ღالبارت
الثانـيღ
ღ عشاء عمل وحسب ღ

Written By:
وأكمل العم حديثه (نعم عليَّ ان اجد حلاً سريعاً لهذه
المشكلة..لايمكنني البقاء على طريقتي القديمة فترة أطول ربما اكشف..حتى وإن كان
ليس لدي الأن المهم ان افكر في واحدة ولن ادعها تذهب لهم بتلك السهولة)...
لاتزال سول تتعرف على ارجاء الشركة على يد جانغئن حتى وصلا الى
الردهة الامامية التي تحوي مكتب الاستعلامات وساحة الانتظار الكبيرة,

فجأة نادت موظفة الاستعلامات جانغئن بشان امر ما فأستاذن من
سول واتجه نحوها بينما بقيت سول واقفة مكانها رفعت سول رأسها تنظر الى السقف
والارجاء بشكل دائري وهي مندهشة (واااو لقد غيروا الديكور والزخارف بشكل ملفت!) فجأة تذكرت وفكرت *ترى هل
غادر السيد تشانسونغ الشركة الأن؟* وتفاجأت من نفسها (ولكن ما بالي؟ لماذا اهتم لأمره فجأة) عقدت حواجبها ونفخت خدودها
منزعجة من نفسها واذا بصوت من الخلف يناديها ( أنسة
سول..أنسة سول) اتسعت
عيناها مندهشة الصوت لم يعد غريباً انه هو, في داخلها ارادت ان تقفز بسرعة لتراه
لكنها استدارت بهدوء تام تصطنع عدم الاهتمام ورأته يقف خلفها بمسافة ليست ببعيدة
اسرع نحوها ووقف امامها والابتسامة لاتفارقهما

قالت (لازلت هنا سيد تشانسونغ!..ظننت انك قد رحلت) فقال ( نعم
كنا على وشك المغادرة حتى رأيتكِ) اخفض رأسه ينظر الى حذائها, رفعه ثم قال ( في
البداية كنت شاكاً فحسب لكن عندما رأيتك تدخلين في الأجتماع تاكدت) استغربت الامر وقالت ( عن
ماذا تتحدث بالضبط؟) فقال وهو
يشير بيده الى حذائها (الحذاء!) فنظرت له ولاتزال لم تفهم مقصده واكمل (انه
نفسه الذي كدت تسقطين بسببه, واليوم رأيته في المصعد فتذكرتك وشككت في الأمر وهكذا
عندما دخلتِ اثبتِ شكوكي) فقالت بأبتسامة (أذن! فقد التقينا بسببه من جديد) وضحكت ضحكة خفيفة...
التف جانغئن ليناديها, توقف مكانه عندما رأها تبتسم مجدداً الى
تشانسونغ فعقد حواجبه

وبدأ ينزعج من الأمر فجانغئن يعشق سول منذ ان كانوا صغاراً وبما انه
الرجل الوحيد في حياتها لذا كان يكفيه ان يبقى بقربها وحسب لكن الأن بدأ الخوف
ينساب الى قلبه من ان يتغير الوضع...
تجرأت وسألت ( اذن سيد تشانسونغ هل ستعود الى هنا مرة أخرى؟) استغرب سؤالها وقال (أأأه..في
الواقع انا منشغل بدراستي وانا في سيول في اجازة ,والدي من طلب مني الحضور بدلاً
عنه) خاب
املها لكنها لم تظهر الأمر كثيراً (أووه لقد فهمت , اتمنى لك التوفيق اذاً)...
سمعت جانغئن يناديها وفي نفس الوقت صرخ هيتشول بتشان للخروج نظر
كلاهما الى الطرف المنادي ثم أومات له وقالت (عليِّ
المغادرة الأن) فقال (وأنا
ايضاً سررت بالحديث معك كثيراً) وأوما لها ثم غادر استمرت تنظر له وهو يغادر فجأة اصبح جانغئن بقربها
وسأل ( ماذا به مجدداً؟) تفاجأت بسؤاله وبررت
لنفسها وقالت وهي تستدير لتعود الى الداخل (لاشئ..لاتشغل
بالك) تحرك
ليلحق بها فجاة رن هاتفها فتوقفت واخرجته (اوه
أماه..نعم انا بخير لاتقلقي..ما..ماذا؟؟ بهذه السرعة!!), فقالت الام (نعم
بهذه السرعة نفذي ما أقول والغي التوكيل الرسمي من عمك وأعيدي حرية التصرف في
الشركة اليكِ هل تفهمين!) فقالت سول (لكن! أماه) فقاطعتها الام بنبرة غضب (سول!..فقط
افعلي ما أؤمرك به..في الحال) واغلقت الهاتف, نظرت سول الى الهاتف وملئها القلق والتوتر بسبب طلب
امها السريع هكذا..
كانت الام جالسة على اريكة في الحديقة وضعت هاتفها على المنضدة
القريبة وتنهدت بقلق (انها لاتعلم اي شئ..لاتعرف مع من تتعامل انه عمها, عمها الذي
طمع بالشركة منذ ان كان والدها حياً..انه لخطر كبير ان تترك الشركة تحت تصرفه فترة
اطول) وتذكرت
((كان العم يتحرك جيئةً
وذهاباً ثم توقف وصرخ (لكن هيونغ لا يمكنك تركي هكذا..لا املك سوى
الربع في الشركة) تقدم رجل متوسط السن يبدو وسيماً ايضاً وقال (
هذه ليست مشكلتي..لو لم اتصرف بسرعة لكنت خسرت حتى الربع الذي تستخف به..هذه نتيجة
اخطائك وعليك تحملها) وام سول تراقب عن قرب, تقدم جانغمين نحوه وقال وكأنه يرجوه (على
الأقل اعد لي ربعي الثاني في الشركة ها!..سأشتريه منك بنفس المبلغ الذي اشتريته به
من المستثمر جون) فقال والد سول برفض قاطع (هذا
مستحيل!! لقد تعبت كثيراً حتى اعدته الينا بدل ان يضيع بيد مستثمر أخر يشاركنا
الشركة..والان اعادته لك امر مستحيل لقد اشتريته وانتهى الامر لكل واحدة من عائلتي
الربع لقد قررت الأمر وانتهى) اراد العم التحدث ليرجوه اكثر لكنه قاطعه (جانغمين
ارجوك لاتتسول هكذا.. عليك ان تتعلم مما حصل فكل ذلك بسبب طمعك الزائد في توسيع
حصتك لتغلب حصتي وانتهى بك الامر الى خسارة نصف ما تملك) قطب العم حاجبيه وبانت
على وجهه علامات الحقد والكراهية )) وعادت الى الحاضر
تكمل ام سول *ومنذ ذلك
الوقت اصبح جانغمين يحمل الحقد في قلبه وازداد طمعه اكثر في الشركة وخصوصاً بعد
وفاة عزيزي واصبح المسؤول الاول عن الشركة وشعر بطعم التملك والسيطرة اصبح الأمر
اصعب الأن..نعم سيصعب انتزاع الشركة منه..اووه عزيزتي سول ستكون في المقدمة في
مواجهته*...
وبالفعل طرقت سول باب مكتب عمها ودخلت وخلفها جانغئن أومات لعمها ثم
ابتلعت ريقها لا تعرف ما تقول والقلق بادِ على وجهها (أأه..عماه
اقصد حضرة الرئيس..بشأن!..بشأن التوكيل) ثم تشجعت وأكملت بسرعة ( اود
سحب التوكيل اليوم بما أنني بدأت بالعمل في الشركة منذ اليوم) نظر العم لها بأمعان وقال
لنفسه * بالتأكيد ستفعلين ذلك..انا واثق ان زوجة اخي من اصر عليك ان
تلغيه من اول يوم* ..تنهد
واكمل *حسناً.. لابأس لنفعل ذلك فقط هذه الإيام كي ابعد شكوكها عني
..الى الوقت الذي اجد فيه حلاً نهائياً واعيدها لي من جديد*
اظهر ابتسمامة مصطنعة وقال (حسناً
عزيزتي) رجع
بكرسيه قليلاً الى الخلف وفتح بوابة صغيرة في مكتبه وكانت هناك الخزنة ادخل الرمز
السري واخرج ورقة التوكيل واغلق الخزنة..وضع الورقة على المكتب وقال (خذي
انه لك الأن) شعرت
سول بالخجل الشديد مما حصل انحنت تشكره (
شكراً جزيلاً لك عمي على كل شئ قدمته لنا خلال هذه الفترة الطويلة التي اهتممت بنا
فيها دون كلل او تعب..حقاً شكراً لك) وتناولت الورقة من سطح
المكتب وقال بتصنع (كلا عزيزتي لا شكر على واجب فهذه شركتي وانتم ابنائي ايضاً) وابتسم كلاهما لكلامه ثم
أومات له وغادرت مع جانغئن للخارج واغلق الباب وحالما أُغلق الباب ظهر الغضب
المدفون في داخله وجمع قبضته التي اخذت تهتز من شدة غضبه وثم ضرب بها سطح مكتبه
بقوة وقال (تلك المراة!.. ستحطم كل ما بنيته)..
تشانسونغ مشغول البال في السيارة لم ينطق بإي كلمة منذ ان خرجوا من
الشركة, هيتشول يسوق ويستغرب امر تشان وينظر له بين فترة واخرى ثم سأله ( هيي
انت!.. بماذا تفكر لتسرح الى هذه الدرجة لقد ناديتك عدة مرات ولم تجب) فقال ببرود ولايزال ينظر من
خلال النافذة ويسند رأسه الى الجزء العلوي من الكرسي (هكذا..فقط
بعض الامور لا تشغل بالك) فقال هيتشول (من دون ان تتحدث لقد علمت الامر) فالتفت تشان ينظر له (عرفت
ماذا؟) فقال
هيتشول ( سول .. انت تفكر بها صحيح؟) ابعد تشان ناظره عن هيتشول
ولم يجب فقال له ( ماذا! هل ستنكر الامر..انه واضح عليك تماماً..في الواقع
انها فتاة رائعة حقاً..تستحق ان تجرب من اجلها لن تخسر شيئاً) فقال تشان (حقاً؟) فهز هيتشول رأسه يؤكد له
فقال تشان ( في الواقع هناك سؤال قد سألتني اياه ولم اعرف السبب..انها
فقط لقد سألت ما إذا كنت سآتي الى الشركة مجددا ام لا؟) انبهر هيتشول وقال ( اووه
يارجل هذا رائع) لم يفهم
تشان وسأل ( ماذا تقصد؟) فأجابه (هذا يعني انها قد بدأت تهتم لأمرك..انه سؤال غير مباشر بدافع
الاهتمام..لأنك لم تدخل في علاقة من قبل فانت لست سوى جاهل في الحب) رفع تشان شفته العليا
منزعجاً من هيتشول ثم ظهرت ابتسامة جميلة على وجهه لان فهم مقصدها الذي اعجبه بشدة
ولابد ان يرد بالمثل..
جاءت سول الى الاستراحة في الشركة وهي تلهث محمرة الخدين نظرت هنا
وهناك حتى رأت هيسو تلوح لها من احدى الطاولات فأسرعت نحوها جسلت بقربها واخذت
تحرك بيدها امام وجهها وخديها المحمرتين استغربت هيسو

وسألت (ماذا هناك؟ لاتبدين بخير؟) فقالت سول بتعب (
لاتسألي لقد وضعتني امي في موقف محرج للغاية لا يمكننا ان انساه مطلقاً) قلقت هيسو وسالت (
ماهو اخبريني؟) فقال
سول (دعك من الأمر لاأريد ان اتذكره الان) ثم استعدلت في جلوسها
وقالت ( انت اخبريني هل حقاً ستنضمين الى شركتنا اليس كذلك؟) فهرت هيسو رأسها (نعم,
بالتأكيد سأفعل) فأسندت
سول ظهرها الى الكرسي وشبكت اصابعها في حجرها وبدى الغرور على وجهها (بالتأكيد
ستفعلين, وهل هناك افضل من شركتي لتأتي اليها) فزمتت هيسو شفتاها
من تباهي سول وأكملت سول (بالاضافة الى ذلك, هل يوجد لديك مكان أخر لتذهبي
اليه؟..كلا لا يوجد) فزمجرت بها هيسو (نعم
بالتاكيد لدي, وهل تظنين انك صديقتي الوحيدة هنا..لو لم يكن سيرحل لكنت انضممت الى
شركته) استغربت
سول ردة فعلها واكثر ما جذبها أخر جملة (
سيرحل؟! من هو اخبريني؟) نهضت هيسو بغضب وتملق ( انه اوبا..الاوبا خاصتي) تفاجأت سول جداً (
اوبا!.. وهل لديك واحد حقاً ولم تخبريني) الان دور هيسو لتتباهى (نعم
بالتأكيد لدي واحد انه الاوسم والاروع على الاطلاق, وايضا لماذا عليَّ اخبارك
عنه..) هزت
اكتافها وقالت (لست مضطرة..اراك لاحقاً..فلدي موعد مع الاوبا خاصتي) قالتها وهي تمشي مبتعدة
عن طاولتهما نهضت سول من مكانها مندهشة (ياااا
عودي في الحال! انه يومك الاول هنا كيف ستغادرين هكذا)
زمتت شفتاها وقالت (تلك الحمقاء تفتخر بصديقها امامي لانها تعلم اني
لا املك واحداً) تتمتم
هكذا وهي تسير عائدة الى الاقسام الادارية فرن هاتفها وكان المتصل جانغئن (أأه
نعم جانغئن) فقال (اين
انتي؟ تعالي بسرعة هناك مفاجأة حضرتها لك هيا اسرعي) تفاجأت بابتسامة (ماذا؟
مفاجأة!! انا قادمة)...
فتح جانغئن باب غرفة وقال (ادخلي
الان) دخلت
وشهقت من جمال ما رأت وقال (من الان فصاعداً هذا مكتبك الخاص اخترته بالقرب
من مكتبي) وكان
يسوده اللون الابيض الصافي بأثات خشبي مائل للسواد والازهار في كل مكان انه اكثر
تصميم يعجب سول وهذا امر يعرفه جانغئن لذلك حضره لها, دخلت ولاتزال مندهشة تتفحص
الاثاث ثم المكتب وجلست على كرسيها الدوار وتملؤها السعادة ثم نظرت له يملؤها
الامتنان

وقالت (شكرا لك..شكرا لك كثيراً لا اعرف ماذا اقول) فقال وهو يسند راحة يده
اليمنى الى المكتب (لا اريد ان تقولي بل تفعلي!)

استغربت (ماذا؟ افعل ماذا؟) فقال (انه
لاشئ فقط قومي بدعوتي الى العشاء الليلة ارجوكي) وجمع يديه معا يرجوها فضحكت بخفة مستغربة من
طلبه (فقط هذا!) وخرجت تتمشى معه وقال (ومع ذلك انا من سيدفع) اندهشت (ماذا!..اذاً
ايُّ دعوة هذه!) وضحكا
معا واستمرا بالحديث والتسلية....
جاء تشانسونغ يبحث بعينيه عن احد ما في استراحة الشركة وكانت كبيرة
وراقية حتى وجد ضالته وتقدم نحو الطاولة
والمفاجأة كانت الزائرة هيسو فتشانسونغ هو الاوبا خاصتها الذي دائما
تتحدث عنه امام سول دون ان تخبرها من يكون قفزت من مكانها سعيدة برؤيته (اووه
اوبا!) ابتسم
يحييها (اوه هيسو شكرا لمجيئك الى هنا) وسحب كرسيً وجلس وجلست من
بعده (لاني اخلفت وعدي متأسف للغاية, كان عليَّ الذهاب بدل ابي الى
اجتماع هام لذلك لم استطع المجئ) فقالت ( كلا كلا لاتهتم المهم عندي رؤيتك لايهم المكان لم نرى بعضنا
منذ فترة طويلة يسعدني الجلوس والحديث معك) فقال (صحيح
انا ايضا احياناً احن الى ايام الجامعة هنا, في امريكا اشعر بوحدة كبيرة) فقالت له ( اذاً
لماذا بقيت من البداية؟, ارسلك والدك لانهاء امر هناك وانت من تشبثت بالبقاء فأن
كنت تشعر بالوحدة لماذا لم تعد؟؟) فقال والوحدة ترتسم على وجهه (سواء
هنا او هناك انه الامر نفسه..المشكلة تكمن فيَّ انا..لست اشعر برغبة في اي شئ لذلك
لم يفرق الامر معي, عندما قررت البقاء هناك أردت التغيير وحسب اردت شيئاً مميزاً
سبباً يدفعني للحياة ولكن لم يحصل شئٌ مطلقاً) انزعجت هيسو من تلك الكلمات
وكأنها وابل من الرصاص ينهال عليها فمع كل بقاءها الى جانبه ومحاولتها لاسعاده
بفعل اي شئ لكنه لايكترث لايعطيها اي قيمة طأطأت رأسها ولم تنطق بحرف..
وهما يشربان القهوة تذكر تشانسونغ امراً تقدم قليلاً واخذ يحرك
بالقهوة في كوبه ( اتساءل منذ متى انتِ وسول صديقتان؟) توقفت عن الشرب استغربت
قليلاً لكنها اجابت ( منذ المتوسطة, نحن صديقتان مقربتان جداً ولا نملك سوى
بعضنا) فقال (وماذا
ايضاً, اكملي) استغربت
اكثر(حسناً..سول هي الابنة الاكبر لمؤسس شركة
اس, تعيش مع اختها الاصغر وامها..أاه ولديها عمها ايضاً وجانغئن, عمها من كان
يعتني بالشركة كل تلك السنين بعد وفاة والدها) حزن تشانسونغ قليلاً وبان
على وجهه (ماذا؟ والدها متوفي) ففكر في نفسه *ربما
لهذا هي تهتم بالاطفال الايتام..تلك الفتاة*..اكملت هيسو (انها
فقط بريئة وطيبة القلب ولا تصدق ما يجري حولها) استغرب تشان ماقالته

(عن ماذا تتحدثين؟) وضعت مرفقيها على الطاولة
واسندت ذقنها الى يدها وقالت ( انه عمها السيد لي انه يطمع بشركتها منذ زمن في
الواقع منذ ان كان والدها حياً هذا ما سمعته من ام سول ذات مرة..لقد حذرتها امها
عدة مرات لكنها لاتصدق وتتصرف معه بشكل طبيعي بدون اي حذر) تفاجأ تشانسونغ وشعر ببعض
القلق على سول حتى اخرجته هيسو من تلك الغفلة ( هيي
تشانسونغ!! لم تجبني لماذا تسال عن سول هكذا فجأة؟) فزع من سؤالها وشعر
بالتوتر(انه فقط..فقط ..لاشئ كان مجرد فضول لا
اكثر..لاتشغلي بالك) لكنها عقدت حاجبيها

غير مصدقة وعاد يشرب قهوته ويبعد ناظره عنها....
~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~
في المساء في مطعم فخم وراقي سحب جانغئن الكرسي لسول نظرت له
بابتسامة وجلست ثم جلس امامها وطلب النادل وأحضر لهم قائمة الطعام اندهشت سول
بالاطباق كم هي شهية من منظرها وحسب (وااااه
ياللروعة تبدو شهية جدا) ابتسم لها وقال (استمتعي), وبدأوا بتناول الطعام وهما يتسامران ويضحكان....
انتهت ساعات العمل في شركة برايت وغادر الجميع ولم يبقى سوى هيتشول
الذي اجبر تشانسونغ على انتظاره في الشركة معه..
كان يجلس على كرسي يسند رأسه الى الخلف امام مكتب هيتشول المشغول
بالعمل على الحاسوب ولا يتوقف عن التفكير بسول, قال هيتشول (شارفت
على الانتهاء..انها اوراق مهمة من اجل اجتماع يوم غد مع شركة اس)

فزع تشانسونغ عندما سمع كلمة شركة اس واستعدل في جلسته (ماذا
قلت؟ شركة اس؟) استغرب
هيتشول وقال (نعم, وما الغريب؟) هدأ تشان ونظر امامه وقال (أوه
لاشئ) واستغرق
في التفكير بشئ ما
انهى هيتشول عمله وهمَّا بالمغادرة..تحدث هيتشول وهو ينظر الى ساعته (انها
السابعة الان هذا جيد لم اتأخر كثيراً) نظر الى جانبه ليرى
تشانسونغ لكن لم يجده استغرب نظر الى الخلف فوجده قد توقف عن السير على بعد عدة
خطوات منه ويبدو جدياً للغاية, قال هيتشول (ما بك؟
لماذا توقفت؟) فجأة عاد
تشانسونغ ادراجه الى مكتب هيتشول
فتح الباب بقوة وهيتشول يتبعه واصابه القلق ( هيي
تشانسونغ! تشانسونغ! توقف ماذا هناك؟) وجلس الى حاسوب هيتشول وقام
بتشغيله فقال له ( ماذا تفعل بالضبط؟) فقال له تشانسونغ بلامبالاة ( ادخل
الرمز السري) فقد كان
الحاسوب مغلقاً برمز, استغرب هيتشول الامر فصرخ به (قلت لك
اعطني الرمز السري) فتقدم
هيشتول للحاسوب وادخل الرمز السري واشتغلت الحاسبة ثم عاد عدة خطوات للخلف (والان
فعلت ما طلبته ,الن تخبرني لماذا كل هذا؟) فأجاب تشانسونغ وهو مشغول
بتفقد الملفات التي تخص اجتماع يوم غد (اريد
ان اذهب انا) لم يفهم
هيتشول (ماذا؟؟) اكمل تشانسونغ (اود ان اراها مجدداً, لذلك سأذهب غداً للاجتماع) رفع هيتشول حواجبه وقال (هل
جننت؟ انت لا تعرف اي شئ عن المشروع, حتى اجتماع اليوم اقسم انك لم تصغي لاي كلمة
تم شرحها) فقال تشانسونغ والجدية لاتفارقه (وماذا
ان كنت لا اعرف, سأتعلم..حتى وأن كنت سأبقى هنا حتى الصباح لكنني سأحرص على ان
اعرف كل شئ ..لاتقلق يمكنك المغادرة) لم ينطق هيتشول بحرف مندهش
في النظر الى تشانسونغ الى وجهه الجديد الذي لم يعتد رؤيته....
وهكذا بقى تشانسونغ طيلة تلك الليلة يقرأ بالاوراق والملفات ويدرسها
جيداً وتناثرت الاوراق هنا وهناك, ولأنه كان ذكياً استطاع فهمها بشكل ممتاز في وقت
قصير..

توقفت سيارة جانغئن امام منزل سول وارتجلت من السيارة واغلقت الباب
ثم انحنت تنظر له من النافذة بابتسامتها المشرقة (شكراً
لك مجدداً كانت وجبة رائعة) فقال بسعادة (لاشكر على واجب) فقالت ( والان
بدل ان اسدد ديني جعلتني مدينة لك مرتين) فقال ( هذا
امر جيد هكذا سأهددك كل مرة كي تخرجي معي) ضحك الأثنان لوحت له بيدها (تصبح
على خير اعتني بنفسك) فقال (احلاماً
سعيدة, اراك غداً) ثم فتح
الحارس الباب لها ودخلت, اسند جانغئن رأسه الى طرف الكرسي العلوي وتنهد ( على
العكس, انا اريدك ان تبقي مدينة لي كي تبقي بقربي دائماً) ثم شغل سيارته...
واخيراً انهى تشانسونغ دراسة المشروع مدد ذراعيه في الهواء عاد للخلف
واسند ظهره للاريكة وانساب جسده عليها ليريح جسده وقال بتعب (
وااااه لقد تعبت كثيراً ,لكنه في النهاية مشروع ممتاز جداً اعجبني, وايضاً..) وظهرت ابتسامة جميلة على
وجهه ( بفضله سأرى سول عدة مرات, لهذا هو يعجبني اكثر)..نهض ومدد ذراعيه من جديد
وتثائب بعينين نصف مفتوحتين قال (عليَّ ان اخلد للنوم لدي يوم مهم غداً)....
ما إن دخلت سول المنزل وجدت امها تنتظرها اسرعت نحوها وقبلت قمة
رأسها وجلست بقربها لكن كان اول ما قالته الام ( اين
هو؟ التوكيل؟) استغربت
سول من اصرار امها الشديد على الامر وناولت امها العقد (تفضلي..لكن
اماه لماذا كل هذا القلق؟, ألا زلت تشكين في..) فقاطعتها الام بسرعة بقولها (متأسفة!) اندهشت سول ورفعت حاجبيها (ماذا؟
متاسفة من اجل ماذا؟) فقالت
الام وهي تحتضن فتاتها بقوة وسول تندهش اكثر(امااه
ماذا بك؟) فقالت
الام (انه فقط لانك بسببنا انا وسورا اصبحتي في المقدمة وستعانين
من ظروف ومواقف صعبة) ابعدت
سول امها ببطء عنها وهي تمسك بأكتافها نظرت لها بابتسامة دافئة لتهدئها (اماه
لا تقلقي لقد ربيتني لأتحمل كل الظروف والمواقف..كما انني عاهدت ابي الراحل ان
اتحمل المسؤولية من بعده لذا لا تقلقي فأنا لن اضعف او اهزم يوماً..ما دمتما
بجابني) ثم عادتا
واحتضنتا بعضهما..
جاء الصباح المنتظر وتشانسونغ في عجلة من امره ينزل السلالم بسرعة
كبيرة وهو لايزال يحاول ترتيب سترته على جسده وصوت ضربات قدمه العالي على السلالم
افزع والدته التي اسرعت نحو مقدمة الدرج (بني
ماذا هناك؟ لماذا العجلة) وكانت امه جميلة للغاية هادئة التعابير, لكنه تفاداها يجيبها وهو
يتجه الى مائدة الافطار( لقد تأخرت نصف ساعة),
والده كان يجلس عند مقدمة المائدة يقرأ جريدته اخفضها قليلاً ونظر الى ولده وهو في
عجلة غريبة وسأله ( عن ماذا تاخرت؟) فاجاب تشانسونغ وهو يبتلع
اللقمات بسرعة كبيرة (سأتاخر عن الاجتماع) استغرب الاب عاقداً حاجبيه (اجتماع!..عن
ماذا تتحدث) فنهض وهو
يبتلع اخر لقمة في فمه ( اقصد اجتماع المشروع مع شركة اس..انا ذاهب
للعمل اراكم في المساء) واغلق باب المنزل الخشبي خلفه تاركاً الجميع في صدمة وذهول وقال الاب
( اجتماع!) واكملت الام ( ذاهب
للعمل؟!..هل حدث شئ لتشان ام فقد عقله؟!!)....
دخلت سول الشركة وحيَّت الجميع واتجهت مع جانئغن الى غرفة الاجتماعات
تماماً مثل يوم امس لكن هذه المرة بدون عمها فقد ترك الامر على عاتقمها ليهتم
بالامور الاخرى في الشركة وكالعادة تبدو سول في كامل اناقتها ترتدي فستانا انيقا
للغاية مع نفس الحذاء وكأنها لاتمتلك غيره

وجانغئن يعرف كل شئ بخصوص المشروع لذا فهو مشغول الان في النظر لها
غارق في احلامه يجلس بشكل جانبي ويسند مرفقه الايسر الى سطح المكتب ويسند رأسه
المائل اليه وابتسامة المعجب المرهف لا تفارق وجهه يتأملها
وهي تقلب في الملفات الواحد تلو الاخر,قال فجأة (هل
تعلمين؟!) فقالت (
ماذا؟) وتستمر
تنظر للاوراق وتدون بعض الملاحظات, قال (تبدين
في غاية الجمال اليوم) توقفت عن الكتابة من الصدمة ولم تنظر له وقالت بتوتر(ما الذي تقوله الان...ماذا حدث لك في هذا الصباح) فقال (
لاشئ انه فقط...) وفتح
الباب فجأة لينقذها من الموقف المحرج مع جانغئن اغمض جانغئن عيناه منزعجاً ثم وقفت
بسرعة ووقف جانغئن وهي لاتزال تنظر للاوراق وترتب بهم وهي واقفة..
دخل المندوب عن الشركة وقال يحييهم (
مرحباً..سررت بلقائكم مجدداً) فجأة تجمدت سول في مكانها وتوقفت عن الحركة وهي مطأطأة رأسها *
لحظة واحدة هذا الصوت انه* رفعت رأسها بسرعة وصعقت بمن رأت
وقالت بأبتسامة ولهفة متناسية من حولها ( سيد
تشانسونغ!),رأى تشانسونغ اللهفة في
عينها ثم ابتسم وقال (أوه مرحبا انسة سول)

فتذكرت حينها سول انهما ليسا لوحدهما التفتت لتجد جانغئن بقربها
ينظرلها بأستغراب اغمضت عيناها تشعر بالخجل واحمر خداها واخفى تشانسونغ ضحكته..
بدأ الاجتماع وطلب جانغئن من هيتشول عرض افكار شركتهم لرؤيتها ما اذا
كانت تتناسب معهم ام لا اومأ هيتشول لجانغئن واراد النهوض فجأة امسك تشانسونغ
بذراعه انصدم هيتشول ونظر الى تشان الذي اومأ له بعينيه ليُفهمه بانه هو من سيقوم
بشرح عروض شركته فجلس هيتشول وتحمست سول برؤية تشانسونغ يقوم وركزت اكثر, لكن القلق كان يملء
هيتشول فتشانسونغ لم يفعل ذلك من قبل ولو لمرة واحدة..
وقف تشانسونغ قرب المنصة وشغل العارض الضوئي وظهرت الاسهم والارقام
وكل شئ يخص العمل, عُمل بطريقة احترافية مدهشة أُعجب الجميع بشرح تشانسونغ
وتصاميمه وغرقت سول في النظر له بأعجاب
لم تستطع اخفائها وكان يلاحظ ذلك في كل مرة تلتقي
فيه عيونهما لكنه يتمالك نفسه ويكمل التوضيح,
بالنسبة لجميع الحاضرين انه امر عادي من وريث وحيد لشركة والده
الضخمة ان يقوم بمثل هذه الامور لكن بالنسبة لهيتشول فقد نسي المشروع والشرح
وانشغل بالانبهار والصدمة وفكه السفلي يكاد يسقط فقد كان فمه مفتوحاً طول فترة شرح
تشانسونغ,

لانه يعرفه تماماً كما يعرف نفسه, تشانسونغ لم تهمه هذه الامور يوماً
احياناً لا يعرف ماذا يجيب عندما يسأله احدهم عن موضوع احد مشاريع والده..لكن
الان! الان انه يرى شخصاً اخر ذو حماس غريب واتقان في العمل, نظر هيتشول الى سول
المبتسمة وهي تنظر الى تشان وقال بحيرة(بحق
الله! من تكونين؟ لتفعلي كل هذا به!!)........
~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~
انتهى الاجتماع وخرج الجميع وقرب الباب سأل جانغئن
سول (هل ستأتين؟) ترددت لكنها قالتها ( أااه .. ليس الان سانهي امراً وآتي في الحال) لذا توجه جانغئن الى
مكتبه...
بينما بدأت هي بالبحث هنا وهناك وتنظر في الممرات وتتفقد الغرف لم
يمر وقت طويل ولأنها عند نهاية احد الممرات اوشكت على الالتفات فأصطدمت بأحدهم
فعادت بضع خطوات للخلف وضعت يدها على جبينها ثم اعتذرت وارادت ان تكمل بحثها حتى
سمعت صوته (انسة سول! هل انتي بخير؟) وذلك العطر الذي طبعت نسائمه في قلبها, رفعت
رأسها بسرعة ونظرت جانباً وتفاجأت لكونه تشانسونغ نفسه من تبحث عنه واكمل فقال
بقلق لانه لايزال يراها تضع يدها على جبهتها (اخبريني
هل انتِ بخير؟)

فانتبهت لنفسها واخفضت يدها (أووه
انا بخير لاتقلق..كنت مسرعةً للغاية وانت ايضاً) فقال بتردد (حسناً..بالنسبة
لي لقد كنت ابحث عنك) تفاجأت
واكمل ( ذهبت الى قاعة الاجتماعات ثم الى مكتبك وايضاً لم اجدك) فأبتسمت خفية ولاحظ ذلك
وقال مستغرباً (لماذا؟!) رفعت رأسها وقالت (وكيف
ستجدني وانا ابحث عنك ايضاً) وضحكت ضحكة لطيفة وضحك
بعدها
فقال (ولكن لماذا كنت تبحثين عني؟) شعرت بالتوتر وربما الخجل
لكنها اجابته ( حسناً!..اردت رؤيتك وسؤالك فلقد تفاجأت برؤيتك هنا
مجدداً وانت قلت يوم امس انك لن تأتي) في داخله فرح بذلك
الاهتمام,
واجابها (معك حق..ربما اردت ان اشغل نفسي بشئ ما وحسب..) وتلكأ ولم يعرف ماذا يكمل
وسألت ( دورك الان لماذا كنت تبحث عني؟) فقال (في
البداية هل يمكنني ان ادعوك الى فنجان قهوة!)

شعرت بسعادة واخذت تمشي تاركة تشانسونغ خلفها وهي تقول (كلا,
لا اريد!) نظر
لها متفاجأً وهي تسير وظهرها امامه ثم التفتت قليلاً وقالت (
لااحب القهوة وحدها, ساطلب شيئاً اخر) ارتاح قلبه حينها وابتسم
ثم لحق بها واصبح يسير معها...
وصلت هيسو الى مكتب صديقتها بعدما ارشدها احد الموظفين اليه طرقت
الباب ثم دخلت فلم تجد احداً استغربت الامر وحالما خرجت من الغرفة كان جانغئن
قادماً فلاحظ شخصا غريباً يخرج من غرفة سول فصرخ بها بجانغئن (من
انتِ؟) فاجابت
وبدى الخوف عليها (انا ..انا صديقة سول ,انا الموظفة الجديدة اعتقد بانها قامت
بتقديم اوراقي هنا) وما إن
رفعت رأسها واقترب اكثر عرفها بسرعة ففهم الامر وهدات تعابيره (أووه
لقد تذكرتك هيسو حدثتني, انا متأسف ان اخفتك) فلوحت بيدها ( لابأس
لاعليك..ولكن اين سول؟) فأستغرب وقال ( ماذا؟ أليست في الداخل؟) فهزت هيسو رأسها رافضة (كلا لم
اجدها) قطب
حاجبيه محتاراً *اين يمكن ان تكون؟ لماذا تأخرت*...
سول جالسة الى احدى الطاولات في استراحة شركتهم وجاء تشانسونغ وبيده
صينية بكوبين تشعر سول بسعادة غامرة تخفيها خلف ابتسامتها الهادئة وهو يضع كوبها
امامها ويقول (هذا الكابتشينو الذي طلبتيه) فأومأت له تشكره ثم جلس
وامامه كوب قهوته وبادلها الابتسامة ارتشف الاثنان رشفة من كوبهما ثم قالت سول (غريب!...
كيف انك الوريث الوحيد ولاتهتم لامور شركة والدك) وضع كوبه وقال (حسناً..والدي
من ترك لي حرية الاختيار وانا انشغلت بحياتي الخاصة وبدراستي؟)
فضحكت لانها تذكرت امر دراسته وقالت ( ومتى
ستنتهي من امر دراستك هذا؟) تذكر الامر ايضاً وشعر بالخجل ووضع يده خلف رقبته وقال (بصراحة
لا اعلم) فضحك
الاثنان اكثر

فجأة رن هاتف سول استأذنت من تشانسونغ وتحدثت
بالهاتف (نعم جانغئن!)...
كان جانغئن في غرفته وتجلس هيسو الى احد الكراسي عند مكتبه وهو واقف
يتحدث عند كرسيه ( اين انتي؟ قلت ستأتين بسرعة لقد تأخرتي وصديقتك هيسو هنا) تفاجأت سول وتذكرت انها
نسيت امر صديقتها وقالت (اعلم انني تأخرت عليك لكن لايمكنني المجئ الان,
اعتني انت بأمرها) واغلقت
الهاتف حتى دون ان تدعه يتحدث تفاجأ وهو ينظر الى الهاتف وقال (ماهذا؟) انزعجت هيسو قالت ( سأذهب
الى الاستراحة, عندما تعود اخبرها ان تتصل بي, من فضلك) وخرجت هيسو واغلقت الباب
خلفها وجلس جانغئن منزعجاً واطلق زفيراً...
قالت سول ( وما الغريب في الامر فأنا لست اعتني بالشركة
فقط من اجلي بل من اجل والدتي واختي الصغيرة ايضاً) فقال تشانسونغ (على
العكس هذا امر رائع ان تتحملي كل المسؤولية وانت في هذا السن, كم اود ان اكون
هكذا) فقالت (اذاً
لم لا تفعل؟)
فقال والوحدة ترتسم على وجهه (لا
اعلم انا فقط لا املك رغبة في فعل اي شئ ..واشعر بالوحدة دائماً لهذا هربت الى
الخارج وانا اتحجج بالدراسة بينما الامر عكس ذلك) شعرت سول بقليل من الحزن
عليه وهي ترى ملامحه الحزينة..
مرت هيسو تمشي الى الاستراحة لكن توقفت فجأة *لحظة
واحدة* وقد
تجمدت في مكانها ثم عادت خطوة للخلف ونظرت الى الجانب

واندهشت لرؤيتها لسول وتشانسونغ جالسين على نفس الطاولة وهما منسجمان
في الحديث والضحك معاً قطبت حاجباها وبدات تلهث (ما..ماهذا؟..لماذا
تجلس معه ولوحدهما...قبل قليل قالت لجانغئن بأنها مشغولة بأمر ما...) ابتسمت مستهزءة (هل هذا
هو العمل؟!) واستمرت تحدق بهما في شك وقلق...
سول ( ماهذا لقد اخذنا الحديث بعيداً ولم تخبرني السبب الحقيقي عن
بحثك عني؟) تنهد
واستعدل في جلسته وقال ( في الواقع...اردت ان ادعوك الى العشاء الليلة في
احد مطاعم عائلتي) تفاجأت بطلبه
ثم قالت (وما المناسبة لكي تدعوني!) ارتبك وانعقدت الكلمات في
لسانه وهي تنتظر وقلبها بدأ ينبض اسرع فجأة وجد لنفسه حجة وقال بلهفة (من اجل
المشروع؟!) تفاجأت
كانت تتوقع جواباً اخروعقدت حواجبها (
ماذا!!) فقال
مبرراً ( نعم من اجل المشروع, لنقل انه عشاء
عمل وحسب لنتعرف على بعضنا اكثر بما انني بدأت بالعمل فيه ايضاً وانا
وانت ابناء اصحاب الشركة, ألا يمكننا؟!)
ابتسمت سول وهي تحاول اخفائها بالتأكيد ستوافق فتلك فرصة انتظرتها
بهدوء ( حسناً موافقة لم لا) تشانسونغ اراد القفز من
مكانه من السعادة لكنه تمالك نفسه واكتفى بقول ( yes!) فضحكت سول خلسة عليه وشعر
هو بالخجل وابتسم مجدداً...
نهضت سول لكي تغادر فقال لها (اذن سأنتظرك عند المدخل مساءاً) فهزت رأسها توافقة (سأغادر الان) وبدأت بالسير مجرد خطوات ونادى (انسة سول!) فتوقفت والتفتت اليه فوجدته يحمل هاتفه ويلوح به ففهمت مايريد وشعرت بتردد لكنها تقدمت مجدداً تناولت الهاتف من يده وادخلت رقمها فقام بالاتصال بها فرن هاتفها واشار لها بحواجبه بأنه هو المتصل أومات له بأبتسامة ثم غادرت وبقى مكانه ينظر لها والتوتر ونبض قلبه لايهدئ..
فتحت سول باب غرفتها تتمتم بلحن اغنية ففزعت لرؤية هيسو بالداخل (ماهذا!..لقد اخفتني!) ثم هدأت وجلست في كرسيها الدوار وقالت بأستغراب (لماذا لازلت هنا؟ ألم اخبر جانغئن ان يهتم بأوراقك) فقالت هيسو والشك يملؤها ( وانا منعته قررت انتظارك..اخبريني اين كنتي كل هذه المدة؟) تلكأت سول وحاولت ابعاد ناظرها عن هيسو تنشغل بالاوراق امامها (لا شئ ..فقط انهيت بعض الاعمال) وقعت هيسو في الشك اكثر وعقدت حاجبيها *تكذب مجدداً!!..وتشانسونغ اوبا بالامس يسأل عليها!..مالذي يجري هنا؟..لابد ان اعرف لأتأكد بدأت الشكوك تراودني*
~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~
بدأت الشمس تغيب في سيول وانتهى وقت العمل في اغلب الشركات وبدأ
الموظفين بالخروج..دخل جانغئن الى غرفة سول تفاجأ فلم يجدها واستغرب اكثر (ماهذا؟
اين ذهبت الان) وعقد
حاجبيه غاضباً..
بينما سول كانت تسير بسرعة كبيرة نحو الخارج بلهفة ونبض قلب متصاعد
المدى وما إن عبرت المدخل الرئيسي حتى وجدته ذلك الطويل الذي شغل بالها وحرك
مشاعرها ذلك التشانسونغ ينتظر عند سيارته يديه في جيوبه يسند جسده الى باب سيارته
ينظر الى حذائه ينتظر بفارغ الصبر,
توقفت تنظر له في تلك الطلة بسعادة ثم اسرعت نحوه بالصدفة رفع رأسه فرأها قادمة نحو فاستعدل في وقوفه اصبحت امامه تماماً (مرحباً مجدداً) قالتها بلهفة, فرد (مرحباً مجدداً..هل نذهب) هزت رأسها ففتح لها الباب فشعرت بالخجل وركبت واسرع بلهفة ليقود السيارة الى المطعم...
ما إن دخلا حتى انبهرت بجمال وأناقة ديكور المطعم واستمرت تنظر حتى اسرع اليهما احد النادلين ورحب بهم (مرحباً سيد هوانغ, سررنا بمجيئك) ثم انتبه الى المرأة الجميلة بقربه استغرب فأومات له تحييه فأسرع تشانسونغ يقدمها له (أووه هذه الانسة لي سول وريثة شركة اس,انها ضيفتي لهذه الليلة) فانحنى النادل لها وحيته مجدداً....
تقدما الى طاولة تنتصف المطعم وتحتل اجمل منظر فيه
تطل على الجميع
اسرع تشانسونغ وسحب لها الكرسي فتوقفت تنظر له فأشار له بعينيه لتجلس
ففعلت وشعرت بالخجل مجدداً..وجلس امامها واسرع النادل ووقف بقربهما فسال تشانسونغ (ماذا
تطلبين؟) فأحتارت (امممم
اي شئ ستطلبه) فقال (حسناً,
اذن احضر لي طبق اليوم المميز)..أومأ له النادل وذهب الى المطبخ
ليجد الطباخين والعمال هناك يتجسسون الواحد فوق الاخر ويتهامسون بينهم (انظر لها كم هي جميلة..ياااا!) لتقول له فتاة (لا اصدق هل هذا حقاً السيد الصغير لم اسمع انه خرج مع فتاة ولو مرة من قبل وها هو الان مع وريثة اس..ديييباك!) لحظة حتى رأوا الشيف الكبير واقف ويداه على خصره تكاد تخرج عيناه من شدة غضبه وتحديقه بهم خاف الجميع واسرعوا بالدخول...
وصل جانغئن بسيارته امام منزل سول والغضب يقدح من عينيه نظر الى غرفة في الطابق العلوي كأنه يعرف انها غرفة سول لكنها كانت مظلمة ففهم انها ليست هناك,
فعقد حاجبيه اكثر ودعس بقوة على دواسة السرعة
وتحركت السيارة بقوة كبيرة وانطلق بسرعة.....
~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~ . ~

لاتزال تنظر لما حولها وهو هائم بالنظر لها

يشبك اصابعه فوق الطاولة فقالت (لقد
سمعت ان لديكم مطعماً لكن لم اتخيله بهذه الروعة...افكربأفتتاح مطعم مماثل) فقال (اذن
سنعود متنافسين ) وضحك
كلاهما..
وصل الطعام وضع النادل صحناً امام كل واحد منهما ثم وقف على مقربة منهما ما إن سقطت عينا سول على الصحن..اغمضت عيناها وكأنها قد اشمئزت منه لكنها اخفت الامر بسرعة مع الاسف فعلت ذلك بعد ان انتبه تشانسونغ فعيناه اللاتي لاتفارقانها لمحتا الامر وذلك التعبير بسرعة فقال (ماذا هناك؟!) تفاجأت لسؤاله رغم انها حاولت, فحاولت مجدداً ( لا شئ..لاشئ..لاتشغل بالك) ومدت يداها الى الملعقة بسرعة ومن دون سابق انذار سحب الصحن بقوة من امامها ورفعه من الطاولة وقال (لاتنكري لقد رأيتك)
تفاجأت سول منه وشعر النادل بالقلق ربما هناك خطأ في الصحن وسول لم تجب لذلك نظر تشان للنادل بنظرة غضب ارتبك النادل فأسرعت سول لتنقذه (انها انا!..انا لا احب الطعام الغير الناضج تماماً لذلك انزعجت عندما رأيت الطبق) نهضت وانحنت للنادل (انا اسفة حقاً) تنهد النادل وتنهد تشانسونغ (خذه واحضر لها الطبق الثاني) ثم جلس كلاهما وشعرت سول بالخجل وهو ينظر لها مزمت شفته (كان عليك اخباري لست مجبرة على فعل شئ كهذا) فلم تجب وتحول الخجل الى اعجاب اكثر بأهتمامه المتزايد..
وجاء الطعام وبدأوا بالتناول ولم ينطقا بحرف طول فترة الأكل واكتفيا بترك النظرات الغريبة تتحدث حتى انتهيا من الاكل..وجيء بالقهوة له والعصير لها حاول قطع حبل الصمت ذاك (هل ستستلمين المشروع بنفسك؟) فكرت للحظة وقالت (نعم سأحاول أخذ هذه المهمة كي اعتاد العمل بشكل افضل واتوقف عن الاعتماد على جانغئن) فقال (جانغئن!..تبدين مقربة منه!) فقالت بابتسامة ( نعم فنحن ابناء عم وهو يعتني بي منذ كنا صغاراً وخصوصاً بعد وفاة والدي) وبدى الحزن على وجهها وطأطأت رأسها
انتبه لذلك وقال (انا اسف لم اقصد) فلوحت له بيدها ( لا تكمل ارجوك انا حساسة للغاية سأبكي الأن لذا فلنغير الموضوع) تفاجأ نظر هنا وهناك ( ما رأيك بتلك اوه لا اقصد تلك ياااا تباً لي) بهدوء رفعت سول رأسها تنظر له مندهشة لما يفعل من اجلها يحاول جاهداً ايجاد شئ ليغير الموضوع او يضحكها فجأة نظر فوجدها تنظر له بأعجاب فتوقف ونظر لها بنفس الطريقة فجأة بدأت تظهر ابتسامة خفية على شفاهها فبدأ بالضحك ويده خلف رقبته وتبعته بالضحك وتعالا صوت ضحكاتهما...
توقفت سيارة تشانسونغ امام منزل سول اخفض رأسه لينظر من النافذة الامامية وقال (اذن هذا هو منزلك) ثم نظر لها وقالت (اود ان اشكرك على كل شئ استمتعت الليلة حقاً رغم اننا لم نتحدث اي شئ بخصوص العمل) ارتبك وابتلع ريقه ضحكت خلسة ثم فتحت الباب وارتجلت من السيارة اخفض رأسه مجدداً ينظر لها فلوحت له بيدها (الى اللقاء..تصبح على خير..انتبه لنفسك عند القيادة)..قلبه! قلبه! كاد يقف عند تلك الكلمات وكأنها حبيبته لتعتني به هكذا بصدمة قال (أاه نعم نعم سأفعل..تصبحين على خير) ودخلت الى المنزل واغلق الباب خلفها واطلق زفيراً متوتر للغاية...
ما إن دخلت المنزل وجدت امها جالسة تشاهد التلفاز, اسرعت وارتمت في
حجر امها واستلقت على الاريكة وكانها طفلة صغيرة اغمضت عينيها واخذت امها تمسد لها
شعرها (أمااااه!!) اجابت الام (نعم) واكملت سول (أماااه
هل يمكن ان احب بسرعة هكذا!) تفاجات الام لكلامها (من تقصدين؟) , قالت سول (انه
مجرد شخص تعرفت اليه مؤخراً..اشعر بشعور غريب كلما اراه..كم اتمنى ان نلتقي اكثر
واكثر) وتدفأت
اكثر في حظن امها, ولسبب ما فرحت الام وشعرت بالراحة الأن من امر كان يشغل بالها
كثيراً وبسببه كانت خائفة على سول كثيراً.......تتبعღღღ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق