فلتسمهِ حبًا ..!
Ep. 12 :
✿ بقلم الكاتبتين :
Bella & Noor
الصبح، الساعة 8
يمكن استغربت معاملة حماتها اللي اتغيرت برضه شوية عن قبل كده...! بتقرب منها شوية، بس بعدين مش بتتعامل معاها؟
بالليل
الصبح، الساعة 8
كان لسه
النوم واخدها، بس فيه اصوات غريبة ضيعت كل الهدوء اللي كانت حاسة بيه جنبه..
فتحت
عينيها بصعوبة واول حاجة بصت عليها المكان اللي كان نايم فيه .. لما ملقتهوش جمبها
اتنفضت بفزع، لف بصلها باستغراب من صوت النفضة..
كان واقف
قدام التسريحة بيعدل شعره، اول ما عينيها جات في عينه اتكلمت : انت فين؟!!
عض على
شفته عشان ميضحكش وقرب بهدوء عشان يقعد جمبها على طرف السرير، حطلها كوباية ميه
تشرب وهمهم ببساطة : اهدي طيب الاول! انا هنا اهو
- رايح فين؟ ( بصت للبدلة اللي لابسها )
- الشركة !
رفعت
كوباية الميه تشرب منها بهدوء، بعدين حطتها عالكومودينو واتنهدت : بسرعة كده؟
بعتر
شعرها بايده وقام يكمل اللي كان بيعمله : سايبها بقالي كتير
مسحت على
وشها و هي بتقوم... يمكن الصحيان معاه و الفطار مش حاجة، بس المشاركة البسيطة دي
ان فيه حد معاه، ان جزء من حياته بيتغير بدخولها فيه هيكون شئ تاني!!
و هي
معدية من جنبه طبطبت على كتفه: استناني، هنزل افطر معاك
بسرعة
كانت دخلت الحمام و غيرت هدومها عشان تنزل و يفطروا... اه يمكن لسه مش متعودة على
طريقة شغله، بس ع الاقل يكون البيت هو ملجأ ليه عشان يرتاح و يفك من الضغط اللي
بيتحط عليه
مأخدتش
وقت كتير لحد ما كان جاهز بالفعل، وتقريبا هي خلصت لبس قبله..
حرك رقبته
لمجرد انه يفك التشنجات وواضح من ملامح وشه انه مش مبسوط انه هيرجع الشركة تاني..
كانت عايزة تعرف السبب بس قررت، تسأله وقت تاني! هتبقا كدابة لو قالت انها مش بتخاف
لما بتشوف الملامح الجدية دي على وشه، حتى لو هو كويس دلوقت.. دايما بيتغير في
لحظة ..
فتح الباب
وسبقها بكام خطوة، مهتمتش اوي ومشيت وراه اما نزلوا كان والده بيفطر مع والدته
تحت.. بصتله باستغراب : ايه يا حبيبي اللي صحاك بدري كده؟
ميلت بصت
لبيلا جمبه كمان، مهتمش هو اوي بالسؤال وسحب كرسي شاور لبيلا بدماغه تقعد عليه،
وقعد هو جمبها
- هنزل الشركة انهاردة ..
بصت
لباباه، حط المجلة اللي بيقرا فيها على جمب وبدأ ياكل : سيونج كيون، سبيه على
راحته!
- بس ده ملحقش يرتاح اصلا
دونجهي
كان ماسك توست بياكل منه بلا مبالاة، في حين بيلا كانت متابعة الحوار بنوع من
الخجل .. زق الطبق بطرف صوبعه عشان تاكل، ف عضت على شفتها وبدأت تفطر بهدوء ..
- صباح الخير يا بيلا
والده
اللي اتكلم، ابتسمت بنوع من الراحة، الحمد لله مطلعتش شفافة .. والدته عضت على
شفتها بكسوفً، واضح انها نسيتها .. في حين هي ردت بأدب : صباح النور يا عمي
يمكن استغربت معاملة حماتها اللي اتغيرت برضه شوية عن قبل كده...! بتقرب منها شوية، بس بعدين مش بتتعامل معاها؟
بدأت تاكل
بهدوء، و في لحظة دونجهي قام و هو بيقفل جاكيت بدلته: هنزل انا.
مستناش رد
من حد فيهم، و باس دماغ بيلا بس.. يمكن الوحيدة اللي عبرها من بين كل اللي قاعدين.
و بالرغم من خجلها من اللي عمله، بس لاحظت الضيق اللي اترسم على وش مامته، و بعدت
وشها بعيد عنهم!
مطولتش
هي، و قامت رجعت اوضة دونجهي تاني. كل مدى الوضع بيبقى غريب اكتر، و كل مدى بتبقى
عايزة تتعامل معاه هو بس...
*^*
الشغل في
الشركة على قدم و ساق، بما ان دونجهي رجع، ف مفيش اي مجال لاجازات او تهاون في
الشغل! ب
رطمة
ساكتة في نواحي الشركة بس هو عارفها كويس. لو هو مش موجود مش هيشتغلوا زي ما هو
عايز!
خبط بسيط
و قبل ما دونجهي يرد كان انهيوك داخل و فيه ملفات في ايده: المفروض هو صباح الخير،
بس هو صباح كيم النهارده!
المنافس
الوحيد بتاعهم، او خليها "المنافس القذر الوحيد". الوحيد
اللي بيستخدم كل الطرق الملتوية و كل السبل المشروعة و الغير مشروعة عشان يوقع
دونجهي. يمكن من حسن حظه انه كل مرة بمساعدة هيوك بيتفاداه، بس ده موقفش كيم لأي
لحظة!
فك
الكرافات شوية من حوالين رقبته و هو بينعكش شعره و بيبص لهيوك: مش ناوي يتعب و هو
بيقرفنا كده؟
هيوك ضحك
و هو بيحط الملفات فوق المكتب و بيقعد باريحية: مش باين قريب.
نفخ جامد
لدرجة انه كان هيفرّغ الهوا اللي جواه كله، حط وشه بين كفوف ايده للحظة قبل ما
يبصله تاني : حقيقي.. انا تعبت منه!
انهيوك
قلب عينيه واتكلم وهو بيضحك : اول مرة تعترف انك بتتعب زي بقية البشر، نقطة لصالح
كيم
بصله
بملل، محسش بنفسه وهو بيحدفه بالورق اللي كان قدامه : هيوك .. امشي من هنا!
قام وقف
وهو بيضحك اوي : الجواز غيرك.. بقا دونجهي بجلالة قدرة بيعمل كده
زي ما
يكون حس باللي عمله، حمحم ونزل وشه لملف كان قدامه : خليه يدخل حرك دماغه (لا)
كأنه بيقول مفيش فايدة وهو بيكتم ضحكته وطلع من الاوضة، شاور لكيم يدخل وكالعادة
باشارة من عين دونجهي فضل في الاوضة...
انهيوك
يمكن ميعرفش كتير عن دونجهي، بس هو مدرك انه بيخاف من حاجات كتيرة وبيخبي خوفه ..
على عكس
هيوك، مش شايف ان الخوف جريمة! بس.. مع كيم، دونجهي بيستنجد بيه بنظراته .. وهو
عشان عارف تفكير صاحبه مش بيوصله انه عارف خوفه، بيحاول ميخليهوش يخاف اصلا ..
كيم ابتسم
بسماجة كالعادة، سلم على دونجهي بود مزيف وقعد عالكرسي قدامه في حين انهيوك قعد هو
كمان - الف مبروك لجوازك ..
- شكرا ( رد باقتضاب ) ايه سر الزيارة؟ في حاجة في الشغل ؟
حط رجل
على رجل و هو بيفتح جاكيت بدلته: اكيد. كان ممكن اباركلك بطريقة تانية من غير ما
اجي. وقح. و مش بيداري وقاحته حتى.
هيوك اللي
قرب عشان يقعد ع الكرسي المقابل كان بيكتم ضحكته بصعوبة و هو اللي فتح الكلام
المرة دي: سبب تشريفك لينا هنا؟ كان ممكن تبعت فاكس او ايميل، بس انك تيجي؟
بص لهيوك
بضيق قبل ما يرجع يبص لدونجهي تاني: اظن اني طلبت اني اقابلك لوحدنا
دونجهي
كان لسه هيدافع بس هيوك سبقه: انا شريك لدونجهي في المشاريع اللي بين شركتنا و
شركة حضرتك، و اقدر اساعدك زي ما هو هيساعدك بالظبط
كل اسلوب
ملتوي، كل مشكلة .. اي شيء ممكن يوقع دونجهي، الشاب ده بيقف ضده!
كيم مدرك
كويس انه بيحارب اتنين مش واحد بس .. لو اتخلص من انهيوك سهل يوقع دونجهي، يا اما
..! شد على ايده جامد، يا اما هيضطر يستخدم طرق تانية، مش شوية عيال اللي هيعملوا
فيه كده .. اتنهد وابتسم : كنت عايز اغير المهندس المشرف على البُنا .. القرية
السياحية شبه مكتملة، لكن من الواضح جدا انه شكلها سيء جدا
دونجهي
ابتسم بسخرية : نعم؟
- مسمعتش اعيد تاني؟ ب
ص لانهيوك
بمعنى اتكلم انت عشان ما يقومش يضربه، فانهيوك حمحم واتكلم : مينفعش نجيب مهندس
تاني دلوقت وانت قولت انها شبه منتهية! زائد يعني ايه شكلها سيء .. هي تورته؟
ببساطة
كيم قام وقف واتكلم بلا مبالاة : انا جيت بنفسي عشان نتكلم بهدوء بس واضح انكم
مصرين تتحملوا الخسارة
دونجهي
قعد حواجبه : خسارة ايه؟
لف بصله
بخبث : المهندس اختيار شركتكم، انا اقترحت حاليا نغيره عشان انقذ ما يمكن انقاذه
.. محبتش اقولكم ان فيه خطأ كبير في التصميم المهندس المهمل ده عمله وعوضت عنها
بكلمة سيء لمجرد انكم متحسوش اني بجيب اللوم عليكم .. لكن براحتكم، شركتكم هي اللي
هتتحمل تمن الخسارة
بهدوء لف
عشان يمشي، في حين دونجهي تنح حرفيا لانهيوك اللي شد على ايده .. واضح ان المهندس
جيبه اتدفى بمبلغ محترم عشان يحصل كل ده!
انهيوك
برغم صغر سنه، الا انه شاطر في التفاوض و الخروج من الازمات. و لو قولنا ان دونجهي
ناجح و وقف الشركة على رجلها، لازم مننساش ان هيوك ليه النص!
انهيوك
وقف و اتكلم عشان يوقف كيم في مكانه: لو انت شايف ان فيه غلط في التصميم و سكت ده
يبقى ان انت موافق عليه. مع كده، ممكن نعمل لجنة محايدة و هما يختارووا مجموعة
مهندسين تعدل على المشروع. و التكلفة هتتقسم على الشركتين بما ان حضرتك عارف و
معترضتش غير دلوقتي.
فن قلب
الترابيزة.
فن هيوك
ماهر فيه جدا، و لحسن الحظ انه في صف دونجهي مش في صف حد تاني.
دونجهي
كمان وقف: العقد بيقول ان كل شئ بالتناصف. و لو حصل غلط من شركتنا و احنا
ملاحظنهوش، مش المفروض ان حضرتك تقول عشان نتفادى الخساير اللي هتقع علينا..
بالنص؟
كيم اللي
قبل ما يلفلهم تاني، كان حرفيا هيقطع شفايفه بسبب ضغطه عليها بعصبية .. اتنفس بعمق
ولف يبصلهم بابتسامة مصطنعة : تفتكر انا لو كنت عارف هسيب القرية تقرب تنتهي؟ اكيد
مش غاوي اخسر وقتي وفلوسي! ثم شركتكم هي اللي اصرت تشرف على البنا .. واظن ان ده
كافي عشان تركزوا في شغلكم، مش تقولولي مقولتش ليه وانت عارف؟ .. ( حط ايده في
جيوبه وكمل ) رغم ان الاشراف مش مهمتي بس روحت بنفسي اتابع امبارح بس.. واكتشفت
الغلط ! تقدر تسأل موظفينك في الموقع ..
هيوك شاور
لدونجهي بنظرة عشان ميخسروش اكتر من كده، و بعدها بص لكيم تاني: احنا بنعتذر لو
فيه غلطة، و هنبلغ حضرتك عشان نعمل لجنة هندسية محايدة و هي اللي تشرف بعد كده.
ابتسم
ابتسامة متكلفة و خرج من المكتب. يمكن مش انتصار لكيم اوي، بس هو اكيد خسارة نقطة
من شركة دونجهي.
اول ما
الباب اتقفل دونجهي اتهبد ع الكرسي بعصبية... بيحرك رجله بطريقة متوترة جدا و
بينقر بصوبعه ع المكتب... هيوك لفله: انا هشوف المهندس ده.. و تشوف انت اللجنة دي.
الراجل ده مش بيزهق ليه؟
نفخ جامد
وزق كام ملف من عالمكتب وقعهم وهو بيتكلم بعصبية : انا زهقت من الراجل ده!
اتنهد
بقلة حيلة، وطى لم الملفات من عالارض وحطها مكانها واتكلم بعقلانية : العصبية مش
هتخليك تعرف تفكر دلوق-ـ
دونجهي
قاطعه بحدة غريبة : انت كنت فين والهبل ده بيحصل؟ انتوا نايمين على ودانكم وانتوا
اكتر ناس عارفة وساخته؟
مش اول
مرة يشوف عصبية دونجهي. عارف انه هيلوم الكل و مش هيلوم نفسه، و عارف برضه ان
دونجهي مؤمن من جواه ان محدش فيهم غلطان، بس العصبية بتعمي...
قعد قدام دونجهي: ده على اساس اني مش شريك في المشروع؟ دونجهي، هقولك كام مرة ان كيم بيستخدم اوسخ الطرق عشان يكسب؟ (قام و هو بياخد ملف من الملفات) هشوف انا المهندس المشرف و هعمل معاه تحقيق. يا ريت تهدى بسرعة بدل ما نخسر احنا قدامه.
قعد قدام دونجهي: ده على اساس اني مش شريك في المشروع؟ دونجهي، هقولك كام مرة ان كيم بيستخدم اوسخ الطرق عشان يكسب؟ (قام و هو بياخد ملف من الملفات) هشوف انا المهندس المشرف و هعمل معاه تحقيق. يا ريت تهدى بسرعة بدل ما نخسر احنا قدامه.
نقر
بالملف مرتين على المكتب قبل ما يطلع من الاوضة. ساب دونجهي لوحده بعصبيته، و اللي
مش بتطلع كاملة حتى! رمى الحاجة اللي على مكتبه في الارض و قعد ينفخ بغضب و هو
بيخبط ايده في المكتب...
يوما ما
هيموت بسبب الضغط العالي اللي بيحط نفسه فيه ده
اكتر حاجة
كويسة حصلتله هنا، ان الكرسي بتاعه بيتحرك على عجلات !! حرك نفسه بيه لحد الجانب
اللي كله ازاز .. شفاف وبيطل على جنينة الشركة، مش بيحب المناظر الطبيعية اوي بس
دايما بيبصلها لما بيتعصب ..
وشه احمر
وعروق رقبته بارزة، كمان حس بصداع جامد وان حرفيا خلايا دماغه بتنبض .. بهدوء بدأ
يتنفس، وغمض عينيه ..
اوقات
كتير بيسأل نفسه، ليه كل اللي حواليه بيكرهوه ..؟ ليه كلهم عايزين يشوفوه موجوع
وبيأذوه بكل الطرق الممكنة ..؟ هو مفكرش قبل كده يأذي حد ! محاولش يأذي حد اصلا ..
بس، صورة
بيلا ظهرت قدام عينيه، عض على شفته بكل قوة في سنانه لدرجة كان هيعور نفسه .. قمة
سخرية القدر انه يأذي الشخص الوحيد اللي مأذاهوش ..!
قام من
عالكرسي وضحك بسخرية وهو واقف قدام الجانب ده وايديه في جيوبه همهم وكأنه بيكلم حد
معاه في الاوضة : وانت تعرف منين انها لو جاتلها الفرصة تأذيك مش هتعمل ده؟ لو انت
اللي بدأت تأذي هيخافوا يأذوك .. بطل سذاجة!
عينه في
لحظة بترجع ميتة تاني، حد هو نفسه ميعرفهوش .. ساعات لما بيبص في المرايه هو نفسه
بيخاف، الملامح دي مش بتاعته!
اكتر حاجة
بتخوفه، لما بيأذيها مبيكونش واعي .. يمكن حتى اوقات لما بيخلص مبيفتكرش هو عمل
ايه بالظبط، هو عارف انه وجعها وبس ..!
فك اول
زراير من قميصه بسرعة عشان يعرف يتنفس. هي مأذتهوش، بس لو تقدر تأذيه ايه اللي
هيمنعها؟
حب؟!
ابتسم
بسخرية، ده حتى الحب الفطري اللي المفروض يبقى جوه مامته مش موجود... يبقى هيبقى
فيه حب لواحدة متعرفهوش، و كل اللي عمله انه... اذاها؟
هز دماغه
جامد عشان يبعدها عن تفكيره. دلوقتي فيه مشروع بيضيع، و لو فضل كده، زي ما قال
هيوك، هيضيع الشركة كلها.
مسك موبايله
و بدأ يجري اتصالاته... لجنة حيادية من امهر شركة هندسية موجودة هتكون في خدمتهم
في خلال يومين، و مفيش اقرب من كده!!!
في وسط كل
ده... لقى اتصال من والده! مع ان علاقته بيه احسن بكتير من علاقته بمامته، بس لسه
فيه رهبة مش بيتخطاها! بلع ريقه و هو بيرد: ايوه..؟
صوت متعصب
و عالي جاله في التليفون: ايه اللي حصل ده؟ ازاي تسمح لكيم يمسك عليك غلطة؟!
ضغط على
اسنانه جامد عشان ميردش بطريقة غير لائقة... حمحم: انا كنت في اجازة. و لسه جاي
امبا-
صوت والده
قاطعه: المشروع ده بقاله 6 شهور!!! المهندس ده مجاش في الاسبوعين اللي غيبتهم انت!
مهما وضح
لباباه انه مش هو الغلطان، برضه والده هيلومه، غمض عينيه و هو بيتنفس جامد: انا
اسف.
نفس الصوت
العالي اللي بيرد عليه: مشوفش وشك في البيت غير لما الموضوع يتحل.
-انا بالفعل كلمت شركة-
قاطعه مرة
كمان: قولتلك اللي عندي.
الخط اتقطع...
و دونجهي
فضل شوية ماسك السماعة على ودانه، صوت الصفير بيتردد و هو لسه بيسمعه... قبل ما
ايده تنزل جنبه بلا ارادة منه و متنح في الفراغ!
واضح ان
مش دونجهي بس اللي بيتحول، حتى والده .. فيما يتعلق بالشغل، مبيسبش لدونجهي حتى
مساحة يتنفس .. يمكن في البيت بيراعيه كتير عن كده، وبيوقف في صفه اوقات كتير ..
لكن دلوقت.. دونجهي فعلا اتخنق!
لقي نفسه
بيزل يقعد عالارض بسكون غريب.. وهو باصص للفراغ!
*^*
في الفيلا ..
بعد كام
ساعة من غياب دونجهي لاول مرة، اتنهدت بزهق ..
قاعدة
عالسرير متنحة من الصبح مبتعملش حاجة .. لسه مكسوفة بس اتخنقت وقررت تنزل! شجعت
نفسها ونزلت ببطء، لمحت والدته قاعدة بتبرد ضوافرها كأنها واحدة في عز شبابها ..
حمحمت وقربت منها
- ممكن اقعد معاكي يا طنط؟
بصتلها
بطرف عينيها، و هزت دماغها بتقل! اللي يشوفها ميتوقعش الحب الفظيع اللي كانت
بتعامل بيه بيلا امبارح!!! بيلا حمحمت باحراج و هي بتبص لمامت دونجهي: هو انا...
عملت حاجة غلط..؟
حاسة ان
فيه شئ مختلف ناحيتها، و هي مش عارفة ايه هو اصلا!!!
سيونج
كيون نزلت المبرد و هي بتنفخ على ضوافرها بملل: انتي شايفة انك عملتي حاجة غلط؟
بتتحط في
ركن هي مش حباه! كانت عايزة تكون محبوبة من اهله... و ده كان خوفها قبل الجواز!
يمكن مخاوفها اتبددت شوية قبل الفرح و اليومين اللي فاتوا... بس دلوقتي الوضع
بيقلقها!!
بصت لوالدته بعدم فهم، اول مرة قابلتها ولحد امبارح بس كانت حاجة تانية .. وقدام دونجـ ..!
بصت لوالدته بعدم فهم، اول مرة قابلتها ولحد امبارح بس كانت حاجة تانية .. وقدام دونجـ ..!
لحظة،
قدام دونجهي؟
بلعت
ريقها بصعوبة وبصتلها باستغراب، في حين والدته رجعت تكمل اللي بتعمله .. بس اتكلمت
فجأة : مبسوطة معاه؟
كتمت
انفاسها للحظة، هي مبسوطة معاه؟ متعرفش حتى اجابة السؤال .. مشافتش سعادة كبيرة
اوي للدرجة بس رغم كل حاجة عاشت كام يومين حلوين، اتنهدت واتكلمت بهدوء : دونجهي
بيحبني وبيعاملني كويس!
جانب
فكها، برز جامد لما ضغطت على سنانها، هي عملت مع البنت دي كل حاجة - رغم انها مش متقبلاها
اوي -
عشان بس ترضيه، عشان تجذبه ليها .. في حين هو بيبعد
اكتر، بيروح للبنت دي بس!
نزلت
المبرد ولفت بصتلها اوي : في حمل قريب؟
وشها احمر اوي!!! مش غضب... كسوف!
وشها احمر اوي!!! مش غضب... كسوف!
اه دي
مامته و كل حاجة.. بس في الاول و الاخر دي حاجة خاصة بينها و بين دونجهي! سواء فيه
طفل او لا ده شئ يخصهم!
و رجوعا
باللي حصلها قبل كده... هي هتأمن ان يكون فيه بينهم طفل بالشكل ده؟! سكوتها طول، و
مامته رفعت حاجبها: لما دخلت امبارح اصحيكوا... بالشكل ده مش المفروض تحملي قريب؟
عضت على
شفايفها جامد اوي... همهمت: اممم.. اظن....
اتنفست
جامد اوي ولفت وشها الناحية التانية، في قرارة نفسها هي عارفة ان البنت دي ملهاش
ذنب بس.. هي كانت عاملة خطة معينة، وفشلت!
دونجهي زي
الاول ويمكن اسوأ .. ابتسمت بسخرية، بيكره الستات؟ بجد..؟ واضح جدا والهانم بتاعته
على مشارف الحمل ..!
واضح ان
معندوش اي مشاكل اهو، نفخت بعصبية وقامت عشان تمشي بس بيلا وقفتها لما اتكلمت:
حضرتك... زعلانة مني؟
لفت
بصتلها ورفعت حاجبها، ف بيلا نزلت ايدها بسرعة وبلعت ريقها .. اتكلمت هي : وهزعل
منك ليه؟ .. ( سكتت شوية وكملت ) انا زهقانة شوية مش اكتر
بيلا
اتنهدت براحة، قامت وقفت وابتسمت بكسوف شوية : طنط.. هو ايه اكتر اكل دونجهي
بيحبه؟ ممكن تعلميني؟
عقدت
حواجبها اوي واتكلمت بسرعة : انا اللي بعمله الاكل .. ( اكدت ) وهفضل اعمله!
مستنتش رد
تاني من بيلا، و طلعت اوضتها... و بيلا فضلت في الريسيبشن لوحدها... ضمت رجليها
عليها، و قعدت باصة في الفراغ... يمكن كل تخيلاتها عن الحياة اللي اخيرا هترحمها
كانت غلط... يمكن لسه هتعاني تاني... و متعرفش حتى نهاية للي بيحصل!!
*^*
بالليل
كانت في
الاوضة ساعة قاعدة فوق السرير بتلعب في الموبايل بزهق، الباب اتفتح ودخل بهدوء ..
بصتله اوي بابتسامة بس بدأت تختفي تدريجيا لما رمى جسمه على اقرب كرسي وحط وشه بين
ايديه الاتنين، بلعت ريقها ونزلت من عالسرير بسرعة .. قعدت قدامه عالارض ومسكت
ايديه بقلق : دونجهي مالك؟
بعد ايدها
بخفة وقام وقف، خلع الكرافات رماها عالكرسي ودخل الحمام، ساب الباب مفتوح ووقف
قدام الحوض يغسل وشه ..
دخلت وراه
وقلقها بيزيد، كانت لسه هتتكلم بس قاطعها وهو بيسحب الفوطة : بيلا ابعدي دلوقت ..
بلعت
ريقها بصعوبة ووقفت قدامه : شكلك تعبان، قولي هحاول اساعـ
زعق فيها
بعصبية : انا مش ضعيف عشان تساعديني!
صوته
الجامد و عصبيته... كل مرة بيخليها تكش!!! و رغم انه حذرها مرات، الا ان مش دايما
بتقدر فعلا تستجيب للي بيقوله!!!
رجعت
خطوتين لورا و هي بتتنفس بصعوبة: اهدى طيب...
عدى من
جنبها و كأنها هوا، مش شايفها حتى!
راحت وراه
و هي بتسيب برضه بينهم مسافة: طب.. احكيلي اللي حصل!
دونجهي مع
الاسف معندهوش ثقافة انه يحكي اللي مضايقه او بيوجعه. اتربى انه يكتم. اتربى انه
ميتكلمش. اتربى انه لو اتكلم هيتعاقب!!! و مجرد انها قالتله يحكي فهي بتدوس على زرار جواه هي حتى
متعرفش بوجوده!!!
قعدت على
كرسي بالقرب منه و هي بتلعب في صوابعها بتوتر: انا... انا عايزة اسمع منك... اعرف
انك بتثق فيا... كل مرة بحس انك بتهرب مني...
لسه بيضغط
على كف ايده جامد و مش بيتكلم... فكه مضغوط جامد... نفخ نفس سخن بقوة: مش عايز منك
الاحساس ده.
بس برضه
هي مش فاهماه... حركت دماغها للجنب: احساس ايه يا دونجهي؟
مبيحبش
الشفقة. مش عايزها تقول يا حرام ده بيتعب. يا حرام ده غلبان. عشان هو مش كده!!!
هو مش
ضعيف ولا غلبان عشان يصعب على حد او يبان قدامه اضعف مما هو عليه. حتى لو الحد ده
مراته!!
- اخرسي ومسمعش صوتـ .. ( قطم الكلمة ونفخ بعصبية وبعتر شعره بكف
ايده، اتنهد وبصلها ) بيلا ممكن تسكتي دلوقت لو سمحتي؟
قامت وقفت
وقربت منه لما حسته بقا هادي، مسحت وشه بين ايديها واتكلمت بحنان : انا معاك ..
هساعدك تتخطى كل ده ..
بعد
ايديها : انا مش ضعيف قولتلك
رجعت تمسك
وشه تاني : لا ضعيف! وخايف كمان .. فكرك انا مش عارفة ده؟ انـ ..
عينه وسعت
وهي بتتكلم، بربش بصدمة وبصلها اوي... ضعيف وخايف؟ هي حست بكده ..؟
عقد
حواجبه ومدهاش فرصة تكمل .. زقها جامد من غير ما يحس وزعق : اخر مرة اسمعك تقولي
الكلام ده!
الزقة
مكنتش قوية للدرجة، بس رجلها اتكعبلت في السجادة .. وقعت جامد عالارض ودراعها متني
تحت ضهرها .. ف محستش بنفسها غير وهي بتتأوه جامد من الوجع ..!
فضلت في
مكانها مش قادرة تقوم حتى! و هو لما لقاها في مكانها قام و هو بيشدها بخنقة:
متعمليش فيها انك اتـ-
جاي
بيشدها من دراعها السليم يقومها اتأوهت اكتر و وشها بان ليه.... ممتعض اوي من
الوجع و احمر.. شئ جواه اجبره يخفف ايده على دراعها و لقى نفسه بيهمسلها: بيلا...
دموعها
وقعت على خدها، و ملامحها باينة انها موجوعة فوق اي مرة كان بيزقها... وقتها حس ان
فيه حاجة غلط!!! عدلها تقعد و كان تاني ركبه عشان يبقى قدامها: مالك...؟
مجرد
وجعها بس خلاه ينسى كل العصبية، كل اللي قالته، و كل اللي حصل في اليوم!!!
متكلمتش.
مقالتش حاجة. مجرد مسكت دراعها من عند كتفها و هي بتتأوه جامد!
و هو
مفكرش حتى! حط جاكيت بدلته عليها و اخدها على دراعاته، و مكانتش مركزة حتى انه
اخدها في العربية و كانوا في طريقهم لمستشفى!!!
*^*
"شرخ في العضم و جزع في مفصل الكتف، موصلش لكسر الحمد لله...
محتاج بس تفضل رابطاه و متحركهوش بقدر الامكان و اشوفها بعد 10 ايام"
دونجهي
كان حاسس بالذنب. هو مكسرهوش، بس هو السبب فيه.
زي ما هو
دايما السبب في كل حاجة.
كان عاقد
ايديه في بعض و هو باصص للارض لما بيلا طلعت من الاوضة في الطوارئ و هما بيلفوا
دراعها بطريقة معينة و بيدولها تعليمات عشان الشرخ يلم بسرعة و ميتفاقمش. وقفت بس
قدامه: خلصت...
كانت
واخدة مسكن قوي مش مخليها حاسة بالجزع اللي كان هيموتها من الوجع اول ما وقعت. قام
بسكوت و شاورلها عشان تمشي معاه. الصمت اللي حواليهم و قرب يبلعهم مش راضي يبعد
شوية!
لا هو
لاقي مبرر ولا عارف يعتذر تاني، كل ما بيعتذر مش بيعمل حاجة عشان تشفعله بعدها! و
هي كل ما تعوز تتكلم تفتكر عصبيته و ازاي اتضايق من كلامها. مش عارفة حتى تساعده
بكلام! و ده اضعف الايمان!
دخلوا
الفيلا الضلمة... واضح ان اهله ناموا من بدري! شاور بايده عشان تطلع هي، و فعلا
طلعت.. بيقدم رجل و يأخر التانية عشان يبعد عنها شوية...
الموضوع
بقى صعب اوي... و حاسس ان قلبه بيتخنق!!!
قبل ما
تطلع تدخل الاوضة لفت و رجعت ناحيته، على وشها ابتسامة بسيطة: هنقولهم اني اتزحلقت
في الحمام عشان كده رابطة دراعي..
باصص في
الارض، من غير ملامح، و مش بيتكلم حتى.. مش لاقي يمكن كلام ينفع يقوله!
في حين
انها خايفة من سكوته ده، مش عاجبها و بيشد في اوتار قلبها: دونجهي... قول حاجة...
بكل الضعف
اللي في الدنيا رفع وشه ليها.. الدموع المكتومة في عيونه بتنغزها اكتر، و صوته
مبحوح: هعملك اللي انتي عايزاه..
كل مرة
بيفكرها ان طول ما هو مش بياذيها تقدر تهرب! و مسك كتافها بحرص عشان ميضغطش على
اللي بيوجعها: اهربي!! اهربي لمكان ميخطرش على بالي...! اهربي و خدي كل اللي
محتاجاه معاكي... هديكي كل اللي انتي عايزاه!
و قلبه
بيهمس ببحة موجوعة "متسيبينيش"!!!
و سمعت
الهمسة دي من بين كلامه!
رفعت
ايدها لوشه: مش همشي... متقوليش كده... قولي... اي حاجة...
بتحرك
دقنه ناحيتها عشان يبصلها و مع كده بيبعد بعينيه! هي عارفة ان الموضوع مش سهل
ابدا.. بس للدرجة دي؟
مبصلهاش و
عينيه اتملت اكتر بالدموع لدرجة انه بيجاهد نفسه عشان متنزلش قدامها: اروح اسلم
نفسي للبوليس طيب؟ مش عارف اعمل حاجة! صـ صعب! بيوجع... بيوجع قلبي...! (معرفتش
امتى بقى هو اللي في حضنها، ماسك فيها و بيعيط) انا اسف... و الله اسف!!!!
ثواني و
هي مش مصدقة اللي بيحصل.. او يمكن بتحاول تستوعبه! طبطبت عليه بايدها السليمة و هي
بتهمس عشان تهديه: ششششش... اهدى... كل حاجة هتبقى كويسة... بيوجـ (قطمت الكلمة
لما افتكرت عصبيته من شوية) طب... ليه؟!
الكلام اللي قاله على انه مبهم بس واجعلها قلبها هي كمان... مهم اوي ليها و وجعه ده مش عارفة لا تخففه ولا تاخده!!
الكلام اللي قاله على انه مبهم بس واجعلها قلبها هي كمان... مهم اوي ليها و وجعه ده مش عارفة لا تخففه ولا تاخده!!
بعد و راح
ناحية الاوضة و صوت انفاسه اللي مش عارف ياخدها عالي... كأن سكينة باردة بتقطع في
قلبه من غير رحمة.. وجع مخليه بيتخنق و مش عارف يتكلم... كأنه هيموت بس عشان مش
مستحمل الوجع!
راحت وراه
بسرعة و قفلت الباب, بتحصله تقعد جنبه ع السرير: انا.. انا هعرف افوقك!! كل مرة
هتتحسن عن المرة اللي قبلها!
بطلت كلام
عشان عينيه كانت بتوجعها... مشافتش حد قبل كده عينيه بالحزن ده.. كأن الحزن كله
اتحوش للعيون دي...
الحكاية
بتاعتهم هتفضل حزينة كده لاخرها ولا هيتوجعوا شوية و زي كل الحكايات الرومانسية
هيلاقوا حل و يعيشوا بسعادة؟
حتى لو
فكرت من هنا لسنين قدام و معملتش حاجة هتفضل في مكانها، هيفضلوا في مكانهم
ميتحركوش خطوة لقدام!
مردش حتى
على كلامها... خلاها تمدد و بقى جنبها.. دخل جسمه كله في حضنها و هو بيضم على نفسه...
زي جنين..
بيمسك هدومها بايديه الاتنين و حاطط وشه في صدرها... و بس بيعيط!!! بيعيط بشحتفة و
بيشهق! جسمه بدأ كمان يسخن اكتر من الطبيعي... فضل يعيط فترة طويلة، عدت عليها
ساعات.. و هي بس واخداه في حضنها و بتطبطب عليه.
مش لاقية
حاجة تانية تعملها! بيشهق جامد لحد ما صوته اتبح، و مسكتش غير لما نام.. او يمكن
اغمى عليه من التعب!
شعور
العجز ده اسوأ شعور في الدنيا!!
ايه اللي
حصله عشان يبقى كده؟ دخل مستشفى و متعرفش حتى ليه! ايه اللي حصله وصله لكده... انه
يقولها انه ساعات مش بيبقى عارف هو بيعمل ايه!!
مش قادرة
تتخيل طفولته كانت عاملة ازاي.. او بالاصح مش عايزة!
بتمسح على
شعره و بتقاوم النوم بكل ما فيها... موسوسة... و بشكله من شوية... هتخاف يعمل حاجة
في نفسه!!!
لسه كلامه
و هو بيقولها انها تهرب او انه يسلم نفسه بيرن في ودانها! كل حاجة بيقولها و هو
واعي مختصرها المفيد انهم مش هيبقوا سوا.. و كل ما يبقى كويس شوية، يرجع اسوأ من
الاول... و غصب عنها نعست و هي ماسكة قميصه جامد... خايفة يمشي و يسيبها و هي
نايمة...
*^*
بعد كام ساعة
حس انه مش
عارف يتنفس و هو نايم من كتر ما الهوا اللي بيتنفسه حاسس انه سخن... جسمه كله مكسر
و بردان.. جسمه رخو و مش قادر يتحرك و لو حركة بسيطة، و عيونه بتحرقه! مقدرش غير
انه بتقل يهمس بحروف اسمها متقطعة...
نومها
القلقان خلاها تصحى على صوته... اتخضت من السخونة اللي لازقة فيها و اتنفضت بفزع!!
صوته مقطع و بينادي عليها و مش حاسس حتى انه بينادي عليها!!
مش هتقول
انها كويسة... بالعكس... الوجع عمال بيزيد في كتفها، بس اللي نايم ده و مش واعي...
لو حرارته زادت ممكن يحصله حاجة...
طبق صغير
فيه مية، و فوطة صغيرة من دولابه و رجعت جنبه... و المعضلة ازاي تتصرف بدراعها ده؟
بقت بتحط ايدها في المية و تمسح على وشه...
طول الوقت بيهذي بس مش فاهمة منه حاجة... كلام مش مرتبط ببعضه و صوته ضعيف بطريقة مش طبيعية!!! السخونية بقت فوق احتماله و بدأ يدمع... بيكح كل شوية و جسمه بيتنفض! كأنه... كأنه بيشوف حاجة... بيفتكر حاجة!!! كلام مش مفهوم اوي بهمس بس الكلام عمال بيتكرر لحد ما فهمته...
طول الوقت بيهذي بس مش فاهمة منه حاجة... كلام مش مرتبط ببعضه و صوته ضعيف بطريقة مش طبيعية!!! السخونية بقت فوق احتماله و بدأ يدمع... بيكح كل شوية و جسمه بيتنفض! كأنه... كأنه بيشوف حاجة... بيفتكر حاجة!!! كلام مش مفهوم اوي بهمس بس الكلام عمال بيتكرر لحد ما فهمته...
-هقول لماما... بخاف من النار.. ابعديها... (دموعه بتزيد اكتر و
بيحاول يشوح بايده لس تقيلة) ابعدي... مااما... يا ماااما...
امتى بدأت
تعيط معاه؟
هي مش
مجمعة منه اي معلومة... بس صوته و ملامحه الموجوعة... كلامه بيخوف!!! هو حصله ايه
عشان يبقى بالمنظر ده و يخطرف بكلام غريب كله خوف و حاجات مش منطقية لما يتعب؟!
مسحت على
وشه بضهر ايدها و هي بتقرب دماغه في حضنها: انا هنا... انت مش لوحدك.. محدش هيأذيك...
بس هو في
ملكوت تاني... بيحرك دماغه و بينهج كأنه بيجري! و شعور العجز جواها بيزيد و هي مش
عارفة تعمله ايه! مش قادرة تستحمل تشوفه بالمنظر ده!
لساعات
كان بيصحى يتكلم مع الهوا و ينادي على مامته، و يرجع ينام تاني فجأة! يهذي و هو
نايم و يصحى ينادي على مامته و هو مش واعي!
فين و فين
لما حرارته رجعت عادية و استقر في نومه من غير هلوسة او كلام او عياط!
على ما
هدي كانت هي جابت اخرها! قاعدة جنبه بتاخده في حضنها و ايديها مبلولة... فضلت مدة
بتراقبه و ايدها تتمد لجبينه تجس حرارته! مفيش كلمة قالها و هي فهمتها! كل كلمة
طلعت زودت استفساراتها و حيرتها... قلقها من ماضيه...
لما
اتأكدت انه بقى كويس نسبيا، او ع الاقل مش هيتعب دلوقتي تاني، طلعت من الاوضة
بالراحة، متجهة لمكان واحد... حددته من شوية... و مش هترجع قبل ما تلاقي اجابات
لأسئلتها!
خبط بسيط
على باب اوضة مامته، و سمحتلها تدخل. بالرغم من انها بصت على ايد بيلا و خدت بالها
انها مربوطة بس مفكرتش تسأل. و بيلا فعليا مهتمتش. دلوقتي كان بس اهتمامها منصب في
جهة واحدة... دونجهي!
مامت
دونجهي كانت قاعدة على الكرسي و بتلعب في موبايلها، لما بيلا دخلت مهتمتش اوي اصلا
تبصلها!
بيلا وقفت
قدامها و هي بتحاول تتماسك بقدر الامكان... اخدت نفس بيترعش و بصتلها: هو... ايه
اللي حصل لدونجهي و هو صغير...؟ ايه اللي.. بيشوفه في كوابيسه...؟
ي لهوي ي يخرابي ㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠ شريرات اعاااااااااا البارت بيقتلللل حرااااام عليكم همة لاقيينها من وين والا من وين!! هو تقريبا اتحسدو قامت قلبت اللعبة كلها وما بقى بس دواخلهم الي بتعذبهم صار في ناس بتتدخل بحياتهم وبدها تجرحهم لععععععععع ㅠㅠㅠㅠㅠ مشاعري تهشمتتتت بدي اقتل أمو وكيم زفتتتت هاد >.< انهيوك عسلللل يا ربي شو عسلللل وفهيم وذكي الي بيقرأ جديا ما ممكن يصدق عمر نور الحقيقي او حتى بيلا مع انها اكبر بس كل القصة لعمر مختلف تماما.. جامديين �� فايتنغ
ردحذف