〷〷 هَمَسَاتُ الشّيطَانِ 〷〷
بقلم الكاتبة :
NoorOsama
لِكلٍ منّا أسّلوبُ
حَيّاتهِ الخَاصِ .. نَحنُ في عَالمِ البَشرِ غَالبًا مَا نَعيِشُ َنمَطَ حَياةٍ
رَتِيبةٍ مُمِلَّةٍ .. قَد تكونُ يا صَدَيقي
ليَّ أنْ أنْعَتَكَ بالصديقِ لتَشعُرَ بِبعضِ الرَّاحةِواسمح
رَتِيبةٍ مُمِلَّةٍ .. قَد تكونُ يا صَدَيقي
ليَّ أنْ أنْعَتَكَ بالصديقِ لتَشعُرَ بِبعضِ الرَّاحةِواسمح
في رحْلتِكَ مَعيَّ –
مِنَ
الأشَّخاصِ الذينَ يُكَرِرُونَ عَادَتِهمُ اليَّوميةِ كالروبوتِ الآليِ .. على
الرغم من تعدد عادات البشر – فمنهمُ منَ يَنَامُ ُمبكِرًا أو ربما
مُتأخرًا للغَايةِ .. أنْتَ مِن أيِ الفَريقين يا تُرى؟ كَثيرُ الكَلاَمِ
وثَرّثَار أو أنَكَ غَيرُ اجتمَاعيٍ بالمرة؟ شرهٍ بشَكلٍ فظيع أو كلُ مَن حولكَ
يُجبِرُونكَ على َتناولِ الطَعَامِ كَالطِفلِ الصَغيرِ وتَتَلذذُ بإزعَاجِهمُ
بِهَكَذا طَريقةٍ؟ كَسولٌ أو نَشيطٌ؟ مَاهرٌ وذَكيٌ أم فَاشلٌ وشَديدُ
الغباءِ؟ – ولَكَنْ في النِهايةِ يا صَديّقيَ العَزيزِ ومهما تكُن
صِفَاتُكَ وعَادَاتُكَ فَأنتَ كَسَائرِ البَشرِ تَتفَقُ في شَيءٍ واحدٍ ..
ولّاَ تَستغربْ أنهُ يُوجَدُ شَيءٌ يتَفِقُ فيِهِ البَشرُ جَميعًا ؛ لأنَهُ بالفَعلِ موجُودٌ ..
أراكَ وقد نظَرتَ لسطورِ كلماتيَ بسَخفٍ! عِندمَا قُلت لكَ أن ذَلكَ الشيءَ هو
دُخول المرحاضِ ..
ولكن ...
سَأعُِلمُكَ دَرّسًا قَاسيًا على استَهزاءِك بِكلاَميَ .. لِذا كُن مُتَيقظًا .. الآنّ شَعَرتَ بِالخَوفِ؟ لا َتقلقَ أنَا لنْ أؤذِيَكَ أنتَ على كُلِ حَالٍ ..
دخُولكَ للمِرحَاضِ هو عُبورٌ خَاصٌ وقَصِيرٌ مِن عَالمِكَ إلى بُقعةِ عَالمِهم .. أنتَ الآنّ في عُقرِ دَارِهمُ .. وضَعّتَ قَدَمَيِكَ بالدَاخِلِ ِلتُبرِمَ مَعَهمُ صَفَقةً .. أو لِتَخوضَ لُعبَةً خَطيِرةً .. على أيِ حَالٍ أنتَ فيِها الطَرفُ الأضعفُ .. بِشروطِهمُ هُم َفقَط سَتُكمِلُ حتى النِهَايةِ لِتَفوزَ أو كَمَا يَقولونَ ..
Play with me or i will kill you dear
إذن Are you ready ؟
Game .. Start RightNow
ولّاَ تَستغربْ أنهُ يُوجَدُ شَيءٌ يتَفِقُ فيِهِ البَشرُ جَميعًا ؛ لأنَهُ بالفَعلِ موجُودٌ ..
أراكَ وقد نظَرتَ لسطورِ كلماتيَ بسَخفٍ! عِندمَا قُلت لكَ أن ذَلكَ الشيءَ هو
دُخول المرحاضِ ..
ولكن ...
سَأعُِلمُكَ دَرّسًا قَاسيًا على استَهزاءِك بِكلاَميَ .. لِذا كُن مُتَيقظًا .. الآنّ شَعَرتَ بِالخَوفِ؟ لا َتقلقَ أنَا لنْ أؤذِيَكَ أنتَ على كُلِ حَالٍ ..
دخُولكَ للمِرحَاضِ هو عُبورٌ خَاصٌ وقَصِيرٌ مِن عَالمِكَ إلى بُقعةِ عَالمِهم .. أنتَ الآنّ في عُقرِ دَارِهمُ .. وضَعّتَ قَدَمَيِكَ بالدَاخِلِ ِلتُبرِمَ مَعَهمُ صَفَقةً .. أو لِتَخوضَ لُعبَةً خَطيِرةً .. على أيِ حَالٍ أنتَ فيِها الطَرفُ الأضعفُ .. بِشروطِهمُ هُم َفقَط سَتُكمِلُ حتى النِهَايةِ لِتَفوزَ أو كَمَا يَقولونَ ..
Play with me or i will kill you dear
إذن Are you ready ؟
Game .. Start RightNow
*
*
سارت بتلكؤ تجر قدميها
بصعوبة .. تتذمر دائمًا من كل شيء وأي شيء .. شعرها أشعث مبعثر ، ملابسها رثّرة ..
وتفوح منها رائحة كريهة ..
أمسكت أطراف شعرها تشتمه .. قلّبت شفتها باستياء وسعلت عدة مرات .. كيف سمحت لنفسها أن تصل لهذا الحد من القذارة؟
كم هذا مقرف ..
خطت نحو دورة المياه .. نزعت عنها التيشيرت خاصتها باشمئزاز وألقته بإهمال .. فتحت المياه الساخنة لحدٍ كبير وتركتها تنسال بنعومة على الأرض بضع دقائق بغرض ملء المكان بالبخار الساخن ..
أمسكت أطراف شعرها تشتمه .. قلّبت شفتها باستياء وسعلت عدة مرات .. كيف سمحت لنفسها أن تصل لهذا الحد من القذارة؟
كم هذا مقرف ..
خطت نحو دورة المياه .. نزعت عنها التيشيرت خاصتها باشمئزاز وألقته بإهمال .. فتحت المياه الساخنة لحدٍ كبير وتركتها تنسال بنعومة على الأرض بضع دقائق بغرض ملء المكان بالبخار الساخن ..
الخرق الأول للقواعد
تمتمت بلحنٍ منخفض وهي تنزع عنها باقي ثيابها .. نظرت لنفسها في المرآة .. مررت أناملها على مسام بشرتها البيضاء الحليبية الصافية .. عينيها سوداويتان في حجم اللوزة .. رسما بشكل رائع تزينهما أهداب كثيفة طويلة .. جميلة هي حد إذهاب العقل .. جسدها كما يُقال ممتلأ بالتضاريس من جبال وهضاب ، مرتفعات ومنخفضات! إنها فقط مثالية للغاية .. تبسمت بانتشاء تعشق ذاتها وتحب النظر لنفسها في المرأة كثيرًا ولوقت طويل ..
الخرق الثاني للقواعد
همهماتها تحولت لغناء صاخب .. تشدو بكلماته وتدندن لحنه العالي وهي تحرك رأسها وتطرق أصابعها .. جنونية هي وغريبة الأطوار أفضل كلماتها وألحانها تظفر بها أثناء الاستحمام .. انخرطت بشدة في جنون ما تفعله ..
الخرق الثالث للقواعد
نهضوا بأجسادهم الهلامية يرمقونها بغضب .. لم تراهم ولم تشعر بهم حتى .. عيونهم تقدح شرًا يتميز من الغيظ! هي هالكة لا محالة .. قواعدهم تخترق .. وفتاة كتلك تفرض سطوتها بمياه ساخنة تؤلمهم .. ظلوا يحدقون بها ويزفرون هواءً ساخنًا ضرب عنقها من الخلف .. استدارت مستغربة لكنها لم تعر الأمر أي اهتمام .. عادت تحدق في المرآة التي امتلأت بالبخار .. ابتسمت بشغف .. مدت سبابتها وراحت تخط حروف اسمه " لي دونغ هاي " .. ارتفعت ضحكاتها من وسط غناءها ..
كانت ستستمر بجنونها إلا أن صوت والدتها الضجر عطلها : كم مرة عليّ أن أحذرك من الغناء في المرحاض .. بابو لقد مللت !!
صاحت لي جي هآي بصوت متذمر : أومااه تشيبال دعيني أستمتع بحمامي
تمتمت الأم وهي تعود للمطبخ بيأس : ايـشش فتاة فاسدة
تحركت من أمام المرآة وأخيرًا لتقف أسفل الماء المنهمر .. لحظتها فقط زمجر أحدهم : إنانا لقد نفذت قدرة تحملنا .. امنحينا الإذن
انفتح ثقبٌ أسود كبير في دورة المياه .. وحدهم فقط من رأوه .. كالمغناطيس يجذب الأشياء لداخله بجباروت .. كل الأشياء الهلامية الغير موجودة! أصوات صرخات عالية ومزعجة لا يتثنى لنا نحن البشر سماعها ملأت المكان مصدرها الثقب الأسود .. هل إنانا العظيمة بنفسها ستهبط هنا؟
تبادلوا النظرات برهبة .. ازدادت حتى بلغت مبلغًا عظيمًا عندما بدأ طيفها بالظهور .. إنانا الفاتنة .. شعلة الإثارة، الجسد الأروع في تاريخ الخلق كله .. يستحيل لأي مخلوق أن يراها ولا يسيل لعابه! .. يغطي جسدها وشاح مرمري شفاف لا يغطي بقدر ما يكشف .. شعرها الغجري بلون الظلام كظلمة عالمها يمتد خلفها لأمتار عدة .. سيقانها الأروع على الإطلاق .. خصرها منحوت ، بطنها مشدود .. صدرها ممتلأ ، خط عنقها فاتن .. شفتيها شديدتا الحمرة كبيرتا الحجم تنطبقان على بعضهما بفتنة .. عيون ثاقبة بنظرات حادة مثيرة .. لونهما كالدم!!
حال وصولها ركعوا بين يديها ترتجف أجسادهم خشية بطشها .. لا تجرؤ أنظارهم على النظر لها وإلا كانت نهايتهم شنيعة .. لفت رأسها ترمق جي هآي بابتسامة جانبية ساخرة .. فاتنة يا صغيرة لكنك بشعة مقارنة بي ..
همهمت بصوت يمكنني أن أقسم لك يا صديقي أنه أكثر صوت مثير يشعل الرغبة في العوالم أجمع : You Know? You lose
جذبها الاسم المخطوط على المرآة .. عقدت حاجبيها واقتربت منه .. تلمسته بأناملها فبدل أن كان بخار الماء ينسال من حروف الكلمة انسال منها الدم! ظهرت أنيابها الصغيرة جراء ابتسامتها الواسعة والتفت لهم .. تحدث أحدهم بارتجاف وحروف متلعثمة : إنانا يجب أن تدفع ثمن خرقها للقواعد عدة مرات لقد طفح بنا الكيل
أومأت بهدوء : لنرى أولاً رأي لوسيفر في الأمر
جعلت تنظر للمرآة مرة أخري وهي تتبسم بشر .. التفت هذه المرة وغادرت نهائيًا وعادوا هم لسباتهم مجددًا .. حينها فقط أغلقت جي هآي المياه ولفت نفسها جيدًا بالمنشفة معلنةً انتهاءها ثم خرجت من المرحاض ..
لم تلحظ الدم المستقر على المرآة .. المرآة التي تحطمت بالفعل!! أسفل اسم " لي دونغ هاي " سُطرت جملة Now you are mine !!!
علينا أن نحذر يا صديقي .. لا
يجب أبدًا أن نقع في نفس هذا الخطأ .. المرآة التي بداخل المرحاض ربما هي مجرد آلة
تعكس ملامحنا بالنسبة لك .. ولكن في هذه اللعبة ما هي إلا وثيقة تقر بها أن أي شيء
تكتبه عليها هو ملكٌ
للشيطان !!!
_
هبطت من الحافلة وهي ترمق الساعة التي تحيط
معصمها بعبوس .. قبل الدرس لديها معه فقط نصف ساعة إن لم تكن أقل .. زفرت بعض
الهواء على كفيها وراحت تحكهما ببعض راجية بعض الدفء .. على غير عادتها أصبحت
خطواتها الثقيلة سيرًا يشبه الركض .. تتذمر لطول المسافة .. تتذمر أيضًا لكثرة
درجات السلم الذي عليها صعوده لتصل حيث مكتبه .. توقفت أمامه للحظات تعدل زيها
المدرسي .. رتبت شعرها .. ملأت رئتيها بالهواء حتى كادتا تنفجران! يتوجب عليها
تحضير كل قوتها .. فرؤيته خطيرة تصيب القلب بنبضات جنونية تكاد تفتك بحياتها ..
على يديه ودعت طفولتها أو مراهقتها حتى .. خلعت عنها ثوب البراءة لتصبح له أنثى
مشتعلة .. حبه علمها أن القواعد عند العشق ممنوعة .. هكذا فقط أحبته دون الكثير من
التفكير .. يمكنها كتابة آلاف الكتب عن عينيه ونظراته! عن همهماته التي ترن في
عقلها .. عن مشيته .. صوته ، ضحكاته أو إن كانت مجرد ابتسامات ، ألوان ملابسه
أشكالها ، حذاؤه ، تصفيفة شعره ، عروق عنقه وذراعيه ، كل ما يتعلق به فتنتها
الخاصة ..
تشجعت .. وضعت يدها على مقبض الباب وقامت بفتحه بعدما طرقته عدة مرات .. انحنت أمامه تسعون درجة وعندما عدلت من وقفتها لمعت عينيها وتوردت وجنتيها .. جزءها الشمالي راح يتراقص بجنون راقص عالمي لا يعي في حياته سوى التمايل بشراهة على أنغام موسيقى صاخبة كانت أو هادئة .. لا يعرف الهوادة ولا يهوى التروي .. هو يتراقص كي يتنفس! أنفاسه حركات يقوم بها بنظام كمايسترو عالمي يقود فريقه .. رفعت كفها وأنامته فوق صدرها تضغط عليه أن يتوقف عن جنونه! كيف لرؤيته فقط أن توقعها سبية حبه!!
تنحنح بهدوء يناظرها وهو متقعد كرسيه الخاص خلف مكتبه : انيونغ لي جي هآي-شي بماذا أخدمكِ؟
ارتفع حاجبها بتعجبٍ فحرك نظره بهدوء ناحية اليمين .. لشدة تحديقها به استطاعت رصد حركة عينيه .. لفت رأسها لتجد أحد الأساتذة يتقعد كرسيًا في الغرفة .. صكت أسنانها بغضب يشتعل لهيبه في نظراتها وتمتمت " سحقًا! أما لهذه البؤس من نهاية " ابتلعت ما بحلقها واقتربت من مكتبه وهو يرمقها بتحذير .. فتحت حقيبتها أخرجت منها دفتر ملاحظات صغير الحجم ووضعته أمامه على الطاولة : دنغهي اوبـ ( اتسعت حدقة عينيه المشدوهة بشكل جنوني فضمت شفتيها لبعضهما .. تداركت أي حماقة كانت سترتكبها الآن ) دونغهي-شي هذه بعض الكلمات كتبتها صباح اليوم سأكون سعيدة إن اطلعت عليها ومنحتني رأيك بشأنها ( أكملت في داخلها بابتسامة بلهاء مثيرة للريبة ) : " وبالطبع قبلة إن أعجبتك "
أخذه منها ومنحها إيماءة هادئة .. لفت جسدها وجعلت تركض من الغرفة .. كيف له أن يكون بهذه الوسامة؟! طفولي حد الرجولة تعبير لا منطقي يناسبه تمامًا .. قسمات وجهه الحادة .. عينيه تفيض ببريق طفولي يرتعش له القلب .. خط فكه مرسوم بإتقان يذهب العقل خارج دائرة المنطق الذي بالفعل تفقده معه! كيف لأصابعه أن تكون بهذا الجمال؟! زفرت بقوة وهي تلقي بجسدها على أحد كراسي الممر .. صدرها يعلو ويهبط بعنف .. غارقة في غزله حتى أنها لم تلحظ جلوس كيم نارِي صديقتها لجانبها تحدق بها .. رفعت ناري قدما على الآخرى .. ثبتت جذعها عليها وأسندت رأسها على كفها تتأمل صديقتها .. ظلّت جآي هي على حالتها تلك حتى همهت في المقابل : إنكِ شيءٌ آخر لي جآي هي!!
اتنفضت جآي هي فزعة تنطر لها بحدقتين مشدوهتين .. صاحت واندفع جسدها لتسقط عن الكرسي أشارت بسبابتها : أيتها التافهة كيم ناري كم مرة أخبرتك ألا تظهري من العدم وتفزعينني!!!!
نهضت ناري بتلكؤ وساعدتها على الوقوف بينما لاتزال جآي هي ترمقها بغضب .. أبعدت يدها عنها بقوة تصك أسنانها فصاحت هي بتذمر : وما شأني أنا إن كنتِ تفقدين حواسكِ كلها عندما تفكرين به؟!!
تفلتت شهقة من جآي هي وأسرعت بوضع كفها على فم ناري متمتمة بغيظ : اصمتِ وحسب بابويآآآه!!! ( أكملت من بين اصطكاك أسنانها ) ميتشوسو ( هل جننتِ )؟ ستفضحينني!!
ضربت على جبهتها ثم رسمت ابتسامة بلهاء على شفتيها : اوه ديييه !! ميانيه
تشجعت .. وضعت يدها على مقبض الباب وقامت بفتحه بعدما طرقته عدة مرات .. انحنت أمامه تسعون درجة وعندما عدلت من وقفتها لمعت عينيها وتوردت وجنتيها .. جزءها الشمالي راح يتراقص بجنون راقص عالمي لا يعي في حياته سوى التمايل بشراهة على أنغام موسيقى صاخبة كانت أو هادئة .. لا يعرف الهوادة ولا يهوى التروي .. هو يتراقص كي يتنفس! أنفاسه حركات يقوم بها بنظام كمايسترو عالمي يقود فريقه .. رفعت كفها وأنامته فوق صدرها تضغط عليه أن يتوقف عن جنونه! كيف لرؤيته فقط أن توقعها سبية حبه!!
تنحنح بهدوء يناظرها وهو متقعد كرسيه الخاص خلف مكتبه : انيونغ لي جي هآي-شي بماذا أخدمكِ؟
ارتفع حاجبها بتعجبٍ فحرك نظره بهدوء ناحية اليمين .. لشدة تحديقها به استطاعت رصد حركة عينيه .. لفت رأسها لتجد أحد الأساتذة يتقعد كرسيًا في الغرفة .. صكت أسنانها بغضب يشتعل لهيبه في نظراتها وتمتمت " سحقًا! أما لهذه البؤس من نهاية " ابتلعت ما بحلقها واقتربت من مكتبه وهو يرمقها بتحذير .. فتحت حقيبتها أخرجت منها دفتر ملاحظات صغير الحجم ووضعته أمامه على الطاولة : دنغهي اوبـ ( اتسعت حدقة عينيه المشدوهة بشكل جنوني فضمت شفتيها لبعضهما .. تداركت أي حماقة كانت سترتكبها الآن ) دونغهي-شي هذه بعض الكلمات كتبتها صباح اليوم سأكون سعيدة إن اطلعت عليها ومنحتني رأيك بشأنها ( أكملت في داخلها بابتسامة بلهاء مثيرة للريبة ) : " وبالطبع قبلة إن أعجبتك "
أخذه منها ومنحها إيماءة هادئة .. لفت جسدها وجعلت تركض من الغرفة .. كيف له أن يكون بهذه الوسامة؟! طفولي حد الرجولة تعبير لا منطقي يناسبه تمامًا .. قسمات وجهه الحادة .. عينيه تفيض ببريق طفولي يرتعش له القلب .. خط فكه مرسوم بإتقان يذهب العقل خارج دائرة المنطق الذي بالفعل تفقده معه! كيف لأصابعه أن تكون بهذا الجمال؟! زفرت بقوة وهي تلقي بجسدها على أحد كراسي الممر .. صدرها يعلو ويهبط بعنف .. غارقة في غزله حتى أنها لم تلحظ جلوس كيم نارِي صديقتها لجانبها تحدق بها .. رفعت ناري قدما على الآخرى .. ثبتت جذعها عليها وأسندت رأسها على كفها تتأمل صديقتها .. ظلّت جآي هي على حالتها تلك حتى همهت في المقابل : إنكِ شيءٌ آخر لي جآي هي!!
اتنفضت جآي هي فزعة تنطر لها بحدقتين مشدوهتين .. صاحت واندفع جسدها لتسقط عن الكرسي أشارت بسبابتها : أيتها التافهة كيم ناري كم مرة أخبرتك ألا تظهري من العدم وتفزعينني!!!!
نهضت ناري بتلكؤ وساعدتها على الوقوف بينما لاتزال جآي هي ترمقها بغضب .. أبعدت يدها عنها بقوة تصك أسنانها فصاحت هي بتذمر : وما شأني أنا إن كنتِ تفقدين حواسكِ كلها عندما تفكرين به؟!!
تفلتت شهقة من جآي هي وأسرعت بوضع كفها على فم ناري متمتمة بغيظ : اصمتِ وحسب بابويآآآه!!! ( أكملت من بين اصطكاك أسنانها ) ميتشوسو ( هل جننتِ )؟ ستفضحينني!!
ضربت على جبهتها ثم رسمت ابتسامة بلهاء على شفتيها : اوه ديييه !! ميانيه
- تشه!! وماذا ستفيدني ميانيه هذه إن كُشف الأمر؟
- أي أمر؟
التفت الفتاتان بفزع تنظران لصاحب الصوت الأجش هذا .. فلم يكن سوى مدير المدرسة .. انحنتا سريعًا وردت جآي هي قبل أن تتفوه ناري بالمزيد من الحماقات : انيوهاسيو يانغ-شي ... أنا وناري فقط كنّا ..
قاطعتها ناري : تمزق سروال جآي هي وقمت بحياكته لها وهي تخشى أن يعلم أحدهم بالأمر فيسبب لها الحرج!!
شهقت جآي هي وكادت تنقض عليها إلا أن المدير هزّ رأسه متفهمًا وربت على كتفها ثم غادر .. أغمضت عينيها لوهلة وهي تقبض على أصابعها التفت ببطء : أنه يوم حتفـ ...
كان الممر بالفعل فارغًا فقط بعض الأوراق تتطاير!! رمشت عدة مرات بصدمة .. حركت رأسها بضجر وجرت قدميها للصف .. فور دخولها رمقت طاولة ناري بغضب حيث كانت تجلس منكمشة على نفسها تغطي نفسها بإحدى الكتب ظانة أنها هكذا لن تراها .. دست كفيها في جيبي سترتها ومرّت من جوارها .. ركلتها بقدمها فتأوهت .. ابتسمت بانتصار وتقعدت كرسيها .. هدأت الضوضاء فجأة وكلٌ تقعد كرسيه ليعلنوا بهذا ولوج أحد الأساتذة والذي لم يكن سوى دونغهي .. أغلق الباب وتقدم بهدوء كعادته حياهم جميعًا متلافيًا النظر لها .. وضع أوراقه على المنضدة وأردف : في الواقع وقبل أن نبدأ الدرس لهذا اليوم .. أريد أن أعرض عليكم بعض الكلمات كتبتها صديقتكم جآي هي ومنحتني إياها هذا الصباح .. كلمات رائعة ولكنني أود منكم أن تعدلوا عليها بلمستكم الخاصة وستختار المدرسة الكلمات الأفضل للاشتراك في مسابقة الغناء .. وهذا بالطبع لمن يرغب بالتعديل ويحب الموسيقى .. أما الآن فدرسنا عن المعادلات الخطية ورسم الدالة
التفت ليكتب عنوان الدرس بعدما منح الورقة لمسؤل الفصل كي ينسخها لمن يريد بعد الحصة .. حاولت جآي هي عدم النظر له أيضًا كي لا يفضح أمرها .. ولكن تهادى لسمعها حديث طالبتين لجوارها تقول إحداهن : وااااه يبودا ( جميل ) !! كم هو فاتن .. أحسد حبيبته وأيضًا له اهتمام بالموسيقى كم هذا رومانسي .. شكرًا للمدير لأنه طلب منه تولي المسابقة حتى تعود أستاذة الموسيقى المريضة .. سأشترك لا محالة
لترد عليها الآخرى بهمس : جسده يشعل الرغبة بداخلي
- منحرفة!
- أتمنى أن يدق عنق حبيبته إن كان لديه بالفعل! يالها من محظوظة أن تحظى بليلة مع هذا الفاتن!
كتمت جآي هي شهقتها .. تحسست عنقها بفزع وهي تتمتم : يا إلهي عنقي! اتوكاجو ( ماذا أفعل )؟ سأقتل تلك الشمطاء إن حدث لي مكروه بسببها ( صمتت لتتنهد ) تشه! ياللبؤس أي ليلة تلك ( انغمثت في تمتماتها بصوت تهكمي ) جآي هي اشربي الحليب عزيزتي قبل أن تخلدي للنوم .. تشنشا ( حقًا ) هل هذا كل ماتستطيع قوله؟
- لي جآي هي-شي!! ماذا كنت أقول أنا الآن؟
رمشت عدة مرات وهي تمتم بالشتائم .. نظفت حلقها ونهضت تنظر له يقف أمامها عاقدًا ذراعيه عند صدره .. راحت شفتها السفلية ضحية أسنانها القوية تضغط عليها بقوة انحنت عدة مرات : تشومل ميانيه لم أقصد أن أشرد أثناء الدرس
- وبماذا يفيد أسفكِ؟
تمتمت بداخلها : " هاجيما ( لا تفعل ) أرجوك لا تطردني " ( تنهدت وأعادت اعتذارها ) تشومل تشومل ميانيه
- للخارج ( أشار برأسه على الباب ) كا ( اذهبِ ) بلي كا
(
اذهبِ بسرعة
) !!
أسدلت جفنيها تضغط بهم قرانيتها ببؤس .. جرت نفسها وغادرت الصف .. مزاجه حاد جدًا لا يسمح بأي خطأ مهما كان تافهًا بداخل حصته .. الفتاتان بالفعل صمتتا تمامًا لباقي الحصة .. محظوظات أو ربما محترفات في الحديث بأفواه مغلقة عكس جآي هي التي كانت تتمتم بانفعال كل قسمات وجهها!!
_
- يا إلهي كم كنتِ مثيرةً للشفقة بطردكِ هكذا كالمُشردة!
قطبت حاجبيها باستياء وهي تغرز الشوكة في الطعام أمامها .. إن كانت بكامل صحتها لكانت عرّفتها كم أن طعم لكمتها رائع يُسكت الثرثارين أمثالها! تمتمت : إنه شديد الفظاظة لقد تعودت على أي حال
- أأنتِ بخير؟ لمَ تبدين شاحبة هكذا؟
- هل هذا شديد الوضوح عليّ ؟ لا أعلم .. أشعر بالإعياء منذ الصباح إلا أنه تفاقم منذ مدة !!
- دعينّا نذهب لطبيبة المدرسة
- لا بأس سأكون بخير .. لم يبقى الكثير حتى ينتهي الدوام على
كل حال
انتهت الفتاتان من الطعام .. كما انتهى اليوم الدراسي كله صعدتا الباص سويًا وافترقتا في المحطة الأخيرة .. عرضت ناري أن توصلها إلا أنها رفضت كما قالت الأمر ليس بالخطير .. وضعت يدها عند معدتها تضغط عليها بقوة تؤلمها تود التقيأ! من الجيد أن والدتها تتحدث مع جارتهم عند الباب ركضت للداخل ألقت حقيبتها أرضًا وأفرغت ما بجوفها بدورة المياه .. والدتها المشدوهة استأذنت من الجارة وركضت لتطمأن على ابنتها .. وقفت عند الباب بريبة : ياااا كينشانا ( أنتِ بخير ) ؟
أرجعت جآي هي خصلات شعرها بأناملها ورتبتهم مع البقية غسلت وجهها بالمياه الباردة ونظرت لوالدتها بوهن : ديييه لا تقلقي!
ضيّقت عينيها بشك : كنتِ تتقيأين ؟ ( هزّت رأسها بالإيجاب .. كانت والدتها تمسك بسلة الخضر الفارغة فضربتها بها على رأسها ) أيتها الفاسدة!!
شهقت جآي هي بألم وهي ترمق والدتها بصدمة .. رفعت ذراعيها تحاول حماية رأسها من ضربات والدتها وصرخت : اوماااه هاجيما!! توقفِ أنتِ تؤلمينني!
ألقت السلة وجذبتها من شعرها : هل نمتِ معه؟ أنتِ حامل؟!
صرخت بها تحاول أن تفلت من قبضتها : بالطبع لا .. صدقيني لم يحدث شيء أقسم لك! فقط يبدو أنني أصبت بحمى!!
تنهدت الأم براحة .. ظلت جآي هي تحدق بها بانزعاج رأسها عصف بها صداع شديدة إثر هذه الضربات .. أما الأم أفلتت شعرها والتفت لتغادر : شقيقتكِ على وشك الولادة سأسافر اليوم لبوسان لأكون بحوارها
شهقت وهي تتحسس رأسها .. خرجت من دورة المياه وانتصبت أمامها : اوماااه إنني مريضة اعتني بيّ .. امنحيني بعض الاهتمام أقله!!
عبست في وجهها .. تلافتها وأكملت السير نحو غرفتها لتحضير حقيبة ملابسها : يمكنكِ المبيت في منزل دونغهي حتى تتعافي .. ( رمقتها بحدة ) عندما تُشفين عودي للمنزل وهذا لمصلحتك
ابتسمت ببلاهة : تخشّين علي؟
ابتسمت بسخرية وهي تطوي قطع الملابس وتضعها في الحقيبة : بل إنني أخشى عليه منكِ!!
تنهدت بإحباط .. جرت قدميها وخرجت من الغرفة تناولت حقيبتها الملقاة أرضًا ومشت ببطء وهي تسعل .. تحسست جبينها لديها حرارة أيضًا .. أوقفتها والدتها وهي تمنحها علبة .. رمقتها بتعجب : ما هذا؟
- إنه حساء ساخن تناولاه سويًا
تناولته منها مع بعض الهمهمات الغير مفهومة واتجهت نحو محطة الباص .. جلست على الكرسي وهي تشعر بدوار قوي .. أرخت رأسها على مسند الكرسي .. أغمضت عينيها لبرهة .. لم يمضِ الكثير من الوقت حتى تهادى لسمعها كلمات بصوت أنثوي " بدأت اللعبة للتو يا صغيرة " !! فتحت عينيها بتعجب .. نظرت بجانبها فوجدت المقعد فارغًا بالفعل .. حرّكت كتفيها بلا مبالاة هلوسات حمى ربما .
_
وقف أمام المرآة بدورة المياه .. المنشفة تحيط خِصره والأخرى بين
يديه يجفف شعره .. قطرات المياه شردت على منحنيات صدره .. تداعبه وتلامسه بلا حياء
.. أنزل المنشفة على كتفه وطفق يصفف شعره .. شيء غريب جذب انتباهه جعله يقترب
مصيقًا حدقتي عينيه .. ركز بصره بالكامل على بؤرة منتصف المرأة .. وكأنه انعكاس
لعينين!! اضطرب قلبه قليلاً فزاد من تركيزه .. زوج من العيون الحمراء تحدقان به
بقوة تكاد تجذبه لداخل المرأة .. شهق بفزع وانتفض جسده للخلف بضع خطوات ابتلع
لعابه .. وخرج على الفور وصدره يعلو وبهبط بقوة! يبدو أن الجلوس بمفرده في هذه
الشقة الواسعة جعلته يتخيل وجود بشر آخرين .. لكن، منذ متى والبشر لديهم عيون
حمراء غاضبة كتلك .. بتذكرها مرة أخرى ارتجفت عضلات جسده .. ابتلع لعابه عدة مرات
أخرى وعاد لدورة المياه بثبات نفسي مهتز .. اقترب من المرآة ونظر لها بعمق مجددًا
فلم يرى شيئًا تنهد بارتياح .. ولكن لم يرَ – كما لم نرى نحن – تلك الشيطانة
التي تقف على بعد إنش واحدٍ منه .. ترمق جسده بإعجاب غريب .. لم ترمق إنانا من قبل
رجلاً بهكذا طريقة ..
زفرت
بعض الهواء اصطدم بخصلات شعره فحركها عن وضعها الطبيعي .. مجرد زفرة كانت كالرياح
العاتية التى جعلت قلبه يرتعش بلا أدنى مبرر!! مدت أصابعها وكادت تلمس صدره إلا
أنها تذكرت حديث لوسيفر .. ابتسمت باستخفاف وما كادت تصل لمبتغاها حتى تحرّك هو
ليغادر دورة المياه من جديد .. فتبخرت هي وكأنها لم توجد يومًا !!
ارتدى سرواله والتقط تيشرت أسود اللون ما كاد يضعه على جسده حتى سمع صوت إغلاق باب المنزل .. توترت أنفاسه من جديد وخرج للصالة بخطوات قوية قلبه يرتجف ويتراقص بشكل جنوني بداخل صدره .. ملامحه تبدو وكأنه متأهب للانقضاض في أي لحظة .. تبسمت جآي هي ملء شدقيها وأطلقت صافرة طويلة من بين شفتيها How sexy !!! :
انتفض للخلف بفزع .. ظلّ لبعض الوقت مشدوهًا يحاول استيعاب أنها تلك المشاكسة .. وضع يده عند صدره يضغط حيث يوجد قلبه الذي يخفق بعنف .. لما وعى ما حدث بالفعل ضيّق عينيه وعلى وجه السرعة ارتدى بقية ملابسه وهو يرمقها بعبوس : أهكذا تدخلين منازل الآخرين؟ ألم يعلمكِ أحدٌ أبدًا طرق الباب؟
ارتدى سرواله والتقط تيشرت أسود اللون ما كاد يضعه على جسده حتى سمع صوت إغلاق باب المنزل .. توترت أنفاسه من جديد وخرج للصالة بخطوات قوية قلبه يرتجف ويتراقص بشكل جنوني بداخل صدره .. ملامحه تبدو وكأنه متأهب للانقضاض في أي لحظة .. تبسمت جآي هي ملء شدقيها وأطلقت صافرة طويلة من بين شفتيها How sexy !!! :
انتفض للخلف بفزع .. ظلّ لبعض الوقت مشدوهًا يحاول استيعاب أنها تلك المشاكسة .. وضع يده عند صدره يضغط حيث يوجد قلبه الذي يخفق بعنف .. لما وعى ما حدث بالفعل ضيّق عينيه وعلى وجه السرعة ارتدى بقية ملابسه وهو يرمقها بعبوس : أهكذا تدخلين منازل الآخرين؟ ألم يعلمكِ أحدٌ أبدًا طرق الباب؟
لوت
شفتها السفلية وأغلقت الباب تقدمت للداخل وضعت علبة الحساء وحقيبتها على الطاولة
ورمت جسدها على الكرسي تُتمتم
" أيـشش
لم أرى بوضوح " .. نظفت
حنجرتها لتعدل من صوتها قليلاً فقد نالت منها الحمى بقوة بالفعل : ظلّلت
أطرق الباب ولم تجب ظننتك بالخارج فدخلت .. ثم أنت مَن منحتني المفتاح الاحتياطي
لا تتذمر كالطفل !!
قطب حاجبيه واقرب حيث جلست سأل بريبة : ما بال صوتكِ؟
قطب حاجبيه واقرب حيث جلست سأل بريبة : ما بال صوتكِ؟
- لقد أصبت بحمى وأمي مسافرة لبوسان فبعثتني إليك لتنعتني بيّ وأعطتني هذا الحساء لنتناوله سويًا
جذب كرسيًا وضعه في مقابلها تمامًا وجلس يرمقها بتفحص : كم ستغيب؟
- حتى
تلد أختي ربما شهر أو يزيد قليلا
أخفت
تمامًا تهديد والدتها بأن تعود عندما تُشفى! تنهد بقوة وقلّب شفته : كم هذا بائس!!
اعتلت الحمرة خديها وأرنبة أنفها .. سعلت وهي تمتم بحشرجة : وجودي معك أهو سيء لهذه الدرجة؟
نظر لحالتها بقلق .. أطلق تنهيده عميقة ونهض، اقترب منها حاملاً جسدها على ذراعيه .. دلف للغرفة الاحتياطية التي منحها لها كلما قدمت لتبيت عنده وضعها على السرير .. فتح الخزانة وأخرج لها قطعة ملابس بيتية مريحة فقد تركت بالفعل بعض القطع وأشياء خاصة لتستخدمها .. منحها إياها : ارتدى هذه ريثما أحضر لكِ دواءً من الصيدالية
هزّت رأسها بإرهاق بينما خرج سريعًا ارتدى حزاءه تناول ميدالية مفاتيحه وغادر المنزل .. لم يمضِ الكثير من الوقت حتى عاد بكيسٍ بلاستيكي به دواء للحمى وخافض حرارة .. وضع الكيس على الطاولة، حمل علبة الحساء الساخن التي فقدت حرارتها بالفعل .. شغل الموقد كي يُدفئها قليلا بعد .. سكب منها في طبق وآخذه هو والدواء لغرفتها لم تكن موجودة .. مدّ شفتيه بتعجب وهو يتفحص أركان الغرفة .. استهلك القليل من الوقت حتى وعى حقيقة أنها بالتأكيد دلفت غرفته ..
اعتلت الحمرة خديها وأرنبة أنفها .. سعلت وهي تمتم بحشرجة : وجودي معك أهو سيء لهذه الدرجة؟
نظر لحالتها بقلق .. أطلق تنهيده عميقة ونهض، اقترب منها حاملاً جسدها على ذراعيه .. دلف للغرفة الاحتياطية التي منحها لها كلما قدمت لتبيت عنده وضعها على السرير .. فتح الخزانة وأخرج لها قطعة ملابس بيتية مريحة فقد تركت بالفعل بعض القطع وأشياء خاصة لتستخدمها .. منحها إياها : ارتدى هذه ريثما أحضر لكِ دواءً من الصيدالية
هزّت رأسها بإرهاق بينما خرج سريعًا ارتدى حزاءه تناول ميدالية مفاتيحه وغادر المنزل .. لم يمضِ الكثير من الوقت حتى عاد بكيسٍ بلاستيكي به دواء للحمى وخافض حرارة .. وضع الكيس على الطاولة، حمل علبة الحساء الساخن التي فقدت حرارتها بالفعل .. شغل الموقد كي يُدفئها قليلا بعد .. سكب منها في طبق وآخذه هو والدواء لغرفتها لم تكن موجودة .. مدّ شفتيه بتعجب وهو يتفحص أركان الغرفة .. استهلك القليل من الوقت حتى وعى حقيقة أنها بالتأكيد دلفت غرفته ..
تنهد
بقوة واتجه لغرفته حيث وجد جسد فوق السرير مُغطى بالبطانية تمامًا .. وقف لجوار
السرير ورفع طرفها .. شعرها الأسود الناعم يغطي وجهها كاملاً .. كاد يتحدث إلا
أنها تحركت تنظر له .. شعرها
متناثر على وجهها .. وجهها الذي أصبح كوجه الثعلب تمامًا الفرو يملأ ملامحها
وأنيابها خارج فمها .. عينيها تقدحان بشرٍ رهيب .. اتنفض جسده للخلف صارخًا سقطت كل الأشياء من يديه
حتى أنه أيضًا سقط أرضًا .. اختنقت أنفاسه واصفرت ملامحه كمن يغادر الحياة توًا ..
كجنون كل شيءٍ في تلك اللحظة كان قلبه يصدم صدره يود الهرب من هذا الواقع المخيف
.. عينيه تغيبان عن الوعي إلا أن صوتها أعاد بعض الواقع له .. متعب ومحشرج لكنه
وصله بوضوح : اوبا
ما بك؟
تسأل بلهفة بعدما غادرت السرير وتقعدت الأرضية أمامه .. تلمست وجهه بفزع لحالته المريبة .. جفنيه يرتجفان نظر لها بقوة عينان جاحظتان وأنفاس تتلاشى بعنف .. وجهها طبيعي تمامًا مرهق فقط وشديد الاحمرار إثر الحمى! ظلّ محملقًا بها بلا استيعاب لا يفهم ماذا يحدث تمامًا وأي جنون هذا!! أجفل مرتعشًا كارتعاشة قلبه الخائف بشدة وقتئذٍ .. رفع أصابعه يلمس أسفل عينيها .. هي حبيبته بجمالها الآخاذ رغم الحمى .. جذبها لصدره في عناق قوي يستمد منها الثبات!! تفاجأت ترمش بذهول .. ما الذي يحدث معه! يتمتم بأشياء لم تفهمها .. لازالت قلقةً إلا أن احتضانه الدافئ لها جعلها ترتخي تمامًا .. رفعت أصابعها بوهن ثبتتهم عند شعره ومسدته بهدوء .
ـ أنت بخير؟
تسأل بلهفة بعدما غادرت السرير وتقعدت الأرضية أمامه .. تلمست وجهه بفزع لحالته المريبة .. جفنيه يرتجفان نظر لها بقوة عينان جاحظتان وأنفاس تتلاشى بعنف .. وجهها طبيعي تمامًا مرهق فقط وشديد الاحمرار إثر الحمى! ظلّ محملقًا بها بلا استيعاب لا يفهم ماذا يحدث تمامًا وأي جنون هذا!! أجفل مرتعشًا كارتعاشة قلبه الخائف بشدة وقتئذٍ .. رفع أصابعه يلمس أسفل عينيها .. هي حبيبته بجمالها الآخاذ رغم الحمى .. جذبها لصدره في عناق قوي يستمد منها الثبات!! تفاجأت ترمش بذهول .. ما الذي يحدث معه! يتمتم بأشياء لم تفهمها .. لازالت قلقةً إلا أن احتضانه الدافئ لها جعلها ترتخي تمامًا .. رفعت أصابعها بوهن ثبتتهم عند شعره ومسدته بهدوء .
ـ أنت بخير؟
سألت
بوعيٍ مهتز فأجابها بارتعاشة لازالت واضحة في نبرته : لا تقلقِ ربما هو الإرهاق فقط لقد عملت لساعات إضافية
اليوم
أهدته بعض الهمهمات .. لم يقوى على حملها لإعادتها للسرير مازل يرتجف بقسوة .. ابتلع غصة عالقة في حلقه بصعوبة لم يُرد أن يخيفها أكثر فجعل يربت على ظهرها
أهدته بعض الهمهمات .. لم يقوى على حملها لإعادتها للسرير مازل يرتجف بقسوة .. ابتلع غصة عالقة في حلقه بصعوبة لم يُرد أن يخيفها أكثر فجعل يربت على ظهرها
- لماذا لم تنمِ في غرفتكِ؟
- هنا عبقك أقوى .. حيث أنت أريد أن أكون دائمًا
لم يستطع إلا التبسم وحسب ..
جنونية طفلته تلك يكبرها بعشر سنواتٍ كاملة إلا أنها نجحت في
الإيقاع به بالفعل .. بمشاكستها بابتسامتها الجميلة بصوتها المذهل وموهبتها
العالية في الغناء .. تغنجها وكل ما يتعلق بها .. آخر ما تخيله في حياته أن يقع في حب مراهقة لازالت
في السابعة عشر من عمرها .. عليه أن يهتم بها .. كابنته لابُد أن يعاملها ..
كطفلته التي يجب أن تكون بصحة جيدة أن يحافظ عليها تمامًا .. حبٌ جنوني نمى في
قلبيهما سويًا ظنا كليهما أنه سيموت جنينًا في بطن أمه لكن للقدر كانت كلمةٌ آخرى
أعدل وأكثر رأفة مما ظنا
ظلّا هكذا لفترة قبل أن يسترد القليل من قوته .. حملها على ذراعيه ودثرها بالغطاء جيدًا .. لملم أشلاء الطبق المحطم وألقى بها في سلة القمامة .. مسح الأرضية وأحضر طبق حساءٍ آخر .. تقعد طرف السرير لجوراها أسندها على صدره وساعدها على تناول الحساء .. تأوهت فسألها بقلق : بماذا تشعرين؟
خرج صوتها أكثر حشرجة : حلقي يؤلمني لا أستطيع ابتلاع الطعام
قَبّل قمة رأسها متمتًا بصوتٍ حنون : تحملي قليلا بعد
ابتلعت ما بحلقها بصعوبة استندت لصدره أكثر وأغلقت عينيها : اوبا كوماو لأنك هنا
- لابأس .. لكن كيف حدث هذا؟ كنتِ بخير صباحًا حتى
أنكُ
شردتِ بحصتي
ضيّق عينيه يرمقها بعبوس .. مدت شفتيها باستياء : طردتني وكان هذا محرجًا جدًا لقد سخرت مني ناري كثيرًا
تنهد بقوة وشد عليها ليجذبها لأحضانه أكثر : أنتِ تعلمين أنه لو كان أي آحدٍ لطردته بالفعل .. ولا يجب أن أميزكِ عن بقية التلاميذ لأنك حبيبتي .. مازلتِ لم تُجيبِ؟
ضيّق عينيه يرمقها بعبوس .. مدت شفتيها باستياء : طردتني وكان هذا محرجًا جدًا لقد سخرت مني ناري كثيرًا
تنهد بقوة وشد عليها ليجذبها لأحضانه أكثر : أنتِ تعلمين أنه لو كان أي آحدٍ لطردته بالفعل .. ولا يجب أن أميزكِ عن بقية التلاميذ لأنك حبيبتي .. مازلتِ لم تُجيبِ؟
- لا أعلم بالفعل .. ربما هو تغير الفصول تعلم أن لدي مناعة ضعيفة
- لهذا أطلب منكِ شرب الحليب فتتذمرين .. فتاة سيئة
- اوبا لا تعاملني كالطفلة
- أنتِ بالفعل طفلة
- أنا في السابعة عشر من عمري
- لهذا أنتِ طفلة
تبسم على عبوسها .. أفسد عقدة جبينها بأصابعه ورسم على شفتيها ابتسامة سرعان ما محتها وهي تتذمر : تنعتني بالطفلة وترفض تقبيلي لهذه الحجة الفارغة .. أي لي دونغهي سيء هو أنت؟
ازداد تبسُمًا .. وضع الطبق الفارغ على الطاولة بجوار السرير وأعطاها الدواء وخافض الحرارة .. عدل جسدها على السرير ومنحها قُبلة على جبينها : بعيد ميلادك الثامن عشر سوف أُقبلكِ على وجنتيكِ
رمته بنظراتٍ عابسة : فلتحتفظ بها لنفسك
لفت جسدها وسحبت الغطاء عليها تنهدت بتعب وأغلقت عينيها لتنام ربت على شعرها وهمس : تصبحين على خيرٍ صغيرتي
*
*
تعالى أنينها بقسوة يحتك بحلقها يكاد أن يمزق حبالها الصوتية لا
تعي حقيقة ما يحدث حولها تمامًا .. كل عضلةٍ بها ترتعش بقسوة .. عظامها كأنها
تتقلص أو يتم طحنها بعنف .. حدقتيها مشدوهتان بقوة حمراوتان تكادان أن تقفزا من
مكانهما رعبًا تحاول عبثًا تحرير يديها علها تخفف من حدة جنون هذا الصوت .. مظلم
للغاية مميت وقاتل لا رحمة لا شفقة .. كأنها فجوة مظلمة كثقب وسط الفضاء يسحب حتى
المجرات يطحنها هي العارية تمامًا لا تعرف كيف حدث ولا متى!! تتساقط قطرات العرق
على عينيها مالحة للغاية تلسعهما حتى الدموع تخشى النزول .. فراغ مرعب يدور بها
ويطن برأسها كضغط جوي هائل على أذنها يحاول جعلها تصرخ إلا أن أنينها المتألم كان
أفطع بمراحل .. يدٌ تنزلق على جسدها تضغط عليه .. هي حتى ليست متأكدة من كونها يد
!! الكثير من الفراغ الممتلأ بأجساد لا وجود لها لم تعي ولم يستطع عقلها البائس
فهم هذا حتى!! لو بكت لو صرخت لخففت حدة ما يحدث لها ..
هبطت بُفجر .. شعرها يتطاير لمع ببريق ماسي أضاء قليلا من هذا الظلام
وليته ما فعل .. لفت جآي هي رأسها بجنون تنظر لما حولها أجساد مممزقة معلقة في
الفراغ لا تفهم كيف تنسال منها الدماء لتكون بحر هائج بأمواج عالية لطمتها بقوة
جعلتها تسقط أكثر .. غرقت حاولت تمرير ذراعيها تعلم كيف تسبح لكن في دماء! من على
الأرض فعل حتى تفعل هي البائسة!! ذلك الشيء ذي الشعر الماسي غطس في الدماء وهي
تصارع أنفاسها الأخيرة .. موسيقى إغريقية كانت خلفية لطنين مزعج يضغط على فصي
دماغها بشكلٍ بشع ..
اقتربت هذه المخلوقة أكثر أمسكت بوجه جآي هي أجبرتها أن تنطر لها
.. عينيها حمراء تقطران شرًا تنضحان كرهًا شيطانة بشعة .. تغرز حوافرها في وجه جآي
هي المفزوع! فتحت فمها لتقسم جآي هي أنه يكبر جسدها كله كأنها مغارة فتحت بداخلها
عذاب أليم! صراخ ينبع من داخل هذا المكان المرعب جعل جآي هي تبكي تألما فقدت عقلها
بالفعل!! أي عقل يستقبل هذا الجنون برحابة!!
قبضت على عنقها بأنيابها مزقت جلد عنقها من الجانب تركت لها
ندبة مؤلمة .. صراخها يتردد في داخلها بعمق يجذبها للهلاك بسرعة ضوئية! سلاسل قبضت
على قدميها سحبتها للأسفل أكثر .. رمقت الشيطانة بعينين شديدتا الحمرة خالية من
الدموع رغم الألم المفزع .. لم تقدر على رؤيتها بوضوح عينيها لم تخلق بقدرة على
رؤية شيطانة كتلك!! خلقنا الله وليس هي فقط بغشاء على عينينا يحمينا من رؤيتهم
وإلا أين نظرنا لكنا رأينا شياطين تتراقص!! .. قبضت الشيطانة على شعرها مزقت
أطرافه وأخيرًا دفعتها للأسفل .. انسحب جسدها وغرقت تماما في الدماء!!
ملأ صراخها كل ركنٍ في الغرفة جسدها يترعش بجنون ألم عصف بكل كيانها .. فتحت عينيها لتراه ينظر لها برعب!! عينيه جاحظتان .. هل مجددًا هو يتخيل!!! عارية لا تظهر ملامح جسدها لشدة ماهي مغطاة بالدماء شعرها ممزق وجروح مهولة بوجهها ويبدو وكأن جلدًا من عنقها منزوع!!!!!!
بدون أي مقدمات يزحف جنون الهلاك لحياتنا .. أن تقع ضحية لإنانا فأنت ميت لا محالة لكن ...
استعد أولا لعذاب تتفنن به جنونية كتلك .. رسالة واضحة رددتها جآي هي بصوت ليس بصوتها إلا أنه يخرج من حلقها : " أنت مقابل سلامتها "
فقدت بعدها وعيها ليسقط جسدها على السرير!! لم يقوى عقله بعد على فهم ما يحدث ولن يقوى حتى! سقط على ركبتيه أرضًا .. استيقط أرجوك هذا الكابوس حقًا مخيف .. لكنه لن يستيقظ لأنه بالفعل
ملأ صراخها كل ركنٍ في الغرفة جسدها يترعش بجنون ألم عصف بكل كيانها .. فتحت عينيها لتراه ينظر لها برعب!! عينيه جاحظتان .. هل مجددًا هو يتخيل!!! عارية لا تظهر ملامح جسدها لشدة ماهي مغطاة بالدماء شعرها ممزق وجروح مهولة بوجهها ويبدو وكأن جلدًا من عنقها منزوع!!!!!!
بدون أي مقدمات يزحف جنون الهلاك لحياتنا .. أن تقع ضحية لإنانا فأنت ميت لا محالة لكن ...
استعد أولا لعذاب تتفنن به جنونية كتلك .. رسالة واضحة رددتها جآي هي بصوت ليس بصوتها إلا أنه يخرج من حلقها : " أنت مقابل سلامتها "
فقدت بعدها وعيها ليسقط جسدها على السرير!! لم يقوى عقله بعد على فهم ما يحدث ولن يقوى حتى! سقط على ركبتيه أرضًا .. استيقط أرجوك هذا الكابوس حقًا مخيف .. لكنه لن يستيقظ لأنه بالفعل
مستيقظ . . .
شعر
حينها بأن أوزانًا مهولة تضغط على جفنيه تسحبهما لأسفل ولم يتكبد عناء منعهما ففي
الحقيقة يتمنى الآن لو يغمض عينيه فلا يعودان كسابق عهدهما أبدًا .. لكنها كانت
لحظة واحدة وبعدها فُتحا من تلقاء نفسيهما وكأن لا سلطة له عليهما .. رفع نظره
ببطء وعضلاته لاتزال ترتعش لمجابهة هذا الجنون مجددًا .. اتسعت حدقة عينيه وانتفض
جسده ليسقط للخلف متقعدًا الأرض .. حاول إنزال تلك الغصة العلقمية البشعة عن حلقه
إلا أنه فشل .. هل أصابه الجنون؟
نهض كمن تعرض لصعقة مؤلمة .. جرّ قدميه بصعوبة
وهبط بجوارها .. الملاءات التي كانت ممتلئة بالدماء هاهي الآن ناصعة البياض وجآي
هي ممددة بهدوء .. أنفاسها منتظمة وكل شيءٍ بها طبيعي حد الرعب!! تفقدها بعينين
امتلأتا توًا بالدموع .. شعرت بلمساتٍ ناعمة تداعبها على استحياء فأفسدت تعانق
جفونها ونظرت له بعينين ناعستين .. رمشت عدة مرات عندما رأت الدموع تزين مقلتيه ..
انتفضت واحتضنت وجهه بين كفيها
- كينشانا؟ ما بك؟
هزّ
رأسه نافيًا أنه بخير فهو بالفعل ليس كذلك .. هل كان يحلم! كان بالفعل مستيقظ ثم
إنه فتح عينيه في ذات المكان الذي أغلقهما فيه .. خفق قلبه ببهوت يشعر بأن النشيج
المؤلم منبعث منه .. إنه لازال يأن رعبًا على هيئة حبيبته السابقة فكيف لهذا أن
يكون حلمًا .. تفقدها مجددًا، سليمة لا تشوبها شائبة .. لازالت تحدق به بتعجب لوّت
شفتها السفلية وقبضت على يده في عينيها الكثير من التساؤلات .. وأدتها حالما تحدث
بحشرجة : لا شيء يؤلمكِ ؟ لم يحدث شيء صحيح؟
ابتلعت
لعابها ولازلت ملامحها المشدوهة بصدمة تزداد تعجبًا .. ربتت على يده بين كفيها ..
مِن ثَم رفعتها حيث مستوى شفتيها وأهدتها قبلة ناعمة شأن فراشة : بغض الطرف عن أني
كنت نائمة بالفعل .. لا شيء حدث معي .. ولكن أنت بخير؟ ما الذي يحدث معك؟
- أتعلمين؟ أنا بالفعل لم أعد أفهم شيئًا
- ماذا تقصد؟
- عودي للنوم .. سأذهب لأغتسل ربما أستعيد رشدي
حملقت
به لوهلة قبل أن تعود وتتمدد بهدوء .. لازالت تحت تأثير الدواء وتود النوم بشدة ..
حالما تقلّبت على جانبها ازداد اتساع عينيه وجذبها بقوة ناحيته .. آلمتها فتأوهت :
يا لي دونغهي ماذا يحدث معك بحق السماء ؟ ( زاد من قبضته على كلا جانبيها مثبتًا
إياها .. أصابعه تضغط على جلدها بقوة فزادت تأوهها ) توقف أنت تؤلمني!! تخيفني
أيضًا
أزاح
خصلات شعرها بجنونية متلهفًا شأن ذئب جائع لمح قطيعًا من الغنم .. ظلّت تحاول
تحرير نفسها بدفعه إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل .. ازداد انهمار دموعه وهو
يتفقد الندبة على عنقها : كيف حدث وأصبحت هذه الندبة هنا؟
حررها
بصعوبة .. ابتلعت صدمتها وتحسست جانب عنقها بتعجب : منذ الطفولة! عضتني والدتي
يومها بقوة لأنني ذهبت للسباحة وكدت أغرق ملقية بكل أوامرها عرض الحائط .. كانت
غاضبة جدًا بحيث أنها لم تشعر بمدى قوة عضتها
تساقطت
الدموع من خديه على تعانق كفيهما حيث كان دونغهي يمسك بخاصتها يحاول عبثًا السيطرة
على ارتجافة أوصاله : كيف لهذا أن يحدث ؟ يا إلهي ما هذا الجنون ؟
- أي
جنون؟ بالله عليك دونغهي قلت لك أنت تخيفني! لماذا تبكي وتتصرف بغرابة .. يا رجل
لقد سألتي بشأن هذه الندبة منذ مدة طويلة !!
فض التحام كفيهما ونهض بلا أدنى كلمة .. دلف دورة
المياه وجلس أسفل تدفق الماء البارد بملابسه وهيئته كما هي .. يود لو يُخرج عقله
يعتصره بين أصابعه صارخًا به " هل أصابك الخرف المبكر أيها الأحمق " أي
جحيم سقط فيه .. لماذا تحدث معه هذه الأشياء .. بالفعل تُخيفه وللغاية .. ثنى
ركبتيه وضمهما لصدره ولازالت قطرات المياه تتدافع لتصطدم به تؤلم جسده كما روحه
الهائمة على وجهها تمامًا لا يعي أمن المفترض أن يتلافى كل هذا وكأنه لم يحدث شأن
تخيل مزعج أو كابوس جنوني .. حلم يقظة مرعب؟ تدافعت الدموع أيضًا لتتلألأ على
مقلتيه كالددر .. كداخله المتوهج بشرارة تُنذر بخطر .. يصدح عمقه السحيق بإشارة
غير مفهومة المعنى أو الغرض .. طنين وأصوات تتزاحم بعقله .. تُفسد هدوءه وتشطر كل
شيء بداخله لنصفين .. فضّ جلسته ونهض بصعوبة .. حسم أمره سيتجاهل كل هذا وحسب!
_
صباح
اليوم التالي حالما فتحت عينيها مجددًا لم تجده بجانبها .. أو على كرسيه كما طلبته
.. استشعرت وجود شيء بين أصابع كفيها فوجهت نظرها نحوه .. كانت ورقة ملاحظاتٍ
صغيرة تفقدت محتواها الذي ما كان إلا رسالة ..
"
صباح الخير حبيبتي .. آسف على إفزاعكِ ليلة أمس لقد رادوني كابوس لهذا كنت غريب
الأطوار .. حرارتك أصبحت بخير .. يوم آخر في السرير وسوف تتعافين تمامًا .. ذهبت
للمدرسة لا أستطيع التغيب لذا اعتني بنفسكِ حتى أعود يا طفلتي "
جعلت
تقرأ حروفه الصباحية بولهٍ شديد خفقات قلبها تعذف لحنًا يُطرب خلاياها وينعشها
وكأنها حصلت على قبلة فرنسية صباح يوم ربيعي مُزهر .. ابتسمت على تفكيرها الذي لا
يتزحزح عن أمر القبلة .. تتوق لها تود بشدة أن تألف ملمس شفتيه ومذاقهما .. كحبة
الكرز أم شأن شوكولاه أو ربما فراولة .. عضت شفتها تؤنب نفسها .. أزاحت الغطاء
وهبطت عن السرير .. اكتفت بغسل وجهها سريعًا وخرجت .. التقطت هاتفها لتحدث ناري
التي أجابتها كونها الآن في الاستراحة للغداء ..
- علمت أنكِ ستتغيبين بسبب الحمى
-
أوه .. ميانيه ناري لم أسمع رنين الهاتف كنت نائمة بعمق .. عندما استيقظت فكرت بالاتصال
بكِ فوجدت مكالمة صادرة منكِ من الأساس
- لا عليكِ .. أخبرتني والدتكِ أنك بمنزل دونغهي ليعتني
بكِ
عضت
على شفتها ثم أومأت كأنها تراها : ولهذا اتصلت بكِ .. أريد أن أصنع له طعامًا
لذيذًا لأنه اعتني بي أمس بحيث أنه لم ينم قط!
- ياللرومانسية التي تشطر قلبي الأعذب لنصفين
- بابو لا تبدأي الآن !!
أملتها
ناري بالفعل وصفة لذيذة للغاية بطريقة احترافية كما أنها أيضًا وصفت لها طريقة
جيدة للتقديم .. بسبب امتلاك عائلة ناري لمطعم للمأكولات الكورية فهي لديها خبرة
واسعة بالطعام وطرق التقديم حيث تعمل مع عائلتها بالفعل .. أنهت جآي هي المكالمة
.. وتلفتت تنظر حولها ..
كما
هو الحال مع أي رجل أعذب فمنزله ليس مرتبًا .. لذا قررت تنظيمه .. مسحت الأتربة ،
نظفت الأرضية ، وضعت الملابس المتسخة في الغسالة ، غيرت الملاءات ورتبت كل شيء ..
استهلك منها الأمر وقتًا طويلا كونها كسولة ومتذمرة إلا أن كل ما يخصه تقوم به على
أكمل وجه وبسعادة .. حينما انتهت دلفت للمطبخ لتعد الطعام الذي سرعان ما انتشرت
رائحته الشهية في الأرجاء .. نظرت للساعة التي تحيط معصمها تبقى نصف الساعة حتى
موعد وصوله لذا أسرعت للحمام بغرض الاستحمام .. لم يأخذ الأمر منها الكثير من
الوقت على غير عادتها .. بل انتهت ووقفت تجفف جسدها بحرص .. كانت قد أحضرت مرطبًا
للبشرة وضعت منه فانبعثت رائحته الناعمة لأنفها مما جعلها تبتسم برضا .. ارتدت
ثوبًا رقيقًا بلون السماء الصافية تزينه الوردات الرقيقة عند الخصر .. نظرت لنفسها
في المرآة وهي تجفف شعرها ..
عندها أحست ببرودة غريبة تتسرب لأطرافها ارتعش
جسدها بقوة وهي تتلفت بحثًا عن مصدر هذا الهواء البارد الذي يلفحها شأن صفعة قوية
.. لم تجد إلا أن شيئًا ما جعلها تتجمد كقطعة الثلج على وضعها .. ابتسمت إنانا وهي
تنظر لها في المرآة بعمق .. ابتسامة تحولت لنظراتٍ شرسة وانسل جسدها كاملاً من
المرآة لتقف أمامها مباشرة .. حركت أصابعها على شعيرات جآي هي المتجمدة كالجثة
فاقدة الوعي ربما إثر تعويذة غريبة تلتها عليها إنانا التي اقتربت أكثر من الفتاة
وشرعت تتحدث : لوسيفر يحجم من قدرتي .. لقد قام بمنعي من مسّ هذا الوسيم إلا أنني
لن أخضع بسهولة بعدما أصبح ملكي بالفعل .. فاسمحِ ليّ يا صغيرة استعارة جسدكِ
لليلة .. موافقة؟
تعالت
ضحكاتها لتجوب بقاع الأرض فتهتز بشكل مثير للغرابة تحولت ضحكاتها لصراخ عالي حطم
كل الزجاج الموجودة في المنزل .. فردت ذراعيها كأنما هي طائر يستعد للطيران ..
ارتفع جسدها إنشاتٍ عن الأرض وزاد صراخها وظهرها يتمزق لتبرز منه أجنحة تتحرر
وتنسلخ من داخلها بشكلٍ مفزع ربما لو رأه آدمي لشُل عقله ولقي حتفه ..
أجنحة سوداء مهولة تزيد بمراحل عن حجم المكان ..
ترفرف مصدرةً صوت ضجيج مفزع .. تصطدم بكل شيء فتحطمه .. صراخها لم يتوقف ولو لوهلة
مما سبب تقلبًا عجيبًا في الطقس .. تلبدت السماء بالغيوم الرمادية وتدافعت حبات
المطر بفجر لتركل الأرض بقسوة .. صدحت السماء بالرعد الذي يشبه صراخها تمامًا ..
والكل يحاول الفرار من هذا التحول الجنوني .. ارتفعت أكثر وأسنانها تتحول لأنياب
أشد حدة وطولا من الضباع .. عينيها برزتا للخارج تتألقان بنور أحمر متوهج ينبعث من
حدقة تشبه عين سمكة القرش .. عند هذه النقطة أوقفت تحولها الكامل للهيئة الشيطانية
ولفت حول نفسها بسرعة مهولة حتى تكور جناحيها حولها وبعدها تحولت لذرات غبار مهولة
متلاحمة سوية بلون أسود مخيف ..
طرقت
أصابعها بقوة مما جعل جآي هي الواقفة كالصنم تسترد وعيها أخيرًا لتنظر برعب لهذا
الغبار الأسود المندفع نحوها بقوة .. صدمها .. تخللها وعبر من الناحية الآخرى
مخترقًا طبقات جلدها وحتى أعضاءها الداخلية .. صرخت بتألم فظيع وانبصقت الدماء عند
طرف شفتها السفلية .. دُفعت بقوة لتحتضن الأرضية وعاد هذا الغبار ليتلاحم ثم اندفع
لداخل حلقها وانفجر بداخل جسدها .. نزفت الدماء داخليًا وشهقات الفتاة تحشرجت
كأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة .. ظلام
حالك ابتلع المكان وهي بداخله مقيدة بسلاسل .. تصرخ ، تثتغيث .. فلا تسمع هي نفسها
صوتها إذ حتى صوتها سرق منها .. دموعها تتدافعت لتتساقط على خدها فكانوا شأن مطر
حامضي سلخ جلد وجهها وتركها تتلوى كأفعى قُطع ذيلها دون أن تموت .. أشياء غريبة
تزحف على جسدها العاري تغرز به أنيابها وهي فقط تتألم .. لا ترى شيئًا ولا تسمع أو
تعي شيئًا .. أين هي وما هذا الجنون لم تعد تعرف ..
أدار
المفتاح في الباب ودلف بهدوء .. خلع حذاؤه المتسخ من المطر ووضعه جانبًا .. دلف
للداخل بخطوات بطيئة .. حالما شمل نظره كل ما حوله تبسم بهدوء هاتفًا : يااا لي
جآي هي
خرجت
بخطواتها الواثقة من الغرفة .. بدلت الثوب لأخر بلون الحمرة يبرز جمالها ومنحنيات
جسدها المنقوشة بعناية كحدود لوحة مبهرة لفنان عالمي أصابعه هي السحر .. يصل الثوب
حتى منتصف فخذيها .. شعرها الأسود المنسدل على جانب عنقها بنعومة .. وتبرج وجهها
الرائع انتهى بشفتيها المختومتان بالأحمر القاني أيضًا .. حافية القدم مما زاد
سحرها .. أمامها ابتلع دونغهي لعابه بصعوبة كاد أن يكون الأمر مستحيلاً بالنسبة له
قبل اللحظات التي بعدها نزلت الغصة بالفعل .. ارتفعت حرارته وهو غير قادر على
إبعاد نظره عنها .. عض على شفته السفلية يكبح جنون ما بداخله وقتئذٍ لكن الواقفة
أمامه اقتربت بجرأة عهدها دائمًا منها ولكن ليس على هذا النحو .. تتغنج في مشيتها
تحرك جسدها بإغراء واضح .. حالما أصبحت أمامه تناولت أزرار قميصه بين أصابعها
وجعلت تعبث بهم متمتمةً بهدوء : كل هذا لأجلك .. المنزل المُرتب بعناية ، الطعام
الشهي و ... ( صمتت للحظات تدهس شفتها بجباروت أسفل أسنانها مما زاد الأمر اشتعالاً
بداخله .. كنيران مستعرة تزحف لتلتهم تجلده أمام هذا الجسد المغري حد إذهاب العقل
) و أنا ..
بدون
وعيٍ منه مدّ يديه بغرض إنامتها عند خصرها المنحوت شأن تحفة فنية متقنة الصنع ..
إلا أن اهتزازة عنيفة بداخله بدلت رأيه في اللحظة الأخير ليدفع يدها عن قميصه وقطب
حاجبيها : ما هذا الآن ؟
هزّت كتفيها بلا مبالاة : أحاول إغراءك يا كتلة الجليد
رمشّ
بذهول لا يصدق أي هوس سمعه الآن .. تراجع خطوات للوراء وهتف باستنكار : جآي هي هل
ارتفعت حرارتكِ لهذا الحد المخيف؟
عادت
لتأد المسافة بينهما باقترابها منه مجددًا : بل أنا بأفضل حالاتي .. ألستُ حبيبتك؟
لن أخجل من قول أنني أحتاج أن أكون فتاتك لليلة !!!
تفلتت
منه شهقة مصدومة لشدة وقع ما نطقت به على مسامعه .. هل هذا أيضًا أحد تخيلاته
الجنونية؟ أجفل بقوة وتيبست ملامحه وهو يشير نحو غرفتها : اذهبِ حالا لتبديل هذه
الثياب وسأحاول أن أتناسى ما قلته الآن
نفت
برأسها : لا تتعب نفسك فأنا لن أفعل أيًا من هذا .. ( نفضت خصلات شعرها الكثيف
للخلف واقتربت لتقف بأطراف أصابع قدمها على خاصته .. فلم يفصل بينهم إلا جواربه ..
نظرت لعينيه بجرأة ) لنفعلها
مدت
أصابعها وضغطت على فصي دماغه .. تعالى طنين رهيب برأسه ضغط على عينيه ليصبح الأمر
وكأن خزانًا كاملا من المياه يستقر فوق حدقتيه يؤلماننه بشدة .. هبت عاصفة متأججة
بداخله صفعت استكانته وحطمت دفاعاته المنيعة .. أنزلت أصابعها وهي تتحسس وجهه إلى
أن استقرت حول عنقه .. أنفاسهم الساخنة تلتحم في البؤرة الصغيرة بينهما لتنصهر
أجسادهما سوية
أحاط
خصرها ورفعها قليلا بعد .. نظرت له بعمق في عينيه السوداء اللامعة .. بريق مذهل
يسلب العقل كلمعان نجمة وحيدة في سماء ارتدت السواد بتفاخر .. ابتلعت غصتها وأسدلت
أهدابها فعل هو أيضًا المثل , التقم شفتيها بقبلة كانت الأولى بينهما وأخيرًا ..
بجسديهما ملتحمان روحه تتقافز إثر مخدر عجيب لم تتناوله بينما القابعة بين ذراعيه
لازلت تأن في الظلام .. ليست قبلتها ، ليست ليلتها .. سُرق جسدها منها وبقيت روحها
مقيدة في الظلام تصرخ بقلبه أن توقف!!
إلا أن التوقف بدا أكثر الأشياء استحالة الآن ..
صرخ الرعد ليهز أركان الأرض بعنفوان يضرب ويدمدم والجسدان في جنون استقبله فراش
غرفته بألم وكأنه تعرف وحده على تلك اللعينة التي تضع ختمها على جسد صاحبه ..
لمسات شيطانية ... تخترق حتى جلده لتسلب ما بداخله أيضًا .. همسات تتردد في أذنه
همسات ليست لحبيبته ولم تكن يومًا .. إنها وفقط "همسات الشيطان" !!! فهل
الجسد هو الحب؟
جسد
حبيبته بين أضلاعه يقلبه كيفما يشاء وروحها مقيدة تثتغيث وهو دون أن يعي يُغرقها
في الظلام أكثر .. عند نقطة فيصلية انتفض جسد دونغهي للخلف كمن استفاق توًا على
فاحشة نكراء ستلتصق به دون أن تفارقه أبدًا .. اتسعت عينيه وهو يرمق جآي هي
المرتجفة تتمسك بالغطاء تحاول عبثًا مداراة جسدها .. تقبض على البقعة الحمراء
تحاول إخفاءها .. تحولت ارتجافتها لنشيج باكي متواصل لا ينقطع ولا يخلو من الشهقات
.. جحطت عينيه لشدة هول الموقف والعرق يتصبب من جبينه زاغ بصره .. يصك أسنانه
ببعضهما يبحث عن أي دليل ليبرأ نفسه لكن بالفعل لا يوجد .. رفعت وجهها المرتجف
نحوه .. غص حلقه يود الآن أن يختنق حد الموت .. نظر لها بندم وليته ينفع يود
الصراخ فقط ما الوهم وما الحقيقة!!! استعد بكل ما به لصفعتها المُدمية وصراخها ..
إلا أنها بأنامل مرتجفة حملت يده وأسقطتها في حضنها تبكي بمرارة : لم يكن خطأك ..
لم يكن خطأك
وظلت
تردد حتى سقط دماغها عند صدره العاري الممشوق بعضلات لاتزال ترتجف حتى اللحظة ..
بل زادت ارتجافتها عندما اتسعت بقعة الدم الحمراء .. ماذا يحدث معها الآن أي حقارة
ارتكبها !!!
ازدادت
ابتسامة إنانا المحلقة في سماء الغرفة .. ابتسامة حقًا قذرة تنهدت بسعادة واختفت
مخلفة وراءها جريمة كانت وحدها مفتعلتها .. إذ لم تكن جآي هي من أغرته ولم يكن هو
من اختار بإرادته أن يسرق براءتها في هذا السن الصغير .. هو الذي طالما حافظ عليه
من بصره قبل نظرات الآخرين!!
كان كالمقيد أو الجثة بلا أدنى إرادة سحبته
لمسرح الجريمة أتمت خطتها ختمته بملكيتها واختفت دون أن تخلف وراءها أي أثر شأن
مجرم محترف لم ينتج عنه ولو بصمة!! حررت الفتاة ودفعتها له في اللحظة الأخيرة
ليسلب روحها وجسدها معًا طهارتهما وليستفيق على ذلك الإثم !
توًا
انتفض كمجنون ارتدى ملابسه ودثرها بثوب فضفاض أسود اللون علّه يخفي دماء نكبتها
النازفة .. وهرع وهي بين ذراعيه كالعصفور بنية التوجه لإحدى المستشفيات لإيقاف
النزيف .. يركض بلا هوادة دموعه تتساقط يعتصر تلافيف عقله يبحث بينها عن كيفية
حدوث الأمر آخر ما يذكره أنه رفض إغراءها وبعد ذلك وكأنه انفصل عن العالم تمامًا
كالميت أو مُحيت ذاكرته! تتسابق الدموع لتغادر مقلتيه تقرفًا من بشاعة ما صنعه وهو
حتى لا يذكره! غسل المطر الأرض الأشجار وقلوب الناس إلا قلبه النازف الذي خُيل له
وكأن هذا المطر يصفعه , يؤلمه أكثر .. يترنح كالسكارى يركض تارة ويتعثر تارات ..
لوث الماء ملابسه .. البرودة تتخلل شغاف روحه تسلخ قلبه وتعصره بقبضة وهمية .. في
تلك اللحظة أحس وكأن الأرض التي يسير فوقها تلعنه ، تلفظه خارجها حتى الموت لا
يريده يمقته لو ألقي بين أحضان الأرض ستدفعه تقرفًا .. عندما قرر الغدر كانت خياره
الأول .. أن تغدر بمن أحببت وأنت حتى لا تعرف متى أو كيف ولا تذكر حتى أبسط التفاصيل
لهو قمة الاستهزاء من القدر بشخصك الضعيف .. شأن ورقة مهترئة تظن نفسها شيئًا في
الحياة لتصدم بأنها ليست سوى نكرة .. كمبتدأ دون خبر أو موصوف دون صفة .. هي فقط
لا شيء!!! اصطدم النور المهول بعينيه وصوت زامور يُعلن النهاية .. سقط أرضًا يضغط
على جسدها المدفون بداخل أضلاعه المرتجفة بجنونية .. توقف وترجلت عن السيارة اتسعت
حدقة عينيها وشهقت وهي تتقعد الأرض أمامه
- دونغهي-شي!!!
رفع
نظره الشاحب نحوها مما سبب لها الفزع أكثر .. ابتلع دموعه النائمة بخزي عند شفته
الجافة : إنها تنزف لقد اعتديت عليها
شهقت
بقوة أكبر ودفعت بكفيها عند شفتيها بصدمة .. كادت عينيها تقفز من محجريهما من هول
وقع الكلمة على نفسها .. ابتلعت صدمتها بصعوبة ونظرت لصديقتها بأحضان المغتصب الذي
أحبت .. نهضت بسرعة وهتفت : اصعد لسيارتي .. لن نذهب للمشفى شقيقتي طبيبة
لم
يعترض .. بل لم يفهم ما قالت نفذ الأمر وفقط كالآلة وقادت ناري السيارة حتى المنزل
.. ترجلوا منها ولازالت بداخل أحضانه .. دلفت مباشرة من الباب وأشارت له على
غرفتها .. دثرتها بالغطاء بعدما أفلتها من حضنه لأحضان السرير وذهبت هي سريعًا
لإيقاذ شقيقتها .. ظلت برفقته في الخارج أمام الغرفة .. وحالما خرجت شقيقتها
اقتربت منه بغضب العالم أجمع وصفعته : يالك من وغد!! إنها في النهاية طفلة كيف لك
أن تقوم بشيء حقير كهذا وبكل تلك الوحشية!!!
حرك رأسه كالمجنون يمينًا ويسارًا وعروق رقبته وذراعيه
قد نفرا بالفعل .. أخذ يردد بحشرجة مرتعدة : لا أعلم .. لا أعرف ماذا حدث لا
أعرف!!
صرخت به : هل تدعي جهلك بالأمر الآن بكل وقاحة؟
رفع
رأسه ينظر لها بعينين مشتعلتان كالجمر من كثرة الدموع : أنا لا أفهم شيء لا أعرف
أي جنونٍ هذا !! سحقًا !!!
نظرت
الفتاة لناري وقالت بحدة : هاتفوني من المشفى لأن هناك حالة طارئة .. سأغادر
وحالما أعود لا أريد أن أري هذا الوغد هنا
أومأت
ناري وهي تتبع خطوات شقيقتها بعينيها فقط .. لفت نظرها له وهمست : سأحضر لك
ملابسًا جافة بدل هذه ..
ذهبت
لتنفذ ما قالته بينما هو انتصب أخيرًا وجرّ قدميه لداخل الغرفة .. حيث جآي هي
نائمة على السرير بسكون بعدما أوقفت شقيقة ناري النزيف وبدلت لها ثيابها .. جلس
لجوارها وتناول كفها بين راحتي يده وشرع يقبلها .. بينما ارتفع في الغرفة نشيج
ذكوري لا ينقطع : أنا آسف .. أقسم لكِ أنا آسـ
قاطعه صوتها المتعب بشدة : قلت ... لم ... يكن .. خطأك
!!
انتفض ينظهر لها بتلهف : جآي هي أنتِ بخير يا طفلتي؟
هزت رأسها بألم : سأحكي لك .. كل شيء ... لكن غدًا ...
أحتاج للراحة!
أماء
لها وقلبه يعتصره الألم .. نغزات قاتلة تُدميه وتترك لها جراحًا لن تندمل أبدًا ..
لن ينضب ألمه .. لن ينضب يومًا !! أرخت رأسها على الوسادة وأعادت إغلاق عينيها ..
عندها ربتت ناري على كتفه بإشفاق ووضعت الملابس على حجره .. لف رأسه ينظر لها
بحسرة ..
ابتسمت
بوهن : سمعت؟ قالت ليس خطأك .. ارتدي هذه الثياب وعلينا أن نغادر فور استيقاظها من
هنا كما قالت شقيقتي حتى لا يجن جنونها ! دعنا نذهب لمنزل عائلتي في الريف القريب
.. المكان آمن ومناسب لها كفترة نقاهة !!
_
خطت
أول حركاتها الواهنة في المنزل بمساعدته .. وهي تهديه ابتسامات باهتة بين الحين
والآخر .. يحيط بجسدها من الجانب ملقيًا بكل حملها عليه .. ملامحها ذابلة وشديدة
الإعياء .. لكن رغم هذا لازلت تضحك كي تُثلج قلبه المشتعل وتعلم جيدًا مقدار ألمه
.. أشارت لهم ناري على أريكة مريحة معلنة : لقد كنا هنا مند مدة لذا المنزل نظيف
.. لنرتح ونتناول شيئًا وبعدها لنسمع قصتكِ جآي هي التي قلتِ ستحكينها .. ( لم
تنتظر إجابة بل على الفور ولجت المطبخ لتحضر ثلاثة أوعية من الراميون الساخن ..
حالما انتهت وضعتهم على الطاولة وأشارت لهم ) تفضلوا
- شكرًا لا شهية لديّ
نظرت
لدونغهي بآسى .. أما جآي هي فتناولت كفه وقبلته بحنان : أريد أن تتناول طعامك كي
أكل أنا أيضًا
عادت
الدموع لتحتشد بمقلتيه وحرك رأسه بالنفي عدة مرات : إنني وغد بالفعل!!
ابتسمت
بمرارة وعادت لتقبل راحة كفه : بل أنت طفل !! ( تنهدت وعادت لتكمل ) ما سأقوله قد
يبدو جنونيًا للغاية لكن أقسم أنها الحقيقية ( ابتلعت ما بحلقها وأكملت برجفة
استشعرها الجالسان بجوارها فعض دونغهي على شفته بألم بينما أن ناري ضمتها ..
تساقطت دموعها وبدأت بسرد ما حدث ) إنها شيطانة .. لقد قيدتني في مكان غريب
واستولت على جسدي .. وكما فعلت معي قامت بشيء سيء لك أيضًا دونغهي .. إذ أفقدت
سيطرتك على نفسك بإحدى تعويذاتها وشلت وعيك تمامًا .. ( تدافعت الدموع والشهقات
وهي تدعك أصابعها ببعضهم ) كان المكان مظلم وكنت خائفة .. حاولت أن أصرخ أو
استغثيت ولكن صوتي قد سرق مني بالفعل .. بعدها قالت لي أن امنحها جسدي وأنت مقابل
أن تتركني أعيش بسعادة وعندما رفضت ضحكت بشدة و... ( هزت رأسها عدة مرات ) قالت
أنها ستحصل على ما تصبو إليه رغم أنفي لكن ستعاقبني أولا .. كنا ضحيتيها إلا أنها
انسلت من شخص الجاني وألصقته بك .. أرجوك لا تجزع تلك هي الحقيقة !!!
انشل
الاثنان يرتجفان .. دونغهي مشدوه يكاد يفقد عقله للمرة الألف في عدة ساعات فقط ..
بينما ناري تردد كلمات صديقتها بصوت خفيض وملامحها تتلبس الصدمة .. لف دونغهي رأسه
يعتصر قلبه وهو بهتف بمرارة : ما حدث معي لم يكن جنونًا؟
نظرت
لهما ناري وهي تشعر بالصداع : لقد أصابني الصداع بماذا تتفوهان أنتما الاثنان؟
- شيطانة .. إنها شيطانة تريد دونغهي!!
ابتلعا
سوية غصتيهما بينما عضت ناري على شفتها السفلى : متأكدان؟
هتفت جآي هي بألم : أقسم!!
أمام إصرارها هتفت ناري بترقب : ماذا ستفعلان؟
قبضت
جآي هي على كف دونغهي شديد البرودة تستشف منه بعض القوة : لا أعرف
نظرت
للأخير بعيون ملؤها الدموع فلم يكن منه إلا أن ضمها لصدره الفسيح كي تنعم ببعض
الهدوء .. راح يمسد شعرها وصوت بكاءها كمعروفة حزينة لا بُد منها .. جعلت ناري
تفكر لبرهة قبل أن تهتف بثقة : أظن أن لدي الحل !!
نظرا لها بانتباه شديد وتحدث دونغهي متلعثمًا : أي حل؟
- لنتناول الطعام أولا وبعدها كل شيء سيكون بخير فقط لا
تقلقا !!
_
- لمَ نحن هنا .. ناري لا أحتاج للمزيد من الرعب ما حدث
يكفيني بالفعل !
أحاط
دونغهي عاتقها بذراعه اليسرى وثبتها تحت جناحه ليمنحها بعض الأمان .. كان ثلاثتهم
يسير في ممر مظلم لا ينيره سوى ضوء المصباح الباهت في يد ناري التي تقودهم .. تحدثت
الأخيرة بحروف ثابتة : إنها المكتبة القديمة .. أقدم مكتبات البلدة مهجورة منذ
عشرات السنين تحتوي على الكثير من كتب الأساطير والخرافات لابد ستفيدنا !
أصدرت
جآي هي همهمات الموافقة بينما لازالت تتمسك بملابس دونغهي الذي أهداها توًا
ابتسامة واهنة .. شبكت أصابعها الهزيلة بخاصته ولازالت تحت جناح يده الأخرى ..
قربه هو النعيم بلا أدنى شك .. الأمان والراحة .. وجوده هو كل شيء جيد .. عند نقطة
معينة من السير توقفت ناري ووضعت المصباح أرضًا بعدما رفعت إضاءته لينير المكان
بشكل أوضح .. وشرعت تفتش بين صفوف الكتب التي عفا عليها الزمان بسطوته وغطتها
طبقات الأتربة السميكة .. استمر البحث حوالي النصف ساعة بين مئات الكتب ولا يزال
العاشقان في تلاحم أحدهما يحاول بث الأمان في نفس الآخر .. لفت نظر الفتاة مجلد
كبير الحجم بغلاف كرتوني باللون الأحمر عليه رأس شيطان كتب عنوانًا له "
شيطانة الجسد " .. ابتلعت لعابها إثر غرابة الاسم وجذبته .. أخرجت محارم
ورقية قد أحضرتها معها وشرعت تنظف الأتربة عنه ..
تقعدت
الأرضية وهي تقلب صفحاته باهتمام .. اقترب دونغهي الذي يعانق جسد الفتاة منها
وراقب ما يحدث بترقب ..
-
إنها الشيطانة الأكثر خطرًا وجنونًا في جماعة الشياطين الحاكمة للأراضي النارية
السبع .. أن تقع في يد شيطانة عاشقة للجنس فأنت حتمًا أفقر البشر للحظ السعيد ..
إن الـ...
قاطع
قراءتها ضعف وانطفاء في نور المصباح ثم عودة لينير مجددًا وهكذا عدة مرات ..
ابتلعت ناري لعابها بتوتر بينما أحس دونغهي بارتجاف جآي هي بين أضلاعه .. هزت
رأسها بصوتٍ مرتعش تدفع حروفها دفعًا للخارج : لنخرج من هنا أنا خائفة !!
أشار
دونغهي لناري بعينيه فحملت الكتاب والمصباح وأسرعوا للخارج .. حالما ضرب نور
الصباح أعينهم ورغم أنه آلمهم لأن أعينهم بالفعل كانت قد اعتادت على الظلمة ..
تنهد ثلاثتهم براحة .. تبعوا خطوات ناري حيث المرج الأخضر الذي تتميز به هذه
المنطقة الريفية عن غيرها .. ألقوا بأجسادهم المتعبة على العشب .. واستندت جآي هي
برأسها لكتف دونغهي بينما عاد الأخير ليشبك أناملهما معًا .. بجوارهم عادت ناري
لتكمل القراءة ..
-
إنها إنانا .. الشيطانة الأكثر فتنة على الأرض .. ( رفعت نظرها عن الكتاب تنظر
لهما ) اسمها إنانا؟
هز دونغهي رأسه : لا أعرف
وافقته
جآي هي .. فأكملت الفتاة : منذ متى وقد بدأت أشياء غريبة تحدث ؟
هتف
دونغهي سريعًا : أول أمس .. رأيت زوج عيون حمراء في المرآة .. ثم هُيأت لي جآي هي
على أنها ذئب .. بعدها رأيتها غارقة بالدماء وعارية وهناك جرح عميق على رقبتها
وكأن جلدها منزوع .. ولكن أن فور أن أغلقت عيني وفتحتها كان كل شيء طبيعيًا للغاية
.. و...
شهقت
جآي هي وعينيها جاحظتان : يا إلهي نعم لقد كنت في فضاء خالي وسبحت في بحر دماء
وعضتني شيطانة قبيحة المنظر!!! عندما استرددت وعيي لم أتذكر أي شيء عمّا حدث !
استدركت
ناري الحديث بحزم وهي تشير لسطور الكتاب : كتب هنا أنها لا تظهر إلا لمن اخترق
القواعد أو خاض لعبتها .. ماذا فعلتما؟
قطب دونغهي حاجبيه : قواعد ؟ لعبة ؟
أومأت
فتبادل مع جآي هي النظرات .. لتعود الفتاة لتكمل : أن تكتب اسم شخص له صلة بك على
مرآة الحمام فأنت قد وافقت على خوض لعبة .. من كتبت اسمه أصبح ملك لها والصراع
سيبدأ بينكما حتى يفوز أحدكما بهذا الشخص
شهقت
جآي هي وانتفض جسدها توزع نظرها المشدوه بينهما برعب إذ تذكرت توًا ما فعلت ..
تجمعت دموعها سريعًا وهتفت بمرارة : إنها أنا .. أنا السبب .. لقد كتبت اسم دونغهي
على المرآة بالفعل منذ يومين!!
ازداد
بكاؤها إذ شعرت توًا أنها السبب في كل الجنون الذي حدث بالفعل !! عضت ناري على
شفتها بآسى بينما دونغهي حدثها بحدة : توقفِ عن البكاء بماذا سيفيد حتى ؟ دعينا
نفكر في حلٍ لهذه الورطة !!
دفعت
بوجهها بين كفيها .. كل ما يحدث نتاج ما اقترفته هي بغباء .. عضت ناري شفتها ترمق
صديقتها بآسى لحالها وهمست : لا بأس عزيزتي .. هاه؟
حركت
رأسها بالنفي عدة مرات بينما لجوارها كان دونغهي هادئًا بشكل غريب .. وحالما تحدث
كانت نبرته أكثر حدة : قلت لكِ توقفِ عن البكاء!!
نظرت
له بألم .. بدل أن يضمها ها هو يعنفها .. نعم هي السبب هي سبب كل شيء سيء يحصل معه
.. لطالما أوقعته في المشاكل وحملت جميع مسؤلياتها فوق عاتقه لا بُد قد أرهق ..
تعالت شهقات بكاءها الواهن بحسرة : أنا آسفة سامحني
اهتزت
قبضته التي يضغط عليها بقوة : هذا يكفي حقًا .. ( صاح بها بفقدان صبر ) إلى متى
ستظلين تسببين المشكلات ثم تتأسفين !! تبكين وكأن هكذا جميع مشكلات الأرض قد حلت
وانتهى الأمر .. ( نهض على قدميه وركل بعض الأعشاب المنزوعة ) هل تعرفين كم أتألم؟
داخلي ينزف حتى الموت .. إنني أحتضر وأنا أتذكر أنني فعلت هذا الشيء القبيح معكِ
!! يا إلهي سحقًا كم هذا جنوني!! .. ( احتشدت الدموع بعينيه لتعلن ثورة على مشاعره
المدججة بالغضب ) كم مرة حاولت جعلكِ شخص متحمل للمسؤلية وأنتِ جعلتني أفشل مئات
المرات ( صفق بيديه ) رائع استمري بالبكاء إنه الحل الأمثل للأطفال أمثالكِ !!
دس
أنامله في شعيرات رأسه يرجعهم للخلف بعنف .. تلافاها وابتعد بخطى تحرق ما خلفه ..
اعتصرت حيث يوجد قلبها الذي يحتضر ببطء .. لاتزال تتألم لاتزال خائفة لاتزال تحتاج
لضمة صدره!! ارتفع صوت بكاءها المتألم أكثر .. نشيج لا ينقطع يتحدث بكل لغات الألم
.. في النهاية إنه محق !! اقتربت ناري وجذبتها لتستقر بداخل حضنها الدافئ .. أنامت
كف يدها عند رأسها وتلت بعض الكلمات .. ارتخى جسد جآي هي تمامًا وغطست في نوم
عميق!! أنامت جسدها على العشب وغطتها بسترتها .. جالت تبحث عنه في الأرجاء فوجدته
يقف مانحًا ظهره لها .. يديه في جيوب بنطاله يرمي بصره لما أسفل التلة الواقف عند
نهايتها .. اهتزازة تلبست جسده تدل على أنه يبكي بتكتم .. اقتربت ودست كفيها في
جيبيها هي الآخرى ..
- أنت أيضًا تبكي .. لي دونغهي-شي !!
- إنه يؤلم وبشدة!
-
أعلم .. ( تقعدت الأرض بهدوء ) لم تكن تعرف .. مَن منّا تخيل يومًا أن ما يكتبه
على مرآة ، حائط ، ورقة أو أي شيء سيؤدي لهذا الجنون؟ لم تكن تعرف .. لم يكن خطأها
كما لم يكن خطأك ما حدث حيث لم تكن بوعيك أنت أيضًا .. كلاكما ضحية ولكن .. لمتى ؟
التف يناظرها وهو يزيل دموعه بقوة : ماذا تقصدين؟
أشارت
له ليجلس ففعل .. ضمت ركبتيها لصدرها والهواء يعبث بخصلات شعرها : لا يجب أن تظلا
الضحية للأبد .. لا بد من القضاء على تلك الشيطانة اللعينة!!
أنزل غصته بألم : كيف؟
-
لنبقى هنا حتى تُشفى جآي هي وبعدها أنا متأكدة بأن الخطوة الأولى ستكون لها حينها
سنقرر !
هزّ
رأسها مُعربًا عن موافقته على كلامها .. ظلا صامتين لمدة قبل أن يتحدث متلافيًا
النظر لها : لم أعرف أنكِ بهذا النضج يومًا .. ( ابتسم ببهوت ) إنكِ فاشلة في
الرياضيات بالفعل
ابتسمت
ناري بتوتر وتحدثت بصوت خفيض : الدراسة ليست كل شيء في النهاية !!
هز
رأسه موافقًا ثم نهض واقفًا بنية الذهاب لجآي هي والاعتذار منها على كلامه الجارح
بالفعل .. ففي النهاية كيف له أن يؤلمها روحيًا أكثر ما تتألم وبكل الأحوال إنها
حتى جسديًا تتألم وبسببه إن لم يكن حتى عن قصدٍ منه ..
كانت
تغُط في نوم هانئ وأخيرًا حالما وصل عندها .. جثا أرضًا لجوار رأسها الصغير .. عدل
من جلسته وأنامها بهدوء شأن نسمة صيفية على فخذيه .. دس أنامله بين خصيلات شعرها
.. سواد حالك إلا أنه يضئ في قلبه وحده .. داعب بشرتها الحليبية .. مال للأمام
قليلا بحيث تكون رأسه فوق خاصتها تمامًا .. ارتدى ابتسامة تخصه وحده .. تلك التي
تكشف عن أنياب صغيرة مدسوسة بين أسنانه الؤلؤية المرصوصة بعناية وكأنها حبات در ..
عينيه في محرابها تشبه نصف القمر يلمع بين جفنيه باعتدادٍ .. له هالة مهيبة من
عشقه وحده يراها .. براقة ، آسرة .. تقيد القلوب وتسحب بها لقاع حبه .. أن تحبه لا
مفر من هذا!
جآي
هي التي شعرت بلمسات دافئة للغاية استردت وعيها وأفسدت تعانق جفنيها فكان أول ما
قابل نظرها هذا الملائكي ينظر لها بحب شمل كل عضلة بها وكأنه يحتضنها .. علمها
وحده أن النظرات ، الكلمات تحتضن الروح ، القلب قبل الجسد .. أرسلت تنهيدة قوية
حملت كل الألم والحزن للخارج .. لمعت عينيها بحب وابتسمت بخجل ربما للمرة الأولى
.. مال أكثر حتى احتضنت شفتيه جبينها الصغير وابتعد .. صاح قلبها يتراقص وسرعان ما
اعتدلت .. لتصبح جالسة أمامه مباشرة .. مدت يديها واحتضنت وجهه بينهما .. أن ترفع
شراع سفينة قلبك وتبحر بلا بحر .. فاعلم أنك هنا في بحر عين هذا الفتى حيث تلمع
الحياة بتوهج حتى وإن احتضنت مقلته سيل الدموع ..
تسلل
عطره لداخل أنفها .. عطره الممزوج بعبقه الخاص والمميز .. استنشقته كالمدمنة
وأغلقت عينيها بقوة .. تشعر به بداخلها .. ينصهر بأعماقها ليتحد معها ككيانٍ واحد
لا يقبل القسمة على اثنين .. ظلّ يراقب ملامحها الجميلة هكذا فقط دون التلفظ ولو
بحرف يفسد هذا التواصل القلبي الرائع بينهما .. دقات قلبيهما تحكي عنهما كل
الكلمات إلا أنها همست بخفوت ارتعش له قلبه : عطرك يصيب مشاعري بالجنون ..
ابتسم
بهدوء .. عض شفته بوهن من ثم رفع أنامله وعبث بقسمات وجهها : أنتِ تصيبينني
بالجنون !
فتحت عينيها بضعف وعادت لتعانق نظراته : أنا آسفة
هزّ
رأسه نافيًا : بل أن تقولي أنا أحبك أفضل! فأنا أيضًا أحبكِ !!
ارتجفت
شفتيها وهما تنفرجان عن بعضهما .. كما ارتجف جسدها ، قلبها وعينيها التي سرعان ما
امتلأت بالدموع لتهمس بوهن كلمات حملت بحق كل جنون مشاعرها تجاهه : ثِقَلٌ في قلبي
أرغبُ بِبوحهِ .. الإفصاح عنه بصراحة .. بجرأة ، أنت كالألمِ في الرأس تُصيبنني كل
يوم، تؤلمني بشدة .. لكن لا يمكن الفرار منك .. عالقٌ بداخلي، في أعمق بقعةٍ هناك
حيثُ وُجِدت لك وحدك .. أرغب بأن أقولها .. أحبك .. أجل ! تلك الكلمة لا تخرج من
شفاهي، بل من أعماقي منك أنت .. أنت دائمًا هنا، في جميع أوقاتي من حُزنٍ واستياء،
سعادة وفرح .. طوال الوقت أنت هنا .. أنت فعلًا أول ما يخطر إلى ذهني في كل شيء ..
مشكلتك أنك لا تعلم قيمتك عندي، انك لا تعلم من تكون بالنسبةِ إلي .. أحبك بشدة،
لدرجة الجنونِ فعلًا .. وما أجمل الجنون عندما تكن له عنوانًا .. أحبك لأنك أنت ..
لأنك انت .. لأنك أنت .. أحبك لأنك معزوفةً تروق لي في صباحي ومسائي، أحلق بها
بعيدًا نحوك انت .. أنت فعلًا الأهم بالنسبة إلي .. وآآهٌ كم أبدو سعيدة بوجودك
أنت .. أحبك .. لأنك أنت.
حلّت
كلماتها على كل ما بداخلها كالعاصفة التي اقتلعت جذور ثباته .. ارتعشت أصغر خلاياه
وكأنها لا تستطيع وحدها أن تجابه كل هذا العشق بمفردها .. انهارت كل دفاعاته
بالفعل كل فنون دفاعه عن نفسه .. أن يؤلمك القلب لشدة الحب لهو الألم الألذ على
الإطلاق .. كلماتها كوقع السحر الذي لف قلبه بقوة بعث بالرجفة لمشاعره وهبت كل
دواخله ثائرة بجنون .. دججت أعماقه بمشاعرها تلك .. طفلته أصبحت ناضجة تتوق للحب
.. دفع بها لصدره ليستقبلها قلبه بأنين يود لو يقفز من صدره لينعم براحة داخل
صدرها هي .. لجوار قلبها هي .. أن يضيعا فلا يجدا نفسيهما إلا بوجود أحدهما بجانب
الآخر .. روح امتزجت مع روح لتصير واحدة برابطة قوية تُسمى الحب !!
إنهما روحّ خُلقت لروحٍ ( اقتباس )
ظلّت
هادئة كالنسيم بداخله .. هنا الرائحة أقوى ، الجنون أشد .. رفعت أناملها وتمسكت
بقميصه .. أما أنامله هو فكانت تربت على شعرها حتى همس : دعينا نجعل هذا اليوم
مميزًا
لم
تتحرك ولو لإنشٍ واحد بل دفنت نفسها في حضنه أكثر : كيف؟
- سترين
نهض
ولاتزال بداخله كأنما هي جزء طبيعي للغاية من جسده .. هكذا أصبحا واقفين يضربهما
النسيم يحرك قلوبهما ومشاعرهما .. يثير الحب بداخلهما أكثر .. خصلات شعرها
المتمردة تحركت لتلامس بشرة وجهه الصافية احتالت تُدين النسيم فقط لتحتصنه هي
الآخرى .. أزاحها بهدوء وفضّ التحامهما أخيرًا .. ضمّ أناملها لخاصته وسار معها
بعدما أهداها ابتسامة .. تبعته لا تعرف لأين لكن الجحيم معه هو الجنة لهذا لم تتعب
نفسها بالسؤال وفقط تمتعت بقربه حتى النهاية والشّبع من ملامحه .. وصلا توًا لسوق
القرية ، جميل تمامًا ككل شيء بها حميمي ودافئ مثل قلبيهما الآن وأبدًا ..
- لماذا نحن هنا؟
- ستعرفين حالا
سحبها
لإحدى محال الملابس .. انتقى معطف رجالي ضخم يفوق حجمه بمراحل .. تعجبت تنظر له
فاكتفى بالابتسام وحسب .. اشترى أيضًا قبعة وقفازين من الصوف بنقوشات رقيقة صالحة
لترتديهما فتاة .. نظرت له بتعجب فاكتفي بالابتسام .. حمل الكيس وأناملها بيده
الآخرى متوجهًا لمحل آخر ابتاع منه سماعات هاتف .. وغادرا السوق بسرعة وهي لاتزال
مستغربة .. منحها هاتفه وهي فقط تزداد تعجبًا
طرق
دونغهي جبهتها بإصبعه وهو يبتسم : أدخلي أرقام هاتف ناري .. ( أدخلت الأرقام
ومنحته له .. أجرى الاتصال وتحدث سريعًا ) هيه ناري نحن في بداية السوق .. تعالي
وخذينا لمنزلكِ
لم
يمرّ الكثير من الوقت وكان ثلاثتهم بالفعل في المنزل .. ألقت ناري جسدها على
الأريكة وتحدثت بحماس : أنا حقًا سعيدة لأنكما تصالحتما
ابتسم
دونغهي وقام بسحبها لتقف من جديد وأشار برأسه لجآي هي : امنحيها ثيابًا ثقيلة من
فضلكِ
تعجبت
وقبل أن تسأل دفعها هي وجآي هي وجلس على الكرسي بترقبٍ .. نظرت لها بتساؤل فنفت
جآي هي برأسها معرفتها بالأمر .. دخلت الفتاتان غرفة ناري ولم يمضِ الكثير من
الوقت حتى خرجتا .. رمقها دونغهي برضا حيث ارتدت بنطالاً جينز وقميص من الصوف
ولازال شعرها منسدلاً .. نهض وأخرج من الكيس القفازات والقبعة ألبسها إياهم وارتدى
هذا المعطف الضخم مما سبب انفجار الفتاتين بالضحك
-
دونغهي- شي ماهذا بالله عليك؟ إنه يفوق حجمك بمراحل أتحاول السخرية من نفسك؟
أشار
لها بقبضته مهددًا .. أهداها لسانه شأن طفل صغير وتناول يد جآي هي راكضًا فزاد
رنين ضحكاتها عليهما .. حالما وصلا لمكان بعيد عن المنزل توقفا يلهثان بشدة
- يا
لي دونغهي ما هذه الثياب ؟ ولمَ نركض هكذا؟
-
سنصعد الجبل .. سنشاهد النجوم سوية .. آآآه قبل هذا دعينا نتناول المثلجات !
تحبينها في الشتاء صحيح؟
فغرّ
فاهها بصدمة .. رمشت عدة مرات ثم نزعت عنها القفاز واجتست حرارته : حرارتك طبيعية
بالفعل
أبعد يدها : ياااا ما بكِ؟
هزّت
رأسها بقوة عدة مرات : لطالما وبختني لاقلع عن هذه العادة التي تتسبب لي في الزكام
دائمًا
رفع
حاجبيه للحظات قبل أن يهديها ضحكات متقطعة : آآه! بشأن هذا إذن؟ كلا اليوم أنا لست
دونغهي مُلقي الأوامر .. لليلة سأكون حبيبك المتهور ! ما رأيك؟
شهقت
وعينيها تلمعان بالسعادة أومأت كثير وهي تصفق : بالطبع موافقة!!
سارا
قليلا حتى وصلا لمحل مثلجات صغير .. ابتاع لهما منه ومنحها خاصتها .. تناولتها منه
وهي مبتسمة وعينيها تلمعان كالطفلة الصغيرة بالفعل .. انهالت عليها تأكلها بلا
توقف وهو أمامها يضحك فقط : على رسلكِ
هزت
رأسها وأشارت لخاصته : الحبيب المتهور يقلد حركات حبيبته .. الآن أنت لاتزال كما
أنت !
هز
رأسه بحماس وراح هو الآخر يلتهمها مثلها وانخرط الاثنان في الضحك .. إلا وأنه قبل
أن ينتهيا منها تمامًا أمسكت يده فنظر لها بتعجب : أهناك شيءٌ ما ؟
- في
الدراما عندما يتناول الأحباء المثلجات يلطخان وجوه بعضهما
ظل
ينظر لها لفترة قبل أن يبتسم بسخرية ويتناول الباقي من مثلجاته كلها : أفضل
تناولها أكثر
صرخت
وهي تفتعل البكاء كالأطفال : أيها اللئيم!!
ضرب
رأسها بخفةٍ والتف ليكمل السير وهو يدس يديه في جيوبه : توقفِ عن التذمر واتبعيني
تبعته
وهي لاتزال تصرخ : في الدراما لطخ لها جونغ سوك شفتيها بالمثلجات ثم قبلها بعمق ..
آآه سحقًا كم أتوق لقبلة كتلك أيها المحافظ أنت
قلّب
شفته ونظر لها بقوة : حقًا أنتِ شيء آخر .. إًن كل ما يهمك القبلة !!
-
بالطبع! كم هو تافه تلطيخ الوجه بالمثلجات إلا أن القبلة حقًا أمر مثير .. دعنّا
نقبل بعضنا أسفل المطر ذات مرة فأنا لم أكن واعية ليلة أمس لن أضعها في حساباتي بأي
حال من الأحوال
تجهم وجهه عند ذكر هذا الأمر وسرع من خطواته : فقط اصمتِ
كان
الصمت حليفهما بالفعل حتى وصلا الجبل بعد محاولة ناجحة خالية من الإصابات لصعوده
.. توًا قبض على يديها وسحبها بقوة لتقف بجواره بعدما انهت تسلقها .. الثلج الأبيض
يغطي المكان كأنه ثوب زفاف رائع .. الكثير من الثنائيات والأضواء اللامعة إلا
أنهما بالفعل اختارا مكانًا هادئًا وبعيد عن الأضواء حيث سماء الليل السوداء تحتضن
أطراف الأرض من بعيد .. تتلامع بها النجوم كالدر المنثور .. كان المنظر بالفعل
يفوق مجرد كلمة خيالي !!
- واااااه!! يا للروعة .. كم هذا جميل
- أعجبكِ ؟
- بالطبع اوبا إنه سحري !!!
جثت
أرضًا تصنع كرات من الثلج بسعادة ففعل المثل وساعدها : إذن سنصنع رجل ثلج خاص بنا؟
أومأت
بحماس شديد وانخرط الاثنان في عمل واحد صغير له شكل جميل بالفعل .. راحت جآي هي
تقفز وهي تصرخ : يا إلهي كم هو مذهل .. لا أصدق أنني فعلت شيئًا كهذا معك .. لطالما
فكرت به وخشيت أن أخبرك فتوبخني طالبًا مني أن أنضج
زم شفتيه : هل أنا سيء لتلك الدرجة ؟
- نعم .. كثيرًا بالفعل ، إنك جدي بشكل خانق للغاية يا
لي دونغهي-شي
جذبت
هاتفه من جيبه والتقطت صورة لها مع رجل الثلج ثم أشارت له أن يقترب فنفذ ما طلبت
.. التقطت الكثير من الصور لهم بالفعل وابتسامتها تتسع حتى ظن أنها شملت الكون كله
.. توًا اهتز جسدها برجفة بسيطة عندما لفحهم هواء بارد فزاد هو تبسمًا .. التقط
الهاتف من يدها ووضع به السماعات .. شغل أغنية
( Super Junior – This is love )
ووضع
إحدى السماعات في أذنه بينما ثبت الآخرى بخاصتها .. لم تكد تبتلع صدمتها حتى جذبها
في عناقٍ خلفي وأغلق معطفه الضخم عليهما سوية .. رفع كليهما نظره للسماء في آن
واحد .. هدوء وسكينة حلا على قلبهما وهي تشعر بنبضاته تخترق ظهرها وتسكن بداخلها
هي .. ابتسامة جميلة ارتدتها شفاههما حتى نهاية الأغنية .. التفت جآي هي تنظر له
بحب : لهذا ابتعت هذا المعطف الضخم؟
أومأ
برأسه ثم احتوى وجهها بين كفيه وهو يتمتم : بدل تبادل القبل تحت المطر أيمكننا
فعلها الآن ؟
عضّت
على شفتها السفلى لتروح متألمة تحت سطوة أسنانها .. لم تتخيل أنها ستخجل عندما
تسمع منه شيئًا كهذا تردده هي ليل نهار .. تلونت وجنتيها بالحمرة إلا أنها أومأت
.. كشفت ابتسامته عن ثغره بالكامل .. زفر هواءً بنكهة الفانيلا على وجهها فتحركت
خصلات شعرها باستحياء .. أمال رأسه لليمين قليلا وهو ينظر لعينيها مبتسمًا .. ولم
تمضِ إلا ثانية واحدة بعد حتى تناول شفتها بين خاصتيه وأغمض عينيه بقوة مفسحًا
المجال للمشاعر أن تبصر هي كم الحب المتأصل في الأعماق شأن عقيدة مترسخة لا يحيد
عنها معتنقها .. رفعت كفيها الصغيران وقبضت على معصمي يديه حيث لازال يحتضن وجهها
بهما .. أغمضت عينيها وغرقت معه في بحر قبلاته تبادله إياها بجنون أشعل كل ما
حولهما !!!
باتا
ليلتهما في حضن سريرٍ واحد .. بداخل قلبه تنصت لأنفاسه ويفعل المثل .. ربما انتهت
الأمور بقبلة فقط ولم تتعداها إلا أن الحب حولهما كان يحلق .. ينامان بهدوء
كطائرين سعيدين يحلقان
أما هنا في هذا الظلام الشديد كانت تمسد على
جناحها الضخم .. ريشه الأبيض ملطخ بالدم .. تحاول عبثًا كتم نشيج ألمها وهي تُتمتم
: يالله ساعدهما .. لقد أوشكت قوتي على النفاذ أسرع مما ظننت
سطحت جسدها على الأرض وراحت تسقيها بدموعها وهي
تتأوه .. لم يمضِ الكثير حتى انفجر جسدها وتحول لذرات غبار فضية غطت جو الغرفة
وسرعان ما تلاشت وكأنها لم توجد يومًا !!
_
دفء
نور الصباح الذي شمل المكان كله أيقظها بهدوء .. أفسدت تعانق جفنيها الحميمي جدًا
وبدأت تسترد وعيها كاملا .. شعرت بذراعين قويتين تحتويان جسدها وصدر واسع تنام
فوقه بهدوء .. عضت شفتها ولازال ما بداخلها يهمس بخجل بكل كلمات الحب التي شملتها
معاجم اللغة .. حركت أناملها وراحت تعبث بغرته .. زفرت بعض الهواء على وجهه فتحركت
ملامحه قليلا ثم عادت لتهدأ مجددًا .. ملاكها بكل ما للكلمة من معانٍ .. ابتلعت
غصتها وجعلت تحرك أطراف أناملها على حاجبيه .. انعقد جبينه بانزعاج كالطفل وهو
نائم .. ابتسمت بخفوت ولاتزال تعض على شفتها! أفسدت تلك العقدة ومررت أناملها على
جفنيه ، أنفه ، وجنتيه .. زادت ضحكاتها المكتومة وهي تراقب ملامحه المتضايقة
وهمهماته الخفيضة ..
ثبتت أصابعها عند شفتيه وابتلعت لعابها .. أمالت
رأسها بزاوية ووضعت خاصتها عليهما .. بقيت هكذا لوهلة قبل أن تبتلع لعابها وتحرر
إحدى شفتيه لتدسهما في أحضان شفتيها .. تفلتت منها ضحكة خفيفة أنه رغم كل هذا ولم
يستيقظ بعد!! ظلت متمسكة بشفتيه وكأنها تمسك بمجرم تخشى أن يهرب! .. مدت أصابعها
وأغلقت أنفه لتغلق بهذا كل مخارج تنفسه! لم تمضِ لحظة إلا وانتفض جسده كالسمكة
ففضت تلاحم شفاههما .. نظر لها بعينين متسعتين يحاول استيعاب ما كانت تفعله ..
عندها زفر بقوة وقلب شفته تلك وهو يراقب ضحكاتها الرنانة .. ألقت جسدها عليه مجددًا
وقبل أون تعود لمعانقة شفتيه .. سمعت صوتًا يشتعل غضبًا
- أرى أنكِ مستمتعة؟
جحظت
عينيها وتجمدت بمحلها .. تردد الكلمات في عقلها ملايين المرات لا لم تكن تتخيل ..
أصابتها ارتعاشة خفيفة قبل أن تحاول بصعوبة رفع رأسها لتنظر حيث مكان الصوت ..
تحلق بجناحيها الضخمين .. فوق جسد دونغهي المستلقي ينظر لها بغرابة من جحوظها
الغريب .. عينيها تقدح شرًا والدماء تتساقط من حدقتيها!! فمها مفتوح لأن أسنانها
الضخمة تمنع إغلاقه بالفعل ذيلها ملتف حول قدميها وعظام فكها بازرة لا جلد بوجهها
وهناك قشور على يديها تشبه قشور السمك العفن .. من رأسها خرجت قرون طويلة ملتوية
.. إنها إنانا التي بحياتها لم تظهر إلا بالهيئة البشرية المغرية إلا أنها قررت
القضاء على جآي هي بسكتة قلبية ربما .. ظلت مجمدة ، كالميتة بعدها انسحبت الدماء
من شتى بقاع جسدها ليصبغ باللون البنفسي والأزرق شأن جثة فارقت الحياة .. أنفاسها
تمزقت وتلاشت في جو الغرفة
صُعق دونغهي من
تقلب حالتها المرعب والمفاجئ فقبص على كتفيها بذراعيه وأخد يهزها صارخًا باسمها
لتستفيق .. إلا أن قرانيتها ارتفعت لأعلى وكأنها ستموت توًا .. لا ذرة دماء واحدة
تغذي جسدها في تلك اللحظة .. صرخ بها بقوة ، صفعها بعنف علّها تستفيق إلا أنها
توًا انتفضت وسقطت من فوف السرير .. راحت تزحف كالدودة أرضًا حتى جزء صغير في
الغرفة .. ضمت قدميها لصدرها وجعلت تصرخ حتى تجرحت حنجرتها .. زاد اتساع عينيه
مشدوهًا .. دفع الغطاء عنه وقفز من فوق السرير حالما وصل لها حصل انفجار مهيب دفعه
للخلف .. جحظت عيناه بشكل أكبر وهو يراقب ذوبان الحوائط شأن معدن ينصهر .. ارتجف
قلبه بقوة وراح يضرب أضلاعه برعب .. كل شيء يذوب وينهار !
عينيه مثبتة برعب
على جآي هي التي تصرخ بجنونية وهي تحاول إغلاق عينيها إلا أنها فجأة ارتفعت عن
الأرض!! تفلتت منه شهقة وحاول النهوض سريعًا إلا أن هذا المعدن المنصهر تجمع عند
قدمه وتماسك ليثبته بالأرض فصرخ وهو يمد يده نحوها .. في المقابل كانت إنانا التي لا يراها دونغهي - كما لم نرها نحن - تشير بقبضتها في الهواء حيث جآي هي محلقة تشعر بالاختناق
تضع يديها على عنقها كأنها تحاول إبعاد يد تخنقها تشعر بها لكنها لا تراها ..
صراخها تحشرج بحلقها لا تستطيع إخراجه .. حركت إنانا يدها كأنها تدفعها فدُفعت
لتصطدم بالحائط القريب من دونغهي .. زاد انهمار دموعه يصلي بداخله أن تكون تلك فقط
هواجس ، كابوس مخيف وحسب !!! شخب الدم من منبت شعرها وزين جبهتها .. تنفست بألم
إلا أنها نظرت له بتلهف حاولت الزحف والوصول له وهي تصرخ
- أنقذني !!!!!
ظلّ يحاول تحرير
قدمه .. يمد يديه علّه يصل لها .. دموعه ملأت جفنيه وكأن بحرًا من الماء يسكن
بمقلتيه كل ما به يرتعش خوفًا عليها حالتها مرعبة دماؤها تؤلمه وكأنه تنزف من قلبه
.. وكأن أحدًا ينتزع قلبه من صدره وهو فاقد الحول والقوة .. ارتفع صراخه اليائس :
وإن كانت حياتي الثمن فسأدفعها لكي تكوني بخير .. سأدافع عنكِ للرمق الأخير ، ولكن
.. من عدوكِ ؟ لمَ لا أراه ؟ كيف سأدافع عنكِ ضد اللا أحد ؟!!!!
كاد يصل لأصابعها
الممدوة نحوه بارتجاف تبكي بألم بنشيج مرعب هستيري يدل على مدى جنون ما يحدث لها
.. كل عضلة بها ترتعش بسرعة مهيبة من الرعب والألم تغلق عينيها وتفتحها تتمنى لو
يذهب هذا الكابوس عنها .. قبض على أصابعها وكاد يجذبها له إلا أنها صرخت وسحبت
يدها تضعها على أذنيها تسد سمعها .. صراخ!!!! إنه صراخ مهيب صدح في المكان مصدره
إنانا التي اندفعت بكل قوتها وعبرت من داخل جسد جآي هي للجانب الآخر .. انبصقت
كمية مهولة من الدماء من فمها وهي لاتزال تصرخ بألم .. انتشرت الجروح بشتى أنحاء
جسدها .. في تلك اللحظة وقبل أن تعاود إنانا الكرة مرة آخرى تمسكت بها يد !!
في تلك اللحظة
ظهر جسدها لدونغهي بوضوح .. انتفض جسده بقوة وتفلتت منه صرخة مرعبة لبشاعة المنظر
ارتعب .. جن جنون قلبه وحاول الزحف ، التحرر والهرب بعيدًا عن هذا الجنون كله ..
في المقابل صرخت إنانا ودفعت جسد ناري فسقطت عند قدمي دونغهي الذي صرخ بها برعب
- ناااري!!
كانت الدماء تنزف
من بين شفتيها وهي تبكي بحسرة .. انسلخ ظهرها وبرز منه شيء يشبه العظام .. اتسعت
عينيه أكثر حالما رأى هذه العظام تكتسي لحمًا ثم ريشًا أبيض أخد يتجمع .. رفعت
رأسها له وهمست : تشونسا .. اسمي تشونسا ، أنا ملاك الحب .. حاولت حمايتكم قدر
المستطاع لكن هذا العالم الخيالي والأشخاص الخياليين قد استهلك قوتي !!
زاد اتساع حدقتيه
أكثر لم يعد يفهم شيئًا .. ناري وشقيقتها ، المكتبة المهجورة ، المرج ، السوق ،
الجبل ، الناس ، الريف .. كل هذا خيال!! كل هذا زيف !! انتحلت شخصية ناري فقط
ليطمئنوا لها !!!
ارتفع نشيجها
وإنانا تمزق جناحيها بأنيابها .. كان المنظر بشعًا بالفعل .. ازداد انهمار دموع
دونغهي لا يمكنه أن يظل مكتوف اليدين هكذا .. في النهاية هذه الملاك ساعدتهم
كثيرًا وقامت بحمايتهم .. ولكن كيف! كيف يمكن أن يساعد !!!
صرخ بحشرجة : اتركيهاااا !!!
رفعت رأسها تنظر
له والدماء على فمها ما بين أنيابها ريش أبيض من الملاك .. ضحكت بسخرية : في مقابل
ماذا ؟ اتركهما في مقابل ماذا؟
ارتجفت شفتيه وهو
يتذكر حديث ناري أو تلك الملاك .. الكتاب الوهمي الذي قرأته عليهم .. وضع يده على
عينيه يبكي شأن طفلٍ صغير متألم وعاجز حتى عن مساعدة نفسه .. في لحظة تنقلب الأمور
رأسًا على عقب .. كالإعصار يأتي بلا مقدمات يبتلع كل ما يجده يدمر بنشوة كل ما في
طريقه .. في مثل هذه الأوقات يصبح الخلاص غاية أقرب للاستحالة : مقابلي أنـ ..
لم يكد يكمل
كلمته حتى حلقت تشونسا بأجنحتها المهترئة تلك ودفعت بإنانا أرضًا وهي لاتزال تعزف
لحن بكاء صاخب : لا تفعل هذا .. لا تقم ببيع جسدك للشيطان .. ستُلعن للآبد لما بعد
الموت والحساب !
هجمت عليها إنانا
بجنونية صارت تلتهم من جسدها وهي ضعيفة لا تستطيع حماية نفسها .. المنظر يحث
المعدة على إخراج ما بها والتقيأ .. صدحت الكلمات بعقل دونغهي كالطنين المزعج الذي
لا يهدأ .. ماذا عليه أن يفعل لإيقاف كل هذا .. لحماية تلك المسكينة الملقاه أرضًا
تنزف ، تحتضر ببطء وبلا دموع .. نظر لعينيها اللتان تغيبان عن الوعي بألم ينهش
بداخله .. حرّك نظره لتلك الشيطانة التي تلتهم تشونسا بلا رحمة .. أغمض عينيه وحل
الظلام .. شعر بأنه يسبح به .. جسده في الفضاء الشاسع ما بين النجوم والكواكب ..
لف رأسه ينظر حوله يبحث عن شيء .. أي شيء لا يعلم ما هو حتى !! إلى أن ظهر له هذا
النور المهول .. غطى وجهه بيديه ثم بدأ يزيلها ببطء كي تعتاد عينيه على الرؤية ..
فرأي أمامه جسد من نور له جناحان أبيضا اللون يرفرفان في الأجواء يتساقط منهما
الريش كالبلور يتوهج .. شعر بالأمان والراحة بمجرد النظر
- من أنت أيها المخلوق؟
- إنها أنا تشونسا !
شهق وحاول
السباحة ليصل لها أسرع .. توقف أمامها صائحًا : أنت بخير؟ ألستِ هناك؟
نفت برأسها : كلا
.. أنا هنا بداخل قلبك .. أنا منك أنت ، أنا الحب بداخلك يا دونغهي .. أنا في قلب
كل بشري ! أنا الحب الشيء الأهم على الإطلاق .. حب الحبيب لحبيبه ، حب العائلة ،
حب الأصدقاء ، حب الحياة ، حب الحلم ، حب الوطن .. العقيدة! هذا كله أنا .. الحياة
تعني الحب .. الحب هو القوة هو الأمان .. أن تحب يعني أنك تخلصت من الأنانية ،
الحب يعني البذل ، الحماية .. الأمان ، السعادة .. الحب يعني السمو !!
عض على شفته
والدموع عادت لتسقي خديه : الحب يعني الألم .. لو لم أكن أحبها لما تألمت لما يحدث
لها .. إنني عاجز !
نفت برأسها : أنت
مخطأ .. لست عاجزًا أبدًا بل أنت تملك القوة الأكبر .. المحب هو الأقوى هو الخير
قوة الحب والإيمان بأنه صاحب حق ، على صواب تمنحه القوة على العكس مع الكاره ..
يعميه الكره ويدمره .. تمامًا كالمحتل لا بد أن يزول في النهاية ، أتعلم لمَ ؟
لأنه ليس صاحب حق
- ماذا أفعل ؟ ساعديني
هزت رأسها :
سأفعل .. ولكن تشجع .. أيقظ كل الحب بداخلك الآن .. ثق بأنك ستربح تلك المعركة ..
كن على أمل طالما أنك على حق .. ثق بيّ ، ثق بالحب ، بالأمل ، بالحق !!
أغمض عينيه
بإصرار .. بداخله شيء ما يلتهب ، يتوهج يضئ سحيق أعماقه التي أصابها الظلام واليأس
.. غطس بداخله بحث عن نفسه عن قوته .. عن قدرته على تخطي الصعاب ، الاستسلام البشع
لا بد أن يتمزق .. دافع ، حارب ، واجه مخاوفك قف بثبات شأن مقاتل ارفع راية أملك
.. تسلح بالحب .. تسلح بحب الوطن تهزم الأعداء .. تسلح بحب العائلة والأصدقاء تفز
بمعركة الحياة .. تسلح بحب الحلم تحقق أملك .. تسلح بحب الحبيب تتخطى كل الصعاب ..
اسقط وعاود النهوض .. انفض الغبار عن جبينك وواصل .. من قال أن الحب أمر تافه ..
من قال أن القصص ، الأفلام التي تصور أن الحب هو الخلاص .. تافهة وركيكة بلا معنى
.. بل على العكس يا صديقي
أنت تحب إذن أنت قوي . .
جرّب أن تتذوق الحب
لذاته .. الحب الخالص من المطامع البشرية .. جرب أن تحب .. جرب أن تحيّا !! حتى
وإن أحببت عصفورًا اعتنيت به وأطعمته صدقني معه ستكون الأسعد .. والأقوى ، الأشرس
عند حمايته !!
عندما وجد دونغهي
هذه الكلمات بداخله استطاع أن يفتح عينيه على الحقيقة .. أن ينظر بجرأة لتلك
الإنانا بحزم ، بشراسة .. صرخ ملء حنجرته : تشونسا أنا أثق بكِ .. أنتِ قوية كفاية
لتهزمي هذه المخلوقة .. أنتِ الأقوى هنا .. حطميها .. أنا فعلا أثق بكِ .. أثق
بالحب!! لن أبيع نفسي .. لن أكون الأضعف ولن أسمح لشيطانة كتلك أن تتحكم بحياتي
وحياة من أحببت .. ( شعر بالمعدن على قدمه يعود لينصهر من جديد .. حرر قدمه سريعًا
ونهض .. اقترب من إنانا بثقة ) أنا أتمرد .. أنا متمرد على شروط لعبتك .. لن أنسحب
إنانا لن أفعل لكنني سأربح .. سأدمرك ! أتعلمين ؟ تذكرت توًا أنه عند هبوطكم للأرض
في بداية الخلق حكم الله عليكم أن لا سلطان لكم علينا .. ( ابتسم بثقة ) الغافل ،
الضعيف وحده من يستسلم للهلوسات التي تبثينها بعقله ويحبس روحه في سجن خوفه .. لست
خائفًا منكِ .. أنا هنا الأقوى !
اتسعت حدقة
عينيها المخيفة تلك لهول ما نطق به وهو يقف أمامها مباشرة بعدما جفف دموعه .. جسده
ثابت وعينيه واثقتين .. تمتم " غادري للجحيم أيتها الملعونة " .. صرخت
بألم عندما تحررت منها تشونسا وعادت لتفرد جناحيها .. غبار لامع متناثر في المكان
أخذ يتجمع ويلتصق بجسدها ليطبب جروحها .. لمعت ببريق رهيب وحلقت .. لفت جناحيها
حول جسدها ثم بقوة مهولة عبرت من جسد إنانا التي صدح صراخها في كل مكان شأن عاصفة
مرعبة سرعان ما تلاشت .. تحولت لذرات غبار أسود على الأرض .. اقترب دونغهي بثقة ..
ابتسم فقط وهو ينظر له .. عادت تشونسا لتفرد جناحيها وهبطت أرضًا
- لقد فعلتها .. حررت قوة حبك وانتصرت
- تسونسا شكرًا لكِ هذا بفضلك .. أيتها
الحب .. ( نظر لهذا الغبار بتقزز ) ماذا ستفعلين به ؟
تبسمت : قل ما
بجوفك يا رجل !
ضحك بهدوء وأومأ لها .. أعاد نظره للغبار وقال بحدة : You know? You lose!!
ابتسمت هي الأخري
ثم طرقت بإصبعيها فاشتعل هذا الغبار بالنار حتى تلاشى تمامًا .. ومعه تلاشى كل شيء
حتى تشونسا .. لفّ رأسه بهدوء في المكان .. إنه منزله !! تنهد براحة جرّ قدميه
وحمل جسد جآي هي الملقى أرضًا .. أنامها في سريره وأحضر علبة الإسعافات الأولية
ليضمض جروحها .. فتحت عينيها بوهن وهما غارقتين في الدموع : انتهى ؟
مسح دموعها بأنامله وهمس بحنان : انتهى حبيبتي !!!!
حررّ نفسك ، حررّ حبك ، دمّر خوفك .. لا تستلم
لذلك الصوت الخفيض الذي يخبرك دائمًا أنك فاشل , ضعيف , لن تقدر على تخطي هذا
الأمر .. لا تستسلم لـ " همسات الشيطان " !!
النهاية
شكرًا اوني شذى
على التصميم التحفة *-*
عاااااا بدي انتحر كتبت التعليق وعملت نشر ونسيت اني طفيت النت لحتى ما يقاطعني اشي عن القراءة عأاااااااااا ㅠㅠ
ردحذفيا حياتي ع ماكني
ردحذفاول شي اهنيئك ع هيك اسلوب روعة و تفاصيل دقيقة رسمت لمخيلتي كمل القصة
تاني شي بقولك يلي عجبني بقصة
عجبني درستك للموضوع ، وتحية كبيرة لـ لوسيفر ، و الحقائق يلي كتبتها ضمن القصة
وعجبتني النهاية كثير اخر شي حرر نفسك ولا تسمع همسات شيطان حبيــــــــــــــــــــــــت
ثالث شي الاحداث و مشاعر بها وصفها كان حلو وحقيقي
بس عندي شوية ملاحظات
اول شي يا ماكني أنا أحتج أنك الماكني لأن أسلوبك كان قوي جداََ و دقيق و تفاصيل مرعبة وكثيرة
مش اي حد راح يفهم كلماتك ـ يمكن لو أخترتي كلمات أكثر بساطة لتعبير
تاني شي مفروض تكتبي ع قصتك +18 وانت عارفة ليش
ثالث شي نوع شيطان يلي اخترتيه ههههههههههههههههههههه ده كان ديبــــــــــــــــــــــــــاك
ما قدرت اقر الاسم مرتين
بس بهنئك كثير كثير و أني أصفق لك تحية كبيرة
فخورة بيك
ردحذف