✿Ͼ لعنة سويون Ͽ✿
✿البارت الأخير ✿
By Sara
By Sara
شدها جونغ كي بقوة رهيبة لترتطم به مجددا هي جزءه كل
كيانه وكينونته :كلاااا... تمسك بوجهها يبعد شعرها وغرتها بعيدا عنها :كلاا لقد
جئت ها انا هنا هيا اسمعيني سووول لن ترحلي الان سمعتني.. كز اسنانه بقوة.
صوته ببطء كالهمس يصل لأعماق ظلام عمق البحر
ذلك..وهي معلقة تعوم بداخل مغمضة العينين مخفضة الرأس غيبت تماما عن الوعي.. ظهرت
سويون فجأة بجانبها بعيون بلون الدم من شدة البكاء .. لفت تحملق بسول بخفة ثم
لأعلى من حيث الصوت يصدح.. تعابيرها باردة
كالثلج كمن خطط وحصد نتائجه.. لفت بهدوء لتضم رأس سول لصدرها تعابير كالصقيع بعيون
حمراء متحدية لهم :خاصتي!.
انحنى المحقق بقلق فظيع تمسك بمعصمها
متفحصا.. شهق محدقا بهم بعيون متعسة : ان انها حية النبض ضعيف جدا فقط.
حدق به
جونغ كي بعينيه الدامعة تلك مصدوما شهق اوكسجينا اخيرا و ضمها بقوة مجددا لصدره
يحاوطها بذراعيه بقوة باكيا ذلك القلب يريده الان ان تُرمى فيه وتدفن للابد
مقبرتها موطنها وكل كونها كان وسيبقى للان.. لاصوت ولا آهة ولا حركة صدرت منها
تزيد في قتله اكثر: هل سمعتني لن تغادري هكذا وتتركيني كلاا
جرى مهرولا لايترك تلك اليد التي اجبره القدر
على هتك الرباط بينهما.. دموعه تجاريه الما وقلبه
يفتك به... جرى مصاحبا لسرعة سرير المشفى الذي يحتويها مع شينهاي ليتوك
وممرضتين والمحقق ايضا.. ادخلت لغرفة التشخيص ساعد في حملها لسرير الغرفة الثابت
غطتها الممرضة وكل هذا هي جسد خائر القوى والروح وحسب.. شرع الطبيب في فحص كل
معلوماتها الحيوية .. بينما انشغلت الممرضة بأخراجهم وهم يتراجعون للخلف.. عيناه
معلقة على الحياة ممدة هناك.. خرج منفعلا ليلتصق بالنافذة خارجا مراقبا لها لايريد
لثانية ان تضيع بعيدة عن عينيه.
وصل تيكيون يسند تاي منحنيا ليماثل طوله
الاقل منه ببضع سنتيمترات.. حين لف ليتوك ورآهم تنهد براحة مغمض العينين ثم اعتصر
جبهته فقد تناسى حتى السؤال عنه بعد كل الذي مروا به وحال سول الغريب.
وقف تيكيون وترك ذراع تاي من رقبته , رمقه
بنظرة غاضبة ثم لشينهاي هناك .. دموعها ملئ عينيها اطرقت رأسها للارض تعض شفتها
بقوة لفت وجهها للنافذة فورا بعيدا عن اعينهم فأطرق رأسه بضيق ونظر جانبا ثم اقترب
بهدوء ليكون بجوارها محدقا بتلك المغيبة : م ماذا حصل لها؟..تكلموا.. صرخ مصدوما
بحالها
يضرب جبهته جونغ كي بالنافذة كل ثانية ضرب
الصمت على المكان الكل مركز به بلاتعابير الم اجتاحهم من منظره ومنظرها.
لف ليتوك ليركز مع تاي مجددا محدقا بحدة شده
من ذراعه كطفل صغير مذنب رغم تعبه واتجه به لغرفة الطوارئ في الاسفل كي يكشف عليه
الطبيب هو الآخر.
رفع
الطبيب رأسه متنهدا قلب سماعته خلف رقبته حملق بالعيون التي تنهشه من خلال الزجاج
مدققة كل حركة له سابقا.. هز رأسه مطرقا بخيبة امل لاشئ بيده وليس هناك علة طبية
مقنعة.
اتسعت عينيه بصدمة صرخ لاكما النافذة كمهووس
تناسى انه اكثرهم وعيا للوضع كله واين هي الان :كلااااا عليكِ ان تجعلها تفيق حالا
هل سمعتني.. ماهو عملك ااذا!
: جونغ كي جونغ كي اهدأ اهدأ.. اسرع تيكيون من خلفه
ليسل سيطرته على قبضته مبعدا اياه بضع خطوات عن النافذة قد تنهال مقطعة يديه اربا
:توووقف..لست الوحيد من يعاني هنااا.
دفعه
بقوة لاهثا صك اسنانه بقوة واكمل خطوات سريعة قوية الى غرفة والده في الطابق
التالي.. صعد السلالم سريعا ركض سريعا .. صدم به ايل وو برؤيته هكذا وقف من مقعده
ليشهق بقوة بصفقه لباب غرفة والده , كيف غاب عنه تلك الدقائق الذهبية قدر الكون بأجمعه
جلس لطرف السرير فورا تمسك بيده الدافئة بشكل اقوى من المعتاد كانها تضخ له كل
ماتبقى له منه في هذه الحياة.. شعر تيكيون بالغرابة قشعريرة دبت كجيوش هادرة له
تسللت لكل خلاياه مرعبة :ابااه.. حملق بيديه مرتعشا حملق بعينه فورا :ابي .م مابك؟
ابتسم بهدوء ولف رأسه بعد أن جاهد لفتح عينيه
اخر ثوانٍ مجيدة في هذه الحياة : اوه..خشيت ان لات أتي... م مالذي حدث.
عض شفته بقوة اخذ نفسا قويا قد انقطع لييبتسم
: اوه انه لا شئ.. انه.. فقط...
: هل عادت سول؟!.. (نظرله تيكيون بصدمة اكمل
فورا) يونا اخبرتني بكل شئ يجري.. ه هل عادت ... سول؟!
اخذ نفسا اعمق نظر جانبا بعيون تشتعل : ربم
(هز رأسها محتارة) لا اعلم .. صدقني.. لم اعد افهم شئ.
~~~~
يجلس تاي بخواء روح ناحبة في داخله بصمت ولم
يسمعها احد يوما.. انتهى الطبيب من تفحص نبضه اخيرا اعلن انه جيد ثم رحل.. حملق به
ليتوك وهو يلف مبتعدا بشفاه بيضاء شاحب العينين مصدوما .. كيف لنبضه ان يكون جيدا
بالفعل تلك كذبة انه لايسمعه حتى ما ذاك الشئ الذي يخفق بداخله.. هل لعنته ليعيش
بدونها!!.. اغمض عينيه بقوة بينما ليتوك يسند يديه لخصره مراقبا كل تفصيلة بهدوء.. بل ريقه ليسأل : هل انت بخير؟
ابتسم بسخف دون ان يتفح عينيه : نعم للاسف
ينبض جيدا.
نظر ليتوك جانبا بقهر. : هيا دعنا نعد
للاعلى.. هز رأسه تاي على مضض اخفض قديمه وراح يتقدمه في المسير..فتبعه بهدوء
~~~~
اخذ تيكيون نفسا قويا واطلقه: سأذهب لأنادي
الجميع لأجلك ها.. كلهم هنا حتى الشقي تاي.. سحب يديه بخفة وبخفة ترفعت يد والده
فوقه لتتمسك بهما بضعف :كلا.. ابق انت.
ارتفع صدر تيكيون اكثر.. يرتعب ويكره كونه
يفهم الان ان شبح الموت بات زائرا ثقيلا عليهم منذ اللحظة.. تمالك نفسه بقوة لف
نيظر لإيل وو المراقب في النافذة .. فهز إيل وو رأسه فورا متفهما.. تحرك بسرعة
لينتقل للطابق الاسفل جريا.
خفت خطواته اول الممر عندما رآهم كأنهم في عزاء منذ
الان.. آثار الموت جلية عليهم كدخان اسود لفح جباههم.. بلع غصته مقتربا وحين بات
يمينه بجوار النافذة لف قليلا لينظر شهق
ونظر جانبا سأل اللاحد : م مالذي ح حصل؟؟
ردت شينهاي وهي تسند جانب جبهتها لطرف
النافذة الخشبي بلاروح صامتة كساعة متوقفة عن العمل : انها في غيبوبة فقط.
اطرق رأسه ساحبا نفسا عميقا ليعلن : د دعونا
نصعد الان لرؤية المعلم .. لا لا أعتقد.. زفر هواءها خنقه ولف عائدا ادراجه.. حملقوا
به جميعا وهو يخطو بتعب .. اتسعت اعينهم وقلوبهم باتت على اهبة الاستعداد .. هل
حان وقت عرس الموت حقا!.. هل حان وقت اجتماعهم معه فعلا!!
لفوا نظرات بينهم مبهمة
عيون فارغة ملؤها الوجع.. تسللت خطوات شينهاي اسرعهم قلبها يتخطفها الالف مرة عليه
ذلك الذي عاد بعد فراق ليصافح فراق اعظم مرحبا به لظلمة الالم لسنين
يتيمما..مسؤوليتها العظمى ابتدت هي تعلم مرارة اليتم كاملا قبله حتى تعي اركانه
المظلمة وصدوعه النازفة بالروح ستسعى لتضمديهم فورا.. شهقت باكية وبدأت الجري
تتجاوز الدرجات لاعلى لاجله..تحرك
الجميع لكنه ثابت مكانه كأرض مدارها حول الشمس وحسب لن تحيد الا ميتة
حين قدمت يونا بكوبي القهوة لها وايل وو وجدت
الممر فارغا سرعان مالفت نظرها قدومه من اخر الممر خلفه شينهاي تجري بخفة تجاوزته
لكي تدخل اولا توقفت ويدها تعتصر المقبض.. تنهدت يونا بقوة تحاول كتم دموعها..واحدا
بعد الاخر دخلوا.
ذكر
كيم دخولهم هذا بدخولهم مرة متأخرين على فصله ,كان غاضبا جدا لاختفاء الجميع الا سول جالسة
تعض شفتها ضحكا على مناظرهم كطيور مبللة بعد معركة مياه طويلة في ساحة المدرسة في وقت
الظهيرة تهربت منها بمعجزة.. لكن الان عندما يوزع نظراته الباهتة عليهم غير مصدق
انهم امامه حقا.. الا هي!
يدٌ ربتت
بخفة على ظهر ايل وو اخيرا لف ليرى مهجة قلبه.. تنهد براحة لوجودها بجانبه.. لف
ذراعه ليحتوي سو اون تحت ذراعه.
حملق بالسقف متعبا واعلن بهدوء صوت كالهمس :
لقد نفذت وعدي ...ونفذت هي.. وعدها
ولكن.. من دونها.. (ابتلع غصته) .. جيد(
اغمض عينيه بهدوء ارعبهم) أنتم تعلمون لمَ
ضعتم سنين.. لمَ... لمَ سويون تعاقبكم!... لأنكم لم تكونوا قدر ثقة قلوبكم ببعض.
اه نعم ذلك المجهود الذي يحتاجه القلب للقلب الاخر..يطرد كل شياطين بداخله..
لايسمع سوى صوت قلبه وحسب
اطرقوا رؤوسهم بوجع.. ألم يلتف على قلوبهم وبات هواء
الغرفة خانقا اكثر.
~~~~
فتحت عينيها برفق شديد في تلك المياه.. بينما
تطالعها بتركيز شديد تنهدت لتعقب فورا : لقد افقتي.
قبضة يدها تحركت فوق السرير.. شهق جونغ كي .. لصق كفيه بالنافذة تماما :سووول(فتح الباب فورا ودخل يتمسك بها ينتشل اي امل
للحياة) سوول هل تسمعينني..سول ارجوكِ انا اسف.. انا لقد تاخرت ارجوكِ فلتفتحي عينيكِ ولتفيقي لأجلي!
رفعت نظرها بخفة لأعلى لتلك النداءات والرجاء
الذي لن ينقطع.. بهدوء تام ابتسمت تلك الشفاه بحب خليطه الألم.. ارتفع صدرها
بخفة لتعقب بصوت ناعس : اعتقد انها ستغدو
انانية ان قلت لا... جريمة ان اردت البقاء.
نظرت سويون جانبا بهدوء..تحافظ سول على
ابتسامتها بألم.. اخفضت ناظرها هناك رباط اسود يلف معصمها وينتهي عميقا في ظلمة
البحر تلك حيث لانهاية له : لم أكن اعلم !.. كان عليكِ أخباري منذ البداية أنني
سبب وسر لعنتهم وارتابطهم بالموت حتى يهنأ.. لكن! ..هذا يكفي!.. فلأنهي ..كل شئ
هنا..على احدهم .. ايقافه عن سلبهم ارواحهم.. بقاءي هو لعنتهم أليس كذلك!؟
لفتا
نظرهما معا لتحدقا ببعض هادئتين تماما : نصفك .. شبح موتهم لن يتركهم مادمت معهم
ولستُ معك.
نظرت
سويون لامام خالية التعابير :اذا؟!
لفت نظرها سول بهدوء لأعلى ابتسمت بعصرة الم
فظيعة اشتعلت عينيها بحريق روحها المبكر : اذا!.. حان .. وقت الوداع.
قطبت جبينها
مغمضة بشفاه ترتعش ودموع انهمرت بحق.. فتحت عينيها بخفة لتجد نفسها امام سريرها حيث
هو يصارع متمسكا بيدها راجيا كي تفيق.. شعيرات عينيها انتفضت دما لكبت كل انفجارها ألما : ه هل الموت مؤلم!..ام ترك قلبك محطما حيث زرعته في صدر احدهم
هو الاشد ايلاما.. همم؟؟
على جانبها سويون كشبحين في الغرفة.. لا احد
يعلم كمية الالم ذلك قدرها..اطرقت رأسها بألم : خيارك الثاني هو الموت حقا وليس
الموت نفسه..
ابتسمت على مضض: يالها من سخافة.. سخافة مدمرة.
أشتد وقع انهمار دموعها في عينيها وهي تحدق بظهره دون اغلاق عينيها ..لمع
الوشم في يدها تلونت عينيها زرقة.. وبيد مرتعشة قربت اناملها من ظهره لامسته بخفة
شهق مرعوبا قطب حاجبيه بحدة رعشة سرت في كل تفاصيله ,توقف بكل طوله الفارع ميل رأسه وعينيه ثابتتين
للفراغ ..لايمكن لما جاء في عقله الان أن يكون حقيقية!.. لكن همسها بأسمه أمات الشك
ونصب اليقين ملكا : جونغ كي!
بلعت غصتها بألم .. اتسعت عينيه من بدن كسماء الغروب
الباكية .وأغمضهما راجيا منتحبا بصمت :كلاا ارجوكِ.
عض شفته بقوة والتف بكل هدوء ليشهق رعبا من
رؤيتها هكذا وسويون بجوارها : كلا ارجوكِ ... هز رأسه بخفة متوسلا.
تحفظ انكساره جيدا: انا اسفة.. يبدو انني
لعنتك حقا.. ولدتِ لكي اكوي قلبك ألما بكل انواعه.. (هزت رأسها تتطاير دموعها
هاربة) أم لن تسامحني حقا!.. لايمكنني رؤية الموت يهددك كل ثانية .. في مرة ما قد
اخطأ واغدو انا القاتلة..
هز رأسه صارخا اكثر باكيا :كلااا فلنمت معا اذا
:ماذا عن كل فرد فيهم.. ل ليس على احدهم ان
يعاني بسببي أكثر.. نعم .. انا اقتلك.. بطريقة اخرى انا أهد كيانك طيلة
عمرك.. احيانا نغدو رمادا لتشتعل نيران حياة
غيرنا..أنا احبك.. بعمق كل شئ جميل بيننا .. شكرا لروعة قلبك التي اعادتني للحياة يوما..
وها ان ذا بكل وقاحة اسلبها منك.
ابتسمت بألم بين دموعها شهقاتها زادت نزلت للارض
تعتصر ركبتيها بقوة : انا اســـفة.
يقف شامخا بلا ادنى حركة او تنفس عينيه ترتجف
بردا ووحدة منذ الان :سول سول كلااا لقد وعدتني
:ااه.. اعتصرت فوق قلبها بقوة ..حملق بها
برعب مهول يبكي موجعا مدمرا ترتجف مفاصله موتا .. تأوهت بألم فظيع : انه يقتلع
نفسه مني منذ الان .. رفعت رأسها للسماء صارخة بقوة.
شهقت سويون بقوة حين زادت صرخات ألمها.. انقطعت
انفاسها بقوة .. شدتها سويون لحضنها بقوة لاهثا : ياللهي.. اهدأي ارجوكِ.
انتفض كل منهما جونغ كي وسويون لأصوات الالات
المرعبة .. مهتزة بقوة كرعد ينذر بالعاصفة.. حضنتها سوين بقوة.. غابت سول عن الوعي
تماما هوت يدها ارضا ثم ..اختفت كهباء منثور.. شهقت سويون والقت نظرة اخيرة على ذلك المذعور
: سووول ... صرخ مدويا في تلك الغرفة التي ماثلت قبرا سلب روحه
معها ايضا
صوت صافرة
توقف القلب اوقفه كتلة تمثال متحجرة.. اغمضت عينيها بألم وتناثرت هي الاخرة اخيرا
براحة وسلام.
لف فورا فقط حدق بشاشة نبضات القلب بكل
هدوء..صك اسنانه فجأة وجرى لينهال عليها بالللكمات صارخا : لم توقفتِ ايتها
الغبــية.. اعملي حالا .. كلا انه ينبض لأجلي.
شدها بقوة ارتطمت ارضا.. وقعت
اكواب القهوة من يدي يونا حين باتت قريبة
من النافذة.. بلت ريقها بصعوبة لاتريد ان تتأكد انه انفعل لأن الموت بينهم..
اقتربت بقدم ترتعش على تلك الارضية الناصعة
البياض.. ويديها المنتفضة ارتفعت لتغلق شفاها المبهورة بقوة وخطت دموعها بقوة : ك
كلا .. س س ول ك كككلا
صرخت بحدة بحدة اطربت الممر كله بأسمها باكية منهارة
صرختها افاقته من الجحيم.. لف ينظر لها تهوي
ارضا اسفل النافذة تعتصر قلبها باكية.. هز رأسه : فلتصمتي.(اغمض صارخا ) لم
تمــت
صرخ بقوة لتتمززق كل حباله الصوتية ليخرس صوتها بعدها كلمة سول لن تنادى
مجددا .. لايريد لكل شئ فيه ان يعيش.. حطم الاجهزة البقية لتشد اوصالهم منها بقوة
.. شد غطاءها معنفا : فلتنهضيي حالااا امامي
شد ذراعها بقوة جالسة امامه لترتطم بصدره ,جسدها يتهاوى بين يديه كدمية
محشوة خفيفة.. جمدت اوصاله مجددا.. جمدت دموعه عن رثاءها اكثر.. الموت اين هو
فليتخطفه نصفه معها.. صرخ بحدة شدها بقوة يلف ذراعيه بقوة حولها يعتصرها لتتحد به وهي
تهتز بين ذراعيه دون ارادة.. صرخ اعلى بألم يقطع أوصاله: لم لاينبضض لـــمَ...
خاصتي اختفى لماذااا..سوووول!.
ابتسم بحب حملق بتيكيون اخيرا : كن كما
ربيتك.. وانتم ايضا .. اعتبروه... (انفاسا تضعف كثيرا) د رسكم الاخير.
اهدابه
تنسدل بهدوء .. لف الجميع بحدة لصوت مماثل لجهاز القلب خاصته.. كأن الموت كان
متنقلا.. ضيفا اثقل رحاله عليهم اليوم.. جاء خفيفا وراح محملا بأغلى مايملكون.
ارتعب
تيكيون ارتجف وانحنى فورا عليه حين اغمض عينيه اخيرا.. شد يده مقبلا باكية :
ارجووك ليس الان.. ارجوك ارجوك .. اباااا انا سئ لاتتركني الان.
كتم الالم على
افواههم... وكتمت شينهاي هي صرختها تحت كفيها بقوة .. ارتمت لطرف السرير بجواره باكية..
ولاتعلم ماذا خسرت مسبقا.
اصوات بكاء ضجت في كل الغرفة.. ذكريات اليمة
تمر لتذبح قلوبنا اكثر لتفتح عيوننا للنزيف اكثر.. روحا وجسدا ماعاد للحياة معنى
بعد الان..صوت شهقات غريبة وصلتهم عند الباب.. ارتعبوا وسط دموعهم من منظر
يونا المنهار .. صرخت بهم بحدة : رحــــــلت ..سول.. ر ..رحلت.
اعطتها جرعة ادرينالين لتنزف اكثر لتقف
مصدومة مالت رأسها بتعابير مبهمة : ك ماذا قلتِ يونا!.. لات لاتمزحي معي الان.
لكن
يونا تنهار اكثر.. دموعها تخيف شينهاي, بكت باسمة وعضت شفتها : ل لا هي لم تجدني
لترحل .. ق قالت بأنها حافظت عـ على حياتها ومنعتني الموت قبل ايام مضت نعم
صدقوني.. كلاااا.
جرت بسرعة رهيبة ارتطمت بصدر يونا لتتجاوزها للاسفل .. شهق
الجميع وسط دموعهم حملقوا ببعضهم بذهوول , وهبتهم الحياة فردا فردا لترحل الان
تجنبهم عذابا سيكرر حلقة نار مفرغة هم فيهم ,ولن تتوقف طالما هي بجوارهم.
ارتطمت بالباب بقوة مقبض الباب كان سيخلع :
افتحــه دعني ارَ كذبكم بنفسي..
تحركت قليلا لتلطم النافذة بقوة راجية منه.. غرفة
مرعبة والظلمة احتلتها.. يحتضنها بقوة وذراعها ممدومتان بلاحول ولاقوة ..يتحرك
للامام والخلف مغمض العينين بهناء لأخر لحظات لجسدها معه.. وصافرة جهاز القلب لاتزال تصفع
قلبه بقوة ان ذلك الصمت المقابل لصدره حقيقة لاقلب هناك ينبض.
انتهى ركض الجميع ليحتلوا النافذة كلها..
فغرت افواهم امام الصورة الكاملة لمعنى دمار لمعنى انقسام روحين لأثنين , لموت
اشلاءك وانت حي لتوقف اي معنى للهواء سوى عمليات إحيائية وحسب.. رحلت وهو كتلة جسد فارغ سلبت روحها معها.
صرخت ليتوك بقوة لاكما النافذة منفعلا : لمااذاااا!!.
(هدأ باكيا) هيا عودي فلاأحد منا سيعيدك كما تفعلين.. ابتسم بسخف بين دموعه.
ضحكاتها نبرتها المميزة.. لمعان عينيها في الشمس
.. لهفتها للجري خلفهم تسابق الموت بقوة بكاءها عليهم رغم جروحها منهم .
.................
كان يوما مظلما رغم وضوح الشمس ليليا مغبرا
بلانجوم تزينه آثم بحق قلوبهم.. رداء اسود تخلل يلف قلوبهم ارواحهم قبل اجسادهم
المنهكة.. وقلوب خاوية من شدة الفقد والنحيب.
دخل
الكنيسة بهدوء دون ان يراه .. خطواته منسقة هادئة مقتربا من نعشها المفتوح..قااطعا الممر كمن يزف
نفسه لعروسته بذلة رسمية انيقة قميص مخملي ابيض ووردة بيضاء زينت جيب سترته.. تنهد
وتمسك بحواف النعش .. شبح ابتسامة زينت شفته الذابلة .. فستان زفاف اهداها لترحل
به عروسته الوحيدة ,شعر مصفف وتاج زهور يزين ملكته.. شاحبة قليلا ..و باقة ورد كانت
ستكمل جمالها وهي تسير بفخامة لتتوج لملكها.. عدل واحدة منهم عند جيب سترته ثم انحى
بهدوء ليتنفس فوق تلك الشفاه الباردة بألم .. قبلهما برقة أخر قبلة مودعا.. مرر
يده على خدها مدللا : في السراء والضراء
عزيزتي.. سأبقى احبك وملكك للابد.
استقام في وقفته حين سمع الباب الكبير يفتح
بهدوء ويهمون بالدخول .جنوا
صباحا حين رأوه هكذا وكيف جهزها قطع قلوبهم اكثر .. ولم ينطق احد له ببنت شفة
سائلا كل شئ واضح للعيان وللقلب ان يبكيه صمتا والما.
تقدمت خطواتهم المنهكة ينثرون وردا ابيضا
ناصعا كقلبيهما معا.. يحملان قبريهما معا.. جاءا بهما الى حيث اصلهم. فأمطرت
تستقبلهم بقوة باكية كأم تنحب اعزاءها حين كانوا في غربة .. تلك المدينة التي
كانت البداية وها هي تضم النهاية بين ثناياها ايضا.
" انا اغار من المطر"
" الذي يسقط على بشرتك"
" انه اقرب مما كانت عليه يدي "
" انا اغار من المطر "
أُخفض نعشها لحفرة بجوار سويون.. بينما يقف
هو كالتمثال فقد سلبت من داخله حقا مع كل تسمية حياة وجدت بأسمى معانيها.. تحتضن
يونا ذراعه بخفة تحدق به بألم فظيع تطرق رأسها وتبكي دموعا اكثر.. بينما عيونه
تشتعل احمرارا دموعه تجري بكل صمت بكل خواء.. مع اول رشقة للتراب شهق منتشلا نفسه من
ضياعه... شدت ذراعه فورا.. صرخ رافضا بصوت
رجولي اجش : سوووول.
شدته بعيدة تحاول السيطرة عليه.. توقف ليتوك
وتشان اماه ليهدأ.
" انا اغار من الرياح"
"التي تمر بين ثيابك"
"انها اقرب لك من ظلك"
"انا اغار من المطر "
بينما قرب قبر والدة شينهاي هوى على ركبتيه
منازعا ألامه التي لاتحتمل.. والتراب يرشق فوق قبر والده ينعي عاقه به ينعى قسوة قلبه .. ينعى النهاية
التي ختم بها والده كل شئ.. شهقاته الرجولية كطفل عرف اليتم للتو .. وهي بالمنتصف
فقط دموعها تجري.. ولاتدري لمن تذرفهم.. فقط انحنت بخفة واحتضنت قبر والدتها اوجعت
قلوبهم.. اغمض عينيها شاهقة وصرخت :اوماااااه..خذيني ايضا امي
اشتعل بقوة نهض ليشدها من له الان غيرها الان
ابا واما وعالما.. لطمها بصدره :كلاااا لن تتركيني انتِ ايضا
اشعلتها الصدمة من تحولت فجأة نظراتها لطفلة
تطالب بأباها حالا ولا غير تيكيون هو كل تلك الابوة المحرومة.. تناسى الجميع
والمكان تناسى كل شئ حصل 5 سنين اختفت نظرتها الطفولية مزقت جدران قلبه ارتطمت
جبهتها فقط بصدره الفارع حينها فلق مجاري الدمع للارض منهمرة.. حجبها عن العالم
يحق لها الانهيار كما تشاء.. اغمض عينيه متألما وراح يشد ظهرها لتمتثل اقرب له على
الاطلاق.. التصقت انفاسه تحرق صدره لف ذراعيها فورا لتكتم صوتها كثيرا عنهم.
حملق تاي بقبر سويون كالمنوم .. يركز في حفر
اسمها وحسب.. بلع ريقه بثبات وانحنى ليسند باقة ورود حمراء بكل هدوء ثم وقف هامسا
كأنه يكلمها :سأرتاح قليلا الان باتت بجواركِ لتنهي وحدتك .. ابتسم بخفة رغم الالم.
"لإني تمنيت لك الافضل"
"مما يمكن للعالم هذا اعطائه"
"واخبرتكِ"
"عندما تخليت عني "
" لايوجد شئ ليغفر "
جروا خطواتهم ادراجهم عائدين محملين بثقل الحرمان
رائحة الموت وتراب القبور.
وعند قبر ام شينهاي ثنى ركبتيه تيكيون يمرر يده على اسم والدتها بألم ذارفا دموعا اضافية متأخرة ابتسم بسخرية وهو ينثر
بعض الزهور البيضاء ايضا : كان يجب ان اتقدم لها رجلا تفتخر به زوجا لأبنتها ..
لكن الان!
مررت
يدها في شعره بخفة بكل جرأة.. افاق بتعابير مندهشا غير مستوعب : انت كنت دوما رجلي
الذي افخر به دون ان ترحل.
اطرق
رأسه بخفة مبتسما بسخرية : لست ذا فائدة لاتسامحيني بعد ان تركت جنبك خاليا مني
ومال القدر بكِ كل هذا الميل وحدكِ.
هوت تحتنضه من الخلف بقوة وهو يثني ركبتيه
وهي ملاصقة لظهره :فلتمحي الماضي كما طمر التراب كل من نحب(شهقت باكية )فلم يعد
لدينا انا وانت سوانا يا أنا.
حرارة انفاسها ودموعها التي بدأت تغرق رقبته..
اشعلته جحيم الم يستعر.. زرع انامله الطويلة بين غرتها مربتا يعتصر وجعه بقوة.
"لكنني دوما كنت اعتقد بأنك سوف
تعود"
"وتخبرني "
"بأن كل ماوجدته "
"الحسرة والبؤس "
وبقي
هو صلبا هناك على طرف التل مراقبا بصمت.. رفع معصمه بخفة حملق في وشم الزهرة ذلك
مكانه ولم يتزحزح: هل انتِ سعيدة الان؟.. ل لقد جاءت اليكِ.
عض
شفته بقوة حملق في السماء العالية عيون جوفاء كالصخر صماء خلت منها دموع تغذيها
نفذت ولاعاد لهم وجود.. حين تعجز العيون عن اداء عملها التي خلقت لأجله.. ينهمر
القلب نازفا في الروح بعمق دماء لاتنتهي ولاتعرف السكون.. غرفة مظلمة تحتوي
انكسارنا وتختفي فيها بقايا الروح والنبض الخفي.. هناك في الزاوية تعاني برد الفراق
وشوق الحرمان المهشم للعظام حتى النخاع ومفتت القلب حتى الصميم.. سكاكين الم تنهش
تلك القطعة البالية التي تغذي الجسم ليعيش ولكنه صلف لايتوقف.
"من الصعب علي ان اقول.."
"انني اغار من الطريقة التي .."
"انت سعيد بها بدوني "
التف ليعود...أحقا سيعود خاوي اليدي والقلب..
سالت دموعا تحرقه الان لشدة جفاف عينيه.. صك على اسنانه بقوة حتى كاد فكه يتحطم
نظر لقبرها وصرخ بحدة: ســـــول!!!!
جعل
شينهاي وتيكيون ينشلان مكانهما مفزوعين.. ابتلعت غصتها ودفنت نفسها لحضنه منهارة
مجددا
مشى جونغ كي خطوات سريعة وعند العتبة تماما قطرات
قوية اوقفته .. انهال المطر بقوة أكثر.. ككل مرة يبكيهم حزنهم معنا, لم السماء
تمطر دوما في اشد ايامنا حنا.. أهي تعلم انها سلبتنا ارواح وتبكينا أم تسخر منا كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته بدموع تماسيح!! ام أنها مشيئة القدر!!.
يبكي بصمت عجيب جموع تتدحرج كالصخر لقلتها والمطر راح يناسق
بينهم مغرقا ملابسه الانيقة ,غرته وتلك الزهرة التي زينت صدره.
ركب سيارته فورا مبتعدا.. لانظرة اخيرة
ولاوداع.. هو مقتنع بكل غباء ان ذاك لن يحدث وسيأتي كلما يشاء هي لازالت معه في
قلبه.. يحملها اينما يذهب.. ساق بسرعة جنونية يقطع الشارع السريع ذلك الذي يلف حول
الجبل.. لايرى ولا يميز شيئا متناسيا انه قد يعانق الموت ايضا.. التمع الوشم فجأة
وعينيه شعت بلون ازرق.. اتسعت عيناه من الصدمة عميقا في داخلهما تشكلت
صورة ضبابية لمبنى هيون ثم بداخله ذلك المصعد الفخم.. حيث لف جونغ هيون ليركبه..
اغلق ليهبط به لكنه هوى الى عمق الارض. انفجار مدوي حصل.. قطع حبله بشكل عجيب وهد به
نحو قاع المبنى .
عادت
الصورة لعينيه طبيعية اختفى لونهم وعاد السواد يحتل وشم يده... شهق للامام مرتدا
بعيون مذهولة اوقف السيارة.. صدره بات يعلو ويهبط ملابسه ربطة وانفاسه ساخنة..
اغلق فمه زامتا شفته قرارا حاسم اتخذ ذلك الشيطان بداخله لأنهاء الامر بطريقته:
ستدفعون الثمن غاليا.. .شغل محركه مجددا وانطلق بسرعة رهيبة.. بينما يده اليمنى
تعبث في هاتفه في منصة التثبيت في السيارة.
:يوناا يونا هل تسمعييني... تكلم بلهفة فورا
: اوه نع نعم جونغ كي هل انت بخير هل!؟؟...
تكلمت وهي تحملق للمناظر على حافة الطريق بدون تركيز بسبب حبات المطر على النافذة, عائدة الى سيول في سيارة بيك
وتشان ومعهم ليتوك.
:اريد رقم ناري في الحال اسرعي.. لف حول
الزاوية بخطورة.
اتسعت عينيها شاهقة ولفت تنظر لليتوك بجوارها.. حملق بها عاقد
الحاجبين هز رأسه متساءلا
بلعت ريقها عادت تنظر للامام مركزة : مالذي ستفعله بالرقم ها.. ارج ارجوك
:يونااا( صرخ يزيدها رعبا.. صك اسنانه ينفث
نارا) اريده حالا اعلم انها باتت عارضة ازياء لذا مؤكد تملكينه او هاتهِ لي
بطريقتكِ اريده حالا سمعتني لن اكرر.. اغلق الخط ليركز في الطريق الماطر الصعب.
توترت وهي تخفض هاتفها من اذنها بلت ريقها
بصعوبة.. عضت شفتها اتخبرهم ام لا وسؤال ليتوك يتردد الان على مسامعها : هل كان
جونغ كي م ماذا طلب ها؟!
تصنعت الابتسامة ولفت تنظر له بهدوء : ل لا
شئ ليس جونغ كي انها المجلة وحسب اطمئن.. تنهد براحة مؤقتة وعاد يحدق بقطرات المطر
تتسابق لضرب النافذة اسرع.
يدها المرتعشة اكثر.. انها تفهمه كثيرا ربما
منذ سنتين او 3 وهما يشتركان بنفس مجال العمل تعرف طريقة تفكيره ايضا انه ذكي
كالعادة.. عقدة تشكلت بين حاجبيها بدت جدية لتشاركه اياً ماكان سيفعله هؤلاء السفلة
يستحقون كل شئ يحصل لهم .. كل شئ بدأ بسببهم وهم وضعوا الخاتمة
ضغطت ارسال بقوة وهي
تلهث وراح الرقم يتراقص على شاشة جونغ كي ابتسم جانبيا بشر وبات على ابواب سيؤول..
مد يده عابثا بالشاشة مجددا وليس عبثا كان يرسل رسالة خطيرة من نوعها كجونغ كي فهي
اول مرة يتعامل بها بهذه الطريقة حروف كهذه تصدر منه لكنه لطالما توعد الاثنين بأن
ينسف حياتهما .
كانت تضع قدما على قدم في موقع التصوير
تستريح لبعض الوقت حتى يبدأ مشهدها التالي ..ملابس فاضحة قليلا نظرا لدورها كغنية
بائسة ساخطة للجميع تماما كما بدأت مسيرتها منذ اول ايام قبلت فيها لتكون بداية ولادة
هذه الشخصية السوداء داخلاً.. ناولتها
مديرة اعمالها هاتفها :هناك رسالة جديدة من رقم مجهول خذي حذرك؟
نظرت لها بطرف عينها وهي تلتقط الهاتف منها
بطرف اناملها نظرة بليدة اخذت تداعبها بخفة حتى اخفضت ساقها فورا شاهقة ثم وقفت
ترتعش.. بلت ريقها بصعووبة وراحت تسحب معطفا كي ترتديه.. شدتها مديرة اعمالها
والمخرج الذي اسرع كي يمسكها لكنها امتنعت وحسب صارخة :دعوني وشأني لن اكمل اليوم
انا مرهقة هذا كلام نهائي .
التفت لتكمل جريها بسرعة رهيبة عيونها امتئلت
بالدموع وقلبها يتخبط بقوة يستعد متخيلا كارثة ستحصل تحمل اسمها
"غو ناري اكثر انسانة متصنعة تلك التي
انهت حياة زميلاتها في المدرسة حين راحت اعترفت عليهما ظلما وانهت سمعتهما تماما..
تلك ناري التي تتملق امام الشاشات والمجلات تصل لمرادها بأبشع الصور تلك الهالة
السوداء خلفها التي لايعرفها الجميع معكم كل اسبوع نبذة مظلمة عنها بقلم جونغ
كي!"
ابعدت عينيها الدامعة عن الشاشة اتصلت بالرقم
فورا وهي تهوي المدرجات سريعا تشهق دموعها.. ابتسم بشر حين بات على ابواب سيول ضغط
السماعة المكبرة وانشغل مركزا بالقيادة
:نعم!.. وااه انظروا من يتصل.
:جونغ كي ايها الحقيير.. (صرخت بحدة )ماذا
تريد مني بالضبط.. تلهث انفاسها بقوة.
: ان تدفعي الثمن ..وغاليا جدا!!...صك على
اسنانه بقوة زفر مغمضا ركز في الطريق اكثر.
:سول سول الغبية خاصتك ماذا تريـــــــد!!
صرخ صرخ بحدة ارعبها لطم المقود لاكما ليته
وجهها الذي يُنسف الان تحت يديه ويدمي تلك الشفاه اللعينة : لاااتنطقي اسمها حتى!, لاتفعلي وسط قذارته اللعنة عليكِ
نظرت بغضب عارم :فتلصــمت ماذا تريد مني الان؟
تكلم بحدة وسرعة : أقراتِ مابعثته لكِ! بضغطة
ارسال سأنهي كل مسيرة السافلة ناري في اقل من رمشة عين (ابتسم بشر) تعرفين اذاعة
ومجلة نيومون وشهرتهم همم؟!
عضت شفتها من الداخل تكتم غضبها العارم
:اللعنة عليكم ماذا تريد!
:عشر دقائق فقط واجدك عند هيون في شركته
الساعة الثالثة في المصعد تماما سمعتني ولاثانية تأخير.. نطق بثبات
فتحت عينيها بصدمة غير مصدقة اي اسم مر من
مسامعها الان : ه هيون هل قلت هيون حقا؟؟
: نعم كمااا سمعتي.. صرخ بحدة واغلق الخط غير
قادر على استوعاب سماع صوتها اكثر بينما اعشق الاصوات غيبت عنه الان
انهمرت دموعه بقوة .. نصف ساعة كان قد وصل
امام شركة هيون ارتجل من سيارته تلقفه المطر زاحفا كجيوش يغرقه يمنعه من الذهاب
لطريق لارجعة فيه سوى الراحة نعم ليس الندم.. كان عليهم ان يختفوا عن الحياة
كلهم..كلهم قتلة خبيثون عاشوا هانئين بيما هي عانت الامرين وحين تلقفتها الحياة
تصدقت بها على الاخرين منقذة ,فليمت الجميع اذا!
لمع وشم يده.. زرقة انتحبت في عينيه الحمراء
الدامعة .. احس به نظر لمعمصه ثم لف نظره لزجاجة نافذته من تعطيه منظرا ضبابيا
لشخص لم يعد يتعرفه..ابتسم بقهر : أهكذا تركتني! هل انتي سعيدة الان!.. اريد ان
ارتاح انا ايضا ربما بعض خلجات صدري ترتاح ولو لثوانٍ ثم تعود تنتحب فراقكِ.
عض
شفته بقوة انطلق يمشي بخطوات قوية ثابتة فتح ربطة عنقه المبللة لتنسدل على صدره
غير متساوية الطول .. بات يجري بسرعة يتسابق وقطرات المطر من منهم تبلله.. تجاوز
الحرس الواقفين عند الباب الزجاجي الواسع ذلك.. تركاه غير مهتمين .. تجاوز
الاستعلامات والممر الطويل محدقا يلف حول نفسه لاهثا انفاسا ساخنة لشدة برودة جسده
واطرافه وتجمد قلبه.. اعتصر ذاكرته جيدا محاولا تذكر اي شئ يساعده.
خرج هيون من مكتبه يقفل زر سترته الاخير عدل
غرته التي اختلت قليلا بعض الشعيرات خرجت عن مسارها.. دخل المصعد برفق اقترب ليضغط
للطابق الارضي.. كان سيغلق يدها الناعمة اوقفته بهدوء.. استغرب رفع نظره ليصدم
برؤيتها بينما تحملق به بأحتقار كره الحب غريب
:ن ناري!.. تمتم مندهضا رؤيتها هنا بعد كل
شهرتها
:علينا ان نتكلم والان.. ركبت معه وهي التي
خلت وعدها له سابقا حين افترقا بعد الثانوية كلاهما سرحا في نفس الذكرى, حين رمى
يدها التي تتعلق به كالصمغ مخبرا اياها
" كم أنتِ دبقة, ذوات الطبقة المنحطة ملاصقون
لنا كي يتمتعون كي يقتاتوا على حياتنا كما الطفيليات.. كما تريدين بالضبط التسق
على ظهري للصعود وها انا ارميكِ ارضا منذ الان؟"
كانت كلمات قاسية قسمت
قلبها المحب بلطف نصفين عاهدته يومها ان لاتراه ولايراها وانها ستثبت لها مدى
اهميتها عند نفسها وليست بالطفيلية , وحقا كان مصيرها الشهرة بحق بإبداع تمثيلها
وتعابيرها نعم هه فهي ممثلة بارعة من ابرع كذبا منها يومها ..كانت بطلة المشهد
خليلة البطل الوفية الصادقة وراح الجميع ضحايا صدقها الاسود!
تنهد
يضع يديه في جيوبه ميل رقبته قليلا متمللا : هل سنبقى هكذا!
شدت ضغطها على حقيبتها بقوة تعتصر قلبها
معها.. رفعت هاتفها بحدة : ليس من اجلك بل انظر!؟.. جونغ كي سيفضحنا سيبدأ جعلنا بيادق
بيده تبا لسول ولكل شئ.
شد
الهاتف من يدها قاطب الحاجبين امعن النظر في اكلمات مبهورا ثم هادئا مصدقا ان شيئا
هكذا سيصدر من جونغ كي ذلك العاش المجنون : سأدفنه بيدي هاتين لا احد.
:لاتقلق سأدفنك انا واحرص ان لاحد سيعرف عن
ماضيك الاسود انت وهي!
اتسعت عيناهما لفا للنظر امامها إذ ظهر يمشي بتبختر ليمتثل
امام باب المصعد المفتوح يديه في جيوبه ملابسه كلها مبللة رباطه مفتوح غرته تلتصق
بجبهته.. وعينيه كالدماء لونهما الازرق ارعبهما انه منظر سفاح ام جني رجيم؟!
شهقت بعيون متسعة وتمسكت بلا ارداة بكم سترة
هيون رعبا :ياللهي!
من الصدمة للغضب تحولت تعابير هيون بحدة :
مابكِ ياهذا هل جننت!؟.. مالذي تريده بالضبط.. لقد دفن كل شئ وانتهى
صرخ بحدة فجأة : وســـول ايضا (هدأ يتنفس
يتجمع قوته يلتقط انفاسه من البرد من غضبه ) وسول ايضا (رفع حاجبيه كممسوس وكفيه
مفتوحين ) دفنتها للتو صدقني بهاتين أترى!.. ومن برأيك القاتل الوحيد هنا.. هااا
.. انت وانتِ (اشار بسبابته التي ترتعش لشدة انفعاله ) فقط لاغير!. اما نحن دعوا
الحياة تحرقنا في الندم سنين.
صك اسنانه هيون بقوة كان سيتقدم خطوة اتجه
فورا جونغ كي وضغط زر الطابق الارضي وعاد لمكانه واقفا : استمتعا بالرحلة ... الى
الجحيم.
نظرة
اخيرة غاضبة لعيونهما الضائعة تماما اخرفسحة وأغلق الباب .. لف بهدوء ليعود
ادراجه بالسلم من حيث جاء.
نظرا لبعضهما في متاهة : م مالذي يقصده!؟ ..
شهقت رفعت رأسها لأعلى لطم جدار المصعد بالجنب بقوة .. فوقهم تماما كان الحبل
الرئيسي الساند للمصعد مهترأ تماما .
صوت ارتطام اخر صرخت تتمسك بذراعه رعبا :
هيووون افعل شيئا ارجوك.. سنمووت.
تلاهف لأخراج هاتفه بسرعة ليلتقط اسم الحرس
او مستشاره ااااي احد.. لكن الموت حين ينادي تخرس كل الاصوات.. تمزق الحبل اخيرا و
هبط بقوة رهيبة بهما . صوت احتكاكه وصل لكل طابق كان يمر به.. كقنبلة موقوتة انتظرت
خمس سنين لتنفجر, تفجر بهما في اخر طابق.. مخلفا صوتا مدويا في كل المبنى وماحوله
يتسلل الصوت بسرعة, دخان قوي ثم نار هبت تلتهم اي شخص يقترب حين فتح الباب بسب
العطل الذي اصابه من الضربة.. صرخات نجدة واستغاثة لمن رأوا الحادث والموظفين
باتوا في فوضى لاتوصف.
بهدوء اكمل خطواته المترنحة وخط الدخان خلفه
يتصاعد.. اختفت زرقة عينيه لتعود لسواد قاتم احتلهما كثقب اسود سحب الحياة منه..
كمنوم مغناطيسي ماعاد بيننا.. جسدا وروحا تسبح فوق معلقة عل بابا يفتح لها لتحتضن
نصفها حيث سول هناك وحسب.
كان
القدر مستعدا لرحيل ايا كان من سيصعد فيه..تذكرة رحلة مجانية للموت.. راح جونغ كي
ليكمل للقدر حصته.. لتصبح رحلة الى جهنم.. كليهما معا ليهدأ قلبه انهما لايتنفسان
في هذا العالم بينما سول لاتفعل.. لايشعر بنبض قلبها الفتان ولاتسحره عينيها كضياء
الشمس صباحا.. تلك الضحكة التي تطرب اذانه.. تلك اللمسة التي احتلت يده مرة!.. مرة
واحدة فقط!.. هل هو لايستحقها لهذه الدرجةَ!.. أهو محكوم عليه بالعيش أبدية حرمان
حقيرة وهبته لتأخذها اقوى لتخفي حتى انفاسها!! , كان يعيش سنين على امل ايجادها على
امل وهبها روحه لتحب الحياة ليداوي تلك الجروح ليكون كل عالمها كل الـ11 الذي
فقدتهم يوما.
وصلت به قدميه الى حيث ارتوى موطنا صغيرا بجوارها.. اطرافه ترتعد
بردا فظيعا باتت تعاني ازرقاقاً مهلكا ولايشعر!.. نبضات قلبه المتعبة حد ارسال
نبضة قلب جديدة لتكمل الدورة الدموية وتكمل عملها.. انفاس مخدرة لاتهوى الحياة
لكنها تنطلق دون اذن وتختفي ظالمة .. كما ظلمته ورحلت من صدره.. ويد تمسك بكيس علب
بيرة كثيرة لتمحي عقله عن هذا العالم تماما لايريد وبشدة النوم كي لايراها في
الحلم كي لايرى هناك مجددا.. كلا لايريد التأقلم لشئ هكذا اما حقيقة يلمسها او لا, لكن مايؤلمنا يجعلنا نضغط ارواحنا لقرارات كانت مستحيلة يوما.. يريد النوم
وبشدة لعله يلحقها ولو قليلا... او ربما تكون في انتظاره هناك .. ألهذا وهب الوشم في الوقت بدل الضائع! ربما حتى
كلما اشتاق لها قرر النوم ورؤيتها. نعم راح يقنع نفسه هكذا.
سيغط في النوم ليذهب
ليشكي لها قسوتها .. ألم غيابها المر.. والظلمة التي تصدر من تحت بابها تقسم قلبه
كل مرة سيفيق بها صباحا يتجه لها فيجده مظلما كل مرة ليلف عائدا ادراجه ذاهبا وحده وانها لن تخرج
لتشرق عليه بدل شمس البشرية تتعلق به تشعره انه الحياة وحسب وتجري معه تشاركه كل
خطوة.
تجاوز باب غرفته وراح ينسدل بقوة بجوار باب
شقتها للارض الجافة قليلا بفعل السقف المنبعث من فوق الابواب.. يثني ركبة يسند
مرفقه لها بينما الاخرى ممدة.. انسلت يده دون النظر للكيس بجوارها بادئا برحلة الثمالة..
فتحها وهو يماثلها برودة .. ارتشقها بقوة دفعة واحدة كلها.. رماها بقوة لتترطم
بنصف حائط الشرفة الحجري الماثل امامه.. تناول الثانية دون وعي وراح يجري نفس الطريقة لكل علبة وضعها .. وضع احدى عشرة واحدة..سيرتشف لهم جميعا.. لكل روح
انقذتها بينهم ورحلت كي ترحمهم من عذاب سيكرر الف سنة اخرى.
"اغار من الليالي "
" التي لم اقضها معك"
انا اتساءل لجانب من تستلقي الان"
"اوه انا اغار من الليالي "
"انا اغار من الحب "
"الحب الذي لم يكن هنا"
"الحب الذي شاركته مع غيري "
"اوه انا اغار من الحب "
قدمين حافيتين ناصعتين جدا تقتربان بخفة رداء
ابيض يتحرك برقة فوقهما.. ابتسامة تزين تلك الشفاه المكتنزة .. وشعر كستنائي
كالحرير يغطي نصف ظهرها.. ملاك في أبهى طلتها .. وقفت عند باب شقته رمقته بأبتسامة
هادئة تنهدت بهدوء : واخيرا سأبقى بجوارك انت فقط.
ابتسمت بلطف اوسع.. لفت بهدوء
وجلست ارضا انسدلت للحائط بجوار باب شقته هو فبات بينهما مسافة كافية.. جمعت ركبتيها واسندت يديها لهما ثم خدها فوقهما وراحت تراقبه بكل صمت تحفظه اكثر وتولع به وبينهما عالمين.. عقدة تشكلت بين حاجبيها ودموع انسلت كالمطر تتدحرج على انفها
ويديها : انا اسفة(ابتسمت بألم)بعض انواع الحب ستبقى عالقة مابين عالمين
لاتعرف النور ولا الظلمة وليس هناك طريق لكسرها.. سنبقى في الحب للابد.
التمتعت عينيها زرقة تأوه هو بعينين ذابلتين من
وخز وشمه احس بشئ غريب..عينيه التمعت زرقة ايضا انتصب ظهره اكثريرجعه للحائط ثم بل ريقه ولف بنظره
ليساره ..كادت عيناه تغادر محجريهما برؤيتها.
ابتسمت وهي في وضعها ذلك مراقبة سالت
دموعه كينبوع لن ينهل ولن ينقطع..:سول!
تنهد مبتسما كمهووس فقد عقله ثم براحة و قنوع وسيكتفي
بالقليل.. فالقليل منها كنز عوالم عنده.
وراحت زخات المطر تنهل بقوة باكية فوق كل سيول
بوجها الشاحب في عز الربيع .
"بينما اغرق في الرمال"
" لقد كنت اشاهدك تفلت من بين يدي
"
" اوه بينما انا اموت هنا ليوم
اخر"
"كل مافعلته هو البكاء خلف هذه
الإبتسامة "
"لإني تمنيت لك الافضل "
"مما يمكن للعالم هذا إعطائه"
" النهاية "
كنتم مع " لعنة سويون "
أنتظرونا في حكاية جديدة من عالم مختلف " صراح الجحيم " قريبا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق