لحن الذكريات ...
بقلم الكاتبة :
Salma hassan
لمستى هاتفك الملقى على المكتب و نظرتى على التاريخ ,,تنهدتى "اليوم 24\6\ 2014" ابتسمتى بضيق ,, "لا تنسى ابدا يا قلبى"
اتجهتى لمنتصف الغرفه و جلستى على كرسيك الخشبى القديم المطل على النافذه الكبيره فيمكنك مشاهده تساقط اوراق الشجر اثناء فصل الخريف , عدلتى من وضعيه الة الكمان تحت ذقنك و بيدك اليمنى لمستى الاوتار و بيدك الاخرى حملتى العصا ,,نظرتى على تجاعيد يدك التى تعبر عن قسوه الزمان و ما ممرتى به من حزن و اشتياق و جنون و حب حتى وصلت لمرحله العشق الابدى ,,,,
تمشيتى بالعصا على اوتار الكمان فخرجت اولى الحانك القديمه التى ملئت الغرفه و معها سافرتى بعقلك الى ذكريات الماضى ,,الماضى الذى لا يزال قلبك يعيش فيه ,,,
ابتسمتى ثم تنهدتى " هل اتيت "
نظرتى بعينيك الحزينه حول الغرفه فتحولت الى بيتك القديم و تذكرتى اول مره تقابلتما بها ,,
فى زفاف اختك عام 1964 ,, حملتى طرف الفستان الطويل بين فمك بينما كانت يديك مشغوله بارتداء الحذاء ,,
"اووه لقد تاخرت كثيرا " تحدثتى بصوت يرتعب بينما تتنفسين بقوه
"هل تريدين المساعده " نظر لك بعيونه المبتسمه ,,
لم تجيبيه و اكملتى ربط عقده حذائك,,
ضحك بلا مباله ثم وقف امامك و جثا على ركبتيه امامك و بدون اى كلام ازاح يديك و ربط حذائك,,
وقفتى متسمره مكانك لا تعلمى كيف تتصرفين ,,فبطبعك فتاه خجله جدا و لا تتحدثى كثيرا و عندما تقعين فى مواقف مفاجاه لا تستطيع التصرف,,
انتهى من الربط ثم اعتدل فى وقفته ,,ابتسم لك و ذهب ,,حملتى خصلات شعرك الناعمه التى وقعت اثر الصدمه على عينيك و وضعتيهم خلف اذنك,,نظرتى فى المراه ووضعتى يديك البارده على وجنتيك التى ستشتعل قريبا ,,,,
ازفرتى و حركت راسك لتنسى ما حدث ,حملتى باقه الورد و جريتى خلف اختك بعدما رايتها تنزل من على السلم ليستقبلها العريس ,,,
وقفتى خلفها و اعتذرتى لها فى اذنها,,ارادت صفعك لكن عيون الناس منعتها ,,ضحكتما بعدها و انتهى امر اختك بين يدي عريسها و زوجها المستقبلى ,,
مر الزفاف على خير و جلس الجميع يتحدث مع بعضهم الكل مشغولون فى شئ ما الا شخص شعرتى كانه يراقبك من بعيد,,بينما يرقص المعازيم فى منتصف القاعه مع العروسين على انغام الموسيقى الكلاسيك,,لاحظتى عيونه التى لم يزحها من عليك و لو للحظه بينما يبتسم ,,شعرتى بالحراره فى كل انحاء جسدك و كانك محاصره على طرف بركان يكاد ينفجر ,,,وقف من مكانه و معه زادت دقات قلبك ,,,اقترب منك و مد يده لك لترقصى معه و ابتسامه عيونه لم تتغير ,,
"كيف حدث ذلك"
سؤال لم تجدى له اجابه ,,كيف انسى من انا و من هم عائلتى ومن اى طبقه جئت لارقص مع احدى مقدمين الطعام و المسئولين عن الحفل امام اعين ابى ,,,
اقتربتما لمنتصف القاعه و كانما لا يوجد احدا غيركما مد يده فلمستها برقه كطبيعتك و اقتربتى منه فضمك نحوه بقوه و بداتما الرقص امام الجميع كانما يشاهدون عرض ساحرى ,,
"..." صوت والدك بينما ينادى باسمك بصوت غاضب قطع رحلتكما الى عالم الخيال,,,
ترك يديك و هرب سريعا للمطبخ بعدما ناداه رئيسه فى العمل ,,,انتهى الزفاف و فى الليل وبخك والدك على ما فعلته و لكن قلبك لم يهتم بل كان مشوشا طوال الوقت به ,,
اردتى الخروج ليلا لتبحثى عنه و لكن عقلك لم يطاوعك ,,فى منتصف الليل استيقظتى من نومك او من محاوله النوم الفاشله و اتجهتى للدور الاسفل ,,
بحثى فى كل انحاء القصر ربما تجديه ,,اقتربتى من باب المطبخ و قبل ان تفتحيه شعرتى ان قلبك سينفجر ,,
لم تمر لحظات و انفتح الباب و اذا به امامك,,وقفتى كالتمثال عيونك تكاد تخرج من مكانها ,,التففتى سريعا للرجوع و لكنه امسك بيدك,,التفت لك و بدون اى كلام ذهب بك للخارج فى الحديقه ,,,
جلستما طوال الوقت تنظران لبعضكما بينما يبستم لك,,وضعتى عينيك فى الارض و حمحمتى ثم نظرتى ثانيه لعينيه ,,
"من انت " اخيرا تجراتى على سؤاله,,
" لا يهم من انا ,,من انت كيف وصلتى من السما الى الارض" ابتسم
لم تتمالكى نفسك و ضحكت برقه " هل انت مجنون ما الذى تقوله"
"الا تصدقينى " اشار للاعلى "هذا هو موطنك الاصلى"
نظرتى له و ابتسمتى بخجل "و كم فتاه اخبرتها تلك الكلمات"
ابتسم و نظر لعيونك مباشره بدون خجل "انت فقط,,و لا يوجد احدا غيرك"
وضعتى يدك على قلبك "ما الذى فعلته بى لم اتيت معك "
"لانك ملكى و لا يحق لاى شخص ان ينظر لك او يتحدث معك غيرى انا " ابتسم بثقه,,
ضحكت "مجنون"
"بك" اقترب من وجهك و لمسه برقه ,,
لمست يده بيدك المرتعشه و ابعدتها ببطئ "لكن هذا خطئ اسفه "
وقفتى من مكانك ذاهبه لكنه جذبك له و جلستى ثانيه " اذا كان خطئ فمع صباح اليوم التالى انسى كل ما حدث كانه حلم و لكن لساعه فقط اجلسى امامى و لا تتحدثى "
لا تعلمى لم وافقتى و بالفعل جلستى ,,اقترب منك و لمس وجهك بكل تفاصيله بيديه الناعمه و الدافئه ,,فلمسته تلك اصابه جسدك كله بالقشعريره ,,اقترب منك حتى اختفت المسافات بينكم و نظر لعينيك ثم طبع على شفاهك قبله كانت كفيله بجعل قلبك ينفجر لملايين القطع,,اغلقتى عينيك و استمتعى بطعم القبله و كانك تاكلين حلوى من الجنه ,,,فتحت عينيك فجاه و ذهبتى مسرعه لغرفتك,,,,,
اغلقتى باب الغرفه ووقفتى وراءه تلتقطين انفاسك و تضربين قلبك كى يهدا ,,هل كنت تحلمين ام كل هذا حقيقى ,,,جلستى على السرير تسترجعين كل ما حدث,,حتى ذهبتى فى نوم عميق و حلم يتمحور بالكامل عنه ,,,
مر اسبوعين و عقلك لا يكف عن التفكير به و قلبك لا يريد الهدوء و يظل يتوجع بحثا عنه و لكنك حتى لا تتجراين على السؤال عنه حتى لا يغضب والدك ,فقدتى الامل و اقنعتى قلبك جاهده بمواصله حياتك ,,وصل بريد جامعتك لبدايه الدراسه ,,بعدها بيومين وصلتى لجامعه البنات ,,,
فى يوم كنت تتمشين فى حدائق الجامعه ثم فجاه تسمرتي مكانك,,اهذا هو حقا,,هل اتخيله الان ,,تركتى الخجل جانبا و اقتربتى منه ,,ربتى على كتفه فالتفت لك,,
ابتسمتى له و كانك فزتى بجائزه اليانصيب ,,لكنك لم تلقى الترحيب الذى تخيلته ,,فلم يجيبك و تركك ذاهبا ,,
ذهبتى لغرفتك بينما تشتعلين غيظا تريدين الذهاب و اطلاق الرصاص عليه كيف يلعب بقلبك هكذا و فى النهايه لا يبتسم لك حتى عندما يقابلك ثانيه,,,
جلستى تفكرين طوال اليوم تاركه كل شئ حولك,,لا تعلمين لم تنظرين للنافذه و تبكين و لكن قلبك يؤلمك و كان هناك شئ خطئ و بدونه لا تستطيعين اكمال حياتك,,
بعد انتهاء الدوام خرجت من غرفتك خفيه بدون علم المدرسات لتبحثى عنه ,,وجدته يجلس فى الحديقه المطله على البحر ,,وقفتى امامه,,
" لا اريده ان يكون مجرد حلم " تحدثتى بصوت طفولى و عيون لا تتوقف عن البكاء,,
وقف سريعا و اتجه ناحيتك و جذبك له مخبأ وجهك كله بين احضانه " لم ارد ان اغصبك على شئ ,,انا اسف"
اكملتما بقيه الليله بين احضان بعضكما بدون اى حديث حتى انكما حتى الان لم تتعرفا على اسماء بعض,,
مرت الايام و كل يوم بعد الدوام تهربين ليلا لمقابلته ,,اصبح الليل هو يومك كله الذى لا تستطيعين العيش عليه .,,
فى كل مره تتعرفان على بعضكما اكثر و اكثر و علمتى ان اسمه "جونغهيون "والديه متوفيان و تربى فى دار للايتام ,,يعمل كطباخ قليل الاجر ولكن حلمه ان يصبح فنان عالمى و مثاله الاعلى هو بيكاسو,,,
ام انتى فكليه التمريض دخلتها بعدما وافق والدك بصعوبه ,,البنات للزواج هذا هو تفكيره المحدود الذى طالما خنقك ,,,و لكن مع جونجهيون اصبحت ترين العالم بصوره مختلفه كانها كانت لوحه ابيض و اسود حتى اتى و لونها بالوان الربيع ,,,
مرت سنه و انتم مع بعض لم تكن علاقتكم دوما كطيور عاشقين بل هناك ايام كنتم تتشاجرون بقوه و لكنه لم يكن يقوى على النوم و هو يعلم انك غاضبه فيتسلل لغرفتك و يقبلك سريعا ثم يذهب فتذوبين عشقا مره اخرى فى هذا المجنون,, حتى اتى اليوم الذى استجمع فيه جونجهيون شجاعته و فى منتصف الجامعه جثى على ركبته و طلب يدك للزواج امام كل الموجودين,,,
انتهت السنه و عليك الرجوع لمنزلك قبل يوم الرجوع جلستم مع بعض و لاحظ الحزن فى عيونك,,
"مابك"رفع راسك عاليا لتنظرى له,,
"ماذا ستخبر والدى,,انا خائفه" احتضنته بقوه,,
"لا تقلقى لن يفرقنا اى شخص الا الموت " ابتسم "انتى ملكى" ضحك,,
ضربته بخفه "ياا لا تتحدث عن الموت ,,حتى الموت لا يتستطيع تفرقتنا" اقتربتى و قبلته على شفاه,,
فتح والدك الباب و ها انتم واقفين امامه ممسكين بيد بعضكم لا تتفرقون ,نظر لك والدك بغضب و كاد يشتعل فجثا جونغهيون امامه راجيا ان يسمح لكما بالزواج,,اقترب منك والدك و جذبك له و انت تصرخين باسم جونجهيون ,,نادى على الحراس و امرهم بان يلقوه خارجا,,
حاولتى بكل جهدك ان تبتعدى عن والدك و تهربى له ,,مرت ثلاثه ايام و لا تبتعدين عن النافذه بينما تبكين لرؤيه جونجهيون امام منزلكم جاثيا على ركبته متوسلا لوالدك,,متحديا كل الصعاب و لا يزال يريدك له و لن يتغير رايه حتى لو قتلوه ,,,
صعد والدك لك و بصوت غاضب و نادى عليك,,,جلس امامك و خرجت الكلمات من وراء قلبه ,," اذهبى و احضريه "
مسحتى دموعه و ضحكتى "حقا "
اجابك بضيق "الا تحبينه ,,ليس بيدى حيله "
احتضنته و ذهبتى مسرعه لتخبريه ,,وقف بصعوبه على رجله و لكنك القيتى بجسده كله على الارض بينما تحتضنيه ,,انتهت الصعاب بسهوله و كان كل شئ مرتبا حتى ان سهولته جعلت قلبك يخفق من الخوف ,,
مر شهران و اقترب موعد زفافكما ,,و لكن فى يوم وصل لجونجهيون انذار من الجيش لاحضاره و المشاركه فى الحرب ,,لا تعلمى لم انقبض قلبك هكذا فالحرب مستمره منذ فتره و من الطبيعي ان يستدعى جونغهيون و كنتم مخططون لذلك الامر,,
بعد حديث طويل اتفقتم على اقامه الزفاف بعد رجوعه ,,و فى يوم ذهابه ودعته بقبله تمتزج بالدموع ,,كنت تقبضين على يديه بقوه و لا تريدين تركها ,,نظرتى له مطولا بدون اى حديث حتى اطلق القطار صافرته ,,,
مرت سنه و كل يوم يبعث لك بظرف يخبرك عن حاله ,, بعدها مر شهرين و لم يرسل اى شئ قلبك كاد يموت قلقا و لكن عقلك كان دائما موجود لتهدئته,,
"انا اسف " ,,,ارتفع صوت الكمان و زادت سرعه العزف حتى اصابه يديك بالتشنج فتوقفتى عن العزف,,نظرتى للنافذه بينما تقبضين على قلبك ليتوقف عن التالم ,,,,,
لمستى الظرف من رجل البريد و لم تتمالك رجليك الخبر فوقعتى على الارض جاثيه ,,,ضربتى الارض بيدك و تبكين بصوت عالى يكاد يكون صراخا ,,حتى حضر والدك سريعا و راى الظرف الذى يبلغكم بوفاه جونغهيون,,,,جلس بجانبك يضمك له و يبكى ,,,
استمر عذابك لعده اشهر و انتى لا تتحدين مع اى احد,,حتى اتى اليوم الذى غير حياتك كامله,,,,,,,,,,
طرق احدهم الباب و دخل ثم اقترب منك واضعا يديه على كتفك,,نظرتى له بعيون باكيه و اقترب منك ثم قبلك فى جبينك,,,
زوجك شيون ,,,,
من تعرفتى عليه بعدما اعلنت البلده عن حرب عامه و بسببها حدث تفجير اثر القذائف على منزلكم ,,,توفى والدك و خسرتى كل شئ ,,بعدما هدات الحرب كنتى ضمن الممرضات المسئولين عن علاج المصابين و هناك تعرفتى على شيون الذى وقع فى حبك و تزوجك بعدها,,,,,,,,,,,,,,
مرت خمسون عاما على وفاه جونغهيون و حتى اليوم مع كل التغيرات التى حدثت فى العالم باكمله قلبك لم يتغير و لا يزال قلبك قلب شابه فى العشرون من عمرها واقعه فى غرام ذلك المجنون,,,,,,,,,تركتى الكمان جانبا حاملا كل الحانك الحزينه و خرجتى من الغرفه .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق