الجمعة، 17 فبراير 2017

♥ ..][ .. لّوٌعًــــةُ أًلّحُــبِ .. ][ ..♥ البارت الثاني



 ..][ .. لّوٌعًــــةُ أًلّحُــبِ .. ][ ..












" وفي أحد الأيام .. غادر الجميع القسم , فقد كان الوقت متأخرَا , وكانت أريج قد وصلت إلى بيتها .. فتحت حقيبتها لكي تخرج مفتاحها فلاحظت اختفاء هاتفها المحمول من الحقيبة فضربت رأسها بيدها بقوة قائلة = يا لي من غبية , كيف أنساه آآآآهـ >< ؟! سوف تقتلني آرا لو اتصلت بي الآن ولم أجبها  , وماذا إن وقع الهاتف بيد كيوهيون عن طريق الخطأ ؟ يا إلهههههههي! =



أعادت المفتاح إلى حقيبتها  بسرعة ثم أخذت بالركض لتعود إلى القسم .. استأجرت سيارة تاكسي وركبت فيها , عندما وصلت نزلت لتتابع طريقها سيرًا لتصل إلى القسم , كان الشارع مظلمًا ومخيفًا , شعرت أريج برهبة كبيرة ولكنها تغلبت على ذلك الخوف وتابعت سيرها .. فجأة ظهر من خلفها أحد الشبان وأمسك بها من كتفها قائلاً = لمَ تمشي جميلة مثلك وحدها في الشارع في مثل هذا الوقت ؟ ما رأيك بأن نمرح سويًا جميلتي ؟! =



تجمدت أريج في مكانها بصدمة وبدأ جسدها يرتعش بشدة من الخوف .. فـ أطلقت العنان لقدميها وبدأت بالجري هربـًا منه , ولكنه لم يدعها وشأنها .. أخذ يركض خلفها وهي يناديها (( يا جميلة , يا جميلة )) .. زادت أريج من سرعتها وأخذت تركض وتركض وهي تبكي خائفة من ذاك الشاب الذي استمر باللحاق بها حتى كاد أن يمسك بها ولكن أريج زادت من سرعتها أكثر وهربت منه وتوجهت نحو القسم ودخلت إليه بسرعة , كان القسم مظلمًا للغاية ومعتم مما زاد من خوف أريج , فجأة قام أحدهم بإشعال الإضاءة قائلاً بصوت حاد = من هناك ؟! =



تسمرت أريج في مكانها ونظرت إليه والدموع تنهمر من كلتا عينيها بشدة = كيوهيـــــــــــــــون! =




نظر كيوهيون إليها بصدمة = أريــــــج ؟ أهـذه أنـــتِ ؟! =



أخذت أريج تبكي بحرقة كالأطفال ثم ركضت نحوه وارتمت بين ذراعيه وأمسكت به بقوة والدموع تنهمر من عيناها بشدة = أنا خائفة , أرجوك لا تتركني ! =



شعر كيوهيون وكأن قلبه ارتد بداخل صدره أثر ذلك العناق المفاجئ , تسمر في مكانه لشدة تخبط ضربات قلبه في داخل جسده .. إنه ذات الشعور , ها هو يعود ليزور كيوهيون مرة أخرى من بعد سنوات طويلة .. كيف حدث ذلك ؟ ماذا فعلتِ أريج ؟ كيف تجرأتِ وحركتِ قلب كيوهيون بعد أن أزال كلمة الحب تلك من حياته ؟! .. لم يستطع كيوهيون استيعاب ما يحدث بداخل قلبه حتى , أبعد أريج عنه بسرعة ونظر إليها متسائلاً = ماذا تفعلين ؟! =



أخذت تتحدث بصوت تخنقه الدموع وهي تنظر إلى وجهه = هناك شاب يلاحقني بالخارج , أنا خائفة .. لا تدعني وحدي كيوهيون أرجوك , ابقى بجانبي ! =



كان ينظر إليها وكلتا عيناه متسعتان تحدقان بها و تسألان عن إجابة عما يحدث .. استمرت دموعها بالنزول وهي تخبره (( أنا خائفة , لا تتركني , أنا خائفة )) .. لم يستطع مقاومة تلك الدموع وتلك العينان المرتعشتان خوفًا أمامه فجذبها نحو وضمها إلى صدره بقوة وبدأ يربت على شعرها بحنان ليهدأ من روعها .. لم تتوقف دموع أريج عن النزول أبدًا واستمرت بالبكاء وهي تمسك بكيوهيون بكلتا يديها بقوة من شدة خوفها .. لم يدري كيوهيون ما الذي يقوم بفعله حتى ولكنه استمر بمعانقتها وتهدئتها بدون توقف .. ربما خفقات قلبه المجنونة هي من دفعته لفعل ذلك دون أن يتمكن من السيطرة على مشاعره ..."





" شعرت أريج بالراحة والاطمئنان بين ذراعيه فقد كان عناقًا كيوهيونيـًا فائضًا بالحنان , هدأت من البكاء وتوقفت دموعها عن النزول .. أطلقت أريج العنان لخفقات قلبها للتضارب في داخل صدرها تأثيرًا لذاك العناق الذي لطالما انتظرته وها هي أخيرًا تحصل عليه , نسيت أمر ذاك الشاب الذي كان يلاحقها ونسيت أمر خوفها وأخذت تستمع بذلك العناق الدافئ بين ذراعي من أحبتـه .. كان قلبها يرتعش بقوة أكثر من كل مرة وأغمضت كلتا عيناها لتتلذذ بذلك العناق أكثر .. أما كيوهيون والذي لا تختلف حالة قلبه عن حالة قلب أريج كثيرًا , استمر بالتربيت على ظهرها بحنان وعندما شعر بهدوئها وتوقفها عن البكاء أبعدها عنه ونظر إلى وجهها الذي كانت الدموع قابعة عليه قائلاً = هل أنتِ بخير ؟! أمازالتِ خائفة ؟! =



حركت أريج رأسها يمينًا ويسارًا قائلة = لا أنا بخير الآن .. حمدًا لله لوجودك هنا ! =


أخذ كيوهيون ينظر إلى دموعها التي كانت قابعة على وجهها ولا شعوريًا مـد كلتا يديه نحو وجنتيها وبدأ يمسح تلك الدموع من دون أن ينطق بكلمة واحدة حتى .. فوجئت أريج واتسعت كلتا عيناها بصدمة وارتفع صوت خفقات قلبها التي كادت أن تفضحها فأخفضت نظرها عنه لكي لا تزيد خفقاتها أكثر .. قطع ذلك الصمت  كيوهيون قائلاً = ولكن .. ألم تغادري بالفعل ؟ ما الذي أعادك إلى هنا ؟! =



فارتبكت أريج ووضعت يدها على رقبتها ثم نظرت إليه قائلة = في الحقيقة لقد نسيت هاتفي المحمول هنا وعدت لكي أستعيده ! =



ضربها كيوهيون على جبهتها بقوة = يا لكِ من حمقاء .. كان عليك أن تنتظري للغد بدلاً من أن تعرضي نفسك للخطر , ألا يمكنك الاستغناء عنه ليلة واحدة حتى ؟! =



وضعت أريج يدها مكان الضربة متألمة = آآهـ إنها تؤلم .. لا بأس هاد قد سار الأمر على ما يرام ووجدتك هنا , لذا لا وجود للخطر! بالمناسبة لمَ أنت هنا حتى هذا الوقت ؟ ألم تغادر بعد ؟! =



هـز كيوهيون رأسه يمينًا ويسارًا نافيًا = لا لم أرحل بعد .. كان عليّ إنهاء بعض التقارير ولم أرد أن أأجلها حتى الغد لذا تأخرتُ قليلاً وأنهيتها اليوم .. ماذا كنتِ سوف تفعلين لو لم أكن موجودًا هنا ها ؟ ثم ألا تستطيعين الدفاع عن نفسك ؟ هل تسمين نفسك شرطية حقًا ؟ من تلك الشرطية التي تخاف وتركض من شاب طائش في الشارع بدلاً من أن تخيفه هي ويفر منها هاربًا هو ؟! =





ارتبكت أريج وأخذت تلعب بخصلات شعرها بينما تنظر إلى الأرض تحتها = بصراحة ليس لدي أي مهارات أو خبرة في فنون القتال والدفاع عن النفس ... =



عقد كيوهيون ذراعيه ببعضهما وهو يحرك رأسه يمينه ويسارًا = اووهـ لا ! لم أرى شرطية بضعفك من قبل .. استعدي من الآن فصاعدًا سأقوم أنا بتدريبك على مهارات القتال والدفاع عن النفس , سوف أنتظرك ابتداءً من صباح يوم الغد في المنتزه العام لأدربك قبل ذهابنا إلى العمل بساعة .. حسنًا ؟! =



فوجئت أريج من قرار كيوهيون الحاسم الذي اتخذه بسرعة ودون تفكير واستمرت بالتحديق به دون أن تنطق بكلمة واحدة سوى (( مـــاذا ؟! )) فتابع كيوهيون كلامه قائلاً = هيا اذهبي وهاتي هاتفك حيث نسيته ودعيني أقلك إلى المنزل بعدها ! =



أخذت أريج تحرك كلتا يداها أمام وجهها بارتباك = لا لا داعي لذلك اذهب أنت أولاً يمكنني الذهاب بمفردي بعد أن أحصل على هاتفي ! =



رفع كيوهيون حاجبه وهو ما يزال عاقدًا ذراعيه ببعضهما قائلاً = اذهبي واحضريه دون أن تتفوهي بكلمة واحدة حتى .. هيا أنا أنتظرك هنا ! =







ارتبكت أريج أكثر وذهبت إلى الغرفة فورًا لتحصل على هاتفها المحمول .. عندما دخلت إلى الغرفة وضعت كلتا يداها على صدرها وتنهدت بقوة لتهدأ خفقات قلبها الحارقة بداخلها , كانت سعيدة للغاية وكادت أن ترقص فرحًا لا تصدق ما يحدث معها حتى ولكنها تناولت هاتفها عن الطاولة بسرعة وخرجت لكي لا تأخر كيوهيون أكثر فوجدته يقف بانتظارها خارجًا , عندما رآها سألها عن الهاتف فأخبرته بأنها قد وجدته ثم قام كيوهيون بإطفاء الإضاءة في القسم وخرج هو وأريج من هناك وركبا بسيارة كيوهيون .. كانت أريج تنظر بين الفينة والأخرى إلى كيوهيون وهو يقود.. كان لكيوهيون سحر من نوع خاص من خلف المقود , أسر قلب أريج بذلك السحر أكثر وزادت خفقات قلبها أكثر .. قطع شرود أريج رنين هاتفها الذي كانت تحملها في يدها .. وعندما نظرت إلى الشاشة لترى من المتصل وجدت اسم " آرا " يتراقص أمامها .. ارتبكت بشدة ولم تدري ماذا تفعل حتى , كيف ستجيب أمام كيوهيون على أخته ؟ ماذا ستقول لها ؟ وماذا لو فضح أمرهما وعرف كيوهيون بكل شيء ؟ هل ستضيع محاولاتهما سدًا منذ البداية ؟ .. تجاهلت أريج الهاتف وضغطت عليه بكلتا يديها لتخفض من صوته .. حينها استغرب كيوهيون = ألن تجيبي على الهاتف ؟! =



ارتبكت أريج وتلون وجهها بألوان قوس قزح = إنها ليست بالمكالمة الهامة ! =



فجأة سكت الهاتف عن الرنين وتنهدت أريج براحة .. تابع كيوهيون القيادة وما هي ثواني إلا وعاود الهاتف الرنين مرة أخرى .. ارتبكت أريج أكثر.. التفت كيوهيون إليها قائلاً = يبدو بأنها مكالمة مهمة أجيبي عليها .. أم هل أنت خجلة من أن تتحدثي على الهاتف أمامي ؟ هل أغلق أذناي ؟! =



شعرت أريج بالإحراج ورسمت ابتسامة مصطنعة قائلة = لا لا لمَ قد اشعر بالخجل من التحدث على الهاتف أمامك ؟ أنا فحسب.. =






وأغلقت الهاتف كليًا ثم أكملت = إنها أختي المتزوجة تريد التحدث إليّ وأنا لا أرغب في التحدث معها الآن لذا سأتصل عليها في وقت لاحق عندما أصل إلى البيت , لا بأس سوف تتفهم الأمر .. =



ابتسم كيوهيون ابتسامة خفيفة = آآهـ من الأخوات .. لدي أخت تدعى آرا وهي في مثل سنك تقريبًا , إنها مزعجة للغاية .. دائمًا تزعجني , أتمنى أن تتزوج في القريب العاجل لكي أتخلص منها ومن ازعاجها .. هاها لو سمعت هذا الكلام الآن سوف تقتلني لا محالة ! =



فوجئت أريج بسبب تحدث كيوهيون عن آرا ثم بدأت بالضحك وقد لمعت في رأسها فكرة للاستهزاء من آرا بها بكلام كيوهيون هذا عنها .. ثم وصلت أريج إلى بيتها ونزلت من السيارة ووقفت أمام نافذة كيوهيون وابتسمت له وأخذت تلوح له بيدها بلطف = شكرًا لك .. عد إلى منزلك بسلام ^^ =



ابتسم كيوهيون إليها بدفء = هيا أدخلي إلى المنزل .. ولا تنسي غدًا في المنتزه العام الساعة السابعة وإياكِ أن تتأخري ولا سأقتلك ! =



ضربت أريج له تحية وهي تضحك ثم انسحبت من أمامه ودخلت إلى المنزل .. أما كيوهيون بعد أن اطمئن بأنها دخلت بسلام ضرب رأسه بيده وهو يضحك = يا لك من مغفل تشو كيوهيون ! =






ثم انطلق وتابع طريقه إلى منزله .. أما أريج فدخلت إلى المنزل وهي تتراقص وتغني بفرح وكأنها تملك سعادة الدنيا كلها .. وفور دخولها إلى غرفتها ألقت بنفسها إلى السرير وأغمضت عيناها وهي تبتسم وصورة كيوهيون لا تغيب عن ناظريها أبدًا .. فجأة تذكرت آرا ففزت من مكانها فورًا وأمسكت بالهاتف واتصلت بها فورًا لتغدق عليها آرا بوابل من الشتائم لتجاهل أريج لمكالماتها حينها تقوم أريج بتهدئتها وتخبرها بأنها كانت برفقة كيوهيون لذا لم تستطع أن تجيب على الهاتف , وتخبرها بكل ما حدث معها وكيوهيون فتسعد آرا بذلك التطور الذي حدث بينهما ثم تبدأ أريج بالاستهزاء من آرا بالكلام الذي قاله كيوهيون عنها فتغضب آرا وتبدأ بسب كيوهيون فتوقفها أريج قائلة = هيـــــــــه لا أسمح لك بشتم ملاكي الحارس ! إياكِ وإن قمتِ بالتحدث عنه بسوء أمامي وإلا سأقطعك إربًا إربًا إن فعلتِ ! =



فتجيبها آرا والدخان يخرج من كلتا أذنيها = أيتها الحقيرة .. أنا نادمة لتقريبك من أخي أصلاً ! اذهبوا إلى الجحيم جميعكم -_- ! = 



وتبدأ أريج بالضحك عليها وتستمران بالجدال حتى تقوم أريج بإقفال السماعة بوجه آرا بعد أن أخبرتها بأن عليها أن تنام وتستيقظ مبكرًا من أجل تدريباتها مع كيوهيون بالصباح الباكر فأخبرتها آرا بأن ترتدي زيًا مثيرًا ومكشوف وقصير لأن كيوهيون يحب الفتيات المثيرات والفاتنات فاحمرت وجنتا أريج خجلاً وأقفلت السماعة بوجه آرا ثم نامت وغطت في نوم عميق كان كيوهيون هو ملك جميع أحلامها فيه ,, "






" في صباح اليوم التالي .. تسللت الشمس من نافذة غرفة أريج لتداعب وجهها بلطف , شعرت أريج بأشعة الشمس فبدأت بفتح عيناها ببطء حتى استفاقت .. تناولت الساعة من جانبها لتجدها قد اقتربت من السابعة , فزت أريج من مكانها مفزوعة = كيوهيـــــــون ! =



و ركضت نحو الحمام بسرعة واغتسلت ثم خرجت ارتدت ملابسها وهرولت من المنزل كالمجنونة إلى المنتزه العام .. وصلت إلى هناك وبدأت بالبحث عن كيوهيون حتى وجدته أمامها يعقد ذراعيه ببعضهما وينظر إليها بعبوس = لمَ تأخرتِ بهذا الشكل ؟ هل غلب عليك النوم كالعادة أيتها الكسولة ؟! =



أخذت أريج تبعثر شعرها بتذمر = آسفة حقًا , هل جعلتك تنتظر كثيرًا ؟! =



عقد كيوهيون أصابع يديه ببعضهم البعض قائلاً = عشرة دقائق فقط لا بأس .. ولكن إن تأخرتِ غـدًا سوف تقومين بـ 10 تمارين ضغط كعقاب ! =


اتسعت عينا أريج بصدمة = مــــاذا ؟ 10 تمارين ضغط O___O  ؟؟! =




صفق كيوهيون بيديه صفقتان وبجدية = فلنبدأ التدريبات الآن , لنرى كم ضعيفة هي بنية جسدك ! =

واقترب من أريج وبدأ بشن هجمات عديدة عليها لم تتمكن أريج من صدها حتى فتعرضت إلى ضربات عدة من كيوهيون انتهت بسقوطها أرضًا متألمة .. وقف كيوهيون أمامها وهو يعقد ذراعيه وينظر إليها = توء توء توء , كيف يمكنك أن تكوني بمثل هذا الضعف ؟ ألا يمكنك صد ضربات خفيفة مثل هذه حتى ؟ حتمًا مكانك في صالون التجميل وليس بين الشرطة أبدًا أيتها الفتاة الرقيقة ! =





كانت أريج تمسك بذراعها متألمة وتنظر إليه = أنت قوي جدًا وبالطبع لن تستطيع فتاة مثلي التغلب عليك ! لقد أخبرتك بأنني لا أمتلك أية مهارات في فنون القتال بالفعل ! =



فاقترب كيوهيون منها ومد يده لها = لكنني لم أتوقع بأن تكوني بهذا السوء , لا بأس هيا انهضي ودعينا نبدأ من نقطة الصفر ! =



نظرت أريج إليه بابتسامة رقيقة وأمسكت بيده ونهضت عن الأرض وضربت له تحية بيدها = أنا مستعدة سيدي ! =



ابتسم كيوهيون ثم حول ملامح وجهه إلى الجدية وبدأ بتعليمها الأساسيات في القتال أولاً .. واجهت أريج صعوبة كبيرة في التعلم وأخذت تتذمر بشدة ولكن كيوهيون كان صارم جدًا معها ولم يدعها إلا بعد أن أتقنت كل ما علمها إياه .. وفي النهاية توقف كيوهيون وأخبرها بأنهم سيتابعون التدريب في الغـد , ففرحت أريج وألقت بنفسها على العشب لترتاح قائلة = آآآآآآآآهـ ما أجمل الراحة .. كم هو متعب أن يكون المرء شرطيًا ! =



فألقى كيوهيون نفسه بجانبها ووضع ذراعه أسفل رأسه وهو ينظر إلى السماء قائلاً = وهل كنتِ تظنين بأنه عملاً سهلاً ؟! =



أغمضت أريج كلتا عيناها قائلة = بالطبع أعلم بأنه صعب وللغاية أيضًا .. لذلك سأستقيل منه فورًا عندما أجد رجلي المناسب وأتزوجه ! =






ضحك كيوهيون على كلماتها تلك وأدار جسده نحوها ونظر إليها = كم أنتِ مخلصة لعملك أيتها الشرطية ! لو كنت ستستقيلين عندما تتزوجين .. لمَ عملتِ كشرطية منذ البداية ؟! =



فتحت أريج عيناها ونظرت إليه وكانت على وشك التحدث ولكنها تجمدت في مكانها وبدأت ضربات قلبها بالخفقان عندما وجدته يحدق بها بتلك الطريقة وتلاقت أعينهما معًا للمرة الأولى ... كانا يحدقان ببعضهما البعض والصمت هو سيد الموقف , شعرت أريج وكأن قلبها سوف ينفجر لشدة خفقاته .. وكذلك كيوهيون الذي بدأت ضربات قلبه بالخفقان مرة أخرى بجنون , كيف حدث ذلك ؟ لم عاود قلبي الخفقان مرة أخرى ؟ هل حقـًا وقعت بحبها كيوهيون ؟ .. كل تلك الأسئلة كانت تجول في خاطر كيوهيون وهو يحدق بعينا أريج دون أن يرمش له جفن واحد حتى .. لم يمنع نفسه من التحديق إليها ولم يتجاهل خفقات قلبه تلك , ربما أحب ذلك الشعور معها ؟؟



قطع عليهم تلك الأجواء الساحرة رنين هاتف كيوهيون الذي أفاق كل منهما إلى الوقت فهرعا إلى المنزل بسرعة لتبديل ملابسهما ثم ذهبا إلى العمل .. لم يمنع كيوهيون نفسه من التحديق بأريج طوال الوقت أثناء العمل وكانت أريج تشعر بالخجل إلا أنها كانت تشعر بسعادة غامرة في داخلها .. لاحظ يونهو تغير نظرات كيوهيون نحو أريج وطريقة تحديقه بها .. ففي السابق لم يكن ينظر إليها حتى سوى عندما تحادثه أو يطلب منها شيء أما الآن فهو يحدق بها بعمق وينظر إليها باستمرار .. ما سبب هذا التغير المفاجئ ؟ إلى ماذا يخطط كيوهيون ؟ هل خوفي من وقوع كيوهيون بحب أريج سيحدث حقًا ؟ هل سيسبقني أيضًا في الحصول على قلب أريج ؟ على جثتي ! لن أسمح بحدوث ذلك هذه المرة وإلا سأقتله بنفسي .. هذا ما كان يجول في خاطر يونهو وهو يراقب نظرات كيوهيون إلى أريج .. أراد يونهو أن يزيح نظرات كيوهيون عن أريج فتوجه نحوها ووقف أمامها ونظر إليها قائلاً = هل يمكننا احتساء كوبـًا من القهوة معـًا ؟ أحتاج إلى محادثتك قليلاً أريج ! =







سمع كيوهيون كلام يونهو فأراد أن يثير غضبه فنظر نحو أريج بتذمر قائلاً = أريج تعالي هنا للحظة , هناك عطلٌ ما في حاسبي ولا أدري ما سببه , هلَ ألقيتِ نظرة عليه ؟! =



نهضت أريج من مكانها ونظرت إلى كيوهيون قائلة = حسنـًا قادمة ... =



ثم نظرت إلى يونهو بابتسامة رقيقة = لحظة وسأعود .. =



ثم تركته وتوجهت نحو مكتب كيوهيون واقتربت منه ووقفت بجانبه .. أما يونهو فاشتاط غضبًا وأخذ يسب ويلعن كيوهيون في داخله , لاحظ كيوهيون تغير ملامح وجه يونهو وشعر باشتعاله فقرر إغاظته أكثر فنهض عن كرسيه وأمسك بيد أريج وجذبها لتجلس على الكرسي مكانه قائلاً = لابد وأن الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً , اجلسي وارتاحي وأنت تعملين كي لا ترهقي نفسك .. =



ارتبكت أريج بشدة وبدأت ضربات قلبها بالخفقان مرة أخرى لمجرد ملامسة يد كيوهيون ليدها وكانت تشعر بسعادة غامرة بسبب ذلك التلامس الرقيق الذي حدث بينهما رغم بساطته إلا انه كان يعني الكثير بالنسبة إليها .. أما يونهو الذي زاد غضبه كاد أن يقترب من كيوهيون ويلكمه على وجهه لكنه أحكم على قبضة يده وتمالك نفسه وخرج من الغرفة ليهدأ من روعه ولا يرتكب أي خطأ .. أما كيوهيون عندما شعر بكل تلك النيران المشتعلة بقلب يونهو شعر بالنصر وأخذ يبتسم بخبث ثم جلس مقابل أريج على المكتب منتظرًا انتهائها من حل العطل الذي اختلقه متعمدًا لإغاظة يونهو وليحظى بوقت أكبر بقرب أريج  , فقد أحب تواجده معها .. لمَ الاستغراب ؟ فقد وقع بحبها فعليًا , حتى هو نفسه استغرب من نفسه ومن تصرفاته معها .. لقد كان يتجاهل كل الفتيات ويرفض التعامل معهن حتى بعد أن تركته حبيبته الأولى , ولكن أريج استطاعت تخطي جميع تلك الحواجز وجعلته يتقرب منها وينجذب نحوها ببساطة وسهولة .. يا للحب من تعويذة غريبة , عندما يزور أحدهم لا يمكن إيقافه أو منع حدوثه .. كما هي حال كيوهيون الذي لم يقاوم أو يمنع دخول أريج إلى قلبه .. "






" بعد مرور يومان .. كان جميع أفراد قسم الشرطة يتجهزون ليكونوا في أروع حلة فمنهم من ارتدى بزته السوداء الأنيقة ودعا زوجته أو حبيبته لارتداء أجمل فساتينها الرائعة فقد قام رئيس القسم بإقامة حفل راقص ليرفه فيه عن طاقمه قليلاً وسمح لكل واحد منهم باصطحاب حبيبته أو زوجته إلى الحفل لتزيد المتعة .. كانت أريج مترددة في اختيار الفستان المناسب لذلك الحفل فاستعانت بآرا التي أخذتها إلى السوق لشراء فستان أنيق يليق بجمال أريج ورقتها .. وبالفعل وجدوا طلبهم كما أرادوه بالضبط .. ذهبت أريج إلى الحفل وهي ترتدي فستانها أحمر اللون الضيق الطويل ذو الأكمام والظهر المكشوف ليبرز جسدها بطريقة مثيرة ويظهر أنوثتها التي اكتملت مع شعرها المسدول على كتفيها بطريقة مرتبة وجميلة ومساحيق التجميل الخفيفة التي أبرزت ملامح وجهها الأنثوية الرقيقة بشكل أجمـل .. "






" دخلت أريج إلى الحفل ودقات قلبها تخفق بشدة , فقد كانت متوترة للغاية كونها المرة الأولى التي ترتدي فيها فستان وبهذه الجرأة , كما كانت متلهفة لرؤية وجه كيوهيون عندما يراها بذلك الشكل .. هل سأعجبه ؟ هل سيحبني بهذا الفستان ؟ هل أبدو جميلة حقـًا لأحصل على رضـاه ؟ .. كل تلك التساؤلات كانت تدور في رأس أريج وتنتظر ظهور كيوهيون أمامها لكي تجد الإجابات على كل تلك التساؤلات .. وما هي لحظات إلا وكان يتسارع نحوها قلبان , قلب كيوهيون وقلب يونهو بدئا يتنافسان للحصول على تلك الجميلة التي تقف وحيدة هناك .. ولكن بالنهاية كان قلب كيوهيون هو الفائز بوصوله إلى تلك الجميلة أولاً .. وقف أمامها ومد ذراعه لها ثم رسم ابتسامته الساحرة على شفتاه وهو ينظر إليها قائلاً = هل توافقين على أن تكوني رفيقتي هذه الليلة في هذا الحفل جميلتي ؟! =



توردت وجنتا أريج خجلاً وزادت خفقات قلبها أكثر من كلماته بعد ابتسامته القاتلة تلك , ثم أمسكت بيده وأخذت تومئ إليه برأسها إيجابًا وهي تنظر إليه بابتسامتها الرقيقة الخجولة المصحوبة بحمرة خديها معلنة موافقتها له .. ابتسم كيوهيون ابتسامة خفيفة ثم أغلق يده على يدها لتحيطها وتعانقها برقة وحب , وبدئا بالسير كأمير وأميرة بين المدعوين في الحفل كما في القصص الخيالية وتحيط بهما عيون جميع من حولهما .. ثار غضب يونهو واشتعلت النيران في قلبه , لقد تفوق عليه كيوهيون في الحصول على أريج كرفيقة له بالحفل بينما هو لم يقترب منها حتى .. لم يستسلم يونهو فتوجه نحو كل من كيوهيون وأريج واعترض طريقهما وابتسم قائلاً = أعتقد بأن أريج ستكون رفيقتي الليلة , لمَ لا تبحث عن فتاة أخرى كيوهيون ؟! =



ارتبكت أريج ولم تدري ما تقول حتى وأرخت يدها من يد كيوهيون .. فأحكم كيوهيون على يدها مما زاد من ارتباك أريج ثم نظر إلى يونهو بثقة = ولمَ لا تبحث أنت عن فتاة أخرى يونهو ؟ هناك مثل يقول (( من سارع إلى الثمر أولاً حصده ! ومن تأخر عنه ضاعت فرصته ! )) وهذا ينطبق علينا الآن .. لو أردتها أن تكون رفيقتك لكنت سارعت إليها منذ البداية وحصلت عليها ولكنك تأخرت وكانت من نصيبي أنا ! اعذرنا ... =


وأمسك بيد أريج بقوة أكبر ثم سار معها بعيدًا عن يونهو الذي تجمد بمكانه وهو يشتغل غضبًا ويزيد سخطه وكرهه لكيوهيون الذي بدأ يسلب منه حبيبته شيئًا فشيئًا .. أثناء سير كيوهيون وأريج معًا بعد أن تركا يونهو دقت موسيقى رومانسية هادئة فنظر كيوهيون إلى وجهها بهدوء متسائلاً = ما رأيك بأن نتشارك هذه الرقصة معـًا ؟! =






نظرت أريج إليه وعلامات الصدمة تبدو على وجهها فلم تتوقع منه عرض تلك الرقصة الرومانسية عليها أبدًا .. لم ينتظر كيوهيون إجابتها حتى , جذبها نحو حلبة الرقص بعد أن قرب جسدها من جسده بنعومة وأحاط خصرها بكلتا يديه فوضعت أريج كلتا ذراعيها على كتفيه لا شعوريًا وهي تحدق بوجهه وعلامات الصدمة مازالت تعتلي وجهها .. كان كيوهيون يضحك ضحكات خفيفة عليها وهي تحدق به بتلك الطريقة فرمقها بنظرة ساحرة جذابة قائلاً = هيـــه كفي عن التحديق بوجهي بهذه الطريقة ! =



حينها استفاقت أريج على نفسها وشعرت بالارتباك والخجل فأخفضت بصرها إلى الأسفل بحياء .. ابتسم كيوهيون ابتسامة خفيفة لتتحول إلى هدوء قاتل عندما بدأ يتأمل ملامحها الخجولة تلك أمامه .. ملامح مليئة بالأنوثة والرقة ابتداءً من عيناها نزولاً إلى شفتاها , كالمنحوتة الفنية رائعة الجمال التي لا يمكن للمرء إزالة بصره عنها بمجرد رؤيته لشدة روعتها .. كان كيوهيون يحدق بها وكأنه يراها للمرة الأولى وبدا كالمسحور تمامًا بجمالها .. كان قلبه يخفق أكثر كلما حدق بها أكثر .. شعرت أريج بنظرات كيوهيون التي تحاصرها وتوردت وجنتاها أكثر لتصبح بلون الكرز الشهي الذي ينتظر قطفه .. وما هي لحظات إلا وقد وجدت أريج نفسها بين أحضان كيوهيون الذي خاف أن يفعل معها شيء سيء أمام الجميع لو استمر بالتحديق بوجهها النقي , بعينيها اللؤلئيتان , بشفتيها الفراوليتان .. فانجذب نحوها بشكل أكبر ودفن رأسه بشعرها وعانقها بقوة ثم أغمض كلتا عينيه بعمق ليتلذذ بذلك العناق الدافئ ويستمع لصوت قلبيهما معًا .. شعرت أريج برعشة قوية تسري بجسدها عندما أحست بأصابع كيوهيون تتراقص برقة على ظهرها المكشوف .. شعرت وكأن قلبها سوف يخرج من صدرها في تلك اللحظة وكأنه بركان مشتعل قابل للانفجار .. "




"أما يونهو فقد كان يجلس على إحدى الطاولات ويحتسي مشروبًا وهو يراقبهما من بعيد محاولاً إطفاء النيران المشتعلة بداخله ولكن مرارة الكحول لم تزد تلك النيران سوى اشتعالاً , أخذ يصب جم غضبه في احتساء النبيذ واستمر في الشرب حتى ثمـل وفقد صوابه .. فعندما كان كل من كيوهيون وأريج على وشك مغادرة الحفل اعترض طريقهم يونهو ونظر إلى أريج وهو يترنح يمينًا ويسارًا غير قادر على الثبات في مكانه قائلاً
 = انتظري أريج سأقوم أنا بإيصالك إلى البيت ! =



أخذت أريج تنظر إليه وأجابته قائلة = ولكنك ثمل بالفعل .. كيف ستقود السيارة في مثل حالتك هذه ؟! =



أخذ يونهو يحرك يداه أمام وجهه قائلاً  كلا أنا لستُ ثملاً ! أنا في كامل وعيي !  =



ثم أمسك بيد أريج قائلاً = هيا دعيني أوصلك ! =



وأوشك على المشي وهو يمسك بيدها وهي مرتبكة لا تدري ماذا تفعل حتى , فتحرك كيوهيون بسرعة واعترض طريق يونهو ووقف أمامه قائلاً = دعها ! =



نظر يونهو إليه وهو بالكاد يستطيع فتح عيناه من تأثير الكحول = ابتعد عن طريقي , ماذا تريد أيها الأبله الآن ؟! =



حينها أمسك كيوهيون بذراع أريج لتبتعد يد يونهو عنها ثم سحبها نحوه لتقف بجانبه ويبعدها عن يونهو .. كان قلب أريج يخفق بشدة وكيوهيون يمسك بذراعها بتلك الطريقة وكانت خائفة من ردة فعل يونهو في نفس الوقت .. اشتعل غضب يونهو من كيوهيون وحاول أن يمسك ذراع أريج مرة أخرى ولكن كيوهيون سحب أريج وأبعدها خلفه لكي لا يتمكن يونهو من الوصول إليها .. زاد غضب يونهو وأخذ يصرخ = أيهـــــــــــا الوغــــــــــــــد ! =





ورفع قبضة يده لينقض على كيوهيون ليضربه ولكن كيوهيون كان أسرع منه وانقض عليه ولكمه لكمة قوية على وجهه أسقطته أرضًا مغشيًا عليه بسبب تأثير الكحول الذي أرخى جميع عضلاته ومع لكمة كيوهيون القوية له غط في نوم عميق .. وضعت أريج كلتا يديها على فمها بصدمة وذعر لما رأته , أما كيوهيون فطلب من أحد أصدقائهم في الشرطة أن يأخذ يونهو إلى بيته ويعتني به ثم اقترب من أريج متسائلاً = هل أنتِ بخير ؟ هل نذهب الآن ؟! =



نظرت أريج إليه وبصوت مرتعش = ما الذي حدث له ؟ هل سيكون بخير ؟! =



أمسك كيوهيون بيدها ونظر إليها بابتسامة رقيقة = لا تقلقي سوف يكون بخير إنه فقط بسبب تأثير الكحول .. هيا نذهب ! =



ارتبكت أريج وأومأت له برأسها إيجابًا فسار كيوهيون وهو يمسك بيدها حتى وصلوا إلى خارج مكان الحفل وركبوا سيارة كيوهيون .. كان الصمت سيد الموقف , لم تتمكن أريج من النطق بكلمة واحدة حتى واكتفت بالتحديق إلى كيوهيون بين الفينة والأخرى .. لمَ يتصرف بهذا الشكل معي ؟ لقد زاد اهتمامه بي أكثر من السابق .. أمسك بيدي أكثر من مرة اليوم من دون أن يستأذن حتى .. ما الذي يحدث ؟ هل تمكنت من مسح تلك الفتاة من قلبه وحصلت أنا عليه ..؟! كل هذه التساؤلات كانت تدور في بال أريج وهي تحدق بكيوهيون .. أحس كيوهيون بنظرات أريج تلك إليه فتحدث قائلاً = هل أنا أعجبك إلى ذلك الحد ؟ لمَ تستمرين بالتحديق إليّ ؟ أشعر وكأنني ملك جمال العالم لكثرة تحديقك بي بذاك الشكل ! =



استفاقت أريج على نفسها وأشاحت بنظرها عنه ونظرت أمامها بارتباك قائلة = أنا لا أنظر إليك ! لقد شرد عقلي في شيء ما فحسب ... =



ابتسم كيوهيون ثم تابع قائلاً = اووهـ يبدو بأن عقلك شرد بعيدًا ليفكر بي .. أعتقد بأنني أعجبك , أليس كذلك ؟! =



ارتبكت أريج وأخذ قلبها يرجف في مكانه وأجابته بتلعثم = مــــاذا ؟ لا .. يستحيل ! أنا لست معجبة بك ! ما هذه الأفكار السخيفة التي تخطر ببالك الآن كيوهيون ؟! =



ابتسم كيوهيون بخبث قائلاً = حسنًا سأعتبر ما تقولينه صحيحًا .. لأن ارتباكك يظهر عكس ذلك تمامًا ! =



اتسعت عينا أريج بصدمة ثم نظرت إليه وهي تحرك كلتا يداها أمام وجهها بسرعة = أنا لست معجبة بك .. أنا حقًا معجبة بك ! .. =



ثم صمتت لثانية لتراجع كلماتها الأخيرة التي تسربت من فمها على حين غفلة واتسعت عيناها بصدمة أكبر وكان قلبها يخفق بشدة ويرجف بداخلها .. حينها أخذ كيوهيون يضحك قائلاً = ها قد ظهرت كلمة الحق ! أنتِ معجبة بي حقــًا ! يا إلهي هل تمكنتُ من إذابة قلبك بهذه السهولة ؟! يا لي من ماكر!  =



فأخذت أريج تتكلم بسرعة ووجنتاها محمرة خجلاً = أنا حقًا لست كذلك كيوهيون صدقني لست معجبة بك! =





استمر كيوهيون بالضحك على ردة فعلها تلك وأريج استمرت بنفي إعجابها له وهي تشتغل غضبًا منه  ... أوقف طريق سيرهم إشارة المرور الحمراء فتوقف كيوهيون ثم نظر إلى أريج وهو يضحك = حسنًا حسنًا صدقت بأنك لست معجبة بي لقد كنت أمزح معكِ فحسب ..  =



أخذت أريج تومئ له برأسها إيجابًا ووجنتيها شديدتا الحمرة  = أجـل , لست معجبة بك ! =



فنظر كيوهيون إليها بابتسامة هادئة  = بالمناسبة , تبدين جميلة جدًا اليوم وحمرة وجنتاك تلك زادتك جمالاً ! لا تظهري حمرة وجنتاك تلك أمام أحد ! =



ثم نظر أمامه ليتابع القيادة بعد أن تحولت إشارة المرور إلى اللون الأخضر تاركًا أريــج تتصارع مع خفقات قلبها المجنونة لا تستطيع استيعاب ما سمعته حتى .. وساد الصمت بينهما طوال الطريق وحتى وصلت أريج إلى منزلها وودعته ثم هرعت إلى داخل المنزل ودخلت إلى غرفتها فورًا وأغلقت على نفسها الباب ووقفت خلفه وهي تضع كلتا يداها على صدرها الذي كان ينخفض ويعلو بسرعة إثر ضربات قلبها المتسارعة .. وفي نفس الوقت رن هاتفها فنظرت إليه لتجد آرا المتصلة فأجابتها بسرعة لتخبرها بكل ما حصل فأخذت آرا تصرخ فرحـًا بما سمعت وتنبأت باعتراف كيوهيون بالحب لها بأقرب وقت ولكن أريج كانت خائفة من ذلك بالرغم من أنها تنتظر ذلك الاعتراف من كيوهيون على أحر من الجمر .. "






" .. وفي اليوم التالي , كان كل من يونهو وأريج قد وصلا إلى العمل أولاً .. وكانا يعملان معـًا في الغرفة الخاصة بهما , وصل كيوهيون متأخرًا قليلاً في ذلك اليوم بسبب تأخره في النوم بسبب الحفل في اليوم السابق .. دخل حيث يونهو وأريج وما هي دقائق إلا وتوجه يونهو نحوه وقام بلكمه على وجهه قائلاً = وهكذا أكون قد رددت لك دين البارحة ! =



تجمدت أريج بمكانها بصدمة وخوف .. أما كيوهيون الذي سالت الدماء من شفتيه إثر اللكمة تنهد بقوة وأغمض كلتا عيناه ثم فتحهما ونظر إلى يونهو وهو يعقد كلتا ذراعيه ببعضهما = رائع , أنت لا تنسى أي شيء حتى وإن كنت ثملاً ! لديك ذاكرة رائعة أيها الأبله , لم أتوقع بأنك قد تتذكر تلك اللكمة وأنت في أشد حالات الثمل ! =



حبس يونهو غضبه وابتسم بخبث = بالطبع لن أنسى أن أرد لك الدين أبدًا ! =



لمس كيوهيون شفتاه بيده فتألم قائلاً = آآهـ أيها الأحمق لقد آلمتني .. =






فتوجهت أريج نحو كيوهيون بقلق قائلة = هل أنت بخير كيوهيون ؟ =



فنظر إليها كيوهيون بعبوس وهو يشير إلى شفتيه قائلاً = انظري لقد قام ذلك الأحمق بتشويه شفتاي الجميلتان .. =



فنظرت أريج إليه قائلة = انتظر سوف أقوم بتطهير جرحك ! =



 ثم قامت أريج بإحضار علبة الإسعافات الأولية وبدأت بتطهير جرح كيوهيون وقلبها يخفق بشدة وهي تنظر إلى شفتاه .. كان كيوهيون يتألم إثر لمسها لجرحه ويشعر بالسعادة بنفس الوقت بقرب أريج منه وهو يحدق بوجهها مستمتعًا بإغاظة يونهو الذي كان يشيط غضبًا وقد تمالك أعصابه رغمًا عنـه .. "






" في اليوم التالي وفي الصباح الباكر .. كان  موعد كيوهيون لتدريب أريج على فنون القتال والدفاع عن النفس .. كانا قد وصلا إلى نصف التدريب وكانت أريج مفعمة بالنشاط وتتدرب بحماس كون مهاراتها قد تحسنت كثيرًا عن قبل بفضل تدريبات كيوهيون لها .. اقترح كيوهيون أن ينافسها في القتال فوافقت أريج بأنها سوف تنافس معلمها .. بدئا بالمنافسة وكان كيوهيون الأقوى بالطبع , تمكنت أريج من صد بضع هجماته عليها .. وحاولت أن تهاجمه ولكنه تمكن منها وجذبها نحوه وأحاط بها من الخلف لتعلق أريج بين كلتا ذراعيه وتتسمر في مكانها تاركة ضربات قلبها تعلو , أما كيوهيون فتجمد في مكانه تاركًا أريج بين ذراعيه بعناق خلفي عفوي أحدثته الصدفة بينهما لتشعل قلبيهما وتذيبهما معـها , حالما استفاقت أريج على نفسها حاولت الابتعاد عنـه ولكن كيوهيون أحكم ذراعيه حول خصرها متمسكًا بها أكثر ثم أسند رأسه على كتفها و همس بأذنها بصوت هادئ = لا تتحركي .. هلَ بقيت هكذا للحظة فقط ؟! =






اتسعت عينا أريج بصدمة من طلب كيوهيون ذلك وتسمرت في مكانها وقلبها يخفق بشدة وأحست بأنه سوف ينفجر ولكنها أرخت نفسها بين ذراعيه لتستمع بذلك العناق الخلفي الدافئ ... ربما طلب منها كيوهيون ذلك ليتأكد من خفقات قلبه وحبه لها , وبالفعل لم يتوقف قلبه عن الخفقان لها أبدًا طوال قربه منها بذلك الشكل .. استمرا على تلك الوضعية لدقائق زينتها خفقات قلبيهما المجنونة .. وفي تلك الأثناء رآهم شخـص من بعيـد , اقترب منهمـا ليتأكد من صحـة من يرآهـ .. لقد كانا بالفعل كيوهيون وأريج , اشتاط يونهو غضبـًا , شعر وكأن قلبه سينفجر .. هل وقع كيوهيون بحبها بالفعل ؟ كيف تجرأ على فعل ذلك ؟ من أذن له بسرقة فتاتي ؟ سوف يدفع الثمن غاليـًا ! ... تلك الكلمات كانت تجول في خاطر يونهو وهو يحكم على قبضة يده بغضب والدم يغلي في عروقه كالنار الملتهبة .. ابتعد عنهم لكي لا يتهور بارتكاب خطأ ما فأخذ يجري بسرعة لينفس من غضبه وهو يسب ويلعن كيوهيون .. لعل ذلك يطفئ نيران الغيرة المشتعلة في داخله .. 



أما كيوهيون فقد ابتعد عن أريج بعد لحظات من ابتعاد يونهو عنهمـا .. كانت وجنتا أريج تشتعل خجلاً وعندما لاحظ كيوهيون ذلك نظر إليها ووضع يده على عنقه بارتباك قائلاً = لقد كنت أشعر ببعض الضيق وبحاجة إلى عناق كهذا لكي أرتاح .. لم أجد أمامي سواك فتمسكتُ بك دون تردد حتى .. كتفك مريح ! =



ارتبكت أريج وازدادت وجنتاها حمرة وشعرت بسعادة غامرة بداخلها فنظرت إليه بابتسامة عفوية قائلة = لا بأس بذلك .. المهم أنك قد ارتحت الآن ^^ ! =



لم يقاوم كيوهيون حمرة وجنتيها فاقترب منها وقام بقرص خدها قائلاً = احـم .. بالمناسبة لازلت ضعيفة وبحاجة إلى مزيد من التدريب أيتها الشقية ! إن لم تحسني من أدائك سوف أستمر بقرص خدك بهذه الطريقة !  =





نظرت أريج إليه بعبوس = اترك خدي! أكره أن يلمسه أحد ! =


أخذ كيوهيون يرقص حاجبيه ويبتسم بخبث وهو يمسك بخدها = لا لن أفعل إلا إن تحسنت مهاراتك في القتال ! =


فأخذت أريج تصرخ به بإنزعاج = هيـــــــه دع خدي وشأنه ! =



فرفض كيوهيون واستمر بإغاظتها فمدت أريج يدها نحو خده وقرصته فجُن كيوهيون وبدئا بمضايقة بعضهما واستمر الجدال بينهما وكل واحد منهما يمسك بوجنة الآخر وعلامات العبوس ظاهرة على وجهه , استمرت تلك المجادلات حتى استفاقا على نفسيهما بالنهاية بتأخرهما عن العمل فهرعا إليه فورًا بسرعة كالمجانين .. وهم في طريقهما إلى الغرفة استمرا بضرب بعضهما البعض والضحك حتى وصلا إلى الغرفة حيث وجدا يونهو هناك الذي نظر إليهما مدعيـًا عدم المبالاة فأراد كيوهيون إشعال غيرته فطوق كتفي أريج بذراعه ثم سار معها وأجلسها على الأريكة قائلاً = لابد وأنك متعبة .. استريحي ! =



ارتبكت أريج ولكنها أومأت برأسها إيجابًا وابتسمت له .. تظاهر يونهو بانشغاله ببعض الأوراق أمامه ولكنه كان يشتعل من داخله .. كان يود بأن ينهض ويضرب كيوهيون حتى الموت ولكنه تمالك نفسه لكي لا يقدم على قتله في تلك اللحظة .."





" .. وبعد مرور يومان , وعند انتهاء تدريب كيوهيون لأريج قام بإعطائها ورقة بيضاء صغيرة وطلب منها ألا تفتحها إلا بعد مغادرته .. وبالفعل بعد أن غادر كيوهيون قامت أريج بفتح الورقة بسرعة متلهفة لما بداخلها وضربات قلبها متسارعة لتجد بداخلها بعض الكلمات .. (( قابليني فوق سطح البناية في القسم فور وصولك .. أنتظرك ! ))


بدأت يدا أريج بالارتعاش وهي تحمل الورقة وزادت ضربات قلبها أكثر .. استغربت ذلك الطلب المفاجئ من كيوهيون وأخذت تفكر بما يريده منها وبدأت الأفكار تلعب في رأسها .. أغلقت الورقة وضمتها إلى صدرها ثم أغمضت عيناها وتنهدت بعمق لتخفف من توترها وتوجهت إلى البيت لتبدل ملابسها .. وبعد أن انتهت توجهت إلى العمل  , دخلت إلى القسم ثم الغرفة الخاصة بها وكيوهيون ويونهو ولكنها لم تجد أحد هناك .. وضعت حقيبتها جانبــًا ثم خرجت من الغرفة وصعدت إلى سطح البناية , أخذت تبحث بنظراتها عن كيوهيون فقاطعها صوته من الخلف = هل تبحثين عن الوسيم الذي طلب مقابلتك هنا ؟! =



تجمد قلب أريج في مكانه في تلك اللحظة عندما سمعت صوته فالتفتت إليه لتجده جالسًا على الأرض يسند ظهره إلى الحائط وهو يبتسم إليها = اووهـ , لمَ تجلس هناك ؟! =


ربت كيوهيون على الأرض بجانبه بيده قائلاً = لقد تعبت وأنا انتظرك فجلست .. تعالي اجلسي بجانبي هنا! =





أومأت أريج له برأسها إيجابًا وتوجهت نحوه وجلست بجانبـه وأخذت تنظر إلى السماء وتتأملها .. فبدأ كيوهيون بالحديث = الجو جميـل اليوم أليس كذلك ؟! =


أومأت أريج رأسها بالإيجاب وهي تحدق بالسماء فتابع كيوهيون = لابد وأنك مستغربة طلبي هذا منك باللقاء هنا وتودين معرفة السبب , أليس كذلك ؟! =


استمرت أريج بالتحديق في السماء = ممممم .. =



تنهد كيوهيون بعمق ونظر إليها = في الحقيقة ..... =



أما في مكان آخر في نفس البناية .. كان يونهو قد وصل إلى القسم ودخل إلى الغرفة ليبدأ بعمله .. لاحظ وجود حقيبة أريج على الأريكة فعلم بأنها قد وصلت إلى العمل مبكرًا ولكنها ليست موجودة في الغرفة .. ترى أين قد تكون ؟! .. خرج يونهو من الغرفة ليبحث عنها في القسم ولكنه لم يجدها .. لاحظ أحد الضباط حيرة يونهو فسأله عن السبب , تجاهل يونهو الإجابة في البداية ولكنه سأله في النهاية إذ ما كان قد رأى أريج في القسم أم لا .. فأجابه قائلاً = بصراحة لقد شاهدتها تصعد إلى السطح قبل عشرة دقائق تقريبـًا ولم تنزل بعد , ربما تجدها هناك ؟؟ =



استغرب يونهو سبب صعود أريج إلى السطح فهي لم تفعل ذلك من قبل .. فربت على كتف ذلك الضابط وانطلق نحو السلالم ليصعد حيث أريج .. كان يونهو سعيد جدًا , ها قد حانت فرصته لينفرد بأريج ويتحدث إليها بهدوء دون وجود العائق :: كيوهيون :: بينهما .. كان يصعد درجات السلم وهو يردد كلماته في عقله (( إنها فرصتك المناسبة لتفصح لها عما يلوح بداخلك من مشاعر نحوها ! نعم سوف تفعلها يونهو ! ))



أكمل درجات السلم ودخل إلى السطح بحثـًا عن أريج .. فجأة تجمد في مكانه واتسعت كلتا عيناه بشدة , عجز عن الحركة وتوقف جريان الدماء في عروقه من هول ما رآه أمامه وبصوت يشبه الهمـس كيــــــــف O ______ O  ؟! =






يـتـبـــــــــــــــــع........

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق