الاثنين، 10 يوليو 2017

∵✿ فلتسمهِ حبًا ..!【Ep.11】✿∵






فلتسمهِ حبًا ..!



Ep. 11 :



 بقلم الكاتبتين : 
Bella & Noor








~~

مش عارفة هيفضلوا كده لـ اد ايه... حاجة بتشدها ناحيته عشان تنام على كتفه.. حاسة انها محتاجة دفا منه... بس كرامتها مش قابلة لا..
تعبت من التفكير و الارهاق و المزاج اللي بيتقلب 100 مرة في نفس اليوم!! و من غير ما تحس لقت نفسها نامت... يمكن دونجهي اللي في احلامها يعوضها شوية عن دونجهي واقعها... يمكن هو اللي هيطبطب عليها... فاستسلمت...!
شوية و دماغها وقعت ناحية الشباك اللي جنبها.. و هو اول ما شافها فضل باصص بتردد... يعدل دماغها على كتفه؟ بس هو لو عمل ده هيكون عشانه مش عشانها... و هو ميستحقش ده!
اتنهد جامد و اكتفى بس انه يعدل دماغها ع الكرسي. نايمة بعمق اوي محستش باي حاجة طول الرحلة لحد ما صوته صحاها: بيلا يلا اصحي. وصلنا.
كالعادة. مش حنين ولا دافي!
كانت ممكن تبصله و تسأله لو نام. او تقوله ان شكله مرهق. بس احداث اليوم اللي رجعتلها تاني نستها كل ده، و غصب عنها وشها كمان بقى جامد! مسحت عليه بايديها و فضلت في مكانها لحد ما الطيارة وقفت خالص، فكت الحزام و مكانتش ابدا مستعجلة انها تنزل!
استنته هو يطلع الاول، و بعدها بثواني قامت هي و طلعت. و كأنها ماشية لوحدها.. و كأنها سافرت لوحدها و راجعة لوحدها. حتى في تخليص الورق في المطار، اه كان جنبها بس... مش معاها! 
مجرد ما الاجراءات خلصت فجأة لقيته حاوطها بدراعه!! مكانتش فاهمة حاجة و اللي زود من حيرتها ابتسامته البريئة اوي من القرب ده!! 
بس دي مش ابتسامة حقيقية. مجرد قناع مزيف و لو حد بصله كويس هيعرف انه بيكدب.
ابتسامة كدابة بتمثل البراءة المزيفة!
مفهمتش هو بيعمل كده ليه، و لسه هتحاول تبعد عشان بتكره اللي بيحصل ده، بس لقت صوت مامته بيقرب و في محيط نظرها شافت باباه..
و اول ما مامته قربت اكتر قطعت باقي المسافة بسرعة و هي بترمي دراعاتها حوالين ابنها الوحيد: حبيبي وحشتني!!! 
فضلت تحضنه جامد بس هو وشه متخشب و مفكرش حتى يبادلها الحضن. ايديه جنبه و مستنيها بس تبعد!
اتعود هو... اتعود على انها بتمثل انها بتحبه. و هي اتعودت انه مش هيبادلها حبها ليه، فقررت تشبع هي من حضنه حتى لو هو كاره قربها!
باباه اللي كان بيهنج وقف قدام دونجهي و هو بيبص لمراته بعتب: ينفع كده تجريني وراكي في المطار؟ (لف عينيه تاني لدونجهي) اصرت تيجي معايا مفيش فايدة فيها!!!
دونجهي مردش اصلا، كأن الموضوع ميخصهوش بأي طريقة اصلا! باباه محبش الموضوع يبقى غريب اكتر من كده، و بص لــبيلا اللي واقفة بطريقة غريبة في المكان و ابتسملها... سلم عليها و بقى بيطبطب عليها: ازيك يا حبيبتي؟ الف مبروك!
مش دايما السكوت علامة الرضا او الخجل... احيانا بيبقى سكوت لأن اي كلمة هتطلع هتجر معاها دموع ملهاش لازمة! فبصت في الارض بس و هي بتهز دماغها.
معرفتش امتى كانت مامت دونجهي سابته من حضنها و راحتلها هي حضنتها و طبطبت عليها، بتمسح على شعرها اوي.. حنان الام ده اللي اتحرمت منه و لاقياه دلوقتي متقدملها على طبق من دهب! بقى بيغرقها جواه و هي مسكت في هدوم مامته اوي و حاسة بضعف.. بشوق!!
و في المقابل، كيونج سيون كانت بتحضنها زيادة... مسكت ايد بيلا اوي في دراعها: انتوا هتيجوا تقعدوا عندنا كام يوم بقى عشان اشبع منك!
دونجهي اللي كان زي ما يكون محبوس في حضن مامته، بمجرد ما سابته بدأ يمشي قدام مع باباه، بيسبقهم عشان يحاول يتنفس بعيد عن كل الضغط اللي في حياته مؤخرا.
و طبعا، لازم يشغل نفسه بالشركة! بتلقائية جدا ركب قدام هو و فتح الباب لباباه، و ساب مراته و مامته يقعدوا ورا سوا. برغم العتاب اللي في عيون باباه، بس مهتمش اوي!
بينما مامته ركبت و هي لسه واخدة بيلا في حضنها و بتكلمها بحب اوي، كأنها صاحبتها: اتبسطتي يا حبيبتي؟ هاه دونجهي كويس معاكي ولا اشدلك ودانه الوحش ابو وش مكشر ده؟
محدش غيرها هي لاحظ ايده اللي شدت على الدركسيون.. جاوبت بالراحة اوي: لا يا طنط خالص! دونجهي ده النعمة اللي ربنا بعتهالي معرفش من غيره كنت هعيش ازاي!
مع ان الكلام كله كدب، و حتى اغبى شخص في الدنيا مش هيصدقه، بس يمكن عشان محدش هيصدق عكس ده من واحدة لسه راجعة من شهر عسلها!
مش هتفكر دلوقتي. مش هتفتكر دلوقتي.
قعدت تتكلم مع مامته اللي ملحقتش تقرب منها كفاية قبل جوازها من دونجهي.
هي فعلا تتحب.. بس فيه جزء جوه بيلا مش قادر يسامح كيونج سيون! زعلانة منها يمكن... او بتلومها انها اهملته زي ما قرت.. بس في نفس الوقت مش قادرة تلومها و هي متعرفش حاجة!
مش فاهمة مشاعرها و اللغبطة اللي جواها دي!و لقت نفسها بتدخل في حضن الست اللي جنبها دي و سكتت!!
كيونج سيون عادي هتحب ان مرات ابنها تحضنها بس ليه قلبها اتقبض بخضة؟ مسحت على شعر بيلا و حاولت تتكلم بهدوء بس معرفتش: حبيبتي انتي كويسة؟
همهمت بصوت واطي: امممم... السفر بس مرهق...
مع انه كان سايق و بيحاول يبعد كل تفكيره و مجال سمعه عنهم، بس غصب عنه كان مركز في الكلام بينهم. كل شوية في المراية بيلمحهم من غير ما ياخدوا بالهم!
 و لما حضنت مامته... هو نفسه اتخض! هو عارف اد ايه علاقاتها سطحية بالناس و اد ايه صعب تقرب منهم.. فلما شافها بتحضن مامته بالشكل ده... اتأكد انها مش كويسة! 
هو عارف بس متوقعش ان حالتها سيئة للدرجة!
و الثواني اللي انتباهه اتشوش فيهم كان هيخبط في العربية اللي قدامه لولا انه دور العربية جامد في اخر لحظة!
كلهم اتحركوا مع اتجاه العربية جامد و حتى هو اتخبط في الدركسيون!! اتأوه بالراحة و هو بيحط ايده على جبينه و لقى اثار دم بسيط!
اول واحد كان يفوق من الصدمة كان ابوه اللي فك حزام الامان بتاعه و لف لدونجهي بيعدله يشوف ماله: دونجهي انت كويس؟ ايه اللي حصلك فجأة؟!
اتكلم بهدوء اوي لا يتناسب مع الموقف: متخافش حصل خير... معلش حضرتك كمل سواقة. السفر تاعبني.    
نزل فعلا من مكانه و بدل الكراسي مع باباه.. في حين مامته كانت ماسكة بيلا بحرص اوي في حضنها لحسن تتخبط! كأنها فعلا بنتها!
مجاش حتى في بالها تفكر ان دي اول مرة حد يخاف عليها كده من زمان اوي، عشان اول ما دونجهي قعد مكان باباه لقت نفسها بتقرب لقدام و بتحط ايديها على دماغه بتشيل شعره من فوق جبينه.. صوتها بيترعش من الخوف عليه: انت... كويس؟ دونجهي انت كويس.. صح؟
مامته اللي كانت لسه مخضوضة لقت نفسها بتأمر دونجهي يقعد ورا جنبهم! يمكن برضه من الخبطة و الخضة هو نفسه مأدركش اللي بيعمله و سمع كلام مامته على غير العادة و نفذ اللي قالته.
دونجهي جنب الباب و بيلا بينه و بين مامته اللي واخداها في حضنها... على ان المفروض تحضن دونجهي بس متقدرش تقرب اكتر من كده و هي عارفة كويس. كفاية يبقى جنبها حتى لو فيه بينهم... بيلا!
و مكان الفرح اللي المفروض يكون موجود برجوع اتنين لسه راجعين من شهر عسلهم، كان فيه خوف ممتزج بشوية حزن.
بيلا غصب عنها مسكت ايده اوي و هي خايفة... حتى لو هي مش طايقاه... هي خايفة انه يختفي في لحظة بس.. و يسيبها!
فضلت ماسكة ايده اوي لمدة.. حس وقتها هي اد ايه فعلا محتاجاله! رغم كل حاجة... و رغم انها بتقوله انها بتكرهه، بس قلبها محتاجله غصب عنها و مش هتقدر تسكته... بالذات و هي حست انه هيروح منها! 
مش عارفة بس انه دلوقتي هو اللي محتاجها اكتر!
بشكل مفاجئ دفن دماغه في رقبتها... كأنه نايم على كتفها بس كان مخبي نفسه فيها! مهتمش بأهله.. مهتمش ببصات مامته ليه، و مهتمش بحمحمة باباه! مهتمش بأي حاجة. كفاية قلبه اللي بيوجعه... و اللي عايزه يهدى لو فضل بس كده!
من الوجع و اللغبطة و كل اللي بيحصل معاه مقدرش يسكت.. و شوية و حست بدموع على رقبتها و هو بيشد على كف ايدها... نوع من الكلام الداخلي بينهم و هو بيقولها متخليش حد يلاحظ عياطه!
و حست انها عايزة تصرخ عشان مش قادرة تستحمل، بس مينفعش! بلعت الغصة دي و فضلت ماسكة نفسها... بس لحد ما يوصلوا! و بقت بتمسح على شعره و هو شبه في حضنها بالشكل ده... يمكن لو كانوا حاولوا يمثلوا انهم متيمين ببعض مكانش اهله هيصدقوا حبهم اد ما صدقوه بشكلهم ده!
نفسه هدي، و عرفت انه نام على نفسه.. مكانوش طولوا و وصلوا لبيت اهله، فقالت لمامته انها هتصحيه هي و يدخلوا مش لازم يستنوهم، و مامته طبعا بحجة انهم متجوزين جديد و عايزين يستفردوا ببعض سابتهم في العربية و طلعت مع جوزها.
النظرة اللي في عيون مامته قبل ما تسيبهم وجعت بيلا... ابتسمت بحرقة بعيد عن مامته... نستفرد ببعض...!
مش عايزة بس مامته تشوفه مكسور. متعرفش ليه كانت دفاعية اوي بس مش عايزة اي حد يشوفه مكسور، حتى نفسها!
سندت دماغه بايديها و بمجرد ما مامته و باباه خرجوا و اخدوا الشنط حضنت دماغه اوي ليها!
غصب عنها كانت بتعيط! مجرد خبطة بسيطة خليتها خايفة عليه كده! همهمت بصوت واطي: لما عوزت ازعل منك انت اتأذيت... المفروض مزعلش تاني؟ (بقت بتمسح على شعره و هي بتحاول ترجع صوتها طبيعي تاني) دونجـ... دونجهي؟ وصلنا... اصحى يلا...
رموشه اتحركت بصعوبة لحد ما قدر يفتح عينه. بالظبط كأنه طفل صاحي من النوم! بس الفرق ان الطفل ده عيونه حمرا اوي من العياط!
اول ما وعي للي بيحصل حواليه، و اللي حصل قبل ما ينام، و انها ماسكة وشه بين كفوف ايديها و... بتعيط! لقته هو اللي مسك وشها بقلق، عينيه كانت بتسألها لو عمل حاجة؟ هزت دماغها (لا) فاتنهد بخفة وغمض عينيه وهو بيسند جبينه لجبينها باحتياج! لحبها.. لحضنها.. لكل ذرة حنان بتملكها و ممكن تديهاله!
و مقدرتش متسيبش نفسها ليه.. حضنته و كأنها عايزاه ميسيبهاش تاني! مش عارفة حتى مين اللي محتاج حب من التاني... كانت حاسة ان دماغها بتخف و كأن العالم كله بقى فاضي من اي حد و اي شئ غيرهم!
اول مرة في حياته و حياتها يبقى بينهم الحضن الهادي ده من غير اي عنف... من غير ما يبقى حيوان، من غير ما يوجعها، و من غير حتى ما يكون فيه شئ اكتر من لمسة بسيطة!
اخدها في حضنه و لف دراعه حوالين وسطها و بايده التانية الحرة كان بيرجع خصلات شعرها من على وشها... اعمق و اجمل و ارق مرة في حياتها... دي اللي بيقولوا عليها مجرد لمسة بتوصل كلمة "بحبك"؟
بعد عنها ثواني ورجع سند جبينه عليها تاني و هو مغمض عينيه... تأثيرها عليه شئ غريب..!
ايديه رقيقة اوي فوق شعرها، و صوته هامس يا دوب واصلها: انا اسف... بس... اننا نبعد و نعامل بعض زي الاغراب.. هيكون احسن ليكي... هيحميكي؟!
انفاسه زي المخدر... بتاخد منها اكتر و اكتر بس عشان خايفة متلاقيهاش تاني!!
رفعت ايديها لوشه بتلمسه بالراحة و هي لسه مغمضة عينيها: لا... انت ببعدك مش بتحميني... بتأذي انا اكتر من لما بتكون قريب... و تفقد سيطرتك على نفسك... متبعدش... (صوتها وطي اكتر) عشان خاطري متبعدش...
عض على شفايفه جامد و نفسه بقى بيترعش اكتر: هتبقي عايزاني وقتها؟ هتبقي عايزاني مبعدش برضه؟ (هز دماغه لا) متقوليش كلام مش من قلبك لمجرد.. متجرحينيش!
بعدت عنه و هي بتبصله بحدة! هو ايه اللي بيقوله ده؟ هو مدخلش جواها و عرف من قلبها او لا! مسكت وشه ليها: مين قالك مش هبقى عايزاك وقتها؟! ممكن متقررش حاجة انا مقولتهاش؟!! و بعدين انا هتعلم... هتعلم ازاي ارجعك ليا تاني!
بعد عن ايديها بعصبية: مش محتاجة تقوليها عشان اعرف!!!
حطت اطراف صوابعها فوق شفايفه تسكته و اتكلمت بهدوء: انت مش عارف حاجة...
وسع صوابعها بايده و بدأ يفتح باب العربية عشان ينزلوا: يلا عشان ميقلقوش علينا.
صوته كان آمر بس هي مهتمتش للامر اللي قاله، شدته و قفلت الباب عليهم تاني: مش هنطلع غير لما نتكلم. مش هسيبك كده قولت!!!
لا هو ولا هي يعرفوا هي بقت عنيدة امتى ولا جابت القوة دي منين!!! يمكن الخوف بيولد قوة؟!
بص لايدها اللي لسه ماسكة في هدومه... يا شجاعتها!! بص في عينيها بجمود: نتكلم في ايه؟
عدلته يقعد كويس و بدأت تمسح على وشه و هي بتتأمل ملامحه... على انها متعصبة بس ده ممنعهاش تشوفه احلى حاجة عينيها وقعت عليها: هنتكلم هنعيش ازاي. مش عايزة مامتك تقلق عليك. و مش عايزة حاجة تحصل تخوفني عليك.. هنعيش سوا و... (ابتسمت ابتسامة صغيرة متأملة) متبعدش عني...
في اخر كلمة عينيها هربت من عينيه.. بلع ريقه بصعوبة... لمستها بتخلي اصغر خلية فيه تترعش! مسك معصم ايدها اللي ماسكة وشه و هو بيتنهد: عايزة تقولي ايه يا بيلا...؟
عضت على شفايفها جامد! هو مش فاهم بجد ولا بيستعبط؟؟ تقوله ايه بس!!! فضلت تهرب من عينيه و صوتها بقى متوتر اوي: يعني متبعدش عني!!! مش فاهم فيها ايه دي؟!!!
من غير ما تقصد حتى بكلامها بتعصبه!!! بتعصبه عشان بيتوتر و مبيبقاش عارف هي بتفكر ازاي!!! رمى ايدها جامد: مبعدش عنك برضه و انا... (ضحك بسخرية) حيوان؟
غصب عنها اعصابها فلتت و بدأت تزعق: بطل تقول على نفسك كده! حرام عليك نفسك!!!! ليه دايما شايف انها غلطتك؟ ليه شايف ان انت دايما المجرم و مش راضي للحظة واحدة بس تفهم ان انت اكتر واحد تعبان!!!! اكتر واحد بيجبر نفسه على حاجات و ممكن يأذي نفسه تحت اسم انه بيحميني!!!!
حست انها متعصبة و متضايقة!!! خرجت من الباب اللي جنبها و هو لسه مصدوم من اللي قالته.. هبدت الباب وراها و مشيت ناحية الفيلا!
فضل بس باصص لضهرها و هي ماشية... مش عارف حتى يتنفس... هو فعلا ممكن يكون ضحية؟ غمض عينه و ورا جفونه كانت بتتكرر مشاهد تعذيبه ليها... اكيد مفيش ضحية هنا غيرها...
طلع وراها و بخطوات سريعة سبقها بس مدخلش غير لما وصلت... يدخلوا سوا عشان محدش يشك في اي حاجة! مسك ايديها و محدش بص للتاني و كل واحد منهم بيطبع ابتسامة مزيفة على وشه!
اهله مكانوش في الصالون ولا في الريسيبشن بره.. وفر عليهم تمثيل كتير! بس مامته نادت من جوه: جيتوا؟ اوضة دونجهي متوضبة فوق و حمامه كمان، و الشنط طلعناها
مفيش اي سبب دلوقتي يخليها تمسك ايده... فسابتها!
طلعت لوحدها ع الاوضة و دخلت الحمام و بسرعة قفلت! و اخيرا اخدت نفسها... و كأنها كانت حابساه من ساعة ما كانت بتزعق! مسحت على وشها بتعب، و راحت ترمي عليه مية ساقعة يمكن تفوق!
لسه العصبية مش سايباها و عامياها عن اي حاجة... رمت هدومها في باسكت الهدوم. و يمكن مخدتش بالها انها مأخدتش هدوم معاها لحد ما خلصت شاور و طلعت تتأمل في الفراغ مكان الهدوم اللي المفروض كانت تاخدهم.
ضربت دماغها في الحيطة... و بعدين لفت نفسها بفوطة، و مش مشكلة هتطلع تقفل الباب و تلبس براحتها وقتها!
مكلفتش اصلا نفسها انها تنشف نفسها من المية دي... بطريقة ما بتحط اثرها في اوضته! و خط من نقط المية كان ماشي وراها... لحد ما وقفت في مكانها متنحة، و المية بدأت تعمل بركة صغيرة...
ليه موجود دلوقتي و يشوفها كده؟ معرفتش يمكن تتصرف بسرعة، او معرفتش تتصرف خالص اصلا! فضلت بس واقفة في مكانها، بعيد عنه و بصاله...
و الغريب... انه هو اللي كان مصدوم.. او كلمة صدمة هتبقى بسيطة على اللي هو حاسه! لأول مرة يشوفها حلوة كده... حلوة من غير اي حاجة زيادة فيها... حاسس انها مكشوفاله من ابسط حاجة.. و لقى قلبه بيدق بطريقة غير معتادة ابدا!!
نظراته دي هي اللي فوقتها للي بيحصل، و لفت ببطء قبل ما تجري و تقفل الباب وراها و تتربسه بسرعة!
المرة دي... كسوف!
وشها سخن و ايديها على قلبها اللي بيدق ولا كأنه خارج من سباق!! سبع البرمبة اللي كانت عاملاه قدامه اختفى دلوقتي!
فضلت تهوي على وشها قبل ما تدرك ان اللي عملته ده، ممكن يتفسر كتأكيد لكلامه... تأكيد لخوفها منه و عدم امانها و هو جنبها!! 
اخدت نفس عميق عشان تهدى، و خرجت بنفس منظرها. وش خشب اه، بس فيه مهرجان جواها بيزيد و يعلى صوته كل ما تخطي خطوة ناحيته! و مع كده بتتصرف كأن وجوده و هي كده هو اكتر شئ طبيعي في الوجود! و بكل جمود راحت تدور في الدولاب على حاجة تلبسها.
فعلا لما كانت جريت على جوه، ابتسم لنفسه بسخرية... عارف اللي فيها. و بيكره مقاوحتها...
و لما طلعت.. اخد ثواني يمكن، بس فهم هي بتفكر في ايه! قرب منها لحد ما كان حابسها بينه هو و بين الدولاب... بايده لفها عشان تبصله، عينيه بتتحرك من شعرها نزولا لتحت... عينيه جريئة اوي، و مساعدهاش ابدا لما بدأ يلمس رقبتها بأطراف صوابعه نزولا لتحت... 
ريقها اتبلع بتقل، و الدقات السريعة الغبية دي في قربه اكيد حاسس بيها تحت ايده..
مش دقات خوف... نوع من الـ... توتر؟ اللي بييجي لما حد بتحبه يكون قريب منك؟
ايديها بالرغم من رعشتها بس حاوطت وسطه... بتقربه شوية كمان ليها، و بتقتل اللي باقي من المسافة بينهم. اخيرا رفعت عينيها و قابلت عينيه بطريقة هيمانة اوي..
و هو تفوق على احساس الصدمة اللي بيعرفه و بقى مش عارف يدي اي رد فعل. صوت انفاسه بقى عالي زي صوت انفاسها بالظبط... و مفيش اي كلام بينهم. و المشاعر الغريبة اللي بتقوم جواه، انه عايزها في حضنه و معاه، بقت بتزيد!
بس هو عارف كويس ان ده مينفعش. وجوده في بيت اهله دلوقتي اكبر دليل انه بيحاول يمنع اي قرب منها. انه بيحاول يمنع وجودهم لوحدهم عشان يبطل يأذيها. مش هييجي دلوقتي و يتجاهل ده كله!!
غمض عينيه جامد. عايز يبعد. عايز يموّت الاحساس ده، بس هي لسه بتشده ناحيتها برقة، و في الرقة دي كانت قوة اكبر من انه يتغلب عليها! بصلها بانكسار اوي: بلاش يا بيلا...
متعرفش حتى دلوقتي المفروض تختار ايه!!! تشده ليها ولا تبعده؟ هو ولا كرامتها؟ انه يثق في نفسه شوية ولا هي؟ تثبت صحة كلامها ولا تفقد امانها؟
و افتكرت انهم في بيت اهله و مش هيقدر يأذيها بوجودهم. و لو حتى حاول، هتجرب تفوقه... ده وعد وعدته لنفسها قبل ما توعده بيه!
مسكت في وسطه اكتر و شبت على اطراف رجليها تلمس شفايفه بهدوء. مبتعرفش تعبر عن مشاعرها صح. و بتتكسف. بس هو مش غبي عشان ميفهمش هي عايزة ايه!!
في حين كل تفكيره هو منصب في انه لو بعدها دلوقتي، لو زقها بكل قوته بعيد عنها و مشي من المكان كله، هيحميها اه... بس الحماية دي شاملة حماية قلبها و كرامتها اللي بتتغاضى عنهم معاه؟
و لو مبعدهاش و انجرف ورا قلبه... هل عقله هيسيبه في حاله..؟ هيخليه يحميها؟ قلبه و حبه ليها اقويا كفاية يحموها منه؟
احساسين متناقضين بيحاربوا بعض و هو تعب من كل ده! تايه بينهم و مش لاقي نور يدله على طريق الصح!
محسش بنفسه و هو بيشيلها لسريره... بينزلها و بيبقى قربها و بيبصلها بكل لهفة عرفها في حياته... و فجأة وقف و كأنه فاق.. و دفن دماغه في رقبتها و بصوت ضعيف: انا اسف...
اخدها في حضنه، و زي المرة اللي فاتت، رجع يلمسها بالراحة اوي... بيلمسها بخوف و هي قادرة تحس بده في ايديه و شفايفه اللي بيترعشوا!
و مع كده بتحاول تتغاضى عن ده كله و تتناساه و متركزش فيه! ايديها هي كمان بتترعش بس لسبب غيره تماما!
احساس حب بيخليها سكرانة فيه! و بتفكر في مليون حاجة بتدور حواليه بس... هييجي اليوم اللي تعتبر انه اول مرة معاه؟
مشكيتش انه مش ملاحظ رجفتها دي... بس كل اللي بتتمناه انه ميفهمهاش غلط! نفسها يبقى واثق انها بتحبه مش بتغصب نفسها على حبه! عايزة تقوله مليون حاجة و بتتمنى ان سكوتها يوصلهم ليه!
بعد عنها بالراحة و بصلها لحد ما قابلت عينيه. الكلام اللي جوه عيونه بيخنقها هي: متقولش حاجة غبية دلوقتي.
عض على شفايفه.. لا مش هيأذيها.. مش هيوجع قلبها. لا مش المرة دي كمان و هي عينيها محتاجاله... يبعد و يحميها، ولا لمرة وحيدة يحسسها انها مراته اللي بيحبها؟!
ملعونة كل الاحاسيس دي!!
رمى كل افكاره و لغبطته في ركن بعيد في عقله، و مركزش غير عليها هي... و لأول مرة تبقى في حضنه بحنان...
اه يمكن وجعها شوية، بس مقصدش ابدا ياذيها.. و لما اترمى جنبها و هو بينهج و كأنه بيطلع في الروح.. ابتسم ان دي اخيرا تعتبر اول مرة ليهم سوا...
دماغها في حضنه و ساكتة... اول مرة تكون... واعية... حاسة بيه و حاسة بكل حاجة و مفيش دموع! ملاية مغطياها كلها.. و مغطية وسطه هو.. ايديها الاتنين حواليه.. و بالرغم من ان كسوفها بيحاول يشل صوتها و ايديها، بس رفعت ايديها برضه لشعره بتبعده عن عينيه: مش قولتلك... اني واثقة فيك... صدقتني؟
شد عليها اكتر في حضنه، و باس دماغها... اول مرة تتنهد براحة... اول مرة من ساعة ما اسمها اقترن باسمه!
منهك... بس مبتسم بسعادة عمره ما حسها قبل كده... و هو شايف وشها هادي و مستريح... اثار الابتسامة مالياه! سامع صوت دقات قلبها بتنبض براحة اخيرا!
قرب دماغها تاني و باسها.. صوته بيترعش لسه مش متحكم فيه اوي: فرحانة؟... انا فرحان... اوي... (بلع ريقه) اممممم... بس اسف اني... وجعتك برضه...
كان بيمشي اطراف صوابعه بخفة فوق خرابيش على كتفها... بيمسح عليهم يهديهم... و هي دخلت في حضنه اكتر: اممممم... فرحانة.. دونجهي ممكن.. (رفعت وشها ليه) ممكن نعتبر دي اول مرة.. ننسى احنا الاتنين اي حاجة حصلت قبل كده..؟
كانت بتبعد ايده عن كتفها، بتبعده عن اللي بيوجعه... بس و هي بتبعده، عينيه وقعت على اول حرف من اسمه اللي حفره عليها... و مخفاش عليها النظرة اللي في عيونه اول ما لمحها! رفعت الملاية تاني لفوق: ممكن نعتبر ان دي.. حاجة قديمة انت ملكش علاقة بيها؟
بدون مقدمات اخدها في حضنه.. بيعصرها جواه و عايزها تتغلغل في كل خلايا جسمه:انتي الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي! عايز اقولك كده دايما. عايز احبك دايما!!! عايز اشكر قلبك انه طيب كده.. و انه حبني كده... (سكت ثواني و ابتسم) اول مرة. احلى مرة؟
خبت وشها فيه: بطل بقاااا!!
بعدها عنه شوية. مش عارف يشوف وشها و ناوي يطلع كل الغلاسة اللي يعرفها عليها! بس قبل ما يقول اي حاجة الباب خبط.. و هما الاتنين اتجمدوا في مكانهم... هو دونجهي كان قفل الباب بالمفتاح... ولا لا؟!
ـ دونجهي حبيبي الاكل جاهز انتوا نمتوا؟!
ايديها على بوقها بصدمة خايفة تطلع اي صوت! كأنها عاملة مصيبة مش انه جوزها!!
متوقعش يمكن رد الفعل ده منها، فضحك بشر غصب عنها، قبل ما يحمحم و يحاول يرد على مامته ببرود، بس صوته فاضحه: صاحيين اه. بس عايز اقعد مع مراتي. مش هننزل دلوقتي.
بربشت كام مرة بتستوعب اللي بيعمله ده! هتشوف مامته بأنهي وش بعد كده؟! خبت وشها في المخدة بتصوت، و بتخبط بايدها ع السرير. حاسة انها هتموت من الاحراج!!! فجأة لقت صوت جنب ودنها بيتكلم بالراحة خالص: خلاص مشيت.
صوته متغلف بنبرة سخرية فظيعة. متربي في بيت مش بيفرق معاهم هو بيعمل ايه، ده ياما مامته كان نفسها تشوف اي بنت معاه... اكيد مامته مش هتعلق يعني انه مع مراته شوية، و ميخصش اي حد بيعملوا ايه! بس هي بتبصله بغل و يأس: هشوفها ازاي دلوقتي؟ انت مجنون!!!
ضحك بصوت عالي و هو بيزق دماغها بصوباعه: ده على اساس انها مش متوقعة ان ده كان بيحصل كل يوم قبل ما نرجع!
فعلا كان بيتكلم بتلقائية، بس كل ما بيفتح بوقه بتتكسف اكتر! زقته بعيد و هي بتخبي وشها تاني: بسسسس بقااا عااااااااا!!!
بالرغم من انها هتموت من جنونه و كسوفها، بس ده احلى وقت فعليا قضته معاه من وقت ما ارتبطوا!
رفعت دماغها و بقت تبصله و هو بيضحك عليها. و مرة واحدة تقريبا افتكرت اللي قاله! رفعت حاجبها: انت بتقول لطنط "اقعد مع مراتي"؟؟! نعم؟؟!!
ضحك اكتر: اه مالها الكلمة؟ استفرد بيكي براحتي، و هنفضل طول اليوم و انتي في حضني كده... مش عاجباكي؟ اقولها مستفرد بمراتي؟ نايم مع-
قطعت كلامه بايدها على بوقه! كفاية احراج!!! و هو بيضحك اكتر بس على وشها اللي كل مدى بيزيد احمرارا!! زود شوية كمان في الغلاسة: مكسوفة؟ اشحال انتي اللي جراني لهنا؟!
دارت وشها بشعرها و هي بتحطه عليها، و بتبص من وراه عليه و هو بيضحك... مش شايل هم اي حاجة! اتكلمت بصوت واطي: افضل اضحك كده على طول... ضحكتك دي حلوة... انا بحبها...
كانت لسه الملاية بتفصل بينهم، مش حدود اد ماهو كسوف بينهم! و هو فعلا الكسوف من ناحيته شبه مش موجود! ضحك اكتر و هو بيعدل نفسه و هو بيبصلها بشر: طب و انا عايز اشوف ضحكتك!!
بدأ يزغزغها بخفة اوي! و الغطا بيتزحلق و هي مش عارفة تضحك ولا تشد الغطا عليها! نص التركيز بقى في انها تفلت من ايده و النص التاني في الملاية و مش عارفة حتى تتكلم تقوله يبطل! صوتها كان بيقطع من الضحك: دونجـ....ـهاااااي!!! خلاص... بضحك اهو.. يخربيتك بس!!!
لسه بيضحك اكتر و هو بيحاول يفك ايدها من على الملاية: بتداري ايه هبلة ما خلااااص!! كله رااح!!
دفس وشه في المخدة يكتم الضحك اللي مش عارف يوقفه ده! صوت ضحكه اللي بيتكتم فيها كان حاجة تانية! بس يمكن الاحساس مطولش اوي قبل ما ابتسامة الشر تسيطر، و تلف نفسها كويس و هي بتقلب اللعبة وبدأت تزغزغه هي : هقطعلك نفسك. (رمت نفسها عليه و هي بتحضنه) الكوووووكووووو بتااااااعي بقااااا يالهوووي انت كووووكي كده ازاااااااي!!!
نسي الضحك شوية و ابتسم بشر اكتر و هو بيعدلها عشان يخليها لازقة في وشه: طب ما اقطعلك نفسك انا؟!
هتخبطه بحاجة من الكسوف و الاحراج اكيد. بس توقعه خاب و اتفاجئ لما قربت و باسته بوسة مش بريئة اطلاقا!
بربش كذا مرة بعد استيعاب... قالتله هتقطع نفسه و... هو ليه من الصدمة مش بيتنفس؟! بعدت شوية و هي بتمسح بصوابعها على شفايفه، و دخلت في حضنه تاني بكل براءة... ولا كأنها عملت اي حاجة!
شوية على ما استوعب اللي حصل... و بعدها شوية بيبص بنفس برائتها: عيديها.
بصتله بتتنيح اكتر: اعيد ايه؟!!
بنفس ذات البراءة، شاور على شفايفه... و هي كانت هتشرق!!
سكتت و بصت لصوابعها اللي بتلعب فيهم! لا هي كانت مش في وعيها بسببه، و هي مش جريئة و هي فايقة كده!! بدأت تتكلم بتلعثم: امممم.... دونجهي هي... هي بتطلع كده من غير تفكير.. بس لو جيت.. افكر مش..
مش عارفة حتى تكمل الجملة! سحبها ليه و هو ببشد خدودها: عيديها...
مش شخصية بتعرف تتعامل تحت ضغط اطلاقا! لقت نفسها بتتصرف زي البيبيهات لما بيتقلوا دماغهم فوق حد و هما بيبوسوه! معرفتش تتصرف... بس هو اللي قاد المرة دي!
و الاكيد... انه حب بوسة البيبي بتاعتها...
بعد لما حس انها ممكن نفسها يتقطع من الصدمة و ابتسم: كفاية عليكي كده
حطت وشها في حضنه و هي مكلضمة. متكلمتش ولا كلمة.. بس هي مش ساكتة من الكسوف و هو حس بده: مالك بقا؟
ضمت شفايفها لجوه و هي ساندة خدها فوق صدره: لا مش كفاية.. (صوتها وطي) انا ما صدقت انك حلو كده....
عفوية لدرجة بتضحكه!! بدأ يمسح على شعرها: طب نعمل ايه كمان؟
هزت كتافها مش عارفة: نفضل كده؟ مش عايز تتكلم تقول اي حاجة؟
رفعت بس دماغها و هي بتسند دقنها عليه... مش هتتخيل هي بتعمل فيه ايه و هي كده!! بصلها و هو بيزيح شعرها عن وشها: غير بحبك؟ بحبك جدا؟
كان بيتكلم بعفوية.. بس مكانش ده اللي عايزة تسمعه! اكيد عايزة تسمع انه بيحبها... بس لا. فيه حاجات اهم! عضت على طرف شفايفها: دونجهي مش ده... نتكلم علينا احنا...
ضحك: طب ما انا بتكلم عنك! (اتعدل شوية و هي في حضنه) طيب.. نتكلم عننا... اتكلمي..
اتعدلت و نامت جنبه، و هو ساند كوعه ع السرير جنبها... بتبصله و هي بتدور على جواب يمكن يقولهولها: ليه... ليه كنت بتبعد؟ مجرد انك شاكك انك هتأذيني؟ انت معملتش حاجة اهو!!
اتنهد و هو عينيه بتدور في الاوضة... عينيها بتقوله لازم يتكلم! و ده اللي عمله: لحد دلوقتي... و في كل ثانية... فيه صوت جوايا بيقولي ائذيكي.. انتي متعرفيش.. انا حتى معرفش انا بمنعه ازاي... خايف اغفل لحظة واحدة بس... و ابقى دونجهي تاني غير اللي شايفاه دلوقتي! عايزاني مخفش و انا عارف ده؟
ايديها اترفعت لخده اللي تلقائي ميل عليه... و هي بتبصله بحب اكتر و اكتر: قولتلي بتحبني... حبك ده ميقدرش يتغلب عليه شوية؟ مش عايزة احس ان... انك بتركز اوي في كل حاجة و كل وقت انت معايا فيه! مش عايزة احس ان كل كلمة و كل حركة محسوبة! سيب نفسك يا دونجهي... سيب نفسك و لو حصل حاجة هفوقك... متخافش!!
كان طفل بس.. طفل محتاج حد يطمنه. حد يحبه زي ما هو و يأكدله انه مهما اتشاقى و غلط... الحب مش هيقل!
بلع ريقه بصعوبة و هو بيغرق في كلمة بتقولهاله... عايز يغرق في كلامها و يصدقه... بس كل مرة بيطلع للسطح و بيتنفس سم بيبعده عنها! نزل دماغه قصادها: و لو معرفتيش... لو معرفتيش تفوقيني؟
هزت دماغها (لا): هلاقي طريقة... و لو حصل و معرفتش.. انت قولتلي ان.. (وشها احمر شوية و لسانها اتربط قبل ما تفكه بالغصب) قولتلي لو حصل كده تاني مقاومش و استسلم. اني مكتمش وجعي و مش هتأذي.. هحافظ على نفسي!
يمكن بيبصلها بس مش شايفها هي. شايف نفسه بس بياذيها تاني و بيوجعها اكتر! هيرجع و يتأسف.. بس هيتأسف على ايه ولا ايه؟ بعد كام مرة الاعتذار هيفقد معناه و هو بيكرر غلطه بنفس تفاصيله و بشدة اكبر؟
ادالها ضهره و هو بيغطي نفسه بالغطا لحد وشه: عايز انام.
بس هو مش عايز ينام. عايز يهرب من التفكير. و من الوجع!
حضنته من ضهره و هي بتهز دماغها ردا عليه. ع الاقل هو اتكلم. ع الاقل هو عارف اللي بيحصل. و مش من اول مرة هيسيب نفسه و يبطل يحسب حركاته. و مش من اول مرة هيتحكم في نفسه ولا من اول مرة هتعرف ترجعه ليها..
بس هتحاول!
رفعت نفسها باست كتفه و حضنته... هي اللي بتخبي نفسها فيه! ريحت دماغها على ضهره و بالرغم من ارهاقها، بسبب السفر و دواعي اخرى، مقدرتش تسيب نفسها تنام قبل ما تتأكد ان صوت نفسه هدي و انتظم.. و انه نعس مش صاحي بيفكر.. باسته تاني بالراحة، و سابت نفسها للتعب اللي كان بياخدها.
*^*
الاتنين كانوا نايمين نوم عميق فعلا، ولا كأنهم مقتولين! مامته كفرت ع الباب و هي بتخبط تاني يوم عشان يصحوا يفطروا!
من ساعة ما رجعوا من السفر و هما مداقوش الاكل! اضطرت في الاخر انها تفتح الباب و تدخل.
مكانش منظر لطيف انها تدخل على ابنها و مراته اللي نايمة فوق صدره و مغطية جسمها بملاية... بلعت ريقها باحراج، بس ده ابنها ايه يعني!
حمحمت بصوت واطي قبل ما تفتح الستارة بسرعة و بصوت عالي مليان تهديد: اصحوووووووو تعبتوووني!!!! بقالي ساعة بخبط و مش بتردوا!!
مسمعتش اصلا اي حاجة بس اتململت في نومها، و الغطا اتسحب لفوق وشها جامد... صوت دونجهي حاد و دراعه بيشد عليها: جايين. تقدري تتفضلي. صحينا خلاص.


مش اول مرة يتعامل مع مامته كده. لدرجة انها اتعودت. يمكن متعودتش على الزعل اللي بتزعله كل مرة مع كده. اخدت نفسها و خرجت من الاوضة و هي بتقفل الباب.
في حين ان بيلا كانت قربت تسيح. فضلت مخبية وشها فيه: انا لو امبارح مكونتش هعرف ابص في وش مامتك... دلوقتي هنتحر!
بصلها بتوتر: انا اسف... نسيت اقفل الباب بالمفتاح..
بس هي لسه متنحة بازبهلال: مامتك. مش هعرف ابص في وشها. مامتك عرفت اني كنت معاك.. احيه...
قلب عينيه: اه اه... هتعرف انك كنتي مع جوزك...
خبت وشها فيه تاني: دونجهي انت مش فاااااهم!!! مامتك دخلت علينا كدااااه... اكيد عرفت اني... ( عملت صوت عياط ) هبصلها ازاي دلوقتي!!!
بربش كذا مرة بيحاول يستوعب المنطق اللي بتتكلم منه بس مش عارف خالص! ضحك على سذاحتها او هبلها: يا حبيبتي انتي مراتي يا ماما! يعني ده عادي! انام معـ- (قطم كلمته) ده حقي يا حبيبتي... ولا بلاش حقي مش لطيفة... بصي دي حاجة عادية بتحصل يعني! حتى امي و ابويا عملوها!
كان بيضحك و هي تقريبا قربت تلطم و عايزة تخلص من المواجهة دي: طب يلا قوم خد شاور عشان ننزل.
شدت الملاية اكتر عليها عشان تستر نفسها... بقالها اد ايه بالمنظر ده.. و شاف ايه هو!! ضرب كف بكف: ليديز فيرست. ادخلي يا حبيبتي ربنا يكملك بعقلك.
شدت الملاية عليها اكتر: امممم... لا روح انت الاول... اكون لبست حاجة على ما تطلع.
في اللحظة دي بالظبط افتكرت اصلا انها كانت طالعة بالفوطة و ملحقتش تلبس حاجة. كانت هتلطش نفسها قلم بس بكل حاجة فيها تماسكت عشان ميمسكهاش ذلة عليها.
هو لسه متنح. بيشاور عليها و بعدين على نفسه: على فكرة انتي... كنتي نايمة معايا!
اللي ما يشتري يتفرج... و هو اشترى و اتفرج الاتنين. هز دماغه.. مفيش فايدة دي مجنونة!
قامت بسرعة لما اتأكدت انه فتح المية و لبست فستان قصير لحد ما تاخد شاور بدل بتاع امبارح اللي مجابش همه ده.
نادى عليها من جوه: بيلا طلعيلي هدوم خروج.
قعدت تبرطم، مغيرش رأيه و برضه هينزل الشركة! اتنهدت و هي بتطلع بدلة و قميص من اللي سايبهم في بيت اهله... و بدأت تبص لو فيه كرافات مناسبة ليهم...
ضحكت على نفسها... زي عاشقة مجنونة، بتشوف هدوم حبيبها اللي هتلبسهاله ايه!
رتبتهم ع السرير و قعدت تحرك رجليها اللي مش طايلين الارض دول! مش ذنبها ان سريره عالي!!     
مطولش كتير، طالع شعره مبلول و فوطة حوالين وسطه... و هدومها اللي كانت مجهزاهم دول سحبتهم و طلعت تجري ع الحمام و تقفله وراها كويس. ضرب كف بكف. متجوز واحدة مجنونة!!
طلعت و هو خلاص شبه جاهز. دونجهي كما يجب ان يكون. اصغر رئيس لاكبر مجموعة شركات في البلد. ابتسم لما شاف انعاكسها في المراية: امممم... هنزل شغل النهارده...
قربت منه و بدأت تعدله الكرافات بتاعته... وزي ما قرت في روايات كتير، و دلوقتي بس جتلها فرصة تنفذ اللي بتقراه! باصص لتحت عليها بحدة، بس مش الحدة اللي كانت بتخوفها قبل كده! همست: هتتأخر؟
بص في الارض... مش عايز يكسر بخاطرها و يقولها ان احتمال يرجع بعد وقت نومها!! باباه مش معتبره ابنه في الشغل. على رأيه "الشغل شغل". بيهلك دونجهي فعليا...
دونجهي مش رئيس شركة طول اليوم قاعد على مكتب مرفه و بيمضي ورقتين تلاتة و بس! دونجهي بينزل لاماكن المشاريع بنفسه و بيراقب و يتابع الشغل بصفة شخصية... يمكن ده اللي ساعده يكبر الشركة اكتر في وقت قصير. اتنهد و هو بيبوس دماغها: هبقا اكلمك من وقت للتاني.
ده لو لقى وقت يشرب مية! شبت على اطراف صوابعها و باسته بوسة كيوت اوي... طول عمرها بتحلم بيها انها تديها لحبيبها. و كل ما بتعمل حاجة كده بتبعد عن عينيه عشان عارفة البصة اللي هيكون باصصهالها...!!


حمحمت: طنط هتقول ايه لما ننزل...؟ انا هقعد معاها طول اليوم... هتستلمني..؟
ضحك و هو بيربت على شفايفها بالراحة: متريحيهاش في الكلام بس.




*^*


سفرة الفطار كانت مريعة!!


كله باصص في طبقه و بياكل، مع شوية "صباح الخير... صباح النور" او كلام بسيط متوجه لبيلا لزوم اللباقة. غير كده، صوت بس ادوات السفرة هي اللي بتكسر الصمت.
اول ما بدأ كلام يتفتح كان بين دونجهي و والده. عن الشغل. الصفقة الجديدة مع شركة كذا، المشكلة الفلانية اللي دونجهي يلاقيلها حل، و الملف العلاني اللي يخلص و يروح لمكتب والده باسرع ما يمكن. و دونجهي بيرد باقتضاب اوي او بهزة من دماغه.
مامته بتبصله و بترجع تبص لبيلا. اكيد مكانتش متخيلة كده، و مش عايزاها تعرف اللي فيها من اول يوم!!
شوية و اهله قاموا من ع الاكل و متبقاش غيرهم هما الاتنين.
مسك ايدها تحت الترابيزة شوية... بيشد عليها... حتى هو مش عارف هو بياخد منها قوة ولا بيعتذر!! و على انهم مخلصين من بدري، بس فضلوا شوية قاعدين كده، لحد ما رفع ايدها و باسها... بيعتذر.. ابتسمت هي بزعل على الشغل اللي هيتعب فيه و طبطبت على ايده: فيه حاجة معينة عايزها لما ترجع؟
حرك دماغه (لا) و قام و هو بيبوس جبينها: عايزك تكوني مبسوطة و مرتاحة. ده بقى بيتك... خدي راحتك فيه!


وصلته لحد ما ركب عربيته و شاورلها و مشي... دونجهي و هو كده بتبقى جنبه طفلة من تاني! بتضحك بكسوف و حب و بتحرك ايديها جنبها و هي ماشية!
لقت مامته قاعدة و في ايديها مجلة موضة، قعدت جنبها و هي من جواها بتدعي انها متفتحش معاها حوارات غريبة: امممم... حضرتك هتعملي حاجة النهارده؟ او محتاجاني في حاجة؟
نزلت المجلة و قفلتها بهدوء وردت باقتضاب : لا
بيلا استغربت شوية بس همهمت وشلغت نفسها في كتاب اخدته من مكتبة والد دونجهي.. ووقت الغدا الاتنين اكلوا عشان دونجهي و باباه بيتأخروا في شغلهم.مع كده مقدرتش انها متشاركهوش اكله، و كانت اكلتها بسيطة عشان تاكل معاه لما يرجع!
و استنت مكالمته كتير اوي... اللي فعلا كانت اتأخرت و عدى اكتر من نص اليوم من غير ما يكلمها! و لما اخيرا الموبايل رن سحبته بلهفة و هي بترد عليه: كده متكلمنيش كل ده؟ وحشتني اوي!!!
بيكلمها و هو بيكتب تقارير عن صفقة مهمة، و نص كلامها اصلا واقع منه و مش سامعه: معلش يا حبيبتي انا اسف و الله! اكلتي طيب؟
كانت بتتمشى في الاوضة و هي بتكلمه... عارفة انه مشغول و انه مش مركز... ليه مترخمش عليه شوية؟ حمحمت: اه اكلت... صحيح بقى انت بتيجي تعبان و كده... صح؟
كان بيقلب الورقة و بيقرا اللي فيها بصوت هامس عشان ميتلغبطش و صوته مخفاش عليها! انتبه شوية لكلامها و رد: امممم.. تقريبا اه..
غيرت من نبرة صوتها و وطته عشان يركز معاها: حاول مترهقش نفسك مممم؟؟ فيه مفاجأة ليك لما تيجي..
نجحت فعلا في انها تشد انتباهه ليها لما عقد حواحبه و ابتسم... ساب الورق من ايده خالص و رجع بضهره ع الكرسي يريح: مفاجأة ايه؟
ضحكت و هي بتعض شفايفها عشان صوت ضحكها ميبانش ليه: مانا لو قولتلك مش هتبقا مفاجأة! ممكن متتعبش نفسك من اول يوم؟ و تكلمني و انت جاي؟
كان بيضحك على كلامها يمكن... او بيضحك عشان اهتمامها بيه حاجة خرجته من الضغط اللي بيحسه كل يوم! قام يتحرك شوية و هو بيفك تشنجات رقبته: انا متعود متقلقيش...
همست بصوت واطي: معطلاك عن شغل؟ مش عايزة اعملك مشاكل...
بعد ما شافت معاملة باباه ليه فيما يتعلق بالشغل... عرفت ان دونجهي اتربى بالطريقة دي... بالشكل ده و بالحزم ده!! فهمت شوية يمكن من تصرفاته!
و برغم انها معطلاه لثواني بس، بس هيضطر يشتغل اسرع و يعمل كذا حاجة مع بعض عشان يعوض الدقيقة اللي كلمها فيها! مع كده ابتسم و هو بيحرك دماغه (لا): بالعكس... وحشتيني... و صوتك مريحني..
هو مرهق في مكتبه، و هي بتلف في الاوضة و بتلعب في شعرها بكسوف! بتفكر ازاي ممكن تخلي البيت يبقى مكان بس يرتاح فيه من كل الضغط ده. همهمت: هريحك برضه لما تيجي.. ممكن اطلب طلب؟


في حين هو كان بيضحك على كلمتها اللي بتحتمل عدد من الاوجه و رد بخبث: اممممم هتريحيني... (مقصدش معنى برئ ابدا... حمحم تاني) اكيد. عايزة ايه؟
برطمت كتير في سرها على دماغه الشمال دي... بعدت التليفون ثواني عن ودانها و نفخت: ممكن و انت جاي تجيبلي زيت اطفال من الصيدلية؟ محتاجاه...
استغرب و ضيق عينيه بعدم فهم: اطفال؟ ده لسه امبارح!!
مفهمتش قصده، و يمكن كويس انها مفهمتش المعنى اللي بيرمي ليه! حركت دماغها للجنب: هاه؟ امبارح ايه؟
-متاخديش في بالك! حاضر هجيبه و انا جاي... تحبي اجيبلك حاجة كمان؟
قعدت على طرف السرير و هي بتهز رجليها: اااه!! هاتلي حاجة حلوة!!!
متجوز طفلة!!!
ضحك بصوت: حاضر... (مخلصش حتى الضحكة و لقى خبط ع الباب.. غمض عينيه بعصبية مسمحلهاش توصل لصوته) ادخل
اللي بيخبط دخل و انحنى قدامه: فيه مشكلة يافندم حصلت في الموقع و طالبين سعادتك شخصيا!!!
دونجهي بعد الموبايل عن ودانه و شبه زعق: انا مش فاضي!! اتصرفوا انتوا! عندك انهيوك قوله.
الموظف اللي جه رد عليه: بس والد حضرتك قالي اجيلك ابلغك بده.
نفخ بعصبية: طيب جاي! (رفع الموبايل تاني) حبيبتي... انا اسف...
حست ان فيه مشاكل في الشغل و بدأت تهز دماغها (لا): لا لا روح انت! خلص و تعالي على طول.. متغيبش بره.. مممم... بحبك هاه؟
عمر ما كان من عادتها انها تقولهاله الاول. بس هي عايزة تحبه! شعور غريب جدا انك تبقى عايز تحب حد... عايز تديله مشاعر و اهتمام كتير اوي... تديله كل حاجة ممكنة تغطي على كل حاجة وحشة حصلتله!
سمعت تنهيدة منه، مرتاحة شوية، قبل ما يقفل: انتي كمان يا حبيبتي...
قفل، و كمل رحلة الكفاح بتاعته لباقي اليوم~
*بعد نص الليل*
بيلا كانت في اوضة دونجهي، قاعدة في السرير و بتقرا في الروايات اللي كان جابهم و مخلصتهمش دول... الكل نايم، حتى باباه اللي وصل من بدري!
خبط خفيف على باب الاوضة، و متوقعتش انه دونجهي... بما انه مش بيخبط.. بس بقاله فترة كده... بيحترم خصوصيتها اوي!
دخل و في ايديه كيس صغير فيه الزيت اللي طلبته، و شنطة تانية مليانة شوكولاتات و حاجات حلوة!! يمكن نسي يتصل بيها يقولها انه جاي، بس مش مشكلة!
بتلقائية شديدة سابت الكتاب، او رمته يمكن، و جرت ناحيته تحضنه و تبوس خده باشتياق غريب!
خدت جاكيت البدلة منه و يا دوب راحت تعلقه لقته بيترمي ع الكرسي و شكله منهك جدا! قربت قعدت على ايد الكرسي بتاعه بتلعب في شعره: تعبت؟
مكانش حتى محتاج يجاوبها!! قومته معاه شبه بتجره وراها... دخلته الحمام و قفلت وراه الباب و هي بتعلي صوتها من بره: متنامش على نفسك جوه~!!
صوت الدش اشتغل و اتطمنت انه منامش، و بسرعة من غير تضييع وقت ابتدت تجهز اللي هي عايزاه!
طفت نور الاوضة، شموع معطرة، هدوم واسعة ليها، و بنطلون تريننج بس ليه! خبطت و لما فتح ادتله البنطلون و زقت ايده و هي اللي قفلت الباب.
مكانش مركز حتى انها مديتهوش تيشيرت! طلع و بص للاوضة قبل ما يبصلها باستغراب! مسألش حتى و هي راحت وراه تزقه ناحية السرير: هعملك مسااااج يلا!! مترغيش كتير، نام على بطنك يلا!
هو اصلا كان شبه بينام تحت الدش، بس... مساج؟!! تنح و هو باصصلها و بعدين بدأ وصلة من البربشة: هاه؟
زقته اكتر و نيمته... الزيت اتفتح و شوية منه على ايديها.. مش عارفة تتحكم اوي و هي قاعدة جنبه! و اكتشفت سبحان الله انها خفيفة و حتى لو وقفت تتنطط على ضهره مش هتأذيه اصلا!!
قعدت كويس، و الزيت اللي في ايديها بدأت توزعه على اكتافه و ضهره... عضلاته المتنشنة تحت ايدها شوية بشوية تبدأ تسترخي. كمية الشد اللي في عضلاته عرفتها اد ايه هو مرهق! بتحاول بقدر الامكان انها تريحه من التعب ده، و تخلي ايدها خفيفة، بس برضه كان صوته بيتوجع شوية كل ما تيجي على عضلة شادة. 
و في وسط كل ده، مقدرتش تنكر ان ضهره مغري..
"انتي في ايه ولا في ايه بس؟!!"
برطمت و هزت دماغها جامد تطرد من دماغها الافكار الغريبة دي، و كملت اللي بتعمله.
ملامحه اللي كانت مصدومة في الاول من اللي بتعمله، اتحولت لابتسامه بتوسع كل مدى لما ايدها بتتحرك على عضلاته ترخيها.
شوية على ما ارتخى خالص و اتنهد براحة. ايدها اللي فوق كتفه بتدلكه بخفة دي، ميل عليها و حط خده على ايدها: ربنا يخليكي ليا...
الزيت اتنقل من ايدها لخده، و بقى بيلمع تحت نور الشموع!
حاجة في ملامحه الهادية التعبانة دي شدتها اكتر.. و قربت تبوسه في خده، لما طعم الزيت جه في بوقها: يع طعمه وحششش!! (سحبت منديل و تفت فيه طعم الزيت ده. قبل ما تكتشف انها اتعاملت بطفولية اوي في موقف مينفعش فيه كده! رمت المنديل بسرعة و هي بتتنحنح و بتعدل تعابير وشها) و يخليك ليا...
الابتسامة كانت صعب اوي يمحيها... و كانت بالنسبة لها بالدنيا كلها! ابتسم بشر و اتقلب ينام على ضهره و هو بيسدها تقع في حضنه: لما هو يععع بتبوسيني ليه ها؟ (ضحك اكتر و هو بيبوس خدها) و كمان بتتفي البوسة بتاعتي؟ (عض خدها بشفايفه بالراحة) هاااا؟ جالك قلب ازااااي؟
بدأت تصرخ هي كمان زي العيال الصغيرة: عاااااا عض لااا عض لاااا!! طنط هتسمعني بصرخ و هتيجي تزعقلك!!! (اول ما ساب خدها مسكت دماغه تثبته و باسته في خده تاني بوسة اطفال بصوت) يااااتي الكوكو تااااعي كمييييييل اهوووو... يا كوكو!!!
مسكت خدوده بتحرك وشه بيهم يمين و شمال. و هو تقريبا هيمسكها يحدفها في الحيطة!!
بيضحك ضحك متقطع عشان بتحرك هي دماغه جامد و مش قادر ياخد نفسه!! اخيرا حرر نفسه من ايدها، و اتعدل حبس دماغها في صدره و هو بياخد نفسه و بيكح من كتر الضحك: اييييه اخوكي الصغير انا؟ ايه كوكو و كميل دي؟
بربشت و هو بترفع دماغها تبصله بكيوتنس زيادة: لا حبيبي... يعني خلاص عملتلك مساج تفوق عليا؟ لا انت يا حبيبي تنام عشان الصبح فيه شغل!
زي الاطفال برضه طلعت لسانها و طلعت بره حضنه تطفي الشمع.
لو كانت باللي عملته ده ريحته و لو 1% ف ده كافي بالنسبالها!
ضحك و هو بيشاور على شنطة الحاجة الحلوة: جبتلك اللي عايزاه اهو... (بطنه عملت صوت عالي) و انا بقول ناسي ايه!!
كشرت و هي بتبصله بزعل: انت مبتاكلش؟!! لا... استنى... 10 دقايق بس ماشي؟ متنامش... ولا اقولك... تعالى معايا تحت احسن..
نط من ع السرير: اجي طبعا، مجيش ليه
حاوط كتفها بدراعه وبيضحك ... فوشها احمر: امممم... حبيبي البس حاجة!!
حرك دماغه بغيظ ليها (لا): عايز عضلاتي تشم الهوا
ياااه لو يفضل كده على طول!!
مشيوا لحد المطبخ و هي في حضنه، هو قعد على الترابيزة و هي بدات تتحرك تحضر الاكل و هي بتكلمه:تشرب ايه مع الاكل
شرب مية من قدامه: اللي تحبيه هشربه.. (اتنهد) احكيلي عنك؟
مشي نحيتها حضنها من ورا وحاوط وسطها, سند دماغه على كتفها اوي! اتجمدت في مكانها شوية و بعدين حاولت تزقه : اقعد كل الاول و بعدين هحكيلك اللي انت عايزه! و بعدين مش هتصدع؟! انت من صباحية ربنا بره!! اول ما دخلت كان شكلك تعبان اوي... ممكن تريح بس و تسيبني اشوف مهمتي في الاعتناء بيك كطفل بالغ؟
رفع حواجبه... بتزقه؟ مفكرش انها بتبعده، بس هي واحشاه! حاوطها بدراعاته اجمد و هو بيقرب من رقبتها: حلوة طفل بالغ دي... طيب اعتني بيا انا حابب الموضوع ده على فكرة.
الحلو في انها رفيعة و قصيرة انها تعرف تفلت من حضنه بسهولة! اول ما قرب منها بالشكل ده اتزحلقت و نزلت في الارض، قبل ما تطلعله لسانها! مش وقت اللي بيعمله ده ابدا!!
مسكت طبق و بدأت تحطله اكل و عصير... بتحط الحاجة على الترابيزة في المطبخ و مش لازم يطلعوا ياكلوا ع السفرة برسمية اوي!!
بس دونجهي طفل اوي... و ماشي في ديلها في كل خطوة و بقت بتخاف ترجع لورا تتكعبل فيه!! طالعلها زي الاتب و مش فاصل بينهم حاجة! حطت الاكل ع الترابيزة و جت تلف فبصلها بشر: يلا
مفهمتش كلامه ابدا فبدأت تستفسر: يلا ايه؟
ضحك و هو بيلف يقعد ع الكرسي، ربع ايده و شاور على بوقه: مش انا طفل؟ اكليني يلا
قعد مربع ايده و فاتح بوقه... مغمض عينيه و لما اتأخرت في انها تستوعب لقيته بيفتح عين منهم بالراحة بيشوفها مش بتأكله ليه!! قعدت جنبه و بدأت تأكله!
اوكي ماشي كان من احلامها ان تأكل حبيبها بس مش كده!!!!
شوية تحطله كمية لا تذكر و مرة تانية يبقا مش قادر يمضغ اكله من كتر ما هو كتير.. اول ما اتقفل عليهم باب واحد و شافت الوش التاني بتاعه كانت حاسة ان عمرها ما هتبقا سعيدة...
لكن في اللحظة دي اتأكدت انها لو كانت مع حد غيره مكنتش لا هتحب، ولا هتبقا مبسوطة!
تقريبا اكلته الاطباق كلها وبلع بالعصير بقت خدوده منفوخه وبؤه عليه بواقي اكل شكله عسول اوي!!! ضحك: خلاص شبعت كفاية
شوية و لاحظت ان عيونه بتقفل لوحدها من التعب... مسحت بوقه و قومته معاها فوق ودخلت بيه الحمام بتاع اوضتهم... عينيه فعلا بتقفل لوحدها بس طالما قرر يتعامل كطفل فيستحمل للاخر: قول اااااااااا
فتح بوقه و كانت بتغسله سنانه فعليا! تحط مية في ايدها عشان تمضمضه و تقوله تف يتف... يمكن كانت مستمتعة اكتر منه!
مسحت بوقه كويس و اخدته عالسرير و فردت الغطا عليه.. ولعت نور اباجورة ضعيف و طفت نور الاوضة و كانت جنبه بس ساندة بكوعها على مخدتها و بتمسح على شعره لحد ما ينام : مبسوط؟
كان مغمض عينه ... مجرد ما دماغه لمست المخدة بدأ يهلوس, النوم سيطر عليه .. قال كلام يامه مفهمتش منه حرف وبعدين تنفسه بقا بسيط ونام!!! حرفيا طفل جميل وبرىء اوي نايم!!!
ضحكت بهدوء و فضلت باصة عليه لحد ما نامت هي كمان!


~~


هناك تعليق واحد:

  1. احنا كلنا دماغنا لفت وبقت شمال من البارتات الأخيرة ���� مرات بقول لو ضل سادي احسنلنا.. عادة ما بحب الاوفر رومانسية بالرويات خاصة لما يكون بارت كامل تقريبا كلو احيييه بس مستلطفاها يعني من كتر ما الوصف حقيقي وواقعي ما بحس على حالي .. مع ذلك يا ريت تخففو قلوبنا الصغيرة لا تتحمل. بيلا شخصيتها حشيش وانا الي بقول بريئة .. بريئة مين يا شيخ. دي البنت كل ما تفكر به هو ال**** يخرب بيت كدة :/ بس فاهمة انو شخصية دونغهي حشرتكم بزاوية معينة.. رايحة اقرأ البارت الي بعد بتمنى انو يكون الرومانسية أخففف شوية ويبقى في أحداث خارجية.. خارج غرفة نومهم لانو رح نموووت يا خيي .

    ردحذف