سأحميــــــــــكِ (( حبيبتي )) •♡• Part1
حي كوري عتيق ذو أزقة ضيقة .. وأمام أحد بيوته
الصغيرة المتشققة التي يغلب عليها طابع الفقر .. كان دونغ هي يقف مع مجموعة
من رجـال يبدون كأفراد عصابة مافيا يحاصرونه من كل مكان , فجأة رفع أحدهم صوتـه
الأجش قائلاً وهو يرفع كم سترته للأعلى " إذًا سيد دونغ هي .. هل ستقوم بإعطائنا النقود
أم نلجئ لاستخدام سبلنا الأخـرى معك ؟! "
ارتبـك دونغ هي لكنه تمالك نفسه وخاطبهم قائلاً
بنظراته القوية
" امنحوني فرصة واحدة أخيرة فقط .. حتـى أستطيع
تدبير النقود .. "
فأجابه الشاب بصوتٍ حاد رافعـًا حاجبه الأيسر
لأعلى
" لقد منحناك فرصة أخيـرة من قبل بالفعـل .. إلى
متـى سوف تستمر بمماطلتنا هكـذا ؟! "
تنهد دونغ هي مثبتـًا نظراته قائلاً " مرة
واحدة فقط ولن أخـذلك ! "
فجــأة ظهرت فتاة شابـة من خلفه وأخـذت تخاطب
دونغ هي وعيناها تجول بينه وبين أولئك الرجـال متعجبة " اوبـــا ! ما الذي يحدث هنـا ؟ ومن هـؤلاء ؟ "
اعترى التوتر دونغ هي للحظات ولكنه تمالك نفسه ,
التفت إليها و ربت على كتفها قائلاً " هـانـا .. إنـه لا شيء , ادخلي إلى البيت الآن
وسأوافيكِ بعد قليل .. "
فأومـأت له برأسهـا إيجابـًا , وانسحبت لكي تدخل
إلى المنزل وعلامات التعجب والاستفهام لا تزال على وجهها , لكـن الشاب الآخر قاطع
تقدمها قائلاً
" انتظـري ! "
انتصبت هانا في مكانها والتفتت إليـه متسائلةً
فتابع قائلاً مركزًا نظراته عليها " هل كان اسمك هانا ؟ * ثم نظر إلى دونغ هي
قائلاً وهي يغمز إليه * من تكـون ؟! "
فنظر دونغ هي إليه متسائلاً بنبرة وملامح جادة " إنهـا
شقيقتي الصغـرى .. لمَ تسأل ؟! "
فتابع الشاب وابتسامته الماكرة ترتسم على شفتيه
قائلاً
" اووهـ شقيقتك الصغرى ؟ ديبــاك .. إنهـا جميلـة
ورقيقـة , لو عملـت معـي سيتخلص شقيقها الأكبر من ديونـه , كذلك سيحصل على وظيفـة
ثابتة ومحترمة , أليس ذلك رائعـًا ؟! "
فنظـر إليـه دونغ هي بطرف عينـه قائلاً " مـاذا
تقصد بأن تعمل معـك ؟ "
اقتربت هانا من الشاب متسائلةً وعيناها تفيضان
بالأمل
" لو عملت معـك , سيتخلص اوبا من الديون ويحصل
على وظيفة ثابتة حقـًا ؟! "
فابتسم الشاب بثقة " بالطبـع , هل تقبلين العمـل معـي يا حلوتـي ؟!
أدعـى كريس *
أخرج من سترته بطاقة
وعرضهـا على هانا وأكمل قائلاً * هـذه هي بطاقة عملي , خذيهـا ! "
أخذت هانا منـه البطاقـة وأخـذت تتفحصها , لكن
الغضب اشتغل بداخل دونغ هي وأمسك بمعصمها , أرجعهـا للخلف وراءه ثم نظـر إلى كريس
بحـدة
" شقيقتي لن تعمل معـك .. سأعيـد إليك نقودك
بنفسي لا تقلق ! "
فابتسم كريس بخبث بعد أن عقد ذراعيه ببعضهما
البعض قائلاً
" هيا إذًا .. أعد نقودي إليّ الآن سيد دونغ هي
.. إن لم يكن لديك أي مانع بالطبع ! "
شد دونغ هي على قبضة يده بغضب , فقامت هانا
بإمساك يده ونظرت إليـه قائلةً بنبرة مليئة بالترجي وعيناها تلمعان " دعنـي
أعمـل معـه اوبا .. أرجوك , دعنـي أساهم ولو مـرة واحدة فقط بمساعدتك
.. "
نظر دونغ هي إليهـا بجدية وبنبرة صارمة " على
جثتي ! لن يحدث ذلك أبـدًا ! أفضل أن أموت على أن أراكِ تعملين معـه ! أنتِ لا
تعرفين كيفية عمله هانا .. ولا يجب أن تعرفي حتـى .. "
فشدت هانا على يده بإصرار وبنفس نبرتها السابقة " اوبـا
أرجــوك .. دعنـي أجــرب ! لن نخسـر شيء .. "
أجابهـا دونغ هي بجدية وصرامة أشد " لا
هانا لن يحدث *
ثم وجه نظره نحو كريس
ورجـاله قائلاً بحدة * خلال يومين ستكون نقودكم بين أيديكم , خلال
يومين فقط ! "
فنظر كريس إليه بتحدٍ قائلاً " إن
لم تفِ بوعـدك خلال هـذان اليومان .. شقيقتك الصغرى هانا ستصبح دميتي ! ها قد
حذرتـك دونغ هي .. لا رحمـة بعد الآن ! * وابتسم بمكر ثم نظر إلى
رجاله قائلاً * هيا
فلنذهـب ! "
ثم غـادر ورجاله تاركًا دونغ هي وهانا خلفه
يصارعـان الخوف والقلق .. كاد دونغ هي أن يفقد عقله إذ كان الدم يغلي في عروقه
كالنار من شدة غضبـه وكلمات كريس (( شقيقتك الصغرى هانا ستصبح دميتي )) تتردد في أذنـيه , أما
هانا فخافت عليه وعلى نفسهـا .. أصبحت تفكر ما الذي قد يحدث ؟ من أين قد يأتي دونغ
هي بالنقود ليسد الدين لكريس ؟ وما الذي قد يحل بهـا ؟! .. لم يكـن حينهـا وسيلة
أمامها سوى البكـاء , تجمعـت الدموع في عيناها وبدأت بالنزول , اقتربت من دونغ هي
وأمسكت بيده
" ماذا ستفعل اوبـا ؟ ماذا سيحدث ؟! "
تنهـد دونغ هي ليخفي النيران المشتعلة بداخله
وأخـذ يربت على شعرهـا بهدوء قائلاً " لا تقلقي هانا .. اوبا سيحل الأمـر خلال يومان
فقط .. سيكون كل شيءٍ على ما يرام ! "
ثم جذبهـا إليـه وضمهـا بين ذراعيـه يعانقهـا
فتشبثت به بقوة وأخـذت تلمس على شعره بحنـان مرددة بصوتٍ مرتعش ممتزج بالبكـاء " أتمنـى
ذلك اوبا .. أتمنـى ذلك ! "
(( هانا
ودونغ هي .. شقيقان وحيدان لعائلة فقيرة مكونة منهمـا فقط فقد فقدا والداهما منذ
عامين تقريبـًا , إذ مات والدهما إثر سقوط مجموعة من الحجارة العملاقة فوقه أثنـاء
عملـه في أحد مواقع البنـاء .. وقد كانت تلك الحادثة صدمـة كبيـرة بالنسبة لزوجتـه
التي كانت تعاني من مرض خبيث وهو سرطان الثـدي .. لم تتحمل فراق زوجهـا واشتد
مرضهـا إذ أثر عليها بشكل كبير مما أدى إلى وفاتها بعد فتـرة ليست بطويلة من وفاة
زوجهـا تاركين خلفهمـا دونغ هي وهانا وحيدين , عانيـا كثيرًا في البداية بسبب
فقدان والدهمـا ولكـنهما اعتادا على الأمـر مع الوقـت وبدأ دونغ هي يبحـث عن عمل
كي يوفر لهانا ولنفسه احتياجاتهما .. بحث كثيرًا دون جـدوى حتــى تعـرف إلى كريس
الذي بدوره كان دائمـًا يعطي دونغ هي أمـوالاً دون أي مقابل مدعيـًا بأنـهما
صديقان والصديـق دائمـًا يعاون صديقـه وقت الضيق .. واستمرا على ذلك الوضع لفتـرة
حتـى نشبت بينهمـا مشكلـة بعـد أن عرض كريس على دونغ هي أن يعمل معـه فوافق ..
وعندمـا عـرف دونغ هي طبيعة عمل كريـس المبنية على الأعمـال الغير شرعيـة (
كالقتـل , المخادعة والاحتيال , تجارة المخدرات وإلخ..... ) رفـض دونغ هي العمـل
معـه وقرر الابتعـاد عنـه فجن جنون كريس وأخـذ يطالـب دونغ هي بكل الأمـوال التي
قام بتقديمهـا له وبالطبـع دونغ هي كان مفلـس تقريبـًا ولم يستطع إرجاع نقود كريس
فطلب منـه أن يصبر عليه قليلاً حتـى يستطيع تدبـر المـال .. أخـذ دونغ هي يعمل
بدوامٍ جزيء في مهن متعددة وتمكـن من إرجاع جزء من النقود إلى كريـس ولكنـه لم
يستطع إرجاع بقيـة النقود إليه حتـى الآن بسبب عدم إيجاده لمهنة مناسبة .. فأي عمل
يتقدم إليـه يخبرونـه بأنهم بحاجة إلى شهادة جامعيـة وبالطبـع دونغ هي لا يملك
واحدة فقد ترك الدراسة في سن مبكرة بسبب عدم قدرة والده على دفع تكاليف دراستـه هو
وهانا .. وإذا وجـد عمل فيكون في مواقع بنـاء وهو ما يخشاه دونغ هي ويذكره بموت
والده لذلك يرفض العمـل بـه .. لطالما أخبرت هانا دونغ هي بأنها تريد العمل
لمساعدتـه ولكنـه كان يرفض رغم محاولاتها المتكررة ويخبرها عبارتـه المعتادة "" اوبا
لن يدعكِ تعملين .. فأنتِ أميرة وليس على الأميرات أن تعملن "" ..
فدونغ هي يحب هانا ويخاف عليهـا كثيرًا كما أنه
يعلم جيدًا كيف هو العالم الخارجي وكم سيكون قاسي على فتاة بجمال ورقة هانا التي
لم تعتد إلا على حنان ودلال شقيقها الأكبـر.. ))
في صباح اليوم التالي استيقظت هانا ولم تجد دونغ
هي في المنـزل فأيقنت بأنـه قد خرج مبكرًا للبحث عن عمـل , تنهـدت بعمـق ثم تذكرت
بطاقة العمل التي قام كريس بإعطائهـا إياها فأخرجتهـا من جيب سترتها وأخـذت
تتأملهـا وتتذكر كلمات كريس "" اووهـ
شقيقتك الصغرى ؟ ديبــاك .. إنهـا جميلـة ورقيقـة ولو عملـت معـي سيتخلص شقيقها
الأكبر من ديونـه و سيحصل على وظيفـة ثابتة ومحترمة أيضًا , أليس ذلك رائعـًا ؟! ""
رفعت رأسها عن البطاقة قائلةً " هل
حقـًا سيحصل لاوبا على وظيفة لو عملت معـه ؟! لكـن اوبا سيغضب لو قمـت بذلك , ماذا
عليّ أن أفعل ؟ يجب أن أنقذ اوبا وأنقذ نفسي من هـذه المشكلة بأسرع وقت ! "
ثم أخـذت تقلب البطاقة بين يديها بتوتر
والأفكـار تصارعهـا من الداخـل .. وفي المسـاء عاد دونغ هي وفور دخوله إلى المنزل
استقبلتـه هانا بوابل من الأسئلة " مـاذا حـدث اوبا ؟ هل وجـدت عملاً ؟ هل وجـدت
حلاً ؟ هــآآهـ ؟ّ! "
لم يعرف دونغ هي ماذا يقول لهـا حتـى فقد كانت
خيبة الأمـل تحاصره من كل جهـة .. وضع كلتا يديه فوق كتفيها ونظر إليها بابتسامة
دافئة ليخفي خيبتـه " غـدًا سيكون أفضل عزيزتي .. اوبا سيحل الأمـر
لا تقلقي .. "
فهمـت هانا حينهـا ماذا يعنـي بكلماتـه تلك
فاقتربت منه وغمرتـه بعناقٍ دافئ لتواسيه وتواسي نفسهـا .. تشبث دونغ هي بهـا بقوة
قائلاً
" لن يستطيع أحـد أخـذ أميرتي مني ! "
هنـا بدأت دموع هانا بالنزول وعلمـت مـدى إحباط
وعجـز دونغ هي فأخـذت تربت على ظهره بحنان وهي تردد لنفسهـا " اوبـا لا يمكنني رؤيتـك تعاني بعد الآن .. لقد
جاء دوري لكي أضحي من أجلك قليلاً .. أعلم بأنك ستغضب كثيرًا ولكن لن أدعك
تتعـذب أكثـر .. آسفة اوبا ! "
ثم قامـت بتحضير طعام العشاء وتناولاه سويـًا ,
تحدثـا مطولاً حتـى أصيب دونغ هي بالنعـاس وغـط في نومٍ عميـق ورأسـه فوق قدمـي
هانا .. أخـذت تملس على شعره بحنان وتتأمل ملامح وجهه وهي تردد بحـزن والدمـوع
مجتمعة في كلتا عيناها " آسفة اوبا .. آسفة اوبـا ! "
استمرت على تلك الحال لدقائق ثم نهضـت بهـدوء
بعد أن قامت بإسناد رأس دونغ هي على وسادة كي لا تقلق نومـه وقامـت بإسدال الغطـاء
على جسـده .. توجهـت إلى غرفتهـا , قامت بتبديل ملابسهـا وتجهيز نفسهـا وبعد
أن انتهـت خرجـت لتجد دونغ هي على نفس وضعيته , نظرت إليه لثوانٍ ثم خرجـت من
المنزل مسرعةٍ ..
كان الجو مظلمٌ في الخارج فتلبس الخوف قلب هانا
ولكنهـا أجبرت نفسها على التحمل وتوجهـت إلى أقرب هاتف عمومي موجود في الشارع ..
أما في مكانٍ آخر حيث يقطن كريس ورجـاله .. كان
الهدوء يعم المكان دليل على نومهـم .. فجأة اعتلى صوت رنين هاتف كريـس وأيقظـه
فنظـر إليه بتذمـر قائلاً " اووف من المزعج الذي قد يتصل في مثل هذا الوقـت
؟! "
أمسك كريس بهاتفه وأجاب قائلاً * الوو
.. أجل أنا كريس .. من تكونين ؟! .. هانـا ؟ شقيقة دونغ هي ؟! حقـــــًا ؟! ...
بالطبع ما زال عرض عملي لكِ ساري يا حلوتي .. رائــــــع .. حسنــًا سأكون عندك في
الحــال لا تقلقي .. *
ثم أنهى المكالمة وأخـذ يبتسم بمكر " هــاهاها
.. كنت أعلم بأنكِ سوف تتصلين بي هانا .. ها قد بدأت اللعبة ! "
ونهض كريس من مكانه وأوقظ اثنان من رجـاله
وأصطحبهم معه ثم ركبوا سيارتهم الخاصة وتوجهوا إلى مكان هانا .. وهناك فـور وصولهم
وجودهـا تجلس بجانب البيت تعانق حقيبتها بخوف .. اقترب كريس منها فنهضت ودار بينهم
حديث أخبرت هانا كريس به أنها قررت العمل معـه دون علم دونغ هي , سعد كريس بسماع
ذلك وبعد موافقة هانا قام بأخذها إلى مقر عمله لكي يتفق معها على العمل وشروطه ..
عندما وصلوا أخـذت هانا تمشي خلف كريس وهي
تتأمـل المكان بخـوف إذ كان كبيرًا ومظلمـًا وقـذرًا بعض الشـيء , كان رجـال كريس
ينامـون في كل مكانٍ على الأرضية .. أخـذ خوف هانا يزداد مع كل خطـوة تخطوها داخل
ذلك المكان فأمسكت بكريس من دون قصـد .. التفت إليهـا متسائلاً عن كونها خائفة
فأنكرت ذلك رغم خوفها الشديد .. أخبرها كريس بأنها الأنثى الأولى التي تنضم
للعمل مع عصابتـه مما زاد ارتباك وقلق هانا .. ثم أخـذها كريس إلى غرفـة
أخبرها بأنها سوف تكون غرفتهـا .. كانت الغرفة نظيفة نوعـًا ما وخالية لا يوجد
بداخلها سـوى سرير وطاولة صغيرة يعلوها نافذة صغيرة تطل على الشارع .. نظر كريس
إلى هانا قائلاً
" فلتنامي وترتاحي الآن وفي الصباح سوف نتفق على
كل شيء ونبدأ عملنا معـًا .. ليلة سعيدة حلوتي .. "
أومـأت هانا له برأسهـا إيجابًا ثم خرج كريس من
الغرفة وأغلق الباب خلفـه .. بقيت هانا متسمرة في مكانها تجول بنظراتها حول الغرفة
وتتأملها بخوف , ثم تشجعـت قليلاً ووضعت حقيبتها على الطاولة وجلست على السرير
وتنهـدت بقوة وهي تقول لنفسهـا " أنا خائفـة .. اوبا تعال وأنقذنـي ... اصمتِ
هانا أنتِ من اخترت هـذا فتحمـلي نتيجة قراراتـك .. تحملي قليلاً من أجـل دونغ هي
.. سيكون كل شيءٍ على ما يرام .. كوني قوية ! "
مـرت تلك الليلة وساعاتها على هانا وكأنهـا
أعــوام .. لم يغفو لها جفـن حتـى وهي تسير في تلك الغرفة ذهابًا وإيابًا , تارة
تجلس وتستلقي على السرير تحدق بجدران الغرفة الأربعة , تارة تتأمل صورتها مع دونغ
هي وتتحدث وتعتذر إليه وتارة أخـرى تنظـر إلى النافذة لتخفي خوفهـا وقلقهـا ..
أما في صباح اليوم التالي .. وفي مكانٍ آخـر
مختلف يعم الحب والدفء فيه , استيقظ دونغ هي على ضوء أشعة الشمس التي تخللت من
النافـذة إلى الداخل .. فتـح عينـاه ليجد نفسه مستلقيًا على الأريكة في الصالـة
فتـذكر ما حدث الليلة الماضية وكيف نام على قدمي هانا وهو يحادثهـا فنهـض مسرعـًا
يبحـث عنهـا ولكنـه لم يجدهـا حولـه .. أوشك على الذهـاب لغرفتهـا ولكـن لفت نظره
تلك الورقة الموجودة على الطاولة فتناولهـا وفتحهـا ليجد رسالة من هانا كانت قد
وضعتها له قبل أن تخرج من البيت (( صباح الخير اوبا ^^ .. هل نمـت جيـدًا ؟! قد
تتساءل عن ماهية هـذه الرسالة الآن ولكـن صديقتي يورا قامت بالأمس بدعوتي إلى رحلة
لجزيرة جيجو لعدة أيام .. نسيت أن أخبرك البارحة قبل أن تنام بشأن ذلك .. وفي
الصباح لم أشأ أن أيقظك وأقلق نومـك فقد كـنت نائمـًا بعمـق وراحـة لذا تركـت لك
رسالتي هـذه وخرجـت برفقة يورا منذ الصباح الباكر .. سوف أتصل بك عندما أصل إلى
هناك .. لا تغضب مني اوبا حسنــًا ؟! أحبك كثيرًا .. هانا .. ))
ابتسم دونغ هي وهو ينظر إلى الرسالة براحة " لقد
كانت هانا بحاجة إلى رحلة مثل هـذه منذ وقتٍ طويل كي ترفه عن نفسهـا وتنسـى كلمات
الوغـد كريـس تلك .. أتمنـى أن تحظي بوقت رائع في رحلتك أميرتي ^^ "
ثم أقفل الرسالة ووضعها جانبـًا ونهـض .. بدل
ملابسـه وخرج من المنزل ليبحث عن عمـل مـرة أخـرى ..
أما هانا فكانت تجلس فوق السرير وهي تضم قدميها
إلى صدرهـا في تلك الغرفة باردة الجدران والتعابير , تفكر بدونغ هي و نفسهـا (( لابد
وأن يكون اوبا قد استيقظ ورأى رسالتي الآن .. أتمنـى أن يصدق كلماتي تلك له ولا
يشك بالأمـر .. ))
قطـع تفكيرهـا صوت تحرك يد باب الغرفة ثم دخول
كريس إليهـا فنهضت هانا من مكانها بسرعة , اقترب منها كريس وابتسم إليها " صباح
الخير حلوتـي , هل حظيتِ بليلة ونوم مريحان هنـا ؟! "
أومـأت هانا برأسهـا إيجابـًا ثم نظرت إليه
متسائلة
" متـى سوف نتفق ونبدأ عملنـا ؟! ألا يجـدر بنـا
البدء الآن ؟! "
فاعتلت وجه كريس ابتسامة ماكرة " وآآهـ
هل أنتِ مستعجلة إلى ذلك الحـد ؟! حسنـًا أخبريني بشروطك أولا آنسة هانا .. "
أرجعـت هانا خصلة شعرها المنسدلة على وجههـا إلى
الوراء ثم نظرت إلى كريس بجدية " ليس لدي شروط سوى أن تنسى ديون اوبا وتوفر له
عمل براتب محترم كما وعدتني ! وعـدني أيضًا بألا تعترض طريق اوبـا أو طريقي
إطلاقـًا بعد أن تتم هـذه الصفقة بيننا ! "
فأخـذ كريس بالإيمـاء برأسـه إيجابًا برضى " بالطبع
لكِ ذلك حلوتـي .. أعــدك بأن أفـي بهـا جميعًا .. هل من شيءٍ آخـر ؟! "
فهـزت هانا رأسهـا بالنفي " لا .. هـذه هي شروطـي فقط .. ماذا عن شروطك أنت
سيد كريس ؟! "
فتابع كريس بابتسامة عريضة " رائـع .. شروطي أنا ؟! لا شيء سوى أن تعديني
بأن تقومي بكل عمـل أيًا كان أقوم بطلبه منك دون معارضة .. هل أنتِ موافقة ؟! "
أجابتـه هانا بارتباك " أيًا كان ؟! "
فأومـئ كريس لها برأسـه إيجابـًا وعلامات الثقة
بادية على وجهه .. ترددت هانا في الموافقة وأخـذت الأفكـار تلعـب بعقلهـا .. ظهرت
صورة وجه دونغ هي أمامها ضعفت فنظرت إلى كريس وبسرعة أخبرته " أنا موافقة .. أعدك بأن أقوم بكل عمل تطلبه مني
أيًا كان ! "
بدت علامات الرضى على وجه كريس وابتسم بخبث وهو
ينظر إلى هانا قائلاً " رائـع .. في الحقيقة أحتاجك في مهمـة واحدة فقط
وإن قمتِ بها على أكمـل وجـه سأطلق سراحك وأوفي لكِ بالوعود كاملةً .. "
شعرت هانا بالراحة قليلاً لمعرفتها بأنهـا مهمـة
واحدة فقط ظنـًا منهـا بأنهـا ستنتهي منها بسهولة وتتخلص من كريس وشره فنظرت إليه
متسائلةً
" ومـاذا ستكون هـذه المهمـة ؟! "
عقد كريس ذراعيه ببعضهما البعض وبدأ بالكلام " هناك
شاب يدعى "" جي تشانغ ووك ""
شاب
رائع كما يقولون .. ناجح وثري جدًا .. لقد سئمت هـذا الأمـر وقد بدأ يزعجني بطريقة
مستفزة هانا .. *
كان كريس يتحدث وعلامات
الحنق والكراهية بادية على وجهه مما زاد خوف هانا فاقترب منهـا أكثـر ونظر إليهـا
بحدة * لذا
أريد الحصول على أمواله فقط ليس أكثـر .. وكل ذلك بمساعدتكِ أنتِ حلوتـي .. سوف
تساعدينني أليس كذلك ؟! "
كانت هانا ترتعش خوفـًا من كريـس فقد تحول إلى
وحـشٍ غاضب فور ذكره لاسم "" جي تشانغ ووك "" فنطقت بارتباك قائلةً " أ
.. أجل سـ .. سوف أساعدك .. و .. و لكن كيف ؟ مـ .. مـاذا سأفعـل ؟! "
فوضع كريس يده أسفل ذقنها ورفع رأسها ليقابل
وجهها وجهه , ابتسم بخبث وبدأ بشرح كل شيء لهانا التي كانت تصدم من كل كلمة يقولها
لها .. حاولت أن ترفض مرارًا ولكـن كريس كان قاسٍ عليها وأرغمهـا على تنفيذ شروطه
, أومأت له برأسهـا إيجابـًا بدون رضى وهي تبكي بصمـت .. فجذبها كريس نحوه
وعانقها ثم أخـذ يملس على شعرها مدعيـًا الطيبة والحنان " اووهـ لا تبكي حلوتي .. لا أستطيع رؤية دموعك
تتساقط أمامي بهذا الشكل .. اهدئي كي تنفذي المهمة باحترافية .. لا تخذليني هانا
أنا أثق بكِ ! "
ثم دفعها عنه بعنف لتسقط على السرير و خرج من
الغرفة تاركـًا هانا خلفــه غاضبة بشدة ومتألمة تبكي بحرقـة تقول لنفسهـا " سوف
أنتقم منك كريس .. أعدك بأنني سوف أنهي هـذه المهزلة وأعـود لكي أنتقم منـك ! "
ثم أخـذت بتهدئة نفسها وتجـلت الأفكـار تتلاعب
في عقلهـا .. ماذا عليها أن تفعل وكيف عليها أن تتصرف ؟ .. قطع عليها
تفكيرها صوت كريس الخشن " هيا فلنذهـب حلوتي ! "
استعدت هانا وخرجت ثم قام بأخـذهـا إلى نادي
ليلي حيث ستتم المهمة المتفق عليهـا .. فور دخولهم إلى النادي قام الجميع بالترحيب
بكريس بحرارة وكأنـه ملك هـذا النادي .. أشار كريس إلى سيدة ما كانت في عمر
الثلاثينات تقريبـًا , تدعـى لوسي .. نحيلة وملابسهـا سوداء ومعراة , أما شعرها
فكان أشقر اللون و يتوسطه خصلات باللون الأحمر .. ملامح وجههـا كانت تميل إلى
الخبث والمكـر , شعرت هانا بالرهبة قليلاً عندما رأتهـا .. تحدث كريس مع لوسي
قليلاً ثم قام بتعريف هانا إليهـا قائلاً وهو يضع يداه فوق كتفي هانا " إنهـا
موظفتي الجديدة , ألا تظنين بأنها رائعــة ؟! "
فأجابتــه لوسي وهي تبتسم قائلةً " اووهـ
حقـًا ؟ إنها جميلة جدًا ستساعدك في عملك كثيرًا .. "
فابتسم كريس قائلاً " اووهـ ولكنهـا بحاجة إلى بعض الارشادات
والتعليمات كي تستطيع مساعدتي في مهمـة اليـوم .. وهـذه مهمتـك أنتِ في تلقينها
بعض الدروس عزيزتي لوسي "
اقتربت لوسي من كريس وأخـذت تلامس وجهه بطريقة
مثيرة للاشمئزاز قائلةً " لا تقلق عزيزي دع الأمـر لي ولن أخذلك أبــدًا .. "
ابتسم لها كريس بخبث وأخـذ يداعب شعرها ووجهها
.. أما هانا فكانت تتفادى النظر إليهمـا لشعورها بالاشمئزاز من حركاتهما ,
ابتعدا عن بعضهما , ثم قامت لوسي بأخـذ هانا إلى أحـد الغرف الكبيرة داخل النادي
وهناك كانت تجلس مجموعة من الفتيات اللاتي يبلغ على ملابسهن طابع الإثارة .. دهشت
هانا بما رأت وشعرت بالخوف فور اجتماع الفتيات حولها بعد أن أخبرتهم لوسي قائلةً " هـذه
الجميلة بحاجة إلى خبراتكن عزيزاتي علموها واعتنوا بهـا جيـدًا ! "
ثم خرجت وتركت هانا برفقة الفتيات اللواتي بدأن
بتعليمها كل شيء يتعلق بالمهمة التي أتت من أجلهـا ..
أما في مكانٍ آخر .. في شركة الكترونيات ضخمة
تقع في منتصف مدينة سيئول .. وتحديدًا في أحـد مكاتب تلك الشركة .. كان كريس يجلس
برفقة جي تشانغ ووك ويتبادلان الحديث , فجأة أردف تشانغ ووك قائلاً " ألم
تتعب من المحاولة كريس ؟ أخبرتك بأنني لا أحب الذهـاب إلى تلك الأماكـن .. "
فتذمـر كريس قائلاً " لمــــاذا ؟ دعنا نشرب الكحول ونحظـى بوقتٍ مسل
مع الفتيات .. جرب ذلك مرة واحدة فقط ولن تندم .. هيا يا صديقي وافق من أجلـي هـذه
المـرة , اووهـ اووهـ اووهـ ؟! "
تنهد تشانغ ووك بعمق ثم ابتسم إلى كريس قائلاً " ايغــووا
كم أنت عنيـد .. حسنـًا سوف أذهـب هـذه المرة فقط من أجلك ! "
فنهض كريس بحماس وأحاط عنق تشانغ ووك بكلتا
ذراعيه قائلاً
" أنت صديقي الأروع على الإطلاق ! "
قام تشانغ ووك بضربه على رأسـه قائلاً " إن
لم يكـن الأمـر مسليــًا سأقتلك ! "
فقال كريس في نفسه وهو يبتسم بخبث ومكر " بل
سيكون مسليًا للغاية رؤيتـك وأنت تفقد نقودك .. تتذوق قليلاً من نفس كأس العذاب
الذي لطالما تذوقتـه أنـا .. منذ طفولتنا وحتـى الآن .. تشانغ ووك يأكل الحلـوى و
كريس يأكـل الضرب , لماذا ؟ لأنه غني ومهذب , وأنـا ؟ لأنني فقير متسول ! ولكن ليس
بعد الآن فقد حـان الوقت لتبادل الأدوار إلى الأبد , تشانغ ووك يأكل الضرب و كريس
يأكل الحلـوى .. "
وفي تلك الليلة توجـه كل من كريـس وتشانغ ووك
إلى النادي الليلي حيث ترك كريس هانا .. جلسا على إحدى الطاولات وقام كريس بطلب
مشروب لكي يحتسياه معـًا لكـن تشانغ ووك رفـض أن يشرب أكثر من كأسٍ واحد فتنهد
كريس قائلاً
" يبدو بأنك تشعر بالملل , هل نجعل الأمـر مسلٍ
أكثـر ؟! "
فنظر تشانغ ووك إليه متسائلاً , وجه كريس نظره
نحـو لوسي التي كانت تقف بالقرب من طاولتهم وأشار إليهـا كي تأتي , فتوجهـت نحوهما
وهي تتبختر وتلعب بخصلات شعرها بدلال .. وقفت أمامهما وهي تكرر حركاتها المثيرة
فشعر تشانغ ووك بالاشمئزاز منها ونظر إلى كريس وهو يهمس إليه " يــا هل هذه التسلية التي تقصد ؟ "
فضحك كريس قائلاً " بالطبع لا .. انتظر وستأتي التسلية الحقيقية
إلينا في الحـال .. *
ثم نظر إلى لوسي قائلاً
وهو يغمز إليها
" أحضري الدمـى فصديقي يشعر بالملل .. "
أومأت لوسي برأسها إيجابًا ثم التفتت إلى
الناحية الأخـرى وانصرفت إلى وجهتها فاقترب تشانغ ووك من كريس قائلاً باستهزاء " دمـى
؟ هل نحـن في الحضـانة ؟ ويا ترى ما هي اللعبة التي سنلعبها سويـًا ؟! "
ضحك كريس وأجابه بخبث " سنلعب لعبة رائعة جـدًا .. انتظـر وسترى .. "
أما في غرفة أخـرى في نفس المكان .. كانت هانا
تجلـس أمام المرآة بعد أن أكملت ارتداء ذلك الفستان الأسود القصير المعرى ووضعت
زينـة وجههـا الصارخة التي حولتها من فتاة بريئة الملامح إلى امرأة مثيرة تضج
بالأنوثة .. أخـذت هانا تنظر إلى نفسهـا بالمرآة وهي تحادث نفسهـا " انظري إلى أين وصلتِ هانا .. هل حقـًا عليك فعل ذلك ؟
ستطعنين شقيقك بهـذا الشكـل ؟ *
صمتت قليلاً ثم تابعت * حسنـًا
سأطعنـه مـرة أفضـل من أن أطعنـه مرتـان .. الأولـى بتعذيبه من قبل كريس ورجـاله
والثانيـة بأن أصبح دميـة كريس .. طعنـة واحدة ستكون أخف ألمـًا من طعنتان على
الأقل .. "
أخـذت هانا تحدق بهـا بصمـت وشعرت بالتوتر
والارتباك .. التزمـت الصمـت لثوانٍ ثم أغمضت عيناها واستجمعت قواها .. نهضت من
مكانها ونظرت إلى لوسي بجدية " فلنذهـب ! "
ابتسمت لوسي إليها ثم انطلقت في طريقهـا وتبعتها
هانا وفتاة أخـرى , ثم توجهوا إلى داخل قاعة النادي الكبرى حيث الرقص , الكحول ,
الرجـال , النـاس , كريس و تشانغ ووك .. كان ذلك العالم غريب وجديد بالنسبة إلى
هانا التي كان التوتر يسيطر عليها أكثر مع كل خطوة تخطوها إلى الأمام وبالذات مع
نظرات الرجـال التي كانت تلتهمها وتحيطها من كل مكان .. أشارت لوسي بيدها نحو
تشانغ ووك من بعيد ونظرت إلى هانا قائلةً " ذلك الوسيم سيكون فريستـك .. صدقـًا أتمنـى لو
كنت أنا مكانك .. يبدو شابـًا رائعـًا ! "
نظرت هانا إلى تشانغ ووك وأخذت تتذكر كلام كريس (( أولاً
ستقابلينـه في النادي الليلي بعد أن يأتي هناك برفقتـي بالطبع كونـه صديقي ..
سنجلس أنا وهو على إحدى الطاولات معـًا ثم ستقوم إحداهن بإحضارك لتجلسي معنـا .. ))
ثم تابعوا السير .. لاحظ كريس اقترابهن ونظر إلى
هانا .. شعر وكأن صاعقة قد أصابتـه .. من تلك المرأة المثيرة ؟ هـل هي حقـًا هانا
البريئة ؟ لم يصدق ما رأته عينـاه حتـى اقتربت هانا ولوسي والفتاة الأخـرى منهمـا
ووقفوا أمامهما .. فنظرت لوسي إلى كريس قائلةً " الدمـى جاهزة وها قد أحضرتها إليكما سيدي .. "
عقد كريس ذراعيه ببعضهما وابتسم بخبث وهو يلتهم
هانا بنظراتـه
" دمـى جميلة , رائعة ومثيرة .. * ثم وجه نظره نحو تشانغ
ووك * يبدو
بأننا سوف نمرح كثيرًا يا صديقي , أليس كذلك ؟! "
كان تشانغ ووك يحـدق بالفتيـات وبالأخـص هانا
التي لفتت نظره فهي مختلفة وجذابة , وعندما سمع كلمات كريس التفت إليه قائلاً " فتيـــات
؟ ديبــــاك , هل هذه هي المتعـة التي سوف نحصل عليهـا ؟! "
فابتسم كريس إليه بمكر قائلاً " وهل
يوجد متعـة على وجه الأرض أفضـل من النسـاء ؟! "
ابتسم تشانغ ووك مستهزئًا " هـآآهـ النسـاء وحسب .. هذا ما يهمك فقط !
حسنـًا فلنـرى مـاذا يمكـن لهاتين الفتاتان أن تفعلا ؟! "
فنظر كريس نحو هانا فأخـذت تتذكر كلماته (( ستجلسين
بجانب تشانغ ووك بالطبع وتعرفينه إلى نفسك .. ))
أزاحت نظرها عنه , تنهـدت واستجمعت قواها , جلست
بجانب تشانغ ووك ثم ابتسمت إليه قائلةً " مرحبـًا أنا هانا .. "
فابتسم إليها قائلاً " أهلاً آنسة هانا .. أنا تشانغ ووك , سررت
بمعرفتك .. "
فأومـأت هانا برأسهـا إيجابـًا " أجـل
وأنا أيضـًا .. "
وفجـأة تلاقت عيناها مع عينا كريس المليئة
بالتهديد فارتبكـت وتناولت زجاجة الكحول من أمامها ثم نظرت إلى تشانغ ووك قائلةً " هل
تريد بعض النبيـذ ؟! "
فأجابها تشانغ ووك بجدية " كـلا ! "
ازداد توتر هانا وهي تلاحظ نظرات كريس التي
تحرقهـا بين كل حينٍ وآخر ورأت علامات عدم الرضى والتهديد تظهر بين عينيه ولكنـه
كان يتظاهر بأنـه يحتسي الشراب مع الفتاة الأخـرى التي كانت تتدلل عليه .. خافت
هانا من غضب كريس وراحت تتذكر كلماته (( ستتدللين عليه وتقومين بإغوائه بملابسك المعراة
وحركاتكِ المثيرة ))
فاستجمعت قواها واقتربت من تشانغ ووك أكثـر إلى
أن التصقت بـه ونظرت إليه بدلال " هيا تناول كوب واحد من أجلـي , اووهـ ؟! "
استغرب تشانغ ووك تغيرها المفاجئ وأجابهـا
قائلاً
" قلت لكِ لا أريد ! "
ابتعلت هانا ريقها بصعوبة وطوقت ذراعـه بيدها
أما يدها الأخـرى فأخـذت تلامس وجهه بهـا وهي تنظر إليه بجرأة وبنبرة ممتزجة
بالدلال
" كوب واحد لن يضر .. دعنـا نحتسيه معـًا ..
اووهـ ؟! "
شعر تشانغ ووك بحرارته ترتفع تدريجيـًا بسبب
التصاقهـا به وملامستها له بتلك الطريقة وكذلك نظراتها الجريئة التي كانت تحيطه
بهـا , لم يستطع مقاومة سحرهـا وأنوثتهـا الطاغيـة فأحاط خصرها بذراعـه وجذبهـا
نحوهـ ثم همـس بأذنهـا قائلاً " حسنـًا كوب واحد فقط .. من أجلكِ أيتها الجميلة ! "
أحست هانا وكأن الدمـاء جفت في عروقهـا وتصلبت في
مكانها .. لم تتوقع حركتـه المفاجئة تلك .. أرادت أن تبكي , تصرخ ولكـن تهديدات
كريس كانت تحاصرها من كل الاتجاهات .. لم تبتعد عن تشانغ ووك واستمرت على وضعيتهـا
تلك .. تناولت زجاجة النبيذ وقامت بسكبه في كوب تشانغ ووك وأعطتـه إياه متصنعة
ابتسامة جميلة فأخـذه منها وهو يلتهمها بنظراته ثم شرب الكوب دفعـة واحدة وأعاده
إلى مكانه على الطاولة وقام بسكب كوب آخر وقدمـه إلى هانا لكي تتناوله .. أخـذته
هانا منـه وتناولته على مـضض .. كان كريس يراقبهمـا باستمتاع وعلامات الرضى بادية
على وجهه فإن هانا تقوم بعمل متقن ورائع فهمس لنفسه قائلاً " يا لكِ من ممثلة بارعة يا حلوتي .. لقد أوقعتـه
في شباكها بسهولة ! لم أعتقد بأن يكون تشانغ ووك مغفلاً إلى تلك الدرجة ! "
واستمرت هانا بإغواء تشانغ ووك بحركاتها
وضحكاتها المثيرة المصطنعة إلى أن سيطرت عليه بالكامل .. في النهاية غمز كريس إلى
هانا لتقوم بالخطوة التالية والأهـم فتذكرت كلماته (( ثم ببساطة ستأخذينـه إلى أحد الغرف في النادي
وهناك عليك النوم معـه يا حلوتـي .. وعندما تنتهي لحظاتكما الجميلة معـًا
بالطبع سيغط في نومٍ عميق بين أحضانـكِ .. حينهـا ستفتشين في سترته وتخرجي بطاقة
الائتمان خاصتـه والتي يحملها بشكلٍ دائم معـه وتحضرينهـا إليّ وأقوم بعمل
الاجراءات اللازمة لتحويل جميع نقوده إلى حسابي الخاص ثم سأوفي بجميع وعودي لكِ
وستعيشين وشقيقكِ دونغ هي براحة وسعادة إلى الأبــد .. ما رأيك يا حلوتي ؟! أليس
الأمــر سهـلاً للغايــة ؟! )) .. ارتبكت هانا وتلبستها
مشاعر الخوف فها قد جاءت المرحلة الأقـوى والأصعـب .. لا يمكنهـا الهرب فعليها أن
تنهي ما قد بدأت بـه .. عليهـا تحمـل نتيجة ما قررت .. ادعت القوة والثبات والتصقت
بتشانغ ووك أكثر .. أحاطت عنقه بكلتا ذراعيها ونظرت إليه بجرأة تامة وبصوت مغري
أشبه بالهمس
" ما رأيك بأن نقضي الليلة معـًا ؟ أعدك بأن تحظى
بأوقاتٍ ممتعـة .. "
بدأ قلب تشانغ ووك بالخفقان وأخـذ جسده يتعرق
بشدة إذ أنه لم يتوقع كلمات هانا الأخيــرة ... لم يحتمل التصاق جسدها بجسده ,
ملامستها لـه و جسدهـا المثير الذي كان يبرزه فستانها القصير الضيق .. وفي لحظة
جنـون انصاع لرغباتـه ونظر إلى هانا قائلاً " فلنفعلها ! "
صعق كل من كريس وهانا بردة فعله تلك .. إذ لم
يتوقعـا ذلك أبــدًا .. فأخـذ كريس يصفق بخبث " رائــع .. لقد كبر صديقي أخيــرًا وقرر قضاء
وقتـه برفقة امرأة ! "
نظر تشانغ ووك إليه قائلاً " أنت السبب في ذلك أيهـا الوغــد ! "
ابتسم كريس بمكر ثم نظـر إلى هانا بنظرات فهمت
ماهيتهـا فنهضت من مكانها وهي تمسك بذراع تشانغ ووك فنهض ثم مضيا في طريقهما ..
أما كريس فظل جالسـًا في مكانه وعلامات الرضى والسعادة بادية على وجهه يحلم بمجيء
الدولارات إليـه قريبــًا ..
توجه كل من تشانغ ووك وهانا إلى الغرف الداخلية
للنادي .. وهناك قامت هانا بفتح أحد الغرف ودخلت برفقة تشانغ ووك إليهـا ثم أغلقت
الباب .. كانت الغرفة هادئة ومزينة بطريقة جميلة .. يتوسطها سرير كبير مفروش
بأغطية بيضـاء والورود الحمراء متناثرة فوقه بشكل عشوائي ..
ظل تشانغ ووك واقفًا في مكانه يحدق بالغرفة أما
هانا فأخـذت تتجول في الغرفة بارتباك ثم جلست أمام المرآة وبدأت بإزالة
الاكسسوارات التي كانت ترتديها .. نظرت إلى تشانغ ووك متسائلةً بعد توتر شديد " هل
ستبقى ساكنـًا هناك بهـذا الشكـل ؟! لقد حان وقت اللعب .. ألستَ مستعدًا ؟! "
نهضت من مكانها وتوجهت نحو السرير وجلست فوقه
بعد أن خلعت حذائهـا .. كانت تتلاعب بمشاعر تشانغ ووك بكل حركة تقوم بهـا , ولكنـه
ظل واقفـًا مكانـه لا يعلم ماذا يفعل ؟ كيف يبدأ ؟ فهـذه هي مرتـه الأولـى ! لم
يسبق له وأن كان برفقة فتاة بهـذا الشكل .. نظرت هانا إليه وهي تلعب بخصلات شعرهـا
بدلال قائلةً
" هل ستقضي الليلة واقفـًا هناك ؟ ألـن تأتــي ؟!
أنا أنتظــرك ... "
أثارت هانا مشاعر تشانغ ووك أكثر بكلماتها تلك
.. فبدأ بالاقتراب منهـا خطوة خطـوة .. كانت هانا ترتعش خوفـًا مع كل خطوة يخطوها
تشانغ ووك نحوهـا .. اقترب منهـا أكثـر شعرت بالاختنـاق , تجمعت الدموع في
مقلتيهـا عندما جلس على السرير بجانبهـا .. أخفضت رأسهـا وهي ترتجف , أمسك تشانغ
ووك بذقنهـا ورفع رأسهـا باتجاهه , نظرت إليه هانا فبدأ بالاقتراب من وجههـا وتحديدًا
شفتيهـا محاولاً تقبيلها .. أحست بأنفاسه تلفح وجهها فسمحت لدموعها بالنزول وفجأة
, انتفضت من مكانها بدون وعي وانفجرت بالبكاء بحرقة " ابتعــد عني ! "
يتبــــــ To
Be Continued ـــع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق