الاثنين، 28 أغسطس 2017

Mr. Big (Scene Two)

                     (Mr. Big (Scene Two

By Kim Nana



كان يجلس بإسترخاء تام، يرفع قدميه على شكل x على الطاولة أمامه،
 يتابع مباراة مسجلة،
رائحة شيء يحترق في المطبخ

يضع جهاز التحكم ويتجه نحو المطبخ بخطوات سريعة،
 يكتم ضحكة فتتسع تلك النقرة أسفل عينه،
 ليسجل قلبها أعلى درجات الخفقان من آخر ابتسامة له

يرفع حاجبه الأيسر بتساؤل وهو يردد داخله (لايشعل الحب إلا مزيداً من النكد المدروس): 
- صغيرتي، مالذي يحترق هنا؟؟

سألها وهو يغلق أزرار سترته الصوفية التي تمددت ب جهد كبير لتحتوي منكبيه

- هااا (ردت بحالمية كمن إستيقظ من تنويم ميغاطيسي) القالب، ااا.. أقصد قالب الحلوى.

يحرك ابهامه على خده، مكان تلك النقرة اللعينة على التحديد :
- متى ستتوقف تلك الحرائق عن الاندلاع في مطبخنا؟!

تفتح عينيها على إتساعهما:
- حتى أجيد ذلك الطبق الاخرق.

يتذمر بتصنع يبدو لها حقيقاً كفاية :
- صغيرتي، انت دائما تصنعينّ المشاكل، و مرهق أنا من تعليقاتك،
مرة تحرقينّ الطبخ، مرة يدخل دبوس في قدمك لأنك تتسكعينّ حافية،
 ومرة علي أن أجلب لك مرهما عند الثالثة إلا ربع صباحاً لأنك لا تستطيعينّ النوم ،
بسبب الشدّ العضلي في ساقك لأن التمارين لاتناسب بنيتك الرقيقة،
(وأصل بإستخفاف وهو يلف معصمها بسبابته و ابهامه فقط)
هل تعلمين أني أخاف أن أمسك معصمك بقوة حتى لا اكسره.

قطبيت جبينها و أفلتت يدها منه :
- كيف لك أن تقول و تفعل لي هذا؟؟

رد بكل هدوء يمكن أن يملكه رجل في مزاج جيد:
- أحاول أن أكون صريحاً صغيرتي.

نظرت له مطولاً جاهدت حتى لا تبكي، جمعت شعرها الفحمي بإهمال ، و خلعت مريلة الطبخ بغضب زائد
ثم ذهبت صوب الصالون الكبير :
- أبي في القانون ، أبوجي.

جاءها رده بصوت فيه بحة كأنها تخرج من أقراص راديو قديم :
- تعالي يا بنتي، أنا هنا (إتسعت عيناه لوجها المحمر)
انت تبكين!؟ هل ازعجك هذا الجلف مجدداً؟

بينما المعني لم يكن يتوقع أن مزحته ستتطور لهذا الحدّ ، فركض خلفها لكن الآوان قد فات!

- انتباه ياولد..! (زجره أباه في حزم)

حاول أن يتحدث لكن والده صاح مجددا :
- قف مكانك يا جلف.
(والده رجل في منتصف العقد السابع، ضابط متقاعد برتبة لواء ، ينضح حبا لوطن بار بأبنائه)

حاول أن يستدرك الأمر بصوت متذمر :
- أباا ، انتظر لأخبرك، هي تهرع إليك حتى توبخني لها.

نظر إليه والده ، كأن الزمن يكرر نفسه
في إبنه، ذلك العنفوان، تلك النظرة العميقة ، ذلك الصوت الذي يشبه مقدمي البرامج السياسية
 حتى بجسده العملاق مثله

اقترب توب منها :
- صغيرتي، هل هذا تصرف ناضج أن تشكيني لوالدي؟
(أمسك يدها، جعلها تقف قربه مقدار شهيق)

فحاولت التملص منه في حياء من والدها في القانون:
- إتركني ، أنت عملاق شرير .

ثم رفع توب نظره نحو ابيه ليرى إبتسامته التي  يعلم ماخلفها من ذكريات،
يعي تماما ما تضفيه والدته من تلك النكهة المحببة إلى حياة والده،

وكيف تدب الحياة بقلب الاخير ،  وهو يستعيد ذكرياته ايام خدمته ،
و امه تساعده على كتابة سيرته الذاتية،

و ما أقسى على رجل مثله أبيه أن يشعر ب الخواء


تحدث والده بعد أن ضحك بخشونة :
- اذهبي يا بنتي، واحرقي المزيد من الأطباق، فإبني يستحق ذلك.

فتضحك بجزل وهي تخرج مع زوجها العملاق
وهو يمسك بيدها
فتضيع وسط كفه

 يضغط على العرق الذي بدأ ينبض بجنون:
- صغيرتي؟!

انقطعت أنفاسها جراء ضربات قلبها المجنونة عشقا له:
- نعم سيد عملاق.

- شكرا لك .

ثم صمت ، كان هذا كل ما يمكن أن يقال في موقف كهذا

بينما خلفها وضع والده رأسه على الوسادة وهو يراقب زوجته تمسح النياشين والاوسمة ، وهو يغمض عينيه ويسترجع نظرات ابنه لزوجته يبتسم ، ويردد :
-لا يشعل الحب إلا مزيدا من النكد المدروس.

هناك تعليق واحد:

  1. وانتي اشعلتي نار بقلبي عن سبق اصرار وترصد هههههههه

    ردحذف