صِرَّاعُ الجَحِيم
Part 2
By :Sara and Sara
هي في اوائل الأربعين من عمرها, خادمة وفية
كان ولاتزال للملكة وواعدت أن تعتني بالملك مهما كان مزاجه وحكمه.. خلفا لأمها
الراحلة التي لم تكل يوما عن خدمة العائلة المالكة, لديها خطى ثابتة وشخصية
قيادية, وفية جدا للعائلة المالكة خاصة ولبريطانيا عامة.. صلدة جدا عاصرت الكثير
لذا من نظرتها لوضع سول!..كان وضعا فريدا جدا وسيأخذ مسارا مختلف عن اي محضية.
صوتُ إرتطام ركبتيها بالارض قد اصدر صداه في
صمت الغرفة.. عيونها الجوفاء تحدق بالفراغ , أي لعنة حلت عليها لترى كل هذا دفعة
واحدة!! .. هزت رأسها بطريقة درامية وخديها المغرقين بالمياه المالحة يحرقان
الجروح حين يتسللان لهما بخفة :
- ك كلا لكن هذا أبي(اعتصرت الغطاء على صدرها
ناحبة بقوة) سيموت قهرا ,سنموت جميعًا كلااا(تحولت نظرتها لأخرى مرعبة تنفث انفاسها
بقوة)كلا انا سأنهي حياتي بنفسي.
شهقت السيدة تحدق بها بصدمة وخوفا عليها منه
لا الموت!.. أنحنت السيدة فورا تمسكت بكتفيها منفعلة :
- كلا اسمعيني هناك حل وحيد لكل هذا!
رفعت رأسها سول كحبل نجاة مد لها أيا كان, من
بين شهقاتها انتحبت حروفها الراجية :
- م ماهو ها هيا قولي !
بدت جدية اكثر وأعلنت تركز في عينيها الباكية
:
- ان يأمر الملك نفسه بهذا (قطب سول عينيها
غير فاهمة ) انتِ اول واحدة يتركها في الغرفة صباحًا ويمنعها الخروج.. ربما حقًا
قد أُعجب بكِ بشدة استغلي الامر واقنعيه بنفسك!,هل فهمتي؟! ... ضغطت على كتفيها اكثر .
هنا أنقطع الهواء حقاً, هل يعني ذلك ان
تتأقلم!! ان تتوسل قاتلها لبعض الرحمة!! ان تحط بكرامتها الارض اعمق بل في اسفل
سافلين!!.. بلعت ريقها بغصة وبعينين ترتعش في محجرهما غضبت وبحدة اعلنت :
- كلااا هذا مستحيل هذا لن ارجووه..
اعجبته!(ضحكت ساخرة ) يالسخرية.. لفت تنظر جانبا.
ألمٌ اعتصرَ السيدة عليها, برقة لفت ذقن سول
لها لتمعن النظر في عينيها راجية وكأنها ابنتها الصغييرة :
-
ارجوكِ.. يكفي عناداً (هزت رأسها مغمضة العينين بهدوء) ليس هناك حل أخر , اكسبيه
ستكونين ملكة.
صرت على اسنانها بقوة تنفث نيرانًا بدل ان
تتنفس.. اغمضت لتتنهد بقوة واطرقت رأسها باكية بصمت :
- س سأحاول...
حينها فقط تنهدت السيدة براحة شدت يدها لتقف
:
- هيا تعالِ معي.
سبقتها الى الحمام الفخم ذلك..اعدته مع بعض
الادوية والملطفات.. ثم اشارت لها للنزول به ..لكنها نظرت جانبا خجلة, تبسمت
السيدةُ شبحَ ابتسامةٍ واقتربت ناحيتها من الخلف لتفتح الغطاء :
- اعتبريني امك هيا .. شدته منها وخرجت تترك لها فسحة حرية
لوحدها واخيرا
نزلت فيه وكل شبر يغطى بالمياه تليه بآهة ألم
عضت شفتها بقوة حتى وصل الماء لأخر رقبتها , جلست تسترخي مغمضة العينين.. بينما
قبضة السيدة بقوة على الغطاء اثار الدماء تلمؤه من داخله كثيرا تماما كما روح سول
الان .. جلست خارجا تنتظرها حتى تنتهي بينما هي في الداخل سارحة كيف تعاكس
تركبيتها وتقوم بإقناعه ليرحمها, ذلك الخبيث...نظرة حنق اشتعلت في عينيها لاتنطفأ
وصل والدها القصر مرعوبًا لإبنته التي انتهت
ايامها الجميلة وتحولت حياتها لجحيم فمن يدخل القصر لامخرج له.
......................
في تلك القاعة الفخمة انحنى بقوة جاثيًا على
ركبة واحدة امام العرش المهيب , صعق الملك برؤيته امامه لسبب في داخله ثم قطب
حاجبيه بحدة يستمع له
- م مولاي.. جنود جلالتك أخذوها يوم امس.
حدق به ببرود غريب نظرات حادة امتزج بها غضب
فريد بينما يشبك انامله سويا يتلاعب بهم وكلا مرفقيه لذراعي العرش الفخم :
- ومالذي تريده منها الان ,باتت لي.
أغمض الأب عينيه بقوة متأرجحا في غصته :
- ا اعلم مولاي ..وددت فقط رؤيتها والاطمئنان
عليها .
رفع رأسه ليتقابل نظرهما .. نظرات غريبة
انتقلت بينهما, فقطب الملك حاجبيه لبرهة تكاد انامله تتكسر لشدة ضغطه عليهما :
- لاشأن لي فلتذهب لرئيسة المحضيات.
وقف لينحني بخفة ثم ألقى نظرة لعيني الملك واكتفى
الصمت بينهما ليسرد سنين مضت وأحداث معتقة لم تكن يوما في النسيان .. لف وخرج
مسرعا.. سأل بعض الحرس وانتظر واقفًا في تلك المروج الخضراء الواسعة في ساحة القصر
يلف في مكانه جيئة وذهابا يموت قلقا وأسى.. لمَ القدرُ اعادها بين يديه مجددا!..
يكاد دماغه ينفجر من دورة الحياة التي لن تتوقف.
.......................
كانت تشد لها حزام خصرها جيدا ثم انتهت من
تمشيط شعرها واغداقها ببعض العطور الزكية.
ربتت على كتفها بخفة تناظر أنعكاسهما معا في
المرآة :
- لقد انتهيت اعتني بنفسكِ وابقِ هادئة حاولي
اقناعه اتفقنا.
هزت
رأسها بخفة وهي تعض شفتها بقوة ستفعل عكس ماترغب به الاكثر وهو قتله ,ستتودد له كي
يوقع عليه, على عريضة افعاله مرحبا... خرجت السيدة اخيرا بينما جلست هي سارحة لما آلت عليه الان.
قطعت سيدة المحضيات الممر حتى انتهت بمهجع
المحضيات لتؤمرهن بالامتثال للاوامر والاعتناء بمظهرهن لكنهن غير مباليات وموجة
غضب لفت تعابير الجميع .. شبكت اناملها بقوة وصرخت بهن :
- هل
باتت أوامري لاتسمع؟؟ هل تردن عقوبات الملك التي لاترحم ماذا بكن!؟
تقدمت احداهن بلسان سليط لتعقب :
- حين تخرج تلك العاهرة من غرفته سيحين موعدنا
نحن وقتها سنتجهز لمتعته.
صوت صفعة قوية دوت في الغرفة, لفت الفتاة
تناظر السيدة بصدمة تداري خدها بيدها
- فلتصمتي.(تكلمت بثبات جدا برقبة مرفوعة
شامخة) كلامي يسمع هنا هل سمعتن.. فلتكُن زينة للقصر, دوما جاهزات ولاشأن لكِ
بطلبات الملك .. لاتأتِ بسيرته بتلك الطريقة والا سيقطع لسانك تعملين.
زفرت بقوة غاضبة وعادت ادراجها وسطهن بخطى
قوية, يرتبن المكان ويجهزن أنفسهن.
انتبهت السيدة على الخادم الذي اقبل لها
هامسا من الخلف بحرص, لفت تنظر له ببعض من الصدمة حملت فستانها وراحت تلحقه سريعا
لغرفة في القصر.
كان فيها
كيم يلف في داخلها كطائر مذبوح.. اول مارآها شهق براحة مقتربا بسرعة بينما العكس
هي انزعجت من رؤيته واعتراها الحزن.. لقد كان كمن كبحت جماحه.. صدم فاغرا فمه من
منظرها وجهها الملئ بالكدمات بشدة..أطرق نظره وتجاهل التركيز معها عاد للهفته
محدقا بها فأعلنت فورا
- اوه سيدي .. انحنت برقة عادت تمعن النظر في عينيه
- ماذا تكلمي اين أبنتي ؟؟.
تحولت نظرتها لتوتر تطيل التركيز في تعابيره
:
- ل
لقد اصبحت ملك الملك ليلة امس.
فغر فمه مصدوما تثاقلت قدميه من عملهما لحمل
جسده الخائر فهوى جالسا فورا لأقرب مقعدٍ فخمٍ بجواره.. اعتصر ذراع المقعد بقوة
وعينيه في الفراغ ... بريئته مست بدون ارادتها حتى! :
- م ماذا قلتِ؟
تنهدت وحدقت بها بعقدة بين عينيها :
- سيدي
عليك ان تفرح.. الكثير من الفتيات يتمنين ذلك.
نظرلها رافضا فورا :
- لكنها عذراااء هل تفهمين!!.. وقف بطوله منفعلا امامها كلاهما يعلمان ماذا
يعني ذلك!
تنهدت وهزت رأسها مطمئنة :
- إطمن سنجد لذلك حلا لاتخف.
لف جانبا مستاءا اكثر ثم عاد يحدق بها بضيق
وعيناه تصرخان بالألم :
- ورؤيتها!! ألايمكنني ايضا! اود الاطمئنان
عليها.
هزت رأسها مغمضة العينين :
- لقد أمرها الملك بالبقاء في جناحه ,سنحاول
أخذ الأذن لك منه لزيارتها .
اطلق نفسا مرهقًا مغمض العنيين ثم حملق بها :
- اذا سأعود غدا.. ارجوكِ يونغ هوا اعتني بها قدر
استطاعتك.
عض شفته بقهر بينما تبسمت لذكرِه إسمها دون رسميات
:
- لاتقلق أنني افعل صدقني..
أومأ ثم لف ليخرج بسرعة المكان يخنقه بقوة..
بينما تنهدت هي عقب خروجه مستغربة كيف استطاع اخفاء امتلاكه لبنتٍ كهذه كل تلك
الفترة. لقد حاول جاهدًا إبقاءهما بعيدا عن اي شئ يمت بالقصر , قلةٌ فقط من يعرفون
بأنهن بناته!.. سر عجيب وراء كل كل شئ حدث ويحدث.
...............
أغمضت عينيها سول من دمار روحها الان ونهضت
لتلف , تلقي نظرة لكل شئ في هذه الغرفة التي باتت منزلا وموطن عذاب... كل شئ فاخر
لم تحلم أن تراه حقيقة واكتفت بسماع الكثير والكثير عنه كل مرة جلست مع صديقاتها
من بتن كمن يرينه حلم حياتهن.. حسنا انه حلم من نوع الجحيم كابوس راسخ هناك مرصع
بالجواهر والمظاهر خلف ذلك الجمال الآخاذ والفخامة شيطان يقبع.. تنهدت بحسرة واوصلتها
خطواتها للشرفة تلك راحت مراقبة لكل حركة دقيقة تدب من الجميع وبعض المحضيات
يتراقصن عند حافة الحديقة الفخمة في دوائر يتدربن على رقصات الامسيات التي تتم في
القصور .. ترى هل كلهن مررن بما مرت به! والان تلك البسمة والهناء يزين
محياهن!.تأقلمن!! بهذه السرعة؟.. ابتسمت بسخف تطرق رأسها ارضا.. وماذا تفعل هي!
تنتظره!, كي تتملق شيطانها ليغدق ببعض الرحمة عليها في بقاءها هنا , ماذا يسمى هذا
اذا!
كان وقت الظهيرة تم وتوسطت الساعة الواحدة
ظهرا.. حين اقترب لوحده من غرفته بشموخ يطرقع رقبته يفك عنها بعض التشنجات من
العمل الدؤوب لأمور الدولة والشعب.. انحنى الحرسين عند الباب ما أن دخل حتى ابتعدا
ليقفا عند الجهة المقابلة للباب.. اغلقه خلفه بهدوء وبكل برود حملق بظهرها عند
الشرفة متجاهلا , اقترب من الخزانة خالعا لسترته.. ظهرها قشعر انتصب كمجندة تؤدي
التحية العسكرية وكل خلية فيها توقفت على أُهبة الاستعداد , بلعت ريقها برفق ولفت
لتراه مجددا .. وعيناه عليها بكل تركيز حين رمى سترته الطويلة للمقعد بجواره ..
اقتربت بهدوء امامه تفصلهما مسافة كي تنحني بخفة بكل صمت ثم رفعت رأسها لتراه يفرد
ذراعيه للهواء .. فهمت ان عليها المجئ وعينيه تكاد لاترمش حتى, يميل برأسه مراقبا
بدقة لعينيها وحسب يهيم بهما بطريقة عجيبة.
اعتصرت أناملها معا بقوة تقاوم ارتجافهما
المقيت ثم اقتربت بخفة وببرود كالصقيع راحت تلك الانامل تقاوم كي تفتح ازرار قميصه
المخملي من الحرير.. تشعر بأنفاسه تثقب رأسها .. هو مركز مع كل حركة تؤديها
وتعابيرها بدقة.. نظرته تدب الرعشة في كل خلاياها وهي تتلافاها .. لفت للخلف لتخلع
له قميصه بهدوء.. عضلات ظهره منتصبة اشد من حائط قوي البنيان.. تملأه وشوم غريبة
قطبت حاجبيها مستغربة بشدة بلت ريقها خوفا حتى ..شهقت حين تسحب من أمامها مقتربا
من الخزانة مصرحا ببرود :
- جهزي لي الحمام.
انحنت فورا واسرعت للداخل كي تجهزه.. ملأت
حوض الاستحمام مياهً ساخنة ,بعض العطور والملطفات.. ثم خرجت لتقف مطرقة الرأس انحنت
بخفة معلنة :
- ا
انتهيت مولاي.
لف ينظر لها وميل رقبته قليلا بحدة اخترقها
يحملق بملابسها ثم لعينيها بحدة اتسعت عينيها يميتها رعبا تحت سطوته :
- هل
انتهيتي حقا!
شهقت موتا انتصبت رقبتها اكثرتخدرت يديها ثم
عادت لتقبض عليهم بشدة :
- ا انااا؟؟
ميل رقبته للجهة الثانية ارتفع حاجبه بحدة
اكثر برم لسانه في فمه.. فبلعت ريقها تزدرد روحا ستفر منها وهي ذبيحة .. صوتها
المهتز اطربه :
- لمَ..لم مولاي!! ارجوك
هز رأسه باسما بسخف ثم قطع الخطوات بينهما ومجددا
التصقت قدميها بالارض رغم كل رغبتهم للجري خارجا , الخوف عميقا نبت في احشاءها
كوليد مسموم.. بينما ترتعش كاملا..رفع عينيه بحدة باسما بخبث :
- تؤ تؤ .. هل تريدين ان اجهزك بنفسي..
تحولت نظرته للغضب فجأة.
ركزت في عينيه جليا.. اما الموت او بعض الوقت
لتربحه الان.. ستتحمل المزيد فقط.. تكتم توترها بقوة ويديها بثبات امتدت لخلف
ظهرها لتفتح شريطة خصرها هوت ارضا ثوانٍ وهوى الفستان ايضا يحيط بساقيها
اللامعتين.. ابتسم للجنب يطيل النظر في عينيها كمنتصر و اغمضت هي عينيها بقوة فورا
تشتعل ارتباكا وتنبض موتا تريده الف مرة باتت.. لفت لتسبقه للداخل ويخيل لها
نظراته تلاحقها فتود وؤد نفسها اكثرتسارعت أنفاسها بحق تموت ذعرا الان.
ابتسم بخبث اكثر وراح يخطو وراءها .. امتثل
خلفها واقفا بينما تعتصر اناملها بقوة مغمضة شهقت وفتحت عينيها اكثر حين احتلتها
يديه محتضنة من الخلف ضمها بقوة له وتحركت انفاسه فوق رأسها ثم رقبتها بخفة حين
اخفض رأسه قليلا ليهمس بأثارة قائلا :
- قطتي الجميلة .
تأوهت رغما عنها مغمضة العينين لتلك الشفاه
الدافئة التي راحت تداعب رقبتها بخفة , رعشة قلبها المريبة تلك تفزعها.. لمَ تتخدر
بتلك الطريقة الغريبة!
- لقد اعجبتي الملك..كوني مطيعة هكذا دوما
اعلن هائما بها.. يشعر بشئ يتدفق داخله كلما
لمسها , طاقة غريبة جعلته يسهر امس يقاوم إنفجارات داخلية ينقسم لأشلاء حتى بات
كالثمل من الالم , جعله هذا يتمسك بها بقوة كلغز عليه حل شفراته.. ثم يأتي الدكتور
كيم ليرميه في عمق الغموض اكثر, كيف يمكن أن تكون هي نفسه ابنته ايضا ونفس الاسم!
قشعرت لكن تذكرت كلام السيدة وراحت تسايره
رغما عن روحها العفيفة :
- ح حقا؟!
ابتسم يدفن وجهه في شعرها يتنفس بشغف يورد
رعشة مريبة لجسمه ولروحه التي تهتز بعنفوان, بل ريقه قليلا طمر وجهه فيه أكثر..
يتنفسها اكثر يود سحبها لداخله .. فجأة شئ ما في رقبته لسعه بخفة , اصدر آهة رغما
عنه وصلت مسامعها.. تركها فورا تجاوزها بحدة يلتقط انفاسه اللاهثة.. انسل للمياه
الهادئة بخفة معلنا بحزم :
- تعالِ.
بلعت ريقها واخفت مفاتنها فورا وهي تحتضن
نفسها بقلب يرتعش:
- ا انت تعرف مولاي ان انني لم يلمسني احد
قبلك.
حدق بها لأعلى لكل مفاتنها.. نظر لها بحدة
معلنا بحزم وجدية :
- ولهذا انتي ملكي لوحدي فهمتي!
هزت رأسها بتلبك :
- ن نعم مولاي انه لشرف لي.
ابتسمت بلطف تصنعا لكن سرحت في عينيه الحادة
كالسحر لوهلة ثم عادت تطرق رأسها.. اعلن هو مجددا ممعنا النظر بها :
- قلت لكِ تعالِ ..مد يده في الهواء.
اكملت تقطع الخطوات نفسها خاصته الى حوض
الاستحمام ..اخذت نفسا عميقا لتتفادى التركيز فيما آلت عليه الان وماباتت تتصرف..
رفعت قدمها ودخلت للمياه ايضا , حالما دخلت لم تكد تجلس لفها بقوة شدها لتبيت فوق
صدره فورا فأطرقت نظرها فورا بعيدا عنه.. يحدق بها بكل صمت يتنقل بعينيه بين كل
تعابيرها ..قربها اكثر فأغمضت بقوة على الفور .. ابتسم للجنب.. وبكل شغف ودقة غزا
تلك الشفاه بقوة يلتهمهما, يجدد جرعته القوية منها.. روحه لايعلم مالذي يجري لها..
تآوه بألم مجددا بين شفتيها بسبب رقبته.. اسندها لصدره يمسح على شعرها بخفة
..بينما الألم يفتتها من بقاءها هكذا.. تعتصر قبضتيها تحت الماء بقوة تغمض وتتناسى
اين هي عل الوقت يموت والحلم يغطي عينيها كغشاوة مؤقتة من كل هذا.
يستشعر بأنفاسها تداعب صدره تزيده انفعالا
واثارة ..اخفض عينيه ليصعق!..عينيه اتسعت بحدة اشتد الوخز في رقبته.. أثر حرق
يتوسط اسفل ظهرها تمام.. صك اسنانه بقوة ينفث نيران ستحرق كل من تلمسه دموع بلون
الدم اشعلت عينيه , فجأة احتضنها بقوة رهيبة مغمضا عينيه بقوة كمن يداري عليها
ألمها .. اخفض نظره لها بخفة كملاك يضمها بين يديه , نهض بطوله الفارع يحملها بين
يديه للسرير.. شهقت وهي شبه نائمة تعلقت برقبته واخفضت وجهها هناك اوقفته بلا اي
حركة تعود للنوم وانفاسها تشعله..تنهد بخفة واكمل للسرير مددها بخفة ثم دثرها جيدا
كي لاتمرض. مرر ظاهر كفه على خدها ..ولف عائدا لمسبحه الواسع.
رأت خياله من بين ضباب عينيها يغادر فألتفت
تخبأ نفسها بقوة تترعش تبكي تشهق انفاسها بحدة لدمارها الذي لن ينتهي.
سمعت اصوات قدميه تقترب..كتمت صوت بكاءها
فورا وجففت عينيها.. ثم رفعت الغطاء بخفة فوجدته يلف المنشفة حول خصره صدره العاري
بعضلات تذهل الناظر.. ابتسم للجنب واشار لها لتأتي.
اومأت له واخفضت قدميها ..لفت رداءا وربطت
حزامه حول خصرها جيدا ثم اقتربت لتسحب ملابسه من الخزانة .. حين وقفت خلفه أنتبهت
اكثر لجسده.. شهقت ترتعش.. جناحين اسودين على طول ظهره.. وشم غريب ومرعب يتوسط
رقبته من الخلف.. ذراعيه تملأها رموز ووشوم غريبة ايضا.. انتبهت لنفسها أنشغلت فأسرعت
للامام لتضع القميص عليه.. حاولت ان لاتبدي أي تعابير أخرى لوشم وجه الذئب الذي
يتوسط عضلات صدره .. لذا أبتلعت ريقها بهدوء وأنهمكت في إقفال ازراره, ناولته
بنطاله وبقية ملابسه تساعده فيهم تلك مهتمها كأنه طفلها الصغير ..حملقت بعينيه
ببرهة وهي تعدل ياقة بدلته الرسمية ..ثم اطرقت رأسها بزعل تحاول تمالك نفسها من
انفاسه الساخنة وهي ترتطم بها
واعلنت بصوت مرهف :
- ر رئيسة المحضيات ..اخبرتني ان اتجهز
لعملية(عضت شفتها بقوة ) ت تعلم مولاي بأن ابي مـ من يقوم بهن (هزت رأسها بخفة) ل
لا اريد القيام بها ارجوك انا خائفة.. اخفضت يديها تقبض عليهما سويا ترتعش.
ابتسم بهدوء لأول مرة شبح إبتسامة لطيف بان
على وجهه رفع ذقنها محدقا بشغف في تعابيرها ثم اغمض مقتربا ليجعلها تغمض هي الاخرى
..مقبلا تلك العينين اللتان تسحرانه بأعجوبة :
- لمَ انتِ خائفة وانتِ معي؟!
فتحت عينيها المهتزة وسط محجرها تطالعه بصدمة
ثم استغراب :
- ل لكنني لست سوا (بلت شفاهها بطرف لسانها )
سوا محضية مولاي..قالت لي انه القانون ..أطرقت رأسها قاطبة الحاجبين بحدة
يبتسم في سره لنجدتها به.. رفع ذقنها مجددا,
ليدقق في تفاصيلها اكثر كعاشق مرهف :
- وهل أتممتِ العملية لتقولي انك اصبحتِ
منهن!! ها..
شلها في صدمة أكبر تهيم في عينيه الحادة التي
تحملق بها بكل برود :
- ا
اذا ماذا اكون؟.. اعلنت بصوت مرتعش
ابتسم للجنب واكتفى بالصمت , لف يكمل اقفال زر قميصه العلوي.. تاركا اياها
في زحام تفكير وفوضى لاتوصف.. شهقت تفوق من سرحانها قبل ان يغضب ارادت ان تكمل
عملها غير منتبهة انه يكمله.. ثبتت يدها فوق خاصته وهو تقفل زر ياقته شهقت حملقت
بعينيه فورا بكل صمت يراقبها .. عضت شفتها وسحبت يديها فورا وابتعدت خطوة للخلف
تضغط يديها لبعضهما في الاسفل.
شهقت حين رفع ذقنها مجددا لكن بهدوء وجدية
هذه المرة مطمئنا ,صوته هادئ اكثر :
- لا احد سيلمسك سمعتني!
أخفض يده والتف مغادرا اغلق الباب خلفه..
انهى الممر في سرحان تام.. وارتمى جالسا للعرش يسند مرفقيه له بفخامة..قطب ملامحه
فجأة بحدة مرعبة اسنانه تكاد تتكسر يلهث كأنه يقطع الجحيم ..تراءى له حرق ظهرها
مجددا :
- جي أون ستدفعين الثمن غالياا..لن
ارحمــــكِ.. اعلن بصوت حادٍ ومسموع
...........
هوت هي للسرير في تجمد تام لاملامح ولا انفاس
تُسمع.. اغمضت عينيها بقوة تلهث تحاول فهم نظراته, بسمته الغريبة التي ظهرت فجأة ,
رقته وحمايته!.امتلاكها كشئ خاص ومميز.. لمَ كل هذا! هي لم تعِ ولن تفهم ..هزت
رأسها بطريقة درامية هي لاتريد الانصياع له البتة ولا الوله في اي شئ يخصه لن تخضع
وتميل ابدا.. نهضت فورا تقطع الغرفة لتصل الى المسبح حيث كان.. اسدلت الرداء عنها
ارضا..وانخفضت تحت المياه فورا تكتم انفاسها في العمق.. تحاول الانفصال عن عالم
لايخصها البتة ولاتريده.
كانت سيدة المحضيات عند اخر ركن الممر حين
رأته يخرج.. أنتظرته ليختفي خلف الممر متجها لقاعة العرش ثم حملت فستانها وبخفة
تحركت بسرعة لتدخل غرفته بهدوء فورا, لم تجدها وهي تبحث بعينيها في كل أرجاء
الغرفة :
- سوول! اينِ انتِ؟
خرجت سول رأسها فورا قلبت شعرها بخفة للخلف فتناثرت
المياه ..شهقت انفاسها وهي تعيد شعرها بيديها تثبته تتنفس لاهثة:
- ن
نعم انا هنا ثوانٍ واخرج.
ظلت واقفة تنتظر بقلق وكأنها ابنتها حقا
وباتت كل همها.. لفت الرداء حولها مجددا تقطر ماءا لوكان هنا لكان انتهى أمرها
لشدة جاذبيتها.
فتحت الباب بهدوء لتتلقفها فورا مقتربة
بسؤالها :
- ماذا؟ هل اخبرته ماذا حصل؟
تنحنحت بخجل
وهي تلف الرداء افضل :
- ل لقد أخبرته فرد عليَّ بحدة ان لااحد سيلمسك.
تُظهر تعابير بريئة لكنها من الداخل بدأت النشوة
تملؤها لأنها مختلفة لتلك الدرجة .
عينا السيدة
تتابعانها بصدمة حتى احتلت المقعد الصغير امام المرآة.. عضت شفتها تطالع صدمة
السيدة في المرآة :
هل انتِ جادة!..هل قال هذا حقا؟!
هذه اول مرة تحصل في هذا القصر مذ كان وليا للعهد.
هزت رأسها بإبتسامة
تكاد تنفلق عرض شدقيها لكنها تكتمها بصعوبة :
- إنني مصدومة ايضا.
سرحت في إنعكاس
عينيها تتذكر نظراته بلت ريقها ونظرت جانبا ثم نهضت فورا لتفتح الخزانة.. عينا
السيدة عليها :
- اذاً هل اخبركِ أن تعودي للمهجع مع البقية؟!
أمالت سول
رأسها ليظهر من خلف باب الخزانة المفتوح وهي تنتقي شيئا تلبسه :
- كلا لقد أخبرتكِ امرني بعدم
الخروج من هنا (لفت لتظهر بكامل جسدها تحدق بسقف الغرف تمشط عينيها على كامل ارجاء
الغرفة )هل هذه حقا غرفة الملك لوحده!!..كيف يترك فتاة عادية لوحدها هكذا ها؟!.
حملقت بها مستغربة
والسيدة غرقت
في بحر تفكير عميق لانهاية له ولانور يستبان ,فللملك أسباب لايعرفها إنس ولاجان..
تنهدت بقلق مقتربة لتمسح على شعرها بخفة اوردت اللطف داخلها فرسمت ابتسامة على
محيا سول :
-لاعليكِ ,من الجيد انكِ لاتخرجين (لفت نظرها للغرفة) نعم انها غرفته
الخاصة وليس هناك اي محضية دخلتها قبل (حدقت بسول كمن يخبرها بسر عجيب وهي المنتصرة
..جعلت عيونها تتسع لخبرصادم اكثر ) دائما مايذهب لجناح خاص معهن.. هل فهمتي!
اخفضت يدها
تاركة الفتاة في صدمة اخرى ..لم ! لم ! لم!؟ حرفين لن يجيبهما غيره!
تلعثمت
شفاهها المرتجفة لتعلن :
- ب بدأت اخاف من الخروج .. ا الملكة مؤكد علمت صحيح!
تمعن النظر
في عيون سول هزت رأسها مؤكدة :
- لذلك الافضل ان تبقين هنا.
تحركت
كالمنوم شدت فستانها لتختفي خلف الخشب المزخرف الذي يقفون خلفه من اجل تغير
الملابس,رمت الرداء ليرتمي معلقا فوقه, ثم خرجت بعد ثوانٍ وهي تقفل السحاب
الخلفي له تستمتع لكلام يونغ هوا :
- لو عرفت بالوضع بدقة ستحصل مشاكل عديدة .. ثم ابوها ايضا .. انا لا افهم
مولاي كيف يفكر.
هبطت يديها
من الخلف حين باتت قريبة منها :
- م ماذ سيصنعون ها! كلا لقد أخبرني ان لاا أخاف.. من غير ان تعرف باتت تختبأ خلف حروفه
وسلطته!
تنهدت تمعن
النظر في عينيها القلقة :
- الملك كلماته أحد من السيف هنا
لكن!(تنهدت) المهم ان تطيعي اوامره سيحميكِ تماما .. لا اعلم بمَ يفكر!..كيف يترك
محضية هكذا بدون عملية حتى .. مسحت على شعرها بحنو.
بلت سول ريقا
احتدت ملامحها :
- من قال بأنني اريد كل هذا! لو امكنني الخروج لأختفيت من هنا.. نظرت للشرفة بعيدا .
إحتضنتها
فورا بخفة :
- لاترتكبِ الاخطاء ,هنا يدفع الثمن اضعاف بنيتي.. تقبلي قدركِ وحسب
لاتعلمين ماذا يخبأ لكِ في جعبته ,انتبهي لنفسكِ.. ربتت على ظهرها بخفة ثم تحركت لتتركها
شهقت سول
تمسكت بذراعها فورا :
- م متى سيأتين مجددا ها؟
نظرت لها
بهدوء ربتت على يدها مطمئنة :
- حالما يخرج الملك من عندكِ سأحاول المجئ اليكِ.. والدكِ ايضًا كان هنا
صباحًا من اجل رؤيتكِ.
شهقت سول الحياة
وعيون اغرورقت بالدمع كطفلة تطلب امان والدها ,..تمسكت بكلتا يديها فورا راجيا :
-اوه ياللهي لقد وصل ها دعيني اراه ارجوكِ.
تنهدت بحيرة
وربتت على يديها تعتصرهما :
- صدقيني لاسلطة لدي لايمكنني مساعدتكِ في هكذا أمر سواه وحده اذا أمر..
فلتجربي مجددا ان تكلميه ليدعكِ ترين والدكِ
صدمت هل
ستطلب مجددا ومنه!.. بلت ريقها وهدأت :
- حسنا .. اطرقت نظرها ارضا سارحة
ربتت على
كتفها اخيرا ولفت مغادرة , بينما راقبتها حتى خرجت وكأنه سجن لعين حبست فيه لتعاني
الامرين.. اقتربت بخطوات هادئة مقتربة من الشرفة وجلست على ارضها مجددا تجمع
ركبتيها وتطالع المكان الفخم من هناك .
.................
فُتح الباب
الخشبي بهدوء اخترقه الاب المكسور كمنوم واقفله بخفة.. تلك التي كانت تحتضن نفسها
عند المدخنة صرخت فورا نهضت وجرت ناحيته
عانقت خصره بعنف تريد اخفاء نفسها بداخله..شعر اسود طويل وعيون أوسع من اللوز انها
لوحة أخرى لكن هي وسول يستحيل ان تكونا اأختين اي أعمى يمكنه التمييز بينهما.
حملقت لأعلى
حيث كل حمايتها وأمانها يتمثل فيه, دموع ندية لاتزال ترطب شفتيها بينما هو خالٍ
تماما من التعابير .. ربت على شعرها وهي ترنو مجددا :
- ه هل رأيتها ألم تأتي معك ها! اريد امي, اريد سول !
اعلن بهدوء
بإبتسامة مصطنعة وسط التعب :
- لاعليكِ سأخذكِ اليها عما قريب ها!.
خبأت وجهها
بقوة في صدره ناحبة:
- يكفي كذبا تعلم انهن لايخرجن من هناك ولاأحد يتمكن من رؤيتهن متى شاء.
عض شفته بقوة
وراح يمسح على شعرها بخفة هي محقة ولكن.. نظرات الملك وتعابيره القاسية عينيه التي
نطقت بالكثير.. جعلته يقطب جبينه مجددا هامسا لنفسه برعب قادم يجتاحهم ربما :
- يبدو أنكَ لن تنسَ البتة اي شئ حصل.
.............
وهو سارح
يفكر في العقدة التي تاه وسطها.. شكلها, اسمها حرق الذي وجده واخيرا ابنة ذلك
الرجل!! .. طرقع رقبته ونظراته حادة تورد الرعب لمجرد النظر لهم :
- هذا مستحيل.
نزل الدرجات
بسرعة وراح يقطع الممر مجددا.. دخل الغرفة عليها واقفل الباب خلفه.. استعدت هي كل
ذرة فيها مجددا.. التفت بتلكأ تعتصر فستانها اقتربت بهدوء لداخل الغرفة وهو مشغول
بخلع بدلته الطويلة بلاتعابير كل تركيزه منصب عليها
- م مساء
الخير مولاي ... إنحنت بخفة صوتها المرتعش وصله.
إكتفى بإيماءة ثم رفع ذراعه
واشار لها لتقترب ففهمت ماعليها فعله.. يتابعها بدقة رهيبة بصمت رهيب.. فتحت ازرار
قميصه تحاول التجاوز عن وشومه التي تدب الرعب فيها بشكل غريب كأعين احدهم مراقبة
لها بعمق .. حين أنتهت تراجعت بضع خطوات للخلف تحمل قميصه بلطف.. التف ليسحب شيئا
من الخزانة وحينها حكم على أنفاسها بالتوقف.. اختنقت في غصتها تقاوم أن لا تبدي اي
انفعالا ملحوظا فقط أزدادت سرعة تنفسها.. وقميصه الذي يهتز بين يديها بسبب رعشتها..تعلقت
عينيها فورا اسفل ظهره حيث حزام البنطال ..حيث اثر الحرق بان لها لاول مرة جليا
هكذا.. بقيت عيناها معلقة به حتى دخل للحمام وابتعد من امام عينيها وتناست ان
عليها اللحاق به.
شهقت فتركت
قميصه فورا للمقعد وتحركت خلفه لتقف عند باب غرفة الاستحمام تبتلع ريقها خوفا من
ان يطلبها مجددا كالمرة السابقة.. انحنت بخفة وحسب.. أحس بها ودون ان ينظر وهو
ينزل الى مياه المسبح اعلن بحزم :
- اغلقي الباب وارحلي.
جلس يريح
ظهره لطرف المسبح مغلق العينين تأوه براحة تسري في جسده تلك الوشوم تلسعه كنيران
تحترق يحتاج مياه باردة كل فترة كي يخفف
عنه وطأتهم التي لاتُحتمل.
هي كعصفور
مبحوس واخبروه ان الحرية ملكه, تنهدت
براحة واغلقت الباب بخفة.. مالبثت أن عادت لرعبها لجنونها تلف الغرفة بتوتر فظيع :
- لمَ! لمَ يملك حرقا مشابها تماما للذي أملكه.. م من اين له؟ من اين لي
انا؟..ااه اللعنة (اعتصرت رأسها) لست اذكر شيئا ..متى سأذكر اي شئ, يؤلمني كثيرا.. توقفت عن المقعد لترتمي عليه جالسة تتسارع
أنفاسها.
بينما انخفض
هو في المياه لقعر المسبح لفترة طويلة.. لم ينتبه يومًا لقدرته العجيبة على التنفس
تحت الماء لفترة ليست بالهينة.. يفكر في امر الملكة هذه المرة مؤكد علمت بكل شئ
ووالدها الملك ايضا.. عض شفته مغمض العينين فتناساهم كمية الطاقة التي تتدفق في
قلبه وعقله تورد صورتها فقط في عينيه تشعله بطريقة مرعبة .. فتح عينيه تحت الماء
بحدة .
...........
تطايرت صينية
الاطباق الفاخرة بما تحتويها.. لُطمت ارضا بقوة ,صوت التحطم ارعب الخادمة لتعود
خطوتين للخلف وهي ترتجف... في فستان اقل مايقال عنه قطعة فنية ملئ بالزخارف والجواهر
,حلي وخواتم ,شعر مصفف وتاج أنيق وسط شعرها البني الطويل الحريري .. صرخت بحدة
واقفة تلهث بعيون دامعة :
- حتى الان لاتزال في غرفته!.(أبتسمت بسخرية, تلهث انفاسها بعصوبة صرت على
اسنانها ثم عضت شفتها حتى كادت تجرح..صرخت ) وانااا!!..متى يتعطف ليعطي ملكته
حقها..اللعنة!
- مولاتي.
همست الخادمة بقلق اذ لايجوز ان تتلفظ الملكة
بالسباب.
- فلتــصمي.
لفت بحدة
صارخة اسكتتها مغمضة العينين فأنحنت فورا تومأ لها.
..............
خرج بالبنطال
فقط يُقطر ماءا تنزلق القطرات من شعره على
خديه.. قطرات تنزلق فوق عضلات صدره وبطنه بإثارة , نهضت فورا وحينما وقعت عينُها
عليه ؛صُعقت بمنظره .. نظرت جانبا فورا تعض شفتها خجلا... صدره يعلو ويهبط بطريقة
عنيفة انفجارات تجري بداخله .بسببها .جلس لكرسي فخم فرج بين ساقيه وحملق بها بحدة
:
- تعالِ الى هنا.
اتسعت عينيها
,بلت ريقها بصعوبة وبدأ الخوف يضرب خلفها كطبول حروب قادمة.. اعتصرت فستانها بخوف
بحروف تتهرب من بين ثنايا حبالها الصوتية ارتجافا واغرورقت عيناها بالدموع كطفلة
مذنبة :
- ل لمَ مولاي ارجوكِ ... عضت شفتها تراقبه بذعر
ازدادت سرعة
تنفسه نظر لها بحدة جدا :
- وهل علي كل مرة ان ابرر لجلالتك؟! ... صر
اسنانه
ماتت رعبا من
نظرته ,نبرة صوته الحادة.. اجبرت خطواتها على السير وهما ثابتتان بمسامير الخوف
ارضا لايتزحزان إلا بشهقة موت مع كل خطوة, حتى باتت امامه تماما ..رفع نظره لها
بحدة :
- قلت اجلسي هنا.. اشار لبين قدميه مجددا.
لإي ذل وخضوع
ستنزل بكرامتها ارضا اكثر!.. كبرياءها الذي شاهدته يعدم بين يديه بكل برود.. عضت
شفتها قهرا وانسلت بهدوء على ركبتيها امامه انهمرت في بكاء صامت وهي تشد على
فستانها بقوة .. هي لم تفعل اي ذنب في حياتها لترى كل هذا الجحيم في يومين.
وهو! .. يكاد
يُجن , أهي شبح ماثلٌ امامه! يستحيل ان تكون هي! كيف لَم تتعرفه إذا! ليست هي لكن
كل شئ يخصها! هل عليه التأكد بطريقته؟.
لوى شفته , انفاسه في تصادم منفعل في
رئتيه.. تسمع صوت انفاسه كأنه يقطع ميادين حروب.. أمعن النظر في تعابيرها أكثر مرر
يده على خدها, انفها برقة .. يده خليط بين ساخنة من شدة اشتعاله وباردة بسبب قطرات
الماء الباردة اثرن نشوة فيها لترتعش..اغمضت رعبا, مرر ابهامه بهدوء على عينيها ثم شعرها مداعبا
بهدوء.. كأنه يجري مسحا على كل تفاصيلها :
- بماذا تشعرين؟
اعتصرت كفيها
اقوى تشهق باكية :
- خ خائفة ..
اطرقت رأسها
ارضا اكثر .. فرفع ذقنها بهدوء يلهث انفاسه بعنف ويكبح جنونا عليها لايُمكن لأصلب
الكائنات تحمله ..اقترب بهدوء يتنفس فوق شفاهها اولا يميتها جيدا ثم ينتشل باقي
الحياة منها.. التهمهم ببطء مقبلا بشغف حافظًا تعاليمهما اكثر.. اتسعت عينيها
وكأنه يداري قلبها بكل رقة يسحب روحها ,مهما قاومت إنها ترتعش ونبضها يختل إنتظامه..
ابتعد يعطيها مساحة لتتنفس , قبلهم بخفة مجددا همس بينهم بإثارة :
- لقد منعتك ان تخافي وانا هنا صحيح؟!
هي تقاوم
جيوش مهولة ان تغزو عقلها وقلبها الان من الانصهار بين يديه, كيف يفرض عليها تلك
السطوة التي لم ترغبها فهو قاتل روحها.. لكنها تشتعل رغبة اغمضت عينيها بخفة :
- لـ لست معتادة ,ا انا اسفة..
اغمضت عينيها بقوة تنهل دموعها برفق.. تجعله يشتعل
اكثر صدره يعلو ويهبط بلاهوادة .. أرتفع بهدوء قبل عينها برقة ثم هبط ليداري عضته
التي تركت اثرًا ليس بهينٍ على رقبتها.. عض شفته بقوة واعتدل في جلسته ينهار الف
مرة وهو في اقصى هدوءه , رقبته تلسعه ألم بدأ يجتاحه ويقاومه ..أعلن بجدية :
- ماذا تريدين مني اطلبي.
أخذت نفسًا
عميقًا حين عاد يترك مساحة بينهما.. رفعت نظرها المتوتر له ترتعش..طالما اعطاها
الإذن قررت ان تجازف , ركزت في عينيه
الناعستين :
- م مالذي يريده مولاي مني (عضت شفتها بخوف ) ل لم انا بالذات هنا ؟! انا ل
لست جميلة جدا ولست امتع مولاي كمايرغب.
عضت شفتها
نظرت بعيدا فورا عن عينيه التي باتت تخطف انفساها دون ان تعرف.. ابتسم جانبا وعاد
يمسح على شعرها :
- كلا لأنك مميزة بطريقة خاصة لي فقط.
(تنهد معقبا )لقد قلت لكِ اطلبي لا اسألي هيا.
اخذت نفسا
عميقا مجددا,كانت ترتعد من رده مهما بدت متماسكة ثم اطرقت رأسها ارضًا واعقبت بهدوء
وتلعثمت :
- ا اود رؤية ابي.. و واختي ارجوكِ
لقد ربيتها على يدي.. والان باتت لوحدها..( احنت رأسها بخفة اكثر تقدم الاحترام)
لوسمحت.
رفع ذقنها
فورا بحدة فأرتعبت مصدومة وشهقت الموت في عينيه التي تنفض دما فجأة , فجأة صوته
اختلف وبدى حادا بشكل مرعب :
- والدكِ!.. (ابتسم بسخف ثم بخبث) حسنا سأجعلهم يأتون لهنا لأجلكِ.. هل
لديكِ طلب أخر!.
لكنه يشتعل كادت تنسى ان ترد عليه ضائعة في حاله
الذي تبدل فجأة يكاد ينهشها..بلعت ريقها بصعوبة لتعقب قبل ان يجن أكثر :
- أ ألن تسمح لي بالخروج مطلقا؟!.. الحدائق جميلة في الاسفل.
يلهث يتناقل
نظره بين عينيها :
-ليس وقته الان فيما بعد سأسمح.. بل ريقه يحملق بها بحدة : اذهبي للسرير
حالا.
بلعت ريقها
بصعوبة عاد مجنونا لوحشيته فيها .. ليلة أخرى كأمس وستقتل نفسها بلامحالة ..وقفت
بالكاد تسند طولها ترتجف, بصعوبة عادت ادراجها للسرير صعدت فورا وشدت الغطا فوقها
بقوة ترتجف تحته بتوتر فظيع شخبت كل تفاصيلها بالعرق البارد.
توقفت بطوله
الفارع فورا اغمض عينيه بقوة وطرقع رقبته لشدة اشتعال وشمه هناك.. اقترب منها بحدة
وشد الغطاء بقوة.. فبات فوقها تماما يحملق بها كمنوم تفترسه رغبة جنون لايفهمها
عليها .. شهقت برعب واختفى الهواء من حولها.. والقلب دفن نفسه بعيدا وتناسى النبض
لها.. قبل انفها برقة ثم هجم على شفتيها منتهكا بشغف لايقاوم.. شد يديها لتبعدهما
عن طريقه.. تكلم بينهم بحدة صارخا :
- ألن تسلمي نفسك لي كالامس مجددا!!!
صدرها يعلو
ويهبط رعبا منه واثارة خطف انفاسها ليزيد الامر صعوبة عليها لمَ تنصهر بتلك
الطريقة!. مرر يده على خدها :
- هيا..
هو واثق إن
كانت هي من يظن, سيحصل اذا امر عجيب.. انحنى مجددا يُقبلها بشغف يسحب انفاسها
وروحها بالتدريج.. ثبت يديها للسرير بقوة.. بادلته قبلته بهدوء اخيرا فأبتسم بين
شفاهها .. تحول لعنيف الان ومص الجرح من امس يستيغ الدم منه مجددا.. صدع كبير
انهار هناك بين عالمين.. الخير والشر بين الظلمة والنور ماكان يجب ان يلتحما
ويهدما العالم ,تحت اتحادهما لعنة لايمكن ان تُكسر هدمت الان تحت شغف تلامسهما. .
بادلته برقة لتشعل كل هذه الطاقة الغريبة فيه.
اشتعلت وشومه
كنيران تحترق داخلهم.. تألم وازداد مُقبلًا لها لتهدأ كل ذرة ألم هجمت عليه....حين
بلغت ذروتها تماما صرخت بقوة شئ جنوني بدأ يحصل .. تقوس ظهرها لشدة الالم , وخزة
ألم تسللت لدماغها فتحت عينيها بقوة فجأةً وعميقا بداخلهم هناك نيران تستعر تلتهم
كل شئ حولها وكأنها كانت بروحها هناك.
طفلة ذات اربع سنوات بفستانها الصغير تجري برعب
باكية بقوة تصرخ وتصرخ كوخ صغير يشتعل بها ..ارتعبت من صوت التحطم القادم من فوقها
رفعت رأسها وشلت مكانها بعينين عسليتين متسعتين ترتجفان اقتراب الموت وحش يلتهمها
فصرخت بأسمه تستنجده أمان العالم بأجمعه
-
كيـــــــو!
اغمضت باكية
منهارة تستقبل الموت بكل هدوء, جرى ذلك
الولد سريعا صارخا دفعها بقوة فسقطا ارضا على بطنيهما وهو يحاول ان يضمها داخله ,هوى
العمود المشتعل ليتخذ من اسفل ظهريهما مطرحا يهوي اليه اخيرا.. صرخت عليه بذعر حتى
اغميا تماما.
كتوصيلات كهربائية اعيد الصوت لها لهذا العالم لهذه الثانية صوت صراخه
الحاد وصلها لعدم تفاعلها معها كجثة هامدة كانت مرعبة
- اجيبيني ماذا قلتِ لكِ قبل قليل.
شهقت مرعوبة
سالت دموعها الساخنة وتأوهت بقوة ثم نظرت له برعب وشدت كتفيه لها تكلمه وكأنه
صديقها الحميم ناحبة بألم :
- اااه م مالذي رأيته مالذي حصل ارجوك... شهقاتها لاتتنتهي
هدأ ينظم
انفاسه تعرق جبينه يحاول التركيز معها يحدق بها اسفله :
- م ماذا تقصدين برأيتي ؟
تمسكت بكتفيه
اكثر كأنها ترجوه الامان .. تبعثر كلماتها من بين شهقاتها بصعوبة :
- ك كنت ..صغيرة جدا ..حريق كبير وهناك عمود كاد يسقط.. ثم ولد ج جاء مسرعا
لينقذني.. أه أهذا سبب الحرق اسفل ظهري ها صحيح..(اتستعت عينيها الدامعة) و و وأنت
ايضا؟
شهقت برعب
مميت صدمة دفنت كل خلاياها الحية جامدة تماما.. لكنه حملق بها بصدمة لاتوصف :
- هاا!!.
لم تره هكذا البتة تسحب من فوقها فورا جلس وشدها
من كتفيها بعنف صارخا تحول لمجنون اصعب من أمس حتى فقد ثباته الانفعالي :
- كلاااا أنتِ تكذبين عليًّ!
تعرفين قصتها وتقومين بالسخرية مني !(صرخ بحدة اكثروصل صوته للممر خارجا ) تعرفين
انني كنت ابحث عنها وتودين استغلالـــي!
ضاعت في صدمة
تعابيره ,كلماته وكتفيها اللتان تضرجتا بالدم لشدة ضغطه عليهما بل انه يمزقهما تحت
انامله القوية ..ماتت رعبا حتى النبض يختل خوفا من الماثل امامه :
- م من هي ! ص صدقني لا اعرف شيئا!.. (اغمضت عينيها بقوة صداع عنيف لف
رأسها ) ارجوك.. رأسها بات ثقيلا يترنح فوق كتفيها
دفعها بقوة
فأرتمت للسرير خلفها حيث هي جالسة... انفاسها ضعيفة للغاية والالم ينهش رأسها سحبت
الغطاء بضعف لتستر باقي جسدها
و وقف هو يلف
كالمجنون شد شعره للخلف صارخا :
- كلااا لقد مااااتت, اخبرني الجميع انها ماتت, هذا مستحيل انتِ فقط
تشبيهنها ..
لف يحدق بها بحدة ينفث نارا وليس يتنفس.. بينما
هي تلهث بضعف برؤية ضبابية تحملق به شعرها متناثر للسرير :
- ل لست اذكر اي شئ صدقني, انا لا املك اي ذكريات.
عضت شفتها المرتعشة
بقهر كندى الصباح تتسلل دمعاتها من محجريها لتستقرا للسرير.. حملق بها مرعوبا,
واقترب فورا شدها مجددا لتواجهه :
- انظـــري لــي! .. هل كانت الفتاة في الرؤيا تلبس فستانا زهريا صحيح!
فتحت عينيها
بضعف تحاول التركيز معه لكنها فقط ترتعب اكثر من حدة تعابيره كمهووس وهي ضحيته :
- ن نعم (جاهدت لتنطق) و وهو وقع فوقي وحماني .
دموعها نزلت
اكثرتضيع في دهشة تفاصيله .. ولتنهار بصدمة أكبر دموعه نزلت من غير قصد من غير ان
يطرف, عينان حادتان كالصقر تنزفان بلا
ارادة انه قلبه الباكي وليس هو..شهقت تحملق به بصدمة تناست حتى ألمها لاتفهم مالذي
يجري.. بل ريقه بصعوبة..وهمس متلعثما :
- التفي!..
لكنها ضائعة
في تفاصيله ..اغمض عينيه صارخا يلهث انفاسه :
- قلت لكِ التفـــي
شهقت ذعرا..
اسندت يدها للسرير وهي تشد الغطاء تخفي به مفاتنها.. التفت لتعطيه ظهرها الناصع
البياض المنحوت.. نظر للاسفل حيث اثر الحرق الكبير كخط مستقيم عند خصرها اسفل
ظهرا.. عض شفته فورا حتى كاد يمزقها , وتحركت أنامله المرتجفة بكل جبروته وعيناه
الباكية يتلمسه برقة يورد ألما لايوصف في
اعماق قلبه المحطم , جدرانه المتصدعة تنزف جحيما خفيا لاعين تراه ولا أحد يشعر به
, هم لهم مظهره الصلب الحاد ليخفي ألمه بحجم الجحيم :
- ااوه سول اه ..
ارتجفت انامله اكثر..عضت شفتها من لمسته ثم لفت
بهدوء تطالعه بصدمة لتشهق من قربها منه تكاد ارنبة انفيهما تتلامس.. تحاول ان تقرأ
تعابيره التي جنت تتنقل بين عينيه :
- ل لماذا تملك حرقا مشابها تماما لخاصتي. (شهقت تتسع عينيها ) ه هل يمكن
ان تكون انت الولد ذاك ها!
تمعن النظر
في وجهه اكثر.. شهقت بقوة إذ شدها فجأة في حضنها الاول .. حضن عميق دفنها فيه بقوة
وكأنه يعتصرها لتعود لمكانها الاصلي لموطنها تلتحم مع نصف روحها مجددا بعدما سرقها
القدر :
- ن نعم نعم انه انا!
شهقت صدمة ورعبا
من كل شئ..تسحبت من بين ذراعيه بصعوبة تحملق في تعابيره بجنون :
- ك كيف لمولاي ان يكون هناك معي
ونحن صغار كيف لايمكن.. اشرح لي ارجوك!!
حملق بها
بهدوء بكل صمت يطالع تعابيرها لقد توقف قلبه لهنيهات مذ اول مرة اطلت في وجهه في
السوق , ظن انه ميت ليراها حقيقة امام عينيه.. لكن لشدة الشبه بينهما راح يأخذها
ليعوض بعضا من حرمانه ويطفأ بعضا من لهيب قلبه .. لهيب الحب المقتول.. توأم الروح
المفصول ذاك!.. تمسك بوجهها بحب ارتعشت من لمسته الرقيقة تحملق به بصدمة اقترب
بهدوء ليطبع قبلة حانية على جبينها كحرارة قلبه الذي يستعر:
- سأخبركِ لك شئ ولكن ليس الان سول
اه.. (أمعن النظر في عينيها دامعا) واخيرا وجدتكِ
تآوه بقوة من وشم رقبته من لسعه بقوة فجأة وعذابهما ها
قد بدأ!, شُلت عينيها بمنظره !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
>> يُتبع في البارت
الثالث <<
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق