فلتسمهِ حبًا ..!
Ep. 9 :
✿ بقلم الكاتبتين :
على ما لبست كان بالفعل اتجه تاني
للشط.. بتسند على كل حاجة.. مش قادرة تمشي!! بصلها بهيئتها الضعيفة دي.. شفايفة
المتقطعة.. عينيها المنفوخة من العياط.. دبلانة! عايز يحضنها.. يطبطب عليها.. يهون
عليها شوية بس لا مش من حقه يلمسها!
عينه دمعت تاني و مسحها بسرعة. حتى لما وصلوا
مقدرش يجيب نفسه انه يساعدها تنزل! ماشي و بينهم مسافة.. حتى لو عينه جت في عينها
صدفة بيبعدها. بس يتأكد انها قادرة تمشي.. و اللي هي شايفاه مجرد واحد كاره نفسه
عايز يخلص من حياته!
مجرد ما وصلوا للشاليه، هو كان بيطلع موبايله يتصل بباباه..
مفهمتش حاجة من كلامه غير انهم هيرجعوا! كان كل تفكيره وهما راجعين في انه ازاي
يحميها من نفسه .. واخيرا تفكيره وصله لحاجة .. هيرجعوا عند بيت اهله هناك
هيتجنبها اد ما يقدر بحجة الشغل، وحتى لو فقد سيطرته على نفسه زي كل مرة مش هقدر
ياخد حريته اوي عشان هو قدام اهله .. وقدامهم هو متعود يخبي الجزء ده منه ويخليه
يستكين ..
يمكن هتوحشه ...واه هيبقا اوقات كتير عايز يحضنها ويحس بالراحة شوية ..
بس هو عارف ان كده احسن ليها!!
بمجرد ما بيلا قعدت عالكرسي متنحة قدامها مش قادرة
حتى تتكلم .. وقف هو بعيد شوية ومعاه التليفون ..
- دونجهي ..؟ ازيك يا بني عامل
ايه؟
همهم بس بكام كلمة وبعدين اتنهد : في طيارة راجعة انهـ..
قبل ما يكمل لقاها
وقفت بصعوبة ومسكت في كم التيشرت بتاعه .. بصلها باستغراب وقطع كلامه مش فاهم
قصدها من اللي عملته
..
والده باستغراب : مالها الطيارة؟ الو .. دونجهي؟
والده باستغراب : مالها الطيارة؟ الو .. دونجهي؟
كان
لسه هيتكلم تاني بس هي شاورتله على جسمها بس.. مش هتقدر ترجع قدامهم كده، شاورتله
بايديها (5) خمس ايام و يرجعوا .. و يا رب بس تفضل عايشاهم.. عارفة انه مجنون و
ممكن تروح منه بلع ريقه وفهم قصدها ..
فضل ساكت لحظات قبل ما يتكلم تاني : كنت
بطمن عليك .. خلي بالك من نفسك
قفل مع والده اللي بص للتليفون باستغراب من غير ما
يفهم حاجة .. في العادة هو غالبا مش بيفهم تصرفات دونجهي
بيلا اتنهدت و سابت
التيشرت، اتحركت ببطء ورجعت قعدت عالكرسي تاني.. دونجهي كمان حط الفون في جيبه
وقعد على كرسي قدامها، ولفترة محدش فيهم اتكلم قبل ما هو اخيرا يبدأ الكلام : انا هبقا..
انام برة، اقفلي الباب عليكي
رفعت عينيها ليه و اترجته من غير كلام، نظراتها
بتقوله متسيبنيش.. بستخبى من وجعك ليا في حضنك.. مفيش حد تاني الجأله غيرك..
بعدت
عينيها عنه بتوتر: انا حتى مش عارفة ليه.. ببعدك و مش عايزاك تبعد... (صوتها وطي)
اعمل ايه...؟
واضحة اوي. كلامها و مشاعرها بيبانوا في عيونها و على ملامحها...
افتكر لما قالتله انه لما يكون واعي يحبها عشان تكمل.. عشان تفضل معاه. عشان
اختيارها اللي لسه للحظة دي شايفه غبي و متهور!
مبقاش فاهم عايز ايه ولا المفروض بعمل ايه! لما فكر في الرجوع.. كان هيقول عملت حادثة.. كدبة صغيرة ينقذ بها نفسه.. و هي اللي حمته من الكدبة دي! كل افكاره المتلغبطة طلعت في حاجة واحدة.. بهدوء: انا اسف...
كانت
طالعة من قلبه.. سكت. مفيش حاجة تتقال تاني! خرج من الشاليه خالص. بيديها مساحة. و
يمكن عشان كمان عدة الاسعافات اللي موجودة خلاص خلصت!
*^*
اتنهد لما دخل تاني.. خبط
بالراحة على الباب المفتوح...! حط الحاجات جنبها و خرج.. واقف على الباب من بره..
مش عايز يقرب. بنفس النبرة الهادية كان بيسألها: عايزة تاكلي ايه...؟
ابتسمت .. بس
حتى الابتسامة كانت ضعيفة، همهمت بصوت مناسب عشان يسمع : اي حاجة..
بلع ريقه وهو
لسه ساند بضهره عالحيطة اللي جمب الباب : اممم
فتحت الكيس و بصت عالحاجات اللي
فيه .. مسكنات و شاش، وادوات تعقيم .. مسكت المطهر و حطت على قطنة و بدأت تمسح
مكان الجروح اللي في شفايفها .. بس الجرح وجعها اوي، مية البحر كانت مالحة وتعبتها
.. نزلت بالقطنة للجرح اللي في رقبتها بس مستحملتش الوجع وعضت طرف شفتها .. و لقت
نفسها بتنادي عليه : دونجهي .. (كان لسه واقف بره زي ما هو ف همهم عشان يعرفها
انه قريب و سامع .. كملت) مش عارفة اطهر الجروح، هتقدر.. تيجي شوية؟ لو مش عايز..
مكملتش كلامها.. اتنهدت بس و بصت لتحت وهي موجوعة .. بس لقته دخل و من غير صوت اخد القطن من ايديها ..
بلعت ريقها وركزت نظرها عليه ..
بيطهر جروحها بحرص اوي وبيحاول ميبصشلهاش خالص.. مسكت كف ايده التاني و حضنته ليها
و قعدت تعيط من الوجع!! تعبت.. و مش عارفة تعمل ايه تاني..
بلع ريقه بصعوبة وكمل وهو
بيحاول يتجاهل كل حاجة .. وبيلا كشت.. تفكيرها ف انه في ثواني ممكن يرجع تاني و
يجرحها تاني خلاها مش قادرة تتقبل حياتها بالشكل ده .. لو جت عالوجع الجسدي
هتحاول تستحمل.. انما هو كل ما قلبها يبدأ يخف و الندوب اللي فيه تبقا خفيفة يقطع
فيها تاني بنصل قوي و يفتحها!!
مهما حاول انه ايده تكون خفيفة.. مهما حاول
ميوجعهاش.. بس كانت بتعيط! محتاج يحضنها.. حاسس بوجعها ده بيقطع فيه! محسش بنفسه و
هو بيلمس الجروح برقة اوي بشفايفه! كان عايز يهديها.. يبقى جنبها... بس تلقائي، و
طبيعي جدا انها تخاف و تكش.. ان جسمها يبعد عنه بخوف! بعد عنها فجأة و بصلها
بتوتر: اهدي... انا... انا اسف...!!
هزت دماغها لا.. بتترعش.. بتعيط.. و هو عاجز
مش عارف يعملها حاجة! هي القوية في العلاقة دي... مسحت دموعها و وقفت.. بتحاول
تبتسمله: هاخد شاور.. شوف هتعمل ايه..
بتكره تبين ضعفها. بتكره اكتر لما ضعفها يكون
مصاحب بشفقة. بس دلوقتي مش شفقة بس... هو بيلوم نفسه كل مرة!
العياط اللي كتمته لثواني قدامه طلع اضعاف اول ما بعدت عن نظراته! فضلت كتير اوي كده... لحد ما سمعته بيخبط عليها.. بيتطمن انها كويسة
كان فيه في اوضتها ترابيزة عليها اكل. هو مش في الاوضة!
لما سمعت صوته بره،
فضلت ماشية بصعوبة لحد ما وقفت ع الباب: مش... هتاكل؟
مردش. بعد ما كان مغمض عينيه
و مريح، فتحها و قام معاه شنطة كيوت... مدلها ايده بيها... بيجاما جديدة.. ناعمة
اوي.. هدايا شهر العسل بتاعته بقت كلها حاجات عشان متوجعهاش! كانت مقفولة شوية..
حست انه.. لمرة واحدة من ساعة ما اتجوزوا، انه بيحترم خصوصيتها! بيحترم انها مش
دايما لازم تكون مكشوفاله!
اول ما حطها في ايدها هز دمااغه (لا) و هو بيحاول
يبتسم: عشان تبقي براحتك.. كلي..
نقلت عينيها بين اللي في ايده و بين وشه...
ملامحه اللي كلها ندم وزعل ... مسكت ايده وهمهمت : تعالى .. (دخلت بيه الاوضة
وقعدته قدام الاكل) متتحركش من هنا
بربش بس وهي اخدت البيجاما للحمام و غيرت..
كانت مرتاحة انها مقفولة.. مرتاحة انها مدارية عنها حتى اثار الوقت اللي بتكرهه..
الوقت اللي بيكون فيه حد تاني غير الشخص اللي حبته و اتجوزته ..!! اما طلعت كان
بالفعل نفذ اللي قالته و لسه قاعد مكانه متحركش وحتى ملمسش الاكل .. وتقريبا كان
سرحان او شارد ...
بمجرد ما فتحت باب الحمام طلع صوت خفيف فزعه شوية ف جسمه اتنفض بخفة .. لف بدماغه بصلها وهو بيبربش وبعدين اتنفس براحة: مرتاحه فيها؟ (يقصد البيجاما)
هزت دماغها (اه) و قعدت قدامه و بتلعب في ايديها .. مش عارفة
تفتح معاه الكلام ازاي ولا تقوله ايه؟! بس لازم يتكلموا .. اتنحنحت شوية:
دونجهي.. محتاجين... نتكلم شوية؟
بلع ريقه وهو باصص ف الارض عشان مازال مش عارف
يبصلها بس حرك دماغه (اه) الموضوع محرج كفاية.. الكلام عن.. علاقتهم الخاصة اوي..
اللي لسه مبقيتش "علاقتهم" حتى باللي بيحصل ده...!
حاولت تتكلم بس برضه
الكلام كان صعب يطلع منها: الموضوع يعني.. عن.. اللي بيحصل بقاله يومين.. اممم...
مش عارفة اقولك ازاي...
رفع دماغه يبصلها... مش محرج لنفسه اد ماهو محرج ليها هي..
بلع ريقه: قولي.. انا سامعك.. شوفي عايزة تعملي ايه.. و هعملهولك...
بصت في الارض:
انا مش عارفة! دونجهي مش ده اللي المفروض يحصل.. مش دي احلامي.. مش دي الحياة اللي
تخيلتها معاك! عايزة اآمنلك.. نفسي... بس خايفة!! و خوفي مبرر.. انا اسفة اني
بقولهالك كده... بس مش قادرة... (سكتت شوية.. عينيها بتدمع.. مشاعرها كلها بتتلغبط
مع بعض.. مش عارفة هي بقت عايزة ايه!) مسحت الدمعة اللي وقعت: مش بقولك همشي..
مقدرش؟؟؟ بس حاول؟ حاول عشاني شوية... انا بحاول افضل عشانك.. ولا انا.. مش مهمة
كفاية انك تحاول عشاني؟
وشه كان في الارض في اثناء كلامها.. دموعه بتنزل
بحرقة و من غير ملاحظتها.. شفايفه جابت دم من كتر ما بيعض عليها بغل! عايزها بس
تفهم ان كونه كويس في اللحظة دي هي اعظم محاولة بيعملها عشانها!!! مكانش في ايده
غير اعتذار واهن، ضعيف و سخيف و تافه قدام اللي حصلها: انا.. اسف!!
صوته المكسور
خضها و خلاها تنزل على ركبها قدامه.. شكله.. صوته.. كل كسرته دي وجعاها!!! بدأت
تمسح على وشه بخفة: انا كويسة... قولنا هنتكلم.. صح؟ قولي بتفكر في ايه عشان نعيش
سوا.. انا عايزة ده... عايزاك تبقى معايا.. ممكن نتكلم؟!
رفع وشه ليها.. بيحرك
دماغه لا بوهن و ضعف.. صوته شبه مبحوح، و زي ملامحه بالظبط... مكسور: انا.. مببقاش
واعي!! انا عايز اكون.. حد يستاهل حبك.. (صوته وطي اكتر) بس مش عارف!
معرفش يكمل..
اصل هيقولها ايه؟!
مش بيبقى... واعي؟! عينيها وسعت.. فضلت بس في مكانها متجمدة و
بتبصله.. لحد ما فاقت و ايديها رجعت تمسح على وشه تاني! حضنته.. كأنه طفل و بتخبيه
من كل حاجة وحشة! و ازاي هتخليه يبقى واعي؟ ازاي تقدر تحميه و تحمي نفسها؟! ماهي
لازم تلاقي حل...!
بعدته عن حضنها و ابتسمت برقة: هنلاقي حل.. و لحد ما نلاقي..
ممكن.. نوقف بس.. شوية؟ اممم؟
المفروض يفهم قصدها، من غير اي احراج ليهم هما
الاتنين. لأنه اصلا كان ناوي فعلا ميقربهالش خالص. محطش في باله مدة لأنه عارف انه
هيستنى فترة طويلة لحد ما يستحق يقرب منها تاني! هز دماغه: مـ متخافيش... من غير
ما تطلبي...
قام هو، و مسكها بالراحة اوي بيعدلها على السرير.. حط الاكل على رجلها
و خرج بره الاوضة لدقايق. لما رجع كان في ايده مجموعة كتب و روايات.. عينيها لمعت
اول ما شافتهم!!!
حطهم جنبها و هو بيبتسم بحسرة: مينفعش اعتذر عن اللي حصل بشوية
كتب.. بس عشان متحسيش بملل... (مسك اللاب توب بتاعه كمان و اخد ورقة صغيرة و لزقها
فوقه) الباس وورد.. متوصل بالنت في المنتجع هنا.. هبقى بره لو احتاجتيني.
يمكن هي
متعرفش.. بس حاجاته الخاصة اوي محدش بيلمسها!!! حتى هيوك اللي صاحبه من سنين.. مش
بيسمحله يمسك حاجته!! حركت صوابعها بس ع اللاب توب و ابتسمت و هي بتهمهم. بس
فعليا، من ساعة ما عرفته، و هي مبقيتش بتحب تقعد لوحدها.
مع انها طول عمرها
لوحدها! بتقعد لوحدها، بتاكل لوحدها، بتنام لوحدها و عايشة لوحدها!!! بس من اللحظة
اللي دخل فيها حياتها، و هي كارهة انها تكون لوحدها تاني!
كان على عتبة الباب لما
نادت عليه: دونجهي...
لف يبصلها بنفس ملامحه الزعلانة... المذنبة اوي دي..! بلعت ريقها و مقدرتش تبصله.. بقت بتلعب في ايديها و هي بتكلمه: مش بحب.. اقعد لوحدي.. ممكن.. تفضل موجود؟!
طبطبت على مكان في طرف السرير جنبها.. بس هو
ابتسامته دي متغيرتش. مش سامح لنفسه لسه يقرب منها و لو شوية صغيرين. قعد ع الكرسي
اللي قدامها.. اهو معاها بس مش مقرب. كده احسن. ع الاقل هو موجود. ربع ايده، عينيه
مش بتفارق ارضية الاوضة..
عايز يتكلم معاها! من يوم ما اتجوزوا و هما.. مش
بيتكلموا! مش لاقي مجال يتكلم فيه! بعد صمت مريع بيتخلله بس صوت الشوكة و الطبق..
حمحم: حاولت اشوف روايات تحبيها..
مسكت الكتب و قلبتهم تشوف ملخصاتهم.. معظمها
خيالية رومانسية... ابتسمت و هي بتبص للكتب: اممم.. هيعجبوني.. مقريتش منهم حاجة؟
حرك ايده على رقبته من ورا: تصدقي ان.. مكانش عندي وقت اصلا اقرا... و بدأت اقرا
عشان الفت انتباهك...؟
رمشت كذا مرة و هي بتبصله: هاه؟!
ابتسامة مكسوفة على شفايفه: كنت بشوفك دايما بتقري.. و ملقتش طريقة تانية او حاجة بتحبيها تخليني اعرف اقرب منك. بدأت اقرا كتب و اديهوملك.. مكونتش اعرف انك هتحبيهم...
اعترافه اللطيف ده.. على انه حرفيا بيقولها
هو وقعها فيه ازاي.. بس مين بنت مش هتحب ان ولد يبذل شوية مجهود عشانها؟! حست
بكسوف شوية بس كانت بتبتسم.. ضمت شفايفها: اكتشفت اني معرفش عنك كتير... ناخد
وقت.. نتعرف بقى من اول و جديد؟
اتعدل و طلع رجليه فوق الكرسي يربعهم... نعكش شعره
بسيط و هو بيبتسم بخجل: مكانش عندي وقت لحاجة.. كل وقتي كان للدراسة.. لما كبرت
شوية.. (سكت ثواني و هز دماغه لا) كنت بدأت اتعلم ركوب خيل. كنت بروح مع بابا
الشركة.. اتعلم، اشوف الشغل و الشركة بتتدار ازاي. بدأت فعليا اشارك في الشغل من
بداية دخولي للكلية. ف مكانش عندي وقت لأي هواية.. يمكن شوية الرياضة يعتبروا رياضة.
غير كده.. مظونش!
متعرفش ليه اتحمست!! بالرغم من انه بيقولها انه معاشش طفولته.. بس لو فكرت شوية.. هتلاقي انها هي كمان معاشتش طفولتها! عايزة تعيشها معاه!
ربعت رجليها هي كمان فوق السرير و عينيها بتلمع بحماس طفولي اوي: فيه
حاجات كتير اوي فايتاك!! تعالى نروح ملاهي.. و نروح نجرب اكل كتير!!! و ننزل
المدينة نروح مهرجان و نلبس لبس تقليدي!!! اه و نجيب كوتشينة و العاب ورق كتير...
جربت تلعب فيديو جيمز؟! مبعرفش بس ممكن نتعلم سوا انت كمان مبتعرفش!! و اه نقرا
سوا.. و نطلع مواهبنا التمثيلية العظيمة و نمثل مشاهد من رواياتي المفضلة!
هي يمكن
ملاحظتش نبرتها اللي بقت سعيدة اوي و متفائلة.. صوتها بيضحك و عينيها بتقفل و هي
بتبتسم كده! بس و هي بتحكي هو كان بيبصلها اوي... حركت دماغها للجنب ببراءة اوي و
هي بتسأله: بتبصلي كده ليه؟!
ضحك ضحكة بريئة جدا.. شاور على وشها: شكلك عسول و انتي
متحمسة كده.. (قام وقف و فعلا راح و قعد جنبها) تحبي نبدأ امتى؟
رفعت ايديها في
الهوا بحماس: النهارده!!!
المسافة اللي بينهم اللي هو سايبها قصد عشان متحسش انها
مش مرتاحة خليتها مبسوطة انه مراعيها.. انسان عكس اللي كان موجود من كام يوم!
شاورلها ع الاكل: طب كلي الاول، و هننزل نعمل كل اللي قولتي عليه ده.
و عشان برضه يسيبلها مساحة نفسية، اخد هدوم من الدولاب، و دخل ياخد شاور و يجهز على ما تكون اكلت. سحبت اللاب تتفرج على اي حاجة و هي بتاكل بدل السكوت ده! بدأت تقلب في الفولدرات بتشوف فيلم هنا ولا هنا.. بس وقع تحت ايدها فولدر مش متسمي... على حسب شخصية دونجهي المستعجلة و المشغولة ممكن ده اللي يكون فيه الفيلم. فتحته بحسن نية.. بس لقت فيه ملفات مكتوبة كتير!!
متعرفش
انه بيكتب اصلا!!! حاجة تانية بتكتشفها عن دونجهي.. ابتسمت و فتحت اول فايل اللي
مكتوب عليه "البداية" لقتها حاجة شبه مذكرات... طفل صغير من اكتر من عشر
سنين... في مستشفى و مكتوب انه ازاي الفترة دي كانت سيئة.. ازاي كان كاره كل حاجة
و ازاي كان بيعمل عمليات و بياخد حقن كتير!!!
غصب عنها كانت عايزة تكمل قراية. بس
الضمير انها بتتطفل على حاجة مش بتاعتها... خليتها تقفله. مع ان فضولها هيموتها.
هو ده.. دونجهي.. ولا مجرد تأليف؟ ركنت الاكل على جنب... عينيها بتدمع.. احساسها
انها بتقتحم خصوصيته... انها بتتعدى على حاجة مش ملكها بس في نفس الوقت... هو
بتاعها!!!
فتحت ملف تاني بطريقة عشوائية.. كلام عن ان ازاي اهله كانوا مهتمين بتعليمه
و تثقيفه.. انه يلعب رياضة و ان صحته تكون كويسة! بس مهتموش يحبوه كفاية... مهتموش
يتكلموا معاه!
نغزة في قلبها متعرفش ليه... الاكل اللي برد و هي مش معبراه... مقدرتش تقرا اكتر من كده! قفلت الملف و قفلت اللاب توب زي ما هو كده... مسكت كتاب و كل ما تحاول تقرا فيه.. بتحس انها بتقرا طلاسم مش قادرة تفسرها!
كام
سنة عاش كده؟ كام سنة خلوه كده؟ و الكام سنة اللي مش هيقدر يتخطاهم بسهولة...
طلع
من الحمام... من غير اي قميص.. بينشف شعره بفوطة.. لفت وشها بعيد. مش اول مرة
تشوفه كده.. بس لسه متعودتش! اتكلمت بصوت مكسوف: هدخل البس انا..
من غير ما تستنى
رد جريت ع الحمام و قفلت الباب.. واقفة وراه و ايدها على قلبها.. عينيها مدمعة و
هي مش متخيلة ايه ممكن يكون في اللي مقريتهوش!! نطت بخضة لما سمعت الخبطة.. صوتها
كان مهزوز شوية: نـ نعم؟
صوته الهادي طمنها شوية: انا هبقى بره الاوضة و هقفل
الباب. خدي راحتك، انا مستني بره.
و هو طالع شاف نور اللاب انه متقفلش كويس.. اخده
معاه و قعد بره عادي.. فتح و قال يلعب اي حاجة على ما تخلص... بس ايه الفولدر اللي
مفتوح ده؟! ناسي الفولدر ده من زمان!! قلبه دق برعب بيدعي انها متكونش شافت اي
حاجة منه!!! في الاخر... عمل الفولدر كله Hidden!
فيه كل حاجة وجعته.. كل حاجة فكر فيها.. كل مرة معرفش يصرخ و يطلع اللي جواه... ف كتبه!! اتنهد جامد و هو بيمسح على وشه.. مشي لناحية الحمام بخطوات بتترعش بس بكل قوة باقية جواه حاول صوته يكون هادي و هو بيخبط: بيلا... انتي.. استعملتي اللاب؟
طب لو قالتله اه، هيتعصب عليها و يفقد سيطرته على
نفسه تاني؟ ولا تكدب و لو هو اكتشفها يتعصب اضعاف اضعاف اللي هيتعصبه؟! فتحت باب
الحمام و هي بتبعد عينيها و بتحطها في الارض.. خايفة من رد فعله مش هتنكر.. و
مكسوفة من اللي عملته... ايا كان.. هي تطفلت على خصوصيته اللي هو مقررش يشاركها
معاها لسه!! اتكلمت بالراحة: مقلبتش فيه..
بلع ريقه بصعوبة و قرب خطوة بس... وشها
بقى بين كفين ايده براحة... ابتسملها بهدوء و هو بيعلق عينيها بيه.. 'قوليلي بس..
متخبيش عليا و مش هعمل حاجة... انا عايز بس.. اعرف عرفتي ايه...' سحب ايديه و هو
بيبتسم ابتسامة كدابة: ماشي يا حبيبتي. كملي لبس بسرعة و انا بره.
بس هي قرت ده في
عينيه!!! شئ من الـ... انه حاسس انها زي ما تكون خذلته!! كان بيلف عشان يمشي بس هي
نادت عليه وقفته في مكانه: دونجهي!!!
ملفش يبصلها حتى. فضل مستنيها تكمل.. قربت هي منه خطوة و كانت واقفة وراه.. شعور بالذنب بياكلها! و صوتها بيترعش: كنت.. بقلب عادي.. و لقيت حاجات ملهاش اسم.. حسبتك.. بتكتب و فتحت اشوف عشان.. كنت فضولية شوية!! انا اسفة... مش اسفة اني عرفت على اد ما انا اسفة على كل حاجة وحشة حصلتلك.. سواء عرفتها او لا... اسفة اني.. مكونتش موجودة وقتها...
مخدتش بالها من الدموع اللي
نزلت منها.. مش خوف منه.. كانت بتعيط عليه! هو اه وجعها... دموعها مكانتش بتنشف من
على خدها بسببه.. بس المرة دي عشان قلبها واجعها عليه!!! مخدتش بالها من سنانه
اللي بيضغط بيها على بعض جامد.. من ضوافره اللي جرحت باطن كفه!! كدونجهي... مش
هيكون سعيد ما عرفت حاجة خاصة اوي في حياته.. حاجة بتوجعه!
غمض عينيه و هو بيكرر
في باله جملة واحدة "اهدى... اهدى بلاش تتعصب!!" اتنهد جامد و لف
يبصلها.. ابتسامة بتترسم بالعافية اوي: متعيطيش... حصل خير..!
هزت دماغها بالرغم
من انها مش مقتنعة باي حاجة!! طلع هو من الاوضة و قفل الباب وراه... في حين هي
اتكومت على نفسها... عايزة بس تحضنه و تقوله معلش.. انا اسفة... تقوله انها هتفضل
معاه!
بس في نفس الوقت عايزة تفهم.. عايزة تعرف ليه كان في مستشفى.. ليه عمليات و
هو صغير!! كان.. مريض بحاجة؟
*^*
فضلت تحرك جسمها قدام و ورا بتحاول تهدى بس كل مدى
حالتها بتسوء.. العياط بيزيد و الوجع عليه مش بيختفي!!! في لحظة فتحت الباب و طلعت
تجري عليه... بترمي نفسها في حضنه و هو قاعد... بتتشعلق في رقبته و هي بتعيط و
دموعها بتقع على كتفه!!
ماسكة فيه جامد و بتدعي من غير صوت انه ميزقهاش بعيد عنه!
بتعيط ليه... مش عليه! مش شفقة... اكتر انها مش قادرة تعمل حاجة.. ان مفيش حاجة في
ايدها!! دونجهي اتصدم اصلا من جرأتها... انها حاضناه و بتعيط في حضنه.. مش خايفة
من انه يرجع للوحش تاني!!
بس المرة دي... لو هيأذي نفسه عشان ميضرهاش... فهو على
استعداد يأذي نفسه! اخدها في حضنه بهدوء اوي.. بيطبطب عليها برقة اوي و جسمه بدأ
يترعش و هو بيعيط!! مسح على شعرها و صوته طالع بالعافية: متعيطيش... مش كل مرة
ابقى انا سبب عياطك..!!!
ايديها بقت بتشد على قميصه، بقت هي بتتشحتف و فضلت فترة بتعيط على عياطه هو!! لحد ما الاتنين هديوا و فضلوا على حالهم ده.. بتمسح على شعره شوية، و شوية تانية تطبطب عليه.. في اللحظة دي مكانش حبيبها بس.. كان ابنها.. كان كل حاجة ليها دلوقتي و هو فعلا كل حاجة!!
رفعت وشها ليه.. عينيه غرقانة في
الحزن... شفايفها نزلت لتحت... 'انا اسفة... هحاول اشيل الحزن ده من عينيك و
مرجعهوش تاني...' زي الاطفال كان بيمسح دموعه في كمه، و عدلها عشان تقعد على رجله
كويس.. تسند دماغها على صدره. دموعها كانت بتتمسح بصوابعه بالراحة.. عياطه بيخلي
صوته مخنوق: كفاية انك.. لسه معايا بعد كل اللي بعمله فيكي... (اتخنق اكتر انه
بيفكرها باللي حصل.. رفعها شوية من حضنه و باس جبينها) اهدي خلاص... تعبتي
النهارده.. (همس) كفاية عياط...!
هزت دماغها و هي بتمسح اللي باقي من دموعها
بفوضوية.. لسه مش قادرة تقابل عينيه بس بصتله: هو انا.. لو عايزة افوقك و انت
مش... واعي... اعمل ايه...؟!
حواجبه قربت لبعضها و هو بيبصلها... هو نفسه ميعرفش
هو ازاي بيبقى كده و ازاي بيرجع!! هو بايد اي حد اصلا؟! بس ثواني... هو رجع تاني
لما عيطت الصبح و هي بتكلمه!!!
ميل دماغه للجنب و هو بيفكر بصوت عالي: مش عارف بالظبط.. لو حضنتيني؟! "انا مش هسيبك... بس انت حاول عشاني.. يا دونجهي فوق.. ده مش انت... هثبتلك ده!!" (كان بيردد كلامها اللي قالتهوله قبل كده في مواقف متفرقة.. كان بيخلي قلبه ينبض بجنون! اتعدل و هو بيبصلها) يمكن بفوق لما قلبك بيقولي بحبك؟!
ضحك على نفسه! ايه الكلام المعسول ده؟ هو كان بيضحك، و هي قلبها دق
جامد..! تحبه؟! تحبه و هيفوق؟ وشها بدأ يتلون و هي بس بتبصله.. شكله عسول بزيادة!
لو دي الوسيلة عشان يفوق.. هتعملها!!! بصتله و هي بتغير الموضوع: ايه بقا.. مش
هننزل؟
ضحكت غصب عنها.. شكلهم بائس اوي.. بيعيطوا و متبهدلين و بيحبوا في بعض
بطريقة غريبة هما الاتنين مش فاهمينها لحد دلوقتي! لسه قاعدة في حضنه كل ده...
ماسك وشها من خدودها و قرب اوي و هو بيضحك بطريقة كيوت: طب في الافلام كنت بشوف
بنات بينقوا هدوم للي بيحبوه.. نقيلي حاجة البسها بقى...
اخدت بالها بس دلوقتي انه
كان لابس قميص كده اي كلام و سايبه مفتوح! وشها قلب لاحمر اوي... في ثواني كانت
قايمة مصوتة و هي بتزقه و بتجري تدخل الحمام تاخد الشاور اللي مش مكتوبله يتاخد ده!!!
*^*
لما طلعت كان لبس بالفعل.. قميص ابيض.. مشمر كمامه!! القميص فعلا سادة و مفيهوش اي
حاجة بس ليه شكله يهبل عليه؟
حمحمت و لبست تيشيرت على جينز عشان تخرج و خلاص!
شكلهم.. كيوت سوا!!!
مد دراعه ليها تأنكجه.. و فعلت! غمز بصياعة: الصريخ اللي من شوية ده ليه؟ سرعتيني!!!
مد دراعه ليها تأنكجه.. و فعلت! غمز بصياعة: الصريخ اللي من شوية ده ليه؟ سرعتيني!!!
حمحمت بكسوف و هي بتطنش سؤاله، طلع لسانه بطريقة
طفولية جدا.. و خرجوا سوا.. العربية قدام الباب، بيفتح الباب بطريقة نبيلة جدا..
عمل ايديه كمان بنفس الطريقة... معاملة اميرات!
رفعت حاجب بس معلقتش! ايه الحب
اللي نزل عليه مرة واحدة ده؟! لف و ركب جنبها و قبل ما يبتدي يسوق مسك ايدها
يبوسها!! كان.. غريب! حست انه بيبذل مجهود اوي انه يحبها!!! بس مش ده ابدا اللي
عايزاه! مش عايزة يكون حاجة بيعملها زي الالة من غير ما يحسها!! ضمت شفايفها
لثواني قبل ما تقرر انها تقوله: دونجهي.. اممم... اتصرف بطبيعية شوية.. ممكن..
تحبني من غير ما تحاول تطبق كل الرومانسيات اللي اتهرست في الافلام!
شبك صوابعهم
في بعض و هو بيطلع بالعربية: اظن في حياتي كلها مكملتش فيلم رومانسي واحد!
و هو
فعليا مكانش بيقلد.. هو عايز يعوض نفسه قبل ما يعوضها بالحب ده! عايز يحس بكل حاجة
كان بيحسب انها مستحيل يحس بيها! هو بس عايز يحبها طول الوقت!!!
حولت نظرها للشباك بكسوف.. و كل اللي في بالها انها ليه متسيبش نفسها دلوقتي؟ عمره ما اتحول للغريب عنها في مكان عام! حاجة جواها عايزاها تسيب نفسها.. تحبه! الحب ده هو اللي هيغيره! ابتسمت على تفكيرها ده!
كان
هو اللي ماسك ايدها، فمسكت ايده اكتر و هي بتضمها لايدها.. و بدأت تاخد بالها من
اللي حواليها و اللي ملاحظتهوش طول الايام اللي فاتت دي كلها و هي مشغولة باللي
كانت فيه!
المكان اكتر من رائع.. طبيعة و خضرة و بحر! حتى الناس العادية و
الكوبلز! كل شوية كان بيبصلها بجنب عينيه بس قررت تعمل هبلة و هي بتبصله: هو احنا
هنروح فين كده؟ لمحها بجنب عينه قبل ما يرجع يبص للطريق تاني: قولتي ملاهي؟ (ضحك
باحراج) مروحتهاش قبل كده فمتضحكيش!!
كان مشغل GPS قدامه و هو
سايق و كل شوية يتابعه بعينه... بصة الذهول كانت من نصيبها المرة دي: انت عمرك ما
روحت ملاهي؟ انا مش فاكرة اني روحتها... نستكشف سوا؟!
ضحك بس عشان يخفف الجو و هو
بيهمهم.. سكتت لثواني و بعدين حركت دماغها للجنب كده: نبقى اطفال سوا في الوقت
اللي احنا فيه مع بعض!!
ضحك بصوت اعلى!! ايه الجنون ده!! عدلت مراية العربية عليها و طلعت توك شعر من شنطتها و هي بتركز اوي عشان تعمل قطتين.. بتظبط شعرها و القصة.. مفيش دقايق و بصتله و هي بتعمل حركات كيوت: هااااا ايه رأيك؟
طبيعي يتصدم
و يبربش.. اتحولت في ثواني لبيبي! ضحك تاني: ايه ده؟! شكلك عسول في تسريحة الاطفال
دي!!
صريح اوي و مفكرش يرتب كلام حبة! تلقائي اتعدت من ضحكه هي كمان: لما تركن
هعملك زيهم بالظبط!
برأ جامد و حرك دماغه لا: ابقا شحط و حاطط توك!!! لا!!!
شكله فظيع و هو مخضوض بالشكل ده!!! كتمت ضحكها بصعوبة و هي بتحاول تبقى جد شوية: متقلقش يا كوكي! هحطلك استك صغنن مش هيبان.
لسه
دونجهي شغال على مود الصدمة: يا ايه؟ (شد خدها) لو طلع شكلي اهبل هشيلهم!
طلعت
لسانها بعد ما فكت خدها منه: هتطلع كيوت اصلا اكيد عشان انا اللي هعمله
مخدوش وقت
قبل ما يركنوا، كان قاعد على العربية من قدام و هي واقفة قدامه بتعمله زعرورتين..
خلصت و ضحكت على شكله اللي شبه البيبيهات بالظبط!!! مسكت الموبايل عشان ياخدوا
سيلفي: اضحك ضحكة كيووووت!!!
كان مستسلم جدا للي بتعمله، مش متخيل ابدا شكله هيبقى ازاي.. فلما الكاميرا اتفتحت اتخض!!! شكله كيوت بزيادة اوي! مع انه راجل مش مراهق، و انه بيدير مجموعة شركات معروفة، و لو حد شافه هيتفضح.. بس مش عايز يزعلها! بص حواليه يتأكد ان المكان فاضي، و وقف وراها يحضنها و هو بيحط ايديه في خدودها و بيمد شفايفه بكيوتنس!
*^*
بعد ما يقرب من 148 صورة و حركات غبية كتير، قررت
انهم اخيرا لازم يدخلوا عشان اليوم ميضيعش!! سحبته من ايده و كل ما يعدوا على لعبة
تشاور عليها... مش عارفين حتى يبدأوا بايه!
هي مش شجاعة، و هو اول مرة ييجي! كان
مبهور فعلا.. بيبص على كل شبر بعيون طفل فرحان بيشوف حاجة مبهرة لأول مرة... ناس
كتير و كوبلز اكتر و العاب حلوة جدا! عالم جميل اول مرة يشوفه!
و هي بتجري على كل
لعبة تشاور عليها و عايزة تجربهم كلهم! شبك ايديهم في بعض و هو بياخدها عند واحد
بيبيع حلويات.. بيجيبوا حاجات كتير اوي و ملونة! عينيه بتلمع بفضول غريب: الملاهي
دي حلوة!!! نبدأ بايه؟! كل الالعاب حلوة!!!
بتاكل من كل حاجة في ايدها و شكلها زي
الاطفال بالظبط: بتخاف يا كوكو ولا ايه؟!
نفسها تعمل زي كل الافلام الرومانسية
السخيفة.. ليه متجربش احساس السخافة ده حتى لمرة واحدة؟
مسح على رقبته من ورا
بكسوف: الحقيقة مش عارف! (مد ايده ياخد جيلي من اللي معاها) انتي بتخافي؟
هزت كتافها.. متعرفش هي حتى! جرت على اول طابور لقته قدامها.. قطر الموت! فضلت تبص ع الطابور شوية.. جت تزقه عشان يقف و هي تقف وراه، بس كان بيطلعها قدامه! عملت صوت صريخ عيالي اوي: لااااا!!! لو كده هتهرب انت و تسيبني اركب لوحدي!!!
كان بيشب على اطراف صوابعه عشان يشوف... الطابور و المدخل
مخبيين شكل اللعبة من جوه! شكله مسخرة و هو اقصر من اللي قدامه و بزعرورتين كمان!!
طفل طفل يعني!!
حمحم: اسم البتاع ده يخوف
ضحكت و الناس بدات تزقهم في الطابور..
مبقتش حتى عارفة تلف تبصله! ضهرها لازق في صدره و معرفتش تتنفس للحظة! كان قريب..
قريب اوي لدرجة انها حاسة بنبض قلبه على ضهرها! مد ايده من الجنب يمسك ايدها...
الاوقات دي مينفعش تتقطع بكلام! هيبوظ اللحظة و مش هيبقالها اي معنى جنب اللي حاسة
بيه!
الهوا اللي مر عليهم طيروا شعرها.. و تلقائي مد ايده يجيب شعرها على جنب.. و
الكهربا اللي سرت في جسمها وقتها... اتجمدت اوي.. و هو بتلقائية اتكلم: شعرك
بيزغزغني في وشي.. مشيلهوش؟!
رده نرفزها اوي!! حاولت تلف بس باسها في خدها يوقفها!
يا سلام!!! بيبعتر هدوءها و عامل برئ!!!
طلع طرف لسانه بكيوتنس لنفسه هو
المرة دي... الطابور اتقدم و هي مشيت فيه تبعد عنه كام خطوة، بس رجع يقرب اللي
بعدته و هو بيلف ايديه حواليها.. بيسند دقنه فوق كتفها.. بيتكلم بهمس محدش يسمعه
غيرها: مش كده احسن؟ لو بعدتي هقرب انا...
من الاحراج كانت بتحاول تفك ايديه من
حواليها.. مكان عام و مش متعودة ان الناس تتفرج عليها! صوتها محرج و هي لسه بتشيل
ايده اللي متبتة فيها: دونجهي.. الناس هتبص علينا!!!
جمد ايده على وسطها اكتر و
نبرة صوته الجامدة اللي فيها مسحة غضب: اللي يبص هشيله عينيه الاتنين!!!
اتجمدت في
مكانها... بتفتكر كلامه ليها... همهمت و هي بتمسح على ايديه.. خايفة تتكلم و صوتها
بيترعش و تضعف قدامه! بلاش دلوقتي.. بتدعي في سرها انه ميتغيرش.. مش هنا.. مش
دلوقتي! مش عايزة تخاف تاني!! بس كلمة واحدة بنفس الصوت رعشت كيانها: متخافيش!!!
(فك ايديه و هو بيبعد شوية، قبل ما يرجع يمسك ايدها) دورنا يلا!
مفيش قدامهم حد
فعلا! اتقدم عنها و هو ماسك ايدها.. مش عارفة متخافش! كان بيجرها وراه تقريبا و هي
مش مركزة و كل اللي عايزاه ان مش كل حاجة تبوظ! مش عايزة كل حاجة تتحطم تاني!
الحزام اتربط عليهم، و هي لسه بتحاول تبص بعيد عنه.. مع كده ماسك ايدها!
المشكلة ان ابسط كلمة غلط او ضد طبيعته بتعصبه! و لما بيتعصب، بيكون الانسان الجامد اللي من غير روح او ملامح او مشاعر! هي معصبتهوش. بس قالت ان الناس هتبص. هتبص على حاجة بتاعته هو!!!
القطر اتحرك، و هو
لسه ماسك ايدها... جامد نوعا ما..! بالرغم من ان الكل بيصرخ او مستمتع.. الا انه
ساكت.. مش خايف و مش بينطق! تعبيرات وشه مش بتتغير! من العصبية و هو بيعدل شعره
ايده جت في الاستك، بتلقائية جدا شاله و هو جواه بيتوعد!
و واضح انها كمان من
الخوف منه، و انها اتأكدت انه رجع تاني، مكانتش حاسة بحركة القطر! لسه في ممر
الصعود، و هي مش مركزة في اي حاجة، لحد ما القطر بدأ يقع... شدت على ايده اوي و
صرخت...! شعور ان قلبها وقع في معدتها و روحها كأنها هتسيبها!!
يمكن اختارت انها
تركب ده عشان.. تخاف من حاجة تانية غيره! تتخلص من خوفها ناحيته و الخوف اللي
جواها يتوجه ناحية حاجة تانية!! مع اول صرخة منها اتخض! لدرجة ان جواه حس انها
بتصوت بسببه و انه اذاها!! ف زي ما يكون... فاق!! لقته اخدها في حضنه و نزل دماغه
على صدره بيثبتها و بيمسح على شعرها.. بيهمهم بصوت حنين قريب منها عشان تسمعه:
متخافيش.. حبيبتي اهدي...!!
شتان ما بين الاتنين!!!
ضغطت بدماغها اكتر في صدره.. دايخة بشكل مش طبيعي، و بتحاول تتنفس بالراحة.. بس حركة القطر سريعة.. بيلف و يقع من مرتفعات!! لحد ما نزلوا كانت في حضنه.. بيسندها عشان متقعش.. و اخدها يقعدوا على كرسي من الكراسي الكتير في الملاهي..
هي قاعدة.. و هو ع الارض موطي و ساند على ركبها بيبصلها بقلق!
ماسك كفين ايديها و بيحرك صوابعه عليهم: انتي كويسة؟ (قام وقف) هجيبلك حاجة
تشربيها.. وشك مخطوف.. اهدي متخافيش... هرجع بسرعة!!
شدت على ايده بسرعة.. الكلام
لسه تقيل عليها.. غمضت عينيها: خليك.. بس...
اتنهد و نزل ع الارض تاني.. فضل بس
معاها... بيحرك صوابعه على ضهر ايدها او بيمسح عرق من على وشها.. اهتمام! اهتمامه
بيها ده عندها بالدنيا! لحد ما بدأت تهدى و نفسها ينتظم.. قام يقعد جنبها و هو
بياخدها في حضنه: انا اسف... خوفتك.. (اتنهد بضيق من نفسه اللي مش عارف يتحكم فيها
دي) تحبي نرجع؟
هزت دماغها لا و هي بتسند عليه: مش انت.. معرفش حصل ايه فوق
اول من القطر بدأ ينزل..
حضنت وسطه زيادة و غمضت عينيها... ريحة البرفيوم بتاعه مع
ريحته الخاصة.. مزيج رجولي بيحسسها بالاحتواء و انها.. مع حد بتحبه.. ان رغم كل
شئ... وجوده كفاية!!
ابتسم نص ابتسامة كده و هو بيحط شفايفه فوق شعرها.. ان حضنه يكون امان لحد ده شئ مستحيل! هو عارف انه المفروض يكون خوفها و بس! انما انها بمجرد وجودها في حضنه بتحس براحة و امان... بيخليه يقع في حبها اكتر!! اكيد هي الحاجة الوحيدة الصح في حياته!!
رفع عينيه للسما... صوته مرتاح و هو بيتكلم
لاول مرة من قلبه اللي عارفة تسمع دقاته و هي جوه حضنه بالشكل ده: كل مرة بتبقي جنبي
بسأل نفسي سؤال واحد... عملت ايه في حياتي دي عشان تكوني انتي مكافأتي؟! بتحتاجي
مني امان.. و من غير ما تقصدي انتي بتديهولي!
كل كلمة بيقولها كانت بتوقعها في
حضنه زيادة.. مش لاقية رد عليه! هو فاكر ان هي المكافأة.. بس قبله مكانتش بتهتم
بحاجة ولا بتفكر في مستقبل غير انها... هتشتغل.. و بس! مش شايفة حد معاها ولا
جنبها! هو مكافأتها بس مع المكافأة لغز صعب شوية.. بس هتحله! عشانها مش عشانه! لو
حصل في يوم و كرهها.. مش هتسيبه لحد ما تتأكد انه بخير.. لحد ما تتأكد ان الوش ده
مش هيأذيه ابدا لا هو.. ولا حد بيحبه!
تمسكها بيه ده... حرك حاجة جواه.. مأدركش ان دموعه
نزلت غير لما وقعت على وشه لدرجة انه هو نفسه اتخض!! هو.. متأثر عشان فيه حد
دلوقتي بيحبه رغم كل حاجة! بيحبه بكل عيوبه اللي هو نفسه مش مستحملها!! لسه فيه حد
في الدنيا بيتغاضى عن العيوب و يشوف بس الحلو؟
عدلها و هو بيمسح وشه بضهر ايده! و
هي مكانتش متوقعة انه... بيعيط! دلوقتي ع الاقل!! مسكت وشه و القلق بينهش فيها..
بس هز دماغه لا.. متقلقش عليه! ازاي بس متقلقش؟! متكلمتش.. مجرد لمسة بسيطة فوق
شفايفه لثواني و بعدت... قلبها بيهمس "متزعلش مني.." بعد كل ده و مش خايفة...
بعد كل ده لسه قادرة تلمسه!!
اي واحد غيره كان هيرجع تاني يلمسها بحب اوي.. بس مش
هو! خاف!! خاف عليها من نفسه... يا ترى هيلمسها براحة و حب عشان يحسسها انها مالكة
الكون كله... ولا هيشوهها للمرة الالف؟ نظرة الانكسار اللي في عينه دي معدتش
عليها، اكتفى بس بابتسامة مرسومة بالعافية، و شد على ايدها... طبطبت هي على ايده
بايدها التانية...
كفاية بقا... هربت من الشاليه عشان تهرب من الدموع! مكانتش عايزة
تفكر كده... فمسكت ايده يقوموا.. بتشده وراها يلاقوا لعبة تانية! و تالتة و رابعة
و عاشرة و في كل لعبة بيطلعوا يجروا منها للي بعدها بضحك كأنهم اطفال!!
هما فعلا
اطفال.. الطفولة اللي ضاعت منهم دي رجعوا يقضوها سوا.. بيبتدوا يعيشوا عمرهم تاني
من اوله مع بعض~
~~
يتبـ tO Be Continued ـــع . . .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق