح فانا بصراحة يعجبني هذا الجانب الطفولي المتذمر من شخصيته يبدو كطفل صغير عنما يفعل هكذا واود ان اقرص خده الان لكميه اللطافة التي اراها..


واصيب قلبي مجددا بتلك المشاعر التي بدأت اشعر بها مؤخرا امام حركاته وضحكاته... وابسط شيء يفعله امامي اصبح يؤثر في..
دونغ هي لقد نسج خيوطه حول قلبي بهذا الشعور الذي يختال به.. يعبث بأضلاعي.. ويبعثر ترتيب نبضاتي.. أهو الحب؟
امسكت بقلبي الذي كان يدق بقوة بداخلي مرسلا ذلك الشعور الجميل الذي يشعر به المرء عندما يبدأ الحب..
أي حب وانا بهذه الظروف انني اكبحه منذ فتره ولكنه قد بدأ يتزايد..
فكيف لا احب دونغ هي وهو قد انتشلني من غرقي وهلاكي بحزني والمي ولولاه ماذا كنت سأفعل..
لن اكذب لو قلت انني انتهيت...


قضينا يوما رائعا وجنونيا فانساني ما حصل معي منذ الصباح..
عدنا ادراجنا قبل منتصف الليل نسيت وقتها الى اين انا عائدة ؟؟وماذا ينتظرني ونمت نوما مريح وهانئ لأول يوم منذ قدومي هنا..
حتى وصلتني صرخات متفرقة نهضت وفزعت بما رأيت فقد كان ابي يصرخ لماذا خرجت وكان الجميع بالخارج
شعرت بالخوف ولكنني نزلت واختبأت خلف دونغ هي
حصلت مناقشات حادة بين ابي وجين ودونغ هي كان يدافع عني ويقف بصفي ويهدئ من روع ابي وينهر جين كلما تكلمت..
كلامه الذي شعرت من خلاله انه جداري الحامي من كل شيء انه يساندني بكل اموري بل واحسست انه يهتم لأمري اكثر مني..


في البيت تم تأنيبي وتوجيه التلميحات القاسية ..
دخلت غرفتي اتجهت للمرآه ونظرت الى نفسي فتراءت لي صورة لدونغ هي فابتسمت تلقائيا وبدأ قلبي يرسل تلك الانهار من المشاعر الجميلة عبر جسدي كامل فأشعر بأنني ارفرف في اعالي السماء من روعه ما احس به.. انها مرتي الاولى التي يتم تأنيبي منهم واهانتي فادخل غرفتي وابتسم..
روعه ما انا فيه مدني بشيء من الحياه والجمال الذي لم اعشه من قبل..
يا الهي أهكذا هو الحب؟!!
التفت ادور على نفسي وانا امسك بذلك الدفتر قربته من وجهي وشممته بقوة انه يحمل رائحه دونغ هي ارتميت على سريري وانا اضحك بصوت مسموع واغطي وجهي على حركتي المجنونة كليا..
التفت للجهة الاخرى وانا امسك بكلتا يدي احاول ان اتذكر متى احببته هكذا؟.. لم اجد غير ابتسامته التي تجعل قلبي يجن جنونه..
واهتمامه الذي طغى على كل ظلام قلبي وبدأ يرسم غيوم بيضاء على سماء زرقاء بداخل قلبي التعب.. وغطيت بالنوم لأول مرة وانا ابتسم
’,’


"سأوضح لكم ماهيه دونغ هي وما بداخلة بشكل جدي وواضح.. فبعد ان غادر من منزل روز اتجه الى البار الذي يذهبه دائما.. لم يكن احد هناك من اصدقائه فكلهم ذهبوا برحلة..


نفخ متضجرا يكلم نفسة :
-" تلك الوقحة جعلتني اجلس واقضي اليوم بممل معها.. ولكنني قد بدأت انجز الامر وبشكل مذهل"
قهقه عاليا واخذ الكأس ليشرب وهو مستمتع بإنجازه الحقير لفتاه بدأت تعتبره سعادتها واملها ومنقذها مما هي فيه ولا تدري عن اي مما بداخله..


لم يلبث لحظة الا وقد اتته سارة وبدأت تتغنج امامه وتدلي بكلمات جريئة وهي تمسك به ..
بادلها الضحك وجاراها بلمساتها حتى انه تحدث عن روز باحتقار امامها..
شرب وشرب وشرب حتى شعر بالثمالة وبدأت تظهر صورتها البريئة الحزينة ونظراتها المستنجدة به ولهفتها لمقابلته..
ضحك مجددا بقسوة ولكنه هدأ لوقت قليل وتذكر كيف كلمها عن ما بداخلة وهو الوحدة والألم والكرة لكل شيء حوله.. فلا احد قد اخرج هذه الامور من قلبه الحجري والذي لم يرف او يشكي لأحد..
ترك سارة والبار وذهب للبيت ارتمى بسريرة وغط بنوم عميق وهو مستاء..."
’,’


ومرت الايام بملل مجددا وذلك لأن دونغ هي مسافر استيقظت وككل يوم خرجت امشي وانا اتنهد بعمق متى سيرجع دونغ هي من سفرته مع اهلة الى خارج البلاد لقد مر اسبوعان ولم اراه.. فقط يسمعني صوته كل يوم واكتب له ما يحصل معي عبر الرسائل القصيرة..
جلست على احد الكراسي بالطريق لأنتظر وصول الحافلة كعادتي..
اخرجت دفتري واخرجت القلم الاحمر وبدأت اخط عليه مشاعري ببساطة مع رسمات قلوب صغيرة نظرت اليها وانا ابتسم صحيح من يراها لن يشعر بشيء ولكن بالتأكيد لو رءاها دونغ هي سيختلف الامر سيعرف انها مشاعر من اعماق قلبي وقد سكبتها بهذه الورقة ..
اقفلت الدفتر وانا ابتسم بسعادة.. لتقع عيناي للجهة المقابلة لي من الشارع ..



انه يلوح لي ويتجه الي مبتسما..
ان كان حلم او تخيل اوده ان يستمر


تأكدت ان الامر حقيقيا فبدون ادراك مني جرتني قدماي لألتقي به بمنتصف الطريق بحضن يدل على لهفتي وشوقي الكبير اليه.. بادلني الحضن


ثم نظر الي وقال:
-" لن اقول اشتقتِ لي فهذه اجابه كافية "


وضحك بعفويه .. وجرني من يدي الى الرصيف وفتح لي باب السيارة وركب بقربي..
شعرت بتوتر واحراج مما قمت به اظنني قد جننت لأجري بتلك الطريقة واحتضنه ليتني اختفي..


بينما انا على هذا الحال من الارتباك سمعته ينضف حنجرته وابتسم قائلا:
-" اريد ان اقضي معكِ يوم الحب.. هل توافقين؟
لقد اتيت من السفر لأجل هذا الامر"


وكأن قلبي مجموعه طبول يقرع عليها فنان مجنون على مسرح كبير..
اي امر هذا اظنني سأموت الان هذا كثير علي وشيء فاق قدرة احتمالي ..
فتحت الدفتر وبسرعه قلبت صفحاته لأجيبه
فتوقفت عند رؤيتي لما كتبت قبل قليل.. بدون تفكير ناولته عليها..


رأيت دهشته مما قرأ وجلس لدقيقة ينظر اليه بدون ادنى تعابير..
شعرت وقتها انني تسرعت وبدأت الوم نفسي على غبائي.. حتى لو كان يود قضاء يوم الحب معي لا يعني ان افصح عن مشاعري بهذه السرعة ادركت وقتها انني اغبى مخلوقة في هذه الامور..
احرجت ولم اعرف كيف اتصرف..
ناولني الدفتر بعد ان كتب عليه


"انها اروع طريقة قد وصلتني للاعتراف بالحب واغبى طريقة بنفس الوقت"


لم اعرف بم ارد..
فكتبت


"اروع واغبى طريقة وصلتك.. اممم منها افهم انك كثير ما تتلقى مثل هذه الاعترافات"


ضحك بصوت مسموع وقال:
-" نعم .."


كتبت متسائلة:
"وايها قد رددت عليها؟!"


اجاب ببرود:
-" ولا اعتراف"


كتبت
"وانا.."


ابتسم وقال :
-" ستعرفين ولكن ليس الان سأخبركِ بيوم الحب.. "صمت لبرهه".. لكن أتشعرين بمشاعر حب ناحيتي لكِ؟!!"


اومأت بنعم وكتبت
"كثيييرا"


فضحك ضحكة لم تتعدى شفتاه فشعرت بالخوف من ان قد تكون مشاعره مجرد شيء عادي.. وادركت انني تسرعت جدا فكتبت


"انني متسرعة صحيح.. لذلك تجاهلني فحسب"


التفت الي وليته لم يفعل فقد اقترب مني بشكل جعل من قلبي ينصهر ويتحلل لدرجة اني لم اعد استطيع التنفس وكاد ان يغمى علي..


همس:
-" إن لم اسمعها منكِ لن تسمعيها مني.. اود ان تنطقها هاتين الشفتين"


قالها وهو يلمس شفتاي بأصبعه حتى شعرت لحظتها بالنار تخرج من قلبي وجسدي.. ثواني ثبتت نظراتنا لبعض كانت وكأنها دهرا كاملا بالنسبة لي..
ادرك انه اربكني فضحك بعفويه وابتعد ليتابع القيادة..


من يومها وانا اعلم انه حب من كلانا بل وواثقة بجنونه بي كما انا.. لقد جلب لي سعادة لو اضفت عمرا فوق عمري لما استطعت ردها له...
جمال لمساته الحانية لي وروعه حضنه و كلامه واحساس نظراته .. شيء استطاع وبجدارة جعلي اكون قوية وانسى ما حصل لي من بؤس واستطيع معايشته..
...
اتى صباح ذلك اليوم الذي اظنه اتى لي وحدي محملا بكل انواع السعادة ليغرقني بها..
انه يوم الحب..


الذي وعدني دونغ هي بقضائه معي و اعد مفاجأة كبيرة لأجلي..
ولكنني استيقظت على رساله منه يخبرني بها انه سافر ويعتذر عن الامر..
امتلأت عيناي بالدموع بل وقد بدأت بالانهمار على خداي فكم تمنيت هذا اليوم معه.. حاولت ان اخفف على نفسي.. وتناسيت الامر..
كان يوما عاديا ذهبت للجامعة ولكنني شعرت بنقص كبير فالجميع حولي كانوا ثنائي يمشي مع بعض بعيون متقدة بالحب ووجوه باسمة لبعض..


لن اكذب ان قلت انني شعرت بالغيرة من الجميع...
تنهدت ادخل يدي بجيب جاكتي فقد كنت اتوق الى مفاجأته تلك...
ركبت الحافلة والتي كلها عشاق..
اه يا الهي.. شعرت انهم يتعمدون إغاظتي لذلك منذ ركوبي اغلقت عيناي افكر بدونغ هي واغرق بأحلامي معه..
’,’


"دونغ هي الذي ارسل رساله لروز جالس مع ييسونغ الذي لم يعد يفهم ما ينوي صديقه على الاقدام عليه.. فقد كان ينوي اليوم جمع جميع اصدقائه الذين رأوه بذلك اليوم وجعلهم يرون كيف سيحطم قلبها.. وها هو فقط يجلس ويشرب منذ الصباح..
تكلم يسسونغ بعد صمت كبير:
-" اخبرني اوقعت بحبها؟!!"


هذه الكلمة اشعلت فتيل الغضب لدى دونغ هي وصرخ به بجنون:
-" ايها السافل من قال ذلك.. انا سأريك واريها من اكون"


ييسونغ اجاب بنفس نبرته:
-" عن اي هراء تتحدث لقد احببتها بدون ان تشعر اعترف دونغ هي ولا تتعب نفسك اكثر من هذا"


نهض دونغ هي من مكانه ولبس جاكته وخرج بعد ان قال:
-" سترى كيف سأبكيها اليوم واجعلها تموت من القهر"


مسكينه روز التي يتم التراهن عليها وعلى تدميرها وهي غارقة بأحلامها.."
’,’


استيقظت على صوت سائق الحافلة وهو يخبرني انه لم يعد احد غيري وقد لففنا اماكن كثيرة.. شعرت بالإحراج ونزلت بمحطة ليست محطتنا..
مددت يدي براحة فقد نمت نوما مريح وعميق..


وجدت نفسي بقرب نهر الهان الذي زين اليوم بألوان العاشقين الذين يمتدون بطوله..


تنهدت وصرت اتجول حافة النهر وانا ارمق الجميع بحسد .. وصلتني رسالة من دونغ هي يخبرني اين انا.. اخبرته بمكاني وتابعت المشي.. بعد ساعة وصلني اتصال منه فتحت واذا به يتكلم:
"افعلي ما اخبركِ به.."


صمتت فلم يكن مني الإجابة..


فاكمل " اذهبي الى السور الذي على يدكِ اليمين وامشي محاذاته وانتِ تنظرين للأسفل.. هيا وان رأيتِ سأقتلكِ"


اتبعت ما اخبرني به وكل ما اقترب تزيد دقات قلبي واشعر بوجوده بالمكان ولكنني اعلم انه ليس هنا .. قد تكون هدية ما ولكنه بالتأكيد ليس موجود..


"توقفي"


قالها من الهاتف فتوقفت ..
"انظري امامكِ"


رفعت نظري ببطء وانا اتمنى انه هو فأنا لا اريد اي هدية وهو ليس موجود..
وبالفعل كانت الارضية مملوءة بالورود التي شكلت اسمي واسمه وكتب عليها حب..
كان الطريق مقطوع والناس قد اصطفت لترى هذا الشيء الخيالي..
ابتسمت مع دمعة سقطت فقد شعرت بخيبة امل مع عدم وجوده..


ولكنني لم البث حتى رفعت نظري مع الحضور لأعلى على ذلك المنطاد المتجه الينا لينزل منه دونغ هي فور وصوله الارض..


نزلت دموعي بشكل اكبر لمجرد رؤيتي له يتجه الي وتسمرت بمكاني الى ان اتى امسك بخدي بين يديه وهمس وهو يسند رأسه الى رأسي:
-" اعجبتكِ طريقة اعترافي؟!!"


اومأت وانا ما زلت ابكي..
فأقترب حتى كاد يقبلني ضحك ثم ابتعد وامسك بيدي وجرني الى المنطاد وانطلقنا معا..
سمعت هتافات الناس وشعرت بنظراتهم الممتلئة غبطة فهي كانت نظراتي لهم قبل قليل فابتسمت وسط دمعاتي..


نظر الي وقال:
-" لم اقم بتقبيلكِ ولن تحصلي عليها إلا بعد ان اسمع اعترافكِ"


ضربت كتفه بخفة وكتبت بالدفتر
"غبي"


كتف يداه :"نعم ولن اتراجع هذه المرة"..

مررنا على نهر الهان بالمنطاد ونحن ممسكي بأيدي بعضنا تاره يهمس لي بحب وتاره يمازحني وتاره يحاول اخافتي بأسقاطي من المنطاد..


هكذا دونغ هي لابد ان يدخل مواقفه الطفولية في كل شيء..


حتى راينا معا الأضواء التي تطلق من النهر كانت اجمل من الأعلى خصوصا رؤيتي لحشود الناس مصطفة حافة النهر تشاهد.. ونحن وحدنا من نشاهدها بالأعلى انه امر ماكنت احلم به حتى بأحلامي..
نظرت اليه بامتنان وانا اتمنى لو كنت استطيع ان اخرج صوتي اللعين لأعبر له عن حبي وسعادتي وشكري بما يفعله من اجلي.. وحتى احصل على قبلتي الاولى منه..
ضحكت على تفكيري الغبي ولكنني اتمنى ان تكون اليوم..
نزلنا بعد ان انتهت الاضواء..


التفت الي وتكلم بسعادة وهو يمد يده ليناولني صندوق صغيرا مغلف:


-" لم يكن يوم كاملا كما وعدتكِ"


اخذت الهديه وفتحتها واذا بها سلسله اخذها مني والتف الى خلفي ابعد شعري ووضعها علي.. واتى امامي وهو مبتسم: "اعجبتكِ؟"


فتحت الدفتر حاولت تجميع الكلمات لأكتبها ولكنها ابت ان تخرج فقد جف قلمي وذابت مشاعري فكيف أصفها .. نظرت للساعة بقي دقيتان على انقضاء الفالنتاين..
انطلقت بخطى واسعه اليه وامسكت بوجهه بين يدي واقتربت تاركه كل الخجل اطبع قبلتي الأولى على شفتيه الباردة مر دفء بأعماقي عندما امسكني وبادلني القبلة بلهفة وجنون..
ابتعدت عنه ونظرت للمنطاد الذي بدأ بالابتعاد عنا في الواقع لم اكن اود النظر اليه اعتلت وجنتاي حمرة الخجل فقد كنت اريدها قبله عابرة..


ارتجفت يداي وانا اكتب
"هذا ما وصلت اليه ويمكنه ايصال مشاعري.. اسفة خربت مخططاتك "


وهربت اجري مبتعدة عنه قدر الإمكان التفت لأجده مازال متسمر بمكانه ولكنه سرعان ما صرخ بتذمر :
-" اخذتي قبلة مني ايتها الغبية بدون حتى ان تسمعيني كلمة احبك"


انا جريت بكل ما املك من قوة لأخفف من احراجي الكبير وقد كنت اضحك واقفز من فرط سعادتي..
انه يوم ممتلئ بالعشق والسعادة والفرح والضحك وكأن كل انواع المشاعر الجميلة سكبت علي بهذا اليوم.. ممتلئ بطريقة جنونية..
اوصلني للبيت وبحضن وقبله على جبيني ودعني..


دخلت مبتسمة بقوة ولكن الجميع كان ينتظرني ومن نظراتهم عرفت ان هناك مشكلة جديدة ولكن لم آبه ابدا فاليوم لن تستطيع اي قوة ان تعكر مزاجي..
ولكن ما سمعته من جون بعد تأنيب والدي لتأخري كسر كل الحواجز التي بقلبي واصابني في الصميم


-"الى متى سأصمت والى متى ستصمتون.. لقد عرفت الأمر كاملا انها ابنه غير شرعية.. كنت واثق من الأمر ولكنني قررت التأكد وبحثت حتى عرفت.."


صرخت امي:
-" جون كفى ؟"


فأكمل جون والثقة تكتسي ملامحة عكس امي التي تغير لون وجهها :


-" نعم انتِ غير شرعية لقد ذهبوا اثناء حمل امي بكِ عندما اخطأت وهي متزوجة مع مستشار الشركة وكانت وقتها الإشاعات منتشرة لذلك هربوا ليضعوكِ ببلد اخر ورجعوا ليدفنوا كل كلام قد يقال.. أتعلمين لما اعادوكِ؟.."


انا سددت اذناي وهممت بالذهاب لغرفتي ولكنه اقترب مني وامسك كتفاي بقوة وصار يهزني بقسوة واكمل:
-"انه المال الذي تركه والدكِ لكِ بعد ان اخبرته امي بوجودكِ لقد مرض ومات وهو يتوق لرؤيتكِ فقط.. ولكن ابي وامي كانوا قساه بما يكفي ليبعدوكِ عنه حتى مات وهو طريح الفراش لمدة طويلة واخذوا الوصية وارجعوكِ لكي تحولي الأموال لهم.. نعم كله بسبب المال فأباك كان يحمل ثروات لا عد لها وكلها كتبت لكِ بوصيته أفهمتِ ايتها اللقيطة؟؟"


وقتها شعرت برأسي ممتلئ لدرجة الانفجار ولم اعد قادرة على تمييز مايقولون لي وما يوجه لجون من كلام.. علت الأصوات والصرخات حولي امسكت برأسي من شدة الألم الذي اجتاحني..


وجلست ارضا اصرخ بأعلى صوت لي:
-" يكــــــــــفي اصمتوا انا لم اعد احتمل"


وبعدها لم اعد اشعر بشيء...
’,’


"دونغ هي الذي رجع الى البيت وهو متفاجئ مما قام به ومتضايق من الشعور الذي تملكه عندما كان معها لما لم يتصل بالجميع كما زعم؟ ولماذا اختفت كل الانتقامات بمجرد سماعه انفاسها من خلف سماعة الهاتف..
خطط لهذا جيدا وها هو يفشل..


تنهد مبعدا ربطة العنق ليأخذ بعض الهواء..
مجرد التفكير انه احبها يخنقه فهو لم يدق قلبه لأحد ولم يكن بجوفه غير اللعب واللهو والأهم من هذا الفراغ..
تنهد مجددا وامسك بصدره وهمس
"الفراغ.. هل ملأته تلك الحمقاء"


ارتمى على السرير


وضرب على يده بالفراش رافضا الفكرة دخل تحت فراشه ونام وهو يوهم نفسه انه لم يحبها وانه مواصل في ما خطط له"
’,’


استيقظت وليتني لم افعل..
كانت امي بقربي فقط.. نظرت اليها بهدوء وكأنني وقتها فقدت الإحساس بكل شيء حتى الم قلبي لم اعد اشعر به..
امسكت بيدي وبدأت تتأسف وتبكي وهي تؤكد لي ما سمعته من جون ولكنها اضافت تبريرات غبية وحمقاء لن يصدقها حتى الطفل.. لذلك رميت بيدها بعيدا عني وصرخت:


-" ابتعدي ايتها الحقيرة.."


نعم لقد عاد صوتي بنفس الطريقة التي فقدته بها..
كنت سعيدة بخروجه واطلقت العنان لما خبئ في جوفي من يوم فقدي له وصرت اصرخ كالمجنونة :


-" هل انتم بشر؟ اهناك من هم هكذا في هذا العالم؟
لقد وضعتموني بدوامة من اجل اوراق ماليه من اجل النفوذ.. تبااااا لكم اذا فلتأخذوا كل شيء وارجعوني لأهلي..
ولكن قبلها يجب عليكم
مسح ذاكرتي من كل يوم كل دقيقة بل كل ثانية عشتها معكم امسحوها كلهاااااا انا لا اريد ان احمل اي ذكرى معكم حتى لو كانت مجرد لحظة "


وصرت اضرب على جسدي بكل قوة لأوصل لها كم انا مستاءة وكم انا اكاد اجن مما انا فيه..


اقتربت مني وامسكت بيدي وصرخت :
-" اسمعيني ايتها الغبية هلا فعلتي من اجل ابيكِ الذي تاق للقياكِ"


وكأنه تم تخديري للحظات هدأت فقط دموعي تتساقط بحرقة مميته لما اسمعه منها..


-"ابيكِ تم خداعة ونفيه ولكنه لم يتنازل عن حقه من اجلكِ روز.. اسفة لقولي ذلك ولكنني عانيت اكثر منكِ بسبب ان ابقي على حياتكِ وترجيت زوجي بمسامحتي مقابل النقود التي تملكينها انا ام سيئة صحيح ولكن هذا ما جاء معي كي ابقي على حياة ابنتي التي هي ممن احب"


كنت وقتها ابكي واشهق بمرارة على ما وصلت اليه حالتي وحياتي اود الان قتلها ولكن
لا اعرف لماذا احتضنتها واجهشت بالبكاء بجنون
كان وقتا صعب مميت مؤلم بكل ما تعنيه الكلمة..
..
وكأن الحياه كانت في الأيام التي ضحكت فيها وتداوت جراحي نائمة عني.. وفاقت غاضبه لتركي بدون عذاب لتصفعني بجنون ..
فها هو جون يخبر الجميع عن امري
وتنتشر الشائعات هنا وهناك والجميع بات ينظر الي بتقزز وسخرية حتى زوج امي اصبح فقط يبقيني عندهم من اجل المال حتى احوله لهم نعم كنت فقط انتظر منه ان يطلب مني حتى اعطيهم كل شيء واغادر حتى الى الجحيم فإلى هنا كان احتمالي ولم اعد اقدر على تحمل حتى شيء بمثقال ذرة من الهواء اكتفيت من كل شيء..
هناك شخص واحد افتقده بل وسأكاد اجن لأراه دونغ هي بعد يوم الحب لم اراه ولم اسمع عنه شيء اين هو في هذا الوقت فهو من احتاجه بقوة احتاجه اكثر من اي شيء في هذا الكون..
وبيوم كنت خارجة من شركة زوج امي بعد ان قابلت امي هناك لأجد دونغ هي مع صديقه ييسونغ امامي


وقعت عيناي عليه فنسيت العتب الذي احمله بقلبي لجفائه بوقت حاجتي له وجريت احتضنه بقوة وانا ابكي بصمت..


سكن قليلا قبل ان يبعدني عنه ويصرخ بي ان ابتعد عنه ويرمقني بنظرات قوية ويركب سيارته ويغادر..


لم استوعب الأمر بعد وشهقت مع ضحكه اسى هربت من شفتاي اللتان بهتتا..
ونظرت الى ييسونغ بعد ان مسحت دمعتي بقسوة فأنا لا اريد ان افكر انه ايضا تخلى عني بسبب انني غير شرعية ..


وكلمته بهدوء وكأن شيء لم يحصل:
-" الى اين سيذهب؟!!.. اخبرني ييسونغ شي.. ارجوك"


اخبرني بمكان البار الذي يذهب اليه ولكنه قبل مغادرته حذرني من الذهاب لأنني سأرى دونغ هي غير الذي اعرفه
تركني وسط ذلك الشارع اتخبط مع الكلمات التي سمعتها من كِلاهما..

ترددت وانا انظر الى الورقة التي كتب عليها العنوان الذي اصبحت اراه مشوشا بسبب الدموع..
مسحت دموعي وقد اتتني شجاعة وانا واثقة انه فقط كذب..
لأذهب الى هناك بالفعل سيارته كانت هناك ولكن ما جعلني ابتسم انه يجلس عليها ويغطي وجهه اتجهت اليه وطرقت نافذته ليرفع يديه وينظر الي للحظات قبل ان يفتح باب السيارة ويرتمي بحضني


امسكته وكأنني لحظتها امسك العالم بين يدي كانت رائحه الكحول تفوح منه فأدركت ان كلماته بالأول ماهي الا تحت تأثير الكحول..
صعدت السيارة ونظرت اليه اود ان اخبره انني اتكلم ولكنه فاجأني بأصبعه التي امتدت لتمنعني وقال:
-" اعلم ولكن لا تتكلمي الان.. انتظري الى ان اخبركِ"


استغربت ولكنني صمت ولم اتكلم كما طلب مني مجرد سماعي لأنفاسه في المكان الذي اتواجد به اشعر انني بخير تماما.. مع انني اود ان اخرج ما جرى معي هذه الفترة فقد كدت اختنق.. ولكن انا مكتفيه بوجوده فقط..
استمر بالقيادة حتى وصلنا الى شقته التي هي بعيدة من بيت ابويه ادخلني اليها واتجه للثلاجة اخرج منها زجاجات نبيذ ووضعها في الطاولة التي امامي خلع جاكته وجلس امامي وقال:
-" اعلم ما تمرين به وما يحصل معكِ واعلم انكِ تودين اخباري بكل ضيق قلبكِ ولكن انا اعلم كل شيء والمي كان كبير لدرجه انني ضعفت ان اراكِ بتلك الفترة لذلك صرخت عليكِ قبل قليل..
ولكن ادركت انني لا استطيع الابتعاد عنكِ.. لقد ملأتِ قلبي واصبحت غير قادر على تفريغه مجددا..
اليوم اود منكِ ان تنسي كل ما حصل واشربي"


اتسعت عيناي وعلت الدهشة ملامحي..


ولكنه مسح على خدي بيده قائلا:
-" ثقي بي هذا ما سيجعلكِ لا تشعرين بشيء فقط ليوم واحد افعليها.. لنشرب معا وننسى كل ما يلم بنا من جنون "


اومأت بنعم فابتسم لي قائلا:
-" قبلها اود ان تسمعيني صوتكِ"


ضحكت واخرجتها اخيرا تلك الكلمة التي دفنت بأعماقي الى هذه اللحظة:
-" احبك.. لي دونغ هي اعشقك.. انت O2 بالنسبة لي.. "


التفت قليلا يضحك على تعبيري
ـ " O2 ؟!! حسنا وانتِ H2O بالنسبة للكون "


ضحكنا كلانا ضحة كبيرة قطعها بشفتيه اللتان الصقها على شفتي واخذ قبلة كانت كافية لتنسيني كل شيء وتبث شعورا رائعا الى قلبي...


انهاها بابتسامته التي طالما انستني كل آلامي وما امر به وها هي تفعل ذلك الان.. فأكوام الآلام التي شكلت جبلا بداخل قلبي الصغير قد نسيتها بمجرد تواجدي معه..
سكب لي الكاس وبدأت اشرب لقد كانت مرتي الاولى للشرب وقد ضايقني طعمة في البداية ودوني يضحك على شكلي ولكنني قاومت وشربت الكأس واحدا تلو الاخر حتى غبت عن الوعي تماما ولم اعد اشعر بشيء..
’,’


"لقد ثملت روز تماما وباللحظة التي غابت بها عن الوعي اعتلت دونغ هي ابتسامة قذرة..
تأملها قليلا وهي تهذي بكلمات غير مفهومة ومن ثم امسكت بيده وابتسمت براحة وتمتمت له بعدم تركها..


طرق قلبه مجددا حبا لهذه الفتاه التي صارت تحت رحمته وكاد ان يتراجع عما سيفعله بها..
ولكن غروره وكبريائه اعميا بصيرته مجددا وقرر اتمام ما يفكر ان يفعله وقد كان لثمالته دورا كبيرا..


اعتلته تلك الابتسامة مجددا وازاح بيدها بقسوة وراح يتحسس خديها المتوردة من كثرة الشراب وسحبها من كتفها بقوة ليوقعها بحضنه ويأخذها للسرير الذي بتلك الغرفة ويرميها عليه ويبدأ بنزع ملابسها شيئا فشيئا وهو يكلمها بكل شيء منذ حقده عليها بذلك اليوم وتخطيطاته التي نجحت نجاح باهر وها هو يختتمها بفعله الشنيع..
انطلقت عدة قهقات منه واكمل مهمته بدون ان يفكر حتى بما سيحصل لها بعد هذه الحادثة وبعدها غط بنوم عميق إلا انه مليء بالكوابيس وهذه الكوابيس هي ضحكاتها النقية ونظراتها الصادقة وحبها الجنوني به لقد عُذب بطيلة تلك الليلة..
حتى ايقظه صوت صراخها بقربه ..."
’,’


فتحت عيني بتثاقل ورأسي يكاد ينفجر وانا احس بشيء غريب والم لا يحتمل..
استوعبت اخيرا اين انا وتذكرت انني كنت مع دوني نشرب حتى ادركت انني بدون ملابسي نظرت حولي لأجدها ملقاه هنا وهناك وبقربها ملابس دوني شهقت امسك بالغطاء بكلتا يدي والتفت اراه نائما بقربي..
صرخت بجنون عندما رأيت قطرات من اللون الاحمر على الفراش..
ليستيقظ دوني فزعا هو الأخر وينظر الي فقط..


عندها صرخت مجددا :
-" دوني اخبرني ماذا حدث هذا حلم صحيح.. لا بل كابوس"


امسكت بكتفه بإحدى يدي اهزه بخفة مترجية ان يوقظني من هكذا حلم:
-" ارجوك اتوسل اليك دوني دعني استيقظ .. انت الوحيد الذي سيوقظني من هكذا كابوس"


وهوت دموعي صريعه على خدي واحدة تلو الاخرى
لم ارى منه سوى نظرة ندم وانزعاج بنفس الوقت


عندها صرخت:
-" أهذا حقيقي دوني؟ "


لم يجبني ..
دارت الغرفة بما فيها برأسي وارتجف جسدي وبهت لوني وصرت كالأموات بل اتمنى ان اموت الان..
انتظرت اجابه منه ولكنه ظل صامتا حتى خارت قواي وغبت عن الوعي...
’,’


"سقطت غائبة عن الوعي مجددا في احضان من فعل بها كل ذلك.. امسكها ويداه ترتعش وهو ينظر لحالها وحاله فكما يبدوا انه فعلها وهو ثمل هو الأخر..




تركها من بين يديه ونهض كالمجنون يتخبط ويدور على نفسه بذلك المكان الصغير اخذ ملابسه ولبسها كاد ان يخرج ولكنه عاد ادراجه وبحركات متخبطة ووجهه يتصبب منه العرق نظف المكان والبسها ثيابها وفتح الستائر وجلس بقربها ينتظر ان تفيق فقد ادرك كمية الخطأ الذي وقع به وادرك ايضا انه وقع بحبها بحقيقة .. نظر اليها وهو يرجف كما الاطفال فقد خاف ان تتركه او تكرهه لما فعل..
’,’


استيقظت.. جلست فزعه لأجد دوني بقربي جلت بعيني المكان ثم نظرت الي واليه وارتجفت كلماتي التي اخرجتها:


-" انه حلم سيء راودني دوني"


وصرت اشهق وابكي مجددا فأنا مدركة انه لم يكن حلم..


عندها امسك بي واخذني الى احضانه وتكلم:
-" اقسم انني لم اكن ادرك الأمر.. لكن لا تخافي كل شيء سيكون بخير وسأصلح كل شيء لن اترككِ وسأحميكِ من اي شيء.."


ابعدني عنه وقد رأيت الدموع بللت جفنيه.. انها مرتي الأولى لرؤية دموعه


رق قلبي فعذرته قائله:
-" دوني ارجوك لا تبكي فالخطأ الاكبر يقع علي لأنني وافقت ان اشرب معك بشقتك لوحدنا"


لا اعرف وكأنني صفعته بيدي بقوة بكلماتي حتى اصبح يبكي امامي كالأطفال ويطلب مني السماح..


من يومها وهو معي دائما وقد اخبر والدي انه يحبني رغم كل الإشاعات التي تنطلق عني والتي يطلقها جون وجين اخوتي واقترح على عمه ان يتم زواجنا ليتم ردع كل الاشاعات ..
كبر الأمر وكان لابد من خطوة تتخذ فأخبرني زوج امي بالصفقة ان احول كل اموالي اليه عندها سينسبني لسجل عائلته ويزوجني من دونغ هي ويسكت الجميع..
وافقت فقد اصبحت بمنتصف الدوامة وصعب علي الرجوع..


وقتها كنت منهكة جدا من المناقشات والمشاكل التي تحدث لي وكنت متعبة اشعر دائما بدوار واريد النوم طيلة اليوم خمول شديد اصابني.. واستفرغ دائما لدرجة ان امي لاحظت الأمر علي واصرت ان نذهب معا الى المشفى لتطمئن علي..
خرجنا معا بعد يوم شاق اجرينا الفحوصات اللازمة وجلسنا ننتظر النتيجة حتى خرجت اخيرا في الليل..


دخلنا وجلسنا امام مكتب الطبيب ليبتسم ويخبرنا بالنتيجة
-" كل شيء على ما يرام.. انها فقط حامل بأسبوعها الاول"


صمت اطبق على المكان بفكيه بقوة فقط نظرات امي المنذهلة وغير المصدقة لي..
ونظراتي الذابلة ودوار الم بي..
لم يكسر الصمت غير ضحكة امي وقامت تشكر الطبيب على جهوده وخرجنا معا..
كنت اسحب قدمي سحب فقد كانتا تعجزا عن حملي وبالكاد اتحرك..
ركبت بالسيارة ومرة اخرى يطبق الصمت على المكان عدا من ذبذبات الراديو التي تزيد من التوتر وتزيد المكان كأبة..
توقفت امي عند الاشارة الحمراء تنهدت والقت بسؤالها مع رجفة بصوتها:


-" من هو؟"


انا وقتها هوت دموعي بغزارة وانا لا اجد جواب يسعفني غير النطق باسمه من بين شهقاتي


تغيرت الاشارة فمشت امي وبدون قول شيء كانت تبكي..
شعرت بانها تخجل ان تؤنبني او تصرخ بي مع انها كانت تود فعل ذلك.. وذلك بسبب انها وقعت بنفس الغلط يوما...


مسحت دمعاتي وشرحت لها الامر ووضحت لها انني ودونغ هي لم نكن واعيين... وها هو سيتزوجني بسبب الا يزداد الامر سوء علي..
اخبرتني ان اخبر دونغ هي بالأمر سريعا وان لا اخبر اخوتي او زوجها..
وهي بدورها ستعجل بالزواج قبل ان يتضح الحمل..
كنت وقتها خائفة وارتجف وانا امسك ببطني..
لا اعرف ماهيه مشاعري خوف خجل رهبه ندم..
وانا بهذا التفكير المتخبط وصلتني يد امي الدافئة لتضعها على يدي وتشد عليها..
-"صغيرتي لا تخافي كوني قويه وحافظي على طفلكِ.. انني معكِ فلا تخافي"
ثم احتضنتني وبحضنها ردت الي روحي التي كانت متخبطة قبل قليل..
بالكاد وصلت سريري وارتميت نائمة وانا امسك ببطني..
’,’


"دونغ هي وقتها كان مع ييسونغ في الملهى ويخبره عن مخططاته للزواج من روز


وييسونغ فاغرا فاه على اخره



خلفهما كانت سارة تستمع لحديثهما كانت ستجن بسبب الأمر فكيف لفتاه مثلها ان تأخذ قلب دونغ هي..
ابتسمت بحقد وهي تتفرج على الفيديو الذي التقطته كاميرتها التي وضعتها بشقة دونغ هي والتقطت ما حدث..
’,’


استيقظت مع دفئ الربيع الذي حل اخيرا ليذيب الثلوج وينبت الأشجار..
فتحت نافذتي وانا استنشق عبق براعم الورود التي ستنبت قريبا وانا اتوق لرؤيتها نظرت الى بطني فبداخلها برعم ايضا ..


رجف قلبي لمجرد تذكري الأمر فأنا حقا خائفة واشعر برهبه كبيرة وصارت يداي ترتجفان..
لحظة سعادة لمحتها وسط خوفي وذلك عند تذكري وجه دونغ هي..


هممت بتغيير ملابسي بسرعه وتناولت الإفطار وخرجت اركب الحافلة لأذهب اليه حتى أخبره بالأمر لا اعلم كيف ستكون رده فعله ولكنني اشعر براحة غريبة جراء الأمر..
وانا وسط راحتي الغريبة تلك وصلتني رسالة من رقم غريب..
فتحتها باستغراب لأجدها فديو بمدة تسع دقائق..
فتحته وانا مستغربه من الأمر..
وشاهدته...


توقفت الحافلة فنزلت منها بهدوء وجلست بكرسي على الطريق..
مستحيل أهذا كان دونغ هي وهكذا فعلها معي ..


أهذا كان تفكيره منذ البداية انطويت على ركبتي وامسكت بهما امنع انتفاضة جسدي التي كادت ترميني ارضا..


مرت بي كل لحظة لي معه وانا ارفض ان اصدق ما رأيته امام عيناي ..
وصلتني رسالة اُخرى من نفس الرقم ارتجفت يدي التي تمسك بالهاتف وصرت اتعرق بشدة وكأنني بيوم صيفي حار فأبعدت الوشاح الذي يلف عنقي ورميته ارضا..
وفتحتها.. كان محتواها
"تعالي الان لشقة لدونغ هي المكان الذي لعب بكِ فيه.. ستريه مع فتاه اخرى فهذا هو لي دونغ هي"


بدون تردد وقفت اتجه الى شقته وكأنني اود ان اذهب لأطرد تلك الشكوك التي وصلتني..
وفعلا لو وجدته لوحده لحذفت الفيديو ونسيت امر الرسالة وسأكون بخير..


ضغطت ارقام باب شقته التي بعثتها لي..
ففتح الباب لأدخل على صمت مطبق هممت بخطواتي المتثاقلة الى غرفته وفتحتها..
لأجدها مظلمة ولم ارى شيء فالستائر مغطاه..
لكنني اسمع اصوات بالمكان انها اصوات تأوهات
اقشعر بدني منها..


عندها اتضحت الرؤيا تدريجيا ووجدت دونغ هي مع فتاه حقا على السرير..


همست بوهن:
-" دونغ هي؟؟!!"


وقتها توقف كل شيء والتفت الي غير مصدق ..هي سحبته مجددا اليها واكملت ما كانت تفعله..




يتبـــ ـــ ـــع***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق