الاثنين، 25 يوليو 2016

◑җ نصف روح_Half Soul【البارت الثاني】җ◑

~ نصف روح ~

- البارت الثاني-







Written By : Bella






هيون: انت.. انت هيوكجاي؟!

صوتها لم يصل لمسامعه، كل حواسه تركزت على الجالسة ارضا و نظرها معلق به... ظل يقترب و هو على يقين بأنها ستختفي.. تماما كما يحدث في كل مرة يفتقدها حد الجنون و يتوهم وجودها ثم يكتشف ان عقله يتلاعب به فحسب.
عندما كان على بعد خطوتين مني سقط ارضا هو الاخر على ركبتيه.. و انامله تقترب بارتجافة من وجهي و هو لا يزال متوقعا اختفائي بأية لحظة.. لكنني لم اختفِ.. فقط ظللت على حالي.. عينان متوسعتان و جسد يقشعر من لمسة بقيت احلم بها لسنوات
همس: يا الهي...



و بينما نحن الاثنان غير مصدقان لما يحدث، نزلت دمعة من عينيّ هيون عند رؤيتها ما يحدث.. اللقاء يبدو موجعا للغاية.. ادركت هذا فيما بعد....
تكلمت بصوت مرتعش لم اعهده منها: حسنا.. عليّ العودة.. هناك الكثيرمن الكلام لأوجهه لك هيوكجاي.. لكن ليس مناسب لهذه اللحظة، و.. يورا؟ لن اعود للمنزل دون توديعك...
لم تتلقَ ردا على كلامها، و لم تكن بانتظار رد على اي حال.. عادت ادراجها، و هي تنظر الينا كل فينة و اخرى، حتى اختفينا من محيط رؤيتها
و عند اطراف البحيرة، كان لا يزال هناك شخصان يتلمسان وجه بعضهما بعدم تصديق

تمتمت: انت حقا هنا... انت موجود حقا
تحدث و هو لا يسمع كلماتي: انتِ لا تختفين! ماذا الان! أسأظل اتوهم وجودك؟ هل جننت بالفعل؟!
اجبته بهلع: هيوك انا.. انا هنا.. انا حقا.. يا الهي!
غصة بحلقي منعت الكلام و كنت على وشك البكاء.. لماذا نحن هكذا؟ لماذا تبدو قصتنا بائسة للغاية؟ لكن بالرغم من كل شئ، لم يصدق كلانا حقيقة وجودنا فعليا.. لم نصدق بالمعجزة بعد..
هيوك: كيف جئتِ الى هنا؟
لم اجِب سؤاله: اهذا حقا حيث تنتمي؟! تبدو.. حقيقيا اكثر!
هيوك: لقد كبرتِ... تغيرتِ عن اخر مرة التقيتك فيها.. ازددتِ جمالا... حقا!
انا: انا لا احلم، هاه؟!
هيوك: انتي في حلمي انا.. هذا هو التفسير الوحيد! هذا هو السبب الوحيد لأنك هنا..
ذعرت للحظة.. هذا لا يمكن ان يكون حلما، ظللت اتحسس وجهه لعلّي اجد اي دليل على انه حقا هنا.. على ان الامر ليس مجرد حلم سأستيقظ منه بعد قليل

انا: لا.. لستُ بحلم.. انا حقا.. انا هنا...
هيوك: كيف لكِ ان تأتي الى هنا..
انا: ابي هنا..
توسعت عينا هيوك لثانية او اثنتين.. و بقي محدقا بي بذهول..
هيوك: اباكِ..؟ ألم تقولي بأنك لا تدرين عنه اي شئ و بأنه-
قاطعته مكملة حديثه: أنه تركنا عند ولادتي... صباح اليوم وجدت عجوزا في حجرة معيشتنا يتناول الشاي و امي ترتب حقائبنا للذهاب و لم اعلم الا قبل ساعة انني ابنة روحٍ ايضا... مفاجأة ها؟
حديثنا لم يتغير.. لم يتغير شئ.. و كل الخوف بأن الخمس سنوات قد تكون عائقا فيما بيننا تلاشى بمجرد رؤيته.. يكون البُعد دائما سببا لتغير المشاعر.. إما ان يطفئها و يخفيها.. و بمرور الزمن تدفن في مكان سحيق في اعماق الذاكرة و القلوب، و إما ان يزيدها اشتعالا و بريقا، يزيدها قوة و بمجرد ان تسنح فرصة تتفجر هذه المشاعر لتغرقنا في حالة غير مفهومة من الضياع النسبي..
هيوك: انتِ.. كيف؟
تبسمت بحسرة: لا ادري.. لا ادري اي شئ في هذه اللحظة.. و جلّ ما اريده هو ان انام بقربك كما كنت افعل سابقا.. احتاج للنوم بشدة..
برغم الدموع التي تغرق عينيه و تبلل وجهه، ابتسم ابتسامة بريئة...
هيوك: بعد خمس سنوات، تريدين النوم؟ يورا أأنتِ جادة؟
دموعي ايضا لم تمنعني من الابتسام له... افتقدته كثيرا... اشتقت لوجوده، كل التفاهات و الترّاهات و الحب الذي يغدقني به.. ابتسامته و عندما تتشابك ايدينا.. افتقد كل شئ!


انا: في الخمس سنوات لم احظَ بليلة هانئة.. لم استطع النوم.. وسادتي المفضلة اُخذت مني عنوة.. و الان استرددتها...
ربت على رأسي: و لم تستطيعي استبدال وسادتك بالطبع
مددت شفتيّ بتذمر: لا -_- لم استطع..
بقينا هادئين لبعض الوقت... لا زلنا بمكاننا، لكن ... فقط نستمتع بوجود بعضنا البعض... فقط الشعور بوجوده حولي يشعرني بحال افضل..
فجأة تذكرت: هاي! كيف لم تخبرني ان باستطاعة القلادة ان توصلني اليك؟!
و كأنما استفاق من شروده: كيف علمتي بأمر القلادة؟!
هززت رأسي بقلة حيلة: ألم اقل لك بأن والدي ايضا يشبهك؟ امي تمتلك قلادة كهذه و هي من اخبرتني.. امي علمت بوجودك..
فاجأه الامر: والدتكِ؟ هل رأتني؟
حركت رأسي بـ(لا): لا اظن.. لكنها تعلم بأمرك..
قليلا بعد بقينا بنفس المكان.. قبل ان..-
هيوك: تعاليّ.. تبدين متعبة..
لم افهمه ببداية الامر.. اقترب مني.. كانت كل خلية بجسدي ترتجف.. ليس خوفا.. ربما اشتياقا.. ربما تحسبا لما قد يفعله.. و بكل هدوء احاط جسدي بذراعيه.. و تلقائيا كنت اضع رأسي على كتفه بتعب.. شعور بالراحة اجتاحني فجأة.. شعور بالدفء ربما ايضا.. سكينة غريبة كانت تخدر كل خلاياي.. شعرت بأني سأبكي مجددا.. لكن هل حقا اريد ان امضي الوقت معه باكية و حزينة؟ ان.. ان كان عليّ الذهاب هل سأظل اذكر لقاءنا بأنه كان كئيبا و حزينا هكذا؟ لا اظن بأني اريد هذا.. و لا اظن بأني اريد ان اذهب.. تشبثت بقميصه قليلا.. أبقني هنا.. ارجوك.. بقيت اتمنى سرا ان تحدث معجزة اخرى لابقاءي هنا..




كان يمسح على شعري ببطء، كأنما يريد استيعاب ان هذه اللحظة هي بالفعل حقيقية.. ثم ابتعد عني و ظل ينظر اليّ و شبح ابتسامة يظهر على وجهه..
هيوك: هناك الكثير لأريكِ اياه هنا.. لكن عليكِ ان ترتاحي لبعض الوقت اولا.. اين تريدين البقاء؟ انا لا ابقى في المنزل كثيرا منذ سنتين او ثلاث! لا اعلم ان كان مناسبا لأذهب الان اليه..
نظرت اليه بحب: لا اهتم حقا.. اريد فقط ان ارتاح لبضع ساعات... هيوك!!! اريدك ان تلتقي أمي! و اريدك ان تلتقي أبي ايضا!
اطراف اصابع تتحسس وجهي بهدوء: سنفعل.. عليّ ان افعل.. -جلس امامي بينما يعطيني ظهره، و كان يربت على كتفه- هيا...
هاه؟ هيا ماذا؟ عقلي ربما اصبح بطيئا هنا ^^"
هيوك: اركبي على ظهري.. سأقلك الى حيث سنبقى..
بحذر شديد قمت.. و بحذر اكثر وضعت يداي حول رقبته.. حرك وجهه الي الجانب و ابتسم، امسك بيدي يضعهما جيدا حول عنقه، و امسك برجلاي حول وسطه.. ليست المرة الاولى ابدا، لكنها المرة الاولى منذ وقت طويل للغاية..
كيف انها ليست المرة الاولى؟ ربما هو "روح" كما قلت سابقا، و ربما لا يستطيع رؤيته غيري.. لكنه ليس سرابا.. ليس بهواء امرر يدي من خلاله! حسنا ربما كان كذلك في اول الامر.. عندما رأيته لأول مرة ظننت بأنه شخص عادي.. ظننت بأنه متطفل لأنه يلحقني كثيرا، ثم شككت في كونه ابكم لأنه لم يكن يتحدث تقريبا! ثم عندما كان يختفي بدأت اشك بأنه ليس ببشر! لم أعلم ما قد يكون لكن هذا ليس ببشر على الاطلاق! عندما ظهر بغرفتي ذات مساء و علمت بأنه "روح" و ليس لص لم افزع كثيرا، على الاقل ليس بشئ مخيف، و هو لم يحاول ايذائي حتى الان.. و عندما كنت احاول ان المسه كانت يدي تمر من خلاله.. كان الامر ممتعا حينها، كان صديقي الذي اخفيه عن الجميع. ثم بعد مدة تطور الامر.. و كانت هناك مشاعر تختلط بالامر.. و بليلة مقمرة عندما ادركت بأن الامر بدأ يخرج عن الطبيعي، و بأنه ليس من الصحيح ان اقع بحب من ليس ببشر، اصبح متجسدا بشكل طبيعي! اصبح و كأنه بشر مثلي تماما! الفارق الوحيد بيننا انني فقط من استطيع رؤيته. اصبحت استطيع لمسه، كان يأكل معي احيانا... و بدلا من ان اعترف بمشاعري تجاهه، وجدته يخبرني بأن مشاعره تجاهي تجاوزت الصداقة.. و بأنه سيتفهم ان لم اقبله هكذا.. حينها عانقته بشدة.. اذكر هذا العناق جيدا-
هيوك: تبدين هادئة اكثر من اللازم.. اصبحتِ هادئة في غيابي ام ماذا؟ اين تلك المزعجة التي لا تكف عن الكلام و الثرثرة و-
قاطعت حديثه: اه! حقا هيوك.. انا متعبة و اشعر بالصداع.. عندما استيقظ سأزعجك كثييييرا حتى تتوسل اليّ بأن اصمت للابد
هيوك: لن افعل.. اشتاق لصوتك بالفعل..
لم يكن هناك رد انسب من ان اشد على رقبته اكثر و اضع خدي على كتفه.. ربما هكذا يدرك ما لا اجد كلمات لتصفه..




مشى لفترة ليست بالطويلة، قبل ان يتوقف امام كوخ قد يشبه الذي كنت ابقى فيه مع امي و هيون.. اهذا هو الطراز المتعارف عليه هنا؟
انحنى ثم جثى ارضا: سنبقى هنا حتى الصباح، المكان ليس برائع للغاية لكنه مناسب على الاقل...
نزلت من على ظهره و وقفت الى جانبه بينما يفتح الباب.. المكان بالداخل يشبه كثيرا الكوخ الذي تبقى به امي و هيون، اسرّة، اغطية، ثلاجة بها طعام، حمام، و مدفأة..
جُلت بناظري في المكان: يبدو ان جميع الاكواخ هنا متشابهة..    
وضعت حقيبة ظهري على الارض و اتجهت ناحية احد الاسرّة و القيت بجسدي المتعب فوقها.. حتى السقف هنا يبدو جميلا للغاية.. لم التفت اليه لأعلم بأنه كان ينظر اليّ و يبتسم.. احفظه عن ظهر قلب..
اتجه للحمام و اخذ فرشاة اسنان، وضع بها بعض المعجون ثم فعل كذلك بالاخرى، و جاء ليعطيني اياها. كأنه امر عادي للغاية نقوم بفعله كل يوم
تحدث بينما الفرشاة بداخل فمه: غدا سأريكي البحيرة في اثناء النهار، تتلألأ حقا! ستعجبكِ كثيرا.. و سأريكِ التلة التي احب ان اجلس عليها.. هناك نهر ايضا قريب منها، و بحر على الجهة الاخرى من المملكة.. سآخذكِ للقصر لتقابلي والديّ و اختي! سورا ستكون سعيدة للغاية لتراكِ! و سأجعلكِ تقابلين الجميع ها هنا! ثم-
قاطعته: هيوك...
كان بحماس طفل صغير على ابواب العيد.. و كان يريد ان يريني كل شئ، يريدني ان اطّلع على كل شئ و اقابل الجميع.. يريدني ان اشعر و كأنه منزلي... لكن احتمالية بقائي ضئيلة للغاية.. و احتمالية ان ارحل.. و ان تكون هذه هي المرة الاخيرة التي سأقابله فيها، ان يكون هذا هو وداعنا الاخير، اكبر بكثير مما اتمنى
حدق بي متسائلا.. لماذا اتصرف هكذا؟ لماذا في لحظة تحولت سعادتي المفرطة بلقياه الى همٍ عليّ مواجهته؟
تنهدت لأتخلص من النبض القوي بداخل صدري لكنه لم يهدأ و لو قليلا: هيوك.. الشخص الذي اتى بنا الى هنا قال.. بأنه.. بأننا سنبقى لأقل من يومين... شئ عن طاقته لم افهمه و قال بأنه لا يستطيع ابقاءنا اكثر من تلك المدة.. و..
توقفت.. لم اعلم ما عليّ قوله، او ما يجب عليّ فعله الان.. و على عكس المتوقع.. فإنه لم يأتِ اليّ و يسأل عن كُنه الامر، و لم يتفاجئ، بل اعطاني ظهره و بقي ساكنا، ساكتا.. ثم واصل ما كان يفعله و كأني لم اقل شيئا البتة..
ليس بشئ توقعته على الاطلاق...     
بخطىً بطيئة توجهت الى حيث يقف، و وقفت قبالته.. هل يكبت مشاعره الان؟ لماذا لا ينظر اليّ؟
حاولت ان المس وجهه، لكنه ابتعد قليلا: هيوك..
للحظات تجاهلني قبل ان ينفجر غاضبا: انا لم استعدكِ لأفقدكِ في غضون ساعات اخرى! عشر سنوات اخرى لن تكفيني لأُشفى من الم الخمس سنوات الماضية! لتخبرينني بأنه امامكِ ساعات و سترحلين مجددا؟! لا، يورا!




بعد ان كنت ابتعدت قليلا لأتجنب ثورته، اقتربت منه مجددا، سائل ما في عينيّ يشوش رؤيتي: سأحاول.. ان ابقى.. لا اعلم كيف عليّ ذلك.. لكن يجب ان توجد طريقة صحيح؟
ابتعد مجددا متجنبا لمستي: كان عليّ ان استخدم طاقة وجودي لأبقيكِ الى جانبي! لكنني استهلكت معظمها في السفر بين العالمين لأقابلكِ! ألم تتسائلي و لو قليلا لماذا لم اعد اليكِ؟!
انزلت يديّ بعيدا عنه و شخصت ناظري ارضا... هي قصة بائسة حقا.. قصة بائسة و على كل اطرافها ان يتألموا حتى ما بعد نهايتها..
ظل يدور في الارجاء، و انا جلست على الارض اراقب بصمت.. تماسكي! تماسكي! ظللت اردد بداخل رأسي! البكاء لن يجدي نفعا و لن يفيدني.. لن يحل اي مشكلة.. و لن يبقيني كذلك!
و بدون ان اقصد قلت ما كنت اخفيه بداخلي: لربما لم يكن عليّ لقاؤك.. ان كنت سأرحل على اي حال.. ما فائدة ان آتي اليك لأبقى قليلا ثم اعود لتلك الحياة الكئيبة مجددا؟ ما فائدة ان اعيد إحياء ألم.. كنا على وشك التعايش معه..؟
ظله غطى جسدي.. قبل ان ينحني ارضا اليّ: حقا؟! لم تريدي لقائي؟ ألهذه الدرجة الأمر مؤلم؟
اشحت بنظري بعيدا عنه..لم ارده ان يرى خيانة دموعي لي.. هل حقا لم يكن عليّ لقاؤه؟ ان كنا سنفترق، هل عليّ ان اجرحه كفاية ليكرهني و يمضي بحياته غير آبه بي؟ هل عليّ ان اصنع معه ذكريات سعيدة كما اخبرتني امي؟ لكني سأفتقد هذه الذكريات بمجرد ان اترك يده للمرة الاخيرة.. و حقيقة.. لم اجد اجابة صادقة الان.. اتمنى لو انني لم اقابله.. لأجله و ليس من اجلي، لماذا فقط اظل اوجعه بدون توقف؟ و في ذات الوقت، اشتاق لقربه حد الموت...
همست: اشتاق اليك.. حقا اشتاق اليك..
لثوانٍ لم اشعر بأي حركة... و لا اي صوت... كأن كل شئ قد توقف بالفعل عند اغماضي لعينيّ. و تمنيت ان تبقى الامور هكذا.. على الاقل هو هنا صحيح؟ ثم عاد كل شئ لطبيعته.. سمعت تنهيدة خافتة.. ثم شعرت بيد تمتد و توضع على كتفي ببطء.. و لم ينبس ببنت شفة. فقط الهدوء و لا شئ اخر يغلفنا. بقينا هكذا لبعض الوقت.. كنت استمتع بوجوده رغم كل شئ، حتى ان كان صامتا، حتى ان كان فقط يقف على بعد بضعة امتار.. شعوري بوجوده حولي يبعث فيّ شعور بالطمأنينة
هيوك: انا ايضا اشتاقكِ كثيرا...
ربما ليست بفكرة جيدة ان ابقي عيني مغلقتين.. ربما عليّ ان اشبع ناظري منه.. من يدري ما سيحدث في غضون اليومين القادمين؟
هز رأسه بقوة ثم ابتسم رغم كل شئ: لننسَ ذلك قليلا فحسب.. ألستِ متعبة؟ هيا لتنامي!
تركني و وضع غطاءً ثقيلا فوق احد الأسرّة الكبيرة ثم استلقى تحته... و كأن شيئا لم يحدث قبل قليل!
تساءل بشئ من الخبث: هل ستحدقين بي طوال الليل؟! اعلم بأني وسيم.. اجل.. لكنك ستتعبين من وسامتي عما قريب!
اقتربت منه و بأحد الوسائد الموجودة ضربته: هيوكجاي حقا!!!
القيتها بغضب مصطنع على احد الارائك ثم استلقيت الى جانبه... و شعرت بأن ما في صدري هو قرع طبول و ليس قلب! بالتأكيد يستطيع سماعه، بالتأكيد يستطيع لأنه عالٍ للغاية.. بينما انا اتناقش مع نفسي ان كان يستطيع سماع قلبي و اتساءل ان كان قد فضح امري ام لا، كان هيوك يحدق بي بملل شديد
هيوك: هل انتهيتِ؟
نطرت له بتساؤل: ماذا؟
تنهد و اقترب قليلا و مد ذراعه لي: الوسادة ايضا تريد ان ترتاح... ان كنتِ لا تريدينها فقولي فحسب لا بأس بالامر حقا ان كنتِ-
اصبح ثرثار في خلال الخمس سنوات التي افترقنا فيها -_- وضعت رأسي بين كتفه و صدره، و برغم توتري الشديد الا اني لن اضيع فرصتي هذه المرة.. تبع ذلك وضعي لذراعي حول وسطه، و ربما ايضا وضعت رجلي فوق ساقه ^^" اه.. حسنا.. ربما اعتبرته وسادة بالفعل قليلا.. قليلا فحسب ^^"




ذراعه الممتد تحتي التف حول كتفي، و ربّت عليّ بهدوء: ارتاحي لليلة... تبدين متعبة للغاية..
همهمت له بكلام غير مفهوم، كنت قد بدأت اغفو بالفعل.. دفء و سكينة يغمران روحي.. و لربما استطيع النوم الليلة..
*//*//*
كنت اريد ان اتقلب على الناحية الاخرى، جسدي و كأنه مخدر من النوم على جهة واحدة.. يا الهي! حاولت ان اقلب جسدي، لكني اصطدمت بشئ صلب! و لماذا وسادتي صلبة ايضا؟! فتحت عينيّ بذعر لأجد هيوكجاي ينظر اليّ
صرخت: عاااااااااااااااااااااااااااااااا!!!!
كدت ان اضربه بدون قصد مني.. لم ألحظ بأنه هو و يبدو ان عقلي لا يستطيع استيعاب فكرة انني حقا التقيته مجددا لذلك عقلي اللطيف ظن بأنه شخص اخر و بدأ باتخاذ اساليب الدفاع الخاصة به :3
هيوك: اهدأي! اهدأي انه انا فقط.. انه انا...
انفاسي المتسارعة و دقات قلبي الجنونية.. و مرّ برأسي كل احداث البارحة... فقط دفنت رأسي بصدره و احطت خصره بيدي.. تمنيت ان ابقى هكذا لأطول مدة ممكنة. تنفست براحة مجددا.. الليلة الماضية هي اول ليلة امضيها نائمة بهدوء و سكينة.. اول ليلة بدون احلام مزعجة او ارق او استيقاظ بوسط الليل منذ ان رحل... شئ قد احتجته لفترة طويلة..
اما هيوكجاي؟ فكان يحتضنني بذراع، و اليد الاخرى يلعب فيها بخصلات شعري المبعثرة.. يا الهي!!! ابدو شنعاء الان! ابعدته بسرعة و اسرعت للحمام بدون ان اتلفظ بحرف.. سمعت شيئا يبدو كـ "ما بها تلك المجنونة؟" لكن.. لم آبه كثيرا للامر




سرحت شعري، غسلت اسناني، و اعطيت المرآة افضل ابتسامة لدي.. افضل صباح على الاطلاق!
خرجت متلكأة اقدم رجل و اؤخر الاخرى، باحراج وقفت امامه.. و هو الذي يعاينني باستغراب
هيوكجاي: ماذا حدث للتو؟
ظللت العب بقدمي و انا لا ازال واقفة... اااه! توقف حقا!
سألته بحماس: ماذا سنفعل؟!
نظر للسقف لثوان ثم: انا اعلم :3 علينا اولا الذهاب لمكان ما، ثم سنبحث عن طريقة لتبقي هنا.. اظن بأنني اعرف شخصا سيساعدنا.. لكن اولا... هناك شئ علينا فعله!
امأت له و اخرجت ملابس نظيفة من حقيبتي، ثوب قصير باللون الابيض، و فوقه معطف من الجينز، و حذاء مسطح.. بما انني لم ارَ اي وسيلة للمواصلات حتى الان في هذا المكان، لذلك سأجهز نفسي للمشي في ملابس مريحة :3
نصف ساعة و كنا خارج الكوخ سويا نمشي في طريق واسع تحوطه الاشجار و تظلله جزئيا من اشعة الشمس، و من بين الاوراق تتسلل بعض الاشعة خلسة.. تعانق ايدينا، سيره الى جانبي، و وجودي بالمكان الذي عاش به معظم حياتي كان يضيف حولي هالة من البهجة الغير مفسرة... حتى الهدوء و عدم الكلام كانا مريحين للغاية... بقينا هكذا لمدة لم اعلم قدرها لكن حقا.. ماذا سنفعل؟
نظرت اليه بتساؤل: هيوك.. الى اين نحن ذاهبون؟
ضحك بخفة: ان اخبرتك ستذعرين.. حقا...
جاءت ضحكتي ثقيلة بعض الشئ: انت لن تأخذني لمكان مخيف صح؟ لن تأخذني لمكان ملئ بالاشباح و اشياء من هذا القبيل؟
توقف و ترددت اصداء ضحكته بالمكان.. و رغم حنقي لأنه يعبث بمشاعري الان و لا يأبه بها، الا انني استمتعت بضحكاته كثيرا..
توقف بصعوبة و هو يحاول كتمان ضحكاته: ان تحدثنا من الجهة التقنية، فأنا ايضا شبح، يورا




نظرت للسماء ببلاهة.. حقا! هو كذلك
انا: اذن ماذا؟        
قال ببساطة: نحن ذاهبون لرؤية اهلي
توقفت بمكاني قبل ان اكرر فعلة هيون من الصراخ بـ "مااااااااااااذاااااااااااااااا"
و هو واصل تقدمه و كأنه لم يقل اي شئ البتة... لم يكن ابدا من احلامي ان القى اهله و انا غير مستعدة.. ثم ما هذا الذي ارتديه!
جريت نحوه و اعترضت طريقه بينما يدي تسدان الطريق: انت تمزح اليس كذلك؟
هيوك: لا          
انا: هيووووك انت تمزح!!!! كيف لي ان اقابل اهلك هكذا؟
نظر اليّ من شعري  حتى اخمص قدمي: كيف هكذا؟ لا اجد شيئا غريبا!!!
امسكت بشعري بيأس: ابدو بشعة! ثم كان يجب عليك اخباري كنت سأرتدي شيئا افضل من هذا؟ اااااااه هذا غير مسؤول هيوك! ماذا سيقولون عني!
تقدم ببطء و امسك بكتفي: تبدين اكثر من رائعة.. حقا، ثم انهم يريدون ان يلتقوا بالفتاة التي جعلت من ابنهم مجنونا!
تنهدت: انت فقط تقول هذا لأنك تحبني :( لكنني حقا لا ابدو بأفضل حالاتي.. اين هم على اي حال؟ هل اقتربنا؟
ربت على رأسي و كأنه يريد ان يعطيني بعض القوة: القصر قريب من هنا.. مسافة قصيرة و سنصل.
عادت اصابعنا للعناق مجددا، و بدأ بقيادة الطريق لثوان قبل ان اقف غير قادرة على فهم ما قال..
انا: مهلا هيوك.. اي قصر؟
يده تسللت الى خلف رأسه و حك شعره ببلاهة: اااا.. قصر عائلتي؟
رفعت حاجبي بعدم تصديق: انتم تعيشون بقصر؟
هيوك: تستطيعين القول.. اننا من علية القوم هنا
انا: مهلا مهلا انتظر... يبدو بأني لا اعلم عنك اي شئ، اخبرني مجددا اي قصر؟
تنهد بقلة حيلة: عائلتي هي احد العائلات التي تحكم هذه المملكة، لذلك ببساطة علينا ان نعيش بقصر..
لا توجد كلمة تصف كيف ان فكي قد سقط ارضا.. ربما لامس الارض حقا.. لم اعلم بأن فمي واسع لهذه الدرجة ربما احشر به بطيخة او- تبا هو امير؟!!!!!
صرخت: انـــــت اميـــــــــــر؟!!!



سد أذنيه و ابتعد قليلا ليحمي نفسه من الانفجار العظيم الثاني
هيوك: لستُ.. اميرا بالمعنى المفهوم ^^" تستطيعين القول ان-
قاطعته: لن اذهب
جلست ارضا بكل برود! لن اذهب لقصر احد العائلات الحاكمة بهذا المنظر.. وجدته يتنهد بيأس.. لكنني لن اخضع! حقا لن افعل و ان قال بأنني ملكة جمال الكون! لن افعل و ان توسل على ركبتيه اليّ..
على ذكر التوسل، كان قد بدأ بالنزول اليّ على ركبتيه ^^"
هيوك: يورا.. حقا الامر ليس مهما على الاطلاق..
انا: بلى مهم! مهم للغاية و انت تجعله يبدو تافها لآتي معك لكنني لن افعل..
هيوك: سورا تريد رؤيتك! و امي... ابي ايضا! الجميع يريدون رؤيتك!
امأت بتفهم: انا ايضا اريد رؤيتهم لكن في ظروف افضل من هذه. ربما في الغد سأجهز نفسي بطريقة افضل و ان وجدت شيئا مناسبا لأرتديه سنذهب. اعدك
هيوك: لم تتركي لي خيارا اخر..
ظننت بأنه سيفعل امرا مجنونا ادري كنهه تماما: اقسم ان حملتني على كتفك سأقرصك بشدة لن تزول العلامة ما حييت هيوك! انا جادة! لربما اعضك ايضا و اشوه ظهرك الجميل لن تقبل فتاة بأن تتزوجك




هيوك: ستقبلين انتِ بما سببتيه لا اهتم.. لكنني لن افعل هذا على اي حال.. –اغمض عينيه لثوان ثم همهم- سورااا.. تعالي انتي و هيومي من خلال الممر الشرقي للقصر..
فتح عينيه و جلس الى جانبي ببراءة شديدة
انا: ما الذي فعلته الان؟
هز كتفيه ببساطة شديدة: ممممم كيف افسرها ببساطة؟ نستطيع ان نتواصل من خلال اذهاننا ان اردنا.. فلتعتبريه مثل الهاتف!
فغرت فاهي مجددا: انت تستطيع ذلك؟!!!!!! اتستطيع فعلها معي؟!!!!!!!
هز رأسه بلا بشئ من الحزن: و ان كنت استطيع هل كنت سأتردد في فعل ذلك؟
مططت شفتي بتذمر: انت محق.. و لكن لماذا ناديت سورا؟ و من هيومي؟!!!
ابتسم ابتسامة صغيرة: سترين بعد قليل...
بقينا ارضا هكذا لبعض الوقت... ربما ادراكنا بوجود بعضنا البعض بطئ و ممل، و هذا لا يجدي نفعا ان كنا حقا سنبقى لوقت قصير سويا..
تحدث بهدوء: تغيرتِ قليلا.. تبدين اجمل.. حقا.. اصبحتي شابة و سأبدأ بالشعور بالغيرة من الفتية الاخرين..
في العادة، قد تبدأ الفتاة بالتضرج بحمرة الخجل، لكنني لست هذه الفتاة :3 على الاطلاق :3
انا: و انت لم تتغير كثيرا –بدأت بوضع يدي على شعره- اصبح شعرك اطول و اختفى اللون الغريب الذي كنت تصر عليه .. تبدو وسيما هكذا ^^




من بعيد، كانت هناك طفلة صغيرة، تمشي الى جانب فتاة جميلة.. ترتدي ثوبا من المفترض كونه قصيرا لكنه يصل الى ما بعد ركبتيها، حذاء ابيض صغير لطيف للغاية، و طوق حول شعرها الذي يتجاوز كتفها بقليل.. و عندما اقتربت اكثر منا، بدأت بالجري و تركت يد الفتاة. رجلان صغيرتان تلتفان حول بعضهما حتى شعرت بأنها ستتعثر في اقدامها.


هناك تعليق واحد:

  1. بس بارتين؟! ㅠㅠ .... قرأت من أول بارت لما نزلت وما بعرف ليه ما كملتها :( .. ندمت طبعااااااا ㅠㅠ جد ندمت لأنها روعة وحلوة كتييير بتجنن لحد الآن مع انهم بس بارتين ♡.♡ اااااخ هيييييييح طريقة الكتابةةةة جداااا ممتعة ، كيف هيك؟! من وين جبتي هالأسلوب يعني لا بيشبه اغلب الفانفيكشن العربي ولا بيشبه الاسلوب المترجم؟! فيكي تحكي نص من هون ونص من هون ع اسلوب جديد.. الفكرة رهيبةةةة *تصفيق* جدا الفكرة جديدة ومبتكرة خيالية ومحبوكة بطريقة حلوووةةةة صار عندي فضوول كبييير لاعرف البقية كيف رح تكووون ㅠㅠ عندك وصف الحزن وهيكااا هااااااااح كمان وحدة بتحب البؤس والتراجيديا بدها تقتلنا معها .. بتلبقي انتي ونور جد سوا ♡♡♡♡♡♡♡♡♡ بدي بدي بدي اقرأ كمان.. قرأت البارتين ع جلسة وحدةةة وحسيت الوقت مر بسرعةة ㅠㅠ بشكر نور لأنها قالتلي رح تعجبك ووقتها استغربت لأني قلت ما اعتقد بس فعلااا ثقتها فيكي وباللي كتبتيه طلعوو صح وبمحلهم تمام ♡♡♡♡

    ردحذف