الثلاثاء، 6 يونيو 2017

✿ لعنة سويون ♦ البارت العاشر✿

Ͼ لعنة سويون Ͽ
البارت العاشر 


By Sara


توقف العالم لهنيهات كأنها دهور والقلب صفع العقل ليفوق من دوامة عاصفة العاطفة التي غزته هو الاخر... أن ترى قطعة روحها اثيرة حية امام عينيها تبتسم لها ثم تسمعها صوتها والادهى تخبرها ان ماحصل من شئ ان يستحيل ان يحصل هو فعلها.. انها كانت ملاكها الحارس دوما وانها لم تغفل عنها لحظة كما كانت تظن وبكل انانية تركتها لتصارع الموت ونفسها المهشمة بينما هي كانت تنفذ وعدها فعلا كانت حائطها الذي لايميل.. تاهت نظراتها في الملامح التي اشتاقت لها وعادة لتجعها ترغب بالمزيد.. الجشع عنواننا.
فتحت باب شقتها كالمنومة خطواتها تنتظر بعضهما الاخر كوصيفة تحذو خلف اميرتها برقة وحذر..هوت يدها من مقبض الباب لتكمل طريقها عيناها شاردتان في الفراغ في تلك الدقيقية كل دماغها واجهزتها الحساسة حصرت كمجلس دولة يحاول حل ازمة كارثية مقبلة الكل يتكلم ويحلل كذلك كل خلية بيها.. اقبلا خلفها بهدوء شينهاي وجونغ كي نظرا لبعضهما لبعض ثم تشاركا النظر لها بقلق حتى اختفت في غرفتها .. اقفل الباب جونغ كي بينما القت شينهاي نظرة هادئة لكل شئ في مكانها وعينيها تلف في المكان ابتسمت بهدوء:دافئ مثلها.
ابتسم جونغ كي بهدوء ثم عاد يراقب باب الغرفة من مكانه بقلق أيدخل عنوة ويوقف صراع ذلك المجلس الخطر قد يودي بروحها في الوسط... أم يتركها لتنهار قليلا فلن تفعل امام عينيه البتة..
جلست لطرف السرير بهدوء تام يديها للغطاء شدتهما بقوة ارتفعت حساستها فورا ارتفع تنفسها اشتدت نظرتها وصدرها يضغط اضلاعه كي لايصدر صوتها تسمعه الجدران حتى بكاء مكتوم تماما كما هي من سنين وان كان ارتفع مداه من كان سيسمع ملعون الوحدة غير مرئي لكل العالم وان القى فيهم خطابا عالميا..اغمضت عينيها لأعلى سالت تلك الدموع لتخفف حدة الالم في عينين لم تخطط لثانية ان تراها مجددا ان ترمم صورتها الدامية الاخيرة بأخرى تجعلها تلعن الجميع تلعن الشوق وتفجر الالام اكبر تلك الابتسامة التي حرصت جيدا على تربيتها على شفاه صغيرتها طيلة عمرهما..رأتها مجددا لكن ميتة!
غطت عينيها بكفها الايسر تعض شفتها بقوة شهقات خفية بدأت تعاندها لتهرب من عظمة انفجار المها الداخلي..:ااه مالذي تفعلينه امامي مجددا!.. هل تريدنني ان امحيهم بيدي هاتين لعلي اشفي قلبي.. كل عائلتي صغيرتي.. هل كنت دوما حولي ولا اعلم ها!! لم الان لم تخبريني الان بعد وحدة وتفتت روحي سنين لوحدي .. ارتفع صوت شهقاتها بقوة ليعبر تلك الجدران والغرف .. ليخترق مسامعهما بدا عاليا جدا وكأنها رحلت عنها الان سحبت روحها للتو معها.. بلع جونغ كي ريقه وهو يناول شينهاي كوب الماء وهي جالسة للاريكة انتبهت لتقف فورا سالت دموعها على قطعتها تلك تحركت خطوة لتسعفها بحضن يغمرها شهقت فورا اذ شدها من ذراعها لفت تنظر له بحدة باكية هز رأسه برفق رافضا..وصوتها يعلو مجددا كأنها فقط
اخفتها في غرفة واقفلت عليها كي تتمكن من العيش حية ميتة الان سويون اقتحمته بقوة فجرته لتظهر للعلن امام عينيها وتجبر قلبها على النبض بكل خليط المشاعر الماضية التي اغمضت عينيها منها متعمدة .. ااه ألمها لايستوعب هي تمشي معهم الان وتساعدهم تهرع لتنقذهم من براثن الموت هي شعرت انها خائنة وأنهم اغلى منها هي قد ترى وتقتنع بذلك حتى ولو كانت روح هي ستتعذب ايضا ولايمكن لسول جلد ذاتها بذلك التفكير حتى..
شهقاتها قوية ودموعها بللت ثيابها.. تناولت بخفة القلادة من رقبتها ذلك الاثر الذي شاركها كل مراحل حياتها قلادة الزهرة تلك كي تشعرها بقربها منها اينما حلت.. توسدت كفها الايسر تلمع فيه بهناء لوثتها بعض الدموع الناحبة حين قربتها من شفاهها لتضمها.. تنظر لها بألم كما ان لو انها هي.. وبهدوء سقطت عينيها لمعصم يدها تحت باطن كفها تماما تجمدت الدموع كشلالات ربيع هبت عليها عاصفة الشتاء صارخة فيها توقفي ليس وقت الضباب هي تحتاج كل ذرة هداية لتعي مالذي تراه بالضبط.. كأن الزهرة دخلت لتحفر في معصمها اتسعت عينيها الممتلئة للنصف بالدموع.. ومض الوشم بلون ازرق وكذلك عينيها نظرت للامام بصدمة..شهقت :سويون!.. نهضت فورا لتهرع تلتصق بالمرآة رأت عينيها الزرقاء خيال سويون داهم المرآة للحظة بعينيها الزرقاء ايضا اختفت ليخفت لون عينيها لتعود لطبيعتها بلون العسل.. شهقت متراجعة للخلف بضع خطوات ارتطمت بالطاولة لتسقط الكأس ارضا لينهال بهدوء يلامس الارض لقطع صغيرة تشابه عقلها الان مخيلتها كل ايامها وكل ماحصل تحاول بقوة جمعهم بقطعة احجية واحدة:س سويون..عينيا سويون.. ياللهي .(شهقت بقوة تقطع انفاسها بصعوبة رفعت كمها مجددا لتنظر للوشم والقلادة انها نسخة حتى التصميم) ياللهي كيف لم الحظ كيف لم انتبه مالذي يجري هناااا مالذي تفعليــــنه...صرخت بقوة
فزعا في الخارج نظرا لبعضهما رعبا وهلما بالجري مسرعين للغرفة..دخلا بلهفة بسبب صوت التكسير خوفا من ان تحدث بنفسها شيئا ..كان يمينها يقابل الباب.. نظرا لحطام الكأس على الارضية ثم لها اقتربا برفق عينا جونغ كي معها بحيرة مترقبا ان تلتف.. لفت رأسها بعينيها وحالها الذي يرثى له اليه فورا الى عينه الى أمانها تطالبه الان بضخ كل مافي العالم لها وحدها... تقطعت حروفها لتبلغه رسالتها المستعجلة : ان انها سويون لقد كانت سويون منذ البداية .. لقد تعمدت كل هذا.. عادت لبكاءها مجددا دموع تنهار بصمت بينما التفت لهما كاملا ترفع كفها الايسر وبداخله القلادة والوشم قريب منهما..
شهق جونغ كي بحدة نظر لها بصدمة عينيه الحادة :ماهذا!.. انها القلادة نفسها..ملك سويون لازلت اذكر انها هدية عيد ميلادها منا جميعا.. تناولتها شينهاي من حضن كف سول بعجلة برقت عينها تدمع تبتسم بألم :اوه انها هي بالفعل لقد طلبت تصميمها بنفسي من صديق العائلة.
داعبتها بانامل يدها الاخرى: اه ياللهي... (نظرت لسول ثم لمعصمها).. انها حقا هي مالذي يجري ها؟!..(نظرت لجونغ كي ثم لسول) .. اعلم انكما رأيتهماها ايضا مالذي يجري؟؟
مررت سول كلتا يديها في شعرها تلفتت منفعلة جدا :ااه تبا مالذي فعلته بهم سويون ااه (دماغها بطريقة عجيبة لف بالاحداث من البداية حين كانت عند الجسر تلك العجوز التي اختفت فجأة بعد ان احرقت يدها به.. ليلة عجيبة كانت عادت لاخر يوم كانوا فيه معا كيف بدأت تتكرر الاحلام بعدما تستيقظ هي وضعتهم في أخطر وضع ممكن وتركت لسول ان تنقذهم..يدي يونا وحياة جونغ كي.. بيك وتشان ببعضهما..ايل وو وسو اون معا... ميري نتيجة زواج ليتوك ممن لحقها وتركهم.. لكن!.. لفت تنظر لهما لشينهاي.. ابتسمت بألم سالت دموعها اقتربت فورا لتحتضنها بقوة ..
فاجئت شينهاي لكنها سرعان ماضمتها بقوة باكية بصمت: اه انتي بخير بالفعل.... رفعت عينيها قليلا لتسقط في اعين جونغ كي خلفهما من تراقبها بجدية.. بلت ريقها .. ثم تراجعت لتجلس للسرير خلفها.. سحب كرسيا فورا وجلس امامها : اذا!..(رفعت نظرها لتحدق به بضيق وتوتر) كانت هي من فعلت كل هذا..كانت تنتقم!.
بلت سول ريقها اطرقت رأسها مجددا صدرها يعلو ويهبط :نعم نعم عينيها والوشم.. واخيرا اليوم.. ل ذلك سلسلة واحدة ااساسها
:انتِ.. قاطعها بجدية فنظرت له فورا امامها .. شدت على فستانها بقبضتها والغصة تخنقها ..هزت رأسها بعينين دامعة بشدة متألمة :لكنني لم ارد كل هذا لم اطلب ماذا لو كنت فعلا لم استطع الوصول في الوقت المحدد لهم كي كيف لي..اغمضت عينيها بقوة بكت بقوة نظر جانبا
جلست شينهاي برفق لتضم كتفها مرتبة بحب: انا معك أهدأي.. نظرت لها سول بحب مبتسمة تطمأنها..
فتح جونغ كي فمه كي ينطق بالتتمة..لكن رنين جهازه اوقف.. اخرجه من جيبه نظر للاسم ثم لهما وحينها رد :نعم يونا هااا...( صدم واقفا فورا) مالذي تقولينه الان لقد كنا هناك بالفعل!؟
تلفتت في مكتبها بتوتر تقلب غرتها المنتصفة للخلف: لا اعلم الاخبار كلها تردد نفس الكلام هل انتما واثقين او اخبرني مالذي يجري سأجن!
اغلق الهاتف نظر لهما بصدمة لاتوصف ثم لف ليخرج بسرعة.. نظرا لبعضهما بقلق نهضا فوراوقاما باللحاق به.. اشعل التلفاز وتناول جهاز التحكم يقلب في القنوات بسرعة الكل يتكلم عن نفس الخبر لكن كيف بنفس الكلام كيف بالوضع الذي حصل وهو لم يحصل اقتربتا برفق من جمبه يحدقان بالشاشة بغرابة : وفي ظهيرة هذا اليوم لاقى الغني الشهير بارك حدفه في احتفاله السنوي لشركة باور .. اثر اطلاق نار متعمد.. قام بالانتحار فجأة امام الملأ ولا احد يعلم السبب والكل في حالة فوضى وقلق يوصف ..اتسعت عيناهما بحدة ونظرتا لبعضهما :م مااذا!..انتحار ألم يرنا احد مطلقا!
هزت سول رأسها بانها لاتعلم ثم للشاشة تخترقها بصدمة :سو سويون!..هل هذا فعلك ايضا!..همست لها لاهثة
تلك الاعين الجشعة تبتسم الشفاه اسفلهم بشر مميت وهي تراقب شاشة التلفاز تستمع لذلك الخبر مرارا وتكرارا في قسم الشرطة ذلك.. بعض الشرطة ملتفين حوله يحدقون به ثم بالخبر المهم لهذا اليوم.. اعلن احدهم متساءلا :أحقا رأيتها تدخل وتخرج وسحبت شخصا يشبه مواصفات الارهابي الذي يهدد بارك كل سنة؟؟
ابتسم بشر اكثر :لقد انتهى وقت اللعب حان وقت التنفيذ لقد تسليتي كثيرا وجاء وقت ان تسليني.. ايا كانت قدرتها باتت ملكي منذ اللحظة.. وقف من فوره مطرقعا فقرات رقبته بحدة :سنبدأ.
جلست لطرف السرير ببجامة النوم تمسك معصمها بنعومة تمرر ابهامها على تلك الوردة التي كانت اشارة سويون لتبدأ سول ملحمتها في الجري وراء الموت لتطارده خلفهم كوحش موت كاسر يطارد فريسته الجاهلة بالمسرحية التي كانوا دمى فيها مسرحية الماريونت تلك ..تنهدت بثقل قاطبة الحاجبين ثم لترفع نظرها لتمحو تلك العقدة بابتسامة هادئة على شفتيها وهي ترى شينهاي تطل عليها من الحمام ترتدي بجامة قطط تخصها .. ربتت لجهة السرير الفاضية على يمينها..فتقدمت شينهاي لتجلس اليها وتحتضن ذراع سول فورا من رمقتها للاسفل بنظرة هادئة مع ابتسامة شوق عميقة :لقد اشتقت لكِ كثيرا ولكل شئ بيننا.. رفعت شينهاي رأسها لتغرق في عيني سول : لقد ذقت اسوء ايام في حياتي جدا لا اعلم كيف انني بقيت حية حتى الان بقلب ينبض
ردت سول فورا : هذا لانه يطالب بالحياة التي سرقت منه.. كما طلبت منكِ اخر لحظاتها قبل ان ترحل..
اغرقت عينا شينهاي بالدموع ثم اخفضت ارضا: هل جعلتك سويون ترين كل هذا ايضا..(ضحكة ساخرة) هل جازتك بالجحيم هذا بينما تخط رحلتها في عقابنا تبا..
رفعت سول نظرها عن شينهاي للامام بحدية قطبت حاجبيها.. اود الذهاب غدا الى المدينة.. سأزور قبرها والميتم..تعملين (اطرقت رأسها) ذكرى وفاتها بعد ييومين(تنهدت ثم نظرت لها ) ومن اجل..
رفعت شينهاي راسها فورا تمحو دمعتها قبل ان تزف طريقها امام عيني سول: وقبر امي ايضا.. اخيرا سأزورها بكل راحة سأخبرها انني عدت للحياة اخيرا وانني سأمضي ماتبقي بكل قوة وثبات بجانبك.. ابتسمت وهي تحملق بسول ابتسمتا معا. ثم تمددتا بجوار بعض تطالعان السقف تسرحان كل منهما في عالم عميق مليئ بالمتاهات.. متاهات متشابكة ومتشابهة تختلط معا اساسها ايام وماض واحد هو مصدر كل شئ وسويون تكمل رسم مستقبلهم تخطه بقوة كما محو خاصتها.
...............
على طرف الطاولة تشير تلك الساعة الصغيرة انها السادسة صباحا.. وسادته مبللة باتت من شدة تعرقه يلف رأسه يمنة ويسرة انفاسه الهثة يحاول السيطرة على عمل رئتيه بأنتظام.. فما يراه يكفي جونغ كي ان يموت في الحلم الان ولايستقيظ منه يرى اسوء كوابيسه.. وقف على حافة الجرف ذلك خاصة سول نفسه... فتح عينيه على وسعهما يحدق بكل ذلك المكان المهول شلالات ضخمة في كل مكان وهو يكاد يلامس السماء تلك الغيوم كانت قريبة جدا حين رفع رأسه لتلاحم عينيه فتورد اشعارات عصبية لانامله ان ترتجف تحت ..عقله الباطن داعبهم انهم لو ارتفعوا الان لغاصوا في موجات تلك الغيوم الناصعة البياض كغزل البنات يطفو فوقه تمام... شهق مرتعبا واخفض نظره فورا الى الاسفل تماما حيث صوت المياه الهادرة يطرب بقوة كل المكان العظيم ذلك ..شد على قبضتيه بقوة .. التمع الوشم بوميض متحرك. لتلتمع الزهرة بوميض ازرق وهو يغوص في السرير جسدا روحه مسافرة بعمق.. رفع يده بصدمة يحدق بذلك الوميض الذي يخرج منهما..شهق الان بصدمة ولم تتلو شفاهه سوى اسمها. :سول!.. وشم سول ..من اين جاء هذا!؟.. صرخ بقوة فورا حين ضرب بقوة من الخلف ليقع عميقا فورا في ذلك الوادي السحيق بسرعة رهيبة يخترق تيارات الهواء لتصم اذنيه بقوة بضرب الرياح لهما ملابسه شعراته تتطاير بخفة :سووول!... صرخ بقوة صك على اسنانه وهو يهوي الى حيث يخيل له انها دائما تهوي هكذا حيث ويخشى عليها حتى ابسط ذرة
: ما الذي تفعليينه.. س ويووون.
كان اسمها اخر كلمة لتطبق تلك المياه الفاقعة الزراق شفاهه التي غاص بها بقوة رهيبة وهو يحوط وجهه بذراعيه على شكل حرف X حاميا لنفسه.. غاص عميقا ثم انتهت طاقته الكامنة لينتهي عائما في الوسط اخفض يديه بقوة لف حول نفسه لبرهة يحاول استيعاب مايجري..أهنا دائما تنزل هكذا!. هنا كانت تعاني رعبا لوحدها .. رعبة الوحدة الظلم والنفي يشابه الغوص عميقا هنا دون هواء حياة دون يد تمد لك المساعدة دون اي صوت ادنى اشكال للحياة تخبرك انك لازلت هنا في عالمنا حي ترزق.. المكان يخطف الروح من الاعماق.. اطبق على فمه رعبا من ان يغرق.. لكنه تنفس بكل راحة وكأن المكان هويته وموطنه تماما كما يحصل مع سول.. فتح عينيه بصدمة ثم قطب بينهما بواحدة اقوى هناك صوت غريب طرب اذنيه.. صوت سول أحقا مايسمعه ألحقها الى احلامها ام ماذا..اخفض عينيه فورا لتحت الى حيث تنبأت حساسات سمعه العصبية... عينيها العسلية تحت تناديه بعمق وتواصل تحدق به ربما من فترة ولم يكن يعلم..تعوم تحته تماما وعينيها لفوق ...رفعت يديها تعابيرها عينيها بوابة روحها اغرقته في حاجة له لم ير مثيلها وكأنها تستنجد به من الموت لامهلك نفسه.. ارعبت ثنايا روحه قبل خلاياه الحية.. ونبضات قلبه اختلت كيف لمعشوقته ان تعيش هكذا ألم.. صك على اسنانه بقوة وقلب جسده ليصبح رأسه للاسفل ليبدأ بالسباحة... شهق متوقفا برعب بصدمة ..هل تتحداه الان!!
ظهرت بثيابها البيضاء عينيها لمعت كلمعان الوشم في معمصه وسول تباعا.. ظهرت خلفها تماما..لتمسك يدها تلك تخفضها وتشدها لها.. اخذ نفسا عميقا ارتجفت خلاياه بحدة مرتعبا مما يخالج خلاياه العصبية الان من النتيجة القادمة..كلا هو لن يسمح لها ان تاخذها منه لن يحتمل ثانية اخرى بدونها بعد ان وجدها :سويووون... صرخ فورا بجنون .. بجنون ملك ستسلب منه كامل مملكته.. : لا لن تأخذيها لن تبعديها عني مجددا.. ابتسمت بخبث تحولت عيناها لبركة دم تشابه نهايتها بين احضان سول ارعبته ليشتد اصرارا: قلت لا والف لا.. بدأ بالسباحة عميقا بين مقلتي سول المهتزة بصدمة تتباع عيني سويون الدموية بغضب ساحق..وهي تعوم امامها ويد سويون تقبض على معصمها بقوة كانها تمسك اخر ارماق الحياة بين يديها.. رفعت نظرها مجددا لتتجمل بالعاطفة والرغبة فيه اكثر... تتوسله كي يضمها له بعمق يمحيها من هنا.. هو اقترب اكثر لتسبح هي للخلف فورا شهقت سول ويدها تجر لتحت بسرعة رهيبة لتختفي معها في ظلمة وضباب غريب قاع تلك المياة العميقة :سوووويون.. اعيديها لي لا لن تأخذيها... هز رأسه بقوة ليتخبط بوجنتيه على وسادته التي امتلأت عرقا باردا جعلته يشد الغطاء تحته ليجلس من فورا مرددا اسمها مجددا:سوول... شهق انفاسه التي ضاعت تحت ارتجافا مرر كفه ليتلحم مع جبهته ثم شعره الندي الاطراف.. اهبط عينيه الى معصمه الخافت اللون وعقدة تشكلت بين حاجبيه تشتكي الصدمة المهولة الان.. امسك معصمه فورا بقوة اعتصره: اوه كلا سويون أحقا ستفعلين ذلك ..كلااا كلا.. لم تعرفيني جيدا وانتي حية جيدا من اكون حينها أريك اسوء كوابيسكِ وانتي روح هائمة.. كز على اسنانه بقوة سيكسرهم
لف رأسه فورا يحدق بالطاولة قرب السرير لضوء الهاتف الذي رن يعلن عن وصول رسالة جديدىة.. سحبه ليقرأ اسمها الان تعيده لوعيها وتركيزه للواقع مجددا..تنهد بقوة بل ريقه ليقرا رسالتها القصيرة العميقة التعب الناطقة حيرة
" سأذهب مع شينهاي الى المدينة باكرا.. احتاج الذهاب الى هناك.. دوامة التفكير بكل شئ ستنهش دماغي كعمق البحر ذلك بظلامه واكثر.. كيف انهي هذه المسرحية الدامية.. انتبه لنفسك"
دعيها تنتهي بكل ماتريد ان تنتهي به الا انا وانتي عزيزتي الا شمس عينيكِ الا تنقطع عني وتختفي... نظر لامامه بجدية معلنا لكل الارواح ايا كانت تحوم حوله تلك اللحظة سيتحول ملك موتهم ان لمسوا شعرة منها.. هم لايعرفون الى اي مدى يمكن للحب ان يقلبنا وحوش حقا عكس طبيعتنا الوردية.. الحب غريب فعلا الاعقد حتى الان. كيف تحرق المبادئ في سبيله كيف للغاية المتثملة في قالب المحبوب ان تحلل كل الوسائل ..تماما كما تفعله سويون الان بهم لتشفي غليل روحها فيهم.. لحرمانها كل شئ يسرد تحت عنوان الحب.. واولهم واغلاهم نفسها ثم سول!
اظافرها الدقيقة تصدر صوتا ناعما ينبأ عن خطواتها الاربعة على الارض توقفت تلك القطة السوداء امام باب شقة جونغ كي ..عينيها الزرقاء بلون السماء تشع من بين كل سوادها التمعت بقوة تخطف الانفاس لفت نظرها لباب شقة جونغ كي ثم التفتت لتكمل خطواتها الهادئة مبتعدة..فورا جاءها صوت سيدة من اخر السلم :لونااا..لوناا اين اختفيتي ايتها القطة الشقية!.
عيناها العسلية الان تنعكس على زجاجة نافذة الباص الطويل الخاص بالرحلات كما مكتوب عليه من الخارج شركة معروفة للنقل والمواصلات.. تسند جبهتها بخفة للنافذة بكل تعب يملأ روحها وكتفها الاخر كان وسادة الدافئة لتلك الجميلة النائمة.. واخيرا تنام بكل معنى شامل لكلمة امان كأنها لاتريد النوم ابدا لتعوض كل ليلة سلب القلق والحزن النوم من عينها المثيرة بلون القهوة.. رفعت سول نظرها عن النافذة لفت قليلا لترى راس شينهاي يميل عن كتفها قليلا ابتسمت بخفة ورفعته قليلا ليعود لكتفها لموضعه الخاص الذي اشتاق هو الاخر لمالكته وانفاسها القوية تغفو وتداعبه كل طريق بعد المدرسة
عادت بنظرها الى الطريق.. 5سنين مرت اول واخرة مرة كانت تلك المرة التي خطت بعيدا عن قبرها عن التراب الذي اخفاها عنها للابد.. احمرت عينيها حرقة تتصدع بالالم والدموع.. لم تتجرأ يوما على التفكير بزياتها مجددا.. لم تمتلك الجرأة ابدا لتراها هكذا وبكل وقاحة تقف امامها وبينهما عالمين كاملين.. موت وحياة .. وكأنها كانت تستشعر بها قربها روحها كانت تراها حية تسايرها كظلها ولاحاجة لتلك الكتلة الصخرية لتخبرها انها كاذبة وانها تمتل ها هنا ككل الاموات في عالمنا ..
توقفت قدمها الان ترتعش جنب الاخر عند مدخل المقبرة تماما.. الاماكن في لحظة قرارنا ان مكوثنا فيها هو الاخير.. تأخذ قرارها هي الاخرى.. اما النهاية او البداية بداية اخرى تماما.. أخر لحظات لها هنا لاتزال تتراءى في عينيها وقلبها بقوة تضخ كل مشاعرها التي اغدقها ذلك اليوم عليها بكل عشوائية.. تراب قبرها.. والسماء تبكي بقوة حالها.. حال تايهيونغ وكلماته التي دفنت في قلبها عميقا هي الاخرى ,انهياره الاخير بعيدا هاهنا عند قدميها تماما عند البوابة ليختفي هو الاخر, سقطت قطرات دموعها كغيمة كريمة وهي تحدق بأسفل قدميها تناثرت على الارضية الترابية تلك.. ابتسمت بألم اخذت نفسا لتتمالك نفسها.. تمسكت شينهاي بيدها بحب رفعت عينيها لتراقب القبر وقلبها المذبوح شوقا لف بنظرها فورا لقبر والدتها الذي يبعد بضع خطوات عن قبر سويون.. اختنقت بغصتها فورا كتمت فمها بيدها اليسرى واخفت رفعت يدها لتخفي وجهها خلفهما ثم تسنده لكتف سول .. لفت سول وجهها لتحدق بكتلة الانكسار الاخرى هذه.. التفتت لتحتضنها بقوة لتلملم جراحها لعلها يوما تستطيع معها اصلاح كل خدوش روحها
 كل منهما انطلقت تمسح دمعة وتخطو خطوة الى من انهت معها كل معاني الحياة ورحلت.. وكأن سويون تعلم انها كانت قادمة لم ترغب ان تبدو انها مزرية حقا ان تكسر قلبها اكثر.. لذلك كان القبر نظيفا حقا يتلامع اسمها وكأن السماء غسلته الف مرة ليبقى بهيا لكل من يراه وأنها لم تكسر ولاشفقة تستحق.. جلست بهدوء على طرفه لتمسح بيدها المرتعشة من يتراءى لها بين ثانية واخرى انها بيضاء ناصعة ثم ثانية اخرى ملطخة بدماءها لحظة وداعها الاخير :اوه عزيزتي الملائكية مرحبا!.. ام اننا لم نفترق حقا.. انانية. لم لم تعلميني انك كنت حقا حولي هناك كان الكثير من غصصت به لوحدي دموع وكلمات شكايا وضحكات ووددت لو اخبرها لكِ حقا بدلا من كلمات على وق لوثت دموعي حبرها الممتاز(تنهدت انفجرت تلك الدموع فعلا) هل انت تختبرين وفاءي لكِ ام تريدنني ان اجلس استمتع برؤيتهم قتلى حقا(هزت رأسها بشكل درامي) توقفي.. كل هذا ضرب جنون سويون لذا توقفي لا طاقة لي لأنقاذهم اكثر لا لسحبهم من الحياة بينما ستبقين هنا(بلعت غصتها) للابد.. توقفي لا شأن لنا بهم.. (وقفت بعصبية )يكفي سويون دعييهم وشأنهم لن اسامحك ان حصل مكروه للبقية هل سمعتني..
التفت شينهاي بصدمة وهي جالسة عند قبر امها تبكي :س سول!.. مسحت دموعها بخفة ووقفت تتابع نظراتها بقلق.
احست الاثنتان بشئ غريب حقا.. صوت غريب قادم.. هبت عاصفة قوية ضربت المكان بقوة ريح قوية ساخنة رفعت سول ذراعيها فورا لتحمي وجهها دفعت سول لتتحرك قدميها للخلف على الارضية وكأنها تتزلج بالعكس
:سووول .. صرخت شينهاي وهي تتمسك بقبر امها .. فقدت سول السيطرة تفتحت ذراعيها بقوة طارت بخفة لتلزق بالحائط البعيد بقوة تأوهت بألم فظيع.. تغمض عينيها بقوة تصر على اسنانها..فجأة انفاس حارقة لفحت وجهها بقوة.. ارتعشت تعرفت مالقادم فورا.. فتحت عينيها بقوة ليتوقف قلبها للحظات ولتكتفي بأنفاسه التي تذيب الحديد تلفح وجهها .. عينيه الصفراء الواسعة بخط كالذئاب المتوحشة تلتهم عينيها فلا ترا سواه.. تلونت فجأة بالاحمر كأن بحر دم سينزف منهما جعلها ترتعش اكثر تغمض عينيها بقوة صارخة :فلتبتعــــد..
:ابتعدي انتي عن طريقي.. سألتهمهم الجمييييع... صوته كحفيف الافعى السامة
سالت دموعها فورا تهز رأسها وهي مغمضة: كلاااا لن اسمح لكِ سويوون لن افعل.. فتحت عينيها بحدة تتحداه: قلت لك لا والف لا لن تأخذهم مهما حاولت.
صط اسنانه مرتعدا... زمجر بها بقوة كوحش كاسر.. اغمضت عينيها صارخة بألم يفتت العظام.
شينهاي ترتعب في الخلف.. لاترى سوى دخان اسود غلف ذلك الحائط حيث اخفا سول خلفه.. تسحب فورا للهواء ثم بسرعة رهيبة واختفى لتظهر سول ملتصقةى بالحائط سقطت ارضا مكانها
:سووول!.. ارتعبت مفاصلها لتجري ولكنها شدتهم للحاق بها قبل فوات الاوان ..سقطت على ركبها فورا وشدت رأسها لحجرها باكية تمسح على جبينها ترتعد اناملها من اثار الخددوش التي ملأت وجهها :اوه ياللهي!... كل ذلك بسبب صراخه في وجهها وكأن عاصفة زجاجية مرت فوقه لتفعل كل هذا
مررت يدها برفق فوقهم بينما تتابع انفاس سول المتقطعة.. شهقت فورا ثم تأوهت من اول لمسة من اصابع شينهاي لخدشها الطفيف :اوه ياللهي لقد افقتي..انتِ بخير هل يؤلموكِ؟؟ مالذي حصل لقد ..لقد اختفيتي فجأة وصوته المرعب.. امتلأت عينيها بالدموع :مالذي تفعله سويون بحق الاله.
اغمضت سول عينيها بألم تشتعل غضبا رفعت رأسها بتعب لتجلس مقابل شينهاي على الارضية :لا هي لن تؤذيهم انا واثقة انا اعرفها جيدا.. بلت ريقعها اغمضت عينيها لتنهار في بكاء عميق ..شدتها شينهاي الباكية ايضا بهدوء لتحتضنها برقة مربتة على ظهرها :لابأس انا معك وجونغ كي كل شئ سيكون بخير اطمأني ها.. هزت سول رأسها بخفة :نعم نعم انا واثقة.
توقفتا على عتبة باب المقبرة تلك.. التفت سول بنظرها لتحدق بالقبر اخر مرة ابتسمت بخفة بألم تنهدت ..تمسكت بيد شينهاي وانطلقتا مبتعدتين بينما هينا الاخيرة لم تفارق قبر والدتها حتى حجب عن عينيها بسبب الحائط
تنهدت بأسى احست سول بأن شئ يجر يدها لفت نظرها للخلف بصدمة فوجدت شينهاي تثبت مكانها واقفة تطرق رأسها بنظرات متضايقة :م ما بك؟ِ
اعربت سول بقلق.. لتردف شينهاي فورا:لا اريد الذهاب
تنهدت سول مقتربة منها تمسكت بكتفيها وتكلمت بجدية :لكنه حقك منزلك وحياتك كيف لك ان تتركين كل شئ هكذا بلامسؤولية اتعرفين كم موظف يعيل اسرة كاملة يعمل في شركتك..هل ستتركينهم بلا ادارة ليضيع كل شئ ويؤولون للشوارع بلامعيل... هل سترضين ان تكوني السبب في كل الدمار الذي سيحصل؟؟
رفعت عينيها بحزن متعبة تحملق في عيني سول التي هزت رأسها بجدية مؤكدة كلامها.. لذا تنهدت شينهاي :حسنا لكنني سأسكت معك.. ابتسمت سول فورا بحب: من قال بأنني انتظر بأن تقرري لقد قررت هذا الامر بالفعل.. احتضنت ذراعها بحب واكملتا السير معا نحو قصر شينهاي..نعم قصرها بعد ان ذبح الشيطان.
وصلتا الى اخر الشارع مالبثتا ان التفتا حول الركن لتصدم سول بالكم الهائل من الصحفيين والمصورين عند باب قصر شينهاي كوحوش ستقتات عليها فور ان يلمحوا خيالها وحسب.. شهقت حين اكملت شينهاي خطوتها لتتجه نحوهم مطرقة الرأس غير منتبهة شدتها من كمها فورا هامسة بحدة : توقفي يااا انظري.. رفعت شينهاي رأسها بصدمة لها ثم حدقت بأخر الشارع عد بوابة منزلها الضخمة شهقت لتختبأ خطوة خلف الجدار.. قطبت جبينها بحدة: والى متى سيبقون هناك لقد كلمت سايانغ وقالت انهم زرعوا انفسهم هنا من لحظة الحادث ظننتهم انهم قد يرحلون فعلا اووف..حدقت بسول .. ماذا سنفعل الان؟
رفعت سول نظرها من عيني شينهاي اليهم قطبت جبينها وابتسمت بسخف من يأكلون الطعام على مصائبنا كوقع حفلات الزفاف ان لم تحدث لنا مصائب هم افلسوا مسخرة ان يقتاتوا على دموعنا وفضائحنا.. تنهدت : دعينا نغادر ونأتي في يوم آخر سيكون الموضوع قد ذبل كزهرة جذابة ومرت عليها فصول الزمن وماعاد احد يشتهي النظر لها.. ابتسمت بسخرية وشينهاي ايضا ..من القت نظرة اخيرة على منزلها ابتسمت بحب بألم بدمعة ترقرت لرؤيتها مجددا لكن بكل حرية بدون عباءة سوداء وكأنها مجرمة تستسرق النظر لبيتها اهناك من هو اصعب من ذلك .. كمواطن مغترب يلقي نظرة خلسة من شاشات التلفاز على وطنه المستباحة حرمته بين اكفان محتله المتبختر بكل نعمائه .. تنهدت براحة اخبرا ومسحت تلك الدمعة الان هي بكل جراءة وبكل عناد للحياة تقف.
التفت بنظرها الى عيني سول تنحنحت بأبتسامة هادئة : هل يمكنك الانتظار قليلا هناك شئ ينتظرني منذ سنين او ربما قد فات موعد الانتظار.. قطب سول حاجبيها غير فاهمة لما تقوله شينهاي... التفت شينهاي فورا بقلب بدا نبضه يتهاوى على خط النبض بكل توتر..لذكرى ستعيد تذكر نفسها بكل رعشة في صدرها .. التفت قليلا لتحدق بغرفة الهاتف العمومي تلك.. ابتسمت بألم وهي تقطع الخطوات تجاهها بهدوء.. كل خطوة تعيد لها خطوة اخرى كانت اسرع بأنفاس متقطعة تعصف تتخبط في رئتيها لتخرج للهواء بدل اخرى تهبها الحياة بتنورة المدرسة المتراقصة بسبب جريها وزيها بجبين متعرق ودموع تنهش عينيها بقوة تمحوهم ويعودون لرثاء الجميع .. تيكيون كان سببهم كان محرابهم وكان قاتلهم.. نبضات تلطم ضلوعها بقوة لفراق قد خط كلمته لايريدها ان تكمل خطواتها لكم خنقها لحظتها بقوة بغصة اشعرتها ان روحها ستغادر له ان هي لم تفعل.. بدل غرفة الهاتف العمومي تلك لو كان بوسعهم ان يحرفوا قدميها لتكمل خطاها الى المطار الى مالكهم الى والدهم الاصلي الى منبعهم ذلك النبض وتلك الرعشة كلما ورد اسمه كلما لمحته كلما سقطت عينيها ضحية عيينيه الساحرة تلك.. انتهت طرف حذاءها عند باب الهاتف تماما رفعت رأسها فتحت عينيها بدمعة انسدلت التفت بها الصورة لتظهر في شكلها المدرسي.. تبكي بلاهوادة.. ضمت رسالته كلماته الانيقة حبه الذي خط واخيرا بقوة واضحة بدل النظرات والهيام ضمتها بقوة لوجهها اسفل انفها تماما اغمضت متوعدة ومن بين شهقاتها تلت قسمها : س سأعود اقسم فقط انتظري قليلا هنا ها.. سأخبره انني انتظره منذ 3 سنين فكيف ان لا اتم البقية لا اريده الرحيل حتى ارجوكِ... قبلتها بخفة فتحت البوابة لتدخل ثم تسحب درج الهاتف الصغير سحبت شريطا لاصقا وراحت تثبتها في سقف الدرج حيث لاعين تراها ولايد تطولها سواها.. ثم خرجت تلهث انفاسها توقفت قبل ان تكمل خطوتها لفت لاخر نظرة ترمقهم كلمات من تحت انامل معشوقها اعترافه الاول بالحب.
انهم كنزها الثمين..كأن نبضاتها حين خنقتها وقتها كانت ستتكلم انها ستحرم منهم سنين وليس لحظات لكنها شدت على قميصها فوقهم وولت راكضة لتلحق وليدة القلب الاولى امها من بين براثن الموت لكنها لم تفعل سوا ان الجميع قد مات يومها.. لفت الصورة بها لتظهر بوقوفها الان بعد 5 سنين ..اعتصرها الم قلب فظيع ثبتت قبضتها فوقه تخبطه بقوة تخبره ان يصمت قد يسمعه المصورين والصحفيين فيتحولون ليسردوا عنوانا اخر عنوانه جريمة اخرى في السر عشق قتله زوج والدتها في الظلمة دون ان يعرف احد .. تمسكت بالمقبض بهدوء كتسلل دموعها الهادئة.. فتحته لتخطو خطوة جديدة لكن ولى عليها الزمن...سحبت الدرج وبيد ترتعش لتعانق يد معشوقها مدت يدها لاخر الدرج لتشهق ويخفق قلبها وكأن يده الكبيرة تلك احتوت يديها بحق اشعلت فتيل الحب فيها اكثر وزرعته وليدا بحق في قلبها المتيم احترقت الدموع لتنهمر اكثر حتى الورقة تلك تمسكت بعهدها وانتظرتها فهل هو فعل ايضا!
فتحتها امام عينيها لتلتهم الكلمات مجددا امام عينيها فعلا وليس كأنها لم ترددهم في بالها كل يوم كل مساء تداعب كل ركن في عقلها كي يتعرفوه مجنونها تحت القمر حين تلفها الوحدة حين يعانقها الظلام فتشتهي قربه ليلفها قبلهم.. خبأت وجهها بين ثنايها كما لو انها تفعل ذلك بين ثنايا عضلات صدره البارزة من القميص الابيض الان وعينيه المركزة في تفحص عيني مريضه الهادئ.. تأوه فجأة واستعدل في وقوفه بغرابة بصدريته البيضاء بل ريقه مستغربا وخلع نظارته بينما يده ثبتت فوق منتصف صدره تماما تربت على شعرها دون ان يعلم من اعتصر قلبه بخفة من يرد بخفقان على قلبها الميت غربة بعيدا عنه ..
رفعت رأسها للسماء بدموع جارية كينابيع حارة اشعلتها الشمس اكثر لتقابل عينيه التي انخفضت محدقة بصدره مستغربة مابال الرعشة التي انهشت خلاياه كاملة ونبضات قلبه المضطربة يقسم انه يسمعهم ويعدهم كم في الثانية..زفر عميقا ..تنهدت براحة وبلت ريقها التفت بابتسامة عبقها الالم والحسرة اكثر.. لسول التي حبست دموعها لحظتها كي تعطيها مساحة اكثر ..طوتها كما طوت قلبها ومشاعرها ودفنتهم في ركن النسيان فلارد ينتظر ولا تيكيون هناك انتهى كل شئ فقد اخر ذكرى ستبقهيا منه معها رائحته خطه تقراهم وتسمعهم يترنمون في اذانها بصوته فعلا.. تلك خاصية خاصة بالعشاق المتيمين فقط.. لايمكنك استيعابها حتى تنصهر في الحب كما تذوب الشوكلاته في الفم وتتحد مع الجسد الروح تلك النشوة من خلاوة طعمها ثم لذاته يعقب بعد مثيلتها في العشق ان تسمع صوتهه في دواخلك كل خلاياكِ بينما تقرأ اسطر من تحت يده.. حتى صراخه او لحن غناءه.
وهكذا اكملتا طريقهما مغادرتين هذه المدينة المحملة بكل انواع الالالم التي مروا بها تفنتت في قتل براءتهم ترابطهم وازهى المشاعر التي داهمت قلبوهم الفتية..
حين وصلتا الى موقع الحافلات للعودة الى سيول.. قرصها الوشم فجأة ومضت عينيا لبرهة آرتها صورة كيم يبتسم في وجهها لثانية :أنتظرك!.
بصوته الرجولي الأجش.. تأوهت بقوة بغصة رهيبة كأن موتا مر من بين روحها وغادر خارجا ..اختفى اللون تنهدت لاهثة :كيم سنباي!!.
حملقت بها شينهاي بحيرة :ماذا؟!
:اوه(هزت سول رأسها فورا ) ل لا شئ ابدا.
اكملت شينهاي متعجبة :م مابالك؟. هل نسيتي شيئا ما؟!
تنهدت سول ثم حدقت بعينيها جادة: نعم لقد نسيت شكل بيتي تماما (فتحت شينهاي عينيها غير مستوعبة فأكملت سول بصوت ارق) نسيت شكل الميتم حقا ولم ازره بعد آخر مرة غادرناه فيها انا وسويون من العطلة الصيفية الاخيرة.. اعرف انها زيارة متأخرة بعدما فارقت الحياة معلمتنا حزنا لما حصل ولم أتجرأ على الذهاب ايضا لم استطع ان اذهب ان انهار باكية لوحدي ولا سويون تبكي معي وتسندني.. لذا اكملت عزاءي في كهفي.. ابتسمت بسخف..
اطرقت شينهاي رأسها بحزن.. ابتسمت سول للجنب وحدقت بباص الرحلة التي كتب عليها "الى دايجون" : اذا هل ستأتين معي!.. اود ان اريكِ اين كبرت انا وهي اولا.. عادت للنظر لعيني شينهاي فتبسمت الاخيرة بألم ممزوج بحماسة اكبر: بالطبع اود يسعدني كثيرا انكِ طلبتي.
شدت على حزامي حقيبة ظهرها من الامام وراحت تسبقها للباص ذاك.. جلستا جنب بعضهما منتظرتين ان تحتل المقاعد من قبل المسافرين كي تنطلق الرحلة.. حينما ركبت امرأة في اواخر الاربعين مطرقة الرأس هادئة الخطوات كانت ستحتل المقعد امام سول وشينهاي .. بينما عينا سول اخترقتا منذ اول خطوة لها هنا تحاول جاهدة تمزييها تعابيرها هل تناديها لترفع رأسها لتتأكد من خطوط معالمها.. بدت متوترة جدا لشكلها.. لكنها اجابتها دون الطلب.. حين رفعت رأسها لتحييهما بأبتسامة هادئة قبل ان تستقر امامهما.. شلت الاثنتان معا.. اعتصرت يد المرأة وسادة المقعد وقفت سول فورا بأنفاس لاهثة :ا انسة يون!..أحقا هذه انتِ صحيح؟؟
قبضتها باتت تهتز اكثر تعتصر الوسادة حين تعرفتها حقا.. تلك الشقية التي لم تعد تلك التي خسرت مارحلت به لذا لم تعد!.. : سو سول!.. بين شفاه مرتجفة وصوت مرهق تلت اسمها لتعقبه دموع حارقة لفت نظرها لها لتشهق باكية اكثر: اوه صغيرتي!.. شدتها لتحتضنها بقوة تضم صغيرة اعتنت بها في ذلك البيت الكبير.. تلك الصغيرة التي اخبرتها ذات ليلة انها ستعتني بسويون دوما لذا لاتهتم بشأنها هي كباقي الاطفال لتسلبها الحياة منها بكل صلافة!
تمسكت بوجهها المتناسق التعابير كدمية : اوه لقد بقيتي للابد اجملهن ايتها الشقية .. ضحكت بخفة من بين دموعها الهادرة التي لوثت شفتيها الممتلئة..
اخفضت يديها بحزن لتتمسك بييدي سول معلنة بألم : ل لقد ماتت حزنا عليكما حقا .وتركت كل الميتم بمسؤوليتي..
اخفضت سول رأسها تنظر بعيدا وهبتهما الحياة ليرسلا لها الموت على طبق من عجل.. وقفت شينهاي لتنحني لها بأدب ..فتبسمت السيدة بلطف لها: انتِ شينهاي! اعتقد لازلت اذكرك في صورهما.. فتبسمت شينهاي بحب لسول من امعنت النظر لها ايضا ..التفت وهي تمحو الدموع الوفيرة من عينيها بصوت محشرج : اذا... لم انتِ هنا حقا؟!
شهقت المرأة وكأنها انتشلت للواقع المرير..تمسكت بكتفي سول فورا : ل لقد كنتِ اوه سول اسرعي ارجوكِ.. اين تيكيون ها!؟.. لقد طلبك ِ بالذات منذ زمن.(اغرورقت عيناها بالدموع) عليكي ان تلحقي وقته المتبقي حالته اصحبت صعبة جدا
قطبتا عينيهما بقلق مرعب.. التفتا تحدقا ببعضهما معا ثم لها تمسكت سول بكتفيها بقلق اكبر: اغاشي عمن تتكلمين اخبريني في الحال ؟
اعقبت شينهاي اسرع : مادخل تيكيون ارجوكِ؟
نظرت المرأة لها ثم لسول بحزن كبير.. وبدأت سردها لتتسع عينيها المحمرة بألم لايظاهى شعيراتها الدموية تكاد تنفجر وجعا!... ألن ينتهي كل هذا!.. أحقا لديه المقدرة هذا القدر ان يضيف المزيد.. كحفرة سوداء تلتهمنا لتهبنا الحزن اكثر.. وتفيض علينا ببحار العالم لنبكيها دموع اكثر.
خطواتهما السريعة كانت تسابق نفسها وهي تسحب حزام الحقيبة ليثبت على كتفها. تسابقتا بشكل مريع ليلحقا الموت الكاسر وهو يستوطن صدر معلمهم.. ودموعهما الهادرة صوت بكاء شينهاي كان رنانا وشتائمها التي طالت تيكيون :غبي أحمق (شهقات عالية) غبي احمق سأميتك بيدي ..اااه كيم سينساي
صوت المعلمة يدوي في اذنهما : لم يحتمل خسارة الجميع هكذا شعر بأنه فشل تماما في لم شمل اسرته الصغيرة تعب قلبه كثيرا ونقل للمشفى هنا بينما استمر بأخبار ابنه انه بخير وليس بحاجة لإي مساعدة ليكمل جريه خلف حلمه ليحققه براحة دون قلق. انتكست حالته بشدة والان بات صريعا لجلطة ثانية انفاسه مرهقة ويعيش على لطف الاجهزة عليه .. كان عندما مرض لاول مرة عث رسالة للميتم المكان الوحيد الذي يتوقع ان يصل اليه احدهم ..انتِ سول.. كان مفادها :
صوته الأجش يدوي بحروفها " ابنتي الروحية الجميلة.. ارجو ان تكوني بخير اينما كنتي كذلك الجميع.. حين تقرأين هذه الرسالة اتمنى ان تكوني بخير حقا وانا ايضا .. كي اساعدك في تحقيق طلبي الاخير.. كما كنتِ سببا في تشتتهم دعيني اراهم قطعة واحدة كم ان اغمض عيني للمرة الاخيرة.. اعدك بأنني سأحارب انفاسي حتى تصلين وانا لهذه اللحظة.. اعتبريه ثمن كتبي الثمينة (ضحكة خافتة) سأنتظرك"
شهقت اعلى باكية :اســـفة اسفة.. استدارتا بسرعة رهيبة حول الركن لتقفا بصعوبة امام مشفى صغير منعزل يعيل نفسه لكل المساكين الغير قادرين على اعالة انفسهم ودواءهم.. من ليس لهم أسر!.أهذا ما ارداه تيكيون لابيه وهو يطارد حلما لينتصر بحبه.ربما نحن في قمة الغباء ولانعرف كيف نربح معاركنا لنخسر كل الحرب حقا!
اكملتا ركضهما السريع دفعتا البوابة وراحتا جريا تكملان لداخل المبنى. دون التوقف للاستعلامات ولا لصراخ الممرضات هناك
حتى وصلتا للممر ذاك..توقفت خطواتهما المرتجفة معا وهما تشهقاان انفاسهما بتعب.. تمسح شينهاي دموعها بيدها اليسرى تعود لتنزفهم كالمطر. .. ذاك الاب الروحي لهم جميعا ذاك الذي حافظ على لم شملهم كيف لها ان تنسى كل كلمة كان يخطها لكل كتاب يسملها اياه هي وهو كانا يقرأن نفس الكتب ..يترك لها ملاحظاته المهمة والمازحة احيانا كي لاتمل عرف شغفها بالقراءة وراح يشتري كل اسبوع كتابا ويهديه اياه بحجة انه قد اكمله.. عرفت انه في بعضهم كان يكذب وهم لها وحدها احبت حنانه ولطفه كان الرجل بحق الذي اراها كيف للاب ان يعتني بطفلته الصغيرة..
اغمضت عينيها بعد ان رفعتهما ليخترق نظرهما تلك الزجاجة الصغيرة في الباب بعيناها لتراه ممدا على ذلك السرير الابيض كغيمة جميلة تحتوي ملاكا فخيما ملاكهم الحارس الخاص كان.. اطبقت يدها على المقبض لتفتحها وتدخل .. خطتها بهدوء لهناك دخلتا لتقفا بكل استحقار لنفسيهما كيف هو هكذا بسببهم بينما لم يذكره احد منهم ولا ابنه حتى!
سالت دموعها بحرقة ..تقدمت خطواتها المتعثرة لتتعثر بحافة السرير باتت لاترى حقا.. هجموا عليهم الاطباء والممرضات ..صرخ فيهم طبيبه الخاص :مالذي تفعلانه هنا من الذي سمح لكما الدخول..
اعتصرت قلبها بقوة لكي تتماسك لكي لاتبكي حتى الموت الان لكي لاتهشم وجه هذا الذي يضج بصراخ لايصل الى دواخلها من شدة الفوضى التي هجمت داخلها لتصم اذنيها بطنين قوي ..تكلمت دون اللف نحوه بينما شينهاي تحدق به بهدوء تشهق بين فينة واخرى : انه ابينا لذا لاتصرخ سمعتني!..
شهق بعينين متسعة حالما اكلهما الغضب :ابوكما!! الان تذكرتماه تبا..
التفت بحدة لتريح قلبها :لاتصرخ قلت لكِ.. جهزي اوراق نقله لمشفى سيول الحكومي لو سمحتي.. فتحت عينيها الممرضة بدهشة حالما جرت للخارج لتفعل ماطلب منها.. عادت تناظره بحزن اليم.. فقط صوت آلة القلب تعلن انه حي لايزال على وعده معها يحارب حتى تعيد لم شمله بالجميع
كان يوما طويلا بحق لم يصدف منذ ان اجتمع شمله بها للان ان لم يعش يوما بعيدا عن عينيها كل هذه الساعات.. انها الثانية ظهرا ..حملق بساعة يده وهو جالس خلف مكتبه بكل تملل.. انخفض نظره لساعته مجددا رفع معمصه ليخفضها بخفة فتظهر الزهرة السوداء تلك قطب بين حاجبيه السوداوين بحيرة.. اخفضها بفزع فورا رفع عينيه المتسعة حين شعر بمقبض الباب يفتح بقوة ..دخلت يونا بلهفة نظرته ثم اغلقت الباب خلفها ..تبسم بهدوء جاءت سريعا لتجلس لأحد المقعدين امامه : اين شينهاي ها!.. لقد ذهبت للشقة لكنها مقفلة ولاتجيبان على هاتفهما مالذي يجري؟؟
تنهد بهدوء: تعرفين بما أنهما قد اجتمعتا سيمضيان بضع الوقت لوحدهما لذا..
امال رأسه للجمب قليلا وتلك الشفاه ايضا
فتحت عينيها قليلا ثم تنهدت : ذهبا لهناك حقا!..سول ايضا!.
هز رأسه ملتفتا ليحدق في مكتبها عند الاسفل:نعم لقد رحلت دون ان تكلمني تعرف انني سامنعها على الاقل من الذهاب لوحدها لكنني اعلم ماتريد ان تبكي دون ان امنعها لذا تركتها تذهب اعلم انها لم تزره مذ اخر مرة كانت هناك حين ودعت الجميع ... ارتفع ركن شفته للجمب بسخف.
اخفض نظره فورا لمقابلة هاتفه الذي تحرك بخفة مهتزا يرن ملوحا بأسمها ..عادت تلك الابتسامة لتزين شفتيه.. ابتسمت يونا بخفة على شكله فقد كانت لاحظت هدوءه الغير معتاد بدقة.. لذا آثرت الخروج وتركه ليتكلم بحرية معها
اختفت ابتسامة العاشق الولهان حين خيب ظنون عقله الباطني وكل نبضات قلبه التي استعدت كي تنال جرعتها المفرطة من ادمانها وكل تركيزه يملك مسلط على اذنيه فقط .. بسمته التي محوت حين بدل صوتها العذب وصلته شهقاتها بقوة وصوتها المحشرج من كثرة البكاء :سول!!
وقف من فوره منتصبا بعينين تشتعل:ماذا هناك مابك تكلمي هلى الفور!
صرخ بقوة ليوقف يونا عند الباب التفت من فورها تراقبه بحيرة وقلق متزايد: م ماذا هناك جونغ كي مابالهما!.. حدق بها لبرهة ثم عاد يراقب الفضاء عند مكتبها يده على خصره يشتعل كنيران بركان
ترتعش وهي تحدق بهم يحضرونه كي ينقلوه لسرير متحرك بكل اجهزته : ج جونغ كي!.. لقد وجدت الاستاذ كيم في العناية المشددة منذ سنين (تشهق بتعب) كان ينتظر اي احد منا كي يرانا جميعا قبل ان يرحل(تنظر له بحزن وتعلقت شينهاي بذراعها) لا اعلم ان كنت سأصل به في الوقت المناسب لسيول من اجل الجميع..
فغر فمه عاجز عن النطق باي كلمات لتصف مشاعره:استاذ... كيم!
فتحت يونا عينيها اوسع:ماذا!..
:مالذي قولته للتو؟وتي تيكيون!..ألم يعد ولو لمرة واحدة لزيارته
هزت رأسها بينما شينهاي يوجعها الكلام اكثر..ولامرة لقد كان يخبره انه بخير ولاداعي للمجئ ليضيع وقته عن الدراسة
:اه تبااا.. لف جونغ كي بعصبية ثم اعتصر جبهته وفكه ,اعلن في الحال :اسرعي اذا الى هنا بسيارة الاسعاف.. سأحجز غرفة في مشفى سيول الان سأنتظرك..(هدأ بل ريقه لينتشلها من كل بحر الالم ذاك) سول!
نبرته الهادئة جعلت كل حواسها تهدأ تباعا لتعرف القادم منه :يكفي بكاءا لايمكنني ان احتملهم اكثر..انهم اشد قتلا من الموت!
بلت ريقها وتوقفت تماما هزت رأسها بقلب اخذ جرعة غريبة ليهدأ هو الاخر:ح حسنا توقفت .. سآتي في لحال.. اغلقت الخط بينما اخفض هاتفه بهدوء فقط يحدق بلاشئ في صدمة.
بينما اسرعت هي وشينهاي خلف السرير المتحرك والاطباء يدفعونه بسرعة ليصلوا الى البوابة نزلوا به المدرج المنزلق ثم توقفوا عند بوابة السيارة حييث اخفضوه ليترفعويدخلها .. التفت سول بجدية الان بكل ثبات وانحنت هي وشنيهاي للطبيب المقيم المسؤول عن حالته :شكرا لك كثيرا لكل اخلاصك في العمل لولاك لما تمكن من البقاء حتى الان صامدا لحين رؤيتنا..شكرا كثيرا
ابتسم بكل ألم :لاعليكما كنت انفذ واجبي وحسب (القى بنظره لداخل السيارة حيث المسعفين يعيدان تركيب الاجهزة له جيدا) لقد كنت ارى فيه أبي الذي لم يستطع احد الاصرار على بقاءه حيا لذا اصررت بقوة على منحه كل الوقت الممكن لكي يصل اليه اي احد عكسما لم اصل انا.. نظر لعيني سول بحب..
فابتسمت ممتنة له ثم التفتا سريعا لتركبا في سيارة الاسعاف وجلستا على يساره.اغلق المسعف الباب وانطلقت السيارة بسرعة مصدرة صوتا يكاد يكون مناديا للحياة تارة واخرى معلنا ان الموت قادم.. تحرك الطبيب خطوتين ليقف مكانها متنهدا بضيق:لم اعلم ان اليوم سيكون لقاءنا الاخير.. ارجو ان تدوم لاكثر من الغد من اجلهم.. كن صامدا كما بقيت دوما.. ابتسم بوهن ثبت كفيه داخل جيوب معطفه الابيض راح ليعود ادراجه لحرب مع الموت طويلة لكن بأوجه متعددة
:جونغ كي ..جونغ كي ماذا هناك رد علي!؟
تكرر نداء يونا التي اشتعلت قلقا بينما هو سرح في كل شئ يحاول استيعابه
:ها!.. (انتشلته بصعوبة) اه..(تحول لجدية صارمة) اسرعي يونا علينا الذهاب الى مشفى سيول حالا ان الاستاذ كيم حالته خططرة وسول أتت به وهم في الطريق ..التقط ستره من كرسيه الدوار وهو يرتديها بكل اناقة عارضي الازياء.. عدلها عند كتفيه بهدوء بلا اي تعبير يوصفهم يتذكر كلامها " ثم علينا ان نكلم الجميع انها رغبته الاخيرة"
تنهد بضيق قاطب الحاجبين وانطلق ليركض منتشلا هاتفه مفاتيح سيارته فتح الباب وتوقف بصدمة:يونا مالذي تنتظرينه...لفتعينيها تنظر له بدهشة: مالذي يجري معنا بحق الاله..
نظر لها بصرامة.. فأعقبت فورا :حسنا حسنا.. ركضت نحوه فورا اخترقا المجلة جريا ليدفع الباب الزجاجي لها وغادرا المحطة في الحال
اكملا بخطواتهما المتسابقة لبوابة المشفى الزجاجية الضخمة تلك.. دفعها ليركضا باتجاه طاولة الاستعلامات في الحال بكل لهفة سأل جونغ كي عن طبيب ميري نفسه ابنة ليتوك كان ماهرا بحق لعله يلحق الوضع لوقت اطول.. هزت الموظفة رأسها وراحت تتصل به من هاتف المشفى الى غرفته حيث كان قد انهى فحصا للتو.. توقف بقلق كبير هز رأسه متفهما وخرج مسرعا ليقابلهما فوق حيث الطابق الثالث المخصص للقلب في هذا المشفى الفخم .
اسرعا بخطواتهما الان بعد ان اعطتهما الممرضة اشارة الموافقة ..ليستقلا المصعد فوق كي يكلماه وليتم تجهيز غرفة كاملة المعدات له فحالته لاتحتمل اي لحظة انتظار.. حي دخلا وضغط زر المصعد الى حيث الطابق الثالث.. استندت يونا بتعب الى حائط المصعد وراقب انعكاس صورتها بتعب وضيق راقبت نزعاج جونغ كي كثيرا وتعابيره المبهمة. رفع هاتفه الذكي معقبا بتنهيدة عميقة بل ريقه مغمض العينين فلفت وجهها تحدق به بهدوء :يجب ان تفعلها الان لم يتبقَ الكثير على وصوله
التفت ليحدق بعينيها بنظرات حادة غاضبة .. التوت شفته لعمق انفعاله تمسك بهاتفه بكلتا يديه وراحت انامله بسرعة رهيبة تتخبط فوق الشاشة لتنفذ اوامره الصارمة.. اختارهم ضمن قائمة الاسماء في الجهاز واحدا بعد الاخرى ليضمهم في محادثة جماعية.وكما العادة ان يطلب منه البرنامج اسما لها هنا توقف بيدين تعتصران الهاتف اكثر. اغمض عينيه بقوة ليعلن للهاتف انهم اسوء مايمكن ان يكونوا.. حرفا حرفا كتب ببطء عنوان مأساتهم " الفصل ألف" .. "تم"
وصل الجميع اشعار اوقفهم فجأة في اماكنهم "الفصل الف" كلمة اوقفت حساساتهم وكل جزيئة حركة فيهم عن العمل الى ماضي سحيق طمرت فيه ارواحهم واسدلوا ستارة سوداء هناك على مفترق حياتهم مآتم بابشع طريقة ممكنة لم يخيل لهم ابدا شكلها.
.. تشانيول وبيكهيون وسط اجتماع صغير مع بعض المساهمين رفعا هاتفيهما للحظة لفا ينظران لبعضهما بصدمة غير مستوعبين مايجري.. ليتوك وهو يحاول شرح الاستيراد الجديد ببذلة رسمية انيقة هو يزداد صغرا فحسب . اخرج هاتفه لمح الاشعار غير مبالٍ سيدخل الهاتف مجددا ويكمل لكن!.. توقف محدقا في الفضاء عاد بنظره ليلتهم شاشته هل تقول الحقيقة ام عينيه يخيل لهما وحسب!
ايل وو وسو اون وهما يقومان بالتسجيل اخيرا لأبنهما الجديد حدقا ببعضهما بصدمة واكملا النظر للاسم مجددا والصغير يتلاعب بخصلات شعر سو اون المتدلية كالحرير
واخيرا .. رن الصوت في سيارة الاسعاف اخرجت شينهاي هاتفها اولا وهي تمسح ندى الدمع من طرف عينيها ..توقفت يدها هناك بينما تقرا الاسم مرارا لتتأكد..بكل هدوء رفعت نظرها لسول تحدق بها بكل صمت.. هزت الاخيرة رأسها متساءلا لكن شينهاي على صمتها اطرقت نظرها فحسب تراقب صمت الاستاذ وتبلع ريقها بغصة.. عينا سول عليها بقلق بينما تنتشل هاتفها من حقيبتها الجانبية.. مررت اصبعها لتتوقف يدها في الهواء "الفصل الف" اسم يلوح بأسوء كوابيسها بالمقبرة التي دفنتهم جميعا وعادوا اجساد خاوية وحسب.. بلت ريقها ونظرت جانبا وراحت تفتح المحادثة لتنتظر مالذي سيجري فيها بالضبط
تنهد جونغ كي حين رآى ان الجميع قد فتحها بالفعل.. راحت انامله مجددا تداعب الشاشة بحركة سريعة ليعلن:
جميعكم هنا!.. لذا استمعوا جيدا لما اقول.. هل تعلمون من نسينا خلفنا مع انفسنا ايضا.. الاستاذ كيم في طريقه الى مشفى سيول في آخر ساعات له.. طلب من سول ان تجمعنا لرؤيته لأخر مرة لذا اسرعوا جميعا لن اكرر. اغلق الهاتف اخفاه في جيبه وراح يحدق بأنعكاسه بحدة هو واحد منهم ايضا
شهقات قلوب الجميع متتالية ودموع اخرى انسدلت بكل سلاسة.
عضت سول شفتها بقهر اخفت هاتفها هي الاخرى لتلقي نظرة اليمة على الممدد امامها.. ترى هل سيلقي عليهم نظرة اخيرة حقا كما وعدها وسيرى انها قد نفذ وعدها حقا! هل سيقتع بالاجساد الخاوية التي ستقف امامه بكل خجل مما باتت عليه.
احدهم ترك اجتماعه مسرعا والاخر تسبب في خسارة الصفقة كلها بينما يمكن لتوقيع التبني ان ينتظر لتلك الانفاس الاخيرة لأبوهم الروحية.. بات الجميع يجري استقلوا سياراتهم او سيارة اجرة لشدة ارتباكهم وجاءوا مسرعين بكل توتر.
تبقى الاهم بينهم تبقى وليده الفعلي ذلك الذي اجرم من دون قصد .. رفعت سول نظرها من كيم الى شينهاي بجدية حملقت في تعابيرها الجانبية ثم اعقبت : سأخبر تيكيون بنفسي عليه المجئ لم يتبقَ الكثير.. اشتد ضغط كفي شينهاي معا على يد كيم وهي تمسك بها بكل حنوة.لم تلتفت يكفي لأذنها ماسمعته اكتفت بإيماءة رأسها وحسب.. تنهدت سول وانطلقت لتدخل لبيانات المشفى الذي اخبرها الطبيب انه يعمل فيه.. خاطبت الاستعلامات بالانكليزية لتعقب الموظفة ذات الشعر الاشقر بلون الشمس مع ملابس بلون السماء وقبعة تجمع شعرها تحتها بكل اناقة .. انها من حسن حظها اتصلت الان فقد خرج للتو من المساعدة في عملية قلب صعبة.. ثنايا شفاه سول ابتسمت ساخرة.. سيعالج قلوب الناس ويخسر قلب ابيه بلاحول ولاقوة
انتظرت على الخط ليتم نداء تيكيون الى هنا.. في غرفة تبديل الملابس عدل معطفه الطبي ذلك العمود الطويل ثم قلب سماعة القلب لتستقر حول رقبته اغلق البوابة الصغيرة تلك لتظهر موظفة الاستعلامات لاهثة فلم يكن يرد على جهاز التنبيه الخاص به :
: D.Taecyeon!.. where are have been!.. there`s an emergency call for you from korea
قطب حاجبيه مستغربا والرعب تسلل كمحتل عظيم يهد حصون قلبه لم تحصل هذه مطلقا
: What! Korea!.. who is he? Is he my Dad!
هزت رأسها رافضة فورا
: No no you know that i know your father, but this it`s a girl, she said she`s an old friend
اتسعت عينيه اكثر.لم ينتظر منها أن تلحقه تجاوزها مسسرعا بقلب متوتر كمن حبس في غرفة ضيقة وراح يعدوها جيئة وذهابا في انتظار اجابة تغير حياته.. شينهاي. اسمها رغم موت الانتظار في قلبه طرأ يلوح امام نبضات قلبه الوالهة برجاء ان تكون هي.. مهما ادعينا وقتلنا الحب.. هو ينمو فورا كزهرة معمرة تقاوم الفصول داخلنا لإي رشقة مطر وشعاع شمس ضعيف من مالكيه.
ارتطم بالمنصة من سرعته عكس حركته وهو يتناول السماعة بهدوء ليثبتها على اذنه قطب جبينه لصوت القلب المألوف من اجهزة اعتاد على التركيز فيهم لمراقبة حالة مرضاه. بل ريقه بقلق فظيع : م من معي!
رفعت رأسها المطرق بأستعداد حين داعب صوته اذنيها بعد سنين.. ابتسمت بألم فهو صديق رائع لطالما احبته بشدة.. لفت بنظرها الى شينهاي فتفاجأت بأن تركيز الأخيرة مصوب معها تماما بعينين تتلألأ شوقا وألما.. بلت ريقها وتهربت من نظرات سول العميقة في عينيها قرأتها للتو وعرفت باقي حروفها وكلماتها..
اطرقت بنظرها على والده اذا :تيكيون!.. سول تكلمك!
اتسعت عينيه : س سول!.. ياللهي لقد.. لقد(اتسعت شفاهه ببسمة لطيفة) لقد اشتقت لكِ وللجميع غريب لم تتصلين الان هل تزورين ابي ام ماذا ك كيف عرفت ي ب عنوان ال..تقطعت حروفه اتصالها المفاجئ صوت نبضات القلب ولحظة هناك صوت صفارة الاسعاف ذاك.. حرك رأسه يمنة ويسرة قليلا بينما هي تستمتع لهع بكل حدة وتوتر ايضا ..
: سول!.. هل اذناي تخونانني ام انكِ في سيارة اسعاف بالفعل صحيح!؟؟ (اتسعت عينيه اكثر ويده التي تتمسك بطرف الطاولة باتت تقبض عليها بحدة لاتريد سماع مايتوقع سماعه مئة بالمئة)
:نعم انه هو!.. هو اشتاق لك اكثر تيكيون!.. تعالج القلوب بينما والدك سيتوقف قلبه هه ايتها الطبيب المحترم
فغر فمه بعينين اشتعلت احمرارا حرقة ودموعا نازفة: كلا! لا انه بخير لاتمزحي معي هو احد مقالب الفصل ألف السابقة ها هل هم بقربك تكـــلمي!.. صرخ بقوة
لف انظار جميع من حوله ممرضين واطباء وزوار اليه بصدمة يلهث انفاسه بقوة غير مبالٍ لكل شئ
ابتسمت بسخف دمعة حارقة سالت لتلوث ركن شفتها وتنحدر لتطعمها مرارة حزنها :الفصل ألف!.. مقلب!.. اه نعم نحن اكبر مقلب ستسمعه في حياتك!.نحن سخرية القدر.(القت على والده ثم شينهاي نظرة حادة) ماذا تركت خلفك ايها الغبي الاحمق.. صرخت بحدة انهار هدوءها اخيرا... مالذي جنيته من اللحاق بسراب احلامكِ..
تلهث بقوة اوقفتها شهقة شينهاي الباكية بقوة اخترقت مسامعه فورا انتفض قلبه كاصعب انقباضة قلب وتشنج عضلي تحصل لتلك العضلة القابضة التي تهبنا بكل سخاء كل الحياة تأوه بالم وراح يعتصر صدره قلبه الذي يتفجر الان بكل بكل جنون.
: ا اكملي!.. صط على اسنانه عريض الفك الحاد ذاك مغمضا عينيه بقوة ليس وقت ان تسل دموعه هنا او ان ينتهي بقتل نفسه :مشفى سيول الطابق الثالث الجميع هناك فلتسرع لم يتبق الكثير..
اغلق السماعة بقوة حتى كادت تتهشم ارعب الموظفة الشقراء تلك لتعود خطوة للخلف خشية من صوتتها القت نظرة قلقة عليه.. حين انحنى بقوة ظهره الذي انكسر الان لثقل الحمل الذي ارتمى عليه يتمسك بالمنصة بكلتا يديه صرخ بحدة رافضا لكل هذا خلع معطفه بقوة وانتهى مرتطما بالارض تحت قديمه مر فوقه مسرعا بجريه كي يلحق الزمن يسابق الموت وحياته قبل ان ينهي عليها الان
اخفضت سول يدها الممسكة بالهاتف بهدوء مع دموعها المنهمرة بصمت ربما كانت قاسية عليه لكنه كان الاقسى يستحق. لفت نظرها لتراقب شينهاي التي اخفت وجهها عند يد كيم باكية بهدوء.. صوته لقد وصلها رغم خفوته لينهش قلبها بقوة رافضا الطمر في ركن النسيان حقا كما قررت منذ ساعة مضت
توقفت السيارة فجأة انتبهتا معا للامام التفت السائق ليطرق على النافذة العازلة :لقدوصلنا اسرعوا.. تحرك المسعف فورا من جانبه لينزل ويفتح الباب الخلفي نزلتا سويا تركتا للمسسعفين حرية التحرك.. سحبا الاجهزة المؤقتة فوق السرير بجانبه وانزلا السرير لينطلقا للداخل حيث الممرضين كانوا في انتظارهم عند الباب تماما والطبيب ايضا بأنفعال بدأ عمله بدقة يسحب السريرمعهم يراقب عدادته الحيوية ويسألهم طبيا عنه... حين التفت سول لتظهر من خلف باب سيارة الاسعاف الخلفي.. توقفت بثبات تماما.. حين التمعوا في عينيها جميعهم!.. البعض منهم لايزال يلهث انفاسه بقوة وتعابير الاسى زينت ملامحهم.. لحظة لم تعرف بماذا تسمح لتعابيرها مشاعرها ان تتجمل .. بالسعادة لانهم واخيرا قد رأتهم سوية هكذا.. ام انه اجتماع مزيف هم هنا وليسوا هنا تماما.. بل وسبب اجتماعهم  المؤلم بحق...عيونهم التي راقبت شينهاي بصدمة ابتسموا بفرحة لرؤيتها بخير امام اعينهم مجددا لكنها فرحة لم تتم ولا الوقت المناسب له حين نزل المسعف باللسرير من خلفهما من السيارة وراح يجري به سريعا باتجاه البوابة حيث هم.. محوت بسمتهم فورا لصدمة والم التفوا حول السرير بقلق كبير بصدمة ان يروه مجددا ذلك كان في طي النسيان تلاهفوا للجري مع السرير ..
اطرقت سول رأسها بحزن وراحت تمشي مسرعة خلفهم حين انطلق لداخل المشفى للممر الطويل المؤدي للمصعد وحين اقتربوا منه فتح وخرج مسرعا ليلحق الوقت.. لكنه صدم بالجميع امامه ومع يونا التي شهقت حين لمحت السيد كيم متعبا ممددا شاحبا هكذا.. وحينها هي توقفت مكانها بثبات.. توقف هو ايضا خارج المصعد بينما التحم الجميع ليدخلوا في المصعد والبقية في المصعد المجاور نظروا لهما في انتظار ان يستقلا معهما لكن نظراتهما التي تعلقت ببعض وكأن لاكون ولابشر خلقت حولهم جعلت الجميع يفهم ان الرحيل واجب الان من دونهم فهما ليسا بقادمين سوا لبعضهما.. تعلقت بعينيه سارحة تطالب بالحياة بعد التتعب بعد الموت الف مرة في الثانية في بعده.. أمالت رأسها راجية كطفلة متألمة .. احتدت نظرته بعيون اشتدت اوردتها الحمراء بينما يضغط فكيه بقوة يتمالك نفسه.. فتح ذراعيه بهدوء لها .. حين اغلق باب المصعد ورحل الجميع :تعالي1!
امرها ان تأخذ جرعتها وعليها التنفيذ وياحبذا لوقتلها بجرعة زائدة من عشقه وامانه.. ارتفجت شفاهها وتحلت بقدرة عجيبة من بين كل التعب بقلب يتوسله ليخفيه بداخل احضانه بقوة يلحمه مع تؤامه قلبه المتيم ليهدي ارتعاشه ويمحي المه. جرت فورا لترتطم بصدره العريض تحتضن خصره بقوة مطوقة وانتهت بدموع اخرى تبلل قميصه.. احتضنها فورا ممسدا على شعرها بحب بألم يداوي اهات صغيرته.. لن يمنعها دموعها هذه فهي مختلفة... هذه لفراقه لبعده لأعلانها الصريح لحاجة له وحده..بينما يلوى فكه جانبا لايريد النحيب كطفل فوق راس معشوقته..حدق بقمره الماثل له وحده بين ذراعيه :ا انت بخير؟
رفعت رأسها بعيون ذابلة شمس تتلألأ الان ترديه صريعا منجذبا لها بجنون:اه الان احسن!.. ابتسمت بخفة لتعيد رأسها اسفل عنقه مجددا تعطيه الاحساس الذي يريد وتستمد منه الحياة.. اسند ذقنه لرأسها وتنهد براحة وتبسم من بين التعب.
انتهوا مجتمعون خارج تلك الغرفة ملتصقين باللزجاجة الكبيرة التي تفصلههم عن غرفته..يحدقون بترقب بقلق ورشة امل يتمنون ان لاتتناثر بعيدا هي الاخرى.. وصل جونغ كي وهو يحتضن كفها خلفها تسير بأرهاق.. بينما شينهاي تجلس لكرسي قريب من الباب دون ان تصدر اي صوت فقط صامتة كي لاتشوب اي ضوضاء صدى صوته من هاتف سول لأذنيها للان هي تعيد نبرة صوته مرارا افتقدتها بشدة.
حدقوا بهما وهما قادمين ثم عادا ليراقبان مايفعله الطبيب بعناية مع ممرضيه الخاصين .. تنهد واقفا وخلع سماعته لف نظره لتلتهمه تلك النظرات المشتعلة .ابتسم لهم بلطف وراح يقطع الغرفة كي يخرج لهم.. اقفل الباب خلفه تاركا الممرضتين تكملان ترتيب كل شئ.. اقترب الجميع منه فورا.. حملق بههم واحدا تلو الاخر..نظر لاخر الممر تهربا فطالب ليتوك بحدة :دكتور هيوك ارجوك اخبرنا.
بل شفتيه لينطق كلمته بكل جفاء مجبرا :يوم واحد او اثنين. هذا كل ماتبقى لذلك القلب المجهد..احنى رأسها بخفة:اعتذر بشدة ليس الامر بيدي كل ماتبقى هو قدرته ورغبته للبقاء ساعات اكثر.
صاعقة ضربت قلوبهم..لم يعرفوه انانيا كل هذا ليريهم نفسه بتلك الحال ثم يتركهم سريعا!.. هل يعاقبهم بقسوة هو استاذ ذكي وماهر بأساليبه بالفعل لكن هذه قسوة لاتطاق.
شهقت سو اون باكية لتلف وتختفي عند صدر ايل وو الثابت ارضا بلاحراك.. اغمض ليتوك عينيه بينما اطرق التؤامان رأسهما بحزن فظيع وراحت دمعات ذلك الرقيق بيكهيون تنسدل كما الفتيات.. ثبت تشانيول انامله الطويلة بين شعرات رأس بيكهيون مربتا بينما يلف بعينيه كي لاتخونه دموعه هو الاخر.. اغمضت سول عينيها بحرقة واسندت جبهتها لكتف جونغ كي من الخلف بينما استجمعت قبضتيها سويا على كفه وذراعه.
توقفت شينهاي فورا بصدمة لتهوي حقيبتها من فوق فخذيها للارض فورا هزت رأسها منفعلة بينما عينيها مثبتة على الجدار: كلا!.
شدت الجميع وانتشلتهم من بركة الالم ليركزوا معها: ش شينهاي مابكِ؟
تركت سول يد جونغ كي برعب مقتربة منها صرخت فورا لتفزع الجميع اكثر :كلااا لست انا السبب انا لم ادفعه ليفعل كل هذا!..انهارت باكية فورا وراحت تمشي مسرعة لتختفي من امام انظارهم كالمجرمة التي قتلت قتيلا وجاءت تطمئن على وفاته بالفعل.. لفت سول برعب تتابعها حين مرت بقربها واكملت تجري لاخر الممر . القت نظرة مطمنة لعيني حونغ كي ثم لحقتها فورا :شينهاي!..توقف يارجوكِ
تنهد الجميع بأسى وراح كل واحد يأخذ مجلسه بهم لايطاق بينما راح جونغ كي يراقب استاذه من النافذة بضيق :ارجو فقط ان يصل في الوقت المناسب من اجلك كل لايحمل ندما اكبر حتى القبر معه.
انتهت خطواته المسرعة عند منصة الحجز مرر جوازه بسرعة لها ختمته ليجري بكل لهفة والم لايضاهى وقلب سينسفه ضعف نبضه من شدة الصدمة..كل تلك السنين كانت خددعة كان يحتضر يصارع الالم كي يكمل تيكيون خطاه على ذلك الطريق الطويل..مكللاا بالزهور والراحة وضمير مرتاح انه اختار الطريق الصحيح .لكن الان! سيعاد ترتيب كل شئ بكل حقد فلتذهب ايها للحلم للجحيم ومعك انا!
قطع مدرجات الطيارة لفوق بينما خطواتها المرهقة نزلت درجات السلم لتجلس بتعب عندهم.. احتضنت ركبتيها واكملت ببكاء مسموع.. اوقفت سول قدميها خلفها بمسافة قريبة.. تنهد بألم .تعلم تماما بماتفكر به شينهاي الان وهي تاكل روحا ألما.. هي شهدت البداية لكل هذا..بداية النهاية:
اغمضت عينيها بهدوء وتذكرت كيف عندما فتحتهم ذلك اليوم المدرسي الحار .. وهي تنام على طاولة مقعدها ببعض التعب والصف خالٍ تماما من اي احد سواها.. رأته يده الرجولية بعروقه البارزة تمتد لتخطف مفكرة شينهاي من درج مقعدها الملتصق بمقعد سول التي تفاجأت ثم اكملت تمثيلية نومها.. لف تيكيون بتوتر يحدق بما حوله عل احد ما يراقبه وبكل لهفة راح يسترق النظر على اطفال شينهاي الصغار تلك الاسرار الصغيرة التي خبأتا عن اعين الجميع.. حتى وصل للسطر الذي غير كل شئ وعلى اساسه اتخذت القرار وحدد المستقبل لهما كاملا "صحيح ان لدينا شركات واملاك.. لكنني سأصبح الطبيبة الانجح في كوريا الانجح في جراحة القلوب.. تلك القلوب الضعيفة سأعيدها للحياة كي تنعم بها ويعود الحب يغدقها بجرعات اقوى من كل انواع الادوية كي تعيش اطول "
تنهد مصودما ثم حلت ابتسامة فخر تزين ثنايا شفتيه اغلقه ليفتح مثيله في روحه وقلبه.. واتخذ قراره حينها معلنا انها ستجده كما تحب بالضبط..جاء باحثا عن اعتراف بالحب له فخرج ليخط حياة بعيدة سيتركها بسببها في احلك اوقاتها ظلمة من دونه.
فتحت سول عيناها بحزن وراحت لتنزل تلك الدرجات ايضا لتجلس بجوارها تماما فترمي شينهاي رأسها فورا لكتفها الثالث وسندها الجميل.
حين يشتهي الموت قربنا فيعمينا عن الحياة.. اهتزت هاتف تاي للمرة الالف بأشعارات كثيرة تزين هاتفه لكنه لم يبالي ولا واحدة منهن أغرته كي يحمله كي تثير فضوله اكثر كلمة "الفصل الالف" هو هائم النظر في بطاقة الدخول لمسابقة سباحة عامة يحركها للامام والخلف يمعن النظر في تأريخها 15/3 ويبتسم بهدوء بهيام ابتسامته الخاصة تلك :سنلتقي قريبا من موطني سأنطلق لرؤيتك ..مارأيكِ!.. ابتسامة اعرض زينت وجهه
تحركت سول واقفة ونفضت ملابسها تحدثت بصوت هادئ : فلتتركي جلوسك هنا هيا معي للداخل لتناالي قسطا من الراحة حتى لو انطلقت طيارته الان (حملقت في ساعة يدها للحظة ثم لشينهاي مجددا) لن يصل الا بعد 10 ساعات ربما سيصل غدا الفجر .. سأحضر بعض القهوة والكعك ايضا لم تأكلي شيئا منذ الصباح همم؟؟
هزت شينهاي رأسها بهدوء بصوت كالهمس "سألحقك بعد قليل لاتقلقي..
تنهدت سول والتفت لتقطع الممر الفارغ ذلك.. على بعد مسافة احست بشئ التمع وشمها فجأة تلونت عينيها فورا بالازرق.. تأوهت بألم غريب عصف قلبها مالت فورا تعثرت لتسند كتفها للحائط فغرت فمها بألم عينيها المشعة مررت صورة غير واضحة للبطاقة بين انامل احدهم والتاريخ تحت يزينها افاقت فورا وتعدل لون عينيها لخاصتها تلك الشمس الجميلة.. استعدلت في وقفتها تلقط انفاسها بتعب :م ماكان هذا!؟؟ تاريخ وفاة سويون!
قطبت جبينها بحيرة كبيرة والرعب تسلل لصدرها اكثر..لفت نظرها لشينهاي من لم تشعر بها ولاتزال على جلوسها تنهدت والتفت لتكمل خطواتها بقلق
وصلت الى حيث غرفة كيم بهدوء تنظر لصندوقي اكواب القهوة اللائي تحملهما رفعت نظرها فتوقفت خطواتها فورا بما رأت.. التؤامين نائمين لكتفي بعض.. ليتوك اعاد بورام للمنزل وبقي هو.. ايل وو فعل المثل مع سو اون وبارام.. بينما ابتعد فورا عن الحائط الذي كان يميل جسده اليه التحمت عيناهما بشغف فأرتسمت ابتسامة متماثلة على كليهما..باتا يقتربان من بعضما سويا والتقيا في المنتصف سحبهما من يدها بينما عيناه معلقة بها كالشمس والقمر :انتِ بخير؟..هزت رأسها
:وشينهاي؟ اين ذهبت
:ستأتي بعد قليل لاتقلق؟(تنهيدة) انها فقط تلقي اللوم عليها وحسب..
التف جانبا يجيبها بثبات :تيكيون ليس طفلا وهو راح يحقق احلامه ولا احد منعه من زيارة والده عليها ان تتوقف يكفيها مامرت به!
تنهدت سول مجددا وراحت تقترب من يونا لتناولها كوب قهوة ساخن تناولتها من يدها بحب بابتسامة انيقة ثم تحولت عينيها للقلق :هل هي بخير؟.. لفت سول نظرها لأخر الممر :اتمنى ذلك .
توقفت يونا تعيد كوب القهوة مكانه قائلة بجدية : سأذهب اليها.. تحركت سول خطوة لتصبح امام يونا بلهفة هزت راسها:كلا ارجوكِ ستأتي لاتقلقين.. انا تركتها لوحدها هذه الدقائق متعمدة
تنهدت يونا وعادت للجلوس لاريكة الانتظار مطرقة الرأس.
مرت دقائق قليلة ,عادت شينهاي على مهلها تسير مطرقة الرأس.. حدقت بجونغ كي الواقف قليلا تبادلا النظرات ثم اقتربت من سول لتجلس بقربها .. تفاجأت في الحال ثم تبسمت بهدوء خافت كتمتها كانت مطرقة الرأس كثيرا لكنها في الحقيقة كانت نائمة انتبهت يونا الجالسة على يمينها رفعت نظرها لشينهاي باسمة بلطف.. التفت تنظر لجونغ كي الذي يركز نظره لشباك الغرفة من مكانه بينما هو امامها تماما.. نظر لشينهاي بحيرة وحين وقعت عيناه عليها تأهب من مكانه تنهد مبتسما ابتسم بعشق.. اقترب بهدوء ليمد يديه تحت ساقيها وظهرها رفعها فجأة فأنسدل شعرها الحريري. انتبهت فورا بعيون نصف نائمة بينما عيناه الواهلة عالقة بها وكل شئ حوله اختفى .. تعلقت برقبته فورا بخوف :اوه م ماذا هناك!.. ابتسم ينظر للامام واكمل طريقه ليدخل غرفة مجاورة فارغة بسريرين كان قداستاأذن الطبيب مسبقا لأستخدامها لو احتاجها احدهم.. دفع الباب بقدمه قليلا كأنها عروسه المبجلة وراح يمددها للسرير الابيض بلطف.. وبعناية يضع شعرها للسرير.. انتبهت مجددا فزعت :كلا كلا انا لست نائمة سأبقى هناك.. دفع كتفها برقة مثبتا اياها للسريروجلس بجانب بطنها..: كلا ستنامين انتِ مسافرة من الفجر عليكي ان تنالي قسطكِ من الراحة ايضا (رفع سبابته يبتسم للجنب) وهذا امر مني
. ابتسمت بخفة عليه .استرخت في مكانها بأعين ناعسة تحملق به بهدوء مبتسمة يدها بهدوء تسللت لتسرق انامله بين خاصتها تمسكت بهم بلطف حينها فقط اذنت لعينيها ان تنزل الستار على تأهبها فأمانها ها هنا يبتسم محدقا بها بوله كأنها كل الكون والحياة هي حتى اوكجسينه وبقي كذلك حتى وقت متأخر حتى توقف مقتربا وهو يحني ظهره ليقبل نعمته .. اغدق على جبهتها كرم عشقه مقبلا بحب ودفء.. ابتعد ليحملق بها من كل هذا القرب الذي كان صعبا حتى في احلامه الزهيدة ..غطاها جيدا ثم خرج ليحتل اقرب مقعد قرب باب الغرفة التي تحتويها.. ابتسم على منظر يونا النائمة على كتف شينهاي ليتوك حرف ساقي بيكهيون فوق المقعد وتشانيول يسند رأس الاول له جيدا فوق ساقه كانه طفله الصغير.ايل وو اتصل مجددا بسو اون المرتبكة بنوم بارام المقلقة للان.
والاخير في طيارته يجلس على بقعة من بركان لو يختفي فقط ويظهر امام والده في الحال اعتصر وجهه بقوة بالكاد يسيطر على نفسه.
وفي وسط تلك الليلة المظلمة لم ينتبه احد للنور الازرق الذي ملأ الغرفة التي تنام بها سول رغم الشق الصغير التي تركه جونغ كي في الباب.
اشتعل اللون الازرق من معمصها بقوة وفي ثانية التف ليغلف الغرفة كلها وهي مركزها..
شهقت فتحت عينيها بسرعة لتجد نفسها فوق الجرف تماما اعلى من كل ارتفاع. الرياح العالية تضربها بقوة تصنع صوتا كالصفير في ذلك المستوى من الارتفاع اغمضت عينيها بقوة التفتت وهي تحتضن نفسها من شدة الهواء فتحتهما لتنظر اسفلها تماما شهقت بخطوة للخلف فورا .عينيها الزرقاء اشتدت ضياءا : يالهي!
المكان مضطرب بالفعل لكن ان تجد كتلك الغمامة السوداء تصبح فوق الماء كتلة دخان ضخمة حجبت عنها رؤية المياه حقا ..شهقت الان مجددا لوقع الاقدام خلفها ارتعشت زاد ضغط يديها اسفل كتفيها وهي تحتضنهما بينما تركيزها للامام ثابت يخشى الانحراف إنشا ليرى الموت والعذاب يتجسد خلفها. بلت ريقها..لتكمل تلك الخطوات طريقها وتنتهي بجوارها تماما ..حذاءه ساقيه بشرية لذا اكملت بمسيرة عينيها على طول جسده لتصعق الان حتى الموت بتاي يقف بجوارها بملابس بيضاء ناصعة شعره الكستنائي الممشط بكثافة فوق جبهته مع ابتسامة شفاهه المكتنزة الملتصقة بوجهه دوما التفت ليشل كل خلاياها كأنه شبح شاحب او ملاك جميل.. اتسعت عينيها اكثر ونبضات قلبها اضطربت بعنف تراجعت خطوة للخلف: ت تاي!. م كيف انت هنا!..
لم يجبها التفت يحدق بالاسفل يرى مياه بدرجة نقاء تعدت المألوف بتلات زهور بمختلف الالوان تسبح فوقها بهناء. وصوتها الهادر يخترق اذنيه الى قلبه.صوت سويون الذي يغتال قلبه مذ رحلت ولم ترحل من داخله.
ابتسم بشوق عظيم فتح ذراعيه فورا.. سول ارتعشت تنظر للاسفل دوامة سوداء ستلتهمه خاطبته فورا محذرة بحدة بصوت يتعالى لعله يخترقه ذلك الذي بدى كالمنوم :تاااي اياك ان تقفز ابتعــــد.
مال جسده على الفور ليهبط بسرعة رهيبة تلتها صرختها بأسمه عاليا:كلاااا..
حررت يديها تناست كل رعشتها في ثانية قفزت فورا وراحت تحلق خلفه سريعا..يهبط للاسفل بسرعة وغرته تتطاير للخلف لتكشف عن جبهته الناصعة البياض تلك.. وابتسامته لاتفارقه. اخترق تلك المياه الزمرجدية بالنسبة لناظريه.. وهي تموت رعبا حين رأته يخترف تلك دوامة الدخان السوداء تلك ثم يخترق المياه. دخلتها خلفه بقوة.. احست بهدوء غريب بدل تيار هواء خفيف بدل ان تستشعر بمياه البحر ذلك كالعادة.. رمشت عينيها برقة ثم فتحتهما بهدوء وهي تبعد ذراعيها عن وجهها كما تحميه بالعادة حين تسقط للمياه. شهقت بمكعب الزجاج الذي يحتويها ممتلأ حتى اكتفاها بالمياه.. التفت برعب حول نفسها تتخبط بالجدران الزجاجية تلك التي تتيح لها رؤية كل شئ . كل شئ ناصع البياض الان ولاشئ موجود تماما كانها في نقطة مجهولة من العالم.. اغمضت عينيها مرعوبة وغطت اذنيها بقوة :يكفي يكفي يكفي... وشمها التمع اكثر وعينيها تشتاد بريقا ازرق.. ابعدتهما برقة وهي تفتح عينيها للصوت لخافت الذي بات يخترق مسامعها لشدة قوته .صوت تشجيع مكبر صوت صافرة ومياه تتحرك بخفة التفت بخفة لتجد المكعب الذي يحتويها وسط قاعة مسبح كبيرة جدا وفخمة مدرجات مليئة بالمتفرجين المتحمسين حكام يجلسون لطاولة حمراء اللون ببذلات رسمية ومدربين يعدون سباحينهم ببعض التدليك للكتفين والرقبة.. التصقت بالزجاج مرتجفة الاطراف تحاول استعيااب كل هذا ترتجف خلايها اكثر لطالما بدأت سويون هكذا لتنتهي بأن تريها الجحيم الذي ستسببه لهم..
هزت رأسها بشكل درامي برعب وغضب لا احد غيره ورد لذهنها..بشفاه مرتعشة تلت اسمها :ك كلا .. ليس تاي!.. كأنها غير مرئية مر بقربها بهدوء متجها للمسبح ليجيب على نفيها المرعوب ذاك.. التصقت بالزجاج تتابعه بعينان تكاد تغادر محجرها :كلا كلا تاي مالذي ستفعل ها ها اجبني.. صرخت بقوة بعيون اغرورقت بالدموع حين وقف على طرف المنصة كالمتسابقين مدد ذراعيه معا اغمض عينيه وابتسم بطريقة غريبة ..اتسعت عيني سول:كلا تاي! بدأت بضرب الزجاج بمقبضتها عدة مرات صارخة منادية سالت دموعها بحرقة :تاااي ارجوك!
ابتسامة هنية التصقت بشفته اخيرا :سألقاكي في عالمي انا
صوت ارتطامه بالماء.. دخل عميقا ثانية اثنتين ثلاثة عم الصمت وشلت الصدمة المكان لم يخرج صوتها الحاد لكان ارعبهم حين صرخت بأسمه بحدة :تاااااي!. تحركت بفوضوية في تلك المياه تعثرت لتهبط بها عميقا هي الاخرى شعرها ارتفع لفوق بينما اختقنت بالهواء يمدها بالحياة حركت رأسها وجسدها بعنف ثم هدأت قليلا وهي تعوم بداخلها اختفى الجميع وباتوا صورة ضبابية تضمحل بقوة لتنسدل جفونها حقا ويعم الظلام وداخلها يهمس بأسم سويون.
فتحت عينيها بهدوء تام صورة ضبابية اخرى ولاتزال تشعر بالمياه تغمرها من كل جانب.. لكنه الهواء نعم انها تتنفس فتحت عينيها بفزع اكبر هي في بحر الاحلام ذاك الان.. تلفتت حول نفسها برعب لتهدأ فورا مكانها ساكنة حين لمحت تاي بثيابه البيضاء نفسها من طرف الوادي قبل قليل يعوم في قعر البحر ذلك على مسافة منها ذراعيه ممتدة في الماء مغمض العينين وشعره يتحرك بخفة بفعل المياه. بلت ريقه لتقترب منه بقلق مما رأت قبل قليل .. قبل قليل كان الواقع الذي سيتحقق اأحقا سيفعل!.. لسويون!.. وتاريخ اليوم بطاقة السباحة التي رأته مساءا بين يديه كانت له بالفعل. كل شئ اتضح لها .. شهقت مرتعبة ةتحركت لتسبح ناحيته معمصها احرقها فجأة اوقفها لتتمسك به متكورة حول نفسها عينها عادت لتلتمع في المياه رفعت نظرها لتطرف بسرعة اوقفت حساساتها لتركز في نظرها لما تراه الى سويون الان وهي عائمة امام جسد تاي بفستانها الابيض الذي يتحرك في المياه اسفلها شعرها الاسود الذي يتحرك بخفة فيه كقطعة حرير اسود تقف بأبتسامة ساحرة تزين وجهها بشوق وعيناها السمائية التي تلتهم تفاصيله بشغف عارم بعينين متلألأة بالدموع.. اتسعت عيني سول واضطرب قلبها برعب لايوصف . امتد كف يدها ليحتوي خده المتورد فتفتحت عينيه بهدوء لتملأ صورتها كل حدقة عينيه فيبتسم بشغف هو الاخر.. تمسكت بخده الثاني وراحت تملأ عينيها وقلبها بكل تفاصيله
سول التي فهمت مايجري سول التي تعرف سويون جيدا ارتعبت من اخطر شئ سيجري هنا :سويون كلااا!..
صرخت منفعلة وقد بدأت بالسباحة نحوهما. تحركت سويون بناظرها قليلا لترمق سول نظرة حزن عميقة لاتوصف شفاهها التي ترتجف معلنة قدوم اقتراب موعد مطر عينيها طلبتها برجاء اليم :امنعييه! ..ارجوكِ.
جمدت سول مكانها في المياه بصدمة اوقفت قلبها المتأزم بين الجميع
تحركت بخفة لتسحبه وتخفيه بين ثنايا صدرها بألم مكتوم احتوته كطفلها الصغير احتضنت رأسه ورقبته بحب اخفضت فمها لشعره متألمة كان منظرا اليما بحق.. سالت دموع سول مجددا لصغيرتها التي احبته بجنون ومات حبه العظيم بحجم المجرة معها .. تحركت خطوة كي تسبح بأتجاهما . كقبضة عملاق فرضت سيطرتها على ساقها بقوة اعتصرتها .. شهقت سول بألم فظيع قكع انفاسها نظرت لهما برعب . وازادت رعبا حين لمحت نظرات سويون المصدومة التي تحولت لغضب وخوف عليها:سووول!..تركت تاي من احضانها وتحركت كانها ستسبح اليها لكنها طارت وحسب.. صرخت سول فورا بقوة شدت ساقها لاعلى تماما وكأن تلك القوة الغريبة سحبتها بعنف لتخرج من تلك المياه يسلبها القدرة على كل شئ واللحاق بالموت قبل الاوان
صرخة قوية دوت في الغرفة انتفضت جالسة في ذلك السرير الخاص بالمشفى ارتد الغطاء عنها بعينها المتلألأة كزمردة.. صدرها يعلو ويهبط بكل طاقة لديها كي تستنشق الحياة.. لفت بنظرها لما حولها ولم تجد احدا.. توقفت عن الحراك شئ غريب ما بها تلمست شعرها ابعدت الغطاء بعنف جانبا كل شئ رطب كأنها تبللت منذ زمن ولم تجف تماما :تاي.اوه تاي ياللهي.. جونغ كيي!!
صرخت بقوة وهي تسدل قدميها من ذلك السرير تخطف خطواتها لتسرع خاجرا فتحت الباب بعنف فلم تر سوا ليتوك وايل وو من التفا بنظرهما المستغب من تصرفاتها تعابيرها وايضا عينيها التي تشع زرقة تمتمت بأسمها بصدمة : س سول!
صرخت بحدة :انه تااي .اين جونغ كي!
تلبك ليتوك ليعلن :ذهب ليفطر في الاسفل.
استمتعت لباقي جملته حين بدأت الجري فعلا ولم تهتم لنداءهما القلق عليها .. ابتسامته السعيدة بألم.. نظرتها الراجية لها وعناقها له الذي لن يحدث. مزقا قلبها اربا لتزيد سرعة جرييها بجنون تلف حول الركن وتخترق الممر بين المرضى بسرعة رهيبة.. المصعد معطل لذا التفت فورا لتخترق سلم الطوارئ للاسفل بسرعة رهيبة بعيون تتلألأ الما ودموعا لاتعرف الهوادة
بينما قدميه تجري بسرعة رهيب لتخترق باب المشفى الزجاجي ذلك.. سخرية اول خطوات له في كوريا مجددا هي حلمه المشفى وهي تخطف منه اغلى مايملك.. حين وصل لطرف المصعد صدم بكل ذلك الزحام.. التف فورا ليخترق السلم الرئيسي الضخم الذي يلتف وسط المشفى.. بسرعة رهيبة بساقيه الطويلة كان يتجاوز الدرجتين والثلاث معا ليصل اسرع ويقتل الزمن.
بينما اخفت شينهاي وجهها بين ركبتيها وهي تجلس اخر درجتين من السلم الرئيسي عند نهايته في الطابق الثالث.. صوت خطواته القوية اشعرتها بأقتراب احدهم وحين اصبح عندها تماما توقف فجأة استغربت الصمت المفاجئ لترفع ناظرها بهدوء ليمتثل فارس احلامها الطويل ذلك بكل فخامة امام ناظرها المحروم.
اتسعت عينيها ببطء لتحتوي صدمة عينيه برؤيتها هكذا امامه 5 سنين مضت والشوق التهم عينيهما واضرم النار في قلبهما المدفون في برد الغربة والفراق فورا..اقترب حاجبي تيكيون من بعضهما حين تحولت نظرته لأخرى حادة غاضبة تخترقها كليزر جعلت نظرتها تتحول لطفلة بريئة مخنوقة شوقا ولاتعرف ماتفعل.
انهت سول السلم الخلفي هبوطا فتحت الباب بحدة مسرعة توقفت تلقط انفاسها حين باتت واقفة عند الباب الخلفي للمشى تماما..اخرجت هاتفها وبسرعة اناملها اخترقت كل شئ لتصل لأسمه كي تتصل به ليلحقها على الفور.. رفعت الهاتف لأذنها وهي تلهث بصعوبة متعرقة والبرد يحيط بملابسها الرطبة
وصل جونغ كي للممر الذي يضم غرفة المعلم. توقف ايل وو وليتوك بفزع مقتربين منه محدثين :ألم ترَ سول في طريقك!؟
قطب حاجبيه وباتت خطواته تهدأ متوترة.. حملق بينهما مرتبكا :ك كلا!..لمَ.؟ هل استيقظت هي!.. وجه نظره لباب الغرفة المشرع على مصراعه.. عاد كلام ايل وو المتوتر ليلفه جونغ كي للنظر له: لقد بدت مرعوبة جدا تجري و اعينيها لقد كانت.. اتسعت عينيه فورا ضرب الرعب كل حساسته العصبية هي خرجت من احلامها الخاصة اذا.. كان سيلف ليبدأ الجري رنين هاتفه اوقفه اخرجه على الفور ليرى اسمها امامه رفعه فورا محدثا بلهفة وقلق يده لخصره مترقبا برعب :سول اين..
تأوه قوي صدر من اعماق صدرها ضربة قوية هوت على رأسها من الخلف شهقت بأنفاس تقطعت عن الوصول لرأتيها من عصف الالم.. تهاوت لتقع ارضا بقوة وتطاير الهاتف يلتف حول نفسه بعيدا حتى انتهت طاقته .. شهقت انفاسها مجددا تتوسل الحياة عينيها على الهاتف فقط لا بل الى الصوت المتردد منه بجنون متيم بها سيموت ان عرق همست بأسمه كأخر كلمات تطلب قبل الموت : ج جو ..كي.. أسدلت جفونها بهدوء لتغرق في ظلام اسود عميق..و خط دماء تسلل ليلوث جبهتها نحو الارض.. سُحبت قدميها بعنف من الخلف واختفت.. هاتفها يرن بصدى صوته المرتعب من ضج بالممر الثالث فوق:سوووول!.. اجيبي سوول..اللعنة
ارعب الجميع خلفه بداأ بالجري بسرعة رهيبة مخترقا سلم الطوائ نفسه وقلبه على حافة جهنم يتهاوى الان كل شئ ممكن الا ان تكون بعيدة عن ناظره وقلبه ولايمكنه فعل شئ لها تلك التي تتحكم بكل وجوده وانعدامه من هذه الحياة فهي الحياة بأجمعها له
ظلام اسود مقيت كأحلك ركن في قلبها المتهشم وروحها البائسة ..صوت قطرات ماء تصدر رنينا منتظما بلا مخالفة فوق خط النوتات الموسيقية بكل دقة.. انفاسها المجهدة بلا أنتظام. مطرقة الرأس على كرسي منفرد وسط بحر سواد حالك مربوطة الايدي للخلف رباطة سوداء ايضا لتزيد عتمة كل سواد يحيط بها جسدا وروحا.. تحاول الاستيقاظ بصعوبة.. شد الرباط من عينيها بقوة شد رقبتها للجنب قليلا لعنف تعامله. فتحت عينيها برقة ضباب انسان يسحب كرسيا ليجلس امامها يشبك انامله بين ساقيه المنفرجة رغم الرؤية الحالكة لكن ركن شفته بكل وضوح تراءى لها يبتسم بشر مهددا ملوحا بكل شئ سئ قادم نحوها..اشعل نورا قويا نحوها كلهيب نار ضرب عينيها فأغمضتهما بقوة على الفور بأنين مكتوم من ألم راسها وتلك الدماء الصغيرة التي لونت ربع جبهتها وخدها الناصع ذلك.
بدأت عينيها بالتأقلم مع النور الذي بات خافتا اكثر مما توقعته اولا كنظرة الوهلة الاولى كم هي مبهرة سرعان ماسنجد انها لاشئ والعيب فينا نحن من نعشق الوهم والسراب 
تماما كتفكيره المريض ذلك وجشعه في اكبر مما يمكن ليديه ان تمتلك. نظرت لهم برعب لما حولها تعدهم خمسة اربعة ينظرون لهاا كمن ينظر لمفتاح خزنة العالم نظرات تلتهما وتخترق كل تفصيلة فيها.. عادت بتركيزها الخائف نحو الجالس امامها.:ماذا تريد ماذا هناك لم انا هنا يااا!

:هششش ايا كانت قدرتك اصبحتي ملكي الان.
اتسعت عينيها برعب فظيع ونبضات لاتعرف لمن ترتجف لها ام لكل واحد تركته خلفها وكل حياتهم بيدها..
حين داهتمها رغبة مميتة للموت وأنهاء كل شئ راحت لتغرق نفسها وتنهي الامر.. اوقفتها الحياة لتخبرها انها مركز حياة كل من حولها واملهم الوحيد .. لذا هي تشعر الان ان حياتها كنز ستحافظ عليه من اجلهم وانقاذهم
تحولت نظرتها فجأة لأخرى مرعبة لم ترتسم على وجهها ولا مرة في حياتها جعلته يستعدل في جلسته مندهشا بقلق بينما تخترقه بنظرات صفراء ترعبه والضوء يزيدهم اشعاعا ووهو ينعكس بهم.. ابتسمت بشر لتتلو تحذيرها الاخير :ولا في احلامك.!

تتبع>>>

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق