الجمعة، 17 فبراير 2017

♥ ..][ .. لّوٌعًــــةُ أًلّحُــبِ .. ][ ..♥ البارت الثالث والأخير



 ..][ .. لّوٌعًــــةُ أًلّحُــبِ .. ][ ..









" .. وبعد مرور يومان , وعند انتهاء تدريب كيوهيون لأريج قام بإعطائها ورقة بيضاء صغيرة وطلب منها ألا تفتحها إلا بعد مغادرته .. وبالفعل بعد أن غادر كيوهيون قامت أريج بفتح الورقة بسرعة متلهفة لما بداخلها وضربات قلبها متسارعة لتجد بداخلها بعض الكلمات .. (( قابليني فوق سطح البناية في القسم فور وصولك .. أنتظرك ! ))



بدأت يدا أريج بالارتعاش وهي تحمل الورقة وزادت ضربات قلبها أكثر .. استغربت ذلك الطلب المفاجئ من كيوهيون وأخذت تفكر بما يريده منها وبدأت الأفكار تلعب في رأسها .. أغلقت الورقة وضمتها إلى صدرها ثم أغمضت عيناها وتنهدت بعمق لتخفف من توترها وتوجهت إلى البيت لتبدل ملابسها .. وبعد أن انتهت توجهت إلى العمل  , دخلت إلى القسم ثم الغرفة الخاصة بها وكيوهيون ويونهو ولكنها لم تجد أحد هناك .. وضعت حقيبتها جانبــًا ثم خرجت من الغرفة وصعدت إلى سطح البناية , أخذت تبحث بنظراتها عن كيوهيون فقاطعها صوته من الخلف = هل تبحثين عن الوسيم الذي طلب مقابلتك هنا ؟! =



تجمد قلب أريج في مكانه في تلك اللحظة عندما سمعت صوته فالتفتت إليه لتجده جالسًا على الأرض يسند ظهره إلى الحائط وهو يبتسم إليها = اووهـ , لمَ تجلس هناك ؟! =



ربت كيوهيون على الأرض بجانبه بيده قائلاً = لقد تعبت وأنا انتظرك فجلست .. تعالي اجلسي بجانبي هنا! =






أومأت أريج له برأسها إيجابًا وتوجهت نحوه وجلست بجانبـه وأخذت تنظر إلى السماء وتتأملها .. فبدأ كيوهيون بالحديث = الجو جميـل اليوم أليس كذلك ؟! =



أومأت أريج رأسها بالإيجاب وهي تحدق بالسماء فتابع كيوهيون = لابد وأنك مستغربة طلبي هذا منك باللقاء هنا وتودين معرفة السبب , أليس كذلك ؟! =



استمرت أريج بالتحديق في السماء = ممممم .. =



تنهد كيوهيون بعمق ثم نظر إليها = في الحقيقة .. أود أن أخبرك بشيء ما ... =



أومأت أريج برأسها ليتابع فأكمل قائلاً = لقد فكرت كثيرًا الليلة الماضية قبل أن أطلب مقابلتك هنا لأخبرك بما يجول في خاطري وقد وصلت إلى قراري هذا .. إلى أن أصارحك بما يجول في عقلي وقلبي .. =








اتسعت فينا أريج بصدمة وبدأت ضربات قلبها بالخفقان من كلماته تلك فوجهت نظرها نحوه لتجده يحدق بها بنظرات مليئة بالحب وهو يبوح بمشاعره وعيناه تلمعان بشدة = لقد رفضت أن أتعامل مع أي فتاة بعد أن تركتني حبيبتي الأولى قبل بضع سنوات ... لقد احتفظت بحبها وحدها في قلبي وأبيت أن تمتلك قلبي أي فتاة أخرى على وجه الأرض حتى ظهرتِ أنتِ في طريقي ... لا أدري ماذا فعلتي بي لتبعثي النبض في قلبي من جديد وتعيدين إحياء جميع المشاعر الكامنة بداخلي وتشعلينها حبــًا ببساطتك , بعفويتك ورقتك .. أعترف بأنني لم أكن أهتم لأمرك بالبداية ولم أشعر اتجاهك بأي مشاعر حتى ولكنني في ذلك اليوم عندما عانقتني أول مرة في تلك الليلة وأنتِ خائفة .. ارتد قلبي داخل صدري معلنـًا عن خفقات قلبي الأولى لكِ .. =




كانت ضربات قلب أريج تعلو تارة بعد تارة مع كل كلمة كان يقولها كيوهيون نابعة من قلبه  ولم تصدق ما سمعته حتى .. لم تستطيع استيعاب بأنها قد تمكنت من الحصول على قلب من أحبتـه بشدة ,, تنهد كيوهيون بعمق وتابع = أحببت وجودك بجانبي في كل مرة .. وها أنا أصارحك بما يخالج قلبي من مشاعر اتجاهك .. هلَ منحتني قلبـك كما منحتـك قلبـي ؟! =






علـت خفقات قلب أريج أكثر ولم تتمكن من نطق كلمة واحدة حتى من هول صدمتها بصراحة كيوهيون تلك .. فهي لم تتوقع منه هذا الكم من الصراحة .. توردت وجنتاها بشدة عندما بدأ كيوهيون يقترب منها أكثر وينجذب نحوها .. نحو وجهها .. حتى أصبحت وجوههما متلاصقة ببعضها البعض لا تفصل بينها سوى بضع مسافات .. أخذ كيوهيون يتأمل ملامح وجهها .. ابتداءً من عيناها الواسعتين نزولاً إلى شفتيها الكرزيتان اللتان تتحرقان شوقـًا للقاء شفتيــه المخمليتـان .. اقترب بفمه من شفتيها أكثر وهمس إليها بحب = أحبــــــــك ! =








ارتفعت حرارة أريج بمجرد اقترابه منها بهذه الطريقة وسرت الرعشة في جميع أنحاء جسدها إثر تلك الكلمة القاتلة التي همس بها كيوهيون إليها وشعرت وكأنها تحلم ولكنها علمت بأنها حقيقة عندما شعرت بشفتا كيوهيون تلتهمان شفتاها وتذيبهما كما تذوب الحلوى بقبلة رومانسية عميقة أغدق بها كيوهيون على أريج ليفصح عن مشاعره الكامنة بداخله أكثر .. كان قلب كيوهيون كالنيران الملتهبة ولم يستطع مقاومة لذة شفتيها الكرزيتين فاستمر بتقبيلها دون توقف وأصابع يده تتراقص على رقبتها البيضاء برقة .. شعرت أريج وكأن قلبها سينفجر ويخرج من مكانه معلنــًا راية الاستسلام .. فأغلقت كلتا عينيها بعمق لتتلذذ بطعم تلك القبلة الكيوهيونية ذات المذاق الخـاص المميـز ..






 وفي تلك اللحظة كان يونهو قد وصل إلى السطح بحـثًا عن أريج وعندما رأى ذلك المشهد أمامه تجمد في مكانه واتسعت كلتا عيناه بشدة , عجز عن الحركة وتوقف جريان الدماء في عروقه من هول ما رآه أمامه وبصوت يشبه الهمـس = كيــــــــف O ____ O  ؟! =



اشتعلت نيران الغيرة في قلب يونهو وغضب غضبـًا شديـدًا وزاد كرهه وسخطه على كيوهيون أكثر .. فلقد تمكن من التفوق عليه مرة أخرى وبجدارة .. كاد يونهو أن يفقد صوابه وشعر وكأن دوارًا قد أصابه فوضع يده على رأسه وأخذ بالتراجع بخطواته إلى الخلف حتى ابتعد عن المكان ونزل على الدرج وهو يحادث نفسه (( ذلك الوغد , كيف تجرأ ؟ هل تمكن من التفوق علي مرة أخرى وحصل على قلب امرأتي هذه المرة ؟ وماذا عن أريج ؟ تحبـه كذلك ؟ لا لا يمكن أن يحدث ذلك ! سوف أمنع هذا الحب من أن يستمر مهما كلفني الأمر ! ))






ثم عاد إلى الغرفة واحتسى كوبـًا من الماء المثلج علها تبرد عن نيران قلبه الملتهبة ثم أغلق كلتا عيناه وتنهد بعمق وعاود فتحهما ليجد أمامه مزهرية فأمسك بها وألقى بها أرضًا لتنكسر وتتفتت إلى ألف قطعة ثم نظر إليها قائلاً = كما حطمتك .. أريد أن أحطم تشو كيوهيون ! سوف أنال منه مهما كلفني الأمر ! =



وبدأت الدماء تسيل من يده إثر كسره للمزهرية ولكن لم يأبه لذلك حتى .. جلس على الأريكة وأسند رأسه إلى الخلف مغمضًا عيناه عله يهدأ قليلاً ..






أما كيوهيون وأريج لم يشعرا بأن يونهو كان موجودًا أصلاً فقد كانا غارقين في عالمهما الخاص المليء بالعشق والرومانسية والقبلات الكرزية .. ابتعد كيوهيون عن أريج وهو يفتح عينيه تدريجيًا .. نظر إليها ليجدها مغمضة العينان لا زالت غارقة في سيل قبلاته .. استفاقت أريج على نفسها وبدأت تفتح عيناها بالتدريج حتى اتضحت صورة وجه كيوهيون الوسيم الباسم أمامها , أخذت تحدق بوجهه وهي لا تستطيع استيعاب ما يحدث حتى وكلتا وجنتاها متوردة خجلاً  .. انتقلت يد كيوهيون القاطنة على رقبتها إلى وجهها وبدأ بلمسه وهو ينظر إليها بحب قائلاً = سأقولها ثانية .. أحبـك , فهل تحـ..0.... =



قاطعته أريج وهي تنظر إليه بلهفة = أحبـك ! =



ثم أخفضت بصرها وزاد خجلها من حمرة وجنتيها .. لم يصدق كيوهيون ما سمعه منها حتى , شعر وكأن قلبه يرقص فرحـًا فضمها إلى صدره بسرعة وغمرها بين ذراعيه بقوة والابتسامة العريضة ترتسم على وجهه .. أما أريج فكانت في حالة ذهول تام من اعترافها السريع له بالحب وكانت ضربات قلبها تتصارع بشدة ولكنها أحبت حضنه الدافئ الذي كان أقوى من المرات السابقة فتمسكت به بقوة وأغمضت كلتا عيناها لتستمتع وتتلذذ به كما تشاء .. فما أردته وتمنت حدوثه قد وقع بالفعل وهو حصولها على قلب كيوهيون ..







وبعد دقائق نهض كل من كيوهيون وأريج لكي يعودا إلى العمل .. دخلا إلى الغرفة ووجدا يونهو هناك لا يزال على وضعيته الأخيرة على الأريكة .. ولكنه عندما لاحظ دخولهما عدل من جلسته وأخذ ينظر إليهما ويراقب ملامح وجوههما المليئة بالسعادة .. فتحدث قائلاً = أين كنتما ؟! =



ارتبكت أريج ولم تدري ما تقوله حتى ولكن كيوهيون نظر إليه بجدية قائلاً = وهل يهمك ذلك في شيء ؟! =



لاحظت أريج نزيف يد يونهو فتوجهت نحوه وأمسكت يده لا شعوريـًا وبقلق = هل أنت بخير يونهو ؟ لمَ تنزف يدك بهذا الشكل ؟ ما الذي حدث ؟! =



نظر يونهو إليها وعلامات الحزن بادية على وجهه = إنه لا شيء لا تهتمي ! =



فنظرت إليه أريج بجدية = كيف لا أهتم وأنت تنزف بهذا الشكل ؟ انتظر ! =



عقد كيوهيون ذراعيه ببعضهما البعض ونظر إليها بعدم رضا = لقد قال لك بألا تهتمي بالأمر .. دعيه ! لمَ تصرين على الاهتمام به ؟! =








رفعت أريج يد يونهو ونظرت إلى كيوهيون = لا يمكنني أن أدعه ينزف بهذا الشكل وإلا سيموت ! =



تنهد كيوهيون بتذمر .. ثم تركت أريج يد يونهو وقامت بإخراج علبة الإسعافات الأولية ثم قامت بسحب يونهو من يده وأجلسته على الأريكة وبدأت بتطهير جرحه .. كان يونهو ينظر إليها ويتأمل ملامحها بحزن فتحدث قائلاً = هل تحبينه ؟! =



تسمرت أريج في مكانها وتوقفت عن تطهير جرحه ونظرت إليه قائلة = مـ مـاذا تقصد ؟! =



تابع يونهو بنفس النبرة وهو ينظر إليها  = هل تحبينه ؟ هل تحبين ذلك الأبله الذي يقف هناك ؟! =



ارتبكت أريج ولم تدري ما تقول حتى فألهت نفسها بتطهير جرحه وبدأت بلف الضمادة على يده .. فسحب يونهو ذراعه من يدها بقوة وتابع كلامه = هل تحبين تشو كيوهيون الأحمق ؟ هل تحبينه أريج ؟! =








نظرت أريج له بهدوء = أرجوك توقف يونهو .. أعطني يدك دعني أحكم وضع الضمادة جيدًا ! =



ألح يونهو على سؤاله بجدية = أجيبيني أولاً ! هل تحبيـنه ؟! =



نظرت أريج إليه بجدية = وماذا إن قلت نعم أحبـه ؟ ماذا سيحدث ؟! =



جن جنون يونهو وأخذ يتكلم بحرقة = لمَ أحببته دون سواه ؟ لمَ هو بالذات ؟ ماذا عني ؟ ألم أتمكن من تحريك مشاعرك ولو حتى قليلاً ؟! =






اتسعت عينا أريج بصدمة وأخذت تحدق به وهي لا تستطيع استيعاب ما سمعته منه حتى = مـ مـ مـاذا تقول يونهو ؟! =



كان كيوهيون يشاهد بصمت ولكنه في تلك اللحظة انتفض من مكانه وتوجه نحو أريج وأمسك بيدها وهو ينظر ليونهو بجدية = أجل أريج تحبني .. ماذا ستفعل الآن ؟ هل ستقتلني وتقتلها معـًا ؟ دعني و أريج وشأننا وابحث عن فتاة أخرى تروي فراغك العاطفي معها ! =



ثم سار وهو يسحب أريج من يدها معه وخرجا من الغرفة تاركان يونهو ينفجر وحيدًا ويقوم بتكسير كل شيء يراه أمامه بغضب ويلعن ويسب .. أما كيوهيون فقام بأخذ أريج إلى مقهى قريب من القسم وجلسا سويًا على طاولة ما .. كانت أريج مرتبكة بسبب كلام يونهو ولا تنطق بكلمة واحدة حتى .. نظر كيوهيون إليها متسائلاً = هل تفكرين بما قاله يونهو ؟ لا تشغلي بالك كثيرًا بذلك ! =



نظرت أريج إلى كيوهيون بحزن = هل يقصد بكلامه ذلك أنه يحبني ؟ ماذا إن كان يحبني ؟ ماذا سأفعل ؟! =



فأجابها كيوهيون بجدية = وماذا إن كان يحبك ؟ هل ستتركينني وتذهبين إليه ؟ ثم لمَ لم تجيبيه بنعم أحبـه عندما سألك إن كنتِ تحبينني ؟! =



فأجابته بنبرة جادة وملامح الحزن ظاهرة على وجهها = ومن قال بأنني سوف أتركك ؟ لقد كنت في حالة من الصدمة لذلك لم أستطع أن أجيبه .. أنا فقط خائفة من أن يفعل شيء يعترض طريقنـا ويمنعنا من الإكمال معًا ! =


أمسك كيوهيون يد أريج وأخذ يربت عليها برقة وهو ينظر إليها بحب = لن يستطيع فعل أي شيء يضر بكِ أو بي طالما أنا موجود , لن يتمكن أحد من إبعادك عني .. لن أسمح لأي قوة بهذه الدنيا أن تفرقنا .. لن يفرقنا شيء سوى الموت , أتفهمين أريج ؟! =



و بالصدفة نظر وراء أريج فوجد يونهو يدخل إلى المقهى وهو ينظر إليهم وعلامات الحقد والغضب بادية على وجهه .. كان كيوهيون ينظر إليه بحدة .. لاحظت أريج انشغال كيوهيون بالنظر بعيـدًا عنها وأوشكت على أن تلف رأسها وتنظر إلى الخلف لترى ما الذي شغل نظر كيوهيون إلى ذلك الحد ولكن كيوهيون اقترب منها بسرعة وأمسك برأسها وقام بلفه نحوه وبدأ بتقبيلها لكي يشغلها عن رؤية يونهو .. اتسعت كلتا عينا أريج بصدمة وبدأت ضربات قلبها بالخفقان لتذوب شفتيها كالشوكولاتة مرة أخرى بين شفتيه وتضيع وتذهب إلى عالم آخر مع قبلاته الساحرة ..




 أثناء تقبيل كيوهيون لأريج , كان ينظر ليونهو ليرى علامات الغضب والغيرة والغيظ التي تلون وجهه ويتلذذ بتعذيبه ..تمنى يونهو في تلك اللحظة أن يضربه , يلكمه وبشدة حتى الموت .. أحكم على قبضة يده بقوة والعرق يتصبب منه بغزارة إثر غضبه فخرج من المقهى سريعـًا وأخذ يمشي دون أن يدري إلى أين تأخذه قدماه حتى .. أخذ يصرخ ويصرخ في الشارع كالمجنون حتى سقطت دموعه من كلتا عينيه ليبكي بقهر وحرقة .. استمرت الأيام على يونهو بحزن شديد وكانت حالته تتدهور كل يوم أكثر فقد كان يقضي أغلب وقته في الحانات يشرب ويثمل طوال الليل ولا يعود إلى البيت إلا صباح اليوم الذي يليه .. لم يعد يأكل أو يهتم بصحته حتى فقد أهمل نفسه بشكل كبير وأصبح يتناول حبوب دواء منومة لكي يتمكن من النوم .. كان غيظه وسخطه يزيد على كيوهيون كلما رآه برفقة أريج وأصبح بالنسبة له كالمرض المزمن الذي لا يمكن معالجته بالنسبة إليه إلا بإبعاده عن حياته .. أما كيوهيون وأريج فقد كانا يعيشان أجمل لحظاتهما سويـًا .. أحبا بعضهما بشدة وزاد تمسكهما ببعضهما البعض أكثر , كانا يقضيان أغلب الوقت سويـًا وكان كيوهيون يعامل أريج معاملة مثالية .. كان طيبـًا وحنونـًا معها دائمـًا ويهون عنها ويساندها إذا كانت متضايقة أو متعبة وهي كانت تعامله نفس المعاملة كذلك .. عندما علمت آرا بمواعدتهما شعرت بسعادة غامرة وراحة كون كيوهيون وأخيرًا قرر أن يمنح قلبه وحياته لأحدهم وتجاوز حبه الأول بسهولة بوجوده مع أريج وأحبها أكثر ..


 وفي يوم من الأيام أخذ كيوهيون أريج إلى مكان ما .. وعندما اقتربا من الوصول إليه طلب من أريج أن تغمض عينيها ففعلت .. كانا قد وصلا إلى عمارة طويلة عالية .. ارتجل كيوهيون من السيارة ثم فتح الباب لأريج وقام بحملها بين ذراعيه فأحاطت رقبته بكلتا ذراعيها وهي لا تزال مغمضة العينان وكيوهيون يستمر بإخبارها بألا تفتح عيناها إلا عندما يطلب منها ذلك فتومئ برأسها بالإيجاب .. دخل كيوهيون إلى تلك العمارة وبدأ بالصعود على السلالم وهو يحمل أريج بين ذراعيه حتى وصل إلى الطابق الأول ووقف أمام باب أحد الشقق .. فأنزل أريج ووضع يدها على مقبض الباب ثم وضع يده فوق يدها هو الآخر وفتحوا الباب معـًا دون أن تفتح أريج عيناها .. بعد أن فتحا الباب معـًا مشوا معـًا عدة خطوات وكيوهيون يمسك أريج ويدلها على الطريق كطفلة صغيرة ..




 حتى طلب منها التوقف وأن تفتح عيناها .. فتحت أريج عيناها كما طلب منها كيوهيون .. بدأت تفتح عيناها بالتدريج لتضح الصورة أمامها بالنهاية .. شقة متواضعة مليئة بالحب والدفء مفروشة بأروع الأثاث وحيطانها ملونة بأجمل وأرقى الألوان ... اتسعت عينا أريج بصدمة لرؤيتها تلك الشقة الجميلة .. عانقها كيوهيون من الخلف وأسند رأسه على كتفها قائلاً
 = لقد قمت بشراء هذه الشقة وفرشتها وزينتها بنفسي بعد اعترافنا لبعضنا البعض بالحب وأردتها أن تكون شقتنا الخاصة التي نقضي أجمل أوقاتنا فيها بعيدًا عن الجميع .. نتزوج ونربي أطفالنا فيها وحتى أحفادنا مستقبلاً .. فلنصنع أجمل الذكريات فيها ونملأها بحبنا حتى نشيخ ويفرقنا الموت .. =



تأثرت أريج بكلمات كيوهيون وكان قلبها يخفق بشدة مع كل كلمة كان يقولها وبدأت دموعها بالنزول عندما علمت بأن كيوهيون يريد أن يتزوجها وينجب منها أطفالاً ويعيش معها إلى آخر يوم في حياته ولكنها شعرت في غصة بقلبها عندما تذكرت خطتها مع آرا فربما يتركها كيوهيون ويطردها من حياته إلى الأبد فالتفتت أريج إلى كيوهيون وهي تبكي وارتمت بين ذراعيه وعانقته بشدة = شكـرًا لك على كل شيء حبيبي .. أنت أروع إنسان قابلته في كل حياتي , أحبك كثيرًا .. وآسفة إن كنت قد أخطئت معك في أي شيء .. =






أبعدها كيوهيون قليلاً وأخذ يمسح دموعها بحب وهو ينظر إليها قائلاً = شكرًا , آسفة .. لا أريد سماعهما منك أبــدًا مهما حدث .. وهذه الدموع لا أريد أن أراها مجددًا لأنني أكره رؤية روحي تبكي ! أنتِ الآن كل شيء بالنسبة إليّ ولن أدع أي أذى يصيبك .. سأحافظ عليك حتى آخر يوم في حياتي حبيبتي .. =



أثرت كلمات كيوهيون بقلب أريج أكثر فأخذت تبكي بقوة أكبر كطفلة صغيرة لشعورها بالذنب وتأنيب الضمير اتجاهه .. فأخذها كيوهيون بين أحضانه بعناق عميق وأخذ يربت على ظهرها بحنان حتى هدأت ومسح لها دموعها القابعة على وجهها ثم أخذها ليريها الشقة ويعرفها على كل جزء فيها وهو في غاية السعادة ..



ومرت الأيام على هذا المنوال بينهما بسعادة وحب كبيران .. وكثيرًا ما كانا يذهبان إلى شقتهما الخاصة ليبتعدا عن العالم وضجته ويحظيان بأوقاتهم الخاصة معـًا .. بينما على الجهة الأخرى لم تتحسن حال يونهو بل زادت تدهورًا ... رغم سعادة أريج مع كيوهيون إلا أنها كانت تشعر بتأنيب الضمير وعدم الراحة بسبب الخطة التي قامت بها هي وآرا .. كانت تفكر كثيـرًا بأن تخبر آرا بأن يخبرا كيوهيون معـًا ولكن تتردد في النهاية ولا تخبرها ... وفي يوم من الأيام أحبت آرا أن تفاجئ كل من كيوهيون وأريج وتزورهما في القسم .. دخلت إلى القسم وعندما سألت عن مكان غرفتهما قام الضباط بدلها إلى الغرفة فذهبت إليها وفتحت الباب فوجدت أريج تجلس وحيدة شاردة العقل هناك فصرخت آرا = مفاجــــــــــأة ! =



ذعرت أريج وانتفضت من مكانها ونظرت إليها بصدمة قائلة = آرررررررا ؟ ما الذي تفعلينه هنا ؟! =





دخلت آرا وأغلقت الباب خلفها وهي تضحك = لقد أحببت أن أفاجئك واوبا بحضوري اليوم .. يجب أن أرى كيف تبدوان مع بعضكما البعض .. =



نظرت أريج إليها بجدية = هل أنتِ مجنونة ؟ ماذا إن رآنا كيوهيون سويـًا ؟ هل تودين أن يتم فضحنا أمامه ؟! =



جلست آرا على الأريكة ونظرت إليها ببرود = ليس هناك مشكلة إن رأنا اوبا معـًا .. سأقول له جئت لأراك اوبا ودلوني على الغرفة التي تعمل بها فدخلت ووجدت هذه الجميلة فتعرفت إليها وأخذت أحادثها وأنا أنتظر قدومك .. حينها لن يشك بشيء ! =



تنهدت أريج بعمق ونظرت إليها بجدية = بصراحة آرا لقد تعبت من إخفاء هذا الأمر على كيوهيون .. أشعر بالذنب وتأنيب الضمير لخداعي له بهذا الشكل , إنه لا يستحق ذلك مني أبدًا , لقد أحبني بصدق ولم يعاملني إلا بحب ولطف ولم يزعجني أو يضايقني ولو لمرة واحدة حتى الآن .. أكره حقيقة إني أخدعه وأريد أن أخبره بالحقيقة في أقرب وقت ممكن لم أعد أتحمل أكثر .. =



فنظرت آرا إليها بجدية = هل جننتِ أريج ؟ ستفصحين عن الحقيقة وتخسري كل شيء ؟ هل تعتقدين بأن اوبا سوف يسكت لو علم بحقيقة الأمر ؟! =



تنهدت أريج بعمق ونظرت إليها بحزن = لا يمكنني أن أكمل حياتي معه وأنا أشعر بتأنيب الضمير آرا .. على كل حال سوف يعرف كيوهيون الحقيقة عاجلاً أم آجلاً .. =



قاطعها قيام كيوهيون بفتح باب الغرفة قائلاً = حقيقة ماذا التي سأعرفها عاجلاً أم آجلاً ؟! =







شعرت كل من آرا وأريج وكأن دلوًا من الماء البارد قد انسكب فوقهما كالصاعقة .. اتسعت أعينهما بصدمة وهن تحدقان بكيوهيون , كان كيوهيون قد استمع لكل حديثهما بالفعل فجن جنونه ودخل إليهما ليعرف حقيقة الأمر .. أخذ ينظر إليهما متسائلاً = هل تعرفان بعضكما بالفعل ؟ أخبروني الآن ما الذي يجري ؟! =


نظرت آرا إليه وبارتباك = أرجوك اوبا اهدأ ودعنا نشرح لك الأمر .. نحن صديقتان بالفعل .. =



تنهدت أريج بعمق ونهضت من مكانها ووجهت نظرها نحو كيوهيون قائلة = كيوهيون .. أولاً آسفة .. أدري أنك لا تحب سماع هذه الكلمة ولكن أنا آسفة وبشدة .. لقد قمت بخداعك منذ البداية ... =



نظر كيوهيون إليها وعلامات التعجب ظاهرة على وجهه فقاطعتها آرا قائلة = أريج لا ! لا تفعلي ! =



صرخت أريج بها ثم تابعت وهي تنظر إلى كيوهيون وعلامات الحزن تبدو على وجهها = دعيني أكمل آرا ... لقد تم خداعك منذ البداية كيوهيون , أولاً أنا لم أتخرج من كلية الحقوق .. ثانيـًا أنا شرطية وهمية ولا علاقة لي بهذا المجال بتاتًا .. أنا صديقة آرا شقيقتك الصغرى .. لقد كنت معجبة بك منذ البداية .. ومن قبل أن أعمل هنا حتى عن طريق مشاهدة صورك التي كانت تريني إياها آرا وعن طريق حديث آرا عنك , اكتشفت آرا أنني معجبة بك صدفة فقررت أن تقربني منك بجعلي أعمل معك هنا في القسم .. علك تقع في حبي وتنسى حبيبتك الأولى .. لقد رفضت في البداية ولكن آرا ألحت عليّ بشدة فقد أرادت أن تخرجك من حب تلك المرأة وتنساها وتبدأ تجربة جديدة .. فوافقت أنا على ذلك واتفقنا مع رئيس القسم على إدخالي هنا كشرطية وهمية فوافق على ذلك وضمن ذلك الاتفاق دخلت إلى القسم وعملت معك .. =



كانت علامات الصدمة ترتسم على وجه كيوهيون شيئًا فشيئًا وهو يستمع إلى كلام أريج الصريح .. شعر وكأن صواعق متتالية تقوم بضربه .. تنهدت أريج بعمق وأكملت ودموعها تنزل على وجنتيها = لقد حاولت كثيرًا ألا أظهر لك إعجابي بك وقد كان ذلك صعبـًا عليّ للغاية .. لقد كنت أذوب بك عشقـًا وأنت لا تعلم حتى وها أخيرًا تمكنت من الحصول على قلبك وأوقعتك بحبي أنا كذلك .. آسفة حقـًا كيوهيون ، آسفة لأنني قمت بخداعك .. عاتبني وأكرهني وانفصل عني إن أردت .. لك كل الحق في ذلك لن ألومك أبـــــدًا ! =







بدأت دموع آرا بالنزول ونظرت إلى كيوهيون = اوبا أنا حقـًا آسفة .. سامحني .. =


أحكم كيوهيون بقوة على قبضة يده وبدأت علامات الغضب ترتسم على وجهه وهو ينظر إليهن = لقد خدعتماني طوال تلك الفترة وحتى الآن ؟ كيف تجرأتن على فعل ذلك بي ؟! ...=



ثم وجه نظره نحو أريج وأخذ يصرخ بها بغضب = لقد كنت غبيــًا عندما وثقت بك أريج .. لقد أحببتك بصدق , لمَ لم تخبريني بالحقيقة منذ البداية ؟ لمَ فعلتِ ذلك بي ؟ ... لقد خدعتني ! هل تعلمين بأنك قد آلمتني الآن ؟ لماذا أريج لماذا ؟! أكرهك وبشدة ! .. =






قال كلمته الأخيرة ودموعه تجمعت بكلتا عيناه فضرب بيده بقوة على طاولة كانت أمامه ثم انسحب من المكان وخرج مسرعــًا وهو يبكي .. شعرت أريج وكأن قلبها يتمزق إلى ألف قطعة من كلمات كيوهيون القاسية عليها وسقطت أرضًا وهي تبكي ودموعها لا تتوقف عن الجريان .. أما آرا فجثت على ركبتيها بجانبها وعانقتها وهي تبكي فتمسكت أريج بها بقوة وأخذت تبكي بحرقة ..



كان يونهو قد شاهد كل شيء حدث منذ بدء أريج بسرد الحقيقة وحتى وبخها كيوهيون وخرج من القسم والغضب يتمالكه ... عندما شاهد يونهو أريج تبكي آلمه قلبه بشدة عليها وكان يتلهف لأن يأخذها بين ذراعيه في عناق دافئ يهدأها فيه ولكنه لم يتجرأ على فعل ذلك فوجود آرا بجانب أريج منعه في تلك اللحظة من الاقتراب منها ... استمر بالمشاهدة من بعيد فحسب وقلبه يتقطع إربا إربا على أريج ... صحيح أنها فضلت حب كيوهيون على حبه ولكن حبها في قلبه كان قويا كفاية لكي يتمسك بها ولو من بعيد...



لم تتوقف أريج عن البكاء واستمرت آرا بالتهوين عنها ... انفجرت أريج في النهاية بآرا لتصب جم غضبها عليها وهي تصرخ = لقد كان علينا إخباره مباشرة بذلك .. ماذا سأفعل الآن أيتها الحمقاء اقترحي حلا في الحال لتعيدي كيوهيون إلي .. لقد أخبرني بأنه يكرهني آرا .. كيوهيوني يكرهني .. هل يجدر بي قتل نفسي الآن ؟! ماذا أفعل لكي أعيد حبيبي إلي الآن ؟ =


أخذت آرا تبكي بحرقة وهي تنظر إليها = اهدئي عزيزتي اهدئي .. اوبا لم يكن يعي ما يقوله ، لقد كان غاضبا فحسب ..اوبا لا يكرهك وسوف يعود إليك فهو يحبك كثيرا أريج لا تكوني هكذا ... اهدئي! =


انهارت أريج بين ذراعي آرا واستمرت بالبكاء بحرقة كالأطفال وأخذت آرا تربت على ظهرها بحنان حتى هدئت ... وعندما نهضتا وأوشكتا على مغادرة القسم .. اعترض يونهو طريقهما ونظر إلى أريج مباشرة بقلق = هل أنت بخير ؟! تبدين متعبة .. دعيني أوصلك! =




نظرت أريج إليه بحزن وبنبرة هادئة = سيكون هذا جيدًا =

فأومئ برأسه إيجابًا وأخبرهما بأن تتبعانه إلى سيارته ففعلن .. ساد صمت قاتل طوال الطريق ولم ينطق أي أحد منهم بكلمة واحدة حتى ... قام يونهو بإيصالهم إلى بيت أريج وحينها أخبرته أريج أن يوصل آرا ولكن آرا أمسكت بيدها قائلة (( سوف أبيت عندك الليلة ! ))


عارضت أريج بالبداية ولكن لإلحاح آرا عليها وافقت في النهاية ثم شكرتا يونهو على توصيلهما ثم دخلن إلى البيت ... بعد أن اطمئن يونهو عليهما تنهد بعمق ثم انطلق في طريقه .. أما كيوهيون فاختفى عن أنظار الجميع وأحب أن يكون وحيدا لكي يفرغ غضبه ... بكى ولعن وسب وصرخ بقوة ثم بدأ بالشرب حتى ثمل ... أما أريج لم يهدى لها بال طوال الليل قلقا عليه فقد كانت تحادثه كل يوم في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل وتطمئن عليه ، ولكنها الآن لا تعلم عنه أي شيء حتى .. جربت آرا أن تتصل بكيوهيون ولكن لم يجبها حتى فاتصلت بوالدتها وطلبت منها أن تتصل به لتطمئن عليه ولكنه لم يجبها كذلك ... شعرت أريج نفسها كالضائعة بدونه وخافت عليه من أن يؤذي نفسه أو ما شابه فجن جنونها واستمرت بالبكاء طوال الليل... "
 " مرت عدة أيام دون مجيء كيوهيون إلى العمل ولم يكن هناك أي خبر عنه فقد انقطع عن الجميع وانعزل عنهم ... زاد قلق أريج عليه وعائلته كذلك ، شكت أريج بأنه قد يكون في الشقة ولكنها كانت خائفة من أن تذهب فيزيد غضبه منها ويطردها خارجا فالتزمت بالصمت .. امتنعت أريج عن الطعام والشراب حتى وكانت تسهر الليل والدموع لا تفارق وجهها كذلك هاتفها المحمول الذي كان لا يفارق يدها عل كيوهيون يحن إليها ويتصل بها ليطمئنها عليه .. كانت آرا تضغط على أريج لكي تأكل رغما عنها .. وكذلك يونهو كان  يسألها عن حالها 
كل يوم ويطمئن عليها وكان يقوم بإعطائها زجاجة عصير وقطعة بسكويت لكي تأكلهم فتأخذهم أريج منه شاكرة له وتضعهم على الطاولة جانبا ولا تفتحهم حتى ... وفي يوم غضب يونهو منها بالنهاية عندما شاهد حالتها تتدهور أمامه بذلك الشكل فأخذ يصرخ بها بحرقة = إلى متى ستسمرين على هذا الحال ؟! هل تريدين قتل نفسك أم ماذا ؟ هل تحبينه إلى ذلك الحد ؟ لو كان يحبك بصدق وقلقا بشأنك لقام بمسامحتك وظهر أمامك مجددا ليطمئنك ... إنه لا يستحق كل ما تفعلينه لأجله! =






فنظرت إليه أريج بحزن = لا ألومه على ذلك فأنا من أخطئت من البداية عندما خدعته .. أنا أستحق كل ما يحصل بي الآن! =


فغضب منها أكثر وأخذ يصرخ بها = كفِ عن هذا الهراء أريج وكلي الآن! =

استمرت أريج بالرفض ولكن لشدة إلحاح يونهو عليها أكلت رغمًا عنها في النهاية ... كان قلب يونهو يؤلمه عليها أكثر كلما رآها ويحقد على كيوهيون لجعلها تعاني بهذا الشكل .. وزاد كره يونهو لكيوهيون هو تمسك أريج بحبها له رغم بعده عنها وتجاهله لها ... أما كيوهيون فقد مضى تلك الأيام وحيدا حزينا متضايقا دون أن يحادث أحد وغالبا ما كان يذهب إلى البحر ويستمر بالجري على الشاطئ ويصرخ بأعلى صوته ليفرغ ما بداخله من شوق لأريج .. فرغم غضبه منها إلا أنه كان يحنُ إليها بشدة .. "





" وبعد مرور تلك الأيام الصعبة ... كان كل من يونهو وأريج يجلسان في الغرفة ويعملان سويا .. على الرغم من انكشاف حقيقة أريج إلا أنها لم تتوقف عن الذهاب إلى القسم فقد اعتادت على الذهاب إلى هناك .. وكانت تذهب هناك علها تستطيع رؤية كيوهيون أو تسمع أي شيء عنه ..


فجأة وجد كل من يونهو وأريج كيوهيون يفتح باب الغرفة ويدخل إليهم بثقة ثم ابتسم إليهم ببرود = مرحبا يا رفاق ، لقد مر وقت طويل لابد وأنكم افتقدتموني! =


كانا ينظران إليه بدهشة بسبب عودته المفاجأة إلى العمل .. شعرت أريج وكأن قلبها قفز من مكانه عند رؤيتها له... كانت متحرقة شوقا لرؤيته مجددًا وكانت تتمنى بأن ترتمي بين ذراعيه بعناق دافئ يطفئ ذلك الحريق المشتعل داخل قلبها ... لم يختلف حال كيوهيون عنها كثيرًا فقد كان يراوده نفس الشعور تمامًا ولكنه اصطنع البرود والقوة أمامها وجلس خلف مكتبه وبدأ بالعمل سريعًا وكأن شيئا لم يكن .. ارتاحت أريج قليلاً عند رؤيتها له ولكنها لم تكن مطمئنة لبروده وقوته تلك فكانت متأكدة بأن وراء كل تلك القوة والبرود ملاكها الحنون ذو القلب الدافئ..


استمرت الأيام بينهم على هذا الحال .. برود قاتل من قبل كيوهيون الذي كان متجاهلاً أريج ولم يعرها أي اهتمام حتى .. وحزن أريج وتحرقها شوقا له من جهة .. وخوف يونهو عليها وسخطه على كيوهيون من جهة أخرى ... كان كيوهيون يتجنب التعامل معهم بشكل كبير وكان دائمًا ما ينهي عمله بسرعة ويغادر أولا وهم يغادرون بعده ، وفي يوم وبعد أن غادر كيوهيون القسم .. كانت أريج على وشك المغادرة بعده فأوقفها يونهو وعرض عليها أن يحتسيا مشروبًا سويًا فوافقت .. حينها اصطحبها يونهو إلى أحد الحانات وهناك طلبا زجاجة نبيذ وبدئا باحتسائها معـًا .. كانت أريج بحاجة للشراب لتخفف قليلاً من آلام قلبها فأخذت تشرب كأسًا تلو الآخر فأخذ يونهو منها الكأس وأوقفها قائلا ً= هذا يكفـــي ! =


ولكن أريج عاودت أخذ الكأس منه فسحبه منها فغضبت منه قائلة = أعـــده إلـــي ! =


وأخذت تحاول أخذه منه فأمسك بذراعها بقوة = أتفعلين بنفسك هكذا من أجل ذلك الحقير الذي لا يعيرك أي اهتمام حتى ؟ كفِ عن فعل هذا أريج أنتِ تؤلمين قلبي أكثر هكذا ! أرجوك توقفـــــي ! =


بدأت دموع أريج بالنزول وأخذت تبكي بحرقة = قلبي يؤلمني أنا أيضًا وأشعر كأنني ضائعة بدون كيوهيون .. أتحرق شوقــًا إليه وأريد أن أعود إلى أحضانه ثانية .. لم أعد أقوى على فراقه أكثر ، أريده أن يعود إلي كما في السابق ... آسفة يونهو لأنني أخبرك بذلك أنت بالذات ولكنني أحترق بداخلي ولم أعد قادرة على الاحتمال أكثر .. سامحني يونهو أنا آسفة لأن قلبي لم يمل إليك .. آسفــة ! =





لم يحتمل يونهو رؤيتها تبكي بتلك الطريقة وهي تعتذر إليه وتتألم فاعتصر قلبه ألما عليها واقترب منها وضمها إلى صدره بقوة وبدأ يربت على ظهرها بحنان لتهدأ .. كان قلبه يخفق بشدة وهو يحتويها بين ذراعيه بعناق دافئ وقد أحس بأنه يمتلك العالم بأسره .. تمنى لو كان بإمكانه قتل كيوهيون في تلك اللحظة بسبب الآلام التي يسببها لأريج وزاد كرهه له أكثر .. عندما هدأت أريج وتوقفت عن البكاء قام بإيصالها إلى منزلها ثم ذهب إلى منزله .. "

" أما بعد مرور عدة أيام ..وفي يوم , لم يحتمل كيوهيون شوقه إلى أريج أكثر فامتنع عن الذهاب إلى القسم فخاف إن رآها أمامه أخذها بأحضانه وقبلها دون توقف فلم يذهب إلى العمل في ذلك اليوم ... شعرت أريج بالقلق عليه لأنه لم يأتي وكاد شوقها إليه يقتلها ، لم تحتمل أكثر .. نهضت من مكانها وتناولت حقيبتها عن الأريكة وأوشكت على مغادرة الغرفة ولكن يونهو اعترض طريقها متسائلاً = إلى أين ؟! =


نظرت أريج إليه بجدية = لن أسمح له بالابتعاد عني أكثر .. سأعيده إلي ! =

" وتركت يونهو وخرجت من القسم وأوقفت سيارة تاكسي وركبت بها وتوجهت إلى شقتها وكيوهيون .. عندما وصلت إلى هناك أخرجت مفتاح الشقة ، فقد كان معها نسخة من المفتاح .. فتحت الشقة ودخلت إليها ، أخذت تتفقد كل جزء فيها فقد كانت تفتقدها وتفتقد ذكرياتها مع كيوهيون فيها بشدة .. حنت لأيام الماضي وتمنت أن تعود من جديد .. أخذت تجول الشقة وهي تبحث عن كيوهيون ولكنها لم تجده .. وأخيرا قصدت المطبخ .. لم تجد بداخله أحد فتوجهت نحو شرفة المطبخ لتجد من تتحرق شوقا للقائه قابعا هناك يسند نفسه على حفة الشرفة و يتأمل السماء بحزن ... فنادت باسمه بشوق وحب = كيــوهيـــون.. =


ظن كيوهيون بأنه يتخيل سماع صوتها فتنهد بعمق وتابع التأمل بالسماء بحزن .. ولكن أريج عاودت مناداته مرة أخرى وحينها أيقن بأن ما سمعه كان حقيقة وليس حلم .. التفت كيوهيون إلى الخلف ليجدها قابعة أمامه ودموعها تزرف من كلتا عينيها بغزارة وشفتيها تنطقان بصوت متقطع من بين الدموع = اشتقت إليك ! =


لتبدأ ضربات قلب كيوهيون بالخفقان بشدة وكلتا عيناه تلتهمانها شوقا .. بدأت أريج بالسير اتجاهه وهي تتأمل ملامح وجهه الحزينة فتزيد دموعها المتساقطة أكثر قائلة = أنا آسفة ، أنا أحبك .. سامحني لن أقدر على الابتعاد عنك أكثر ... دعني أكمل حياتي بين ذراعيك فقط ، حينها لن أزعجك أو أطلب منك أكثر! =


كاد قلب كيوهيون أن يخرج من مكانه في تلك اللحظة واستمر بتأملها وهي تتقدم نحوه حتى وصلت إليه وعانقته بقوة لتعتصره بين ذراعيها وهي تتمسك به بشدة وتدفن رأسها في صدره .. انتفضت كل مشاعر الشوق بداخل كيوهيون معلنة عن استسلامه أمام عناق أريج الحار الذي امتد لدقائق عديدة .. فأمسكها من كتفيها وأبعدها عنه قليلاً ونظر إلى وجهها مباشرة لتتبدل ملامح وجهه من البرود والجدية إلى الحب والرقة = ستكون هذه هي المرة الأخيرة التي أسمع فيها كلمة آسفة منك أتفهمين ؟! ألا تدرين كم كنت أتعذب وأنا أسمعها منك طوال تلك الفترة ؟ وكم تعذبت وأنت بعيدة عني ؟ وكم أنا مشتاق لك ؟ وكم أنا متلهفا لكي نعود سويًا كما في السابق ؟! أشتاقكِ وبشدة ! =


كانت أريج تنظر إلى عيناه وتسمع كلماته تلك وعيناها تذرف
 بغزارة لتتحول من دموع الحزن والشوق إلى دموع الفرح والحب .. وزادت ضربات قلبها أكثر عندما جذبها كيوهيون نحوه ولثم شفتيها بين شفتاه بقبلة عميقة وطويلة ليعبر بها عن حبه وشوقه الكبير لها ..
 توقفت دموع أريج عن النزول وأحاطت رقبته بكلتا ذراعيها لتجاريه بقبلته المجنونة بكل حب فأخذت أصابع يديه تتراقص فوق جسدها برقة وهو يتلذذ بتذوق طعم شفتيها الورديتان .. ارتفع صوت خفقات قلبيهما معا وأصبحت مسموعة لتزين الأجواء بحرارة الحب .. كانت قبلتهما أجمل وأعمق وأطول من كل مرة .. فنار الشوق أحرقتهما حد الموت وها هما يرويان تعطشهما لبعضهما البعض بقبلة وعناق رومانسيان..





جلسا معـًا وتحدثا وتعاتبا وتغزلا ببعضهما البعض بأعذب كلام الحب ثم قررا أن يذهبا إلى القسم سويًا ليعلنا خروج أريج نهائيًا منه وارتباطها بكيوهيون .. و بالفعل ذهبا إلى القسم ودخلا إليه وهم ممسكان بيدي بعضهما البعض ، وهناك أخبروا الجميع عن خبر ترك أريج للعمل من أجل أن تستعد للارتباط بكيوهيون ففرح الجميع لهما وقدموا لهما التهاني عن طريق إقامة حفل صغير في القسم .. كان كل من كيوهيون وأريج يشعران بفرحة وسعادة غامرة لأنهما وأخيرًا سوف يرتبطان ولن يفرق بينهما أحد حتى آخر يوم في حياتهما .. بينما على الطرف الآخر كان يونهو يشتعل غضبًا وغيرة وشعر كأن النيران في قلبه تحرقه عندما شاهدهما سويًا مجددًا .. كان هناك بصيص أمل عندما افترقا بالنسبة له مع أريج ولكن كل الطرق أمامه قد سدت وأمله بحصوله على أريج قد قطع نهائيــًا .. كره يونهو كيوهيون في تلك اللحظة أكثر من كل مرة وشعر بحزن وألم كبيران في قلبه يعتصرانه بشدة وتمنى بحدوث أي شيء بينهما ليفترقا ..


وفي وسط تلك الأجواء السعيدة المشحونة بالفرح والحزن بنفس الوقت ورد اتصال لقسم الشرطة يعلن عن وقوع جريمة قتل في أحد الأحياء .. لم يشأ رئيس الشرطة أن يرسل كيوهيون ويونهو ليكملا الاحتفال وأوشك على توكيل المهمة إلى مجموعة أخرى فاعترضت أريج قائلة = بما أنني سأترك العمل هنا اليوم .. أريد أن تكون هذه آخر مهمة أقوم بها مع رفيقاي كيوهيون ويونهو ! فهلَ سمحت لنا بذلك ؟! =


ابتسم رئيس القسم إليها وأومئ برأسه إيجابًا فأخذت تقفز فرحــًا ثم سحبت كلاً من كيوهيون ويونهو معها من أجل الاستعداد للمهمة .. وضع كل واحد منهم مسدسه وأصفاده في جيبـه واستعدوا جيــدًا ثم انطلقوا إلى مسرح الجريمة .. ارتجل ثلاثتهم من السيارة وبدئوا بالبحث عن المجرم .. كانت المنطقة معتمة للغاية ولكن بفضل كاشفات الإنارة التي كانوا يحملونها بأيديهم تمكنوا من رؤية الطريق .. كان كل من كيوهيون ويونهو وأريج يسيرون متفرقين عن بعضهم البعض حتى لا يلفتوا النظر .. كان يونهو في المقدمة وخلفه كيوهيون وأريج تفصل بينهما بضع مسافات وكل حين وآخر ينظران إلى بعضهما ليطمئنا ويزيلان الخوف والتوتر عن بعضهما البعض , لاحظ يونهو حركة غريبة فالتفت إلى الخلف وهو يمسك بمسدسه بجانب وجهه فلاحظ حركة غريبة خلف أريج وعندما دقق النظر اكتشف بأنه المجرم الهارب .. جن جنون يونهو عندما رآه يهرب فوجه المسدس نحوه وضغط على الزناد لتنطلق رصاصة سريعة وتتوجه نحو المجرم وتخترق جسد أريج لتدخل من صدرها وتخرج من ظهرها , تجمد يونهو في مكانه بصدمة وهو يحمل المسدس بيده على نفس الوضعية واتسعت عيناه بشدة لا يصدق ما الذي صنعته يداه , كان كيوهيون يشاهد سير الرصاصة وهي تخترق جسد أريج دون أن يتحرك من مكانه حتى فقد تسمر في مكانه من الصدمة ولم يستطع استيعاب ما حدث حتى وتوقفت الدموع في كلتا عينيه من هول صدمته .. شعرت أريج وكأن قذيفة حارقة قد اشتعلت داخل جسدها واتسعت كلتا عيناها بصدمة واجتمعت الدموع فيهما وهي تضع يدها فوق صدرها وتحدق بيونهو وكأنها تسأله (( لمَ فعلت ذلك ؟! بماذا أخطئت أنا ؟! )) .. 


ثم سقطت أرضـًا وهي تبكي وتتألم بشدة وأخذت قواها بالخور شيئًا فشيئًا .. جن جنون كل من كيوهيون ويونهو عندما رأوها بتلك الحالة .. فقد كيوهيون عقله وشعر بأن روحه تسلب منه فأخرج المسدس من جيبه ووجهه نحو يونهو وبنبرة غاضبة ممتزجة بالدموع = أيهـا الحقير كيف تجرؤ ؟! هل جننـت أم مــاذا ؟ سوف أدفعك الثمن غاليـًا وحالاً ! =






وأوشك على الضغط على زناد المسدس لتنطلق رصاصته نحو يونهو ولكن الرصاصة التي اخترقت جسده هو الآخر منعتـه من ذلك .. كان يونهو أسرع منـه وتمكن من إصابته قبل أن يضغط كيوهيون على زناد مسدسه حتى , وبذلك يتفوق يونهو على كيوهيون ويسبقه في شيء لأول مرة في حياته .. اتسعت كلتا عينا يونهو بصدمة ولم يصدق ما الذي صنعته يداه للمرة الثانية وكاد أن يفقد عقله .. كانت أريج تشاهد وتبكي وتتألم وزاد ألمها رؤية كيوهيون وهو يتألم من قوة الرصاصة التي اخترقت جسده ليسقط على الأرض مقابلاً لها هو الآخر بعد أن سقط المسدس من يده والدموع تسقط من كلتا عينيه بغزارة فأخذت تنادي باسمه بصوت ضعيف شبه مسموع فالتفت إليها وأخذ ينادي باسمها هو الآخر وهو يتألم بشدة وأخذ يحاول الزحف نحوها بصعوبة وهي كذلك .. كانا يزحفان باتجاه بعضهما البعض وهم ينزفان الدماء بشدة وآلام وسكرات الموت تقطعهما إربًا إربـًا .. ظلا يحاولان الاقتراب من بعضهما البعض حتى لم يتبقى سوى مسافة قصيرة تفصل بينهما , لم يتمكنا من الزحف أكثر رغم محاولاتهما العديدة فقد كان الألم أقوى منهما وأصبحا خائرا القوى تمامًا .. مد كيوهيون ذراعه نحو أريج فمدت ذراعها نحوه هي الأخرى محاولة إمساك يده ولكن دون جدوى لم تستطع الوصول إليها رغم قربها الشديد منها ولكن كيوهيون ضغط على نفسه بقوة وقرب يده من يدها وهو يتألم بشدة حتى تلامست أصابع أيديهما معـًا فأخذا يبتسمان لبعضهما البعض من بين دموعهما التي كانت تغطي وجهيهما وسكرات الموت التي كانت تعتصرهما بشدة .. قالها كيوهيون بصوت ضعيف شبه مسموع يعتصر ألمـًا = أحبـــك أريـــج ! =


فأجابته بصوت خافت وهي تبتسم إليه بحب = فلنلتقي في الحياة الأخرى كيوهيون .. دعنا نلتقي هناك فأطفالنا بإنتظارنا =


ثم انقطعت أنفاسها وتوقف قلبها عن العمل .. أغلقت كلتا عيناها , توقفت جميع أجزاء جسدها عن العمل .. أصبحت جسدا بلا روح .. ارتقت روحها إلى السماء لترقد هناك بسلام  , لتلقي بكيوهيون هناك .. الذي تبعها بعد لحظات .. بعد أن شاهدها ترحل أمامه .. بكى وبكى حتى انقطعت أنفاسه وانتقلت روحه إلى السماء ولحقت بروح أريج .. إنهما كالروحان الملتصقتان ببعضهما البعض ولا يمكن لواحدة الانفصال عن الأخرى وتتبعها أينما ذهبت وحتى إلى الموت .. كان قدرهما المحتوم أن يحبـا بعضهما ويموتان سويـًا .. ولا يمكن لأحد أن يعترض على ما كتبـه القـدر لـه ..





أما يونهو كان يشاهد كل ذلك أمامه وهو لا يصدق ما فعله حتى .. جن جنونه وفقد عقله = كيف ؟ يا لعظمة حبكما ! ألم يفرقكما حتى الموت ؟! ماذا أفعل بنفسي الآن ؟ هل جننت يونهو ؟ ما الذي فعلته ؟! =


وأخذ يجري بالمكان كالمجنون حول كيوهيون وأريج وجثى على ركبتيه بجانبها محاولا إيقاظهما ولكن بدون جدى ، أخذ يصرخ ويضرب رأسه بيده ولا يدري ماذا يفعل حتى  بالمصيبة التي ارتكبها   .. فما كان منه إلا أن أمسك مسدسه ووجهه نحو جمجمته وأغلق كلتا عيناه وضغط على الزناد بقوة ليسقط على الأرض جسـدًا بــلا روح ..





.. النهــــــــــــــــــــــــآآيــــــــــــــــــــــــــة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق