الاثنين، 17 يوليو 2017

∵✿ فلتسمهِ حبًا ..!【Ep.13】✿∵



فلتسمهِ حبًا ..!



Ep. 13 :



 بقلم الكاتبتين : 
Bella & Noor






" حصلتله حاجة وهو صغير"
الجملة اللي خلتها مش عارفة تبلع ريقها وملامح وشها اتخطفت ولونه بقا باهت! حاولت تبتسم بس مش عارفة من التوتر .. بصت لدراع بيلا بلهفة بتحاول تغير الموضوع : ايه اللي حصل لدراعك؟ ايه اللي عمل فيكي كده؟
محاولة تغييرها للموضوع كانت واضحة اوي و بيلا كانت مقررة انها مش هتطلع من الاوضة غير و هي في ايدها وسيلة تساعده بيها : طنط ممكن ننسى دراعي شوية؟ دونجهي كان بيهلوس في نومه و كلامه كله خوفني.. ارجوكي ساعديني عشان اساعده!
ضغطت على صوابع ايدها جامد وفعلا قدامها بقت زي المذنب المحكوم عليه بالاعدام: بيهلوس بايه؟
اتنهدت و هي مش عارفة تقولها ولا لا.. قررت في الاخر تقول بس اللي ممكن تكون هي عارفاه: كان بينادي عليكي كتير و عايزك.. تاخديه من مكان او من حد.. كان.. ( ضغطت على ايدها و شفايفها مع بعض ) .. خايف...
يمكن بيلا مش قريبة لقلبها من الدرحة، ويمكن هي استخدمتها عشان تقربله.. بس موضوع دونجهي بالذات حساس بالنسبة ليها، ومقدرتش تمسك نفسها .. عينها اتملت بالدموع فجأة بشكل مريب .. بصت لصوابعها اللي بتلعب فيها بتوتر وبعدين بصتلها واتكلمت بصوت بيترعش : " لو كنتي زي اي ام في الدنيا غيرت لابنها هدومه مرة واحده ف حياته كنتي عرفتي اللي بيحصله " .. ( حاولت تمسح دموعها بسرعة وابتسمت بوجع ) الجملة دي اكتر جملة قالهالي وفكراها بالحرف وبملامح وشه...
.
.

قبل 20 سنة...

اول خطوة ليها في البيت كانت عارفة كويس هي عايزة ايه وهتعمل ايه .. يمكن مكتب الخادمات اللي جات منه من غير ما يحس عملها اكبر خدمة في حياتها ..
من 3 شهور بالظبط دونجهي كمل سنتين ,
ومن اسبوع واحد والدته  قررت ان حياتها ضاع منها وقت كتير في الحمل والولادة والتربية ولازم تنتبه لنفسها ولجوزها شوية .. وده كان السبب انها طلبت مربية من سكرتير جوزها ، ومن اكبر مكتب في البلد وصلتلهم – هيوسونج – انهاردة .. الشنطة في ايدها والحارس وصلها لحد الفيلا وكملت مع الخدامة لحد الليفينج اللي والدة دونجهي قاعدة فيه وهو في حضنها ..
ـ الدادة وصلت يا هانم
قامت وقفت اما سمعت كلام الخدامة ودونجهي لسه ف حضنها بصتلها وابتسمت : اهلا .. هيوسونج صح ؟
حنت راسها مع ابتسامة هادية .. بنت جميلة في سن صغيرة يمكن كملت 23 او 24 سنة بالكتير.. وهو ده كان طلبها " مربية متمرسة صغيرة ف السن "
اول حاجة هيوسونج بصت عليها كان دونجهي.. لابس هدوم نضيفة جدا متسرح كويس وبيبصلها بعينين بتلمع وهو ماسك في هدوم مامته .. شكله بريء اوي .. وهادي على درجة عالية اوي من الجمال .. ممكن نوصفه بالجمال الطفولي الملائكي .. ابتسمت ابتسامة جانبية مش مفهوم ايه اللي وراها واتنهدت براحة
ـ اه انا .. اتمنى ان شغلي يعجبك يا هانم
ـ اهم حاجة بس تخلي بالك من دونجهي .. ده ابني الوحيد وزي مانتي شايفة هو هادي اوي ورقيق ومحتاج معاملة خاصة عن اي طفل اتعاملتي معاه قبل كده
ـ في المعهد اتعلمت كويس ازاي اتعامل مع الاطفال الهاديين دول متقلقيش حضرتك خالص
ابتسمت وهي بتقرب منها : يبقا هسيبه امانة معاكي ( نزلته من حضنها عالارض ) دونجهي روح مع دادة هيوسونج وخليك شطور كده واسمع كلامها
هز راسه بطاعة ووقف جمب هيوسونج اللي وطت شالته وابتسمت : انت دونجهي ؟ ( كان باصصلها بس وشكله خايف او مكسوف بس عامة مردش وفضل هادي اوي .. حمحمت وكملت ) هاخد بالي منك يا عسول متقلقش .. قول لماما بااااي
عينه يا حبيبي اتملت بالدموع فلفص من حضنها ونزل عالارض راح مسك في هدوم مامته وبتلعثم : او... مـ...ـااا
مامته نزلت قعدت قدامه ومسحت دموعه : متخفش يا حبيبي اوما وابا هيروحوا بس اسبوع واحد وهيرجعوا تاني خليك شطور ها؟
الخدامة جات وقفت قدامها : السواق وصل يا هانم
بصت لهيوسونج وقامت وقفت : خديه بقا وخلي بالك منه .. اهتمي باكله والدوا بتاعه عشان جسمه ضعيف شوية .. اظن السكرتير فهمك كل حاجة ؟
ـ اه يا هانم متقلقيش
باسته على خده : مع السلامة يا حبيبي
ومشت وهو واقف باصصلها بسكون اوي بس عيونه بيدمعوا .. لحد ما اختفت من قدامه حط ايده على عينه يداري عياطه .. هيوسونج شالته وطلعت بيه اوضته ..حطته في السرير وبصتله بابتسامة واسعة : عارف ذنبك الوحيد ايه ؟ (ضحكت اوي) انك اجمل مخلوق شفته ف حياتي!
بصلها بعيون مدمعة وهو مش فاهم قصدها ايه بكلامها .. اما هي ف بدأت تلف ف الاوضة شوية عشان تعرف كل حاجة فيها ..
الوان الحيطة هادية اوي مريحة للنفس .. سرير بغطا دافي , مكتبة فيها كتب اطفال كتير ، الارض مليانة العاب .. كورة ومكعبات .. دباديب وقطر متركب على الارض ..
 مرجيحة صغيرة في الاوضة .. كل وسائل الراحة والترفيه اللي ممكن يحلم بيها اي طفل , دولاب كبير فتحته كان بالفعل مليان هدوم كتيرة اوي , تسريحة عليها كريمات مرطبة لبشرة الاطفال زيوت اطفال وبرفيوم اطفال ، تليفزيون , العاب فديو , حمام خاص واسع ,
حاجات يمكن ناس كبيرة وناضجة مش موجوده عندها .. حاجات هيوسونج نفسها محلمتش بيها
لفت بصتله بغل : كل ده عندك ؟ وانا ف سنك كان نفسي انام ف بيت على سرير وانت اوضتك بيت لوحدها !!
كان لسه باصصلها وساكت مش فاهم حاجة .. مخه الصغير مش مستوعب نظرات الغل في عينها بس قلبه كان خايف .. كلام مامته انه يسمع كلامها كان الحاجة الوحيدة اللي بترن في دماغه .. دونجهي بالفعل ورغم سنه الصغير الا انه طفل هادي ومؤدب سهل جدا انه يسمع الكلام وينفذه ..
نزل من عالسرير بالراحة وراح ناحية المكتبة اخد منها كتاب كبير مكتوب عنوانه ( الامير والضفدع ) وراح عطاه لهيوسونج وبصوته الطفولي ده اخيرا اتكلم بتلعثم : اوماه .. تقرا...لي .. نام
بصت للكتاب بسخرية اخدته منه رمته عالارض وسحبته من شعره للسرير .. وهو عضلاته كلها كشت من الحركة المفاجئة .. رمته عالسرير ومسكت ايده وفضلت تضربه على اطراف صوابعه بطريقة متنفعش مع طفل بأي شكل: انت من هنا ورايح تنسى العز ده واياك تقولي اعمل ايه ومعملش ايه .. انت فاهم ؟
فضل باصصلها ومش فاهم حاجة غير انه اترعش وبدأ يعيط وهو حاطط دراعه على عينه يداري عياطه عشان ايده وشعره وجعوه بسببها : اومـ ... ـااااااااه !!!
ضربته على خده جامد كذا مرة وهو عياطه كان من غير صوت وجسمه كله بيترعش .. عينه مرعوبة وعمال ينادي على مامته .. فهي زودت ضربتها على وشه وزعقت : اياك تفتح بؤك انت سامع ؟ اخرس خالص !! اخرس
انكمش على نفسه بيترعش وفضل يعيط عياط مكتوم .. فلفص منها وانكمش في مساحة صغيرة جدا من السرير ضامم رجليه لصدره ومخبي فيها وشه وهو يا حبيبي بينفخ على ايده وبيحسس على خده من الوجع ..
هيوسونج ابتسمت بنصر ومسكت القطر بتاعه هبدته ف الحيطة اتكسر وداست عالسكة بتاعته المتركبة عالارض بغباء لحد ما كسرتها هي كمان .. وطلعت وقفلت الباب وراها... بالراحة!
يمكن من اليوم ده بدأت حياة دونجهي تاخد منحنى تاني خالص غير اللي اي حد ممكن يتوقعه .. العابه اتكسرت ، كتبه اتقطعت ، هدومه مبقتش نضيفة ومنسقة زي الاول ..
الاسبوع اللي والدته كانت واعداه بيه اتحول لشهر كامل .. كل يوم بالليل يفضل ينادي عليها وهو بيعيط لحد ما يتعب وينام ..
كان قاعد زي عادته بهدوء على الارض .. الدبدوب بتاعه في حضنه وبيمسح عليه وهو بيضحك .. على صوته دخلت هيوسونج .. بعد اللي حصله منها امبارح بصلها بخوف وبقا ساكت اوي فضلت تقرب وهو نظراته بتزوغ
ـ حلو اوي صوت ضحكك ده! بس تعرف لو كان صوت عياط كان هيبقا احلى بكتير .. امممم نعيطك ازاي؟
طرقعت صوابعها وطلعت من جيبها مقص .. قربت وهو بيبلع ريقه ومتجمد مكانه .. سحبت الدبدوب من ايده وفضلت تقطعه قدامه وهو رجع يعيط نفس عياطه المكتوم ..
مع اول مرة نادى فيها على مامته ضربته بالقلم على وشه ساب اثر .. سكت خالص وخبى وشه في كفين ايده واستمر في العياط .. وقتها هي لمت بواقي الدبدوب اللي قطعته وطلعت من الاوضة .. دونجهي قام من عالارض طلع عالسرير يكمل عياط وهو بينادي على مامته .. بس خوفا من انها تضربه تاني .. كان بينادي عليها بـ " قلبه " !!
نفس المشهد اتكرر على مدار ايام الشهر .. اي حاجة بيلعب بيها او بيمسكها بتكسرها وتبوظها قدامه ولما يعيط بتضربه .. كتبه كل يوم كانت بتقطع منها وهي بتضحك
ـ عشان تبقا اوما تقرالك منها كويس
في حين هو مكنش قادر يبطل عياط مكتوم .. ولا قادر يسيطر على خوفه منها .. لدرجة بقا بيقوم مفزوع من كابوس انها بتضربه .. ف بقا حقيقة وكوابيس ..
انهارده واخيرا والدته رجعت .. الخدم دخلوا الشنط وهي دخلت مبتسمة اول حاجة سألت عليها كان دونجهي .. هيوسونج بصتلها بأسى : ده تعبان يا هانم
شهقت بخوف : تعبان؟ ماله؟ عنده ايه؟
اتكلمت بصدق اوي : كنت حاكياله قصة وخلته ينام بعدها بشوية دخلت اطمن عليه لقيته في البانيو بتاعه ومغرق نفسه ميه وبيلعب بيها
مامته بصتلها بعدم فهم : انتي بتقولي ايه؟ دونجهي ميعملش كده .. عمره ما عمل كده
طلعت تجري على اوضته لقته نايم ف سريره وحرارته عالية جدا ، خدوده لونهم احمر وباين اوي انه كان بيعيط .. الدادة شاورتلها عالاوضة : كان يا هانم كل يوم يفضل يصوت انا عايز اوما ويكسر ف الالعاب بتاعته .. ولما اجي اقراله قصة بليل يقطع الكتاب ويفضل يصوت احترت اعمل معاه ايه وخوفت اعاقبه .. اخر حاجة بقا انه بقا بيلعب بالميه وجاله برد
فضلت تهمهم بصدمة : دونجهي! دونجهي يعمل كل ده؟!! طب ازاي ؟
هيوسونج بالفعل بكل جهدها بقت بتحاول تقنعها : الاطفال في السن ده بيمثلوا الهدوء قدام اهلهم لكن اول ما بيكونوا لوحدهم بيطلعوا الطاقة المكبوتة قدامهم على هيئة شقاوة
بصتلها بقلق : طب وده حله ايه؟
هيوسونج ابتسمت بخبث : انا هسامحه المرادي بس لو كررها اسمحيلي اعاقبه زي ما اتعلمت في المعهد
عضت على شفتها وهي قاعده جنبه على طرف السرير بتمسح على شعره : هتضربيه يعني؟
ـ لا ابدا مش شرط .. هلجأ للعقاب البسيط ف الاول وبعد كده ممكن يبقا ضرب خفيف على اطراف صوابعه او حاجة
ـ بس انا قلبي ميطاوعنيش يحصله كده
ـ عشان مصلحته يا هانم!! صدقيني دي اساليب متبعة في كل المعاهد عشان التربية .. حضرتك سيبيهولي!!
بلعت ريقها بصعوبة وباست جبينه وهمست : حبيبي اوماه جات .. مش هتقوم تسلم عليها ؟
فتح عينه بتعب .. اول ما شافها بدأ يعيط ، مسك في هدومها جامد وهو بيترعش .. حاول يشتكيلها اللي بيحصل ومعرفش! بيتلعثم ومش عارف يجمع الكلام ..
التعب كمان والوجع مطرح الضرب هده ف دفن نفسه في صدرها وكمل نوم .. هي مسحت دموعه وبصتله بخوف وقلق من سر عياطه .. بس كان رد هيوسونج على استفسارها انه تعبان وعادي يعيط .. في الحقيقة فعلا دونجهي اما كان بيسخن كان بيعيط بهدوء .. ف مشكتش!

*^*

ـ سنين من وهو طفل, كام سنة بيتعذب وساكت عشان خايف منها .. حاول لمرة يقولي وانا مفهمتش او مكنتش مستعدة اضيع من وقتي واسمعه .. بعدها ايده كلها كانت محروقة بالنار وقالتلي انه شقي ولسع نفسه ف نار البوتجاز ومن غبائي صدقت ( بدأت تشهق ) كنت غبية وغلطانة بس والله ما كنت اعرف اللي بيحصله!!

فراغ, دماغها حستها مليانة فراغ و مش عارفة تفهم كلامها.. لقت اسئلة بتطلع بتجر اسئلة: قعد.. اد ايه مع الدادة دي؟ عملت فيه ايه عشان اشوفه كده؟ (بيلا هي كمان عينيها اتملت دموع بسرعة و غرقت وشها و مش عارفة توقفها.. خافت شوية و معرفتش تتكلم اصلا) عملتله ايه؟
عضت على شفايفها ولسه بتترعش مطرح العياط : كان عنده سنتين!!! فضلت معاه عشر سنين .. الدكتور اللي عمله جراحات تجميلية لجسمه عشان كان متشوه كتب تقريره انه اتعرض لتعذيب جسدي بالنار وجروح بالسكينة .. كسور ف ضلوعه .. كان دايما بيعيط وهو ماسك صدره بس مكنش عارف انه عنده ضلع مكسور كان بيعيط بيه وده السبب اننا عرفنا اللي بيحصله ( جسمها سخن ومش عارفة تسكت دموعها ) د .. ده غير الاعتداء الجنسي اللي اتعرضله منها كذا مرة .. دخل مصح اعاده تأهيل نفسي فترة طويلة وطلع كويس!!
هي مفكرة انه بعد كل ده طلع كويس؟!
عشر سنين.. حرق.. تشويه.. جروح.. كسور.. اعتداء..
كلامها بيدخل دماغ بيلا و كأن دماغها بتصورلها شكله.. رفعت ايدها لبؤها عشان صوتها ميطلعش .. مقدرتش ترد عليها او تشوفها! طلعت و هي بتتحامل على نفسها من الوجع و جريت على اوضته.. حبست نفسها في الحمام شوية و مكانتش عارفة تهدى!! كل اللي عايزاه انه يفقد الذاكرة و تحضنه بس! كانت عايزة تعوضه عن كل حاجة وحشة و مش قادرة!!
بعد ما هديت نسبيا طلعت و كان هو لسه نايم، نامت على ناحية دراعها اللي مش مجزوع و اخدت دماغه في حضنها و قربته منها اوي... دفنت دماغها في شعره و مش قادرة تنام..
كل اللي عمله كان بس انعكاس للي حصل فيه.. بقالها شهر بس.. و هو قعد عشر سنين؟!!! تاني كانت بدأت تعيط .. طب هتعمل ايه؟

*^*

بدأ يصحى بس كان كويس نوعا ما .. لما حس بنفسه ف حضنها اتتفض فجأة وافتكر اللي عمله فيها! وانه بعد كل ده نام ف حضنها وعيط!!! مين اللي المفروض يعيط؟! مين اللي المفروض موجوع؟! ..
بعد عنها شوية وصوته لسه محبوح : انا اسف
لو فيه عدل في الدنيا فده اكتر بنيآدم المفروض الكل يتأسفله!! لما شافها عينيها مدمعة و اثر العياط لسه على وشها, اتخض.. يمكن حسب انه عمل حاجة؟
 غمضت عينيها و عضت شفايفها اوي.. قربته تاني و حضنته اكتر و كانت بتترعش و هي حضناه.. انا اللي اسفة.. انا اللي عاجزة و مش قادرة اخفف عنك وجعك ده ولا اوقف كوابيسك.. نفسها تقوله ده بس مش قادرة!
بدأت دموعه تنزل تاني على رقبتها .. مش حاسس غير انه بيموت و هو في حضنها... باللي بتعمله ده بتحسسه بالذنب اكتر.. بتحسسه اد ايه انه صغير قدامها.. صوته مكسور زي قلبه: انا اسف.. انا عملت فيكي حاجة تاني صح ؟ انا اسف
مسك ف هدومها وه باصصلها اوي .. كل ما بتشوفه كده كانت بتتقطع و دلوقتي.. اول ما شافته حست بحاجة بتسحب روحها، بعدت وشه و مسحته بفوضوية اوي: لا لا!! معملتش و الله! معملتش حاجة.. اهدى هاه؟ كل حاجة كويسة.. انا بس.. بس خوفت عليك عشان.. كنت تعبت شوية.. كنت سخنت و مكونتش عارفة انزل حرارتك ولا اصحيك تاخد دوا.. بس انت.. انت فوقت لوحدك و اديك اهو..
شهقة قطعت كلامها و مقدرتش تكمل.. بتبرر كل حاجة وجعتها قبل ما تعرف، و دلوقتي ازاي بقت بتتوجع زيادة؟!
هي مش عايزة غير حضنه دلوقتي و هو بس محتاج حضن يطمنه..
حضنته تاني و دراعها ده لعنته الف مرة عشان مش مخليها عارفة تحتويه.. غمض عينه وبلع ريقه .. بعد شوية ومسح اللي باقي من دموعه ف كمه زي الاطفال و هو اللي اخدها ف حضنه وبيمسح على شعرها : انا اناني .. بعد كل ده ولسه بحضنك .. انا اسف اني ظهرت ف حياتك.. سامحيني
هو مش فاهم سبب عياطها و مش هتقولهوله ..عالاقل لحد ما هو يقولها.. مسكت في صدره جامد و هي بتدفن نفسها فيه.. قعدت تهمس بـ (لا) كتير و هي في حضنه و بتهز دماغها .. انت مش فاهم.. الكلمة الوحيده الواضحة اللي طلعت كانت : بطل تلوم نفسك..
دونجهي : انا بعمل فيكي كده من غير سبب انا بأذيكي وبعمل اللي محدش يستحمله!!
كدب!
هو بس بيكدب عشان يطلع نفسه وَحش باي طريقة .. دلوقتي بقا شايف ف نفسه الدادة وفيها... دونجهي الطفل اللي عنده سنتين!!
رفعت دماغها ليه : لا.. لا ملكش ذنب.. ده.. خارج عن ارادتك.. انت عمرك ما هتفكر تأذيني.. بص.. (بصت عليه) حضنك مكانش هيبقا دافي كده لو تقصد.. مكونتش هجري عليك احضنك لو تقصد.. دونجهي انت مش وَحش.. فاهمني؟ انت احلى حاجة حصلتلي... و هتبقا كويس.. انا بحبك.. انت جوزي و حبيبي وطفلي.. مش هروح في حتة.. ماشي؟ هنبقا كويسين.. احنا الاتنين هنبقا كويسين...
متعرفش كانت بتطمنه ولا بتطمن نفسها.. مكنتش عارفة اي حاجة غير انه لازم ينسى الوجع ده و يتخطاه بأي تمن..
طفلي!!!
كلمة طفولة عامة كلمة مرعبة بالنسبالة مرتبطة باسوء كوابيس حياته .. خلاص تعب! الوجع جاب اخره ومش عارف يستحمله .. لازم كالعادة يطلع وجعه ده في حاجة .. بس اكيد مش هي, لانه لو طلعه عليها هتموت ف ايده المرادي!!
 فلت من حضنها وبصوته الضايع ده : انتي تعبتي انهارده نامي وارتاحي شوية ! انا في الجنينة
مدهاش فرصة حتي ترد وكان سايب الاوضة .. جريت عالبلكونة تبص هيعمل ايه! .. لقته جنب البسين و جايب ادوات التمرين بتاعته.. هلك نفسه بمعنى الكلمة. كان تقريبا بيتعارك مش بيتمرن! من ضغط لتدريبات الضهر و رفع اثقال..!
 ومكتفاش بكل ده .. كمان نزل يعوم لفترة طويلة, بيغطس وينزل دماغه ف الميه لفترة كبيرة .. عدى عليه وقت طويل لحد ما تعب خالص وعضلاته تنشنت معرفش يحركها ف يادوب خرج نفسه من الميه ورمى جسمه عالارض بيسقط ميه وبينهج ..
يمكن ارتاح ولو شوية.. أذى نفسه بالشكل المبالغ فيه ده بس عالاقل ملمسهاش!
حست انها غلطت لما قالتله "طفلي" بس كانت عايزاه ينسى.. كانت عايزاه يبقا طفل معاها و تعوضه عن كل حاجة..
راقبته من الشباك طول ما كان بيتمرن. و لما بيغيب تحت الميه كانت بتبقا عايزة تنزل تطلعه!! كل ما دماغه تظهر عالسطح بتتنهد براحة عشان هو كويس..
لما اترمى عالارض و شكله مرهق كده راحت تجيب فوطة و نزلتله.. محسش بيها في الاول لحد ما بدأت تنشف دماغه و وشه.. كأنه اتفزع لما شافها بس ابتسمتله!
عينيه دبلانة بطريقة توجع اوي.. فضلت تمسح جسمه و حاولت تعدله يقعد: مش نطلع بقا؟
كان بيبصلها ومركز مع حركاتها الضعيفة .. بما انه ارتاح نفسيا شوية ف قدر يبتسم اخيرا واتنهد: انا هقوم لوحدي مش هتعرفي اتتي .. ( حرك دراعه بصعوبة شوية وشدها تقعد عالارض معاه ) مرتاحة؟ الدكتورة كتبتلك على مسكنات اخدتيها؟
هزت دماغها (لا) : المفروض اكل الاول.. انا مش هقع بيك.. اسند عليا
كان قصدها اكتر من المعنى الحرفي الضيق للكلمة.. يمكن فهم قصدها! اتعدل بالراحة وخلى دماغه على رجلها .. وهو باصصلها : لو اتسندت عليكي هتقدري تشيلي معايا الحمل ده ؟ ( ابتسم بقلة حيلة ) صعب عليكي بلاش احسن!
ابتسمتله و بتمسح على شعره : صعب بس مش مستحيل.. بعدين انا اللي بقولك اسند ملكش دعوة... ( نغز جوه قلبها و هي شايفاه ضعيف قدامها كده... ليه جت متأخر؟ هو ذنبها انها مكنتش موجودة قبل كده؟!) مش هاكل لوحدي..
ابتسم وحرك دماغه (اه) .. كفاية كده محتاج راحة و لو لشوية بس .. ينسى بقا تعبة حبة ويفكر فيها ..
بنيآدم وسط كل وجعه ده بيفكر فيها! بيفكر بس، يعوضها شوية لو هيجي على نفسه للمرة المليون! ..
حاول يقوم لوحده بعد ما فك عضلاته شويه ومدلها ايده عشان تقوم: لحد ما تبقي كويسة اسندي انتي عليا عشان تعرفي تسنديني كويس (ابتسم ابتسامته الجميلة دي رغم وشه التعبان ) هتأكلينا ايه؟
مسكت بدراعها وسطه بحيث يكونوا هما الاتنين بيسندوا بعض : ليه منسندش بعض احنا الاتنين؟ (حطت دماغها في صدره و اتنهدت براحة) لا انت اللي هتأكلنا..
حركت دراعها المربوط كتأكيد عاللي بتقوله و لقته ضحك..

لو يعرف بس كانت هتموت على الضحكة دي بقالها اد ايه!
حاوطها كويس ومشيوا سوا .. لحد المطبخ شاور للخدامة تطلع فطلعت فعلا ..
سحب كرسي وقعد بيلا عليه ووقف قدامها بيبصلها بتفحص : امممم هتستغلي انك تعبانة وتشغليني عندك! لا لا مش هشتغل ببلاش تدفعي كام ؟ ( ضحك وكمل ) عشان ملكيش قطع غيار فهنضطر نستني اما القطع الاصلية يحصلها صيانة ( طلعلها لسانه وبعدين راح ناحية دولاب المطبخ ثواني ولف بصلها ) امممم عايزين حاجة تتخن العصفورة اللي انا متجوزها دي .. تفتكري ايه الحاجة دي؟
سندت دراعها السليم على الكاونتر : قدرك بقا هتعمل ايه.. ( كانت بتراقب تحركاته لحد ما سأل السؤال التاني ده ) انت اصلا مبتعرفش تطبخ، انا اللي هقولك تعمل ايه
الاوقات دي اللي بتحس انها احلى حاجة بتحصل.. يا ريت تكون بتخفف عنه زي ما هي بتخفف عنها بالظبط.. ساعات بتحسه بيتجاهل وجعه و يركز معاها هي، بس في نفس الوقت.. مش هينفع!
جه عندها وخبط على دماغها بصوبعه كذا مرة : تحبي اعلمك انا ازاي تطبخي؟
كلضمت و بعدت وشها عنه : وريني يا شيف هتعمل ايه اما نشوف... هو كده كده مش هعرف اساعدك يعني احسنلك تأكلني حاجة احلف بيها طول مانا عايشة ( سكتت شوية ) بعدين ايه العصفورة مش عاجباك؟ ولا لما املى و ابقا 150 كيلو و تروح تبص بره؟ -_-
ضحك عشان يغيظها وهو بيفرد عضلات دراعه و صدره: مش محتاج ابص بره .. الواحد بيترموا تحت رجله من دلوقتي بالميات كده!
كان بجد محتاج اوي انه ينسى كل حاجة .. محتاج بس يبقا جنبها شايفها, سامع صوتها بيتنفس من نفس الهوا اللي بتتنفسه وبيضحك من قلبه معاها!
قامت و هي بتبص بغل و عدت ايديها على جسمه مكان ما كان بيستعرض : مبحبش حد يبص لحاجتي ولا حاجتي تبص بره

لقته تنح و هي لفت و رجعت تقعد مكانها....
حاجتها!
مع انها ف اوقات كتير لناس كتير كلمة تملكية بحتة، بس فعلا هو بعد الاهمال اللي اتعرضله من صغره هيبقا سعيد اوي بحد معتبره املاكه اللي بيحبها وبيحافظ عليها اوي لنفسه ..
بصلها بامتنان وحب.. وابتسم جامد انيابه بانت مع الابتسامة ... ابتسامة صادقة اوي المرة دي! جه عندها ووطى عليها باس دماغها اوي .. وبعد : حاجتك مش شايفة غيرك اصلا عشان تبصلهم

اتنهد براحة .. وشمر كمامه وخلاص مستعد !
3 او 4 ساعات عمل فيهم دوشة السنين وعمال يتفاخر بنفسه والنتيجة كانت بيتزا شكلها مقرف ومحروقة!! بصلها باحراج وايده على رقبته من ورا بيمسح عليها .. ضحك ببلاهة : ممكن... نطلب اوردر و كده!
كانت بتنقل عينيها بين الشئ المحروق ده و ضحكته المكسوفة... لا مفيش فايدة: اوردر؟  (قامت و عدت من وراه و بصت في الفريزر ... اممممم لا هياخد وقت على ما التلج يسيح, لفتله) بص هكتبلك حاجات تجيبها و هقولك تعمل ايه لما تيجي ماشي؟ مش عايزة اكل من بره!
كان قدامها فعليا عايز الارض تتشق وتبلعه! ادي اخرة اللي يتفشخر بحاجة مبيعرفش يعملها .. هو لا بيعرف يطبخ ولا حتى مهتم بالاكل ولا ليه ف المطاعم .. كان اخره السكرتير او الخدامة تحطله الاكل قدامه وان متحطش بينسى ياكل اصلا .. حرك دماغه ببراءة (اه) : ماشي!
ضحك كتير مكتوم عليه بس هتعمل ايه!! مسكت ورقة و قلم و كانت الكتابة صعبة! كتبت اللي هتحتاجه عشان يعمل شاورما و قالتله يجيبهم بسرعة من الماركت و ينجز و ميتأخرش عشان جعانة >.<
و طبعا مفيش ولد بيقدر يصبر قدام بنت جعانة عشان دي ممكن تاكله حرفيا!!!
نزل بسرعة و اول ما خرج ضحكت اوي من قلبها!! برئ بطريقة عمرها ما شافتها في حد قبل كده!
كان فعلا غير هدومه ونزل الماركت واحتاس بيدور عالحاجات اللي هي عايزاها .. احساس انك زوج مكلف تشتري لمراتك طلباتها على اد مهو متعب .. بس جميل!
 احساس ميتعوضش بتصدق وقتها انك مبقتش عازب  بيتشرد في الاكل .. كان طول الوقت مبتسم وهو بيجيب الحاجات اللي كتبتها .. وبعدين لمح تلاجة الايس كريم اممم المفروض ده بعد الاكل بس دونجهي قرر انها هتصبر نفسها بيه على ما الاكل يجهز ... اخيرا رجعلها بالاكياس ..
حطهم عالترابيزة بتاعة المطبخ وفتح الايس كريم وحطه ف ايدها : كلي ده (وبعدين بص للاكياس ) جبت كل اللي طلبتيه
بصت للايس كريم و بعدين ليه و بعدين للايس كريم تاني! بسرعة شدته و باسته في خده قبل ما تجيب معلقة عشان تاكل!! تنح شوية و فضل كده لحد ما رجعت قعدت تاني..
هيغلبها!! حطت الوش الجامد : يلااااا عشان ناكل ده مش هيشبعني!!!!
وقف قدام الكاونتر و هي بتقوله يعمل ايه.. يقطع ايه ازاي و يحط ايه على ايه! بعد ساعة و شوية و بهدلة ايس كريم اللي كان بيسيح من الحر في المطبخ و انهم حطوه في كوبايات و شربوه ... حطوا الاكل عالنار و جه جنبها, قاعدين مستنيين التحفة الفنية اللي هي اشرفت عليها بنفسها تخلص!!

قاعد على كرسي جمبها وماسك الجوانتي بتاع الفرن ده ف ايده وبعدين فجأة سند على كتفها بدماغه: تفتكري هنموت مسممين؟
اخدت الجوانتي منه و ضربته بيه على صدره : انت حطيت سم في الاكل؟ لو سمعت كلامي زي ما قولتلك يبقا لا..
احساس انه فعلا ساند عليها.. يمكن فكر في كلامها و قرر انه هيعمل كده فعلا!
بعد ما ضربته رمت الجوانتي, و مسحت على شعره بينما هو كان لسه ساند على كتفها بس بصلها من القرب ده ولقته شبك صوابعهم في بعض : اممم تعرفي .. كنت مفكر ان طول عمري هفضل امثل اني كويس وهفضل اضحك بكدب وابان طبيعي بكدب .. مكنتش عارف ان هيجي عليا وقت هبقا فيه كويس فعلا طبيعي فعلا و بضحك بجد (ابتسم اوي) جربتي احساس انك مش عايزة تبعدي عن حضن حد بتحبيه .. او انك نفسك يبقا مثلا حاجة صغنونة مثلا قاعده على كتفك بيروح معاكي ف كل حته ودايما لازق فيكي كده؟

ابتسمت و معرفتش ترد في الاول : متمثلش تاني.. اللي تحس بيه قوله و محدش هيعترض.. ( سكتت شوية ) انت تقصد ان انا دبانة حواليك و على كتفك؟
زقته من على كتفها بغضب مصطنع! الحب الممزوج بالغلاسة و متشبع بيها دي!
ضحك جامد وحرك ايده (لا) : لا طبعا مش دبانة .. انتي يا دوب ناموسة بحجمك ده!
بس هو كان بيضحك بحب اوي .. بيضحك من قلبه فعلا بيلا الوحيدة ف العالم بتاعه اللي جنبها بيكون عايش!!

زغرتله : طب الناموسة جعانة قوم شوف لو الاكل استوى
صوت ضحكه ده اللي بيتردد صداه في المطبخ مخليها تحس بحاجات تانية... فيه... روح!!! القعده هنا مش جايبة همها، بالليل هتكلمه انهم يروحوا بيتهم اللي لسه مدخلوهوش ده.. يمكن يستريح اكتر هناك..
وقف قدامها بالظبط وتني ايده عند بطنه وانحنى كده زي النادل : تحت امرك
وبعدين فجأة عدل دماغه بس ولقته لمس شفايفها! كانت بوسة سطحية سريعة واتعدل وراح يشوف الاكل ببراءة ولا كأنه عمل حاجة...
ساعات بيبقا فيه Kisses عميقة و جامده بس المشاعر اللي فيها مش بتبقا زي البوسات الرقيقة اللي مليانة مشاعر و حب دي!

غصب عنها رفعت ايدها تلمس مكان شفايفه.. اتنهدت بصوت واطي بهيام اوي و بجد لو سمعها هياخدها تريقة من هنا لبكرة!!!
لمحها بطرف عينه وكان لسه مبتسم هو نفسه كان بيحرك طرف لسانه على شفايفه كأنه بيدوق مطرح اللمسة .. وقتها خطر علي باله حاجة فسألها وهو بيحط الاكل ف اطباق بما انه استوى : بتحبي طعم الفراولة اكتر ولا الكرز
معرفتش السؤال ده كان ليه بس جاوبت ببراءة : فراولة .. ليه؟
مسك الاطباق و جه نحيتها بما انها قاعدة على كرسي من كراسي ترابيزة المطبخ فحط الطبقين اللي ف ايده ... بس حطهم من وراها وهو شبه اخدها ف حضنه .. كانت بما انها قاعدة دماغها عند صدره بالظبط .. نزل نظره ليها : بسأل بس
عينه كانت بتقول غير كده خالص .. وبعد يجيب باقي الاطباق واما خلص .. قومها وقعد هو وقعدها على رجله!!! بما ان ايدها اليمين مكسورة مش هتعرف تاكل هيتكفل هو بالمهمة دي!
بصتله بطرف عينها : بتعاملني كأني بنتك! (مش عارفة سبب سؤاله و بطبيعتها شخصية فضولية سألته) بتسأل ليه برضه؟! مش كان الأولى انك تسأل قبل ما تجيبلي الايس كريم؟
ساب المعلقة وضربها على دماغها بالراحة : ايه بسأل ليه هتفتحيلي محضر؟ (بعدين مسك المعلقة تاني وقربها من بؤها) أ أ أ (زي ما بيعملو مع الاطفال كده)
كان قاعد ساند ضهرها بايد و بايده التانية بيحط الاكل في المعلقة و ساعتها لاحظت.. طبق واحد من كل حاجة و معلقة واحده! كانت المعلقة قدام بؤها : انت مش هتاكل؟ قولتلك مش هاكل لوحدي!

ابتسم : انا وانتي واحد .. حاجة واحده بتكفي حد واحد

كان حابب فعلا احساس انه يشاركها حتى نفس الطبق! و زي الاطفال الحلوين برضه فتحت بؤها و فضل ياكل و يأكلها، مع انه كان بياكل مرة و يأكلها اربعة، اتخانقوا بهزار اكتر من مرة، لحد ما كانوا قضوا عالاكل
-هيجيلي تخمة! حاسة اني هفطس!!!! قوم بقا لم الاطباق لوحدك.. اه و المواعين يا ريت تغسلهم، تتعود برضه و كده.. فكرك هعمل شغل البيت لوحدي؟ (قبل ما يقاطعها اتكلمت) و حتى لو فكرت تجيب خدامة لازم تساعدني في شغل البيت
بصلها كده  وهو بيرزع الاطباق ف الحوض : غسيل المواعين من ضمن الرومانسيات؟
قربت منه : استنى شيلني قعدني عالرخامة اللي جنبك دي ( فعلا رفعها قعدها عليها و بعدين كملت كلامها ) ايوه طبعا انت تغسلهم و انا اتفرج عليك بعدين نطلع فوق نلعب
بصلها وابتسم بشر الكورة ف ملعبه ينتقم منها .. شاور على دراعها : طب وهتستحملي اللعب بدراعك ده ؟
بيلا فهمت قصده من ضحكته الخبيثة بس قررت تعمل عبيطة لحد ما تشوف اخره فين: ايه المشكلة مش هعرف اضربك يعني؟! لا هتصرف متقلقش انت
ضحك وعض على شفته: ضرب كمان؟ لا شرسة .. يعني اد كلمتك؟
فتح الميه ينزل الصابون من على ايده... على انها قشعرت من كلمته بس طالما بدأت حاجة هتكملها: و مبقاش ادها ليه؟ هجيب ورا يعني؟
دقات قلبها زادت بشكل ملحوظ لدرجة انها بقت حاسة بقلبها كأنه بيخبط في ضلوعها!!! دونجهي بربش وهو باصصلها لثواني! هي اكيد فاهمة قصده صح؟
كان هيرجع ف كلامه بس شكلها المتوتر ودقات قلبها اللي تقريبا وصلتله عرفته انها فاهمة .. حاوط وسطها ونزلها على كتفه, اللي هو شايلها بالعكس وشعرها نازل على ضهره... زي الشوال كده.. وكان ماشي بيها ناحية اوضتهم : بحب الناس الي اد كلمتها اوي .. (قفل الباب برجله .. واتدير شوية وهو شايلها وسمعت تكة المفتاح, نزلها وخلا ضهرها لازق ف الباب وحاوط وسطها وشدها ليه اوي) اددد كلاامك؟
بيسألها للمرة الاخيرة تقريبا!! بلعت ريقها و عينيها بتتحرك مع عينيه بس... هزت دماغها و شفايفه بتلمسها برقة و حب لا يتوافقوا ابدأ مع نظرة المتحرش اللي كان بيبصها من ثواني!
 ترجم كل مشاعره اللي مش عارف يقولهالها في البوسة دي، و هي لو مكنتش واثقة انه بيحبها كانت فضلت معاه كل ده؟ بعد كل ده؟ ايدها طلعت لرقبته من ورا و كانت بتقربه ليها شوية...
بعد كل ده ولسه مش خايفة منه! لسه مأمناه وبتقربه منها كمان .. غمض عينه وحرك دماغه (لا)
مش عايز اي افكار عن اي حاجة دلوقت عايز يكون كل تفكيره ف انه بيحبها وهي بتحبه وبس .. مازال بيسحبها ليه .. لما دراعها المربوط حس بيه على جسمه بما انه متعلق برقبتها .. وقف على كده عشان لو قرب اكتر هيوجعها!
 بس هي اللي حطت دراعها السليم حوالين رقبته وقربته اكتر!! بلع ريقه وبس ابتسم بسعادة .. رفع ايده ورجع شعرها لورا وحطها على خدها بيحرك ابهامه على خدها واخدها في رحلة للسما تقريبا! تقريبا لمسة فيها كل المشاعر .. حب، امتنان، احتياج للامان، للسعادة ! احساسه انه عايز يحس دايما انها بتحبه وواثقة فيه .. انها مسامحاه ومعاه!
بعد و سند جبينه بجبينها ياخدوا انفاسهم وابهامه من خدها بقا بيتحرك على شفايفها بنعومة .. وهما الاتنين لسه مغمضين عيونهم وساكتين!!
معرفتش تقوله ازاي... هتبقا قاسية اوي عليه لو طلبت منه الطلب ده؟ مسكته من ايده لحد السرير و نيمته و لفت من الناحية التانية عشان تنام في حضنه.. كانت مستقرة اوي و مرتاحة بشكل مش طبيعي!
 عضت شفايفها قبل ما ترفع دماغها ليه.. من غير كلام مسكت كفه و حطته فوق قلبها... اه بينبض بسرعة، حب مش خوف.. سابت ايده و شدت الشيرت اللي لابساه لتحت شوية.. السخونية اللي في وشها هتموتها قريب!!!
 كان اه قصدها تبين حرف الـ D اللي عمله .. حطت ايده فوقه تاني و فضلت ماسكة ايده عشان ميشيلهاش : الـ .... الـ D دي موجودة على قلبي من جوه و من بره..
حاولت ترفع عينيها ليه بس كانت زي اللي بتهرب من عينيه..
بص وهو بيبربش! مخدش باله ومكنش قاصد انه يحطه عند قلبها بالظبط كده!!! معقولة! كلامها .. هي فرحانة بيه .. مكانش ف ايده حاجة بس مكنش حابب يعكنن عليهم دلوقت .. غمض عينه وباسها على الجروح اللي لسه باينة!!
ريقها تقيل برضه و هي بتبلعه لسه : كنت.. عايزة اطلب منك طلب.. بس اوعدني انه لو مش مستريح هتقولي! متجيش على نفسك تاني؟!
بلع ريقه واتعدل وهو بيبصلها بتوتر حرك دماغه (اه) : اطلبي
بصتله و هي مركزة بس في عينيه : اوعدني!
اتنهد جامد .. مهما كان طلبها قاسي هيعمله حتى لو هيتوجع .. اول ما يشوفها مرتاحة هيرتاح هو كمان حرك دماغه: متخافيش قولي
كررت كلمتها و هي بتضغط على كل حرف زياده: دونجهي، اوعدني لو مش هيريحك مش هتوافق.
حرك دماغه (اه) تاني بقلة حيلة : حاضر اوعدك
الشجاعة و القوة اللي كانت متقمصاهم اختفوا و نزلت دماغها لتحت : مش.. هعرف اغير على الجروح لوحدي.. المفروض.. اشيل الضمادات و اسيبهم في الهوا شوية.. اغسل جسمي و احط كريم و اغطيهم تاني...
خايفة اوي من رد فعله.. مش عايزاه يشوف الجروح تاني و يبتدي يأنب نفسه تاني!! غمض عينه لثواني وهي بصاله بترقب! رجع فتحها .. بلع ريقه بتقل .. على اي حال كان عامل حسابه على كده ومستعد نفسيا ..
مسح على شعرها زي كأنها بنته مثلا : حطيتي الكريم فين ؟
بيلا كانت بتدور في وشه عن اي ملامح للضيق : متأكد انك مش متضايق؟
غمزلها وشد خدها : هتضايق من ايه ؟ انا كده او كده كنت هشوفهم .. (اتنهد) بصي .. اه هتضايق اني السبب اني عملت فيكي كده بس هأجل الزعل ده لوقت تاني عشان انهاردة عايز ابقا فرحان معاكي وبس!
نزلت دماغها لتحت : اول ما اقدر اعمل لوحدي هتصرف انا.. الكريم هتلاقيه في الدرج الاول..
كانت بتحاول تقلع الشيرت الطويل اللي لابساه عشان تبقا قاعده بشيرت حمالات.. هيسهل ان يوصل للجروح.. قام اخده من الدرج وجه نحيتها وابتسم بحب .. كانت عنيه كلها اهتمام .. نظرات اب مثلا بيراعي بنته,
جه وقعد جمبها ,مسح على شعرها وصوته هادي خالص : المفروض قولتي هتغسلي جسمك الاول مش هينفع نحط الكريم عالقديم كده ... ممم محتاجة تغيري هدومك كمان .. وقولتي تقعدي في الهوا شوية (مسح بضهر صوابعه على خدها) هنعمل كل ده سوا من غير كسوف ماشي؟
ريحت على ايده... صعب اوي من غير كسوف دي!
وقف معاها قدام الدولاب عشان يطلع هدوم ليها... راح هو يملالها البانيو ميه دافية
فضلت باللي يسترها بس و دخلت في الميه.. كانت الجروح بتلسعها جامد و ماسكة نفسها عشان متتوجعش قدامه.. غمضت عينها ثواني و هو قاعد جنبها قبل ما تفتحها و تبصله : لسه مأخدتش المسكن.. معلش ممكن تجيبهولي؟!
حرك دماغه .. هو عارف هي عايزاه يطلع ليه! و بما انه عرف كان المفروض يغيب شوية.. يديلها المساحة اللي عايزاها من غيره، بس برضه شعوره دايما بالذنب،
 انه ميستحقش اللي هي بتعمله ليه، انه ميستحقش مراعاتها دي، انه لازم يتعاقب على اللي بيعمله، رجع بسرعة... و قعد على طرف البانيو جنبها و هو بيتكلم بهدوء اوي لا يتماشى مع الموقف: مش هتعرفي تتصرفي لوحدك. انا عارف انك موجوعة. متخبيش وجعك.. سيبيني اساعدك و متخافيش عليا.. هبقا كويس اول ما ترتاحي انتي.. (مسح على شعرها) قولتي بتثقي فيا..؟ سيبيني اساعدك للاخر.. لو موجوعة قولي. لو عايزة تعيطي عيطي.. كتم الوجع في الاخر بيكسر القلب...

و هو بيتكلم عن تجربة..!

يمكن مسكت وجعها شوية بس مقدرتش تستحمل كتير. بتتوجع و بعض في شفايفها جامد. كل مرة تحس ان صوتها ممكن يطلع بتكتمه بصعوبة!
مش عايزة ابدا تبقى هي سبب في وجعه.
بدون مقدمات لقته دخل البانيو بهدومه، بيقعد وراها و بيقربها من صدره اكتر. العياط اسهل كتير طول ما هو مش شايفها! دموعها بتنزل على ايده و هو بس... بيضمها ليه!
طبطب على كتفها بالراحة.. و بالايد التانية كان بيمشي فوق جروحها بحذر اوي عشان يشيل اثار الكريم القديم.. عايز يلهيها عن الوجع و بس.. و ملقاش غير انه... يغنيلها!!
اغنية اطفال... قصة دبدوب في اغنية... و للحظات بطلت عياط و اتلهت في كلمات الاغنية.. يمكن ضحكت كمان و هو بيكمل.. اختياره غريب اوي! انتباهها كله فضل متركز معاه، لحد ما كان خلص، و سحب فوطة كبيرة يلفها بيها و اخدها للاوضة بعد ما لبس روب اي كلام عشان هي متاخدش برد.
الاوضة ضلمة و الستاير شبه مقفولة، مفيش غير خط نور رفيع يا دوب عشان يقدر يتعرف عليها و على مكانها! مستمر في الاغنية و هو بيساعدها تتحرك و كل تركيزه على وشها و بس.. مش هتنكر تقديرها للي بيعمله،
غير المساعدة، انه محترم خصوصيتها!
غير على الجروح بتاعتها، و لم شعرها بعد ما نشفه.. ساعدها تمدد في السرير... وقتها بس... بطل غنى و فتح الستاير شوية..
مغابش هو و رجعلها تاني.. مدد جنبها و هو ساكت. بيبصله كأنه مستني يشوفها عاملة ايه عشان يبني رد فعله عليها!
كان فيه جرح صغير في ايدها باين و مش بتحطله اي ضمادة و بتبص عليه من غير ما تواجه عيون دونجهي: تعرف... اي جرح لازم يشم الهوا عشان يخف. لو فضل مكتوم هيلتهب و يوجعك انت قبل اي حد... (رفعت عينيها ليه، كأنها بتتوسله) ممكن بقا تسيبني اغير على جرحك انت كمان؟
هو بيتجاهل نفسه، بس هي مش هاممها اي شئ غير انه يبقى كويس! كل ما تفتكر اللي عرفته من مامته بتحس ان حاجة جواها بتتكسر!
بلع ريقه بتوتر على كلامها.. بقالها شوية مش طبيعية... هو.. هو كان بيهرتل و هو تعبان؟ هو قال حاجة مش المفروض يقولها؟! كأنه بس دلوقتي اكتشف الاحتمالية دي، و بسببها، عينيه وسعت اوي،
قبل ما يتدارك نفسه و يحاول يتصرف عادي... مسح على شعرها و حط دماغها في حضنه: بس انا معنديش جرح.
حتى لو مش شايفاه، صوته بيفضحه! اتكلمت من غير ما تتحرك من مكانها: مش قولتلي بتحب تبقا على طبيعتك معايا...؟ ليه بتكدب دلوقتي؟
بعدها شوية و هو بيبتسم، مكانتش ابتسامة صادقة، بس ع الاقل مكانتش موجوعة: اممم.. مش لازم نحكي كل حاجة حصلتلنا او جرحتنا.. كفاية اننا كويسين دلوقتي و مع بعض.. مش كده؟
مسحت بس بضهر ايدها على وشه... بتدور في عينيه على كلام يهديها، مش عايزة تضغط عليه، مش عايزة تدوس على وجع جواه، بس عايزاه يبقى كويس... ده كتير؟!
عدل شعرها و هو بيهرب منها: انا كويس يا بيلا... فعلا دلوقتي انا كويس.. و انتي في حضني و معايا، ببقى كويس..
غصب عنها اتنهدت و صوتها كان بدأ يترعش: انا عايزاك كويس على طول يا دونجهي، مش كويس دلوقتي بس! كنت... (اتنهدت تاني) كنت مرعوبة امبارح.. كنت حساك هتروح مني...
قربها في حضنه شوية و هو بيطبطب عليها برقة: ششش.. متخافيش.. انا معاكي اهو و مش هسيبك... طول مانتي في حضني متخافيش من حاجة...
غمضت عينيها بتعب: ما انت كنت هتسيبني امبارح... دونجهي (بصتله) ليه منمسحش كل الذكريات دي من دماغنا احنا الاتنين؟
عينيه بدأت تتغير بمجرد ما سمع اللي قالته، اتنهد و هو بيعد نظره عنها: انتي عايزة ايه يا بيلا؟
فضلت تبصله: عايزة اساعدك... عايزاك تضحك على طول يا دونجهي! مش عايزاك تتوجع ولا تبقى فيه حاجة جواك بتعذبك و مبتبانش غير و انت مش في وعيك!
طول الوقت بيحاول يكتم وجعه ويدفنه .. يحطه ف صندوق ويقفل عليه!! وجعه لما بيطلع بياكل الاخضر و اليابس... وجعه بيدمرها و بيدمره معاها! بلاش تفكره بيه! اتعدل و هو بيبعدها و ادالها ضهره... وشه بين ايديه و هو بيحاول يهدي نفسه...
"اهدى... اهدى..."

طبطبت على ضهره بالراحة : اتكلم و هسمعك... لو مش عايزني اسأل مش هتكلم...
حاسة برعشة ضهره تحت ايدها .. مش هتنكر انها بتخاف، بتخاف عشان مش بتحب عينيه الميتة دي ولا تعابيره الغريبة عنها!
لف و هو بيبصلها بعيون ميتة و تعابير غريبة عنها... رمى ايدها جامد: متتكلميش في الموضوع ده تاني.

مش صوت دونجهي...

اتنهدت و هي بتقوم من جنبه، المرة الوحيدة اللي سمعت فيها كلامه و بعدت من نفسها... بتبعد عنهم هما الاتنين شر الذنب اللي هيحس بيه لما يفوق!
فضل هو في مكانه عشان يهدى، و محسش بنفسه بينعس و هو قاعد... دماغه بتميل لناحية و ساند على كتفه! بهدوء اوي... ببراءة... بوش هرب من الوجع للنوم!
بعد تردد كتير، و بحث كتير اوي اونلاين، لقت دكتور نفسي مشهور يعتبر قريب منهم... فكرت كتير، اللي بتعمله ده صح ولا غلط؟ هتبقى نتيجته ايه؟ هتعمل ايه هي؟ بس في الاخر، سلامته هو اهم من اي شئ تاني! تنهيدة بتترعش منها خرجت منها و هي بتدوس على الزراير عشان تأكد معاد زيارة مستعجلة بعد اسبوع!
فضلت تلف بقلق و هي مش عارفة لسه ده هيوصلها لايه، بس بعد شوية، و لما مفيش اي صوت طلع من الاوضة، فتحت الباب تبص عليه... نايم على نفسه!
نعس و مش حاسس بأي حاجة حواليه، فقربت هي منه تعدله بايد واحدة و بصعوبة! في الاخر، كانوا نايمين بطريقة غريبة، بس المهم انها جنبه، و انه في حضنها!

*^*

لما فتح عينيه كان الدنيا نور... حس بيها في حضنه و تلقائيا ابتسم! قربها مريح بالنسبة له! لسه نعسان و بيحطها في حضنه اكتر عشان يكمل نوم، بس خبط من الخدامة بتصحيهم عشان الفطار فوّقه و مبقاش فيه فرصة يرجع ينام تاني.. بدأ يصحيها بالراحة، و هي بس بتتململ في حضنه..
صوت دقات تحتها... هي اخر حاجة فاكراها انها هي اللي اخدته في حضنها... امتى بقت نايمة فوق قلبه؟! ايا ما كان، هو صاحي كويس! ابتسمت هي كمان: قوم انت الاول... هحصلك، متنزلش من غيري!! (غمضت عينيها تاني) عندك شغل النهارده؟
طقطق بلسانه و هو بيبعد شعرها من على وشها، باس دماغها: لا... انا بتاعك النهارده... (سند دماغها و حط مخدة تحتها و هو بيقوم) متناميش تاني... قومي يلا...
ريحت دماغها اكتر على المخدة من غير ما تفتح عينيها: انت بتاعي كل يوم اصلا...
بينما هو في الحمام، هي فضلت مستنياه يساعدها عشان تقدر تنزل و هي شكلها مرتب ع الاقل. مش عارفة لسه هتقابل مامته ازاي. مش عارفة فعلا دونجهي بيحس بايه لما بيشوف مامته! اتنهدت بتعب... عمرها ما كانت تتخيل ان الوضع هيبقى كده ابدا!
خرج بعد شوية و هو لابس جينز و فيه فوطة حوالين رقبته و من غير شيرت... بيدور في دولابه عن حاجة يلبسها: تقدري تخرجي؟ ولا بلاش؟
طبيعي انه طالما مش هينزل الشغل، هيحاول يستمر في هروبه من مامته باي شكل، توقعت ده... و مع كده، دلوقتي و هي عارفة، مش هتقوله يفضلوا هنا! حمحمت عشان صوتها كان متغير من اثر النوم: اااه.. ننزل.. نروح فين؟
كان بيفكر يلبس الاول ولا يلبسها هي الاول! رمى على نفسه اي تيشيرت و حط هدومه اللي هينزل ليها على جنب.. قرب منها: يلا زي الشطووورة ندخل الحمام و نغير عشان نشوف عايزة تروحي فين!
دخوله معاها الحمام بقى شئ طبيعي دلوقتي! بعيد عن كل حاجة، هو كان بس بيحاول يساعدها، بيحاول انه ميحسسهاش انه بيعتدي عليها حتى بعينيه و عشان كده دايما بيركز مع عينيها و بس!
و طول الوقت كانت بتتكلم معاه.. في كل حاجة، و بتحكيله عن الحلم الغريب اللي شافته من شوية... طفل صغير و بتدور على دونجهي مش لاقياه و بعدين ظهر و هو بيضحك! كان بيسمعها باهتمام اوي بس ردوده مع كده كانت مقتضبة.. مركز انه بس يخلي باله منه! قطعت تفكيره و هي بتبصله بحماس: مكانك المفضل!!! وديني مكانك المفضل!!
ضحك بس و هو بيهز دماغه... هو فعليا معندهوش مكان مفضل.. بس على ما يفكر كان بيخلص كل حاجة هي محتاجاها... خلصت و قعدت على السرير بهدوم خفيفة عشان الجروح تتهوى قبل ما يغير عليهم، و بيخليها تاكل اي فاكهة خفيفة لحد ما ينزلوا. طول الوقت مش بتبطل كلام معاه و مستمرة في انها تحكيله احلام تانية غريبة حلمتها قبل كده. معلقش ابدا على موضوع البيبي زي ما توقعت..
فستان كيوت، بيسرح شعرها و بيعدله، حتى الاكسسوارات هو اللي كان بينقيهم و يلبسهوملها! لما اخيرا انتهى وقف و هو بيبصلها و ابتسم: خلصت!
عوجت بؤها : كأني عروسة لعبة و بتخلي بالك منها!!

قامت هي عشان تشوف شغله عامل ازاي، و يمكن مشافتش نفسها اجمل من دلوقتي!

لفت تبصله: فيه روج في الدرج كمل بقا لوك العروسة بتاعتك
بربش! وجه جمبها وفتح الدرج ! لما لقاه اصيب باحباط فجأة : ايه بجد! انا فكرت مفيش ..(قلب لحد ما طلع واحد، و بالصدفة لما فتحه لقى ريحته فراولة!) سألتك عالطعم اللي بتحبيه عالفاضي
دلوقت عرفت سر سؤاله عن الكرز والفراولة!
اخده وجه ناحيتها مسك خدودها بايده وفتحه وهو مقرب اوي! وبدأ يحطهولها براحة وهو مبتسم وكل ما يحطه كويس ابتسامته توسع اكتر .. بس غلط وطلع طرفه شوية عن شفتها .. كشر .. و قرب اكتر وبابهامه بدأ يحركه على شفتها عشان يمسح البواقي دي لحد ما ظبطه فبعد عشان تبص ف المرايه
كانت اه عايزاه يحطلها روج، بس كل ما بيقرب اوي و انفاسه بتخبط فيها و دفا ايديه على جلدها، مش بتركز!
بس كان عايز يجيبلها روج بطعم الفراولة؟!! مكنتش محتاجة تبص عشان تعرف شكلها عامل ازاي و لفت تبصله هو باستغراب: انت كنت بتسأل عشان تجيبلي روج؟!
ابتسم ببراءة وهز دماغه (اه) .. وبعدين ضحك ونعكش شعره: كنت عايز اعرف طعم الروج اللي بتحبيه لما ابوسك هيبقا عامل ازاي
غمز و دي تنحت... فضلت تبربش كتير و هو حس ان الموضوع بيقلب بغباء ملوش حدود! قلب عينيه و وطى شوية لمستواها و باسها برقة... متحركتش خالص و هو كده لحد ما بعد هو: لا حلو بجد...
تنحت تعتبر كلمة قليلة ع اللي حصلها..
كانت فعلا عروسة لعبة في ايده بيحركها زي ما هو عايز! بيلعب بمشاعرها كأنها مربوطة بخيوط في ايده هو بس! بقايا الروج على شفايفه و هي مش عارفة حتى ترد.. صوتها كان واطي اوي : يا ترى ظبطت كام بنت و جربت الكلام ده عليهم عشان تبقا بيرفيكت كده؟
يمكن دلوقتي كل حاجة عرفتها عن ماضيه او خوفه اتنست. محستش حتى ان صوتها مليان غيرة غير لما سؤالها طلع... الغيرة احساس مجربتهوش قبل كده.. ان حاجة خاصة بيها هي لوحدها، مش عايزة حد تاني ييجي جنبها، يلمسها او ياخد حاجة تخصها لانها من حقها هي بس!!!
استغرب سؤالها المفاجئ.. ده لو حد محطلهوش اكل كان بينسى ياكل... كان عايش حياته كلها بيدفن نفسه بالمذاكرة او الشغل... هيعرف يظبط بنات امتى!! و حتى لو حب، هيقدر يعرف بنات؟ اكتفى بتحريك دماغه (لا): ولا واحدة..؟
يمكن اه عارفة انه محبش قبلها.. بس ازاي بيعمل كل حاجة بيرفكت كده؟ بيعرف يعمل ايه ازاي و امتى و فين! بيعرف يوزع حبه عليها كأنه لما اخدها اخد معاها الدليل بتاعها عشان يعرف يخليها تعشقه اكتر و اكتر! قربت منه شوية و بدأت تحرك اطراف صوابعها على وشه: يعني محدش لمس شفايفك غيري..؟
كانت مسطولة.. شاربة حاجة، مخمورة! من مجرد kiss هيجرالها ده! هي حتى كنت مستغربة نفسها!
بربش بصدمة و عينيه بتتحرك عشان يبص على ايدها دي... و ضحك بصوت عالي! كلمة "اه انتي اول واحدة" على اطراف شفايفه خلاص هيقولها... بس فجأة كشر و الابتسامة راحت..! بص في الارض و هو بيتنهد جامد بحرقة... لا مش اول واحدة.. افتكر واحدة نغصت حياته و بوظتها! بيلا مش اول واحدة تلمسه..
صداع رهيب و الذكريات بتتعاد عليه تاني واحدة واحدة.. صوت و صورة... ايديه على جبينه بيضغط جامد و جسمه بيترعش... قبل ما يبتدي يدوخ  يبقى على وشك ان يقع!
الخضة من اللي حصل نستها كل اللي كانت حاسة بيه، و حاولت تسنده. بس للحق، لو هتسنده و هو بيقع، مش هتعرف تمسكه، بالعكس، هي كمان هتقع معاه!
استعاد توازنه شوية، و قعد على كرسي بالعافية، و هي قاعدة على ركبها ع الارض قدامه، ساندة ايدها على ركبه و بتسمح على شعره بالراحة... وشه لتحت بيمنعها تشوفه بقدر الامكان، و مع كده هي بس جنبه... بتحاول تقول كلام يطمنه..
غبية... مكانش لازم تسأل اسئلة ملهاش لازمة.. بس الغيرة كانت بتاكل في قلبها!!!
فضل مدة كده و هي لسه بتهمسله بكلام دافي.. ليه دايما في عز فرحته معاها تحصل حاجة تكسره تاني؟ رفع وشه بصعوبة و نزل ع الارض جنبها... خايف حتى يلمسها و هو حاسس باحساس القذارة بيكبر جواه... عيونه بتتملي دموع بسرعة: انا اسف انك... مش اول واحدة... (الدموع بدأت تنزل على خده) بس اقسم لك... انتي اول واحدة انا لمستها بارادتي...


هناك تعليق واحد:

  1. TTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTT لا والله حرام عليكم لاااااااااااااا حرام حرام حرام إجرااااام هادد قلبي بطل قادر ببكي يا ربي ليه هيك!! لااااااااااااااااااااااااااااا لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا مش قادرة شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت انا انتهيييييت تدمرت رسمييي شتتتتت شتتتتتت شتتتتتت كنت بقول رح اكتب انو أحلى بارت بالتعليييق بس ااااه شتتتت شتتتت اجى اخر مقطع دمرني تدميير بطلت عارفة هو احلى بارت والا احزن بارت لانو ما توقعت هو يتذكر الموضوع هيك فجأة وfالطريقة الله ياخدها هيوسونغ كرهتها حتى بالحقيقة ما بدي اشوف وجهها TTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTTT

    ردحذف