الاثنين، 25 سبتمبر 2017

|صِرَّاعُ الجَحِيم ـــ Part7|

صِرَّاعُ الجَحِيم

Part 7

By :Sara and Sara



عند الوقوف امام المرآة, يمكنك رؤيةُ إنعكاسكِ الذي يجبُ أن يكون مثيلكَ أنت تمامًا.. لكن مايغفل عنا أنها معكوسة ! إذ إن جهة اليسار تعاكس جهة اليمين كي نرى الصورة صحيحة تمامًا .. شرط معقد صحيح!

لوكانت مرآة سحرية لأظهرت لنا بواطننا! شخصنا العجيب الذي صنعته الحياة لا ماوُلدنا عليه نحن!  ذلك المتآكل المتهالك في الظلمة المنزوع من قلبه الرحمة لكل شي.. في كل خطوة في الحياة كان القدر يسرق جزءا ويهدي الحرمان حصة والظلم حصتين حتى عاد مجرد هيكل متحرك لبيت مدعوم فقط بالجدران , لاشبابيك ولا أبواب.. انهُ خاوٍ من الحياة لتخترقه الريح والعواصف بلا أدنى آثار عميقة مثل أيامهِ الأولى .. انه الباقي الفان!

تأتي عقوبات الحياة على رأسنا من غير ذنب وترحل لتَخلق أناس لانعرفهم ولا نريدهم ؛ بل وكنا ذات يوم نمقُتهم! .. ونتباهى بحروفٍ لم نستطع إنجاز اول همسها وبتنا وإياهم شخصًا واحدًا , وبكل صلافةٍ!!.. تركنا لهم حق فعل مايشاؤون دون مبرر.

أتساءل لو أن جميعنا تم لعنا مثل كيو وجميعنا رأينا هيون داخلنا حقيقة.. أي عالم ظالم حقير سيُخلق!.. واي مبررات للظلم والحقوق سنتلو ! .. إننا ﻵفات متحركة بالفعل مختبئةٌ تحت جلودٍ وملابسَ جميلةٍ وضحكاتٍ زائفة وحسب.. حاسبوا هيون داخلكم كثيرا فربما سيأتي يوم وتفقدون السيطرة فعلا ..ولن تكونوا سوى مجرد جلادين ورثوا الحكم ممن صنعوهم هكذا.. كأنها دوامة وعليها أن تستمر.. أرث أُسري لعين.
....
ركضَ تلك الخطوتين فقط بخفة ليُثبتها للحائط بعنفٍ وبدون رحمةٍ شد ذقنها وهجم ليعض تلك الشفاه بجنون, هذه المرة لن يسمحُ لها للتمتع بتقبيلهِ مجددًا فيُسيطر كيو على مشاعرهِ وقلبهِ ويُعود هو المُسيطر الثابت.. تَعلمَ درسهُ جيدًا وبكل عنفٍ سيأُخذ منها مايريد .. انهارت أمام قسوتهِ شفتيها دامية.

حاولت بقوةٍ أن لاتُبادله جنونهُ وأن لاتسمحَ لثنيات شفتيها التوغل بين خاصَتيه أكثر, لكنه أمر مستحيل .. تذكرت أمرَ لمستها الغريبة  له, وما تصنع بهِ كل مرة.. لذا يديها المرتجفة كورقة يابسة في مهب الريح حاولت الان أن تجد طريقًا لأعلى .. بصعوبة أرتفعت لتمسد على وشم رقبته لكن بكل حب, بكل رجاء.. بعيون دامعة وقلب يهتز بعنف زلازل بين جنبيها لذلك الذي يهديها كل سنين عمره ليرحمها مما هي فيه.
اعتصر قلب هيون الألم! ..كيو في الداخل, كيو يتخبطه كَبابِ قلعة وجاء بمنجنيق حروب ليدقَهُ عن بكرةِ أبيه.. صوته تحشرج حتى خرج مهتزًا من لمستها :
- ت توقفـ ـي حـ حالا.

فقد السيطرة قليلًا لذا أستغلت الوضع سريعًا , تعلقت برقبته وتناست شكله لتتخيل كيو وحسب! .. وراحت بحب تمسد على وشمه وهي تتعلق برقبته.. تولتْ هي السيطرة الان وبرقة كموجةِ بحر هادئة تلتف لتتحد بالشاطئ , التفت بخفة لتحتوي هي شفتيهِ الان بعشقٍ لذلك الذي يسكنه الان ,كيو لا هو! .. من يورد نبضًا خاصًا يدعى حبًا ويتنفس حياة لقلبها.. أغدقت عليه بعسل شفتيها ويدها الاخرى توغلت بشعره من الخلف تُحكم السيطرةَ عليه ولكن بشغف وعشق احتواء.

تفتحت عينيه بقوة رهيبة.. إنها تُناديه ,بكل قوتها تستنجدهُ من عالمٍ ثانٍ بات فيه ليحل هيون محله, اهتزت مقلتيه وسط محجريهما بألم , سرعانَ ماخفُت لونها ليعود بنيًا مثيرًا وتَسحبت كل العُروق الزرقاء من حيث جاءت من فكه لحتى آواخر رقبتهِ لتحت قميصه, لتختفي تمامًا.

أغمضهما ليفتحهما بصدمة لتلك التي تغرقه حبًا مجنونًا.. هي أحست بطعمٍ مختلف, دفء شفاههِ تعرفه وشغفهم بشفاهها قد حفظته .. حررت يديها بهدوء لتنسل من على اطراف اصابعها على قدميها كاملة .. ومعهما دموعها وجدت طريقا واسعا على خديها لتنهال بوفرة.. ارتفع صوت بكاءها وتركتهما مقفلين بل وزادت بوضع ذراعها عليهما لتجعل الظلام يحتل نظرها أكثر ليمحي صورتهُ التي تُعيد وتجدد نفسها في مخيلتها وعقلها كل مرة اقوى.. مدت ذراعها كاملة أفقية على وجهها لتُغطي عينيها معا.. وهوت أرضا على ركبتيها تبكي :
- ااه م ماكان هذا!..أجبني , هل جئتَ بي هنا لكي يميتني.

عاد خطوة للخلف بأنفاسٍ متسارعة قطب جبينه بحدة ..التف بقوة بصرخةٍ هزت الغرفة وفي الثانيةٍ الأخرى قبضته بعنف هوت على المرآة الكبيرة التي كان حظها السئ أن تقع امام عينيه مباشرة ..ان ينهي عمرها , زلزال حدث فيها وتشققات في لمح البصر ملأتها لتهوي ارضًا فورًا .. صوت ارتطامِ كل قطعة كان دويًا لوحده ويليه صداها بعده ليرعبها أكثر , صرخت وهي تنزوي على نفسها محتضنة روحها المهشمة , إذ لم يعد قادرًا على السيطرةِ على نفسه أكثر.. ألتف قليلا ليحدق بطرف عينه فقط ليحتوي جزءًا من منظرها المنكسر الذليل بسببه .. تكفيه نصف النظرة تلك لتجعل أفكارًا لقتل نفسه وذاك الشيطان بداخله تترد له كثيرًا.. صدرهُ يعلو ويهبط ومن بين انفاسه المضطربة هذه اعلن بصوت مرهق :
- م مالذي حصل؟

حدقت به وهي تلهث ودموعها بصمت تجري لتريح ألام قلبها ,حدقت به بعتب تشكو اليه ألمها :

- لـ لماذا يريدني لهذه الدرجة؟؟(شهقت تلهث) يقول لي بأنهُ سيفوز بي في الاخير, وكل شئ سيكون ملكه.. مالذي يجري هنا أخبرني!!!!

صرخت بها بحدة تعاتبه.
- هشش.. اخفضي صوتكِ.

رفع رأسه لأعلى مغمض العينين يلتقط أنفاسه يحاول ترتيب نفسه ولملمة شتاتها.. اطرق رأسهُ وهو مغمض العينين راح مقتربا منها حيث تجلس..أنخفض بخفة ورفعها ليحتضنها بقوة ليلملم شتاتها الذي بعثرته هو بنفسه :
-  لقد أخبرتُكِ سوف أحميكِ.. وانا اعرف كيف.. اهدأي.

راقبته عينيها الملتهبة دموعا محتقنة.. ولم تبادله الحضن من بين صرير اسنانها أعلنت وهي تحاول السيطرة على انفجارها الان :
-  كيف؟ها ..هيا اخبرني الان!

أرخى عنه احتضانه وتحرك للخلف عائدا , فتح الخزانة وباتت يديه سريعا تتلقف ملابس معينة ليرتديها.. كلمها دون النظر لها بينما تحدق به بصدمة مستغربة:
- يمنعُ عليكِ الخروجُ مفهوم...لن أعود هذه الليلة.

مشت سريعا لتتمسك بذراعه في الحال:
-  كـ كيوو الى اين تذهب وتتركني هكذا؟ انا لست قطعة اثاث!.. اشرح لي مايجري! لمَ كلما لمست الوشم او قبلته بشغفٍ من اعماق قلبي.. يختفي لتعود أنت!

 ألتفت بأنفعال لتُصبح أمامه تَخترقه بنظرات عتابها الحادة.. فأقترب هو أكثر يتنفس بحدة لترتطم أنفاسهُ بوجهها والدموع البهية لاحت لعينيها تفيض في عينيه تنتظر الاوامر لتهبط:
-  اسمعي كلامي ولاتجادلينِ, مفهوم؟! ... ارجوكِ.

تجاوزها ليصبح خلفها يُكمل إرتداء ملابسه.. أعتصرت أناملها بقوة واطبقت على تلك الجفون بحدة , مشاعرها تصرخ والخوف بداخلها كعدو جامح يغزوها .. استدارت وبخفة شدته من معطفه المخملي ..شدته ليلتف ويهبط اليها وبخفة تمسكت بوجهه وفي ثوانٍ باتت شفتيه ضحية إفتراس شفتيها المرتجفة..قبلة شاركتها دموعها اياه لتقبل وجنتيه ايضا تنزلق لما بينهما..

اتسعت عينيه بصدمةٍ وكنبع تفجرت عينيه لتتسارع دموعهما لتلحق بحبيبتها المنهلة من عينيها ..بادلها بشغف بقلب سيتفجر من ألمهِ شوقه وحبه الغير محدود لتلك التي تبكيه وتقبله ,فصل القبلة بهدوء و اسند جبهته بأنفاس متسارعة من كليهما :
-  سأمحيه (تناقل بين عينيها الغارقة تشكي له) سأجعلها تدفع الثمن وامحيه من امام عينيكِ للابد.

أغمضت عينيها لتنفجر باكية أكثر..حضنته بقوة تعتصره :
-  ا ارجوكِ لاترحل لاتذهب لوحدك..ارجوك.. انا احبـك ,لا اريد أن اخسرك مرة ثانية دون أن اشعر.

تنهد مغمض العينين..بخفة اغمض مقبلا جبهتها :
-  سأتصرف ثقي بي .

تحرك إنشا فأسرعت لتحتل كمه متمسكة به بقوة راجية :
-  ارجوك لاتتركني هنا لوحدي.. ابعث جيمين لعندي ها.

حدق في عينيها مطمئنا :
-  بالتأكيد سأبعثه ليبقى معك حتى أعود.

التف بالكامل ليحتوي وجهها برقة بين كفيه بأنفاس متسارعةٍ,  كيف له ان ينسى الكلمة التي تلتها بين ثنيات حروفها الخائفة!.. يتنقل بين عينيها بشغف لتلك الكلمة التي انتظرها سنين لترجع تُطرب أذانه بها مجددا ..ملاكه وملكته :
- ه هل تحبينني حقا!؟

أبتسمت بخفة عبيرها الألم, تنقلت نظراتها المحبة بين عينيه الوالهة عن قرب :
- بالطبع أفعل.

أخفض يده فورا من وجنتها ليحتوي كفها ورفعه ليثبته فوق قلبه تماما.. صدره الذي يعلو ويهبط اثارها اشتعالا..ركزا في عينيّ بعضهما ليصرح معلنا :
-  أنا لم ولن أحب غيرك.. انه اعمى وانتِ بصيرته لايرى سواكِ إنسية تزين عالمه.

مالت برأسها للجانب كمن يرجوه أن يتوقف عن الاغداق عليها بجرعات فاقت تحمل قلبها , ذلك الحب الذي لوهلة بل لألاف المرات ظنت ثم تأكدت ان لامثيل له ولاقلب يحتويه, أغمضت بخفة بدموعٍ سالت تتراقص عشقا :
- ا اعلم بذلك , أصدقك..وانا اعشقك بجنون.

أبتسم بحب ثم رفع يدها مقبلا:
-  هشش أهدأي .. سأبعث بجيمن ليبقى لديكِ .. لدي جولة بسيطة حول الممالك لن أتأخر كثيرا.

- إنتبه لنفسك ارجوك
- سأنتبه فقط من اجلك.

قبل أنفها برقة ذلك الشامخ ثم استدار وشد عباءته السوداء من الكرسي وبخفة لفها حول كتفيه وهو يربط الحبلين عند رقبته .. خرج بجولة يمشي بطوله الفارع..خطواته قوية وهدفه واضح.. حدق بجانب العباءة بخفة وتذكر ليلة ألبسته ليليان مثيلتها وفهم بعدها مافائدتها..ابتسم للجانب بتحدٍ بعيون كالذئب واسرع للخارج.
....

تنهدت بضيق تابعته حتى اختفى من امام عينيها واغلق الباب خلفه..جرتها قدميها لتملأ حوض الاستحمام الخشبي اسدلت عنها ملابسها وغطست فيه بهدوء لتغسل بعض الهموم عنها والدموع التي غسلت وجنتيها..سارحةٌ بقيت فيه جالسة لبعض الوقت.. سرقتها مخيلتها ,في حياتها ,زواياها المعقدة والمظلمة بشدة, ولم تنتبه ولم يصل لأذنيها صوت فتح باب غرفتها بهدوء ثم ذلك الفستان الفخم يتجه للداخل.. ألتفت من ترتديه بخفة لتتوسط الإريكة الضخمة في وسط الغرفة بينما ركن شفتيها بشر أرتفع مبتسما بخبث.

خرج كيو بكل فخامة من الباب الخلفي وهو يرتدي عباءته السوداء الخاصة تلك, ليجد جيمين وسوهو ينتظرانه هناك..أنحنيا فورا بل سوهو مال بدرجة أكبر بحكم مكانته..وذراعه أمتدت على طول صدره بكل أحترام, وبيده الأخرى يتمسك بلجام الحصان الملكي الاسود بأرجل طويلة وهيبة ساحرة .. أقترب قاطعا الطريق بينهما لفه بخفة وركب حصانه ببراعة وتناول اللجام من بين يدي سوهو من قَدمهُ له فورا..

كانت عينيه حادة تتوعد بالكثير  وانفاسه المضطربة أثارت اهتمام جيمين ليميز أن شيئا خطيرا قد حدث بالفعل ليبعث له فورا بتجهيز حصانه ليخرج في أمر خاص لوحده فقط..أعلن بصوت قوي :
-  جنرال سوهو!

أنحنى من فوره بخفة :
-  نعم مولاي.

- فلتنتبه للقصر جيدا في غيابي , سأكون هنا بنفس الليلة...وانت(حدق بجيمين من شهق بصمت فورا ففعلا أن عينيه ترتعد غضبا لايُوصف , أومأ برأسه له ف الحال) أبقَ بجانب الأميرة حتى أعود.

ركز في عيني جيمين مطولا ليقرأ توصيته القوية تجاه أخته .فأومأ جيمين بقوة ليعلمها أنه قد فهم.

وجه نظره كيو للأمام الان وبيده اليسار أمتدت للخلف لجلب قلنسوة عباءته للأمام لتغطي رأسه بالكامل.. أطلق صرخة منبهة للحصان من صهل فورا وهو يرفع قديمه الاماميين بكل ثبات وقوة , وما أن أرجعهما للارض حتى بدأت خطوأته القوية بالانطلاق ليعدو بسرعة كالبرق وكيو يُميل للامام ليتوزان وسرعته المبهرة , وعيني جيمين وسوهو ملاحقتان له حتى أختفى خارج سور القصر.
.................

خرجت سول تلك الغافلة بهدوء لتُصعق من اوائل خطواتها بعد عتبة باب غرفة الاستحمام .. حدقت بها بصدمة وجنون ومابين جنبيها ذلك القلب المتكسر اشتعل حريقا.

لفت جي يون رأسها فورا لتحدق بسول من أعلى لأسفل ثبتت رجلا فوق الاخرى بقمة الغرور :
- تشه (ضحكت ساخرة) رأيته وهو يخرج.. كان منفعلا جدا.. هل رفضت تلبية طلبٍ له أم ماذا!!

 ابتسمت للجانب بإستحقار.. تمالكت سول نفسها بقوة بل وابتسمت للجانب وهي تتجه نحو التسريحة غير مباليةٍ لها مُنهمكة في تجفيف شعرها الطويل بالمنشفة :
 - أنه امر يخصنا انا وهو, لاتتدخلي فتحرقين دمكِ وتفسدين جمالك ليكبر قبل أوانه .. ابتسمت ساخرة.

تريد كسرها بإي ثمن, وجعلها غاليا تدفع ثمن ماسرقت منها يومًا وأستمرت في سرقتهِ حتى وهي غير موجودة.. كان ذلك القلب والحب الذي ينمو بداخله مخلدًا لها وحدها ومن بعدها يموت ويندثر.. وقفت بهدوء تميل برقبتها للجانب بنظرات حادة تخترق جسدها الفاتن :
-  امم لكن وشمه يشتعل(إبتسمت بسخف اكثر)من الواضح أنكما القيتما؟!, اليس كذلك؟
تحولت بسمتها لخبث وهي تركز في عيني سول التي اهتزت وهما تراقبنا انعكاس بعضهما في المرآة.. وبسمة سول بهدوء اختفت لتتحول لصدمة,  إستدرات فورا لتُحدق بها وهي تُجعد حاجبيها :

-  ماذا قلتي للتو!!(ابتسمت بسُخفٍ كبير وقدميها يأخذانها بأتجاهها ببطء) اممم صحيح لن استغرب أن التقيته , فأنتِ تستحقينه.. كيف نسيت قبل أيام جاء لي وهو يفيض بدمكِ تشه.

أغمضت عينها بقوة ولهيب اشتعل بداخلها , تحاول أن تغطي عليه بكلمتها الحقيرة شبيهتها :
-  أرأيتهِ!.. أنه كله ذنبكِ.

كرصاص الرحمة رمتها وسط قلبها لتقتلها أحساسًا بالذنب ,هزت رأسها فورا منفعلة والدموع التمعت في عينيها :
-  كلااا لا لست أنا..(صرخت بقوة لترمي بجنونها عليها) انه صنع يدكم جميعًا ..إلا انا.

تريد سقيها الألم اكثر..ضخته في أكثر المواضيع فجيعة ..هزت رأسها مع ابتسامة خبيثة التصقت بوجهها :
-  كلا عزيزتي هه هيون ظهر بعد الحادث.

 فتحت عينيها الحادة بشر تحدق بها مؤكدة..مالبثت أن اغمضت فورا من صرخة أخترقت مسامعها والجدران ايضا :
- لست أنـــا.. اعرف انه بعد الحادث لكنني لست السبب, بل أنتم .. انتم من شئتم  تفريقنا.

أغمضت عينيها بقوة, مُحال أن تراهم تلك الوضيعة بكل بساطة رمت المنشفة من بين يداه بقوة وبسرعة خطت قدميها خطوات قوية ثابتة نحو باب الغرفة وانفاسها تشتعل , فتحتهُ بحدةٍ وصرخت بها بكل ثقة :
-  اخرجي حالا!

لكن جي يون أصرت على أكمال دور القاتل المتفنن..تتهاوى نحوها بخطوات متعجرفة وتبتسم بشر مقيت :

-  كلا , انه بسببكِ بات اقوى, كان يؤمن أنه ضعيف لذا كل مرة يسيطر هيون أكثر فيها كان يزداد بهِ تمسكا, كل مرة كانت بسبب أحساس كيو بالذنب وانه لم يستطع مساعدتك..فيزداد قسوة وحدة.

تقدمت بجذعها العلوي قليلا لتقرب وجهها من سول حين باتتت امامها فعلا :
- هل فهمتي الان, لمَ أصرُ على كونكِ السبب؟

صدر سول بات يعلو ويهبط بسرعة رهيبة وعينها المحترقة بوهج الدموع وهي تركز في عيني جي يون الحادة من تشعلها ألما اكثر ,من بين صرير أسنانها أهدتها سطرها الأخير :

-  تعلمين جيدًا أن كيو ليس بضعيف, وذلك الذي ظهر فهو بسبب ألاعيبكم لذا لاتحاولي التغطية بي كدرع على آثامكم...جيــــمين!

صرخت بقوة فماعاد لها القدرة على التحمل وسماع كلمة أخرى من بين تلك الشفاه المسمومة بلسان أفعى لايعرف سوى الخداع والخبث.
كان يتسلق درجات السلم بهدوء فرح بما أخبره به كيو قبل رحيله
"أذهب لجناحي وابقَ مع سول حتى أعود مفهوم!"

أبتسمت شفاهه الكرزية وهو يقترب من رائحة أمه المخبأة فيها..خطوات فقط على باب الغرفة ورآه قد فُتح وتلته صرخة سول القوية مستنجدة بأسمه, جن جنونه :
- ســـول!

صرخ وقدميه كادتا تحلقان به من سرعة قلبه الذي يود الوقوف أمامها في رمشة عين, بالكاد استطاع كبح ركضه حين تمسك بأطار الباب ذلك ..نظر لسول فورا من تقف عنده.. لف نظره للداخل فورا, فتبدلت ملامحه  للحدة حالا وبات يقترب بخطواته الثابتة منها بظهره المنتصب :
- مالذي تفعلينه هنـــا!!!

بالتدريج صوته ارتفع لينهي أخر كلماته بالصراخ, رفعت حاجبها تحدق به ببرود تقترب منه وهي تحمل فستانها :
-  لاشئ..كانت لدي رسالة مهمة وقد اوصلتها.

أهدت لسول حين باتت على يمينها أخر نظرات استصغار وغادرت.. هي تعلم جيدا انها الخاسرة الكبيرة هنا ولكنها تتلاعب على حدود حبل رفيع خطر لتهنىء ببعض اللذة والانتصار ولو قليلا.

صفقَ الباب خلفها بقوة فورا وشد كتفي سول في الحال لتلتف لتنظر له , تتسارع أنفاسه والقلق يلتهمه :
- نونا!.. انتِ بخير ها!

الان يمكنها ان تبكي كما تشاء..اغمضتهم لتنهمر دموعها بوفرة دست نفسها في حضنه ليحتويها كما وعد :
- ااه تقول لي بأني السبب في كل شئ.. سأنفيها خارج القصر وسترى.

اغمض يطبق جفنيه ويطبق اضراسه معهما بقوة حتى كادوا ينتهون مهشمين في فمه, أحتواها وبحنوٍ راح يداعب شعرها الرطب مربتا :
-  كلاااا نونا اهدأي.. اياكِ أن تستمتعي لها أنها حرباء صدقيني.

تسللت من حضنه بخفة بحزن يمزقها وبهدوء تراجعت لتجلس للأريكة القريبة محدثة اياه :
- كلا جيميني.. أنها على حق.. انا السبب لكونهِ هكذا.

اقترب بهدوء ليجلس بجوارها مربتًا على ظهرها والحزن زين ملامحهما معا .فحدقت به بصدمة فورا.. تذكرت كلام الساحرة ومايحصل لكيو وهيون اذا! تذكرت اخاها ومارأته على رقبته يوم أمس ,  بنظرات مصدومة التهمت رقبته ودون أن يشعر يدها الخائفة ترتجف راحت برقة لتلمس الوشم الذي يزين رقبته :
-  وانت ايضا مثله!

شهق وكأن رصاصة أخترقت رئتيه لتقطع عنه انفاسهُ واضطراب عجيب حصل له لم يشعره من قبل.. بحدة وبلمح البصر كمقاتل ماهر يلتقط السهم القادم نحوه بسرقة البرق.. هكذا التف وبلمح البصر اعتصر معمصها فورا وباعده عن رقبتهِ مدققا بها بصدمة :
-  نـ نونا!

 تنحنح بهدوء بعد أن رأى نظرات الذهول في عينها ويدها التي أزرقت رغما عنه.. افلتها فورا وحدق في عينيها بهدوء بينما يُجاهد لرسم إبتسامة متكلفة لتغطي كل هذا :

-  ك كلا نونا.. مالذي تقولينه الان.. انه وشم اعجبني وصنعته لنفسي.

تعرق وحرارته أرتفعت.. انها تحمل ذنب هيون بثقل الجبال فمبالها لو عرفت بأمرهِ ايضا.. لا يودُ ان يكون سوى سفينة خفيفة تُرَحل بها همومها وتعبها بعيدا لامرساة صدأة ترمى بحملها قاع المحيط فتغرق في وجه العواصف القادمة.
لكنها أبنة ليليان , بحدة بقيت مراقبة لكل تفصيلة خرجت منه بإرادته او رغما عنه, صرت أسنانها بقوة مركزة في جانب وجهه الذي يقابلها :

-  كلا جيمين!.. لقد اخبرتني يونغ هوا أنها قد رأتك ذات يوم بشكل غريب..فهمت من كلامها أنك تغيرت مثل كيو تماما (ازدات سرعة انفاسها مشتعلة) توقف عن الأخفاء عن نونا.. تعلم جيدا انني كل عائلتك الان.. اشرح لي ارجوك.

 تقدمت بخفة لتسحب كلتا يديه لحجرها متمسكة بهما بحب تركز فيه أكثر..لاتريد لصغير أمها ان يستمر بالمعاناةِ لوحده , مافائدة وجودها بجواره الان وأن يستمر وحيدا في تحمل اعباء نفسه بنفسه.

لف رقبته في ثانية بحدة حدق بها يكاد يخترقها , عنادها واصرارها على هذا الموضوع بالذات يشعله ويغضبه كثيرا, هو أخر الاشياء التي يود منها أن تعرفها عنه, انه بشع للغاية ويريد دوما ان يكون تلك الصورة الحسنة في نظرها.
صوته ارتفع عن سابقه منفعلا :
-  توقفي نونا.. قلت لكِ لا اتغير

 شد يديه وفي الحال وقف بطوله..تعلقت عينيها الدامعة له فرأت وشم رقبته قد اخترقه اللون الاحمر والبرتقالي كلهيب نار تشتعل فيهما ,ازدردت غصة روحها بوجعٍ وحاولت أن تهدأ.. هي تفهم جيدا أنه نفسه تماما وتعرف بأنه قد فهم من كثرة اسئلتها انها قد علمت أنه يتحول مثله , لكن كلاهما يستمر بالتمثيل على الاخر.. نهضت كالمنومة وعينيها يكحلهما الحزن ويخطهما الأسى. لفت يديها حول صغيرها من الامام وبهدوء اغمضت لتزرع قبلة هائدة فوق الوشم:
-  أنني هنا نونا هنا من اجلك.

جعلته يشهق بصعوبة مجددا اغمض عينيه واعاد رأسه للخلف قليلا منتعشا , راحة عجيبة دبت بين اوصاله وذلك الوشم وكأن ثلج كبت فوق نيرانه المشتعلة وخمدت تماما , بلع ريقه بصعوبة :
-  ن نعم نونا.. انا بخير اطمئني.

دققت في تعابيره فأبتسمت في سرها لقد فهمت انه نفس الأمر قد حصل معه تماما مثل كيو..تنحنحت وفكت احتضانها عنه لتغير الموضوع تماما أنه يكاد يكتم على انفاسها الاخيرة :
-  أنت اذا لن تجعل نونا تفطر صحيح.

بوزت شفتها كالاطفال فبدت لطيفة لترسم ضحكة خفيفة تزين محياه اوردت السعادة على قلبها.. لف ذراعها فورا بداخل ذراعه :
-  هيا بنا أميرتي

تنحنحت فورا وحدقت برداءها :
-  احم هل ستسمح لي أن انزل برداء الاستحمام اذا!

حدق بها بصدمة عض شفته بخجل وافلت يدها فورا..ثم  شبك يديه معا وهو يسير خطواته للخلف وظهره للخلف أي ان وجهه يقابلها يمشي بالعكس:
-  ح حسنا فلتتجهزي مولاتي سأنتظرك خارجا.

انحنى بخفة يثبت ذراعه باحترام لجانب بطنه يبتسم بحب, ثم استقام ولف ليغلق الباب خلفه.. ضحكت بخفة عليه , إستطاع غسلَ قليلا من الحزن عن وجهها الفاتن.. شرعت لتنهي ترتيب شكلها بما يتناسب وكونها الملكة المنتظرة
دقائق وجعلته يشهق حين انسلت ذراعها بخفة لتحتضن ذراعه بهدوء , لف فأبتسم حين قابلته إبتسامتها مع جمالها الآخاذ ذاك ركزا في عيني بعضهما بسعادة :
-  هيا بنا أميري الوسيم.

أبتسم ذلك الساحر بوسامته حقا :
- هيا جميلتي

رفع يدها مقبلا بلطف واكمل معها الطريق للاسفل.. دخلا قاعة طعام مختلفة عن تلك الملكية , إذ لايتم فتحها إلا بحضور الملك بالطبع.. كانت أصغر منها معا اثاث راقٍ سادها الطابع الهادئ ومع ذلك انها تصيب الناظر بالذهول لفخامة كل قطعة فيها.

لفت للخلف تبتسم حين باتت امام الطاولة تحدق بأبتسامته الجميلة وهويثبت يديه للمقعد خاصتها حين سحبه لها بأسلوب فاخر ..رفعت هي فستانها بخفة لتجلس ..فلف هو ليجلس مجاورا لها بينما الخادمات منشغلات برص الاطباق وترتيب الادوات بشكل دقيق للغاية.. حين انتهوا انحنوا وغادروا بهدوء تام وتركوهما لوحدهما ..

بدءا بتناول الطعام بهدوء .. بينما اوشكت على انهاء مضغ الطعام في فمها, حدقت به بهدوء معلنة :
-  اود أن تأخذني في جولة في القصر, كيو لم يأخذني مطلقا .. أعلم بأنه مشغول قليلا.

 أنخفضت قليلا لتلتقط لقمة أخرى من شوكتها.
.......

كسهم اخترق تلك الظلمات وشق طريقه وسط طريق مظلم وشائك من السحر والشر تتلقفه اذرع الاشجار السوداء الشائكة تلك فيتهرب يمينا وشمالا بحصانه القوي وكأنه هو الاخر حفظ الطريق واعتاد عليه, حتى انتهى امام قلعة سوداء ضخمة تختم قمة جرف صخري وكأنها نهاية ذلك العالم السفلي البشع, قلبه من حديد ليقدم هنا ولاتطرف له عين ..

كرتها البلورية فوق طاولتها المستديرة اعلمتها بورودهِ في الحال من اول خطوة له داخل غابتها المحظورة, ابتسمت شفاهها السوداء بشر , مر زمن طويل مذ أخر مرة رأتهُ فيها.. وشكلها كما هو بل بات أكثر شرا يورد هالة قشعريرة في الناظر .
اختفت فورا من أمام طاولتها في حجرتها الخاصة لتظهر حالا امام بوابة قصرها لتستقبله بدل عناء دخوله, اوقفت قدميه جنب بعضهما وابتسامة للجانب زينت وجهه ..بينما تطالعه بمكر مقيت :
- كنت أعرف بأنك ستأتي بنفسك مَلِكي

ضحكت بسخف .. فرفع رأسهُ ليُقابلها منظره الحاد الذي يخترقها مُهشما :
-  امم تعرفين بأنني سأحتاجك تشه.

ارتفع ركن شفتها أكثر ,هي تعلم تماما لمَ جاء وماذا حصل معهُ بالضبط هذه الفترة الاخيرة, قرأت أفكاره لتجيبه في الحال دون الحاجة لذكر طلبه وسؤاله
- تعلم جيدا إنها لم تعد لك, اتركها.

صك أسنانهُ في الحال يشتعل وصوته احتد قويا :
- في أحلامك .. لقد أبعدتها عني واختفت .. وسأقدر أن ارجعها لي كل مرة .. هي قدري وأنا قدرها المحتوم.

صغُرت حدقة عينيها مستهزءة بنظرة برود :
- هه أذا ومالذي تريده؟

قدم ساقه بقوة صارخا :
- أزيلي اللعنة حالا

صدره يعلو ويهبط اشتعالا, فأحتدت نظرتها فجأة :
-  ثمنها روحك.

إبتسم بسخافة ونظر جانبا ثم عاد بنظره بحدة لها :
-  روحي مع روحك

رفع حاجبه متحديا.. رغم أنها تبتسم بسخف لكن نظرتها الحادة اختلط فيها الغضب والخوف سيجد طريقه بين تلابيب روحها بعد ثوانٍ, هي تتحداه على حافة جحيمه :
-  من قال ذلك!؟

اختفت ابتسامته فجأة لتزيد في حدة نظرتها وهو يخفض رأسه قليلا حتى التصق جفنيه العلويين بحاجبيه ..صر أسنانه بقوة وبقوة خطواتته الثابتة باتت تتجه نحوها.. لتزرع ارتجافا في ثبات قدميها لتهتز سرا دون علمه.. ها هو الخوف يملأها الان.. هي تعلم جيدا انها صنعت وحشا تجاوز قدراتها وحدود سيطرتها وأن شاء سيمزقها أربا ويطحنها بين انيابه دون رحمة
- توقفِ لم تتراجعين؟

أغمض عينيه بقوة فجأة رفع رأسه بخفة ليفتحهما سريعا عيون صفراء لذئب جائع مفترس أنيابه الطويلة خطت طريقها من شفته العلوية لتنحدر ضاغطة فوق شفته السفلية .. وشومه التهبت سريعا  وعروق زرقاء خطت تشابكا سحريا حول رقبته صعودا لفكه وخديه.. مفاصل يديه واصابعهِ كأنها طُرقعت صوتهم قوي ليصلها بشكل مرعب نزولا لأخر اطراف انامله ملأتهم عروق زرقاء بارزة ومخالب قوية مروعة برزت لتزيد شكلهم رعبا ..حرك اصابعه واحدا تلو الاخر كأني يحتوي كرة بداخلها.

تعلم جيدا انه حين سيحتاج هيون سيترك له حرية التحاول الكامل, ذلك الشيطان المتحرر هنا من جهنم.. فتبيت نفسها صانعته اضعف مخلوق ليقف أمام وجهه.

نظرتها حادةٌ تشتعل لكن غضبا مبطنا بالخوف لشئ لايمكنها السيطرة عليه من بين كل وحوش العالم.. خطوة أخرى منها للخلف لتشهق بصدمة لذلك الجري السريع الذي خطته قدميه بإتجاهها وهو ينحني للامام ينال حرية سريعة أكبر.. ارتدت رقبتها فورا بين قبضته القوية ومخالبة تنبت في لحمها عنيفا.. ضغطة اخرى وستنتهي مسلوخة بين يديه بكل برده.

أرتفعت قديمها عن الارض ايضا ورداءها الاسود بات يلامس الارض فقط بعد أن كان يزف خلفها كفستان عروس.. لطمها بقوة للحائط خلفها وتركها معلقة هكذا بفعل قبضته ..تمسكت بذراعه فورا وربتت على يدها في الحال متوسلة تطالب الحياة ففهم أنها توافق على مطلبه.. ابتسم للجانب شفته تحركت فوق نابه بخفة..يركز نظره في الامام وبخفة رماها جانبا لكنها رمية كافية لتطير بقوة وترتطم بالارض بعنف تهشم التراب حولها لتشهق وتتكسر بعض المفاصل لها , لذا سعلت بعنف تجاهد أنفاسها لتعود لتريحها لترحمها من هول التأرجح على خيط خفي بين الموت والحياة.

............

خرج جيمين من أحد الابواب الامامية للقلعة ومد يده امام الباب فتسللت يدها الناعمة فيها بخفة , التحمت عينيهما ليهديَّا بعضهما بسمة رقيقة ..رفعت فستانها بخفة وعبرت الباب لتلحق به بهدوء..كما طلبت نفذ وجاء بها الى الحدائق كما أخبرته أنه كأكثر مكان تحبه..حين فكت يدها لتلحقه قليلا ثم تلتف للخلف تمشي بأتجاه معكوس لتقابل وجهه تكلمه وتضحك ويبتسم بلطف لها.. اختفت أبتسامتها فورا حين ألتحمت عينيها بزوج العيون الحادة الحانقة تلك التي اخترقتها بحدة من صف شباك علوي يطل على الحديقة.. اهدتها سول نظرة حانقة أكثر فشدة جي يون الستارة بعنف لتفصل بينهما وتحركت بغضب لتهوي لطرف سريها وهي تلهث أنفاسها :
-  ااه اكرهـــك.

صرخت بصوت انثوي حاد ارعبت المارين في القصر.
................

اقترب منها كيو ولاتزال تلتقط أنفاسها المنهارة بفعل يديه.. خدوشٌ أحدثتها مخالبه على رقبتها لاتزال تنزف.. حين بات امامها وهي تحدق بقدميه بحدة لاترفع نظرها له.. اثنى ركبته لتلامس الارض واسند مرفق يده فوق ركبته الثانية ليلتقط ملابسها بعنف بيده ويشدها له لتنظر له بأدب منصاعة ,أنتبهت لكونه يعود لطبيعته كل شئ يتسحب منه ويختفي لداخله عميقا , هيون كحوت في ظلمات البحر يغوص بداخله :

-  تعرفين جيدا (ابتسم بشر أكبر وعينيه تتنقل بين عينيها بتحدٍ وتهديد) في ثوانٍ يمكنني أن اقطع لحمك واتناولكِ كغذائي , تركتكِ كل هذا لأنني لم أكن أجدها والان بيننا دين عليكِ انهاءه , اللعنة سوف تمحى مفهوم.. سنتفاوض عليها في يوم قادم.. لكن الان الاهم هو .. أن يتم الزواج يوم غد , لو رأيتُ أي تدخل منكِ .. لن ارحمكِ هل سمعتني.. ابقي مطيعة هه .

ابتسم للجانب ووقف بطوله الفارع أنتصب.. كمن يربي جرو ذئب صغير ليأكل يده في النهاية , أنه يتعدى حدوده معها ويتجاوز كل خطوط جحيمها الحمراء غير مبالٍ ولايمكنها ردعه .. بملء فمه الذي فغرته صرخت بقوة رافضة ..ثم حدقت به لأعلى بحدة وغضب عارم :
- لا تتزوجهاا

تحولت لتخاطب هيون الان لتستميله لجانبها لتخبره سرا بأنه سيختفي أن هي بقيت بجانبه :
- سوف تدمر أنت, ستختفي.(فتحت عينيها على وسعهما لترعبه)هي معها كل القوة لتمحوك

ابتسم للجنب غير مبالٍ :

-  بل ستساعدينها ايضا.. (اختفت أبتسامته) او رأسك سيعلق لباب قلعتي.
 لف عباءته بقوة فورا ملتفا ليعود أدراجه تاركا إياها في أنهيار تام تطالع الارض مكان قدميه تبتسم بسخف بعيون متسعة.. تلتها قهقهة ساخرة رن صداها المرعب في اعماق الغابة كلها.. تسلل لمسامعه وهو يعدو سريعا فوق حصانه منطلقا خارج غابتها المعتمة كقلبها وسواد أعمالها .
..........

رؤية جيمين غارق بين كومة أطفال ملابعا لهم ومداعبين له .. تلتصق الفتيات الصغيرات به لوسامته بدلع يتعلقن برقبته ثم يقبلن خده.. والاولاد يحاولون أن يبدون أكثر رجولة بتقليده.. على مقربة منهم كان تحدق بأخيها بكامل عافيته وسعادته وتبتسم مطمئنة عليه.. حين ألتحمت عينيهما ..نهض من القرصاء فورا مخترقا التحام الاطفال ليتقرب منها , فور أن بات أمامها أعلنت :

- جيمين هيا اريد العودة للغرفة  قبل أن يأتي كيو ويغضب لأنني نزلت ,لقد نسيت اللعنة.

أومأ لها جيمين متنهدا فتنهدت هي الاخرى , التفت لتخطو بإتجاه البوابة للداخل سرعان ما وجدت ظله مراقبا لها.. حدق بها بصدمة ثم أحتدت نظرته فورا وازدادت سرعة أنفاسه اشار لها بعينيها فورا لأعلى

حدقت بجيمين من صُدم وبات قلقًا هو الأخر ثم عادت تُحدق بكيو بتوتر قدمت الاحترام ونظرت لجيمين :

-  علي الصعود حالا لقد جاء.. أهتم بنفسك.

تحركت بسرعة من امامه فتقدم خطوة لكنها بترت كلمته بتحركها فعاد يطبق شفتيه مستاءا .. حين لف للجانب أنتبه لكيو وهو قادم نحوه يخترقه بنظراته.. ما أن اصبح امامه حتى أعلن بصوت قوي :
-  اعتقد بأن أوامري لاتُكسر .. انتَ اكثر الاشخاص تعلم بذلك.

بل جيمين ريقه وأومأ برأسه الذي اطرقه :
-  اسف لكنها مرت بوقت عصيب واحتاجت للخروج قليلا ثم (رفع نظرة برجولة يُحدق بعيني كيو المرتعدة غضبا ) انها اختي لي الحق فيها, ألاتثِق بحمايتي لها.

صر كيو اسنانه بقوة رفع حاجبيه ورأسه مشتعلا أكثر , لقد رمى الزيت للنار بدل أن يطفأها أقترب خطوة أكثر ليصبح ذقنه طافيا فوق كتف جيمن يكاد يلمسه هامسا لكن بحدة:
-  لاتستفزني لأحرمك منها.

لف نظراته للقصر وخط مبتعدا عن جيمين .. من لف فورا مصدوما لكن بنظرات غاضبة منه.
......

ارتمت لطرف السرير بأنفاسٍ متقطعة لجريها هربا وتوترا من نظراته وغضبه, أغمضت بقوة تهدأ من روعها وفي ثانية شهقت لقوة صوت صفقة الباب الذي تسلل مخترقا أذنيها.. بلت ريقها, تعلم جيدا أن نظراته تخترقها بقوة والغضب يلتهب حوله ..

نهضت فورا لتحدق به بشغف وقلق كبير , جرت سريعا لترتمي بين ذراعيه تهدأ روعها الذي سعت لإطفاءه بالتنزه مع جيمين قلقا عليه , رغم انه كذب بقوله أنه ذاهب لتفقد الممالك لكنها علمت اين أخذت قدميه وقلبه :
-  انت بخير ..ااه شكرا لك.

 ركزت في عينيه للاعلى علهُ يقرأ قلقها وخوفها عليه ويتناسى مارأى.. خوفه عليها يتجاوز ورعبها من اي خطر يصيبها ذاك يفوق صبره وعفوه.. سحب ذراعه بعيدا وانفاسه ارتطمت بتعابيرها بقوة , نظرة سايكوباتي مهووس :
- تعلمين من يعصي أوامري في مملكتي ماذا افعل به؟

تعلقت بذراعه فورا بحب راجية متفهمة لقلقه :
-  أنا لست منهم , أنني ملكتك.. لقد كنت متوترة جدا أن ابقى هنا فطلبت منه أن ينزهني قليلا (نزلت دموعها سريعا بحرقة) هل ستبقى تعاقبني لأنني السبب في كل حالتك(تشهق بأنفاس متقطعة )لقد عرفت كل شئ.

شد يدها منها بخفة جعد بين حاجبيه مبتسما بسخرية :
-  ماذا عرفتي اذا؟
إبتلعت ريقها وهي تبكي بصمت وألم خفي لا احد يدري بهِ وحان وقت أن تنفجر به :
-  جي يون جاءت لتخبرني كل شئ (تجهش أكثر بالبكاء) أنا السبب في كل حالتك هذه.

أتسعت عينيه وفي ثانية تحول للحدة  , الجنون الذي جعله يشد منابت شعرها فورا بين أصابعه بقوة, إلا أن تحمل ذنبا كهذا فوق عاتقها كجبل لايهد ولاتنسفه الرياح :
-  كلاااا (صرخ بحدة قربها بقوة ليصرخ في وجهها بجنون يمنعها) لماذا تسمعينها ولاتهتمين لكلامي انااا

أغمضت بقوة فورا ويديها تمسكتا بذراعه بيده كبحل مشنقة يتمايل بها حساس للغاية:
-  أن أنا مسبقا أعرف بأن هذا بسببي لم أحتج لسماعها

 تستمر عيونها بالهطول كغيمة محملة بالحزن تمطرنا ليالٍ ولاتكلْ.
- ممنوع عليكِ سماع اي أحد هنا غيري مفهوم .

أكمل صراخه بعصبية لاتوصف هي كطفلته الصغيرة وعليه أن يخيفها من النار كثيرا كي لاتقربها ,لاتزال لاتعرف مدى سوء الحرق الذي سيصيبها أن طاوعتها ثوانٍ فقط.. كلهم نيران تحاول اخفاءها رمادا في ثوانٍ ونفيها من هذا العالم.

يتنفس بصعوبة بالغة يده التي تؤلمها الأن تود قطع نفسها لما أجرمت.. وبصوته المخنوق عبر مبررا :
- لا أحد يحبك بصدقٍ غيري.

  أنفعلت صارخة وبعتاب حاد من عينيها مزق أوصال قلبه :
-  توقف عن معاملتي هكذاا.. هي التي أذنبت خذ حقي منها .. مذ يوم التقيتك ولم أعد أسمع لغيرك .

أغمض عينيه بقوة ويدها التي ألمتها راحت تطلب العفو حين أفلتت منابت شعرها لتلطمها فورا بين أحضانه ساكنة..وبالثانية الأخرى أحاطها بقوة معتصرا مهشما لأضلاعها , فوهة بركان تكاد تنفجر يتنفس نيرانا تلفح رقبتها , 

أخفى وجهه وبقوة طبع قبلة عميقة لجزء كتفها الظاهر قرب رقبتها :
- حوطت خصره فورا لتختفي  فهذا وحسب ماكانت تنتظره , الان تبكي ألما وتشكيه تعبا فوق طاقتها .. غرس انامله في شعرها لكن بحنو مربتا حتى أخر خصلها :
- هشش يكفي أنا هنا .. سترين ماذا سأفعل بحثالة مثلها.

 ابتسمت للجانب بشر خبيث.. ذاك هيون يتوعدها بحدة.. هناك لحظات ستجد 
كيوهيون واحدا يتفق يخطط وينفذ كصفقة رابحة لنيل مراده القوي.
هزت رأسها بالإيماء بين جنبيه وبخفة راح الالم يتناثر بينهما رويدا رويدا ويختفي كجرعة مخدر قوية يغدق بها عليها.. رفعت ناظرها المبلول لتحلق في سماء عينيه , سؤال تردد على طرف لسانها قلقا ولكنها خمنت مسبقا انه لن يجيبها عن مافعله مع الساحرة كي لايزيدها قلقا , هو لم يخبرها أصلا لكنها خمنت بدقة.. الامر واضح من نسبة غضبه التي أرتفعت .. أغمضت لتقبل خط فكه الرجولي بخفة, طريقة غير مباشرة لتخبره أن السكينة حلت بينهما الان , لابأس.
أبتسم وهبط بنظرها لعينيها العسلية ممسدا لجانب وجهها وشعرها :
- أمم ايتها الحسناء هل أستعديتي لأمس !.

تنقلت بين عينيه بخجل لتعض شفتها بخفة:
- نـ نعم .. متحمس؟!

ركز في عينيها بعمق يغرق بين شمسه يملكها لوحده :
- اوه منذ سنين أنتظره.

إبتسمت بحب وعادت لترمي ثقل رأسها بين أدفء مكان لها في العالم..صدره الرجولي :
- هل ستسمح لأبي وسيورا بالمجئ ..أنت تعلم, انها مثل إبنتي انا التي ربيتها.
أرتخت ذراعيه حولها قليلا وكأنها طاقته أختفت واحست به ,ابتسم بتكلف :
- سيورا!.. أجل سأبعث لمملكتها.

حلقت عيونها المصدومة فورا لأعلى لتقابل ضيق عينيه مستفسرة, توقع رد فعلها المستنكر فورا :
-  مملكتها!..لست أفهم..ماذا تقصد؟

تنهد وارخى يديه عن ظهرها ليحتل كتفيها متمسكا بثبات فما سيقوله يحتاج لذلك, حدق مركزا في عينيها ببعض الجدية :
-  ألم تتساءلي بعد كل ما أخبرتكِ بهِ كيف لها أن تكون أختك.

أتسعت عينيها بصدمة :
-  أ أكمل.

غاصت عينيه الهادئة عميقا في مقلتيها يبحر بعقله مسافرا لذكرى أخرى هي لاتعرفها

- سيرا أبنة ملك المملكة الشرقية .. إخوتها الأمراء كانوا سيقتلونها لأنها كانت أبنة الملك لكن من محضية من العامة أحبها الملك مع أمهم بشدة.
حلق بعينه لأعلى سارحا .

1517م

كانا كليهما كيو وسول جالسين قرب بعضيهما يقرأن الكتب التي أمرهما بها الطبيب الملكي كي يثقفا نفسيهما جيدا ويمضيان الوقت فقط في المنزل في فترة غيابه..حين سمعا صوت الباب يفتح تركا الكتب وتحركا فورا ليشهدا دخوله للمنزل لكن بوجه متوتر.. تنقل بنظره لكيو وتحول للجدية :
-  هناك أمر هام لأجلك , هيا تعاليا.

حملقا ببعضهما مستغربين, كست وجههُ تعابير جدية فعلا .. تمسك بيدها وشدها معه للخارج.. ليُذهلا من ذلك الحصان الاسود الضخم وزاده الحارس الذي أعتلاه ارتفاعا وهيبة بدرعه الحديدي الاسود والخوذة التي أخفت وجهه وشئ ما أمامه قد لف بعناية بقماش اسود بدا فاخرا بالفعل.
عاد كيو يحدق بعيني الفارس بحدة :
- عرف عن نفسك.

 أوما براسه بإحترام وترجل في الحال يحمل ذلك الشئ الذي بدى الان كلفافة قماش غريبة الشكل خلع خوذته باليد الاخر يسندها لخصرها , طول فارع وهيبة وطلة جميلة :
-  أقدم نفسي.. أنا الحارس الملكي فريدريك للمملكة الشرقية.

 أحنى رأسه بخفة قليلا..كان كيو يبلغ من العمر خمس عشرة سنة فقط لكنها ملك بحق والأصول الملكية تجري في دماءه , أردف بحدة فورا كيو بحدة :
- اكمل.
تعلقت سول بكمه ببعض التوتر والطبيب على الجانب يراقب بهدوء, لقد كان في المملكة الشرقية بطلب من زوجته الملكة ليليان سرا.. هي تعرف الملك جيدا وقد بعث لها مطالبا بالمساعدة.. وقبل أن يدور الطلب منها للملك والدها وهو في وضع لايسمح له بمساعدة أحد.. لذا أخذت على عاتقها أن تؤدي الامر على اكمل وجه سرا, الى حيث أكثر الاماكن أمانا.
حين وصل الطبيب كيم الى هناك , ونادى وسط البلاط الملكي صعق بطلب الملك , استسلم للأمر فليس من عادته أن يرد أحدهم, كأن الله حرمهُ الذرية ليهبه نجوما يربيهم بشكل أجمل واروع ليغدق عليهم بجل ماعنده من أحساس ابوي عظيم.

وها هو الان ليكون الوساطة والشاهد على أتمام الأمر على اكمل وجه كما طلبت حبيبة روحه ليليان.

هَمَ الحارس بفتح اللفافة فتعلقت عيون الاثنين بحركاتها حتى شهقا لكونها طفلة في الثالثة من عمرها تغطُ في النوم العميق, شعرٌ كالليل وشفاه كحبة فراولة زاهية وبياض كالثلج بخدود هوى الدم عليها عنوة ليزينهم.
شهقت سول تاركة كم كيو لتتقدم بضع خطوات حينها أفاق كيو من صدمته وهسهس بها :
-  سول عودي مكانك.
حدقت به برجاء :
-  أرجوك.

لم يعرها اهتمام ليفهم الامر اولا ثم يجبها :
-  مالأمر !.. من هذه؟

رد الفارس بهدوء مقتربا خطوة لتتلاعب الرياح بالظرف الذي بين يده :
-  تفضل الملكة ليليان تشرح لك الامر.

شهق الاثنان مجددا :
-  امي/ عمتي!

شده من يدها وهم سريعا لألتهام الأسطر وبينما سول تتناقل عينيها بين تعابير كيو ووجه تلك الطفلة بغرابة .

هو هدأت اساريره لقرار عمته الواثق بهم للقيام بالأمر
 " إن سوهيون أبنة ملك المملكة الشرقية, كان دمها سيستباح كما دمك, لذا أعلم جيدا كيف يمكنني الاعتماد عليك في حمايتها مع الطبيب وسول وتربيتها جيدا كما ربيتكما"

رفع رأسه بهدوء محدقا بوداعة ولطافة تلك الصغيرة , ابتسم للجانب ثم اخيرا أعطى جوابه لسول بحب :
-  لاتقلقي ستأخذينها حتى.

أدمعت وبحب جرت له ليهبطها بهدوء بين يديها , شعرت بالثقل.. حمل فقدان وألم كبير.. حين مررت عينيها عليها اغرورقتا بالدموع..أنها قريبة من عمر جيمين دمعاتها برقة هوت فوق وجه الطفلة ..الشوق يأكل من روحها كل يوم حفنة اكبر ويرمي بدلا عنه المزيد من الدموع تتخلص منهم كل فجر دون أن يرياها كليهما , دون أن تدري انهما باتا يحفظان وجهها وتعابيرها حين تبكيهما اي وقت.. أغمض كيو بألم وراح مقتربا ليمسد على شعرها :
-  هشش أهدأي

تنهد الطبيب بخفة وأوما للفارس كي ينطلق عائدا.
...
أفاق ليشد يدي سول كي تجلس للسرير بخفة , بات قلقه يزداد كل يوم يخبره فيه بالمزيد الذي لاتعرفه.

ارتجاف عينيها من صدمتها لايزال كما هو :
-  أذا انا ربيتها صحيح!..ك كلا كلا لن أدعوها أخشى أن يعلموا بمكانها ويقوموا بقتلها.

تنقل بين عينيها بهدوء:
-  اذا!

هزت رأسها متوترة :
- لمَ تخبرهم من الاساس!! .. إجلبها للقصر بصفتها أختي , دع الامر يمضي كما كان ودعها تبقى هنا بجواري..أعلم بأنك تستطيع.

تمسكت بيده فورا بكليتا يديها راجية وعينيها التي يعشق تتطلع عليه لوحده كمركز كونها.. يذوب هو في أبسط نظراتها له ويحفظ انواعهم , تنهد ولف بنظره جاانبا :

-  لايمكنني .. لقد تغير الحال وأصبح لنا مع مملكة الشرق خلاف كبير لاتعرفيه.. من الجيد أنني سأسمح لها بالبقاء معك في يوم الزفاف فقط.

أطرقت رأسها بحزن ظاهر متنهدة ببؤس , وكأنها سنارة لتشد قلبه للقاع وتثقله بهم حزنها ... ذلك القلب الذي أنبته بداخل قلبه لايليق به الحزن وغير مسموح له وهو يتنفس وهي نفس الكون.

أنتشل ذقنها الناعم بأنامله لتحلق عينيه في الواسعة :
-  لكن! من اجل بسمة تلك الشفاه , سأبعثُ سرا للملك كي أبقيها هنا كما طلبتي .

إتسعت إبتسامتها بحماس لتكشف عن أسنانها اللؤلؤية هدفه الرئيسي من كل مايفعله , بدأت بفتح أزراره قميصه أنهمكت في الأهتمام به برقة وانثوية.. أبتسم للجانب سيأخذ جزاء كرمه لها.. ثم لفت ذراعيها حول رقبته , أنفها لامس أنفه برقة بينما توجه الكلام لما بين جنبيه :
-  أتعلم بأنني أحبك جدا !

رفع حاجبه بمكر منتظرا أن تكمل :
- اممم أعلم وانا أكثر .

- وايضا , شكرا لك على كل شئ .

هز رأسه بهدوء يمنة ويسرة ليحتك أنفهما برقة دفعها لتغمض بخجل :
- كلا إن أنفاسكِ فقط في غرفتي هكذا تحييني .. فمبالكِ أن تبادليني مشاعركِ مجددا.

لف مقبلا لها بشغف أسند ظهرها بيده بخفة ليتعمق فيهما أكثر ويتحد معها تماما.. ثم ارتفع ليداعب أنفها بقبلة أرق :

- أريدكِ أن تكوني أجمل ملكة في العالم.. حفل الزفاف والتتويج سيكونان معا, سأجعلهم يذكرونه على مر العصور, أعتبرِ الجميع تحت امرتكِ من الان فصاعدا .. همس في أذنها بأثارة.

فجأة أحتدت نظرته حين أجلسها لطرف السرير وأمسك وجهها بجدية والقلق  داهم قلبه :

- غدا, ممنوع عليكِ شرب أو أكل أي شئ إلا بأذني مفهوم!

محى أبتسامتها لتسرح عينيها في عينيه وهما يتسعان تدريجيا قلقا ودهشة :
- ألهذه الدرجة يمكن ان يكون الأمر خطيرا ويحصل شئ ما!

سرح بعينيه بعيدا عن مجال عينيها ..تجعد بين حاجبيه بخفة ثم ابتسم متدراكا الامر فقد تلاحق تعابيره وتشتد قلقا مع القلق الذي دب يغزو وجهه الناصع :
- اممم( ابتسم بحب لها ومسد على وجنتها برقة) اوه كلا للأحتياط فقط عديني.

هزت رأسها بخفة لكن عينيها المتوترة تتوغل لقراءة غلاف البسمة الذي غلف به تعابيره عنها..أغمضت فجأة لأقترابها أكثر وانفاسه تلاعب أهدابها قبلهما برقة أذ قرأ توترها والخوف الذي دب فيهما.. تمدد للخلف بخفة وشدها معه لترتمي برأسها على ذراعه براحة ثم حدق في عينيها بشغف بينما تثائبت ببعض النعاس جعلته يضحك بخفة مرتاحا وهي بين ذراعيه :
- هيا نامي جيدا.. غدا هو يومكِ.

ابتسمت بخجلٍ ودست وجهها تحت فكه ملاصقا لرقبته فأغمض في نعيم واحتواها اقوى لتختبئ فيه.. أسدل تلك الاهداب الثقيلة بخفة  واسدل معهما الليل ستاره .. ليوم حاسم أنتظره من سنين وأنتظره القدر منذ زمن ايضا.. اليوم المحرم الذي منعه منه.. لكنه ملك عتي عنيد الطبع أشد حربا في الحب اذا.

..........

لم تغفل عيناه جيدا وأرجاء الغرفة حفظتها وكلت منها .. تتحرك جيئة وذهابا منذ الفجر , كيف لمن لم تعتقد أنها ستراه في أسوء كوابيسها , غدا زفاف تلك السارقة من زوجها , تلك التي خططت منذ نعومة أظفارها لسرقتها منه وفعلت.. صرخت بحدة بصوت انثوي ارعب الجميع في الممر والكل حدق بالكل بتخوف منها وهم يحملون الاشياء والعُدَّد يجهزون القصر من أوائل الليل بينما العروسان الملكين يغطان في رحيق وعبير بعضهما بكل دفء
.................

رسائل دعوة وصلت لكل الممالك والشعوب.. انه الحفل الملكي والزفاف الأعظم المنتظر لهذه المملكة.. قشعريرة دبت من فخامة الدعوة ومن لقب الملكة الجديدة , الاميرة الضائعة التي عثر عليها الملك أخيرا.

أميرة سكوتلاندا أبنة الملك مارك, ابنة الملكة ليليان ملكة انكلترا.. كان حدثا عظيما بحق.

 مملكة الشرق تلقت الخبر ايضا .. ولكن الملك كان في اضراب تام يجهله كل من حولهِ, تلك ليست رسالة عادية من يعتصرها بين يده بعيون محمرة وقلب بابضٍ بالعذاب يشتعل جنونا هذه اللحظة.. كلمات إبنت الراجية أضرمت النيران في قلبه :

" لقد جاء بكل وقاحة ليفعل مايريد بي .. إحمني ارجوك وامنعه مني"

تلقي دعوة الزفاف وقتها كان القشة التي أنقذت الغريق, جعلت هما بحمل الجبال ينزاح عن قلبه.. ابتسم الملك للجانب بخفة وسعادة فرحا من داخلهِ اخيرا للشخصين الذين ربيا أبنته الغالية سوهيون (سيورا) ثم تلقى بطاقة أخرى سرية كان فيها طلب كيو من الملك

"من ملك أنكلترا المعظم الى ملك الشرق المبجل, وكما استمر الأمر سنين نود أن نحتفظ بوديعتنا كما هي  لغلاء مكانها في قلوبنا نحن الابوين الروحيين لها , أود أعلامكم بأن الاميرة ستأتي للقصر للعيش جنب ملكة أنكلترا سول بصفتها أختها التي تربت معها وسيتم التكتم على الوضع كما كان سابقا"

ابتسم بعد تنهيدة عبئت صدره والامان يغمره على أبنته حيث نجح فعلا حين وضع ثقته في ليليان ذلك اليوم لتوردها أفضل القلوب لتسكن فيها , رد فورا بالايجاب سرا ايضا.
..

القصر, حركة أقدام كثيرة دؤوية منذ يوم امس, صفوف موائد تعد بدقة بارعة والمطبخ في فوضى لاتوصف ولكن المسؤول مدبر ماهر لم يختر كيو أيا من الموجودين في القصر عبثا.. اقشمة بيضاء هوت من اعالي القصر تزينه للاسفل لكي يبدو في عرس للناظرين من اقاصي الارض بهيا زاهيا بملكته وعروسه المتوجة, زينة وازهار ملأت كل الممرات واخيرا القاعة الملكية كانت لها الحصة الاكبر لتزيين العرشين وفرد البساط الاحمر القاني المرصع بخيوط الذهب يصل من الباب حتى العرشين تزف هي بكل جلالة وفخر.

وأمام المرآة كان الوصيف والمسؤول عن الملكة يعد نفسها جيدا, لم يعتقد يوما , ان يوما كهذا سيزور حياته بحق.. عدل شريطة قميصه من الساتان بينما الخادمة ساعدته من الخلف لأرتداد معطفه الطويل البني المائل للسواد المرصع بالذهب ونقوش أنيقة .. صفف شعراته جيدا.. ولف يناظر الغرف براحة فأبتسمت الخادمتان وهما تنحنيان ثم غادرتا الغرفة .. تنهد محلقا في السماء عبر نافذة غرفته وهو يقترب منها حتى دس يديه في جيوبه حين بات أمامها تماما.. سارحا في خيال أمها حيث يظنها تراه ويكلمها دوما :

- أتعلمين إنني سأزفها بنفسي!(ضحك بخفة) راقبيني جيدا ملكتي وانا أزف عزيزتك ليتوجها ملكة..
ابتسم للجانب بثقة.

.....

صحى مبكرا كي يسبقها ويناظر تفتح الشمس امام عينيه في أغلى ايام حياته واحلامه.. يسند ظهره المنتصب للسرير خلفه يشبك أنامله بقوة فوق رجليه الممدودتين بينما تسند خدها المتورد ليديها معا تغط في احلام وردية تغصه وحسب,رفع يده بخفة ومررها على جانب اذنها وشعرها حين اسندل يخفي جمالها عنه.. ابتسم للجانب ..فكما هي ولاتزال لن تفيق من لمسته بسهولة وكأنه الأمان والحنان من يداعبانها فتغط في راحة النوم أكثر.. ذلك يغريه كرجل ويزيده فخرا بنفسه.. تبسم بخفة فورا حين بدأت بفتح عينيها رويدا تطرف جفنيها بهدوء لتستعيد رؤية جيدة, حين رأت قمرها ابتسمت بحب وسريعا شدت الغطاء لتختبأ من أكثر الاشخاص من يعطيها أمانا ويغرقها توترا ولهفة:
- ماذا!

قالتها بدلال وصوت ناعس ,ضحك بخفة ومسد على الغطاء برقة  :
-  سوف تصبحين ملكتي اليوم ولاتزالين نائمة للأن! تؤ تؤ ملكة مدللة.

ضحكت بخفة أبعدت الغطاء وانقلبت لتحتضن خصره ثم أهدت صدره الدافئ قبلة رقيقة :
-  أعرف انه يود دلالي ايضا.

ابتسم للجانب واسدل قدميه ليقف ويعدل ملابسه بشكل أفضل, استغربت إذ كان يرتدي ملابسه اليومية ويبدو انه كان جاهزا منذ وقت مضى ولكنه انتظر حتى تفيق ويطمئن عليها ثم يغادر.

نزلت فورا وتمسكت بكمه بقلق :
-  ماذا هناك لمَ ترتديهم!

ابتسم للجانب بينما يمسد على شعرها بنعومة :
-  يبدو انكِ احيانا تنسين ماوراءي من مهام لاتعد (رفع ذقنها برجولة محدقا في عينيها ) أنا الملك هنا, من الجيد أنه يمكنني النوم مع كل هذه المسؤوليات التي فوق عاتقي.

ابتسمت بفخر هادئة :
-  أعلم بأنك على قدر تلك المسؤولية مولاي.

أبتسم للجانب :
-  حسنا, سوف أبعث لكِ بالمحضيات والخادمات يساعدنكِ, اطلبي اي شئ تريدين فقط اؤمريهن مفهوم... مراسم الزفاف والتتويج ستبدأ مع العصر.

أنحنت بلباقة ترفع فستانها من الجانبين بخفة :
-  نعم مولاي , شكرا لكرمك.

 ابتسم بحب ثم التفت برجولة يمشي خطواته فتح الباب فدخل الجميع في حالة تأهب ودخلوا في وضع الأستعداد , أربعة رجال حرس كانوا ينتظرونه امام باب غرفته .. حال خروجه قدموا الاحترام العسكري فورا .. صدح صوت صفقهم لقدميهم ببعض يرفعون رؤوسهم بكل هيبة , أكتفى هو بالإيماء لهم ثم تحرك وهو يعقد يديه للخلف بظهر منتصب وعينيه بدقة ولكن بهدوء راحت تراقب كل شئ تم صنعه في القصر ببالغ الجمال .. بسمته الخافتة تلك كانت كافية لتريح جميع العاملين بينما يديه للخلف يمشي بهدوء .

أخذت قدماه بدقة للمكان الذي يريده.. وصل لباب غرفتها حيث الحارس يقف هنا يتوسط الباب وهذا يعني أن ممنوع على أحدٍ الدخول والخروج بحسب أوامره.
أنحنى الحارس فورا وأبتعد خطوتين ليقف وظهره يقابل الحائط ثم مد يده وفتح الباب للملك واغلقه خلفه, كانت لاتزال بفستان الامس بِهالاتٍ سوداء وقلبٍ يعتصره الالم والغضب ويديها جُرحت لكثرة اعتصارها لهما لبعضهم بقوة وعنف.. شهقت حالما دخل عليها وقف بعد خطوتين من الباب يحدق بها , منظرها جعل إبتسامة خبيثة ترتسم بثبات على شفتيه :
- تعرفين جيدا أن اليوم يمنع عليكِ الخروج تماما.

صرخت وهي تقترب منه بحدة متناسية مكانتها :
- كلااا لن أسمح لك.

ابتسم للجانب بسخف :
- يبدو أن الغضب أفقدكِ عقلك فبتِ ثملة(تجولت نظرته للحدة مركزا في عينيها ) سأعلق رأسكِ زينة لقصرها.

التصقت بذراعه فورا تحدق بها لأعلى راجية والدمع غزا عينيها مال برأسه قليلا فقط ليحدق بهما بطرف عينيه ويسمع رجاءها المتكرر , ستلبس اليوم ألف قناع لايهم .المهم أن يجدي اي شئ لوقف هذه المهزلة

- ارجوك كلا, أنت مُلكِي ومَلكِي انا .. رجاءا

أخفض رقبته بخفة ليكاد أنفه يلامس انفها فسبب لها اتساعا في العين وخفقات قلب تعشقها لأجله , لكن انفاسه جادة ونظراته كالسيف كادت تقتلعهما تعدت حدوده وهو يملك الجميع لا هي:

-  لسانك القذر هذا سيقطع.. قلت كلمتي وقراري سينفذ..أنسيتي من أعطت شرطها لعودتي للقصر والتنازل عن مقتل أخيها كي تتملكني عبدا لديها وليس ملكا !!.. وأنا الذي دست على كبريائي ورجولتي ودفنت حبي لها في ركن قلبي المظلم بل بتُ بلاقلب ولاروح يشعر بها .. عاهدت نفسي أن اعيد لكِ جزاء كل تلك الايام يوما يوما بل حساب بالدقيقة يتم بالثانية.

ابتسم بشر يرتجف وضرب ذراعها بعيد عنه لتحرر ذراعه وهي تتراجع للخلف توقفت تحدق به بصدمة لم يعرها اي اهتمام ولف خارجا..هوت ارضا فورا وحالما اغلق الباب من اول خطوة له خارجا وصلها صراخها الحاد وعويلها الذي بدأ.. ابتسم للجانب واكمل خطواته التي توقف لتنصب حفلا بأنهيارها في قعر الالم.
...

توقفت سول أمام المرأة تفتح البتلات عن شعرها لتجعله ينسدل كاملا ..طرقات باب خفيفة وصلت لها ثم بخفة فتح الباب ودخلت المحضيات الواحدة بعد الأخرى تباعا وبعض الخادمات واغلقن الباب خلفن , اصطففن ليعلن بأحترام :
- أمركِ مولاتي.

التفت لتقابلهن بإبتسامة سرعان ماختفت حين تناقلت عينيها بينهن سريعا ولم ترها
- اين يونغ هوا!؟.. سألت سريعا بقلق.

حدقن ببعضهن ,توتر الملكة ذاك أخافهن بعض الشئ ثم نظرهن لأاولاهن التي أعلنت فورا :
-  الملكة قد طلبتها لجناحها بحاجة ملحة على مدار اليوم مولاتي.

- نعم!! لماذا اليوم بالذات (أستعرضت بغضب وحدة ) كلاا أوامري تنفذ .. اذهبي وناديها حالا

تحولت نبرتها للصراخ وهذا ماكنت توده الملكة بالفعل..أرتعبن الفتيات بحق .. باتت اولاهن تعتصر يديها بقوة , باتت في نار وسط الجميع :

-  م مولاتي الملكة.. لقد .. حذرت من أن يصل لجناحها اي أحد اليوم.

ابتسمت سول فورا بسخف والتفت تحدق في الخارج بهدوء :

-  ااه حسنا, يبدو أنها تتوق للعقاب مجددا ..(أطلقت نفسا عميقا من صدرها ) سأدعكِ الان لأتمتع لاحقا (استدارت وحدقت بهن بثقة ) هيا بنا لا اريد أن نتأخر.

اومأن لها بهمة واقتربت منتشرات في الغرفة ليعددن كل شئ واخرى باتت ترتب الفستان بشكل أفضل وترتب طياته بدقة.. توقفت تراقبهن ببسمة لطيفة سعادتها تغمرها والقلق ايضا يتوغل في المنتصف.. انتبهت من خيالها فور أن اشارت أحداهن لها لتدخل حوض الأستحمام بعد أن أعدته لها بعناية.

مرت قرابة الساعة.. أنهى كيو بعض الامور العالقة من مكتبه .. نهض بطوله ولف رقبته بحركة دائرية متأوها:

- يكفي للأن ,لا أريد أن أتعب اليوم.

بينما ابتسم كيفن شبح ابتسامة أختفت فورا.. حدق به كيو بخفة فتوقف مركزا معه :
- متى ستتزوج أنت ايضا.

اومأ فقط من غير حرف.. فأبتسم كيو وتحرك ليخرج بهدوء.. شعر كيفن بالغرابة أن يكلمه كيو بموضوع هكذا وعزى ذلك لراحته النفسية في هذا اليوم المميز.. بات خلفه تابعه حتى دخل لغرفةٍ خاصة كان الخياط الملكي ينتظره ببدلة .. اوقفت كيو عند الباب فورا محدقا بها بأنبهار حلق بركن شفته للجانب فخورا :
-  احسنت.

بنطالا ابيضا يرسم مفاتن ساقيه الرجولية الطويلة .. اردى الخادم بالبدلة الطويلة من الخلف ليترديها .. قماش احمر قان اللون فاخر بنقوش بخيوط من الذهب والذهب الابيض تداخلت لصنع افخر قطعة قماش تُلبس حتى الان.. صُففَ شعره بعناية وجمال.. تنهد براحة وهو يحدق لمظهره وقد اكتمل تماما..
واخيرا هناك المعلق للمسند رداء طويل بالاحمر ونقوش الذهب مع فرو ذئب ابيض نادر أهداه له ملك الجنوب لينال رضاه بعد خلاف طويل.. زين لاطراف الرداء بعناية .. كيفن الواقف عند الباب أهداه انحناءة احترام ..فبتسم كيو للجنب أكثر

حين هم بالخروج أردى خادمات القصر في وحل التخبط في التعجب والصدمة من شدة وسامته وفخامته, ينثر هالة هيبة وانصياع رهيبة.. وهو لايبالي ولو أعطى تركيزا للامر لصرخ بهم غضبا.. انها تصرفات لاتليق بحاشية قصر ملكي محترم.

حين أنهى الممر سمع بعض الخادمات المجتمعان يتكلمن بتوتر عن الملكة ,الريبة أخذته ولف ليستدير ليمينه وكيفن يلحقه بدون حرف , حتى انتهى عند باب غرفتها , فتح فورا ودخل دون طرق حتى .. كانت تبدو كمن يقبل على الموت وساعة أعدامه قد اقتربت تلف الغرفة وتلطم اي شئ امامها كثور هائج ...ابتسم للجنب محدقا بها ببرود يسعده ذلك ويثلج قلبه ..سرعان ماختفت فور أن لمح طيف يونغ هوا في الغرفة.. جعد بين حاجبيه بأستغراب شديد:

- ماذا تفعلين هنا؟؟ لمَ لستِ بجوار مولاتكِ؟

حدقت به بقلق بلت ريقها حدقنت بالملكة بتوتر ثم به .. اغمض عينيه فورا يتمالك نفسه فقط لينتهي هذا اليوم وترى حسابها الزهيد :

- الى مولاتكِ حالا.. انتهى الامر انتِ منذ الان تحت امرها ولا احد له اي أوامر عليكِ.

ابتسمت براحة وكأن الحياة ردت لتعابيرها ستبقى لصغيرتها وحسب .. انحنت فورا مبجلة له ولكرمه  وتحركت سرعيا تحمل فستانها بهيبة تمشي تسرع في خطوة وتجري الاخرى كي تصل لجناح الملك.
......

التفت الخادمة بخفة للخلف لتقفل الفستان لسول اخيرا.. واخرى تضع أخرى لمسات لزينة شعرها الحريري الذي رفعته بالكامل.. بعض الحلي والزينة لتغدو ملاك وملكة عرشها وكونه هو.. التفت بهدوء لتلقي نظرة شاملة على نفسها بالفستان الابيض الفخم ذاك.. ابتسمت بلطف على جمال مظهرها ومحياها, ارتفع صدرها وتنهدت براحة

......
مشي بهدوء حين رأى بعض الخادمات وحين تجاوزهن اسرع فبدت خطواته تبدو جريا رغم كل مجاولاته للمشي بفخامة وكما عُلم دوما, لكن حين يتعلق الامر بسول يعود فورا طفلا صغيرا يترك لشقاوته حريتها مع أخته التي سيبقى دوما تشعره أنه بين امه عائلته وان كل شئ طبيعي مهما كان وهما.. تناسى المكان وكل شئ اتفقوا عليه وراح بدون الطرق والاستئذان ليهجم على الغرفة فتح بابها واكملت قدماه الحركة للداخل دون مراعاة لكل من رءاهن من خدم ومحضيات من صدمن بطلته واحمرت وجوهن واخر اخفين ناظريهن بعيدا عنه فماللقلب من طاقة لتحمل القتل بوسامة أمير, جيمين! قاتل ماهر.
- نونااا

شهق بعد ان صرخ بأسمه وعينيها تزداد اتساعا حين وقعت عينيه عليها غير مستوعبٍ كمية جمالها التي اشعلت قلبه , توردت وجنتيه قليلا.. بينما لفت هي بصدمة ابتسمت بخفة وعضت شفتها لكنها أكثر تركيزا في الامر منه طفلها المسؤولة عنه هي.. تذكرت الحضور في الغرفة  واختفت ابتسامتها لجدية وادب  وبجدية ركزت في عينيه انحنت بخفة فورا :

-  مولاي الامير , شرفتني في غرفتي .. (رفعت رأسها لتشبع عينيها بوسامة جميل امها ) وانت وسيم جدا .. ارأف بقلوب الفتيات قليلا.

حدق بهن ببرود فورا ثم سرح في عينيها متغزلا :
-  ملكتنا الاجمل اليوم.

اقترب بفخامة وهيبة انحنى بخفة حين سحب يدها لتهوى تحت رقة قبلته .. يرفرف قلبها سعادة وحبا في جواره, عضت شفتها خجلا وحين حرر كفها من يدها تمسكت بفستانها بخفة واحنت رأسها برقة ايضا :
-  شكرا لأطراءك مولاي.. أتساءل أليس هناك جميلة حظ ترافق مولاي الحفل؟

رفع حاجبيه بغرور فورا :

-  اممم هناك طبعا .. ألاتعرفينني!.. سترينها في الحفل

- اوه (انبهرت ) بت متحمسا جدا لأرى شريكتك هذه من أستطاعت اقناع الامير لمرافقتها.

اشرت للخادمات يخرجن أذ كن انتهين بالفعل.. بينما عيني جيمين سرحت في تلك الفاتنة حقا سرقته في حين لم تسطتع غيرها, أليس مبكرا ان يعترف بالجرم العظيم هذا سرقة قلب!.. وعينيه باتت فاضحة جدا كعاشق متيم خمر حبه جيدا ونضج باكرا متأنقا بالصدق في المشاعر.

قبل نص ساعة

نزل بهدوء لتفقد أمور القصر والخدم.. توزيع الحرس , الجميع في تأنق والجمال بات يتناثر من القصر في كل ركن وكل شئ يحتويه .. يديه للخلف محدقا بكل شئ بدقة كما تعلم من كيو لطيلة مرافقته له.. وقعت عينه عليها. كان كمن يبدو منظرا لعروسه هي لتأتي اليه.

بخفة كان يرتفع انفتاخ فستانها ويهبط بفعل جري الحصان المنتظم وهي تجلس للامام تسدل ساقيها معا بينما يحتضن خصرها والدها الطبيب كيم من الخلف ويتولى قيادته بعناية , لفت برأسها بخفة لتحدق به لأعلى بإبتسامة تنضح سعادة ثم وجها نظرهما معا للامام.. فستانها الابيض ببعض الخيوط البنفسجية والوردية .. شعرها الحريري المنسدل لاخر ظهرها قطعة أهداه الليل لها من سماءه الآسرة .. وشفاه ستنفجر حمرة وكأن الدماء أغدقت عليها كرما لتلونهما لها ولكن خدشا بارزا كان يزين رقبتها يظهر ويختفي كلما عبثت الريح بخصلات شعرها للخلف.

هما تلقيا دعوة خاصة من سول بخط يدها صباحا فورا ليلحقها المجئ في الميعاد تماما.. اسرع الخطى بحصانه .. وفور دخوله لأسوار القصر راحت ترتجل فورا كاد تقع وقفت وسيطرت على نفسها في الحال اخافت أباها ثم عاد مراقبا بشغف لها لمن قتلها الشوق لفراق حبيبتها تلك التي ضمتها كل ليلة كي تنام علمتها واهدتها كل شغف للامومة .. كان منظرها يفطر قلبه ويدمع عينيه.. تحمل فساتنها بخفة وتجري قطعت كل ذلك المرج حتى وصلت لاحد الابواب التي تؤدي لداخل القصر حيث أجنحة العائلة.. مد رمحه فورا وقطع عليها الطريق.. صرخت به ودفعته لكن دون جدوى بكل برود كان يرد وعينيه ثابتة للامام :

- ايا كنتي  لايهمني ستنزل الملكة بعد قليل ويمكنكِ رؤيتها من هنا هذه الاوامر.
 اغتاضت بشدة وسريعا ملأ الدمع عينيها..

حين لف بعينيه مدققا كل شئ وقع على منظرها حين ضربت انتفاخ فستانها بحدة وهي تهدي الحارس نظرات تكاد تشعله وجنتيها اشتعلتا لشدة الغضب ماكان ينقصها تورد اكثر لتجذبه وتحبسه في قلبها فورا.. هناك اضطراب رهيب حصل بين جنبيه وتخبط عظيم في قلبه وعقله يورد له أن الماثلة لم تعد بشرا بل ملاكا خصصت له.. تقدمت خطوات وهي تضرب الارض بقدميها بقوة غاضبة حتى جاءت تلك اللحظة, اللحظة التي نولد فيها مجددا في قلوب نصفنا الأخر تلك اللحظة المقدسة التي يجب أن تبجل في حياتنا , لاتعرف لما شهقت نفسا عميقا, إلأنها عرفته الامير , ام تلك العينين سرقتها بقوة بطريقة لاتعرفها, لم تداعب قلبه المظلم بضياء من نزور وتغزوه لتنيره حبا.. وشم رقبته حتى لسعه ليؤكد له مجددا أنها تماما كما هي وماوردت في قلبه.. أنحنت فورا وهي ترفع فستانها.. فلف يده للخلف مقتربا ليطاوع قلبه ومايشتهيه.. قربها!

حين رفعت رأسها كان قد أهداها صورة مقربة للجمال والعينين اللواتي سحرت عقلها وغاص بهما قلبها عميقا يتدلل.

ابتسم بحب فورا وعينيه وسط سواد عينيها تحلق كمجرة كونه هي ابتلعته ورسم مثيلة ابتسامته لكن خجلة على شفتيها المكتنزة التي ضربت شغاف قلبه.
...

أنتبه فورا من مخيلتها لنداء سول الذي تكرر :
-  ألاتعتقد بأن الملك تأخر.

همهم مركزا معها محدقا بأفق السماء من النافذة :
-  فعلا الوقت بدأ يمضي نحو المغرب
...........

وبينما تلك تفتحت عينيها اتساعا للمصائب اللواتي بات يمطر بهن فوق رأسها 
بلا رحمة..حدق بها ببرود ببسمة خبيثة مجددا :
- قلت يمنع ان تخرجين لا أن تحبسي أهم ماتريده ملكتكِ, حسابكِ قادم.

حدقت به بغضب ثائر متقدمة خطوة قوية :
-  كلاااا لمَ لايسمح لي, دعني أرها

صرخ بها فورا :
-  يستحيل على الشيطان رؤية الجنة.

تقدمت خطوات أكثر بحدة بات قلبها حريقها ستضرم ناره فيهم جميعا , بصوت محشرج من بين أسنانها تلت تهديدها :
-  سترى مالذي سأفعله بك

 شهقت الموت في الحال حين باتت رقبته معتصرة كغصن يابس ستكسر أن زاد الضغط أقوى.. لفت بعيون محمرة وريق لايمكنها ابتلاعه وانفاس اختنقت في المنتصب:

-  تحاولين كسري فأكسركِ اكثر..أريني حقا مالذي يمكنكِ فعله وسأكون سببا في عجزكِِ , هذا لو بقيتِ حية من الاساس .

رماها بقوة فأرتطم ظهرها بعمود السرير ,صرختها بشهقة الالم تلك ملأت اركان الغرفة لتهوى ارضا تعتصر نفسا انهيارا وألما في قعر الجحيم يدسها بقوة هو ولايعلم ماذا يصنع بها سرا فماتعود لتجد لحبه مكانا فتترك لشرورها حرية التفنن في الاجرام بهم .. بقوة مخالبها ظهرت لتنثبت في عمق السجادة تلك وشفاهها التي عضتها بقوة لتنزف تبتسم بشر مهلك.

.............

-  هيا بنا مولاي الامير.

أعلن سول فورا وهي تسرح في عينيه بحب فخرا به حين دخلن الوصيفات بأمرٍ من كيو استعدادا لبدأ المراسم ,أنحنت بخفة من اجله .

- طبعا (أقترب بخطوات واثقة بالقرب منها تماما كي يهدي الكلمات لقلبها سرا فيما بينهما همسا دون أن يسمعه احد) أن ارى أختي ملكة الممالك وعروس المملكة, انه ليومٌ في أحلامي فقط.( أحتضن وجهها بين كفيه بحب ليغمضا معا وهو يهديها قبلة الامتنان والحب لوجوده امام عينيه فعلا ,عاد خطوة للخلف ورفع مرفق ذراعه قليلا ثم حدق بها بثبات) هيا مولاتي.

حدقت به بعيون ملأهما الدمع أبتسمت بغصة لأمها الراحلة ثم لفت ذراعها حول ذراعه لاترفع عينيها عنه وبدءا بالسير معا فتحت الوصيفات الباب على مصراعيه لينطلقا معا.. تمشي بهدوء بفعل فستانها الفخم والطرحة التي غطت طريقا مضاعفا خلفها, خلفها يونغ هوا بفخامة وبعض الوصيفات واخرى تنثر بتلات الزهور في طريقها .

كانت دغدغة غريبة تداعب قلبها والدموع تملأ عينيها رغما عنها ..دموع انتصار حب شغف سعادة اختلطت بكل شئ عجزت عن تفسيرها ,جيمين بجوارها وكيو سيتخفطها من يده بعد قليل.. حين وصلت للقاعة الملكية صدمت باكم الهائل من الناس والملوك الذين لم ترفع اسماء اغلبهم لتحلم برؤيتهم حتى!
حين وصلت  للقاعة الملكية ازداد خفق قلبها بقوة وتوترت اكثر.. احس بها جيمين ليلف نظره قليلا محدقا بها أن زادت اعتصارها لذراعه وهي ترى نفسها مركز الجميع وجميع الانظار تحط عليها.

حين لفت نظرها قليلا للجانب شهقت بصدمة لأغلى ماكان في حياتها من نذرت نفسها لهما سنين.. شهقت سيورا وغطت فمها من بللته امطار الدموع التي انهلت على وجنتيها بعد فراق طويل واخيرا رأتها وعروس القرن وملكة الزمان.. أومأتا لبعضهما بحب ثم رفعت نظرها قليلا لذلك الرجل الأسطوري في حياتها ابوها الروحي حبيب قلبها.. أبتسمت له لكن بإمتنان كبير لايسعى عمرها كله لترد له دينه الكبير الذي ستحمله للقبر معها .. وهو الاخر بفخور بملاكه الصغير التي وصلت تماما لحيث حلم وهو عشق قلبه ليليان يوما!

واخيرا وجهت نظرها وكل مشاعرها وتركيزها لأخر الممر قبل المدرج المرتفع للعرشين .. ابتسم بحب بشغق واله لملاكهِ التي زينت القاعة وابهرت الجميع واخرست الألسن .. هي لم تعي كمية الصمت الذي اغرقته فيه وفي داخله عواصف عشق تنهال من روحه قطعة واحدة دون رحمه وقلبه يحاول اللحاق بهم سريعا فيغدو قطعة نابضة تضرب ضلوعه بكل قسوة ليجعل الحياة تزوره بكل مفاتنها اليوم وتزفه بنفسها اليها.. عينيه المتعلقة بها بغزل كمنوم راح يقطع الخطوات تلك ليسابق الزمن ويقطع على القدر مسافته تماما كما فعل.

 إبتسمت دامعة عنفوان حبه يغرقها بمشاعر تثيرها انفعالا وتأثرا.. في اللحظة التي بات امامها ويده أمتدت لتطلب من الشمس الألتحام به التقت فورا بيدها التي مدتها فورا فلاتبقيه في خانة أنتظار أخرى يكفي لحظات متعبة لقلبه المسكين.. 

ارخى جيمين يدها عنه وهو بشغف يحدق بالعينين اللواتي فصلن عن المكان وفقط قلوبهما تغزلت وعبرت بقوة عن دواخلها دون النطق بحرف الكل تفاجأ وبشغف داعب صدق حبهما قلوب الجميع ليغدون فرحين مصدومين واخرين غابطين لنعمة الحب الحقيقي الذي تعدى المعقول ذلك.

همس جيمين بخفة له :
-  إنها اغلى ما أملك أمانة لديك اهتم بها جيدا همم! تعرفني جيدا لن يعجبك إغضابي

لف درجة فقط ليحدق به بطرف علينه :
-  هيا ايها الاهوج من امامي.

ضحكت بخفة وكتمتها بقضم شفاهها برقة محدقة بالارض ثم عادت لتسرح في جمال عشق الذي ينضح من عينيه كندى قطرة صباحية تهديه للجو لينعم ببرود تثلج اركانه.

ابتعد جيمين وهو يكتم بسمته وبخفة بل بكل قصد أقدامه أخذت بالتراجع الى حيث حفظ قلبه قبل عينيه مكان وقوفها بالضبط.. يديها للخلف وابتعدوا فورا ليفسحوا لها المجال بجوار زهرته الجديدة .. رقبتها متصلبة ونظرتها الثابت للامام افرحه بفادحة فعله ,إذا هو واثق لابد ان قلبه يتخبط في كل جهة لايجد انفاسه..ابتسم للجانب لما يفعله بهذه الفاتنة الصغيرة.. ألم نقل أن جيمين قاتل ماهر!

لف كيو فورا ليناولها مرفقه فتدس ذراعها وتلفها بعناية حول مستدها في هذه الحياة اليد التي تمسكت بها طيلة حياتها وشدت لتلتحم معها قطعة واحدة مهما قطع اتصالهما الزمن هم لهم خيوط خفية تلف العالم وتعد بهما لبعضهما.. أتجها بكل فخامة وهيبة يوقفان العالم عنةالكلام فقط تبيجلا لجمالهما معا.. ولكن شفتيه لم تستطع الكتم اكثر عن نثر ترياق أذابتها اكثر همسا كان يمكنه ان يصل لشغاف قلبها فقط ليس لأذنيها حتى :

- جميلتي اليوم شمس تتغنج دلالا على القمر وتهديه فتنتها ليستمد نوره وبهاءه بكل ولع في وسط السماء , رأفة بقلبي الضعيف.

ارتفعت عضلة خدها رغم محاولتها لعدم الابتسام, انه قلبها الذي يزفها فرحا ويتراقص مهللا اخيرا بألتحامه بنصفه المقدس.

لمَ لا! دعهما يقتلان بعضهما جنونا في العشق وما اجمل الجنون :
-  لو كنتُ انا الشمس اليوم , فمولاي كل السماء بأروع نجومها.

إبتسم للجانب, اللعنة على الجميع مال برقبته اكثر غير مبالٍ لالف عين تحدق به :
- ولولا الشمس لما كنا سنراهم أصلا (ابتسم بحب أكثر )ياشمس مملكتنا ومنارة قلبي.

أغمضت انصهارا في براكين شعقه..صعدا الدرجات ببطء بفخامة وحين انتيها لفا لينظرا للجميع بكل هيبة ظهرهما منتصب وعيناهما مستقيمة للامام .رفعت فستانها بخفة وانحنيا سوة , انها انحناءة شكر للحضور عهد بان حياتهما نذرت للجميع

فورا ولفا أمام بعضيهما بدل رفع يدها له, أنحنى بنفسه بكل جبروته وسطوته بنفسه لها مقبلا شل أنظار الجميع , ثم رفع نظره فقط بكل أنحناءه ليتأكد أن عينيها قد شلت به جيدا ثم يرتفع والتفتا ليقفا امام الكاهن .

بدأ الكاهن بالترديد وهما يرددان خلفه ومع كل جملة يسرقان من بعضهما نظرة فأبتسامة ونظرة موت في الحب أقوى. انتهى الكاهن ورحل مبتعدا. أقترب خطوة أكثر وعينيها ملأهما الدمع بينما أغمضت مستنشقا عبيرا قويا يحادث قلبه ليليان أن الامر تم وانتهى .. اقترب وهو مغمض العينين ليجعلها بدغدغة قلب تغلقهما ايضا ليسبر اغوار جسدها بقشعرير ناعمة حين لامست شفاهه الدافئة جبهتها الناصعة .. وهنا انطلق الجميع في الصفير والتصفيق والتهليل لهما بالعمر المديد.. فجأة توقفت كيفن بصندوق أحمر مخملي بالقرب من ظهر كيو رافعا يده للجميع فصمتوا فورا .. ابتسم جيمين واطرق نظره الارض , تنهد الطبيب كيم براحة مبتسما بحب سارحا في جمال جميلته .

حدقت سول بغرابة على للصندوق ثم لعيني كيو من تمسك بكلتا يديها فورا مركزا في عينيها :
- مولاتي أركعي.

قالها همسا, قلبها امتعض ومعدتها تقلصت بخفة عضت شفتها لتلك النظرة الخبيثة في عينيه مستمتعا برد فعلها أشعرها أنهما في غرفتهما لوحدها والشوق داهم قلبيهما ليتحدا فيأمرها بأنصياع لتطيع جنونه بها.. انخفضت بخفة على ركبتيها بمساعدته وهي تفرد فستانها بخفة لما حولها كأنها زهرة بيضاء تفتحت بينهم.. تقدم كيفن ليفتح الصندوق وتناول تاجا ذهبيا مرضعا بالزمرد والمرجان, تلامع في عينيها كنيزك هابط ينتقل بين سماءنا والارض مندثرا فيهما بعد تعب سفر سنين ضوئية.

تطلعت في عينيه بعشق حين تناوله وسرح في عينيها.. وراح صوته الاجش صداح يعلن للعالم بأسره:

- بالسلطة المخولة لي, أنا ملك إنكلترا الاول , اعلن مارك سول ملكة إنكلترا الاولى وزوجتي الاولى المبجلة.. تهانينا.

اغمضت وبخفة اطرقت رأسها ليثبته بخفة وسط رأسها وبخفة يده انزلقت لوجنتها الممردة لاسفل ذقنها ليرفعه له بحب ثم تمسك بيدها وشدها لتقف , بإمتنان بحجم الكون راحت تشكر عينيها عينيه , بينما الاهازيج تهلل بأسمها :
- عاشت الملكة , عاش الملك.

صوت عويل قوي صداع قطع الضجيج وحوله لصمت قاتل.. ثم شهقات مرعبة لهول مارأوا .. لكنه الثابت وحده علم فورا من يكون صاحبه..بقوة أغلق جفنيه وكادت أسنانه تتحطم.. فتح عينيه فورا عيون صفراء تتخللهما خط الذئاب الحاد في عمق السواد.. لف فورا رفع ذقنه بشموخ وابتسامة شريرة أكبر..شدها كيو فورا لتقف خلفه :

-  اياكِ أن تتحركي سمعتي.

كانت تقف بجسدها المتحول الفاتن لذئبة رمادية اللون وأعين بلون الدم القاني.. تكشر انيابها بحدة تلهث أنفاسها وصدرها يعلو ويهبط ..أنه يعتبر نصف تحول فقط أذ تقف على اثنين بقوام جميل ممشوق قديمها متحولين ومخالب يديها طويلة انياب واعين متحولة بعض الشعر من ظهرها متحد من شعرها الحريري الطويل وخدوش ثلاثة تتخلل وجنتيها من كل جهة.

الرعب دب في القاعة وتحول نبض القلوب من الفرح لعزف موت يخط على اوتار حياتهم ان قاموا بإي حركة خاطئة , كتموا صراخهم حتى وبرعب شدت سيورا كف والدها لتختبئ بنصفها خلفه مرتجفة ونظرة اخرى تلقيها على أختها التي تحدق بالموقف بذهول تام , أختبأت خلف كيو وبقلق حدقت بجيمين من ناظر هذه المجنونة برعب حدق باخته تبادلا نظرات عميقة وتكلم كيو :
-  م مولاي ماهذا ارجوك!؟

صر جيمين على اسنانه بجنون اشتعل بركان روحه الهادر.. بسرعة رهيبة قطع الممر كمحارب نينجا وتسلق الدرجات ليقف ثابت بجوار كيو فورا اغلق عينيه وتحولا في طرفة عين للهيب اصفر تماما مثل كيو أنفاسه باتت كزفير الجحيم. حدق به كيو بجانبه شهق صر ااسنانه بحدة وفورا صرخ به
- : جيمين! إيااااك! اهتم بها فقط!.

إن جيمين جامح بجنون ليتحول فورا بشكل كامل وينهي القاعة كلها اشلاء لحم تحت سطوة انيابه ومخالبه لحمايتها.. اغمض جيمين يهدأ نفسه شد معصم سول فورا لتختفي خلفه هو الان

تحدق به بشر لايوصف تبتسم للجانب بخبث مرير , تجعل كيو بغصة يحاول السيطرة على نفسه بدل التحول هو الاخر ليرديها قطعا مشوهة.. عليه أن يضبط نفسه وجيمين جيدا.. انه سرٌ كبير ولا احد يعرفه.. أن تحول ورآه شعبه والوزراء سيتنحى وبل يعدمان فورا لحماية الجميع.
-  ج جيمن م ماذا احدكما يشرح لي ..
بأرتجاف حدقت به سرعان ماشلت لوشوم رقبتهما يتلامع بلهيب اختلط الاصفر بالبرتقالي يتحرك ضمن حدود الوشوم كموج بحر سريع..بلعت غصة جرحت حنجرتها ..مدت يدها فورا لتتمسك بيد كيو وبهمس أكملت :
-  دعنا نخرج جيمين من هنا وانت ايضا ستحصل كارثة ان تحول أحدكما ارجوك.
اتسعت عينه وهو يحلق في عينيها كيف عرفت بأمر جيمين أحتدت عيونه أكثر .. بهدوء اخفض نظره لتمسكها القلق الدافئ بيده , أرتفع ركن شفته بخبث وبهدوء رفع رأسه ونظره ليحدق بها بتركيز تام والمكر رسم كل ملامحه :
- لماذا ياحلوتي! هل تخافين عليَّ؟

وخزها قلبها إذ عرفت أنه هيون فورا سحب يدها برعب , لاتعلم من اي جهة بات الموت يحاصرها واي منهم سيدق عنقها اولا , واكملت رجاءها مهما كان لاتريد خسارتهما ايا ماكانا :
-  نـ نعم ارجوك ليس هنا..دعنا نخرج.

 ابتعلت ريقها من مكر نظرته التي لما تتزحزح درجة واحدة عن مدار عينيها.. فتمسكت بذراع جيمين فورا تستمد بعض الامان, ولاتعلم هذا الاخر ان تحول هل سيعرفها من الاساس من هي حين يقف وحشا كاملا امام عينيها!

تحولت نظرة هيون لجيمين حادة يكاد يخترقه وينهش لحمه حين راها تمسكت به دونا عنه , لكن صوت عواء الذئبة القوي وصله شهق ولف نظره فورا لها قادمة تجري نزلت درجتين وبات أمامهما جيمين وسوول .. أحتدت نظرتها غضبا حين رأته يحميها بالذات فقفزت عاليا صعق الجميع والصراخ ارتفع والبعض جرى هاربا من القاعة , لف ذراعه بقوة امام وجهه أتخذ هيئة محارب وكانها يده درع من حديد . ارتمت عليه وبقوة هوت يده بين انيابها بقوة أنبتتهم فيها, صر أسنانه لفداحة الالم الذي داهمهه .. تزفر انفاسها ساخنة عليه بقوة تخترقها بنظرها الغاضب المقتول الحب فيه ..صرخت سول فورا وغطت فمها تمسكت بملابس جيمين بقوة علها تهدأ احدهما, راحت اناملها سريعا هوت للاسفل لتتشابك مع انامل اخوها :
-  أهدأ ارجوك ها.

يمكنها الشعور بشدة تهيج عضلاته وصدره يعلو ويهبط وهو يحاول السيطرة على كل خلية فيه من ان تنهار وعيناه ثابتتان في تلك التي صلت تطلب الموت حين فكرت في قتل أخته.

ابتسم هيون للجانب وبذراعها الاخرى شد يدها لفها وبقوة رفعها ليضربها بالارض مكسرا البلاط تحتها.. صوت طقطقة عظام ذراعها تهشمت بالكامل.. صرخة مدوية من اعماق روحها المعذبة ..تحول لعواء ذئب خاوي متألم في ليلة عاصفة ملئ بالجروح.. لم تستطع الوقوف أكثرلا يهم أن كان هيون فلتوقف جنونه..جرت بكل فستانها الفخم هبطت الدرجات بأتجاهه ,  شهق حين أحس بدفء يديها تنسل لتحتضن كفه بحب لف برأسه للجانب قليلا فرأى الدموع تهلل في عينيها تتوسله :

-  ارجوك.

هزت رأسها معترضة ..رفع نظره من يدها الى عينيها مجددا يزفر بقوة انفاسه الحارقة تكاد تصلها لتلفح وجهها جدا ..بتركيز ضاع في عشق عينيها .. وكأنها من أطفأت شرارة هيون في عينيه..هيون نفسه يستسلم لذلك العشق بينهما ولامجال له ولافرصة ..انطفأ الوشم ايضا .. لف بنظره ولها حدق بها بحدة غاضبا فسيطرت على نفسها اغمضت بهدوء وهي منهارة للارض لتتحول بشرية مجددا.. جي يون في فستانها الملكي الممزق كثيرا بفعلها تحولها!.. اخر منظر توقعه وانتظره الشعب وسول من راحت يد كيو من شدة هولها.. احتضنت ذراعها جي يون كطفل رضيع وتكورت حول نفسها أهاتها باكية تصارع ألم الموت الان.

والهمس واللمز بدأ يرتفع رنينه في القاعة بين الشعب والملوك لشدة صدمتهم.. انتصب ظهر كيو واعلن بصوته المجيد :

-  لقد عرفنا اليوم أن الملكة كانت مجرد خدعة! (ابتسم للجنب وهبط بنظره الماكر عليها) تعرفون جميعا عقوبة المتحول صحيح!

هبط جيمين الدرجات ليقف بجوار سول وكيو.. القاعة صرخت بصوت واحد :

-  الإعدام.

شهقت سول بصدمة:
-  إعدام!!

حضنت ذراع جيمين تحدق في عينيه بصدمة بينما بخفة ربت على يدها مطمئنا بأن لاتقلق... وراح كيو يثني ركبتيه هبط لتحدق بها لاعلى بحقارة بينما يلقي عليها سمه الاخير :

-  هل سمعتِهم! (قالها همسا) تلك رحمتهم الاخيرة لكِ.. عذابكِ معي قد بدأ للتو..

حين وقف فرقع بأصبعيه فورا للجنود فتحركوا فورا شدوها من ذراعها بالكاد تسير وتستمر بنبرة الصراخ والالم الذي لم يبدو أنها سينتهي تحت سطوة كيو لتزج في قعر سجون القصر.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق