نصف روح
البارت الخامس
By: Bella
لا اعتقد بأني قد رأيت هذه الغرفة مسبقاً. تطل على الحديقة،
ذات نوافذ زجاجية ضخمة، و السماء التي تتلون بجميع الوان الطيف تظهر في الافق. اما
عندما دخلت فقد علمت لمَ اخذ هيوك من الوقت الكثير. الغرفة قد رُتبت بعناية شديدة.
بتلات ورد في جميع الانحاء، لكن البتلات الحمراء فقط على الطاولة و كأنها قد رُشت
بشئ من الفوضوية... الاشياء الكاملة المرتبة بحرص زائد ليست بالافضل. كأسان فارغان
امام الكرسيين المقابلين لبعضهما و ادوات طعام تبدو فاخرة للغاية. شموع موقدة
بالفعل يتراقص لهيبها على ايقاع غير مسموع. اُخذت للحظة قبل ان اتدارك امري. هيوك
الذي يتوقع رد فعل مني كان يبدو لطيفا للغاية
حمحمت: السيد هيوكجاي يحاول ان يكون رومانسيا... حسنا! لقد
فعلت جيدا، سأعطيك 3 نقاط
شعرت به سينقض عليّ ليضربني: حقا!!! اريد ان يكون كل شئ مثالي
لكنك تحطمين احلامي، يورا! حقا تفعلين!
بعثرت شعره و انا اعلم جيدا انه لا يحب ان يعبث احد بشعره...
لماذا اشاكسه هكذا؟ ربما انا فقط اريد انا اضايقه.
هيوك: يااااا!!!! توقفي! –امسكني من كتفي و اقتادني للجلوس-
اجلسي هنا حتى انتهي. لا تتحركي و لا تعبثي بشئ!
اخرجت لساني: لا استطيع ان اعدك!!!!
حاول تجاهلي و اتجه للخروج متمتما: و كأني اجالس طفلة و ليس
حبيبتي...
صرخت: سمعتك!!!!!
قدم الطعام في اطباقٍ فخمة للغاية. و كأني اتناول غدائي/عشائي
في مطعم لعلية القوم. حتى و ان كنت اتناول خبزا و ماء في كوخ كالذي بقيت فيه بينما
هو يعاملني هكذا، فسأشعر و كأنني اميرة.
حاولت فتح مجال للحديث: لم نأكل سوية منذ وقت طويل
اومأ و قرّب الطعام مني: انهِهِ كله. لقد فقدتِ بعض الوزن
بالفعل.
لم انظر حتى اليه و انا اتجهز لتناول الطعام: انا بالفعل جيدة
هكذا
ضيق عينيه: ستنهيه، يورا، انا لا اطلب منكِ
رفعت احد حاجبيّ: أهو امر ام تهديد؟!
بنبرة متراجعة: لا هذا و لا هذا.. فقط طعامي لذيذ لدرجة لا
تقاوم قد تقومي بسرقة نصيبي
اه! يا لتواضعه الشديد!
و بأول ملعقة دخلت فمي شعرت بأني سأبكي من شدة لذة ما اكله!
طعمه كالـ.. كالحب!
سألته بأعين تلمع: ماذا وضعت به؟
اجاب بقليل من الغرور: لا شئ، لقد رأيتني و انا اعمل بالفعل!
بينما اضع ملعقة مليئة اخرى لأملأ فمي الجائع: كاذب
لم يكُ هناك وقت للحديث. حتى هيوك قد نُسي امره امام طعام
كهذا. لا ابالِ حقا ان بدوت كفتاة قادمة من مجاعة، متأكدة بأنه مارس بعض السحر على
الطعام من دون ان الاحظ. سكب كولا في كلا من الكأسين بتساوٍ و لا ازال لا اعيره اي
اهتمام. كيف لم ادعه يطبخ لي من قبل!!!
مضى القليل من الوقت حتى سألني: تفضلين الكعك؟ Cheesecake؟ لدينا الكثير في الثلاجة.
بفمٍ ممتلئ و بغير حرج: Cheesecake!!
هز راسه بيأس ثم قام ليحضر الحلوى. لماذا اتصنع امامه؟ اتفهم
الخجل الذي يعتريني امامه لكنني لست متصنعة! انا اريد ان آكل و هذا حق طبيعي
استطيع استخدامه وقتما اردت و كيفما اردت. تبا كيف يصنع هذه الاشياء!!!
طبقين بهما قطع كبيرة من الحلوى احدهما وضعه امامي و الاخر
امامه. لم يمضِ على احضار الحلوى دقائق حتى كنت قد انتهيت من الطبق الرئيسي. و قبل
ان امسك بالشوكة لأقطع بها اول قطعة من الحلوى اخذ الطبق بعيدا عني.
تذمرت: هاي! ألم تخبرني بأن عليّ ان اكتسب بعض الوزن؟! اعطني
اياه!
فقط قام بتقطيعها الى قطع اصغر ثم مد الشوكة باتجاهي: هيا!
نظرت للشوكة ثم اليه ثم للشوكة مجددا و اعدت نظري اليه: هذا
ليس رومانسيا البتة.
رد: انا الان اعاملك كطفلة صغيرة عليّ مجالستها حتى تعود
حبيبتي. ااااا افتحي فمكِ هيا
لا بأس من التصرف كطفلة قليلا. لكن عليه ان يتحمل نتيجة
اختياراته الحمقاء.
بصوت عالٍ: اااااااااااااا اريد الحلـــوى!! سأخبر امي بأنك
تمنعها عني
تمتم: يا الهي! ماذا فعلت بحياتي! توقفي عن الصراخ سأعطيكِ ما
تريدين!
ربحت. بينجو!
*///**
التصرفات الطفولية لم تدم لوقت طويل حتى عدنا لرشدنا كبالغين
يتصرفان بعقل، ربما ليس بعقل كامل، لكن التفاهات توقفت اخيرا. وضعنا الصحون
المتسخة في المغسلة المخصصة ثم..
انا: اخبرني بأن لديك هنا افلام او دراما! لو كنت اعلم بمجيئي
لكنت احضرت قائمة الاشياء التي اريد مشاهدتها معك!
ضحك: لدي.. شئ مرعب؟
مشيت امامه: بل شئ رومانسي.
اردف: اه! و ستخجلين في منتصف الفيلم بمجرد ما يقبل البطل
الفتاة!
انا: هاي! انا لست صغيرة! اعلم بأمور الكبار جيدا..
ابتسم بسخرية: لنرَ
اتجهنا لأحدى الغرف التي لم ارها ايضا: شاشة تحتل الحائط
الامامي بالكامل، و مقاعد متفرقة ازاحها هيوك عن الطريق و وضع اريكة في منتصف
الغرفة تماما لنجلس عليها. تم كل هذا و انا فاغرة فاهي
بلا تصديق: حقا هيوك.. كم غرفة بعد لم ارَها بهذا المكان؟
قهقه و اخبرني بذهابه لإحضار غطاء و جلست انا على الاريكة غير
متفهمة لماذا لا يبقى هنا و هو لديه كل شئ قد يحتاجه الى جانب اهله في مكان واحد.
عاد بسرعة و اخذني الى غرفة ملحقة بها مكتبة تحتوي على افلام
و دراما كثيرة: اختاري ما تريدينه، فئة الرومانسيات ستجدينها في اقصى اليمين.
عيناي مرتا بسرعة على اسماء الدراما و سألته عن مفضلاته
اخبرني انه ليس لديه مفضلات رومانسية و بأنه لا بأس ان شاهدنا اي شئ. اخترت دراما
اسمها جذاب و بظهر الغلاف يوجد ملخص يبدو ممتعا. وضع اول قرص لنبدأ ماراثون
الدراما الخاص بنا.
بعد الحلقة الثانية ذهب هو لاحضار بعض المكسرات، الفواكه، و
الحلوى.
قبيل منتصف الحلقة الرابعة كنت قد تعبت من جلستي و اوقفنا
الدراما ريثما بدلت ثيابي لأرتدي ثياب النوم و احضرت وسائد لنجلس على الارض.
قبل بداية الحلقة السادسة كنا على الارض، رأسي كانت على ساقه
اشاهد الدراما بينما طبق مملوء بالحلوى في يده و الى جانبه يقبع كأس مملوء
بالصودا.
فجأة صرخت: غبي متعجرف لماذا لا يخبرها فحسب!!!
لكني لم اتلقَ اي رد على الاطلاق. كان مشغولا بالاكل و لم
يلقِ بالا للدراما.
انا: ما رأيك بما يفعله؟
هيوك بفم مشغول بالطعام: لا اتابع حقا، فاتتني احداث كثيرة
سألته بضجر: ماذا تفعل اذن؟!
اجاب ببساطة شديدة: آكل. و اشاهدك
انا: تشاهدني؟ انا؟
ما زال مهتما بطعامه اكثر: انتِ ممتعة اكثر من الدراما بصدق.
توردت خجلا و لم اجادله.. عدت للدراما مجددا محاولة تجنب
الاحراج الزائد الذي يكبر فيما بيننا... و عقلي الذي يحلل كل فعل و كل كلمة ينطق
بها هيوكجاي لم يعد قادرا على مجاراته هو و الدراما بوقت واحد. مضت نصف حلقة لم
اعطها الكثير من التركيز. ثم جاء المشهد المنتظر في كل دراما حيث يقبل البطلة قبلة
تخرسها لبعض الوقت... كل كلامي عن اني قد نضجت و تحديّ له تبخر لهواء رقيق و
اختفى، و لكي اخفي الامر سألته: كم حلقة باقية حتى النهاية؟
تنهد براحة: ها انتِ ذا تهربين من الامر.. لماذا لا تشاهدين
الدراما، عزيزتي؟
انا: حقا اجب سؤالي لك
اجاب بلامبالاة: حقا لا اشاهد هذه الاشياء، فلا اعلم..
شعوري بأن الابطال يشاهدوننا حقا و يعاندونني حتى اخسر امامه
كان يزداد. ليس و كأن هيوك لم يقبلني قط قبلا، فعلنا و لن انكر، و على الرغم من
هذا لم يقل احراجي و لو قليلا.. لا ازال اشعر بالخجل و اتلعثم و اوبخه و- و هيوك
سرق قبلة سريعة من على شفتاي ثم عاد ليشفط بعض الصودا و كأنه لم يفعل اي شئ.
هيوك: عليكِ ان تنضجي عزيزتي، لنشاهد قليلا بعد ثم ننم..
قلبي الصغير الذي يخفق بقوة بصدري شعرت به يود الخروج ليركض
بعيدا و يختبئ منه ثم يختلس نظرات عاشقة من بعيد. عينيّ هربتا منه الى الشاشة و
هما حقا تتنقلان في كل الانحاء ما عدا ناحيته. شفتاي ضمتا على بعضيهما بشدة. و
امسكت بيديّ متلبستان تريدان ان تتلمسا موضع شفتيه... هذا الفتى الذي يقودني
للجنون.. قد لا اعود لمنزلي بعقلي، قد اتركه ها هنا معه...
و هذا الاحمق لا يزال يشرب من الصودا و يضحك على المزحة
السخيفة التي القاها احد ابطال الدراما...
غبي...
في الحلقة التالية عاد البطل ليقبل البطلة مرة اخرى... و
لأنني فتاة اتعلم من اخطائي السابقة فلم اتحدث، بل ظللت انظر الى الشاشة، لكن لم
انظر للابطال على الاطلاق، و شعرت بشفتيه مجددا بالقرب من شفتي، قبلة سريعة اخرى
الى جانب شفتي هذه المرة، و عاد لجلسته و يداه تعبثان بخصلات شعري...
احداث كثيرة مرت و انا لم اعطها اهتماما، كنت انصب تركيزي
كاملا على هيوك و اترقب ماذا سيفعل، على الرغم من ارتباكي و خجلي، الا ان قبلاته
السريعة لم تكن ما اريد... كان يبعثر كياني بقبلة ثم يبتعد قبل ان يتفهم عقلي ما
يجري... في المرة القادمة التي يفعل بها-
و كانت شفتاه تلمسان
شفتاي مجددا.. رفعت يدي لأمسك بخلف رأسه حتى لا يبتعد. لا تبتعد... لا تتركني
مبعثرة المشاعر و الافكار ثم تبتعد كالبرئ و كأنك لم تفعل اي شئ... المفاجأة
الجمت عقله لثوان قبل ان يتمكن من قلب الامر لصالحه... يقولون بأن الشفتين
تستطيعان ترجمة مشاعر كثيرة لم يتمكن البشر من تحويلها لكلمات و قد ادركت بانهم
محقون. لولا اني خُلقت بحاجة للتنفس لأعيش لما ابتعدت... هيوك الخجول الذي يبعد
نظره حينما اخبره بكلمة عشق سهوة، كان قد اختبأ و حل مكانه رجل ينظر اليّ بحب شديد
حين ابتعد عني، بدلنا اماكننا و كنت انا الخجول التي تحاول الهرب من محاصرته...
فرجت شفتاي لأتكلم، لكن عقلي الثمل لم يستطع ان يكون فكرة
واحدة واضحة! لم يضغط عليّ، لم يتحدث، و لم يفعل اي شئ سوى عبثه بشعري...
انا: اريد ان اخذ الكثير من هذه الدراما لأشاهدها لاحقا...
رفع حاجبه باستنكار: هل هذا هو ما تريدين قوله؟
اجبت بسرعة: لا. هيا لنذهب للنوم، سأشاهدها لاحقا...
قمت من مكاني بسرعة، لأجده يلحق بي و يحملني على كتف واحد،
رأسي يتجه للأسفل و يده تمسك بخلف ركبتاي باحكام! فزعت: يااااااا اتركني!!!!!
التف ليطفئ الشاشة و بدأ بالمشي و رأسي يتخبط بظهره اثناء
صعوده على الدرج.
انا: هيووووك اتركني!!!
لم يستمع اليّ و واصل مضيه حتى توقف امام غرفتي و انزلني.
شعري مبعثر جرّاء عبثه و حمله لي.. لا اريد حتى تخيل كيف ابدو.
وقفنا متقابلين امام غرفتي التي سأبقى بها بدون حراك او كلام.
الرجل العاشق الذي كان ينظر اليّ قبل قليل اختفى و عاد هيوك الخجول مرة اخرى!
الفتى المتحول!
هيوك: اذن... تصبحين على خير؟!
ابتسمت ابتسامة صغيرة و لوحت بيديّ الى اللقاء كالاطفال... لم
ارده ان يذهب.. لم ارده ان يغيب عن ناظري الان... اخرج من جيبه زجاجة صغيرة بها
ذات السائل الابيض الذي اعطانا اياه سونجمين و مد بها اليّ: قبل ان تنامي مباشرة اشربيه...
أومأت حسنا و قدماه الثقيلتان تحاولان الابتعاد، يده عادت الى
خلف رقبته لا اراديا و ابتسم خجلا. غرفته المقابلة لغرفتي كانت تبدو بعيدة بالرغم
من المسافة التي لا تذكر، فتح باب غرفته و دلف و انا كذلك بقينا كأطفال نحدق
ببعضنا
هيوك: هاي! هيا! سنستيقظ مبكرا عليكِ النوم!!!
ببطء كنت اغلق بابي و انا ابقي عيناي في الجزء المفتوح حتى
اظل انظر اليه، سمعته يقول "طفلة" لكن لم آبه. بمجرد ان اغلقت الباب و
وضعت الزجاجة الصغيرة على طاولة الزينة و جريت نحو السرير، قفزت اليه و وضعت وجهي
في الوسادة و ظللت اصرخ سعادة و خجلا!!! يدي التي منعتها طويلا تلصصت و لمست شفتاي
برقة شديدة و كأنها خائفة ان تمحو اثره هنا...
شعري!!!!! ذعرت و جريت للحمام لأرى عش الطائر الذي حل محل
شعري... ان كان قد رآني هكذا بالفعل... ربما حقا يحبني... لم يكن منظرا محببا على
الاطلاق..!
مشيت لسريري مرة اخرى و جلست على طرفه احرك قدمي بطفولية و
اعيد ببالي ما حدث قبل قليل. لحظة! كيف اخبرني ان انام و تركني هكذا!!!! وسادتي
التي لا ارتاح الا عليها تخبرني ان انام مبتعدة... شعرت بالغباء لأني ايضا كنت قد
نسيت هذا.. حسنا اعترف بأني غبية..
امسكت بالزجاجة لئلا انساها و خرجت من غرفتي، طرقت على باب
غرفته و قبل ان يرد فتحت الباب و دخلت. كان مستلقيا بسريره يحتضن وسادة الى صدره و
ملامح السعادة تحتل وجهه براحة.
ضيقت عيناي و وضعت يدي على خصري: حقا؟! تحتضن وسادة في
وجودي؟!
القى بالوسادة بعيدا و ضحك ضحكة سخيفة لم اعلّق عليها. اغلقت
الاضاءة و تركت الغرفة معتمة الا من ضوء القمر الذي يتسلل بنعومة من النافذة
الزجاجية الكبيرة المقابلة لسريره. ضوء القمر الذي اعطى لقسماته سحرا اخر...
اقتربت منه و انا احاول تجاهل شعور الدغدغة الذي يسري محل
دمي: لقد اتيت لأجل ان ارى القمر، لا انت.
فتح ذراعيه لأنام و شاورت نفسي ان كان عليّ الا افعل، لكن
لماذا اعاند نفسي؟ قد تكون هذه اخر ليلة انام هانئة فيها... و لدى وقع الصدمة
مجددا عليّ اكفهر وجهي بعدما كانت البهجة تحتله.. تقدمت اليه و وضعت رأسي على كتفه
و اقتربت اكثر قليلا. ذراعاي التفتا حوله ايضا. عانقني لوقت لم اعلم طوله ثم
ابتعدت عنه و انا ابتسم ابتسامة كاذبة. لا تزال هناك فرصة واحدة اخيرة... معجزة
واحدة لتنقذ كلينا من ليالٍ مؤلمة قادمة. منعت دموعي من ان تغلبني لكن لم استطع
الا اجعل عيناي تلمعا...
رفع سبابته الى شفتي
يمرره عليها: لا تبتسمي هكذا..
يمحو ابتسامتي المزيفة و لا استطيع إلا ان اعيدها: كيف هكذا؟
اعاد فعلته: لا تبتسمي كذبا و انت تتألمين..
لمرة ثانية ابتسمت: عليك ان تتذكر ابتسامتي فحسب، اريدها ان
تكون في اخر ذكرياتك عني..
مرر سبابته بضغط اكثر على شفتي: لا اريدها مزيفة، سأدعك
تبتسمين و سأتذكر تلك الابتسامة لكن ليست هذه
دفاعاتي التي قضيت وقتا ببناءها انهارت، لكن لم اكن لأبكي،
انا هنا، و هو هنا، في غرفته متعانقان و القمر يشهد لحظاتنا سويا...
حاولت ان ابتسم لكن فشلت: و كيف ستفعل؟
عادت يده الى مكانها حين يشعر بالاحراج، خلف رقبته: كنت اريد
ان اعترف بشئ ما... لكن.. لا اعلم كيف يمكنني البدء.. او كيف يمكنني اخبارك اصلا!
مثلت امتقاع وجهي و كأن مصيبة قد وقعت امام عيني: ستعترف
بخيانتي و بأن لديك طفل رضيع!!!!
اخرج يده التي كنت انام عليها من تحتي و جلس و هو ينظر اليّ
بحقد: انتِ لا يجب عليك مشاهدة دراما مرة اخرى هذه الاشياء تلوث عقلك!
جلست الى جانبه: ماذا اذن الامر الخطير التي لا تعلم كيف
تخبرني به؟
تورد وجهه و اشاح بوجهه الى الجهة الاخرى... ماذا به هذا؟!
بقيت انتظره ليعترف
اعترافه الخطير للغاية لكنه كان يشاور عقله فيما يبدو
بدأ الحديث ببطء:
سورا ستكون محبطة حين تدري بأن كل خططها قد دُمرت تماما... -توقف لهنيهة و نظر
اليّ بحب و خجل- اردت حقا ان اقوم بطلب للزواج.. اردتكِ ان تحظي بأكثر طلب رومانسي
للزواج على الاطلاق. لا استطيع فعل هذا الان.. ليس بينما انا غير واثق من بقاءك..
على الرغم من هذا.. انا اشعر بأني مثير للشفقة..
المفاجأة اخذتني
بغتة و تركتني متسائلة: لماذا؟
هيوك: انا لا اريدك
ان تكوني لغيري، انت تناسبين احضاني تماما، يداك خلقتا لاحتضنهما بكفي و ليس احد
آخر..عيناك الناعستان تنتميان الي، و البسمة الصادقة التي تزين ثغرك ملك لي
وحدي... شفتاك اللتان لم المس سواهما... لا استطيع تقبل فكرة ان آخر غيري قد يحصل
على كل هذا.. الغيرة قد تقتلني هنا.. و مع هذا لا اريد لعيناك ان تذبلا، اكره
رؤيتك حزينة و منكسرة اكثر من اي شئ بالوجود.. اكثر حتى من كرهي لأن يكون بجوارك
احد آخر.. لذلك.. سامحيني ان لم استطع ان اطلب منك المضي قدما، سامحيني لأني قد
اخبرتك عن امر عرض الزواج برمته، لكن ان كانت هذه حقا هي آخر ليلة سنبقى فيها سوي
فلا مفر لي الا ان اخبرك.. قلت بأني سأفعل اي شئ لئلا اكون نادما..
طوال حديثه كنت اشعر
بالدموع تتكون و تساءلت عن كيفية تصنيعها بهذه السرعة.. رؤيته اصبحت مشوشة لذلك
ارتميت عليه و احتضنته بقوة آلمتني انا
همست: انا أيضا اكره
اخبارك بأن تمضي قدما من دوني...
يده ربتت على ظهري
بحنو و ببطء بدأ بالرجوع الى الخلف حتى اصبحنا مستلقيين مرة اخرى و نصف جسدي فوقه
تقريبا.. لم يشعر بالغرابة و لم اشعر بالخجل، احتواءه لي في هذه اللحظة كان يعني
الكثير. كلماته النابعة من قلبه لمست شغاف قلبي و جعلتها تتطاير بنعومة، كلماته
كنسمة صيف باردة تحرك ستائر نافذة وحيدة.. بكيت بشدة ثم هدأت تدريجيا، و طوال
الوقت كان يهمس بكلمات مطمئنة، هادئة، يربت على ظهري و يمسح على شعري، كأنه يمتص
كل يأسي و نحيبي الداخلي لأهدأ.. و فعلت....
صوتي الباكي الذي لم
يتعافَ بعد اخبره: لا اريد النوم..
ابتسم ابتسامة
جانبية: ألم تأت الى هنا لكي تنامي؟ مخادعة
مسحت خدي المبلل
بقميصه: لا اريد ان اضيع الساعات بالنوم..
تنهد: سونجمين قال
بأن علينا تناول الشراب قبل النوم.. فقط قليلا و سنستيقظ مرة اخرى
وضعت اذني فوق قلبه
مباشرة: طلب زواج بدون خاتم و بدون الركوع على قدم واحدة و مع ذلك فقد احسنت صنعا
يده الموضوعة على ظهري
ابتعدت ليحضر شئ من جيب بنطاله و يمسك بيدي. شئ احاط بخنصري علمت انه خاتم.. و لم
استطع رؤيته بعد لاحتضانه اليد التي زينها الخاتم و وضعها على صدره
همس: سأتصرف و كأنك
قد وافقت
نبضي المجنون و عقلي
الذي تتسارع به الافكار يعملان على ان يفقداني وعيي قريبا. قريبا جدا. شعرت به يترك يدي للحظة ليحضر شيئا من على المنضدة المجاورة لسريره. وضع
بيدي زجاجة السائل الابيض ثم مد يده ليحضر اخرى له..
قال بعزم: لنشربه
جلسنا و ابتلعنا
المشروب سوية بعد العد للثلاثة قبل ان نستلقي مجددا مواجهين بعضنا البعض، ايدينا
تتشابك في المنتصف بين صدرينا
هيوك: يورا...
اجبته بنعاس خفيف:
امممهممم؟
همس: ابقِ عيناكِ
مغلقتين... ألم تثقي بي المرة الفائتة و كانت المفاجأة جيدة؟
ابتسمت و انا مغمضة
العينين و لم ارد. كانت رائعة، اضفت بدون حديث. اخذ صمتي على انه موافقة، و تركت
يده كفي ليمسك بمعصمي و يقربه تجاهه. سرعة دقات قلبي تزداد ثانية بعد الاخرى، حتى
شعرت بأنفاسه تقترب مني.. تختلط انفاسنا و لوهلة تعْلق انفاسي بحلقي و اشعر
بأنفاسه المضطربة قريبة للغاية.. شعرت و كأني على هاوية مرتفعة و امسكت بقميصه و
شددت عليه كي لا اقع... شعرت بطرق قلبه تحت اناملي و اكاد اقسم انه كان يعد نبضاتي
ليهدّأ من روعه.. اقترب اكثر حتى كادت شفاهنا ان تلتقي و شعرت بعقلي يصرخ بجنون "فقط
قليلا بعد لا تجعلني افقد نفسي هكذا، دعني افقد نفسي بداخلك"... ارتجافة شفاهه
اوضح مما يتمنى، و انا فقط مستسلمة لما سيفعل، مستسلمة لأني لا استطيع فعل اي شئ
اخر، و لأني لا اريد فعل اي شئ غير الذي يقوم بفعله... اطبق على شفاهي بتوتر زال
في الحال.. يداي تشد على ملابسه اكثر و اكثر ثم في لحظة يختفي هذا كله و يحل مكانه
قشعريرة لذيذة تخدر جسدي. النعاس و مشاعري المتضاربة كانا يولدان طاقتين متضادتين
تماما، و اكاد اجزم انه ايضا كذلك، تعمق قليلا و رفعت يدي لرقبته و تشبثت بها. كل
الافكار المتضاربة كالموج برأسي هدأت فجأة و حل محلها ضباب يعكر رؤية كل ما هو
سئ..
انفاسي كادت تنقطع
لكني لم ابتعد عنه، و لعله شعر بحاجتي فابتعد قليلا، لم افتح عيني و اخذت انفاسا قصيرة
متسارعة، و ظني بأنها النهاية قد خاب حين عاد ليطبع قبلات قصيرة متتالية... لو مت
الان سأكون مرتاحة للغاية.
لم نتحدث ابدا بعد
ما فعله، ضمني اليه فحسب و قبل رأسي، و كان هذا كل ما احتاجه لأغفو...
*//*//*
-
منحتنا المدرسة
اجازة لمدة اسبوع لندرس بجد قبل امتحانات العام النصفية. و مع هذا كان عليّ
الاستيقاظ مبكرا لأدرس كل ما تجاهلته على مدار العام. لا بأس، سأشعر بالاجازة
بمجرد ان انتهي من تلك الامتحانات. رتبت شعري و القيت بعض الماء على وجهي ازيل به
اثار النوم. ثم اتجهت لتحضير افطار بسيط لأبدأ بعده ما عليّ انهاءه.
على الثلاجة كانت
توجد ملحوظة بخط امي "يورا، يوجد طعام بالثلاجة! قد ابيت خارجا اليوم لذا لا
تقلقي. ابقِ هاتفكِ بقربك و حادثيني كل فترة لأطمئن عليكِ. توجد الكثير من
العمليات اليوم"
امي طبيبة جراحة
ماهرة، يأتي اليها الكثير من مدن اخرى ليجروا الجراحة بالمشفى الذي تعمل به. مذ
كنت صغيرة اعتدت على غياب امي عن المنزل، لكنها مع ذلك كانت تعوضني عن بقاءها
بعيدا عني. اجازاتها كاملة نسافر بها الى مدن اخرى، نحضر الطعام سويا، و نتسوق!
كانت تتخذني كصديقة اكثر من ابنة، و مع ذلك كان عليها ان تتعامل معي بحزم و لو
بالقليل منه.. عدم وجود والدي كان احد هذه الاسباب، و السبب الاخر، لكي لا افسد
بالدلال الزائد و غيابها المتكرر..
هززت كتفيّ و اعددت
شطيرة و كوبا من العصير، و اخذتهم لغرفتي لأبدأ بالتجهيز للدراسة، و لكن عندما
التفتّ، ارتطمت بصدر شخص ما
للحظة جزعت و لكن
تمالكت نفسي بسرعة. عام و اربع اشهر كفيلين لأبدأ بعدم الفزع في كل مرة يفاجئني
بها
جززت على اسناني:
هيوكجاي. ألن تتوقف عن هذا؟
هز كتفيه بلا
مبالاة: و لماذا افعل حين يكون الامر ممتعا للدرجة؟!
تجاهلته و اتجهت
لغرفتي احمل طعامي، وضعته على المكتب، و بدأت بترتيب كتبي بترتيب المذاكرة، و كنت
اتحدث الى المُسجى فوق سريري بفوضوية
ناديته: هيوك...
افعل شيئا مفيدا! و لا تشتت انتباهي بينما احاول المذاكرة! لا اريد ان ارسب حقا!
جلس بحماس: يمكنني
ان ادرسّك بمقابل، ما رأيك؟
لم ارمقه حتى بنظرة:
انت تدرسني؟ حقا؟ و ما المقابل؟
حرك حاجبيه بطريقة
لعوبة: قبلة على الخد؟
رميت احد كتبي لكنه
لم يصبه. سحقا.
قال بتذمر: هاي! لم
اطلب شيئا غبيا!
لم اُعِر ما حدث قبل
ثوان اهتمام و غيرت الموضوع: الى متى ستبقى هذه المرة؟
بدأ باللعب في
اصابعه: ربما ليوم او اكثر
قلبت صفحة من كتابي
بينما ارتشف العصير: جيد! لأن امي ستبقى خارجا حتى الغد و لا اريد ان ابقى وحدي ها
هنا
تلاعب بحاجبيه مرة
اخرى: هذا المنزل بالكامل لنا؟
رميت كتاب اخر: حقا
توقف! لا تحاول ان تبدو كمنحرف و انت بالفعل برئ للغاية!
احمّرت اذنيه فضحكت
و تركت الكتاب لأجلس الى جواره و امرجح قدمي: لا بأس احبك هكذا ايضا!
طبعت قبلة صغيرة على
خده و قمت لأخذ طبقي لأضعه بالمطبخ.
اصبح هيوك جزء من
يومي على مدار عام و نصف تقريبا. مشاعر الصداقة الممتزجة بالحب، السر الصغير الذي
آبى مشاركته حتى مع اعز اصدقائي، و المغامرات التي نقوم بها سويا عندما يكتشف
مكانا جديدا في عالمي لا ادري انا عنه، كل هذا جعل من ايامي تمر بسعادة. لم تكن
مثالية، و لم تخلُ من المشاكل، لكنها كانت سعيدة. بمجرد ان تجسد هيوك في عالمي و
اصبحت استطيع لمسه، كنت اشعر بالخجل قليلا. صديقي الخيالي اصبح فتى يبدو و كأنه
يكبرني عمرا، و كان يكبرني بالفعل بعامين كاملين، بحساب عالمي. فتى، اصبحت معجبة
به، و استطيع لمسه و رؤيته بدون ان يعلم او يدري به اي شخص اخر. ربما كنت محظوظة
بعض الشئ لأن لا احد يشاركني به، لكن المشاعر بأني احيانا ارغب بوجوده كاملا حتى
استطيع ان اخرج معه في موعد، او ان نذهب لمكان، او تقديمه لوالدتي، ربما اشياء
صغيرة كهذه، كانت احيانا تنغص عليّ سعادتي.
عدت لأجده يعبث
بأدواتي على المكتب فأخذت منه قلمي المفضل و تركته يعبث بباقي الاشياء.
هيوك: اخبريني بأنكِ
تستطيعين الطبخ.
حككت خلف رأسي: ليس
تماما؟
تنهد: لا اظن بأن
استطيع الطبخ هنا... بالكاد تعلمت كيف يمكنني حمل قلم او كتاب!
اجبته: لا بأس سنطلب
بيتزا! احبها على اي حال! تريد ان تأكل؟ اه امي تركت لي بعض الطعام ايضا!
هيوك: قد اساعدكِ
بتحويله لطبق اخر!
مر اليوم بسرعة،
طبخنا سويا.. او لنقل، كنت اطبخ تحت اشرافه، و كان الطعام جيدا الى حد ما. و اتى الليل
بستاره الحالك يغطي الكون. كنت اغلق باب غرفتي حال اتت والدتي صباحا قبل استيقاظي،
و كنت على وشك ان اضع الاغطية ارضا لكي ينام هيوك عليها حينما اتى و وقف امامي
بابتسامة واسعة للغاية تظهر لثته
قلت بقلة صبر: ما
الامر الان؟ مصيبة اخرى؟
هز رأسه نافيا و بقي
على ذات وضعه هكذا لبعض الوقت، فتركت الاغطية و جلست ارضا منتظرة اياه ليبدأ
بالحديث
هيوك: شقيقتي بدأت
بمواعدة احدهم جديا و جاء لمنزلنا بالامس
كان هيوك دوما يحكي
لي عن عائلته، اصدقائه المقربين، معلمه، و الاناس الذي يحتك بهم في عالمه
رفعت احد حاجبي:
تبدو سعيدا، على عكس المرة الفائتة حين علمت بمواعدتها؟
جلس قبالتي: يبدو
شخصا جيدا! ثم انه من عائلة احد اصدقائي. ثم انني حققت احلامي بهذا الشأن.
سألته بعلم مسبق عن
احلامه: هددته؟
هز رأسه بحماس
فضحكت! هيوك حقا يهتم بأخته كثيرا، يحبها كثيرا و يخاف من يؤذيها احدهم. لذا يبدو
جافا، قاسيا عندما تواعد. برأيه لا احد يستحق سورا استحقاقا كاملا. ربما تقبله
لهذا الشخص مؤشر جيد.
علاقتي بهيوك كانت
دوما اقرب للأصدقاء المقربين منها للأحبة. كان هذا مريح لكلانا، و لكن بأخر فترة
كنت فقط... كنت فقط اود ان تصبح علاقة مشاعرنا اقوى و لو قليلا. الاغطية الملقاة
الى جانبي اوحت لي بفكرة!
امسكت بكتفي مدعية
الالم: اه! انه يؤلم!
اسرع ليقف ورائي
ممسدا على كتفي: ماذا بكِ كنتِ تبدين بخير؟!
اجبت بصوتٍ متألم:
شد عضلي.. لا استطيع رفع ذراعي.
رفعني بذراعيه و
اخذني يضعني على طرف سريري، ثم جلس ورائي يحاول الضغط على عضلاتي كي اشعر بتحسن:
اذن ابقي هكذا قليلا.
يداه اللتان تفعلان
مفعول السحر و تفكان عقد عضلاتي التي كنت ادّعي بشأنها لكن حالما بدأت بالضغط
عليها شعرت بالشد يخفّ قليلا، تنهدت بحب..
اخبرته: ابقى الى
جانبي الليلة؟
رد بهدوء: اخبرتكِ
اني سأبقى للغد
غبي. حقا غبي. كيف
يمكنني اخباره اني اريده ان ينام بجواري! لم تكن افكاري منحرفة البتة! لكن دوما ما
يقولون ان النوم الى جانب شخص تحبه يجعلك تستيقظ بحالٍ افضل، انشط، اسعد!
اسرعت بالقول: لتتنم
بجواري!
توقفت يداه عن
الحركة قبل ان اسمع صوته: ايييه!! ماذا تقولين؟!
غبي! احمق!
اعطيته ظهري و بدأت
بالدخول تحت الغطاء: لا شئ، تصبح على خير.
لديك الاريكة يمكنك الاستلقاء عليها كما
تريد. او يمكنك البقاء بحجرة الضيوف. او حجرة المعيشة. أيُّهم تفضل.
لم يرد، بل رفع
الغطاء و شعرت بجسد يُثقِل الفراش خلفي، ثم يد مرتجفة تحيط بخصري، و اقتراب حرارة
شخص ما
همس: افضّل هنا.. ان
كنتِ.. لا تمانعين..؟
اعتلت الحُمرة خداي،
و تقلبت للجهة الاخرى، لكن لم ارفع رأسي و احتضنته بالمقابل.
-
رائحة لا اتوه عنها
بتاتا، ذراعان يغطياني من البرد، و انامل
تتحرك ببطء على وجهي، صوت تنفس هادئ و هذا كل ما يوجد بالغرفة عداي
همس: هاي... يورا
افيقي هيا...
عقدت حاجبي و انا
نائمة و وضعت رأسي بصدره اكثر: لا اريد...
ضحك: الشمس اشرقت
منذ ساعات ليس لدينا الكثير من الوقت...
انتفضت بسرعة
كالملدوغة و ظللت انظر حولي احاول استيعاب الوقت و لم الحظ صوت ضحكه بالبداية...
حتى استوعبت اننا ما زلنا في اواخر الليل!
سألته بنعاس: كم
ساعة نمت؟
اشار بكف كامل..
خمسة... تبا!!! كنت اريد النوم لساعتين فحسب!
قاطع افكاري: بدوتِ نائمة
بسلام.. كرهت ايقاظك لكن كان عليّ فعل ذلك...
بخجل ابتسمت و
تثاءبت... الفتى المستلقي الى جانبي و ذراعه ملتف خلف رأسه يظهر عضلاته كان ينظر
اليّ بحب شديد، و لعدم استطاعتي مقاومته هكذا فقد استلقيت مرة اخرى، رأسي على صدره
و احتضنه بقوة
سأل بصوت محاولا ان
يبدو متفائلا: لا شئ؟ لا تشعرين بشئ؟
هززت رأسي بنفي و
ضغطت برأسي اكثر على صدره ليحتضني بدوره... مسح على شعري بلطف و شعرت به يبتسم،
لعل خياره هو الصحيح، و ابتسمت بدوري...
القمر كان قد ابتعد
و لم يكن يواجه النافذة، لكن ضوءه لا يزال قويا. السماء تلمع بالنجوم الهدوء يغلف
المكان الا من صوت انفاس هادئة
تحدث بخفوت اقرب
للهمس: تريدين مواصلة النوم؟
هززت رأسي نافية مرة
اخرى
هيوك: اذن؟ ماذا تريدين
ان تفعلي؟ لا يزال الوقت مبكرا للذهاب لأهلك...
قمت بسرعة و نظرت
اليه بشر: سأحضر لك الافطار، عزيزي
حك ارنبة انفه: لا اظن
بأنه خيار جيد...
حاولت تصنع البراءة: ماذا قد يحدث؟ لا تقلق عزيزي، يمكنك
مرافقتي للتأكد من ذلك!
بعد ساعة كانت كارثة قد حلّت على المطبخ.. صنع الفطائر
المحلاة لم يكن سهلا كما يبدو في الافلام! ربما احرقت البعض... لعلي لم انجح تماما
بصنع الخليط، و قد اكون قد اوشكت على حرق المطبخ... لم تكن لتحبني والدته ان
فعلت... من الجيد انه ايضا يشارك بالجريمة..
جلسنا بالحديقة امامنا طبق من الفطائر المحلاة،
اطباق عدة تحتوي على حشوات مختلفة من شوكولا و كراميل و فواكه مقطعة، و كوب من
القهوة المخففة له، و حليب لي. يعاملني كطفلة بالفعل.
كانت الشمس قد بدأت بالبزوغ بينما نتحدث و نأكل، و قررنا
الذهاب للمشي قليلا قبل عودة اهله الباكرة التي وعدت بها والدته. كل مدىً يزداد
انبهاري بهذا العالم، كنت اظنه في البداية بدائي لكن فخم، بدائي من حيث استخدام
الاجهزة و ما الى هذا، لكني مخطئة... ربما فقط لا يحبون استخدام اجهزة، او
يخفونها، كصالة الالعاب التي اكتشفتها بالصدفة اثناء تجوالي بالقصر. عدلت عن قرار
المشي، و طلبت اليه ان يعلمني بعض حركات الرقص التي ينفذها.. بدلت ملابسي لثوب رقص
اسود قصير طويل الاكمام كأثواب راقصات الباليه و ارتدى هو قميصا بدون اكمام و
بنطال ضيق قليلا، ارتديت حذاء مطاطي لعلمي بالكارثة التي ستحدث ان ارتديت كعبا
عاليا، و كان شكلنا في المرآة كشاب و طفلة قصيرة
حذرته: لا تضحك.
كتم ضحكته بصعوبة: اذن، تلميذتي، سأريكي اولا ما وصلت اليه...
قد لا اكون متذكرا الحركات كاملة... لم اتمرن منذ فترة...
مشى باتجاه مشغل الموسيقى و عبث به قليلا ثم شغّل احد
الاغنيات ذات الايقاع السريع. بدأ بحركات بسيطة، ثم سقط فكي من مهارته، جسده غير
مترابط، و كل جزء ينفذ حركة مختلفة بحرفية شديدة.. على مدار اليوم الذي بقيت فيه
الى جواره هنا ابهرني بمثاليته! لا يوجد
شئ لا يستطيع فعله، كل شئ بداية من الخجل و التصرف كطفل امام امه، الى هذا الراقص
البارع الذي لم ارَ بمهارته... بمجرد ان توقفت الموسيقى و رأيته يتنفس بسرعة و
قطرات من العرق تتساقط على ذراعه وقفت من مكاني: يا الهي...
تحدث بصعوبة: اخطأت... ببضع حركات... عليّ العودة للتدريب..
من جديد...
زجاجة مياه و منشفة التقطهما من على الارض و اتجهت اليه احرك
شعره بعيدا عن اعينه و اعطيه الزجاجة: كنت رائعا!
ارتشف من الزجاجة قليلا ثم وضعها جانبا، ذهب لمشغل الموسيقى و
كانت اغنية اهدأ بكثير عن الاولى
هيوك: ستعمل على اعادة نفسها.. اريد ان اعلمك رقصة ما...
الفتها وحدي، سأرقص معك...
يا مامي شو هالبسكوتة؟! ما اعتقد اني بحياتي حبيت هيوكجاي قد ما حبيتو بهالروايةةةة هاااااااااااح انتي حطيتيني بموقف أصعب من الصعوبةةةة عندي قصة لهيوكجاي وكنت خايفة ومترددة بكتابتها لأجل حبكتها الصعبة بس هلأ لقييييت اني حتى تعقدت منها كلها ع بعضها ... كيف بدو يطلع معي هيوكجاي متل ما هو طالع معك ㅠㅠ كييييييف بحق الله ؟! ما شاء الله عنك كأنك مو بتكتبي بس هيكا بتحطي احاسيس بتخلينا نرفرف وندخل جو وعالم غريب لونو بيجنن.
ردحذف