الأحد، 27 نوفمبر 2016

★فوضى قلب_البارت الثالث والأخير★

فوضى قلب


البارت الثالث


هدايا غير متوقعة









Written By :


Άṧṃạắ


يبدو أن معمعة الألم هذه المرة
أجادت العزف على أوتار قلبي !!
سأظل أُردد هو في أعماقي أنا في أعماقه
إذن
لما الخوف لِما ..؟ !!
اجري بسرعة علي ابدد الشكوك التي رأيتها بعيني..
صدري ضاق بأحزاني ...آه يا أيامي
بركان خامد يوشك على الثوران بداخلي
ماذا أفعل مع جديد آلامي؟
فرؤيتي للأمر بعيني كانت كافيه لأثبات كل الشكوك..
لمن أشكي لوعتي ...ناري...عذابي؟!!
أمن أحد يسمعني ينقذني انني أعيش في عالم قذر
عالم خلق للكذب والخداع
انني أكبر مع خداعة أياما وليالي
وأفقد ثقتي حتى عن من أحسست أنهم ذاتي
لما يا زماني تسرقني أجمل أناسي؟
لم يا زماني تقتلني وترميني كل يوم بشكل اقوى..


تراجعت خطوات قليله للوراء بذهول بعد ان رأيت ما رأيت بعدها اتتني قوة غريبة وجعلتني ارجع ادراجي وانزل من الشقة لأصطدم بصديقه ييسونغ واجري بذهول وهلع وكأنني اجري لأهرب من ملاقاه حتفي الذي يلحقني وسيمسك بي..
جريت مبتعدة حتى توقفت والعرق يتصبب مني وانا بالكاد اتنفس وارتميت بأحد الارصفة..

لم اعرف اين اذهب اي ملجأ قد يأويني واي حضن سيحتوي جنون ما اشعر به وما يعتريني..
احساسي للظلم والغدر كاد ان يخطف انفاسي مني للأبد.. وجسدي شعرت به كأشلاء باتت تنتثر مع الرياح التي تمر بي..
لا اعرف كيف فكرت بالأمر ولكنني ارسلت لأمي مترجية منها ان تعطيني عنوان قبر والدي.. ارسلته وهي تستفسر عن السبب
ولكنني تجاهلت سؤالها نهضت اهرب مجددا هذه المرة الى مكان ابي..
جلست امام قبره وصرت اصيح واصرخ واستنجد به..
لا اعرف كيف فكرت به فأنا لا اعرف حتى وجهه
ولكنني هربت اليه من قسوة ما امر به ..
فهو دونغ هي الذي كان ملاذي وجدار حماية لي.. كان من انتشلني من وسط الدوامة التي اتتني فجأة... وجعلني اشعر بالحياة مجددا
ولكنه كان تفكيره اقسى وانذل واحقر مما كنت امر به .. وها قد زج بي الى الهاوية بكل قسوة ..
سددت اذناي لكي امنع كلماته وضحكاته التي سمعتها من خلال الفيديو..


ولكن انها تزداد وتزيد من الحرقة التي تحتويني.. حتى شعرت بطعم الدم بشفتي من شدة الألم وصرت اهدأ شيئا فشيئا حتى لم اعد اشعر بشيء..
’,’


" دونغهي الذي نهض من على سارة متفاجئ بما حصل.. فالسافلة يبدوا انها وضعت حبوب بكأسه الذي جعلته يشربه..
كانت تحاول ان ترجعه ولكنه نهض كالمجنون بعد ان سمع صوت روز لبس ثيابه بسرعه ولحق بها وجد ييسونغ فأصبح يصرخ بجنون ويسأله عنها..
لم يجد جواب فتركه وركب سيارته وذهب الى بيت عمه سأل امها فلم تجبه واخبرته انها اتت اليه لتخبره بأمر مهم
شعرت الأم بالقلق فكما يبدو انها لم تخبره بعد فأخبرته بأمر الحمل شعرت به تفاجأ من الأمر..
فأخبرته عن رسالتها واعطته العنوان..
انطلق كالمجنون الى المكان فوجدها كالريشة الملقاة على ذلك القبر
بلا حراك اتجه اليها وامسكها ونطق باسمها والدموع تجري بخديه مسح عن خدها التراب واعواد الاشجار اليابسة وجرها اليه يمسكها بقوة وهو يتأسف..
اخذها الى سيارته وما ان وضعها حتى استفاقت"
’,’


استيقظت على رائحة عطر دونغ هي فنهضت كالمجنونة لأراه امامي ويبدو عليه القلق..
تلفت حولي لأجد انني بسيارته دفعته من امامي ونزلت امسك بمعصمي وأدارني اليه قائلا:
-" الى اين؟ الجو بارد وهذا مضر بالجنين"


كلماته كانت القشة التي قسمت ضهر البعير بالنسبة لي..
فصرت اصرخ بجنون وانا اضربه :
-" هل انت انسان.. تفعل بي كل ذلك بسبب انني سكبت النبيذ فوقك.."


لم يجبني ونظر فقط للأرض فأكملت وانا انتحب بجنون:
-" لماذا فعلت كل ذلك؟.. لماذا؟!!.. اتعرف عوضا عن هذا كنت ستقتلني.. اقسم انه كان اهون علي من فعلك..
اخذت قلبي وحبي وصدقي.. صدقتك عندما اوهمتني وهمت بك حتى الجنون ناسية كل ما امر به فقط لوجودك بحياتي ولولاك لما كنت استحملت ما مررت به .."


خنقتني نوبات البكاء التي اتتني فجأة فصرت ابكي بحرقة على حالي..


حاول ان يسمعني صوته فصرخت به مجددا:
-" اصمت .. ايها النذل دمرت كل شيء وسحقت انسانه كانت مدمرة من الاساس فقط داويتها لتسحقها بشكل اكبر وبطريقة اكثر وحشية"


امسكني واخذني لحضنه وحاول ان يبرر الامر:
-" اسمعيني اقسم انني لم اكن واعي لقد...."


قاطعته بصوت واهن من شدة التعب الذي يلم بي:
-" كما لم تقصد معي.."


ابتعدت عنه وجلست ارضا وتكلمت بوهن:
-" ليتك اتممت علي وقتلتني"




تكلم بصوت نادم:
-" اقسم انني احببتكِ بصدق وانني نسيت امر خطتي اللعينة تلك.. انا فقط وقتها كنت ثملا.. اقسم انني على وعدي وسأتزوجـ...."



عندها قاطعته:
-" كفى جنونا فلا اسف ولا كل كلام الدنيا قد يجعلني اغفر لك.. اغرب عن وجهي انني اكرهك بقدر هذا الألم الذي يجتاح جسدي وقلبي وعقلي.. اكرهك..
اتريد ان اسامحك؟!!..
اذا فلتقتل نفسك فلتميت هذا الوغد الذي اماتني وسحقني افعل ذلك وعندها سأرتاح"


وغادرت من امامه متمنيه ان انتهي واختفي واصير شيء منسي لم يمر يوما على اعتاب هذه الحياه ...


وصلت البيت لأجد الجميع هناك فأتكلم واخبر الجميع انني لن اتزوج دونغ هي وانني ارفض الأمر.. عندها تتدخل جين وتتكلم عن امر حملي فقد سمعتني اتحدث مع امي عنه..
فيجن جنون زوج امي ويبدأ بشتمي والقاء التهديدات علي وعلى امي..
بأنني ان لم اتزوج ابن اخيه كما اتفقنا فسيرمي بنا الى مكان مهجور لنقضي فيه بقيه حياتنا هناك..
وقتها امي كانت مستعدة ان تنفى معي إن لم ارد اتمام الزواج مع انها لا تفهم لما انا افعل هذا..
تلقت اهانات من ابنائها ومن زوجها وذلك جعلني انسى نفسي ومشاعري واتراجع عن قراري بإلغاء الزواج
وسنتمه بعد اسبوع كي لا يتضح امر الحمل..


مر الأسبوع وانا فقط جسدا بلا روح لقد سلب مني روحي وقلبي وذهب بقسوته تلك..




غادرني كل شيء اصبحت باردة المشاعر متبلدة الاحاسيس احاول ردم كومة الجراح التي خلفتها يدا دونغهي ولكن ها هي اليوم تخرج وتثور على قلبي وعقلي ..
فأي احساس امر مما انا امر به.. ففوق كل ما حصل لي منه .. لم استطع حتى ان ابتعد عنه علي انسى او أتناساه قليلا..
تمت مراسيم الزفاف الضخمة وها انا اقف على نافذة الفندق الذي استأجره ليومنا الاول..
عن اي احلام وهراء يتحدث الجميع فها انا اعاني من احلامي واموت موت بطيء من حبي واقاسي امواج عاتية من هذه الايام..
وماذا بعد؟؟ سؤال تردد ببالي.. ""
’,’


"قطع عليها تفكيرها صوت فتح الباب ودخول دونغهي الذي تأخر قليلا وذلك ليجد طريقة ليحل الوضع بها..
واي وضع يحل بهذه اللحظة؟!..


كان قبل قليل باخارج بعد ان اتاه ييسونغ واخبره ان سارة تود اخبارهما بأمر اليوم وسترسلها لهاتف ييسونغ الذي ما ان وصلته الرسالة حتى اصيب بالذهول وناول الهاتف دونغهي ليقرأ



"اخبر صديقك انني نجحت بخطتي ونقلت اليه مرض الإيدز بتلك الليلة.. فليحذر من ان يؤذي حبيبته.. واوصله تبريكاتي لزواجه واتمنى ان تعجبة هديتي"

وقف بقربها بوجه منكسر وملامح ذابله كما يبدو عليها..
انها اجواء كئيبة وكأنها مأتمه وليس يوم زفافهما ..
ضل ينظر اليها والى ملامحها المميتة تلك وهو يفكر


" لماذا وصلنا الى هذا الحال لماذا لا نتخطى الماضي اللعين ونفتح صفحة جديدة الغلط الان يكمن في من..
في انا الذي كانت حياتي كلها لهو واستهتار وخداع وقسوة ولم يعرف قلبي الحب حتى عرفكِ انتِ وذاب معكِ واقسم انه سيقلع عن كل شيء ويعيش فقط لأجلكِ..
انها غلطة واحدة وها انا سأنال جزائي بعدل على ما فعلت بكِ ..
ام انه خطاؤكِ عندما قسوتِ لدرجة كبيرة هكذا وصعبتِ الامور بشكل كبير ورسمتِ بيني وبينكِ حواجز لا عد لها..
ما الحل؟!!..
اود ان اداوي كل ما قمت بإفساده قبل ان ارحل..
ولكن هل سأجد الوقت الكافي؟.."


تنهد دونغهي الذي بدأت دموعه بالنزول على حاله وحالها
التفتت اليه وتكلمت وهي تزيل طرحتها وتخرب مكياجها وفستانها وتبكي:


-" ارتحت هل اشبعت جشعك وغرورك وانتقامك بما يكفي ام ان هناك المزيد .. ماذا تريد من فتاه اصبحت كالشبح من شدة ما قاسته من اوجاع؟.. ماذا تريد مني؟.. اختفي من حياتي فقد انتقمت بما يكفي اختفي اتمنى ان تختفي الان"


امسك بيديها التان تمزقا ذلك الفستان الفاخر وصرخ حتى هدأت:
-" سأختفي .. اعدكِ ان اختفي للأبد.. ولكن هلا هدأتِ من اجل طفلنا.. هلا تحملتني هذه الفترة فحسب.. فقط من اجل طفلنا.."



هدأت تماما ولم تبقى غير التنهدات التي تتهافت على صدرها الواحدة تلو الأُخرى فأكمل بانكسار:
-" احتمليني من اجل طفلنا الذي اوده ان يحمل اسمي ولا يكون فتى غير شرعي يعاني كما عانت امه..
وعندما اشعر ان كل شيء على ما يرام سأرحل"



ترك يديها المرتجفة وغادر الغرفة لينام في الصالة..
هي لم تغادر مكانها وجلست ارضا تبكي حتى رحمها النوم واطبق على جفنيها المتعبتان..
حتى هو استلقى على الاريكة وغاصا بعالم النوم متمنيان كلاهما ان يستيقظا وكل شيء على ما يرام..
اشرقت الشمس بدفىء مجددا على العالم البارد لتبعث الحياه مجددا لكل من قد اصابه بؤس او اذى..
عدا هؤولا الاثنين اللذان يناما بملامح متعبه واجساد تكاد تكون كواحدة من تلك الاثاث المتناثرة حولهما لولا وجود انفاس خفيفة تدل على انهما ما يزالان على قيد الحياه..
فتح عيناه ونظر الى الساعة ليجدها السابعة جلس على الاريكة وووضع يديه امام شفتيه متذكرا كلام ييسونغ له بخصوص سارة التي خان روز معها..



نفض تلك الافكار من رأسه فلا وقت له ليفكر بها.. دخل الحمام واستحم لينتعش وجهه قليلا وتظهر ملامح دونغهي الجميلة والساحرة مجددا.. غير ملابسة وسرح شعره..
واتجه الى الغرفة التي روز نائمة بها..
فتح الباب لتقع عينه على كتله منطوية على نفسها وماتزال بفستان الزفاف الذي مزقت منه الورود والكرستالات الجميلة والتي هي مرمية بقربها..
تنهد بحسرة على تلك الوردة التي كانت تفوح عطرا وبشاشة وجمالا كيف صارت حالتها وبسببه هو..


شد على يديه مصر على ما سيقدم عليه..
ايقظها وبعيون متنفخه ووجه عابس نظرت اليه مستغربة


فتكلم:
-" ايتها العروس الكسول.. هيا لتستحمي وتغيري ثيابكِ لنلحق طائرة شهر العسل"
ابعدت يده وهمت بالحديث بسأم .. إلا انه قاطعها بقوله وهو يتجه الى النافذة ليفتحها:
-" اعلم .. ما ستقولين فلا تقليه.. دعينا فقط نمثل اننا عرسان كما الجميع ونترك لبعض اقلها ذكريات ممتعه.. منها ستتخطين الجرح الذي انا جرحتكِ به وتنسيني بسرعه وبدون احقاد.. او يمكن ان تتسلل الشفقة لقلبكِ الذي يكن لي الحقد والكره ويسامحني ويفسح لي مكان به كما في السابق"


ضحك تلك الضحكة التي يهديها لها كل مرة وفتح الستار الكبير لتدخل خيوط الشمس عليهما وتبث دفء جميلا لقلبيهما الباردة


لا تعلم لماذا لم تعترض او ترفض الامر.. فقط اتجهت الى الحمام لتغتسل كما طلب منها..
ابتسمت بانكسار فهي تعلم بقدر الحب الذي تحبه وتتوق لحضن منه .. بقدر ما هي متأكدة من عدم مسامحتها له ابدا.. ولو تطلب الامر طيلة حياتها وحياته..
لقد حسمت الامر و سحقت كل ذرة حب له ..
خرجت معه متجهين للمطار ليذهبا رحلة شهر العسل وبعدها ينفصلا كما اتفقا وذلك من اجل طفلهما..
روزلي قد وضعت السطور الاخيرة لقلبها وحبها وحياتها بكل حزم
ولكن دونغهي قد وضع رهانا على ان يصلح كل ما افسده بهذه المدة ..


وصلا المطار ولكنها تفاجأت بيده تلتف حول عينيها وتغطيها همس بهدوء:
-" ان وجهتنا مفاجأة لكِ فلا تنظري حتى نصل.."


ظل ممسكا بعينيها والناس تتلفت عليهما ويرشقاهما بنظرات التسلية والغبطة فقد كان شكليهما كعصفورين حب..


وقتها دونغهي شعر بالأسى فلولا فعلته لكانا فعلا هكذا تغبطهما جميع العيون..
وصلا الطائرة وقد كانت روزلي مستغربة من الامر ولكنها اخفت كل شيء خلف وجه وملامح باردة وكأنها غير مهتمة باي شيء يفعله.. جعلها تضع السماعات وترفع الموسيقى كي لا تعلم بوجهتهما..
كانت رحلة طويلة فنامت كعادتها حتى وصلا اخيرا..
ايقظها بمداعبه خفيفة بأصابعه على وجنتيها فتحت عينيها لتصلها ابتسامته:
" وصلنا"
انزلها كما صعدا وعند وصولهما بدأيه المطار ترك يديه وبحماس كالأطفال قال:
-" انها وجهتنا الاولى من شهر عسلنا.. ما رأيكِ؟"


كانت عيناها ما تزالان متشوشتان من ظلمة يديه ولكنها قد عرفت المكان من رائحته..
انها بلدتها التي احتضنتها وعاشت بها اجمل ايامها..
امسكت بكتفه فقد كادت تهوي من شدة المفاجأة ترقرقت الدموع بعينيها وما لبثت الا ان نزلت بشدة انها مشتاقة لهم لدرجة لا تستطيع وصفها.. كانت لحظتها ستحتضن دونغهي ولكنها تركته ومشت بخطوات سريعة وركبت الحافلة الى بيتهم..
اثناء ذلك كانت تمرر كل ذكرياتها وضحكاتها وجمال الايام التي قضتها معهم وهدوء قلبها وصحه جسدها..
هوت مجددا عدة دمعات يتيمة على خديها فها هي تعود وكل شيء على حاله عداها..
فقد تغير كل شيء فيها.. واصبحت كتلة من الالم..
تنهدت عند وصولها ونزلت مع خطواتها السريعة والمرتجفة بنفس الوقت لتقف على اعتاب ذلك الباب القديم الذي بداخلة كل كيانها وقفت تتأمله


حتى فتح و طل منه رأس غزا اللون الابيض عليه وهو يعدل حذائه
فر قلبها من شدة الفرح وشقت ابتسامة جليه وجهها عندما تلاقت اعينهما
وبصوته المبحوح ردد:
-" روز اهذه انتِ؟"


لتجري وترتمي بحضنه وتسكب دمعاتها على كتفيه وتقول:
-" نعم انها روز ابنتك"


دموع وضحكات من القلب كانت هي عنوان جلستها مع اهلها الذي تربت عندهم ومعهم لم ترى وميض للحزن او الدموع او الانكسار الذي عانته من بعد ذهابها عنهم..
كان دونغهي يراقب الجميع بصمت فقد ادرك كم كانت حياتها معهم مليئة بالحب والسعادة والبساطة..
وفهم حجم ما عانته مع عائلتهم ومنه هو بالذات..
التفت اليه اخو روز بعد فترة من الاطمئنان على روز وعلى حياتها.. وسألوا عنه..


فأجابت بابتسامة واهنة:
-" انه دونغهي ابن عمي وزوجي والذي لولاه لما عشت ولولاه..."


صمتت لتكمل الباقي بجوفها وهو بدوره فهمها:
-" لولاه لما سحقت وكرهت الحياه بأسرها وتمنيت الموت"


قالت كلماتها مبتسمة لتقع خنجرا على صدر دونغهي المظلم وتؤلمه بقوة..
ابتسم كذلك بوهن ومرت لحظات او لنقل ثواني معدودة فقط ونظراتهما مثبتته ببعض وكأن كل واحد يستنجد بالأخر مما يقاسي..




وكذلك كل يعلم ان بينهما الاف الغلطات والتي وقفت بجدارة امام حبهما المظلوم..
كان يوما سعيدا بالنسبة لروز التي رجعت ضحكتها وبريق عيناها وذلك كان كافي لرسم ابتسامة صادقة على وجه دونغهي لأنه ولأول مرة يحس بأنه سيدفع حياته من اجل ابتسامة كالتي يراها الان منها..
غادر العرسان بأخر الليل واتجهوا الى محطتهم التالية مع اصرار من دونغهي وتجاهله رفض روز المتكرر فهي لا تود ان تجلس معه اكثر كي لا تضعف اما هو فمصر على ان يجعلها تسامحه..
اتجها الى لندن والتي كانت حلم روز ودائما تحدث دونغهي عن تمنيها لذهاب لندن برفقته..
وصلا مباشرة للفندق لم تحدثه بشيء وهو لم يتجرأ على محادثتها غير السؤال عن ان كانت جائعة
دونغهي:" هل انتِ جائعة؟ هل اطلب لكِ شيء تأكليه؟"


روز ببرود حتى انها لم تنظر اليه اجابت:" لا شكرا"





دونغهي:" ولكنني جائع؟"


قالها لأنه لا يريدها ان تختفي خلف باب الغرفة واراد ان يطيل الحديث ولو قليلا




بنفس النبرة اجابته:" فلتطلب.. وهل انا امسك بك؟"


ودخلت الى الغرفة واقفلت الباب خلفها..


تنهد بضجر ولع الجاكت ورماه بغيض فوقعت عيناه على انعكاس صورته على زجاج النافذة الكبيرة والذي يطل على برج لندن


فصرخ بنفسه:" تبا لك.. تستحق ان مت ولم تراضيها.. هذا عقابك ايها الوغد"


مسح دمعته وارتمى على الاريكة محاولا النوم..
بعكس روز التي نامت والبسمة على شفتيها والراحة بادية على محياها..
منذ شروق الشمس كان دونغهي يتجول بالسوبر ماركت ليشتري اغراض ويرجع للفندق ويلبس مريلة الطبخ وبيدا بنقل الخطوات من تلفونه ويطبخ لأول مرة بحياته..
استيقظت روز على الدخان الذي خنقها وباتت تسعل بسببه..
فزعت من الامر وخرجت الى الصالة التي كانت كغمامه سوداء ودخلت للمطبخ لتجد دونغهي يسعل ويتخبط باحثا عن جرس الحريق جرت اليه بسرعة لتطمئن عليه ثم اتجهت الى جرس الحريق لتضغطه فيرش الماء على المطبخ كاملا..
وتفتح مكيفات التهوية ليخرج الدخان..
هدأ كل شيء فقط سعل متفرق من دونغهي امسك بجبينه وزفر بقله حيله قائلا بنبرة ضجر:
-" كنت اجهز الفطار لكِ لا اكثر.. ولكن عند دخولي الحمام خرجت وقد قلب المكان رأسا على عقب"


واقترب منها ليضع جاكته عليها
تلقائيا ضحكت روز على هذا الطفل الذي يتذمر حتى وهو المخطئ وضربته على كتفه قائله:
-" انت لا تصلح لشيء غبي.. ثم ان جاكتك هذا مبلل ايضا"


ضحك بعفويه وقال:
-" لا اود ان تصابي ببرد.. اذهبي وبدلي ملابسكِ لنخرج لنفطر خارجا.. فكما يبدو ان هذا غير صالح للأكل"

دخلت روز الغرفة وخلعت جاكته ودخلت لتبحث عن الدفء تحت الماء الدافئ وهي تفكر
" لماذا لا استطيع مسامحته رغم انني ارى كل الندم والاسف بعينيه..
هل ابالغ؟ ام ان ما فعله بي كان كبير جدا وكافي ليشكل بقلبي جدار مستحيل علي انا تخطيه قبل ان يتخطاه هو
لو لم تفعل فعلتك لكنا الان اسعد اثنين دونغهي.."


بالخارج كان دونغهي يلبس ملابسه وهو كذلك يفكر


" تبا لي لو لم افعل فعلتي لكانت الان بين يدي وكنا سنكون الاسعد..
لو
كلمة صغيرة ماهي الا من حرفين ولكنها كانت كافيه لتحد من سعادتي وسعادتها..
انا لا الومها.. ولكني اخاف ان يفوت الاوان قبل ان استطيع جعلها تسامحني"


عندما تجد شخص تحبه امامك ولكن تعاملك معه بحدود وهناك عدة حواجز بينكما انتما من رسمها وتمنعك حتى ان تبدي اعجابك بملابسة وشكله
شيء قد يجعلك تشعر بالسخف والألم بأن واحد
فهكذا الاثنان بعد ان خرجا كانا يودان ان يثنيان على جمال بعضهما كما كل العشاق..
ولكنهما عشاق فاقا كل العشاق بحبهم وبمشاكلهم وبآلامهم..
ابتسامة خفيفة هي كل ما صدرت منهما..


هكذا مرت ايامهما الاولى ولا احد منهما حقق ما يريد..
فلا دونغهي قدر على جعلها تسامحه رغم كل ما يظهره لها من ندم واسف ولا هي استطاعت ان تزيله من قلبها للأبد كما تدعي..


عادا الى كوريا كما ذهبا..
تركها ببيت اهلها استعداد لخبر الانفصال كما اتفقا..
لم يزدهما ذلك الا حزنا والما ولكن روز كانت بارعه بإخفائه عكس دونغهي الذي بات واضحا عليه الوهن والمرض واصبح هزيلا يكسو السواد عينيه اللامعتين ..
ذهب الى تلك الشقة التي بها بدأ الامر وانتهى..


القى بكل شيء فيها وهو يصرخ كالمجنون شقة لعينه نجسة كل ذكرياتها كئيبة وتثبت حقيقه النذل الذي بداخله..



جلس متعبا وهو يبكي بندم ليتفاجأ بييسونغ خلفه..


ييسونغ:" الهذه الدرجة وصلت ايها الوغد.. تستسلم فلتمسك بسارة قبل ان تهرب وتسافر بـ...."


دونغ هي التفت اليه بقوة ..

ليقاطعه بصراخ:" لا تذكر اسم تلك العاهرة امامي..
اما ما انا فيه فهذا هو عقابي لأنني لعبت ودمرت وسحقت فتاة بريئة احبتني بصدق.. ما يزعجني الان هو رحيلي وانا لم افلح بمراضاتها اقلها اود ان نتصافى هذا ما اتمناه قبل رحيلي"


سكن قليلا ثم انتفض من مكانه لبيت عمه تاركا ييسونغ يرأف للحال الذي وصل اليه صديقه..


ذهب اليها ليجدها تعاني من الجميع بسخرياتهم وكلامهم..
جون:" ماذا الان.. ما الذي اتى بك؟"
تقدم وامسك بيدها وبدون ان يأبه جرها من وسطهم وصعد الى غرفتها بعد ان قال:" جئت من اجل زوجتي.. حتى وان كنا سننفصل فهي لا تزال زوجتي.. ولا شان لأحد منكم بنا"


دخل الى غرفتها واقفل الباب وبدأ يصرخ بها بجنون
:" ألهذه الدرجة انتِ قاسية كيف يهون عليكِ ما اقاسيه وما انا اعاني منه تكاد روحي تغادرني وليتها تفعل..
وانتِ لا تهتمين يكفي تمثيل اعلم انكِ تحبينني واعلم انكِ مجروحة ولكن الا تعتقدين ان وقت المكابرة والتمثيل والكذب علي وعلى نفسكِ قد انتهى يكفي.. يكفي ارجوكِ"


اذهلها ضعفه ودمعاته وكلماته بل واحرقت قلبها بشكل اكبر فتكلمت بهدوء:
-" ماذا؟ انا قاسية ولا اقدر ما تمر به.. اذا انت ماذا تكون؟ عندما لم تقدر ما مررت به وهو اسوأ مما تمر به الان واصعب واقوى وامر.. فأي امر تشتكي منه ايها المدلل"


هدأ ومسح دموعه بقسوة ونطق:
-" انني مريض.. انا مصاب بالإ....."


صمت ونزلت دموعه مجددا فقد انعقد لسانه ولم يقوى على الاكمال
سيطر على نفسه ونظر اليها:
-" اذا كل شيء اعمله من اجل ان تسامحيني ما هو الا سراب ولن يشفع لي؟"


اجابته :" انت من اوصلني و اوصلنا الى هذا دونغهي"


ابتسم بوهن وقله حيله وقال بعد صمت خفيف كتم عليهما:
-" اذا هل سيشفع لكِ الحب الذي بداخلي لتجعليني انام معكِ الليلة فقط انام بقربكِ ولن افعل شيء فانا لن اقدر على فعل اي شيء.. ام ان قلبكِ اصبح كما كان قلبي اللعين؟"




وافقت فقد اندهشت من ما آلت اليه حالته وما يحصل معه
دخلت لتستحم وهي تشعر بالضيق مما تراه وما سمعته فأي مرض قد يمنعه.. وماذا قصد بكلامه ..
حاولت كبح تساؤلاتها خلف ذلك القناع البارد الذي اصبحت تلبسه مؤخرا بشكل دائم..
لبست بجامتها وخرجت تنشف شعرها امام تسريحتها وهو يراقبها بعينيه..



وضعت المرطبات على بشرتها وصففت شعرها والتفتت لترى دونغهي يتجه للحمام استحم وخرج بالمنشفة تلف خصره فقط..


ذهبت روز خارج الغرفة لتطلب من امها ثياب له ولكنها كانت منذهله بسبب اتصال يسسونغ الذي وصلها واخبرها بان دونغ هي مصاب بالايدز عن طريق سارة..واوضح لها وهو يبكي بشدة على صديقه الذي يكاد ينتهي بسبب ما فعله بها فقط غير آبه لمرضة الذي اصيب به وبسبب ان سارة وضعت الحبوب في الكحول ولم يعي شيء كما حدث تلك الليلة معاها برغم انه ندم وكان سيصحح كل شيء وقد كان متحمس ويرسم بباله حياه كالجنه يمنحها لروز التي عانت بسببه قبل اي شيء..



رجعت للغرفه ووضعت الملابس امامه وطلبت منه لبسها..


لبس السروال والقميص تركه مفتوح الازرار اتجه اليها وشعره ما يزال مبلولا..
جرها من يدها الى التسريحة وقال :
-" جففي شعري وسرحيه وضعي المرطبات على جسدي كما فعلتِ قبل قليل"


كانت ستنفجر غضبا لولا اصبعه التي امتدت لتسكتها


وهمس برجاء ودموعه تهوي على خديه:
-" انه اخر يوم لنا كزوجين.. ولم اشعر انني متزوج اود ان اجرب هذا الشعور.. ان تعتني بك زوجتك وتدللك.. هلا حققته لي باخر يوم زواج لنا؟"


شملته بنظراتها ولم تقل شيء وبدأت تنفذ ما طلب منها..
بلمسه العاشقة جففت له شعره وسرحته ثم اخذت مرطب ليديها ومررته على وجهه الباهت ورقبته واكتافه وجسمه الذي اصبح نحيلا جدا بسبب المرض ضاقت عيناها بسبب ما يعانيه..
اغلقت ازرار قميصه ثم تنهدت قائله:


-" ها قد فعلت ما تريد.. هل ارتحت؟"


اومأ بلا واقترب منها حتى كاد يلامس شفتاها فتكلمت:
-" أهذا ما سيريحك؟"

ابتسم من اعماقه قبل ان يطبع قبلته السطحية تماما على شفتيها اللتان بهتتا بعد اتصال ييسونغ وسماعها بأمر مرضه.. كانت وقتها تفكر هل تحول تلك القبلة وتعمقها وتجعله يفعلها معها مجددا وينتقل لها المرض ويذهبا معا فكما يبدو انهما ابتليا ببعض ولا ينفع رحيل احدهما عن الاخر.. ولكنها توقفت عندما تذكرت الجنين الذي بداخلها.. فرت دمعه حانقة من عينها لتختلط مع قبلته التي طالت مع انها مجرد قبله بسيطة..


ابتعد عنها مستغربا لسبب دمعتها تلك..
فكفكفتها بإصبعها ولم تفتح له مجالا للسؤال..
اتجهت للسرير واولته ظهرها لتنام..
تمدد بقربها وامسك بها من الخلف بحضن عميق..
استغرب فلم يجد مقاومه منها..
فقط شهقاتها المكتومة التي تحاول جاهدة اخفائها عنه فقد ظهر شبح مخاوف جديد لحياتها التي باتت تسكنها اوهام وآلام وما ينقصها غير هذا الامر..
دونغهي الذي شعر بشهقاتها وحزنها كان يحدث نفسه


" ارجوكِ سامحيني فانا لا اعلم لما وصلنا لهذه النتيجة ولهذا الطريق المسدود والذي اجبرتكِ واجبرت نفسي على الوصول اليه..
ها انا اموت موت بطيء والشك يكاد يقتلني قبل المرض..
ولكن اي هراء قد يطمئنني انني لا احمل المرض وقد نمت معها وهي تحمله..
امل كاذب ووهم يلعب بي حتى اجد نفسي ميتا..
كنت اود ان تبقي معي بمحنتي هذه.. انا اناني ومدلل وقذر لأطلب هذا ولكنني حقا وددت ان تكوني معي.. لعبت بكِ والحياه لعبت بكلانا واغرقتنا في عمق الحزن المرض والندم والصراع فمن سيخرجنا من الفوضى التي في قلبينا.."


اشرقت شمس يوم كئيب لكلا من دونغهي المتعب والذي انهكه الندم قبل المرض.. و روز التي اصبحت كفقاعه تتلوى بالهواء منتظرة من اقرب سهم ان يخفيها..
تظاهرت بالنوم عندما رأته قد استيقظ..
دخل ليستحم وخرج ارتدى ملابسه وغادر بعد ان تأمل تلك المسجية على السرير بوجه باهت وشفتان جافتان وجسم نحيل..


تنهد واقترب منها ففرت دمعه من عينه على خدها قبل ان يقوم بتقبيلها طبع تلك القبلة على دمعته وخدها وخرج..


فتحت عيناها بتثاقل وذهبت الى النافذة لتلمح طيف ذلك الشخص الذي اصبح كالأموات مما يحصل معه..



وكان هذا هو فراقهما..


~~~


مرت خمسة اشهر لم يشعرها احد من سرعتها غير الهائمان ببعض حتى وهما بعاد فروز تتمنى ان تراه او تطمئن عليه ولو من بعيد ولكنه سافر منذ انفصالهما.. من يهدئ جنون حزنها هو طفلها الذي هو جزء من ذلك الذي عشقته وكان له دور في كل شيء بحياتها سواء فرح او حزن...
وما يشغل نفسها اكثر انه لم يرضى ان يبدا بأخذ العلاج ابدا..
لم يهن عليها الأمر فاتصلت بييسونغ لتسأل عليه عرفت انه متعب بائس لم يرضى حتى ان يذهب للمشفى.. طلبت منه ان يحاول اقناعه فهو صديقه..
فوصلها صوته الحاد من الجهة الاُخرى:


"روز تريدين الحقيقة.. ان دونغهي مريض بسببكِ انتِ.. فلا تصعبي الامر عليه... لقد كان دونغهي وحش بلا قلب واعلم انه فعل بكِ امر لا يغتفر.. ولكنني سأطلب منكِ الامر كمعروف.. ان تسامحيه او اقلها ادعي بهذا الامر.. فهو الان لا يهمه غير مسامحتكِ.. غير آبه بمرضه او موته.. لقد غلط دونغهي واخذ عقابه واعتقد انه كافي.. والان لكِ الخيار"


واقفل الخط ليجعلها تنظر للهاتف وقد اشعل بقلبها تلك الفوضى مجددا..


"اي جنون هذا .. واي امر جديد قد الم بي.. انا اكره دونغ هي ولا اكرهه اود مسامحته ولا اود.. اتمنى ان اغفر له ولا استطيع.. اشتاقه ولا اود رؤيته..
فندبات جراحه مازالت تؤلمني.. مرضه ازعج سكون نفسي الذي كنت اتوهم به مؤخرا واشعل فتيل الالم بداخلي فهو من احببته رغم كل ما حدث.. هل انتظر النهاية وبعدها يأكلني الندم على قسوتي ام ارحم نفسي قبل ان ارحمه واسمح للحب ان يتغلب علي مجددا..
الى متى سنظل هكذا..
والى متى سيظل هذا القلب المتحجر بداخلي الذي ما عهدته بحياتي.."


وقتها اتجهت لتذهب الى بحيرة البجع التي جمعت لها عصار من الذكريات
حتى رفعت ناظريها على دونغ هي...


"وحيد مهموم اتمنى ان امحي من حياتها شيء اسمه انا .. تبا لي ولعدم مقدرتي على الحصول على السعادة مع من احب وذلك بسبب ماكنت عليه..
ولكن الا استحق اقلها مسامحة منها.. فها انا اخذ عقابي وارضى به ولا اتمنى غير ان تبعد شبح العناد والظلم الذي بداخلها والذي لا يليق بزهرتي التي عرفتها انها الزهرة التي غيرت الوحش وجعلته مغمورا بحبها..
وانا على هذا الحال اتمشى في بحيرتنا التي جمعت ذكريات عديده لكلانا..
حتى توقفت على رائحة عطرها رفعت نظري لأراها تمشي بانكسار وهي تمسك بطنها المنفوخ قليلا تملكتني مشاعر شوق وجنون وتمنيت لو اجري واخذها بحضني ولكنني وقفت فقط اراها حتى رفعت عيناها والتقينا مجددا بتلك النظرات المتعبة والجوفاء والتي تحمل حيرة وحنين بآن واحد"


تلاقت نظراتهما فوقفا وسط نسمات الربيع المحملة برائحة الياسمين جلسا لوقت كبير وهما معلقا نظراتهما ببعض
احيانا كانت عتاب واحيانا كره واحيانا اشتياق حكت نظراتهم لبعض كل ما يجول بخلجات انفسهما المضطربة..
تقدم منها ونظر الى البحيرة التي تزينها البجع وقطع الصمت الذي دار بينهما قائلا:
-" روز متى سنعود معا متى ستعود وردتي الجميلة المختبئة خلف هذا القناع القاسي.. هل هناك امل لكِ بمسامحتي حتى اتمسك بالحياة بكل قوتي؟.. ان كان لا فأخبريني لأريح هذا الجسد الخالي من ما هو فيه دعيني اترك كل شيء واغادر بيأس.. فأنا حقا يئست"


نزلت دموعها حنقه منها لتظهر كم هي متألمة من تصرفها اكثر منه مسحتها بكفها بقوة واجابته:


-" انت من اظهر هذه المرأة القاسية المتحجر قلبها الباردة والتي ما عادت تهتم حتى لأمرها"


التفت وبنفاذ صبر تكلم بصوت عالي نوعا ما:
-" ماذا بعد الموت عقابا لي.. ماذا؟ اهناك امر اكبر من هذا الالم وهذا الخوف ليكون عقابا اقوى.. هل ما زلتي تودين حصولي على شيء اكبر.. وما هو هذا الشيء الذي سيريحكِ.. اي امر او اي شيء قد يشفع لي"


روز هزت رأسها نفيا:" لا اعلم؟"


سألها مجددا :" هل تتذكرين حبكِ لي؟"


ضحكت ببؤس واجابت بوهن:" لو لم القاك يوما او المحك بحياتي بأكملها لما كنت الان هكذا ولما تذكرت حبك"


تسارعت انفاسها المضطربة مع دقات قلبها عند احساسها بحركة داخل احشائها فهمست بصوت مرتجف:


-" انه يتحرك؟"


وامسكت ببطنها نظرت الى دونغ هي بعينين تلمعان وهي لا تعرف ما الذي حل بها او اي شعور تملكها بأول حركة من طفلها بداخلها..


تقدم دونغهي منها ومد يده حتى صارت بقرب بطنها توقف قائلا:
-"هل أستطيع ان اشعر بطفلي؟"


شعرت انه لا يحق لها ان تمنع اب من ان يشعر بطفله فأومأت برأسها ايجابا..
لتلامس يده الشاحبة الباردة والتي ترتجف بطنها الدافئة والتي ما ان وضعت يده عليها حتى تحرك الطفل بحركة سريعة وكأنه احس بالبرد كما امه التي شهقت بخفة ..


نظرا لبعض وابتسما..
نعم ابتسما لبعض ابتسامه صادقة ونقيه تلتها كلمات دونغهي القاسية والتي القاها لنفسه وهو يحدث طفله :


-" صغيري.. هل هربت من يد اباك البشعة بسبب ما فعله بأمك"


وصمت بعد غصه صعدت لتكتم كل كلامه بحلقه وتنزلها دموع بعينيه..
عندها جلست روز لتكون بمستواه تلاشت اشياء بداخلها وذابت بطريقة تجهلها حتى جعلتها تحتضنه بشده وبشوق وهي تبكي بحرقه قائلة:


-" انهض ايها الغبي.. واذهب للمشفى لتتلقى العلاج حتى تستطيع رؤيه طفلك.. الذي هو ايضا يتمنى رؤيه والده"


رفع رأسه ونظر اليها وعليها اثار الدموع التي تكره ان تراها بعينيه اللامعتان وقال:


-" وماذا بعد؟"


تنهدت ووقفت قائلة بتعب من جلستها التي آلمت بطنها:
-"دونغ هي انت سعاده حياتي وانا حقا اكره العيش بدونك وبدون تلك الضحكه المجنونة التي اعشقها منك"


لم يتردد بالنهوض واخذها بحضنه وهي بدورها لم تتردد في لف يديها حول رقبته وتدس رأسها بعنقه وكأنها تختبئ من كل مخاوفها والمها.. حتى تسترجع الرجل الذي احبته و إشتاقته وتعذبت منه وعانت من بعده واكتوت بقسوته..


ان هذا الرجل قد حطم كل ارقام الحب والعشق القياسية في قلب هذه المرآه المتعبة والتي عانت منه وها هي تعاني حتى بعد نطقها لمسامحته بسبب شبح المرض الذي الم بهما وصنع حواجز جديده لحياتهما التي لم تعرف طعم للسعادة..
لا تعلم من اجل طفلها ام من اجل قلبها..
ولكنها سامحته..


افلتها عندما سمع كلماتها:
" لن اسامحك إلا إن ذهبت للمشفى لتجري الفحص.. وتتأكد ان كنت تحمل المرض ام...."


قاطعها بنبرة رضى وفرح:" بلى احمله.. ولكن لا بأس سأذهب للمشفى لتلقي العلاج من اجلكِ ومن اجل طفلي"


تقدم منها وامسك بخديها ومسح دموعها بأصابعه واقترب منها حتى اختلطت انفاسهما المضطربة وقال:
-" لا تخافي لن اموت سريعا.. سأبقى معكِ حتى نرى طفلنا.. وان استطعت سأكمل الى قدر ابعد"


صمتا فلم يعد للحديث مجال ووضعا النقاط على اخر السطر منتظرين من الاقدار ان تكمل بقيه السناريو...


اخذها وذهب لشقته اللعينة التي هي منبع كل الجنون الذي هما به..
دخلا بصمت شعر دونغهي بالخجل لأنه لم يكن هناك مكان اخر يذهبان اليه..
حاولت ان تظهر له انها لا تابه فأهدته ابتسامه منكسرة دخلا لغرفة النوم التي غير ديكورها واثاثها كليا ..


دونغهي:" اسف.. مؤقتا سنجلس هنا الى ان اشتري شقة جديدة"


نفت الامر بقولها:" لا عليك.. دعنا ننسى هذا الامر او اقله لا نتكلم عنه في الوقت الراهن"


دخلت الحمام لتغتسل من تعب يوم ارهق كلاهما.. خرجت والطاولة معدة بأجمل الاصناف والشموع مضاءة وسطها والاضواء خافته والموسيقى عذبه جرها من يدها واجلسها على الكرسي ثم جلس امامها وبدا يتناول الطعام توقف عندما رآها لا تحرك ساكن وفقط تنظر اليه...




دونغ هي:" ماذا؟ لما لا تأكلي.. الم يعجبكِ الامر؟"




ردت عليه بغير تصديق:" انت من فعل كل هذه الاصناف واعد المكان؟!!"


اجابها بعفويته وتصرفاته الطفولية التي عهدتها منه دائما كلما حنق على امر ما


:" نعم انا.. وما الغريب بالأمر.. فقد افترقنا لخمسة اشهر وليس يوم.. وقتها تعلمت كل شيء طمعا في ارضائكِ لو عدنا"





ابتسمت بفرح كما السابق ولكن الحزن حاول الدخول الى الجو والى ملامحهما وبدأت نظراتهما تتغير كتلك النظرات التي طالما كرهتها لذلك غيرت الجو بمزحها معه:
-" اذا.. انت تعلمت كل هذا ممن؟ اهناك من علمتك اياه.. واستغليت فترة فراقنا"


ابتسم بل وظهر صوت ضحكته المرحة على كلامها وقال من بين ضحكاته:
" نعم هناك من فعل ذلك"


واشار اليها..


ضحكت هي الاخرى وبدأت بتناول الطعام الذي وبرغم شكله الجميل الا ان طعمه ليس جيد ولكنه بالنسبة لها اجمل طعام تذوقته بحياتها..
عند انتهائهما كانت تود ان تغسل الصحون فرأها ونهض اليها يبعدها وهي تحاول معه...


روز:" دونياه .. دعني اغسلها انها قليله ما بك"


دونغ هي وهو يبعد الصحون من يديها:" لا مستحيل لترتاحي فأنتِ حامل ومتعبه"


روز:" يااا كف عن الغباء.. انه امر عادي وكل الفتيات يعملن عندما يحملن"


اقترب منها وقبلها على خدها بقوة وقال:" إلا اميرتي.. لا تعمل شيء"


ابعد الصحن من يدها ورماه على المصفاة ثم مسح بشعرها و شملها بنظرة اطاحت بقلبها مازالت نظراته تفلح معها وبقوة كما السابق هربت منها نبضاتها المنتظمة كلحن فقدت نوتاته..


بتلك اللحظة حول نظراته الى بطنها وراح يداعب طفله بأصابعه ويهمس له بحب ويحدثه وكأنه يسمعه وتاره يتصرف بطفوله معه..


هي كانت تتأمل براحه وامتنان وهي تمسح على شعره وتطلق ضحكاتها بين الحين والاخر على تصرفاته...
انها الصورة السعيدة للأسرة المثالية والتي تحفها السعادة والحب من كل جانب..
ولكن من تعمق الى داخل تلك الصورة وجد ان المرض والخيانة والندم والخوف والجراح هي حقيقة تلك الصورة الجميلة..


انتهت مداعبات دونغهي بقبله طبعها على بطنها ثم نظر اليها
شهقه انطلقت من داخلها ثم تلتها عده شهقات تكالبت عليها من صدرها المتعب والمكتظ بالمآسي التي اهلكته وما عاد يحتمل كتمها بداخله ..


اغمض عينيه لتنزل دموعه هو الاخر ووسط هذه الدمعات والشهقات الصقت شفتاها بشفتيه بقوة محاوله اخذ قبله عميقة منه فتح عيناه الغارقتان بالدموع على وسعهما مستغرب ومتفاجئ مما تقوم به.. فهم قصدها فأبعدها عنه بقوة بيديه وراح يمسح اثار تلك القبلة بكم جاكته من شفتيها وهو يصرخ خوفا:


-" هل جننتِ؟ أتعلمين ان هذا خطير؟ حمقاء متهورة"


ووجهه يكسوه الخوف والرعب..


نفضت بيده بعيدا وصرخت به:
-" نعم مجنونه دعنا نفعلها وانقل لي المرض كما نقل اليك.. عندها نموت معا.. فهو ظلم ان تتركني وتذهب.. اي قانون يدعم هذا الظلم؟ "


احتضنها حتى احست بألم ببطنها واضلاعها من شدة امساكه بها وهي ماتزال تصرخ وتضرب ظهره بقبضتيها امسكها حتى هدأت وصمتت وسكن الجو مجددا لتمر بهما لحظة دفء وتبث قليلا من الامان لقلبيهما المحترقة والخائفة..


اخذها للسرير وناما


في اليوم التالي ذهب دونغ هي لوحده الى المشفى رافض ان يأخذ معه روز رغم المحاولات..
وصل هناك وقام بالفحوصات اللازمة وظل منتظرا خروجها...


بطريقة ما وجد نفسه هاربا من المشفى ورجع للبيت ليرى تلك التي تنظف البيت وهي تمسك خصرها من التعب والقلق باد على محياها...


امسك بها من الخلف جرها الى حضنه بصمت وبدون قول شيء دفن وجهه بين شعرها المنسدل على كتفيها التفتت اليه بعد فتره لتأخذ برأسه وتجره الى حضنها كطفل وتمسح عليه
لا تعلم انه لم يأخذ النتيجة وفهمت انه منهار من تأكيد المرض..


همست له بحب:" دونياه.. لا تخف واظب على اخذ الادوية وسيكون كل شيء بخير"


ابعد رأسه ليومي لها بنعم ويبتسم بامتنان..


هكذا قضيا ايامهما يخفيان الخوف والقلق خلف حبهما ومساندة كل منهما للأخر..
دونغ هي اصبح يدلل روز بطريقة مفرطة كل يوم يأخذها مكان ما سفريات ومتعه وسعادة كانت احيانا تفكر ان الاشياء التي يفعلها كثيرة عليها..



اصبح يعمل بشركة والده بانتظام واصبح رجل آخر بكل ما تعنيه الكلمة ..

مرت الشهور وها هي روز بشهرها الاخير
في صباح يوم مشمس..
كان دونغ هي جالسا بالأريكة يتفقد محفظته ليتأكد من وجود بطاقات العمل.. رفع نظره اليها عندما اتته ممسكة بصحن الإفطار وباليد الأخرى تمسك خصرها وهي تعض على شفتيها..




اخذ الصحن منها ووضعه جانبا وجرها من يدها ليجلسها بحجره.. ابعد شعرها من امام عينيها وقال:


-" حبيبتي اليوم تبدو كالبطريق من الثقل ولم تتجهز لنمشي ككل يوم"


نفخت بتعب ورمشت بعينيها قائلة:
-" دونياااه.. ارجوك لا اريد اليوم ان امشي انني متعبه وبالكاد اتحرك.. ظهري يكاد ينقسم"


والقت برأسها على كتفه امسك بها ومسح على شعرها قائلا:
-" حبيبتي هيااا.. اعلم انكِ متعبة ولكن من اجل ان نرى طفلنا قريبا فانا اشتاق اليه"
وقبل رأسها..
"اسرعي وبدون تكاســــ...."


اسكتته يدها التي امسكت بكتفه لدرجة آلمته وعضت على شفتيها قائلة:


-" دوني انه الم لا يحتمل"


رفع رأسها بين يديه فرأها تتصبب عرقا وقد بدأ وجهها يقتر لونه
شعر بالقلق عليها ..


همست بشكل متقطع:
-" هناك شيء ما يخرج مني.."


عرف انه قد حان خروج المولود واخذها الى اقرب مشفى..


ودخلت الى غرفة الولادة وهو يحوم بذلك الرواق الضيق ذهابا وايابا ويكاد يجن كلما سمع صوت صرخاتها..
شعر باختناق فخرج الى الصالة الرئيسية وجلس بها.. وصله صوت دكتور اتى من خلفه:" لي دونغ هي صحيح.. لما لم تأخذ الفحوصات؟"


التفت له باستغراب ولكنه تفاجأ به انه الطبيب الذي اجرى له فحوصات الايدز.. ادرك انه بنفس المشفى


امسك برأسه وهمس:" نعم انه انا.. ولا اود ايه فحوصات"


اصر الدكتور على اخباره بالنتائج.. غادر بعد ان تحدث الى الطبيب قليلا لم يكن يهمه ما قاله فهو الان مشغول البال بزوجته التي تلد..


وصل الى قسم الولادة وقد خرج الطبيب واخبره انه حصل على ولد جميل دخل الى روز المتمددة بتعب على السرير وبحضنها ولدهما..
اقترب مرتجفا ودموعه قد سيطرت على الجو فلم يقوى على قول شيء..
فقط احتضن زوجته وطفله وهو ممتن لهذه اللحظة التي جمعته اخيرا بطفله..


اتت امها واخواها وزوج امها وكلا من ابا دونغ هي وامه وباركا لهما..
سامحتهم روز وتقبلت تهنئتهم بأمتنان..


مر الشهر الاول من ولادة طفلهما بسرعه وها هي روز تتجول بطفلها في السوق لتشتري اغراض له
كانت تنظر اليه بحب بين اللحظه والاخرى وهي تفكر


" ان الامومة شيء جميل وكبير امر لا يمكنني وصفه غير انه دواء لكل الامي وامل لمستقبلي وسعادة لحاضري.. انه قطعه مني اتى ليدمل جراحات عميقة ظننتها لن تندمل بيوم انه دوائي وراحتي.. وابتسامته هي اهم من حياتي بأسرها..
انني لا اود شيء اخر غير بقاء دونغ هي معنا انا وبيل فأنا اعيش بخوف وكل يوم اصحو بقلب فزع من ان تنتبه الدنيا على سعادتي وراحتي وتنتشل دونغ هي بقسوة مني..


اثناء ذلك وصلني اتصال منه يخبرني به ان آتي الى الفندق الذي حجزة اليوم لنقضي عيد الشكر به
واخبرني ان اترك بيل عند امي او امه.. غبي يريد مني ان اترك روحي مستحيل...
عدت للبيت وانا سعيدة تحممت انا وصغيري ولبسنا ملابس متشابهة واصبحنا كوبل ساحر وجذاب ومن سيرانا سيغار انني املك هذا العشيق الجميل والوسيم ..
وذهبت كما اخبرني..
انه فندق كبير وفخم جدا دخلت الى الجناح الكبير الذي زين بأجمل الورود والروائح..


تركت الحقيبة التي بها ادوات بيل ودخلت لغرفة النوم اجول بعيني المكان انه ليس موجود


وجدت علبه حمراء عليها كرت وبقربها سلة بها نبيذ وكؤوس اخذت الكرت وفتحته


"انتظريني لنحتفل معا بفستان الزفاف الذي تمنيت ان اراكِ به ولكي امحو تلك الذكرى احضرت فستان مختلف تماما.. احبكِ"


فتحت الصندوق وإذا به فستان ابيض قصير وبسيط جدا.. ابتسمت
تذكرت انه لديه اعمال كثيرة اليوم..
غبي ما كان عليه ان يتعب نفسة هكذا..
لبست الفستان الذي جعلني ابدو كفتاه صغيرة وسرحت شعري ووضعت بعض من مساحيق التجميل علي..


ضحكت فانا ما زلت صغيرة ولكن الامومة جعلتني انسى انني ما زلت بعامي الثاني والعشرون التفت الى حبيبي الصغير بيل والذي ينظر الي باستغراب ويلهو بيديه ثم ابتسم لي وصار يشهق بفرح




صرت العب معه واقبله بجنون على جمال حركاته اظنه سيجعلني يوم اكله بتصرفاته ونظراته وضحكاته ..


انتظرنا انا وبيل حتى مللنا ونمنا معا على الاريكة..
استيقظت على فراغ بجانبي ففزعت وصرخت انادي فزعه "بيل"


لأجد امامي دونغهي مازال ببدله العمل ويبدو عليه الارهاق حك رأسه بضجر قائلا:


" الم اخبركِ ان تتركي بيل عند امكِ او امي"


ضحكت بفرح واحتضنته كما الاطفال وانا اتمنى ان المرض اللعين لم يكن حائلا بيني وبينه



ابعدني عنه ليخلع جاكته ويبعد ربطه العنق ويفك ازرار قميصه ويقترب مني وبأصابعه يمسح على رأسي ويتلمس جسدي وعيناه تكادان تقفزان فرح اقترب مني وهمس بقرب أذني مادحا جمالي:


-" انكِ تخطفين الانفاس حبيبتي"


استغربت فهو دائما مبتعد عني بسبب المرض حاولت ان استفسر ولكنه ابتلع اي شيء قد اقوله داخل فمه بقبله اجفلتني لم افكر بشيء وجاريته وبلهفة وجنون..


ابتعد يرشقني بقبلاته بكل مكان وانا احاوط يدي على رقبته وانظر اليه بأستغراب تام.. توقف ونظر الي والدموع قد لمعتا بعينيه الجميلة..


قائلا: " انا لم اخونكِ ولم اصب بالمرض.. صوتكِ بذلك اليوم اوقفني وقد كنت على بعد خطوة واحدة من فعلها.. لقد اخبرني الطبيب انني لا احمل المرض ولم انم معها ابدا كنت وقتها ثمل واعتقدت انني فعلتها.. روز سأبقى معكِ ومع بيل لوقت اطول وسنعيش معا بسعادة بدون حواجز ومخاوف"


انا بدأت الدموع تنهمر من عيناي بدون قول شيء وكأنني فقدت القدرة على الكلام مجددا
ابتسم ومسح دمعتي ولم يقل شيء هو الاخر فقد قالت قبلاته ولهفته كل ما قد يقال ...
كانت اجمل ليله بحياتي ونمت بطريقة مريحة لدرجة انني لم اشعر ب بيل وهو يبكي إلا بعد ان مر وقت على بكائه..
ذهبت لأرضعه وانا اداعبه واكلمه بسعادة بالفرحة التي جاءتني اليوم وهو يهديني ابتسامات وكأنه يفهم ما اخبره حتى نام مجددا وضعته بفراشه اخذت وشاح وتدفئت به وفتحت النافذة التي تمر عبرها اضواء القمر الخافتة استنشقت النسيم بسعادة ولم احس بذلك الذي استيقظ ينظر الي ارتدى قميصه


ولم ادرك حتى شعرت بالتصاق جسد بي من الخلف لففت رأسي وهمست:


" انت مستيقظ؟"


اومأ بنعم نظرنا معا الى السماء حتى مرت من امامنا ثلاث شهب بسرعه التفت اليه وصرخت :


" انها شهب أرأيت؟"


همس:" نعم رأيت.."


طالت نظراتنا لبعض بصمت فقطعها بسؤاله


"حبيبتي هل تحبينني؟"


اومأت بنعم فاكمل:" هل قلبكِ نسي ما فعله هذا الارعن بكِ"


قالها مشيرا الى نفسه
وضعت يدي على قلبه وهمست:


" لا تذكر الماضي اللعين الذي قاسينا كلانا منه.. دعنا نهيم بسعادتنا معا وبدون مخاوف"


اقترب مني حتى كاد يقبلني.. فوصلنا صوت صراخ بيل..
ضحكت وطبعت قبله صغيرة على شفتاه الممدودتان بضجر كالأطفال وابتعدت عنه لأذهب الى بيل

فأمسكني وهمس:


-" الان من اهم انا ام هو؟؟"
ضحكت بصوت مسموع وقلت بعد ان قرصت خده:
-" الان من الطفل انت ام هو..؟!! "


وذهبت ارضع بيل وهو بقربي كان يداعبه ويلعب معه
نفخت بضجر فأنا اود النوم وهو لا يتركه ينام:


" دونيآآآه.. كفى دعه ينام فانا متعبه واود النوم"


ولكنه مد لسانه وزاد بملاعبته والوغد الصغير يجاري آبيه في الامر.. احيانا افكر ان معي طفلان وليس طفل فقط..


لم يكن مني إلا ان اضحك عليهما..
وانا ممتنه سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
مدركة ان كل آلام قد يحصل عليها المرء مهما كانت قوية.. فما حصل معي ظننته سيلازمني طوال عمري ولكنه يأتي يوم تندمل فيها كل الجراح وتبدأ صفحة صافيه نقية مع من تحب وتنسى كل ما مررت به..
اننا فقط نطلب السعادة على طبق من فضة وبدون مقاساه ولو فكرنا بالأمر السعادة بعد الألم لها طعم كبير وجنوني وتظن بلحظة انها وجدت فقط لأجلك كما كنت تظن ان الألم وجد لأجلك..


The End…




كونوا صادقين !!
فليس لأعمارنا أوقات مؤجله
للتوضيح ..
وحاولوا ان تكونوا عُميان لكل شيء
لا يعجبكم ..
وكونوا أصماء لكل شيء يجرحكم..
وكونوا متبلدي لكل شيء
يؤلمكم ..
واجعلوا في كل صباحٍ امنيه صغيره لكم..
بأن الله يحفظ لكم كل من
تحبون وجودهم بين تفاصيل حياتكم ..
فيارب احفظ لي كل من احب وجوده
في تفاصيل حياتي..
طبتم وطابت اوقاتكم...♥♥♥


مع حبي.. asma..♥♥


النهاية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق