فوضى قلبೄ ೄ
البارت الاولೄ ೄ
ما خبأه لي القدرೄ ೄ
Written By :
♔ Άṧṃạắ ♔
~~~
اقف على نافذة تطل على اجمل منظر قد اراه بحياتي هذا المنظر الذي طالما
حلمت ان اراه بعيني، وانا بفستان زفافي الذي طالما حلمت بارتدائه لمن احب والذي
ارتديه له الان، ولكــــ.ـــــن...
الاحلام ليست سوى عذاب سواء تحققت ام لم تتحقق...
ورحت اتذكر كل شيء بتلك اللحظة...
عندما اتتني الصاعقة التي قسمت قلبي وكل شيء بداخلي بدون رحمة..
كنت فتاة عادية بسيطة اعيش مع ابي وامي واخوتي الذين يكبرونني أي انني
الصغيرة لذلك لم اعهد في اسرتي سوى الدلال في كل اموري حتى اخوتي الكبار يعاملونني
على انني ابنتهم.. عائلتنا ذات حاله مادية متوسطة لدينا بيت كبير لجميع العائلة...
نعيش بمدينه عاديه بكوريا الشمالية التي كانت بالنسبة للبلاد المتقدمة لا شيء
خصوصا كوريا الجنوبية.. فكنت اشعر ببعض الظلم لماذا كوريتنا ليست كما الجنوبية..
لذلك كنت دائمه التمني بان اسافر يوما لأعيش فيها...
كل شيء كان طبيعي حتى بلغت عشرون عاما تغير كل شيء بلمح البصر
بدأ ابي وامي مهمومون بعد زيارة من رجل وامرأه اتو بعد يوم ميلادي.. الجميع
مهموما..
بتلك الليلة المشؤمة..
التي كانت رياحها تهز المكان وقوة امطارها تطرق النوافذ واصوات برقها يملأ
الاجواء...
قلبي يكاد يخرج من مكانه وانا اتوسط الجميع منتظرة كلام احد منهم ...
يا اللهي ماذا يمكن ان يكون الامر فأمي تكاد تنهار من البكاء واخوتي كانوا
بوجه لم اراه من قبل...استجمعت قواي اخيرا لأتكلم بصوت مرتجف مع انني اصبح لدي
احساس سيء تجاه الامر:
-"ماذا هناك الن يخبرني احد فقلبي يكاد يتوقف؟"
عندها قام ابي وخرج من البيت وامي ازداد بكائها واحتضنتني وهي تصيح:
-" انتِ ابنتي لن اتركك"
كانت الفوضى عارمه بعد خروج ابي انا دار المكان برأسي ولم اعد اسمع غير
كلمات امي التي تتردد في عقلي
-"انتِ ابنتي لن اتركك"
ماذا قصدت؟!! نظرت الى اخي بعيون كلها رجاء بأن ينقذني مما انا فيه ...
استجمع قواه فالأمر يريد توضيحا واخرج كلماته التي كانت كخنجر توسط قلبي
اخبرني انني لست ابنتهم وان هناك رجل وامرآه قبل عشرون سنه اتو الى هنا من
كوريا الجنوبية وقد كانت حامل وضعتني وتركوني هنا حتى يعودوا لأخذي
وها قد اتوا..
صرير صوت الرياح التي بالخارج عصفت بي حتى اواخر الدنيا واعادتني كمن
اصيب بمس، وصرت اصرخ بجنون، اصارع ذلك الامر الذي لم افهمه ولا اود فهمه
ذلك الامر الذي اتى كصاعقة ضربتني بقوة حتى اغمي علي...
استيقظت وانا في المشفى وحولي الجميع نظرت اليهم بصمت تمنيت ان افقد
الذاكرة واستيقظ لا اذكر شيء تمنيت انه مجرد كابوس فحسب..
ولكن انا بالفعل اتذكر كل الامر وانا مدركه انني لست بكابوس ابدا، الجميع
يسأل عن حالي ولكنني انظر اليهم فحسب لم استطيع النطق بحرف واحد.. خاف الجميع علي
واستدعوا الطبيب ، اخبرهم انني فقدت القدرة على الكلام وذلك اثر صدمه حصلت عليها
وهذا امر مؤقت ولكن ان طال الامر قد لا اتكلم بعدها..
عدنا للبيت وعائلتي بانتظاري لنذهب..
وعندما دخلت لم ارفع نظري اليهم ولكنها جرت الي واحتضنتني وهي تتأسف وتبكي
انا ابعدتها عني بكل هدوء مع ان رغبتي كانت خلاف ذلك اردت ان ابرحهما ضربا او
لأكون صادقة تمنيت ان اقتلهما واعود لعائلتي ..
اخبرهما اخي في الطريق انني فقدت القدرة على الكلام بسبب الصدمة وصلنا
للمطار التفت اخي بابتسامه قتلتني فخلفها كان الم كبير وكأن روحه سلبت منه..
ارتميت بحضنه وبت اشهق شهقات كبيرة تمنيت لو انطق واخبره ان لا يتركني لعله
اذا سمع صوتي يتمسك بي، تشبثت به وانا اضرب بخفة عليه لأوصل له بشتى الوسائل الا
يتركني..
ولكن لم يكن منه الا ان اغرقني بحزنة الذي خرج مع دموعه فقد بكى بحرقة لم
اعهدها ابدا منه فهو قوي كتوم لمثل هكذا امور..
كل من في المطار ينظر الينا اعتقد انها نظرة شفقة لما يحصل معنا رغم عدم
معرفتهم الامر...
وبعدها ركبت الطائرة وانا كتمثال فقط اذرف الدموع من تسمى امي كانت تبكي
بصمت اما ذلك الرجل لم يهتز له جفن فقط بعض العبوس...
اقلعت الطائرة وعيناي مثبتتان على الارض التي احتضنتني طوال العشرون عاما
مضت، وكأن روحي سلبت مني بتلك اللحظة
صحيح كنت اتمنى ان اسافر منها ولكن ليس هكذا انا لم ارد لهذا الامر ان يحصل
ابدا....
تذكرت كل ايامي معهم وكأنها لحظتي الاخيرة اتذكر كيف كنت اشتكي من حياتي
واخبر الجميع بأنني سأسافر كوريا الجنوبية لأنني احب حياه الرفاهية التامة ..
اتذكر كيف كان ابي وامي يلبيان رغباتي رغم انها كانت تخالف ما تربى عليه
اخوتي فقد كنت مدللتهم...اتذكر كيف كان اخوتي يحبون الجلوس معي والاستماع الى احلامي
المجنونة واحيانا يتم تأنيبي لأنني كبرت على تلك الامور..
واحيانا يغيظونني بأشياء احبها فهم يعلمون كم انا اتأثر واصدق كل شيء يقال
لي....
آلمتني تلك الذكريات لدرجه خنقتني اخذت نفس وامسكت على صدري بيدي ورحت اربت
عليه ببطء فانا بموقف الى الان لم استطع تصديقه اتى كالبرق خطفني من دفء وحنان
وحب.. خطف روحي ليضعها رهن الايام فإلى اين ستذهب بي الأيام وكيف سأجبر قلبي على
تقبل امر لم يتقبله عقلي الى الان.. احس قلبي سينفجر بأي لحظة....
الرحلة كانت خانقة فلم يكن مني الا ان استسلمت للنوم ...
فتحت عيني المتورمة من شدة البكاء على تلك المرأة توقظني وتخبرني اننا
وصلنا...
وصلنا وقد كان بانتظارنا ولد وفتاه في المطار.. عند رؤيتهما لنا اقتربا
ليقفا امامنا فيحل صمت بغيض فقط نظرات تمرر علي منهما ونظرات الاب والام التي تمرر
بيننا جميعا..
قطعت الام الصمت بقولها
"جين ،جون الن ترحبا بأختكما.." التفتت الي".. روز هؤلاء
اخوتكِ وهما اكبر منكِ"
من نظراتهما عرفت انني غير مرحب بي..
خرجنا من مطار سيئول الدولي
واتجهوا بي الى البيت كان الجو في السيارة ثقيل جدا على الجميع هكذا احسست
فكل غارق بأفكاره وتساؤلاته عن الامر لم اكن افضل حال منهم بل كنت الاسواء فتحت
زجاج النافذة لأخذ بعض الهواء فأنا حقا اختنق...
وصلنا للبيت تم ادخالي الى غرفتي فحسب ..
وصلني صوت من خلفي
-" ابنتي سنتركك الان لترتاحي ثم غدا سنتحدث بكل شيء وغادرت...."
ارتميت على السرير وانا احس بألم وضيق و اتنفس بصعوبة..
امر لا اود تصديقه بل انني لم استطع تصديقه لم اتمنى شيء اخر غير النوم..
فعلا لم يعد ينقذني من هذه العاصفة التي لا ترحمني للحظة غير النوم وبالفعل نمت
بدون حتى ان اغير ثيابي...
فتحت عيني على الضوء الذي دخلني من النافذة التي فتح ستارها كنت افكر انني
احلم لأن هذه هي حركة امي الدائمة لإيقاظي ارتسمت على محياي ابتسامه مريحة للحظة
ظننتني احلم حتى وقعت عيني على امرأه غير امي
اتجهت الى وبادلتني الابتسامة التي اختفت بمجرد رؤيتي لها :
-" روز ابنتي هيا لقد تأخرت في النوم يجب ان ...."
وبطريقة مفزعه جعلتني افتح عيناي على وسعهما صرخت:
-"يا اللهي الم تغيري ثيابك البارحة اوووو ابنتي انني حقا لا استحق
كلمه ام.. كان يجب ان اساعدكِ على تغييرها بالأمس والاطمئنان عليكِ"
كنت اود ان أؤكد لها الامر بكل جوارحي انها لا تستحق الامومة...
نظرات ابرد من الثلج هي كل ما كانت تتلقاها مني
ثم قالت:
-" هيا الى الحمام لقد جهزته لكِ هيا ادخلي"
دفعتني الى الحمام واقفلت الباب
اهي مجنونه تعاملني وكأنها لم تفعل شيء بحقي، وكأنها لم ترميني كما الكلاب
وكأنها لم تأتي الان وبكل بساطه و انتشلت مني سعادتي..
فل تحرق الأمومة اذا كانت هكذا، التفت باستياء لأرى الحوض مليء بالماء خلعت
ثيابي ودخلت كنت وقتها اتذكر امي وابي واخوتي وانا ابكي بحرقة جلست كثيرا في
الحمام، هدوء قاتل لا يتخلله الا قطرات الماء وصوت شهقاتي المخنوقة ...
تأخرت بالداخل لتدخل علي مجددا
لتجدني احبس انفاسي تحت الماء فما كان منها إلا ان صرخت خائفة...خرجت انا
مفزوعة من تصرفها
جرت الي وحضنتني:
-" ااااه ابنتي لا تفكري بهذا الامر مجددا ارجوك عوضا عن ذلك
فلتقتليني انا"
تمنيت لو اقتلها فعلا...
صحيح انا منهارة جدا ولكن مستحيل ان افكر بالانتحار،
غيرت ثيابي وخرجنا.. لاحظت البيت كبير وضخم وكل شيء مزخرف وبراق جدا هناك
خدم بكل مكان حتى طاوله الطعام عليها من كل الاصناف...عرفت انهم ذا نفوذ ولكن ذلك
زاد من المي فقد تذكرت امر ما وهو كان حوار بيني وبين اخوتي عن تمنيي للسفر والعيش
هنا وكنا نتمازح عن امر اختلاف فصيلة دمي فأقول ان لي عائلة اُخرى وهي بسيؤول
واريدها غنية جدا وقتها كنا نضحك فقد كنا نتمازح فحسب ولم اتوقع حدوثة ولو بنسبة
ضئيلة.. ولكن اخوتي ايظنون انني الان سعيدة مع كلامي ذاك؟...
اثناء غرقي بأفكاري وصلني صوت ساخر من الولد الكبير جون:
-" وكأنكِ لست مهتمة بما نتحدث رغم انكِ محور الحديث"
لم اعرف كيف اتصرف فانا بالفعل لم اكن معهم ...وعندها تكلمت امهم :
-"ما بكم الم تعلموا ان اختكم تعاني من مشاكل في الكلام"
جين: أهي لا تتكلم ابدا؟"
الام:" لا ولكن امر مجيئنا صدمها ففقدت قدرتها على الكلام هذا مؤقت
ويجب ان نساعد اختكم على تخطي الامر"
جين:" ماذا؟ ولما تفقد الكلام؟"
جون:" اعتقد ان فرحتها كانت السبب فها هي اتت الى عائله غنية
وستشاركنا كل شيء من الان..."
انا تمنيت ان اتكلم بتلك اللحظة واخرج كل ما بداخلي من غضب فقد اشعلني ما
سمعت ولكن اعتقد ان نظراتي المشتعلة وصلتهم.. أهؤلاء اخوة أهكذا رابط الأخوة
بينهم، صحيح انهم محتارون من الامر ومستاؤون منه ولكن يجب ان يقدرونني فأنا
الاسواء حال هنا، قطع الاب نظراتي بكلماته الموجهة الي:
" روز ...الان لننتهي من تناول طعام الافطار وبعدها نتكلم عن كل
الامور التي تحتاج توضيح "
الام:" سنشرح لك كل شيء ولك الحق بعدها في مسامحتنا ام لا..."
انا احرقني برودهم فلم افعل شيء سوى انني اخذت ذلك القلم الذي احضرته خادمه
الى امامي مع ورق وخطيت كلماتي بيدي المرتجفة ودموعي التي تهوي بحرقة مميته
وتنهداتي تعلو شيئا فشيئا، تلاحقت صور ابي وامي واخوتي ببالي انا اريدهم ولا اريد
احد غيرهم فكتبت كلماتي التي جعلت اعين الجميع مفتوحة
""أعيدوني الى عائلتي، ما انتم الا مجموعه وحوش لا قوة لي على
العيش وسطها""
عندها صرخ الاب :" ماذا نحن وحوش؟"
جين :" بل انتِ الوحش هنا اقتحمت حياتنا ودمرت هدوئنا وخربت جمال
عائلتنا بقدومك.. احسنتِ"
وهمت بالتصفيق مع اخيها ووجهيهما يعتليها الحقد والسخرية بآن واحد،
الام :" لا تجعلينا سيئين الى هذه الدرجة، فقد كانت لدينا مشاكلنا
وسنشرحها"
كانت عيناي تتدحرج على كل واحد منهم بخوف وقد بدأت اطرافي بالارتجاف، انها
مرتي الاولى التي اواجه امر وانا بعيدة عن ظل ابوي ودعم اخوتي، ماذا افعل الان من
دونهم كيف سأواجه الحياة وصعابها وحدي، رؤيتي لهم اصبحت ضبابيه بسبب الدموع
المتجمعة بعيني والتي مسحتها بقوة وكتبت مجددا،
"" لا اريد ان اعرف شيء، لن اغفر لكم ما حييت ولن اعتبركم عائلتي
ابدا""
وبعدها نهضت ومشيت بخطوات مرتجفة الى تلك الغرفة واغلقت على نفسي بالمفتاح،
خوفا من ان يلحقوا بي ويؤذوني، نعم انني اخاف منهم
هويت على الارض ممسكة بدميتي التي اهداها والدي لي واستندت على الباب
فاجتاحتني نوبه بكاء عارمة توضح لكل من يراني انني اخاف من مواجهة هذا الامر وهذه
الحياه خصوصا بعد ان علمت انهم يكرهونني ومتضايقون من مجيئي فجأة لأخذ مكانه
بينهم، بكيت الى ان نال مني التعب ما ناله، ورماني في الارض كجثة هامدة فقط شهقاتي
هي التي مستمرة...
~~~
مرت الايام الاولى علي ببطء مقيت حتى انني كنت اظل اراقب عقارب الساعة التي
بجدار تلك الغرفة اللعينة التي صرت حبيستها، اراقبها بصمت وانا لا اعلم ماذا
انتظره من مرورها، فأنا الان اتمنى ان يتوقف الوقت فقط عند هذه النقطة فتقدمه يجلب
لي مزيد من المآسي والصدمات، ها هم اليوم يعلموني ان هناك حفله ترحيبيه بي ليتم
تعريفي على باقي العائلة، انا لا اريد فيكفيني معرفة الذين اعيش معهم والذين
يعاملونني وكأنني حثالة،
ولكن لم يكن مني سوى الموافقة...
جلست ولم احرك ساكن بذلك الكرسي فأنا خائفة من هذه الحفلة ولا اريدها،
امسكت بطرف فستاني لأسيطر على نفسي واضبط خوفي، فعائلتي هذه بالكاد تتقبلني فكيف
بالبقية وبموظفين شركتهم، فبالفعل انا قد اتيت من العدم لعبت بي الافكار الى ان
احسست بألم في رأسي وتجمعت بعيني الدموع
وقعت عيني على صورتي بالمرآه تأملتها لوهله
وكنت متفاجئة من كل شيء فأنا لم يسبق لي ان كنت هكذا ،
فقد كنت اعيش ببساطه مع عائلتي ولم اجرب هذه الاشياء او حتى اهتم بها، كنت جميله
جدا وكل شيء فيَ براق وجميل، ولكنني نظرت الى نفسي بأسف وقهر وشعرت بالظلم فأنا
مسيرة بكل شيء وانفذ رغباتهم فحسب
وقتها طرق الباب، التفت بفزع فلو كانت امي كانت ستدخل بدون طرق الباب، فكرة
انه احد اخوتي افزعتني لدرجه عدم مقدرتي على النهوض ورؤيه من هو، استبطأني من كان
على الباب ودخل وقد كان ابي
اتى ليصحبني الى الداخل...
خرجت معه توقف قليلا قبل الدخول الى قاعة الاحتفال وقد كانت الضجة الى
الخارج مما جعلني اشعر برعشة مخيفة مرت بجسدي..
التفت الي وامسك بكتفي ليلفني اليه ويتكلم معي :
-" روز الان ستظهرين للجميع فهل انتِ مستعدة للأمر"..
مستعدة!! ماذا لو قلت انني لست مستعدة بل وخائفة، هل سيؤثر هذا بكم؟.. هل
ستمنحونني الوقت حقا؟.. وهل يهمكم استعدادي او عدمه ..ابتسمت بوهن ثم اومأت
بالإيجاب فهذا ما يمكنني فعله..
ومنذ دخولنا الجميع بدأ ينظر الي احسست بنظراتهم رغم انني لم ارفع نظري بعد
فوقفت قليلا، لأنظر اليهم لقد كانوا ينظرون الي بنظرات تساؤل غرابه وعدم تقبل كدت
ان اتراجع واعود لغرفتي..
ولكن يد امي امسكت بي وهمست :
-" لا تقلقي انا معك"
في الواقع شعرت بالأمان بمجرد رؤيتها ، اخذتني وعرفتني الى جميع عائلتي،
لقد كانوا قليل لدي عم وعمه واحدة ولي ابن عم واحد فقط واجدادي مازالوا على قيد
الحياة...
اما الاخرون فهم من شركه والدي وعمي ..فهما الاغنى في العائلة وكل له شركته
الخاصة اما عمتي تدير شركة جدي ...هذا ما اخبرتني به امي... بعدها تركتني في احدى
الطاولات وذهبت لتجيب صديقة لها...
اقترب عمي مني وتكلم معي :
-" روز ابنه اخي اخبريني كيف وجدتي عائلتكِ"
كنت اود ان اجيبه بـ مقرفة جدا ..ولكن صوتي اللعين متى سيرجع..
اكتفيت بالابتسام ، فاكمل :
-" لمَ لا تتحدثي؟! "
عندها اقترب جون منا وقال بصوت مرتفع ليسمعه اغلب الحضور:
-" اه عمي انها لا تتكلم"
العم :" اهي بكماء؟"
ضحك جون بسخريه :
-" لا.. ولكنها فقدت قدرتها على الكلام ، من الصدمة التي تلقتها.. فهي
تحولت الى اميرة بين عشية وضحاها"
ضحك العم : " اااه لقد سمعت انها كانت تعيش حياه فقيرة "
انضمت العمه اليهم :" يجب ان تكوني محظوظة فأبيك هو الاغنى
بيننا"
لم اعد احتمل سخريتهم وضحكهم وسخافتهم فضربت بيدي بقوة على الطاولة
ووقفت وانا انظر اليهم باشمئزاز وحقد وغضب...
سمعت التهامس من كل جهة والجميع ينظر الي... دموعي سبقت خطواتي لأجري من
وسطهم الى شرفه المنزل الخالية لأبكي بقهر وقله حيله ...""
وبعيد عن روز قليلاً وسط تلك الحفلة..
كان دونغهي يجلس وسط أصدقائه المحيطين به من كل جانب وقد شهد ما حدث كاملاً
تكلم مع صديقه بكل غرور :
-" ابنه عمي المسكينة أرأيتم ما حصل لها لقد تم احراجها من قبل اخيها
، واظنها تشعر بالقهر والاحراج"
ييسونغ:" بالفعل لقد تمت اهانتها بشكل غير مباشر من جون"
ضحك دونغهي مجددا وقال ليسمعه جميع من كان بقربه:
-"لكن تعرفون بمجرد ان تراني ستنسى كل شيء وتذوب بسحر جمالي وجاذبيتي،
بل وقد تنطق في اللحظة التي تنظر الي بها"
ييسونغ:" لا اعتقد ذلك فما بها الان لا يخولها ان تنظر لأحد او تذوب
بسحر احد، فقط ستكون انت بموقف محرج"
دونغهي: "أتتحداني؟"
فسمع ضحكه سخريه من صديقة ييسونغ ومن حوله
عندها قام وهو يرتب شكله :
-" سترون جميعكم الان"
واتجه للشرفة... اخذ من احد الساقين كأس من الشمبانيا وصحن شوكولا ودخل
اليها..""
""اثناء جلوسي في الشرفة وضيقي قد بلغ مني اشدة وصرت ارى كل شيء
ظلام واشعر بأن الهواء نفذ من الكون ولم يعد يكفي رئتي هذا النسيم الذي يمر بي
وددت لو افرغ غضبي بأية وسيلة..
ليدخل وقتها ابن عمي وبيده صحن وقف امامي مبتسما بغرور يقول:
-" مرحبا هل تسمحين لي..."
ومرر يده الاخرى على شعري بكل جرأه ونظرات الغرور والثقة والتعالي تتطايران
من عيناه..
.. تملكني الغضب بتلك اللحظة من جميع هذه العائلة المتبجحة من اولها لأخرها
من يظنون انفسهم نظرت اليه ورفعت يدي لتدفع ذلك الصحن الذي بيده بكل ما اوتيت من
قوة حتى طار كل شيء بعيدا وتلطخ وجهة الغبي بالكحول الذي احضره ..
وجريت مبتعدة عن المكان الى غرفتي.. جلست ابكي بحرقة كبيرة لماذا جميعهم
هكذا الست ابنتهم اذا لما يعاملونني هكذا؟.. لما الاستحقار الذي اراه من الجميع
ماهي قصتي وكيف اتيت ولما تم تركي هكذا... أي جنون رمته علي الحياة بدون رحمة
لأواجه واقاسي تفاصيله بدون حتى سلاح واحد فحتى صوتي هرب مني خوفا مما انا فيه..
الى متى سأظل هكذا؟ والى متى انت متأخر ايها الفرج؟.. انها لا يوم ولا يومين ولا
حتى سنه انها لطوال عمري فمستحيل ان اظل تحت وطأتكِ ايتها الايام ارجوكِ ارحميني
وارسلي بشيء ينقذني مما انا فيه.. وهكذا حتى انقذني النوم مجددا""
لنعد للحفلة التي اطلقت منها القهقهات والضحكات الساخرة من جميع اصدقاء
دونغهي الذي خرج وعيناه الحمراوان من الغضب تكادان تطلقان نيران تلتهم الكون ..
هتافات علت على مسامعه جعلت منه كمجنون
-"اووووووه انها المرة الاولى لي دونغهي"
-" يجب ان نسجل هذا اليوم"
-" انني لا اصدق ما حصل ليتني صورت الامر"
اقترب ييسونغ الذي احضر منديل ومد يده ليمسح وجه دونغ هي
-"اخبرتك الا تذهب"
دفع دونغهي يده بقوة ونظر اليه والى الجميع ثم صرخ
-" تلك الوقحة اقسم انني سأريها لو كان هذا اخر عمل اقوم به ..
سأجعلها تعض اناملها ندما.. وسترون"
ترك الجميع وغادر ركب سيارته وهو يقود بسرعه جنونيه متذكرا الامر الذي حصل
له وكميه الذل الذي الم به جراء وقاحتها.. صر على مقود السيارة بيديه وصرخ:
-" سأريها من هو لي دونغ هي تلك الحثالة النكرة"
...
وهكذا بدأت قصة الانتقام من قبل دونغهي ابن عم روز التي لو علم ما تمر به
لتركها وشأنها..
فهو مدلل مغرور كل همه اللعب واللهو وايقاع كل قلوب الفتيات واللعب بهن..
حقا الايام قد ركزت ناظريها على هذه الفتاه وصار شغلها الشاغل سحقها
وتدميرها.. مع انها دُمرت تماما..
لنمر معا والايام لنعرف ما سيحصل لها..""
’,’
احيانا افكر ان كل هم الدنيا من تعب وضيق ومعاناه قد جمع لينثر علي في ليلة
ظلماء رياحها عاتية ..
ها انا قد مر على عيشي هنا شهر ..
من وقتها لم اكلم ابي وامي واخوتي او حتى اسمع صوتهم لدرجة انني فكرت انهم
نسوني ويمارسون حياتهم كما لو انني لم اوجد يوم بينهم..
لا الومهم فأنا اعلم ان من يسمون انفسهم عائلتي لا يصلوني بهم ابدا..
ها انا قد انطفأ نور عيناي واضنني قد نيست شكل ابتسامتي حتى صوتي لم اعد
اذكره .. وحيدة منعزلة متعبة احيانا افكر من شدة قسوتهم انني لست ابنتهم ايضا
وانني شيء منبوذ..
من انا؟
ولماذا اوقعت الحياه يدها علي بهذه القوة حتى هوت بي الى قاع الألم ...
فقط من تدعى امي احس بحبها وندمها والمها كلما كانت معي.. ورغم كرهي لها
الا انها الوحيدة التي تدعمني..
خرجت اليوم باكرا من البيت وقد لبست معطف كبيرا ولبست جزمتي الشتائية وكفوف
اليدين..
اصبحت كالبطريق ولكنني اتيتي من مكان ليس فيه ثلج ابدا وهي مرتي الاولى
لبرد كهذا.. صحيح لم ينزل الثلج بعد ولكن البرد ينخر العظام..
ومشيت الى الحافلة لأتجه
الى جامعتي التي تم تسجيلي بها كمستمعة حتى استعيد نطقي..
اركب الحافلة وامضي باقي الطريق مشيا فقد رفضت ان يوصلني احد منهم او حتى
سائق..
فأنا كلما مشيت اشعر بكم هائل من الضيق يخرج من اعماقي واعتبرها لحظات شبة
مريحة بالنسبة لي..
جلست وانا اسند رأسي للزجاج اتأمل الضباب والناس الذين يتحدون البرد
ويمارسون حياتهم .. اطفال مدارس طلاب جامعات موظفون الكل يتحدى صعوبة هذا البرد
ليمارس حياته..
قضيت يومي بالجامعة كالعادة وها انا اعود ادراجي لذلك الجحيم الذي اختنق
كلما اقتربت منه .. انه البيت..
احيانا اتمنى لو ان لدينا صفوف مسائية او هي جامعه داخليه ولا اعود الى
البيت المكتظ بالمشاكل والكرة والحقد والمعاملة الغريبة لبعضهم.. ولن انسى كرههم
ومقتهم واستحقارهم لي..
اثناء مشيي الى موقف الحافلات توقفت قليلا لأنظر الى السماء التي تنذر
بنزول الثلج وبالفعل ماهي الا ثواني حتى بدأت تتساقط بلورات الثلج الابيض علي وعلى
كل مكان..
لم افتح مظلتي وجلست اتلقى ما تنزله السماء علي انها مرتي الاولى لمشاهدة
الثلج الذي اعشقه تذكرت كم كنت اكلم الجميع عن امنيتي لنزول ثلج ببلدتنا وعن تخيلي
للفرحة التي ستأتيني لو حصل الامر ..
وها قد حصل ولا اعرف ماهية مشاعري.. غير انه مع كل بلورة ثلج تسقط على وجهي
اشعر برعشة بجسدي ووخز في قلبي.. تبلورت الدموع بعيني اغلقتها..وتنهدت من اعماقي
مستمتعة بذلك الوخز البارد على جسدي ولا اعرف لما انا مستمتعة بالأمر رغم انه مؤلم
..
لحظات مرت علي شعرت فيها براحة مختلطة بألم استرخيت لذلك الشعور الغريب
وجلست كذلك حتى شعرت بيد دافئة تمسك بيدي لدرجة انها بثت رعشة من الدفء المريح الى
كل جسدي رأيت مظلة ترفع فوق رأسي وجسم كان قريبا مني.. فزعت من الامر ونظرت اليه
بغرابة من جرأته لمسك يدي وفعله هذا الامر..
افلت يدي وابتسم بعفوية وهو يبعد سماعات الاذان التي عليه قائلا:
-" مرت مدة منذ لقائنا.."
لقائنا ؟!! كنت مستغربة فانا اشعر انني التقيته ولكنني لم اعد اذكر اين ..
فهم انني لم اذكره من ملامحي هززت رأسي دليل على عدم معرفتي..
للحظة تغيرت ملامحة الملائكية الوديعة التي تشعر كل من ينظر اليها بالراحة
الى نظرات كادت تحرقني
ثم اغمض عينية وفتحهما ببطء وابتسم مجددا وقال:
-" انا ابن عمكِ دونغ هي الذي سكبتي عليه النبيذ .. ذكرتي ام
لا؟"
وقتها تذكرت الموقف وشعرت بالخوف مستغربة من سبب ظهوره .. انحنيت عدة مرات
مبدية اعتذاري وناولته مظلته وفتحت مظلتي لأذهب من امامه .. فأنا اخاف من كل هذه
العائلة وكما يبدوا عليه الغرور .. لا اود ان اجلب لنفسي الألم فما انا فيه
يكفيني...
لحقني ووقف امامي مجددا وقال:
-" على رسلكِ انا لست وحش ولا اعض.. انا فقط اود ايصالكِ للمنزل لأنني
ذاهب لملاقاة عمي وقد طلب مني ان اقلكِ بسبب سوء الجو"
وقفت ولم ابدي أي ردة فعل بل ولم يسعني الرفض مع انني خائفة وشيء بداخلي
خائف منه ..
اتجهنا الى السيارة ففتح لي الباب الذي بقربه ركبت وانا اشعر بخوف قليل..
كعادتي استندت للنافذة اراقب تساقط الثلج الذي يرسم البياض على الارض
متمنية لو انه يستطيع رسم هذا البياض على قلبي الاسود والذي اصبح كحديد صدأ واهترئ
..
فجأه التفت الي ووضع
شيء ما بحجري .. استغربت فقد كان دفتر مذكرات صغير وبه قلم..
-" اكتبي شيء ما... أي شيء تودين قوله.."
قالها وهو يقود.. انا لم اكن اود ان اكتب شيء ..
لذلك فتحتها وكتبت
"ولكنني لا اود قول شيء"
كانت الدهشة تعتليه على ما كتبته ضحك بخفه بدون قول شيء وعاود النظر
للطريق..
وهكذا ساد صمت مخيف من جهته الى ان وصلنا للبيت الذي طال طريقه ..
قبل ان انزل وصلني صوته:
-" الستِ مدينه لي باعتذار على ما بدر منكِ في الحفلة؟!!"
لا اعرف لما اعتلاني غضب كبير بتلك اللحظة .. فقد ذكرني بذلك اليوم المشئوم
.. تساءلت لما كلهم وقحون هكذا ..
يود اعتذار..
اخذت الدفتر وافرغت به غضبي..
" عن أي اعتذار تتحدث انا لن اعتذر لأحد ولست مدينه لك او لأي احد
منكم بشيء.. فوقتها انت من اتى الي، ولست انا"
وضعت الدفتر جانبا ونزلت لأدخل البيت..
وقتها احسست بنظرات حارقة منه كادت ان تخترق ظهري وشعرت بحقد كبير ..
دخلت مباشرتا الى غرفتي او سجني الذي دائما ابقى فيه .. اتجهت الى الحمام
لأرى الحوض صار جاهزا كما كل يوم.. خلعت ملابسي لأدخل جسدي البارد الى ذلك الماء
الساخن والذي جعلني اطلق تنهيدة راحة ورضى بالدفء الذي وجده واغمضت عيني تلقائيا
لجعل كل خلية بداخلي تسترخي تماما..
جلست افكر كيف لهم بالظهور امامي واحد تلو الاخر.. ولكن هذا الشخص ما
اخافني بشكل كبير احسست بحقد من ناحيته خصوصا انني لم اعتذر... ولكن بهم الى
الجحيم جميعهم انا لا اهتم.. طالما انني بعيدة من الجميع فلا يهمني..
هكذا اواسي نفسي مع ان الوحدة التي انا بها وتكاد تقضي على تجعلني احيانا
اضعف لدرجة انني قد اختلط بهم مع علمي بالكره والمشاكل التي سأقع بها..
ولكن هكذا افضل..
دخلت من تعتقد نفسها امي لتناديني للعشاء فالجميع ينتظرني..
خرجت بتململ فأنا اود البقاء بذلك الماء الدافئ.. وكالعادة ارى ملابس دافئة
قد جهزتها لي مثل كل مره..
انها في الواقع تعاملني كأميرة ولكنني لم احبها ولا اعتقد انني سأحب ام
تركت ابنتها ..
ارتديت ملابسي ونزلت تفاجأت بابن عمي ما يزال موجود وسيتعشى معنا.. انحنيت
احييهم وجلست اكل بكل هدوء وكأنني لست موجودة بالطاولة اساسا..
كنت احس بنظرات ترمقني منه وقد تلاقت اعيننا لعدة مرات ..
ما جعلني اشعر بالغرابة انني تلقيت نظرات هادئة ومسالمة منه.. غير احساسي
السيء تجاهه ..
اهو انا من صرت اتخيل الجميع بشع؟ ام انه فعلا يكذب؟!..
لم اهتم فلامجال لي لمعرفة نيته ولا اريد..
انهيت طعامي ورجعت غرفتي..
دخلت الشرفة لأخذ قليلا من الهواء .. رغم ما شعرت به من برد الا انني احب
ان ادخل الشرفة يوميا ..
تأملت بصمت كالعادة حتى انني لم افكر بشيء محدد افكاري متخبطة كالرياح التي
تمر بي.. فاجأني ذلك الذي يلوح لي بعد ان فتح نافذة سيارته
وعندما انتبهت له صرخ بصوت سمعته
-" كوني سعيدة وابتسمي ولو لمرة.. فهذه ليست الجحيم وليست نهاية
الكون"
ابتسم بعدها اغلق النافذة وهو يفرك يداه من البرد وذهب بعيدا..
جعلني تصرفه استاء..
نعم استاء فأنا لم اعد روز القديمة فقد اصبح قلبي مظلم واي شيء يزعجني حتى
ولو كان لطيف.. وايضا تساءلت لما قد يتصرف معي بلطافة ما السبب؟..
ضحكت بانكسار قبل ان ادخل وادس جسدي البارد تحت ملائتي الدافئة فانا اصبحت
كشخص طاعن في السن لم يعد يحتمل حتى ابسط الاشياء ويتشاءم من اقرب الحركات وتزعجه
حتى ضحكات الاطفال..
وغطيت بالنوم .."
’,’
" وقتها اتجه دونغ هي الى الملهى الذي يذهب اليه دائما واتصل على
ييسونغ ليلقاه هناك..
وصل ييسونغ وقد شرب دونغهي وصار شبه ثمل..
جلس بقربة وشبك يداه ببعضها قائلا:
-" يااا لي دونغهي ماذا دهاك.. انها مجرد فتاه بائسة دعها
وشئنها"
عندها نظر اليه بغرور قائلا:
-" لن اتركها وسترى كيف سأجعلها تجري خلفي كالكلب المسعور.. ولن يهدأ
لي بال حتى احطمها كليا واجعلها تكره الحياه بشكل صحيح"
ييسونغ:
-" انك تعطي الامر اكبر من حجمـــ... اوه انها سارة قادمة اليك..
بالله عليك اخبرني ما بينكم فهي عاهرة والجميع يعلم بذلك"
التفت دونغهي اليها وضحك:
-" انني اتسلى فحسب.. ثم انها من تدفع لي لأخرج معها"
ييسونغ وهو فاغر فاه:
-" تدفع لك !! وكأنك تحتاج نقودها.. اذا اخبرني أنمت معها؟"
دونغهي بلا مبالاة :
-" لا احتاج نقودها ولكنني اتسلى بأذلالها بالأمر.. اممم نمت معها لا
ولكنها تحاول"
ييسونغ وضع يده على وجهه قائلا:
-" اين عائلتك من كل ما تفعله؟"
دونغهي وقد عدل جلسته:
-" حتى وان علموا هم لا يهتمون ابدا.. هيا انصرف من هنا"
نهض ييسونغ وضربه على كتفة وقال:
-" انت وقح ومن يصادقك بلا كرامة .. ولا اعرف لما احتملك"
وغادر..
وصلت سارة للطاولة وسحبت كرسيها لتجلس امام دونغهي الذي يتابعها بنظراته
بعدم اهتمام.. وبدأت تتحسس تقاطيع وجهه الفاتنة بيدها وهي تقول بغنج:
-" لماذا هذا العبوس الذي لا يليق بعشيقي الوسيم"
دونغهي بعد ان ابعد يديها من وجهه وقال ببرود وهو يمسح على خدها:
-" اخبرتكِ اكثر من مرة انا لست عشيقكِ"
ابتسمت بغرور قائلة:
-" اذا اخبرني لماذا ادفع لك؟"
ترك خدها ورمقها بنظرة حارقة :
-" اسمعيني جيدا.. لستِ سوى حثالة تحت قدمي انتِ ونقودكِ"
ضحكت بوقاحة :
-" اذا لما انت معي؟"
بادلها الضحكة وبنفس نبرتها قال:
-" اتسلى واحصل على النقود .. شعور رائع.. ان يتم الدفع لك لتكون عشيق
احدهم.. هذا اكبر ذل قد يحصل للمرء.. صحيح؟!"
اشتعلت غضب من كلماته المهينة ولكنها اخفته خلف ضحكتها المكتومة واحتضنته
قائلة:
-"نعم.. وانا لأجل ان اكون معك سأدفع كل شيء.."
هذا كان دونغهي وهكذا هم الناس الذين يعيش معهم وكل تعاملاته معهم.. لا
مجال لمن هم مثل روز في عالم دونغ هي الملوث .. فأي شيء ستواجه المسكينة مع هذا
العالم عندما تدخله..."
’,’
منذ الصباح أيقظتني اصوات الصرخات العالية بالمنزل شعرت بالخوف واتجهت
للباب علي اسمع كلماتهم اكثر لأعرف ماهية الشجار ذلك.. دنوت لأحاول الرؤية من فتحة
الباب ولكنني فوجئت بمقبض الباب يفتح بقوة ويصطدم بوجهي حتى ارجعني الى الخلف
وسقطت ارضا وشعرت بشيء بارد ينزل من انفي..
هرعت امي الي تمسك رأسي الى اعلى وهي تشعر بالخوف.. احضروا الكمادات وتم
وقف النزيف اخيرا..
انا نظرت الى الجميع بباب غرفتي لأستفسر عن السبب ولكن اخي جون رمقني
بنظرته المعتادة الكرة والحقد والتفت يغادر بعد ان قال:
-"اذا ذهبت هي انا لن اذهب؟.. ولكم حرية القرار"
زفر الاب قائلا:
-" اذا لا تأتي.. ايها المعتوه"
وقتها عرفت ان المشكلة كانت بسببي وكان جون داخل الى غرفتي ليفتعل معي شجار
ولكن ما حصل انساه الامر ... لا انكر لقد شعرت بالسعادة لما اصابني فلولاه لكان
فعل بي شيء سيء فمن نظراته كاد ان يلتهمني..
جلست شاردة وانا على السرير والجميع حولي بعد ان اخبرني ابي اننا سنذهب بعد
العصر للتخييم مع موظفي شركته وشكره عمي لأنها عطلة ولأتعرف على عائلتي جيدا.. لم
اتجاوب مع أي مما قاله او ابدي أي ردة فعل.. ومنها فهموا انني اود البقاء وحدي
لذلك خرج الجميع...
تنهدت تنهيدة اقرب ما تكون للبكاء .. وسحبت ملائتي وغطيت على وجهي لأنام
مجددا.. لقد اصبحت امل من النوم ولكنه افضل من النظر الى الحائط اللعين ..
نمت حتى ايقظتني الخادمة وطلبت مني الاستعداد فقد اقترب وقت الذهاب.. نهضت
ودخلت الحمام اغتسلت بسرعة وغيرت ملابسي وجهزت ادواتي للتخييم..
انتهيت وجلست وامسكت على بطني فقد كنت جائعة جدا..
نظرت الى الباب وكأنني انظر الى الجحيم .. كيف لي ان اخرج وانا اسمع
مناوشات بين جون وابي على امر ذهابي مازالت مستمرة للأن..
ااااه يا الهي ساعدني اكاد اموت من الجوع..
اتجهت الى الشرفة وكان تحتها احد السائقين الذين اتوا ليقلونا
دخلت الغرفة واخذت ورقة وقلم وكتبت له ما اود شرائه ووضعت النقود ووضعتهما
في سلة وانزلتها بخيط..
ضحكت بخفة على تفاجأه وفزعه مما نزل عليه من العدم ولكنه انحنى وذهب ليشتري
لي..
اخيرا عاد وبيده السلة والطلبات كنت افرك يدي من البرد والحماس فانا جائعة
جدا.. ربطها بالخيط ورفع نظره الي مبتسما يخبرني ان اسحبها.. اصبت بالذهول عند
رؤيتي لأبن عمي دونغهي و تصنمت مكاني أتساءل ما الذي جاء به الى هنا..
قطع علي بقوله :
-" هيا اسحبيها سيرى الجميع وقد تقعين في ورطة"
هممت بسحبها ولكنه امسكها وشدها اليه ليجعلني انحني قليلا للأسفل من سور
الشرفة ..
ابتسم ببساطة وقال بصوت خافت لم اسمعه ولكنني عرفت من حركة شفتاه انه قال
"..ابتسمي.."
.. وأشار بيده على وجهه الباسم ...
ثم ترك السلة وذهب الى سيارته.. انا جلست قليلا افكر لما يتعب نفسه معي
هكذا.. ولما شاب مثله يريدني ان ابتسم فأمثاله لا يهتمون سوى بأنفسهم..
رفعت الخيط بسرعة ودخلت غرفتي وجلست اكل بسرعة قبل مجيء احدهم.. ان حياتي
اشبه ما تكون معركة للبقاء ..
اخيرا تم نقاشهم وقرر لي الذهاب وكذلك جون حاولت تجنبه هو وجين بقدر
الامكان لأنني اعلم انهما سيقتلعان عيناي لو امسكا بي..
وصلنا الى المكان بعد العصر كان مكان بعيد ولم ينزل علية الثلج بعد..
انها بحيرة رائعة انه من الاماكن التي اعشقها.. صحيح الخضرة لم تكن تكسوا
الاشجار بسبب البرد ولكن جمال البحيرة مع العشب المتبقي على الارض جعل المكان
رائع..
نصبت الخيمة مع امي وجين وقتها كلما التقت عيني بعين دونغهي يبتسم تلقائيا
..
بصراحة ازعجني الامر هل يحاول ان يوصل لي انه يمتلك مقومات تجعله يبتسم
وانا لا.. ام ماذا؟!!
تركت ما بيدي عندما طلبت مني امي ان اذهب للسيارة واحضر الماء منها..
وعند عودتي لقيت جين امامي ومما يبدوا انها تود الحديث معي.. بتلك اللحظة
لن اكذب ان قلت انني شعرت بقلبي يسقط حتى اقدامي من الخوف .. ولكنني وقفت لأسمع
منها وليتني لم اقف..
اخيرا تكلمت بعد ان حرقتني بنظراتها لفترة:
-" اهكذا ستعيشين طول حياتكِ؟.. لا تعرفين لما تركتي لمدة عشرون عام
ولما تمت اعادتكِ؟"
انا لم يكن بمقدوري غير الصمت لذلك اكملت:
-" انا سأعطيكِ رأيي بالأمر .. وهو انكِ فتاه غير شرعية وقد ابعدوكِ
حتى لا تنتشر الشائعات على عائلتنا.. ولكن ما يكاد يسبب لي الجنون هو لما ارجعوكِ؟
"
انا تملكني الغضب لما سمعت وتركت الماء من يدي وتقدمت منها لأمد يدي
المرتجفة وادفعها للخلف..
حقيرة وصل بها الامر لتفكر بأمها هكذا أي ابنة هذه ؟..
صحيح انا لا احبها ولكنها على الاقل هي امي التي انجبتني وسماعي لاتهامها
ازعجني ..
حل صمت ثقيل على المكان لم يدم سوى لثواني قبل ان يسمع صوت صدى تلك الصفعة
التي تلقيتها منها..
وكررتها مرة اخرى..
وبعدها بدأت تنهال علي بالضرب كالمجنونة كنت بين يديها كريشة تتلاعب بها
كيف ما تريد ارعبتني بقوتها وفقط صرخات مكتومة ما كانت تصدر مني.. اما هي فقد كانت
تصرخ غضبا وتشتمني .. حتى سمع الجميع واتوا ..
اقترب اباها وامها وابعداها من فوقي فقد اصبحت في الارض وهي تعتليني..
ساعدتني امي على النهوض وابعدت التراب المتجمع بوجهي فقد مرغت وجهي بالتراب .. انها
اول مرة لي للتعرض لمثل هذه القسوة كانت دموعي تجري بحرقة بخدي المغطاة بالتراب
وكنت ارتجف كقط خرج من وسط ماء بارد ..
لم اعد اشعر بالألم اكثر ما شعرت بالإهانة والذل فالجميع من عائلتي وموظفي
الشركة واصدقائهم رءوا ما انا عليه..
في الواقع حسبت حساب لكل شيء عدا هذا الامر ..
اباها بدوره صفعها بقوة على ما فعلت بي فانفجرت تصرخ به :
-"اريد ان اعلم الان من اين اتت هذه النكرة ولما تخفون الامر علينا..
اهي فتاه غير شرعية حتى تخفوها هاه"
ونظرت الى امها التي تغير لون وجهها..
انا اغلقت على اذناي وتمنيت لحظتها انني فقدت القدرة على السمع ايضا ولم
اسمع هذا الشيء.. جريت من وسط الجميع الذي يرمقوني بنظرات متعددة وابتعدت عنهم ..
جلست على ركبتي عند وصولي امام البحيرة لقد عصف بي ما سمعت..
من انا ؟ ومن اكون؟ لما تركت؟ ولما عدت؟
ماهي الحقيقة ؟
والى متى سأظل اتلقى الصدمات
جلست فترة كبيرة على ذلك الحال منتظرة من نفسي ان تهدأ ولكنني ازداد بكاء
والما واظنني سأفقد عقلي بسبب الالم الذي اجتاحني والضيق الذي اغرقني..
تمنيت الصراخ بأعلى صوت لي ولكن حتى صوتي ضدي ..
امسكت برأسي علي اهدأ ..
فيصلني صوت احدهم بعد ان اتى وجلس بقربي:
-"هكذا هي جين حقودة شريرة لماذا افتعلتِ شجار معها منذ البداية"
كان ذلك صوت دونغ هي كلامه جعلني ابكي مجددا فأنا لم افتعل معها أي شجار هي
من فعلت ذلك.. مد يده الي رفعت نظري واذا به الدفتر الذي اشتراه ذلك اليوم رميت
بالدفتر بعيدا نهض بكل هدوء وارجعه ليضعه امامي وقال برجاء:
-" اقرئي ما بداخل الدفتر ثم ارميه"
اخذته وفتحته كما قال وقد كتب
"قد تستغربي من ملاحقتي لكِ.. وقد تخافي من الامر..
ولكن اعلمي انني لم افعل ذلك الا لأنني متشابه معكِ من ناحية الغرابة التي
انتِ فيها وانتِ وسط عائلتكِ فأنا الوحيد لدى ابواي ولكنهما لم يشعرانني يوما
بأنني ابنهما.. لذلك اظن انني افهمكِ"
بلحظة ضعفي وانكساري وذلي واحتياجي لأحد يرد عقلي الذي يكاد يبعثر مع
الرياح اخذت القلم وكتبت
"أتستطيع اخراجي مما انا فيه؟ فأنا احتظر ولم اعد احتمل"
عندما قرأها افرج عن ابتسامة رضى تامة على محياه وكتب على الدفتر
"سأكون من ينتشلكِ من حزنكِ والمكِ وهذا وعد"
قرأت كلماته فزادت دموعي حتى اختلطت بكلماته ..
اخذ الدفتر مني ومسح الدموع من الدفتر وقال ممازحا:
-" الديكِ ينبوع بداخل عينيكِ؟ فانا لا اراكِ الا تبكين!!"
حاولت مسح دموعي بظهر يدي ولكنها متواصلة بالنزول فما حصل اليوم كان وقعه
عنيف على قلبي المهشم..
ناولني الدفتر وقد كتب عليه
" لا تحاولي اخبرتكِ إنه ينبوع... T~T "
اخذت القلم وكتبت مستفسرة
"لما تكتب وانت تتكلم؟؟!!"
ضحك بعفوية تامه وحك رأسه:
-" صحيح انا اتكلم لما اكتب؟"
كان وجهه يحمل كل تفاصيل البراءة وكأنه طفل وليس رجل..
استغربت فهو امام الجميع مغرور قوي .. الا انني ادركت ان هذه حقيقته وان
بداخل هذا الرجل المغرور طفل صغير يود مزيدا من الحنان والاهتمام..
مثلي تماما.. قد يفلح في مداواة جرحي واخراجي مما انا فيه .. لذلك سأبدأ
فصل جديد بحياتي وهو معرفتي بدونغهي ...
حل الصمت بعدها وجلسنا نراقب البحيرة بعدا ان هبطت الشمس لتنثر اشعتها
البرتقالية على البحيرة التي تمتلئ بالبجعات... جو هادئ تتخلله برودة خفيفة مع
اصوات خفيفة لحركات البجع على البحيرة..
سرحت تماما بجمال هذا المنظر وشعرت بخمول وتمنيت احد يسندني لأنام عليه ..
تفاجأت به يقترب مني ويمد يده ويسند رأسي الى كتفه ..
شككت بانه قرأ افكاري ..
وفورا اغلقت عيناي اللتى اصبحتا مخدرتان من كثرة البكاء ..
لم انم ولكنني ارحت كل شيء فيني واسترخيت تماما..
حتى وصلني صوته الهادئ
-" فلتبتسمي .. ليكتمل جمال هذا المنظر"
ابتعدت عن كتفه وتنهدت فحسب..
اخذ الدفتر وكتب علية شيء وناولني وغادر..
تابعته حتى اختفى من ناظري والتفت لأقرأ ما كتب
" ابتسمي ابتسمي ابتســــــــــــمي .. ^ــــــــــــ^ انه امر بسيط
ولا يحتاج كل هذا التعقيد .. سنلتقي مجددا "
اخيرا ارتسمت الابتسامة على شفتاي صحيح ابتسامة واهنة ولكنها كانت صادقة ..
هممت بالمغادرة ولكن امي استوقفتني وجلست بقربي وتكلمت مباشرة:
-" أتريدين ان اخبركِ بالحقيقة"
التفت بفزع ناحيتها واومأت بيدي بسرعه نفيا
ابتسمت وقالت:
-" حسنا عنما تكوني مستعدة سأخبركِ .. واريدكِ الا تلقي بالا لكلام
جين"
اومأت بالإيجاب وعاودت النظر الى البحيرة وقد بدأ جسدي بالارتجاف لماذا
رفضت رغم انني اكثر شخص يود سماع الحقيقة ولكنني لم ارد ان تختفي تلك الفرحة التي
حصلت عليها قبل قليل صحيح لم تكن شيء ولكنني اردت الاحتفاظ بها لوقت اطول..
ثم انني لا اود ان تؤكد لي كلام جين لا اريد ان اكون كذلك .. لا اريد..
بدأت شهقاتي تخرج ودموعي انهمرت مجددا .. اخذتني امي الى حضنها وهي تتأسف
بشدة ..
انا وقتها تذكرت حضن امي الدافئ انه نفس الحضن لذلك امسكت بها بقوة فصحيح
انا اكرهها ولكنني كنت بأمس الحاجة لذلك الحضن حتى غفوت ونمت بحضنها..
’,’
"دونغهي وقتها عاد الى الخيمة بملامح المنتصر سأله ييسونغ عن الامر
فاخبره بكل شيء ..
ورسم ابتسامة نصر وهو يشعر انه قد ملك العالم.."
’,’
~~~
تسارعت الايام مجددا ومرت ولم احس فيها بشيء جميل او سيء هدأت معاملاتهم ومضايقاتهم
لي فجون مسافر وجين لا تعيرني اي اهتمام ..
الشيء الوحيد الجميل الذي حصل لي هو دونغهي..
فعلاقتي معه ازدادت ..لأكون اكثر صراحة صارت رؤيته هي الجزء الاهم والاريح
والاجمل والمسلي في يومي .. لقد اضاف لحياتي نكهه خاصة وجميلة ..
هناك ما يؤرقني اشتياقي لعائلتي امي ابي اخوتي..
عندما اتذكرهم واتذكر كيف كانت حياتي اشعر بوخز في صدري لدرجة عدم مقدرتي
على التنفس..
اظن ان مرض قد الم بقلبي من شدة ما مر به..
كنت واقفة في ذلك الصباح الدافئ نوعا ما فالشمس اخيرا اشرقت بعد غياب
طويل.. صحيح اشعتها باردة ولكنني خرجت للشرفة لأخذ بعضا من دفئها الذي غاب عنا
اسبوعين لم نرى فيه غير اكوام من الثلج..
مرت علي نسمات تثلج الصدر جعلتني اتذكر بعض الذكريات وكأن الرياح تلك اتت
محملة برائحة من بعيد حيث اهلي وعائلتي هناك وحيث تركت روحي وقلبي هناك.. مرت بي
ذكريات جميلة وسعيدة تفاصيلها ضحكاتي الصافية وابتساماتي العذبة وانا بوسط احضان
الحب والحنان والبساطة..
اغمضت عيني افكر كيف لحياه المرء ان تتغير بمجرد غمضة عين وفتحها..
لأفتح عيني على ذلك الذي يصرخ ويلوح من امام شرفتي ويبدوا عليه الانزعاج..
ضحكت بخفة فشكلة عندما يستاء كطفل.. ومما يبدوا انه هنا منذ وقت طويل..
انه دونغ هي الذي هو عكس ما يراه الجميع والذي جعلني اعاود النظر لكل شيء
والا احكم على شيء من الوهلة الاولى..
ابعدت سماعات الاذان التي كنت اسمع بها موسيقى هادئة ولوحت له ..
عبس بشكل اكبر قال وهو يفرك وينفخ يديه:
-" انا هنا منذ ساعة وانتِ سارحة بأحلامكِ اين؟.. هيا انزلي سآخذك الى
مكان ما"
استغربت فهو اخبرني انه سيسافر يومان مع اصدقائه .. ولكنني اومأت بنعم
واتجهت للداخل لبست ملابس جميلة ولففت شعري الى جهتي اليمنى واخذت القبعة والجاكت
والحذاء ذو اللون الفضي الذي احبه.. واخذت دفترنا الذي نتواصل من خلاله ..
وخرجت والابتسامة مرسومة على وجهي رأتني امي وهمت بمعانقتي بذلك الحضن الذي
يكاد يخنقني كما كل مرة تراني فيها مبتسمة ..
واخبرتني ان لا اتأخر عن العشاء اومأت بنعم وهممت بالخروج ولكن استوقفتني
يد امتدت الي واخذت دفتري مني التفت وهي جين التي كانت تراقب من نافذة غرفتها
حاولت ان امنعها من فتح الدفتر ولكنني لم اقوى فتحته وبدأت تقرأ ما به بكل سخرية
"ابتسامتكِ جميلة كالملاك"
"سنلتقي غدا دونغ هي؟"
"لا تخافي انا معكِ دائما"
قرأتها وقرأت اشياء اخرى ملاحظاتي و مزحاتي انا ودونغهي امام امي وابي ..
شعرت بالأحراج والقهر لماذا تم الاطلاع على اشيائي الخاصة..
اتجهت امي اليها واخذت الدفتر ورمقتها بنظرة حقد على تعديها خصوصياتي ..
ولكنها صرخت وهي تنظر الى ابي
-" انها تخرج مع دونغ هي ابن عمنا الوغد ودون علمكم .. انها فتاه
ساذجة وسيلعب بها بسهولة احذروا حتى لا تجلب لنا الفضائح"
يا الهي اظنها بلا قلب مستمرة بالوقوف لسعادتي بالمرصاد وكأنها وظفت على
ذلك..
تقدم ابي واخذ الدفتر وقرأ بعض الاشياء ورأى بعض الرسومات وبغضب نظر الي
والى امي وتكلم بحزم:
-" لا تقابلي دونغهي ابن اخي مجددا او اي احد اخر لسنا ننقص مشاكل
هيا الى غرفتكِ وانا سأخبر دونغهي بالأمر" ..
لملمت الاوراق التي تناثرت في الارض كما حصل مع قلبي بكلمات ابي وقسوته
ودموعي تتساقط امامي ..
دخلت غرفتي وجلست ارتب الاوراق وانا اشهق ببكاء احاول نسيان ما سمعت ولكنني
لم اقدر ..
لماذا يعاملونني هكذا؟!! ... جلست هكذا حتى سمعت ضربات خفيفة على زجاج
شرفتي
يتبـــ ــ ــع...*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق