الخميس، 18 مايو 2017

قلب واحد فقط ❥ الجزء الرابع❥

 قلب واحد فقط 
 الجزء الرابع 



Written By:

 Sara 


جلس عند مكتب الدكتور جين وقد بدأ بتفقد نتائج الفحوص :لاشئ..لاشئ..انها جيدة.لاتقلق
وهو يكاد يغلق الملف جذب نظره شيئا ما فعاد فتحه بسرعة اتسعت عيناه بشدة ونظر بذلك الذهول الى هيتشول ليدخله في استغراب كبير :هذا مستحيل!!..ألم تكن تعلم؟
هيتشول بأستغراب :عن ماذا تتحدث؟
 فرد بصدمة :انك تملك نفس زمرة دم ميري تماما
 اتسعت عينا هيتشول ونهض من مكانه من وقع الصدمة :ماذا تقول؟..اي زمرة؟
 فرد الطبيب :زمرة دم ميري هي O سالب ..ألم تكن تعلم؟..نفس زمرتك بالضبط
 فقال هيتشول :هذا مستحيل
 ومرر يده في غرته الطويلة لتتخللها اصابعه :لم تخبرني مطلقا عن زمرة دمها..وانا لم اعرف يوما انني سالب ايضا..لم اهتم بهذه الامور يوما
 امسك رأسه بكلتا يديه وعاد بلهفة الى الطبيب يديه على المكتب :هل هذا يعني؟
 فقال الطبيب :بالتأكيد..اضمن وجود تطابق كبير وعلينا ان نتأكد فقط بواسطة الزرع..ولكن!
 هدأت تعابيره وسادها القلق :ولكن!..انت وميري
 ليهدأ حماس هيتشول بتلك الكلمات , عقد حاجبيه :لا يهم!..لا احد سيخبرها..انني مجرد متبرع في قائمة اسماء المتبرعين ووجدت انت تطابق كبير معها لا حاجة لان تراني او تعرفني
 لوى الطبيب شفته فأكمل هيتشول منفعلا :بالتأكيد سنفعل..ماذا تنتظر
 هز رأسه مؤكدا وغادرا بسرعة لأجراء الزرع الطبي..ويتحمل هيتشول كل شئ ان كان هنالك شعلة امل صغيرة جدا جدا في سبيل انقاذها لكي لاتختفي للابد

خلال فترة الانتظار تلك التي كانت كجلوس وسط الجحيم بالنسبة له وهو  يراها تذبل امامه يوما بعد يوم ..وهو يكتفي بمراقبتها من بعيد كي لا تحتدم المشاكل وتتأزم حالتها..وهو لا يعلم انها تشعر به في محيطها ومثل ظلها..رغم الالم الذي يمزق قلبها اكثر من كل الالام التي تهاجم جسدها وتسلب كل ذرة طاقة لديها ..لكنها فقط هكذا بوجوده ولو بعيدا كانت تشعر بالامان ..بدفئه الذي يمحي كل برودة الدماء التي ماعادت تؤدي عملها بشكل جيد

جاء اليوم المنتظر وخرج الطبيب بأبتسامة انتصفت وجهه وهيتشول يحاول جاهدا قراءة افكاره :انها مطابقة, مطابقة لدرجة كبيرة
 وضع هيتشول يده على جبهته :أأووه ياللهي..مالذي يحصل فجأة لقد كنت بقربها طول الوقت ولا احد يعلم
 فرد الطبيب :المهم اننا اكتشفنا الامر قبل فوات الاوان...جاء دوري الان لاخبار ميري.. هز هيتشول راسه مؤيدا

ذهب الطبيب لاخبارها تجلس على سريرها بهدوء تنظر للفراغ ..وهيتشول خلف الحائط في الخارج..:ميري..لدي خبر جيد لك اليوم؟
 انتبهت من شرودها :ها نعم.. ماذا قلت؟
 فرد :قلت لدي خبر جيد لك اليوم.لقد جاء متبرع بنفس زمرة دمك..مطابق تماما..يمكننا اجراء العلمية غدا
 تفاجأ للغاية لم تتأثر مطلقا فقط عيون جوفاء خلت من كل التعابير بينما قفزت امها من مكانها بعيون دامعة لاتصدق :اوه ياللهي شكرا لك..كدت افقد الامل حقا
 لتقطع سعادتها وتجمد فصائلهم تقول ببرود :لا اهتم لا اريد
شهقت الام:ماذا؟؟
اكملت تنظر للطبيب :اسفة حضرة الطبيب لكنني لا اريد
 غضبت امها بأنفعال سحبتها من كتفيها لتلتف لها وتنظر بغضب مستعر:هل فقدتي عقلك..لم يتبقِ لكِ سوى ايام معدودة كيف تقولين ذلك؟..انها فرصة من الله كي تنجو
 لكنها متمسكة :لا اريد لا اريد ان احيا ألاتفهمين
 انخرطت في بكاء عميقها وضربت غطاءها بيدها فهوت امها جالسة على الكرسي المجاور..بينما نهض الطبيب واقفا عاقد الحاجبين :هل هذا معقول!..هل ستستسلمين للموت هكذا؟
 فنظرت له بحزم بعيون تلمع دمعا :نعم..سافعل!


 صُدم للغاية من ردة فعلها, خرج يسحب قدما بعد قدم مصدوم..حاول هيتشول ايقافه منظره يفزعه :اخبرني ماذا جرى؟
رد الطبيب بصدمة :لقد رفضت..انها ترفض ان تحيا, تفضل الموت
 استعت عينا هيتشول ثم اغلق عينيه مستاءا :هذا بسببي..كل هذا اليأس داخلها بسببي
 فرد الطبيب :مالعمل الان؟...حالتها صعبة اكثر مماتتخيلون.. فقط ينظر بخوف للطبيب

تستمر والدتها تتحدث بأنفعال تحاول اقناعها مع دموع منهمرة ترفض الاذعان لقرارها :ارجوكِ توقفي..قلت لكم لااريد..مللت من هذه الحياة بكل مافيها ..مللت تمثيل دور المتفائلة السعيدة القانعة بما يجري معها..توزع الابتسامات على الجميع دون كلل اوتعب غير آبهة لحالها البائس المثير للشفقة حقا

 ابعدت الغطاء عنها بعنف ..امسكت بالعمود الحامل للمحلول المغذي وسحبته برفق معها الى الخارج تترك امها في موجة بكاء والم قاتل
كان قادم وكل جنونه يشع حوله بخطى ثابتة ..توقف يراها تخرج تمشي في الاتجاه المعاكس فزمت شفته ولحق بها ,صرخ بها من الخلف :ستستسلمين بهذه السهولة؟...ستدعين الموت ينتصر؟
 عرفته فورا ردت ببرود دون ان تلتف :لكنه منتصر منذ ان عرفته!...انا فقط كنت امثل الحياة واني بخير
 فصرخ فجأة :يااا ميري!..كلا انتِ لست ميري التي اعرفها
 فأستدرات بعنف قاطعته :وانت لست هيتشول اوبا الذي اعرفه..ولهذا فقدت ثقتي بنفسي..انت السبب
 فقال :حاسبيني كما تشائين واكرهيني كما تشائين..لكن الان فقط اجري العملية وواجهي الموت بقوة..حينها سأجيبك عن كل شئ تسألين
 فقالت غاضبة: قلت لن اجريها ... مطلقا
 اعقب راجيا :اتوسل اليكِ وافقي ..واخيرا وجدت متبرعا
 فصرخت :وانا قلت لا..المتبرع سيرحل وربما يجد غيري ليساعده
 فصرخ بأنفعال :لن اساعد غيرك..لن أمل او ارحل هل تفهمين
 تفاجأ مما قاله ..ابتلعت ريقها بغصة بعيون متسعة وتلعثمت :ما..ما..ماذا قلت للتو؟..هل انت؟..آاااااه
 وضعت يدها على وجهها تتآوه وبدأت بالبكاء مجددا ثم صرخت به :لماذا انت مجددا؟..لماذا تستمر تفعل هذا بي
 فصرخ :افعل ماذا؟
 فصرخت بعنف: لماذا تستمر بشفقتك هذه..من بين كل الناس لما القلب الوحيد الذي يهمني ملئ بالشفقة نحوي لهذه الدرجة ..انك تعذبني الف مرة..لا اريد اي شئ منك..لا اريد شفقتك
 فأقترب منها بغضب فخافت قليلا اصبح امامها كثيرا وصرخ في وجهها :ليست شفقة..لم تكن كذلك يوما..انت من يعذبني الف مرة بقولك ذلك...منذ ان التقيت بكِ وانا في عالم ثانٍ..تناسيت انه موجود وكنت انا من غادره..رغم اننا كنا نلتقي في المشفى اغلب الاوقات لكنك كنت عالم بكامله
هدأت وحتى الدموع سكتت كأنها تود سماع المزيد لاتزال لا تجد في كلامه  مايشفي غليلها :لقد التقيت بكِ صدفة..واصبحنا صديقين صدفة..وبعدها بالصدفة ايضا عرفت انك ابنته اخت خطيبتي التي لازلت اتخبط في مشاعري نحوها ..لذلك توقفت التزمت الصمت ولم اخبرك لاني اعرف مسبقا كيف ستفكرين وماذا ستفعلين..حاولت جاهدا مساعدتك ايقاظ والدك من غفلته عنكِ..حتى اكتشفت جي وون الامر وحصل ماحصل

فقاطعته ترفض ماسمعت :ومع ذلك..

 فقاطعه بعنف :لذلك اقول لك انها ليست شفقة توقفي عن التفكير هكذا..توقفي عن التفكير بنفسك!(صدمت )فكري بي ولو للحظة..ماذا سيحصل لي لو انك غادرتي..لو انك اختفيتي حقا..كيف لي ان اكمل حياتي بعدها!..سأموت الف مرة وانا حي اتنفس(وصرخ باعلى صوته)مستحيل!..لايمكنني ان اكمل هل تفهمين!!

 اتسعت عيناها واغرقت بالدموع  وهدأ قليلا :لذا ارجوكِ توقفي عن عنادك..ودعيني اساعدك واساعد نفسي ايضا

 اغلقت عينيها تنساب دموعها تبكي بصمت لم تشعر إلا بدفء كبير يحيطها بين ذراعيه يمسح شعرها اتسعت عيناها يعصف قلبها المتعب فجأة ووجهها عند صدره وهو ليس افضل حالا يرتعش جسده للمسها هكذا لاول مرة يضمها له..رفعت يديها وتمسكت بكتفيه من الخلف بقوة تبكي اكثر واكثر ودموعه انسابت من اجلها

كانت ترتدي الملابس الخاصة لاجراء العمليات تمددت بهدوء فوق السرير الخاص نظرت بلاتعابير الى المصباح الضخم المتعدد الخاص بغرفة العمليات..خائفة التفتت برفق تنظر الى جانبها لترى هيتشول مستلقي على جانبه ووجهه امامها تماما ادمعت عيناها لرؤيته هكذا..نظر لها بعيون ناعسة مد يده ببطء نحوها فمدت يدها وتمسكا ببعض بقوة يرتعش قلبها وقال بأخر قوى تبقت له بعيون ناعسة وهي على وشك الانغلاق :ارجوكِ..كوني قوية...سأنتظركِ
 فأومأت له تبكي :هممم اعدك
واستسلم لمفعول المخدر لتقول بصوت مخنوق :اوباا..انا احبك
 لكنه نام نهائيا لم يشعر بشئ فسالت دموعها الحارقة على وجنتيها ,ربت الطبيب جين على كتفها :لاتقلقي سأعتني به..سأعتني بكما جيدا..ثقي بي.. فأومأت له

وبعد التأكد من مؤشرات هيتشول الحيوية...مرت عشر دقائق فنامت هي الاخرى ولاتزال ممسكة بيده فخارت قواها وافلتت يده اما عيني الطبيب من أثر به المشهد كثيرا عقد حاجبيه نظر للطبيب المساعد عند جانب هيتشول بثقة وحزم والى كادر الممرضين وأومأ له :فلنبدأ!

وبدأت ساعة الصفر في حياتهما معا فأما ان ينقذها يحيا بسلام وأما ان تموت وتتركه بلاروح خلفها

والام كالمجنونة تتجول في ممر الانتظار والمحامي عند الحائط حيث طلب منه هيتشول البقاء هنا للاهتمام بكل شئ استعداد لاي طارئ..قلق من منظر ام ميري فأقترب منها امسك بذراعيها :ارجوك امي..توقفي انت ترهقين نفسك هكذا
اجلسلها وذهب لجلب بعض القهوة لها ليرن هاتف هيتشول :اوه هيتشول اوبا..انا..
 فجأة سكتت :من معي؟؟
 فرد :انا اسف انسة جي وون انا المحامي
 استغربت :ولكن اين اوبا؟..مالذي يجري؟
 فأخبرها بكل شئ لتقفز من مكانها اغلقت الهاتف وجرت بلهفة

فتحت باب غرفة بلهفة لتجده يغط في نوم عميق ادمعت عينها وجلست بقربه برفق ..امسكت بيده :اوبا!..ايها المجنون..مالذي فعلته؟؟
 وبدأت بكائها تسند رأسه الى يدها فجأة بدأت بسماع همهماته فرفعت رأسها بسرعة بدأ يخرج من موجة تأثير المخدر ولكن ماسمعته يدمعها اكثر :ميري!..ميري!
 يستمر ينادي بأسمها امامها فأفلتت يده بهدوء

مرت بضع دقائق بالكاد يستطيع رؤية وتمييز ماحوله ..جلس بشكل مائل ودخل المحامي فسأله بلهفة بصوت متعب :اين هي؟..ماذا حصل؟
 فقال المحامي باسف :لا تزال في غرفة العمليات لاندري ماذا يجري معهم لااحد يخبرنا بشئ
 عقد حاجبيه وتحدث بغضب :ماذا؟
 ابعد الغطاء عنه وتحرك قليلا فآلمه جانبه وتآوه امسكت بكتفه بسرعة :اوبا توقف ارجوك..اين تذهب؟ لايزال جرحك جديد للغاية
 فرمقها بنظرة مرعبة :ابتعدي عني في الحال..يجب ان ارى مايحصل

 حاول المحامي التحدث فرمقه بنفس النظرة فأطرق رأسه وسكت فورا ..وبالفعل خرج من غرفته واقل ماتفعله لاجله انها تسنده ليسير برفق وقف عند الباب تلفت يمينا وشمالا ليرى اي احد يعرفه يتنفس بصعوبة ويشتعل قلقا ليرى السرير قادم وهي فوقه ومعها بعض الممرضات وامها ايضا شهق ومرت امامه ,نظر للطبيب الذي اعتلت وجهه ابتسامة رضى وسعادة وأوما له حينها فقط تنهد هيتشول الصعداء :الحمدلله
 وارخى جسده برفق فوق الكراسي القريبة من بابه وهي تسنده وتتمزق اكثر ترى كل اللهفة والشغف في عينيه تتابعان سريرها حتى اختفى في احدى الغرف

الاهم من هذا كله الساعات القادمة انها الاخطر...لكن يبدو انهما خلقا لبعض..استيقظت برفق ونادت اولا باسمه :هيتشول!..تشول اوبا؟
 ابتسمت بعيون دامعة :انه بخير لم يتركك
 حينها فقط شعرت بالراحة التامة وتمسح امها على شعرها ثم ضمتها لها..ارتاح الطبيب للغاية انتهت اخر العقبات في طريقها انسجم جسدها تماما مع كليته وليس هناك اي عوارض جانبية سيئة

فقط ينظر لها من النافذة الخارجية ويبتسم يراها تبتسم بصحة جيدة وتمزح مع امها وهي تحاول اطعامها كما الصغار تنظر بابتسامة للغرفة التي وضعت فيها وكم هي فاخرة وتعلم انه السبب ...و يعلم جيدا ان قلبها لن يسعد مطلقا الا برؤيته وكم قلقت بشأنه اكثر حتى من نفسها فنفسها لاتهمها قد اعتادت شعور الخوف من الموت اما هو فلا
.................................

"بعد ان قضى شهر في المشفى يتعافى من النوبة القلبية علم جيدا شعور الالم والمعاناة والشفقة التي عانيت منهما والتي تعد نقطة في بحر المعاناة التي كنت غارقة فيها..شعر بتأنيب الضمير لاول مرة تجاهي ابنته..لذا خصص لي ولوالدتي راتبا شهريا يكفيني انا وامي للعيش برخاء لذا توقفت عن كل اعمالها الشاقة... وانتقلنا الى بيتنا الجديد ياللهي كم اشعر بالسعادة وانا ارقص فيه كالمجنونة بغرفه الواسعة ونوافذه الزجاجية الضخمة التي تشرف على اجمل المناظر...ولكن!!
مرت شهرين كاملين منذ اجراء العميلة لقد تعافى كلانا تماما..اختفى!..اممم لا اعلم ماذا اقول عنه...لم اعد اراه كثيرا..لانه رجل نبيل ليس من عادته ان يترك احدا خلفه, عاد الى مكانه حيث خطيبته وابوها يقدم الواجب على قدم وساق ويهتم بشؤونها جيدا لانها لم تصنع سوى كل الحب والخير معه ..لم اعترض او يسمع مني اي تذمر..لم تبقى بيننا سوى الرسائل التي لاتنقطع يسألني بشكل يومي ان كنت بخير؟..واسأله عن احواله وكيف هو؟..كم اشتقت له"

اخرجها من شرودها مع مفكرتها ذلك صوت منبه سيارة شهقت :اوباا!

ركضت بسرعة ..فتحت الباب وجرت لوسط الحديقة تنظر للشارع بلهفة نظرت تمعنت النظر فلم ترى اي اثر له .. خابت امالها اطلقت تنهدية بائسة وجلست على دكة منزلها ضمت ساقيها لها فقط تنظر للشارع لترتسم ابتسامة جميلة على وجهه ينظر لها قرب احد الجدران يخفي نصف جسده يراها كم اصبحت جميلة تنضح وجنتيها بالدماء التي غادرتها منذ طفولتها شاحبة دائما بسبب المرض...ترقرقت الدموع في عينيها لتناديها امها بأن العشاء جاهز فمسحتهم قبل ان يغدروا بها نهضت لتدخل المنزل واغلقت الباب..بينما اسند ظهره للحائط يطرق رأسه وقال :اسف..حقا اسف

"وليفاجأني اكثر"

طُرق الباب وفتحته لترى عامل توصيل البريد ناولها ظرف كبير..اخذته وجلست على الطاولة قرب امها لتتفاجأ برسالة منه رنت في هاتفها "اعتقد بأنه قد وصل لكِ الان..ارجو ان تقبليها مني"
فأزدادت لهفتها لتفهم مايحتويه رفعت الاوراق لتقرأ وشهقت بابتسامة لمعت معها دموعها :اوباا!

"وفعلها!..نعم فعلها واصر ان يكون هو من يحقق حلمي الذهبي"

وقفت امام باب كتب فوقه (جامعة سيول ..كلية الطب)
"لم اعترض لم افعل بعد ان كان يتوقع ردة فعل عنيفة مني...لأنني اعتبرتها كأخر هدية سأحضاها منه..ان يتحقق حلمي بسببه لقد عمدت ذلك وبشدة لهذا وافقت" واطرقت رأسها واختفت تلك الابتسامة الساحرة تتهافت الدموع للارض: لكنني اشتاق له..احبه بجنون"

واقف عند الباب و سألها :هل ستحتاجين لشئ اخر كي اجلبه معي 

هي تغطي والدها بشكل جيد وقد غفى للتو رفعت رأسها لم تنظر له والحزن يملء تعابيرها :كيم هيتشول!
 نطقتها هكذا فتوقف مكانه والتفت بصدمة :كيم هيتشول لم يعد هنا..
وهو يستمع بأهتمام :صحيح انه لم يكن معي لكن على الاقل كان بجانبي..لقد غادر قلبه الان وحتى روحه لم تعد هنا..انها هناك معها هي..تملكه بكل جوارحه
 اتسعت عيناه بينما دموعها تبكي في رثائها :اوبااا...اذهب..اذهب ارجوك..اعتني بنفسك جيدا...سأبقى احترمك مهما حصل
 لمعت الدموع في عينيه اقترب منها وقبل رأسها من الخلف :شكرا لك..ستبقين اروع أمرأة رأيت
 وغارد بلهفة..التفتت بسرعة لكنه اختفى من امامها فسقطت ارضا بجوار السرير تغط في بكاء عميق

رفعت ميري رأسها مسحت دموعها جيدا وقالت :مادمت اعرف ان لي في قلبه ولو جزء صغيييير للغاية ..وقد حارب الجميع من اجلي..واعاد لي الحياة..ومستقبلا قد محيت حتى اسمه من قاموس حياتي..وسيحقق حلمي..
وضعت يدها على خاصرتها وابتسمت بلطف : ولدي جزء منه هنا سيرافقني مدى الحياة...نعم لنقل ان ذلك القلب الوحيد قد سرق قلبي مقابل انه اهداني الحياة ..هذا يكفيني لن اكون طماعة اكثر..لقد قابلت افضل رجل حياتي رجل بكل ماللكلمة من معانٍ..وهذا عهد اقطعه لنفسي سأبقى احبه مدى الحياة...الحياة التي اهداني اياها ستبقى زاخرة بحبه وحده ولن يدنس هذا القلب حب غيره

 تتحدث بغصة ابتلعت ريقها وجففت دموعها جيدا..خطوة واحدة فقط للامام وصرخ بها صوته الذي يستحيل ان تنسى موجته التي ترجف قلبها 
:يااا هان جي يونغ..ميري!
 كأن صاعقة اصابتها التفتت بسرعة وحقا لم تخدعها اذناها انه حقا امامها بكل هيبته يقف امامها ينظر لها بعيون حازمة وتقدم بخطى واثقة لتقول بصدمة :اوبـ..( سكتت لتكمل)هيتشول شي
 فهز راسه رافضا :كلا اكمليها..انا لست هيتشول شي لك ..لم اكن يوما
يصدمها اكثر ثم تقول :ولكن!..ماذا تفعل هنا؟
 فقال ولايزال بنظرته الواثقة الجامحة :لقد نسيت قلبي معك!
 دهشت :ماذا؟!!
 فقال :نعم نسيت قلبي معك منذ اول لقاء..وجئت لابقى بقربه كي ابقى حيا..ألايمكنني؟
 تراقصت الدموع في عينيها وبلهفة :اوبااا
 فلمعت دموعه ايضا وتحدث بحنان :نعم انا احبك..احبك بجنون عزيزتي

 فبكت حقا لسماع تلك الكلمة منه وكم تمنت سماعه حقا رغم انه قالها الف مرة وهو يحارب من اجل بقاءها حية امامه جذبها من ذراعها بقوة فأرتمت بين ذراعيه واحتضنها بقوة وراسه عند رقبتها يدخلها في ذهول ثم رجفة وتراقصت نبضات قلبها فرحا بقدومه لها وللابد احاطت ظهره بذراعيها بقوة تخفي راسه عند كتفه.

"انها سيرتي الذاتية ..كيم جي يونغ من افضل الجراحين..الافضل في جراحة القلوب..نعم تخصصت بها..اعمل جاهدة كي انقذ ليس قطعة اللحم تلك..كلا..بل نبع الحياة ليس لذلك الجسد وحده بل لكل المحيطين بها ..انها كقطعة في قلادة مترابطة..واحدة منها تكفي لضم العديد ببعضها..قلب واحد فقط لشخص ما قد يعني العالم بأكلمه لذلك فلست انقذه وحده..وايضا لأحل لغزه الذي يربكني ويقشر جسدي...كيف لقلب واحد فقط عندما يحب بجنون يمكنه ان يقلب العالم رأسا على عقب..ان يخلق الحياة من العدم..ان يزرع مستقبلا يتفتح امامه كما الزهور في اشد رونقها وجمالها..كيف له ان يخفي الالام الى الابد كبلسم من الجنة من ملاك نزل للارض خلق خصيصا لك....بالنسبة لي وبكل بساطة تجسدت الاجابة فيه وحده قلب تشولا خاصتي..انه العالم بأكمله بما يحتويه" رفعت رأسها عن حاسوبها المحمول لتنظر له نائم على الاريكة ويبدو متعب حقا..ابتسم بخفة واطلقت تنهيدة حالمة واكملت الكتابة  "حلمت وقلت مااغباني ان احلم به هكذا وانا في تلك الظروف"..ليظهر امامي كالملاك " وتتذكر وجهه المشمئز واستغرابه من ابتسامتها عليه "وحقا كان كالبلسم اختفت كل الالامي فجأة بل اختفت للابد ..ولدت حياتي مجددا على يديه وفٌتحت ابواب مستقبلي التي ظننت انها لم يخلق لها مفتاح.. اغرقت حد الثمالة في حبه المجنون..واصبح كل العالم الذي غادرني يوما..ابي واخي وكل اصدقائي واحبتي كلهم تجسدوا فيه...
ومن ادارة لاشركات الى ادارة المشفى..مشفانا الخاص..ورغم انه لايحتمل التواجد فيها لكنه فعل لان للمشفى مكانة خاصة في قلبينا ...وطبعا لانني فيها لن يستطيع مفارقتها...ورغم انه لايحتمل رؤية الدماء وتلك المشاهدة الموجعة ولكن! "يكفيني ان اغرق في النظر في عينيكِ حينها انسى كل ماحولي..اصبح اعمى فقط اراكِ انتِ ويختفي الجميع..ياعالمي الوحيد" دائما نفس الاجابة عندما اطلب منه الابتعاد عن مكان العمل يصمتني بها دوما ويفقدني تركيزي بنظراته المجنونة العاشقة"

اغلقت حاسوبها نهضت تقترب منه بهدوء ثنت ركبتيها امام وجهه تماما ترقمه بنظرات عاشقة مسحورة بأصبعها تبعد خصلات غرته عن وجهه :وهذا الشعر!! تبا له...كم هو وسيم
 وضحكت بخفة ليستيقظ يفتح عينيه ببطء تفاجئا ببعضهما وابتسما فقال بصوت ناعس :هل انهيت السيرة؟
 فهزت رأسها :كلااا..وهل لحديثي عن تشولا اوبا نهاية
 فابتسم بحب ثم قال :سيرفضونها بالتأكيد
 فردت بتحدي :فليتجرأوا ويفعلوها
 عقد حاجبيه نهض بسرعة واستعدل في جلسته لتصبح جالسة بين ساقيه ويديه على ساقيه ينظر لها تستمر تجلس هكذا وكأنها قطته الصغيرة :لحظة واحدة يافتاة!
 تنظر له بحب وحماس :هل تظنين نفسك العاشقة المجنونة هنا؟ هل انت اكثر من يحب؟
فهزت رأسها تكتم ضحكتها فضحك ساخرا بنبرة عالية واشار بيده لصدره :انا..انا هو العاشق المجنون هنا..هل نسيتي سباق السيارات والشرطة وكل شئ..ياااا يالها من ايام...اششش وتقولين انك المجنونة
 تستمر تنظر له بأبتسامة والهة تبدلت نظرته الى جدية عشق وشغف وتعلقت عيونه بشفاهها أخذ ينحني برفق فعلمت مالقادم لذا اغمضت عينيها امسك وجنتها بيده نظر لحظات لعيونها المغلقة واكمل طريقة ولثم شفتها المتوردة قبلة دائما تذيب قلبها وتختفي بين يديه كقطعة ثلج في مطلع ايام الربيع وامسك وجهها بيدها الاخرى فنهضت لتجلس على ساقه وتعلقت يداها برقبته تسند جبهتها لخاصته وتبتسم بسحر واعجاب :أأااه لقد اصيبت زوجتي بفيروس الجنون خاصتي
 فضحكت برقة ضمته بقوة ووجهها من الخلف تستنشق عبير رقبته تقول :مجنونة للابد!!
 فتنهد بسعادة وضمها بقوة اكثر يقبلها في رقبتها بشغف ينعش قلبها يسلبها روحها ويعيدها الف مرة يذوب بها حبا وتعيده للحياة تمحي كل تعب.

"بدأت قصتنا بأول كلمة في مفكرة على فراش المرض في انتظار الموت..لتنتهي بكتابة اجمل كلمات تُخط في سيرة ذاتية لابرع جراحة...
انها الحياة وتلك عناية الله ورحمته..تهبط بين لحظة واخرى لايمكن التكهن بها مطلقا ولايمكن انكار وجودها البتة كأنك تنكر وجود الرب ارحم الراحمين...
لابد يوما ما ان نلتقي بتلك القلوب التي خلقت لاجلنا لتعيدنا للحياة بعد ان غادرتنا وتركتنا في قعر الالام تعصف بنا رياح الوحدة الباردة كعاصفة ثلجية في وسط الجبال..لذا تمكسوا باحلامكم وبقوة لابد لها ان ترى النور يوما ويعدم المستحيل في ساحة الواقع.

~ النهاية ~


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق