الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

◑җ نصف روح_Half Soul【البارت الرابع】җ◑



نصف روح


البارت الرابع






By: Bella



أنهيت ترتيب المنزل و غسل الصحون بعد انتهائي و امي من العشاء. الصف الثاني الثانوي ليس بسهل على الاطلاق، كذب المعلمون حين قالوا بأنه عام من الراحة قبل عامنا الاخير. كاذبون. جميعهم.
جففت يداي جيدا قبل ان ارفع صوتي لتسمعه امي: سأصعد لأدرس قليلا قبل ان انام!
صوت ايجاب أتي من غرفة المعيشة حيث تجلس امي، فوقفت على اطراف اصابعي لأرى ان كانت حقا تنتبه للتلفاز.. و كانت تفعل. حماس شديد يجتاحني، و كأني افتعل جريمة... ربما هي جريمة اخفاء شبح في غرفتك؟!
اسرعت الى غرفتي و اغلقت الباب بهدوء شديد، لم اضئ المصباح بعد حين اتى صوته معلنا وجوده
هيوك: تأخرتِ عشر دقائق
حتى بالرغم من معرفتي له لما يقرب العام، بكل مرة كنت افزع. و بكل مرة كان يستعمل الامر لصالحه كما يريد.


ابقيت صوتي منخفضا: تبا هيوك! أعلم بأني قد اجدك لكن لا زلت انت شبح، و لا زلت انا افزع بسهولة! –ضربت كتفه بخفة- احمق..

لثمانية اشهر كان هيوك شبحا، روحا هائمة كما اخبرني، لكن منذ شهر ونصف تقريبا، اختلف الامر! لا اعلم  ماذا حدث تماما لكنه مرة اتى الى غرفتي و استطعت لمسه! ربما شئ من السحر!

وضع يده على كتفه متصنعا التألم: اه! انتِ تستغلين استطاعة لمسكِ لي بضربي، يا للأسف!

اخرجت لساني بطفولية و اتجهت الى مكتبي لأبدأ الدراسة/الحديث-مع-هيوك-مدعيةً-الاستذكار.

منذ ثلاثة اسابيع، اعترف هيوك بأنه يكن مشاعر لي. مشاعري المختلطة لم تجعلني واثقة من قراري، اضف الى ذلك انه "شبح"! ربما الامر مغامرة، مغامرة مع القليل من توابل الحب! اخذت اسبوعا لأجيب سؤاله... "أتريدين ان تكوني حبيبتي؟" و بالرغم من أني كنت اعترض علاقات الحب في هذا السن لأني اظنها غير ناضجة، الا ان شيئا ما جذبني اليه! لذا كانت الاجابة بالايجاب. وافقته، و لم يتغير شئ تقريبا في علاقتنا. لا زلنا صديقين مقربين تحت مسمى "احباء"

جلست الى مكتبي، و هو جلس فوقه بملل ينظر الى كتبي ينتظر مني حديثا.
سعلت بهدوء: اذن... اتيت بموعدك اليوم و لم تتأخر على غير العادة

حك خلف رقبته: تعلمين ان التأخير عادة، و ليس بيدي

قاطعت وصلة الاعذار: اجل اجل اعلم... لكَم من الوقت ستبقى اليوم؟

اجاب: ربما سأبقى للغد..

انتفضت بحماس: حقا؟! انت لا تمزح صحيح!!!!

هز رأسه نافيا، فقمت اقفز الى اعلى و اسفل كالاطفال! و بدأت احيك برأسي ما الذي يمكننا عمله! يمكنني اخراج بعض الاغطية لأوفر له مكانا لينام... اه ربما ايضا عليّ تحضير بعض الطعام... تنهدت.. وقفت بالمطبخ لوقت طويل اليوم بالفعل لكن، لا بأس من دقائق قليلة اضافية

هز رأسه بيأس: تبدين كطفلة بالفعل

رفعت صوتي: هاااي! لست طفلة!

لم يُعر كلامي اهتماما: ألا ترتدين القلادة؟!

كنت اخفيها تحت ملابسي فأخرجتها: افعل!

قاطعنا صوت طرق على الباب! امي؟!!!! اشرت على فمى بسبابتي لأشير اليه بعدم الكلام. لا تعلم امي بأمر اخفائي لشبح في غرفتي، و لن تكون سعيدة بطفلتها المجنونة. ابدا.

هز كتفيه بلا مبالاة: ليس و كأن والدتكِ تستطيع سماعي على اي حال!!
ضيقت عيني و وضعت اصبعي بشدة امام شفتيّ احثّه على عدم الكلام. عدلت هيئتي و استنشقت بعض الهواء لأهدئ من روع قلبي النابض بقوة و ذهبت لأفتح الباب مع ابتسامة مفتعلة

انا: امي؟!

رفعت امي حاجبها بتساؤل: ما بكِ؟ هل هناك خطب ما؟

كنت اقف و اسد فتحة الباب الضيقة بجسدي مانعة اياها من رؤية هيوك الغير مرئي بالنسبة لها: لا، لا شئ، كنت اتدرب على بعض المشاهد.. لربما استطيع التقديم للتمثيل قبل عامي الاخير!

رفعت حاجبها اكثر تحاول النظر خلفي: لكنكِ قلتِ بأنكِ ستدرسين!

من ورائي هتف هيوك و هو يحرك يديه في الهواء: مرحبا سيدتي!!! اود حقا ان اعرّف بنفسي، لكن ربما في وقت لاحق


تحكمت بتعابير وجهي بصعوبة: اجل سأفعل... لا تقلقي امي!

كانت امي لا تزال ترمقني بنظرات يساورها الشك. لا احب حقا اخفاء اي شئ عنها، لكن... بعض الاشياء ستكون افضل ان لم نخبر الناس بها. رمقَت قلادتي بسرعة بشئ من الحيرة ثم التفتت لتغادر، و انا لم اغلق الباب الى ان تأكدت من ابتعادها، و اتجهت لهيوك الجالس على مكتبي على وضعه.

همست بشئ من الحدة: غبي كاد امرنا ان يُفضح!!!!

اجاب بصوت لا يشوبه القلق: بل كدتِ انتِ ان تكتشف والدتك امر جنونك و تحدثك للهواء.. كما الان تماما

رمقته بنظرة حانقة، و حاولت تجاهله، لكن الامر فقط لا يفلح.

هيوك: ماذا يوجد لديكم للعشاء؟
-

طريق ليس بالقصير، مع توقف لتناول الطعام الذي كان، لاستغرابي، لذيذ للغاية! و مع تعليقات من هيوكجاي عن اني أتأقلم مع المكان بطريقة جيدة للغاية

كان سونجمين يعيش في مكان من الخارج يبدو متواضعا للغاية، لكن بمجرد دخولك للمكان تجد انه فخم للغاية: اثاث فخم و ثريات كبيرة متدلية... تحف و تماثيل... لم اتوقع ان يكون منزل "ساحر" بهذا الشكل.. ماذا توقعت؟؟ ربما منزل قديم الطراز، مظلم و مخيف، حيوانات غريبة او حارس مخيف الشكل!

و ما اشعرني بالغرابة اكثر من هذا هو ان نجد "الساحر سونجمين" في "مكتبة" يقرأ بعض الكتب بينما يستلقي على الاريكة... ااا... هل حقا هو ساحر؟ و مختص؟

تنحنح هيوك الى جانبي: سونجمين؟!

اعتدل في جلسته و نظر لهيوك: سيد هيوكجاي؟!! لم أعلم بأمر قدومك!

ظل ممسكا بيدي بينما يتحدث: لقد كان الامر فجأة حتى انا لم اخطط للقاءك قبل بضعة ساعات.. لكن للضرورة احكام!

قام سونجمين من مكانه: تفضلا... المكتبة مريحة لكن يمكنكم البقاء في حجرة الضيافة ان اردتما..

هيوك: لا لا بأس سنبقى هنا، ليس لدينا من الوقت الكثير على اي حال.
سونجمين: اذن... واجب الضيافة اولا، ثم نتحدث...

ذهب لدقائق ثم عاد حاملا بعض المشروبات الساخنة... و استغربت لعدم وجود خدم بالمكان على الرغم من سعته و ضخامته. مكتبة واسعة تحتل الحوائط و بها كتب من لغات استطيع تمييزها لأنها بشرية، و لغات اخرى لم استطع التعرف عليها، حتى هيوك الى جانبي كان ينظر للمكان بدهشة كبيرة... و لا الومه حقا!

وضع سونجمين المشروبات امامنا يتصاعد منها البخار: انها اعشاب مهدئة.. و طعمها مقبول لا تقلقا

اخذت الكوب بامتنان بينما تمتمت بشكرا، و هيوك نظر اليه ليبدءا بالحديث عني

سونجمين: لم اركَ منذ مدة طويلة... ما الذي استطيع تقديمه لك؟

هيوك: لا اريد الشعور بأني فقط اراك لمصلحتي لكن حقا الامر عاجل... كما ترى... هذه حبيبتي... و هي... بشرية.. او.. دعني اقل انها نصف بشرية، والدها احد سكان مملكتنا. تعرفت عليها قبل بضعة سنوات ثم في يوم لم استطع الذهاب لعالمها مجددا.. و كما تعلم بأمر طاقتي.. الان ليتوك احضرها هنا مع والدتها و صديقتها و سيبقون فقط حتى نهاية يوم الغد، ثم سترحل...

اكمل سونجمين كلام هيوك: و انت تريد بقاءها صحيح؟

اماء له هيوك و بعدها استغرق سونجمين في تفكير عميق بينما عقد كفيه امام وجهه... ثم قام ليتفقد كتاب في مكتبته، و بعدها احضر ثلاثة كتب اخرى، و قام بفردهم جميعا على المكتب المقابل للاريكة.. و بدأ بترتيبهم، ثم مسح على وجهه بشئ من العصبية

قلت بخفوت: هل الامر صعب للدرجة؟

نظر اليّ سونجمين: الامر غير مضمون...

سألته: خطِر؟

تنهد: ليس بخطِر... لكن من الممكن ان نضيع وقتنا بفعل جميع التعويذات و في النهاية لا تعمل

هيوك: لماذا؟

سونجمين: الامر يعتمد على طاقتها هي... بما انها ليست بشرية نقية و لا روح نقية، يعتمد الامر على مدى طاقة روحها.. ربما ستحتاج اليك انت ايضا، و انا لا اعلم كم الطاقة التي يمكنك التضحية بها بعد...

نظر هيوك للارض بينما يشد على يدي.. و لم بنبس ببنت شفة... اما عن شعوري؟ انا حقا لا ادري... احاول الا تكون امالي عالية، احاول الا اتطلع لحياة اخرى، او ان اتخيل اي حياة غير حياتي الرتيبة التي حاولت ان اجعلها مستقرة في خلال الخمس سنوات على الرغم من تعرضها لعواصف كثيرة... و كعادتي امسكت بالقلادة و احتضنتها بشدة.. شئ من.. منح نفسي بعض القوة... و شددت على كف هيوك ايضا، بالرغم من ان كفه اكبر من كفي بكثير، و بالرغم من يدي تختفي بداخل يده، الا اني قبضت على يده اكثر و اكثر

رفع هيوك نظره لسونجمين:على اي حال.. سنحاول.. سنبذل كل ما بوسعنا... حتى لا اشعر بالندم لاحقا..

امأت في موافقة. لن اضيع اي فرصة من الممكن ان اندم عليها فيما بعد.

سونجمين: اولا عليّ صنع شراب من اعشاب اخرى... بعد ان تشربوه علينا الانتظار لبعض الوقت ليبدأ مفعوله.. لا تقلقوا ليس خطيرا، هو فقط يحفز الطاقة.. ثم بعد ذلك بعض التعويذات... اما ان تنجح و اما ان...

هيوك –بينما ينظر اليّ-: سنقوم بالامر...

اماء سونجمين و قام بأخذ كتاب اخر من المكتبة غير الكتب التي قام برصها على المكتب، و اخذه للخارج.. تاركا ايانا وحدنا بينما يقوم بتحضير الامر

هيوك: للحظة شعرت بأني اناني... انتِ حقا تريدين البقاء هاه؟

حدقت بعيناه و لم اجب اولا.. ثم سألته: ماذا تظن انت؟

هيوك: ربما تريدين البقاء... لا اريد ان اشعر و كأنه كان قرارا انانيا مني.. انتِ حقا لن تندمي على قرار بقاءك... صحيح؟

ضحكت بخفة: لا اظن ذلك... انت لن تقوم باغضابي اليس كذلك؟

ابتسم و وضع يده على خدي: لن افعل...اعدكِ... أخائفة؟

اتكأت بخدي اكثر على يده: اممم... ليس كثيرا لكن انت تعلم.. اخاف من الاشياء الغامضة.. لكنك هنا.. ماذا عنك؟

اغمض عينيه: خائف من الا ينجح الامر... الامر مرعب اكثر مما تتخيلي... ربما فهمت ما قصدته عندما قلتِ بأنه ربما لم يكن عليكِ لقائي... لا اعلم ان ذهبتِ... كيف سأعيش مجددا؟

نطقت باسمه: هيوك...
           
فتح عينيه بدون ان يتحدث فاكملت: ستعيش جيدا... سواء بوجودي او عدمه... لن تكون عيناك ذابلتان كما رأيتهما عندما اتيت... في هذه المرة حتى و ان ذهبت، نستطيع الوداع... ربما تركت لك تذكارا او اثنين... حتى و ان كنت ابعد الاف الاميال عنك.. حتى و ان كنا بعالمين مختلفين.. –شعرت بغصة ستمنعني من الكلام لكني حاولت ابتلاعها- ستظل ارواحنا متصلة، كما كانت دوما، و ستبقى هكذا... حسنا؟

و كأن الغصة بحلقي قد قامت بعدواه.. رأيت اعينه تلمع... لكن.. من يعلم؟ ربما يكون القدر قد رتب لنا شيئا اجمل... ربما... ربما قد تتم مكافأة صبرنا للسنوات السابقة ببقاءنا معا؟ ربما يستطيع هو القدوم معي ان لم استطع انا البقاء... يا الهي! امنحني فقط معجزة اخرى لأبقى معه... امنحني القوة لأكون بجواره...

تحديق الاعين، و اليأس القابع بأرواحنا جعلنا في حالة من الانعزال عن العالم الخارجي... لماذا لا استطيع ايقاف الوقت على هذه اللحظة و اعلق بها للابد؟

عاد سونجمين الى المكتبة حاملا اناء به ماء مغليّ و بعض الاوراق الخضراء و البرتقالية بداخله و كأسين للشرب.

سونجمين: عليّ ترك الاوراق لبعض الوقت لتخرج مفعولها كاملا... تصرفا و كأنه منزلكما...

هيوك: لا بأس... اسفين على ازعاجك...

تنحنحت: هل يمكنني ان ارى الكتب الموجودة هنا؟

سونجمين: بالتأكيد!

بالاقتراب من الارفف، كل جزء لديه علامة مميزة عما يحمل: كتب عن الطبيعة، كتب عن النباتات، اخرى عن الحيوانات، روايات! رفوف كثيرة عن السحر و التعاويذ، و ارفف تحمل كتب عن الـ... طعام!!!

سونجمين باحراج: احب الطبخ ايضا الى جانب عملي بالسحر ^^"


حسنـــــا!! عالم غريب للغايـــــــــة!!!!

دقائق من الانتظار حتى تخرج عصارة الاوراق ثم صب لنا سونجمين المشروب الدافئ في كأسين... طعمه غريب لكن ليس بمرّ او مقزز. شربته على ثلاثة دفعات، اما هيوكجاي فقد شربه في مرة واحدة.
بمجرد ان وضع الكوب على المنضدة المقابلة سأل سونجمين: ماذا الان؟

اجابه سونجمين بجدية: علينا الانتظار لبعض الوقت... هناك احتمالين لا ثالث لهما: اما انكما ستشعران بشئ و هذا يعتمد على طاقة كليكما... حينها سنعلم ان التعويذات ستنجح بكل تأكيد، او انكما لن تشعرا بشئ مطلقا.. حينها سنجرب سلسلة من التعويذات... اما ان تنجح و تشعرا باختلاف، و اما ان...

لم يكمل... لم يحتاج لأن يتحدث بالمعروف نهايته... مراعاة لمشاعرنا ربما، او ان الامر صعب عليه ايضا.. يبدو كشخص حنون القلب
استأذن و خرج من الغرفة، معطيا ايانا قليلا من الخصوصية، خاصة و ان هيوك قد اخبره بأمر بقائي لفترة قصيرة للغاية.
تنهدت: ماذا الان؟

هيوك: سننتظر قليلا بعد.. ليس لدينا اي خيارات اخرى... –صمت للحظة- اذا نجح الامر او لم... ينجح... علينا تناول الغداء، لا زلتِ تفضلين الدجاج هاه؟

هو فقط يهتم بتلك التفاصيل الصغيرة، ربما لم يكن مهتما بهذه الدرجة من قبل لكن.. الوقت يستطيع تغيير الناس... يغير من اراءهم و قناعاتهم، مبادئهم، الاشياء التي يفضلونها و الاشياء التي يشعرون بالمقت تجاهها. بعض الاشياء، على الرغم من مرور الوقت عليها، لا تتغير. فقط تبقى كما هي. فقط تظل على حالها محتفظة برونقها، بفرادتها...
امأت و كنوع من الادمان تعانقت اصابعي الصغيرة مع اصابعه، بابهامه ظل يرسم دوائر وهمية على ظهر يدي، و قد لا يدري كم يبعث فيّ هذا شعور بالهدوء... و كأنه لا توجد اي مشاكل، و كأننا قد استقررنا و هدأ كل شئ حولنا...
همهمت: علينا العودة لوالديك.. و والديّ ايضا.. ايا ما كان الوضع، بعض الاشياء لا يمكننا تجاهلها... لا يزال الوقت مبكرا صح؟

نظر لساعته: قد اقتربنا من منتصف اليوم... لماذا يمر الوقت بسرعة البرق؟!

بضع دقائق اخرى بدون اي احداث مهمة تذكر، و لم نشعر بشئ! و عاد سونجمين الينا ليسألنا كيف نشعر
هيوك: لا شئ حتى الان

اضفت مؤكدة لكلامه: انا كذلك

توجه سونجمين الى المكتب المغطى بالكثير من الكتب: اذن علينا اولا القيام بتعويذات للتجربة... اهذا جيد؟

لم يعترض ايا منا، فبدأ سونجمين بالتلفظ بكلمات مبهمة لي، و يبدو انها كانت مبهمة لهيوك كذلك
هيوك يبدو ككتلة متحركة من التوتر، توجه بناظريه اليّ متساءلا ان كنت اشعر بأي شئ على الاطلاق لكن... لم اكن اشعر بشئ مختلف... مر الوقت ثقيلا و سونجمين لا يزال يتلو التعويذات بهدوء شديد حتى فتح عينيه ناظرا الينا
سونجمين: لا تقلقا، هذه البداية فقط و من المحتمل الا تشعرا بشئ حتى نقرب على الانتهاء...

اذن سنظل بهذه الحالة حتى ننتهي. رائع. فقط رائع جدا.
قاطع هيوك افكاري: سونجمين... اعذرنا للحظة

ثم امسك بيدي و اقتادني للخارج، يده الدافئة دوما اصبحت باردة بعض الشئ، و شعرت برجفة غريبة في انامله...

همست: هيوك؟!

ان كان هذا هو التغير الذي سنشعر به... هل هو حقا...؟ هل يشعر به بالفعل؟! هل سينجح الامر؟
توقف بمكانه ثم شعرت به يسقط ارضا على ركبتيه! ذعرت؟ كثيرا! لكن ذعري و خوفي قد شلّا دماغي و لم استطع الا ان انظر اليه لبعض الوقت. لم اتحرك، او اصرخ. لم اجثو الى جانبه، و لم اسأله اي شئ.. فقط ظللت انظر اليه. لا اعلم ما كنت اريد.. هل كنت حقا اريده ان يكون التأثير؟ هل كرهت رؤيتي له هكذا؟ هل شعرت بالحماس ام الخوف؟

بخفوت قال: انا خائف... اعلم اني يجب ان.. يجب ان اكون قويا لأجلكِ.. مهما كان الامر، من المفترض ان تتكئي عليّ... لكن يورا..

كلماته ايقظتني و نزلت لمستواه... الا يقولون ان غريزة الامومة تولد عندما تعشق الانثى؟ غريزة ان تحتضن لتُشعر طفلا بالامان، غريزة الحب الغير مبرر و بدون مقابل! امسكت بكتفيه و شددته اليّ... ربت على ظهره بدون ان انطق بحرف..

"انا ايضا خائفة... انا ايضا لا اعلم ما سأفعل ان لم استطع ان اكون الى جانبك.. انا ايضا اشعر باليأس لكن حتى النهاية لا استطيع ان اكون ضعيفة. لأجل هيوكجاي، و لأجل والدتي، و لأجل هيون التي تحملتني كثيرا للغاية و اكره النظرة الحزينة بأعينها عندما تراني بحال بائس.." كانت كلمات لم استطع ان اخرجها... رأسه المرتاح على كتفي، يداه التي تتشبث بمعطفي، و رائحة عطره التي لا اتوه عنها ابدا.. اشياء كانت لتشعرني بمشاعر اخرى في موقف اخر..

مسحت على رأسه: هيوك... دعنا ننتهي من الامر.. ايا كان.. دعنا فقط ننتهي منه، حسنا؟

جاء صوته مكتوما: فقط دقيقة اخرى... دقيقة و نعود لسونجمين...

ربما لا يدرك ان حاجتي لاحتضانه هكذا اكبر من حاجته... احتضنته اكثر، اقرب قليلا اليّ. و بقينا قليلا من الوقت حتى رفع رأسه و نظر اليّ... كيف لنا الا نقول كلمات الحب المحبوسة حتى الان؟ لكن عيناه تفضحانه... كل الكلمات التي لم تتواجد يوما بأي قاموس لكنها متشبعة بعشق متأصل كانت بعينيه...

و انفرجت شفتاه ليتحدث: بكل ما تبقى من وقت لنا سويا، اتكئي عليّ... اجعليني سندا لكِ.. اكره ضعفي، و اكره كل المشاعر التي تجترني دوما في قاع عميق.. و انا لا املك الكثير الان... لكن حقا، اريد ان افعل شيئا لا اندم عليه لاحقا

ابتسمت له، و مددت يدي له ليساعدني على القيام. في غضون ثوانٍ اخرى كنا بداخل المكتبة مع سونجمين مرة اخرى.
سونجمين: مستعدان مجددا؟ 
                                 
**///***

طلب منا سونجمين ان نحمل معنا شراب اخر ابيض اللون. لم نرى اي تأثير للتعويذات و كان هذا امر غريب... في البداية شعرنا بتنميل بسيط لكن كان هذا كل شئ! طبقا لما قاله سونجمين فإن ظهور اثر و لو بسيط قد يجعلها تعمل... لذلك اعطانا هذا الشراب الحلو المذاق لـ"تحرير طاقتنا" و اخبرنا ان نشربه قبل النوم مباشرة. شكرناه و وعدناه بأن نلتزم بالامر، ثم غادرنا مجددا. هذه المرة و لعدم تأكدنا من بقائي فقد اخذني هيوك لبعض الاماكن التي يفضلها، و قابلنا بعض معارفه، ثم عدنا ادراجنا للكوخ حتى آخذ اشيائي ثم توجهنا مرة اخرى للقصر الذي كان، لدهشتنا، فارغا!

هيوك: حسنا.. يمكنكِ وضع اشياءك في الغرفة التي تجاور غرفتي، حتى اذهب لتفقد الامر.

غرفة واسعة، اقل ما يقال عنها انها انيقة للغاية. مرتبة و نظيفة و اللون الابيض الثلجي يطغى عليها. حمام ملحق بالغرفة، و به جميع انواع مستحضرات التجميل و النظافة التي قد يحتاجها اي احد. رائحة النظافة تعبق من كل الارجاء! كنت ادور بالمكان مبهورة بكل ما اراه.. ليس بكل يوم يكون المرء بقصر كهذا!

طرق بسيط على الباب رددت عليه بالايجاب و وجدت هيوك يقف امامي و يبدو على ملامحه الاحراج مصاحبا بيد بخلف رأسه. صورة هيوك المحرج المثالية اراها متجسدة امامي مرة اخرى.
سألته: اذن؟

مد يده اليّ بورقة: امي تركت لي هذا تقول بأنهم ذهبوا للتخييم و سيعودون في الصباح و بأننا قد تأخرنا عن اللحاق بهم على اي حال.. طلبت اليّ الا ادعك تذهبين حتى تلقاكِ مرة اخرى...

قصر بالكامل يخلو من اي شخص سوانا! بما انني لم ارَ اي خدم او شئ من هذا القبيل.. تسلل الشعور بالاحراج و الخجل من هيوك اليّ... حسنا ليست حقا الليلة الاولى التي ابقى فيها برفقته وحدنا... احيانا كانت امي تبقى خارج المنزل لفترات طويلة، و احيانا كانت تبيت بالخارج، و اثناء ما كان هيوك يأتي الى عالمي كان يبقى معي... لكن الان... حسنا.. لقد نضجنا قليلا و نحن بعالم اقل ما يوصف بالمثاليّ! الامر مربك و محرج جدا!

قاطع صمتي: اااا... سأترككِ ترتاحين لبعض الوقت.. سأكون بالاسفل عندما تنتهين يمكنكِ اللحاق بي..

همهمت فقط و هو بقي واقفا لقليل من الوقت قبل ان يلتف مغادرا، تاركا اياي لأتصرف مع احراجي وحدي.

"غبية! لماذا تفكرين هكذا؟! هو فقط هيوك... هيوكجاي.. لي هيوكجاي الذي لطالما احببته ما الغريب؟ ليس و كأنه غريب، او بأنه.. اااه! فقط تفكرين كثيرا!!!!"
اخرجت ملابسي لأضعها في الخزانة و لو حتى ليوم، لأجد ملابس نظيفة بالفعل في الخزانة! غريب!!! و هناك ايضا ملحوظة...

"كنت احيانا اريد ان اكون كحبيب عادي يذهب للتسوق مع حبيبته و يتجولان لساعات و قد لا يعجبها اي شئ... اااه ابدو كشخص احمق و مهووس بالفعل!!! على اي حال.. كنت قد اشتريت بعضا من هذه مع سورا.. قبل ان اُمنع من الذهاب اليكِ.. و بعضها من اختيار سورا تماما.. لماذا اتحدث كثيرا يا الهي!!! ما اريد قوله هو ان هذه كلها ملكٌ لكِ فارتدي ما تشاءين ^^ "
... كيف يمكنه ان يكون هكذا؟!!! اخرجت قميصا رقيق اللون و تنورة سوداء بالكاد تصل لركبتاي، و اخذت حماما دافئا... و بصراحة ظللت اجرب الكثير من الاشياء الموجودة بالفعل. و في اقل من ساعة كنت قد ارتديت الملابس التي اختارها هيوك، صففت شعري بطريقة مختلفة قليلة، و بعض مساحيق التجميل الخفيفة. كنت ابدو جيدة على الاقل! ابتسمت لنفسي في المرآة قبل ان اتوجه للطابق السفلي لأرى ماذا يفعل هو.

واقفا في المطبخ جانبه يواجه الباب، يرتدي مئزرا و يستخدم السكين كطاهٍ محترف. الوان من الخضروات تقبع امامه و لحم ابيض مقطع الى مكعبات صغيرة متماثلة. حسنا كفتاة اشعر بالحرج لأنه افضل مني بهذه الامور.. لا بأس يمكنه ان يتولى امور الطبخ في علاقتنا انا حقا لا امانع. وقفت اسند جسدي المائل قليلا على حافة الباب اتأمله باعجاب. اخذ بعض الوقت حتى لاحظني و رمقني بنظرة خجولة سريعة.

هيوك: تبدين... اااا... جميلة بالفعل..!!

كتمت ضحكتي: عزيزي انا جميلة في كل الاحوال عليك ان تجد وصفا اخر لتصفني به

لم اكن يوما بالفتاة الجريئة او الواثقة اللعوب بكلماتها، من منظور اخر، ربما من منظور اننا اصدقاء ايضا، فهذا ليس بشئ بتاتا.
رفع حاجبه: اذن ان كنتِ تعلمين بالفعل فلا داعٍ لإخبارك بالامر
تذمرت: هيووووك!!!

ضحك قليلا: لن يأخذ الطعام كثيرا من الوقت حتى ينضج.. يمكنكِ التجول كما تشائين القصر تقريبا فارغ الا من بعض الحراس بالخارج.
تقدمت بخطوات بطيئة و جلست على احد الاسطح الرخامية خلفه اشاكسه فينة و فينة اخرى نتحدث في كل الامور الغير متعلقة  ببعضها!

كنت احرك قدمي بطريقة طفولية: لكن حقا! تبدو كطاهٍ بارع! ظننتك فقط تتباهى امامي قبل هذا

ابتسم ابتسامة ساخرة: كنت احب مساعدة امي في المطبخ في صغري... و كما ترين فهي تحب المكوث هنا كثيرا

اشعل الموقد و بدأ بوضع المكونات في الاناء المخصص. بدأ بتحريك المقلاة باحترافية شديدة لتقليب المكونات و لم يتركني هذا الا مصفقة باندهاش!
انا: واااااااه انت حقا رائع!!!!

لم ينظر اليّ لكني علمت بأنه يبتسم ابتسامة جانبية: تبدين كمعجبة مهووسة.. حقا!

اردفت: قد اكون، من يدري؟

انتهى من التقليب و كان عليه ان يترك الطعام لينضج. بقيت على السطح غير مهتمة بالنزول، بينما كان هو يحضر باقي الاطباق الجانبية و الارز.
قاطعت الصمت الحالّ بيننا: هاي! دعني اقم بأي شئ.

رد: انتِ ضيفتي لليوم. لا ستكون اجابتي على طلبك.

تذمرت: هيووووك! لا احب بقائي هكذا بينما انت مشغول!

نظر اليّ و عيناه تلمعان و كأن فكرة قد تكونت برأسه: حسنا! يمكنك تقطيع الخضر ها هنا.. او يمكنك تحضير الفواكه. توجد حلوى ايضا بالثلاجة.

تحمست كثيرا و اخرجت المئزر الذي ارتديته صباحا و احضرت السكين و الاطباق و وقفت الى جانبه اقطع الخضر و ارصها بطريقة لطيفة. كان الحذاء العالي الذي ارتديه يقلل المسافة بين طولينا لكن لا ازال اقصر منه بكثير.
قال بمشاكسة: نبدو كزوجين في يوم اجازتنا و قد قررنا بأن نقوم بتحضير الطعام سويا..


شعرت بالدم يتسلل من الخلايا الغير مهمة بجسدي الى وجهي.. فضربته في كتفه. لم يتغير. لم يتغير البتة. دوما و ابدا يحاول احراجي و اخجالي. لم الحظ نظراته لي، و لم الحظ اقترابه ليطبع قبلة ليست بالقصيرة على خدي.
بهمس: انتظريني لدقائق سأعود اليكِ.. لا تذهبي في اي مكان!

حركته البسيطة، لا لم تكن بسيطة على الاطلاق، تركت يدي غير قادرة على حمل السكين، و قدماي فجأة احستا بأنهما تعبتا من كثرة الوقوف فجلست ارضا احاول ان اتخلص من الحرارة التي ستذيب وجهي. على الاقل عليه تنبيهي قبل فعل اشياء من الممكن ان توقف نبض قلبي! لن يكون سعيدا بحبيبة ميتة على اي حال! اه عليّ اخباره اذن... تنبهت على وضعي ذاك و حقا سيكون محرجا ان جاء و وجدني في هذه الحال. تماسكي! لا يجب ان تكوني هكذا!

شهيق. زفير. شهيق عميق ثم زفير. هززت رأسي و فتحت الثلاجة لأضع رأسي بها لثوانٍ. ان ظهر الان حقا حقا حقا سيبدو شكلي سيئا و لن استطيع ان انفي صورة المجنونة التي ستتكون برأسه. تنحنحت لأنظف حلقي، شربت قليلا من المياه و عدت لتقطيع الخضر. يقتادني للجنون بالفعل.
عاد بعد ان هدأت قليلا و كنت اتصرف بطبيعية الى حد ما. ابتسم بتلقائية لدى رؤيتي و قام بتفقد الطعام، ثم ذهب خارجا مرة اخرى! ماذا دهاه؟ هززت كتفي و اكملت عملي. تحفتي الفنية على وشك الانتهاء.

اطل برأسه من الخارج: ماذا تفضلين ان تشربي الى جانب الطعام؟

عقدت حاجبي: حسنا يبدو ان لديكم طعام كطعامنا على اي حال! نبيذ؟

اقترب مني ثم عقد ساعديه امام صدره: ألستِ صغيرة بعد؟

نغزته باصبعي في صدره: انا في الثانية و العشرين بالفعل! ألست ناضجة كفاية؟!

حاجبه الايسر ارتفع نامّا عن عدم اقتناع: لا تزالين صغيرة. ثم اني لن ادعكِ تشربين و انتِ ستقابلين والدكِ في الصباح. ان كانت لدي اي فرصة على الاطلاق لأدعه يتقبلني فأنا بذلك فعليا اساعده على الا يفعل.

ربما عينا جرو صغير قد تحتالان عليه: هيوووك! ارجوك! فقط القليل! لن اثمل.

و كأني لم اقل اي شئ على الاطلاق: صودا ام كولا؟

استسلمت: كولا.. و حقا في المرة القادمة لن اقبل باقل من نبيذ فاخر.

طقطق لسانه و خرج ليغيب بضع دقائق اخرى. كنت قد انتهيت و تفقدت الطعام الذي اغرتني رائحته.. انا فتاة تحب الطعام، الطعام الرخيص و الطعام الفاخر. الطعام المنزلي، و الوجبات السريعة. طعام الشوارع اللذيذ و طعام المطاعم الغالية. استطيع التحدث عن الطعام لساعات بدون ملل، و هذا ليس بمبالغة.

عاد لينظر في الارجاء ثم تمتم بـ"لا ليست هنا!!! اين تبقيها امي؟! ام ان سورا اخذتها؟!" و ذهب مجددا! لا يبدو طبيعيا... تقنيا ان تحدثنا كلانا لا نبدو طبيعيين... انتظرت ظهوره مرة اخرى و انا عاقدة ذراعي امام صدري بانتظار شئ ممتع. دخل بخطوات سريعة ليتحقق من نضوج الطعام. فلاحظني انظر اليه. نظراته المتسائلة دفعتني لاجابته: لا شئ فقط تبدو ممتعا و انت منهمك في امر ما لا ادري كنهه بعد

رفع حاجبه و لم يرد. لماذا يعاملني هكذا حقا لم افعل شئ! التفت اليّ و ظل ينظر بتمعن حتى شعرت بالاحراج
سألته: ماذا دهاك؟

هيوك: افكر بكيفية ان اخبرك بالامر!

عن اي مصيبة يتحدث الان؟

ضحك بخفة لعلمه بافكاري بالفعل: لا تقلقي. سنخرج الان و سأقتادكِ لمكان ما.. حسنا؟ فقط اغمضي اعينكِ حتى نصل

رددت بينما اعوج فمي: ماذا ان تعثرت؟ انت ستفعل اي شئ لتضحك اعرفك جيدا

تنهد: امنحيني بعض الثقة بحق الله! لن افعل..

هززت كتفيّ باستسلام فجاء خلفي و وضع كفيه يغطي عينيّ و يقودني حيث يريد. استمري بالمشي. خطوتين لليسار، خطوة لليمين، بقي هكذا حتى توقفنا فنفخ بتوتر شعرت به، ابعد يديه لكنني لم افتح عيني، و شعرت به يقف الى جانبي: حسنا افتحي عينيكِ بهدوء...

هناك تعليق واحد:

  1. shitttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttt بدي البارت الي بعدوووووووووووووو ياااااااااااااااااااااااه بليييييييييييييز مع اني خايفة أذوووووب اقسم بالله ، الرواية زي الشوكلاتةةةة زاكييييية ينعن تبااااا >>.<<
    احم احم ممكن لو سمحتي البارت الي بعدو قريباا لأحسن أقتل نننور وهيكا مش رح تكمل معك فلتسمه حُبا

    ردحذف