الاثنين، 28 أغسطس 2017

Mr. Big (Scene three)

                     (Mr. Big (Scene three


By Kim Nan


عادت من عملها باكرا، كان يوم ثلاثاء باهت من شهر أبريل
تكورت في فراشها منهكة حتى آخر عضي في خلايا جسدها النحيل،
 تبدو أكثر نحولا وشحوبا من أي وقت مضى فسيد عملاق لم يتصل بها منذ أكثر من 10 ايام، فمنذ أن تم تحويله لمشفى ريفي بشكل مؤقت لنسبة لنقص الكوادر فيه

 يا إلهي لم تعتد أن يغيب كل ذلك الوقت عنها
كيف يكون الشخص حين يفقد شهيته للحياة؟ تصبح الأشياء من حوله هزلية وساخره حد البؤس

المكيف خلفها يلفها ب موجات بارده، روحها غارقة في الصقيع

كأن هناك ندفا من الثلج تغزو عنقها المكشوف،
 هي عادة تسدل شعرها حتى الخصر هذا الاحساس غريب عنها،

مذ أن غادر سيد عملاق لم تسدل شعرها،
 فقط تكتفي ب تمشيطه_ أن فعلت ذلك_ ثم تعقصه ب سرعة كأنما ارتكبت جرما 

آثار قبل قديم ترفض أن تغادر عنقها الصغير،  تتشبث بها بلؤم

نامت نوما متقطعا تتخلله الكوابيس،
ذلك الإحساس ب الصقيع يرفض أن يغادرها

 أخيراً لملمت فكرها ونهضت تقاوم ذلك الوخز بصدرها متمتمة :

- عملاقي ليس مناسباً أن تشغل عقل صغيرتك هكذا.

شعرت بإلتفاف روحها التي تتقطر قلقا لتتفتت بين الثواني والترقب

أعدت كوب من الشاي، وقفت على الشرفة ب شرود، تنهدت ب شوق بح من فرط الانتظار،

 متى يعود يجلس هنا على كرسيه المفضل، يطالع كتبه الضخمة،
 يتغزل في عينيها عند الأصيل،
يعلق بخبث على فساتينها، ينتقي معها الهدايا لسيادة اللواء

يتابع مشروع التخرج لصديقه المدعو سينغري،
يفض الشجار المتعمد بين والدته ووالده، يقرأ لهما الصحف 

ياخذها إلى سماء الحلم السابعه، يهبط بها بجنون على ظهر غيمة 

تمتمت مجددا تجاهد دمعها:
 - كل ما حولي يرتبط بك قوه، كيف تقضي تلك الفتره دون أن تسأل؟
كاذبة انا عملاقي، اختلق الف ضحكه وقصه حتى لا ينشغل والدك، يقتلني صمت والدتك، والدتك تراك وتسمعك وتشعر بك.

ضمت سترته الصيفيه حولها بقوه تستجدي بقايا عطر عالق بها، رائحته،
تستنشقها بكل احساس الفقد الذي استبد بها

تذهب بفتور لتتمدد على الكنبة أمام التلفاز ،
تقلب القنوات بلا هدف، قناة محلية تعرض مشاهد انفجارات و و
و
المشفى الريفي الذي نقل  ليعمل بها سيد عملاق باتت كومة رماد!!

وصوت المذيع الرتيب يردد:
- لم تصلنا أنباء عن وجود ناجين من الانفجارات.

صرخة واحدة،
واحدة فقط
قوضت أركان البيت واهتزت لها حتى جزور شجرة الصنوبر في حديقة الجيران

بعدها باتت تحدق في الفراغ، لا تستطيع أن ترى أحدا، لا تميز وجها،
حتى صوت تلك الصفعة كأنه آت من عمق كهف سحيق

الكل يبكي، الكل على فقد السيطرة على نفسه، والدته شقت تضرب صدر اللواء بلا رحمة صراخها يقتله:
- انت السبب.. انت السبب.

أما هي تحدق في الفراغ دون أن يظهر على ملامحها شيء
صفعة والده لم توقظها، وجهها مبيض تماماً عينيها لا ترمشان إلا لماما،
 فمها يرتجف بضعف وجسدها بارد كأنما غادرته الروح توا

أصبح والده يضم إليه زوجته وتلك الصغيرة التي تنزلق على حافة الجنون ب بهدوء قاتل

يردد ب صوت مرتعش:
- سيكون بخير، سيكون بخير ،الله ارحم بنا منا، لن يفجعنا فيه .

يمسح دمعة تعلقت ب ذقنه الذي غزاه الشيب
 لكنه الآن يبدو أكبر سنا بكثير والأسوأ من ذلك أشد عجزا
 حتى من إدخال السكينة على قلب يتلظى على نار فجيعه لا توصف ولا يجد لها سلوانا

طرقات متلاحقة على الباب،
ينهض الوالد بتثاقل،

كان صديق العائلة المدعو جي دراغون يسند سيد عملاق إلى كتفه
و  على جسده الكثير من الخدوش والكدمات،
على صدره الكثير من الضمادات وجبينه مقطب للتو، 

 وسط نظرات مندهشة ووجوه لا تستوعب المشهد!
يا إله السماوات، خر والده على ركبتيه باكياً بكل عاطفة جياشه اخفاها يوماً

نهضت هي اليه، نظرت إليه طويلاً
كأنما تتفحصه إنشا إنشا، تطمئن عليه خفقة خفقة، باغتها ب صوته المتعب:
-صغيرتي .

اول مرة تفعلها أمام الجميع، ركضت إليه وعانقته بكل ما أوتيت من خوف،
شحذت وجع كل ثانية فكرت بفقدانه، عانقته كأنما ستتلاشى داخله وهي تردد من بين شهقاتها الكثيرة :

- عملاق سيء، عملاق شرير.

لاحقاً وهو يحرر شعرها من ذلك المشبك الأحمق، يهمس لها :
- كيف يكون حال الشخص حين يفقد شهيته للحياة؟ 

تجيبه وهي توسد رأسه على حضنها الصغير الدافئ :
- تصبح الأشياء من حوله ساخرة حد البؤس،
أرجوك لا تخفني عليك هكذا مجددا حبيبي ، عدني أن تظل بخير دائماً.

هناك تعليقان (2):

  1. احيييييه ㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠㅠ

    ردحذف
  2. Welcome to our online casino - Ambien Hoppe - Live
    Welcome to our online casino. Welcome to our online casino. Welcome to our online casino. Welcome to our online casino. Welcome 온라인 카지노 검증 to our

    ردحذف