الجمعة، 17 فبراير 2017

سأحميــــــــــكِ (( حبيبتي )) •♡• Part3


سأحميــــــــــكِ (
( حبيبتي ) Part3





Written By   Yasmeen 




أما تشانغ ووك , والذي جن جنونـه فـور معرفته من الممرضات في غرفة العمليات بأن هانا لم تقم بإجهاض الطفـل .. وإنما كذبت عليه فحسب , خرج بسرعة البرق من المستشفى باحثـًا عن هانا ولكنـه لم يجدهـا بالطبع فقد كانت قد غادرت بالفعـل .. لم يكن أمامه خيار آخر سوى التوجه إلى كريس .. بحث عنـه كثيرًا حتـى وجده أخيرًا يشرب في تلك الحانة ووجهه مغرورق بالدمـاء إثر لكمات دونغ هي القاضية .. فـور رؤية كريس له قهقه مستهزئًا " مـاذا ؟ هل أتيت لضربي أنت أيضًا ؟! "

اقترب تشانغ ووك منـه والفضول يقتله " أخبرني بكل شيء الآن ! طفل من الذي تحمل به هانا ؟! "

ابتسم كريس إليه بخبث " لمـاذا ؟ هل تعتقد بأنه طفلك ؟! "

نظر تشانغ ووك إليه بحدة " هـذا ما أسألك عنـه !! أخبرني الآن ! "


شرب كريس كوب الخمر الذي أمامه ثم نظر إلى تشانغ ووك وهو يبتسم بمكر " هانا فتاة بريئة وصفحتها بيضاء تمامـًا , وكونهـا المـرة الأولى التي تقيم فيهـا علاقة مع رجـل .. أؤكد لك بأنها تحمل بطفلك ياصديقي .. تهانينا بابا تشانغ ووك ! "

سرت الرعشة في كل جزء من جسد تشانغ ووك بالتتالي لسماعه لكلمات كريس القاضية تلك .. اختل توازنه وتراجع للخلف إثر الصدمـة التي شلت كل عضلات جسده عن الحركة .. لم يستطع تصديق ما سمعه حتـى وجعل كريس يخبره بكل شيء عن هانا , أخبره كم هي بريئة وساذجة , وبأنهـا كانت ضحية لكريس وأفعاله .. شعر تشانغ ووك بالذنب اتجاهها وبدأ ضميره يؤنبه وهو يتذكر صراخها , بكائهـا , ترجياتهـا منـه واعتذاراتها .. تذكر آخر لقاءات بينه وبينها .. أحس كم ظلمهـا لتصبح ضحيتـه هو أيضـًا إضافة لكونها ضحية كريس , دب الألم في قلب تشانغ ووك وأخـذ يتقطع إلى أشلاء .. لم يتحمل أكثر وزاد كريس استفزازه وهو يضحك ضحكته الماكرة تلك فأمسك به من ياقتـه بقوة اعتصرهـا في قبضتـه " أعطنـي عنوان منزلها الآن ! "

وبالفعل ذلك ما حدث , قام كريس بإعطاءه عنوان بيت هانا , وبسرعة البرق , بدون تفكير اتجه تشانغ ووك إلى هناك ليجدها تقف على الباب وبجانبها حقيبة سفر .. نزل كالمجنون من السيارة وجذبها من معصمها نحوه بغضب " إلى أين تعتقدين أنك ذاهبة بطفلي ؟! "

اتسعت كلتا عيناها بصدمة , سرت رعشة قوية بجسدها " تشانغ ووك شي ؟! "


شدد قبضته على معصمها أكثر وبنبرة مليئة بالغضب " ستهربين بالطفل وتحرميني منه , أليس كذلك ؟! "

نفضت هانا يدها من يده بغضب " وما شأنك أنت ؟ أخبرتك بأنه ليس طفلك وبالفعل قمت بإجهاضه , لمَ تستمر بالظهور أمامي ؟! "

فأجابها بنفس نبرته السابقة " أي امرأة خارقة أنتِ لتخرجي من غرفة العمليات بكامل قواكِ ؟ أتحسبيني غبيـًا هانا ؟ أعرف بأنك لم تقومي بإجهاض ذلك الطفل , وأعرف بأن ذلك الطفل هو طفلي لا تنكري .. كريس أخبرني بكل شيء ! "

أشاحت بنظرها بعيدًا عنه لتخفي ارتباكها , ثم أعادت النظر إليه بحنق " الآن صدقت كريس بكل بساطة , لمَ لم تصدقني من الوهلة الأولى عندما أخبرتك بالحقيقة كاملة وبأنني ضحية مثلك ؟  لمَ قمـت بإيذائي وجرحي بتلك الطريقة ؟ لماذا كان عليك فعل ذلك بي ؟ ما ذنبي وذنب ذلك الصغير كي نتعذب اووهـ ؟ رؤيتي لك في كل مرة لا تسبب لي سوى الألم .. أرجوك لا تظهر أمامي مرة أخـرى تشانغ ووك شي ! "

رمقتـه بنظرة عتاب أخيرة وسارت خطوتين لتبتعـد عنـه , ولكن إمساكه بمعصمها مرة أخرى ثبتها في مكانها .. فتنهدت بعمق و نظرت إليه  بجدية " اتركني تشانغ ووك ! "

شدد قبضته على معصمها وهو يرمقها بنظراتـه المليئة بالحـزن والاصرار معـًا " كلا لن أفعل ! على جثتي ! "

تعالى صوت دونغ هي من خلفهمـا " اتركها في الحـال ! "


تجمدا في مكانهما ونظرا إليـه , تمتمت هانا بارتباك " اوبــا ! " ..  علم تشانغ ووك حينها بأنه شقيقها ولكنـه استمر بإمساك معصم هانا و لم ينطق بحرف واحد , فنظر دونغ هي إليـه بحدة " قلت لك اتركهـا ! "

هـز تشانغ ووك رأسه بالنفي وهو يضغط على معصم هانا " لن أتركهـا , ولن أترك طفلي أبـدًا ! * وجـه نظره نحو الحقائب * أينما تذهبون سوف آتي معكـم , وإن رفضتم سأقوم باختطاف هانا ! " وجـه نظره نحوهـا , لف ذراعها حول عنقه ثم حملها بين ذراعيـه ونظر إلى دونغ هي بتحدي ..

صعقت هانا من حركتـه المفاجأة تلك وأخـذت تحدق بـه بصدمـة , وكذلك دونغ هي الذي أخـذ يخاطبـه " يا ! هل جننت ؟ أنزلها في الحـال ! "

ولكن تشانغ ووك استمر بالرفض وهو يحملها بين ذراعيه , ورغم محاولات هانا الافلات من بين يديه ولكنـه كان متمسكـًا بها بقـوة .. احتار الاثنان عما سيفعلانـه معـه .. تنهـد دونغ هي بعمق بعد أن فكر للحظات بجدية " حسنـًا , استمع إليّ تشانغ ووك شي .. أنت لم تتبع هانا من أجل إيذائهـا , أليس كذلك ؟! * أومـئ تشانغ ووك برأسه إيجابـًا وأجابـه " كيف لي أن أؤذي المرأة التي تحمل بطفلي ؟ أتعهـد بحمايتهـا أمامـك * وجـه نظره نحو هانا التي مازلت تقطن بين ذراعيه وتابع " وأمامـهـا , لن أؤذيهـا أبـدًا ما حييت ! "
أحس دونغ هي بصدق كلماتـه ولكنـه تابع بنفس الجدية " أنا وهانا سننتقل للعيش في جزيرة جيجو الآن , هـذا يعني بأن هانا والطفل سيبتعدان عنـك .. ولكـن بما أنك والد الطفل ومصر على عدم تركهمـا , سأسمح لك بالذهـاب معنـا ولكـن بشرط تضعـه هانا ! "


شعر تشانغ ووك بالسعادة فور سماعه لكلمات دونغ هي , أما هانا فلم تكن راضية عن القرار الذي اتخـذه شقيقهـا .. ولكنهـا التزمـت الصمـت فهي تعلم بأن دونغ هي لا يفعل شيء إلا إذا كان في مصلحتهـا فوافقت وكان شرطهـا أن يبقى تشانغ ووك بعيدًا عنهـا وألا يقترب منهـا فوافق تشانغ ووك على ذلك وأنزلها من بين ذراعيه على الفـور .. أخبرهما تشانغ ووك بأنه يمتلك بيت في جزيرة جيجو وسيستضيفهما به , لم يكن دونغ هي موافقـًا فأخبره تشانغ ووك أن يقيما ببيتـه حتـى يستطيعان الحصول على بيت خاص بهمـا , حينها لم تكن بيد دونغ هي حيلة فوافق ثم انطلق الثلاثة في رحلتهـم إلى جزيرة جيجو بسيارة تشانغ ووك ..  كان دونغ هي يجلس إلى جانب تشانغ ووك وهانا في الخلف ..وفي منتصف الطريق استسلم دونغ هي للنـوم من شدة تعبـه , أما هانا فلم تتوقف عن النظر إلى نافذة السيارة من بداية الرحلة , و تشانغ ووك لم يتوقف عن النظر إليهـا بين كل حين وآخـر ليطمئن عليهـا .. وتشجع في النهاية ليسألهـا " هل تشعرين بالراحة ؟ "

فأومـأت له برأسهـا إيجـابـًا دون أن تنطق بحرفٍ واحـد , فتابع تشانغ ووك قائلاً " مـاذا عن الطعام , هل أنتِ جائعـة ؟ "

فهزت رأسهـا بالنفي بمعنى لا .. أكمل تشانغ ووك متسائلاً " يجب أن تأكلي جيدًا من أجل صحة الجنين , لقد سمعت بأن النساء يأكلن أكثر خلال فترة الحمـل , هل هـذا صحيح ؟! "


أجابتـه هانا ببرود " لا , بل قد قل طعامي منذ أن حملت وحتـى الآن .. كل ذلك بسببك وبسبب طفلك ايششش ! "

فتح تشانغ ووك كلتا عيناه على وسعهما ووجه اصبعه نحوهـا " يبدو بأنكِ لا تعتنين بنفسك وبطفلنا جيدًا , من الآن فصاعدًا أنا هنا ولن أدعكِ وشأنك ! "

عبست هانا في وجهه ثم أشاحت بنظرها عنه نحو النافذة .. أما تشانغ ووك عاود النظر إلى الطريق أمامه ليتابع القيادة وهو يحمل مشاعر جديدة من نوعٍ آخـر , وابتسامتـه الجميلة تكلل شفتاه بين كل حين وآخر .. واستمرت رحلتهم على هـذا المنـوال طوال الطريق حتى وصلوا إلى جزيرة جيجو في صباح اليوم التالي .. توجه تشانغ ووك بهم إلى بيتـه فورًا .. كان بيتـه متوسط الحجم ومكون من طابقين , يبلغ عليه طابع الرقي في تصميمه , أثاثه وفي كل شيء فيه , والأهـم من كل ذلك أنه جميع نوافـذه تطل على البحـر بمنظره الخلاب ..


لم يكـن في المنـزل سوى غرفة واحدة للنـوم .. فتنازل كلاهما عنها من أجل هانا وراحتها وراحة طفلهـا , أما تشانغ ووك ودونغ هي فحتم عليهمـا أن يناما معـًا في الصالة ..

في خلال الأسابيع الأولـى من وجودهم في جزيرة جيجو , انطلق دونغ هي إلى العمـل الذي جاء من أجلـه والذي عمـل فيه كعامل بنـاء .. قبل دونغ هي أن يعمل بأكثر عمل يمقته ويخشاه من أجل شقيقتـه , ضحـى وقرر التغلب على ذكرى وفاة والده بسبب ذلك العمل للمحافظة على شقيقتـه وطفلها للنهاية كما تعهـد لوالدتـه قبل وفاتها , وتعهـد بذلك على نفسـه الآن .. واجـه الكثير من الصعوبات في التأقلم على العمل في البداية ولكنـه بدأ يعتاد على الأمـر شيئـًا فشيئـًا رغمـًا عنـه متناسيـًا المأساة التي تعرض إليهـا والده ..

أما هانا وتشانغ ووك .. كان دونغ هي يجبر تشانغ ووك على مغادرة البيت كل صباح معـه كي لا يبقى مع هانا ويقترب منهـا .. كان يجن جنون تشانغ ووك منـه لأنـه يبعده عن هانا وهو يحاول التقرب إليهـا , ولكنـه لم ييأس أبـدًا .. إذ كلما خرجت هانا من المنزل للتنزه والحصول على بعض الهـواء كان تشانغ ووك يتبعهـا بصـمت ويراقبهـا , يراقب كل تحركاتها وتصرفاتهـا التي بات يحفظها عن ظهر قلب ويحبهـا .. وكلما تأمل ملامحهـا أكثر , زاد اعجابه بها وأيقن كم هي جميلة .. فكل يومٍ كان يراها أجمـل وبالأخص في الصباح عندما تكون بشرة وجهها البيضاء ممزوجة بلون خدودها الوردي ..


بالنسبة لاهتمامه بهـا .. لم يخلو يوم من اهتمامه بهـا , إذ كان كل ليلة قبل أن ينام يضع أمام باب غرفتهـا وجبة خفيفة وكوب عصير طازج , لأنـه لاحظ بأنهـا تشعر بالجوع بسبب الحمل , وتلجئ للمطبخ في منتصف الليل كل يوم لتأكل .. وفي الصباح قبل أن يستيقظ دونغ هي ينهض قبله ليضع لها فطور مع كأس حليب ثم يعود إلى النوم بجانب دونغ هي دون أن يعلم وكأنـه لم يقم بأي شيء .. أما هانا , في البداية اعتقدت بأن دونغ هي من يقوم بذلك ولكن في مرة رأت تشانغ ووك من خلف الباب خلسة وهو يضع الطعام لهـا .. كانت تشعر بالسعادة لاهتمامه بهـا ولكنهـا أصرت على ترك مسافة بينهمـا لأن جرحهـا ما زال لم يلتئم بعـد .. لم يتوقف اهتمام تشانغ ووك بهـا إلى هنـا وحسب .. إذ كان كالدرع الحصين والحامي بالنسبة لهـا .. كلما شعرت بدوار وهي تمشي يهرول إليهـا كالمجنون قلقـًا عليهـا ويقـوم بتوبيخهـا بقوله " أخبرتـك بألا تخرجي عندمـا تشعرين أنك لستِ على مايرام ! * أمـا هانا فكانت تجيبه ببرود * لا تتدخل فيما لا يعنيك ! " فيجن جنون تشانغ ووك منهـا ويعبس بطفولية كالأطفـال .. أحيانـًا كان يشعر بالندم وضميره يؤنبـه لأنـه قام بإيذائهـا ووصلت إلى هذا الحـال بسببه فينتهي الأمـر بـه للابتعاد عنهـا لشعوره بأنـه ليس سوى مصدر للألم بالنسبة إليهـا ..


في أحيـانٍ أخـرى كانت هانا تتعرض للمعاكسات من قبل الشباب , وخاصة أثنـاء سيرها على شاطئ البحر .. فيجن جنون تشانغ ووك منهـم ويقوم بتحذيرهم ألا يقتربوا منهـا .. وفي آخر مرة افتعل مشكلة مع أحدهم لأنـه اقترب من هانا وحاول التحرش بهـا , تذكرت هانا حينها لقائهـا الأول بتشانغ ووك في النادي الليلي وما فعله بهـا , فأخـذت تبكي بحرقة وتصرخ بجنون .. لم يتحمل تشانغ ووك رؤية ذلك فانقض على الشاب بلكمات متتالية جعلته يتأوه ألمـًا ويهرول بعيدًا خوفـًا منـه .. نظر تشانغ ووك إلى هانا فوجدهـا متجمدة في مكانها , تبكي بقوة , دموعها تنهمر بغزارة وجسدهـا يرتعش من الخوف والغضب في آنٍ واحد .. اقترب تشانغ ووك منها بحـذر وبنبرة مليئة بالقلق " هانا .. هل أنتِ بخير ؟ لم يقم بإيذائك , أليس كذلك ؟! "

لم تنطق بحرفٍ واحد حتـى واستمرت على وضعيتهـا السابقـة مع ازدياد علو شهقات بكائهـا .. أراد تشانغ ووك تهدئتهـا فاقترب منهـا بتردد وعانقهـا بهـدوء , محيطًا جسدهـا المرتعش الضعيف بين ذراعيه ..


سكـنت بين أحضانه لثوانٍ حتـى انتفض ذلك السكون إلى عاصفة هوجـاء من قبل هانا التي بدأت بالصراخ ودفعه عنها بعنـف .. لكن تشانغ ووك قاومهـا واستمر بمعانقتهـا بقـوة , وعندمـا بائت كل محاولاتها بإبعاده عنها بالفشل بدأت بضربه بكلتا يديها الصغيرتين على صدره بغضب وبكل ما أوتيت بقوة وتعالت كلماتها بين شهقات بكائهـا " أكرهـك ! ابتعـد عنـي كم أكرهك ! آلامي وتعاستي كلهـا بسببك أنت ! كل أحلامي الجميلة التي رسمتهـا قمت أنت بتحطيمهـا ببساطة فور ظهورك في حياتي .. بفضلك تلاشت كل سعادتي , سعادة اوبا وكل شيء .. ببساطة دمرت حياتي .. أكرهك جي تشانغ ووك ! "

تجمعت الدموع في كلتا عينا تشانغ ووك وهو يستمـع إلى كلماتها القاتلة بالنسبة إليـه , شعر بألف سكين تطعن قلبه من الداخل وتمزقه إلى أشلاء .. شدد قبضتيـه على جسدهـا أكثر وبنبرة مليئة بالحـزن " أنا آســف .. "

ثم ابتعـد عنهـا بعد أن تماسكت دموعـه داخل عيناه , نظـر إلى وجهها بألم " أنا آسف هانا انه خطئي بالكامل .. "


ثم التف بجسده إلى الناحية الأخـرى موشكـًا على المغادرة ولكـن شعوره بحفنة رمـال تلفح ظهره من الخلف جمدتـه في مكانـه , فالتفـت إلى هانا مرة أخـرى ليجد تلك النظرات المليئة بالحنق والعتاب موجهـة إليه من قبلهـا وانطلقت كلماتها الحارقة مرة أخـرى " أحمـق , كم أكرهك ! "

ثم سارت بعيـدًا عنـه تتابع حملة آلامها , غضبهـا وبكائهـا .. شعر تشانغ ووك بغصة قوية تعتصر قلبه , وليلتها لم يرجع إلى البيت واستمر بالجلوس أمام الشاطئ .. يعاتب نفسه ويفرغ همـه وألمـه للبحـر .. ظنـًا منـه بأن لا أحـد يراه ولكـن هانا كانت تراقبه من نافـذة غرفتهـا من بعيـد وآلام قلبهـا تزيد ..


مرت عـدة أيـام ببرود قاتل بينهمـا , دون نظرة واحدة أو حتى لقـاء .. ضاق الشوق بتشانغ ووك إليهـا .. كسر ذلك الحاجز وعاد لاهتمامه بهـا من جديد .. متناسيـًا ما حدث بينهما آخر مـرة وبدأ بالاقتراب منهـا شيئـًا فشيئـًا وكثرت أحاديثه معهـا .. كانت هانا تتجاهله في البداية ولا تجيبه ولكن إصرار تشانغ ووك جعلها تتقرب إليه دون أن تشعر , كان هناك شيء ما يجذبها إليه ويرغمهـا على الحديث معـه .. قد يكون سبب لها الألم لمرة وحدة في حياتها ولكـنهـا لم تكرهه حقـًا كما تفوهت بـه من كلمات .. فأحيانـًا نحـن البشر نظهر عكـس مانبطـن تمامـًا ..

وعلى صعيدٍ آخر , بعيدًا عن جزيرة جيجو .. في مدينة سيئول تحديدًا .. وفي ذلك المكان المظلم البارد انتفـض كريس في مكانـه ليصرخ بغضب " أين أنتِ هانا ؟ أين اختفيتِ مع ذلك التشانغ ووك ؟! سأجدك حتـى لو كنتِ في أبعـد نقطة على وجه الكرة الأرضية ! ستكونين لي وحدي أنـا ! "

 ثم بدأ بتكسير كل شيء أمامـه وضرب أي أحـد من رجـاله يظهر أمامـه .. ففي الآونـة الأخيـرة لم يستطع كريس كبت مشاعره المدفونة نحو هانا أكثـر .. واعترف أخيـرًا بحبه لها بعد أن وقع ضحية لجاذبيتها في آخر مـرة وأعجـب بهـا .. ومع الأيـام نمـى ذلك الإعجاب رغـم منع كريس له وبدأ قلبه , كيانـه وكل شيء داخله يطالب بوجود هانا إلى جانبـه .. تردد كريس إلى بيت هانا كثيرًا ولم يكن أحـد هناك .. وعندما سأل الجيران أخبروه بأنهم قد غادروا المنزل بالفعل .. غضب كريس وجن جنونه أكثر عندما علم باختفاء تشانغ ووك أيضـًا فعلم حينها بأنهم قد غادروا معـًا .. ومن ذلك الحين وحتـى الآن وهو يبحث عنهما ويتوعد بالانتقام ..

أما تشانغ ووك وهانا ومن بعـد أن تقرب كل منهمـا إلى الآخر .. اعتادا قضاء الوقت معـًا أثنـاء خروج دونغ هي إلى العمـل .. تعرف كل منهمـا على الآخر أكثـر .. وكثيرًا ماكان تشانغ ووك يقوم بإطلاق النكات ليرى ابتسامة هانا التي يراها نادرًا ما ترتسم على شفتيهـا .. وفي آخر مرة كانا يجلسان معـًا ويتبادلان أطراف الحديث فأخطئ تشانغ ووك بنطق كلمة ما بدت مضحكة بالنسبة لهانا فبدأت بالضحك حينهـا عندما رآهـا تبتسم لم يتمالك نفسه أمام سحر لطافتهـا وجاذبيتهـا ولا شعوريًا امتدت يده نحو خدهـا وقرصه بنعومة وهو يبتسم بسعادة " يا إلهي كم أحبك عندما تبتسمين .. "


اختفت ابتسامة هانا حينها لتتحول للإحراج والخجل , ثم عبست بوجهه بطفولية " يااا ! اترك خدي في الحـال -_- ! "

ولكن تشانغ ووك أراد اغاظتهـا أكثر فقرص خدها الآخر وهو يبتسم " ايغووا وهكذا أحبك أكثر ! "

شعرت هانا وكأن درجة حرارتها وصلت للأربعين , احمرت وجنتاها خجلاً مع خفقات قلبهـا ولكنهـا عبست بوجهه مدعية الانزعاج , أبعدت يديه عن وجهها والتفتت للناحية الثانية وهي تغطي كلتا خديها بكلتا يديها , معطية تشانغ ووك ظهرها .. ابتسم تشانغ ووك على عفويتهـا فربت على شعرها بيده , التفت هانا إليه بعبوس " كفـــى ! يا لك من مزعج ! "

وأخـذت تبعثر شعرها بطفولية .. غير آبهة بذلك الجالس بجانبها ويهيم بها حبًا .. طفولية ولكن مثيرة بالنسبة له .. بالأخص مع تلك الخصلات البنية التي تضفي رونقا خاص لشعرها الأسود الليلي المموج .. هوى برأسه على كتفها وسبح في ليل شعرها عن قرب .. شعرها الذي بدا أكثر إثارة مع رائحته البلسمية الفواحة التي بعثرت خفقات قلبه أكثر .. مد يده الى شعرها يلامسه حتى انزلقت أصابعه إلى خدها الممتلئ الذي بدأ بالنقر عليه تدريجيا حتى توقف عند شفتيها الناعمتين .. كانت هانا متجمدة في مكانها بصدمة , وضربات قلبي تعلو وتهبط بقوة .. التفتت إليه بملامح وجهها المتسائلة فقابلها بابتسامته الماكرة .. ردت جسدها الى الخلف بارتباك فاقترب ليلتصق بها أكثر مستمتعا برؤية تلك الرعشة بعينيها المتلألأتين اللاتي سحرتاه أكثر من شعرها الليلي .. ابتسم بخفة ودون تردد أحاط ظهرها بيده وجذبها نحوه .. سامحا لشفتيه بالسطو على شفتيها بقبلة من نوعٍ خاص .. فهناك وأخيرا حل مراده وقطف قبلاته الأولى منها ..


ازداد اتساع عينا هانا أكثر من صدمتهـا .. لم تدري ماذا تفعل حتـى دفعتـه بعيدًا عنهـا وهي تصرخ به بغضب " يااا ! هل جننت ؟! سيد تشانغ ووك أنت ميت لا محالة ! "

كان تشانغ ووك يحدق بها بصدمة , هو عن نفسه لم يعلم كيف فعل ذلك حتـى .. وضع يده خلف عنقه بارتباك وتلعثم " أنا آسف هانا , حقـًا لم أقصد فعل ذلك ولكنـه حدث .. >< "

نهضت هانا وصرخت بوجهه بغضب " أنت تقودني للجنون , إياك وأن تقترب مني بعد الآن ! "

ثم سارت نحو غرفتها وهي تتمتم لنفسها بغضب .. أما تشانغ ووك فأخـذ يحدق بهـا حتـى اختفت من أمامـه , ثم أخـذ يتذكر ما حدث فخفق قلبه وابتسم بسعادة ولكنـه قام بصفع نفسه ليستفيق " لقد تماديت حقـًا سيد تشانغ ووك ! "

ثم مدد نفسه على الأريكة , أغمض عينيه وأخـذ يضحك على حماقتـه وعلى شكل هانا وهي غاضبة من بعد القبلة .. حينهـا وصل دونغ هي ليجده على تلك الحالة فقام بحك شعره بحيرة وهو ينظر إليه " أتسائل ما الذي يفرحه إلى ذلك الحـد ؟! "


استمرت هانا بتجاهل تشانغ ووك لأيام بعد ماحدث لشعورها بالإحراج منـه , وكلما حاول التحدث إليهـا تغادر المكان أو تشغل نفسها بفعل أي شيء كي يبتعد عنهـا .. جن جنون تشانغ ووك وشعر بفراغ كبير ببعدها عنـه بتلك الطريقة , فبعد أن اعتاد على محادثتها كل يوم , ها هي تتجاهله من جديد ؟ لم يحتمل فكرة ابتعاده عنها أكثـر , أو بالأحـرى كان شوقه إليهـا يحرقه من الداخل .. صحيح بأنه يراها كل يوم , ولكنـه كان يشتاق إلى عفويتهـا , انصاتهـا له مع نظرات عيونها الثاقبة وأحاديثهـا .. فنهض فورًا من مكانه باحثـًا بنظراتـه عنهـا , فوجدهـا تنزل على آخر درجة من السلالم العلوية , توجه نحوها فورًا وأمسك بمعصمهـا باحكام .. حدقت هانا به بصدمة " مـاذا تريــد ؟! "

لم يعلم ماذا يقول فقام بسحبها خلفه دون أن ينطق بكلمة واحدة ثم قام باجلاسها على الأريكة وجلس بجانبهـا .. نفضت هانا يدها من يده وبجدية " مـاذا تريد أخبرني ؟! "

اقترب من وجهها ونظر إليهـا مطولاً , ارتبكت هانا إثر تلاقي نظراتهما معـًا وتجمدت في مكانها .. لاحظ تشانغ ووك ذلك فأخفض رأسه إلى مستوى بطنهـا ورسم ابتسامة عريضة على شفتيه " أريد التحدث إلى ابني العزيز ^^ * لوح بيده أمام بطن هانا وهو يبتسم * مرحبـًا , بابا تشانغ ووك هنا .. هل أنت سعيد في بطن ماما هانا ؟ هل تطعمك وتعتني بك جيدًا أم لا ؟ أخبرني فقط وسأقوم بمعاقبتها لأجلك .. "


ضحكت هانا مستهزئة " هـآآهـ يبدو وأنكما ستتفقان عليّ منذ الآن ! ابتعد ابتعد سوف تفسد أخلاق الطفل .. "

نظر تشانغ ووك إليهـا بحنق ثم أعاد النظر نحو بطنهـا " لا تهتم لكلمات أمك , استمع إلى كلام أبيك فقط .. حسنـًا ياصغيري الجميل ؟َ! "

عقدت هانا ذراعيها ببعضهما البعض ونظرت إليه بعبوس " ومتى سوف تنتهي محادثتكما -_- ؟! "

جلب تشانغ ووك موزة من سلة الفواكه التي كانت أمامهما على الطاولة وقدمها إلى هانا " اشغلي نفسك بهذه ريثما أنتهي من أحاديثي مع طفلي .. "

نظرت هانا إليه بحنق وأخذتهـا منـه , وبدأت بتناولها وهي تستمع لكلمات تشانغ ووك إلى طفله .. شعرت بنوع من السعادة والطمأنينة , كأنهم عائلة واحدة بحق , فبعد إيقان تشانغ ووك لخطئه وتأكده من مشاعره اتجاه هانا قرر تحمل مسئولية أخطائه بسرور , فلولا وجود خطأ كهـذا لما اجتمعا ثانية .. غفت هانا على ألحان صوت تشانغ ووك وهو يغني لصغيره بحنان .. ابتسم تشانغ ووك وراح يتأمل ملامح وجهها الهادئة لأول مـرة , كم كانت تبدو لطيفة وجميلة , أخـذ ينقر وجهها باصبعه وهو يبتسم بسعادة ..


ولكـن تلك السعادة تحولت إلى ألم .. ألم شد دونغ هي لتشانغ ووك من أذنـه عندما أمسك به على وضعيتـه الأخيـرة .. جذبه من أذنـه نحوه وهو ينظر إليه بجدية " والآن أخبرني , ما الذي تفعله بوجه شقيقتي سيد تشانغ ووك ؟ّ! "

تأوه تشانغ ووك بألم وأخـذ ينظر إلى دونغ هي بارتباك " حقـًا لا شيء , لم أفعل شيء ! "

وأخـذ يقسم له بأنه لم يفعل شيء حتـى اقتنع دونغ هي وتركه في النهاية فتنفس تشانغ ووك الصعـداء لافلاته من قبضة دونغ هي ..

وفي اليوم التالي , أثنـاء جلوس كل من هانا وتشانغ ووك معـًا , هاتفهما دونغ هي ليخبرهما بأنه لن يعود إلى البيت لمدة يومان لأنه طرأ لديه عمل هام ويجب عليه أن ينهيه بسرعة وأوصى تشانغ ووك على هانا وأن يعتني بها , فرح تشانغ ووك بذلك فها قد بدأ دونغ هي يثق به أكثر , أما هانا فكانت حزينة لأنـه سيغيب عنها لمدة يومان .. بعد أن أنهيا حديثهما مع دونغ هي شعرت هانا فجأة بآلام في بطنهـا , اصفر لون وجهها وأخـذت تتأوه بألـم .. خاف تشانغ ووك من رد فعلها المفاجئ وسألهـا إن كانت بخير , أخبرته بأنها ليست كذلك فقام بحملها إلى سريرهـا في الغرفة واستدعى الطبيب في الحـال .. وبالفعل قام بفحص هانا وطمئنهـم بأن لا داعي للخوف فهذه الأمـور طبيعية وقد تحدث مع المرأة الحامل لأن الجنين يمتص جزءًا كبيرًا من صحتها وعافيتهـا .. وأخبر الطبيب هانا أن تريح نفسهـا وتحصل على قـدر أكبر من النـوم من أجل صحتها وصحة الجنين .. شكر تشانغ ووك الطبيب  وقام باصطحابه إلى خارج البيت وعند عودته ليطمئن على هانا وجدها نائمة وتغط في أحلامهـا ..


اقترب منهـا وجلس بجانبها على السرير بهدوء يتحمل ملامحها الهادئة ويملس على شعرهـا بحنان .. استمر بفعل ذلك حتى سيطر النعـاس عليه لينتهي به نائمـًا بجانبهـا .. ولم يستيقظ من نومـه إلا صباح اليوم التالي على ضوء الشمس التي سطعـت لتعلن عن بروز يوم جديد .. أول شيء فعله هو التفاته إلى هانا التي وجدهـا مازالت نائمة كما تركهـا الليلة الماضية .. كان صباح من نوعٍ خاص بالنسبة إليه , تأمل ملامحها ثانية , وأخـذ يراقبهـا بهـدوء وهي تفتح عيناها لكي تستيقظ .. سكنت لثوان وهي تحدق بسقف الغرفة , جاءها صوته ليلخبط كيانها " صباح الخيـر .. " ظنت هانا بأنهـا تتخيل , ولكنها أيقنت بأن ماسمعته كان حقيقة عندما قام تشانغ ووك بالتربيت على شعرها فالتفتت إليه لتجده يرسم ابتسامتـه الساحرة تلك لهـا " كيف تشعرين ؟ هل اختفى الألم ؟! "
عبست هانا وأخـذت تخاطبه بجدية " مـاذا تفعل هنا ؟ من سمح لك بالدخول ؟! "

ثم حاولت النهوض من مكانها ولكن تشانغ ووك أمسك بيدها بقوة وثبتهـا في مكانها " لا تخالفي كلام الطبيب ! لن تتحركِ من السرير اليوم وسأقوم أنا بكل شيء من أجلك ! "

أوشكت هانا على التفوه بكلمات أخـرى ولكـن تشانغ ووك شدد قبضتـه على يدها واقترب من وجهها " لا تحاولي , لن تغادري السرير اليوم ! "

تجمدت هانا في مكانها إثر قربـه منهـا إلى تلك الدرجة ولم تنطق بحرفٍ واحد وهي تحدق به .. أما تشانغ ووك فكان يبتسم بسعادة لخضوعهـا إليه بهدوء ..


وبالفعل قام تشانغ ووك بالاعتنـاء بها طوال اليـوم والسعادة التي تغمر قلبه امتدت إلى قلب هانا التي بدأ قلبهـا يميل إلى قلبه ليتوحدا ويصبحان قلبـًا واحد .. في اليوم التالي طلبت هانا من تشانغ ووك اصطحابها إلى مكان عمل دونغ هي بعد أن قامت بتحضير وجبة الغـداء من أجله .. رفض تشانغ ووك في البداية بسببه خوفه عليها لخطورة أماكن البنـاء ولكـن لشدة إصرارها  على رؤية دونغ هي وافق على اصطحابها في النهاية .. وفور وصولهما إلى هناك ورؤية تشانغ ووك بغصة في قلبه لم يعلم سببهـا ولكنـه تابع السير مع هانا حتى وصلوا إلى دونغ هي .. فرح دونغ هي بمجيئهم كثيرًا , جلسوا معـًا وتناولوا الغـداء التي قامت هانا بتحضيره سويـًا , ثم أصرت هانا على أن يأخـذهم دونغ هي في جولة حول مكان البناء لترى كيف يسير عمل شقيقها .. رغم رفض تشانغ ووك ودونغ هي الشديد على ذلك إلا أن هانا استطاعت من اقناعهم في النهاية وانطلقوا في جولتهـم .. كانت هانا تسير أمامهما بسعادة وهي تتفقد المكان .. لم تغفل عينا تشانغ ووك عنها ولو للحظة واحدة .. يحادث دونغ هي ونظره موجـه نحوهـا فقط .. وفي اللحظة التي غفلت بها عيناه عنهـا .. نظر للأعلى , ويا ليته لم ينظر .. كان هناك حجر كبير يتساقط من أعلى البناية , وموقعه بالتحديد فوق هانا وأوشك على الاقتراب منهـا .. جن جنون تشانغ ووك وبسرعة أعلى من الضـوء جذب هانا من ذراعهـا نحوه وعانقها بقوة وتراجع بجسدهما إلى الخلف ليبتعدا عن الحجارة والتف للجهة الأخـرى معطيـًا ظهره للحجارة حتـى لو تطاير منها أي شيء يتلقاها هو ويحمي هانا .. وبالفعل سقطت الحجارة على الأرض حيث كانت تقف هانا .. اتسعت كلتا عينا هانا بصدمة وتجمدت بين ذراعيه دون أي حركة من شدة خوفهـا ..


التقط تشانغ ووك أنفاسه بصعوبة بعد ماحدث , أبعد هانا عنـه وأمسك بكتفيها بقلق " هل أنتِ بخير هانا ؟! "

كانت هانا تحدق به بصدمـة , وخانتها كلماتها لتسقط مغشيـًا عليها بالنهاية بين ذراعي تشانغ ووك .. هبط قلب تشانغ ووك إلى أعمق نقطة في دواخله وأخـذ يهـز جسدهـا بجنون " يا ! هانا ! "

التفت إلى دونغ هي الذي وجـده متجمدًا في مكانه بدون أي حركة  ودموعـه تنهمر بغزارة .. فها هو المشهد يتكرر أمامه للمرة الثانية لأعـز الأشخـاص في حياتـه , الأول والده .. والآن شقيقتـه .. أخـذ تشانغ ووك يصرخ عليه باسمـه ولكن دونغ هي انتقل إلى عالم آخر بالفعـل .. وهو ذكرى وفاة والده .. جن جنون تشانغ ووك منـه فلكمـه ليستفيق على نفسه وهو يصرخ به بغضب ليساعده بنقل هانا إلى المستشفى .. هنا استفاق دونغ هي وأخـذ يحدق بتشانغ ووك وهو يمسك بكلتا ذراعيه بيديه المرتعشتين " هانا لن تموت , اليس كذلك ؟! "


اتسعت كلتا عينا تشانغ ووك بصدمة , لم يتحمل كلمات دونغ هي فصرخ به بغضب " كف عن التفوه بالحماقات وساعدني في الحـال أيها الأحمـق ! "

حمل تشانغ ووك هانا بين ذراعيه وهرول سريعـًا بها إلى سيارتـه , رافقـه دونغ هي وتوجها إلى المستشفى حالاً .. هناك أدخلوها إلى غرفة الطوارئ , كان الخوف والقلق يتلبس كل من تشانغ ووك ودونغ هي .. ولم يرتاح لهما بال إلا عندما خرج الطبيب وأخبرهمـا بأنهـا بخير وكذلك الطفل فتنفسا الصعداء .. بعد أن اطمئن دونغ هي على حال هانا , لم تعد قدميه قادرة على حمله فجلس على أقرب كرسي وجده وهو ينظر إلى الأرض وملامح وجهه تتلبس حزنـه العميق .. استغرب تشانغ ووك حاله ولكنه قرر أن يتركه كي يرتاح , أما هو فأسند نفسه على الحائط بجانب الغرفة التي كانت هانا بهـا ينتظر خروجهـا .. فجـأة سمع صراخـًا يتعالى من داخل الغرفة فهرول إليهـا قلقـًا وبسرعة دخل ليجد هانا تصرخ بالممرضة فاقترب منها واضعـًا كلتا يديه على كتفيها ليهدأهـا , وبالفعل هدأت عند رؤيتـها له وتذكرت ما حدث قبل أن يغمى عليهـا فأخـذت تسأله بخوف وقلق " هل طفلنا بخير ؟ لم يتأذى , أليس كذلك تشانغ ووك ؟! " فـأخذ يربت على كتفها " لا تقلقي أنتِ وطفلنا بخير .. " حينها تنهـدت هانا براحة ثم أخفضت رأسهـا بحزن " ما كان يجدر بنا الذهاب إلى هناك .. " .. حينها انتفض تشانغ ووك بها بغضب " أخبرتك منذ البداية بأنه لم يكن يجدر بكِ الذهـاب إلى هناك , ولكـنك أصريت على الذهـاب .. لم تكن انذارات قلبي خاطئة عندما شعرت بتلك الغصة تخنقني عندما وصلنا إلى ذلك المكان .. لم يكن يجدر بي الاستماع لكِ أبـدًا , انظري ماذا حدث ؟ أوشكتِ على إيذاء نفسكِ وكذلك طفلنا آآهـ ايششش ! "


بدأت دموع هانا تتجمع في كلتا عيناها وهو يقوم بتوبيخها بتلك الطريقة وبنبرة ضعيفة ممتزجة بالبكـاء " كفى تشانغ ووك , أنا مازلت خائفة بالفعل , وهكـذا أنت تخيفني أكثر .. توقف أرجوك .. "

تنهـد تشانغ ووك بعمق ليهدأ نفسه وجذبها بين ذراعيه , عانقهـا بقوة وأغمـض كلتا عينيه بهـدوء وهو يسند رأسه فوق كتفهـا " أنا أحمق ولا أستمر سوى بإخافتـكِ .. ولكن كل ذلك بسبب قلقي المستمر عليكِ .. "

بدأت دموع هانا تتساقط وهي تستمع لكلماته تلك , وتشبثت به بقوة لتستمد منه بعض الراحة والأمان ..


بعد أن هدأت هانا تمامـًا سألتـه عن دونغ هي فأخبرهـا بأنه مازال في الخارج , وعندما سألهـا عن سبب حالة دونغ هي تلك فأخبرته عن وفاة والدهما ففهم تشانغ ووك الأمـر وعـذر دونغ هي الذي دخل إلى الغرفة وهم يتبادلان أطراف الحديث .. اطمئن على هانا وكذلك هي لم تدعه وشأنـه وقامت بمواساة شقيقها وتهدئتـه .. كان تشانغ ووك يشاهد تلك العلاقة الأخوية القوية بينهمـا وقرر تركهما لوحدهما في النهاية وخرج من الغرفة .. في المسـاء تم إخراج هانا من المستشفى بعد أن تأكدوا من سلامتها هي والجنين مئة بالمئة ..

مر يومـان آخران على الثلاثة بسعادة وسلام .. إذ لم يكن تشانغ ووك يفارق هانا أبـدًا خوفـًا عليهـا .. على الرغم من وقوعها بحبه إلا أن مشاعرهما مازلت مضطربة ولكن تشانغ ووك تأكد بالكامل من حبه والأصح عشقه لهـا ولكنـه لم يعترف ذلك الاعتراف الصريح لها بعـد .. علاقتهما كانت جميلة وهادئة جتـى جاء ذلك اليوم الذي استيقظت هانا فيه لتجد المنزل فارغًا , فقد كان دونغ هي في عمله كالمعتاد , أما تشانغ ووك فقد  ذهب إلى مكانٍ ما .. استغلت هانا فرصة غيابهمـا وقامت بأخـذ حمام دافئ لترخي عضلات جسدها من خلاله .. وفـور انتهائهـا خرجت من الحمام وهي تلف منشفتها البيضاء على جسدها و راحت تتجول هنا وهناك دون ملاحظة تلك العينان اللتان كانتا تلتهمانها من الخلف .. أخذ يتأملها بكل تفاصيلها الجذابة .. تلك المنشفة البيضاء التي تلف جسدها وتظهر كتفيها وعنقها الأبيض من الخلف مع تساقط قطرات المياه أثارت جنونه ..


أخذ قلبه ينبض نبضة تلو النبضة مع كل قطرة متساقطة تلو القطرة .. كالمنوم مغناطيسيا اقترب منها ، أحاط خصرها بكلتا ذراعيه , تجمدت هانا في مكانها بصدمة وتفوهت بكلماتها المتلعثمة بارتباك " تشانغ ووك , متـى أتيت ؟! " لم ينتبه إلى كلماتها فقد أعمتـه رغبته في امتلاكها من سماعها , ثبت ذراعيه على خصرها ليسلب روحها ببطئ بفعل القبلات التي بدأ ينثرها على عنقها .. قبلة تبعتها قبلة .. من عنقها من الخلف تبعا ووصولا الى شفتيها التي أطبق شفتيه عليهما والتهمهما بلذة... دونما تراقص شفتيه فوق شفتيها .. كذلك أصابعه أخذت تشق طريقها على جسدها كعازف الغرام الذي يعزف على آلته الموسيقية بحرفية .. ببساطة غرق بسحر هواها وبات يعشقها عشق الجنون ..


ارتعش جسد هانا بين ذراعيه بقوة , أحست بلهيب يحرقها من الداخل ولم تتحمل ما يحدث , بطريقة أو بأخـرى ذكرهـا ذلك بأول لقاء بينهما .. فانتفضت ودفعتـه عنها بعنف وأخـذت تصرخ به بغضب " ماذا تعتقد بنفسك فاعلاَ سيد تشانغ ووك ؟ إياك أن تقترب مني بعد الآن , أنـا أحذرك ! "

ثم سارت بعيدًا عنـه وهي تشتعل غضبـًا .. فقد أصبحت هانا حساسة جدًا اتجاه ذلك الموضوع وخصوصـًا بعد ماحل بهـا .. أما تشانغ ووك فوقف ساكنـًا في مكانه يؤنب نفسه على الخطأ الذي ارتكبـه بحقهـا مجددًا .. لحق بها إلى غرفتهـا فوجد الباب مغلقـًا فجلس خلفـه وهو ينادي باسمهـا " هانا .. هانا .. أنا حقـًا آسف .. حقـًا لم أقصد فعل ذلك .. لم أرد إيذائك حقـًا .. أنا أحمـق .. هانا أنا آسف .. "

كانت هانا تستمع إلى كلماته تلك من خلف الباب وهي تبكي بحرقة وألم .. وعندما يضيق بها الحـال تصرخ به ليذهب ويتركها .. استمرا على ذلك الحـال لعدة أيام .. أيام توشحت بالسواد والألم بالنسبة لكليهما ولم يزر النـوم أي منهمـا .. ولتزداد أيامهما سوادًا .. ذلك اليوم المشئـوم .. الذي تأخر فيه دونغ هي في العـودة إلى المنزل , قلقت هانا كثيرًا وأخـذت تحـوم في غرفتهـا .. ففي كل يوم يعـود في الساعة السابعة مساءًا إلى المنزل ولكن اليوم تعدت الساعة الثانية عشرة ولم يعد دونغ هي إلى البيت بعـد , والذي زاد قلق هانا أكثـر أن هاتفه كان مغلقـًا .. خرجت إلى الصالة فوجـدت تشانغ ووك يجلس وحيدًا , بعد تردد اقتربت منـه وبنبرة مليئة بالقلق " تشانغ ووك , اوبا لم يعد حتـى الآن .. وهاتفه أيضـًا مغلق , أين قد يكون ؟! "

أراد تشانغ ووك تهدئتهـا فحدثها بنبرة هادئة " اهدئي وعاودي الاتصال به مرة أخـرى .. "

أومـأت هانا برأسهـا إيجابـًا وعاودت الاتصال ثانية ولكـنـه كان مغلقـًا فجن جنونهـا وأخـذت تضرب قدميها بالأرض بقلق , ولكن تشانغ ووك طلب منها أن تعيد الاتصال ثانية .. أوشكت على إعادة الاتصـال ولكـن فجـأة , وصلتهـا رسالة فيديو من دونغ هي ففتحتها بسرعة دون تردد .. لينفتح الفيديو أمامها ويظهر دونغ هي فيه جالسًا على كرسي ملصق الفم , مقيد اليدين والقدمين بحبـالٍ متينة في مكانٍ فارغ ومظلم ..


شهقت هانا بصدمة فور رؤيتهـا لشقيقها بذلك الشكل " اوبـــا ! " فاقترب تشانغ ووك منهـا ليرى ما الذي ظهر أمامهـا , وعندما رأى دونغ هي بذلك الشكل صعق هو الآخر .. تابعا مشاهدة الفيديو , وفجأة ظهر كريس من خلف دونغ هي , لوح بيده وهو يبتسم بمكر " مرحبـًا حلوتي .. مفاجأة جميلة , أليس كذلك ؟ أعلم بأنكِ افتقدتني كثيرًا لذلك قمـت بصنع هذه المفاجأة من أجلك * وجـه نظره نحو دونغ هي ثم أعاد النظر إلى الكاميرا أمامـه * هل تعرفينـه ؟ إنـه شقيقك الأكبر الوسيم دونغ هي .. لقد قمـت باستضافتـه عندي من أجلك .. من أجل الحصول عليك أيتهـا الجميلة * أمسك شعر دونغ هي بعنف ونظر بنظرات خبيثة نحو الكاميرا * إن لم تريدي رؤية شقيقك يتعذب .. تعالـي إليّ في الحـال .. سأقوم بإرسال العنوان برسالة نصية لكِ * حول نظراته إلى الحدة والجدية * إياكِ أن تحضري جي تشانغ ووك معـكِ وإلا مزقت هـذا الوسيم إلى أشلاء .. " وأنهـى كلماته الأخيرة بوضع فوهة مسدس كان بحوزته بجانب رأس دونغ هي ..


ثم انتهـى الفيديو ووصلتها رسالة بالعنوان فورًا , كانت كلتا يدا هانا ترتعشان بقوة ودموعها تنهمر بغزارة , سقط الهاتف من يدها وهمـت بالبكـاء بحرقة وهي تنظر إلى تشانغ ووك " اوبا في خطر , ماذا سأفعل ؟ كل ذلك بسببي أنا , ماذا سأفعل تشانغ ووك أخبرني ؟!! "

كان تشانغ ووك في حيرة من أمـره وقلق وخوف كذلك , غضب كثيرًا عندما رأى رسالة كريس .. لم يدري ماذا يفعل حتـى , أخـذ يربت على كتفها بخفة وهو ينظر بوجهها " اهـدئي أولاً ودعينا نفكر بما سنفعله .. "

فصرخت بوجهه بحرقة " كيف لي أن أهدء واوبا يعاني هناك ؟ من يدري ماذا قد يفعل به , ألم ترى ذلك المسدس ؟ سأفقد عقلي حقـًا * وانهارت على الأرض وهي تبكي بحرقة وتردد باسم دونغ هي , اختنق تشانغ ووك لرؤيتها بذلك الشكل فجلس بجانبها على الأرض , أمسك بها من كتفيها وبدأ بهز جسدها لتستفيق " هانا , يجب أن تكوني أقوى , يجب أن تحاربي كريس , لا يجب عليكِ أن تستلمي هكذا , دونغ هي ينتظرك .. هيا انهضي هانا , لا وقت للبكاء والدموع الآن ... حان الوقت العمل ! "

أثرت كلمات تشانغ ووك بهانا فنظرت إليه ونطقت كلماتها من بين الدموع " هل تعتقد بأنني سأتمكن من إنقاذ اوبـا حقـًا ؟! "

أومـئ تشانغ ووك برأسه إيجابـًا " أنتِ قوية هانا ! "

أخـذت هانا تومـئ له برأسهـا إيجابًا من بين شهقات بكائهـا , أراد تشانغ ووك أن يمنحهـا عناقـًا تشجيعيًا , تردد كثيرًا قبل أن يفعل ذلك بسبب ماحدث بينهما آخر مرة , لكنـه تشجع أخيرًا واحتواها بين ذراعييه بهدوء وهو يربت على ظهرها بحنان ليهدئهـا .. أما هانا فتشبثت به بقوة فور معانقتـه لها وكأنهـا كانت تنتظر ذلك العنـاق لتفرغ فيه كل آلامها وتكتسب منـه القوة ..


وبعد أن هدئت هانا , جلست مع تشانغ ووك تفكر بماذا ستفعله وكيف ستنقذ شقيقها , حتـى خطرت ببالها فكرة أخيرة جنونيـة .. لم تعجب الفكرة تشانغ ووك خوفـًا عليها ولكنـه وافق عليهـا في النهـاية بسبب إلحاح هانا .. وبدأ كل منهمـا في تجهيز نفسه لينطلقا في تنفيذ فكرتهما وانقاذ دونغ هي من أيدي كريس ورجاله ..

وبالفعل بعد أن تجهزا انطلقا في سيارة تشانغ ووك نحو العنوان الذي قام كريس بارساله , أوقف تشانغ ووك السيارة بمكان قريب من مخبأ كريس , تنهـدت هانا بقوة , فنظر تشانغ ووك إليهـا متسائلاً " هل أنتِ مستعدة للقيام بذلك ؟! "

أومـأت له برأسهـا إيجابـًا وتابعت " نفذ ما أخبرتك به جيدًا وإياك أن تتأخر , حسنـًا ؟! "

أومـأ تشانغ ووك لها برأسه إيجابـًا وتمنـى لها حظًا موفقـًا ثم نزلت من السيارة متجهـة نحو مخبـأ كريس .. كانت ضربات قلبها تزيد مع كل خطوة تخطوها نحو ذلك المكان , عند وصولها إلى الباب , تنهدت تنهيدة عميقة ثم دخلت , على الفور قام رجـال كريس بتطويقهـا وعندما أخبرتهم بأنها هانا سمحوا لها بالدخول ومقابلة كريس , كانت هانا تمشي بينهم بخطواتٍ واثقة ونظراتها القوية تتفحص المكان كأشعة الليزر .. وعندما اقتربت من كريس زادت ثقة خطواتها أكثر مع ذلك المعطف الأسود الطويل والكعـب العالي اللذان كانت ترتديهما , أما كريس والذي كان يتفحصها من بعيد , كان قلبه يخفق أكثر كلما اقتربت منـه أكثر ,  وفور وصولها إليـه وقفـت أمامه بابتسامتهـا المليئة بالثقة " مرحبـًا سيد كريس , هل طلبتني ؟! "



تجمد كريس في مكانه من رد فعلها المفاجئ ولكنـه ابتسم بمكر ليخفي ارتباكه " اووهـ حلوتي هنا وأخيرًا ! لم أتوقع أن تلبي دعوتي بهذه السرعة ؟! "

خلعت هانا معطفها وقامت بإعطاءه لأحد رجال كريس , ليظهر جسدها المتناسق في ذلك الفستان الأسود الأنيق الذي يتماشى مع زينة وجههـا التي تبرز ملامحها بشكل قوي ومثير .. ونظرت إلى كريس بابتسامتها الخبيثة التي لم يسبق له رؤيتهـا " وكيف لي ألا ألبي دعوتك وأنت من أهم الأشخاص في حياتي ؟! * اقتربت منـه , وأخـذت تملس بيدها على وجهه مع نظراتها الجريئة إليه * هل تعلم كم تعذبت بدونك في الأيام الماضية كريسي ؟ لقد اشتقت إليك كثيرًا ! "

كان كريس يحدق بها بصدمـة , غير مصدق بأن تلك هي نفسها هانا الفتاة البريئة التي يعرفهـا .. تجاهل صدمتـه وسمح لقلبه بالخفقان لهـا , أحاط خصرها بكلتا ذراعيه ونظر في عينيها مباشرة " اشتقت لك أكثر! ولكن هناك سؤال يراودني وأود معرفة إجابتـه أولاً ؟! "


نظرت هانا إليه متسائلةً " وما هـو يا ترى ؟! * فتابع كريس متسائلاً " هل تخلصتِ من طفل ذلك المدعو جي تشانغ ووك أم لا ؟! * ضحكت هانا وتابعت " تخلصت منـه منذ البداية , كيف لي أن أحتفظ بطفل ذلك الرجل وأنا لا أتوقف عن التفكير بك ؟! والآن دعنـي أسألك أنـا ! * ابتسم كريس برضى وأومـئ لها برأسه كي تتابع فجاءه سؤالها " كيف تمكـنت من الوصول إلى دونغ هي اوبا ؟! * قهقه كريس بمكر وأجابهـا " لم أدع مكان في سيئول إلا وبحثت عنكما فيه ولكنني لم أجدكمـا أبـدًا , أرسلت رجالي في مجموعات في كل بقعة من كوريا الجنوبية للبحث عنكما وفي النهاية وجودوا مكان عمل دونغ هي وببساطة قمنا باستضافتـه لدينا من أجلك يا حلوتـي .. شوقي لكِ يكاد ينفجر بداخلي ! هل ستكونين لي من الآن فصاعدًا ؟! "

نظرت هانا وهي تبتسم إليه بثقة " بالطبع ليس قبل أن أرى دونغ هي اوبا وتطلق سراحه ! * أومـئ كريس برأسه وهو يبتسم برضى " لكِ ذلك ! "

ثم قام بأخـذهـا إلى الغرفة حيث دونغ هي , وجدتـه على نفس وضعيتـه كما شاهدتـه في الفيديو .. فاقتربت منـه بسرعة , أزالت اللاصق عن فمـه , صعق دونغ هي لرؤيتهـا " هانا ماذا تفعلين هنا ؟ لمَ أتيتِ ؟ هل جننتِ ؟! * غمزت هانا له بطرف عينهـا دون أن يراها كريس ففهم دونغ هي بأنها تخطط لشيءٍ مـا , أمسكت بوجهه بكلتا يديها " اوبا هل أنت بخير ؟ لم يعرضوك للأذى , أليس كذلك ؟! * كان دونغ هي خائفـًا عليها " هانا أخرجي من هنا في الحـال , لا تبقي برفقة ذلك الوغـد ! * ربتت هانا على كتفه بخفة " لا تقلق اوبـا , أنا أثق بكريس بأنـه لم يفعل بنا شيء وسيقوم بفك قيدك في الحـال * وجهت نظرها نحو كريس وتابعت " أليس كذلك كريسي ؟! "


ابتسم كريس وهو يومئ برأسه إيجابـًا وأشار لأحـد رجـاله لكي يبدأ بفـك قيود دونغ هي .. لحسن حظ هانا بأن كريس كان غبيـًا ولم يفهم خطتهـا جيدًا إذ كان يستجيب لها فقط لاشباع رغباتـه وتهدئة قلبه الذي يخفق من أجلهـا .. ومع بدأ فك قيود دونغ هي , اقترب كريس من هانا واحتواها بين ذراعيـه , كانت هانا تضغط على نفسها من الداخل كي تحتمل قربه منهـا .. قرب كريس شفتيه من شفتيها موشكـًا على تقبيلها .. ولكن سماعه لصوت ذلك الشخص وهو يقول ابتعد عنها في الحـال ! " جمده في مكانـه , لينظر إلى صاحبه ويجد تشانغ ووك أمامـه قد ظهر من العـدم وهو يحمل مسدس في يده ويصوبه باتجاهه ..


انتفضت هانا في مكانها وهي تنظر إليه بلهفة " تشانغ ووك ! " .. ارتبك كريس وأمـر أن يتوقف رجاله عن فك قيد دونغ هي ففعلوا .. أخرج المسدس من جيب بنطاله , وأحاط رقبة هانا بذراعـه موجهـًا فوهة المسدس نحو رأسهـا ونظر إلى تشانغ ووك بخبث " فلنقتلها معـًا , ما رأيك ؟! "

تجمدت هانا في مكانها بخوف ودموعها مجتمعة في كلتا عيناها وكذلك تشانغ ووك الذي كاد أن يفقد عقله ولكنـه استمر بتوجيه فوهة مسدسه نحو كريس " أخبرتك بأن تبتعد عنها كريس ! أنت ميت لا محالة , الشرطة قد طوقت المكان بالفعـل فإن قمت بقتلها الآن سوف تقضي بقية حياتك في السجون ! "

دب الرعب داخل كريس لعلمه بوجود الشرطة ولكنـه استمر على وضعيتـه السابقة " أفضل أن أقتلها وأدخل السجن على أن أتركها لك أنـت ! ألا يكفي بأنك سلبت مني كل شيء والآن ستسلبها هي أيضـًا مني ؟ أبـدًا جي تشانغ ووك لن يحدث , سأقتلها وأقتل نفسي معهـا ! "

ارتعشت هانا خوفـًا بين يديه وهي تذرف الدموع , أما تشانغ ووك فقد جن جنونـه على هانا .. قام كريس بلف هانا نحوه لتعطي تشانغ ووك ظهرها وفوهة المسدس مازالت بجانب رأسهـا , فجأة حدث ماهو ليس متوقع لتنقلب الموازين ويسقط المسدس من يد كريس بعد الضربة التي وجهها له دونغ هي , إذ كانت قيوده قد فكت ولم يتبقى سوى القليل بعد أن طلب كريس من رجاله أن يتوقفوا فاستمر دونغ هي في المحاولة حتـى تمكن من فكهـا كلها وانقض على كريس من الخلف وسحب منـه المسدس , رماه بعيدًا ثم سحب هانا من بين يديه ولكمـه بقبضتـه القوية ليسقط أرضـًا ويجن جنونـه , أما هانا فهرعت إلى أحضان دونغ هي وهي تبكي بحرقة .. فرح تشانغ ووك بما حدث ووقف أمام كريس الذي كان متقوقعـًا على الأرض من قوة ضرب دونغ هي له فوجه فوهة المسدس نحوه وهو يبتسم بخبث " هذه هي النهاية إذًا كريس ؟ تشانغ ووك يأكل الحلوى حتـى النهاية , و كريس يأكل الضرب إلى الأبـد ! حظـًا موفقًا في السجن أيها الوغـد ! "


حينهـا انتشر رجال الشرطة في المكان بسرعة , قبضوا على جميع رجـال كريس وكذلك كريس الذي تم وضع الأصفاد حول يديه , فاقتربت منـه هانا وهي تنظر إليه بحنق للحظات , حدق كريس بهـا متسائلاً لتأتيـه صفعتها القوية على وجهه " هـذه بسبب كل ما عاينتـه بسببك ! * صفعته ثانية وهي تبتسم بمكر " وهـذه لأنك أحمـق وتمكنـت من إيقاعك بسهولة ! * صفعتـه للمرة الثالثة ثم وضعت يدها على بطنهـا " وهـذه لأخبرك بأنني مازلت أحتفظ بطفل تشانغ ووك أيها المغفل ! "

غضب كريس بشدة وكاد أن ينقض عليهـا ولكـن رجـال الشرطة قاموا بسحبـه وأخـذوه بعيـدًا .. أما هانا , تشانغ ووك ودونغ هي عادوا إلى منزلهـم وأخيـرًا بسلام وهناك أخبـروا دونغ هي عن خطتهم كاملة , كان دونغ هي فخورًا بهم فقد تمكنوا من التخلص من كريس نهائيـًا وإلى الأبـد .. شعر دونغ هي بالتعب فترك كل من تشانغ ووك وهانا معـًا , وخلد للنـوم .. أما هانا فكانت مازالت  لم تسامح تشانغ ووك بعد آخر قبلة حدثت بينهما فنهضت من مكانها متجاهلة الحديث إليـه .. انزعج تشانغ ووك فنهض وقام بجذبها من يدها لتلتفت نحوه , وقابلها بنظراته الجريئة " إلى متـى سوف نستمر هكـذا ؟ بعدكِ عني يقتلني ! "


سكنت هانا بين ذراعيـه , لتقابله بنظراتها المليئة بالعتاب " أنت من اخترت ذلك ! "

أحاطها بين كلتا ذراعيه وبنبرة دافئة ونظرات عيونه ذات الطابع الحزين القاتلة " آسف هانا , سامحيني .. سامحيني على كل دمعـة ذرفتهـا , كل جرح آلمـكِ وكنت أنا سببه .. وأعـدك بأن تلك الدمـوع , وتلك الآلام لن تشق طريقهـا إليكِ بعـد الآن .. سأحافظ عليكِ , سأحميكِ حبيبتي وأحبـكِ ! "

ارتعش قلب هانا لسماعه ينطق بتلك الكلمة , بعثر كيانهـا وأخـذ قلبها ينبض أكثر من كل مـرة .. أطرقت رأسهـا للأسفل , ثم عاودت النظر إليه بجدية " هل أحببتني فقط بسبب طفلك الذي أحملـه ؟! "

تنهـد تشانغ ووك بعمق , أمسك يديها بكلتا يديـه ونظـر إليهـا بعيناه المتلألأتان " أحبتتـكِ بسبب طفلنـا , طفلنا الذي أشكره من أعمـاق قلبي كونـه إعادني لأكون بجانبكِ وأهيم بكِ حبـًا يومـًا بعـد يـوم .. طفلنا الذي أعادني إليكِ لأتعرف على هانا البريئة , اللطيفة والرائعـة .. لأكـون صادقـًا لقد أعجـبت بكِ من الوهلة الأولـى , كـنتِ الفتاة الأولـى التي استطاعت تحريك مشاعري الجامدة لأول مرة .. بفضلك عرفت معانـي الحـب , التضحية والشوق .. فهلَ سمحـتِ لقلبكِ الرقيق أن يفتـح بابـه لهـذا العاشق المجنـون بــكِ ؟! "

زادت ضربات قلب هانا وبدأت دموعهـا بالسيلان , أخفضت رأسهـا ومسحـت دموعهـا , التزمـت الصمت للحظات .. ثم رفعت رأسهـا إلى الأعلـى وبنبرتهـا الدافئة الممزوجـة بنظراتها العاشقة إليـه " حين اخترت طريقي الوعر... لم أدرك اني فيك سأتعثر... فكنت أجمل عثرة ... بحجم ألمي و تعاستي... بحجم سخطي و حماقتي... بحجم عشقي لك و براءتي... كنت أجمل عثرة... من الخوف انتشلتني ... و إلى أحلامي المنسية حملتني... قصور الحب رسمت و شيدت لي... بالأمل ملأتني... فتمنيت لو التقيك في زمن أبكر... لأتعثر فيك... أتعثر وأتعثر ... "

كان ذلك اعترافـًا صريحـًا من هانا بحبهـا لتشانغ ووك واختصرت بكلماتها تلك كل ماتشعر به حيالـه .. شعر تشانغ ووك وكأن قلبـه سينفجر في تلك اللحظات .. اقترب منهـا كي يعانقهـا ولكـن هانا سبقتـه بخطـوة .. أحاطت عنقـه بكلتا ذراعيهـا وباشرت هي بتقبيلـه .. تجمدت تشانغ ووك في مكانه بصدمـة , هل هـذه حقـًا هانا البريئة التي يعرفهـا ؟! ولكـنـه ابتسم بالنهـاية بسعادة , أغمـض كلتا عينيـه وسبح معهـا في بحـر العشق والغرام ..


بعد مرور عامين تحديدًا .. مر أبطال قصتنا بأحداث كثيرة في حياتهـم .. فقد أصر دونغ هي على متابعة عملـه في البنـاء , وها هو ناجح في عمله ولم يعد يخشـى شيء .. وفي الأشهر الأخيرة تعرف إلى فتاة جميلة ووقع في حبهـا , وها هو يخطط للزواج منهـا ..

أما هانا وتشانغ ووك .. واللذان تزوجا بعـد ولادة هانا لطفلهـا .. كان صبيـًا وأسمياه هان ووك .. ومع ولادتـه تقربـا أكثر من بعضهما البعـض .. تغلبت هانا على عقدتهـا بمساعـدة تشانغ ووك وها هي تحمـل بطفلهمـا الثاني .. فبقدر الصعـاب التي واجهتهما  .. بالثقة والحـب تمكنـا من المضي في حياتهمـا بسعادة وراحـة ..


^^ النهـــــــــTHE ENDـــايــــــــــــــة ^^


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق