الحب البرئ
بقلم الكاتبة :
Salma hassan
الساعه الواحده صباحا موعد استيقاظ (الخفافيش) ,,
فمثل تلك الحيوانات يعيش بعض الناس نفس الحياه فى هذا المكان الذى يقع بالقرب من سيول و ليس بالبعيد و لكن مخفى عن الانظار بالقدر الكافى فلا يعلم عن وجوده غير بعض الاشخاص ُيلقبون "بالمختارين" اطلقوا على انفسهم هذا اللقب بحجة انهم لم يختاروا حياتهم بل هى من اختارتهم ,,لم يختاروا ان يصبحوا من اهم و ارقى و اغنى الاشخاص بكوريا تلك الحياه المليئه بالصعاب و المعاملات القذره و المصالح المشتركه المبنيه على الغش ,,و لهذا كل ليليه يكافؤن انفسهم بالمجئ لهذا المكان و القيام بخلع العبائه الذهبيه التى يرتدونها نهارا ليصبحوا احرار كالخفافيش فى الليل لا يحاسبهم احدا,,
المكان : (القصر) الملقب (بالجنه),,
عباره عن مبنى عرضه و مساحته الداخليه هائله و مكون من 5 طوابق ,,
اثنين فوق الارض (المنزل) ,,"الجزء الايسر"
و اثنين تحت الارض (الجنه),,"الجزء الايمن مكان استقبال المختارون"
و دور فى المنتصف للاستقبال يوجد به حائط بالعرض ينصف الدور لجزئين (ايمن و ايسر ) و يفصل العالمين عن بعض و لا توجد نقطه تلاقى للجزئين غير باب سحرى لا يعلم بوجوده الا مالك المنزل "سيد تشوى"
فمكان دخول (الخفافيش او المختارون) مختلف عن دخول سكان المنزل ,,
و لا يستطيع اى احد بالقيام بخرق هذا النظام,,حتى المنزل من الخارج منقسم فيوجد حائطين بالعرض فاصلين فلا يستطيع اى شخص بالعبور للجزء الاخر ,,فمن يريد دخول الجنه يحضر لباب الجزء الايمن و من يأتى لزيارة مالك المكان يدخل من باب الجزء الايسر,,,
انطلق بسيارته المركونة امام (المنزل) بعدما اخبر رئيسة الخدم (سيدهةتبلغ من العمر السيتين) بالتأكد من غلق الباب فهى الوحيدة بعد شيون التى تعلم طريقة بناء هذا المنزل فهى من ربته منذ الصغر بعد رحيل والده من هذه الدنيا تاركا له اموال هائلة,,,
وصل بسيارته امام جزء الجنة,اعطى المفاتيح للساعى و دخل المكان واضعا يديه فى جيبه ينظر حوله بدون ابتسام متجهاً للمصعد ,, ضغط على الزر وبعدما حضر دخله ,القى نظرة تفحصية اخيرة على مكان الاستقبال قبل النزول ثم انغلق الباب,,
فُتح باب المصعد و مع خروجه فُتحت ابواب الجنة على مصراعيها تكفى لدخول جيش مكون من الاف الاشخاص,,
بنظراته الباردة بادل تحية رجال الامن التى كانت تعلو واحدة تلو الاخرى مع مروره بجانبهم ,,,حرك راسه يمينا و يسارا و كأنه يضبط ربطة عنقه مفتشا المكان بعيونه سريعا ليتاكد من انتظام كل شئ فابتسم نصف ابتسامة جانية تدل على الرضا,,وقف ساندا ذراعيه على سور الدور الاول المطل على الدورالثانى لالقاء نظره وكلما وقعت عيناه على شخص ما فينحنى له هذا الشخص سريعا و يكتفى هو
ب إيماء راسه له,,
وفى وسط المسرح تقف (حورعين) المكان (سوجين) تخطف الانفاس بجمالها الخلاب الذى يسلب عقول كل الرجال الموجودين و يزيد الحقد فى نفوس كل امرأة تظن انها الاجمل ,, بصوتها العذب الذى يأسر القلوب قبل العيون تتألق و زاد من جمالها هذا الفستان الاحمر فجعلها كالوردة الحمراء المثيرة صعبة المنال,,
نظرت لاعلى و راته ينظر مبتسما لها ,,نظراته التى تضرب قلبها بسهام الحب و تشعل النار فيه كلما تلاقت اعينهم,,
ابتسمت له برقة ساحرة و غمزت له بعيناها محاوله اثارته ,,
فما يزيد جنونها به رفضه لها فكيف يرفض الجوهرة التى يتمنى الجميع الحصول عليها او حتى على كلمة منها و هى مستعدة باعطائه كل ما تملك ,,,
"مستر تشوى"
التفت بعدما سمع اسمه و اقترب منه احدى رجاله هامسا فى اذنه ليخبره بوصول رجل الليله ,,
رفع يده مشيرا له بالتوقف عن التحدث ووضع يده فى جيب بنطاله و بكل اناقة ذهب للغرفة مع خطواته الثقيلة المليئة بالثقة,,
طرق باب الغرفه ثم وقف أمام الباب بعدما دخل ,,انحنى للرجل و اشار للعاملين باحضار النبيذ و تقديمه له,,,
ابتسم له الرجل "سيد تشوى اخيرا قابلتك"
ابتسم بحذر " الشرف لى سيدى ,,اتمنى ان تنال جنتنا اعجابك و تحظى بالوقت الذى كنت تتمناه,"
أومأ الرجل بالرضا "بالفعل كما وصفه لى رجالى فهى قطعه من الجنه ,,أهنئك سيد تشوي على نجاحك أثبت تفوقك فى هذا المجال من بين الكثيرون و نلت اعجابى انا شخصيا,,لكن اليس عملك "كقواد" شئ صعب على شخص فى مثل سنك "
وضع شيون يده على فمه مبتسما بخجل مصطنع "صعب لن انكر و لكن كل الصعوبة تختفى عندما احصل على مدح كهذا فشكرا لك لتواضعك و كلماتك التى اخجلتنى و اتمنى ان انال رضاك دائما و اى شئ تحتاجه فقط استدعينى فألبيه لك"
دخلت سوجين بعدما طرقت الباب,,
التفت لها شيون "لن أوصيك على الرئيس"
ابتسمت له "لا تقلق فى امان بين يدي الجميلة "ذهبت للرجل و طوقت ذراعيها الجميلة حول كتفيه و بملمس يدها الرقيق داعبت وجهه بدون خجل ثم نظرت لشيون "فلتتركنا الان اريد التعرف على هذا الوسيم"
ضحك الرجل و نظر لشيون "علمت الان لم يسموه الجنه "
ابتسم شيون ثم انحنى له ذاهبا,,,
اغلق الباب "لا تسمح لاحد بدخول الغرفه و اذا اراد الذهاب اخبرونى قبلها ,,لا اريد اى اخطاء فهمتم" حذر رجاله و بعدها ذهب,,
دخل لغرفته الرئيسيه و جلس على المكتب يراقب المكان من الشاشات,,اخذ يقلب بين الاوراق بعدما اخرجها من درج المكتب فوقعت عيناه على احدى الصور وضعت بالخطأ,,
حمل الصورة بين يديه و نظر لها بشفقه لمس وجهه الصغير فى الصورة باصابعه المرتعشة ثم ابعدها فى الحال عندما اقتربت من صورة والدته,,انهمرت دموعه بملامح وجه قاسية و ليست اسفة على الكره الذى حمله طوال عمره تجاه والدته,,
"تذكر رؤيتها عندما كان فى العاشرة من عمره استيقظ من نومه ليراها تمارس الجنس مع رجل غريب فى غرفه نومها .. بعدما علم والده انفصل عن والدة شيون و اخذ حق الوصاية له ولكن حتى اذا كان الاختيار بين يدي شيون كان سيختار العيش مع والده بالرغم من محاولات والدته اللانهائية لاقناعه بانها فعلت ذلك الشئ لمصلحتهم وهى تجثو امامه بعيون باكيه لم يصدقها و لم تختفى ذرة كره واحدة يحملها لها"
اصبحت تلك الصوره فى خياله عند رؤيته لاى أمرأة,,,فهى السبب فى كُرهه لكل النساء على وجه الارض و شعوره بالاشمئزاز تجاههم,,فرجال العالم يعتبرون النساء الحلوى التى صنعها الله مكافأة لهم و لكن بالنسبة له حلوى جميلة الشكل من الخارج و الداخل مستنقع قذارة,,فلا توجد امرأه فى نظره بريئة كلهم حثالة و يجب التخلص منهم سريعا حتى يصبح هذا العالم نظيفا,,واذا لم يستطع التخلص منهم فليستفيد منهم كما يستفيدون منه,,
نظر لوالدته و ابتسم "تثيرين اشمئزازى كلما نظرت,,اكرهك "قاطعه صوت طرق الباب فخبأ الصوره سريعا وبعدها دخل صديقه
"كيوهيون"
كيوهيون صديق شيون الوحيد و ذراعه الايمن ,,شخصيته مختلفه عن شيون الذى لا يتحدث كثيرا و لا يبتسم الا بحساب فكيوهيون يملك تلك الشخصيه المرحة المحبة للحياة كثير الابتسام و الضحك,, ,,لكن بطبع شيون الحذر و لا يضع ثقته بأى شخص الا نفسه لذلك لم يخبره بماضيه و لا عن اى شئ شخصي له ,,,
جلس على الكرسى امام مكتب شيون ووضع علبة مغلفة بورق هدايا "ملك كوريا كل عام و انت بخير " غمز له و ضحك,,
ازاح شيون ربطة عنقه بضيق و ابتسم بتردد "الم اخبرك من قبل انى اكره الاحتفال بهذا اليوم"
زفر كيوهيون بعصبية "ايشش لا افهم لم تكره يوم ميلادك ,,انت حقا شخصا غريب"
لم ترتسم اى ملامح على وجه شيون و اخبره ببرود "هكذا انا و للمره الالف اخبرك بلطف قبل ان اغضب"
اخذ كيوهيون العلبه سريعا ووضعها فى جيبه و نظر له بغضب مصطنع "لا يهم سأخذها انا ,,أأخبرته بالموضوع ام لا"
عقد شيون ذراعيه و ابتسم بثقه "ليس الان انتظر حتى اتاكد من امتلاكه بين يدى تماما"
وقف كيوهيون من مكانه و اقترب منه ثم ضربه بمزاح "ايقوو لا يلقبونك بالملك من عدم,,احضرت له سوجين اليس كذلك؟؟"
مسح شيون بيده مكان ضربة كيوهيون و اجابه بابتسامة خبيثة " انا الملك لانى اعلم جيدا ما الحلوى المناسبه لكل رجل و "الرجل الكبير" يلزمه هذا النوع فهمت الان"
حمل ورقة من بين الاوراق الموضوعة أمامه "قريبا ستكون مملكتى الاكبر على الاطلاق"
عقد كيوهيون ذراعيه مقلدا نظرات شيون "و عندما يصبح أكبر مركز شرطه فى سيول تحت يدك لن يستطيع احد مضايقتك و سنصبح الاقوى"
ضحك له شيون بثقل "انتظر فقط و سترى"
صفق كيوهيون بحماس ثم وقف من مكانه " اووه لا اطيق الانتظار,,ساذهب الان الكثير من الفتيات بانتظاري" ضحك رافعا احدى حاجبيه بغرور,,
نظر له شيون ببرود "مقزز,,اذهب الان أثرت أشمئزازي"
حرك راسه "لا" ثم ازفر بملل "فعلا غريب,,سلام" لوح له ثم خرج,,لم يرد عليه شيون و التفت بكرسيه للجهة الاخرى,,
اغلق كيوهيون الباب وراءه ثم وقف ساندا ظهره عليه ماحياً تلك الابتسامة وقال بصوت مخنوق "انتظر انت سيد تشوى و شاهد سأفعل كل شئ حتى تسقط و احصل انا على المملكه" ضحك بخبث ثم ذهب,,
امضى شيون بقية اليوم حتى الساعة السادسة صباحا فى المكتب يراقب تاريخ يوم مولده بعيون باكية فيضرب جسده بقوة متمنيا خروج روحه من ذلك الجسد العفن الذى خرج من تلك المرأة و تصبح روحه حرة نظيفة,,,
تناول القدح الموضوع امامه بيد و اليد الاخرى مشغولة بوضع الخمر فيه,,كالمجنون شرب فوق الثلاث زجاجات حتى اصبحت الرؤية امامه مشوشة فوقف ببطئ ساندا على المكتب بيده التى كانت تحمل القدح بعدما القاه على الارض بقوة فتبعثر لقطع,,,
دخل احد رجاله و اخبره برحيل الرجل الكبير من الملهى,,اقترب منه شيون مترنحا و قبض ياقته بقوة صارخا به "الم اخبركم بابلاغى قبلها ايشش اغبياء "
فى تلك اللحظه دخل كيوهيون سريعا و ذهب لاسناده " لا تقلق شيون انا ودعته و تأسفت له نيابه عنك,كل شئ بخير"
لم يستوعب شيون ما يحدث حوله و هو يخلع ربطة عنقه بقوه لشعوره بالاختناق يقتله " اريد الذهاب"
استند شيون بجسده على كيوهيون الذى ساعده على الصعود لدور الاستقبال بالمصعد و بعدها اتجها لسياره شيون,,اصر كيوهيون ان يأتى مع شيون لتوصيله و لكن شيون جمع اخر ذرات قوة متبقية فى جسده ليرفض بقوة و ينطلق سريعا بسيارته قبل ان يفقد السيطره و ينفضح سره,,,
انطلق شيون بسيارته لم تمر دقائق حتى شعر بنسيم هواء الشروق يداعب وجهه ,,نظر لاعلى ليرى بزوغ الفجر امامه و اشعه الضوء البسيطة و هى تضرب وجهه,,
وضع يده امام وجهه محاولا ابعادها و الهروب من الضوء كما يفعل دائما فى حياته ,,
امسك مقود السيارة بكل قوته و ضربه بيده بعنف صارخا بصوت مخنوق,," لم اشعر بالذنب الان,,لم لا اريد ان يعلم احدا بحقيقتى ,,اذا كنت اشعر بالحرج هكذا من نفسى مع كل صباح لم اتصرف هكذا فى الليل,,تنهد ,,اكره نفسى و اكره حياتى"
وصل للمنزل و نزل من السياره مترنحا وهو يتجه للباب,
أخرج المفاتيح بصعوبه ثم فتحه,,المنزل مظلم كالليل و يعمه الهدوء ففى هذا الوقت لم يحن موعد استيقاظ العاملين بعد و اشعة الشمس لم تخطو هذا المنزل منذ البارحة مع أسدال الستائر التى لم ترفع بعد,,
خطواته المترنحة جعلته يصطدم بالاثاث بالرغم من اتساع المنزل محاولا الذهاب للمطبخ ليروى عطشه,,
اخذ احد الكؤوس ووضعها على طاوله المطبخ الطويله ثم اتجه للثلاجه و اخرج منها زجاجه الماء ثم رجع للطاوله,,
اخذ يبحث عن الكأس فلم يجده بسبب الظلام و رؤيته المشوشة,,تنهد بغضب و نفاذ صبر وحرك يده بقوة ليمسك به كانه يطارد فأرا فجأة سمع صوت ارتطام فى الارض,,
ازفر بملل بعدما ادرك ان ارتطام الكأس بالارض هو مصدر الصوت ,,
جثى على ركبته و اخذ يلتقط الزجاج المنثور من على الارض ثم شعر بألم فى اصبعه,,رفع يده امام وجهه ولكنه لم يستطع رؤيه الجرح,,,فجأه شعر بوجود احدا ما امامه,,ساد الصمت لثوانى ليسطع بعدها ضوء شمعه من حيث لا يدرى,,
وضع يده على عينه ليخفى الضوء الساطع و يجمع قدرته على الرؤيه ,,اغلق عينه عدة مرات ثم فتحها ببطئ حتى اتضحت الرؤيه ,,
ليرى فتاة ذات بشره بيضاء صافية و عيون واسعه سوداء و شعر الحريرى ينسدل على كتفيها ,
"أهى ملاك"
هذا اول ما جاء على خاطر شيون,,اراد سؤالها و لكن ابتسامتها البريئة له كانت كافية بإيقاف خروج اى كلام من فمه,,
شعر بالدفئ فى يده المجروحه فنظر ليراها تمسك بها بعفوية و تضع عليها منديلا لتوقف النزيف,,,
لم يهمه من هى او من اين اتت او لمتى سيستمر هذا الحلم لكن ما كان يشغل باله كيف له ان يشعر بهذا الدفئ تجاه "امرأة" فليفسر له شخصا ما لما لم يزح يده او يغضب او يثار اشمئزازه كما يحدث دائما عند اقترابه من الجنس الاخر,,
لم يدرك ما يفعل الا عندما رأى يده الاخرى تتحرك اتجاهها لتحاول الاقتراب و لمس وجهها,,
"أنتى حقيقة "
همس بها شيون بنظرات صادمة بعدما لمست اطراف اصابعه وجنتها الناعمة التى جعلت دقات قلبه تتسارع بشكل مجنون كأنه كان يجرى فى ماراثون,,
نظرت له بخوف و قلق ثم ضمت يده برقة و ازاحتها من وجهها و انطفأ نور الشمعه بعدها ليسود المكان الظلام ثانيه ,,,,,,,
"سيد تشوى استيقظ الساعه الخامسه عصرا"
تمتم شيون ببعض الكلمات الغير مفهومة وهو يشير للخادمة بالتوقف عن ايقاظه لكنها لم تستمع له فاقتربت منه ثم صفعته على مؤخرته برقة مما جعله يتستشاط غضبا,,
أزاح الغطاء عنه و رمقها بنظره مرعبة "الم اخبرك ان تتوقفى عن فعلها "
صرخت به "كيف تتحدث معى هكذا,,هيا كفاك كسلا"
جلس على طرف السرير و راسه مدلدلا للاسفل "ايشش حسنا,,"
فجاه تذكر الوجه الذى رأه البارحة فعدل راسه و حركه نافيا " اكنت احلم فعلا ,,يجب ان اتوقف عن الشرب"
ضحكت بصوتها العجوز "اخيرا ستاخذ بنصيحتى,,لكن الن تذهب اليوم لتقديم اوراق عذر التغيب عن العمل "
ضحك بسخرية "لا اعلم لم اهين نفسى بهذا العمل حتى و انا لا احتاجه,,ااه العيش كشخص طبيعي صعب,,ايشش لا يهم,,انا جائع"
"الفطور جاهز و محامى والدك فى الاسفل يمكنه انجاز موضوع العذر اذا لم ترد الذهاب"
اقترب منها و صافحها من بعيد متجنبا احتضانها "شكرا لك لا اعلم ما كنت سافعل فى حياتى انتى الشخص الوحيد الحقيقي فى هذه الدنيا"
نظرت له بغضب "لا اريد شئ الا حضن منك ,,لا اعلم لمتى سأنتظر حتى احصل على هذا الحضن من ابنى"
اخذ المناشف من يدها ليهرب من سؤالها و اتجه للحمام بعدما ابتسم لها بحزن,,
فبالرغم من شخصيته الغامضة معظم الوقت و الباردة فى العمل ,عندما يرجع للمنزل تتحول شخصيته للفتى ذو الخامسة و عشرون عاما الملئ بالحياة و لا يريد شيئا غير بعض الاهتمام و الحب حتى اذا لم يتسطع اعطاء الحب بشكل جيد فمربيته تعلم جيدا كم يحبها و لكن صعب عليه التعبير عن هذا و لذلك هى تعامله كالطفل الصغير مهما كره الامر,,,,,
انتهى من الاستحمام ثم ارتدى ملابسه و نزل بعدها للاسفل ليستقبل المحامى,,تحدثا معا و اخبره بأمر العذر و بينما يتحدثون لفت انتباهه مرور احدا من امامه فأغمض عينه و فتحها ثانيه فلم يرى شئ,,شعر كانه يتوهم و للمره الثانيه وقف من مكانه تاركا المحامى يتحدث و ذهب ليبحث عن وهمه,,,
التفت يمينا و يسارا و هو يبحث بعينيه فى كل ارجاء المكان و لكنه لا يجد شئ,,وقف ووضع يديه حول خصره ثم ازفر بغضب فجأة رأها ثانية تمر من بعيد,,لم تمر ثواني و قام بلحاق ما يشغل باله,,اخذ يمشى حتى وصل لباب غرفته ففتحه ببطئ شديد و دقات قلبه تتسارع بقوة ,,,
"هذه انت" قالها بينما يتنهد و يقترب منها,,
نظرت له بارتباك و انحنت له باحترام ثم اعتدلت وذهبت مسرعه بدون اى كلام,التفت لها ورأها و هى تخرج اراد ندائها و لكن عقله منعه عما كان سيفعله,,فكيف له ان يذهب لينادى امرأه ,,هل سينزل بمستواه ليتحدث مع كائن مثلها و اذا لحقها ماذا سيحدث اذا رأه احد الخدم ,,
جلس على السرير بينما يمسك رأسه من الصداع الذى اصابه من كثرة التفكير حتى استسلم و رجع بظهره ممدا على السرير,,اغلق عيناه و لكن قلبه لا يزال ينبض فوضع يده على قلبه قابضا على ملابسه بقوة ,, لم يحدث هذا له ما هذا الشعور الغريب الذى يشعر به لم يريد اللحاق بها و ترك كل التساؤلات الان جانبا,,,,هل اصبح مريضا ام لعنة ما اصابته ام كثره التوتر بسبب (الرجل الكبير) اصابته بالجنون,,,,
وقف مكانه و اخذ يلتفت حول نفسه فى الغرفة حتى هدأ قليلا ثم اتجه لمربيته دون تفكير,,,
طرق على باب غرفتها مترددا ثم دخل مبتسما " ممم هل احضرتم طقم خادمين جديد"
ابتسمت له بحنان " لا اعتقد"
حمحم بتوتر و تردد فى السؤال ثانيه " فعلا و لكن ممم لا عليك" ثم التفت خارجا,,
اوقفه ردها "ااه تقصد "جيون",,
ابتسام تلقائيا كالطفل الصغير,لاحظ تغير ملامحه فمحى تلك الابتسامه و أومئ راسه متظاهرا الامبالاه " جيون ممم متى حضرت و من احضرها لما لم تخبرينى"
تركت كرات الصوف التى كانت تشغلها و نظرت له " انا من احضرها,,اسفه اذا اخطأت و لكن الفتاة حالتها صعبة جدا و والدتها توفيت قريبا و لا يوجد اى اقرباء لها و " توقفت عن الكلام,,
نظر لها باهتمام "ماذا"
خلعت نظاراتها "هى لا تستطيع التحدث"
فتح عيناه من الصدمه "الهذا لم تجبنى عندما سالتها و خرجت مسرعه " هذا ما دار فى باله,,
قاطعه بقية حديث المربيه عن التفكير "لديها مشاكل فى التحدث فعندما تتحدث تتعلثم و لا تستطيع اكمال جملة,,بسبب مشاكل نفسية حدثت لها و هى صغيرة و لذلك انا اعتبرها كأبنتى فهى فتاة رقيقة و جميلة جدا و لا تستطيع مواجهة هذا العالم الموحش بمفردها"
شعر شيون بالشفقة تجاهها و أومئ راسه " حسنا لا يوجد مشكلة و لكن اى مشاكل حدثت لها"
ازفرت بضيق "زوج والدتها كاد يغتصبها و هى صغيرة و من الصدمه لم تستطع التحدث بعدهاا و لكن الغريب فى الامر انها تستطيع الغناء جيدا " ضحكت "لهذا تخبرنى دائما انها تريد القيام بتلك العمليه الجراحيه لتستطيع التحدث طبيعيا "
توقفت عن الكلام عندما رأته ينظر لها باهتمام على غير العادة و ينصت لها جيدا ,,فنظرت لها بابتسامة خبيثة " ولكن اخبرنى لم انت مهتم هكذا؟؟ ",,
حمحم متوترا ثم ضحك و اشار لنفسه "من انا متى ,,انتى من تحدث بدون توقف و اخبرتنى كل شئ "
ضحكت "حسنا ساتوقف عن الكلام اذا ازعجتك" رجعت حملت الكره الصوف و تجاهلته ,,,
نظر لها شيون بغضب كالاطفال و اخذ يؤنب نفسه,,التفت ليرحل و لكن سؤال هناك يحيره فلم يتردد و سأله "لكن لم عندما ترانى تصبح مرتبكه و تذهب بعيدا ماذا اخبرتها عنى"
ابتسمت " انك تكره النساء و تعتبرهم وباء و اذا اقتربت منك ستطردها من هنا,,اليس هذا ما تقوله لى دائما لاخبر الخادمات به "
عقد يديه بعصبية و ترك الغرفة غاضبا,,فضحكت على غضبه حتى كادت تقع,,
خرج من الغرفه و اغلق الباب وراءه و هو يتمتم ,,
فجاه اصطدم باحد نظر لاسفل فوجدها واقعة على الارض,,انحنى سريعا و لكنه توقف عند هذا الحد و لم يعرف كيف يتصرف أيمد يده لها و يساعدها ام ماذا يفعل,,
نظر جانبا وأخذ شرشف الطاولة الموضوعة بجانبه و اعطاها طرفه لتمسك به بينما يجذبها من الطرف الاخر,,
تمسكت بالطرف الاخر و كلما وقفت اكثر كلما قلت المسافه التى بينهما حتى اعتدلت و المسافه بين ايديهما كادت تختفى و لكن شيون لم يهتم فتلاقى اعينهم و ابتسامتها له فى تلك اللحظة اخذ عقله لدنيا ثانية,,
قطعت عالم شيون نظراتها الخائفة للمسافة بين ايديهم فتركت الشرشف سريعا و انحنت له اعتذرا و ذهبت سريعا,,
وقف شيون متسمرا فى مكانه لايزال نصف عقله فى تلك الدنيا الوردية ذات الرائحة الجميلة ,,
تنهد بينما يضع يده على قلبه ساندا ظهره للحائط,
"انا فى ورطة " هذا ما همس به,,,
انتهى يوم شيون فى المنزل بمحاولة اقناع نفسه بان ما يحدث له مجرد وهم فهو لا يعرفها حتى ,,و ضغوط هذه الفترة اثرت عليه هذا ما حاول اقناع قلبه به لاربع ساعات و فى النهاية جلس فى نهاية السرير متقوقعاً على نفسه و يخفيها بالغطاء,,
ذهب فى الليل لعمله فى الملهى و لكن لاول مرة شعر بأن تركيزه مشتتاً و هذا خطأ فادح بالاخص ليس فى تلك الفترة,,و ليبعد تلك الافكار قام بتفتيش مفاجئ للمكان كله,,,
مر اسبوع و شيون يحاول الرجوع لحياته الطبيعيه و ترك اوهامه جانبا,,
فى الليل الشخص الصارم و البارد الذى يخشاه الجميع و فى الصباح يختفى كالخفاش نائما طوال اليوم,,
ولكن حركته فى المنزل اصبحت غريبة حتى الخادمين شعروا بهذا الشئ ,,
الفيلا واسعة جدا و هناك اجزاء لم يزرها شيون قبلا او حتى يقترب منها و لكن الان يتردد على تلك المناطق كثيرا,,
حجته لدخول المطبخ اصبحت غريبة تارة عطش و تارة يشعر بالبرد و تارة تؤلمه معدته,,,
وعيناه التى لا تهدأ و تكون حائرة باحثة طوال اليوم عن شئ ما كأن هناك شئ ما ضاع منه ,,,,,
دق منتصف اللليل و ذهب ليرتدى ملابسه و لكنه ادرك ان اليوم اجازة للملهى ,,لطالما كره هذا اليوم و لكن لم اليوم يقوم بخلع ملابسه بكل سعادة و ارتدا ملابس المنزل ببساطة ,,,
نزل للاسفل و لم يجد اى شخص فى المنزل كأنما اختفوا,,
ذهب لغرفة مربيته و طرق الباب لكن لم يرد اى احد,,اخذ يبحث فى المكان حتى خرج للحديقة,,
تفاجئ مما رأه الكل مجتمع حول المسبح يجلسون فى دائرة و يضحكون مع بعض,,
فجأة ساد الصمت عندما رأوه يقترب منهم فوقفوا جميعا بسرعة و انحنوا له ,,
وقعت عيناه عليها و شعر بدقات قلبه و لكن لم يرد لفت الانتباه فذهب للمربية,,
"ماذا تفعلون ؟؟" سأل ببرود بينما يضع يديه فى جيبه,,
"اليوم عيد ميلاد (جيون) و بما أن يوم اجازتك انت تقضيه فى غرفتك دائما استغلينا الفرصه لعمله,,اسفة اذا كان تصرف طائش"
لوح لها "لا" بلا مبالاه مصطنعة و ذهب احضر كرسى و جلس معهم,,
الكل استغرب من تصرفه و شعروا بعدم الراحة فتلك هى المره الاولى و هو شعر بذلك فلم يرد افساد ليلتهم و اشار لهم بان يكملوا كما كانوا فهو سيجلس قليلا و بعدها سيذهب للنوم,,,
اكملوا الاحتفال بعيد الميلاد و الكل يغنى لها بسعاده و هى تنظر لهم بفرح و بينما الكل مشغول لم يزح عينه من عليها رغماً عنه ,,
لكنه شعر بانها تبادله النظرات ايضا من حين لاخر ام هذا ايضا وهم و هى فقط خائفة,,
وقف فجأة و اخبرهم ان يكملوا و لا يكترثوا له ,,
اخذ يتمشى حول المسبح و فجأة سمع صوت لفت انتباه كل شئ فى جسده,,
التفت ليجدها تقف فى المنتصف تصفق بيدها برقه و تنظر لهم بخجل بينما تتغنى باحلى المقطوعات الموسيقية التى سمعتها اذنه ,,
انتهت من الغناء و من سلب عقله و قلبه معا ,,فجأة التفتت له و نظرت له ثم ابتسمت,,
نظر لها مطولا و كأن لا احد يوجد فى تلك اللحظة غيرهما حتى قاطعهما صوت احدى الخادمات,,,
انتهى عيد الميلاد و الكل ذهب للنوم و لكن شيون ظل فى مكانه يجلس امام المياه يحملق بها و يرى انعكاس صورتها و نظرتها له,,التفتت يسارا فوجدها عند الطرف الاخر من المسبح ,,وقف مسرعا و ذهب لها فكانت سترحل و لكنه اوقفها,,
"جيون شى "
التفتت له و لكن هذه المره ليست خائفة او مرتبكة أنحنت له و أومأت راسها "نعم""
"يمكنك التحدث اذا اردتى" ابتسم لها
كتبت فى ورقه " لا اريد ان اضايقك بطريقتى انا هكذا افضل"
ابتسم بقلب يخفق "لا لن اتضايق,,انتى حرة يمكنك التحدث متى شأتى,,"
ابتسمت له و كأن شئ كان يحبس حريتها و الان اختفى ,,صمتت لثوانى و بعدها تحدثت بصوت متعلثم " ش ش شكرا لك"
ازفر شيون مبتسما بقوه " لا شكرا لك"
جلس فى مكانه ثم اشار لها " اجلسى"
ترددت للحظات ثم جلست كتبت "هذا شرف لى "
اخذ منها الورقه بعفويه و القى بها فى المياه "اذا اردتى اخبارى شيئا اخبرينى به بصوتك الخاص "
ضحكت بخجل " ح حسنا"
ضم رجليه له و احاطهم بذراعه ونظر للامام مبتسما ثم نظر لها فجأة " لم تهربين مني؟؟"
ابتسمت بخجل ووضعت شعرها وراء اذنها ثم قالت متعلثمة " لم ارد مضايقتك"
تعجب منها "مضايقتى,,اعتقدت انك خائفة بسبب ما اخبرتك به رئيسة الخدم "
حركت راسها نافية ,انحنت و كتبت على الارض " انت انسان,,لم سأخاف منك و كل شخص يوجد لديه عيب و ما يجب علينا فعله هو احترام عيب الاخر و تقبله,,اشارت عليه ,,كما فعلت الان و تقبلت عيبى "
شعر بأن قلبه يخفق من كلماتها البسيطة و لكنها لمسته فابتسم لها براحة"شكرا"
انحنت له ثم ضحكت "ل لا شكرا ثانية "
ضحك "حسنا,,اه كل عام و انتى بخير"
ابتسمت له ثم وقفت انحنت و رحلت تاركه دقات قلبه المتزايدة و ابتسامته التى لا يستطيع محيها,,
نظر للمياه و راى انعكاس صورته,,"هل يعقل هذا,,كيف اصبحت مجنوناا فجأة,,لم تريد الان ان تحب و تجرب معناه اخيرا ,,الم نتفق على ان كلهم واحد لم هى لا تراها بهذا الشكل ,,فى اى شئ تختلف عن الباقى انت حتى لا تعلم من هى,,لكن كل هذا لا يهمك تريد فقط رؤيتها لا شئ اخر,,ارجوك شيون فكر جيدا قبل ان تتهور و تفعل اى شئ قد تندم عليه لاحقا"
فى اليوم التالى استيقظ على غير العاده مبكرا ,استحم و تاكد من شكله و ووسامته ثم نزل للاسفل,,
تقريبا اعتاد الخادمين الان على عاداته التى اصبحت غريبة فجأة و لانهم اخيرا رأو ابتسامته فى هذا المنزل و اصبح اكثر حيوية,,,
اخذ يبحث عنها بعفوية حتى اصطدم بمربيته التى ضحكت عندما رأته و اخبرته بمكانها,,
تصنع الامبالاه و عندما رحلت اتجه للمكان بدون تردد,,
خرج للحديقة فراها تقف بين الملائات البيضاء المنشورة كالعصفورة الواقفة على أغصان الشجر,,
اقترب منها و حمحم قليلا ببرود,,حالما وقعت عيناها عليه انحنت له و ابتسمت كعادتها,,
اخذ كرسى و جلس بعيدا عنها مسافة قصيرة وليشاهدها كأنه يشاهد عرضا فنيا او مسرحية موسيقية ,,
لم يسكن لدقائق و بعدها نهض من مكانه ,,حمل بعض الملائات و اعطاها لها,,صدمت مما يفعله فأخذتهم منهم سريعا,,
"كم عمرك " سالها بلا مبالاه و بدون ان ينظر لها,,
ابتسمت " ااثنان و عشرون"
ابتسم "مم ليس كبيرا"
تسالت "م ماهو"
"الفرق بينا" ابتسم لها,,
اتجهت لبتلات الزهور لتسقيهم ,,انحنت بظهرها و اقتربت بوجهها لتشتم رائحتهم العطره ,,شعرت بأن شئ ما يقف بجانبها فالتفتت لتراه ينظر للورد مبتسما ,,
"لا تشعرى بالغيره فانت اجمل منها "
تفاجأت من كلماته التى خرجت منه بعفوية و جعلتها مرتبكة فابتسمت له بتوتر و رحلت سريعا,,وضع يده على فمه مبتسما بخجل و عاتبا على ما قاله و لكنه لم يهتم فقلبه راض عما اخرجه لسانه,,,,,
اكمل بقيه اليوم و هو يسالها عن كل شئ عنها بطريقة غير مباشرة او كما يظن و اخبرته بكل شئ و لكنها لم تكن متضايقة بل شعرت بالسعادة فى كل مرة يسألها ,,
شعرت بأن حجته بالكلام معاها تدخل الى قلبها السعادة ,,
فكيف لهذا الوسيم غريب الطباع و الشخصية ان يهتم لفتاة مثلها و كيف لقلبها هى ايضا ان يدق بهذه السرعة لشخص الكل كان يحذرها منه و لكنها تراه كالطفل الصغير المشاغب فقط يحتاج الحب لحياته,,
مر شهر و اصبحت رؤيتها من روتين شيون اليومى فاذا مر يوم و لم يراها اول شئ فى الصباح يشعر بان شئ ما خاطئ,,وهى تنتظر كل حججه الواهيه ليأتى لرؤيتها و يتحدث معاها عن اى شئ ,,فقط سماع صوتها يجعله سعيد و هى للمره الاولى لا تشعر بالخجل فى التحدث مع شخصا ما,,,
فيوم يشعر و انه ملك الدنيا كلها بابتسامه منها و يوم يشعر بالغضب من نفسه لتعلقها به فيعاقبها بالحبس و الابتعاد عنها طوال اليوم و لكنها عندما تشعر بغيابه تتحجج بأى شئ لتذهب و تطمئن عليه,,,
جعلته يضحك من قلبه و يجرب الحياة كما هى و ليس كما كان يعتقد,,و عندما رجعا قضيا الليل فى غرفته كحجة انه يخاف النوم فى الاماكن الجديده حتى غلبها النعاس فجلس امامها يراقبها مبتسما ثم مد يده ليلمس و جها ليشعر بالدفئ كأول مره تلاقيا,,,
فكلما تعرف عليها اكثر كلما احبها اكثر و شعوره بالذنب يكبر اكثر ,, فتمنى لو كان شخصا غير نفسه فى كل شئ,, و فى كل مرة تلتفت يرغب شيون فى احتضانها بقوة و لكن عقله يمنعه عن ذلك و يذكره بماضيه الاليم,,
وفى الليل طوال تلك الفتره شعر بالاشمئزاز من عمله كلما اتجه له ,,فهذا الاحساس الذى كان لا يشعر به الا فى الصباح فقط ,,فلم الان لا يفارقه,,
كل فتاة ينظر اليها الان يشعر ناحيتها بالقليل من الشفقة فماذا اذا كانت من الداخل جيدة مثل "جيون",,هل فعلا اخطئ فى حقهم وهل عليه ان ينسى ماضيه و يتركه وراء ظهره,,
طرقت بابه و دخلت بدون ان يأذن لها,,جلست على الكرسى امامه منتظرة ان يفق من العالم الذى ياخذه قلبه له,,,
لاحظ وجودها اخيرا فعدل فى جلسته " ماذا تريدين"
ابتسمت سوجين " الرجل وافق اخيرا"
ابتسم نصف ابتسامة بلا مبالاة "فعلا,,مبارك"
لم تستوعب ردة فعله نظرت له باستغراب "أهذا هو ردك الم يكن هذا ما كنا نعمل عليه منذ فترة اخيرا حققناه"
صرخ بها "اخبرتك مبارك ماذا تريدين منى ايضا فعله"
نظرت له بجدية "من هى "
نظر لها ببرود و ضحك "من تقصدين؟؟ "
ابتسمت بخبث "من جعلتك هكذا من اخرجت شيون الحقيقي للعالم اخيرا و جعلت عيونك مختلفة فى نظرتها للحياة"
شعر بالتوتر فضرب المكتب بيده بقوة " يااا هل نسيتى مكانتك ,,اخرجى الان"
ضحكت باستفزاز "حسنا ساخرج و لكن اقسم لك انى ساعرفها و سانتقم ,,انت ملكى انا فقط هل فهمت "
خرجت من مكتبه ثم اتجهت لمكتب كيوهيون ,,اغلقت الباب بقوة و صرخت به ,,
"الم تخبرنى اذا ساعدتك ستجعله ملكى ,,الان كيف ستتصرف بينما يحب واحدة اخرى؟؟"
وقف كيوهيون مكانه و ضحك "من شيون يحب ,,هل تلك مزحة!! "
"هل ابدو لك و كانى امزح " صرخت به سوجين ,,
اقترب منها و لمس وجهها "لا تغضبى حبيبتى ,,اخبرتك انه سيكون لك و سافعل و ايضا هذه الفتاة ربما تكون طرف مساعد لنا ,,اتركى لى كل شئ و اهداى لا احب رؤيتك هكذا" اقترب منها و قبلها ,,,,
بعدما خرجت سوجين من مكتب شيون ترك الملهى و انطلق بسيارته عائدا للمنزل و كأنه رجع للجنة ,,
عندما ما فتح باب المنزل رأها تمر من امامه بينما تحمل صينية الشاى,,
نظرت له و لوحت له بحذر حتى لا يراها الخادمين فدبت فى قلبه الحياة مرة اخرى بابتسامتها,,
فى تلك الليله لم يستطع شيون النوم و اخذ يتقلب فى مكانه,,بدل ملائات السرير و لكن لا يزال هناك شئ ما يؤرق نومه ,,فذهب و جلس بجانب النافذه و اخذ ينظر ثم لمحها تتجه للحديقة,,
ابتسم ثم ذهب ارتدى ملابسه و خرج من الغرفة سريعا,,
اتجه للحديقه بدون ان يصدر اى صوت فرآها تقف قرب المسبح و قبل ان يقترب منها نادى باسمها,,
"جيون"
التفتت للصوت و تفاجئت من وجوده فشعرت بان توازنها اختل و كادت تسقط فيه و لكنه لحقها سريعا و احاطها بين ذراعيه و جذبها له,,
شعر و كأن الوقت توقف عند تلك اللحظة,,هل ما يحدث حقيقي هل هى بين احضانه فعلا,,لا يريد الهرب و لكنه سينفجر من السعاده بسبب ما حدث و لا يريد تركها ابدا ,,اخيرا بعد كل هذا العذاب اخيرا هى بين احضانه من جعلت قلبه و عقله يستسلمان لها,,
ابتعدت عنه قليلا و نظرت له فى عينيه "اسفة"
ابتسم لها باشراق و عيونه تدمع " لا شكرا" ثم ضمها له ثانية و احتضنها بقوة حتى شعرت ان اضلاعها ستنكسر و لكنها كانت سعيدة لدرجه انها شعرت بانها تحلم و كل هذا ليس حقيقا اخيرا هى ايضا تشعر بالامان بين احضان رجل,,,
ابتعد عنها قليلا ثم اقترب من اذنيها " هل تعلمين كيف يحترق قلبى الان يا من اشعلتى النار به " لمس وجهها باطراف اصابعه برقه " احبك "
لمست وجهه و مسحت دموعه المنهمره وقالت بتعلثم " انا ايضا احبك " ,,ضمها له ثانية حملها و اخذ يلتف حول نفسه و هو ينظر لها و يضحك,,
جلسا تحت شجرة امام بعضهما و هو يمسك بيدها بقوو و لا يريد تركها,,تنهد طويلا ثم ابتسم لها بضيق,,
"انا شخص سئ و لا استحق حبك"
حملت غصن واقع فى الحديقة و كتبت على الارض " لا تقل هذا لا يوجد ابرياء فى الحياة كلنا اشخاص سيئون و لكن هناك فرق بين سيء و سيء"
ابتسم لها " لكن انا من النوع السئ جدا و خائف ان يعاقبنى الله على ما فعلته فى حياتى حتى الان,,الم تتسألى يوما من اين لى بكل هذه الاموال او لم اكره النساء هكذا؟؟"
قاطعته بلمس وجهه برقة ثم كتبت "لا اريد ان اعرف كل ما يهمنى هو الشخص امامى الان فى هذه اللحظة و ما اشعر به تجاهه و الحب الذى اراه في عينيه"
ابتسم لها "هل انتى حقيقة و انسانه مثلنا ؟؟,,انا حقا احبك" اقترب منها و احتضنها حتى اخفى وجهه بين احضانها و هو يبكى ,,
اخذت تربت عليه و دموعها تنهمر منها و قلبها يؤلمها,,,
عدل فى جلسته ثم اقترب منها حتى تلاشت المسافه بينهم و ببطئ اقترب من وجهها حتى تلامست شفتيهما و تبادالا القبل بشغف ولاول مره فى حياته يشعر باحساس انفجار قلبه,,
فى اليوم التالى اخبرا كل من فى المنزل بانهما يتواعدان,,
شعرت مربيته بالسعاده و لكنها تصنعطت الحزن غيرةً منها فاعتذر لها و قدم لها وردا و لاول مره اقترب منها و احتضنها و شعر بحضن الامان و الدفئ الذى يعوضه عن والدته,,,
قرر تغيير حياته و هدم البيت كله و الرحيل عن هذا المستنقع باكمله ليبدأ حياة جديدة ,حياة طالما حلم بها فقط في احلامه حياة نظيفة,,,
و بهذا الاحتفال اقترحت عليه جيون ان يذهبا معا لاحضار مسلتزمات الاحتفال و لكن فى الحقيقة هى ارادت ان تخرج معه الى العلن و لكنها خجلت من قولها مباشرة,,ابتسم لها و فهم ما تريده فامسك يدها و خرجا معا بدون اى تردد,,,
تجولا فى الاسواق و قضيا وقتا ممتعا و احضر لها سلسلة هديه بتلك المناسبة ولم يدفعها من اموال الملهى بل من اموال اول راتب اخذه فى عمله الوهمى و لذلك لم يستطع شراء سلسله غالية و لكن بالنسبه لها كانت كل شئ و افضل من الالماس,,
بينما كانا يتمشيان لمح شيون شخصا من بعيد فتحولت ملامحه للقلق فأراد الالتفات سريعا و لكنه لم يستطع فوقت الهرب فات مع نداء هذا الشخص له,,,
" سيد تشوى"
التفت له بابتسامه مصطنعه " سيد كيم (الرجل الكبير) "
"من الغريب ان اراك بالنهار تبدو مختلفا" ابتسم ثم تحولت نظراته لجيون " من تلك الجميله الن تعرفنا"
تحولت ملامح شيون للغضب و كانه ذئب يريد افتراسه " هذه خطيبتى و ارجوك تحدث معى انا "
نظرت له و ابتسمت و لكنها شعرت بشئ غريب من القلق,,,
ابتسم له الرجل رافعا احدى حاجبيه " خطيبتك مممم سنرى ,,سعدت للقائك سيد تشوى و انتى ايضا ايتها الجميلة" ثم رحل
وقف شيون فى مكانه قابضا على يده بقوة ينظر له بغضب و قلبه يشعر بان شئ ما خطئ حدث و لم يكن عليهما الخروج معا و جعلها تتعرض للخطر هكذا فنظرات هذا الرجل يعلم معناها و ما يريده و هذا يثير اشمئزازه فكم يتمنى الان قتله و لكنه لا يستطيع ,,,,,
مر يومان و شيون لايزال يشعر بالقلق بشكل مريب و كأن قلبه يرسل له اشارات بأن شئ سئ سيحدث ,,لذلك قرر الذهاب واخبار كيوهيون بكل شئ سيفعله و بتركه هذا المجال للابد,,,,,
" هل جننت" ضرب كيوهيون المكتب بقوة ,,
"لا انا فى كامل قواى العقلية ,,ايضا انا حر هذه املاكى وسافعل بها ما اريد اردت فقط اعلامك لانك صديقى "
ضحك كيوهيون بقوة "صديقك هل تمازحنى الان اى صديق هذا الذى يريد تدمير حياة صديقه,,و لكنى لن اسمح لك بهدم احلامى ,,لن اسمح لك "
خرج من المكتب ثم اتجه للرجل الكبير,,
"حان وقت سقوطه الن تساعدنى"
ضحك له ببرود "بلا و لكن اولا لدى طلب اخير"
تعجب من سؤال و رد باهتمام "ماذا"
"اريد تلك الفتاة ؟؟" لمس طرف القدح بيده ثم تناول الخمر,,
نظر له باستغراب "تقصد من؟؟"
"خطيبة شيون,,تعجبنى"ابتسم نصف ابتسامة,,
رد عليه كيوهيون بنفس الابتسامه التى تحمل الشر "مم خطيبته,,طلباتك اوامر"
انتهى الحديث باتفاق كيوهيون و الرجل على مراقبه شيون ليعلم كل شئ عن تلك الفتاة و احضارها له و هو سيساعده بامتلاك القصر,,
مر يومان و شيون يحاول الانتهاء من مخططاته,,
فقام بشراء شقه فى سيول و اتفق مع احد العمال على هدم القصر بعد رحيله,,
بحث فى كل مستشفيات كوريا عن امهر الاطباء للقيام بعلاج "جيون" حتى حصل على موعد معه و اتفقا على القيام بالعمليه بعد اسبوع,,
ركب سيارته بعد انتهاء اللقاء اتجه لمنزله لكنه شعر بحركه غريبه كلما نظر فى مراءه السياره شعر و كأن احد يراقبه,,
لم يهتم للامر او يجعله يشغل باله و ترك قلقه جانبا حتى لا تختفى سعادته بكل ما يحدث,,
وصل للمنزل و ووضع المفتاح ليدخل و لكن قلبه شعر بالقلق ,التفت حوله ليتأكد انه بمفرده وبعدما تأكد ادخل المفتاح و دخل..
اتجه لجيون و اخبارها بكل شئ فابتسمت له و احتضنته بدفئ,,
ربت على شعرها برقه و همس فى اذنها " الان سيستمع العالم كله لصوتك العذب"بعثرت شعره بابتسامه ثم اقتربت منه و قبلته فى وجنته ,,
قطعهما صوت هاتفه لحظتها فاستئذن منها للحظات ليجيب,,ابتعد فورا عندما رأى رقم المتصل ,,اجاب على الهاتف ثم اغلقه سريعا ,,
"لن اتأخر" ابتسم لها ثم قبلها على وجنتها و ذهب سريعا,,لوحت له مودعه و لكن قلبها اراد لحاقه,,
دخل لمكتبه ثم انحنى " استدعيتنى"
"اجلس سيد تشوى" اشار له بالجلوس,,"سمعت انك ستعتزل المهنه ,,مبارك لك"
ابتسم بغرابه "غريب اعتقدت انك ستحزن عند سماعك الامر"
ضحك "و لم انا اتمنى لك كل خير,,لكن لدى طلب اخير منك اذا اردت عيش حياتك طبيعيا"
قلق من رده ثم ساله بتردد "ماذا"
"اريدها" ابتسم,,
ضرب شيون بيده على المكتب " يلا قذارتك كيف تخبرنى بهذا الامر"
ضحك بسخريه " اذا تعلم عمن اتحدث,,حسنا ساجعل كلامنا مكشوفا,,اعطينى الفتاه و سامحى كل المستندات الكافيه بزجك فى السجن "
لم يتمالك اعصابه فاقترب منه و بقوه جذبه له من ياقته ثم نظر له كأنه سيفترسه وحذره " المسها فقط و سأقتلك"
خرج سريعا ثم اتجه نحو سيارته انطلق بها كالمجنون و دقات قلبه تتسارع من الخوف الذى احتلها ,,
كل ما كان يشغل باله كيف يحمى روحه من عقاب الله له,,نظر لاعلى للسماء المظلمه و صرخ بينما يبكى,,عندما وصل ارتجل من السياره سريعا و جرى للمنزل فتحه فوجدها تنظر له ,,القى بالمفاتيح على الارض و جرى ناحيتها,,اخذها بين احضانه ليخبئها عن العالم كله و يحميها من شر نفسه ,,,
حمل يدها ثم صعدا لغرفته ثم اغلق الباب من الداخل عليهما و بعدها ذهب و تاكد من غلق النافذه,,
لم تفهم تصرفه و انتابها القلق فاقتربت منه بعدما جلس على السرير ينظر لها بارتباك,,
جثت امامه و حملت يديه بحنان "م ما بك؟؟"
ضمها له بدون اى كلام " اسف حقا"
وقفت ثم جلست بجانبه و ضمته لها ,,
شعرت بجسده الذى يرتعش خوفا و يداه التى اصبحت قطعه من الثلج فالقت بجسديهما على السرير و ضمته له بقوه و تربت عليه ثم قبلته على جبينه " ل لا تقلق,,ا انا هنا م معك",,,خبئ وجهه بين احضانها و اخذ يبكى و دموعها تنهمر على انين بكاءه,,
اشعه الشمس الساقطه هى من ايقظته من نومه ,,وضع يده لمنعها من ازعاجه ثم اعتدل فى جلسته ,,نظر حوله بعيون ناعسه ثم فجأة افاق بالكامل عندما وجدها ليست بجانبه و باب الغرفه مفتوحا,,
خرج سريعا من الغرفة و اخذ يبحث كالمجنون عنها فى كل مكان و قلبه يركض مكانه ذعرا حتى ارتطم بمربيته ,,,
" ما بك؟؟ "نظرت له بقلق,,
"اين هى؟؟" امسك بذراعيها بينما يسالها بخوف,,
" اه جيون خرجت لتحضر شئ من الحديقة ",,قاطعاها بينما تتحدث و خرج سريعا للحديقة,,
فُتح باب المنزل الاساسى و وقفت عند عتبته تلوح له من بعيد بينما تبتسم,,
ازفر براحه عندما راها ,,
ذهب بخطوات بطئيه حتى يصل لها و لكن ما حدث جعله متسمرا مكانه لا يتحرك ساكنا صارخا باسمها " جيون",,
سياره سوداء كبيره وقفت امام المنزل فجاه ونزل بعض الرجال الملثمون و اختطفوها فى السياره ثم انطلقوا سريعا,,
جرى شيون ناحيه السياره و لكنه لم يستطع اللحاق بها,,ظل يجرى و هو يصرخ عاليا بينما تشاهده من زجاج السياره الخلفى و هى تبكى مستنجده به ,,
توقف عن الجرى بوقوعه على الارض مقطوعة انفاسه بين الناس بينما يشاهدونه ينهار امامهم ببطئ,,
نظر امامه ثانية و هو يشاهد اختفاء السياره امام عينيه ببطئ و كأن روحه تنسحب منه,,
وقف سريعا و اتجه لاقرب مركز شرطة فى المكان لكن للاسف لم يستطع احدا مساعدته ام لا يريد احدا التدخل فى الامر,,
صرخ باعلى صوته و اخذ يقذف الكراسى الموضوعه فى المركز و هو يتلفظ بالشتائم,,
حاول رجال الشرطه السيطره عليه و لكنهم لم يستطيعوا فضربه احدهم على راسه فوقع مغشيا عليه,,
بعدما افاق وجد نفسه ملقى فى رواق المركز ,,
وضع يده خلف راسه و تحسس الالم و لكن الم قلبه هو ما جعله ينسى كل شئ و يقف من مكانه ليرحل سريعا,,
اخذ يلتفت حول نفسه فى الشارع ثم طرق شئ على باله ,,اخرج هاتفه من جيبه و اتصل على سوجين,,
"اين انتى" صرخ عاليا,,
اجابت بضحكه سخريه "لم تبحث عنى الان"
شيون صرخ بها ثانيا " ارجوك ,,اتوسل اليكي اذا كنت تعلمين اى شئ عنها اخبرينى اعلم بامر اتفاقك انتى وكيوهيون و ساعطيكم اى شئ و لكن ارجعيها لى"
صمتت لثوانى ثم صرخت فجاه واختلفت نبره الصوت " اذا اردت رئيتها ثانيه ابعث لى باوراق الملكيه للمكان"
صرخ به شيون "كيوهيون ايها الحقير اين انت و لم تفعل هذا بى"
"اخبرتك اذا فكرت فى تدميرى فستدمر نفسك قبلها و الان,هل سمعتنى "
لم يقوى شيون على الوقوف و خدعته ارجله حتى جثى فى الشارع " حسنا ,,اين الى اين ارسلها؟؟ "
ضحك كيوهيون " جيد جدا ,,سارسل لك العنوان"
بعدما استلم شيون العنوان ذهب للمنزل بسرعه و بدون اى تفكير اخرج اوراق الملكيه و انطلق بسيارته للمكان المطلوب ,,عندما وصل رأى كيوهيون يقف فى منتصف المصنع المهجور,,جرى ناحيته شيون بنفاذ صبر و اخذ ينهال عليه باللكمات حتى وقع على الارض,,
اشار له كيوهيون بالتوقف ثم التقط انفاسه "الا تريد رؤيتها حية فلتتركنى "
توقف شيون و ابتعد عنه بينما يترنح ثم القى الاوراق فى وجهه " ااين هى الان؟؟"
حمل الاوراق بين ييديه و ضحك " اخيرا ملكى "
صرخ به شيون "اخبرنى اين هى الان؟؟"
ابتسم ببرود "اين تعتقد ,,فى جنتك بين احضان الرجل الكبير"
اقترب منه و قبض ياقته "حقير لم تفعل بى كل هذا ,,"
نظر له بشئ من الشفقه " لاراك تقع لطالما حلمت بهذا اليوم رؤيتك مذلولا امامى,,فلتذهب الان اذا كنت تريد رؤيتها حيه "
لكمه للمرة الاخير ثم بصق فى وجهه " حقير ,,هل كنت تظن انى ساتركك تتمتع باى شئ بينما تنهار معا فكما كنت تقول لى دائما اذا اردت رؤيتى انها ستنهار معى "
فى تللك اللحظه دخل رجال الشرطه الذى اتصل بهم شيون فى الطريق,,
"استمتع بالجنه بينما انت فى السجن ,,سلام "
جرى ناحيته كيوهيون صارخا باسمه و يراد قتله و لكن رجاال الشرطه منعوه ثم اخذوه معه,,"
خرج شيون من المكان و ارجله لا تقوى على حمله من كثره الخوف و التفكير الذى كاد يصيبه بالجنون لمجرد تخيلها تبكى او خائفة ,,
روحه المفترض حمايتها الان هى فى خطر بسببه و اذا حدث لها اى شئ لن يسامح نفسه مهما حدث,,,
وصل للمنزل لانه الاقرب فى الطريق و جرى مسرعا لناحيه الباب الفاصل بين حياته و اخيرا فتحه ,,
دخل بين انظار العاملين المتفاجئه ,,جرى للمصعد و ضغط زر الاستدعاء و لكنه لم يصبر طويلا فانطلق للسلالم ,,نزلها بسرعه حتى كاد يقع من سرعته,,,
فتش كل غرف المكان بحثا عنها و صوت دقات قلبه فى تلك اللحظه ما يسمعه كصوت دقات طبول عالى بشكل مُفزع و يدب فى قلبه الخوف ,,
سمع صوت انين بكاء يصدر من الغرفه المقبله و كأن شخصا ما يستنجد باستماتة,,
فتح الغرفة فوجد الرجل يقترب منها بنظرات تملؤها الشهوه بينما تتقوقع هى حول نفسها فى اخر الغرفه محاولة الصراخ و لكن عيبها يمنعها,,
وقعت عيناها عليه فصرخت بقوه باسمه بدون تعلثم و هى تبكى مستنجدة به,,
انطلق من مكانه سريعا وانقض على الرجل و ضربه بقوه حتى كادت تؤدى بحياته فتوقف عندما شعر ضعف الرجل و التوقف عن الدفاع عن نفسه,,,
جرى لجيون و اخذها بين احضانه مربتا على ظهرها و لكنها دفعته بعيدا بينما تصرخ و هى تهرب للخارج,,
لحقها شيون حتى وصلا خارج المكان و رأها تعبر الشارع بتهور بينما تبكى واضعه يدها على فمها كاتمه صراخها ,,
لحقها بينما يصرخ باسمها عاليا,,توقفت عند سور مطلٍ على النهر و حاولت بكل قوتها الوقوف عليه لتلقى بنفسها منه,,,
صرخ بها عاليا لايقافها "لااا"
خرجت كلماتها من فمها متعلثمه " كلكم هكذا نفس الشخص,,ساموت حتى ارتاح من كل هذا"
اقترب منها شيون ببطئ و لكنه توقف عندما هددته " اقترب اكثر و سألقي بنفسي "
"ارجوك سامحيني او اقتليني انا بدلا عنك" قالها بينما يمد يده لها,,
شعرت بان قلبها يؤلمها كلما نظرت له و ارادت مسك يده و لكن صوره ماضيها تسيطر عليها ,,,فوضعت يدها على راسها صارخة بقوة ,,
فى تلك اللحظه شعر شيون بانه خسر كل شئ ,,فتاته التى كانت تبتسم عند رؤيته و من اراد اعطائها الكون كله مقابل نظرة من عيناها و لمسه يدها تدفعه بعيدا خائفة منه,,وقفت من مكانها و اخذت ترجع بظهرها للخلف خائفة و هو يقترب منها لتهدئتها حتى صرخت ووقع مغشيا عليها,,
جرى ناحيتها بينما يبكى و يصرخ باسمها ,,حملها بين يديه و انطلق بيها لاقرب مشفى,,عندما وضعوها على السرير افاقت فجأة ,
اقترب منها شيون و لكنها ظلت تصرخ بذعر و كأنها ترى وحشا امامها ,,
فالذكرى المؤلمه لها فى تلك الفتره فى صغرها و محاوله زوج والدتها باغتصاب لا تريد تركها و كأن وحشا قابض روحها,,
ابتعد شيون فورا بالرجوع الى الخلف ببطئ بينما يبكى و قلبه يقتله يحمله كل الذنب و كل ما خطر على باله فى تلك اللحظة متمنيا ان تنشق الارض و تبتلعه حتى تهدا حبيبته و تنسى كل ماحدث لها بسببه
,,صرخ الطبيب فى الممرضة لتحضر حقنه المهدئ,,
بعدما اعطاها لها هدأت ووضحت الرؤيه امامها و اختفت تلك الصور,,
رأته و هو يبعد عنها و صورته تختفى من امامها ببطئ فتغيرت ملامحها فى تلك اللحظه الى البكاء بشده قابضه على قلبها النادم على ما حدث ارادت طمئنته و اخباره انها اسفة لم يكن قصدها ما حدث فكم تريد الان الاختفاء بين احضانه و الهرب معه الى عالم بمفردهما ,,
رفعت يدها بدون حيله او قوه ليمسك بيدها و حاولت نطق اسمه لكنها لم تستطع فتجمد لسانها تماما عن اخرجا اى كلمه ,,
اختفت رؤيتها لشيون تمام و اغمضت عيناها,,,
بعد مرور يومين افاقت من الغيبوبه فتحت عيناها و اخذت تبحث عنه فدمعت عيناها عندما ادركت عدم وجوده,,شعرت بان شئ ما فى حلقها فلمست رقبتها فاحست بضماده موضوعه عليها,,
دخلت فى تلك اللحظه مربيه شيون و احتضنها فورا عندما رأتها مستيقظه,,مسحت دموعها " حمدا على سلامتك"
لم تجبها جيون و تنهدت بينما تبكى و اشاحت بنظرها للجهه المقبله,,حملت المربيه يديها و ربتت عليها بحنان ,,
"اسفه و هو ايضا اسف"
انتبهت لكلماتها و اشارت لها على مكان الضماده بعيون متساله ,,
" اجرى لك العمليه ,,"
اعتدلت فى مكانها بينما تنظر لها بعيون مصدومه و دموعها لا تتوقف عن الانهمار,,
"البارحه حضر و اخبر الطبيب ان يجرى لك العمليه مهما كان فكانت هذه هى هديته الاخيره لك ,,اراد ان يعتذر لك و لكنه لم يرد اخافتك او ان يحدث لك كما حدث قبلا"
حملت قلم موضوع على الطاوله بجانبها و كتبت على يدها بينما تبكى "اين هو؟؟"
اخبرتها المربيه انه فى طريقه للمطار سيهاجر البلد ليس هربا ولكن لمصلحتك فباعتقاده ان هذا افضل لك ,,فبسبب رؤيته ستتذكرين ما حدث لك و ستتالمين بسببه و هو يفضل الموت و البعد عنك عن رؤيه الخوف فى عينيك,,
استندت على السرير بسرعة و ارتدت حذاء المستشفى تاركه المربية تناديها و خرجت من المستشفى باقصى سرعة ,,اشارت لسيارة اجرة و ركبتها,,كتبت على يدها المكان و مدتها له بينما تبكى ,,لم يتسآل السائق و شعر بها فانطلق باقصى سرعة
وصلت للمطار و خرجت من السياره بينما تتكئ عليها و باخر ذرات قوة في ارجلها حملتها و ذهبت بها الى الداخل ,اخذت تبحث عنه فى كل مكان و هى تصرخ باسمه عاليا ربما سيسمعها و يستجيب لندائتها البائسة و اخر امل فى قلبها,,توقفت عن النداء عندما شعرت باحدا ما يربت على كتفيها من الخلف,,
التفتت بابتسامه امل ونطقت بصعوبه " شيون"
و لكن القدر خيب ظنها فكانت امامها المربيه تنهدت بقوه بعدما لحقتها ,,
اقتربت منها و احتضنتها مربيته و اخذت تربت على ظهرها " اسفة لقد غادر",,
وقعت الكلمات على اذنيها كالصدمة فلم تدرك ما تفعل و اصبح ذهنها مشتتا كاللفتاة الضائعة ,,,اختفت قوه جسدها بالكامل و جلست على الارض بين احضان مربيتها تبكى وسط المطار,,,,,
بعد اربع سنين من البحث استسلم عقلها اخيرا و لكن قلبها كان يتسمك باخر خيوط الامل,,فى تلك الفتره شجعتها مربية شيون على الغناء و اخبرتها انه ربما يعود يوما ما عندما يصل له صوتها فاقتنعت بكلماتها فقط كخيوط امل لرجوعه فاصبحت من النجمات المشهورات فى عالم الغناء التى اسرت الكل بصوتها و جمالها الخلاب كما كان سحرها يؤثر فى شيون ,,
ولكن اليوم محفزتها و من كانت تهون عليها صعاب الحياة توفيت,,توفيت مربية شيون و كانت آخر أمنياتها أن تراه لمره أخيره,,وقع خبر وفاتها كالصدمة على قلبها فشعرت بانهيار عالمها بعدما كانت تدب فى نفسها الامل من جديد,,,
اجتمع الكثير فى العزاء و بعدما انتهى العزاء ذهبوا واحدا تلو الاخر لجيون التى كانت تقف حامله مظلتها السوداء تحملق فى تابوت المربية بينما يختفى بردم التراب عليه ,, وقفت بلا روح ممددة يدها لكل من يقترب لتعزيتها حتى شعرت بشئ بملمس غريب فى يدها ,,ملمس اعتقدت بأنها لن تشعر به ثانية,,ازاحت المظلة من امام عيناها ثم وقعت من الصدمه,,,
مدت يدها لتلمس وجهه وبأطراف اصابعها لمست ذقنه التى تحمل كل الحزن فى العالم حتى وقفت امامه مباشره,,احاطت وجهه بيديها الدافئه و مسحت دموعه المنهمره بدون توقف بينما تنظر لعيونه و تبكى بسعادة ,,
"افتقدتك"
" انا اسف ,,احبك جدا" خرجت كلماته من بين فمه بصعوبه من البكاء ,,
وضعت يدها على فمه لتوقفه عن الكلام ,,فضمها له بقوة و عندها شعرت بانها امتلكت الدنيا كلها و دبت الروح فى جسدها ثانية,,
و بعد شهر ,,,,,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق