صِرَّاعُ الجَحِيم
Part 8
By :Sara and Sara
الحياة فنانة!.. ستُعطيك بعد حرمان وتحرمكُ
بعد عطاء, هي لاتعرف أن تقف حياديةَ مع أحد, بل تظلُم الموجوعين أكثر وتزيدُ الضغط
على الجزء المتآكل من الحديد كي تختبر قوة كبرياءه وصمودهُ شامخًا لتعريةِ الهواء
وظروف المناخ المبالغةِ جدا في عذابها, لتختبر أيضا مدى تمسك باقي القطعة به.. هل
سينفى خارجًا أسرع ويكسر هشيما أم يبقى الاصلد بسبب سندهم لهم قويا بينهم.
هنيئا لمن لَم يذق طعم الحرمان بعد عطاء
فذلك كإقتلاع القلب من بين الضلوع كما تُركت بدون نبض , سنين تُخالج شعورا فارغًا
داخلها حتى ألتقت عينيه وذابت فيه وانصهرت مجددا لتجد ذاتها الحقيقية.. ولكن
الحياة بكل ظروفها لا تترك لها مجالا بأكل الطعام من طبقها بهناء .. إيدٍ كثيرة
ستتلقف يديها صحنها ادواتها لتغدو جائعة محرومة مجددا.
....
المنظر الان رهيب.. جي يون أرضا تنزف وتتألم
بملابس ممزقة ودموعٌ تسيل بلاارادة منها وشعرها يغطي نصف وجهها بينما عينيها
لازالت كما هي بحقد دفين تطالعهُ لأعلى وهو يقف شامخًا وبقوةٍ يستندُ بروحهِ سرًا
لإنامل سول التي شبكت مع يديه.. تُزوده بجرعات تكفيه ليُرديهم هشيمًا تحت قدميه..
بعض الحضور مرعوبين وآخرين مصدومين.. والطبيب كيم تنهد براحة يحدق بإبنته .. ظن
لوهلة لأقلَ من شعرةٍ أنها باتت في أمان , لكن تلك الكلمة فُطمت منها قبل الحليب
وحُرمت منها تمامًا , كل فصول حياتها لاتحتويها مهما حاولت ضمها ولت منها هاربة.
تمتمت بإرتجاف روح وقلبٍ يخفق بجنون والدموع
ملأت مقلتيها ..مجددا, كل مرة تشاهد تحولهم
أرعب واكثر قسوة وبشاعة.. لكن أخر ما لم يخطر على بالها أن أحدًا غير كيو وجيمين
في القصر يعاني من اللعنة نفسها, أن جي يون نفسها مثلهم! إنها كارثة .. كيو وجيمين
علمت جيدا وبشكل غريب لم تجد له أي تفسير للان أنها يمكنها تهدأت نصفهم الثاني , صورتهم
الاخرى من الجحيم تنصاع لها بطريقة غريبة .. لكن هذه! جي يون! لم يعد القصر ابدا
مكانا تأمن فيه على نفسٍ من أنفساها .. اشار للحرس فسحبوها فورًا للخارج لتُرمى في
ظلمةِ سجونِ القصر وماينتظرها أشد ظلمة وقسوة من جهنم.
- أعدام!!
تكلمت بصدمةٍ سول ولفت وجهها لتحدق بجيمين من
غزت ملامحه نظرة انكسار على اخته المسكينة.. افلت يدها كيو فور ورود صوتها المهزوز
له ولف لجيمين بنظرة جدية جدا :
- خذها للجناح حالا.
ضم يدها الاخرى الان جيمين بكل حب وربت عليها
محدقا في عينيها بكل أمان ضاع وأعدم بقسوة أمام عينيها ألف مرة :
- هيا نونا, دعيني أخذك لجناحكِ يكفي .
اتسعت عينيها لف لتحدق بكيو فأشار لها بجدية
وهنا لايمكنها النقاش.. تقدم جيمين بخطواتها فباتت تُجر خلفه بهدوء .. تلاحقت
خطواتها قبل أن تتعثر وبخفة يدها رفعت منتصف انتفاخ فستانها ليرتفع عن الارض..
بينما لحقنهما وصيفتين يرفعان ذيل الفستان الطويل خلفها فورا بعناية .
...
كان جيمين يشعر بأنه يجر جسدا خالٍ خاوٍ من
اي روح ونبض..عيونها تحدق في الفراغ ضاعت تعيد المشاهد وتبقى مذهولة لوقت اطول
,لطيلة صمتها كان يشعر بها لذا لم يتلفت أدنى ثانية كي لايصدع قلبهُ بمنظر أخته
ابدا..اكتفى بالضغط على اناملها بقوة ليوصل اليها احساسا قويا بوجودها بجوارها
دوما.
حين تأكد ان سول باتت في جناحهِ أطمئن, وتحرك
سريع الخطى ليلحق بالجنود الذين أقتادوا جي يون الى السجون السفلية في القصر,
كانوا اربعة بينما سوهو يتقدمهم وأثنين منهما في الوسط يمسكان بها وبهدوء يسيران
معها الى السجن أحتراما لمكانتها كملكة لهم .. استطاع كيو اللحاق بهم بل وتجاوزهم
قبضته القوية انسلت من وسطهم لتنقض على ملابس جي يون , انحنوا فور أن شدها بقوة
لتجر خلفه وهو ينفر انفاسه بغضب رهيب .. كيف لها أن تفسد يومه الاسطوري الذي حلم
به وانتظره سنين! .. سنين كان من ضمنها
حتى الحلم سخيف ومستحيل, سول نفسها لاتعي كمية ألمه والمر الذي ذاقه من كأس
الانتظار الطويل ذاك.
حدق به سوهو بقليل من الصدمة ثم اوقفهم
مكانهم حين وصل بها قريبا من السجن فتحه الحارس فورا مرتعبا من نظرات وتقاسيم وجه
الملك .. كل غضب العالم الان يَشع من عينيه, رماها بقوة وهو يلهث بحدة يعتصره قلبه
بقوة جنونا وغضبا , سيرميهم في محرقة روحه ولن يرحمهم البتة.. يكفيهم منه فقد
أكتفى.. وقعت هي ارضا تصارع ألامها وتتأوه, ولكن هيهات أن تحيد عن غضبها وحقدها
ذلك بنظرات حادة لازالت تلف تخترقه .. ألتف يناظرها بجنون
- سعيدة الان!(ابتسم كسايكوباتي ) اساسا كنت
أود التخلص منكِ(صفق كالمجنون وهو يميل برأسه ليحدق بها مركزا ) سهلتِ لي طريقة
ارتاح منكِ فيها بل واتسلى بأذاقتكِ انواع العذاب ..
ازدادت سرعة انفاسها في وجهه.. أبتسم بشرٍ ثم
انتصب في وقوفه ولف يناظر الحارس المسؤول وسوهو :
- يمنع دخول اي طعام وشراب لها حتى أعطي
الاذن سمعتني.
أدوا التحية العكسرية فورا, تنهد بملءِ صدره حدق بها بسخف اخيرا ثم تحرك من
مكانه سريعا لينطلق للخارج كان سوهو يلاحقه بعناية.
...............
عند باب غرفتها كن الوصيفات قد أنحنين فورا
وغادرن, ارتمت هي لطرف سريرها بينما جيمين أغلق الباب ولف محدقا بها بصمت
بتعابيرها ,تنهد ودس يديه في جيوبه وحدق للجانب ..
- هي تحولت مثلكما صحيح! مصابة باللعنة ايضا.
أتسعت عينيه ولف فورا محدقا به يحاول ضبط انفعالاته
من سؤالها المباشر فورا ,عض شفته بقوة ولف جانبا مجددا :
- لاتهتمي نونا , هيونغ سيعالج الوضع وكل شئ
لم يعد لها طاقة على ردود أخيها وكيف يخفي
عنها , يؤلمها أن يركنها في الزاوية بعيدا عن همومه وكل شئ وكانها الطفلة هنا.. شهق
حين وجد وجهه قد لُف بقوة بين يديها وهي تحتضن وجنتيه وعينيها بقوة غاضبة تحدق به
:
- تووووقف (صرخت) انا اعرف الكثير.. لذا رد
علي!
حدقة عينيه تهتز تذكره كثيرا بليليان مثله
الأعلى في النساء.أغمض ورد فورا بصوت هادئ:
- مستذئبة(فتح عينيه وحدق بها بتركيز) عندما
تنفعل مشاعرها كثيرا ستفقد السيطرة وتتحول كما رأيتي.
أرتجفت, شعر بالخوف قد دب فيها لأن اناملها
ارتجفت وهي تحتضن وجهه فتمسك بهما على الفور بينما صوتها المرتعش زاده قلقا:
- و أنا!.. أنا سأكون ماذا ايضا!
شدها فورا ودفنها بين ذراعيه مربتا على شعرها
بخفة مطمئنا:
- كلا كلا لاتخافي هكذا ارجوكِ.
- م مالذي يجري هنا! ... شهقت باكية أكثر.
- أسف اسف حقا لكل مايحصل لكِ ولايمكنني
المساعدة كثيرا(اعتصرها بقوة أكثر متألما بحق ) إن حقدها من عمل بها هذا تستحق
ماسيجري لها.
أبتعدت بخفة وهي تداري الدمع من عينيها قبل
أن يراهم اكثر, ستتماسك من أجلهما بكل ما أوتيت من قوة :
- أذهب لكيو هيا, ربما يحتاجك.
شدها
للأريكة ليجلسها بهدوء محدثا :
- كلا نونا لاينفع أن اترككِ.. الملك سيُخرج
لذلك طلب مني البقاء معكِ هنا.. ستكون ليلة صعبة.
عقد بين جانبيه وباتت نظراته قلقة أكثر.. تمسكت
بيده فورا لم ينجح في كبت قلقه أمامها اكثر :
- س سيخرج!..سيخرج لماذا!؟ لماذا ستكون ليلة
صعبة اشرح لي!
ارتفعت نبرة صوتها تدريجيا مع ارتفاع نسبة
توترها.. وزع نظراته بين عينيها بقلقٍ واضحٍ جلي :
- اللعنة ستتحرر أكثر يوم زواجكم لأنه مُحرم,
لذا سيذهب للساحرة (بل ريقه) لكي يتأكد من انها ارتدت عن عنادها وستفكها.
وقفت فورا منفعلة وانفاسها التي يمكلها هو
تسارعت والدمع راح يلوح للعزاء مجددا :
- لماذا ذهب لوحده! (صرخت بصوت محشرج يهلل
بالدموع) ارجوك لاا
تذكرت هيون فأغمضت عينيها فورا لتدر عصارات
الدمع بكل مالديها اليوم من دموع , حملت فستانها وسريعا أتجهت للشرفة لتحدق في
ظلمة تلك الليلة الدامسة من خلت من النجوم حتى..عضت شفتها بقهر, هل كان عليها
الابتعاد بعيدا جدا عنه كي سيبقى سالما! , هل كان عليها الاستسلام لقدرها الذي
يبدو وكأنه كان ارأف على كيو منها وابعدها عنه.. عضت شفتها مجددا واغمضت بقوة تكمل
بكاءها بصمت تعلم جيدا أنه لم يدع لها حرية الاختيار حتى وراح يوافق عنه وعنها
مهللا بعدوتها لحياته فكيف يمكنها ان تمسك بيد القدر بقسوة وتكسر قلبه بنفسها هذه
المرة.
دومًا هما خيارين! كلاهما يأتي وهو ينافس الأخر
من أشد قسوة ومرارة , من يبكينا أكثر ويحدث في قلوبنا قوة وفداح أعمق الشقوق التي
تحدث في أشمخ الجبال وأكثرها صلادة!... مؤلم صحيح! ونزيف لن يهدأ,سيتقيح ولن يجد
لنفسه علاجا..ليكبر في داخلك كجنين صغير متعفن .. حُكم عليكَ حملهُ طيلة عمرك
والولادة متعسرة بل منعت منك!.. هل رأيك يوما خيارا رحيما كي يكسب بسرعة هه كلا
الأكثر براعة من يفرض نفسه فتختاره فيجعلك تدفع الثمن أغلى وينزفك أكثر.. تلك هي
القوانين! لن تجد لنفسك كوكبا أخر يضم سخرية قدر كهذه.
........
تحرك بسرعة في الممر وخلفه كيفن وأحد الحرس
من توقفا عن البوابة فورا بينما أحد الحراس شد الحصان ليقف قبالة الباب فتمسك
بلجامه فورا .. توقف سوهو امامه وشد يديه للخلف بظهر منتصب :
- نعم مولاي!
ارتفع لف ساقه فورا وامتطاه بعجلة بأنفاسٍ
متسارعة:
- جنرال سوهو , القصر في عهدتك حتى اعود(ضغط
على اضراسه بقوة) وابقي اعين الحراس متفتحة على السجن هل فهمتني.
تنهد سوهو بقوة فتلك الملكة ايضا وستهب
المشاكل من مملكة الغرب كثيرا , لكنه الملك الاول هنا, حدق بكيو بجدية فورا ..
وبقوة ضربت ذراعه على امتدادها صدره وقدمه هزت الارض تحته بحركته العكسرية :
- لاتقلق مولاي, كل شئ خلفك في ايدي امينة.
عبأ كيو صدره بالهواء مطمئنا ثم اطلقه ليصرخ
بقوة ضاربا اللجام لينتبه ستورم له..انحنى ليتحد وجسد الحصان معا فينطلق بسرعة
رهيبة الى وجهته.
وراح يندس بين ظلام الغابات من باتت هي
والسماء في ذلك الليل الدامس قطعة واحدة, هو هكذا قلبه جلد ولايهاب الموت ولا جحيم
العالم السفلي نفسه, فهو والعالم ذاك متصلان!
..................
حدقت سيورا بحزن لداخل القصر وهي تقف عند احد
البوابات ووالدها في الخارج بجانب حصانه ينتظرها ,أطرقت رأسها تكتم دموعها ..كطفلة
صغيرة وباتت بلامأوى اشتاقت لذلك الحضن والصوت الذي يغني لها في مهدها حتى تنام,
رفيقتها امها صديقتها وكل شئ ..اهتزت شفاهها على وشك البكاء فلفت سريعا لتغادر
المكان الذي سرقها أغلى ماتملك.. جاءها الصوت المنقذ فورا:
- أنسة سيورا!
شهقت متأملة ان الحياة عطفت عليها حقا,, لفت
فورا تنتظر الامل ليقبل وجنتها:
- نعم أنا هي ها!
ابتسم كيفن بخفة حين رأى اللهفة في عينيها
وتوقف امامها وبهدوء أنحنى يقدم الاحترام :
-أنسة سيورا اوصاني الملك أن امنعك من المغادرة
كي تبقي بجوار الملكة سول المبجلة.
فتحت فمها مع ارتفاع صدرها لكبر حجم كمية
الهواء التي أستنشقتها لفت بذهول سعادتها تلك لتحدق بأبيها الذي فتح عينيه بصدمة
ثم ابتسم بحب, كان واثق من حركة كهذه سيقوم بها كيو من اجل سول.. لف وامتطى حصانه
على الفور , لوح لأبنته بحب وانطلق مغادرا مسافرا وحيدا مجددا لمنزله ,كل مرة كان يخلو
من احدهم يملء عليه يومه ثم يختفي مخلفا فجوة من كل ركن يحمل ذكرى له.
..................
تنهد جيمين محدقا بأخته التي ستموت قلقا
عليه, لم يعرف أنها رأتها وجها لوجه, رأت اسوء ذكرى لها من بين كل الثمانية عشرة
سنة الذين محوت تلك الساحرة, رأتها هي.. أخر لحظات ذكرياتها وهي تموت وتذبح امام
عينيها بسببها ولم تأخذ سوى صوته الذي ظل يؤرقها ليالي وهو صارخا بأسمها.
التفت لتجلس لكرسي يقارب الشرفة فلاتفارق
السماء التي تضمكيو الان تحت جناحها.
- نونا أهدأي.. أنه الامر المتوقع في
القصور.. لطالما حدثت كوارث.
- ااه (قطعها من سرحانها وحدقت به بهدوء ثم
ابتسمت لتطلف الجو له ايضا كما يفعل ) افهم لاتقلق..اااه لقد خسرت فرصة رؤية
الملاك التي اعجبت اميري الصغير.
ابتسم بلطف وسرح في جمالها وهي تقف وسط كل
الحشود واستطاع تمزييها :
- اه كلا..لاتقلقين سترينها معنا في القصر.
ابتسما لبعضهما بحب.. تنهدت بضيق ووقفت
لتتحرك في مكانها بتوتر مجددا , كانت تحاول شغل بالها بإي شئ الا هو لكن لاينفع.
هز رأسه وتحرك فورا ليسحبها من يدها لتجلس
بجواره للأريكة :
- ارجوكِ اهدأي توقفي انتِ توترينه أنه يشعر
بكِ .
حدقت بعينيه فورا وملأهما الصدمة :
- يـ
يشعر بي!
تسارع نبض قلبها المدلل بحبه أكثر..تنقل بين
عينيها بحب مطمئنا :
- مصير كيو مرتبطٌ بكِ وبكل شئ (ابتلع ريقه بهدوء
) قبل أن تأتين ,كان هيونغ شارد الذهن تائه .. كان يشعر بكِ حرفيا.. تائهة ولاتعرفين
شيئا ضائعة ومكانكِ بجواره وحسب.. حين تفصلين نصفي تفاحة لن يعود لهما اي أسم أو
معنى.. انتما هكذا حتى تكتملان.
أبتسمت بألم واطرقت رأسها هي تمتلك حتى عبير انفاسه
اذا.. هل تبتسم! أم تنحب إنها مُتعِبة له!.. هزت رأسها تطرد تلك الافكار التي زادت
جرعتها هذه الليلة في غيابه ,سرحت تكلمه وعينيها في حجرها :
- جيمين! هل تعتقد أنها ستسمح له أن يفك
اللعنة وعنك ايضا(حدقت به بجدية) أعلم بأنك مثله تماما جيمين.
نثرت عليه جملا قاسية لامهرب منها ..لف رقبته
بهدوء لتلتحم عينيه المذهولة بها :
- م
مالذي تعرفينه نونا؟!
وقفت فورا بطولها الفارع تناظر عينيه بجدية
وحدة يكفيه أخفاءا للامر عنها ,تمسكت بكتفيه فورا وانفاسها تسارعت :
- هل تراني غبية! لقد فهمت جيدا كل تلميحات
هيون لك قبل قليل .. أفهم جيدا أنك قد مسكت اعصابك كثيرا لهذا بقيت متمسكة بيدك
بقوة , انت مثله تماما (أدمعت عينيها فلاتريد له ذلك الالم والعذاب ) لكن! ما لا
افهمه لم انتَ ايضا ها!
أغمض عينيه بقوة يتمالك نفسه كثيرا ,فتحهما
بحدة يلهث انفاسه :
- تووقفي..لاتعرفين شيئا.. لاتدخلي نفسكِ في
هذا العالم,نحن بخير
عاد للخلف خطوة ليتفلت من تحت ذراعيها وتهرب
بنظره الدامع الحاد جانبا بعيدا عن عينيه .. ابتسمت هي للجانب بسخف وضمت يديها
بقوة تشبك اناملها :
-
جيميني, لقد دخلت منذ زمن,(تحولت لهدوء تام) هل تعرف كم مرة هدأت هيون!
..انا اساس هذا العالم اصلا .. لاتخف أنا اعلم الكثير.. انا فقط احتاج الشرح منكِ
لأفهم وضعك انت.
عادت خطوة للخلف وفردت فستانها اكثر لتجلس
باريحية للأريكة.
عض شفته بقوة مغمض العينين , كان يتصنع أنه
لايعلم وان سالته سيتصنع الغباء ايضا , لكن الان وقد اعترفت بنفسها لم يعد له اي
فرصة..تنهد بضيق وعاد للجلوس بقربها شبك انامله بقوة بين ساقيه المنفرجين وهو يحني
ظهره قليلا للامام بنظرات حادة :
- لو
تكلمت الان بدون أذنه سنقع كلينا في مشكلة.
تنهدت بحب الان يكفي أنه اقتنع اخيرا
بمعرفتها وانهما معا :
- أتفهم الوضع لاتقلق
نظراتها بهدوء ركزت في كل تفاصيل ردود فعله
طرقته لأصابع يده يكاد يكسرهم لم ينظر في عينيها البتة توتره الفظيع.. كل ذلك دليل
لمحاولة تلافي الحديث في الموضوع يشعل جنونه ذاك.. أدمعت بقهر عليه,صغير أمها كم يعاني..
مدت يدها بهدوء لتشد رأسه لجانب صدرها وهبطت بوجهها لتدفنه وسط شعراته مقبلة برقة
تتمسك بدموعها بخفة كي لايهبطن فوقه :
- أنا اسف صغيري.. اود مساعدتك حقا.
عينيه المتسعة بذهول تام لكل الدفء الذي ينسل
رويدا رويدا لغزو صدره الفارغ وقلبه المعذب, مر وقت طويل اشتاق لذلك الشعور الذي
لم يهنأ به فقد تركته سريعا وحيدا يتيما في عذابه وظلمته, ان يشعر بحضن امه عميقا
مجددا هكذا يضمه لكثيرٌ على قلبه الذي لازال يضم صغيرا جائعا متعطشا لحبيبتها
الاولى مدللته..اغمض بقوة لدمعه وشد متمسكا بملابسه :
- اااه نونا.
ادمعت اكثر وقلبها الزاهي بحب امها يهلل
حنانا , شعر بتعاطفها أكثر ..استجمع نفسه فورا لايمكنها البتة السماح لنفسه بالغوص
عميقا فتهاجمه ذكريات الطفولة .. ذكريات طفولة بفصول من جحيم وعناوين من سموم
والحنان المقتول ظلما امام عيينيه..رفع رأسه فورا مسح عينيه بخشونة كي تتوب ولا
تضعف فتدمع مجددا , ضحك بتكلف بصوت ضعيف :
- توقفي نونا (ضحك مجددا بخفة) أنا قوي تعرفينني
صحيح!
لكن عبير تلك الذكريات يجذبه , انخفض ليحضن
خصرها بخفة وهو جالس بقربها يحدق بها لأعلى مبتسما بشوق رهيب :
- أتذكرين! كنت تفعلين هذا دائما عندما تنشغل
أمي عننا في أمور القصر وماشابه.
سالت دموعها كمطر ربيعي هادئ بخفة داعبن
وجنتيها المتوردتين ثم هبطن ليحطن فوق وجنتيه هو :
- أنا اسفة (بصوت محشرج أعلنت بألم) لأنني غادرت
ايضا ولم أبق بجوارك واعتنِ بك.
أخرى تعاقد يديه خلف خصرها ليرفعهما ويمحو
تلك الدموع من وجنتيها برقة ثم اقترب اغمض ليغمض كليهما وبحنو قبل جبهتها :
- وها أنتِ ذا بجواري الان.
...........................
بات كيو في قلب تلك الغابة المظلمة.. لم يكن
يصل لنهاية الغابة كي يبدأ الطريق نحو قصرها الاسود.. كانت قد ظهرت فجأة امامه من
العدم وسط تشابك الشجر وماشابه, تبتسم بخبث فقد رأت وعرفت كل شئ حصل ارتعب حصانه
بخفة فشد لجامه بذراعيه لأعلى قليلا ليكبح حركته لف رأسه للجانب وتوقف وهو يلقط
انفاسه بصعوبة.. حدق بها كيو بحدة وغضب.. زاد عرض ابتسامتها , لايمكنها أخفاء
نشوتها بأحتراق قلبه المتزايد
- اليوم الموعود ها! تؤ تؤ أفسدتهُ للاسف
(رفعت حاجبيها تناظره بنبرة حكيمة أمرة) عليك أن تقتنع أن القدر لايريدكما معا!
رفع ساقه فوق رقبة الحصان لفها وهبط بقدميه
فورا بظهر منتصب ونظرة ثاقبة لها , بجنون هو سيمحي الجميع:
- كسرتها تماما مثلما سأكسرك إن لم تنفذِ
كلامي .
تحولت نظرتها لشر مقيت واحتدت الوشوم فوق
وجنتيها وذراعيها حتى نبرتها المسمومة أرتفعت :
- ومالذي يجعلني أنفذه!
تقدم خطوة بنفس نظرته الحادة :
-لأني طلبت (ارتفع ركن شفته يبتسم كسايكوباتي
) رقبتكِ بين يدي لاتنسين..
بلت ريقها بصعوبة وارتدت عن حدتها قليلا ببعض
التوتر,هيون يستطيع بالطبع ارسالها للجحيم في ثوانٍ معدودة.
............
جيمين شعر بالتوتر فجأة أخفض نظره لبطن سول
,زاد اتساع عينيه مثل ازدياد دهشته وارتفاع نبضة قلبه :
- نو... نا !
أغمض عينيه بقوة وحدق جانبا.. عقدت بين
حاجبيها وهي تتابع تعابيره وافعاله بغرابة:
- ماذا هناك جيمين؟!(اتسعت عينيه حين فهمت
قصده ,ضحكت بخفة خجلة) ااه توقف ليس هناك شئ.
- أشعر ... (لف رأسه ليحدق بعينيها بقلق
ظاهر)
- كلا جيميني أخبرتك ليس هناك ( قطبت حاجبيها
والقلق الذي يغزو ملامحه بات يتناثر ليحتل ملامحها ايضا ) لقد.. اخترع كيو الامر
فقط لكي يزعج جي يون.
تنهدت ونهضت لتحدق في الظلام الذي أحتد أكثر
..شهقت حين تمسكت يده بذراعها بخفة ولفها لتقابله وعينيه المصدومة الثابتة تشتعل
قلقا أكثر ..هز رأسه رافضا أنه لايمزح..حدق بتلك الصدمة والقلق ببطنها :
- نونا (مرر يدها بخفة على بطنها وثبتها ) قلت لكِ
إنني اشعر به.
انفاسه تسارعت فجأة ارعبها ووشمه بات يشتعل ..تنقلت
نظراتها المصدومة بين ردود افعاله برعب .. ثبتت يدها فوق يده فوق بطنها بينما
عينيها لاتنسل من رقبته وعينيه :
- و وانت مادخلك؟ مالذي يجري معك ها!
كلاهما ارتفع نبضهما
رفع ناظره القلق ليتحلم بعينيها :
- ن نعم أشعر به لأنني وانتِ نحمل نفس
الدماء, وهيونغ الذي رباني أعرف نبضه ايضا هل تفهمين!
ارتجفت بخفة ثبتت يدها الاخرى فوق بطنهِ
تتحسها اخفضت نظرها من عينيه لبطنها , تدلت الدموع ايضا وبقوة شعور الامومة غزاها
عنيفا :
- اووه طفلي.
أنه شعور يتجاوز مشاعر الحب بأميال , شبكة
أنتشرت سريعا الان لتحتل كل مفاصل جسدها وروحها, تضخ فيها حنانا لايوصف رحمة تبلغ عنان السماء.. الان في ثوانٍ يمكنها
تسليم نفسها لأقسى تعذيب في سبيل سلامته, تضحية الام تلك من اولى اولوياتها.. ستقف
محاربة صلدة لتحمي أظفره وحسب.. تلك الام تلك كل اجمل واسمى المعاني واقوانهن
صلادة.. لا يوجد شئ يضاهي قوة أم خائفة
على وليدها.. غريب صحيح.. لكن الخوف دوما مايولد مع الحب .. أن الألم تؤام الحب
فالخوف ظله..كلما كبر الحب كلما أزداد حجم
خوفنا على من نحب.. كلما ازددنا قوة لحمايتهم .
الان لم يعد الامر مجرد لعبة يلعبوها, وقوة
تحمل سول لهيون كل مرة.. بات الأمر خطيرا وارتفع نسبة أهميته أكثر ..انفعل جيمين
وادمع بقوة لاكما الحائط بجوارهما ..نبرته ارتفعت حين صرخ :
- ااه اللعنة نونا كلااا عليه أن يفك اللعنة
وإلا..
صر
اسنانه وحدق جانبا دموعه اخيرا وجدا طريقها على وجنتيه المكتنزة, فارتعبت بجنون,
هذه المرة لم يفلح في تهدأته او كتم قلقه تحت ثبات انفعالي بارع.. شدته فورا ليلف
مقابلا لها :
- م مااابك؟ (أزدادت توترا لدموعه التي نادرا
ماتهبط أمام عينيها) تبكي! ل لم تبكي ياااا هيا اشرح لي حالا.
صدرها يعلو ويهبط من الصراخ عليه , بحدة لف
ليركزفي عينيها منفعلا غاضبا والدمع يرطب عينيه :
- اشرح ماذا! (صرخ لاهثا ) أنه سيموت بداخلك
.. ه هذا أن نجوتي! (اتسعت عينيه برعب ولف وجهها جانبا وغزارة دموعه تزداد) هيونغ
.. لن يسمح بذلك.
وهنا تفجرت أمومتها مقاتلة, صعقت وضمت بطنها
فورا تحضنها بكلتا ذراعيها :
- كـ كلا ..كيو لن يرضَ بذلك... ل لم عليه أن
يموت لم!!!
تكلم بثبات سارح في ظلام الليل خارجا :
- اللعنة كانت أن لاتجتمعا معا, ولكنكما
اجتمعتما وعاندتما اللعنة وتزوجتما ايضا, حينها ستخسرون كل شئ تماما حتى نفسيكما
واي شئ يربط بينكم يستحيل ان يولد لكما طفل.
صرت اسنانها بقوة ,الغضب اشتعل فيها وبات
قلبها محرقة لن ترحم الجميع وليس وكأنها منذ ثوانٍ فقط علمت أن روحا داخلها تسكنها
بهدوء, كأن قرون تربط بينها وبينه .. الحب ربما يولد بطيئا لكن الامومة ترمى كنيزك
سماوي فجأة لتحط بكبر حجمها الهائل ليتسع لها قلب امرأة فقط!, من اول ثوان له يولد
عظيما .. اقسمت فورا بالعذاب لمن يقترب خطوة منه :
- كلااا لن يموت لا احد سيلمس طفلي .
لف رأسه بهدوء ليحط بلمعان عينيها والاصرار
الذي غزى تعابيرها بلا أدنى رجفة قلق,
"ليليان! أمي".. بهدوء راحت شفاهه
تبتسم بخفة وسط دموعه التي انهارت أكثر
إثر ذكراها التي تحيا وتعيش في جسد سول وروحها وكأنهما شخص واحد.. كيف
يتناسى جنونها وهي تحميه من نفسه حتى.. شدها بقوة فورا ليغمرها بأمانه وتعاطفه
ليمدها بالقوة والسند.. مغمضا راح يربت في قلبه على ليليان شاكرا لتلك اللحظات
الثمينة.
...............
رفعت طرف حاجبها بحدة عاليا وهي تركز في
نظرات كيو غير مبالية :
- تعرف جيدا اين هو الحل.. اريد رأسه!
ذقنه قليلا وعيناه ثابتة عليها رفع حاجبه
هو الاخر وصر على اسنانه بقوة باتت نظراته تضج رعبا يهز الجبال , بحدة شدد على
كلماته معلنا:
- تعلميــــن أنه مستحيل!
هزت رأسها بخفة بثبات واصرار :
- انه شرطي الوحيد, وسأفعل لك كل ماتريد..
اريد رأسه!
أخفض
ذقنه الان ونظراته بحدة تتصارع تخترق عينيها لف بنظره جانبا مفكرا وانفاسه باتت
تتسارع, وهي تحملق في تعابيره بتركيز تود ان تفهم, لكنه سرعان مالف فورا وامتطى
حصانه , عاليا صرخ به لينطلق عائدا ادراجه.. عضت شفتها في امتعاض لأنه لم يجبها
بإي حرف واختفت فورا.
...................
بات جيمين يتحرك في الغرفة جيئة وذهابا ببطء
ويديه مندسة في جيوبه كلاهما لم يعرهما النوم اهتماما ولم يهد التعب وقوفهما..
بينما كانت تغرق اكثر واكثر في عمق ظلام السماء والغابة .. اطلقت أهة قوية واعتصرت
بطنها فورا حدقت بجيمين غير منتبه لها فشدت فستانها فورا اغلقت فمها بيدها الاخرى
وسارعت بخطواتها الى الحمام.. حين اختفت بداخله توتر من جريها ولحقها فورا صارخا
.. تقيأت لكن دما! .. صعقت من منظره الذي غزى المغسلة وهوت على ركبتيها بفستانها
للارض تتقطع اوصالها ولاتجد ذرة اوكجسين لترحمها تعرقت بشدة .. هبط على ركبتيه
فورا بقلق عظيم يفتته :
- نونااا (صرخ برعب وشد وجهها ليحدق به )
مابكـِ.
اتسعت عينيه بصدمة وارتجاف لأثر الدم على
شفاهها ارتفع بنظره لعينيها المذهولة والدمع يهلل في ركنهم , ومن بين شهقاتها
وثباتها كالحجر تلت حروفا كأنهم خرجوا لوحدهم دون اي حركة عضلية فيها :
- م ما
لذي يجري؟
هز رأسه ليس لديه علم بما سيحصل كلما يعرفه
أنه خطر وحسب, اغمض عينيه بغضب جامح ووقف
بطوله ثم انحنى ليشدها لتقف :
- هيا الى سريرك في الحال... همهمت فقط وهي
تتفاعل معه .
كان كيو يمشي بهدوء والتعب يخط محياه , عقدة
مابين حاجبيه تورد انشغال دماغه بتفكير صعب وقلق اكبر.. فجأة تأوه ألم كبير اعتصر
قلبه لدرجة ان يميل بطوله الشامخ ذلك للحائط ليستند عليه, حدق فورا للاعلى برعب
وتمتم اسمها بين ثنيات شفتيه التي ترتجف فقط من اجلها
لم يكن جيمين يبالغ حين قال لها " هيونغ
يشعر بكِ", بات يجري بسرعة رهيبة فوق السلالم, تجاوزهم ودخل فورا ودفع الباب
بقوة صارخا بأنفاس منقطعة :
- سـول
رفع كل من جيمين وسول رأسيهما وهو يسندها
اليه خرجا للتو من الحمام..شهقت متوترة وضغطت على نفسها لتقف أحسن فلاتريد لجرعة
قلق أخرى أن تتعبه , ردت برقة فورا وصوت مبحوح من السعال قبل قليل :
- ن نعم مولاي أنا هنا!
أومأت برأسها بخفة.. لكن فات الاوان هو مسبقا
غزاه ألمها قبل أن يراها مائلة الطول يحدق بها ويجمين بصدمة , أومأ جيمين فورا
بأحترام.. أغمض كيو بقوة يتمالك نفسه وتعبها الظاهر :
- يمكنك الذهاب سأهتم بالباقي.
تنحنح جيمين ولف هو سول سوية ليحدقا ببعضهما
بحب رغم تعبهما الظاهر :
- هيونغ سيهتم بكِ.. سأغادر الان
أومأت له بحب ايضا .. تحرك ليمر بجوار كيو من
تمسك بذراعه بخفة فورا وعينا كلاهما موجهة لأمامه :
- أظن بأنني قلتُ ممنوع اللمس.
تنحنح جيمين وهو يكبت أبتسامته على جنون غيرة
زوج أخته المهووس, أنحنى بخفة فأفلت كيو ذراعه ليغادر على الفور.
اقتربت بهدوء والتوتر غزا ملامحها :
- اانت بخير ها أخبرني مالذي حصل؟
هدأ من توتره ليطمأنها فليس ينقصها تعب أخر
.قربها منه ليقبل رأسها بخفة وشدها ليغمرها بين ضلوعه يحتاج كليهما لجرعة كبيرة
الان منهما بعد ساعات الفراق تلك, حبة أمان بعد تلك اللحظة التي ختم بها زفافهما,
ورشات كثيرة من سكر الحب ليذوبا ويتداخلا في بعضهما تماما ويتحدا قطعة واحدة كما
هما خلقا بالفعل..استرخت وكل نبضاتها أنتظمت الان بين ذراعيه.
- أممم بخير.. هل تتألمين كثيرا.
تكلم بثبات مغمض العيني عض شفته, علم فورا أن
عذابها قد بدأ, وقد علمت للتو بأنه يعرف بحملها, انتلشت رأسها من بين ذراعيه لأعلى
وكل الصدمة خطت عينيها بقوة:
- كـ كنت تعرف!.. متى وكيف؟
تنقل بين عينيها بعشق وهو يقف ملتحما معها
بين ذراعيه :
- منذ يومين, شعرت بكِ وانتِ بين احضاني .
حدق بها بتعب ربما واقترب أكثر ليقبل نعيمه
مجددا.. هو ماكر ليرخي صدمتها ولكنها غارقة فيها , اغمضت بسبب قبلته لكنها سرحان
مافتحتهم بصدمة أكبر :
- كـكيف تعرف! ,كيف شعرت انت وجيمين بهِ!..
لم لم تخبرني وقتها ها!.
قطبت بين حاجبيها ودفنت وجهها لصدره., حدق
بضيق للأمام:
- لأول
مرة لم أعرف ماذا أقول أو كيف اتصرف
نظر
بعيدا شاردا, وقتها لفه اعصار مشاعر رهيب أيجن أكثر لأن ذلك ليس وقته ولا ميعاده,
أيفرح أن جزء منه غرس عميقا يحتضن جوفها ويحتلها بقوة لتغدق عليه من عطفها وحبها
مثلما تفعل لتجعله يعيش.. ام يموت قهرا وجنونا لأنه خطر جدا عليها.
لم يعلم بأمر عينيها التي غزت كل ملامحه
وادمعت بقهر عليه , برقة لامست اناملها خده لتلفه ليعود محدقا بها كما كان :
- أهدأ, أهو خطير لهذه الدرجة!
عضت شفتها بقهر وعيونها اشتعلت الان بالدمع
اللاسع ولن تغمض..اخفض نظره بعدسته البنية قهوة مركزة تثمل بدل أن ترفع
الادرينالين مسح على خدها برقة :
- سأتصرف, وكما وعدتكِ بأني سأحميكِ سأحميه
هو ايضا.. لكن لو لم استطع فأعلمي بأنه سيأثر عليكِ كثيرا.. تفهمي أنه طفل نصفه من
العالم السفلي هل تعين ذلك (ركز في عينيها بقهر يصارع ألمه الداخلي ولايغدو ضعيفا
ثانية امامها .اتسعت عينيها بجنون وخط الدمع طريقا حارقا مجددا على وجنتيها ..حدق
بها بثبات غير متأثر) لن اسمح به هل تسمعينني.
صر اسنانه بقوة وحدق جانبا بقوة .. اهتزت
عروش قلبها وانسلت فورا من بين ذراعيه اصابته بصدمة ..تهز رأسها برفق وعينيها
المذهولة شاردة في الفضاء :
- كلا .. ارجوك..لن اقوم بأسقاطه.
ركز في عينيها بثبات :
- انتِ أهم من كل شئ .
بلعت ريقها بصعوبة :
- أنا اثق بك جدا.
جعلت
الطمأنينة تغشو قلبه لن يعاني حين يفرض قراره وقتها مجبرا.. شدها برقة لحضنه ترجع
لمكانها الثابت ..مسح على شعرها بهدوء :
- أنا أسف لما حصل لليوم, ستنال عقابها
بقسوة.
أبتسمت بخفة أبتسامة رسمها الالم على شفاهها
ثابتة كأحمر شفاه:
- دعك منهم ملكي.
ترفعت لتتمسك بوجهها بكلتا يديها بحب اغمضت
لتغدقه جرعة يتمناها , شفاهها برقة راحت تداعب شفتيه الدافئة المكتنزة تضيع شفاهها
بين تفاصيلهم.. اغمض عينيه المتسعة بذهول من حبها ليبتسم بين شفتيها وهي تلتحم معه
اسند كفه لرقبتها جيدا ليتحكم بها الان هو.. ويغرقها في ثمالة عشقه أكثر.. لف
مقبلا بقوة قبلة عميقة تتغلغل بين شفتيها كلٌ على حدة .حتى تقطعت انفاسها فهبط
ليكمل هلوسة عشقه بها لباقي تفاصيل جسدها.. قبلة لفكها تذيبه ..هبط برقة وشفاهه
وكأنها تتحسس طريقها لتحفظه فوق بشرتها الثلجية لكن بدفء الشمس تداعب روحه أكثر..
قبلة ناعمة لرقبتها جعلتها تميل بها لتسند لكتفها من ثقل عشقه اينما ركزه..يديه
تسللت للخلف ليهتك أقفال فستانها الملكي الابيض الفخم من يحجب ملكه عنه ..بينما
شفاهه استقرت عند اذنها وعينيها فوق كتفه اتسعت مذهولة وهي تحتضن ظهره العريض ذاك
- ليلة زفافي لن تمر هكذا صحيح!
عضت شفتها بخفة واخفت نظرها فورا عند كتفه
سندها في الحياة, وبأثارة راحت يديه تخفض الفستان عن كتفيها للارض..شهقت بخفة
وتمسكت بملابسه حين باتت بدونه.. حملها بخفة وارداها للسرير وبات فوقها ..صدرها
يعلو ويهبط تسارع نبضات قلبها كمريض قلب, مريضة هي به وهو علاجها وهو السبب..
ابتسمت بحب وتمسكت بوجهه مقبلة يبتسم بين شفاهها يبتسم حبا لجنونها به يتركها
لتأخذ ماتريد ثم يسلبها حتى روحها وانفاسها ويعيدهم لها كما يحب واي طريقة يشاء.
أكتفى ووصل لذوة جنونه تفلت من قبلتها فورا
اسند جبته له وبخفة يديه راحت ترفع ذراعيها بعيدا , ركز في عينيها بحدة أمرا:
- الان لا اريد ان تلمسيني حتى دعيني أتمتع
بملكيتي واذيبك معشوقتي.
لمعان العشق في عينيهما الملتحمة يضئ بدل
النجوم لهذه الليلة الصامتة أدبا في حضرة خفق قلوبهما وحبهما الفريد ذلك المشتعل .
..
أنتهت كطفلة صغيرة ناعسة تبحث عن الدفئ
والأمان , حضنًا يغمرها بكل ذلك ويهدأ نبض قلبها المجنون بفعلته, حدق بها وهي تركز
في عينيه بنعاس فعض شفته بأثارة ورفع يده يفتح لها موطنها ومأمنهأ الكبير, أبتسمت
بأنفاسها اللاهثة والتفت حالا لتقيد خصره ويغمرها بكل ماتريد بعد كل الحب والعسل
الذي أرتشفاه سويا والتحما روحا وجسدا ونبضا يسير على نفس الخط والجنون.. غطاها جيدا وأغمض هو الاخر براحة
اخيرا في حضرة ملكته, صغيرته ومعشوقته.. من توجها اليوم رغما عن حكم القدر ولعنة
السنين وظلم كل من حولهم..نام هانئا , اليوم ليليان رضيت عنه ولم يتبقَ الكثير
ليفي بكل وعوده لها.
.............
داعبت الشمس بقوة إنكلترا لتضخ فيه الحياة
كما ترضع الام وليدها لترزقه الطاقة والقوة لينمو ويكبر.. ذكريات تلتصق في جدران
مخيلتنا وقلوبنا ,كل يوم نخط على الوسادة احداثا تستقر في ذاكرتنا ونصحو مستعدين
لملء المزيد لحلوه ومره..
شعره المرتب يزيد في وسامته لاينقصها! وعينيه
الناعسة تناظر جميلته تنهد بتعب يبدو أن رحلتها كل مرة تبدأ اقوى , أنحنى بخفة
ليقبل جبهتها وهي تبدو كطفلة صغيرة كما هي كانت دوما وابدا قبضتها التي تثبتها فوق
الوسادة وتفتحها تهبها للسماء فيستقر دوما بقبلة دافئة وسطها فتقشعر , يبتسم فور
أن يرفع رأسه حين يرى ركن شفتيها مرتفعا , حفظته منذ اول مرة فبات كل لمساته أمن
وحنان فلم يعد للفزع والاستيقاظ اي معنى, مرر يده بخفة على بطنها مستشعرا روحه
داخلها , ابتسم للجانب رغم الخوف والخطر.. هو فرح به.
تحركت بخفة للجانب اتسعت عينيها فورا :
- أأه ..كيو!!
يدقق في حركاتها ويركز مستغربا .. قلبت
الغطاء فورا وجرت سريعا تعثرت كادت تقع وهي تختفي بداخل الحمام , صرع بمنظرها فنزل
سريعا كان كالظل ملاحقا لها ..أنتهت منحنية للمغسلة في الحمام تقيأت ما لم يخطر في
باله.. دماء!
عينيه التي اتسعت بقوة اغمضت بقوة أكبر لتنفي
ذلك المنظر, عض شفته ذراعيه القوية بحنو التفت حول بطنها لتسندها واخرى فوق شعرها
مربتا بينما يلتصق بها من الخلف تماما ..أغمض متألما واهدى شعرها المواجه له قبلة
دافئة , فأركت ثقل جسدها عليه ورأسها لكتفه قليلا متألمة :
- اااه أشعر بأن اوصالي تقطعت.
ابتلعت ريقها لتستسيغ طعم الدم المتبقي فشعرت
بالانزعاج أكثر لكنها كتمت كي لاتتعبه تعلم أنه بدأ يعاني مسبقا.
صر اسنانه بقوة كدن يتحطمن حين بانت له كل
ملامح الامتعاض على وجهها ..أغمض بقوة وانحنى في ثوانٍ ليتلاقفها بين ذراعيه
يحملها كطفلته الصغيرة مقبلا جبهتها بلطف وعمق بينما قدميه تأخذانه الى السرير
..مددها بلطف وربت على شعرها الحريري ..ركز في عينيها بجدية معبأة بالقلق تقرأه
وحدها بين اعماق عينيه:
- سأتصرف ها.
اتسعت عينيها , هوليس مغص حمل عادي ليتصرف
بدواء عادي.. انها لعنة وكل اركان حروفها تحتاج مصائب وتضحيات لتحل.. ازدادت سرعة
تنفسها وشدت يده فورا والرعب خط ارتجافها كرسم زلزال فوق ورقة بيانية :
- ماذا ستفعل ها!؟ ارجوك
هزت رأسها حتى الدمع الذي ولد حديثا في
عينيها اهتز رافضا.. وكما توقعت, احتدت ملامحه وحتى نبرته زجرتها :
- سأوقف اللعنة او سينزل سمعتني..
عينيه بحدة تنقلت بين عينيها الذابلة لتذعن
له جيدا, تأوهت بألم باكية انتحبت.. صرخت معترضة حين حضنت بطنها فورا تداري على
جنينها من كل ظلم العالم :
- كلااا كيو, كل اعراض الحمل هكذا توقف.
أقترب اكثر وصرخ بها متألما نبرة صوته ترتجف
:
- ممنوع!!.. ممنوع ان تتألمي أقل ألم
ولايمكنني محوه بل ويجب أن اسكت.
- حسنا حسنا أهدأ فقط.
عادت تتمسك بيده برفق تطالعه بعينين راجية
دامعة.. مسح على شعرها مربتا وحدق بالباب حالا وصرخ يكاد يفقد عقله من الصراع
بداخله:
- ســـوك..هاتِ يونغ هوا حالا.
ارتعب الحارس خارجا من صرخته وخطواته انطلقت
لترحمه من اي ثانية تأخير يدفع ثمنها..بينما هي كانت غارقة في اهداء الاوامرللجميع
من أجل الاعناء بالقصر بعد يوم أمس والفوضى الي غطته..جاءها بسرعة من الخلف مهرولا
حين همس لها اتسعت عينيها وذلك القلق الذي
داهم تعابيره غزاها هي الاخرى لتشد فستانها عن الارض بخفة وتنطلق بخطى
مسرعة بتعابير جدية قلقة على ملكتها..هو لايناديها للجناح خاصته الا من أجلها.
لف ليناظر عينيها الذهبية التي تحدق به كشمس
تهب كونها كل الضياء , أعلن بهدوء :
- ستعتني بكِ جيدا حتى أعود لأنني يجب أن
اذهب.. أنتبهي لنفسك ملكتي .
أغمضت حين انحنى بكل هدوء وحب ذلك الملك
المبجل ليقدس نعمته بقبلة أمتنان لذلك الجبين الناصع مودعا بسمة لطيفة على محياها
لدفئه وامانه الذي يزرعه داخلها.
أتجه لغرفة الاستحمام بينما قبضته تكاد تنفجر
لشدة ضغطه عليها بينما يهديها كل هدوء العالم ليهدأ من روعها .. أرتدى اللباس الملكي بنفسه بينما يهديها
أخر ابتسامة قبل أن يغادر لهذا الصباح بينما ينهي أخر لمساته على مظهره, قطع طرق
الباب تواصلهما البصري ..فألتف للمرآة ثم أعلن أذنه لها بالدخول , تلاه فتح الباب
بهدوء ثم دخولها انحنت فورا وقدمت الاحترام وعينها فورا وقعت على الملكة من بان
عليها التعب فعلا هذا الصباح بوجهها الشاحب, التهم القلق قلبها على صغيرتها ..
التفت فورا على صوت الملك مخاطبا لها :
- أعتني بالملكة جيدا حتى أعود
شهقت وانحنت فورا بكل أحترام :
- أمر مولاي.
ابتسم بلطف لها وعيناها تابعته حتى اختفى من
أمام ناظرها لتكلمه بين جنبيها كلما احتاجت لأمانه وحضنته.. في قلبها عميقا زرعته
وليدا قبل طفلها وهو الان يافع ملك ومالك عظيم داخلها ليتحكم في أدق انفاسها
ويهديها الحياة بالمعنى الروحي.. اما المادي فجميعنا ألات تمشي على نظم واحد ولن
نختلف.
أنتقلت بإبتسامتها ليونغ هوا من تبادلتا نظرة
ودودة ثم عادت لتوترها وهي تحمل فستانها بخفة مقتربة من طرفها من السرير حتى باتت
امامها تماما لتنههشها مركزة في كل تعابيرها بدقة :
- اوه ياللهي!!.. لمَ وجهكِ شاحب هكذا.
رعشة خفيفة داهمت قلبها وروحها وبطنها, أخفضت
نظرها بحب لبطنها وهي تمسد عليها كأنها تمسد بلطف على شعر حبيببها الصغير :
- لاتقلقي, أنه أمر طبيعي.
قطبت يونغ هوا بين حاجبيها فورا مستغربة:
- ها! ماذا قلتِ مولاتي؟
إبتسم بخجل أكثر وهي تمسد عليها بحب :
- أقصد ولي العهد
رفعت
ناظرها المبتهج لتنير به تعابير يونغ هوا ايضا لتصيبها وباء فرحته نفسه , شهقت
مصدومة وهي تنتقل من عيون ملكتها لبطنها الصغيرة تلك ..غطت فمها بأدب والفرحة غزت
ملامحها والدمعة الرقيقة سكنت عينها :
- اوه حقا مولاتي ها! (هزت سول رأسها ولازالت
تركز في عينيها جعلتها تشهق مجددا غير مصدقة ) اوه ساعتني بكِ جيدا .
تبسمت سول بحب أكثر ويدها ارتفعت من بطنها
لتتمسك بيد أكثر شخص اهتم واعتنى بها وكأنها أبنتها بالطبع بعد كيو.. تأثرت فورا
يونغ هوا بلمسة الملكة وسرحت في عينيها فورا مركزة وهي تدلي بتصريحها الملكي الذي
يعد الاول:
- من اليوم تم رفع رتبتك في القصر واصبحتي
مرافقتي الخاصة, لايسمح لأي أحد ان يعطيكي الاوامر .
ادمعت عينيها أكثر بلطف ملكتها المعهود :
- اوه شكرا لكِ.. نعم انا معكِ وسأعتني بك
ِجيدا بنيتي.(تنحنحت فتبسمت سول أكثر لترد بلابأس , فأغدقت كرما أكثر وانحنت
لتضمها لصدرها موردة صدمة خفيفة لمحيا سول ليست اقل من مشاعرها التي أضطربت في حضن
الامومة ذاك ) مولاتي الجميلة .. ( حدقت في عيني سول بإمتنان كبير فأستغربت سول
نظرتها وترجأت لتمسد على شعر ملكتها) في يومٍ ما كنت في سنك تماما او ربما اصغر
كنت اضعف ولم أكن بذاك الوعي للحياة شقية وغير مبالية, لحقني رجال ثملين وتمكن
أحدهم مني ليلتها, (اتسعت عينيها سول بذهول وابتسمت يونغ هوا بسخف متألمة) فقدت
عفتي وقتها بوحشية لاتوصف.. ورماني ككلب متفعن في النفايات غير مبالٍ لي.. امي
كانت وقتها وصيفة الملكة والدة الملك كيو نفسه
شهقت سول حينها فعلا :
- ماذا قلتِ؟
تبسمت يونغ هوا :
- اممم كما سمعتِ مولاتي, لذا خجلت من العودة
وقتها او اجلب سمعة سيئة لها لذا بقيت مكاني انزف ولم اشأ التحرك انشا واحدا علي
اموت مكاني مظلومة كما يجب.. في أخر لحظات شق النور فيها طريقه لعيني وهي تقفل
انفاسي الاخيرة يديه امتدت وانتشلني سريعا ولفني جيدا, دفء غزير داعبني وامان كبير
لا اعرف مصدره لكنها اللحظة التي عدت فيها للحياة متمسكة بها.. أفقت على سرير دافئ
وملابس جميلة ضوء شمعة بجانبي اشعرني أني في الجنة, كان والدكِ اقصد الطبيب كيم
تلك الشمعة التي اضاءت وسط ظلمة طريقي.
تفاجأت وادمعت عينيها مبتسمة بحب لروعة ابيها
:
- اوه ابي شخص لامثيل له.
هزت يونغ هوا رأسها تنهدت لتكمل سارحة مع
أبتسامة جذابة :
أبقاني عنده ولم يسألني حتى أبنة من اكون كي
لايسببلي الحرج, كان لايزال وقتا شابا وسيما لكن بحكمة تتجاوز عمره سنين, انا من
اخبرته بسني وعائلتي ومن تكون امي فعرفها فورا..وجلس يشاركني إيجاد حل لمصيبتي
وكأني صديقة العزيزة وكل عائلته (تنهد بضيق وعادت تناظر عيني سول بتركيز) قام
بأرسال مرسال خاص وسري لأمي لتأتي للمنزل بنفسها وقتها غضبت كثيرا وكانت تهم بضربي
فأوقفها في الحال وشهد لكلامي وبدل الضرب والنفي كان سببا في جعلي تضمني لحضنه الذي انتظرته, كل من في القصر
يامولاتي يظنن بأنني عزباء وامرأة لم يمسها رجل حتى الان.. كل ذلك الفضل ومكانتي
هذه يعود فضلها لوالدكِ عزيزتي, لهذا مذ اول دقيقة خطت قدماك تلك الغرفة وصرختِ
رافضة انكِ ابنته اهتزت روحي وقلبي فاض بكل المشاعر التي أكننتها له (شهقت سول
مصدومة وتبسمت بحب وفير همت فورا بأحتضان خصر السيدة بقوة فمسحت على شعرها بحب رغم
تفاجأها من ذلك ) حاولت قدر استطاعتي رد ذلك الدين العظيم الذي في رقبتي له .
- اوه الان فهمت كل الاهتمام والعناية التي
ابديتها لي دون طلب او معرفة بيننا (رفعت رأسها تحدق بها لأعلى) ااه أشكرك من كل
قلبي.
هزت رأسها رافضة واحنت رأسها قليلا بمتسمة
بحب :
- بل الشكر لمولاتي ولكل عائلتها
فأغمضت سول بحب لتغرق بشغف في تلك
المشاعر..ليته كان حضن امها ليليان بحق وهي تخبره قبل الجميع بأن حفيدتها خلقت
قريبا وقريبا ستنير عالمها دموع غزت لتحتل عينيها كاملا لكنها خبأتهم بعيدا عن
أعين الجميع.. تنحنحت فأرخت يونغ هوا ذراعيها حولها وهي تتمسك بيديها مجددا :
- هيا مولاتي, سأعد لكِ الحمام.
هزت رأسها سول بلطف وبهدوء نزلت من سريرها
الملكي المرتفع قليلا وراحت تلاحق خطاها برفق الى غرفة الاستحمام تراقبها بهدوء
بينما تملأه مياها منعشة مع بعض الورود والعطور.. وبهدوء انسلت قدميها العارية لتدخل
به ثم تجلس بكل هدوء , اركت ظهرها للخلف بتعابير هادئة دب فيهم الانتعاش..بينما
يونغ هوا تقف قريبا مراقبة والسعادة تغمرها لأي راحة تغمر ملكتها تكون هي السبب
فيها.
لفت سول لتحدق بها بحب بإبتسامة هادئة :
- أود أن أفطر مع الامير جيمين طالما مولاي
مشغول, أذهبي وأخبريه.
أنحنت يونغ هوا فورا :
- الامير جيمين مع الاميرة في الحديقة
المركزية , سأذهب فورا لأخبره ولأبلغ الخدم بتحضير الأفطار .
جعدت بين حاجبيها قليلا مستغربة والورود باتت
تنقل رائحتها لتلتصق متمسكة بجسدها المثير :
- أي أميرة! (تحولت للاستغراب أكثر ربما
ماتظنه) ماذا عن سيورا هل بقيت في القصر فعلا!!
- اوه(هزت رأسها بخفة ) كلا لقد سمعت بأن
اسمها الاميرة سوهيون .. إنها فاتنة
الجمال.
تبسمت فورا .. احتل الاستغراب عقل سول وضاعت
حساستها في تضارب تام لتجد لذلك الاسم موطنا في ذاكرتها كما نفعل دوما عندما نشعر
بقرب الاسم لداخلنا ,عندما يورد في قلوبنا مشاعر تجد لنفسها طريقا عميقا
داخلنا..في ركن ذاكرتها المظلم بثقب أسود
بلعنة مسيطرة عليه كقفل وسلسلة طويلة تلف على مقدمة بوابة كهف مظلم تمنعك
من الدخول لرؤية تلك الظلمة حتى.. هناك عميقا اسم سوهيون حفر عميقا.
1518م
ذلك المساء حين افاقت سوهيون فوق سريرها بعد
أن اهداها لهما الحارس الملكي لملك ومملكة الشرق بأمر من الملكة والدتها, كانت
تجلس سول بشغف على ركبتيها أرضا محدقة بها كلعبة صغيرة مُلأت شغفا لتلم بكل
تفاصيلها تعابيرها وكل مايخصها , القدر مرغما سلبها الاعتناء بأخيها
ان يكبر امام عينيها , ليهيدها أخرى قريبة من سنه جميلة وهادئة مثله, لطالما ودوما كانت تتذكره بها حتى نسيته يوما وكل شئ.
ان يكبر امام عينيها , ليهيدها أخرى قريبة من سنه جميلة وهادئة مثله, لطالما ودوما كانت تتذكره بها حتى نسيته يوما وكل شئ.
فتحت سيورا عينيها بهدوء لتجفل خائفة ارتعبت
ولفت تحدق بكل شئ برعب انهارت دموعها بسخونة وقلبت شفاهها التي ابتلت كباقي وجهها
بوفير دموعها الخائفة الحزينة.. توتر كيو من مظهرها ليقف مراقبا بقلق من مجلسه
الذي كان خلف سول بمسافة مراقبا بحب قلب معشوقته الذي لامثيل له في الحب والحنان..
الان كليهما يقفان بصدمة يحدقان بجنون ورد فعل الصغيرة لمجرد انها افاقت.. اي ألم
فظيع مرت به لتكمل وصلة رعبها حتى بعد نومها يوما كاملا ليتم السفر بها بهدوء
واخراجها بصمت من حدود مملكتها الظالمة لها بحكامها أخوتها الأمراء..
حدق سول وكيو ببعضهما بقلق وهما في اوائل
مراهقتهما.. هما يحتاجان لمن يدير مسؤوليتهما لكنهما والقدر اختار ليضعهما في موضع
المسؤول منذ الاول وكانا الابرع فيه, عادت تحدق به برفق وبألم وجدت عينيها سول
تغرق بحدة في دموع ساخنة ذكرتها بنفسها بكيو من هرب خشية الموت ظلما والقتل غدرا
في ظلمة ليلة لا احد يعرف بدايتها من نهايتها أن حلت عليهم.
لقد
هوجمت سيورا بحدة في سريرها الناعم الصغير ليكون مصقلة اعدام خشنة برائحة الدماء
والخشب المتعفن.. بالكاد تمكن الحارس الملكي من انتشالها من بين ايديهم وهي تتمسك
بتلابيب ملابسه ورقبته بجنون وأرتمت بجنون تتلاقف رقبة والدها الملك المذهول حين
اهداها له ..احتضن فتاتها الوحيدة بعمق يدسها بين ضلوعها متأسفا للامان الذي
لايمكنه أن يوفره لها في قصره وبين ذراعيه.. لذلك أهداها الفراق عله يخيم عليها
بالامان ذلك والحب.. لكل أكبر مشاعرنا ستجد تضحيات مهولة قد نقوم بها ولانشعر
للحظة بفداحة مانقدمه في سبيل الغرض الاول.. الغاية ربما بررت الوسيلة لكنها لم
تبرر يوما ولو للحظة ألمها أو تربت عليه ليغفو بسلام ستجده دوما منتصبا نازفا
بغزارة حتى أخره.
مررت يدها برفق سول كيد الحياة بأجمعها لتربت
عليها لعلها تسامحها لما رأته لينقش قويا في جدران قلبها الناعمة.. ستكبر وذلك
الحفر عميقا سيكبر يترك فينا أثرا اعمق , ذلك الماضي وفداحة مايفعله.. نحن لاننسى,
نتناسى وسريعا مايكبر أثره بداخلنا كأثر حريق حفر عميقا في قلوبنا , سرعان ماسيكبر
ويتمدد كلما كبرنا وأتسعت قلوبنا لتحتلها حروقا أكثر, تلك امراضنا النفسية
شخصياتنا كلها تعود لتلك الاثار هي امهم ووالدتهم ربتهم فينا لنغدو ماعليه.
- تـ تعالي الى هنا ها
بحنو بشفاه مرتجفة تقاوم نحيبا لن يهدأ ان
بدأته سول وهي تتذكرهم جميعهم في منظر سيورا لحظتها ..هزت تلك الصغيرة رأسها رافضة
والدمع في عينيها قد قل , منظر سول داعب قلبها والدموع في عينيها هزت الامان
المعدوم داخلها ليصحو.. مسحت سول عينيها قبل أن تمطر وكل ذلك تحت مرأى من كيومن كان
واثقا من أنها ستعرف كيف تحل الموقف لذا أتخذ الصمت ركنا والمراقبة هدفا بتلك
الابتسامة الفخورة على محياه.
جلست سول لطرف السرير وحدقت بسيورا بحب :
- اه انا ادعى سول وانتِ (لم تجبها سيورا
أكتفت بمسح وجهها بطفولية وهي تقلب شفاهها للاسفل بحزن كبير , تنهدت سول بضجر )
انا وكيو لوحدنا هنا ااه اشعر بالملل كثيرا.(حدقت بها فورا بحماس والفتاة تتابعها
بصمت في ركن السرير المسند للحائط تجلس تجمع ركبيتها تلتصق به بعيدا عنهما )
مارأيكِ ان تكوني صديقتي ها مارأيك..(هدأت ملامح سول بشعور امومة عميقٍ تلك اللحظة
غزاها في سن الثالثة عشرة تلك اولى اللحظات التي ولد بداخلها ) أو ما رأيكِ ان
اكون امـ مكِ ها!
قلبت الفتاة شفتها اكبر غطت وجهها بكلتا
يديها ناحبة بعمق ,سول عميقا كسهم اصاب صميم قلبها المحروم :
- أوما تركتني واخوتي كانوا س السكين ااه
اابـــي .
أبعدت يديها وبجنون صرخت تبحث بعينيها عنه :
- ااااه ابي اريد ابي ابي كاذب ..لقد طردني
صحيح ها..
تحدق بهما ولا احد منهما يجيبها لشدة نباهتها
لكل شئ كان يحصل حولها رغم صغر سنها.. حدقا كيو وسول ببعضهما بصدمة ثم بها بحزن كبير
كانت ستمد يدها لتربت عليها لكنها سرعان ماتحركت سيورا لتهرب من السرير للخارج
- انا لن ابقى هنا اريد ابي اريده اريده.
هوت قدمها عن الحافة من غير تركيز شهق كيو
وتلاقفتها يد سول لتلفها بذراعيها قويا لحضنها حصنا منيعا يلفها ويحيطها من كل
العالم..حاولت وضربت وصرخت بطفولية وصوت حاد بدموع وفيرة لن تقف..حتى وصل لمسامعها
صوت بكاء سول الصامت فترقب كيو بتوتر يقف امامها وهي تدفن وجهها لجانب وجه سيورا
وشعرها :
- ااه انا مثلك ت تركنا هنا كي يحمونا من
الاشرار صغيرتي..ليسوا يكرهوننا (ابعدتها قليلا عن كتفها كي تتلاقى عيناهما) اعرف
بأن ابيكِ يبكي الان كما بكيت عليَّ امي من قبل.
قلبت شفتها سوهيون كي تبكي أكثر , فوجدت يد
سول تمدس على شعرها بحب
- لاعليكِ مارأيك بأن اكون امكِ ايضا ها.
اتسعت عيناها الصغيرة ثم انخرطت في البكاء
مجددا وارتمت لتقيد رقبة سول بحضن طويل وعميق ترتمي لتجد بعض الامان الذي ذبح على
سريرها ليلة أمس.
أجلستها لطرف ركبتها وهي تحدق بها وتلاعب
شعرها الحريري الاسود :
- اذا جميعنا هنا نملك اسماء ثانية نتعامل
بها ,صحيح؟
حدقت في كيو لتأكد لها فهز رأسه فورا يوافقها كي يحمياها بإي طريقة
ممكنة واول شئ كان عليهما طمره بعيدا هو اسمها , وهي تتناقل بعينها بدقة بينهما
متابعة :
-ح حسنا..أدعى سوهيون!
انفرجت عن وجه سول ابتسامة لطيفة وهي تجاري
سن هذه الصغيرة:
- واااه ما أروعه.. اذا اممم دعينا أرى..
وكيو بحب يتابع مجنونته وحيلها , قلبها ذاك
الذي يذوب به يمكن ان يغرق العالم بحنان لن ينتهي لكنها له وحدة, ابتسم للجانب وهو
يتابع تفاصيل شفتيها متحركة بلطف تبتسم وتتعجب ..داعب عقب رقبتها خجلا من تفكيره
ولف ليخرج..
- سيوورا اذا مارأيك ها؟ (التحمت يدي سول
فرحا وحماسا وكأنها تصفق)هممم! أعجبك.
سرحت بعينيها الكبيرة للسقف ثم رمت سول بنظرة
ماكرة ونبرة طفولية تكرر وتقلد طريقة ونبرة سول :
- سيورا اذا.همم اعجبني
ضحكتا سوية ومجددا تعود لتغمرها بحضن أمها
المعدوم..
.........
كان القدر مراقبا وبدقة ليجعلها وأكثر شئ
رأته سول فيها - جيمين- ليتقابلا ويدب تلك
الراحة النفسية العجيبة بينهما تلك الوغزة في القلب واشتعال الروح ذاك بلهيب
الحب.. كلاهما يعودان لها طفليها الصغيرين التي ربت احدهما في الاخر ..هي حرمت من
جيمين عنوة لكنها دوما ماكانت تراه في سيورا ليقعا.. في الحب ايضا!
تناظره بحب الان بعين خجلة وهي تحمل فستانها
الانيق في الحديقة المركزية بينما يدي جيمين للخلف بلباسه الفاخر وظهر منتصب يسير
معها مرحبا بها في القصر وفي قلبه أكثر .
.....
عادت سول لتركيزها واخفضت رأسها بأبتسامة
هادئة :
- لقد تحمست لرؤيتها حقا ( حدقت بها بجدية )
هيا اؤمريهم ان يجهزوا الافطار ويدعون الامير والاميرة معا.
وقفت بطولها لتخرج قدميها من حوض الاستحمام
الواحدة تلو الاخرى تترك اثار خطوات مبللة على الارضية الرخامية الفاخرة .. بينما
اتجهت يونغ هوا لتغادر الجناح الملكي لتترك لها فسحة حرية..تجهزت وتعطرت جيدا واستعدت
بشكل يليق بملكة, انها مرتها الأولى التي ستتحرك فيها في القصر بعد الزفاف, مرتها
الاولى وهي قد أُعلنت رسميا ملكتهم بحق.
................................
كان الصمت وصيفتها التي تسيرمعهم , لما ينطقا
بالكثير تعرف عليها وهي عرفته بنفسها حقا الاميرة سوهيون تفاجأ منبهرا بكونها هنا
في القصر رغم خلافهم ولم يمهل بالكثير من الاسئلة عليها حين سمع أن كيو قد اوصى
بها لذا اكتفى بالوله والنظرات بينهما ليعطي ويأخذ مثلما يشعر ويتناغى قلبه منذ
الامس.. جاءت الخادمة سريعا لقطع خلوتهما وهما يقطعان الحديقة بكل هدوء
- أمير جيمين, أن الملكة تدعوك مع الاميرة
للأفطار.
التفا معا.. بينما تبسم هو بلطف هي كادت يطير
عقلها ويحلق قلبها فرحا وسعادة.. شهقت ولحقتهاعلى الفور فرمت جيمين في استغراب
مريب.. ماعادت ان انتبهت لتستدير خجلة وعادت ادراجها بقربه بلطف لتسير محاذية له ,
فتنهد مبتسما وبرر حماسها لرؤية الملكة ولقبول دعوة غالية كهذه.
أقتربا من المائدة الملكية الصغيرة التي أوصت
بها سول ان ترص في الحديقة على الهواء الطلق في رؤية اجمل اثنين عزيزين في حياتها.
التف جيمين ليقف خلفها بكل لباقة وسحب المقعد
لها فتبسمت له خجلا ورفعت فستانها قليلا وتحركت لتجلس عليه , حينها لف ليجلس
مقابلا لها تاركين المقعد الرئيسي لفخامة الملكة.. كان ظهر سيورا يقابل الباب
المؤدي بالقصر لهذا الجزء من الحديقة..حين اقبلت سول بفخامة تمشي بفستانها الفاخر
الانيق وشعرها المنسدل.. لاقتها اشعة الشمس لتزيد لمعان عينها فتتلامع في أعين
اخيها المنبهر دوما بجمال اخته المنصب شبيها لأمه تماما.. وقف بأدب في مكانه عند المقعد
مبتسما وانحنى لكن عينيها التحمت بظهر وشعر تلك الفتاة الجالسة لم يبدو منظرا
غريبا عليها رغم انه من الخلف... حين انتبهت سيورا لوقوف جيمين وقفت من فورها ولفت
برأسها للخلف برعشة ولهفة لاتوصف
- سول!
حينها توقفت تتابع قدمي سول مكانه بصدمة
وقلبها تخبط بسرعة في قلبها
- س سوهيون هي سيورا.. (جعدت بين حاجبيها
قليلا لتستوعب وتجمع كلام كيو عنها لكنه لما يذكر لها اسمها الملكي الحقيقي..عادت
تحدق بها بلهفة وشوق لايوصف ) او عزيزتي سيورا.
قطب جيمين حاجبيه غير مستوعب لكل مايجري
- ســول!
- لقد اشتقت لكِ عزيزتي الصغيرة .
في الثانية التي فتحت سول ذراعيها ابواب ذلك
البيت الدافئ الذي ضم سيورا منذ سنين ولايزال.. سرقتها قدميها سريعا لتجري وتندس
به بكل حب وتسلب منه الامان والحب الذي افتقدته منذ يوم أخذها الملك.
انغمرتا في عناق عميق مغرم بالشوق, تمسح على شعرها الاسود وتعود لتتمسك بوجهها
لتركز فيهاأكثر وتشبع نفسها بملامحها الجميلة .. صوتها المهزوز كان يجب أن يذكرها
بأول ليلة شكتها خوفها ورغبت بحبها والدموع نفسها تغرق عينيها:
- اوه سول لقد اشتقت لكِ كثيرا.
ضحكت بخفة رغم لمعان ادموع في عينيها هي
الاخرى مهللا بالبكاء :
- يااا اين ذهبت اوني ياشقية..
ضحكتا بخفة معا ثم اغمضتا سوية لتهدي جبينها
الناعم قبلة امومة هادئة .. حين رفعت رأسها اهدت صغيرها الذي في الخلف إبتسامة
هادئة لكنها لم تساعد ابدا في قتل استغراب ملامحه لهما , غرابة تحولت للغيرة وفورا
لف وجهه للجانب وكأن حضن الامومة ذاك ملكه ولا احد يحق له أن يندس فيه غيره, جذبها
صوت سيورا قليلا وهي تخرج من بين احضانها لتقف امامها على بعد خطوة معلنة بنبرة
واثقة ,انحنت :
- اوني.. مـ مولاتي (رفعت رأسها لتحدق بها
وعينيها بكل حب وأمتنان) شكرا لكِ على كل شئ انتِ ومولاي.
اعادت لسول ابتسامتها مجددا ..قطعت تلك
الخطوة لتمسح على طرف شعرها مركزة فيه ثم لعينيها :
- توقفي عن الشكر كلانا لم يفعل شيئا, بل
انتِ من كان ينير البيت سعادة, هيا تعالي.
اتجهت بها نحو الطاولة افلتت يدها لكي تجلس ,
وحين اقتربت من مقعدها قليلا سرقت خطوة اخرى بأتجاه جيمين ليصبح فمها قبالة اذنه
هامسة :
- أيها الوسيم , لقد اشتقت لك أكثر.
ارتعش ولف يحدق بأخته بصدمة وهي بجوار وجهه
تبتسم بحب غمزت له وعادت تمحو الخطوة لتجلس مكانها واشارت ليونغ هوا فورا .. كل
ذلك لم ينفع هو ليس بطفل سهل حدق بها مستاءا كالاطفال :
- نعم مولاتي
الان لم يعد للحب الذي كان يحاول سقيه
وانباته كزهرة صغيرة لتغدو معمرة تعمها بالظل هو وسيورا.. سول خطه الأحمر وكل نظرته تحولت لها لغيرة
قاتلة الان بات يرميها بنظرات حادة بطرف عينه وحسب فأستغربت حاله معها.
بدءا بالأكل أثر بدء سول الملكة به.. وهو
يرفع شوكته ببطء ليغمر تلك الجبنة الفاخرة لتذوب بين شفاهه المكتنزة, حدق بسول
بهدوء والاسئلة هشمت صبره :
- هـ هل تعرفين الأميرة سوهيون؟
سول تأكل تبدو سعيدة وهي ترسم ابتسامتها ,
لكن الصدمات تحبها وتعشق ان تضعها في الوسط.. مرة أخرى يكرر الموقف ولايُترك لها
خيار التفكير والاختيار التمهيد لأقسى الصدمات لتبدو اقل عنفا على قلبها
وماحولها فتتحمل نتائجهم بقسوة يرمون
عليها .. كانت تفكر بطريقة لأخبار جيمين بالأمر بأنها أعتنت بغيره بينما تركته
خلفها.. الان سيسأل ليعرف صدفة فتجيب بإعتيادية
ليتألم أكثر كم ان الامر هين بسيط على قلبها ولاتبالي له.. في الواقع
الجميع مظلومون.
ابتعلت تلك اللقمة بقوة كادت تقف لتشرق
حنجرتها لتوقف الكلمات عن الخروج, رفعت ناظرها بينما يدها هوت بالادوات لتستند للطاولة..
ابتسامة متكفلة روت شفتيها التي شحبت خوفا من رده , نظرة غيرته قبل قليل لابسط حضن
اهدته لها تكفي لتقتلها حزنا ورعبا , فمبالك لو عرف أن تفاصيل حياتها كلها كانت
تحتويها .
- ن نعم اعرفها. لقد ربيتها انا.
عضت
شفتها بقوة بينما تتنقل بعينيها المتوترة بين نظرته التي اختلفت واتسعت ذهولا..ثبتت
يده وهي تعلق ادوات الاكل في الهواء .. تنقل بنظرته المذهولة فورا بينهما وهناك
وسط صدره شئ بدأ يشتعل , حتى سيورا توترت ايضا ولم تفهم ماباله ولم قلق سول ذاك هي
تحفظها وقد عرفت فورا انها في اضطراب كبير.
- م ماذا قلتي؟ (حدق بسيورا المستغربة ثم حدق
بسول بحدة) ماذا يعني هذا؟؟
غرقت في توتر أكبر وصوتها ازدادت رعشته:
- ل لقد كانوا خائفين عليها من أن تقتل ,
لذلك خبئوها لدي وربيتها كل هذه السنين
امالت رأسها بحزت لعلها تستميله فلاذنب لها
بكل شئ لكنه اشتعل ذهولا أكبر وحدقة عينيه
ارتجفت , حدق بسيورا على الفور فتح فمه ينطق بالكثير كن اكثير تزاحم ليقتل حروفه
ويهوي غصة عميقا تخنقه ..هوى بنظره بالصحن الفارغ مع يديه التي ارتكت فورا للطاولة
لم يعد لديه طاقة لحمل الادوات وحسب , صوته هادئ كالهمس شديد التعب :
- إذا... كانت تعيش معك
اعتصرها قلبا يموت حزنا على وحدته..الدموع
اشتعلت في عينيها ايضا وهوت هي الاخرى بعيدا عن منظره المتعب لتسرح في صحنها
الممتلئ
- في بيت الرجل الذي كنت أظنه أبي.
أغمض عينيه بقوة وبقوة كاد يحطم اسنانه في
فمه , اخذ نفسا عميقا وسأل مجددا :
- هيونغ كان يعرف!؟
تنهدت بضيق :
- أنا لم اعرف الا من وقت قريب جيمين,تعرف
لقد نسيت كل شئ.
أغمض بقوة وهو وقف فورا بحدة فأرتد كرسيه
مكانه بخفة وعاد , خطواته بقوة راحت تسرقهُ بعيدا عن تلك المائدة بعيدا عن قلبه الذي
غاص عميقا بحزن ووحدة يحتضن نفسه وسط ظلمته المقيتة بدونها .
شهقت ووقفت فورا ملتفة تلحقه :
- جيــمين!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق