♥ أحتاجُك بـِ جانبي ♥
" عاصمة كوريا الجنوبية ( سيئول ) تجتاح
العالم بتطورها السريع وشهرة شركاتها .. ومن ضمنها شركة ( أون
لاين ) للأزياء العالمية
.. يرأسها السيد تشوي .. عمل لمدة 50 سنة حتى يصل إلى هذه المكانة ويؤسس هذه
الشركة وها هو الآن من أشهر رجال الأعمال في كوريا وشركته تصدرت قائمة أفضل شركات
الأزياء في العالم .. السيد تشوي متزوج ولديه واحد فقط من الأبناء
( تشوي شيون ) يبلغ
من العمر 26 عامًا .. شيون شاب وسيم ومغرور ولكن بداخله إنسان طيب ومليء بالحنان
إلا أنه في بعض الأحيان مجنون وطائش , يرفض فكرة العمل لدى والدهـ بالشركة تمامًا
ومع ذلك فهو يحب والده كثيرًا ومقرب إليه جدًا .. ولرفض شيون العمل مع أبيه كانت
السيدة تشوي زوجة السيد تشوي تساعده وتشاركه العمل في الشركة وكانت سيدة أعمال
ناجحة أيضًا .. على الرغم من حبها الكبير لابنها شيون إلا أنها تمتلك قسوة كبيرة
وحب للسيطرة مما جعل شيون غير مقرب منها كثيرا.."
" في إحدى شوارع سيئول وكعادته .. تشوي شيون يقود دراجته النارية وتركب خلفه
إحدى الفتيات .. شيون يقود بسرعة كبيرة والفتاة تحيطه بذراعيها من الخلف.."
الفتاة
بدلال : اوبا
.. هل تبقى الكثير لكي نصل ؟
شيون
والنار تجتاح قلبه : انتظري
يافتاتي تبقى القليل فقط .. لم أنتِ على عجلة هكذا ؟
الفتاة
تعانقه بشدة أكبر وبدلال : ومن
تكون مع أوسم وأغنى شباب كوريا ولا تتعجل ؟
" يضحك شيون بغرور ومن ثم يقود بسرعة أكبر ويصل إلى شقته الخاصة .. يوقف
الدراجة وينزل عنها وتبقى الفتاة جالسة عليها ولا تنزل.."
شيون
ينظر إليها بتعجب : ما
بكِ ؟ لمَ لا تنزلين ؟
الفتاة
تنظر إليه وبدلال : أفضل أن تحملني أنت اوبا!
شيون
يبتسم لها بخبث : تعالي إلى هنا ياصغيرتي
المدللة!
" يمسك شيون بالفتاة ليحملها ولكنها تحيط رقبته بذراعاها وتجذبه نحوها
وتعانقه بشدة وتنظر بعيناه بكل شغف وجاذبية وتكون وجوههما متقابلة ومتقاربة جدًا
.. شيون لا يتمالك نفسه والنار تشتعل بداخله أكثر .. يقترب منها أكثر ويكون على
وشك أن يطبع قبلة مجنونة على شفتاها ولكن يقاطعه صوت رنين هاتفه
.."
شيون
بغضب : أششششششش
.. وهل هذا هو وقتك الآن ؟؟
" ويبتعد عن الفتاة ويأخذ هاتفه من جيبه ويرى من المتصل.."
شيون
بتذمر : إنها
أمي .. ماذا تريد الآن ؟؟ لن أجيب!
الفتاة
تنظر اليه : اوبا فلتجب عليها فقد يكون هناك شيء طارئ!
شيون
يتأفف : أششششش .. اراسو سأجيب ..
أتمنى ألا تطلب مني شيء الآن..
" ويضع هاتفه على أذنه وبجيب على والدته ويتحدث إليها
.."
شيون بقلق وعصبية : ماذا
؟ مريض ؟ من ؟ مستشفى ؟ أبي ؟ ..حسنَا سأكون هناك حالاً
" ويغلق الهاتف ويضعه بجيبه بعصبية وعلامات القلق تبدو
على
وجهه.."
شيون ينظر إلى الفتاة وبإستعجال : لا يمكننا أن نكون معًا
اليوم .. فلتنصرفي
" ويركب دراجته وينطلق ويقود بسرعة كالمجانين و يذهب إلى
المستشفى.."
" في مكان آخر في سيئول .. في إحدى الفنادق الفاخرة .. كانت تعمل هناك فتاة
بسيطة تدعى ( بارك لولا ) تبلغ
من العمر 20عامًا وهي من عائلة بسيطة جدًا و فقيرة.. توفي والدها منذ كانت لولا
طفلة صغيرة ولم يتبقى لها سوى والدتها التي تحبها كثيرًا .. عملت والدة لولا
كخادمة لكي تأمن لـ لولا كل شيء منذ وفاة زوجها وحتى الآن .. ولولا تسعى جاهدة
لمساعدة أمها في جني المال عن طريق عملها في أماكن مختلفة .. وهاهي تعمل الآن في
إحدى الفنادق .. كانت تقام حفلة مهمة في ذلك الفندق .. كانت مهمة لولا تقديم
الطعام والشراب إلى الناس وتلبية
مطالبهم .. كانت لولا تحمل وعاء من الحساء الساخن .. و تمشي ببطئ بين المدعوين ..
إلا وإذ بها تمشي بجانب صاحبة الحفل وتصطدم بها عن طريق الخطأ وينزلق وعاء الساخن
من يديها وينسكب على صاحبة الحفل ويحرقها من شدة سخونته وتصرخ بشدة.."
صاحبة
الحفل تصرخ بينما تتألم بشدة : يا
إلهي ! أيتها المغفلة ماهذا الذي فعلتيه بي ؟؟ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهـ انه يؤلم
><
" لولا ترتعب وترتعش من الخوف و لا تدري ماذا تفعل حتى .. تنظر حولها فتجد
إبريقًا من الماء فتهم بإحضاره وتقوم بسكبه على صاحبة الحفل لتخفف عنها آلام
الحروق التي سببها ذلك الحساء .."
صاحبة الحفل تصرخ بشدة من الألم : أيتها
المعتوهة ماذا تفعلين ؟ آآآآآآآآآآآآهـ أنه يؤلم .. أيتها الحقيرة ! ستدفعين الثمن
غاليًا لتدميرك أهم حفلة في حياتي !
" كانت لولا تذرف الدموع وخائفة جدًا لا تعرف ماذا سيكون مصيرها الآن ؟!
ترتعش من الخوف في مكانها .. رئيس الفندق يسحبها فورًا من مكانها ويأخذها إلى
المطبخ الخاص بالفندق .. وكاد أن يغمى على لولا من الخوف
.."
لولا
ترتعش وبصوت تخنقه الدموع : سيدي
أنا حقًا آسفة لم أقصد هذا .. أنا حـقًا...
رئيس
المطعم يقاطعها وبكل جدية : لولا
استريحي فلن أفعل لك شيء لأنني أعلم بحالك لذا لا تخافي .. سأسامحك على فعلتك هذه
لكن صاحبة الحفل لن تفعل ولن تتركك وشأنك بعد مافعلتيه بها.. لذا اهربي الآن من
هنا ولا تعودي أبدًا .. إدارة الفندق ستتحمل أي شيء تطلبه تلك السيدة لذا .. أنت
الآن مطرودة ابحثي عن عمل آخر!
لولا
تبكي بشدة : سيدي أنا حقًا آسفة
جدًا ولا أدري كيف أشكرك على فعلك لذلك معي ولكن....
رئيس
الفندق يقاطعها قائلاً : أهربي
الآن وبسرعة .. بالتأكيد سيبحثون عنك لذا اذهبي هيا!
" ويخرجها
من الباب الخلفي للفندق دون أن يراها أحد .. تخرج لولا وتمشي بالشارع فاقدة للأمل
, حزينة وتبكي .. لن تعود للبيت أبدًا كي لا تخبر والدتها وتقلقها .. فقد طردت
لولا مرات عدة من قبل .. تغلق هاتفها و تمشي بها قدماها في الشارع حتى تصل إلى
البحر..تجلس أمام الشاطئ وتتأمله.."
لولا
تنظر إلى البحر بينما تصرخ وتبكي : لم
حياتي هكذا ؟ لم عليّ تحمل كل هذا ؟ أنا فاشلة ! دائمًا أطرد من عملي بسبب فشلي
وغبائي.. أنا فاشلة ! أدمر كل شيء دائمًا بيدي ! لم أبقى على قيد الحياة بعد اليوم
؟ إنسانة فاشلة مثلي يجب عليها أن تموت !
" أما عند شيون .. الذي كان قد وصل للمستشفى متأخرًا للأسف.. فقد كان والده
قد فارق الحياة وتوفي قبل وصول شيون للمستشفى بثواني قليلة.."
السيدة
تشوي تبكي : شيون بني .. والدك قد توفي ..
هذه هي النهاية!
شيون
يصرخ بغضب : لا ! أبي لم يمت ! أبي بالداخل
ومازال على قيد الحياة ! أبي لن يتركنا أبدًا ! انها ليست النهاية أمي!
السيدة
تشوي تصرخ عليه بغضب وتبكي : هذا يكفي شيون ! والدك مات
وغادر هذه الحياة !
شيون
يصرخ بشدة : لاااااااااااااا
! أبي على قيد الحياة ! سأدخل وأراه ! علي أنا أراهـ !
" ويركض شيون كالمجانين إلى الغرفة التي يتواجد بها والده .. يدخل شيون ويرى
أمامه.. والده جثة هامدة ملقاة على السرير ومغطى من رأسه إلى قدميه بغطاء أبيض
طويل .. يقف شيون إلى جانب السرير وأمه إلى جانبه.."
شيون
ينظر إلى أمه والدموع محتبسة في عيناه : أمي
.. لم يغطي أبي نفسه بهذه الطريقة ؟؟
السيدة
تشوي تنظر إليه وتبكي : لقد
أخبرتك أنه قد مات!
! شيون
بجنون : لا لا
أنه نائم فحسب
" ويقترب من أبيه ويزيل الغطاء الأبيض عن وجهه وينظر إليه .."
! شيون
ينظر إلى أمه : أرأيتي
أمي ؟؟ أنه نائم
السيدة
تشوي تبكي بحرقة : شيون
أرجوك كفى ! والدك قد مات!
شيون
والدموع في عينيه ويصرخ بشدة : أمي
لا تقولي هذا .. أنه هنا أمامنا .. أنه نائم ويحلم أيضًا !
السيدة
تشوي تصرخ بشدة : يابني
كفى أنه ميت ! ميت ! ميت!
شيون
يصرخ بأمه بشدة : لا
أمي أنه مازال على قيد الحياة !
" ويقترب من والده ويضع يداه على أكتافه ويبدأ
بهـز جسده
بقوة ..
"
شيون
يهز أبيه والدموع تملأعيناهـ : أبي
أنت نائم أليس كذلك ؟ هيا أستيقظ!
" يستمر شيون بهز أبيه ومناداته لكن بدون جدوى فقد كان يحرك جثة هامدة .. لا
حياة لمن تنادي .. شيون يحرك بأبيه وينظر إليه ودموعه تنزف من عينيه بشدة .. بعد
ذلك يدرك شيون أن أبوه قد مات وتركه .."
شيون
يبكي بحرقة ويصرخ ويحرك أبيه : لاااااااااااااااا
! أنت لم تمت صحيح ؟ لمَ تفعل هذا بي ؟ استيقظ أرجوك !
" ويسقط على الأرض ويضع رأسه بجانب جثة أبيه على السرير ويبكي بشدة ووالدته
تجلس بجانبه وتربت على كتفاه وتبكي هي الأخرى .."
السيدة
تشوي بحرقة : كفى
يا بني كفى ! أباك كان يعاني من أزمة قلبية حادة ولكنه لم يخبر أحد .. وهاهو قد
غادرنا من دون سابق إنذار ..
شيون
ينظر إليها ويبكي بحرقة : كان
يجب أن تعلمي بذلك مسبقًا .. ولكنك كنتِ منشغلة دائمًا عنه .. كان يجب عليك أن
تهتمين بهِ أكثر!
" ويقف شيون ويخرج من الغرفة بينما يقوم بتكسير كل شيء يراه أمامه ويصرخ
بغضب ويترك والدته لوحدها ... لم يخرج من الغرفة فحسب .. خرج من المشفى وركب
دراجته النارية وقادها بسرعة جنونية والبكاء يكاد يقتله فذهب إلى مكانه المعتاد
ليكون وحده ويبتعد عن كل شيء .. فقد اعتاد شيون في أوقات حزنه بأن يأوى إلى
الشاليه الخاص به المطل على البحر ليبكي ويفرغ أوجاعه دون أن يراه أحد .. ذهب إلى
الشاليه وجلس هناك أمام البحر .. كان يبكي بحرقة شديدة ولا يستوعب فكرة أن أقرب
وأحب الناس إليه قد تركه ورحل ولن يعود بعد الآن .. هذه الأفكار كانت تجتاح عقل
شيون .. حتى قطع عليه تلك الأفكار رؤيته لأحد يغرق .. لفت نظر شيون ذلك المنظر
أمامه .. ركض مسرعًا بـاتجاه الشاطئ .. كانت هناك فتاة تغرق .. أخذ شيون يقترب
منها أكثر في البحر ويصرخ عليها .. كانت تبتعد أكثر كلما اقترب منها ولكنه استخدم
مهاراته بالسباحة واستطاع من الوصول إليها .. جذبها نحوه فورًا وحملها .. أخذها
إلى الشاطئ وألقى بها على الرمال .. كان مغميٌ عليها .. شيون كان قلق للغاية من أن
تكون قد فارقت الحياة .. اقترب منها وكانت أنفاسها متقطعة .. فارتاح شيون قليلاً
لمعرفته بذلك وبدون تردد اقترب بوجهه من وجهها ووضع فمه على فمها وأعطاها ما يسمى
بـ ( التنفس الاصطناعي ) .. في هذه الأثناء شرقت الفتاة وابتعد شيون عنها فورًا وأصبحت تكح وبدأت
تستفيق .. فتحت عيناها ..و كان شيون ينظر إليها بقلق .."
لولا
لنفسها و هي تنظر إلى شيون : هل
أنا أحلم ؟ هل يوجد بهذا الجمال في الحياة الأخرى ؟ هل أنا ميتة حقًا ؟! لو كنت
أعرف بأنني سأقابل أحدًا بمثل هذا الجمال لانتحرتُ منذ زمن طويل !
شيون
ينظر إليها باستغراب : يا آنسة ! هل أنتِ بخير ؟
لولا
لنفسها وهي تنظر له بنفس النظرات : ما
هذا ؟ أنه يتحدث أيضًا ؟ هل يتحدث إلي ؟ هل لفتُ انتباهه ؟ يا إلهي !
شيون
ينظر إليها باستغراب أكثر وينكزها من كتفها : يا
آنسة أرجوكِ قولي أي شيء يطمئنني أنك بخير!
لولا تعي بأنها لازالت على قيد الحياة وتعدل جلستها وبارتباك
: أ...أ.. أنا بخير..
.. ظننت
بأنك قد متِ ! شيون يتنهد بتعب : آآآهـ
الحمد لله
" وينظر
إلى لولا فيجدها ترتعش من شدة الهواء وخصوصًا أنها كانت مبللة .. وهو الآخر لا
يختلف عن حالها أبدًا لأنه قد تبلل بالماء أيضًا .. "
شيون ينظر إلى لولا: لن
أسألك عن أي شيء الآن .. فلندخل إلى الشاليه ونبدل ملابسنا ومن بعدها سأستمع لك
وتخبرينني بكل شيء ..
!لولا
تنظر إليه وبارتباك : ماذا
؟ أتريدني أن أدخل معك إلى الشاليه ؟
شيون
ينظر إليها ببرود : أم ستبقين مبللة وتموتين من
البرد هنا ؟؟
" ويتركها
ويدخل إلى الشاليه الخاص به .. لولا لا تجد حل إلا أن تلحق به وتدخل إلى الشاليه معه
.. تنبهر بالشاليه من الداخل لكونه بهذه الروعة والفخامة وتمشي بداخله وهي تتفحص
كل جزء فيه بانبهار وإعجاب .. شيون يخرج من إحدى الغرف ويقذف بمنشفة إلى لولا وهي
تمسكها وتنظر إليه بارتباك .."
شيون
ينظر إليها : اذهبي
وخذي حمامًا دافئًا حتى لا تصابي بالبرد .. وأنا سأذهب لآخذ حمامًا سريع أيضًا حتى
تنتهين أنتِ!
" ويشير
بإصبعه على مكان الحمام و تذهب لولا وتأخذ حمامًا سريعًا ودافئًا وتلف نفسها
بالمنشفة و تنظر إلى ملابسها المبللة .."
لولا
تضع يدها على خدها وبحيرة : يا
إلهي إن ملابسي مبللة ماذا سأفعل ؟ ماذا سأرتدي الآن ؟ هل سأظل بهذه المنشفة ؟ كيف
سأخرج أمامه بهذا الشكل ؟ آآآآآآآآآآآآآآهـ أتمنى لو أنني كنتُ ميتة الآن أفضل لي
من موقفي هذا ! يا لغبائي كيف كنت أفكر بالانتحار ؟!
" ويقطع
عليها تفكيرها دقات خفيفة على الباب .."
شيون
يُنادي بقلق : يا آنسة
هل أنتِ بخير ؟ هل انتهيتِ أم بعد ؟
لولا بارتباك : نعم
.. نعم لقد انتهيت .. سأخرج حالاً!
" تضرب
لولا رأسها بيدها وتتأفف قليلاً مع نفسها بالداخل وتفتح باب الحمام وتخرج وهي
تحتضن المنشفة بشدة لخوفها أن تسقط عن جسدها .. كان شعرها مفرود على أكتافها ومبلل
وتمشي بإحراج ووجنتاها تحمر خجلاً .. وكان شيون جالسًا على الأريكة خارجًا يحتسي
مشروبًا ساخنًا ..عندما يرى لولا بهذا المنظر تخرج عيناه من مكانهما مع خفقات
بسيطة في قلبه .. يتفحص لولا وينظر إليها بكل إعجاب .. فتصاب لولا بالتوتر
والارتباك من نظراته إليها .."
لولا
تنظر حولها بينما تضع يدها على رأسها وبارتباك : أليس
عندك شيءٌ أرتديه ؟
" يذهب
شيون إلى غرفته ويأتيها بأحد قمصانه .."
شيون يعطيها القميص ويضع يده
على رقبته : للأسف
لا أمتلك ملابس خاصة بالفتيات !
لولا تأخذ القميص منه وتركض
فورًا وهي ممسكة بالمنشفة : لا
بأس به على الأقل أفضل من هذه المنشفة..
شيون يضحك على منظرها ويجلس
على الأريكة ويأخذ رشفة من الشاي : أنها
فتاة ظريفة..
" تلبسُ
لولا القميص الذي أعطاها إياه شيون وتخرج .. يكون حجم القميص كبيرًا عليها وخصوصًا
أن لولا فتاة قصيرة ونحيلة كفتاة صغيرة .. على الرغم من أنها تمتلك 20 عامًا إلا
أنها تبدو كفتاة ذات 15 عامًا .. عندما يراها شيون يضحك بصمت وترتسم تلك الابتسامة
على وجهه لرؤيتها بقميصه ذو الحجم الكبير .."
شيون يشير لها بإصبعه على
الأريكة : فلتجلسِ
وتشربي هذا الشاي أنه ساخن وجيد لك الآن..
"
تجلس
لولا إلى جانب شيون على الأريكة بخجل وتأخذ كوب الشاي وترتشف منه رشفة واحدة وتظل
ممسكة به لتدفئة يداها الباردتان .. ينظر شيون إليها باهتمام وفضول وهي في حالة من
الارتباك والحرج وتستمر بالنظر إلى كوب الشاي لتتفادى نظرات شيون إليها
.."
شيون باهتمام : احم
.. أخبريني الآن يا.....
.. لولا
تنظر إليه : لولا
.. اسمي بارك لولا
شيون يكمل : نعم
بارك لولا .. بالمناسبة أنا تشوي شيون .. ألم يسبق لك أن رأيتني أو سمعتي بي ؟؟
لولا تنظر إليه باستغراب وتعجب : لا لم
يسبق لي أن رأيتك أو سمعت عنك قط .. هل أنت شخصية مشهورة أم ماذا ؟
شيون يضع يده على فمه وينظر
إليها : هذا
غريب .. لا يوجد مكان أذهب إليه إلا وتعرفني جميع الفتيات .. يبدو أنك لا تهتمين
بالأخبار ..
لولا تتنهد : بالفعل
.. أنا بالكاد أستطيع رفع رأسي عن العمل حتى أتابع الأخبار أيضًا..
شيون ينظر إليها باهتمام : اووهـ
يبدو بأنك فتاة
مشغولة جدًا .. هلَ أخبرتني عن
سبب وجودك هنا ؟ هل كنتِ تفكرين بالانتحار أو ما شابه ؟
لولا تنظر إلى كوب الشاي وبحزن : نعم
.. لقد كنت أفكر في ذلك حقًا .. أنا فتاة فاشلة وأستحق الموت!
شيون
ينظر إليها و يتساءل : ولماذا
كل هذا الاحباط ؟ أقد أكون وقحًا إذا تعديت حدودي وسألتك عن السبب ؟
لولا
تنظر إليه : حسنًا
بما أنك قد أنقذت حياتي سأخبرك بكل شيء..
"
وتبدأ
لولا بسرد قصتها على شيون وكم عانت بحياتها القاسية الصعبة ووفاة والدها وحرص أمها
على توفير كل شيء لها ومعاناتها .. وأخبرته عن محاولاتها الفاشلة في العمل وطردها
.. كانت لولا تحدثُ شيون والحزن يملأ عينيها وشيون يستمع إليها بكل اهتمام فقد
أثارته قصتها.. و كاد ينسى وفاة أبيه وهي تحدثه عن حياتها .. مال قلبه لها وتضامن
معها وأحس بها وبصدقها في الكلام .. أحس بصدقها في كل كلمة كانت تقولها ..ومن بعد
أن انتهت لولا من سرد قصتها بدأ شيون بسرد قصته عليها هو الآخر وأخبرها بأن عائلته
تمتلك شركة أزياء عالمية كبيرة وقد أبدت لولا اهتمامها بذلك لأنها لطالما كانت
تتمنى أن تكون مصممة أزياء عالمية مشهورة ولكن ظروفها لم تساعدها لتحقيق ذلك ..
أكمل شيون قصته حتى وصل لآخر جزء فيها وهي وفاة والدهـ .. صدمت لولا بكلامه وقامت
بتوبيخه لعدم تواجده إلى جانب والدته في مثل هذه الحالة الصعبة لكن شيون أخبرها عن
علاقته الباردة بأمه وعلاقته العميقة بأبيه .. كاد أن يبكي وهو يتكلم عن والده
ولكن تمالك نفسه ودموعه حتى يبقى قوي أمام لولا .. أحست لولا بألم شيون فاقتربت
منه وأخذت تربت على كتفه لتهدئه وتواسيه لأنها قد عاشت هذا الشعور من قبل وأحست بـ
شيون من كل قلبها .."
لولا
تنظر إلى شيون بحزن : حسنًا
ولكن لابد وأن تذهب وتحضر جنازة أبيك .. فهو سيكون سعيدًا بوجودك هناك وسينام
مرتاحًا بقبرهـ ..
شيون
ينظر إليها وعيناه تلمع : لا
يمكنني أن أرى ذلك .. لا يمكنني أن أحتمل ذلك أبدًا ... من سيكون صديقي الحقيقي من
بعد أبي ؟ ماذا سأفعل من بعده ؟ كيف سأعيش ؟ ان حياتي معلقة به ..
لولا
تشد على يده بقوة : يجب
أن تكون قوي وتعتمد على نفسك من الآن فصاعدًا .. اقترب من والدتك أكثر وستكون هي
أكثر من صديقة بالنسبة إليك .. ستكون مثل ماكان والدك تمامًا..
شيون
يضحك بسخرية : آآآهـ
تحلمين .. أمي ليست ذلك النوع من الأمهات .. هذا يستحيل .. لن أتقرب إليها أبدًا!
لولا
تنظر إليه وبجدية : بإمكانك
أن تدخل إلى قلبها وتغيرها بيدك أنت .. إن جميع النساء عاطفتهن تغلب عليهن دائمًا
وأمك امرأة أيضًا وتستطيع أن تصل إلى قلبها..
شيون يقف بمكانه بينما ينظر
إلى لولا : من
المستحيل ذلك .. أنت لا تعرفين أمي جيدًا .. أنا ذاهب للنوم!
لولا
تنظر إليه و بارتباك : وماذا
عني أنا ؟ ماذا سأفعل ؟
شيون
ينظر إليها : نامي
هنا إلى الصباح حتى تجف ملابسك و تستطيعين ارتدائها ..
لولا بارتباك : ماذا
؟ كيف يمكنني أن أنام هنا ؟
شيون ينظر إليها ويشير بإصبعه
على ملابس لولا : إلا
إذا كنتِ تودين الخروج والمشي كالمجانين بقميصي في الشارع ؟
لولا تنظر إلى نفسها وبتذمر : أششششششش
.. أعذرني إذًا سأضطر لأن أنام عندك الليلة .. ولكن أين سأنام ؟
شيون يدفع رأسها باصبعه بخفة : هل
أنتِ غبية ؟ ألم تري كم غرفة أملك هنا ؟ اختاري الغرفة التي تعجبك ونامي فيها ..
" ويذهب
إلى غرفته الخاصة ويتركها تائهة لوحدها ثم تختارغرفة وتدخل إليها وتلقي بنفسها على
السرير بتعب .. وتفكر بما ستفعله في اليوم التالي .. فجأة تتذكر والدتها وتنهض
فورًا من السرير لترى هاتفها فتجده معطل بسبب تشبعه بـ مياه البحر
.."
لولا ترمي هاتفها بقهر وغيظ : يا
إلهي ما هذا الحظ ؟ لابد وأن أمي قلقة جدًا علي الآن ماذا سأفعل ؟ كيف سأتصل بها ؟
.... هل.. هل أطلب من شيون هاتفه ؟ آآآآآآآآآآآآآهـ .. أشششششششش كيف سأطلب منه
ذلك وقد ذهب للنوم ؟ سيظنني منحرفة أو شيء من هذا القبيل لو ذهبت إلى غرفته الآن !
" تخرج
لولا من الغرفة وتنظر في أنحاء الشاليه .. تجده خاليًا .. تتجه ناحية غرفة شيون
وتقف خارجًا وتقوم بمناداته.. شيون لم يكن نائمًا بعد .. لقد كان مستلقيًا على سريره
و يبكي على فقدانه لـ أبيه .. وعندما يستمع إلى نداء لولا يمسح دموعه فورًا ويخرج
ليرى ما تريده منه وقد كان شيون عاري الصدر .. عندما تراه لولا بهذا المنظر تخرج
عيناها من مكانهما من الصدمة وقلبها يخفق بشدة وتحمر وجنتاها وتصاب بالاحراج وتقوم
بتغطية وجهها بيداها الاثنتان فورًا .."
لولا تصرخ : ععععععععععععععععععععععععا
><
شيون بلا مبالاة : ماذا
هناك ؟ ماذا بكِ ؟
لولا بحرج وهي تضع يداها على
وجهها : أليس
لديك شيء ترتديه ؟
شيون يسند نفسه على الباب بتعب : آآآآآآهـ
ألم تري شاب عاري الصدر من قبل ؟ ألا تشاهدين عارضي الإعلانات ؟ أنك فتاة غريبة
الأطوار حقًا .. على أي حال لمَ قمتِ بمناداتي ؟ ماذا تريدين ؟
لولا بخجل : لا..
إنها المرة الأولى بالنسبة إلي .. على الرغم من أنني أشاهدهم على التلفاز إلا أنها
المرة الأولى التي تكون حقيقة ! المهم .. بصراحة لقد تعطل هاتفي بسبب الماء ولابد
أن أمي قلقة بشأني الآن .. هل .. هل يمكنني استخدام هاتفك للاتصال بها ؟
شيون ببرد : هكذا
فقط؟ حسنًا انتظري قليلاً..
" ويدخل
شيون إلى غرفته ويحضر هاتفه و يعطيه لـ لولا فتتصل بوالدتها وتقوم بـ طمأنتها
عليها وترجع الهاتف إلى شيون وتشكره ومن ثم ترجع إلى غرفتها .. وفي صباح اليوم
التالي .. تكون لولا نائمة على السرير وتوقظها أشعة الشمس التي تتخلخل من نافذة
الغرفة .. تمطط لولا جسدها وتحدث نفسها قليلاً ثم تخرج من الغرفة .. تنظر حولها
فلا تجد أحدًا وتنظر إلى باب غرفة شيون فتجدها مغلقة دليل على أنه مازال نائمًا ..
تخرج لولا إلى خارج الشاليه تحضر ملابسها التي كانت قد جففتها الشمس .. تستنشق بعض
الهواء النقي وتتأمل البحر ثم تأخذ ملابسها وتدخل مرة أخرى إلى الشاليه وتذهب إلى
الغرفة التي نامت فيها وتبدل ملابسها وتربط شعرها وتخرج .. تجلس على الأريكة
و تنتظر شيون .."
لولا
بتذمر : آآآآآهـ
ألم يستيقظ بعد ؟ أريد أن أذهب أششش .. فلتستيقظ يا هذا وإلا سأذهب بدون إعلامك
حتى .. يبدو بأنني سأفعلها حقًأ..
شيون يخرج من غرفته ويفرك
عيناهـ بـ كلتا يديه : ستفعلين
ماذا ؟
لولا تتوسع عيناها وتنظر إليه
بارتباك : لا..
لا لن أفعل شيء!
شيون ينظر إليها ويتساءل : ارتديتِ
ملابسك ؟ هل ستغادرين الآن ؟
لولا تقف مكانها وتنظر إليه : أجل
سأغادر .. أولاً أود أن أشكرك حقًا على كل شيء فعلته من أجلي .. شكرًا جزيلاً لك ..
شيون ينظر إليها بطرف عينه : وهل
تظنين بأن شكركِ لي سيكفي ؟
لولا
تنظر إليه باستغراب : ها ؟
و ماذا تريد إذًا ؟
شيون يغمز إليها بعينه : قومي
بدعوتي على وجبة وسأكون ممنونًا لكِ ^^
لولا
تنظر إليه بنصف عين : أ هذا
ما تريده فقط ؟ حسنًا ولكن ليس الآن لأنني مفلسة..
شيون
يضع يده على كتفها وينظر إليها : حسنًا
وما المانع من الانتظار ؟
لولا تزيل يده عنها : حسنًا
اذًا اتفقنا .. أنا ذاهبة الآن !
شيون
ينظر إليها ويتساءل : وهل
معك أجرة سيارة التاكسي ؟
لولا بحرج وارتباك : آ...آه
معي لا تقلق بشأني..
شيون يضع يده على ذقنه ويحرك
رأسه يمينًا ويسارًا : حسنًا
أنا لا أصدقك .. انتظري سأبدل ملابسي و نتناول الإفطار معًا من ثم أوصلك إلى بيتك !
لولا تعارض : لا لا
ليس هناك داعي لذلك أبدًا يمكنني الذهاب لوحدي حقًا!
شيون يقترب من وجهها ويضع
اصبعه على فمها مع غمزته الساحرة : هوووووش !
" ثم
يبتعد عنها مع ابتسامة جذابة ويذهب إلى غرفته
ويترك
لولا في مكانها تتصارع مع خفقات قلبها
المتسارعة.. ومن ثم يبدل
شيون ملابسه ويخرج
فيتناول طعام الإفطار مع
لولا ثم يخرجان من الشاليه
ويركبان على دراجة شيون
النارية .. كانت لولا
محرجة للغاية لركوبها خلفه
وامسكاها به .. كان شيون
يقود بسرعة كبيرة أخافت لولا
وجعلتها تعانقه من
الخلف بشدة .. مما يفرح شيون
ويحرك قلبه أيضًا ..
بعدها يصل شيون إلى بيت لولا
وينزلان عن الدراجة ..
كادت لولا أن تُحادث شيون
لكن حينها كانت والدة لولا
قد شاهدتهم معًا وذهبت إليهم ..
"
والدة لولا تمسك بـ شيون من
ياقته وبغضب : ماذا
فعلت بابنتي يا هذا ؟
شيون
ينظر إليها بصدمة وخوف : مـــــــــــــــاذا
؟!
والدة لولا تضرب شيون بعصا
كانت بيدها على مؤخرته : أيها
الوغد الحقير سأقتلك ! لقد خطفت ابنتي بدراجتك الملعونة هذه أليس كذلك ؟
شيون يقفز من شدة الضربة التي تلقاها
ويصرخ بخوف ويختبئ خلف لولا : ياااااااااااا
هل هذه أمك >< ؟
لولا تشعر بالإحراج وتوقف أمها
: أمي لا لا أنه لم يؤذيني .. توقفي أنه شاب صالح
قام بمساعدتي..
والدة لولا تنظر إلى لولا
بنظرة فاحصة : هل
هذا صحيح ؟ إذًا لم
يؤذيكِ ؟ حسنًا .. لن أضربك يا
هذا .. تعال إلى هنا..
شيون يختبئ وراء لولا ويمسك
بها بينما ينظر إلى والدتها بخوف : حقًا
لن تضربينني سيدتي ؟
لولا تنظر إليه وتضحك : أجل
إنها لن تضربك .. أمي امرأة لطيفة جدًا ^^
شيون ينظر إلى لولا : آآهـ
.. إن هذا واضح جدًا!
والدة لولا تنظر إليهما : إلحقا
بي أنتما الإثنان .. أود الاستماع إلى القصة بأكملها ..
" وتدخل والدة
لولا إلى البيت ويدخل خلفها شيون ولولا .. يجلسون معًا ويخبرون والدة لولا عن كل
ماحدث ويشرحون لها وتتفهم ذلك .. تعتذر لشيون عن المعاملة التي عاملته بها فور
وصوله هو ولولا وتقوم بإعداد وجبة شهية لتعبر له عن امتنانها له ولإنقاذ ابنتها من
الموت .. وعندما يحين موعد رحيل شيون توصله لولا إلى خارج المنزل وتقوم بشكره على
كل شيء فعله لأجلها.."
لولا تنظر إلى شيون
وبجدية : يجب
عليك أن تذهب إلى بيتك الآن وتحضر جنازة أبيك لابد وأنها اليوم .. أو إن لم تلحق
بها فلابد لك وأن تذهب لزيارة قبره على الأقل ومواساة أمك..
شيون يتنهد : حسنًا
سأذهب وأرى .. إلى اللقاء!
لولا تبتسم إليه : إلى
اللقاء ^^
" كان
شيون على وشك ركوب دراجته والمضي بطريقه ولكنه توقف وأخذ يحدق بـ لولا .."
لولا تنظر إليه بتعجب : هل
نسيت شيئًا ما ؟
شيون يرجع إليها و
يسحبها إلى صدره ويعانقها بشدة : نسيت
أن أشكرك على ظهورك بحياتي .. لابد وأنك ستحلين مكان والدي وتكونين صديقتي
المثالية ^^
" لولا
صدمت من فعلة شيون هذه .. وأصبح قلبها يخفق خفقات شديدة لم تشعر بها من قبل ..
أحست بدفئ حضنه وراودتها مشاعر كثيرة وغريبة تشعر بها لأول مرة في كل حياتها ..
شيون كان سعيد جدًا وهي بين يديه وقلبه يخفق بشدة هو الآخر .. "
" بعد ذلك العناق
المليء بالدفء يبتعد شيون عن لولا ويركب دراجته النارية .. يبتسم ابتسامة
أخيرة لـ لولا بينما يلوح لها بيده ثم يمضي في طريقه .."
لولا مع خفقات قلبها
السريعة : هل أنا أحلم ؟ هل مايحدث حقيقة
؟ هل سأقع بالحب ؟؟
" يصل
شيون إلى منزله .. ويقابله رئيس الخدم فور وصوله .."
رئيس الخدم بقلق : أين
كنت منذ البارحة سيدي ؟ السيدة قلقة جدًا وتبحثُ عنك في كل مكان .. هلَ ذهبت إلى
مكتبها وطمئنتها عنك سريعًا ؟؟
شيون ببرود : حسنًا
سأفعل..
" يصعد شيون إلى مكتب
السيدة تشوي ويطرق الباب فتسمح له بالدخول .. يدخل شيون ويجلس أمامها على المكتب
.."
السيدة تشوي بعصبية : هل
أنت ابنٌ صالح حقًا ؟ أي ابن يذهب بعيدًا في يوم وفاة والدهـ ولا يعلم أحد عنه أي
شيء ؟
شيون بجدية : أمي
أنتِ تعرفين جيدًا أنني أحب أن أكون وحيدًا دائمًا.. وخصوصًا في مثل هذه اللحظات
.. لا أحب أن أرى أحدًا !
السيدة تشوي تضرب بيدها على
المكتب : لكنه والدك وليس أحدٌ آخر ..
كان يجب عليك أن تبقى حتى تحضر جنازته..
شيون
بجدية : يمكنني زيارة قبره متى ما أشاء
وحدي كي أستطيع محادثته كما أشاء.. هل تريدين شيئًا آخر ؟؟
السيدة تشوي بجدية : فلتكن
مستعدًا .. غدًا سيكون يومك الأول في الشركة !
شيون بعصبية : أمي
.. أنا لن أعمل بهذه الشركة أبدًا!
السيدة تشوي بعصبية : شيون
! أنت الوريث الوحيد لهذه الشركة ولن يكون هناك أحدٌ يرأسها غيرك الآن بعد وفاة
والدك لذلك يجب عليك العمل بها !
شيون ببرود : أنا
متنازل عن هذا الحق .. فلترأسيها أنتِ وحدك ..أنا متعب سأذهب إلى غرفتي وأرتاح..
" ويمشي
شيون خطوتان حتى يقاطعه صوت والدته .."
السيدة تشوي بجدية : أنا
لم أطلب رأيك بهذا الأمر .. ستعمل بهذه الشركة سواء شئت أم أبيت ! ستعمل هناك
إبتداءًا من الغد ! أفهمت ؟ أنا لن أقوم بتدليلك كما كان يفعل والدك .. ستذهب إلى
العمل غدًا وإن لم تفعل سأدعك تذهب بطريقتي .. حسنًا تشوي شيون ؟!
شيون لا يلتفت إليها حتى
وببرود : افعلي ماتشائين .. لن أذهب !
" ويكمل طريقه
ويخرج من مكتب والدته ويتركها .."
السيدة تشوي بثقة : حسنًا
تشوي شيون سنرى .. !
" كان شيون قد ذهب إلى
غرفته واستلقى على سريره ..حاول النوم .. أغمض عيناه .. تراءت له صورة لولا أولاَ
فارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه تلقائيَا بمجرد تذكره لها .. كان قلبه يخفق بشدة
وأصبح رأسه مليء بالأفكار .. هل حقَا وقع بحبها بهذه السرعة ؟؟ ثم خطر على باله
والده .. ارتسم على وجهه الحزن فورًا .."
شيون
بحزن والدموع تنزف من عيناه : سأقوم
بزيارتك اليوم بعد أن أنام و أرتاح قليلاً!
" يغمض
شيون عيناه ومن ثم يغط في النوم .."
" في
ذات الوقت في منزل لولا .. كانت لولا تتحدث إلى والدتها .."
لولا بدهشة : ماذا
؟ حقًا ؟ هل هي عائلة ثرية إلى ذلك الحد ؟
والدة لولا تبتسم : أجل
.. عائلة مرموقة جدًا ويدفعون لخدمهم جيدًا ..
لولا تمسك بذراع أمها : إنها
صفقة مربحة حقَا .. وأنا سأبحث عن عمل آخر حتى أساعدك أمي !
والدة لولا تحرك رأسها يسارًا ويمينًا
: لا يا ابنتي .. ليس هناك داعي
لذلك .. عندما أبدأ عملي هناك في منزل تلك الأسرة لن نحتاج إلى عمل آخر .. ستكون
النقود كافية لتلبية جميع رغباتنا واحتياجاتنا..
لولا تنظر لأمها بحزن : لكنني
لا أود البقاء بالبيت بدون عمل .. سأبحث عن عمل تحسبًا لحدوث أي شيء سيء أو غير
متوقع ..
والدة لولا بابتسامة : حسنًا
يا ابنتي كما تشائين .. على أية حال أنا سأبدأ العمل إبتداءًا من الغد !
لولا بتعجب : حقًا
؟ بهذه السرعة ؟؟
والدة لولا : أجل
.. لقد كانوا يبحثون عن خادمة جيدة وقد أوصاهم أحدهم بي حمدًا لله ^^
لولا
تقف بمكانها وتقبل أمها من خدها : حسنًا
أمي أنا ذاهبة للنوم الآن .. أشعر بأنني متعبة وأريد تغيير ملابسي أيضًا لقد
تعفنوا منذ البارحة !
" تذهب لولا إلى
غرفتها فورًا تأخذ حمامًا ساخنًا و ترتدي قميص نومها .. تلقي بنفسها على السرير
وتبدأ الأفكار باجتياح عقلها .. فتتذكر شيون تلقائيًا.."
لولا تتنهد بتعب :
ترى هل فعل ما قلته له ؟ أتمنى أن يكون قد فعل ذلك .. أنه شاب طيب حقًا لكنه بحاجة
لأحد بجانبه كي يفهمه جيدًا .. أتمنى أن أقابله ثانية ^^
" وتغمض عيناها وتنام
.. أما شيون فقد كان قد استيقظ وذهب إلى قبر والده وجلس يحدثه ويبكي حتى منتصف
الليل ثم عاد إلى المنزل ونام .. في صباح اليووم التالي .. يستيقظ شيون على صوت
فتح ستائر غرفته ودخول أشعة الشمس .."
.
.
شيون بتذمر : أششششششش
ماذا هناك ؟؟
أحد الخدم يقف أمام شيون وينحني إليه : السيدة تشوي أمرتنا بأن نوقظك ونتبعك حتى تذهب إلى الشركة اليوم..
شيون ينظر إليه ويصرخ : ماذا ؟
أنت تمزح أليس كذلك ؟
" ويمشي شيون حتى يخرج
من غرفته ولكن الحرس يمنعوهـ .. يأمرهم شيون بالتنحي جانبًا و لكنهم يرفضون ذلك
ويخبرونه بأن هذه الأوامر قد أعطيت من والدته لهم وذلك بألا يدعونه حتى يرتدي
ملابسه ويستعد للعمل ويرافقونه إلى الشركة .. أيضًا لا يمكنهم عصيان أي من أوامرها
هذه وإلا سوف يطردون من العمل .. "
شيون بغضب وينظر إلى
الخدم : ابتعدوا عن طريقي .. أود رؤية
أمي أولاً !
" بعد محاولات عديدة
يسمحون لشيون بالذهاب .. فـ يقابل أمه في مكتبها .."
شيون بنظر لأمه بغضب : أنتِ
تمزحين أليس كذلك ؟
السيدة تشوي تنظر إليه ببرود
بينما تحتسي كوبًا من الشاي : لمَ لم
ترتدي ملابسك بعد ؟ هيا استعد واذهب إلى الشركة حالاً سوف تتأخر..
شيون يكتف ذراعاه وينظر إليها
: ومن قال أنني سأعمل بالشركة ؟
ألم أخبرك بأنني لن أعمل بهذه الشركة أبدًا ؟ مهما حاولتي ؟
السيدة تشوي بابتسامة مليئة
بالثقة : بل سوف تفعل..
" وتصفق بيداها صفقتان
فيدخل فورًا الخدم إلى المكتب وتأمرهم بأخذ شيون ليستعد ويأخذونه إلى الشركة و
متابعته .. بعد ذلك يعتذر الخدم من شيون ويأخذونه إلى غرفته ليبدل ملابسه ومن ثم
يأخذوه ليتناول طعام الإفطار إلا أنه يرفض فيأخذونه إلى خارج البيت ويفتحون له باب
السيارة .."
شيون ينظر إليهم مع رفع
حاجبه : أتظنونني سأركب معكم ؟
أحد الخدم : إنها
أوامر السيدة سيدي ويجب عليك اتباعها!
شيون بثقة : لكن أنا
لن أركب سوى دراجتي !
" شيون يقترب من دراجته
ويركبها ويضع الخوذة على رأسه .."
شيون مع غمزة : يمكنكم
اللحاق بي !
" ويقوم بتشغيل دراجته
النارية وينطلق من بينهم سريعًا ... يركب الخدم سيارتهم سريعًا ويلحقون به .. يقود
شيون بسرعة كبيرة وينظر إلى مراءة دارجته الجانبية فيجدهم يتبعونه .."
شيون يبتسم ابتسامة خبيثة
وتبرز غمازاته : ها قد بدأنا ..
" ويزيد شيون من
سرعته والخدم كذلك .. تستمر ملاحقتهم له حتى يقوم شيون بالمرور بإحدى الشوارع
المزدحمة ويمر من بين السيارات ويقوم بتضليل الخدم حتى يختفي من أمامهم ويقومون
بإضاعاته .. ينظر شيون إلى مرآة الدراجة الجانبية فلا يجدهم خلفه ولا يجد لهم أثر
حتى فيبتسم بنصر ثم يمضي بطريقه .. يقوم الخدم بإخبار السيدة تشوي بأنهم قد قاموا
بإضاعته فتغضب كثيرًا وتوبخهم وتقوم بالاتصال على شيون ولكنه لا يرد على مكالماتها
حتى .. أما لولا فقد كانت قد استيقظت من نومها .. لم تجد والدتها بالبيت فاتصلت
بها وأخبرتها أمها بأنها قد ذهبت إلى عملها الجديد .. تغلق لولا مع والدتها وتذهب
لتناول طعام الإفطار وتشاهد التلفاز بملل .. "
لولا تنام على طاولة الطعام
بينما تشاهد التلفاز وبتذمر : آآآهـ
ما هذا الملل القاتل ؟ أريد أن أعمل لا يمكنني أن أبقى هكذا بلا عمل أششش .. لابد
وأن أمي تستمتع الآن بعملها .. هـاهـا يا لي من غبية كيف تستمتع بينما تعمل ؟
" وتلقي لولا بنظرة إلى
التلفاز فتجد هناك إعلان يتحدث عن الدراجات النارية .."
لولا تتذكر شيون وقلبها يخفق
بشدة : آآآآآآآهـ متى يمكنني مقابلتك
مرة أخرى ؟
" و تنهض من مكانها
وتنظف من حولها ثم تغير ملابسها وتخرج من البيت .. تمشي قليلاً في الشارع .. تنظر
أمامها .."
لولا لنفسها بصدمة ولا تصدق
ماتراهـ عيناها : هل أنا أحلم O
_______ O ؟؟
شيون يمشي نحوها بابتسامة
جذابة : هل اشتقتِ إلي ؟؟
لولا تنظر إليه مع خفقات
قلبها السريعة : نيـــــــــــه O __ o ؟؟
شيون يقترب منها أكثر ويقف
أمامها وينظر إلى عيونها بجدية : أنا
اشتقت لكِ..
" تزداد صدمة لولا
وتزداد خفقات قلبها ويقترب شيون منها سريعًا وبلهفة يقوم بخطف شفتاها بين شفتاه
ويُقبلها بـ حُب .."
لولا تتجمد بمكانها وعيونها
تتسع من الصدمة وقلبها يخفق بشدة : O ____
O ؟؟!!
" يستمر شيون بتقبيلها
بشغف .. لولا مازالت متجمدة في مكانها ولا تستطيع استيعاب مايحصل .. تستفيق على
نفسها وتقوم بدفع شيون عنها وتبتعد عنه.. "
لولا بصدمة ومازال قلبها يخفق
بشدة : ما الذي تفعله ؟؟
شيون يحيط أكتافها بذراعه
وينقر أنفها باصبعه ويبتسم لها ابتسامة ساحرة : من
الآن فصاعدًا أنتِ تخصينني .. أتدرين ماذا ؟؟
لولا تنظر إليه وعقلها لا
يستجيب معها : مـ ..مـ.. ماذا تقـ... ؟
شيون يضع اصبعه على فمها
ويقترب من أذنها ويهمس لها : أحبــكِ
!
" تذوب لولا بين لمساته
وهمساته ولا تستطيع أن تفعل شيء سوى التحديق بصدمة بعيناها المتسعتان .. خفقات
قلبها الشديدة تفضحها وأصبح من الممكن سماعها.."
لولا يجن جنونها وتبتعد
عن شيون قليلاً وتنظر إليه وهي في حيرة وتتحدث بسرعة : هل
يمكن لهذا أن يحدث ؟ منذ أن قابلتك و لا أعلم ماذا حدث لي .. تزداد خفقات قلبي
كلما رأيتك ..أفكر بك دائمًا .. أتساءل متى يمكنني رؤيتك .. لا أعرف إن كنت قد
جننت ولكن أعتقد بأنني أحبك أيضًا .. هل هذا ممكن الحدوث وبهذه السرعة ؟؟
شيون يضحك وهو يشاهدها تتكلم
بهذه الطريقة ثم يأخذها بأحضانه ويمرر أصابعه بين شعرها المسدول برقة : هذا
ممكن الحدوث معي ؟ أجل أنه ممكن ! بل أكيد الحدوث ! .. لكن أعتقد أنه من الغريب
بأن أقع أنا بحب فتاة بهذه السهولة .. بالعادة لا يحصل هذا لي ... إنك فتاة غريبة
حقًا وتختلفين عن الآخرين فلقد استطعتي أن تخطفي قلبي بسرعة هائلة .. رائع .. لم
أشعر بهذا الشعور من قبل .. لم أشعر بمثل هذه الطريقة مع أي فتاة من قبل .. لكنني
أحب هذا الشعور الجديد معك .. لذا لن تفلتي مني بعد الآن !
" يبتعد
عنها ويمسكها من كتافاها بكلتا يديــه .."
شيون بغمزة ساحرة : هل
تفهمين ما أقوله ؟؟
" تنسحر
لولا من نظرات شيون وغمزاته وتكتفي بالإيماء برأسها إيجابًا بمعنى نعم .. ومن ثم
يأخذها شيون ويجلسان معًا في حديقة ما ويتبادلان الحديث ومن ثم يوصلها إلى بيتها
ويتجه هو إلى بيته ويذهب لتناول العشاء في غرفة الطعام مع أمه وتبدأ أمه بالتحدث
ولكن قبل أن تكمل .."
شيون يقاطعها وبينما
يحرك الملعقة في طبقه : لن
أعمل بالشركة مهما فعلتي .. أهناك شيء آخر ؟ أنا شبعت سأذهب للنوم.. !
" ويترك
شيون الملعقة من يده ويقف لكي يذهب .. "
السيدة تشوي بغضب : يا
تشوي شيون قف مكانك !
شيون
يمشي وهو يحدثها ببرود : افعلي
ماتشائين فلن أكون متفاجئًا من تصـرفـ... ...
" ولا
يكمل كلامه حتى يقاطعه ظهور الخادمة أمامه .. شيون ينظر إليها وكأن صاعقة قد قامت
بضربه.."
شيون بصدمة وعيون واسعة
مفتوحة :
سيدتــي O
_____ O ؟؟!!
مع ظهور بقية الشخصيات البارت
القادم XD
آرائكــــــــــــــــم
تُهمنـــــــــــي ^^
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق